You are on page 1of 20

‫حكومة أقليم كردستان‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬


‫جامعة صالح الدين كلية التربية شقالوة‬
‫قسم اللغة العربية مرحلة الثالثة ‪ -‬ب‬

‫ساَنََبنََثَاَبتَ َ‬
‫حَ ّ‬

‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫فاطمه عبدالستار مصطفى‬

‫بإشراف أستاذ‪:‬‬
‫م – محسن حسن عوال‬

‫‪ 2021‬ميالدي‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ 1443‬هجري‬


‫َ‬
‫َ‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫قال التعالى‪:‬‬

‫(( ُق ْل ه ْل يسْتوِى ا ّل ِذين يعْل ُمون و ا ّل ِذين ال ي ْعل ُمون ))‬


‫سورةالزمر‪:‬اآلية‪9 :‬‬

‫صدق هللا العظيم‬


‫***اإلهداء*** َ‬

‫اهدي هذا العمل المتواضع‬


‫إلى‪:‬‬
‫*الوالدين الكريمين حفظهماهللا‪........‬‬

‫*إلى كل األصدقاء‪ ،‬من كانوا برفقتي و مصاحبتي أثناء دراستي في الجامعة‪.......‬‬

‫* إلى كل من لم يدخر جهدا في مساعدة‪........‬‬

‫* إلى كل من ساهم في تلقيني ولو بحرف في حياتي الدراسية‪.......‬‬

‫*وإلى أستاذ الماددة المنهج البحث (محسن حسن(‬

‫فاطمهَعبدالستارَمصطفى َ‬

‫أَ‬
‫‪---‬المحتويات‪َ --‬‬
‫الصفحة‬ ‫المحتوي‬
‫أ‬ ‫‪------------------------------- -------------------------------‬‬ ‫اإلهداء‬
‫ب‬ ‫‪-------------------------------------- ----------------------------------‬‬ ‫المحتويات‬
‫‪1‬‬ ‫‪---------------------------------- -----------------------------------‬‬ ‫المقدمة‬
‫الفصلَاألول‪َ:‬أحوالَالحياةَالعامةَفيَبالدَالعرب‪َ .‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪-------------------------------- -----------------------------‬‬ ‫‪ : 1.1‬الحالة السياسية‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪----------------------------- ----------------------------‬‬ ‫‪ : 2.1‬الحالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪ :3.1‬الحلة الدينية‪ ،‬الثقافية‪--------------- ---------------------------------- .‬‬
‫سانَبنَثابت‪.‬‬
‫الفصلَالثاني‪:‬ح ّ‬
‫‪5‬‬ ‫‪ : 1.2‬ميالده و نسبه‪----------------------- ------------------------------- .‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ : 2.2‬حياة حسّان بن ثابت‪------------------------ ----------------------------- .‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪------------------------ -----------------------‬‬ ‫‪ : 3.2‬ميزات حسّان بن ثابت و مكانته‬
‫الفصلَالثالث‪َ :‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪ :1.3‬حسّان بن ثابت قبل دخول اإلسالم‪-------------------------- ----------------- .‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ :2.3‬االرتباط حسّان بن ثابت بالغساسنة‪------------------------- -------- .‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ :3.3‬حسّان بن ثابت بعد دخول اإلسالم‪------------------------------ ------------ .‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفصلَالرابع‪َ:‬أغراضَشعرهَوَوفاتهَالشاعر‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪ :1.4‬المدح‪------------------------- --------------------------------------- .‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪ : 2.4‬الهجاء ‪-------------------------- ---------------------------- .‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪ :3.4‬وفاة حسّان بن ثابت ‪----------------------------------------------------‬‬
‫‪14‬‬ ‫الخاتمة‪------------------------------------------- -------------------------- .‬‬
‫‪15‬‬ ‫المصادرَوَالمراجع‪--------------------- ------------------------------ .‬‬
‫ب‬
‫‪---‬المقدمة‪َ ---‬‬
‫((بسمَهللاَالرحمنَالرحيم))‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على محمد و اله الطيبين الطاهرين‪.‬‬
‫اما بعد‪:‬‬
‫فاللغة العربية هي اللغة القرآن الكريم و سر مكنونه العظيم‪ ،‬حفظه هللا جل و عالي غابر األزمان‬
‫من الزلل و التغيير ‪ ،‬وهي اللغة النبي المصطفى ‪ .‬قال تعالى ‪ ( :‬و علم آدم األسماء كلها ثم عرضهم‬
‫على المالئكة فقال أنبئوني بأسماء هؤالء إن كنتم صادقين) البقرة‪.31:‬‬
‫أن الخطر الذي يحدق بها‬ ‫أ ّما اليوم فبقدر ما كان االهتمام بعلو شأن اللغة العربية اهتماما كبيرا إ الّ ّ‬
‫من أعداد أ ّمة اإلسالم عظيم و أكبر ‪ ،‬حتى أن ّه ظهر خطره ي استهداف منهج اللغة العربية المراحل ة‬
‫التعليمية الذي انعكس جلي ّا في تحصيلهم الغوي‪.‬‬
‫وارتبط موضوع هذا البحث بحياة و الشعر حسّان بن ثاب ت األنصاري‪ ،‬حسان بن ثابت أو أبالوليد‬
‫أو أبو عبد الرحمن هو أحد الشعراء الذين لهم مكانة خاصّة في اإلسالم‪ ،‬وذلك ألنّه كان شاعر‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وله العديد من األشعار والقصائد‪ ،‬وي ُمكن اعتباره من الشعراء‬
‫ال ُمخضرمين‪ ،‬إذ عاش ستين سنة ً في الجاهلية‪ ،‬وستين سنة في الدين اإلسالمي‪.‬‬
‫أهميّةَالموضوع‪:‬‬
‫لموضوع البحث أهمية كبيرة‪ ،‬في اآلتي‪ :‬اهتمام األدباء والنقّاد والباحثين بشعر حسّان ألهمي ّته‬
‫التاريخي ّة‪ ،‬التع ّر ف على حسّان بن ثابت‪ ،‬ومكانته الشعرية بين شعراء عصره‪.‬‬
‫المنهجَالمتبع‪َ:‬‬
‫ستقوم هذه الدراسة باالستعانة المنهج الوصفي في البحث النه اكثر استعماال ً في بحوث األدبية‪.‬‬
‫خطةَ البحث‪ََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََََ:‬‬
‫أقسّم هذا البحث إلى أربعة فصول تتسق مع موضوع البحث‪ ،‬حيث اشتملت خطّة البحث على‬
