C/128/D/3043/2017 Distr.: General 28 April 2021 Arabic Original: English

You might also like

You are on page 1of 18

‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬ ‫األمم المتحدة‬

‫‪Distr.: General‬‬
‫‪28 April 2021‬‬ ‫العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية‬
‫‪Arabic‬‬
‫‪Original: English‬‬

‫اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‬

‫قرار اعتمدته اللجنة بموجب البروتوكول االختياري بشأن البالغ رقم‬


‫‪*** ** 3043/2017‬‬ ‫***‬ ‫* **‬

‫أ‪ .‬س‪ ،.‬ود‪ .‬أي‪ ،.‬وأو ‪.‬أي‪ ،.‬وج‪ .‬د‪( .‬يمثلهم محام‪،‬‬ ‫بالغ مقدم من‪:‬‬
‫أندريا ساكوتشي)‬

‫أصحاب البالغ وس‪ .‬أ‪ .‬وآخرون‪.‬‬ ‫األشخاص المدعى أنهم ضحايا‪:‬‬

‫مالطة‬ ‫الدولة الطرف‪:‬‬

‫‪ 19‬أيار‪/‬مايو ‪( 2017‬تاريخ الرسالة األولى)‬ ‫تاريخ تقديم البالغ‪:‬‬

‫القرار المتخذ عمًال بالمادة ‪ 92‬من النظام الداخلي‬ ‫الوثائق المرجعية‪:‬‬


‫للجنة‪ ،‬والمحال إلى الدولة الطرف في ‪ 13‬تشرين‬
‫الثاني‪/‬نوفمبر ‪( 2017‬لم يصدر في شكل وثيقة)‬

‫‪ 13‬آذار‪/‬مارس ‪2020‬‬ ‫تاريخ اعتماد القرار‪:‬‬

‫عمليات اإلنقاذ في البحر‬ ‫الموضوع‪:‬‬

‫الوالية القضائية؛ استنفاد سبل االنتصاف المحلية؛‬ ‫المسائل اإلجرائية‪:‬‬


‫وضع الضحية‬

‫الحق في الحياة؛ والمعاملة الالإنسانية والمهينة؛ والحق‬ ‫المسائل الموضوعية‪:‬‬


‫في سبيل انتصاف فعال‬

‫*اعتمدته اللجنة في دورتها ‪ 27-2( 128‬آذار‪/‬مارس ‪.)2020‬‬ ‫*‬

‫** شارك في دراسة هذا البالغ أعضاء اللجنة التالية أسماؤهم‪ :‬عياض بن عاشور‪ ،‬وعارف بلقان‪ ،‬وأحمد أمين فتح اهلل‪،‬‬ ‫**‬

‫وكريستوف هاينز‪ ،‬وبا مريم كويتا‪ ،‬ومارسيا ف‪ .‬ج‪ .‬كران‪ ،‬ودنكان الكي موهوموزا‪ ،‬وفوتيني بازارتزيس‪ ،‬وفاسيلكا سانسين‪،‬‬
‫وخوسيه مانويل سانتوس باييس‪ ،‬ويوفال شاني‪ ،‬وهيلين تيغرودجا‪ ،‬وأندرياس زيمرمان‪ ،‬وجنتيان زيبيري‪.‬‬
‫***وُيرَف ق بهذا القرار رأي مشترك ألعضاء اللجنة عارف بلقان ودنكان الكي موهوموزا وجنتيان زيبيري (مخالف)‪،‬‬ ‫***‬

‫ورأيان فرديان لعضوي اللجنة هيلين تيغرودجا (مخالف) وأندرياس زيمرمان (مخالف)‪.‬‬

‫)‪GE.21-05585 (A‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫‪ )3(2‬و‪ 6‬و‪7‬‬ ‫مواد العهد‪:‬‬

‫‪ 1‬و‪()2(5‬ب)‬ ‫مواد البروتوكول االختياري‪:‬‬

‫أصحاب البالغ هم أ‪ .‬س‪ .‬من مواطني دولة فلسطين ومواليد عام ‪ ،1958‬ود‪ .‬أي‪ ،‬وأو‪ .‬أي‪،‬‬ ‫‪1-1‬‬
‫وج‪ .‬د‪ .‬من مواطني الجمهورية العربية السورية‪ ،‬ومن مواليد أعوام ‪ 1983‬و‪ 1988‬و‪ ،1977‬على‬
‫التوالي‪ .‬وهم يقدمون هذا البالغ أصالة عن أنفسهم ونيابة عن ‪ 13‬من أقاربهم الذين كانوا‪ ،‬في ‪11‬‬
‫تشرين األول‪ /‬أكتوبر ‪ ،2013‬على متن مركب غرق في البحر األبيض المتوسط‪ ،‬على بعد ‪113‬‬
‫كيلومترا جنوب جزيرة المبيدوسا‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬وعلى بعد ‪ 218‬كيلومترًا من مالطة‪ ،‬مما تسّبب في وفاة‬
‫أكثر من ‪ 200‬شخص‪ .‬ويقدم السيد أ‪ .‬س‪ .‬البالغ نيابة عن ‪ 11‬فردا من أفراد أسرته‪ :‬شقيقه المولود‬
‫في عام ‪1952‬؛ وصهره‪ ،‬المولود في عام ‪1977‬؛ وابنة أخيه‪ ،‬المولودة في عام ‪1983‬؛ وابنه‪،‬‬
‫المولود في عام ‪1987‬؛ وابنته‪ ،‬المولودة في عام ‪1987‬؛ وزوجة ابنه‪ ،‬المولودة في عام ‪1992‬؛‬
‫وابنه‪ ،‬المولود في عام ‪1997‬؛ وحفيدته‪ ،‬المولودة في عام ‪2004‬؛ وابن أخيه‪ ،‬المولود في عام ‪2005‬؛‬
‫وابن أخيه‪ ،‬المولود في عام ‪2007‬؛ وحفيده‪ ،‬المولود في عام ‪ ،2008‬وجميعهم من مواطني‬
‫الجمهورية العربية السورية‪ .‬ويقدم البالغ د‪ .‬أي‪ ،‬وأو‪ .‬أي‪ ،‬نيابة عن شقيقهما‪ ،‬وهو من مواطني‬
‫الجمهورية العربية السورية‪ ،‬ومن مواليد عام ‪ .1995‬وتقدم ج‪ .‬د‪ .‬البالغ نيابة عن شقيقها‪ ،‬وهو من‬
‫مواطني الجمهورية العربية السورية‪ ،‬ومن مواليد عام ‪.1992‬‬

‫ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة الطرف لم تتخذ اإلجراءات المناسبة إلغاثة أقاربهم‬ ‫‪1-2‬‬
‫الذين كانوا معرضين للخطر في عرض البحر في انتهاٍك لحقوق أقربائهم بموجب المادة ‪ 6‬من العهد‪.‬‬
‫ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة الطرف لم ُتجر تحقيقًا فعاًال في أحداث الغرق‪ ،‬في انتهاٍك‬
‫لحقوق أقربائهم بموجب المادة ‪ ،6‬مقروءة باالقتران مع المادة ‪ .)3(2‬ويدعي أصحاب البالغ كذلك‬
‫انتهاك حقوقهم بموجب المادة ‪ 7‬مقروءة باالقتران مع المادة ‪ .)3(2‬وقد دخل البروتوكول االختياري‬
‫حيز النفاذ بالنسبة للدولة الطرف في ‪ 13‬كانون األول‪/‬ديسمبر ‪ .1990‬ويمثل أصحاب البالغ محام‪.‬‬

‫الوقائع كما عرضها أصحاب البالغ‬

‫يالحظ أصحاب البالغ أن أقرباءهم حاولوا الهرب من أخطار شديدة كانت تحيق بحياتهم‬ ‫‪2-1‬‬
‫وبحياة أطفالهم في الجمهورية العربية السورية‪ .‬وفي ‪ 10‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ ،2013‬وصل أقرباء‬
‫أصحاب البالغ إلى ليبيا وُن قلوا‪ ،‬بمعية مجموعة كبيرة من الناس أغلبهم من الالجئين السوريين‪ ،‬على‬
‫متن مركب صيد كان راسيًا خارج ميناء زوارة‪ ،‬وأبحر المركب في اليوم التالي حوالي الساعة الواحدة‬
‫صباحًا‪ .‬وتفيد تقارير بأن المركب كان يحمل ما يزيد على ‪ 400‬شخص‪ .‬وبعد ساعات من إبحار‬
‫المركب‪ ،‬تم إطالق النار عليه من مركب آخر كان يحمل العلم البربري‪ .‬فتسّر بت كميات كبيرة من‬
‫المياه إلى المركب‪ ،‬مما أدى بأحد األشخاص الموجودين على المركب‪ ،‬م‪ .‬ج‪ ،.‬إلى االتصال بخط‬
‫الطوارئ في البحار اإليطالي حوالي الساعة ‪ 11‬صباحًا‪ ،‬حيث قال إن المركب كان يغرق وأخبر‬
‫مشّغ ل خط الطوارئ بأن هناك أطفاًال على متن المركب‪ .‬وأرسل م‪ .‬ج‪ .‬أيضًا إحداثيات المركب‬
‫الجغرافية إلى المشّغ ل الذي أخذ المكالمة‪.‬‬

‫وتلت المكالمة األولى عدُة مكالمات‪ .‬وقال مركز تنسيق اإلنقاذ البحري في روما (المسمى‬ ‫‪2-2‬‬
‫بعده "مركز اإلنقاذ اإليطالي") إنه تلقى المكالمة األولى على الساعة ‪ 26/12‬بعد الظهر تلتها مكالمة‬
‫ثانية على الساعة ‪ 39/12‬بعد الظهر وثالثة على الساعة ‪ 56/12‬بعد الظهر‪ .‬وفي كل نداءات‬
‫االستغاثة تلك‪ ،‬كانت السلطات اإليطالية تهدئ من روع األشخاص الموجودين على متن المركب وتؤكد‬
‫أنه سيتم إنقاذهم‪ .‬وألن شيئًا لم يحدث‪ ،‬اتصلوا برقم الطوارئ في البحار اإليطالي على الساعة‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫‪ . 17/13‬وحينها‪ ،‬شرح المشغل أن مركبهم كان في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة للسلطات المالطية ثم‬
‫أعطاهم رقم هاتف مركز تنسيق اإلنقاذ في مالطة (المسمى بعده "مركز اإلنقاذ المالطي")‪.‬‬

‫وأجريت عدة مكالمات على متن المركب لالتصال بالقوات المسلحة ِلمالطة (المسماة بعده‬ ‫‪2-3‬‬
‫"القوات المسلحة المالطية") ما بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر‪ .‬وأجريت مكالمتان أيضًا لالتصال‬
‫بمركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة ‪ 22/14‬و‪ .37/15‬وقيل لألشخاص الذين كانوا على متن المركب‬
‫إنه تم تحديد موقع مركبهم أخيرا وإ ن وحدات اإلنقاذ ستصل في حدود ‪ 45‬دقيقة‪ .‬غير أن أصحاب‬
‫البالغ يقولون إن القوات المسلحة المالطية صرحت بأن التعرف على المركب‪ ،‬حسب بيان صحفي‬
‫صدر عقب األحداث‪ ،‬لم يحدث قبل الساعة الرابعة بعد الظهر وأن أول قارب إنقاذ ‪ -‬وهو قارب‬
‫دورية تابع للقوات المسلحة المالطية ‪ -‬لم يصل إلى مكان الغرق حتى الساعة ‪ ،50/17‬ومعه السفينة‬
‫الحربية اإليطالية آي‪ .‬تي‪ .‬إس‪ .‬ليبرا‪ ،‬التي وصلت إلى الموقع حوالي الساعة السادسة بعد الظهر‪.‬‬
‫ويدعي أصحاب البالغ أن القوات المسلحة المالطية لم تتصل بمركز اإلنقاذ اإليطالي لطلب المساعدة‬
‫إال بعد أن انقلب المركب‪ .‬وهم يدعون كذلك أن آي‪ .‬تي‪ .‬إس‪ .‬ليبرا لم تتلق أي تعليمات بمساعدة‬
‫األشخاص الذين كانوا على متن المركب إال بعد أن انقلب‪ ،‬وأنها في الواقع تلقت األمر بدايًة باالبتعاد‬
‫عن المركب‪ ،‬حيث كان ثمة اعتقاد من ناحية أخرى أن سلطات مالطة لن تقبل تحمل المسؤولية عن‬
‫جهود اإلنقاذ‪ .‬ويالحظ أصحاب البالغ أن عدد األشخاص الذين ماتوا في حادثة الغرق‪ ،‬رغم أنه لم‬
‫يحَّد د بدقة‪ ،‬يقَّد ر بأكثر من ‪ 200‬شخص‪ ،‬من بينهم ‪ 60‬طفًال‪.‬‬

