Professional Documents
Culture Documents
مفهوم الآفات الاجتماعيّة
مفهوم الآفات الاجتماعيّة
مفهوم اآلفات االجتماعّي ةُ :يشير مصطلح اآلفات االجتماعية إلى تل%%ك الحال%%ة أو الن%%وع
من السلوك اإلنساني الذي تعتقد شريحة واسعة من الناس بأنه مّض ر للف%رد والمجتم%ع،
كونه%ا ت%ؤثر على واق%ع وج%ود األف%راد وحياتهم الشخص%ية فتص%بح مش%اكل اجتماعية
تحظى باالهتمام العام.
التدخين
يعتبر التدخين من أكثر اآلفات االجتماعية التي انتش%%رت بش%%كٍل كب%%ير بين الن%%اس ،على
اختالف أعمارهم وأجناسهم ،رغم م%%ا يحمل%%ه من مخ%%اطر ص%%حية كب%%يرة تتمث%%ل برفع%%ه
لخطر اإلصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية من م%%رتين إلى أرب%%ع م%%رات،
وزيادة نسبة الذين يصابون بسرطان الرئة.
يتطّلب أم%%ر التخلص من آف%%ة الت%%دخين جه%%ودًا تتضافر به%%ا كاف%%ة مؤسس%%ات الدول%%ة
وأفرادها ،وفيما يأتي صور للجهود الوقائية التي تتبعها بعض المؤسس ات في ال دول،
ومنها:
فيما يتلخص دور المدارس في الوقاية من هذه اآلفة بتطبيق ما يأتي من تدابير:
الُم سِكرات
ال يقتص%%ر ضرر المس%%كرات على الف%%رد فق%%ط ب%%ل يتع%%داه ليؤثر بش%%كل س%%لبي في
المجتمع ،وفيما يأتي توضيح ل%ذلكُ ]٤[:تسّ%بب المس%كرات ح%وادث متنوع%ة نتيج%ة
فقدان الوعي الجزئي الذي يش%عر ب%ه الش%خص المخم%ور .يؤّثر بش%كل خط%ير على
سالمة الجسم لما ُيؤديه من مشكالت صحية تتمثل بأمراض الكبد ،ب%ل وتتع%داها إلى
فق%%دان ال%%ذاكرة ،وال%%ذهان في ح%%االت اإلف%%راط فيه .ت%%ؤدي ه%%ذه اآلف%%ة الخط%%يرة إلى
مشكالت اقتص%%ادية واجتماعية .يك%ون التخّلص من مش%كلة تع%اطي الكح%%ول بق%%رار
مصدره الشخص نفس%%ه ،وينص%%ح ب%%اللجوء إلى العالج المتخص%%ص ال%%تي يجب على
الدول%%ة توفيره%%ا لتّلقي أن%%واع العالج المتاح%%ة باالنضمام إلى مجموع%%ات ال%%دعم
والتدريب دون إغف%%ال دور األس%%رة المهم في تخليص الش%%خص من إدمان%%ه ه%%ذا]٥[.
المخدرات ُيؤّث ر تعاطي الفرد للمخدرات في أصعدة عدة ،فإلى جانب ما يقوم به هذا
السلوك من ت%%دمير لعالق%%ات الف%%رد االجتماعية ،يمكن لتع%%اطي المخ%%درات أن ُي ؤّثر
بشكل سلبي على صحة المتعاطي كاآلتي ]٦[:تدمير أنظمة الجسم ووظائفه الحيوية
أيضًا؛ مّما قد يتسّبب للفرد ب%%الموت أو ب%%العجز ال%%دائم .الت%%أثير على الحال%%ة الص%%حية
للدماغ ،ففي دراسة أجرتها جامعة كامبريدج تبّين أّن الكوك%%ايين مثًال يجع%%ل ال%%دماغ
س%%ريعًا ج%%دًا مّم ا يؤدي إلى فق%%دان المتع%%اطين لِض عف حجم ال%%دماغ س%%نويًا مقارن%%ة
بنظرائهم من غير المتعاطينُ .تسّبب بعض أنواع الم%%واد المخ%%درة أم%%راض احتش%%اء
عضلة القلب أو اعتاللها ،أو حتى تفاقم أمراض القلب إن وجدت .التسّبب ب%%أمراض
تنفسية عدة ومشكالت في الدورة الدموية وضغط ال%%دم .يتمّث ل ح%%ل مش%%كلة تع%%اطي
المخدرات على الصعيد الوطني باتخاذ إجراءات عدة ،منها ما يأتي ]٧[:تنفيذ ع%%دة
مشاريع وقائية وعالجية من قبل الجهات المتخصصة .تشجيع برامج مكافحة غسيل