‫اآلتي‪َ :‬الفصل َاأل ّول‪ :‬وتضمن وصفا ً ألحوال الحياة العا ّمة في بالد العرب‪ ،‬وفي ثالثة جزء‪ ،‬على‬
‫النحّو اآلتي‪ :‬الجزء األول‪ :‬عن الوصف الحالة السياسية‪ ،‬و الجزء الثاني ‪ :‬عن وصف الحالة‬
‫اإلجتماعية‪ ،‬والجزء الثالث‪ :‬عن الوصف الدينيية والثقافية ‪.‬الفصل َالثاني‪ :‬حسّان بن ثابت‪ ،‬وفي‬
‫ثالثة جزء وهي‪ :‬الجزء األول‪ :‬ميالده ونسبه‪ ،‬والجزء الثاني‪َ:‬حياة حسّان بن ثابت‪ ،‬والجزء الثالث‪:‬‬
‫ميزات حسّان بن ثابت‪.‬‬
‫في الفصلَالثالث ينقسم إلى ثالثة جزء وهي‪ :‬جزء األول ‪:‬حسان بن ثابت قبل دخول اإلسالم‪ ،‬في‬
‫الجزء الثاني‪َ:‬االتباط حسان بن ثابت بالغساسنة و‪ ،‬الجزء الثالث‪ :‬حسان بن ثابت بعد دخول اإلسالم‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفصل َالرابع‪ :‬أغراض شعره و وفاة الشاعر‪ ،‬في ثالثة جزء ‪ :‬الجزء األول‪ :‬المدح و‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني‪ :‬الهجاء‪ ،‬والجزء الثالث ‪ :‬وفاة حسّان بن ثابت‪ .‬واحتوى هذا البحث أيضاًعلى مقدمة‪ ،‬وخاتمة‪،‬‬
‫و مصادر و مراجع و فهرس المحتويات‪.‬‬
‫اسبابَاختيارَالموضوع‪َ :‬‬
‫وقد دفعتني أسباب ع ّدة الختيار هذا الموضوع ‪ ،‬ومنها ‪ :‬ألنه أكبر من الشعراء العصر اإلسالم ي‬
‫واهتمام األدباء والنقّاد والباحثين بشعر حسّان ألهمي ّته التاريخي ّة ‪ ،‬ارتباط شاع ري ّته بأن ّه شاعر الرسول‬
‫المصطفى‪ ،‬وشاعر األنصاروالمسلمين‪،‬معرفة موقف القرآن الكريم من ال ّشعر‪ ،‬وشعراء صدر‬
‫اإلسالم‪ ،‬أهمي ّة البحث‪ ،‬وطلبه لدى الدارسين‪.‬‬
‫الصعوباتَالمواجهة‪:‬‬
‫من تلك الصعوبات التي واجهتنا في كتابة بحثنا هي المحاضرات المتراكمة علينا خالل هذه المدة‬
‫الزمنية الدراسية و الضغط الكبير من اال ختبارات الكثيرة الموضوعة لمجموعتنا من قبل القسم فهذه‬
‫االسباب تقلل من وقتنا لكتابة بحث جيد و متكامل و من تلك المواجهات الصعبة هو الحصول على‬
‫تلك المصادر و المراجع التي قد تفيدنا في كتابة البحث حيث ان هنالك بعض الكتب تحتوي على‬
‫معلومات جيدة و واضحة لكن السبيل في الحصول عليها هوصعب الن هنالك بعض من المواقع‬
‫التي قد تحجب الكتب التي نريدها و ال نستطيع الحصول عليها بشكل مباشر و المشكلة االصعب هو‬
‫قلة المامنا حول تلك المواضيع التي نختارها فعندما ناتي و نتكلم عن موضوعنا بالتفصيل قد نتعرض‬
‫لبعض من التعثرات بسبب قلة المعرفة لذا نلجأ لبعض االساتذة لنيل بعض المساعدة و اهدائنا بعض‬
‫تلك المصادر التي قد تفيدا في بحثنا و نستطيع من خالله كابة بحث جيد و واضح‪.‬‬
‫الدراساتَالسابقة‪َ :‬‬
‫بعد البحث كالتنقيب‪ ،‬لم أعثر على بحث محكمة في موضوع نفسه‪ ،‬رج ّل الدراسات السابقة التي‬
‫كتبت على حسّان بن ثابت كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬النّواسخ في شعر حسّان بن ثابت األنصاري(دراسة نحوي ّة وصفي ّة في إحسائي ّة تطبيقية )‪ ،‬إعداد‬
‫الطلب ‪-‬حسن مح ّمدآدم حسب هللا(شيكة)‪ ،‬إشراف د ‪-‬مصطفى مح ّم د الفكي‪ ،‬بحث مق ّدم لنيل درجة‬
‫الماجستير(تخصص ال نّحو و الصّرف) (‪2005‬م)‪ ،‬للجامعة أم درمان اإلسالمية كلية اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -2‬صورة المهجو في شعر حسّان بن ثابت‪ ،‬إعداد الطالب ‪ -‬سلطان عويض مطير العطوي‪ ،‬إشراف‬
‫األستاذ د‪-‬خليل الرفوع‪ ،‬رسالة مقدمة إلى عمادة الدراسات العليا استكماال لمتطلبات الحصول على‬
‫درجة الماجستيرفي األدب العربي ‪ /‬قسم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬جامعة مؤتة‪.2013 ،‬‬
‫وفي النهاية المقدمة أشكر و التقدير هؤالء األشخاص يساعدني في هذه البحث وأشكر أستاذي‬
‫العزيز‪ ،‬م – محسن حسن و مكتبة كلية التربية شقالوة وأصدقائي وعائلتي وعمي‪ ،‬م – سميع‬
‫مصطفى‪ ،‬أست اذ قسم الفلسفة جامعة صالح الدين‪.‬‬
‫‪َ2‬‬
‫‪- --‬الفصلَاألول‪ َ:‬أحوالَالحياةَالعامةَفيَبالدَالعرب ‪َ ---‬‬
‫‪ :1.1‬الحالة السياسية ‪:‬‬
‫اتسمت الحالة السياسي ّة في بالد العرب قبل ظهور اإلسالم بعدم الوحدة السياسية‪ ،‬إذ كانوا بدوا ً‬
‫ي‪ ،‬وكان‬‫رحال متفرّقين في مختلف األنحاء‪ ،‬متعادين‪ ،‬متنافرين‪ ،‬ال تضمهم وحدة شاملة‪ ،‬وال ملك قو ّ‬
‫أكثرهم أميين ولم يسجّلوا حو ادثهم إال في أواخر العصر األموي‪ .‬وعرفت مملكتا سبأ‪ ،‬و معين‬
‫بآثارهما التي ال تزال باقية إلى اليوم (حسن‪ 1964،‬م‪ ،‬ص ‪.)52-1‬‬
‫وكانت قريش من أعظم القبائل العربية ‪ ،‬فانصّمت إل ى بطون شت ّى تفر ّع ت بطون قبائلها‪ ،‬و بدأت‬
‫الحروب تنشب بين بطون القبيلة الواحدة‪ ،‬كما هو الشأن في غلبة قبيلة بني تغلب على قبيلة بني‬
‫بكر(حسن‪ 1964،‬م‪ ،‬ص ‪.)21- 19‬‬
‫ولنشأة مملكتي الحيرة والغساسنة و استيطان القبائل العربية األراضي القريبة من حدود دولتي‬
‫الرومان و الفرس‪ ،‬اتحذ الفرس إمارة الحيرة لالستعانة بها على حرب الروم ‪ ،‬ولتكون حائر اً بين‬
‫العراق وغ ارات العرب على الدولة الفارسي ّة‪ ،‬كما اتخذ الروم أُماء غسان أعوانا ً على الفرس ووسيلة‬
‫لحكم قبائل العرب القريبة منهم‪ .‬فكانت عالقة الحيرة ببالد الفرس كعالقة غسّان ببالد الروم ‪.‬‬
‫لم يكن العرب نوع من الحكومات المعروفة‪ ،‬وال قضاء لهم يتحاكمون إلي ه‪ ،‬وال جيشا ً مو ّحدا ً يدرأ‬
‫عنهم األختار الخارجي ّة‪ ،‬بل كان الثأر هو السائد بينهم في القصاص لنفسه بنفسه (عرفات‪2012 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.)75- 1‬‬
‫وعن المنزلة الشاعر في فقد كان صحيفتها السائرة‪ ،‬ولسانها الذي ينشر مفاخرها ويهجو أعداءها‬
‫‪ ،‬ويرثي موتاها‪ ،‬ويشيد مكانتها بين القبائل‪ ،‬االخرى ‪ ،‬كما كان يثور عليها إذا هي قصّرت في حقه‬
‫في رعايتها لها (الشايب‪1966 ،‬م‪ ،‬ص ‪.)34‬‬
‫‪ :2.1‬الحالة األجتماعية‪:‬‬