‫ويدعي أصحاب البالغ أن مركزي اإلنقاذ اإليطالي والمالطي حاوال التقاذف بالمسؤولية عن‬ ‫‪2-4‬‬
‫عملية اإلنقاذ عوض التدخل بسرعة‪ .‬ونظرًا إلى أن المركب كانت توجد في منطقة البحث واإلنقاذ‬
‫المالطية‪ ،‬فإن مركز اإلنقاذ اإليطالي اتصل بمركز اإلنقاذ المالطي على الساعة الواحدة بعد الظهر‪،‬‬
‫حيث أخبره بأمر المركب‪ ،‬لكي يسلم العملية للقوات المسلحة المالطية‪ .‬وحسب مركز اإلنقاذ اإليطالي‪،‬‬
‫فإنه عّر ف مركز اإلنقاذ المالطي بأقرب السفن إلى المركب‪ ،‬بما فيها السفينة الحربية آي‪ .‬تي‪ .‬إس‪.‬‬
‫ليبرا وسفينتان تجاريتان‪ .‬غير أنه لم يحدد موقع السفينة الحربية بدقة لمركز اإلنقاذ المالطي‪ .‬وعلى الساعة‬
‫‪ ،37/15‬اتصل أحد ضباط سالح الجو اإليطالي بقيادة البحرية اإليطالية طلبًا للتعليمات بشأن األوامر‬
‫التي سُتعطى للسفينة الحربية‪ ،‬التي كانت األقرب إلى المركب المنكوب‪ .‬ويالحظ أصحاب البالغ أنه‪،‬‬
‫حسب المكالمات الهاتفية التي تم التقاطها(‪ ، )1‬صدر أمر للسفينة بالتحرك مبتعدة عن المركب المنكوب‬
‫ألن قوارب الدورية المالطية‪ ،‬لو رأتها‪ ،‬لتفادت االضطالع بعملية اإلنقاذ‪ .‬وعلى الساعة ‪ ،38/16‬طلب‬
‫مركز اإلنقاذ اإليطالي إلى قيادة البحرية اإليطالية أن تربط اتصاًال مباشرًا بين آي‪ .‬تي‪ .‬إس‪ .‬ليبرا‬
‫والسلطات المالطية‪ .‬ولكن قيادة البحرية لم توافق على ذلك الطلب‪ .‬وعلى الساعة ‪ ،44/16‬طلب مركز‬
‫اإلنقاذ المالطي إلى مركز اإلنقاذ اإليطالي أن يضع آي‪ .‬تي‪ .‬إس‪ .‬ليبرا تحت تصرف عملية اإلنقاذ‪.‬‬
‫ورفض مركز اإلنقاذ اإليطالي الترخيص بذلك ودعا مركز اإلنقاذ المالطي إلى البحث عن حلول‬
‫أخرى‪ ،‬من قبيل إشراك السفن التجارية(‪ .)2‬ولم يصدر أمر للسفينة الحربية بالتدخل إال في الساعة‬
‫‪ 07/17‬بعد الظهر بعد أن انقلب المركب‪ ،‬وتم توجيهها نحو المركب المنكوب‪.‬‬

‫ويّد عي أصحاب البالغ أنه لم ُتَتح لهم سبل انتصاف فعالة تمكنهم من عرض ادعاءاتهم على‬ ‫‪2-5‬‬
‫السلطات المحلية‪ .‬والحظوا أن م‪ .‬ج‪ .‬تقدم بشكوى إلى المدعي العام في محكمة آغريدجانتو‪ ،‬إيطاليا‪،‬‬
‫بشأن تأخر السلطتين اإليطالية والمالطية في االستجابة لنداءات االستغاثة واختفاء أحد ابنيه في حادثة‬
‫‪1‬‬
‫()يشير أصحاب البالغ إلى تسجيالت بين قيادة البحرية اإليطالية وسفينة آي‪ .‬تي‪ .‬إس‪ .‬ليبرا التابعة لها‪ ،‬التي ُنشرت في مقال‬
‫في ‪،”L’Espresso, “La legge del mare: così la Marina ha lasciato affondare il barcone dei bambini‬‬
‫بتاريخ ‪ 5‬حزيران‪/‬يونيه ‪.2017‬‬
‫‪2‬‬
‫()يشير أصحاب البالغ إلى مقال ُنشر في المجلة اإليطالية الدورية ‪ ،L'Espresso‬بتاريخ ‪ 11‬أيار‪/‬مايو ‪.2017‬‬

‫‪3‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫الغرق‪ .‬ولكن‪ ،‬ال إيطاليا وال مالطة فتحت تحقيقًا في ظروف حادثة الغرق وطلب المدعي العام وقف‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ .‬ويالحظ أصحاب البالغ كذلك أن أ‪ .‬س‪ .‬قد تقدم بشكوى إلى المدعي العام في‬
‫محكمة سيراكوز‪ ،‬إيطاليا‪ ،‬في ‪ 15‬أيلول‪/‬سبتمبر ‪ .2014‬وادعى أن ‪ 11‬من أقربائه قد اختفوا عقب‬
‫حادثة الغرق مباشرًة التي وقعت بتاريخ ‪ 11‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ .2013‬واستنادًا إلى محاضر‬
‫الشكوى‪ ،‬يبدو أن دعوى جنائية كانت قد ُر فعت على مجهول عقب شكوى سابقة كان قد تقدم بها أ‪ .‬س‪.‬‬
‫في ‪ 6‬أيلول‪ /‬سبتمبر ‪ .2014‬غير أن أ‪ .‬س‪ .‬لم يتلق أي معلومات عن الدعوى أو نتائجها‪ .‬وبعد حادثة‬
‫الغرق‪ ،‬اتصلت واحدة من أصحاب البالغ‪ ،‬وهي أو‪ .‬آي‪ .‬بالصليب األحمر في مالطة؛ وبالسكرتير‬
‫األول في السفارة اإليطالية في أبو ظبي‪ ،‬حيث كانت أو‪ .‬آي‪ .‬تقيم في ذلك الوقت؛ وبالصليب األحمر‬
‫اإليطالي؛ وبمفوضية األمم المتحدة السامية لشؤون الالجئين‪ ،‬مستفسرًة عن مكان وجود أخيها الذي كان‬
‫على متن المركب وألن هذه السيدة لم تتلق أي معلومات عن أخيها‪ ،‬فقد سافرت إلى إيطاليا ومالطة‬
‫استقصاًء لمعلومات عنه‪ .‬وتعيش غ‪ .‬د‪ .‬في دمشق؛ لذلك لم يتسّن لها أن تتقدم بشكوى إلى سلطات‬
‫الدولة الطرف‪.‬‬

‫ويدفع أصحاب البالغ بالقول إن عدم فتح تحقيق في الوقائع التي أدت إلى حادثة الغرق وما‬ ‫‪2-6‬‬
‫أعقبها من وفاة أشخاص كانوا على متن المركب أو اختفائهم‪ ،‬ومن بينهم أقرباء أصحاب البالغ‪ ،‬يعني‬
‫أنه ليس لديهم أي سبيل انتصاف في الدولة الطرف للطعن في إخفاقات السلطات أثناء أنشطة اإلنقاذ‪.‬‬
‫ويدفع أصحاب البالغ بالقول كذلك إنهم غير ملزمين باللجوء إلى سبل االنتصاف المدنية لكي يستنفدوا‬
‫سبل االنتصاف المحلية ألن غايتهم هي كفالة مقاضاة ومعاقبة المسؤولين عن المخاطرة بحياة أقربائهم‬
‫وعلى التسبب في وفاتهم أو اختفائهم‪ .‬ويدعون أن الدعوى المدنية لن تحقق تلك الغاية‪ ،‬ألن الدعوى‬
‫ستركز فقط على مبلغ التعويضات ولن تتناول مسألة تحديد هوية المسؤولين ومعاقبتهم‪ .‬وحتى لو‬
‫اسُتنفدت سبل االنتصاف المحلية‪ ،‬فإنه كان سيتبين انها عديمة الجدوى في غياب أي تحقيق يؤكد‬
‫الوقائع المحيطة بحادثة الغرق وأي مسؤولية ذات صلة بذلك‪ .‬ويدفع أصحاب البالغ بالقول إنهم ُم نعوا‬
‫بحكم الواقع من االعتداد بسبل االنتصاف المدنية بسبب عدم إجراء تحقيق صحيح في حادثة الغرق‬
‫وعملية اإلنقاذ الفاشلة‪ .‬ويقولون أيضًا إن هناك ظروفًا خاصة تعفيهم من واجب استنفاد سبل االنتصاف‬
‫المحلية بالنظر إلى حجم المأساة التي نشأت عنها شكواهم‪ .‬وهم يقولون إنه ينبغي تطبيق البروتوكول‬
‫االختياري ببعض المرونة ودون تمسك مفرط بالرسميات‪ ،‬كما يقولون إنهم ال يملكون الوسائل الثقافية‬
‫واللغوية واالقتصادية لالعتداد بسبل االنتصاف القانونية في الدولة الطرف‪.‬‬

‫ويشير أصحاب البالغ إلى أن حادثة الغرق وقعت خارج اإلقليم الوطني لكل من إيطاليا‬ ‫‪2-7‬‬
‫ومالطة‪ .‬غير أنهم يدفعون بالقول إن الشكوى تخضع للسلطة القضائية لكل من إيطاليا ومالطة ألسباب‬
‫عدة‪ .‬بادئ ذي بدء‪ ،‬الدولتان معًا طرفان في االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار‪ .1979 ،‬وكانت‬
‫السلطات المالطية مسؤولة عن البحث واإلنقاذ في المنطقة البحرية التي كان يوجد فيها المركب‪ ،‬غير‬
‫أن السلطات اإليطالية كانت تمارس بحكم الواقع سيطرة على منطقة البحث واإلنقاذ المالطية‪ ،‬ألن‬
‫إيطاليا في كثير من األحيان هي الدولة الوحيدة التي تتوفر لديها اإلرادة والقدرة على إنجاز عمليات‬
‫إنقاذ في المنطقة‪ .‬والدولتان الطرفان‪ ،‬عالوة على ذلك‪ ،‬كانتا على اتصال دائم بالمركب المنكوب وفّع لتا‬
‫إجراءات اإلنقاذ‪ .‬ولذلك السبب‪ ،‬ورغم النقائص الشديدة التي شابت العمليات‪ ،‬مارست كلتا الدولتان‬
‫الطرفان سيطرة في منطقة البحث واإلنقاذ على األشخاص المنكوبين‪ .‬ويدفع أصحاب البالغ بالقول‬
‫بوجود عالقة سببية‪ ،‬نتيجًة لذلك‪ ،‬ما بين عدم اإلسراع في القيام بأنشطة اإلنقاذ وبين حادثة الغرق‬
‫والخسائر في األرواح‪ .‬فالدولتان الطرفان‪ ،‬إذ تصرفتا بإهمال‪ ،‬أو امتنعتا عن الفعل‪ ،‬أنشأتا حلقة حاسمة‬
‫في السلسلة السببية التي أدت إلى حادثة الغرق‪ .‬ويالحظ أصحاب البالغ أنه تمت المجادلة في ذاك‬
‫الصدد‪ ،‬بأن نداء االستغاثة ينشئ عالقة ما بين الدولة التي تتلقاه والشخص الذي يرسله‪ ،‬وإ نه ينشأ‪ ،‬بناًء‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫على تلك العالقة‪ ،‬رابط الوالية القضائية ما بين الشخص المعرض للخطر وسلطات الدولة‪ ،‬نتيجة نداء‬
‫االستغاثة‪ ،‬أي أن السلطات تكون نتيجة لذلك ملزمة بتقديم خدمات اإلغاثة الطارئة(‪.)3‬‬

