You are on page 1of 21

‫استمارة المشاركة‪:‬‬ ‫استمارة المشاركة‪:‬‬

‫االسم واللقب‪ :‬محمد الطاهر رحال‬ ‫االسم واللقب‪ :‬زوبير براحلية‬

‫التخصص‪ :‬الحقوق‬ ‫التخصص‪ :‬الحقوق‬

‫الوظيفة‪ :‬أستاذ محاضر قسم "ب"‬ ‫الوظيفة‪ :‬أستاذ محاضر قسم '' ب''‬

‫الرتب ة العلمي ة‪ :‬دكت ‪##‬وراه عل ‪##‬وم في الق ‪##‬انون‬ ‫الرتب ة العلمي ة‪ :‬دكت ‪##‬وراه عل ‪##‬وم في الق ‪##‬انون العق ‪##‬اري‬
‫الجنائي‬

‫المؤسسة‪ :‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‬ ‫المؤسسة‪ :‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬

‫وعلوم التسيير‬

‫جامعة ‪ 20‬أوت ‪– 1955‬سكيكدة‪-‬‬ ‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪– 1945‬قالمة‪-‬‬

‫البريد االلكتروني‪:‬‬ ‫البريد االلكتروني‪:‬‬

‫‪berahliazoubir@gmail.com‬‬ ‫‪doudourahal@gmail.com‬‬

‫محور المداخلة‪ :‬المحور الرابع‪ :‬آليات الوقاية والعالج من المخدرات‬


‫دور المؤسسات األمنية في مكافحة المخدرات والوقاية منها‬ ‫‪-‬‬

‫عنوان المداخلة‪ - :‬اآلليات القانونية لمكافحة جريمة المخدرات في التشريع الجزائري‬