األموال المرتبطة بسوق المخ%%درات .أّم ا عن دور مؤسس%%ات التعليم في الوقاية من
آفة المخدرات فيكون باّت باع اآلتي ]٨[:غرس القيم اإليجابية وت%%دعيم ال%%وازع ال%%ديني
الذي يشكل رادعًا ضد هذه اآلفة من خالل المناهج التي تعطى فيها .تعريف الطلب%%ة
بأضرار هذه المواد عن قرب عن طرق دراس%%ة م%%ا تس%%ببه للف%%رد من مضار نفس%%ية
وصحية .تفعيل دور األخصائيين النفسيين المتمثل في مراقبة الطلبة وسلوكهم خالل
اليوم الدراسي؛ لتجنيبهم هذه اآلفة ،باإلضافة إلى تقوية حلق%%ة التواص%%ل بينهم وبين
األهل .التشُّر د ُيعَّر ف التشُّر د وفقًا لمنظمات صحية دولية بأّنه ع%%دم إيج%%اد الش%%خص
لمكان يسكنه ويأويه ،أو ه%%و اضطراره لإلقام%%ة في المراف%%ق الحكومية والخاص%%ة
(المالجئ) التي توفر اإلقامة المؤقتة ليًال ،فيما يقضي المش%%ردون معظم يومهم في
الطرق ،كما يمتد التعريف ليش%%مل فئ%%ة األش%%خاص ال%%ذين ُيج%%برون على العيش م%%ع
عائالت أخرى كفرد من أفرادهم لعدم المقدرة على البقاء والعيش مع العائلة األصل
نظ%%رًا لظ%%روف ق%%اهرة ال يمكنهم التغلب عليه%%ا أو التكيف معه%%ا ]٩[.يترّتب على
التشرد آث%%ار س%%لبية عديدة تنعكس على المجتم%%ع حيث تخل%%ق حال%%ة الظلم المجتمعي
الذي يعانيها الفرد المش%%رد ،وع%%دم تحقيق%%ه لمفه%%وم الرف%%اه االجتم%%اعي إلى حال%%ة من
االنقسام المجتمعي األمر الذي يؤدي بدوره إلى ضعف في النسيج المجتمعي نفس%%ه؛
مما يؤدي إلى انهياره في النهاية ]١٠[.االنتحار ُيعّد االنتحار الذي ُيعّ%%ر ف بأن%%ه قت%%ل
المرء لنفسه السبب العاشر للوفاة في الواليات المتح%%دة على س%%بيل المث%%ال ،ويك%%ون
السلوك االنتحاري عادًة ناتجًا عن أحد األسباب اآلتية ]١١[:اضطراب أساس%%ي في
صحة الفرد العقلية ،مث%%ل :االكتئ%%اب ،أو انفص%%ام الشخص%%ية ،أو االضطراب ثن%%ائي
القطب حيث ُينصح حينها بإحالة الشخص إلى أخصائي صحة عقلية .قد يأتي سلوك
االنتحار نتيجة لبعض الظروف المحيطة بالفرد ،مثل :الفقر ،أو البطال%%ة ،أو الس%%جن
أو غيرها من أسباب .قد يكون نتيجة تعاطي بعض المواد ،مثل :الكح%%ول ،أو بعض
العقاقير ،أو المخدرات .الرشوة تعّر ف الرشوة بأّن ها تقديم مبلغ مالي معين أو ش%%يء
م%%ادي ذي قيم%%ة للت%%أثير على ش%%خص م%%ا وإقناع%%ه بفع%%ل معين بط%%رق ال تتف%%ق م%%ع
واجباته؛ للحص%%ول على منفع%%ة معين%%ة في الحياة اليومية ،وتع%%د الرش%%وة ش%%كًال من
أشكال الفساد غ%ير الق%انوني بس%بب م%ا تحمل%ه من دالالت غ%ير أخالقية ته%دف إلى
تحقيق مصالح معينة بطرق غير مشروعة ]١٢[.التمييز العنصري يوصف التمييز
العنصري أو كما هو معروف بالعنص%%رية بأن%%ه أيدولوجية تق%%وم على تقس%%يم البش%%ر
وفقً%%ا لكيان%%ات بيولوجية معين%%ة كأجن%%اس ،حيث ترب%%ط من خالله%%ا بين الص%%فات
الشخص%%ية ال%%تي يحمله%%ا ذل%%ك الف%%رد وس%%ماته الجس%%دية الموروث%%ة ،وعلى ال%%رغم من
وضع التدابير الدستورية والقانونية الالزم%%ة لحماية حق%%وق األقليات إال أن ظ%%اهرة
العنص%%رية م%%ا زالت منتش%%رة في بعض المجتمع%%ات كآف%%ة اجتماعية خط%%يرة]١٣[.