‫الشكوى‬

‫يقول أصحاب البالغ إن واجب تقديم المساعدة لمن هم معرضون للغرق في البحر قاعدة‬ ‫‪3-1‬‬
‫دولية راسخة بموجب اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار واالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار‪،‬‬
‫‪ . )4(1974‬وهم يدفعون بالقول إن الدولة الطرف قد انتهكت حقوق أقربائهم بموجب المادة ‪ )1(6‬من‬
‫العهد بسبب أفعال ناشئة عن اإلهمال واالمتناع عن الفعل في إطار أنشطة اإلنقاذ التي نفذتها في‬
‫عرض البحر‪ ،‬وهو ما عّر ض أرواح أقربائهم للخطر وأدى إلى وفاتهم أو اختفائهم‪ .‬ويدعي أصحاب‬
‫البالغ تحديدًا أن سلطات الدولة الطرف أخّلت بواجبها أن تتخذ جميع الخطوات الصحيحة والمالئمة‬
‫للحفاظ على أرواح أقربائهم الذين كانوا معرضين لخطر الغرق عندما لم تقم بأنشطة اإلنقاذ الضرورية‬
‫وعندما تأخرت في طلب تدّخ ل البحرية اإليطالية إلى أن انقلبت السفينة‪ ،‬رغم أنها كانت تعلم أن‬
‫المراكب المالطية غير قادرة على تقديم المساعدة السريعة‪ .‬ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة‬
‫الطرف لم تستجب بسرعة لنداءات االستغاثة‪ ،‬فتجاهلت بذلك التزاماتها الناشئة عن االتفاقية الدولية‬
‫للبحث واإلنقاذ في البحار‪ .1979 ،‬ويالحظون أنه أثناء أول نداء استغاثة ُو جه إلى القوات المسلحة‬
‫المالطية ُأرسل على الساعة الواحدة و‪ 34‬دقيقة بعد الظهر‪ ،‬قيل لألشخاص الذين كانوا على متن‬
‫المركب المنكوب إنه تّم تحديد مكان المركب وإ ن وحدات اإلنقاذ ستصل في غضون أقل من ساعة‬
‫واحدة‪ .‬وُأرسلت نداءات استغاثة أخرى على الساعة الواحدة بعد الظهر‪ ،‬وقدمت السلطات تطمينات بأن‬
‫المساعدة في طريقها إلى المركب‪ .‬ولكّن الطائرة التابعة للقوات المسلحة المالطية لم تكشف عن مكان‬
‫المركب المنكوب حتى الساعة الرابعة بعد الظهر‪ .‬ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة الطرف‬
‫كانت تعلم أنه لن يكون بإمكانها الوصول بسرعة إلى المركب وأنها لم تسرع في طلب المساعدة من‬
‫السلطات اإليطالية‪ ،‬التي كانت مراكبها موجودة على مسافة أقرب من المركب المنكوب‪ .‬وهم يدعون‬
‫أنه لو تلقت سفينة آي‪ .‬تي‪ .‬إس‪ .‬ليبرا طلبًا سريعًا بالتدخل لكان بإمكانها إنقاذ األشخاص المنكوبين‪.‬‬

‫ويدعي أصحاب البالغ كذلك انتهاك حقوق أقربائهم بموجب المادة ‪ )1(6‬مقروءة باالقتران‬ ‫‪3-2‬‬
‫مع المادة ‪ )3(2‬من العهد‪ ،‬ألن سلطات الدولة الطرف لم ُتجر تحقيقًا رسميًا ومستقًال وفعاًال في حادثة‬
‫الغرق ألجل التحقق من الوقائع وتحديد من المسؤول عنها ومعاقبته‪.‬‬

‫ويدعي أصحاب البالغ أيضًا أن حقوقهم بموجب المادة ‪ 7‬مقروءة باالقتران مع المادة ‪)3(2‬‬ ‫‪3-3‬‬
‫من العهد قد انُتِه كت ألن عدم التحقيق في وفاة أو اختفاء أقاربهم قد تسبب وال يزال في فجيعتهم‪ ،‬وهو‬
‫يعادل معاملة ال إنسانية ومهينة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫()يشير أصحاب البالغ إلى ‪Seline Trevisanut, “Is there a right to be rescued at sea? A constructive‬‬
‫‪.view”, Questions of International Law, 2014, p. 9‬‬
‫‪4‬‬
‫()يشير أصحاب البالغ إلى المادة ‪ )1(98‬من اتفاقية قانون البحار التي تنص على ما يلي‪:‬‬
‫يتعين على كل دولة أن تطالب ربان سفينة ترفع علمها‪ ،‬بأن يقوم قدر وسعه‪ ،‬ودون تعريض السفينة أو طاقمها أو ركابها‬
‫لخطر جدي‪ ،‬بما يلي‪:‬‬
‫تقديم المساعدة ألي شخص يوجد في البحر ومعرض لخطر الضياع؛‬ ‫(أ)‬
‫الشروع بكل ما يمكن من السرعة في إنقاذ أي أشخاص في حالة خطر إذا تلقى إخطارا بحاجتهم إلى‬ ‫(ب)‬
‫المساعدة وفي حدود ما يكون هذا العمل متوقعا منه بصورة معقولة؛‬
‫بعد تصادم مع سفينة أخرى‪ ،‬تقديم المساعدة لها ولطاقمها وركابها‪ ،‬وحيثما كان ذلك ممكنًا‪ ،‬إعالم السفينة‬ ‫(ج)‬
‫األخرى باسم سفينته وبميناء تسجيلها وبأقرب ميناء ستتوقف فيه‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫مالحظات الدولة الطرف على المقبولية واألسس الموضوعية‬

‫في ‪ 19‬كانون الثاني‪/‬يناير ‪ ،2018‬قدمت الدولة الطرف مالحظاتها على مقبولية البالغ‪.‬‬ ‫‪4-1‬‬
‫وتقول الدولة الطرف إنه ينبغي اعتبار البالغ غير مقبول لعدم استنفاد سبل االنتصاف المحلية ولعدم‬
‫االختصاص القضائي وعدم توفر مركز الضحية‪.‬‬

‫وتحيط الدولة الطرف علمًا بحجة أصحاب البالغ ومفادها أنهم ُح رموا من سبيل انتصاف‬ ‫‪4-2‬‬
‫فعال بسبب عدم إجراء السلطات المالطية تحقيقًا سريعًا وفعاًال في سبب حادثة الغرق‪ .‬وهي تالحظ‪،‬‬
‫فيما يتعلق بمالطة‪ ،‬أن أصحاب البالغ لم يتقدموا بأي شكوى إلى سلطات الدولة الطرف ولم يرفعوا أي‬
‫دعوى أخرى‪ .‬فاإلجراء الوحيد الذي اتخذه أصحاب البالغ هو االتصال بالصليب األحمر في مالطة‪.‬‬
‫وتحيط الدولة الطرف علما بحجة أصحاب البالغ التي مفادها أنه يصعب عليهم تقديم شكوى في مالطة‬
‫بسبب كونهم ال يعيشون في البلد وال تتوفر لديهم اإلمكانات المالية‪ .‬غير أنها تقول إنه باإلمكان تقديم‬
‫شكاوى بواسطة محاٍم خاص‪ ،‬أي أن حضور أصحاب البالغ إلى مالطة لم يكن الزما لتقديم شكوى‪.‬‬
‫وإ ضافًة إلى ذلك‪ ،‬تحتج الدولة الطرف بالقول إن لدى أصحاب البالغ عدد من وسائل االنتصاف‬
‫المحلية تحت تصرفهم‪ ،‬في إطار اإلجراءات المدنية والجنائية‪ ،‬لم يعتدوا بها‪ .‬ففيما يتعلق بالدعوى‬
‫الجنائية‪ ،‬كان بإمكان أصحاب البالغ أن يتقدموا بشكوى إلى مفوض الشرطة‪ ،‬طالبين إليه التحقيق في‬
‫االدعاءات التي قدمها أصحاب البالغ‪ .‬وفي حال لم تشرع الشرطة في التحقيق بعد تلك الشكوى‪ ،‬يمكن‬
‫تقديم طعن إلى محكمة الصلح ُي طلب فيه إلى المحكمة إصدار أمر إلى الشرطة بالبدء في اإلجراءات‪.‬‬
‫والمعونة القضائية متوفرة حتى لألشخاص من غير مواطني مالطة‪ .‬وعالوًة على ذلك‪ ،‬يحق ألي‬
‫شخص أيضًا‪ ،‬بموجب القانون الجنائي‪ ،‬أن يطلب إلى أحد القضاة إجراء استجواب في أي جنحة يعاَقب‬
‫عليها بالسجن ثالثة أعوام أو أكثر‪ .‬وفيما يتعلق بالدعوى المدنية‪ ،‬تتاح ألصحاب البالغ أيضًا إمكانية‬
‫رفع دعوى للمطالبة بالتعويض‪ ،‬وبإمكانهم طلب سبيل انتصاف للحصول على تعويضات عن األضرار‬
‫التي يكونوا قد تعرضوا لها‪ .‬وكان بإمكان أصحاب البالغ أيضًا أن يرفعوا دعوى دستورية باالستناد‬
‫إلى ما يّد عونه من انتهاك حقوقهم بموجب الدستور الذي يضِّم ن أحكام اتفاقية حماية حقوق اإلنسان‬
‫والحريات األساسية (االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان) في قوانين البلد‪ .‬ويجوز لشخص غير موجود‬
‫في مالطة أن يرفع دعوى دستورية ويحق له أن يطلب الحصول على المعونة القضائية إذا برهن‬
‫الشخص على عدم امتالكه اإلمكانات المالية لرفع تلك الدعوى‪ .‬وتتمتع المحكمة الدستورية بصالحيات‬
‫واسعة وبإمكانها إتاحة الحصول على سبل االنتصاف لجبر انتهاك معّين‪ .‬ويمكن تقديم الطلب إلى‬
‫المحكمة للنظر في الشكوى على وجه االستعجال‪.‬‬

‫وتالحظ الدولة الطرف كذلك أن حادثة الغرق قد وقعت في أعالي البحار‪ .‬وهي تجادل بالقول‬ ‫‪4-3‬‬
‫إن الحادثة وقعت خارج المياه اإلقليمية لمالطة‪ ،‬وإ ن أصحاب البالغ لم يبرهنوا على وجود رابط الوالية‬
‫القضائية المطلوب في البروتوكول االختياري‪ .‬وهي تقول إن عمليات البحث واإلنقاذ ال تعادل ممارسة‬
‫الوالية القضائية‪ .‬فالدولة مسؤولة عن تنسيق عمليات البحث واإلنقاذ في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة‬
‫لها‪ ،‬ولكن ال يجوز اعتبار تلك المنطقة جزءًا من إقليم الدولة‪ .‬فاالتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في‬
‫البحار‪ ،1979 ،‬تنص على أن منطقة البحث واإلنقاذ ينبغي أال تمس بالحدود المرسومة بين الدول‬
‫فُي ستتبع من ثم أن من الخطأ تفسير منطقة البحث واإلنقاذ على أنها تشكل جزءًا من إقليم مالطة أو‬
‫منطقة تمارس مالطة عليها واليتها القضائية خارج حدود إقليمها‪ .‬وتجادل الدولة الطرف بالقول إنه ال‬
‫يمكن تفسير وفائها بالتزاماتها الدولية في منطقة البحث واإلنقاذ على أنه ُينشئ عالقة تخص الوالية‬
‫القضائية‪ .‬وتالحظ أن منطقة البحث واإلنقاذ ُتعَّر ف باعتبارها منطقة ذات أبعاد محددة مرتبطة بمركز‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫تنسيق اإلنقاذ ضمن حدود خدمات البحث واإلنقاذ المقدمة‪ ،‬وأن التعريف ال يتضمن أي إشارة إلى‬
‫الوالية القضائية أو اإلقليم‪.‬‬

