Professional Documents
Culture Documents
C/128/D/3043/2017 Distr.: General 28 April 2021 Arabic Original: English
C/128/D/3043/2017 Distr.: General 28 April 2021 Arabic Original: English
C/128/D/3043/2017 Distr.: General 28 April 2021 Arabic Original: English
Distr.: General
28 April 2021 العهد الدولي الخاص بالحقوق
المدنية والسياسية
Arabic
Original: English
أ .س ،.ود .أي ،.وأو .أي ،.وج .د( .يمثلهم محام، بالغ مقدم من:
أندريا ساكوتشي)
** شارك في دراسة هذا البالغ أعضاء اللجنة التالية أسماؤهم :عياض بن عاشور ،وعارف بلقان ،وأحمد أمين فتح اهلل، **
وكريستوف هاينز ،وبا مريم كويتا ،ومارسيا ف .ج .كران ،ودنكان الكي موهوموزا ،وفوتيني بازارتزيس ،وفاسيلكا سانسين،
وخوسيه مانويل سانتوس باييس ،ويوفال شاني ،وهيلين تيغرودجا ،وأندرياس زيمرمان ،وجنتيان زيبيري.
***وُيرَف ق بهذا القرار رأي مشترك ألعضاء اللجنة عارف بلقان ودنكان الكي موهوموزا وجنتيان زيبيري (مخالف)، ***
ورأيان فرديان لعضوي اللجنة هيلين تيغرودجا (مخالف) وأندرياس زيمرمان (مخالف).
)GE.21-05585 (A
CCPR/C/128/D/3043/2017
أصحاب البالغ هم أ .س .من مواطني دولة فلسطين ومواليد عام ،1958ود .أي ،وأو .أي، 1-1
وج .د .من مواطني الجمهورية العربية السورية ،ومن مواليد أعوام 1983و 1988و ،1977على
التوالي .وهم يقدمون هذا البالغ أصالة عن أنفسهم ونيابة عن 13من أقاربهم الذين كانوا ،في 11
تشرين األول /أكتوبر ،2013على متن مركب غرق في البحر األبيض المتوسط ،على بعد 113
كيلومترا جنوب جزيرة المبيدوسا ،إيطاليا ،وعلى بعد 218كيلومترًا من مالطة ،مما تسّبب في وفاة
أكثر من 200شخص .ويقدم السيد أ .س .البالغ نيابة عن 11فردا من أفراد أسرته :شقيقه المولود
في عام 1952؛ وصهره ،المولود في عام 1977؛ وابنة أخيه ،المولودة في عام 1983؛ وابنه،
المولود في عام 1987؛ وابنته ،المولودة في عام 1987؛ وزوجة ابنه ،المولودة في عام 1992؛
وابنه ،المولود في عام 1997؛ وحفيدته ،المولودة في عام 2004؛ وابن أخيه ،المولود في عام 2005؛
وابن أخيه ،المولود في عام 2007؛ وحفيده ،المولود في عام ،2008وجميعهم من مواطني
الجمهورية العربية السورية .ويقدم البالغ د .أي ،وأو .أي ،نيابة عن شقيقهما ،وهو من مواطني
الجمهورية العربية السورية ،ومن مواليد عام .1995وتقدم ج .د .البالغ نيابة عن شقيقها ،وهو من
مواطني الجمهورية العربية السورية ،ومن مواليد عام .1992
ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة الطرف لم تتخذ اإلجراءات المناسبة إلغاثة أقاربهم 1-2
الذين كانوا معرضين للخطر في عرض البحر في انتهاٍك لحقوق أقربائهم بموجب المادة 6من العهد.
ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة الطرف لم ُتجر تحقيقًا فعاًال في أحداث الغرق ،في انتهاٍك
لحقوق أقربائهم بموجب المادة ،6مقروءة باالقتران مع المادة .)3(2ويدعي أصحاب البالغ كذلك
انتهاك حقوقهم بموجب المادة 7مقروءة باالقتران مع المادة .)3(2وقد دخل البروتوكول االختياري
حيز النفاذ بالنسبة للدولة الطرف في 13كانون األول/ديسمبر .1990ويمثل أصحاب البالغ محام.
يالحظ أصحاب البالغ أن أقرباءهم حاولوا الهرب من أخطار شديدة كانت تحيق بحياتهم 2-1
وبحياة أطفالهم في الجمهورية العربية السورية .وفي 10تشرين األول/أكتوبر ،2013وصل أقرباء
أصحاب البالغ إلى ليبيا وُن قلوا ،بمعية مجموعة كبيرة من الناس أغلبهم من الالجئين السوريين ،على
متن مركب صيد كان راسيًا خارج ميناء زوارة ،وأبحر المركب في اليوم التالي حوالي الساعة الواحدة
صباحًا .وتفيد تقارير بأن المركب كان يحمل ما يزيد على 400شخص .وبعد ساعات من إبحار
المركب ،تم إطالق النار عليه من مركب آخر كان يحمل العلم البربري .فتسّر بت كميات كبيرة من
المياه إلى المركب ،مما أدى بأحد األشخاص الموجودين على المركب ،م .ج ،.إلى االتصال بخط
الطوارئ في البحار اإليطالي حوالي الساعة 11صباحًا ،حيث قال إن المركب كان يغرق وأخبر
مشّغ ل خط الطوارئ بأن هناك أطفاًال على متن المركب .وأرسل م .ج .أيضًا إحداثيات المركب
الجغرافية إلى المشّغ ل الذي أخذ المكالمة.
وتلت المكالمة األولى عدُة مكالمات .وقال مركز تنسيق اإلنقاذ البحري في روما (المسمى 2-2
بعده "مركز اإلنقاذ اإليطالي") إنه تلقى المكالمة األولى على الساعة 26/12بعد الظهر تلتها مكالمة
ثانية على الساعة 39/12بعد الظهر وثالثة على الساعة 56/12بعد الظهر .وفي كل نداءات
االستغاثة تلك ،كانت السلطات اإليطالية تهدئ من روع األشخاص الموجودين على متن المركب وتؤكد
أنه سيتم إنقاذهم .وألن شيئًا لم يحدث ،اتصلوا برقم الطوارئ في البحار اإليطالي على الساعة
GE.21-05585 2
CCPR/C/128/D/3043/2017
. 17/13وحينها ،شرح المشغل أن مركبهم كان في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة للسلطات المالطية ثم
أعطاهم رقم هاتف مركز تنسيق اإلنقاذ في مالطة (المسمى بعده "مركز اإلنقاذ المالطي").
وأجريت عدة مكالمات على متن المركب لالتصال بالقوات المسلحة ِلمالطة (المسماة بعده 2-3
"القوات المسلحة المالطية") ما بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر .وأجريت مكالمتان أيضًا لالتصال
بمركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة 22/14و .37/15وقيل لألشخاص الذين كانوا على متن المركب
إنه تم تحديد موقع مركبهم أخيرا وإ ن وحدات اإلنقاذ ستصل في حدود 45دقيقة .غير أن أصحاب
البالغ يقولون إن القوات المسلحة المالطية صرحت بأن التعرف على المركب ،حسب بيان صحفي
صدر عقب األحداث ،لم يحدث قبل الساعة الرابعة بعد الظهر وأن أول قارب إنقاذ -وهو قارب
دورية تابع للقوات المسلحة المالطية -لم يصل إلى مكان الغرق حتى الساعة ،50/17ومعه السفينة
الحربية اإليطالية آي .تي .إس .ليبرا ،التي وصلت إلى الموقع حوالي الساعة السادسة بعد الظهر.
ويدعي أصحاب البالغ أن القوات المسلحة المالطية لم تتصل بمركز اإلنقاذ اإليطالي لطلب المساعدة
إال بعد أن انقلب المركب .وهم يدعون كذلك أن آي .تي .إس .ليبرا لم تتلق أي تعليمات بمساعدة
األشخاص الذين كانوا على متن المركب إال بعد أن انقلب ،وأنها في الواقع تلقت األمر بدايًة باالبتعاد
عن المركب ،حيث كان ثمة اعتقاد من ناحية أخرى أن سلطات مالطة لن تقبل تحمل المسؤولية عن
جهود اإلنقاذ .ويالحظ أصحاب البالغ أن عدد األشخاص الذين ماتوا في حادثة الغرق ،رغم أنه لم
يحَّد د بدقة ،يقَّد ر بأكثر من 200شخص ،من بينهم 60طفًال.
ويدعي أصحاب البالغ أن مركزي اإلنقاذ اإليطالي والمالطي حاوال التقاذف بالمسؤولية عن 2-4
عملية اإلنقاذ عوض التدخل بسرعة .ونظرًا إلى أن المركب كانت توجد في منطقة البحث واإلنقاذ
المالطية ،فإن مركز اإلنقاذ اإليطالي اتصل بمركز اإلنقاذ المالطي على الساعة الواحدة بعد الظهر،
حيث أخبره بأمر المركب ،لكي يسلم العملية للقوات المسلحة المالطية .وحسب مركز اإلنقاذ اإليطالي،
فإنه عّر ف مركز اإلنقاذ المالطي بأقرب السفن إلى المركب ،بما فيها السفينة الحربية آي .تي .إس.