‫ملخص المداخلة‪:‬‬
‫تتضمن هذه المداخلة معالجة السياس‪##‬ة الجزائي‪##‬ة للمش‪##‬رع الجزائ‪##‬ري في مواجه‪##‬ة ج‪##‬رائم المخ‪##‬درات ال‪##‬تي‬
‫ت‪##‬ؤدي إلى الت‪##‬أثير على النش‪##‬اط ال‪##‬ذهني والحال‪##‬ة النفس‪##‬ية لمتعاطيه‪##‬ا‪ ،‬مم‪##‬ا أّد ى ب‪##‬ه إلى إص‪##‬دار ق‪##‬انون الوقاي‪##‬ة من‬
‫المخ‪#‬درات والم‪#‬ؤثرات العقلي‪#‬ة وقم‪#‬ع االس‪#‬تعمال واالتج‪#‬ار غ‪#‬ير المش‪#‬روعين بهم‪#‬ا‪ ،‬وال‪#‬ذي بموجب‪#‬ه حص‪#‬ر ج‪#‬رائم‬
‫المخدرات‪ ،‬وعّز ز اآلليات الوقائية والقمعية لمواجهة هذه الج‪##‬رائم‪ ،‬وال‪##‬تي ت‪##‬راوحت بين العقوب‪##‬ات س‪##‬واء أص‪##‬لية‬
‫أو تكميلية والتدابير‪.‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫يواج ‪##‬ه الع ‪##‬الم الي ‪##‬وم ج ‪##‬رائم خط ‪##‬يرة ومتع ‪##‬ددة‪ ،‬من بينه ‪##‬ا االنتش ‪##‬ار ال ‪##‬رهيب للمخ ‪##‬درات واالتج ‪##‬ار غ ‪##‬ير‬
‫المشروع بها وتعاطيها‪ ،‬وقد تفاقمت هذه الجريمة يوما بع‪##‬د ي‪##‬وم‪ ،‬إذ لم تع‪##‬د ذات ط‪##‬ابع محلي فق‪#‬ط مقتص‪##‬ر على‬
‫دول‪##‬ة معين‪##‬ة دون غيره‪##‬ا‪ ،‬وإ ّنم‪##‬ا هي عالمي‪##‬ة في آثاره‪##‬ا وأبعاده‪##‬ا‪ ،‬لم‪##‬ا له‪##‬ا من ت‪##‬أثيرات س‪##‬لبية على حي‪##‬اة الف‪##‬رد‬
‫خاصة والمجتمع عامة‪ ،‬وما تشّك له من تهديد ومساس ألكبر شريحة في المجتمع وهي فئة الش‪##‬باب‪ ،‬ب‪##‬ل األدهى‬
‫من ذلك أنها قد مّس ت حتى األطفال والنساء‪ ،‬فضال عما تحدثه من عجز في اقتصاد الدول‪.‬‬
‫وبالمقابل فإن الجماعات اإلجرامية أصبحت تعتمد على إمكانيات ضخمة ومتط‪##‬ورة‪ ،‬وتلج‪##‬أ إلى وس‪##‬ائل‬
‫متعددة للتغطية على جرائمها‪ ،‬وقد ساعد اتساعها زيادة عدد مدمني ومتعاطي المخدرات‪.‬‬
‫والجزائ‪##‬ر واح‪##‬دة من ال‪##‬دول ال‪##‬تي تع‪##‬اني من ه‪##‬ذه الجريم‪##‬ة‪ ،‬وليس‪##‬ت بمن‪##‬أى عنه‪##‬ا‪ ،‬خاص‪##‬ة في الس‪##‬نوات‬
‫األخ‪##‬يرة‪ ،‬إذ تول‪##‬د عن الظ‪##‬روف ال‪##‬تي عاش‪##‬تها تفش‪##‬ي ه‪##‬ذه األخ‪##‬يرة‪ ،‬ونتيج‪##‬ة لخصوص‪##‬ية الجزائ‪##‬ر بص‪##‬فتها دول‪##‬ة‬
‫إس ‪##‬المية‪ ،‬ووف ‪##‬اًء اللتزاماته ‪##‬ا الدولي ‪##‬ة‪ ،‬ونتيج ‪##‬ة القص ‪##‬ور الموج ‪##‬ود في الق ‪##‬وانين الس ‪##‬يما ق ‪##‬انون الص ‪##‬حة‪ ،‬ونظ ‪##‬را‬
‫لمقتض‪##‬يات داخلي‪##‬ة ولمجابهته‪##‬ا لج‪##‬أت إلى إص‪##‬دار ق‪##‬وانين لقم‪##‬ع تل‪##‬ك الجريم‪##‬ة‪ ،‬من أهمه‪##‬ا الق‪##‬انون رقم ‪18-04‬‬
‫الم‪##‬ؤرخ في ‪ 25‬ديس‪##‬مبر ‪ 2004‬المتعل‪##‬ق بالوقاي‪##‬ة من المخ‪##‬درات والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة وقم‪##‬ع االس‪##‬تعمال واالتج‪##‬ار‬
‫غير المشروعين بهما‪ ،‬وهذا كله تماشيا مع االتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫فما مدى فعالية اآلليات التي رّص دها المشّر ع الجزائري لقمع جريمة المخدرات بشتى صورها؟‬
‫ولإلجابة عن اإلشكالية المطروحة أعاله ارتأينا تقسيم المداخلة إلى مطلبين اثنين‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم جريمة المخدرات‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آليات مكافحة جريمة المخدرات‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم جريمة المخدرات‬
‫إن الوق ‪##‬وف على حقيق ‪##‬ة جريم ‪##‬ة المخ ‪##‬درات يقتض ‪##‬ي من ‪##‬ا ض ‪##‬رورة وض ‪##‬ع تعري ‪##‬ف له ‪##‬ا‪ ،‬ثم بع ‪##‬دها بي ‪##‬ان‬
‫تطورها التشريعي‪ ،‬وصوال إلى إبراز أركانها‪ ،‬وذلك وفق الفرعين اآلتيين‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف جريمة المخدرات وتطورها‬
‫من العسير وض‪##‬ع تعري‪#‬ف ج‪#‬امع م‪#‬انع لم‪#‬ا يفهم من تعب‪#‬ير "المخ‪#‬درات" ي‪#‬بين الخص‪##‬ائص العام‪#‬ة لجريم‪#‬ة‬
‫المخدرات وتأثيراتها المختلفة‪ ،‬ذلك أن المخدرات ليست كلها من نوع واحد أيضا‪ ،‬ألنها كث‪#‬يرة التن‪#‬وع والتب‪#‬اين‬
‫وتختلف قليال أو كثيرا في مصدرها وتأثيراتها‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تعريف المخدرات‪:‬‬
‫‪ -1‬التعريف القانوني للمخدرات‪:‬‬
‫لق‪#‬د ع‪ّ#‬ر ف المش‪ّ#‬ر ع الجزائ‪##‬ري المخ‪ّ#‬د رات والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة بم‪##‬وجب الق‪#‬انون رقم ‪ 18-04‬الم‪##‬ؤرخ في‬
‫‪ 25‬ديسمبر ‪ 2004‬في المادة ‪ )1(02‬منه كما يلي‪:‬‬
‫المخ ّد ر‪" :‬ك‪##‬ل م‪##‬ادة طبيعي‪##‬ة ك‪##‬انت أم اص‪##‬طناعية‪ ،‬من الم‪##‬واد ال‪##‬واردة في الج‪##‬دولين األول والث‪##‬اني من االتفاقي‪##‬ة‬
‫الوحيدة للمخدرات لسنة ‪ 1961‬بصيغتها المعّد لة بموجب بروتوكول سنة ‪."1972‬‬
‫المؤثرات العقلي ة‪" :‬ك‪##‬ل م‪##‬ادة طبيعي‪##‬ة ك‪##‬انت أم اص‪##‬طناعية‪ ،‬أو ك‪##‬ل منت‪##‬وج ط‪##‬بيعي م‪##‬درج في الج‪##‬دول األول أو‬
‫الثاني أو الثالث أو الرابع من اتفاقية المؤثرات العقلية لسنة ‪."1971‬‬
‫وبه‪##‬ذا فالمش‪##‬رع الجزائ‪##‬ري في سياس‪##‬ته لمكافح‪##‬ة المخ‪##‬درات اعتم‪##‬د على االتفاقي‪##‬ات الدولي‪##‬ة‪ ،‬من أهمه‪##‬ا‬
‫االتفاقية الوحيدة المتعلقة بالمخدرات لسنة ‪ 1961‬المصادق عليها بموجب المرسوم رقم ‪ 343/63‬الم‪##‬ؤرخ في‬
‫‪ 11‬ديسمبر ‪)2(1963‬ـ واتفاقية المؤثرات العقلي‪##‬ة لس‪##‬نة ‪ 1971‬المنظم‪##‬ة إليه‪##‬ا بم‪##‬وجب المرس‪##‬وم رقم ‪177/77‬‬
‫بتاريخ ‪.)3(07/12/1977‬‬
‫كما تعّر ض المش‪#‬رع الجزائ‪#‬ري إلى المخ‪#‬درات وع‪#‬اقب عليه‪#‬ا بم‪#‬وجب ق‪##‬وانين أخ‪#‬رى كق‪#‬انون الجم‪#‬ارك‬
‫‪ 79/07‬الم‪## # #‬ؤرخ في ‪ ،21/06/1979‬وذل‪## # #‬ك في الم‪## # #‬واد ‪ 324‬إلى ‪ 328‬عن‪## # #‬دما نص على الجنح الجمركي‪## # #‬ة‬
‫الخاصة بتهريب البضائع المحظورة(‪.)4‬‬
‫‪ -2‬تعريف الفقه القانوني للمخدرات‪:‬‬
‫لقد تعّد دت تعاريف الفقهاء للمخدرات‪ ،‬غير أنها كانت تص‪ّ#‬ب كله‪##‬ا في مص‪##‬ب واح‪##‬د‪ ،‬فهن‪##‬اك من ع‪##‬رف‬
‫المخدرات بأنها‪" :‬مجموعة من المواد التي تسّبب اإلدمان وتسّم م الجه‪##‬از العص‪##‬بي ويحظ‪##‬ر ت‪##‬داولها أو زراعته‪##‬ا‬
‫أو صنعها إاّل ألغراض يحّد دها القانون وال تستعمل إاّل بواسطة من يرخص له بذلك"(‪.)5‬‬
‫وهناك من عّر ف المخدرات أيضا بأّنها‪ '':‬مجموعة من العقاقير التي تؤّثر على النشاط الذهني والحال‪##‬ة‬
‫النفس‪##‬ية لمتعاطيه‪##‬ا إم‪##‬ا بتنش‪##‬يط الجه‪##‬از العص‪##‬بي المرك‪##‬زي أو بإبط‪##‬اء نش‪##‬اطه أو بتس ‪ّ#‬ببها بالهلوس‪##‬ة أو التخّيالت‬
‫وه ‪##‬ذه العق ‪##‬اقير تس‪ّ# #‬بب اإلدم ‪##‬ان وينجم عن تعاطيه ‪##‬ا الكث ‪##‬ير من مش ‪##‬اكل الص‪ّ# #‬ح ة العام ‪##‬ة والمش ‪##‬اكل االجتماعي ‪##‬ة‪،‬‬
‫ونظ‪##‬را إلض ‪##‬رارها ب‪##‬الفرد والمجتم‪##‬ع فق‪##‬د ق ‪##‬ام المش‪##‬رع بحص ‪##‬رها وحظ‪##‬ر االتص ‪##‬ال به‪##‬ا مادي‪##‬ا أو قانوني‪##‬ا إاّل في‬
‫األحوال التي حّد دها النظام وأوضح شروطها''(‪.)6‬‬
‫‪ -3‬التعريف العلمي للمخدرات‪:‬‬
‫المخّد رات هي‪'' :‬العقاقير التي ت‪#‬ؤثر على الجس‪#‬م وتفق‪#‬ده إحساس‪#‬ه''‪ .‬والتعري‪#‬ف العلمي األساس‪#‬ي للمخ‪#‬در‬
‫أّن ها‪'' :‬مادة تؤثر بحكم طبيعتها الكيميائية في بنية الكائن الحي أو وظيفته''(‪.)7‬‬
‫ومهم ‪##‬ا يكن من اختالف ‪##‬ات ح ‪##‬ول إعط ‪##‬اء تعري ‪##‬ف موح ‪##‬د للمخ ‪##‬درات بص ‪##‬فة عام ‪##‬ة‪ ،‬ف ‪##‬إن منظم ‪##‬ة الص ‪##‬حة‬