‫وتقول الدولة الطرف كذلك إن أصحاب البالغ لم يقدموا ما يثبت عالقتهم بالمدعى أنهم‬ ‫‪4-4‬‬
‫ضحايا في البالغ‪ ،‬حيث لم يقدموا أي دليل ُيثبت أنهم أقرباء من ُيّد عى أنهم ضحايا وأن لهم المصلحة‬
‫القانونية الالزمة لتقديم بالغ نيابة عّم ن ُيَّد عى أنهم الضحايا‪.‬‬

‫وفي ‪ 25‬أيار‪/‬مايو ‪ ،2018‬قدمت الدولة الطرف مالحظاتها بشأن أسس البالغ الموضوعية‪.‬‬ ‫‪4-5‬‬
‫وهي تالحظ أن المكالمة األولى التي ُأجريت من المكتب كانت لالتصال بمركز اإلنقاذ اإليطالي‬
‫بواسطة هاتف مرتبط بقمر صناعي وأن مركز اإلنقاذ اإليطالي كان أول من قام بتنسيق الحالة ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬

‫وتلقى مركز اإلنقاذ المالطي أول اتصال هاتفي من مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة الواحدة وخمس‬
‫دقائق بعد الظهر ُأعلم فيه مركز اإلنقاذ المالطي أن المركب يحتاج إلى مساعدة‪ .‬وفي تلك المرحلة‪،‬‬
‫كان المركب يعبر منطقة البحث واإلنقاذ الليبية ويهم بالخروج منها‪ .‬ولم تشر المعلومات التي تم تلقيها‬
‫من مركز اإلنقاذ اإليطالي في المرحلة األولى إلى وجود حالة خطر(‪ .)6‬وعلى الساعة الثانية وخمس‬
‫دقائق بعد الظهر أرسل مركز اإلنقاذ اإليطالي رسالة بالناسوخ إلى مركز اإلنقاذ المالطي يطلب إليه‬
‫فيها أن يقبل رسميًا نقل حالة البحث واإلنقاذ وتسليمها إليه‪ .‬وقِبل مركز اإلنقاذ المالطي الطلب على‬
‫الساعة الثانية و‪ 35‬دقيقة بعد الظهر‪ ،‬وهي الساعة التي بدأ فيها تنسيق الحالة‪ .‬وتشير الدولة الطرف‬
‫إلى أن مركز اإلنقاذ اإليطالي‪ ،‬الذي كان ال يزال مركز تنسيق اإلنقاذ الوحيد المسؤول عن تنسيق‬
‫الحالة‪ ،‬قد أصدر في‪ ،‬الساعة الواحدة و‪ 34‬دقيقة بعد الظهر‪ ،‬تحذيرًا مالحيًا إلى الحركة المالحية‬
‫بكاملها في المنطقة المجاورة لكي تساعده‪ ،‬ولم يرسل ذلك اإلنذار إلى مركز اإلنقاذ المالطي‪ .‬وفي المدة‬
‫الفاصلة ما بين الدعوة إلى القيام بالتنسيق وبين لحظة قبول القيام بالتنسيق‪ ،‬اتخذ مركز اإلنقاذ المالطي‬
‫أيضًا سلسلة من اإلجراءات األولية‪ ،‬ففي الساعة الثانية وعشر دقائق بعد الظهر‪ ،‬أصدر مركز تنسيق‬
‫اإلنقاذ المالطي تعليمات إلى سفينة الدورية البحرية ‪ P61‬ليتوجه إلى المنطقة التي كان يوجد فيها‬
‫المركب‪ .‬والحظت الدولة الطرف ادعاء أصحاب البالغ أن من كانوا على المركب المعرض للخطر‬
‫اتصلوا بمركز اإلنقاذ المالطي على الساعة الواحدة و‪ 34‬دقيقة بعد الظهر‪ .‬وتقول الدولة الطرف إن‬
‫هذا غير صحيح ألن االتصال األول ما بين مركز اإلنقاذ المالطي والمركب الذي كان في خطر حدث‬
‫على الساعة الثانية و‪ 22‬دقيقة بعد الظهر عندما هاتف المركز األشخاص على متن المركب لتحديد‬
‫موقعهم والتأكد من الوضع على المركب‪ .‬وتالحظ أن مركز اإلنقاذ المالطي قد أصدر في الساعة الثانية‬
‫و‪ 25‬دقيقة بعد الظهر تعليمات إلى طائرة عسكرية مالطية بالطيران فوق المنطقة‪ ،‬وفي الساعة الثانية‬
‫والنصف بعد الظهر‪ ،‬أصدر المركز تحذير الطوارئ المالحية ‪ -‬ما يعرف بالرسائل النصية المالحية‪،‬‬
‫أو ‪ - NAVTEX‬للحركة المالحية بكاملها في المنطقة لكي يبدأ بتقديم المساعدة‪ .‬وتجادل الدولة‬
‫الطرف بالقول إنه عندما بدأت التحذيرات المالحية بالصدور‪ ،‬كان من واجب جميع السفن الموجودة‬
‫على مقربة من المركب‪ ،‬بما فيها آي ‪ -‬تي ‪ -‬إس ليبرا‪ ،‬التوجه نحو موقعه‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫()تشير الدولة الطرف إلى الفصل ‪ 5-4‬من االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار‪ ،1979 ،‬وإ لى المجلد الثاني‪ ،‬الفصل‬
‫‪ ،2‬الفرع ‪ ،25-2‬والفصل ‪ ،3‬الفرع ‪ ،5-6-3‬من الدليل الدولي للمالحة الجوية والمالحة البحرية للبحث واإلنقاذ‪ .‬وتالحظ‬
‫أن مركز اإلنقاذ المالطي الذي يتولى التنسيق األول لحالة ما يشار إليه بأنه المركز األول لتنسيق عمليات اإلنقاذ‪ ،‬وكان من‬
‫المقرر أن يتولى تنسيق الحالة إلى أن يتم تسليمها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫()تشير الدولة الطرف إلى رسالة ُأرسلت بالناسوخ من مركز اإلنقاذ اإليطالي إلى مركز اإلنقاذ المالطي في الساعة ‪،05/14‬‬
‫طلب فيها مركز اإلنقاذ اإليطالي من مركز اإلنقاذ المالطي أن يتولى تنسيق عملية البحث واإلنقاذ‪ .‬وفي الرسالة‪ ،‬أفيد بأن‬
‫السفينة أصيبت بعطل في المحرك‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫وبعد تولي مهمة تنسيق الحالة‪ ،‬طلب مركز اإلنقاذ المالطي إلى مركز اإلنقاذ اإليطالي تأكيد‬ ‫‪4-6‬‬
‫استعداد أي مراكب إيطالية في المنطقة بإمكانها التدخل طبقًا ألحكام االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في‬
‫البحار‪ .)7(1979 ،‬وأجاب مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة ‪ 09/15‬بالقول إنه ال يوجد أي وحدات‬
‫لخفر السواحل‪ ،‬ولكن إحدى السفن الحربية اإليطالية مستعدة للتدخل‪ .‬ومع ذلك لم ُيذكر اسم السفينة وال‬
‫موقعها وال معلومات االتصال بها‪ .‬وبعد أن حددت طائرة القوات المسلحة المالطية هوية آي ‪ -‬تي ‪-‬‬
‫إس ليبرا طلب مركز اإلنقاذ المالطي إلى آي ‪ -‬تي ‪ -‬إس ليبرا البدء بتقديم المساعدة ما دام قد تم‬
‫تحديدها على أنها السفينة األقرب إلى المهاجرين‪ ،‬حيث كانت على بعد ‪ 17‬ميًال بحريًا‪ .‬وفي الساعة‬
‫‪ ،22/16‬أرسل مركز اإلنقاذ المالطي رسالة بالناسوخ إلى مركز اإلنقاذ اإليطالي طالبًا إليه إصدار‬
‫تعليمات إلى آي‪-‬تي‪-‬إس ليبرا بالتوجه إلى المنطقة حيث لوحظ أن المركب المنكوب كان مكتظًا وغير‬
‫مستقر‪ .‬وأجاب مركز اإلنقاذ اإليطالي على الهاتف بأن آي ‪ -‬تي ‪ -‬إس ليبرا كانت تقوم بواجبات‬
‫مراقبة وإ نه‪ ،‬حتى لو تم توجيهها إلى هناك‪ ،‬فإنه لم تكن توجد أي وسائل لتغطية المنطقة تحت‬
‫المراقبة‪ .‬وتال هذا التبادل رسالة أخرى بالناسوخ على الساعة ‪ .42/16‬وعندها أكد مركز اإلنقاذ‬
‫اإليطالي أن السفينة آي‪-‬تي‪-‬إس ليبرا ستتوجه إلى المنطقة لتقديم المساعدة‪ .‬واتصل مركز اإلنقاذ‬
‫المالطي أيضًا بسفن تجارية في المنطقة طالبًا المساعدة‪ .‬وعلى الساعة ‪ ،55/16‬كانت آي‪-‬تي‪-‬إس‬
‫ليبرا ال تزال تبحر في نفس اتجاهها األول فلم تغير اتجاهها لتمضي نحو المركب المكروب وفق ما‬
‫ُط لب منها‪ .‬وعندها أصدر مركز اإلنقاذ المالطي تعليمات إلى طائرة المراقبة المالطية باالتصال بآي‪-‬‬
‫تي‪-‬إس ليبرا مباشرة بواسطة الراديو ذي التردد العالي جدًا‪ .‬ولكن المكالمات لم تلق أي إجابة‪ .‬وغرق‬
‫مركب المهاجرين على الساعة ‪ .07/17‬ووصل إلى مكان الحادث قارٌب صلُب الغاطس وقابل للنفخ‪،‬‬
‫أرسلته السفينة العسكرية المالطية ‪ 61P‬لكي يصل إلى المنطقة في أقرب وقت ممكن على الساعة ‪45/‬‬
‫‪ 17‬وشرع في عمليات اإلنقاذ‪ .‬ووصلت السفينة العسكرية ‪ P61‬إلى مكان الحادث على الساعة ‪51/1‬‬
‫‪ 7‬ووصل ‪ ITS Libra‬على الساعة ‪ 57/17‬بعد الظهر‪ .‬وأكدت السفينة ‪ P61‬إنقاذ نحو ‪ 140‬شخصًا‬
‫وسفينة آي‪-‬تي‪-‬إس ليبرا إنقاذ ‪ 56‬شخصًا‪ .‬وتقول الدولة الطرف إنها‪ ،‬عندما تحملت مسؤولية تنسيق‬
‫الحالة‪ ،‬اتخذت جميع تدابير الحيطة الضرورية والمتاحة ألجل تقديم المساعدة في الوقت الالزم عن‬
‫طريق إرسال الموارد المتاحة‪ ،‬العامة والخاصة‪ ،‬طالبة استخدام الموارد اإليطالية المتاحة عن طريق‬
‫مركز اإلنقاذ اإليطالي‪ ،‬وليس لمركز اإلنقاذ اإليطالي أي سلطة قضائية أو غيرها إلصدار أوامر إلى‬
‫سفينة توجد في ملكية دولة أخرى‪ .‬وتالحظ الدولة الطرف كذلك أنها أرسلت تحذيرا مالحيا إلى جميع‬
‫السفن في المنطقة‪ ،‬وأنزلت قارب إنقاذ من الطائرة العسكرية لتوفير المساعدة وحّو لت وجهة السفن‬
‫الحربية التي كانت موجودة في أقرب موقع باتجاه المنطقة‪.‬‬

‫وتحيط الدولة الطرف علما بادعاءات أصحاب البالغ أن حقوق أقاربهم بموجب المادة ‪،6‬‬ ‫‪4-7‬‬
‫مقروءة بمفردها وباالقتران مع المادة ‪ )3(2‬من العهد‪ ،‬قد انُتهكت‪ .‬وهي تكرر حجتها التي مفادها أن‬
‫أصحاب البالغ لم يتقدموا بأي شكوى إلى سلطات الدولة الطرف طلبا للبدء في إجراء تحقيق‪.‬‬