ليبرا وسفينتان تجاريتان .غير أنه لم يحدد موقع السفينة الحربية بدقة لمركز اإلنقاذ المالطي .وعلى الساعة
،37/15اتصل أحد ضباط سالح الجو اإليطالي بقيادة البحرية اإليطالية طلبًا للتعليمات بشأن األوامر
التي سُتعطى للسفينة الحربية ،التي كانت األقرب إلى المركب المنكوب .ويالحظ أصحاب البالغ أنه،
حسب المكالمات الهاتفية التي تم التقاطها( ، )1صدر أمر للسفينة بالتحرك مبتعدة عن المركب المنكوب
ألن قوارب الدورية المالطية ،لو رأتها ،لتفادت االضطالع بعملية اإلنقاذ .وعلى الساعة ،38/16طلب
مركز اإلنقاذ اإليطالي إلى قيادة البحرية اإليطالية أن تربط اتصاًال مباشرًا بين آي .تي .إس .ليبرا
والسلطات المالطية .ولكن قيادة البحرية لم توافق على ذلك الطلب .وعلى الساعة ،44/16طلب مركز
اإلنقاذ المالطي إلى مركز اإلنقاذ اإليطالي أن يضع آي .تي .إس .ليبرا تحت تصرف عملية اإلنقاذ.
ورفض مركز اإلنقاذ اإليطالي الترخيص بذلك ودعا مركز اإلنقاذ المالطي إلى البحث عن حلول
أخرى ،من قبيل إشراك السفن التجارية( .)2ولم يصدر أمر للسفينة الحربية بالتدخل إال في الساعة
07/17بعد الظهر بعد أن انقلب المركب ،وتم توجيهها نحو المركب المنكوب.
ويّد عي أصحاب البالغ أنه لم ُتَتح لهم سبل انتصاف فعالة تمكنهم من عرض ادعاءاتهم على 2-5
السلطات المحلية .والحظوا أن م .ج .تقدم بشكوى إلى المدعي العام في محكمة آغريدجانتو ،إيطاليا،
بشأن تأخر السلطتين اإليطالية والمالطية في االستجابة لنداءات االستغاثة واختفاء أحد ابنيه في حادثة
1
()يشير أصحاب البالغ إلى تسجيالت بين قيادة البحرية اإليطالية وسفينة آي .تي .إس .ليبرا التابعة لها ،التي ُنشرت في مقال
في ،”L’Espresso, “La legge del mare: così la Marina ha lasciato affondare il barcone dei bambini
بتاريخ 5حزيران/يونيه .2017
2
()يشير أصحاب البالغ إلى مقال ُنشر في المجلة اإليطالية الدورية ،L'Espressoبتاريخ 11أيار/مايو .2017
3 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
الغرق .ولكن ،ال إيطاليا وال مالطة فتحت تحقيقًا في ظروف حادثة الغرق وطلب المدعي العام وقف
اإلجراءات الجنائية .ويالحظ أصحاب البالغ كذلك أن أ .س .قد تقدم بشكوى إلى المدعي العام في
محكمة سيراكوز ،إيطاليا ،في 15أيلول/سبتمبر .2014وادعى أن 11من أقربائه قد اختفوا عقب
حادثة الغرق مباشرًة التي وقعت بتاريخ 11تشرين األول/أكتوبر .2013واستنادًا إلى محاضر
الشكوى ،يبدو أن دعوى جنائية كانت قد ُر فعت على مجهول عقب شكوى سابقة كان قد تقدم بها أ .س.
في 6أيلول /سبتمبر .2014غير أن أ .س .لم يتلق أي معلومات عن الدعوى أو نتائجها .وبعد حادثة
الغرق ،اتصلت واحدة من أصحاب البالغ ،وهي أو .آي .بالصليب األحمر في مالطة؛ وبالسكرتير
األول في السفارة اإليطالية في أبو ظبي ،حيث كانت أو .آي .تقيم في ذلك الوقت؛ وبالصليب األحمر
اإليطالي؛ وبمفوضية األمم المتحدة السامية لشؤون الالجئين ،مستفسرًة عن مكان وجود أخيها الذي كان
على متن المركب وألن هذه السيدة لم تتلق أي معلومات عن أخيها ،فقد سافرت إلى إيطاليا ومالطة
استقصاًء لمعلومات عنه .وتعيش غ .د .في دمشق؛ لذلك لم يتسّن لها أن تتقدم بشكوى إلى سلطات
الدولة الطرف.
ويدفع أصحاب البالغ بالقول إن عدم فتح تحقيق في الوقائع التي أدت إلى حادثة الغرق وما 2-6
أعقبها من وفاة أشخاص كانوا على متن المركب أو اختفائهم ،ومن بينهم أقرباء أصحاب البالغ ،يعني
أنه ليس لديهم أي سبيل انتصاف في الدولة الطرف للطعن في إخفاقات السلطات أثناء أنشطة اإلنقاذ.
ويدفع أصحاب البالغ بالقول كذلك إنهم غير ملزمين باللجوء إلى سبل االنتصاف المدنية لكي يستنفدوا
سبل االنتصاف المحلية ألن غايتهم هي كفالة مقاضاة ومعاقبة المسؤولين عن المخاطرة بحياة أقربائهم
وعلى التسبب في وفاتهم أو اختفائهم .ويدعون أن الدعوى المدنية لن تحقق تلك الغاية ،ألن الدعوى
ستركز فقط على مبلغ التعويضات ولن تتناول مسألة تحديد هوية المسؤولين ومعاقبتهم .وحتى لو
اسُتنفدت سبل االنتصاف المحلية ،فإنه كان سيتبين انها عديمة الجدوى في غياب أي تحقيق يؤكد
الوقائع المحيطة بحادثة الغرق وأي مسؤولية ذات صلة بذلك .ويدفع أصحاب البالغ بالقول إنهم ُم نعوا
بحكم الواقع من االعتداد بسبل االنتصاف المدنية بسبب عدم إجراء تحقيق صحيح في حادثة الغرق
وعملية اإلنقاذ الفاشلة .ويقولون أيضًا إن هناك ظروفًا خاصة تعفيهم من واجب استنفاد سبل االنتصاف
المحلية بالنظر إلى حجم المأساة التي نشأت عنها شكواهم .وهم يقولون إنه ينبغي تطبيق البروتوكول
االختياري ببعض المرونة ودون تمسك مفرط بالرسميات ،كما يقولون إنهم ال يملكون الوسائل الثقافية
واللغوية واالقتصادية لالعتداد بسبل االنتصاف القانونية في الدولة الطرف.
ويشير أصحاب البالغ إلى أن حادثة الغرق وقعت خارج اإلقليم الوطني لكل من إيطاليا 2-7
ومالطة .غير أنهم يدفعون بالقول إن الشكوى تخضع للسلطة القضائية لكل من إيطاليا ومالطة ألسباب
عدة .بادئ ذي بدء ،الدولتان معًا طرفان في االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار .1979 ،وكانت
السلطات المالطية مسؤولة عن البحث واإلنقاذ في المنطقة البحرية التي كان يوجد فيها المركب ،غير
أن السلطات اإليطالية كانت تمارس بحكم الواقع سيطرة على منطقة البحث واإلنقاذ المالطية ،ألن
إيطاليا في كثير من األحيان هي الدولة الوحيدة التي تتوفر لديها اإلرادة والقدرة على إنجاز عمليات
إنقاذ في المنطقة .والدولتان الطرفان ،عالوة على ذلك ،كانتا على اتصال دائم بالمركب المنكوب وفّع لتا
إجراءات اإلنقاذ .ولذلك السبب ،ورغم النقائص الشديدة التي شابت العمليات ،مارست كلتا الدولتان
الطرفان سيطرة في منطقة البحث واإلنقاذ على األشخاص المنكوبين .ويدفع أصحاب البالغ بالقول
بوجود عالقة سببية ،نتيجًة لذلك ،ما بين عدم اإلسراع في القيام بأنشطة اإلنقاذ وبين حادثة الغرق
والخسائر في األرواح .فالدولتان الطرفان ،إذ تصرفتا بإهمال ،أو امتنعتا عن الفعل ،أنشأتا حلقة حاسمة
في السلسلة السببية التي أدت إلى حادثة الغرق .ويالحظ أصحاب البالغ أنه تمت المجادلة في ذاك
الصدد ،بأن نداء االستغاثة ينشئ عالقة ما بين الدولة التي تتلقاه والشخص الذي يرسله ،وإ نه ينشأ ،بناًء
GE.21-05585 4
CCPR/C/128/D/3043/2017
على تلك العالقة ،رابط الوالية القضائية ما بين الشخص المعرض للخطر وسلطات الدولة ،نتيجة نداء
االستغاثة ،أي أن السلطات تكون نتيجة لذلك ملزمة بتقديم خدمات اإلغاثة الطارئة(.)3
الشكوى
يقول أصحاب البالغ إن واجب تقديم المساعدة لمن هم معرضون للغرق في البحر قاعدة 3-1
دولية راسخة بموجب اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار واالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار،
. )4(1974وهم يدفعون بالقول إن الدولة الطرف قد انتهكت حقوق أقربائهم بموجب المادة )1(6من
العهد بسبب أفعال ناشئة عن اإلهمال واالمتناع عن الفعل في إطار أنشطة اإلنقاذ التي نفذتها في
عرض البحر ،وهو ما عّر ض أرواح أقربائهم للخطر وأدى إلى وفاتهم أو اختفائهم .ويدعي أصحاب
البالغ تحديدًا أن سلطات الدولة الطرف أخّلت بواجبها أن تتخذ جميع الخطوات الصحيحة والمالئمة
للحفاظ على أرواح أقربائهم الذين كانوا معرضين لخطر الغرق عندما لم تقم بأنشطة اإلنقاذ الضرورية
وعندما تأخرت في طلب تدّخ ل البحرية اإليطالية إلى أن انقلبت السفينة ،رغم أنها كانت تعلم أن
المراكب المالطية غير قادرة على تقديم المساعدة السريعة .ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة
الطرف لم تستجب بسرعة لنداءات االستغاثة ،فتجاهلت بذلك التزاماتها الناشئة عن االتفاقية الدولية
للبحث واإلنقاذ في البحار .1979 ،ويالحظون أنه أثناء أول نداء استغاثة ُو جه إلى القوات المسلحة
المالطية ُأرسل على الساعة الواحدة و 34دقيقة بعد الظهر ،قيل لألشخاص الذين كانوا على متن
المركب المنكوب إنه تّم تحديد مكان المركب وإ ن وحدات اإلنقاذ ستصل في غضون أقل من ساعة
واحدة .وُأرسلت نداءات استغاثة أخرى على الساعة الواحدة بعد الظهر ،وقدمت السلطات تطمينات بأن
المساعدة في طريقها إلى المركب .ولكّن الطائرة التابعة للقوات المسلحة المالطية لم تكشف عن مكان
المركب المنكوب حتى الساعة الرابعة بعد الظهر .ويدعي أصحاب البالغ أن سلطات الدولة الطرف
كانت تعلم أنه لن يكون بإمكانها الوصول بسرعة إلى المركب وأنها لم تسرع في طلب المساعدة من
السلطات اإليطالية ،التي كانت مراكبها موجودة على مسافة أقرب من المركب المنكوب .وهم يدعون
أنه لو تلقت سفينة آي .تي .إس .ليبرا طلبًا سريعًا بالتدخل لكان بإمكانها إنقاذ األشخاص المنكوبين.