‫العالمي ‪##‬ة ع ‪##‬رفت المخ ‪##‬درات على أنه ‪##‬ا‪ " :‬م ‪##‬واد ي ‪##‬ؤدي تعاطيه ‪##‬ا إلى إح ‪##‬داث تغي ‪##‬ير بواح ‪##‬دة أو أك ‪##‬ثر من وظ ‪##‬ائف‬
‫األعضاء الحية"(‪.)8‬‬
‫ثانيا‪ -‬التطور التشريعي لتجريم المخدرات‪:‬‬
‫يث‪##‬ير تع‪##‬اطي المخ‪##‬درات موج‪##‬ة رعب عالمي‪##‬ة جّن د له‪##‬ا الع‪##‬الم المعاص‪##‬ر كث‪##‬يرا من إمكانيات‪##‬ه واهتمامات‪##‬ه‪،‬‬
‫ورغم ذلك لم تفلح جهوده بالقضاء على هذه الظاهرة‪ ،‬أو حتى في الح‪##‬د من انتش‪##‬ارها نتيج‪##‬ة لوج‪##‬ود العص‪##‬ابات‬
‫المنظمة التي تت‪#‬ولى االتج‪#‬ار به‪#‬ا وتحّق ق له‪#‬ا م‪#‬وارد مالي‪#‬ة ض‪#‬خمة تجعله‪#‬ا ص‪#‬احبة نف‪#‬وذ وس‪#‬لطان‪ ،‬وبالّت الي فمن‬
‫الصعوبة قمعها كلية‪ ،‬ونتيجة لآلثار السلبية للمخدرات قامت الدول بمكافحتها على الصعيدين ال‪##‬داخلي وال‪##‬دولي‬
‫سواء من خالل تجريمها وتقرير أشد العقوبات لها‪.‬‬
‫‪ -1‬التجريم الدولي للمخدرات‪:‬‬
‫لقد تمت مكافحة المتاجرة بالمخدرات في إطار المنظمات الدولية والمنظمات العاملة بين الحكومات‪.‬‬
‫أ‪-‬مرحلة ما قبل األمم المتحدة‪:‬‬
‫ترتب على االتجار غير المشروع للمخدرات تعاون دولي تجس‪##‬د في ع‪##‬دة اتفاقي‪##‬ات دولي‪##‬ة منه‪##‬ا‪ :‬م‪##‬ؤتمر‬
‫شنغهاي سنة ‪ ،1909‬الذي قامت فيه الواليات المتحدة بدور ريادي‪ ،‬والذي شاركت فيه ‪ 13‬دول‪##‬ة م‪##‬ع العلم أن‬
‫ال ‪##‬دول العربي ‪##‬ة لم تش ‪##‬ارك في ‪##‬ه‪ ،‬وذل ‪##‬ك من أج ‪##‬ل اتخ ‪##‬اذ الت ‪##‬دابير الوقائي ‪##‬ة الاّل زم ‪##‬ة لوق ‪##‬ف انتش ‪##‬ار األفي ‪##‬ون وتنظيم‬
‫زراعته‪.‬‬
‫بع‪##‬دها ج‪##‬اءت اتفاقي‪##‬ة األفي‪##‬ون الدولي‪##‬ة في اله‪##‬اي في ‪ 13‬ين‪##‬اير ‪ 1912‬وق‪##‬د ع‪ّ#‬د لت بم‪##‬وجب ال‪##‬بروتوكول‬
‫الموق ‪##‬ع ب ‪##‬نيويورك في ‪ ،11/12/1942‬وق ‪##‬د أجمعت ال ‪##‬دول المش ‪##‬اركة على ف ‪##‬رض الرقاب ‪##‬ة الدولي ‪##‬ة على إنت ‪##‬اج‬
‫وتصنيع المخدرات‪.‬‬
‫ثم تم إب‪## #‬رام اتفاقي‪## #‬ة ج‪## #‬نيف في ‪ ،1925-02-19‬والمتعلق‪## #‬ة ب‪## #‬األفيون والمعدل‪## #‬ة ب‪## #‬البروتوكول الموق‪## #‬ع‬
‫بنيويورك بتاريخ ‪.1946-12-11‬‬
‫وأخيرا اتفاقية أبرمت في إطار عصبة األمم المتحدة هي تلك المتعلقة باالتجار غير المش‪##‬روع المبرم‪##‬ة‬
‫في ج‪## #‬نيف بت‪## #‬اريخ ‪ 1931 -07-13‬دخلت ح‪## #‬يز التنفي‪## #‬ذ س‪## #‬نة ‪ 1931‬وهي الزالت س‪## #‬ارية ح‪## #‬تى بع‪## #‬د إب‪## #‬رام‬
‫االتفاقية الوحيدة للمخدرات ‪.)9(1961‬‬
‫ب‪ -‬مكافحة االتجار بالمخدرات في إطار هيئة األمم المتحدة‪:‬‬
‫تباش ‪##‬ر هيئ ‪##‬ة األمم المتح ‪##‬دة أعماله ‪##‬ا عن طري ‪##‬ق تط ‪##‬بيق نظ ‪##‬ام الرقاب ‪##‬ة بواس ‪##‬طة االتفاقي ‪##‬ة المبرم ‪##‬ة تحت‬
‫إشرافها واألجهزة المختلفة التي ظهرت في إطارها فتضمنت‪:‬‬
‫البروتوكول الموقع بنيويورك في ديسمبر ‪ ،1946‬حيث جاء ه‪##‬ذا ال‪##‬بروتوكول مع‪ّ#‬د ل لجمي‪##‬ع االتفاقي‪##‬ات‬ ‫‪‬‬
‫والمعاهدات الخاصة بالمخدرات التي سبقت هذا التاريخ‪.‬‬
‫ال ‪##‬بروتوكول الموق ‪##‬ع ب ‪##‬نيويورك في ج ‪##‬انفي ‪ 1953‬المتعل ‪##‬ق بتحدي ‪##‬د وتنظيم زراع ‪##‬ة الخش ‪##‬خاش وإ نت ‪##‬اج‬ ‫‪‬‬
‫األفيون واالتجار الدولي وقد دخل حيز التنفيذ في مارس ‪.1963‬‬
‫اتفاقي‪##‬ة نيوي‪##‬ورك الص‪##‬ادرة بت‪##‬اريخ ‪ 30/03/1961‬الموقع‪##‬ة في نيوي‪##‬ورك‪ ،‬وال‪##‬تي تع‪##‬رف باس‪##‬م االتفاقي‪##‬ة‬ ‫‪‬‬
‫الوحي‪###‬دة للمخ‪###‬درات جمعت ه‪###‬ذه األخ‪###‬يرة معظم أحك‪###‬ام االتفاقي ‪##‬ات الس ‪##‬ابقة‪ ،‬وق ‪##‬د ع‪ّ# #‬د لت ب‪###‬البروتوكول‬
‫الموق‪##‬ع بج‪##‬نيف في ‪ ،1972 /25/03‬وق‪##‬د بل‪##‬غ ع‪##‬دد ال‪##‬دول المنظم‪##‬ة له‪##‬ا ‪ 18‬دول‪##‬ة ومن بينه‪##‬ا الجزائ‪##‬ر(‬
‫‪ .)10‬وأوج‪## #‬دت ه‪## #‬ذه االتفاقي‪## #‬ة جه‪## #‬از دولي خ‪## #‬اص بمراقب‪## #‬ة المخ‪## #‬درات تتص‪## #‬ل ب‪## #‬المجلس االقتص‪## #‬ادي‬
‫واالجتم ‪##‬اعي المنبث ‪##‬ق عن الجمعي ‪##‬ة العام ‪##‬ة لألمم المتح ‪##‬دة‪ ،‬وانض ‪##‬مت الجزائ ‪##‬ر إلى ه ‪##‬ذه االتفاقي ‪##‬ة س ‪##‬نة‬
‫‪ 1963‬وإ لى البروتوكول سنة ‪.2002‬‬
‫وعلى ال‪## #‬رغم من ك‪## #‬ل ه‪## #‬ذه االتفاقي‪## #‬ات واإلج‪## #‬راءات المتخ‪## #‬ذة تف‪## #‬اقمت األوض‪## #‬اع في الع‪## #‬الم‪ ،‬كم‪## #‬ا عق‪## #‬د‬
‫المجتمع الدولي اتفاقية تسمى باتفاقية المواد المؤثرة على الحالة النفسية والعقلية وقد وقعت في فينا بت‪##‬اريخ‬
‫‪ 21/02/1971‬ووض‪##‬عت ح‪##‬يز التنفي‪##‬ذ س‪##‬نة ‪ 1985‬وق‪##‬د انض‪##‬مت له‪##‬ا الجزائ‪##‬ر‪ ،‬ووض‪##‬عت لمكافح‪##‬ة االتج‪##‬ار‬
‫غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية‪.‬‬
‫ونظرا لمخاطر المخدرات التي لم تتوقف ولم يوضع لها ح‪##‬د ب‪##‬إبرام المعاه‪##‬دات واالتفاقي‪##‬ات فق‪##‬د أنش‪##‬ئت‬
‫منظمات دولية هدفها معالجة اآلثار الناتجة عن المخدرات ومن بينها‪:‬‬
‫منظم ‪##‬ة الص ‪##‬حة العالمي ‪##‬ة ‪ ،WMO‬وته ‪##‬دف إلى إزال ‪##‬ة ض ‪##‬رر الم ‪##‬واد المنبه ‪##‬ة مث ‪##‬ل‪ :‬الكح ‪##‬ول والس ‪##‬جائر‬ ‫‪‬‬
‫والحبوب المخدرة‪.‬‬
‫منظمة العمل الدولية ‪ ،HO‬تعمل على منع وجود المخدرات في أمكنة العم‪#‬ل م‪#‬ع اعتم‪#‬اد ب‪#‬رامج وقائي‪#‬ة‬ ‫‪‬‬
‫وتأهيل مستمرة‪.‬‬
‫قس‪## #‬م الوقاي‪## #‬ة من الجريم‪## #‬ة وإ دارة العدال‪## #‬ة الجزائي‪## #‬ة الك‪## #‬ائن في فينيس‪## #‬يا يتن‪## #‬اول التنس‪## #‬يق بين الجريم‪## #‬ة‬ ‫‪‬‬
‫والتعاطي غير المشروع بالمخدرات ومراقبة تبييض األموال وإ صالح العدالة الجزائية في العالم‪.‬‬
‫منظمة صندوق الطفولة الدولية ‪ ،Unicef‬تعنى باألطفال والمراهقين قبل سن الثامنة عشر ودرئهم عن‬ ‫‪‬‬
‫تعاطي المخدرات بشتى أنواعها‪.‬‬
‫برامج األمم المتحدة الخاص بنقص المناعة المكتسبة (‪ ،)Aids‬ويعنى باستعمال اإلبر المخدرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البرنامج اإلنمائي لألمم المتحدة للسكان ( ‪ ،)UNOP‬الذي يتعلق بالتأثير السلبي للمخدرات في العالم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫صندوق األمم المتحدة للسكن (‪ ،)UNFCPA‬ويعنى بالوقاية من استعمال المخدرات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مرك‪## #‬ز األمم المتح‪## #‬دة للعدال‪## #‬ة الجزائي‪## #‬ة (‪ ،)UNFCPA‬باس‪## #‬تعمال الم‪## #‬واد المخ‪## #‬درة وربطه‪## #‬ا بالس‪## #‬لوك‬ ‫‪‬‬
‫اإلجرامي(‪.)11‬‬
‫أما على المس‪#‬توى الع‪#‬ربي فق‪#‬د ك‪#‬انت أهم اتفاقي‪#‬ة هي اتفاقي‪#‬ة الري‪#‬اض العربي‪#‬ة للتع‪#‬اون القض‪#‬ائي بت‪#‬اريخ ‪23‬‬
‫جمادى الثانية عام ‪1403‬ه المواف‪#‬ق ‪ 06‬ابري‪#‬ل س‪#‬نة ‪ ،1983‬وق‪#‬د ق‪#‬ام المجلس الجزائ‪#‬ري بالمص‪#‬ادقة على ه‪#‬ذه‬
‫االتفاقية بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪.)12(47-01‬‬
‫‪ -2‬تطور تجريم المخدرات وفق التشريع الجزائري‪:‬‬
‫إن المتمعن في التش ‪##‬ريع الجزائ ‪##‬ري يج ‪##‬ده من بين التش ‪##‬ريعات ال ‪##‬تي ك ‪##‬انت س ‪##‬باقة في مكافحته ‪##‬ا للمخ ‪##‬درات‪،‬‬
‫وهذا بموجب انضمام الجزائر لالتفاقية الوحيدة لسنة ‪ ،1961‬وه‪##‬ذا بمقتض‪##‬ى المرس‪##‬وم رقم ‪ 342-63‬الم‪##‬ؤرخ‬
‫في ‪ ،11/09/1963‬المتض ‪##‬من انض ‪##‬مام الجزائ ‪##‬ر لبعض االتفاقي ‪##‬ات الدولي ‪##‬ة المتعلق ‪##‬ة ب ‪##‬المؤثرات العقلي ‪##‬ة‪ ،‬منه ‪##‬ا‬