‫وتجادل الدولة الطرف بالقول إن احترام الحياة يتمثل أوًال وقبل كل شيء في أن الفرد ال‬ ‫‪4-8‬‬
‫يعرض حياته لخطر ال ضرورة له وفي أن يتخذ جميع االحتياطات الممكنة للحد من ذلك الخطر‪.‬‬
‫وتالحظ أن أوروبا والدول الموجودة على حدودها الخارجية تواجه تدفقات هجرة غير مسبوقة‪ ،‬حيث‬
‫هناك محاوالت لعبور البحر على متن قوارب غير قابلة لإلبحار‪ .‬ومهما أبدت مراكز تنسيق اإلنقاذ من‬
‫سرعة تحرك وإ مكانيات من حيث التجهيز وتمسك بأداء الواجب‪ ،‬فإن هناك دائمًا إمكانية لوجود حاالت‬
‫بحث وإ نقاذ متعددة تحدث في الوقت نفسه‪ ،‬أو عندما تؤدي ظروف جوية إلى الحؤول دون عمليات‬

‫‪7‬‬
‫()تشير الدولة الطرف إلى الفصلين ‪ 6-1-3‬و‪ 7-1-3‬من االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار‪.1979 ،‬‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫اإلنقاذ ألسباب تتعلق بسالمة المنقذين‪ ،‬وهي تعتد بالقول إن الدولة الطرف وسلطاتها في هذه الحالة لم‬
‫تأل جهدًا ولم تدخر أي عناية في سبيل إنجاح عملية اإلنقاذ‪.‬‬

‫تعليقات أصحاب البالغ على مالحظات الدولة الطرف بشأن المقبولية واألسس الموضوعية‬

‫في ‪ 12‬نيسان‪/‬أبريل ‪ ،2018‬قّد م أصحاب البالغ تعليقاتهم على مالحظات الدولة الطرف‬ ‫‪5-1‬‬
‫بشأن مقبولية البالغ‪ .‬وادعوا أن عدم قيام سلطات الدولة الطرف بالتحقيق بسرعة وفعالية في حادثة‬
‫الغرق يدل على أن أي سبيل انتصاف فعال لم يكن متاحا لهم‪ .‬وهم يعتدون بالقول إن وسائط اإلعالم‬
‫في أوروبا بأسرها قد تناقلت خبر حادثة الغرق وإ نه كان ينبغي لسلطات الدولة الطرف‪ ،‬لذلك السبب‪،‬‬
‫أن تشرع في التحقيق بمبادرة منها‪ .‬كما يعتد بالقول إن استخدام أي سبيل انتصاف مدني كان سيكون‬
‫عديم الفائدة حيث لم يكن سيحقق أي جبر لمن يّد عى أنهم ضحايا انتهاك الحق في الحياة‪ .‬ويعتدون‬
‫بالقول أيضًا إن تقديم شكوى إلى المحكمة الدستورية لم يكن ليجدي نفعًا ألنه ال يمكن عرض القضية‬
‫على المحكمة إال في مرحلة االستئناف وفقط عندما تكون المحكمة المدنية االبتدائية قد رفضت ممارسة‬
‫سلطتها‪ .‬ويحتجون بالقول إن طلب إجراء مراجعة دستورية لقانونية الوقائع المعروضة في شكواهم هو‬
‫سبيل انتصاف خارق للعادة وخاضع للسلطة التقديرية‪.‬‬

‫ويجادل أصحاب البالغ بالقول إن وقوع حادثة الغرق خارج إقليم مالطة ال يكفي في حد ذاته‬ ‫‪5-2‬‬
‫الستبعاد نشوء رابط الوالية القضائية‪ .‬ويعتدون بالقول إنه كانت تقع على عاتق الدولة الطرف‬
‫المسؤولية األولى عن تنسيق عملية البحث واإلنقاذ في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لها‪ ،‬وإ نها لم‬
‫تمارس واجب التنسيق الواقع على عاتقها‪.‬‬

‫أما فيما يتعلق بما ُيّد عى من عدم وجود مركز الضحية‪ ،‬فإن أصحاب البالغ يالحظون أنهم‬ ‫‪5-3‬‬
‫قدموا في تعليقاتهم صورًا ألقربائهم وشهادات ميالد ونسخا من جوازات سفر ألجل إثبات عالقة القرابة‬
‫مع من ُيّد عى أنهم الضحايا‪.‬‬

‫وفي ‪ 4‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪ ،2018‬قّد م أصحاب البالغ تعليقاتهم على مالحظات الدولة‬ ‫‪5-4‬‬
‫الطرف بشأن أسس البالغ الموضوعية‪ .‬وكرروا ادعاءهم إن سلطات الدولة الطرف تأخرت في البدء‬
‫في عملية اإلنقاذ‪ .‬والحظوا أن مركز اإلنقاذ المالطي أصدر أوامر إلى سفينة الدورية الساحلية المالطية‬
‫‪ P61‬ألجل الخروج إلى البحر باتجاه المنطقة التي كان يوجد فيها المركب المكروب على الساعة‬
‫الثانية وعشر دقائق بعد الظهر‪ .‬وهم يجادلون بالقول إنه لو تلقت سفينة الدورية الساحلية أوامر بالتوجه‬
‫إلى المنطقة فورًا بعد أن تلقى مركز اإلنقاذ المالطي أول مكالمة من مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة‬
‫واحدة وخمس دقائق بعد الظهر أو بعد أول تحذير مالحي أطلقه مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة‬
‫الواحدة و‪ 34‬دقيقة‪ ،‬كان سفينة الدورية ستصل إلى مكان المركب المكروب قبل غرقه‪.‬‬

‫وكرر أصحاب البالغ كذلك ادعاءهم أن حقوق أقربائهم بموجب المادة ‪ )1(6‬مقروءة‬ ‫‪5-5‬‬
‫باالقتران مع المادة ‪ )3(2‬من العهد‪ ،‬وحقوقهم بموجب المادة ‪ 7‬مقروءة باالقتران مع المادة ‪ )3(2‬من‬
‫العهد قد انُتهكت ألن سلطات الدولة الطرف لم ُتجر أي تحقيق رسمي ومستقل وفعال فيما وقع من‬
‫أحداث ذات صلة بحادثة الغرق‪ .‬ويالحظون حجة الدولة الطرف أن أصحاب البالغ لم يتقدموا بشكوى‬
‫بشأن الحادثة‪ .‬ويكررون حجتهم إن واجب إجراء تحقيق فعال بمبادرة منها يقع على عاتق سلطات‬
‫الدولة الطرف‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫القضايا واإلجراءات المعروضة على اللجنة‬

‫النظر في المقبولية‬

‫قبل النظر في أي ادعاء يرد في بالغ ما‪ ،‬يجب على اللجنة أن تقرر‪ ،‬وفقًا للمادة ‪ 97‬من‬ ‫‪6-1‬‬
‫نظامها الداخلي‪ ،‬ما إذا كان البالغ مقبوًال أم ال بموجب البروتوكول االختياري‪.‬‬

‫وقد تأكدت اللجنة‪ ،‬وفقًا لما تنص عليه المادة ‪()2(5‬أ) من البروتوكول االختياري‪ ،‬من أن‬ ‫‪6-2‬‬
‫المسألة نفسها ليست قيد النظر في إطار إجراء آخر من إجراءات التحقيق الدولي أو التسوية الدولية‪.‬‬

‫وتالحظ اللجنة قول الدولة الطرف إن البالغ غير مقبول بموجب المادة ‪ 1‬من البروتوكول‬ ‫‪6-3‬‬
‫االختياري بسبب انتفاء الوالية القضائية ألن األحداث وقعت خارج المياه اإلقليمية للدولة الطرف‪.‬‬
‫والحظت قول أصحاب البالغ إن الشكوى تقع ضمن الوالية القضائية للدولة الطرف ألن سلطات الدولة‬
‫الطرف كانت مسؤولة عن منطقة البحث واإلنقاذ البحرية التي وقعت فيها حادثة الغرق؛ وألنها كانت‬
‫على اتصال دائم مع المركب المكروب؛ وألنها بدأت في تفعيل إجراءات اإلنقاذ ومن ثم كانت تمارس‬
‫سيطرة على األشخاص المكروبين‪.‬‬

‫وتذكر اللجنة بأنها تتمتع‪ ،‬بموجب المادة ‪ 1‬من البروتوكول االختياري‪ ،‬باختصاص تلقي‬ ‫‪6-4‬‬
‫بالغات من األفراد الخاضعين لوالية الدول األطراف والنظر فيها‪ .‬كما تذكر بأنها قالت‪ ،‬الفقرة ‪ 10‬من‬
‫تعليقها العام رقم ‪ )2004(31‬بشأن طبيعة االلتزام القانوني العام الواقع على عاتق الدول األطراف في‬
‫العهد‪ ،‬إن الدول األطراف مطاَلبة‪ ،‬بموجب الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ ،2‬باحترام الحقوق المكفولة في العهد‬
‫لجميع األشخاص الذين قد يكونون موجودين داخل إقليمها ولجميع األشخاص الخاضعين لواليتها‬
‫وبكفالة تلك الحقوق‪ .‬ويعني هذا أنه يتعين على الدولة الطرف احترام الحقوق المنصوص عليها في‬
‫العهد وكفالتها لكل شخص يقع تحت سلطتها أو سيطرتها الفعلية‪ ،‬حتى لو لم يكن موجودًا داخل إقليم‬
‫الدولة الطرف‪ .‬ومثلما جاء في التعليق العام رقم ‪ )1986(15‬بشأن مركز األجانب بموجب العهد‪ ،‬ال‬
‫يقتصر التمتع بالحقوق المنصوص عليها في العهد على مواطني الدول األطراف وإ نما يجب أيضًا أن‬
‫يتاح لجميع األفراد كملتمسي اللجوء والالجئين والعمال المهاجرين وغيرهم من األشخاص الذين قد‬
‫يجدون أنفسهم داخل إقليم الدولة الطرف أو خاضعين لواليتها‪ ،‬بصرف النظر عن جنسية الشخص أو‬
‫عدم حمله أي جنسية‪ .‬ويسري هذا المبدأ أيضًا على جميع من يقع تحت سلطة دولة طرف أو تحت‬
‫سيطرة قواتها المتصرفة خارج إقليمها‪ ،‬أيًا كانت الظروف التي تم فيها اكتساب تلك السلطة أو السيطرة‬
‫الفعلية كالقوات التي تشكل وحدة وطنية تابعة للدولة الطرف مكلفة بعملية حفظ سالم أو إنفاذ سالم‬
‫دولية‪.‬‬

‫وتشير اللجنة كذلك إلى الفقرة ‪ 63‬من تعليقها العام رقم ‪ )2018(36‬بشأن الحق في الحياة‪،‬‬ ‫‪6-5‬‬
‫التي الحظت فيها أنه‪ ،‬في ضوء الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 2‬من العهد‪ ،‬يقع على كل دولة طرف واجب‬
‫احترام وكفالة الحقوق بموجب المادة ‪ 6‬لجميع األشخاص داخل إقليمها ولجميع األشخاص الخاضعين‬
‫لواليتها‪ ،‬أي لجميع األشخاص الذين تمارس سلطة أو سيطرة فعلية على تمتعهم بالحق في الحياة‪ .‬ومن‬
‫ضمن هؤالء األشخاُص الواقعون خارج أي إقليم يخضع فعليًا لسيطرة الدولة‪ ،‬والذين يتأثر حقهم في‬
‫الحياة مع ذلك بأنشطتها العسكرية أو غيرها من األنشطة تأثرًا مباشرًا ويمكن التنبؤ به على نحٍو‬
‫معقول‪ .‬ويتعين على الدول األعضاء احترام وحماية أرواح األفراد الموجودين في أماكن تقع تحت‬
‫سيطرتها الفعلية‪ ،‬كاألقاليم المحتلة‪ ،‬وفي األقاليم التي تتحمل بشأنها واجبًا دوليًا بتنفيذ العهد‪ .‬والدول‬
‫األطراف مطاَلبة أيضًا باحترام وحماية أرواح جميع األشخاص الموجودين على متن مراكب بحرية‬
‫وطائرات مسجلة لديها أو ترفع علمها‪ ،‬ومن بين هؤالء أولئك الذين يجدون أنفسهم في حالة خطر في‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫عرض البحر‪ ،‬طبقًا لما تنص عليه االلتزامات الدولية بشأن اإلنقاذ في عرض البحر(‪ .)8‬وتذكر اللجنة‬
‫كذلك بقراراتها السابقة التي قررت فيها أنه يمكن أن تتحمل دولة طرف ما المسؤولية عن االنتهاكات‬
‫التي تطال العهد خارج إقليمها في حاالت من قبيل تلك التي تتعلق بالتسليم أو اإلبعاد‪ ،‬في حال ثبت‬
‫وجود رابط في السلسلة السببية يجعل االنتهاكات ممكنة في والية قضائية أخرى‪ ،‬وعندما يكون احتمال‬
‫وقوع انتهاك خارج إقليم الدولة نتيجة ضرورية ويمكن التنبؤ بها باعتبار ما كان في ِع لم الدولة الطرف‬
‫في ذلك الوقت(‪.)9‬‬