ويدعي أصحاب البالغ كذلك انتهاك حقوق أقربائهم بموجب المادة )1(6مقروءة باالقتران 3-2
مع المادة )3(2من العهد ،ألن سلطات الدولة الطرف لم ُتجر تحقيقًا رسميًا ومستقًال وفعاًال في حادثة
الغرق ألجل التحقق من الوقائع وتحديد من المسؤول عنها ومعاقبته.
ويدعي أصحاب البالغ أيضًا أن حقوقهم بموجب المادة 7مقروءة باالقتران مع المادة )3(2 3-3
من العهد قد انُتِه كت ألن عدم التحقيق في وفاة أو اختفاء أقاربهم قد تسبب وال يزال في فجيعتهم ،وهو
يعادل معاملة ال إنسانية ومهينة.
3
()يشير أصحاب البالغ إلى Seline Trevisanut, “Is there a right to be rescued at sea? A constructive
.view”, Questions of International Law, 2014, p. 9
4
()يشير أصحاب البالغ إلى المادة )1(98من اتفاقية قانون البحار التي تنص على ما يلي:
يتعين على كل دولة أن تطالب ربان سفينة ترفع علمها ،بأن يقوم قدر وسعه ،ودون تعريض السفينة أو طاقمها أو ركابها
لخطر جدي ،بما يلي:
تقديم المساعدة ألي شخص يوجد في البحر ومعرض لخطر الضياع؛ (أ)
الشروع بكل ما يمكن من السرعة في إنقاذ أي أشخاص في حالة خطر إذا تلقى إخطارا بحاجتهم إلى (ب)
المساعدة وفي حدود ما يكون هذا العمل متوقعا منه بصورة معقولة؛
بعد تصادم مع سفينة أخرى ،تقديم المساعدة لها ولطاقمها وركابها ،وحيثما كان ذلك ممكنًا ،إعالم السفينة (ج)
األخرى باسم سفينته وبميناء تسجيلها وبأقرب ميناء ستتوقف فيه.
5 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
في 19كانون الثاني/يناير ،2018قدمت الدولة الطرف مالحظاتها على مقبولية البالغ. 4-1
وتقول الدولة الطرف إنه ينبغي اعتبار البالغ غير مقبول لعدم استنفاد سبل االنتصاف المحلية ولعدم
االختصاص القضائي وعدم توفر مركز الضحية.
وتحيط الدولة الطرف علمًا بحجة أصحاب البالغ ومفادها أنهم ُح رموا من سبيل انتصاف 4-2
فعال بسبب عدم إجراء السلطات المالطية تحقيقًا سريعًا وفعاًال في سبب حادثة الغرق .وهي تالحظ،
فيما يتعلق بمالطة ،أن أصحاب البالغ لم يتقدموا بأي شكوى إلى سلطات الدولة الطرف ولم يرفعوا أي
دعوى أخرى .فاإلجراء الوحيد الذي اتخذه أصحاب البالغ هو االتصال بالصليب األحمر في مالطة.
وتحيط الدولة الطرف علما بحجة أصحاب البالغ التي مفادها أنه يصعب عليهم تقديم شكوى في مالطة
بسبب كونهم ال يعيشون في البلد وال تتوفر لديهم اإلمكانات المالية .غير أنها تقول إنه باإلمكان تقديم
شكاوى بواسطة محاٍم خاص ،أي أن حضور أصحاب البالغ إلى مالطة لم يكن الزما لتقديم شكوى.
وإ ضافًة إلى ذلك ،تحتج الدولة الطرف بالقول إن لدى أصحاب البالغ عدد من وسائل االنتصاف
المحلية تحت تصرفهم ،في إطار اإلجراءات المدنية والجنائية ،لم يعتدوا بها .ففيما يتعلق بالدعوى
الجنائية ،كان بإمكان أصحاب البالغ أن يتقدموا بشكوى إلى مفوض الشرطة ،طالبين إليه التحقيق في
االدعاءات التي قدمها أصحاب البالغ .وفي حال لم تشرع الشرطة في التحقيق بعد تلك الشكوى ،يمكن
تقديم طعن إلى محكمة الصلح ُي طلب فيه إلى المحكمة إصدار أمر إلى الشرطة بالبدء في اإلجراءات.
والمعونة القضائية متوفرة حتى لألشخاص من غير مواطني مالطة .وعالوًة على ذلك ،يحق ألي
شخص أيضًا ،بموجب القانون الجنائي ،أن يطلب إلى أحد القضاة إجراء استجواب في أي جنحة يعاَقب
عليها بالسجن ثالثة أعوام أو أكثر .وفيما يتعلق بالدعوى المدنية ،تتاح ألصحاب البالغ أيضًا إمكانية
رفع دعوى للمطالبة بالتعويض ،وبإمكانهم طلب سبيل انتصاف للحصول على تعويضات عن األضرار
التي يكونوا قد تعرضوا لها .وكان بإمكان أصحاب البالغ أيضًا أن يرفعوا دعوى دستورية باالستناد
إلى ما يّد عونه من انتهاك حقوقهم بموجب الدستور الذي يضِّم ن أحكام اتفاقية حماية حقوق اإلنسان
والحريات األساسية (االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان) في قوانين البلد .ويجوز لشخص غير موجود
في مالطة أن يرفع دعوى دستورية ويحق له أن يطلب الحصول على المعونة القضائية إذا برهن
الشخص على عدم امتالكه اإلمكانات المالية لرفع تلك الدعوى .وتتمتع المحكمة الدستورية بصالحيات
واسعة وبإمكانها إتاحة الحصول على سبل االنتصاف لجبر انتهاك معّين .ويمكن تقديم الطلب إلى
المحكمة للنظر في الشكوى على وجه االستعجال.
وتالحظ الدولة الطرف كذلك أن حادثة الغرق قد وقعت في أعالي البحار .وهي تجادل بالقول 4-3
إن الحادثة وقعت خارج المياه اإلقليمية لمالطة ،وإ ن أصحاب البالغ لم يبرهنوا على وجود رابط الوالية
القضائية المطلوب في البروتوكول االختياري .وهي تقول إن عمليات البحث واإلنقاذ ال تعادل ممارسة
الوالية القضائية .فالدولة مسؤولة عن تنسيق عمليات البحث واإلنقاذ في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة
لها ،ولكن ال يجوز اعتبار تلك المنطقة جزءًا من إقليم الدولة .فاالتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في
البحار ،1979 ،تنص على أن منطقة البحث واإلنقاذ ينبغي أال تمس بالحدود المرسومة بين الدول
فُي ستتبع من ثم أن من الخطأ تفسير منطقة البحث واإلنقاذ على أنها تشكل جزءًا من إقليم مالطة أو
منطقة تمارس مالطة عليها واليتها القضائية خارج حدود إقليمها .وتجادل الدولة الطرف بالقول إنه ال
يمكن تفسير وفائها بالتزاماتها الدولية في منطقة البحث واإلنقاذ على أنه ُينشئ عالقة تخص الوالية
القضائية .وتالحظ أن منطقة البحث واإلنقاذ ُتعَّر ف باعتبارها منطقة ذات أبعاد محددة مرتبطة بمركز
GE.21-05585 6
CCPR/C/128/D/3043/2017
تنسيق اإلنقاذ ضمن حدود خدمات البحث واإلنقاذ المقدمة ،وأن التعريف ال يتضمن أي إشارة إلى
الوالية القضائية أو اإلقليم.
وتقول الدولة الطرف كذلك إن أصحاب البالغ لم يقدموا ما يثبت عالقتهم بالمدعى أنهم 4-4
ضحايا في البالغ ،حيث لم يقدموا أي دليل ُيثبت أنهم أقرباء من ُيّد عى أنهم ضحايا وأن لهم المصلحة
القانونية الالزمة لتقديم بالغ نيابة عّم ن ُيَّد عى أنهم الضحايا.
وفي 25أيار/مايو ،2018قدمت الدولة الطرف مالحظاتها بشأن أسس البالغ الموضوعية. 4-5
وهي تالحظ أن المكالمة األولى التي ُأجريت من المكتب كانت لالتصال بمركز اإلنقاذ اإليطالي
بواسطة هاتف مرتبط بقمر صناعي وأن مركز اإلنقاذ اإليطالي كان أول من قام بتنسيق الحالة .