‫وجد الباحثون لتاريخ العرب القديم مؤثات عظيمة وهي‪ :‬أ ّنهم يتكلمون اللّغة العربي ّة و ٕا ْن اختلفت‬
‫لهجاتها ‪ ،‬وأنّهم يدينون بما شاع من اديان قبل اإلسالم‪ ،‬وأن ّهم من جنس واحد هو الجنس السّامي‪.‬‬
‫وكانت الم أ رة لها دور في مجتمعهم ‪ ،‬فكانت تُستشار في مهام األمور‪ ،‬بل تشارك الرجل في أموره‬
‫‪،‬ويفتخر الرجل بنسبه إلى أ ّمه كما يفتخر بنسبه إلى أبيه‪ .‬وكان الطالق بيدالرجل وقليل من النساء‬
‫بأيديهن‪ .‬وكان العرب الفقراء‪ ،‬والضعف اء يقتلون أوالدهم مخافة اإلمالق‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أن تكون الف ُرقة‬
‫يشترطن ْ‬
‫وتع ّد هذه من العادات المرذولة ‪( ،‬وال تقتلوا أوالدكم خشية إمالق نح ن نرزقهم و ٕاي ّاكم) سورة‬
‫األنعام‪.51:‬‬
‫ولكن عندما تشعّبت القبيلة الواحدة إلى بطون تنافس كل بطن في الرياسة والشرف وإ ْن كان يجمعهم‬
‫أصل واحد‪ ،‬ففقدت روح الوئام تماما ً بين القبائل المختلفة لسببين‪ :‬أولهما‪ :‬التنافس على مادة الحياة‬
‫‪3‬‬ ‫وهي المرعى وموارد الماء‪،‬‬
‫واآلخر تنازع الشرف والرياسة بين االخوة‪ ،‬وأبناءالعمومة ولذلك نشبت الحروب بين القبائل‬
‫المتقاربة‪ ،‬وشارك حسّان بن ثابت في بعض الصاعات القبلي ّة قُبيل اإلسالم هي حروب متعاقبة مثل‬
‫يوم السّاررة‪ ،‬ويوم الربيع‪ ،‬ويوم فارع البقيع‪ ،‬ويوم معبس ومضرس‪( .‬الحسنين‪1963 ،‬م‪ ،‬ص ‪-22‬‬
‫‪.) 24‬‬
‫وأه ّم هذه األيام هي‪:‬‬
‫أوال ً‪ :‬يوم سمير‪ ،‬لألوس على الخزرج‪ :‬دار قتال فيها بين األوس والخزرج بسبب عدم دفع دي ّة‬
‫قتيل‪ ،‬ولم تضع الحرب أوا زرها إال ّ بعد قتال استم ّر عشرين سنة‪ ،‬كثُرت فيها أيامهم‪.‬‬
‫ثانيا ً ك ‪:‬وأ ّما يوم كعب بن عمرو المازني الخزرجي ‪ ،‬فقد رصده رهط من األوس‪ ،‬فضربوه حت ّى‬
‫قتلوه أو كادوا ‪ .‬فخرج أخوه عاصم بن عمرو ومعه بني النجّار وقاتلوا األوس فيه مقابل قتل األوس‬
‫ألخيه كعب‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وأ ّما يوم ب ُعاث‪ ،‬فهو صورة من صور تدخل اليهود بين األوس والخزرج وإفساد أخوتهما‬
‫ببذر بزور الفتنة والشقاق بينهما ونصرة أحدهما على اآلخر رغبة في إضعاف القبيلتين معا ً‪،‬‬
‫وانهزمت األوس أوّل األمر ولكنّها انتصرت أخيرا ً‪ ،‬وكثر شعر القوم هجا ًء ورثا ًء وفخارا ً‪ ،‬وشارك‬
‫حسّان في هذه المعركة اللّساني ّة مشاركة فعّالة‪.‬‬
‫تتضح من هذه النماذج صورة الوضع االجتماعي في يثرب قُبيل اإلسالم فصا رع بين األوس‬
‫والخزرج وبين اليهود‪ ،‬ث ّم ص ا رع بين الخزرج واألوس وكل مسبباته قبيلّة‪(.‬الحسنين‪1963 ،‬م ‪،‬‬
‫ص ‪.)24-22‬‬

‫‪ :3.1‬الحالة الدينيّة‪:‬‬
‫لم يحفظ لنا التاريخ شيئا ً ذا غناء عن ديانة العرب في الجاهلي ّة‪ ،‬على قلّة ما ورد من معلومات عنه‬
‫إن الّذي نقل‬‫ففي تصوّره فهو أقرب إلى الحقيقة‪ .‬وكان دهماء العرب يدينون بالدين الوثني‪ .‬وي ُقال ّ‬
‫أن يكون عمرو هذا قد نقل بعض األوثان‬ ‫الوثني ّة إلى العرب هوعمرو بن لحيي الخزاعي‪ .‬وال يبعُد ْ‬
‫من بالد الشام إلى الكعبة‪ .‬وكان لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها‪ ،‬وكان هُبل أعظمها شأنا ً‪،‬‬
‫وكان من العقيق األحمر على صورة إنسان مكسوراليد اليمنى ‪ ،‬فصنعت له قريش يد اً من ذهب‪.‬‬
‫وكان أوّل من نصبه ُخزيمة بن مدركة بن إلياس من مضر‪.‬‬
‫وكان عادة العرب إذا أراد أحدهم قضاء أمر لجأ إلى القداح فضربها‪ْ ،‬‬
‫فإن خرج قدح بنعم مضى‬
‫إلى غايته‪ ،‬وإ ْن خرج بال عدل عن المضي فيه‪.‬‬
‫وكانت (مناة) أقدم األصنام وهي آلهة القضاء‪ ،‬أي قضاء الموت وس ّم ي بها العرب أبناءهم عبد مناة‬
‫‪ ،‬و(الالت) بالطائف‪ ،‬عبارة عن صخرة‪ ،‬وقامت ثقيف على سدنتها‪ .‬وس ّموا بها أبناءهم زيد الالت‪،‬‬
‫وتميم الالت ‪ ،‬و(الع ّزى) عبارة عن شجرات في وادي نخلة‪.‬‬
‫‪َ4‬‬
‫من معبودات العرب الوثنيين‪( :‬سواع) بأرض ينبع‪ ،‬و(و ّدا)‪ ،‬و(حيوان يعوق) و(نسْرا)‪.‬‬
‫انتشرت اليهودي ّة في جزيرة العرب قبل ظهور اإلسالم وال سيما في اليمن‪ ،‬ووادي القرى ويثرب‪.‬‬
‫وانتشرت المسيحي ّة في قبائل تغلب وغسّان وقضاعة في ال ّشمال‪ ،‬وبالد اليمن في الجنوب بفضل‬
‫جهود أباطرة الدولة الروماني ّة‪ .‬وانقسمت النصراني ّة إلى ع ّدة فرق تس ّر ب منها إلى جزيرة العرب‬
‫النسطوري ّة في الحيرة‪ ،‬واليعقوبي ّة في غسّان‪.‬‬
‫ووجد المستنيرون في بعض الع رب االرتقاء بحالتهم االديني ّة إالعتقادات أرقى منها ‪ ،‬ووُجد بينهم‬
‫من دعا إلى دين التوحيد كالحنفاء أو التائبون ال معترفون ‪ ،‬نسبة إلى حنيف‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد مه ّدت المذاهب واألفكار واآلراء المسيحي ّة واليهودي ّة الطريق لظهورالمصلح المنتظر‪،‬‬
‫ي(ص)‪.‬‬ ‫وهو النب ّ‬
‫‪ :3.1‬الحالة الثقافية ‪:‬‬

‫كانت م ّكة مركز الحركة التجاري ّة واألدبي ّة فكان يفد إليها العرب من كل صوب وحدب في أيام‬
‫الحج والعمرة‪ ،‬فيتناقلون اآلداب االجتماعي ّة‪ ،‬ويتناشدون األشعار الحماسي ّة ويتح ّدثون بشرف أصلهم‬
‫وكرم ولم ينتشر التعليم بينهم أل ّن العرب لم يكن لهم بالعلوم عهد‪ .‬وخاصة م ّكة كانت تعنى بتعليم‬
‫ي بتعليم العرب الكتابة والقارءة‪.‬‬
‫أبنائها‪ ،‬فظهرت عناية النب ّ‬
‫واتسم الشعر بالعبارات والّتي شملت العبارات الّتي لها عالقة باألمورالديني ّة واألحاديث ذات‬
‫الخطر ‪ .‬ويتناول الشعر القديم الحياة العادي ّة والشؤون الحيوي ّة للبدوي‪.‬‬