‫االتفاقي‪##‬ة الدولي‪##‬ة المبرم‪##‬ة بج‪##‬نيف بت‪##‬اريخ ‪ 19‬فيف‪##‬ري ‪ ،1925‬وك‪##‬ذلك التع‪##‬ديالت ال‪##‬تي ط‪##‬رأت على بروتوك‪##‬ول‬
‫االتفاق الممضي بنيويورك بتاريخ ‪ ،11/12/1949‬والمتعلقة بالحد وتنظيم توزيع المخدرات‪.‬‬
‫وق‪##‬د تض‪##‬من المرس‪##‬وم بانض‪##‬مام الجزائ‪##‬ر بتحف‪##‬ظ لالتفاقي‪##‬ة الوحي‪##‬دة المتعلق‪##‬ة بالمخ‪##‬درات الممض‪##‬اة بت‪##‬اريخ‬
‫‪ 30‬م ‪## #‬ارس ‪ ،1961‬وتماش ‪## #‬يا م ‪## #‬ع االتفاقي ‪## #‬ات الدولي ‪## #‬ة أسس ‪## #‬ت في ‪ 15/07/1971‬اللجن ‪## #‬ة الوطني ‪## #‬ة لمكافح ‪## #‬ة‬
‫المخ ‪##‬درات طبق‪##‬ا للمرس ‪##‬وم رقم ‪ ،198-71‬وق ‪##‬د تض ‪##‬من تس ‪##‬عة م ‪##‬واد‪ ،‬والمتمعن في الق‪##‬وانين الجزائري ‪##‬ة الس ‪##‬يما‬
‫ق ‪##‬انون العقوب ‪##‬ات الص ‪##‬ادر س ‪##‬نة ‪ 1966‬المع ‪##‬دل والمتمم يج ‪##‬د أن ‪##‬ه لم يج ‪##‬رم المخ ‪##‬درات(‪ ،)13‬غ ‪##‬ير أن ‪##‬ه بم ‪##‬وجب‬
‫إص‪##‬دار األم‪#‬ر رقم ‪ 09-75‬الم‪#‬ؤرخ في ف‪##‬براير ‪ 1975‬المتض‪##‬من قم‪#‬ع االتج‪#‬ار واالس‪##‬تهالك المحظ‪#‬ورين لم‪#‬واد‬
‫س‪###‬امة‪ ،‬ق‪## #‬ام المش‪###‬رع بتحدي‪###‬د عقوب‪###‬ة الج‪###‬اني في ه‪###‬ذا الن‪###‬وع من الج ‪##‬رائم دون اإلش‪## #‬ارة إلى الم‪###‬واد ال‪###‬تي يمكن‬
‫اعتباره‪##‬ا مخ‪##‬درات‪ ،‬ليلي‪##‬ه بع‪##‬د ذل‪##‬ك األم‪##‬ر ‪ 79-76‬أو م‪##‬ا يع‪##‬رف بق‪##‬انون الص‪##‬حة العمومي‪##‬ة‪ ،‬ف‪##‬األمر ‪140-76‬‬
‫وال‪##‬ذي تم خالل‪##‬ه تنظيم الم‪##‬واد الس‪##‬امة والمخ‪##‬درات في ج‪##‬داول وأخض ‪##‬ع النش‪##‬اطات والعملي‪##‬ات المتعلق‪##‬ة ب‪##‬المواد‬
‫المخدرة إلى رخص وقيود قصد التحكم في نقله‪#‬ا وت‪#‬داولها‪ ،‬وتكمل‪#‬ة له‪#‬ذه النص‪##‬وص كله‪#‬ا‪ ،‬أص‪##‬در ق‪##‬رار الص‪##‬حة‬
‫العمومية في ‪ 1984-07-08‬المتعلق بضبط شروط حفظ وتسليم المواد المخدرة‪ ،‬وه‪##‬ذا النص موج‪##‬ه لألطب‪##‬اء‬
‫والصيادلة‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪ 1985-02-16‬ص‪##‬در الق‪#‬انون رقم ‪ 05-85‬المتعل‪#‬ق بحماي‪#‬ة الص‪##‬حة وترقيته‪#‬ا‪ ،‬ونتيج‪#‬ة لع‪#‬دم‬
‫اس‪##‬تجابة ه‪##‬ذا الق‪##‬انون للتط‪##‬ورات ال‪##‬تي عرفته‪##‬ا ظ‪##‬اهرة انتش‪##‬ار المخ‪##‬درات وألن‪##‬ه لم ينص على الجريم‪##‬ة إاّل في‬
‫ثالث م‪##‬واد فق‪##‬ط‪ ،‬كم‪##‬ا لم يع ‪ّ#‬ر ف المش‪##‬رع من خالل‪##‬ه ال المخ‪##‬درات وال الم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة‪ ،‬باإلض‪##‬افة إلى أن‪##‬ه لم‬
‫المس‪##‬تهلك‪ ،‬الناق‪##‬ل‪ ،‬الت‪##‬اجر والم‪##‬زارع‪ .‬ق‪##‬ام المش‪##‬رع الجزائ‪##‬ري بإص‪##‬دار الق‪##‬انون ‪-04‬‬ ‫يف‪##‬رق بين‬
‫‪ 18‬المتضمن الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع االستعمال واالتجار غير المشروعين بها‪.‬‬
‫وق‪#‬د تض‪#‬من ه‪#‬ذا الق‪#‬انون ‪ 39‬م‪#‬ادة‪ ،‬حص‪#‬ر فيه‪#‬ا المش‪#‬رع كاف‪#‬ة ج‪#‬رائم المخ‪#‬درات ال‪#‬تي س‪#‬يتم تناوله‪#‬ا فيم‪#‬ا‬
‫بعد(‪.)14‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أركان جريمة المخدرات‬
‫تتطلب جريم ‪##‬ة المخ ‪##‬درات لقيامه ‪##‬ا ض ‪##‬رورة ت ‪##‬وافر األرك ‪##‬ان العام ‪##‬ة المتطلب ‪##‬ة بش ‪##‬أن الج ‪##‬رائم األخ ‪##‬رى‪،‬‬
‫والمتمثلة في الركن الشرعي‪ ،‬الركن المادي وأخيرا الركن المعنوي‪.‬‬
‫أوال‪ -‬الركن الشرعي لجريمة المخدرات‪:‬‬
‫طبق‪##‬ا للم‪##‬ادة األولى من ق‪##‬انون العقوب‪##‬ات الجزائ‪##‬ري وال‪##‬تي نّص ت على مب‪##‬دأ ش‪##‬رعية الج‪##‬رائم والعقوب‪##‬ات‬
‫بقوله‪#‬ا‪" :‬ال جريم‪#‬ة وال عقوب‪#‬ة أو ت‪#‬دابير أمن بغ‪#‬ير ق‪#‬انون"‪ ،‬يتض‪#‬ح منه‪#‬ا أن‪#‬ه ال يمكن أن تق‪#‬وم جريم‪#‬ة دون وج‪#‬د‬
‫نص قانوني يجرم ويعاقب على الفعل‪.‬‬
‫ويتجّلى ال‪##‬ركن الش‪##‬رعي لجريم‪##‬ة المخ‪##‬درات في الم‪##‬واد من ‪ 12‬إلى ‪ 31‬المنص‪##‬وص عليه‪##‬ا في الق‪##‬انون‬
‫رقم ‪ 18-04‬الم ‪## #‬ؤرخ في ‪ 25‬ديس ‪## #‬مبر ‪ 2004‬المتعل ‪## #‬ق بالوقاي ‪## #‬ة من المخ ‪## #‬درات والم ‪## #‬ؤثرات العقلي ‪## #‬ة وقم ‪## #‬ع‬
‫االستعمال واالتجار غير المشروعين بها في الفصل الثالث بعنوان "األحكام الجزائية"‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الركن المادي لجرائم المخدرات‪:‬‬
‫لق ‪## # #‬د نص الق ‪## # #‬انون ‪ 18-04‬في الم ‪## # #‬واد من ‪ 12‬إلى ‪ 31‬على جمي ‪## # #‬ع األفع ‪## # #‬ال المتعلق ‪## # #‬ة بالمخ ‪## # #‬درات‬
‫والمؤثرات العقلية التي تخضع للتج‪##‬ريم‪ ،‬ويتش‪##‬كل ال‪##‬ركن الم‪##‬ادي لج‪##‬رائم المخ‪##‬درات من عنص‪##‬رين اث‪##‬نين‪ :‬األول‬
‫يتمثل في المادة المخدرة‪ ،‬في حين أن الثاني يتجلى في األفعال المادية المجرمة‪:‬‬
‫وتقسم جرائم المخدرات تبعا لخطورتها إلى جنايات‪ ،‬جنح‪ ،‬وسنبرز الركن المادي لكل منها‪:‬‬
‫‪ -1‬الركن المادي بالنسبة لجنح المخدرات‪:‬‬
‫أ‪-‬االستهالك والحيازة‪:‬‬
‫تنص الم ‪## #‬ادة ‪ 12‬من الق ‪## #‬انون ‪ 18-04‬بقوله ‪## #‬ا‪ " :‬يع ‪## #‬اقب ‪ ...‬ك ‪## #‬ل ش ‪## #‬خص يس ‪## #‬تهلك أو يح ‪## #‬وز من أج ‪## #‬ل‬
‫االستهالك الشخصي مخدرات أو مؤثرات عقلية بصفة غير مشروعة"‪.‬‬
‫أ‪ -1‬استهالك المخدرات‪:‬‬
‫يعت‪##‬بر الفع‪##‬ل الم‪##‬ادي في جريم‪##‬ة اس‪##‬تهالك المخ‪##‬درات في فع‪##‬ل االس‪##‬تهالك‪ ،‬فه‪##‬ذه الجريم‪##‬ة ليس‪##‬ت من ج‪##‬رائم‬
‫الس‪##‬لوك والنتيج‪##‬ة لكنه‪##‬ا من ج‪##‬رائم الس‪##‬لوك المج‪##‬رد ال‪##‬ذي يكتفي في‪##‬ه المش‪##‬رع بتحقي‪##‬ق الس‪##‬لوك اإلج‪##‬رامي بغض‬
‫النظر عن النتائج المتحققة من عدمه(‪.)15‬‬
‫ويقص‪##‬د باالس‪##‬تهالك في مج‪##‬ال المخ‪##‬درات تع‪##‬اطي الش‪##‬خص المخ‪##‬در أو الم‪##‬ؤثر العقلي‪ ،‬وبتعب‪##‬ير أخ‪##‬ر إدخ‪##‬ال‬
‫هذه المواد في جسم اإلنسان بأي طريقة كانت سواء بصفة معتادة أو بطريقة عرضية(‪.)16‬‬
‫ويتم فعل االستهالك تبعا لنوع المخدر بإحدى الطرق التالية‪:‬‬
‫*عن طريق االستنشاق عبر األنف للمسحوق أو استنشاق األبخرة‪.‬‬
‫*عن طريق الحقن الوريدي بعد إذابة المخدر بالماء وكذا الحقن العضلي أو حقن الجلد‪.‬‬
‫*التدخين بحشوه في سيجارة كما هو عليه الحال بالنسبة لمخدر الحشيش أو الكوكايين‪.‬‬
‫*شرب المخدر مع الماء أو بمشروب أو دمجه مع الطعام‪.‬‬
‫*الحقن الشرجي أو المهبلي من طرف بعض النساء أمال في زيادة الّلذة الجنسية(‪.)17‬‬
‫ويك‪##‬ون إثب‪##‬ات اإلدم‪##‬ان أو التع‪##‬اطي ع‪##‬بر كش‪##‬ف أو فحص ط‪##‬بي ي‪##‬بّين أث‪##‬ار المخ‪ّ#‬د ر أو الم‪##‬ؤثر العقلي في‬
‫دم المع‪##‬ني‪ ،‬حيث يعت‪##‬بر ذل‪##‬ك دليال كافي‪##‬ا‪ ،‬وال يش‪##‬ترط في ه‪##‬ذه الحال‪##‬ة ض ‪##‬بط المخ‪##‬در أو الم‪##‬ؤثر العقلي بح‪##‬وزة‬
‫المتهم‪ .‬ولكن يجب التنبي ‪##‬ه على أن االس ‪##‬تهالك للمخ ‪##‬در أو الم ‪##‬ؤثر العقلي ال ‪##‬ذي تجرم ‪##‬ه الم ‪##‬ادة ‪ 12‬من الق ‪##‬انون‬
‫‪ 18-04‬هو ال‪#‬ذي تم بص‪#‬فة غ‪#‬ير مش‪#‬روعة وخالف‪#‬ه االس‪#‬تهالك الش‪#‬رعي ال‪#‬ذي يعت‪#‬بر من أس‪#‬باب اإلباح‪#‬ة‪ ،‬حيث‬
‫ال يرد التجريم بصدده ويعرف أيضا باالستهالك العالجي‪ ،‬ففي حالة ما إذا مرض شخص ووصف له الطبيب‬
‫أو أي شخص يؤهله القانون مخدرات أو مؤثرات عقلية جاز له استهالكهما دون أن يعاقبه القانون(‪.)18‬‬