()5
وتلقى مركز اإلنقاذ المالطي أول اتصال هاتفي من مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة الواحدة وخمس
دقائق بعد الظهر ُأعلم فيه مركز اإلنقاذ المالطي أن المركب يحتاج إلى مساعدة .وفي تلك المرحلة،
كان المركب يعبر منطقة البحث واإلنقاذ الليبية ويهم بالخروج منها .ولم تشر المعلومات التي تم تلقيها
من مركز اإلنقاذ اإليطالي في المرحلة األولى إلى وجود حالة خطر( .)6وعلى الساعة الثانية وخمس
دقائق بعد الظهر أرسل مركز اإلنقاذ اإليطالي رسالة بالناسوخ إلى مركز اإلنقاذ المالطي يطلب إليه
فيها أن يقبل رسميًا نقل حالة البحث واإلنقاذ وتسليمها إليه .وقِبل مركز اإلنقاذ المالطي الطلب على
الساعة الثانية و 35دقيقة بعد الظهر ،وهي الساعة التي بدأ فيها تنسيق الحالة .وتشير الدولة الطرف
إلى أن مركز اإلنقاذ اإليطالي ،الذي كان ال يزال مركز تنسيق اإلنقاذ الوحيد المسؤول عن تنسيق
الحالة ،قد أصدر في ،الساعة الواحدة و 34دقيقة بعد الظهر ،تحذيرًا مالحيًا إلى الحركة المالحية
بكاملها في المنطقة المجاورة لكي تساعده ،ولم يرسل ذلك اإلنذار إلى مركز اإلنقاذ المالطي .وفي المدة
الفاصلة ما بين الدعوة إلى القيام بالتنسيق وبين لحظة قبول القيام بالتنسيق ،اتخذ مركز اإلنقاذ المالطي
أيضًا سلسلة من اإلجراءات األولية ،ففي الساعة الثانية وعشر دقائق بعد الظهر ،أصدر مركز تنسيق
اإلنقاذ المالطي تعليمات إلى سفينة الدورية البحرية P61ليتوجه إلى المنطقة التي كان يوجد فيها
المركب .والحظت الدولة الطرف ادعاء أصحاب البالغ أن من كانوا على المركب المعرض للخطر
اتصلوا بمركز اإلنقاذ المالطي على الساعة الواحدة و 34دقيقة بعد الظهر .وتقول الدولة الطرف إن
هذا غير صحيح ألن االتصال األول ما بين مركز اإلنقاذ المالطي والمركب الذي كان في خطر حدث
على الساعة الثانية و 22دقيقة بعد الظهر عندما هاتف المركز األشخاص على متن المركب لتحديد
موقعهم والتأكد من الوضع على المركب .وتالحظ أن مركز اإلنقاذ المالطي قد أصدر في الساعة الثانية
و 25دقيقة بعد الظهر تعليمات إلى طائرة عسكرية مالطية بالطيران فوق المنطقة ،وفي الساعة الثانية
والنصف بعد الظهر ،أصدر المركز تحذير الطوارئ المالحية -ما يعرف بالرسائل النصية المالحية،
أو - NAVTEXللحركة المالحية بكاملها في المنطقة لكي يبدأ بتقديم المساعدة .وتجادل الدولة
الطرف بالقول إنه عندما بدأت التحذيرات المالحية بالصدور ،كان من واجب جميع السفن الموجودة
على مقربة من المركب ،بما فيها آي -تي -إس ليبرا ،التوجه نحو موقعه.
5
()تشير الدولة الطرف إلى الفصل 5-4من االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار ،1979 ،وإ لى المجلد الثاني ،الفصل
،2الفرع ،25-2والفصل ،3الفرع ،5-6-3من الدليل الدولي للمالحة الجوية والمالحة البحرية للبحث واإلنقاذ .وتالحظ
أن مركز اإلنقاذ المالطي الذي يتولى التنسيق األول لحالة ما يشار إليه بأنه المركز األول لتنسيق عمليات اإلنقاذ ،وكان من
المقرر أن يتولى تنسيق الحالة إلى أن يتم تسليمها.
6
()تشير الدولة الطرف إلى رسالة ُأرسلت بالناسوخ من مركز اإلنقاذ اإليطالي إلى مركز اإلنقاذ المالطي في الساعة ،05/14
طلب فيها مركز اإلنقاذ اإليطالي من مركز اإلنقاذ المالطي أن يتولى تنسيق عملية البحث واإلنقاذ .وفي الرسالة ،أفيد بأن
السفينة أصيبت بعطل في المحرك.
7 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
وبعد تولي مهمة تنسيق الحالة ،طلب مركز اإلنقاذ المالطي إلى مركز اإلنقاذ اإليطالي تأكيد 4-6
استعداد أي مراكب إيطالية في المنطقة بإمكانها التدخل طبقًا ألحكام االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في
البحار .)7(1979 ،وأجاب مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة 09/15بالقول إنه ال يوجد أي وحدات
لخفر السواحل ،ولكن إحدى السفن الحربية اإليطالية مستعدة للتدخل .ومع ذلك لم ُيذكر اسم السفينة وال
موقعها وال معلومات االتصال بها .وبعد أن حددت طائرة القوات المسلحة المالطية هوية آي -تي -
إس ليبرا طلب مركز اإلنقاذ المالطي إلى آي -تي -إس ليبرا البدء بتقديم المساعدة ما دام قد تم
تحديدها على أنها السفينة األقرب إلى المهاجرين ،حيث كانت على بعد 17ميًال بحريًا .وفي الساعة
،22/16أرسل مركز اإلنقاذ المالطي رسالة بالناسوخ إلى مركز اإلنقاذ اإليطالي طالبًا إليه إصدار
تعليمات إلى آي-تي-إس ليبرا بالتوجه إلى المنطقة حيث لوحظ أن المركب المنكوب كان مكتظًا وغير
مستقر .وأجاب مركز اإلنقاذ اإليطالي على الهاتف بأن آي -تي -إس ليبرا كانت تقوم بواجبات
مراقبة وإ نه ،حتى لو تم توجيهها إلى هناك ،فإنه لم تكن توجد أي وسائل لتغطية المنطقة تحت
المراقبة .وتال هذا التبادل رسالة أخرى بالناسوخ على الساعة .42/16وعندها أكد مركز اإلنقاذ
اإليطالي أن السفينة آي-تي-إس ليبرا ستتوجه إلى المنطقة لتقديم المساعدة .واتصل مركز اإلنقاذ
المالطي أيضًا بسفن تجارية في المنطقة طالبًا المساعدة .وعلى الساعة ،55/16كانت آي-تي-إس
ليبرا ال تزال تبحر في نفس اتجاهها األول فلم تغير اتجاهها لتمضي نحو المركب المكروب وفق ما
ُط لب منها .وعندها أصدر مركز اإلنقاذ المالطي تعليمات إلى طائرة المراقبة المالطية باالتصال بآي-
تي-إس ليبرا مباشرة بواسطة الراديو ذي التردد العالي جدًا .ولكن المكالمات لم تلق أي إجابة .وغرق
مركب المهاجرين على الساعة .07/17ووصل إلى مكان الحادث قارٌب صلُب الغاطس وقابل للنفخ،
أرسلته السفينة العسكرية المالطية 61Pلكي يصل إلى المنطقة في أقرب وقت ممكن على الساعة 45/
17وشرع في عمليات اإلنقاذ .ووصلت السفينة العسكرية P61إلى مكان الحادث على الساعة 51/1
7ووصل ITS Libraعلى الساعة 57/17بعد الظهر .وأكدت السفينة P61إنقاذ نحو 140شخصًا
وسفينة آي-تي-إس ليبرا إنقاذ 56شخصًا .وتقول الدولة الطرف إنها ،عندما تحملت مسؤولية تنسيق
الحالة ،اتخذت جميع تدابير الحيطة الضرورية والمتاحة ألجل تقديم المساعدة في الوقت الالزم عن
طريق إرسال الموارد المتاحة ،العامة والخاصة ،طالبة استخدام الموارد اإليطالية المتاحة عن طريق
مركز اإلنقاذ اإليطالي ،وليس لمركز اإلنقاذ اإليطالي أي سلطة قضائية أو غيرها إلصدار أوامر إلى
سفينة توجد في ملكية دولة أخرى .وتالحظ الدولة الطرف كذلك أنها أرسلت تحذيرا مالحيا إلى جميع
السفن في المنطقة ،وأنزلت قارب إنقاذ من الطائرة العسكرية لتوفير المساعدة وحّو لت وجهة السفن
الحربية التي كانت موجودة في أقرب موقع باتجاه المنطقة.
وتحيط الدولة الطرف علما بادعاءات أصحاب البالغ أن حقوق أقاربهم بموجب المادة ،6 4-7
مقروءة بمفردها وباالقتران مع المادة )3(2من العهد ،قد انُتهكت .وهي تكرر حجتها التي مفادها أن
أصحاب البالغ لم يتقدموا بأي شكوى إلى سلطات الدولة الطرف طلبا للبدء في إجراء تحقيق.
وتجادل الدولة الطرف بالقول إن احترام الحياة يتمثل أوًال وقبل كل شيء في أن الفرد ال 4-8
يعرض حياته لخطر ال ضرورة له وفي أن يتخذ جميع االحتياطات الممكنة للحد من ذلك الخطر.
وتالحظ أن أوروبا والدول الموجودة على حدودها الخارجية تواجه تدفقات هجرة غير مسبوقة ،حيث
هناك محاوالت لعبور البحر على متن قوارب غير قابلة لإلبحار .ومهما أبدت مراكز تنسيق اإلنقاذ من
سرعة تحرك وإ مكانيات من حيث التجهيز وتمسك بأداء الواجب ،فإن هناك دائمًا إمكانية لوجود حاالت
بحث وإ نقاذ متعددة تحدث في الوقت نفسه ،أو عندما تؤدي ظروف جوية إلى الحؤول دون عمليات
7
()تشير الدولة الطرف إلى الفصلين 6-1-3و 7-1-3من االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار.1979 ،
GE.21-05585 8
CCPR/C/128/D/3043/2017
اإلنقاذ ألسباب تتعلق بسالمة المنقذين ،وهي تعتد بالقول إن الدولة الطرف وسلطاتها في هذه الحالة لم
تأل جهدًا ولم تدخر أي عناية في سبيل إنجاح عملية اإلنقاذ.