‫سانَبنَثابت‪---‬‬
‫‪---‬الفصلَالثاني‪َ:‬ح ّ‬
‫‪ :1.2‬ميالده و نسبه‪:‬‬

‫((كانت يثرب‪ ،‬المدينة التي نشأ فيها حسّان ‪ ،‬إحدى مندن الحجاز ال مهمة إلى الشمال من مكة و‬
‫الطائف‪ .‬وال تتوافر لدينا أإخبار موثوقة عن س ّكانها القدامى‪ ،‬إذ لم يستطع المؤرخون المحدثون جالء‬
‫تاريخ يثرب ال قديم‪ .‬والذي نعرفه ‪ ،‬يهمنا اآلن‪ ،‬أن أهل المدينة في عصر الرسول(ص) كانو عربا ً‬
‫ويهودا ً‪ .‬وكان العرب فيها ينقسمون الى قب يلتين كبيرتين هما األوس والخزرج‪ ،‬وبينهما صلة قربى‬
‫معروفة‪ ،‬ومن أشهر قبائل اليهود فيها قبيلتا قريظة و النضير))‪( ،‬مهنا‪ 1994،‬م‪ ،‬ص‪. ) 7‬‬
‫((قال الكتّاب ( األغاني) و كرروا القول إن حسان عاش ‪ 120‬سنة ‪ ،‬ستين منه ا في الجاهلية و ستين‬
‫في اإلسالم‪ ،‬فإذا نحن نظرنا فيما وصلنا من معلومات عن حياته جاز أن نرجح أن حسان كان في‬
‫الخمسين من عمره حين وصل النبي صلى هللا عليه و سلّم إلى المدينة مهاجرا ً من مكة)) ‪(.‬عرفات‪،‬‬
‫‪ 2012‬م‪ ،‬ص‪.)11‬‬
‫‪َ5‬‬
‫(( ينتمي حسّان إلى قبيلة الخزرج األزدية ‪ ،‬وهو حسّان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن‬
‫ي بن عمرو بن مالك بن النجار ‪ ،‬واسمه تيم هللا بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن‬‫زيد مناة بن عد ّ‬
‫حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر بن ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرىء‬
‫القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن األزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهالن بن‬
‫سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان))‪( ،‬مهنا‪ 1994،‬م‪ ،‬ص‪.) 8‬‬
‫ويكن ّى حسّان أبا الوليد‪ ،‬وأبا عبد الرّحمن‪ ،‬وأبا الحسام‪ .‬وأ ّمه الفُريعة بنت ُخنيس بن عبد وُد بن زيد‬
‫أن حسّان خزرجي من جهة أبيه‬ ‫بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج‪ ،‬من هذا ي ُالحظ ّ‬
‫وأ ّمه‪.‬‬
‫كانت أسرة حسّان ذات شأن عظيم في الجاهلي ّة واإلسالم معا ً فج ّده المنذر بن حرام قد ح ّكمته‬
‫األوس والخزرج في حرب سُمير‪.‬‬
‫((األرجح إذا ً أن حسان عاش عيشة ناعمة في الجاهلية و اتخذ من الندام ى أمثال الشاعر األوسي بن‬
‫الخطيم‪ ،‬بل كان من ندمائه بعض يهود المدينة وقالت بعض المصادر إن شعثاء التي ورد ذكرها في‬
‫الديوان كانت بنت كاهن من كهنة يهود‪ ،‬و اختلفت المصادر في حقيقتها على كل حال ))‪( ،‬عرفات‪،‬‬
‫‪ 2012‬م‪ ،‬ص ‪.)11‬‬

‫‪ :2.2‬حياة حسّان بن ثابت ‪:‬‬


‫من أكبر الشعراء في العصر اإلسالمي و سميه بشاعر الرسول(ص)‪ ،‬وعيش بين العصرين بين‬
‫العصر الجاهلي و العصر اإلسالمي‪.‬‬
‫تكسب في بداية حياته بشعره وانتقل بين بالط جلّق و بلط الحي رة‪ ،‬وكانإلى بالط الغساسنة أميل‪،‬‬
‫وقد م دح أوالد الحارث األعرج و أحفاده ‪ ،‬وقد أجزلوا له العطايا و الجوازر‪ .‬دخل حسان اإلسالم‬
‫عندما هاجر المسلمون من مكة إلى المدينة‪ ،‬وناصر الرسول والمسلمون لسانه ور ّد على حصومهم‪،‬‬
‫فكانة شاعر األنصار في الجاهلية و شاعر الرسول النبوة‪ ،‬عاش حسّان طويالً وعمي في اواخر أيامه‬
‫‪(،‬الطريفي‪ 2009،‬م‪ ،‬ص‪.) 159‬‬
‫وعرف من زوجات حسّان ثالثا ً‪ ،‬اثنين تزوجهما قبل اإلسالم وهما عمرة بنت الصامت بن خالد‬
‫من األوس ‪ ،‬وشعثاء بنت سالم بن مكشم اليهودي أو ابنة كاهن األسلمي ّة‪ .‬وثالثة وهبها له رسول‬
‫هللا(ص)‪ ،‬وهي سيرين القبطي ّة والّتي كانت هدي ّة المقوقس حاكم مصر إلى الرسول عليه السالم مع‬
‫أختها مارية زوج الرسول الكريم‪ ،‬وأ ّم إبراهيم ولد الرسول(ص)‪ ،‬وولدت سيرين من ح ّسان ابنه عبد‬
‫الرّحمن ‪ .‬وعبد الرّحمن أوضح أبناء حسّان في التاريخ ‪ ،‬وكان شاعراً‪ ،‬روى شعر أبيه‪ ،‬وأخلف عبد‬
‫الرّحمن بن حسّان أبناء ع ّدة من أشهرهم جميعا ً سعيد بن عبد الرّحمن‪.‬‬
‫‪َ6‬‬
‫ألن الروايات وأبيات ح ّسان نفسه تؤ ّكد ّ‬
‫أن أكحله‬ ‫وي ُخالف الباحث من وصف حسّان بصفة الجبن‪ّ ،‬‬
‫قد قطع‪ ،‬فال يستطيع حتّى الدفاع عن نفسه‪ ،‬وكما أنّه قد تق ّدمت به السن فال يقوى على الحرب‪ ،‬فناب‬
‫عن ذلك لسانه الّذي رفعه إلى مراتب الشجاعة واإلقدام‪.‬‬
‫ويقول أبو العب ّاس المبرّد‪" :‬وأعرق قوم كانوا في الشعر آل حسّان فإنّهم يعتدون ستة في نسق‪،‬‬
‫كلّهم شاعر‪ ،‬وهم‪ :‬سعيد بن عبد ال ّر حمن بن حسّان بن ثابت بن المنذر ‪ ،‬وخاله ابن مخلد بن الصامت‬
‫الساعد ي من خطباء األنصار‪ ،‬وج ّده المنذر بن حرام‪ ،‬خطيب الناس يوم سُميحة‪ ،‬وأخته خولة تقرض‬
‫الشعر‪ ،‬وابنته ليلى‪ ،‬وابنه عبد الرّحمن‪ ،‬وشارك حسّان في هذا اإلرث أختاه خولة وفارعة "‪.‬‬
‫أما أبناؤه فكان له عبد الرحمن‪ ،‬وقد اشتهر أيضا ً بالشعر وأمه سيرين أخت ماريا القبطية‪ ،‬وقيل‬
‫عنهم أي عن آل حسّان أنهم أعرق الناس في الشعروتمثل حياة حسان بن ثابت ممازجة بين ثقافات‬
‫وحضارات متعددة فقد عاش في عصر الجاهلية ما قبل اإلسالم وعصر اإلسالم عندما ناصر‬
‫النبي(ص) وس ّمي بشاعر الرسول لذا نجد أن حياته قد تنوعت سواء على المستوى الشعري أم‬
‫االجتماعي‪ ،‬فقبل اإلسالم كان له اتصال بملوك الغساسنة في الشام إذ مدحهم وتغن بهم شعر اً‪ ،‬وكان‬
‫متصال ً أيضا بملوك الحيرة وملوك العراق فأغدقوا عليه العطايا وااالهبات‪( ،‬الطباع‪1955،‬م‪،‬‬
‫ص‪.)12‬‬
‫‪ :3.2‬ميزات حسان بن ثابت ومكانته ‪َ :‬‬