‫أ‪- 2‬حيازة مخدرات أو مؤثرات عقلية بهدف االستعمال الشخصي بصفة غير مشروعة‪:‬‬
‫إن أول م‪##‬ا يمكن التكّلم عن‪##‬ه ه‪##‬و حي‪##‬ازة المخ‪ّ#‬د رات لكونه‪##‬ا تش‪ّ#‬ك ل خط‪##‬را كب‪##‬يرا على األف‪##‬راد والمجتم‪##‬ع‪،‬‬
‫ولقد تناول المشرع حيازة المخدرات والمؤثرات العقلية في المادتين ‪ 12‬و‪ 17‬من القانون رقم ‪.18-04‬‬
‫ويقصد بالحيازة بسط ي‪#‬د المتهم على المخ‪#‬درات‪ ،‬ول‪#‬و أح‪#‬رزه مادي‪#‬ا شخص‪##‬ا غ‪#‬يره‪ ،‬فحي‪#‬ازة المخ‪#‬در هي‬
‫وضع اليد على المادة المخدرة على سبيل الملك واالختصاص ولو كان الحائز للمخدر شخصا نائبا عنه(‪.)19‬‬
‫ومن ه‪##‬ذا المنطل‪##‬ق يمكنن‪##‬ا الق‪##‬ول أن حي‪##‬ازة المخ‪##‬درات تختل‪##‬ف حس‪##‬ب ظ‪##‬روف واس‪##‬تخدام المتهم له‪##‬ا‪ ،‬م‪##‬ا‬
‫بين الحيازة من أجل االستهالك والحيازة من أجل الترويج أو االتجار غير المشروع‪.‬‬
‫حيازة المخدرات من أجل االستهالك‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ويت‪##‬وافر ال‪##‬ركن الم‪##‬ادي للجريم‪##‬ة بتحق‪##‬ق أح‪##‬د األفع‪##‬ال المنص‪##‬وص عليه‪##‬ا في الم‪##‬ادة ‪ 12‬من الق‪##‬انون رقم‬
‫‪ 18-04‬وهي حي‪##‬ازة المخ‪##‬درات والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة بص‪##‬فة غ‪##‬ير ش‪##‬رعية من أج‪##‬ل االس‪##‬تهالك الشخص‪##‬ي‪ ،‬مهم‪##‬ا‬
‫ك‪##‬انت الطريق‪##‬ة المنتهج‪##‬ة في ذل‪##‬ك س‪##‬واء ك‪##‬ان تعاطيه‪##‬ا عن طري‪##‬ق الفم أو األن‪##‬ف أو الحقن ‪ ...‬وم‪##‬ا إلى ذل‪##‬ك‪.‬‬
‫ويتضح من ه‪#‬ذه الم‪#‬ادة أن المش‪#‬رع الجزائ‪#‬ري ق‪#‬د قي‪#‬د االس‪#‬تهالك بعب‪#‬ارة الص‪#‬فة غ‪#‬ير الش‪#‬رعية‪ ،‬إذ يفهم‬
‫بعض‬ ‫من ذلك أنه يمكن استهالك المخدرات بصفة شرعية‪ ،‬وهو ما سمح به القانون لألطباء بوصف‬
‫المستحضرات الطبية للمريض يستعملها للتغلب على بعض اآلالم‪ ،‬أو للتخذير في العمليات الجراحية(‪.)20‬‬
‫حيازة المخدرات من أجل الترويج‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لقد حاول المشرع الجزائري محاربة كل صور جريم‪##‬ة المخ‪##‬درات‪ ،‬حيث ج‪ّ#‬ر م بم‪##‬وجب الم‪##‬ادة ‪ 13‬من‬
‫القانون ‪ 18-04‬كل من يسّلم أو يعرض بطريقة غير مشروعة مخ‪#‬درات أو م‪#‬ؤثرات عقلي‪#‬ة على الغ‪#‬ير به‪#‬دف‬
‫االس ‪##‬تعمال الشخص ‪##‬ي‪ .‬كم ‪##‬ا ج‪ّ# #‬ر م ولنفس األس ‪##‬باب بم ‪##‬وجب نص الم ‪##‬ادة ‪ 15‬من الق ‪##‬انون رقم ‪ 18-04‬ك ‪##‬ل من‬
‫سّهل للغير االستعمال غير المشروع للمواد المخدرة أو المؤثرات العقلية بمقابل أو مجانا‪ ،‬سواء بتوفير المح‪##‬ل‬
‫له‪##‬ذا الغ‪##‬رض أو بأي‪##‬ة وس‪##‬يلة أخ‪##‬رى‪ ،‬وك‪##‬ذلك األم‪##‬ر بالنس‪##‬بة لك‪##‬ل من المالك والمس‪##‬يرين والم‪##‬ديرين والمس‪##‬تغلين‬
‫بأي ‪##‬ة ص ‪##‬فة ك ‪##‬انت لفن ‪##‬دق أو م ‪##‬نزل مف ‪##‬روش أو ن ‪##‬زل أو حان ‪##‬ة أو مطعم أو ن ‪##‬اٍد أو مك ‪##‬ان ع ‪##‬رض أو أي مك ‪##‬ان‬
‫مخصص للجمهور‪ ،‬أو مستعمل من الجمهور‪ ،‬الذين يسمحون باستعمال المخّد رات داخ‪##‬ل ه‪##‬ذه المؤسس‪##‬ات أو‬
‫أو في األماكن المذكورة‪.‬‬ ‫ملحقاتها‬
‫حيازة المخدرات من أجل االتجار‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إن جريم‪##‬ة االتج‪##‬ار غ‪##‬ير المش‪##‬روع في المخ‪##‬درات تع‪ّ#‬د من أهم الج‪##‬رائم وأش‪##‬دها عقوب‪##‬ة نظ‪##‬را للمخ‪##‬اطر‬
‫المترتبة عليها واألضرار التي تلحق باألفراد‪ ،‬وذلك راجع لتزايد الكميات المنتج‪##‬ة من الم‪##‬واد المخ‪##‬درة والطلب‬
‫عليها حتى أصبحت تشكل خطرا كبيرا وتهدد استقرار الدول وأمنها وسيادتها‪.‬‬
‫وله‪##‬ذا ح‪##‬اول المش‪##‬رع الجزائ‪##‬ري تج‪##‬ريم ك‪##‬ل األفع‪##‬ال ال‪##‬تي ت‪##‬ؤدي إلى المت‪##‬اجرة بالمخ‪##‬درات والم‪##‬ؤثرات‬
‫العقلية ضمن المواد من ‪ 17‬إلى ‪ 21‬من قانون مكافح‪#‬ة المخ‪#‬درات‪ ،‬فق‪#‬د ح‪#‬ددت الم‪#‬ادة ‪ 17‬من‪#‬ه ط‪#‬رق المت‪#‬اجرة‬
‫في اإلنت‪##‬اج الص‪##‬نع‪ ،‬التخ‪##‬زين‪ ،‬االس‪##‬تخراج من م‪##‬واد أخ‪##‬رى‪ ،‬التحض‪##‬ير أو التوزي‪##‬ع أو التس‪##‬ليم ب‪##‬أي ص‪##‬فة ك‪##‬انت‪،‬‬
‫أو الشحن‪ ،‬أو النقل عن طريق العبور‪.‬‬ ‫السمسرة‬
‫ويقص ‪##‬د باالتج ‪##‬ار ب ‪##‬الجوهر ''المخ ‪##‬در''‪ ،‬أن يق ‪##‬وم الش ‪##‬خص لحس ‪##‬ابه الخ ‪##‬اص بمزاول ‪##‬ة عملي ‪##‬ات تجاري ‪##‬ة‬
‫متعددة قاصدا أن يتخ‪#‬ذ منه‪#‬ا حرف‪##‬ة معت‪#‬ادة ل‪#‬ه‪ ،‬فال تكفي لثب‪#‬وت االتج‪#‬ار عملي‪#‬ة واح‪#‬دة وال ع‪#‬دة عملي‪#‬ات متفرق‪##‬ة‬
‫هو‬ ‫في أوقات متقطعة‪ ،‬ال اتصال بينها‪ ،‬وإ نما يلزم فضال عن تعدد العمليات أن يكون لها غرض محدد‪،‬‬
‫أن يك‪##‬ون الج‪##‬اني ق ‪##‬د ك ‪ّ#‬ر س نش‪##‬اطه بص ‪##‬فة معت‪##‬ادة للقي‪##‬ام به‪##‬ذا العم‪##‬ل واالرت‪##‬زاق من‪##‬ه والعيش عن طريق‪##‬ه‪ ،‬وال‬
‫يشترط بعد ذلك أن يكون هذا النشاط هو حرفة الشخص الوحيدة‪.‬‬
‫وبالّتالي ال تخرج األفعال المادية لجريمة االتجار غير المشروع في المخدرات عن الصور اآلتية‪:‬‬
‫*إنتاج وصناعة المواد المخدرة بقصد االتجار‪.‬‬
‫*التصّر ف في المادة المخدرة بالبيع في إطار عملية البيع والشراء والسمسرة‪.‬‬
‫*شحن ونقل المادة المخدرة لصالح شخص أو أشخاص آخرين‪ ،‬سواء بمقابل أو بدون مقابل‪.‬‬
‫*جلب وتص ‪##‬دير الم ‪##‬واد المخ ‪##‬درة إلى داخ ‪##‬ل ال ‪##‬وطن أو إخراجه ‪##‬ا من الح ‪##‬دود الوطني ‪##‬ة إلى الخ ‪##‬ارج بأي ‪##‬ة وس ‪##‬يلة‬
‫كانت وبأية كمية(‪.)21‬‬
‫ب‪ -‬عرقلة أو منع األعوان المكلفين بمعاينة جرائم المخدرات‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪ 18-04‬على أنه‪ " :‬يع‪##‬اقب‪ ...‬ك‪##‬ل من يعرق‪##‬ل أو يمن‪##‬ع ب‪##‬أي ش‪##‬كل من‬
‫األش‪##‬كال األع‪##‬وان المكلفين بمعاين‪##‬ة الج‪##‬رائم أثن‪##‬اء ممارس‪##‬ة وظ‪##‬ائفهم أو المه‪##‬ام المخول‪##‬ة لهم بم‪##‬وجب أحك‪##‬ام ه‪##‬ذا‬
‫القانون"‪.‬‬
‫ويتجلى المنع أو العرقلة في اإليذاء الذي يتخذ قبل القائم بالضبط ويحول بينه وبين أداء المهام الموكلة‬
‫إلي ‪##‬ه على الوج ‪##‬ه األتم‪ ،‬إذ الب ‪##‬د أن ينص ‪##‬ب فع ‪##‬ل المن ‪##‬ع أو العرقل ‪##‬ة على أح ‪##‬د األع ‪##‬وان المكلفين بمعاين ‪##‬ة الج ‪##‬رائم‬
‫والذين ذكرتهم المادة ‪ 12‬وما يليها قانون إجراءات جزائية‪.‬‬
‫كما يشترط أن يكون المنع أو العرقلة قد تم أثناء تأدية القائم بالض‪##‬بط لوظيفت‪##‬ه أو تنفي‪##‬ذه للمه‪##‬ام المس‪##‬ندة‬
‫إليه والمتصلة بأحكام قانون المخدرات‪ ،‬حيث أنه وفي حال المخالفة ال تتحّقق هذه الجريمة(‪.)22‬‬
‫ج‪-‬عرض أو تسليم مخدرات أو مؤثرات عقلية للغير بطريقة غير مشروعة‪:‬‬
‫يتجّلى السلوك اإلجرامي لهذه الجنحة بمفهوم المادة ‪ 13/1‬من القانون رقم ‪ 18-04‬في فعلي الع‪##‬رض‬
‫والتسليم للغير الواقعان على مخدرات و‪/‬أو مؤثرات عقلية‪.‬‬
‫ف‪##‬العرض ه‪##‬و مرحل‪##‬ة س‪##‬ابقة على التس‪##‬ليم مفاده‪##‬ا س‪##‬ؤال الغ‪##‬ير ح‪##‬ول رغبت‪##‬ه في تع‪##‬اطي الم‪##‬ادة المخ‪##‬درة‬
‫أو المؤثر العقلي مع وجودها لدى العارض أي الج‪#‬اني في ه‪#‬ذه الحال‪#‬ة‪ .‬أّم ا التس‪#‬ليم لالس‪#‬تهالك‪ ،‬فمعن‪#‬اه أن يق‪#‬دم‬
‫شخص آلخر المادة المخدرة لكي يتعاطاها سواء كان التسليم بمقابل أو غير مقابل(‪.)23‬‬
‫د‪ -‬تسهيل االستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية‪:‬‬
‫ويأخذ هذا النوع من السلوك صورتين أساسيتين تتمثالن فيما يلي‪:‬‬