تعليقات أصحاب البالغ على مالحظات الدولة الطرف بشأن المقبولية واألسس الموضوعية
في 12نيسان/أبريل ،2018قّد م أصحاب البالغ تعليقاتهم على مالحظات الدولة الطرف 5-1
بشأن مقبولية البالغ .وادعوا أن عدم قيام سلطات الدولة الطرف بالتحقيق بسرعة وفعالية في حادثة
الغرق يدل على أن أي سبيل انتصاف فعال لم يكن متاحا لهم .وهم يعتدون بالقول إن وسائط اإلعالم
في أوروبا بأسرها قد تناقلت خبر حادثة الغرق وإ نه كان ينبغي لسلطات الدولة الطرف ،لذلك السبب،
أن تشرع في التحقيق بمبادرة منها .كما يعتد بالقول إن استخدام أي سبيل انتصاف مدني كان سيكون
عديم الفائدة حيث لم يكن سيحقق أي جبر لمن يّد عى أنهم ضحايا انتهاك الحق في الحياة .ويعتدون
بالقول أيضًا إن تقديم شكوى إلى المحكمة الدستورية لم يكن ليجدي نفعًا ألنه ال يمكن عرض القضية
على المحكمة إال في مرحلة االستئناف وفقط عندما تكون المحكمة المدنية االبتدائية قد رفضت ممارسة
سلطتها .ويحتجون بالقول إن طلب إجراء مراجعة دستورية لقانونية الوقائع المعروضة في شكواهم هو
سبيل انتصاف خارق للعادة وخاضع للسلطة التقديرية.
ويجادل أصحاب البالغ بالقول إن وقوع حادثة الغرق خارج إقليم مالطة ال يكفي في حد ذاته 5-2
الستبعاد نشوء رابط الوالية القضائية .ويعتدون بالقول إنه كانت تقع على عاتق الدولة الطرف
المسؤولية األولى عن تنسيق عملية البحث واإلنقاذ في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لها ،وإ نها لم
تمارس واجب التنسيق الواقع على عاتقها.
أما فيما يتعلق بما ُيّد عى من عدم وجود مركز الضحية ،فإن أصحاب البالغ يالحظون أنهم 5-3
قدموا في تعليقاتهم صورًا ألقربائهم وشهادات ميالد ونسخا من جوازات سفر ألجل إثبات عالقة القرابة
مع من ُيّد عى أنهم الضحايا.
وفي 4تشرين األول/أكتوبر ،2018قّد م أصحاب البالغ تعليقاتهم على مالحظات الدولة 5-4
الطرف بشأن أسس البالغ الموضوعية .وكرروا ادعاءهم إن سلطات الدولة الطرف تأخرت في البدء
في عملية اإلنقاذ .والحظوا أن مركز اإلنقاذ المالطي أصدر أوامر إلى سفينة الدورية الساحلية المالطية
P61ألجل الخروج إلى البحر باتجاه المنطقة التي كان يوجد فيها المركب المكروب على الساعة
الثانية وعشر دقائق بعد الظهر .وهم يجادلون بالقول إنه لو تلقت سفينة الدورية الساحلية أوامر بالتوجه
إلى المنطقة فورًا بعد أن تلقى مركز اإلنقاذ المالطي أول مكالمة من مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة
واحدة وخمس دقائق بعد الظهر أو بعد أول تحذير مالحي أطلقه مركز اإلنقاذ اإليطالي على الساعة
الواحدة و 34دقيقة ،كان سفينة الدورية ستصل إلى مكان المركب المكروب قبل غرقه.
وكرر أصحاب البالغ كذلك ادعاءهم أن حقوق أقربائهم بموجب المادة )1(6مقروءة 5-5
باالقتران مع المادة )3(2من العهد ،وحقوقهم بموجب المادة 7مقروءة باالقتران مع المادة )3(2من
العهد قد انُتهكت ألن سلطات الدولة الطرف لم ُتجر أي تحقيق رسمي ومستقل وفعال فيما وقع من
أحداث ذات صلة بحادثة الغرق .ويالحظون حجة الدولة الطرف أن أصحاب البالغ لم يتقدموا بشكوى
بشأن الحادثة .ويكررون حجتهم إن واجب إجراء تحقيق فعال بمبادرة منها يقع على عاتق سلطات
الدولة الطرف.
9 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
النظر في المقبولية
قبل النظر في أي ادعاء يرد في بالغ ما ،يجب على اللجنة أن تقرر ،وفقًا للمادة 97من 6-1
نظامها الداخلي ،ما إذا كان البالغ مقبوًال أم ال بموجب البروتوكول االختياري.
وقد تأكدت اللجنة ،وفقًا لما تنص عليه المادة ()2(5أ) من البروتوكول االختياري ،من أن 6-2
المسألة نفسها ليست قيد النظر في إطار إجراء آخر من إجراءات التحقيق الدولي أو التسوية الدولية.
وتالحظ اللجنة قول الدولة الطرف إن البالغ غير مقبول بموجب المادة 1من البروتوكول 6-3
االختياري بسبب انتفاء الوالية القضائية ألن األحداث وقعت خارج المياه اإلقليمية للدولة الطرف.
والحظت قول أصحاب البالغ إن الشكوى تقع ضمن الوالية القضائية للدولة الطرف ألن سلطات الدولة
الطرف كانت مسؤولة عن منطقة البحث واإلنقاذ البحرية التي وقعت فيها حادثة الغرق؛ وألنها كانت
على اتصال دائم مع المركب المكروب؛ وألنها بدأت في تفعيل إجراءات اإلنقاذ ومن ثم كانت تمارس
سيطرة على األشخاص المكروبين.
وتذكر اللجنة بأنها تتمتع ،بموجب المادة 1من البروتوكول االختياري ،باختصاص تلقي 6-4
بالغات من األفراد الخاضعين لوالية الدول األطراف والنظر فيها .كما تذكر بأنها قالت ،الفقرة 10من
تعليقها العام رقم )2004(31بشأن طبيعة االلتزام القانوني العام الواقع على عاتق الدول األطراف في
العهد ،إن الدول األطراف مطاَلبة ،بموجب الفقرة 1من المادة ،2باحترام الحقوق المكفولة في العهد
لجميع األشخاص الذين قد يكونون موجودين داخل إقليمها ولجميع األشخاص الخاضعين لواليتها
وبكفالة تلك الحقوق .ويعني هذا أنه يتعين على الدولة الطرف احترام الحقوق المنصوص عليها في
العهد وكفالتها لكل شخص يقع تحت سلطتها أو سيطرتها الفعلية ،حتى لو لم يكن موجودًا داخل إقليم
الدولة الطرف .ومثلما جاء في التعليق العام رقم )1986(15بشأن مركز األجانب بموجب العهد ،ال
يقتصر التمتع بالحقوق المنصوص عليها في العهد على مواطني الدول األطراف وإ نما يجب أيضًا أن
يتاح لجميع األفراد كملتمسي اللجوء والالجئين والعمال المهاجرين وغيرهم من األشخاص الذين قد
يجدون أنفسهم داخل إقليم الدولة الطرف أو خاضعين لواليتها ،بصرف النظر عن جنسية الشخص أو
عدم حمله أي جنسية .ويسري هذا المبدأ أيضًا على جميع من يقع تحت سلطة دولة طرف أو تحت
سيطرة قواتها المتصرفة خارج إقليمها ،أيًا كانت الظروف التي تم فيها اكتساب تلك السلطة أو السيطرة
الفعلية كالقوات التي تشكل وحدة وطنية تابعة للدولة الطرف مكلفة بعملية حفظ سالم أو إنفاذ سالم
دولية.