‫وتحيط اللجنة علمًا كذلك بأنه‪ ،‬طبقًا للمادة ‪ 98‬من اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪ ،‬يتعين‬ ‫‪6-6‬‬
‫على كل دولة أن تطلب إلى ربان السفينة التي ترفع علمها أن ينقذ األشخاص المعرضين للخطر بكل‬
‫ما يمكنه من سرعة‪ ،‬إذا ما علم بالحاجة إلى المساعدة‪ ،‬حيث يمكن توقع الفعل بصورة معقولة‪ ،‬كما‬
‫تحيط علمًا بأنه يتعين على الدولة الساحلية تعزيز إنشاء خدمة بحث وإ نقاذ كافية وفعالة وتشغيلها‬
‫وصيانتها فيما يتعلق بالسالمة في البحر‪ ،‬وبواسطة ترتيبات إقليمية متبادلة‪ ،‬عندما تستلزم الظروف‬
‫ذلك‪ ،‬للتعاون مع دول مجاورة توخيًا لذلك الغرض‪ .‬وإ ضافة إلى ذلك تحيط اللجنة علمًا بأن الترتيبات‬
‫المحددة المتعلقة بتوفير وتنسيق خدمات البحث واإلنقاذ منصوص عليها في االتفاقية الدولية للبحث‬
‫واإلنقاذ في البحار‪ ،1979 ،‬وفي اللوائح المعتمدة طبقًا ألحكام االتفاقية الدولية لسالمة األرواح في‬
‫البحار‪ ،1974 ،‬بما في ذلك تنسيق مركز تنسيق إقليمي عمليات البحث واإلنقاذ للسفن من مختلف‬
‫الدول‪ ،‬وواجب الدول أن تتعاون في أنشطة البحث واإلنقاذ عند تسلمها معلومات عن حاالت كرب في‬
‫البحر(‪.)10‬‬

‫وفي هذه القضية‪ ،‬تحيط اللجنة علمًا‪ ،‬بأنه مما ال جدال فيه بالنسبة للطرفين أن حادثة الغرق‬ ‫‪6-7‬‬
‫قد وقعت خارج إقليم الدولة الطرف وأن أيًا من االنتهاكات المدعى ارتكابها وقعت عندما كان أقرباء‬
‫أصحاب البالغ على متن مركب يرفع العلم المالطي‪ .‬والسؤال المطروح أمام اللجنة إذًا هو ما إذا كان‬
‫يمكن اعتبار أن الضحايا أو من ُيّد عى أنهم الضحايا كانوا تحت سلطة الدولة الطرف أو خاضعين‬
‫لسيطرتها الفعلية‪ ،‬حتى لو أن الحادثة وقعت خارج إقليمها‪ .‬وتحيط اللجنة علمًا بأن مما ال جدال فيه‪،‬‬
‫في هذه القضية‪ ،‬أن المركب المركوب كان موجدًا في منطقة البحث واإلنقاذ التي تتحمل سلطات الدولة‬
‫الطرف المسؤولية عن توفير التنسيق العام لعمليات البحث واإلنقاذ فيها‪ ،‬طبقًا للمادة ‪ 9-1-2‬من‬
‫االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار‪ ،1979 ،‬والفصل الخامس‪ ،‬المادة ‪ 33‬من االتفاقية الدولية‬
‫لسالمة األرواح في البحار‪ .1974 ،‬وتحيط اللجنة علمًا كذلك بأنه مما ال جدال فيه أن سلطات الدولة‬
‫الطرف قبلت رسميًا تولي مهمة تنسيق جهود اإلنقاذ على الساعة الثانية و‪ 35‬دقيقة بعد الظهر في اليوم‬
‫الذي وقعت فيه حادثة الغرق‪ .‬وعليه‪ ،‬ترى اللجنة أن الدولة الطرف كانت تمارس سيطرة فعلية على‬
‫عملية اإلنقاذ‪ ،‬وهو ما قد ينشئ عالقة سببية مباشرة ويمكن التنبؤ بها بصورة معقولة ما بين أفعال‬
‫الدولة الطرف أو إمساكها عن الفعل وما بين نتيجة العملية‪ .‬وبالنتيجة‪ ،‬ليس في المادة ‪ 1‬من‬
‫البروتوكول االختياري ما يمنع اللجنة من النظر في هذا البالغ‪.‬‬

‫وتحيط اللجنة علمًا كذلك بما قالته الدولة الطرف من أنه ينبغي اعتبار البالغ غير مقبول لعدم‬ ‫‪6-8‬‬
‫استنفاد سبل االنتصاف المحلية‪ .‬وهي تحيط علمًا بقول أصحاب البالغ إنه لم يكن لديهم أي سبيل‬
‫انتصاف متاح في الدولة الطرف للطعن في األخطاء التي شابت ما قامت به السلطات في تنفيذ أنشطة‬
‫‪8‬‬
‫()انظر الوثيقة ‪ ،CCPR/C/MLT/CO/2‬الفقرة ‪17‬؛ اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪ ،‬المادة ‪98‬؛ االتفاقية الدولية لسالمة‬
‫األرواح في البحار‪ ،1974 ،‬الفصل الخامس‪ ،‬البند ‪.10‬‬
‫()مناف ضد رومانيا (‪ ،)CCPR/C/96/D/1539/2006‬الفقرة ‪.2-14‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪10‬‬
‫()االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار‪ ،1979 ،‬الفصل ‪6-5‬؛ االتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار‪،1974 ،‬‬
‫الفصل الخامس‪ ،‬البند ‪.33‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫اإلنقاذ‪ .‬غير أن اللجنة تحيط علمًا بقول الدولة الطرف إن هناك عدة سبل انتصاف متاحة كان بإمكان‬
‫أصحاب البالغ أن يطلبوا النظر في االدعاءات من خاللها‪ ،‬ومن جملتها التقدم بشكوى إلى مفوض‬
‫الشرطة‪ ،‬طالبين إلى المفوض التحقيق في االدعاءات التي قدمها أصحاب البالغ؛ أو تقديم طلب إلى‬
‫أحد القضاة للتحري في األحداث المحيطة بحادثة الغرق؛ أو رفع دعوى مدنية للضرر؛ أو رفع دعوى‬
‫دستورية للجبر باالستناد إلى االنتهاك الذي ُي دعى أنه نال من حقوقهم وحقوق أقربائهم المنصوص‬
‫عليها في الدستور‪ ،‬الذي يعتبر االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان قانونًا داخليًا‪ .‬وتحيط اللجنة علمًا‬
‫كذلك بأن الدولة الطرف تؤكد أنه باإلمكان تقديم تلك الشكاوى بواسطة محام خاص ودون أن يضطر‬
‫أصحاب الشكوى إلى التواجد في الدولة الطرف لتقديم الشكوى‪ .‬وتحيط علمًا أيضًا بتأكيد الدولة الطرف‬
‫أن المعونة القضائية متاحة لألشخاص الذين يثبتون عدم امتالكهم اإلمكانات المالية لرفع دعاوى داخل‬
‫البلد‪.‬‬

‫وتشير الدولة الطرف إلى قراراتها السابقة التي جاء فيها إنه يجب على أصحاب البالغات‬ ‫‪6-9‬‬
‫بذل العناية الواجبة في االعتداد بسبل االنتصاف المتاحة‪ ،‬حتى لو انتفى واجب استنفاد سبل االنتصاف‬
‫المحلية عندما ال يكون ثمة أمل من نجاحها‪ ،‬وهي تشير كذلك إلى أن مجرد الشكوك أو االفتراضات‬
‫بشأن فعالية سبل االنتصاف المحلية ال تعفي أصحاب البالغ من استنفادها(‪ .)11‬وتالحظ اللجنة أن‬
‫أصحاب البالغ‪ ،‬في هذه القضية‪ ،‬لم يتقدموا بادعاءاتهم إلى سلطة قضائية أو شبه قضائية في الدولة‬
‫الطرف‪ ،‬بما في ذلك إمكانية التقدم بشكوى جنائية‪ ،‬ولم ينفوا ما قالته الدولة الطرف من أن سبل‬
‫انتصاف فعالة متاحة بالفعل‪ .‬وفي هذه الظروف‪ ،‬ترى اللجنة أن أصحاب البالغ لم يستنفدوا سبل‬
‫االنتصاف المحلية المتاحة‪ .‬وعليه‪ ،‬ترى اللجنة أن البالغ غير مقبول بموجب المادة ‪()2(5‬ب) من‬
‫البروتوكول االختياري‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬تقرر اللجنة‪:‬‬ ‫‪-7‬‬

‫أن البالغ غير مقبول بموجب المادة ‪()2(5‬ب) من البروتوكول االختياري؛‬ ‫(أ)‬

‫أن يبَّلغ بهذا القرار الدولة الطرف وأصحاب البالغ‪.‬‬ ‫(ب)‬

‫()انظر بالغات منها‪ ،‬ف‪ .‬س‪ .‬ضد نيوزيلندا (‪ ،)CCPR/C/115/D/2072/2011‬الفقرة ‪3-6‬؛ وغارسيا بيريا ضد إسبانيا (‬ ‫‪11‬‬

‫‪ ،)CCPR/C/95/D/1511/2006‬الفقرة ‪2-6‬؛ وزولت فرغاي ضد كندا (‪ ،)CCPR/C/96/D/1639/2007‬الفقرة ‪.3-7‬‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫المرفق األول‬

‫رأي فردي لعضو اللجنة أندرياس زيمرمان (رأي مخالف)‬

‫أتفق مع نتيجة الشكوى‪ ،‬بالصيغة التي اعتمدتها أغلبية أعضاء اللجنة‪ ،‬غير أني أود أن أنأى‬ ‫‪-1‬‬
‫بنفسي بكل احترام عن رأيها فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان أصحاب البالغ حين وقوع الكارثة خاضعين‬
‫للوالية القضائية لمالطة بالمعنى المقصود في المادة ‪ )1(2‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية‬
‫والسياسية‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬كنت سأرفض الشكوى ليس لعدم استنفاد سبل االنتصاف المحلية‪ ،‬وإ نما أيضًا ألن‬ ‫‪-2‬‬
‫الشكوى تخرج عن نطاق اختصاص اللجنة بموجب البروتوكول االختياري‪.‬‬

‫ومما ال جدال فيه أن أقرباء أصحاب البالغ كانوا موجودين حينها خارج المياه اإلقليمية‬ ‫‪-3‬‬
‫لمالطة؛ ولم يكونوا في أي لحظة من اللحظات على متن سفن ترفع العلم المالطي‪ .‬أما الوقائع الوحيدة‬
‫التي كان يمكن أن تدعم ادعاء الوجود ضمن الوالية القضائية لمالطة ألغراض العهد فهي أنهم وجدوا‬
‫أنفسهم داخل منطقة البحث واإلنقاذ الواقعة تحت مسؤولية مالطة بموجب القواعد السارية لقانون‬
‫البحار؛ وأن سلطات مالطة كانت على اتصال بالراديو مع المركب المكروب وفّع لت إجراءات اإلنقاذ‪.‬‬