‫إن للصحابي حسّان بن ثابت ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬العديد من الصفات التي تُمي ّزه‪ ،‬والتي جعلته في‬ ‫ّ‬
‫مكان ٍة رفيع ٍة في اإلسالم‪ ،‬وفيما يأتي ذكرها ‪:‬‬
‫النبي صلى هللا‬
‫ِّ‬ ‫* كان حسان بن ثابت ‪ -‬رضي هللا عنه‪ -‬شاعر األنصار قبل اإلسالم‪ ،‬ثم أصبح شاعر‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ثم أصبح شاعر اليماني ّين في اإلسالم‪.‬‬
‫ي ال ِهجاء‪ ،‬و كان ذلك بطلب من النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬كما ُذكر سابقا ً‪.‬‬
‫* كان شديد وقو ّ‬
‫* تغ يّر شعر حسان بن ثابت‪ ،‬رضي هللا عنه‪ ،‬بين الجاهلية واإلسالم‪ ،‬فشعره في الجاهلية ال حدود‬
‫له ويزي ّنه الخيال‪ ،‬أما شعره في اإلسالم فقد صوّر الحقائق وأرَّخ األحداث‪.‬‬
‫قوم شعرا‪ ،‬تغي ّر شعر حسان بن ثابت‪ ،‬رضي هللا عنه‪ ،‬بين الجاهلية واإلسالم‪ ،‬فشعره في‬ ‫* نشأ في ٍ‬
‫الجاهلية ال حدود له ويزي ّنه الخيال‪ ،‬أما شعره في اإلسالم فقد صوّر الحقائق وأرَّخ األحداث‪.‬‬
‫االلتزام‬
‫ِ‬ ‫اللفظ‪ ،‬واألُسلوب القوي‪ ،‬مع‬
‫ِ‬ ‫* كان فصيحاً‪ ،‬سريع الحفظ‪ ،‬صادقاً‪ ،‬اتّصف شعره بأنه فخم‬
‫بقواعد ال ّدين‪ ،‬حتى قيل عنه إنه أشعر أهل المدر‪ ،‬ولم يقُل من الشعر للتكسّب أبد اً بعد اإلسالم‪ ،‬بل‬
‫كان شعره لنُصرة الدين والعقيدة‪.‬‬

‫‪َ7‬‬
‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬والمسلمين‬
‫ِّ‬ ‫بروح القدس في هجاء المشركين الذين قاموا بإيذاء‬
‫ِ‬ ‫* أي ّده هللا‬
‫بشعرهم‪.‬‬
‫* لم يشهد أي مشه ٍد‪ ،‬أي غزوة‪ ،‬مع النبي‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وذلك ليس ألنه جبانا ً كما يزعم‬
‫البعض‪ ،‬بل ألنه كان كبيرا ً في الس ّّن‪ ،‬حيث إنه عندما أسلم كان فوق الستين سنة‪.‬‬
‫النبي‪ ،‬صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫بروح القدس في هجاء المشركين الذين قاموا بإيذاء‬
‫ِ‬ ‫* أي ّده هللا‬
‫والمسلمين بشعرهم‪.‬‬
‫* كان فحل الشعر‪ ،‬أي أن شعره كان ذا مرتب ٍة رفيع ٍة‪.‬‬
‫(الطباع‪1995 ،‬م) و (مهنا‪1994 ،‬م)‪.‬‬
‫‪---‬الفصلَالثالث‪َ ---‬‬
‫‪ :1.3‬حسّان بن ثابت قبل الدخول اإلسالم‪:‬‬
‫كان حسّان بن ثابت ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬شاعرا ً شديد العصبية لقومه قبل اإلسالم‪ ،‬فقد كان الهجاء‬
‫والفخر هو الطّابع الغالب على شعره‪ ،‬فكان يمتدح قومه على مناقبهم‪ ،‬ويكون بالمرصاد لكل من‬
‫ائم‬
‫صراع د ٍ‬
‫ٍ‬ ‫شكل من األشكال‪ ،‬وكان قومه الخزرج على‬ ‫ٍ‬ ‫حاول التطاول على قومه أو يهجوهم بأيِّ‬
‫مع قبيلة األوس الذين كان لهم شاعر يس ّم ى قيس بن الخطيم‪ ،‬فكانوا يهجون بعضهم بعضا‪.‬‬
‫(أويس‪ ،2015،‬مجلة ص‪.)116‬‬
‫وكان حسّان مثله مثل باقي الشعراء في الجاهلية لديه من الشعر ما هو في الغزل ومدح النساء‪،‬‬
‫ولكن لم يعد لذلك بعد اإلسالم‪ ،‬وكان يذهب في المواسم إلى سوق عكاظ فيمتدح ذوي الشأن ويكسب‬
‫من ذلك رزقا ً وفيراً‪ ،‬حتى قيل إن غساسنة الشام كتبوا له ُمرتّب اً شهري اً إزاء أشعاره‪ ،‬فهو لم يمدحهم‬
‫فحسب‪ ،‬بل كان يفتخر بهم بشعره كونهم أخواله‪ ،‬فحسّن ذلك من شعره‪ ،‬ومثلما مارس الهجاء والفخر‬
‫في شعر قومه وهم الخزرج‪ ،‬مارس كذلك المدح والتملُّ ق في شعر الملوك‪ ،‬وهكذا عندما أسلم أبدع‬
‫ي والمسلمين‪ ،‬وهجا المشركين‪( .‬مهنا‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.)12- 11‬‬ ‫في جميع أنواع الشعر ‪ ،‬فمدح النب َّ‬
‫كانت المدينة في الجاهلية ميدانًا للنـزاع بين األوس والخزرج‪ ،‬تكثُر فيها الخصومات والحروب‪،‬‬
‫وكان قيس بن الخطيم شاعر األوس‪ ،‬وحسان بن ثابت شاعر الخزرج‪ ،‬الذي كان لسان قومه في تلك‬
‫الحروب التي نشبت بينهم وبين األوس في الجاهلية‪ ،‬فصارت له في الجزيرة العربية شهرة واسعة ‪.‬‬
‫وقد اتصل حسان بن ثابت بالغساسنة‪ ،‬يمدحهم بشعره‪ ،‬ويتقاسم هو والنابغة الذبياني وعلقمة الفحل‬
‫أع طيات بني غسان‪ ،‬وقد طابت له الحياة في ظل تلك النعمة الوارفة الظالل‪ ،‬ثم اتصل ببالط الحيرة‬
‫وعليها النعمان بن المنذر‪ ،‬فح َّل مح َّل النابغة‪ ،‬حين كان هذا األخير في خالف مع النعمان‪ ،‬إلى أن عاد‬
‫النابغة إلى ظل أبي قابوس النعمان‪،‬‬
‫‪َ8‬‬
‫فتركه حسان مكره ًا‪ ،‬وقد أفاد من احتكاكه بالملوك معرفة ً بشعر المديح وأساليبه‪ ،‬ومعرفة بشعر‬
‫الهجاء ومذاهبه‪ ،‬ولقد كان أداؤه الفني في شعره يتميز بالتضخيم والتعظيم‪ ،‬واشتمل على ألفاظ جزلة‬
‫قوية‪ ،‬وهكذا كان في تمام األهبة لالنتقال إلى ظل محمد نبي اإلسالم‪ ،‬والمناضلة دونه بسالحي م ْد ِح ه‬
‫وهجائه‪.‬‬

‫‪ :2.3‬االرتباط حسّان بن ثابت بالغساسنة‪:‬‬


‫اتصل حسان بالبالط الغساني‪ ،‬فمدح كثيرً ا من أمراء غسان‪ ،‬أشهرهم عمرو الرابع بن الحارث‪،‬‬
‫وأخوه النعمان‪ ،‬والسيما جبلة بن األيهم‪ ،‬و قد قرب الغساسنة الشاعر وأكرموه وأغدقوا عليه العطايا‪،‬‬
‫وجعلوا له مرتب ًا سنويًّا‪ ،‬وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعر‪.‬‬
‫وكان هو يستدر ذلك العطاء بشعره ‪:‬‬
‫بردى يصفق بالرحيق السلـل‬ ‫((يسقون من ورد البريص عليهم‬
‫ش ُّم األنوف من الطراز األولط))‪.‬‬ ‫بيض الوجوه كريمة أحسابه‬