وتشير اللجنة كذلك إلى الفقرة 63من تعليقها العام رقم )2018(36بشأن الحق في الحياة، 6-5
التي الحظت فيها أنه ،في ضوء الفقرة 1من المادة 2من العهد ،يقع على كل دولة طرف واجب
احترام وكفالة الحقوق بموجب المادة 6لجميع األشخاص داخل إقليمها ولجميع األشخاص الخاضعين
لواليتها ،أي لجميع األشخاص الذين تمارس سلطة أو سيطرة فعلية على تمتعهم بالحق في الحياة .ومن
ضمن هؤالء األشخاُص الواقعون خارج أي إقليم يخضع فعليًا لسيطرة الدولة ،والذين يتأثر حقهم في
الحياة مع ذلك بأنشطتها العسكرية أو غيرها من األنشطة تأثرًا مباشرًا ويمكن التنبؤ به على نحٍو
معقول .ويتعين على الدول األعضاء احترام وحماية أرواح األفراد الموجودين في أماكن تقع تحت
سيطرتها الفعلية ،كاألقاليم المحتلة ،وفي األقاليم التي تتحمل بشأنها واجبًا دوليًا بتنفيذ العهد .والدول
األطراف مطاَلبة أيضًا باحترام وحماية أرواح جميع األشخاص الموجودين على متن مراكب بحرية
وطائرات مسجلة لديها أو ترفع علمها ،ومن بين هؤالء أولئك الذين يجدون أنفسهم في حالة خطر في
GE.21-05585 10
CCPR/C/128/D/3043/2017
عرض البحر ،طبقًا لما تنص عليه االلتزامات الدولية بشأن اإلنقاذ في عرض البحر( .)8وتذكر اللجنة
كذلك بقراراتها السابقة التي قررت فيها أنه يمكن أن تتحمل دولة طرف ما المسؤولية عن االنتهاكات
التي تطال العهد خارج إقليمها في حاالت من قبيل تلك التي تتعلق بالتسليم أو اإلبعاد ،في حال ثبت
وجود رابط في السلسلة السببية يجعل االنتهاكات ممكنة في والية قضائية أخرى ،وعندما يكون احتمال
وقوع انتهاك خارج إقليم الدولة نتيجة ضرورية ويمكن التنبؤ بها باعتبار ما كان في ِع لم الدولة الطرف
في ذلك الوقت(.)9
وتحيط اللجنة علمًا كذلك بأنه ،طبقًا للمادة 98من اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ،يتعين 6-6
على كل دولة أن تطلب إلى ربان السفينة التي ترفع علمها أن ينقذ األشخاص المعرضين للخطر بكل
ما يمكنه من سرعة ،إذا ما علم بالحاجة إلى المساعدة ،حيث يمكن توقع الفعل بصورة معقولة ،كما
تحيط علمًا بأنه يتعين على الدولة الساحلية تعزيز إنشاء خدمة بحث وإ نقاذ كافية وفعالة وتشغيلها
وصيانتها فيما يتعلق بالسالمة في البحر ،وبواسطة ترتيبات إقليمية متبادلة ،عندما تستلزم الظروف
ذلك ،للتعاون مع دول مجاورة توخيًا لذلك الغرض .وإ ضافة إلى ذلك تحيط اللجنة علمًا بأن الترتيبات
المحددة المتعلقة بتوفير وتنسيق خدمات البحث واإلنقاذ منصوص عليها في االتفاقية الدولية للبحث
واإلنقاذ في البحار ،1979 ،وفي اللوائح المعتمدة طبقًا ألحكام االتفاقية الدولية لسالمة األرواح في
البحار ،1974 ،بما في ذلك تنسيق مركز تنسيق إقليمي عمليات البحث واإلنقاذ للسفن من مختلف
الدول ،وواجب الدول أن تتعاون في أنشطة البحث واإلنقاذ عند تسلمها معلومات عن حاالت كرب في
البحر(.)10
وفي هذه القضية ،تحيط اللجنة علمًا ،بأنه مما ال جدال فيه بالنسبة للطرفين أن حادثة الغرق 6-7
قد وقعت خارج إقليم الدولة الطرف وأن أيًا من االنتهاكات المدعى ارتكابها وقعت عندما كان أقرباء
أصحاب البالغ على متن مركب يرفع العلم المالطي .والسؤال المطروح أمام اللجنة إذًا هو ما إذا كان
يمكن اعتبار أن الضحايا أو من ُيّد عى أنهم الضحايا كانوا تحت سلطة الدولة الطرف أو خاضعين
لسيطرتها الفعلية ،حتى لو أن الحادثة وقعت خارج إقليمها .وتحيط اللجنة علمًا بأن مما ال جدال فيه،
في هذه القضية ،أن المركب المركوب كان موجدًا في منطقة البحث واإلنقاذ التي تتحمل سلطات الدولة
الطرف المسؤولية عن توفير التنسيق العام لعمليات البحث واإلنقاذ فيها ،طبقًا للمادة 9-1-2من
االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار ،1979 ،والفصل الخامس ،المادة 33من االتفاقية الدولية
لسالمة األرواح في البحار .1974 ،وتحيط اللجنة علمًا كذلك بأنه مما ال جدال فيه أن سلطات الدولة
الطرف قبلت رسميًا تولي مهمة تنسيق جهود اإلنقاذ على الساعة الثانية و 35دقيقة بعد الظهر في اليوم
الذي وقعت فيه حادثة الغرق .وعليه ،ترى اللجنة أن الدولة الطرف كانت تمارس سيطرة فعلية على
عملية اإلنقاذ ،وهو ما قد ينشئ عالقة سببية مباشرة ويمكن التنبؤ بها بصورة معقولة ما بين أفعال
الدولة الطرف أو إمساكها عن الفعل وما بين نتيجة العملية .وبالنتيجة ،ليس في المادة 1من
البروتوكول االختياري ما يمنع اللجنة من النظر في هذا البالغ.
وتحيط اللجنة علمًا كذلك بما قالته الدولة الطرف من أنه ينبغي اعتبار البالغ غير مقبول لعدم 6-8
استنفاد سبل االنتصاف المحلية .وهي تحيط علمًا بقول أصحاب البالغ إنه لم يكن لديهم أي سبيل
انتصاف متاح في الدولة الطرف للطعن في األخطاء التي شابت ما قامت به السلطات في تنفيذ أنشطة
8
()انظر الوثيقة ،CCPR/C/MLT/CO/2الفقرة 17؛ اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ،المادة 98؛ االتفاقية الدولية لسالمة
األرواح في البحار ،1974 ،الفصل الخامس ،البند .10
()مناف ضد رومانيا ( ،)CCPR/C/96/D/1539/2006الفقرة .2-14 9
10
()االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار ،1979 ،الفصل 6-5؛ االتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار،1974 ،
الفصل الخامس ،البند .33
11 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
اإلنقاذ .غير أن اللجنة تحيط علمًا بقول الدولة الطرف إن هناك عدة سبل انتصاف متاحة كان بإمكان
أصحاب البالغ أن يطلبوا النظر في االدعاءات من خاللها ،ومن جملتها التقدم بشكوى إلى مفوض
الشرطة ،طالبين إلى المفوض التحقيق في االدعاءات التي قدمها أصحاب البالغ؛ أو تقديم طلب إلى
أحد القضاة للتحري في األحداث المحيطة بحادثة الغرق؛ أو رفع دعوى مدنية للضرر؛ أو رفع دعوى
دستورية للجبر باالستناد إلى االنتهاك الذي ُي دعى أنه نال من حقوقهم وحقوق أقربائهم المنصوص
عليها في الدستور ،الذي يعتبر االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان قانونًا داخليًا .وتحيط اللجنة علمًا
كذلك بأن الدولة الطرف تؤكد أنه باإلمكان تقديم تلك الشكاوى بواسطة محام خاص ودون أن يضطر
أصحاب الشكوى إلى التواجد في الدولة الطرف لتقديم الشكوى .وتحيط علمًا أيضًا بتأكيد الدولة الطرف
أن المعونة القضائية متاحة لألشخاص الذين يثبتون عدم امتالكهم اإلمكانات المالية لرفع دعاوى داخل
البلد.
وتشير الدولة الطرف إلى قراراتها السابقة التي جاء فيها إنه يجب على أصحاب البالغات 6-9
بذل العناية الواجبة في االعتداد بسبل االنتصاف المتاحة ،حتى لو انتفى واجب استنفاد سبل االنتصاف
المحلية عندما ال يكون ثمة أمل من نجاحها ،وهي تشير كذلك إلى أن مجرد الشكوك أو االفتراضات
بشأن فعالية سبل االنتصاف المحلية ال تعفي أصحاب البالغ من استنفادها( .)11وتالحظ اللجنة أن
أصحاب البالغ ،في هذه القضية ،لم يتقدموا بادعاءاتهم إلى سلطة قضائية أو شبه قضائية في الدولة
الطرف ،بما في ذلك إمكانية التقدم بشكوى جنائية ،ولم ينفوا ما قالته الدولة الطرف من أن سبل
انتصاف فعالة متاحة بالفعل .وفي هذه الظروف ،ترى اللجنة أن أصحاب البالغ لم يستنفدوا سبل
االنتصاف المحلية المتاحة .وعليه ،ترى اللجنة أن البالغ غير مقبول بموجب المادة ()2(5ب) من
البروتوكول االختياري.
أن البالغ غير مقبول بموجب المادة ()2(5ب) من البروتوكول االختياري؛ (أ)
()انظر بالغات منها ،ف .س .ضد نيوزيلندا ( ،)CCPR/C/115/D/2072/2011الفقرة 3-6؛ وغارسيا بيريا ضد إسبانيا ( 11
GE.21-05585 12
CCPR/C/128/D/3043/2017
المرفق األول
أتفق مع نتيجة الشكوى ،بالصيغة التي اعتمدتها أغلبية أعضاء اللجنة ،غير أني أود أن أنأى -1
بنفسي بكل احترام عن رأيها فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان أصحاب البالغ حين وقوع الكارثة خاضعين
للوالية القضائية لمالطة بالمعنى المقصود في المادة )1(2من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية
والسياسية.
وعليه ،كنت سأرفض الشكوى ليس لعدم استنفاد سبل االنتصاف المحلية ،وإ نما أيضًا ألن -2
الشكوى تخرج عن نطاق اختصاص اللجنة بموجب البروتوكول االختياري.
ومما ال جدال فيه أن أقرباء أصحاب البالغ كانوا موجودين حينها خارج المياه اإلقليمية -3
لمالطة؛ ولم يكونوا في أي لحظة من اللحظات على متن سفن ترفع العلم المالطي .أما الوقائع الوحيدة
التي كان يمكن أن تدعم ادعاء الوجود ضمن الوالية القضائية لمالطة ألغراض العهد فهي أنهم وجدوا
أنفسهم داخل منطقة البحث واإلنقاذ الواقعة تحت مسؤولية مالطة بموجب القواعد السارية لقانون
البحار؛ وأن سلطات مالطة كانت على اتصال بالراديو مع المركب المكروب وفّع لت إجراءات اإلنقاذ.
ففي البداية ،تشير األغلبية ،وهي محقة في ذلك نظريا ،إلى المعيار الصحيح في تحديد ما إذا -4
كان شخص من األشخاص يخضع للوالية القضائية لدولة من الدول األطراف ،أي أنه يقع تحت سلطة
تلك الدولة الطرف أو تحت سيطرتها الفعلية ،حتى لو كان موجودًا خارج إقليم الدولة الطرف .غير أنه
ُي دفع بالقول بكل احترام إن طريقة صياغة األغلبية لهذا المعيار باإلحالة إلى قرار سبق أن أصدرته في
قضية مناف ضد رومانيا( )12مضللة فصاحب البالغ ،في تلك القضية ،كان موجودًا داخل سفارة
رومانيا ،حيث تتمتع الدولة الطرف بالطبع بالوالية القانونية التامة في مقارها الدبلوماسية وأفعال
األشخاص الموجودين فيها جميعهم -وهي ظروف من الصعب جدًا مقارنتها بأعالي البحار.