‫الصورة األولى‪ :‬تسهيل االستعمال غير المشروع‬


‫وتتحّق ق ه ‪##‬ذه الص ‪##‬ورة بواس ‪##‬طة فع ‪##‬ل إيج ‪##‬ابي ه ‪##‬و تس ‪##‬هيل االس ‪##‬تعمال غ ‪##‬ير المش ‪##‬روع للم ‪##‬واد المخ ‪##‬درة‬
‫والمؤثرات العقلية‪ ،‬وذلك قصد تمكين الغير دون حق من تعاطي المخدر‪.‬‬
‫وقد تضمنت المادة ‪ 15‬األشكال التي قد يكون عليها هذا العم‪#‬ل عن طري‪#‬ق توف‪##‬ير المح‪#‬ل له‪#‬ذا الغ‪#‬رض‬
‫أو بأية وسيلة أخرى‪ .‬المالك والمسيرون والمديرون والمستعملين بأية صفة ك‪##‬انت لفن‪##‬دق أو م‪##‬نزل مف‪##‬روش أو‬
‫ن ‪##‬زل أو حان ‪##‬ة أو مطعم أو ن ‪##‬اد أو مك ‪##‬ان ع ‪##‬رض أو أي مك ‪##‬ان مخص ‪##‬ص للجمه ‪##‬ور أو مس ‪##‬تعمل من الجمه ‪##‬ور‪،‬‬
‫الذين يسمحون باستعمال المخدرات داخل هذه المؤسسات أو ملحقاتها أو في األماكن المذكورة‪.‬‬
‫الصورة الثانية ‪ :‬دفع الغير باإلكراه أو الغش إلى تعاطي المخدرات‬
‫وتتم ه‪## #‬ذه الص‪## #‬ورة عن طري‪## #‬ق وض‪## #‬ع الم‪## #‬واد المخ‪## #‬درة والم‪## #‬ؤثرات العقلي‪## #‬ة في م‪## #‬واد غذائي‪## #‬ة أو في‬
‫مشروبات دون علم المستهلكين‪ ( .‬دفع الغير إلى التعاطي باستعمال الغش)‪.‬‬
‫ه‪ -‬التصّر ف في العقاقير المخدرة لغير الغرض الشرعي‪:‬‬
‫طبق ‪##‬ا لنص الم ‪##‬ادة ‪ 16‬من الق ‪##‬انون رقم ‪ 18-04‬ف ‪##‬إن ه ‪##‬ذه الجريم ‪##‬ة تتخ ‪##‬ذ ثالث ص ‪##‬ور من الس ‪##‬لوكات‬
‫اإلجرامية وهي‪:‬‬
‫تقديم عن قصد وصفة طبية صورية أو على سبيل المحاباة تحتوي على مؤثرات عقلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسليم مؤثرات عقلية بدون وصفة أو كان على علم بالطابع الصوري أو المحاباة للوصفات الطبية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫محاولة الحصول على المؤثرات العقلية قصد البيع أو التحص‪##‬ل عليه‪#‬ا بواس‪#‬طة وص‪##‬فات طبي‪#‬ة ص‪##‬ورية‬ ‫‪‬‬
‫بناء على ما عرض عليه‪.‬‬
‫وال يمكن أن تق‪## # #‬ع ه‪## # #‬ذه الس‪## # #‬لوكات إاّل ممن رخص لهم الق‪## # #‬انون في االتص‪## # #‬ال بالمخ‪## # #‬در العتب‪## # #‬ارات‬
‫خاصة‪.‬‬
‫‪ -2‬الركن المادي لجنايات المخدرات‪:‬‬
‫أ‪-‬االتجار بالمخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة‪:‬‬
‫لقد نصت على هذه الجناية المادة ‪ 17‬ف‪ 03‬من القانون رقم ‪ ،18-04‬بحيث جّر م المشرع الجزائري‬
‫الفعل ب‪#‬النص على نش‪#‬اط ك‪#‬ل ش‪#‬خص يمكن أن يك‪#‬ون ل‪#‬ه ص‪##‬لة بالجماع‪#‬ة اإلجرامي‪#‬ة والمش‪#‬كلة من شخص‪##‬ين فم‪#‬ا‬
‫فوق‪ ،‬ومما ال شك فيه أن يتم هذا الفعل بوجود اتفاق جنائي‪.‬‬
‫ويعني ذلك أن تتحول كل السلوكات المادية السابق اإلشارة إليها في صورة جنح إلى جنايات في حال‪##‬ة‬
‫وجود تنظيم عصابي معين يهدف إلى ارتكاب إحداها أو أكثر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع ال يشترط وق‪#‬وع أح‪#‬د ه‪#‬ذه الج‪#‬رائم فعال وإ نم‪#‬ا يكتفي بثب‪#‬وت كونه‪#‬ا أح‪#‬د‬
‫األغراض التي تستهدفها الجماعة اإلجرامية‪ ،‬وإ ن لم تشرع في تنفيذها بعد‪.‬‬
‫ب‪-‬تسيير وتنظيم أو تمويل التعامل بالمخدرات‪:‬‬
‫طبق‪##‬ا لنص الم‪##‬ادة ‪ 18‬من الق‪##‬انون ‪ 18-04‬ف‪##‬إن الس‪##‬لوك الم‪##‬ادي له‪##‬ذه الجناي‪##‬ة يتجلى في أفع‪##‬ال التس‪##‬يير‬
‫أو التنظيم أو التموي‪##‬ل‪ ،‬حيث يف‪##‬ترض في ه‪##‬ذه الحال‪##‬ة قي‪##‬ام ش‪##‬خص م‪##‬ا أو ع‪##‬دة أش‪##‬خاص بارتك‪##‬اب األفع‪##‬ال ال‪##‬تي‬
‫تجرمه‪##‬ا الم‪##‬ادة ‪ 17‬من نفس الق‪##‬انون‪ .‬وقي‪##‬ام ش‪##‬خص أخ‪##‬ر باألفع‪##‬ال الس‪##‬ابقة‪ ،‬ك‪##‬أن ي‪##‬دير عملي‪##‬ات بي‪##‬ع المخ‪##‬درات‬
‫و‪/‬أو المؤثرات العقلية أو ينظم العمل بها عبر تحديد نوع الجريمة وتوزيع األدوار فيها بين المشتركين‪ ،‬أو أن‬
‫يتكفل بالمصاريف المادية الاّل زمة إلتمام الفعل اإلجرامي‪ ،‬وبالتالي يكون فعله مجرما‪.‬‬
‫ج‪-‬استيراد وتصدير مخدرات أو مؤثرات عقلية‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 19‬من القانون ‪ 18-04‬يتمثل الركن المادي في ه‪#‬ذه الحال‪#‬ة في فعلين هم‪#‬ا إم‪#‬ا اس‪#‬تيراد أو‬
‫تص‪##‬دير مخ‪##‬درات أو م‪##‬ؤثرات عقلي‪##‬ة أو كالهم‪##‬ا مع‪##‬ا‪ ،‬وق‪##‬د ع‪##‬رفت الم‪##‬ادة ‪ 2/15‬االس‪##‬تيراد والتص‪##‬دير بأن‪##‬ه النق‪##‬ل‬
‫المادي للمخدرات و‪/‬أو المؤثرات العقلية من دولة إلى أخرى‪.‬‬
‫د‪-‬زراعة المخدرات‪:‬‬
‫ي‪##‬برز ال‪##‬ركن الم‪##‬ادي له‪##‬ذه الجناي‪##‬ة بم‪##‬وجب الم‪##‬ادة ‪ 20‬من الق‪#‬انون رقم ‪ 18-04‬في فع‪##‬ل الزراع‪#‬ة ال‪##‬ذي‬
‫تعّر فه المادة ‪ 2/12‬من نفس القانون بأنه زراعة خشخاش األفيون‪ ،‬وجنبة الكوكا‪ ،‬ونبت‪##‬ة القنب‪ .‬وه‪##‬و التعري‪##‬ف‬
‫نفسه الوارد في المادة ‪ 1/14‬من االتفاقية الوحيدة للمخدرات في ‪.)24(30/03/1961‬‬
‫ثالثا‪ -‬الركن المعنوي لجرائم المخدرات‪:‬‬
‫لكي تق‪##‬وم الجريم‪##‬ة ال يكفي أن ي‪##‬رتكب الفع‪##‬ل المج‪##‬رم قانون‪##‬ا‪ ،‬ب‪##‬ل يجب أن يص‪##‬در من ش‪##‬خص مس‪##‬ؤول‬
‫ويتمتع بقدراته الذهنية(‪.)25‬‬
‫ويتجسد الركن المعنوي لهذه الجريمة في كل فع‪#‬ل م‪#‬ادي يص‪##‬در من أي ش‪#‬خص لم ي‪#‬رخص ل‪#‬ه الق‪#‬انون‬
‫االتص ‪##‬ال بالمخ ‪##‬در ويك ‪##‬ون الفع ‪##‬ل عم ‪##‬ديا‪ ،‬كم ‪##‬ا أن ‪##‬ه يجب أن يت ‪##‬وافر ل ‪##‬دى الج ‪##‬اني القص ‪##‬د الجن ‪##‬ائي بنوعي ‪##‬ه الع ‪##‬ام‬
‫والخاص‪ ،‬رغم علمه بأن القانون يمنع ذلك(‪.)26‬‬
‫أم‪##‬ا القص د الجن ائي الخ اص ه‪##‬و اله‪##‬دف المبتغى من الج‪##‬اني من وراء ارتك‪##‬اب الجريم‪##‬ة ويتم التوص‪##‬ل‬
‫إليه عبر طرح التساؤل لماذا؟‬
‫والمش‪## #‬رع الجزائ‪## #‬ري بم‪## #‬وجب الق‪## #‬انون ‪ 18-04‬المتعل‪## #‬ق بالوقاي‪## #‬ة وقم‪## #‬ع االس‪## #‬تعمال واالتج‪## #‬ار غ‪## #‬ير‬
‫المش‪## #‬روعين بالمخ‪## #‬درات والم‪## #‬ؤثرات العقلي‪## #‬ة‪ ،‬وعن‪## #‬دما نص على الج‪## #‬رائم ال‪## #‬تي تق‪## #‬ع بص‪## #‬دد الم‪## #‬واد المخ‪## #‬درة‬
‫والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة‪ ،‬اش‪##‬ترط في بعض األحي‪##‬ان ت‪##‬وافر قص‪##‬د جن‪##‬ائي خ‪##‬اص لتق‪##‬ع الجريم‪##‬ة مكتمل‪##‬ة األرك‪##‬ان‪ ،‬ومن‬
‫صور هذا القصد حسبما ورد في القانون ‪ 18-04‬ما يلي‪:‬‬
‫قصد االستهالك أو التعاطي‪ :‬ويبرز ذلك جليا من نص المادتين ‪ 12‬و‪ 13‬من الق‪##‬انون ‪ 18-04‬األولى‬ ‫‪‬‬
‫بقوله ‪##‬ا‪ ..." :‬يس ‪##‬تهلك أو يح ‪##‬وز من أج ‪##‬ل االس ‪##‬تهالك الشخص ‪##‬ي‪ ."...‬والثاني ‪##‬ة "‪ ...‬يس ‪##‬لم أو يع ‪##‬رض ‪...‬‬
‫على الغ ‪## #‬ير به ‪## #‬دف االس ‪## #‬تعمال الشخص ‪## #‬ي"‪ .‬والمش ‪## #‬رع الجزائ ‪## #‬ري بم ‪## #‬وجب ه ‪## #‬ذين النص ‪## #‬ين اس ‪## #‬تخدم‬
‫مص‪##‬طلحات االس‪##‬تهالك واالس‪##‬تعمال الشخص‪##‬يين للدالل‪##‬ة على قص‪##‬د التع‪##‬اطي س‪##‬واء بالنس‪##‬بة للش‪##‬خص أو‬
‫الغير‪.‬‬
‫قصد التسهيل للتعاطي‪ :‬نص المش‪##‬رع الجزائ‪##‬ري على ه‪##‬ذا القص‪##‬د في الم‪##‬ادة ‪ 15‬من الق‪##‬انون ‪18-04‬‬ ‫‪‬‬
‫بقوله‪## #‬ا‪ ... " :‬س ‪ّ# #‬هل للغ‪## #‬ير االس‪## #‬تعمال غ‪## #‬ير المش‪## #‬روع للم‪## #‬واد المخ‪## #‬درة أو الم‪## #‬ؤثرات العقلي‪## #‬ة بمقاب‪## #‬ل‬
‫أو مجان‪##‬ا‪ ."...‬ولتس‪##‬هيل التع‪##‬اطي ص‪##‬ور كث‪##‬يرة‪ ،‬كتوف‪##‬ير مح‪##‬ل للتع‪##‬اطي وغيره‪##‬ا‪ ،‬وينطب‪##‬ق ه‪##‬ذا الوص‪##‬ف‬
‫أيضا على مالك الفنادق والمنازل المفروشة وغيرها‪.‬‬
‫قص د االتج ار‪ :‬وه‪## #‬ذا م‪## #‬ا نص‪## #‬ت علي‪## #‬ه الم‪## #‬ادة ‪ 3/ 16‬بقوله‪## #‬ا‪ ... " :‬قص‪## #‬د ال‪## #‬بيع‪ ."...‬والم‪## #‬ادة ‪17/1‬‬ ‫‪‬‬
‫بنص‪##‬ها‪ ..." :‬أو بي‪##‬ع أو وض‪##‬ع لل‪##‬بيع أو حص‪##‬ول وش‪##‬راء قص‪##‬د ال‪##‬بيع ‪ ...‬أو سمس‪##‬رة ‪ ...‬الم‪##‬واد المخ‪##‬درة‬
‫أو المؤثرات العقلية"‪.‬‬
‫قص ‪##‬د االتج ‪##‬ار بالمخ ‪##‬در من األم ‪##‬ور الموض ‪##‬وعية ال ‪##‬تي تس ‪##‬تقل محكم ‪##‬ة الموض ‪##‬وع بتق ‪##‬ديرها حيث يمكنه ‪##‬ا‬
‫استخالصه من خالل كمية المخدر أو المؤثر العقلي المضبوطة والقرائن األخرى(‪.)27‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات مكافحة جريمة المخدرات‬