‫‪ :3.3‬حسان بن ثابت بعد اإلسالم‪:‬‬


‫كان لحسّان بن ثابت ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬دور هام في اإلسالم‪ ،‬فقد كان الشعر يُعتبر كاإلعالم في ذلك‬
‫العصر‪ ،‬فكان الشعر سياسيا ً على شاكلة معي ّنة‪ ،‬وهي أن يقوم الشاعر بهجاء الفريق الخصم ومدح‬
‫فريقه‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫فكان حسان يدافع عن السُّلطة الدينية اإلسالمية‪ ،‬ليس لهدف التكسُّب وال االستجداء‪ ،‬بل دفاعا ً عن‬
‫رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬والمسلمين‪ ،‬حتى أن النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬قد وضع له منبرا ً‬
‫النبي سأل الناس ع ّمن‬
‫َّ‬ ‫في المسجد يقوم عليه أثناء دفاعه عن اإلسالم‪ ،‬وقد ذكر في يوم األحزاب أن‬
‫ابن رواحة ‪ :‬أنا‪ ،‬قال‪:‬‬‫يحمي أعراض المسلمين‪ ،‬فأجابه ثالثة من المسلمين فقالوا‪( :‬قال كعب‪ :‬أنا‪ ،‬قال ُ‬
‫إذن‪ ،‬قال اهجُه ْم فإنه سيعُي نُك عليهم روحُ‬ ‫ْ‬ ‫حسان ُ‬
‫بن ثابتٍ‪ :‬أنا‬ ‫ُ‬ ‫لتحس ُن الشعر؟ قال‬
‫ِ‬ ‫إنك‬
‫القدس)‪(.‬الذهبي‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪ )514- 513‬و (مهنا‪1994 ،‬م‪ ،‬ص‪.)14- 13‬‬ ‫ِ‬
‫وم ّمن وقف في صفوف المشركين أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ع ّم الرسول وأخوه من‬
‫الرضاعة يؤذي الرسول األميرويهجوه‪ ،‬وانبرى له حسّان للر ّد عليه في قصيدته المشهورة‪:‬‬
‫وعند هللا في ذاك الجزاء ))‪( ،‬عرفات‪.)2012 ،‬‬ ‫(( هجوت محمدا ً فأجبت عنه‬
‫وأن إسالمه كان مع السابقين ور بّما الشيخوخة الّتي‬
‫قيل عن حسّان إنّه إسالمي متق ّدم اإلسالم ّ‬
‫بدأت تدبّ في جسمه أقعدته عن بيعتي العقبة األولى والثانية (جمعة‪ ،‬ص‪.)34-31‬‬

‫‪َ9‬‬
‫وحين اشت ّد الصراع بين اإلسالم والكفر جرّد كل فريق ما يملك لمحاربة اآلخر‪ ،‬وبدأت قريش‬
‫أن كانت قليلة ال ّشعر في جاهلي ّتها (العاني‪ ،‬ص‪.)28‬‬
‫شاعريتها تستيقظ وتقوى‪ ،‬بعد ْ‬

‫سان‪---‬‬
‫‪---‬الفصلَالرابع‪َ:‬أغراضَشعرهَوَوفاةَالشاعرَح ّ‬

‫ي المصطفى في غير األسلوب الّذي ُعرف عنه في الجاهلية إذ ال يمعن في‬ ‫جاء مدح حسّان للنب ّ‬
‫وصف جوده كمن يريد االستجداء والتكسّب من ممدوحيه بل يعنى بوصف شمائله‪ ،‬ووصف الرسالة‬
‫دأن له خاصة ذات منزلة‬‫والتصديق بها وذكر ما حمل اإلسالم للعرب من نور هداية‪ .‬وفي رثائه ی ّ‬
‫ي واي ّامها‪ ،‬ويذكر من قتل من الصحابة‪ ،‬ومن قتل من المشركين ‪،‬‬ ‫عالية‪ ،‬فإنّه يحدثنا عن غزوات النب ّ‬
‫ي‪:‬‬
‫سانَفيَرثاءَالنب َّ‬
‫ي الكريم‪ .‬من الخلفاء الراشدين‪ ،‬ويقولَح ّ‬‫ويرثي من قتل بعد النب ّ‬
‫وال تمل ّ ّن من س ّح وإعوال‬ ‫((يا عين جودي بدمع منك أسبال‬
‫إن ّي مصاب وإنّي لست بالسّالي ))‪( .‬عرفات‪2012،‬م)‪.‬‬ ‫ال تعداني بعد اليوم دمعكما‬

‫األغراض الشعر حسّان بن ثابن ينقسم إلى قسمين ‪:‬‬


‫ثانيا ً‪ :‬الهجاء‪.‬‬ ‫أوال ً‪ :‬المدح‪.‬‬

‫‪ :1.4‬المدح ‪:‬‬

‫نجده في شعر حسان لهذا العهد‪ ،‬فهو مقصور على النبي وخلفائه وكبار الصحابة‪ ،‬والذين أبلوا في‬
‫الدفاع عن اإلسالم بال ًء حسنًا‪ ،‬وهو يختلف عن المدح التكسُّبي بصدوفه عن التقلب على معاني‬
‫العطاء والجود‪ ،‬واالنطواء على وصف الخصال الحميدة ورسالة محمد وما إلى ذلك مما ينبثق من‬
‫العاطفة الحقة والعقيدة النفيسة‪ ،‬قال حسان ‪:‬‬
‫الرسلواألوثان في األرض تعبد‬ ‫((نبي أتانا بعد يأس وفترة من‬
‫يلوح كما الح الصقيل المهنـد‬ ‫فأمسى سراجًا مستنيرًا وهادي ًا‬
‫وعلمنا اإلسالم‪ ،‬فاهلل نحــمد‬ ‫وأنذرنا نارًا وبشر جـنة‬
‫بذلك ما عمرت في الناس أشهد ))‬ ‫وأنت إله الخلق ربي وخالقي‬

‫‪َ 10‬‬
‫ويلحق بهذا المدح رثاء محمد فقد ذرف الشاعر دموعًا حارة‪ ،‬وضمنه لوعة وتذكرًا ألفضال‬
‫رسول الدين الجديد‪ ،‬وحنينًا إليه في النعيم‪:‬‬
‫وفي نيل ذلك اليوم أسعى وأجهد))‬ ‫((مع المصطفى أرجو بذاك جواره‬
‫حسانَبنَثابتَفيَمديحَرسولَهللاَواإلسالم ‪:‬‬
‫األجداد‬
‫ِ‬ ‫ماجد‬ ‫ماجد اً َّ‬
‫عف الخليقة‪ِ ،‬‬ ‫ق ِ‬ ‫(( وهللاِ ربِّي ال نُفار ُ‬

‫متكرما ً يدعو إلى ربِّ العُلى بذل النصيح ِة رافع األعم ِ‬


‫اد‬

‫الهالل ُمباركا ً ذا رحم ٍة سمح الخليق ِة طيِّب األعواد‬


‫ِ‬ ‫ل‬

‫فإن ر بّي قا ِدر أمسى يعو ُد بفضلِ ِه العوَّاد‬


‫إن تترُكوه ُ َّ‬
‫ْ‬

‫وهللاِ ربِّي ال نُفار ُ‬


‫ق أمره ُ ما كان عيش ي ُرتجى لمعاد‬

‫اد ))‪.‬‬ ‫ال نبتغي ربَّا ً سواهُ ناصرا ً حتى نُوافي ضحْ وة ِ‬
‫الميع ِ‬
‫(عرفات‪.)2012،‬‬