وتحاول األغلبية كذلك االستناد إلى المادة 98من اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ،التي -5
تنص على أنه يتعين على كل دولة طرف في االتفاقية أن تطلب إلى ربابنة السفن التي ترفع علمها
إنقاذ أشخاص مكروبين بكل سرعة ممكنة إذا ما ُأخبروا بحاجتهم إلى المساعدة ،بحيث يمكن توقع ذلك
الفعل منهم .وتنص المادة المذكورة كذلك على أن كل دولة ساحلية مطاَلبة بتعزيز إنشاء مصلحة بحث
وإ نقاذ كافية وفعالة وبتشغيلها وصيانتها فيما يتعلق بالسالمة في البحار ،وعلى أنه يتعين عليها أن
تتعاون مع الدول المجاورة لذلك الغرض بواسطة ترتيبات إقليمية متبادلة ،إذا ما استلزمت الظروف
ذلك .ولكن ،مثلما قيل عن حق في موقع آخر ،ال يمكن أن ينشأ التزام باحترام حقوق اإلنسان -في
القضية محل النظر بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ،عن قرار بعدم حمايتهم؛
فاألول يسبق منطقيًا األخير( . )13وباإلضافة إلى ذلك ،من األرجح أال ينشأ مثل ذلك االلتزام بحماية
الحقوق المكفولة بموجب العهد بسبب انتهاك التزام ناشئ بموجب مجموعة مختلفة تمامًا من القواعد،
وهي المعايير السارية بموجب اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار.
وبالطبع ،ال تعادل فكرة الوالية القضائية في معاهدات حقوق اإلنسان بأي شكل من األشكال -6
مفهوم الوالية القضائية كما هو منصوص عليه في المادة 98من اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار.
13
()قارن ،مع ما يلزم من تعديل ،بـ Marko Milanovic, “Repatriating the children of foreign terrorist fighters
.and the extraterritorial application of human rights”, EJIL:Talk!, 10 November 2020
13 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
فاألول يتعلق بتمتع األفراد بحقوق اإلنسان إزاء دولة طرف في العهد ،بينما يتعلق الثاني بالتزام الدولة
بموجب االتفاقية بتنظيم بعض الحاالت بواسطة قانونها الداخلي.
وتسري االعتبارات نفسها أيضًا على االلتزامات الناشئة عن االتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ -7
في البحار ،1979 ،وباالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار .1974 ،فبموجب هاتين االتفاقيتين،
يقع على عاتق مالطة مرة أخرى التزاٌم بجعل أولئك األشخاص خاضعين لواليتها عن طريق اتخاذ
التدابير الالزمة إلنقاذهم ،لكنهم لم يكونوا بعد خاضعين للوالية القضائية المالطية بالمعنى المنصوص
عليه في العهد ،ما لم يتم ذلك اإلنقاذ.
وكون أصحاب البالغ لم يجدوا أنفسهم خاضعين للوالية القضائية لمالطة حين وقوع الكارثة -8
أمر أكدته اللجنة في مالحظاتها الختامية األخيرة بشأن مالطة ،التي اقُتِبَس منها في قرار األغلبية .وفي
تلك المالحظات ،تشير اللجنة حصرًا ،وهي محقة في ذلك ،إلى حاالت الطرد الجماعي لمهاجرين تّم
اعتراضهم وإ نقاذهم في البحر (التشديد مضاف)( ،)14أي األشخاص الذين دخلوا إلى الوالية القضائية
المالطية أو أصبحوا خاضعين لها فقط بعدما تّم اعتراضهم وإ نقاذهم ،وليس قبل عملية اإلنقاذ تلك.
وعلى العموم ،يحّو ل رأي األغلبية ،لهذه األسباب ،انتهاَك اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار -9
و/أو االتفاقية الدولية المتعلقة بالبحث واإلنقاذ في البحار ،1979 ،واالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في
البحار ،1974 ،وهو ما وقع فعًال ،حسب فهمي للوقائع المستَن د إليها في الشكوى -إلى انتهاك للعهد.
غير أن األغلبية ،بفعلها ذاك ،ربما تكون قد أضّر ت في نهاية األمر بالقيم التي تتوخى حمايتها ألن الدول
األطراف في اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار قد تصبح أكثر تلكؤًا عندما يتعلق األمر بتحُّم ل التزامات تتصل
بقانون البحار بموجب هاتين االتفاقيتين ،حيث إن الوفاء بها قد يجعلها مسؤولة بموجب العهد عن أحداث مأساوية
تقع في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لكل منها.
14
()انظر الوثيقة ،CCPR/C/MLT/CO/2الفقرة .17
GE.21-05585 14
CCPR/C/128/D/3043/2017
المرفق الثاني
رأي مشترك ألعضاء اللجنة عارف بلقان ودنكان الكي مهيموزا وجنتيان
زيبيري (رأي مخالف)
نختلف مع استنتاج اللجنة القائل إن البالغ غير مقبول بموجب المادة ()2(5ب) من -1
البروتوكول االختياري ،نظرًا إلى أن الدولة الطرف لم تبادر إلى التحقيق في ظروف حادثة الغرق.
وباإلضافة إلى ذلك ،سننظر أدناه في رابط الوالية القضائية واألثر على التزامات الدولة الطرف
بموجب المادة )1(6من العهد.
تتعلق هذه القضية بعملية بحث وإ نقاذ باءت بالفشل في يوم 11تشرين األول/أكتوبر .2013 -2
وفي تلك العملية ،ورغم أن عدد الضحايا غير معلوم بدقة ،ذهبت التقديرات إلى أن ما يزيد على 200
شخص كانوا على متن المركب قد ماتوا ،من بينهم 60طفًال (الفقرة .)3-2وتنّص اتفاقية األمم
المتحدة لقانون البحار ،واالتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في البحار ،1979 ،واالتفاقية الدولية لسالمة
األرواح في البحار ،1974 ،على التزام الدول بالتعاون ألجل إنقاذ األشخاص الذين تقطعت بهم السبل
في عرض البحر .وبالنظر إلى ظروف القضية هذه ،تقاسمت إيطاليا ومالطة تلك المسؤولية ،ولكن
القسمة بينهما لم تكن على حد سواء(.)15
ودفعت الدولة الطرف بالقول إن من الخطأ تفسير منطقة البحر واإلنقاذ على أنها تشكل جزءًا -3
من إقليم مالطة أو منطقة تمارس عليها مالطة واليتها القضائية خارج إقليمها (الفقرة .)3-4ويدفع
أصحاب البالغ بالقول إن شكواهم تخضع لوالية الدولة الطرف ،ألن سلطات الدولة الطرف كانت
مسؤولة عن منطقة اإلنقاذ والبحث في عرض البحر التي وقعت فيها حادثة الغرق؛ وكانت على اتصال
مستمر بالمركب المنكوب؛ وفّع لت إجراءات اإلنقاذ ،ومن ثم مارست سيطرة على األشخاص المنكوبين
(المادة .)3-6
وأوضحت اللجنة ،في تعليقها العام رقم )2018(36بشأن الحق في الحياة ،أنه ،بموجب الفقرة -4
1من المادة 2من العهد ،يقع على عاتق الدولة الطرف التزاٌم باحترام وكفالة الحقوق بموجب المادة 6
لجميع األشخاص الذين يوجدون في إقليمها ولجميع األشخاص الخاضعين لواليتها ،أي لجميع
األشخاص الذين تمارس سلطة أو سيطرة فعلية على تمتعهم بالحق في الحياة .والدول األطراف مطالبة
أيضًا باحترام وحماية أرواح جميع األشخاص الموجودين على متن مراكب بحرية وطائرات مسجلة
لديها أو ترفع علمها ،وأرواح جميع األشخاص الذين يجدون أنفسهم في حالة خطر في عرض البحر،
طبقًا اللتزاماتها الدولية باإلنقاذ في البحار( .)16وقد أعربت اللجنة عن شواغل بشأن عمليات تتعلق
بالبحث واإلنقاذ في عرض البحر فيما يتعلق بالدولة الطرف( .)17وتستلزم ممارسة العناية الواجبة اتخاذ
تدابير معقولة وإ يجابية وأكيدة ال تفرض أعباء مبالغًا فيها على الدول األطراف في درئها ألخطار تهدد
الحياة يمكن التنبؤ بها بصورة معقولة( .)18ويستلزم هذا من الدول ،كواجب من واجبات التصرف ،أن
()لالطالع على القضية المرفوعة على إيطاليا ،انظر .A.S. et alضد إيطاليا (.)CCPR/C/128/D/3042/2017 15
16
()اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان ،التعليق العام رقم ،36الفقرة .63
17
()انظر الوثيقة ،CCPR/C/MLT/CO/2الفقرة .17
18
()اللجنة المعنية بحقوق اإلنسان ،التعليق العام رقم ،36الفقرة .21
15 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
تبذل كل ما في وسعها لمحاولة إنقاذ األشخاص المنكوبين في البحر .وفي هذه القضية ،تحّم لت الدولة
الطرف المسؤولية األولى عن تنسيق عملية البحث واإلنقاذ في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لها.
وتكشف وقائع القضية عن أوجه خلل كبيرة شابت عملية اإلنقاذ التي قامت سلطات الدولة الطرف
بتنسيقها (الفقرتان 5-4و ،)4-5مما أدى إلى موت أكثر من 200شخص غرقًا ،من بينهم 60طفًال.