‫س ‪##‬نحاول في ه ‪##‬ذا المطلب التط ‪##‬رق للعقوب ‪##‬ات المق ‪##‬ررة لمكافح ‪##‬ة جريم ‪##‬ة المخ ‪##‬درات ( الف رع األول)‪ ،‬ثم‬
‫( الفرع الثاني)‪.‬‬ ‫بعدها التدابير األمنية المقررة لمواجهة جريمة المخدرات‬
‫الفرع األول‪ :‬العقوبات المقررة لمكافحة جريمة المخدرات‬
‫لق‪##‬د نص المش‪##‬رع الجزائ‪##‬ري على أن‪##‬واع العقوب‪##‬ات ال‪##‬تي تطب‪##‬ق على من تثبت إدانت‪##‬ه في أي جريم‪##‬ة من‬
‫جرائم المخدرات بموجب القانون رقم ‪ ،18-04‬فالمشرع كما وض‪##‬ع م‪#‬واد تج‪ّ#‬ر م األفع‪#‬ال المتعلق‪#‬ة بالمخ‪#‬درات‪،‬‬
‫من تع‪##‬اطي وحي‪##‬ازة وغيره‪##‬ا‪ ،‬فق‪#‬د خص‪##‬ها بالمقاب‪##‬ل بعقوب‪##‬ات تختل‪##‬ف حس‪##‬ب درج‪##‬ة خط‪##‬ورة ك‪##‬ل فع‪##‬ل من األفع‪##‬ال‬
‫المتعلق‪##‬ة بمج ‪##‬ال المخ ‪##‬درات‪ ،‬إذ نج ‪##‬ده قس ‪##‬م ه ‪##‬ذه العقوب ‪##‬ات إلى عقوب ‪##‬ات أص ‪##‬لية وعقوب ‪##‬ات تكميلي ‪##‬ة‪ ،‬ولبي ‪##‬ان ذل ‪##‬ك‬
‫سنتناول هذه العقوبات وفق التقسيم اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬العقوبات المقررة بالنسبة للشخص الطبيعي‪:‬‬


‫‪ -1‬العقوبات األصلية‪:‬‬
‫تنص الم‪## #‬ادة ‪ 05‬ق‪## #‬انون عقوب‪## #‬ات جزائ‪## #‬ري على العقوب‪## #‬ات األص‪## #‬لية مقس‪## #‬مة حس‪## #‬ب معي‪## #‬ار وجس‪## #‬امة‬
‫الجريمة‪ ،‬بمعنى جنايات وجنح ومخالفات‪ ،‬ولقد صّنف المشرع جرائم المخدرات في القانون رقم ‪ 18-04‬إلى‬
‫جنح وجناي ‪##‬ات كم ‪##‬ا س ‪##‬بق بيان ‪##‬ه‪ ،‬وس ‪##‬نتناول فيم ‪##‬ا يلي العقوب ‪##‬ات المق ‪##‬ررة لك ‪##‬ل من الش ‪##‬خص الط ‪##‬بيعي والش ‪##‬خص‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫أ‪ -‬جرائم الجنح‪:‬‬
‫‪-‬عقوبة االستهالك والحي ازة‪ :‬إن االس‪##‬تهالك الشخص‪##‬ي والحي‪##‬ازة للمخ‪##‬درات والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة نص‪##‬ت عليه‪##‬ا‬
‫المادة ‪ 12‬من القانون ‪ 18-04‬هي‪:‬‬
‫الحبس من شهرين إلى سنتين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغرامة من ‪5000‬دج إلى ‪50.000‬دج أو بإحدى هاتين العقوبتين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 13‬من نفس القانون على عقوبة الحبس من سنتين (‪ )2‬إلى عش‪##‬ر (‪ )10‬س‪##‬نوات وغرام‪##‬ة‬
‫من ‪100.000‬دج إلى ‪500.000‬دج‪ .‬وذلك بالنس‪#‬بة لجنح‪#‬ة تس‪#‬ليم أو ع‪#‬رض بطريق‪#‬ة غ‪#‬ير مش‪#‬روعة مخ‪#‬درات‬
‫أو مؤثرات عقلية على الغير بهدف االستعمال الشخصي‪.‬‬
‫ويض‪##‬اعف الح‪##‬د األقص‪##‬ى للعقوب‪##‬ة إذا تم التس‪##‬ليم أو الع‪##‬رض على قاص‪##‬ر أو مع‪##‬وق أو ش‪##‬خص يع‪##‬الج بس‪##‬بب‬
‫إدمانه أو في مراكز تعليمية أو تربوية أو تكوينية أو صحية أو اجتماعية أو داخل هيئات عمومي ‪##‬ة (المادة ‪13‬‬
‫ف‪ 02‬قانون ‪.)18-04‬‬
‫‪-‬عرقل ة أو من ع األع وان المكلفين بمعاين ة ج رائم المخ درات‪ :‬الحبس من س‪##‬نتين (‪ )2‬إلى خمس (‪ )5‬س‪##‬نوات‬
‫وبغرامة من ‪100.000‬دج إلى ‪200.000‬دج ( المادة ‪ 14‬من القانون ‪.)18-04‬‬
‫‪-‬تسهيل االستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية‪:‬‬
‫التصرف في العقاقير المخدرة لغير الغرض الشرعي‪:‬‬
‫الحبس من خمس (‪ )5‬س ‪##‬نوات إلى خمس ‪##‬ة عش ‪##‬ر (‪ )15‬س ‪##‬نة وبغرام ‪##‬ة من ‪500.000‬دج إلى ‪1.000.000‬دج‬
‫( المادة ‪ 15‬قانون ‪.)18-04‬‬
‫ب‪-‬جرائم الجنايات‪:‬‬
‫‪ -‬االتجار بالمخدرات في إطار جماعة إجرامية منظمة‪:‬‬
‫‪ -‬تسيير وتنظيم أو تمويل التعامل بالمخدرات‪:‬‬
‫‪-‬استيراد وتصدير مخدرات أو مؤثرات عقلية‪:‬‬
‫‪-‬زراعة المخدرات‪:‬‬
‫العقوبة األصلية بخصوص هذه الجنايات هي السجن المؤبد طبقا لنص (المواد ‪ 17‬ف أخيرة‪20 ،19 ،18 ،‬‬
‫من القانون ‪.)18-04‬‬
‫ويع‪#‬اقب على الش‪#‬روع في ه‪#‬ذه الج‪#‬رائم بالعقوب‪#‬ات ذاته‪#‬ا المق‪ّ#‬ر رة للجريم‪#‬ة المرتكب‪#‬ة ( الم‪#‬ادة ‪ 17‬ف‪02‬‬
‫قانون ‪.)18-04‬‬
‫‪ -2‬العقوبات التكميلية‪:‬‬
‫إن العقوب ‪##‬ات التكميلي ‪##‬ة ق ‪##‬د نص عليه ‪##‬ا المش ‪##‬رع الجزائ ‪##‬ري في الم ‪##‬ادة ‪ 9‬ق ‪##‬انون عقوب ‪##‬ات جزائ ‪##‬ري‪ ،‬أم ‪##‬ا‬
‫بخص‪##‬وص ج‪#‬رائم المخ‪#‬درات فق‪#‬د نص المش‪#‬رع الجزائ‪#‬ري على العقوب‪#‬ات التكميلي‪#‬ة األتي بيانه‪#‬ا في حال‪#‬ة الحكم‬
‫باإلدانة وهي‪:‬‬
‫أ‪ -‬العقوبات التكميلية اإللزامية‪:‬‬
‫نص القانون ‪ 18-04‬على ثالث عقوبات تكميلية إلزامية بموجب المواد ‪ 34-33-32‬منه وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مصادرة النباتات والمواد التي لم يتم إتالفها أو تسليمها إلى هيئة مؤهلة قصد استعمالها بطريقة مشروعة‪.‬‬
‫‪ -‬مصادرة المنشآت والتجهيزات واألمالك المنقولة والعقارية األخرى المستعملة أو الموجه‪##‬ة لالس‪##‬تعمال قص‪##‬د‬
‫ارتكاب الجريمة أيا كان مالكها‪ ،‬إال إذا أثبت أصحابها حسن نيتهم‪.‬‬
‫‪-‬مصادرة األموال النقدية المستعملة في ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذا الق‪#‬انون أو المتحص‪##‬ل عليه‪##‬ا‬
‫من هذه الجرائم‪ ،‬دون المساس بمصلحة الغير حسن النية‪.‬‬
‫ب‪ -‬العقوبات التكميلية االختيارية‪:‬‬
‫نص عليها المشرع الجزائري في المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 18-04‬وهي‪:‬‬
‫المنع من ممارسة المهنة التي ارتكبت الجريمة بمناسبتها لمدة ال تقل عن خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المنع من اإلقامة وفقا لألحكام المنصوص عليها في قانون العقوبات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سحب جواز السفر وكذا سحب رخصة السياقة لمدة ال تقل عن خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المنع من حيازة أو حمل سالح خاضع للترخيص لمدة ال تقل عن خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مصادرة األشياء التي استعملت أو كانت موجهة الرتكاب الجريمة أو األشياء الناجمة عنها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الغل ‪##‬ق لم‪###‬دة ال تزي‪###‬د عن عش‪###‬ر (‪ )10‬س‪###‬نوات بالنس‪###‬بة للفن ‪##‬ادق والمن ‪##‬ازل المفروش ‪##‬ة ومراك‪###‬ز اإلي‪###‬واء‬ ‫‪‬‬
‫والحان ‪##‬ات والمط ‪##‬اعم والن ‪##‬وادي وأم ‪##‬اكن الع ‪##‬روض أو أي مك ‪##‬ان مفت ‪##‬وح للجمه ‪##‬ور أو مس ‪##‬تعمل من قب ‪##‬ل‬
‫الجمه‪##‬ور‪ ،‬حيث ارتكب المس‪##‬تغل أو ش‪##‬ارك في ارتك‪##‬اب الج‪##‬رائم المنص‪##‬وص عليه‪##‬ا في الم‪##‬ادتين ‪ 15‬و‬
‫‪ 16‬من هذا القانون‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬العقوبات المقررة بالنسبة للشخص المعنوي‪:‬‬