الفساد اإلداري الفساد هو استغالل بعض أصحاب النفوذ ومواقع الس%%لطة لمناص%%بهم
بشكل غير نزيه عن طريق المعامالت غير السليمة ،أو قب%%ول الرش%%اوى ،أو غس%%يل
األموال وتحويلها؛ لتحقيق مصالح شخصية مما يؤدي إلى فقدان ثقة األفراد في هذه
المؤسسات وممارساتها ]١٤[.العنف يعّ%ر ف العن%ف على أّن ه س%لوك ب%دني أو لفظي
ُيمارس تجاه شخص ما بهدف إيذائه نفسيًا أو جسديًا أو كليهما ،ويشمل العنف أنواع
متعددة من السلوك مثل القتل ،واالعتداء ،والسرقة ،واالغتصاب وغيرها ،كما ُيشار
إلى عدم وجود عامل وحيد يفسر هذه الظاهرة لدى مرتكبيه%%ا إال أن%%ه ق%%د ُيع%%زى إلى
عدة عوامل منها االستعداد الوراثي ،أو سمات الفرد الشخص%%ية نفس%%ه ،أو التع%%رض
إلس%%اءة المعامل%%ة واإلهم%%ال كطف%%ل ]١٥[.أس%%باب انتش%%ار اآلف%%ات االجتماعّي ة تتع%%دد
أسباب انتشار اآلفات في المجتمع ،ومنها اآلتي ]١٦[:الفقر الذي يؤدي إلى الج%%وع.
البطالة التي تؤدي إلى اإلحباط .زيادة النمو السكاني الذي ُيسّبب زيادة الضغط على
الموارد .التحضر والذي ُيقصد به انتقال السكان من المناطق الريفية إلى الحضرية.
قّلة مستويات التعليم وما يترّتب عليه من نقص في فهم العواقب واألضرار الناتج%%ة
عن ممارس%%ة اآلف%%ات االجتماعية .الخراف%%ات والمعتق%%دات الش%%ائعة المنتش%%رة في
المجتمعات .التعّصب لجنس معين ،والتمييز بين أح%%د الجنس%%ين .التعّص ب لطبق%%ات
معينة من المجتمع والذي يؤدي إلى ش%%عور اآلخ%%رين ب%%الظلم وع%%دم المس%%اواة .ع%%دم
توعية صغار السن باآلفات االجتماعية المنتشرة؛ مّم ا يؤدي إلى س%%هولة انح%%رافهم
وممارستهم للسلوكيات غير السوية نتيجة جهلهم بأضرارها .الطمع وحب الس%%يطرة
والهيمنة ،وعدم تطبيق األنظم%ة بش%فافية ،وانع%دام الضوابط ال%%تي تحكم الس%لوكيات
المنحرف%%ة ]١٧[.ط%%رق للتخلص من انتش%%ار اآلف%%ات االجتماعّي ة ُتوج%%د الكث%%ير من
الطرق التي ُتس%اعد على التخلص من اآلف%ات االجتماعية ،ومن أبرزه%ا م%ا يأتي[:
]١٨توف%%ير التعليم وزيادة المنح والف%%رص الدراس%%ية من أج%%ل تمكين فئ%%ة أك%%بر من
الحصول على التعليم .توفير فرص عمل مناسبة لألشخاص العاطلين عن العمل في
المجتمع ،وتوفير فرص تدريب وتعليم موّج هة نحو ما يحتاجه س%%وق العم%%ل .توعية
جميع أفراد المجتمع حول ضرورة تنظيم األسرة .بذل الجه%%ود لجع%%ل األف%%راد أك%%ثر
وعًيا في إدراك أضرار ونتائج اآلفات االجتماعية على الف%%رد والمجتم%%ع ،وذل%%ك من
خالل عرض برامج إعالنية خاصة بالحديث عن اآلفات االجتماعية ومخاطرها من
أج%%ل نش%%ر التوعية المختلف%%ة بين جميع ش%%رائح المجتم%%عُ .يش%%ير مص%%طلح اآلف%%ات
االجتماعية إلى ممارسة سلوك غير سوي ُيلح%%ق الضرر بالش%%خص ال%%ذي ُيمارس%%ها
وبأفراد المجتم%ع أيضًا ،وتتعّ%د د اآلف%ات المنتش%رة في المجتمع%ات ،مث%ل :الت%دخين،
وتعاطي المخدرات ،والتشرد ،واالنتحار ،والرش%%وة ،والتمييز العنص%%ري ،ويح%%دث
ذلك نتيج%ة ألس%باب عّ%د ة؛ ك%الفقر ،والبطال%ة ،واألّمية ،والفس%اد الن%اتج عن الطم%ع،
وانعدام الشفافية ،وُيذكر أّن هناك طرق متنوع%%ة لعالج انتش%%ار اآلف%%ات االجتماعية،
منه%%%%%%%ا :القضاء على البطال%%%%%%%ة بتوف%%%%%%%ير ف%%%%%%%رص عم%%%%%%%ل مناس%%%%%%%بة.