‫‪ :2.4‬الهجاء‪:‬‬
‫والباحث في هذه الدراسة يحاول اإلطالل على أحد الفنون الشعرية التي برع فيها الشاعر حسّان‬
‫بن ثابت وهو الهجاء‪ ،‬والذي ستتناوله من خالل صورة المهجوفي شعره الهجائي‪ ،‬فال بد أوال ً أن‬
‫نتعرف على صاحب هذا الفن في ديوانه وهو الشاعر الصحابي حسّان بن ثابت رضي هللا عنه‪.‬‬
‫الهجاء وموضوعه وصوره يو ضح لنا شوقي ضيف في كتابه العصر الجاهلي أن أقدم من حاول‬
‫تقسيم الشعر العرب ي إلى موضوعات هو أبوتمام‪ " ،‬فقد ن ّظمه في عشرة موضوعات‪ ،‬هي الحماسة‬
‫والمراثي‪ ،‬واألدب‪ ،‬والنسيب‪ ،‬والهجاء‪ ،‬واألضياف ومعهم المديح ‪ .‬والصفات‪ ،‬والسير ‪ ،‬والنعاس‪،‬‬
‫والملح‪ ،‬ومذمة النساء‪ .‬وهي موضوعات يتد اخل بعضها في بعض فالحديث عن األضياف إما أن‬
‫يدخل في المديح أو في الحماسة والفخر‪ ،‬والسير والنعاس يدخالن في الصفات‪ ،‬كما تدخل مذمة‬
‫النساء في الهجاء‪ ،‬أما الملح فغير واضحة الداللة‪ََََ11 .‬‬
‫وجاء في باب األدب بما يدل على أّنه يقصد به المعنى التهذيبي‪ ،‬غير أّنه أنشد فيه أبياتا ً في وصف‬
‫الخمر‪ ،‬وأغفل إغفاال ً تاما ً باب العتاب واالعتذار"‪ ( .‬ضيف‪ ،‬ص‪.) 195‬‬
‫َََالهجاءَالقبلي‪ :‬وهو الشعر الذي يدور حول تعميم الهجاء ورمي الشاعر بالهجاء قبيلة ً من القبائل‪،‬‬
‫بحيث يجنح فيه إلى التعميم وإلى اإلطالق‪ .‬وهذا النوع من الهجاء يعد في نظر الشعراء من أوسع‬
‫المجاالت ؛ أل ن طبيعة الحياة العربية قبل اإلسالم تساعد على إيجاده وخا صة أن العرب ينقسمون‬
‫إلى قبائل تمثل كيانات سياسية مستقلة وي ّمثل الهجاء فيها نمطا ً من أنماط الحماية وإظهار القوةووسيلة‬
‫للدعاية واإلرهاب‪( ،‬التونجي‪ 1993،‬م‪ ،‬ص‪.) 343‬‬
‫َََالهجاءَالديني‪ :‬نعلم أن العرب قديما لم يكن لهم عقيدة دينية واحدة وال مناقضات عقدية‪ ،‬لذا فإّنهم‬
‫لم يكثروا من الشعر الهجائي الديني‪ ،‬لذا سأحاول تصوير هذا الفن من خالل الصورة اإلسالمية‪،‬‬
‫وخاصة ان دراستي تمتلك فصال ً كامال ً للحديث عن مثل هذاالنوع من الهجاء‪.‬‬
‫َََالهجاءَالشخصي ‪ :‬قد كان الهجاء الشخصي هو أصل الهجاء‪ ،‬ومنه نما وتط رق إلى موضوعات‬
‫أخرى‪ ،‬فاإلنسان في عالقته اليومية يصادف أشخاصا ً يزورعنهم‪ ،‬وأشخاصاًيقبل عليهم‪ ،‬كما أن‬
‫المرء ربما غضب على اإلنسان للمنافسة على منافع الحياة ومطامعها‪ ،‬فالعرب يتنافسون على‬
‫مصادر الماء‪ ،‬وأماكن اإلقامة‪ ،‬وتأمين الطرق‪ ،‬وكل أسباب الحياة؛ ألنه ال يكفلها له غير القوة‪ ،‬وال‬
‫يبقي عليها إ ّال أليدي والبطش ‪( .‬عجالن‪ ،‬ص‪.)162‬‬
‫والهجاء الشخصي هو الشعر الذي يدور حول شخص معين ألّنه ارتكب إثم اً أو اكتسب جريرة أو‬
‫أتى بما يغضب الشاعر سواء أكان محّقا ً أم محسنا ً عند نفسه‪( ،‬عجالن‪ ،‬ص‪.)162‬‬
‫فقد كان يعمد إلى الواحد منهم فيفصله عن الدوحة القرشية‪ ،‬ويجعله فيهم طائرًا غريب ًا يلجأ إليها‬
‫كعبد‪ ،‬ثم يذكر نسبه ألمه فيطعن به طعنًا شنيعًا‪ ،‬ثم يسدد سهامه في أخالق الرجل وعرضه فيمزقها‬
‫تمزيقًا في إقذاع شديد‪ ،‬ويخرج ذلك الرجل موطنًا للجهل والبخل والجبن والفرار عن إنقاذ األحبة من‬
‫وهدة الموت في المعارك‪.‬‬
‫وقالَيهجوَبنيَعديَبنَكعب‪َ :‬‬
‫كما تناثر خلف الراكب البعرُ‬ ‫((قوم لئام أقل هللا خيرهم‬

‫ريح الحشاش إذا ما بلّها المطرُ‬ ‫كأن ريحهم في الناس إذ خرجوا‬

‫كما النجوم تعالى فوقها القمرُ ))‪( .‬عرفات‪2012،‬م‪،‬‬ ‫قد أبرز هللا ُ قوال فوق قولهم‬
‫ص‪.)351‬‬
‫‪َ 12‬‬
‫‪ :3.4‬وفاة حسّان بن ثابت‪:‬‬
‫اختلفت الروايات والمؤرّخون في وقت وفاة الصحابي حسّان بن ثابت ‪-‬رضي هللا عنه ‪ ،-‬فقيل إنّه‬
‫توفّي في خالفة معاوية بن أبي سفيان وهو بعمر مئة وعشرين سنة‪ ،‬وقيل إنه تُوفّي في سنة أربعين‪،‬‬
‫وقيل قبلها‪ ،‬وفي رواية أُخرى أن ّه توفّي في سنة أربع وخمسين‪ ،‬وقيل إنّه عاش في الجاهلية ستين سنة‬
‫وفي اإلسالم ستين سنة أُخرى‪ ،‬أي إن ّه كان كبير اً في السِّن حين أسلم‪ ،‬والمشهور بين علماء المسلمين‬
‫أنّه تُوفّي وعمره مئة وعشرون عاما ً (الجوزي‪ 2013،‬م‪ ،‬ص ‪ )176‬و (العسقالني‪1415،‬ه‪ ،‬ص‬
‫‪.)56‬‬
‫توفي حسان بن ثابت في المدينة ما بين عامي ‪ 35‬و‪ 40‬هـ في عهد علي بن أبي طالب عن عمر‬
‫ناهز المائة والعشرين عا ًما‪ .‬ورجح بعض المؤرخين‪ ،‬أن حسان ابن ثابت‪ :‬توفي في زمن خالفة‬
‫معاوية بن أبي سفيان ما بين عام‪ 50 :‬هـوعام ‪ 54‬هـ(ابن األثير‪.)2012 ،‬‬