‫ففي البداية‪ ،‬تشير األغلبية‪ ،‬وهي محقة في ذلك نظريا‪ ،‬إلى المعيار الصحيح في تحديد ما إذا‬ ‫‪-4‬‬
‫كان شخص من األشخاص يخضع للوالية القضائية لدولة من الدول األطراف‪ ،‬أي أنه يقع تحت سلطة‬
‫تلك الدولة الطرف أو تحت سيطرتها الفعلية‪ ،‬حتى لو كان موجودًا خارج إقليم الدولة الطرف‪ .‬غير أنه‬
‫ُي دفع بالقول بكل احترام إن طريقة صياغة األغلبية لهذا المعيار باإلحالة إلى قرار سبق أن أصدرته في‬
‫قضية مناف ضد رومانيا(‪ )12‬مضللة فصاحب البالغ‪ ،‬في تلك القضية‪ ،‬كان موجودًا داخل سفارة‬
‫رومانيا‪ ،‬حيث تتمتع الدولة الطرف بالطبع بالوالية القانونية التامة في مقارها الدبلوماسية وأفعال‬
‫األشخاص الموجودين فيها جميعهم ‪ -‬وهي ظروف من الصعب جدًا مقارنتها بأعالي البحار‪.‬‬

‫وتحاول األغلبية كذلك االستناد إلى المادة ‪ 98‬من اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪ ،‬التي‬ ‫‪-5‬‬
‫تنص على أنه يتعين على كل دولة طرف في االتفاقية أن تطلب إلى ربابنة السفن التي ترفع علمها‬
‫إنقاذ أشخاص مكروبين بكل سرعة ممكنة إذا ما ُأخبروا بحاجتهم إلى المساعدة‪ ،‬بحيث يمكن توقع ذلك‬
‫الفعل منهم‪ .‬وتنص المادة المذكورة كذلك على أن كل دولة ساحلية مطاَلبة بتعزيز إنشاء مصلحة بحث‬
‫وإ نقاذ كافية وفعالة وبتشغيلها وصيانتها فيما يتعلق بالسالمة في البحار‪ ،‬وعلى أنه يتعين عليها أن‬
‫تتعاون مع الدول المجاورة لذلك الغرض بواسطة ترتيبات إقليمية متبادلة‪ ،‬إذا ما استلزمت الظروف‬
‫ذلك‪ .‬ولكن‪ ،‬مثلما قيل عن حق في موقع آخر‪ ،‬ال يمكن أن ينشأ التزام باحترام حقوق اإلنسان ‪ -‬في‬
‫القضية محل النظر بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬عن قرار بعدم حمايتهم؛‬
‫فاألول يسبق منطقيًا األخير(‪ . )13‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬من األرجح أال ينشأ مثل ذلك االلتزام بحماية‬
‫الحقوق المكفولة بموجب العهد بسبب انتهاك التزام ناشئ بموجب مجموعة مختلفة تمامًا من القواعد‪،‬‬
‫وهي المعايير السارية بموجب اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬

‫وبالطبع‪ ،‬ال تعادل فكرة الوالية القضائية في معاهدات حقوق اإلنسان بأي شكل من األشكال‬ ‫‪-6‬‬
‫مفهوم الوالية القضائية كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 98‬من اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪.‬‬

‫()مناف ضد رومانيا (‪ ،)CCPR/C/96/D/1539/2006‬الفقرة ‪.2-14‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪13‬‬
‫()قارن‪ ،‬مع ما يلزم من تعديل‪ ،‬بـ ‪Marko Milanovic, “Repatriating the children of foreign terrorist fighters‬‬
‫‪.and the extraterritorial application of human rights”, EJIL:Talk!, 10 November 2020‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫فاألول يتعلق بتمتع األفراد بحقوق اإلنسان إزاء دولة طرف في العهد‪ ،‬بينما يتعلق الثاني بالتزام الدولة‬
‫بموجب االتفاقية بتنظيم بعض الحاالت بواسطة قانونها الداخلي‪.‬‬

‫وتسري االعتبارات نفسها أيضًا على االلتزامات الناشئة عن االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ‬ ‫‪-7‬‬
‫في البحار‪ ،1979 ،‬وباالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار‪ .1974 ،‬فبموجب هاتين االتفاقيتين‪،‬‬
‫يقع على عاتق مالطة مرة أخرى التزاٌم بجعل أولئك األشخاص خاضعين لواليتها عن طريق اتخاذ‬
‫التدابير الالزمة إلنقاذهم‪ ،‬لكنهم لم يكونوا بعد خاضعين للوالية القضائية المالطية بالمعنى المنصوص‬
‫عليه في العهد‪ ،‬ما لم يتم ذلك اإلنقاذ‪.‬‬

‫وكون أصحاب البالغ لم يجدوا أنفسهم خاضعين للوالية القضائية لمالطة حين وقوع الكارثة‬ ‫‪-8‬‬
‫أمر أكدته اللجنة في مالحظاتها الختامية األخيرة بشأن مالطة‪ ،‬التي اقُتِبَس منها في قرار األغلبية‪ .‬وفي‬

‫تلك المالحظات‪ ،‬تشير اللجنة حصرًا‪ ،‬وهي محقة في ذلك‪ ،‬إلى حاالت الطرد الجماعي لمهاجرين تّم‬
‫اعتراضهم وإ نقاذهم في البحر (التشديد مضاف)(‪ ،)14‬أي األشخاص الذين دخلوا إلى الوالية القضائية‬
‫المالطية أو أصبحوا خاضعين لها فقط بعدما تّم اعتراضهم وإ نقاذهم‪ ،‬وليس قبل عملية اإلنقاذ تلك‪.‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬يحّو ل رأي األغلبية‪ ،‬لهذه األسباب‪ ،‬انتهاَك اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‬ ‫‪-9‬‬
‫و‪/‬أو االتفاقية الدولية المتعلقة بالبحث واإلنقاذ في البحار‪ ،1979 ،‬واالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في‬
‫البحار‪ ،1974 ،‬وهو ما وقع فعًال‪ ،‬حسب فهمي للوقائع المستَن د إليها في الشكوى ‪ -‬إلى انتهاك للعهد‪.‬‬
‫غير أن األغلبية‪ ،‬بفعلها ذاك‪ ،‬ربما تكون قد أضّر ت في نهاية األمر بالقيم التي تتوخى حمايتها ألن الدول‬
‫األطراف في اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار قد تصبح أكثر تلكؤًا عندما يتعلق األمر بتحُّم ل التزامات تتصل‬
‫بقانون البحار بموجب هاتين االتفاقيتين‪ ،‬حيث إن الوفاء بها قد يجعلها مسؤولة بموجب العهد عن أحداث مأساوية‬
‫تقع في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لكل منها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫()انظر الوثيقة ‪ ،CCPR/C/MLT/CO/2‬الفقرة ‪.17‬‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫المرفق الثاني‬

‫رأي مشترك ألعضاء اللجنة عارف بلقان ودنكان الكي مهيموزا وجنتيان‬
‫زيبيري (رأي مخالف)‬

‫نختلف مع استنتاج اللجنة القائل إن البالغ غير مقبول بموجب المادة ‪()2(5‬ب) من‬ ‫‪-1‬‬
‫البروتوكول االختياري‪ ،‬نظرًا إلى أن الدولة الطرف لم تبادر إلى التحقيق في ظروف حادثة الغرق‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬سننظر أدناه في رابط الوالية القضائية واألثر على التزامات الدولة الطرف‬
‫بموجب المادة ‪ )1(6‬من العهد‪.‬‬

‫البحث واإلنقاذ في البحار ورابط الوالية القضائية‬

‫تتعلق هذه القضية بعملية بحث وإ نقاذ باءت بالفشل في يوم ‪ 11‬تشرين األول‪/‬أكتوبر ‪.2013‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وفي تلك العملية‪ ،‬ورغم أن عدد الضحايا غير معلوم بدقة‪ ،‬ذهبت التقديرات إلى أن ما يزيد على ‪200‬‬
‫شخص كانوا على متن المركب قد ماتوا‪ ،‬من بينهم ‪ 60‬طفًال (الفقرة ‪ .)3-2‬وتنّص اتفاقية األمم‬
‫المتحدة لقانون البحار‪ ،‬واالتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار‪ ،1979 ،‬واالتفاقية الدولية لسالمة‬
‫األرواح في البحار‪ ،1974 ،‬على التزام الدول بالتعاون ألجل إنقاذ األشخاص الذين تقطعت بهم السبل‬
‫في عرض البحر‪ .‬وبالنظر إلى ظروف القضية هذه‪ ،‬تقاسمت إيطاليا ومالطة تلك المسؤولية‪ ،‬ولكن‬
‫القسمة بينهما لم تكن على حد سواء(‪.)15‬‬

‫ودفعت الدولة الطرف بالقول إن من الخطأ تفسير منطقة البحر واإلنقاذ على أنها تشكل جزءًا‬ ‫‪-3‬‬
‫من إقليم مالطة أو منطقة تمارس عليها مالطة واليتها القضائية خارج إقليمها (الفقرة ‪ .)3-4‬ويدفع‬
‫أصحاب البالغ بالقول إن شكواهم تخضع لوالية الدولة الطرف‪ ،‬ألن سلطات الدولة الطرف كانت‬
‫مسؤولة عن منطقة اإلنقاذ والبحث في عرض البحر التي وقعت فيها حادثة الغرق؛ وكانت على اتصال‬
‫مستمر بالمركب المنكوب؛ وفّع لت إجراءات اإلنقاذ‪ ،‬ومن ثم مارست سيطرة على األشخاص المنكوبين‬
‫(المادة ‪.)3-6‬‬

‫وأوضحت اللجنة‪ ،‬في تعليقها العام رقم ‪ )2018(36‬بشأن الحق في الحياة‪ ،‬أنه‪ ،‬بموجب الفقرة‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ 1‬من المادة ‪ 2‬من العهد‪ ،‬يقع على عاتق الدولة الطرف التزاٌم باحترام وكفالة الحقوق بموجب المادة ‪6‬‬
‫لجميع األشخاص الذين يوجدون في إقليمها ولجميع األشخاص الخاضعين لواليتها‪ ،‬أي لجميع‬
‫األشخاص الذين تمارس سلطة أو سيطرة فعلية على تمتعهم بالحق في الحياة‪ .‬والدول األطراف مطالبة‬
‫أيضًا باحترام وحماية أرواح جميع األشخاص الموجودين على متن مراكب بحرية وطائرات مسجلة‬
‫لديها أو ترفع علمها‪ ،‬وأرواح جميع األشخاص الذين يجدون أنفسهم في حالة خطر في عرض البحر‪،‬‬
‫طبقًا اللتزاماتها الدولية باإلنقاذ في البحار(‪ .)16‬وقد أعربت اللجنة عن شواغل بشأن عمليات تتعلق‬
‫بالبحث واإلنقاذ في عرض البحر فيما يتعلق بالدولة الطرف(‪ .)17‬وتستلزم ممارسة العناية الواجبة اتخاذ‬
‫تدابير معقولة وإ يجابية وأكيدة ال تفرض أعباء مبالغًا فيها على الدول األطراف في درئها ألخطار تهدد‬
‫الحياة يمكن التنبؤ بها بصورة معقولة(‪ .)18‬ويستلزم هذا من الدول‪ ،‬كواجب من واجبات التصرف‪ ،‬أن‬

‫()لالطالع على القضية المرفوعة على إيطاليا‪ ،‬انظر ‪ .A.S. et al‬ضد إيطاليا (‪.)CCPR/C/128/D/3042/2017‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪16‬‬
‫()اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ ،36‬الفقرة ‪.63‬‬
‫‪17‬‬
‫()انظر الوثيقة ‪ ،CCPR/C/MLT/CO/2‬الفقرة ‪.17‬‬
‫‪18‬‬
‫()اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬التعليق العام رقم ‪ ،36‬الفقرة ‪.21‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫تبذل كل ما في وسعها لمحاولة إنقاذ األشخاص المنكوبين في البحر‪ .‬وفي هذه القضية‪ ،‬تحّم لت الدولة‬
‫الطرف المسؤولية األولى عن تنسيق عملية البحث واإلنقاذ في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لها‪.‬‬
‫وتكشف وقائع القضية عن أوجه خلل كبيرة شابت عملية اإلنقاذ التي قامت سلطات الدولة الطرف‬
‫بتنسيقها (الفقرتان ‪ 5-4‬و‪ ،)4-5‬مما أدى إلى موت أكثر من ‪ 200‬شخص غرقًا‪ ،‬من بينهم ‪ 60‬طفًال‪.‬‬