تحتج الدولة الطرف بالقول إنه كان بإمكان أصحاب البالغ االستفادة من عدد من وسائل -5
االنتصاف المحلية ،في إطار دعاوى مدنية وجنائية معًا ،ولكنهم لم يستخدموا وسائل االنتصاف هذه
(الفقرة .)2-4ويجادل أصحاب البالغ بالقول إن من واجب سلطات الدولة الطرف أن تجري تحقيقًا
فعاًال بمبادرة منها (الفقرة .)5-5وتقول اللجنة ،في تعليقها العام رقم ،36إن من العناصر المهمة في
الحماية التي يوفرها العهد للحق في الحياة التزام الدول األطراف ،عندما تعلم أو في حال كان ينبغي
عليها أن تعلم بحالة حرمان من الحياة ُيحتمل أن يكون غير قانوني ،أن تحقق في الحادث وأن تقاضي
المسؤولين عنه ،عند االقتضاء( .)19ورغم أن ما يزيد على 200شخص كانوا على متن المركب قد
ماتوا في هذه الحادثة المأساوية ،فإن الدولة الطرف لم تشرع ،بعد مرور سبع سنوات أو أكثر ،حتى
اآلن في أي إجراءات قانونية للكشف عن الظروف الدقيقة التي وقعت فيها حادثة الغرق ولم تسائل أي
مسؤول عنها.
وفي هذا البالغ ،ال يسعى أصحاب البالغ وراء تعويض أو أي سبيل انتصاف مدني آخر -6
لجبر خسارتهم الشخصية وإ نما ما يهمهم هو مساءلة األشخاص الذين أدى امتناعهم عن الفعل إلى
المأساة التي أزهقت أرواح ما يقدر بـ 200شخص ،بمن فيهم أقرباؤهم .وحيثما تحدث وفاة ألسباب
غير طبيعية ،يكون من واجب الدولة التحقيق في ظروف تلك الوفاة ومقاضاة أي شخص قد يكون
مسؤوًال عنها ومعاقبته ،سواء أطالب بذلك أقرباء الضحية أم ال .ويكون ذلك الواجب أشد قوة باألحرى
في سياق حادثة بهذا الحجم ،التي من المرجح أن تكون نتيجة عدم تنفيذ الدولة الطرف التزاماتها
القانونية فيما يتعلق بعمليات البحث واإلنقاذ .وعليه ،نخلص إلى القول في هذه الظروف إن من واجب
الدولة الطرف أن تجري بمبادرة منها تحقيقًا في األحداث موضوع هذا البالغ ،وال يجوز المساس
بادعاء أصحاب البالغ في ضوء امتناع السلطات المعنية عن التحقيق .وعليه ،نختلف مع أغلبية
أعضاء اللجنة الذين وجدوا أن هذا البالغ غير مقبول بموجب المادة ()2(5ب) من البروتوكول
االختياري.
وبالنظر إلى عدم ممارسة سلطات الدولة الطرف العناية الواجبة في جهودها إلنقاذ مئات -7
األشخاص المكروبين ،الذين لقي العديد منهم حتفهم في نهاية األمر ،فقد وجدنا أن هناك انتهاكًا لحقوق
أقرباء أصحاب البالغ بموجب المادة ،)1(6مقروءة باالقتران مع المادة )3(2من العهد.
19
()المرجع نفسه ،الفقرة .27
GE.21-05585 16
CCPR/C/128/D/3043/2017
المرفق الثالث
إني غير مقتنعة بالطريقة التي عالجت بها األغلبية المسائل ذات األهمية البالغة المتعلقة -1
بعمليات البحث واإلنقاذ ومسؤولية الدول التي أثارتها الشكوى األولى المرفوعة على إيطاليا ومالطة.
وانزعاجي من الحل الذي توصلت إليه األغلبية يستند إلى ثالثة عناصر.
أوًال ،قسمت األغلبية البالغ الذي ُقدم في البداية ضد كل من إيطاليا ومالطة إلى نصفين، -2
وهي بذلك جعلت مسألة تقاسم المسؤولية بين الدولتين المعنيتين بحادثة الغرق أكثر تعقيدًا بكثير.
فالشكوى األولى شرحت بوضوح االدعاءات المقدمة ضد إيطاليا وتلك المقدمة ضد مالطة .وباإلضافة
إلى ذلك ،استند أصحاب البالغ في تحليلهم المنطقي إلى عدم التعاون والتنسيق فيما بين الدولتين ،األمر
الذي أدى إلى العواقب الوخيمة التي اشتملت على موت ما يزيد على 200شخص .فقد أضاعت
الفرصة لبحث وتفسير هذه المسؤولية التي تقَتسمها الدولتان عن التعاون والتنسيق ولتقديم توضيحات
فيما يتعلق بالفقرة 63من التعليق العام رقم )2018(36للجنة المعنية بحقوق اإلنسان بشأن الحق في
الحياة ،بما يؤكد واجبات الدول في حال وقوع حالة كرب في عرض البحر .وفي هذا السياق المحدد،
الذي تحتج فيه الدول في كثير من األحيان بوجود ثقوب سوداء أو فراغات قانونية للتقليل من واجباتها،
كان ينبغي للجنة أن تتمسك بالشكوى بالصيغة التي عرضها بها أصحاب البالغ واإلجابة على حججهم
بشكل أدق.
ثانيًا ،أكدت اللجنة في تعليقها العام رقم - 36المشار إليه في الفقرة 5-6من هذا البالغ - -3
أن واجب الدول األطراف حماية األرواح في البحار يجب أن يتفق مع التزاماتها الدولية بشأن اإلنقاذ
في البحار .وقد أوضح أصحاب البالغ بدقة في شكواهم متن االلتزامات الدولية التي تتناول عمليات
البحث واإلنقاذ .فأدرجوا كًال من االتفاقيات األساسية -أي اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار (المادة
،)98واالتفاقية الدولية لسالمة األرواح في البحار ،1974 ،واالتفاقية الدولية للبحث واإلنقاذ في
البحار - 1979 ،واللوائح التي اعُتمدت بعد ذلك والتي تفِّسر محتوى واجب التعاون وواجب اإلنقاذ.
وبصورة أدق ،أكد أصحاب البالغ ،باالستناد إلى متن كبير من االتفاقيات واللوائح التي يشير إليها
التعليق العام رقم ،36أنه تم تعزيز واجبي التنسيق والتعاون فيما بين الدول المشاِر كة في عمليات
البحث واإلنقاذ .وفي هذا القرار ،ذكرت األغلبية متنًا من اللوائح عفا عليه الزمن .لذلك ،فإن التفسير
الذي قدمته لواجبات الدول لم يكن مقنعًا قانونيًا.
ثالثًا -وهذه النقطة مرتبطة بالنقاط السابقة -ركزت األغلبية في تحليلها المنطقي في هذه -4
القضية على عدم استنفاد أصحاب البالغ وسائل االنتصاف المحلية المتاحة في مالطة .غير أن أصحاب
البالغ قد شرحوا ،في شكواهم األولى ،في عام ،2013أنهم حاولوا الحصول على معلومات من
السلطات المالطية بشأن أماكن أفراد أسرهم .وأقر أصحاب البالغ بأنهم لم يتقدموا رسميًا بدعاوى مدنية
أو جنائية أمام السلطات المالطية ولكنه ال يمكن لمالطة أن تتجاهل المأساة بالنظر إلى عدد الوفيات.
وفي تلك الظروف ،وباالستناد إلى أن أصحاب البالغ حاولوا االستعالم عن أقاربهم في مالطة ،فإنهم
ادعوا أن من واجب الدولة التحقيق بمبادرة منها .وباإلضافة إلى ذلك ،اعتبروا أنه ينبغي أال ينطبق
عبء استنفاد سبل االنتصاف المحلية في هذا السياق االستثنائي .ولم تأت مالطة ،في ردها إلى اللجنة،
على ذكر أي محاولة للتحقيق فيما وقع في منطقة البحث واإلنقاذ التابعة لها (الفقرتان 2-4و )3-4بل
17 GE.21-05585
CCPR/C/128/D/3043/2017
جادلت مالطة ،على العكس من ذلك ،بالقول إن حادثة الغرق قد وقعت في أعالي البحار (الفقرة )3-4
حيث ال تمارس أي والية قضائية.
وقبلت أغلبية أعضاء اللجنة في ردها (الفقرة )8-6حجة الدولة بعدم استنفاد سبل االنتصاف -5
المحلية -األمر الذي لم يطعن فيه أصحاب البالغ -ولكنها لم تتناول االدعاء القائل إن استنفاد سبل
االنتصاف ال ينطبق في تلك الظروف االستثنائية .ونتيجة لذلك ،لم تتناول اللجنة مسألة ما إذا كان على
مالطة أن تحقق بمبادرة منها ،كما لم تتناول ،بصورة أشمل ،نطاق ومضمون واجب بذل العناية الواجبة
الواقع على البلد عندما تزهق أرواح في عرض البحر بسبب عدم التعاون والتنسيق على النحو الواجب
وبكفاءة في إطار عمليات البحث واإلنقاذ.
وإ ني أرى أنه كان ينبغي دراسة هذا البالغ ضد مالطة والبالغ ضد إيطاليا( )20معًا وفق طلب -6
أصحاب البالغ .فقد كان من شأن ذلك أن يوضح أكثر أن إخفاقات مالطة في حماية األشخاص في
عرض البحر لم تعاَلج بردود أفعال سريعة وبمبادرة من سلطاتها .وفي هذه القضية ،ال تكون الدولة قد
أخفقت في حماية األرواح في البحار بموجب المادة 6من العهد فحسب ،وإ نما يكون نظامها الداخلي قد
أخفق أيضا في التصرف بسرعة وكفاءة وبمبادرة منه.
GE.21-05585 18