‫‪َ 13‬‬
‫‪---‬الخاتمة‪---‬‬
‫الحمد هلل تعالى الذي وفقنا في تقديم هذا البحث‪ ،‬وها هي القطرات األخيرة في مشوار هذا البحث‪،‬‬
‫وقد كان البحث يتكلم عن (حسّان بن ثابت)‪ ،‬وقد بذلنا كل الجهد والبذل لكي يخرج هذا البحث في هذا‬
‫الشكل‪ .‬ونرجو من هللا أن تكون رحلة ممتعة وشيقة‪ ،‬وكذلك نرجو أن تكون قد أرتقت بدرجات العقل‬
‫الفكر‪ ،‬حيث لم يكن هذا الجهد بالجه د اليسير‪ ،‬ونحن ال ندعى الكمال فإن الكمال هلل عز وجل فقط‪،‬‬
‫ونحن ق قدمنا كل الجهد لهذا البحث‪ ،‬فإن وفقنا فمن هللا عز وجل وإن أخفقنا فمن أنفسنا‪ ،‬وكفانا نحن‬
‫شرف المحاولة‪ ،‬واخيرا ً نرجو أن يكون هذا البحث قد نال إعجابكم‪ .‬وصل اللهم وسلم وبارك تسليما‬
‫كثيرا ً على معلمن ا األول وحبيبنا سيدنا محمد عليه أفضل الصالة والسالم‪.‬‬
‫وقطاف هذه الرحلة البحثية التي أمتعتنا بقدر ما أتعبتنا عرض لما أتحفتنا به من ثمرات‪ ،‬وأوصلتنا‬
‫إليه من نتائج مجملة فيما يأتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد ّمثل الشاعر حسّان بن ثابت أحد األعمدة التي بني عليها التاريخ اإلسالمي في عصر الرسول‬
‫وعصر الخلفاء الراشدين‪ ،‬فشكل منارة من منارات الفن اإلسالمي فكانت حياة الشعر تمثل صور‬
‫لحياة الشاعر المخضرم الذي لحق الجاهلية واإلسالم وشهد التغير الجذري في بناء المجتمع العربي‪.‬‬

‫‪ -2‬لم يكن شعر حسان بن ثابت مقتصر فقط على مدح رسول هللا والدين اإلسالم ي‪ ،‬بل كتب العديد من‬
‫الشعر في ذم الكفار وذم العبادات من األصنام واألوثان التي كانوا يقوموا بعبادته‪.‬‬

‫‪ -3‬إن للمجتمع اإلسالمي خصوصياته القيمية والسلوكية مما يجعل استنباطها‪ ،‬وتنميتها لدى المتعلم من‬
‫أهم الضرورات والحاجات التربوية‪.‬‬
‫‪ -4‬للقيم اإلسالمية دور بارز في تحقيق التجانس بين المتعلمين مع مراعاة الفروق الفردية فيما بينهم‪.‬‬

‫‪ -5‬تأكد من خالل هذا البحث أن أجمل الشعر ليس أكذبه‪ ،‬وإنما أصدقه الذي يحمل رسالة سامية‪.‬‬

‫‪ -6‬الشعر حسّان دور تربوي في تنمية القيم اإلسالمية لدي المتعلم‪ ،‬واإلسهام في تعديل سلوكياته ‪.‬‬

‫*********************‬
‫َ‬
‫‪َ 14‬‬
‫‪---‬المصادرَوَالمراجع‪َ ---‬‬
‫* ابن األثير‪ ،(2012) ،‬إمام عزالدين أبي حسن علي بن محمد الجذري‪ ،‬أسدالغابة َفي َمعرفةَ‬
‫الصحابة‪َ،‬دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬ط ‪َ .1‬‬
‫* أويس(‪ ،) 2015‬محمد أويس‪ ،‬اإلمانَباهللَوَصفاتهَمنَشعرَحسانَبنَثابت‪ ،‬مجلة القسم العربي‬
‫‪ ،‬عدد ‪.22‬‬
‫سانَبنَثابت‪ ،‬نوابغ الفكر العربي‪ ،‬دار المعارف – قاهرة‪.‬‬
‫* جمعة‪ ،‬محمد أبراهيم جمعة‪ ،‬ح ّ‬
‫*حسن‪ ،)1964( ،‬د ‪ -‬حسن أبراهيم حسن‪ ،‬تاريخَاإلسالميَوالدينييَوَالثقافيَواإلجتماعي‪ ،‬مكتبة‬
‫النهضة المصرية – قاهرة‪ ،‬ط‪.7‬‬
‫سانَبنَثابتَشاعرَالرسول‪.‬‬
‫*حسين‪ ،‬سي ّد الحنفي حسين‪ ،‬ح ّ‬
‫سان َبن َثابت َشاعر َالرسول َشاعر َالرسول‪ ،‬أعالم‬
‫* حسنين‪ ،)1963( ،‬سي ّد الحنفي حسنين‪ ،‬ح ّ‬
‫العرب المؤسسة المصرية – قاهرة‪.‬‬
‫* ضيف‪ ،‬د ‪ -‬شوقي ضيف‪ ،‬تاريخَاألدبَالعربيَعصرَالجاهلي‪ ،‬دار المعارف – مصر‪.‬‬
‫سانَبنَثابت‪ ،‬دار صادر – بيروت‪ ،‬ط‪ ،3‬ج‪.1‬‬
‫* عرفات‪ ،)2012( ،‬د ‪ -‬وليد عرفات‪ََ،‬ديوانَح ّ‬
‫* عجالن‪ ،‬عباس عجالن‪ ،‬الهجاءَالجاهليَصورهَ واساليبه‪.‬‬

‫سان َبن َثابت َاألنصاري‪ ،‬دا الكتب العلمية بيروت –‬


‫* مهنا‪ ،)1994( ،‬عبدأ علي مهنا‪ ،‬ديوان َح ّ‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫* التونجي‪ ،) 1993 ( ،‬محمد التونجي‪ ،‬االتجاهاتَالشعريةَفيَبالدَالشامَفيَالعصرَالعثماني‪َ،‬‬
‫منشورات اتحاد الكتاب العربي‪َ .‬‬
‫* الجوزي‪ ،)2013(،‬سبط ابن الجوزي‪ ،‬مرآةَالزمانَفيَتواريخَاألعيان‪ ،‬دار الرسالة العالمية‪،‬‬
‫دمشق – سوريا‪ ،‬ط ‪.1‬‬
‫* الذهبي‪ ،)1985( ،‬شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان‪ ،‬العبرَفيَخبرَمنَعبر‪ ،‬مطبعة حكومة‬
‫الكويت – كويت‪.‬‬
‫* الشايب‪ ،)1966( ،‬األستاذ أحمد الشايب‪ ،‬تاريخ َالشعر َالسياسي َإلى َمنتصف َالقرن َال ّثانيَ‬
‫الهجري‪َ،‬مكتبة النهضة المصري ّة ‪ -‬قاهرة‪ ،‬ط ‪َ .٤‬‬

‫‪َ 15‬‬
‫سانَبنَثابت‪ ،‬الجامعة البنانية –بيروت َ‬
‫*الطباع‪ ،)1955( ،‬عبدهللا أنيس الطباع ‪َ،‬شاعرَالنبيََح ّ‬
‫*الطريفي‪ ،)2009( ،‬يوسف عطأ الطريفي ‪ ،‬شعراءَالعربَعصرَصدر َاإلسالم ‪ ،‬دار األهلية –‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪َ .2‬‬
‫* العاني‪ ،‬د ‪ -‬سامي مكي العاني‪ ،‬عالم المعرفة‪.‬‬
‫* العسقالني‪1415( ،‬ه)‪ ،‬ابن حجر العسقالني‪ ،‬اإلصابةَفيَتمييزَالصحابة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪ ،1‬ج ‪.2‬‬
‫* النّواسخ في شعر حسّان بن ثابت األنصاري(دراسة نحوي ّة وصفي ّة في إحسائي ّة تطبيقية ) ‪ ،‬إعداد‬
‫الطلب ‪-‬حسن مح ّمدآدم حسب هللا(شيكة)‪ ،‬إشراف د ‪-‬مصطفى مح ّم د الفكي‪ ،‬بحث مق ّدم لنيل درجة‬
‫الماجستير(تخصص ال نّحو و الصّرف)‪2005( ،‬م)‪ ،‬للجامعة أم درمان اإلسالمية كلية اللغة العربية‪.‬‬
‫* صورة المهجو في شعر حسّان بن ثابت‪ ،‬إعداد الطالب ‪ -‬سلطان عويض مطير العطوي‪ ،‬إشراف‬
‫األستاذ د‪-‬خليل الرفوع‪ ،‬رسالة مقدمة إلى عمادة الدراسات العليا استكماال لمتطلبات الحصول على‬
‫درجة الماجستيرفي األدب العربي ‪ /‬قسم اللغة العربية وآدابها‪ ،‬جامعة مؤتة‪.2013 ،‬‬

‫********************‬

‫‪16‬‬

You might also like