‫واجب التحقيق في الظروف المحيطة بحادثة الغرق‬

‫تحتج الدولة الطرف بالقول إنه كان بإمكان أصحاب البالغ االستفادة من عدد من وسائل‬ ‫‪-5‬‬
‫االنتصاف المحلية‪ ،‬في إطار دعاوى مدنية وجنائية معًا‪ ،‬ولكنهم لم يستخدموا وسائل االنتصاف هذه‬
‫(الفقرة ‪ .)2-4‬ويجادل أصحاب البالغ بالقول إن من واجب سلطات الدولة الطرف أن تجري تحقيقًا‬
‫فعاًال بمبادرة منها (الفقرة ‪ .)5-5‬وتقول اللجنة‪ ،‬في تعليقها العام رقم ‪ ،36‬إن من العناصر المهمة في‬
‫الحماية التي يوفرها العهد للحق في الحياة التزام الدول األطراف‪ ،‬عندما تعلم أو في حال كان ينبغي‬
‫عليها أن تعلم بحالة حرمان من الحياة ُيحتمل أن يكون غير قانوني‪ ،‬أن تحقق في الحادث وأن تقاضي‬
‫المسؤولين عنه‪ ،‬عند االقتضاء(‪ .)19‬ورغم أن ما يزيد على ‪ 200‬شخص كانوا على متن المركب قد‬
‫ماتوا في هذه الحادثة المأساوية‪ ،‬فإن الدولة الطرف لم تشرع‪ ،‬بعد مرور سبع سنوات أو أكثر‪ ،‬حتى‬
‫اآلن في أي إجراءات قانونية للكشف عن الظروف الدقيقة التي وقعت فيها حادثة الغرق ولم تسائل أي‬
‫مسؤول عنها‪.‬‬

‫وفي هذا البالغ‪ ،‬ال يسعى أصحاب البالغ وراء تعويض أو أي سبيل انتصاف مدني آخر‬ ‫‪-6‬‬
‫لجبر خسارتهم الشخصية وإ نما ما يهمهم هو مساءلة األشخاص الذين أدى امتناعهم عن الفعل إلى‬
‫المأساة التي أزهقت أرواح ما يقدر بـ ‪ 200‬شخص‪ ،‬بمن فيهم أقرباؤهم‪ .‬وحيثما تحدث وفاة ألسباب‬
‫غير طبيعية‪ ،‬يكون من واجب الدولة التحقيق في ظروف تلك الوفاة ومقاضاة أي شخص قد يكون‬
‫مسؤوًال عنها ومعاقبته‪ ،‬سواء أطالب بذلك أقرباء الضحية أم ال‪ .‬ويكون ذلك الواجب أشد قوة باألحرى‬
‫في سياق حادثة بهذا الحجم‪ ،‬التي من المرجح أن تكون نتيجة عدم تنفيذ الدولة الطرف التزاماتها‬
‫القانونية فيما يتعلق بعمليات البحث واإلنقاذ‪ .‬وعليه‪ ،‬نخلص إلى القول في هذه الظروف إن من واجب‬
‫الدولة الطرف أن تجري بمبادرة منها تحقيقًا في األحداث موضوع هذا البالغ‪ ،‬وال يجوز المساس‬
‫بادعاء أصحاب البالغ في ضوء امتناع السلطات المعنية عن التحقيق‪ .‬وعليه‪ ،‬نختلف مع أغلبية‬
‫أعضاء اللجنة الذين وجدوا أن هذا البالغ غير مقبول بموجب المادة ‪()2(5‬ب) من البروتوكول‬
‫االختياري‪.‬‬

‫وبالنظر إلى عدم ممارسة سلطات الدولة الطرف العناية الواجبة في جهودها إلنقاذ مئات‬ ‫‪-7‬‬
‫األشخاص المكروبين‪ ،‬الذين لقي العديد منهم حتفهم في نهاية األمر‪ ،‬فقد وجدنا أن هناك انتهاكًا لحقوق‬
‫أقرباء أصحاب البالغ بموجب المادة ‪ ،)1(6‬مقروءة باالقتران مع المادة ‪ )3(2‬من العهد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫()المرجع نفسه‪ ،‬الفقرة ‪.27‬‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫المرفق الثالث‬

‫رأي فردي لعضو اللجنة إيلين تيغرودجا (رأي مخالف)‬

‫إني غير مقتنعة بالطريقة التي عالجت بها األغلبية المسائل ذات األهمية البالغة المتعلقة‬ ‫‪-1‬‬
‫بعمليات البحث واإلنقاذ ومسؤولية الدول التي أثارتها الشكوى األولى المرفوعة على إيطاليا ومالطة‪.‬‬
‫وانزعاجي من الحل الذي توصلت إليه األغلبية يستند إلى ثالثة عناصر‪.‬‬

‫أوًال‪ ،‬قسمت األغلبية البالغ الذي ُقدم في البداية ضد كل من إيطاليا ومالطة إلى نصفين‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وهي بذلك جعلت مسألة تقاسم المسؤولية بين الدولتين المعنيتين بحادثة الغرق أكثر تعقيدًا بكثير‪.‬‬
‫فالشكوى األولى شرحت بوضوح االدعاءات المقدمة ضد إيطاليا وتلك المقدمة ضد مالطة‪ .‬وباإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬استند أصحاب البالغ في تحليلهم المنطقي إلى عدم التعاون والتنسيق فيما بين الدولتين‪ ،‬األمر‬
‫الذي أدى إلى العواقب الوخيمة التي اشتملت على موت ما يزيد على ‪ 200‬شخص‪ .‬فقد أضاعت‬
‫الفرصة لبحث وتفسير هذه المسؤولية التي تقَتسمها الدولتان عن التعاون والتنسيق ولتقديم توضيحات‬
‫فيما يتعلق بالفقرة ‪ 63‬من التعليق العام رقم ‪ )2018(36‬للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن الحق في‬
‫الحياة‪ ،‬بما يؤكد واجبات الدول في حال وقوع حالة كرب في عرض البحر‪ .‬وفي هذا السياق المحدد‪،‬‬
‫الذي تحتج فيه الدول في كثير من األحيان بوجود ثقوب سوداء أو فراغات قانونية للتقليل من واجباتها‪،‬‬
‫كان ينبغي للجنة أن تتمسك بالشكوى بالصيغة التي عرضها بها أصحاب البالغ واإلجابة على حججهم‬
‫بشكل أدق‪.‬‬

‫ثانيًا‪ ،‬أكدت اللجنة في تعليقها العام رقم ‪ - 36‬المشار إليه في الفقرة ‪ 5-6‬من هذا البالغ ‪-‬‬ ‫‪-3‬‬
‫أن واجب الدول األطراف حماية األرواح في البحار يجب أن يتفق مع التزاماتها الدولية بشأن اإلنقاذ‬
‫في البحار‪ .‬وقد أوضح أصحاب البالغ بدقة في شكواهم متن االلتزامات الدولية التي تتناول عمليات‬
‫البحث واإلنقاذ‪ .‬فأدرجوا كًال من االتفاقيات األساسية ‪ -‬أي اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار (المادة‬
‫‪ ،)98‬واالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار‪ ،1974 ،‬واالتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في‬
‫البحار‪ - 1979 ،‬واللوائح التي اعُتمدت بعد ذلك والتي تفِّسر محتوى واجب التعاون وواجب اإلنقاذ‪.‬‬
‫وبصورة أدق‪ ،‬أكد أصحاب البالغ‪ ،‬باالستناد إلى متن كبير من االتفاقيات واللوائح التي يشير إليها‬
‫التعليق العام رقم ‪ ،36‬أنه تم تعزيز واجبي التنسيق والتعاون فيما بين الدول المشاِر كة في عمليات‬
‫البحث واإلنقاذ‪ .‬وفي هذا القرار‪ ،‬ذكرت األغلبية متنًا من اللوائح عفا عليه الزمن‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن التفسير‬
‫الذي قدمته لواجبات الدول لم يكن مقنعًا قانونيًا‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ -‬وهذه النقطة مرتبطة بالنقاط السابقة ‪ -‬ركزت األغلبية في تحليلها المنطقي في هذه‬ ‫‪-4‬‬
‫القضية على عدم استنفاد أصحاب البالغ وسائل االنتصاف المحلية المتاحة في مالطة‪ .‬غير أن أصحاب‬
‫البالغ قد شرحوا‪ ،‬في شكواهم األولى‪ ،‬في عام ‪ ،2013‬أنهم حاولوا الحصول على معلومات من‬
‫السلطات المالطية بشأن أماكن أفراد أسرهم‪ .‬وأقر أصحاب البالغ بأنهم لم يتقدموا رسميًا بدعاوى مدنية‬
‫أو جنائية أمام السلطات المالطية ولكنه ال يمكن لمالطة أن تتجاهل المأساة بالنظر إلى عدد الوفيات‪.‬‬
‫وفي تلك الظروف‪ ،‬وباالستناد إلى أن أصحاب البالغ حاولوا االستعالم عن أقاربهم في مالطة‪ ،‬فإنهم‬
‫ادعوا أن من واجب الدولة التحقيق بمبادرة منها‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬اعتبروا أنه ينبغي أال ينطبق‬
‫عبء استنفاد سبل االنتصاف المحلية في هذا السياق االستثنائي‪ .‬ولم تأت مالطة‪ ،‬في ردها إلى اللجنة‪،‬‬
‫على ذكر أي محاولة للتحقيق فيما وقع في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لها (الفقرتان ‪ 2-4‬و‪ )3-4‬بل‬

‫‪17‬‬ ‫‪GE.21-05585‬‬
‫‪CCPR/C/128/D/3043/2017‬‬

‫جادلت مالطة‪ ،‬على العكس من ذلك‪ ،‬بالقول إن حادثة الغرق قد وقعت في أعالي البحار (الفقرة ‪)3-4‬‬
‫حيث ال تمارس أي والية قضائية‪.‬‬

‫وقبلت أغلبية أعضاء اللجنة في ردها (الفقرة ‪ )8-6‬حجة الدولة بعدم استنفاد سبل االنتصاف‬ ‫‪-5‬‬
‫المحلية ‪ -‬األمر الذي لم يطعن فيه أصحاب البالغ ‪ -‬ولكنها لم تتناول االدعاء القائل إن استنفاد سبل‬
‫االنتصاف ال ينطبق في تلك الظروف االستثنائية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم تتناول اللجنة مسألة ما إذا كان على‬
‫مالطة أن تحقق بمبادرة منها‪ ،‬كما لم تتناول‪ ،‬بصورة أشمل‪ ،‬نطاق ومضمون واجب بذل العناية الواجبة‬
‫الواقع على البلد عندما تزهق أرواح في عرض البحر بسبب عدم التعاون والتنسيق على النحو الواجب‬
‫وبكفاءة في إطار عمليات البحث واإلنقاذ‪.‬‬

‫وإ ني أرى أنه كان ينبغي دراسة هذا البالغ ضد مالطة والبالغ ضد إيطاليا(‪ )20‬معًا وفق طلب‬ ‫‪-6‬‬
‫أصحاب البالغ‪ .‬فقد كان من شأن ذلك أن يوضح أكثر أن إخفاقات مالطة في حماية األشخاص في‬
‫عرض البحر لم تعاَلج بردود أفعال سريعة وبمبادرة من سلطاتها‪ .‬وفي هذه القضية‪ ،‬ال تكون الدولة قد‬
‫أخفقت في حماية األرواح في البحار بموجب المادة ‪ 6‬من العهد فحسب‪ ،‬وإ نما يكون نظامها الداخلي قد‬
‫أخفق أيضا في التصرف بسرعة وكفاءة وبمبادرة منه‪.‬‬

‫()أ‪ .‬س‪ .‬وآخرون ضد إيطاليا (‪.)CCPR/C/130/D/3042/2017‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪GE.21-05585‬‬ ‫‪18‬‬

You might also like