‫تطّب ق على الشخص المعنوي الذي يرتكب جرائم الفساد عقوبات أصلية و عقوبات تكميلية‪.‬‬

‫‪ -1‬العقوبات األصلية‪:‬‬

‫طبقا لنص المادة ‪ 25‬من الق‪#‬انون رقم ‪ 18-04‬فإن‪#‬ه يع‪#‬اقب الش‪#‬خص المعن‪#‬وي ال‪#‬ذي ي‪#‬رتكب جريم‪#‬ة أو‬
‫أك‪## #‬ثر من الج‪## #‬رائم المنص‪## #‬وص عليه‪## #‬ا في الم‪## #‬واد من ‪ 13‬إلى ‪ 17‬من ه‪## #‬ذا الق‪## #‬انون بغرام‪## #‬ة تع‪## #‬ادل خمس (‪)5‬‬
‫مرات الغرامة المقررة للشخص الطبيعي‪.‬‬
‫أما بالنسبة لجنايات المخدرات التي يرتكبها الش‪##‬خص المعن‪##‬وي‪ ،‬والمنص‪##‬وص عليه‪##‬ا في الم‪##‬واد من ‪18‬‬
‫إلى ‪ 21‬فيعاقب الشخص المعنوي بغرامة تتراوح من ‪50.000.000‬دج إلى ‪250.000.000‬دج‪.‬‬
‫وترج ‪##‬ع العّل ة من وراء تش ‪##‬ديد المش ‪##‬رع الجزائ ‪##‬ري في الغرام ‪##‬ة على الش ‪##‬خص المعن ‪##‬وي دون العقوب ‪##‬ة‬
‫الس‪##‬البة للحري‪##‬ة‪ ،‬فيع‪##‬ود لك‪##‬ون المش‪##‬رع ق‪##‬د ح‪##‬اول الموازن‪##‬ة بين العقوب‪##‬ات المق‪##‬ررة للش‪##‬خص الط‪##‬بيعي الم‪##‬دان عن‬
‫جرائم المخ‪#‬درات والمتمثل‪#‬ة في العقوب‪#‬ة الس‪#‬البة للحري‪#‬ة واألخ‪#‬رى ذات ط‪#‬ابع م‪#‬الي‪ ،‬ولم‪#‬ا ك‪#‬انت األولى ال يمكن‬
‫تطبيقها على الشخص المعنوي‪ ،‬فق‪#‬د رأى أن مقتض‪#‬يات مب‪#‬دأ المس‪#‬اواة تتطلب مض‪#‬اعفة مب‪#‬الغ الغرام‪#‬ة المحك‪#‬وم‬
‫بها على الشخص المعنوي‪.‬‬
‫‪ -2‬العقوبات التكميلية‪:‬‬
‫باّلرجوع لنص المادة ‪ 25‬فقرة أخيرة السالفة الذكر نجد أن القانون ‪ 18-04‬قد نص على الحكم‬
‫بعقوبة حل المؤسسة أو غلقها مؤقتا لمدة ال تفوق خمس (‪ )5‬سنوات‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير األمنية المقررة لمواجهة جريمة المخدرات‬
‫تأّثر المشرع الجزائري بالنظام الرق‪##‬ابي ال‪##‬ذي أق‪##‬ر بض‪##‬رورة تنظيم الم‪##‬واد المخ‪##‬درة والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة‪،‬‬
‫وه ‪##‬ذا م ‪##‬ا أدى إلى تب ‪##‬ني ع ‪##‬ددا من الت ‪##‬دابير الوقائي ‪##‬ة لتنظيم التعام ‪##‬ل في الم ‪##‬واد المخ ‪##‬درة‪ ،‬وس ‪##‬نتناول ن ‪##‬وعين من‬
‫التدابير‪ ،‬الوقائية ( الفرع األول)‪ ،‬العالجية ( الفرع الثاني)‪.‬‬
‫أوال‪ -‬التدابير الوقائية‪:‬‬
‫تتجلى التدابير الوقائية المتخذة لمواجهة آفة المخدرات بص‪##‬فة عام‪#‬ة واس‪#‬تهالكها بص‪##‬فة خاص‪##‬ة في ع‪#‬دة‬
‫وسائل تساهم بشكل فعال في توعية فئة الشباب لتجنب أخطارها المميتة‪ ،‬ويمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬األس رة‪ :‬تق ‪## #‬وم بحماي ‪## #‬ة األف ‪## #‬راد من االنح ‪## #‬راف والتوغ ‪## #‬ل في ع ‪## #‬الم المحظ ‪## #‬ورات والمحرم ‪## #‬ات بم ‪## #‬ا فيه ‪## #‬ا‬
‫المخ‪##‬درات‪ ،‬إذ على اآلب‪##‬اء تعري‪##‬ف أبن‪##‬ائهم بك‪##‬ل المخ‪##‬اطر الناجم‪##‬ة عن تن‪##‬اول المخ‪##‬درات‪ ،‬وع‪##‬دم تجريبه‪##‬ا كونه‪##‬ا‬
‫تؤثر على نفسية الشخص وكيان المجتمع‪.‬‬
‫‪ -2‬المسجد‪ :‬ل‪##‬ه أهمي‪##‬ة خاص‪##‬ة‪ ،‬وذل‪##‬ك من خالل ال‪##‬دروس واإلرش‪##‬ادات‪ ،‬وال‪##‬دعوة لالبتع‪##‬اد عن ك‪##‬ل المحرم‪##‬ات‬
‫منها المخدرات‪.‬‬
‫‪ -3‬المدرس ة والجامع ة‪ :‬وذل ‪##‬ك بتخص ‪##‬يص من ‪##‬اهج مدرس ‪##‬ية تتط ‪##‬رق إلى مختل ‪##‬ف اآلف ‪##‬ات االجتماعي ‪##‬ة وم ‪##‬دى‬
‫تأثيره‪#‬ا س‪#‬لبا على المجتم‪#‬ع‪ ،‬والترك‪#‬يز على موض‪#‬وع المخ‪#‬درات باعتب‪#‬اره مش‪#‬كلة العص‪#‬ر الح‪#‬الي‪ ،‬وأيض‪#‬ا إقام‪#‬ة‬
‫أيام وملتقيات وندوات دراسية متعلقة بموضوع المخدرات على المستوى الوطني والدولي‪.‬‬
‫‪ -4‬وسائل اإلعالم‪ :‬تساهم كذلك في مكافحة استهالك المخدرات والتقليل من طلبها‪.‬‬
‫‪ -5‬التع اون ال دولي‪ :‬وال ‪##‬ذي يع ‪##‬د من أهم االس ‪##‬تراتيجيات الناجع ‪##‬ة في مكافح ‪##‬ة المخ ‪##‬درات‪ ،‬وفي ه ‪##‬ذا الص‪###‬دد‬
‫أب‪##‬رمت الجزائ‪##‬ر والمغ‪##‬رب اتفاقي‪##‬ة ثنائي‪##‬ة لمكافح‪##‬ة ه‪##‬ذه الم‪##‬واد الس‪##‬امة ال‪##‬تي تتعل‪##‬ق بالتع‪##‬اون الثن‪##‬ائي واإلداري في‬
‫مجاالت البحث‪ ،‬باإلضافة إلى اتفاقية جماعية بين دول المغرب العربي لمكافحة المخدرات‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬التدابير العالجية‪:‬‬
‫يتم الّلج‪##‬وء إلى الت‪##‬دابير العالجي‪##‬ة في حال‪##‬ة ع‪##‬دم نج‪##‬اح الت‪##‬دابير الوقائي‪##‬ة الس‪##‬الفة ال‪##‬ذكر‪ ،‬وذل‪##‬ك م‪##‬ع بعض‬
‫األشخاص نتيجة خلل أو تقصير في االلتزام بها مما يؤدي بوقوع األشخاص ضحايا المخدرات‪.‬‬
‫وح‪## #‬تى تك‪## #‬ون له‪## #‬ذه الت‪## #‬دابير فعالي‪## #‬ة الب‪## #‬د أن تخض‪## #‬ع ألح‪## #‬د األم‪## #‬رين هم‪## #‬ا‪ :‬اإلقن‪## #‬اع بالخض‪## #‬وع للعالج‪،‬‬
‫وتحسين الخدمات العالجية‪ .‬فاألول إجراء عالجي يتخذ ضد الم‪##‬دمنين والمس‪##‬تهلكين للمخ‪##‬درات‪ ،‬والث‪##‬اني يقص‪##‬د‬
‫ب‪#‬ه تطه‪#‬ير جس‪#‬م الم‪#‬دمن من المخ‪#‬درات وإ زالته‪#‬ا عن طري‪#‬ق انتزاع‪#‬ه عن االعتم‪#‬اد العض‪#‬وي على المخ‪#‬در ح‪#‬تى‬
‫يدخل في إطار عالجي متكامل يؤدي إلى شفائه نهائي‪#‬ا‪ ،‬وه‪#‬ذا م‪#‬ا نص‪#‬ت علي‪#‬ه الم‪#‬ادة ‪ 02‬من الق‪#‬انون رقم ‪-04‬‬
‫‪ 18‬فيما يخص العالج بقولها‪ '' :‬العالج من اإلدمان يهدف إلى إزالة التبعية النفسانية الجسمانية تجاه مخ‪##‬در أو‬
‫مؤثر عقلي''‪.‬‬
‫وب‪##‬الّر جوع للق‪##‬انون الجزائ‪##‬ري رقم ‪ 18-04‬المتعل‪##‬ق بالوقاي‪##‬ة من المخ‪##‬درات والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة نالح‪##‬ظ‬
‫أنه تضّم ن مصطلحي الوقاية والعالج‪ ،‬وقّر ر في هذا المجال مبدأين‪ ،‬مبدأ عدم ممارسة ال‪##‬دعوى العمومي‪##‬ة‪ ،‬أي‬
‫انعدام المتابعة الجزائية‪ ،‬ومب‪#‬دأ اإلعف‪#‬اء من العقوب‪#‬ة‪ ،‬وه‪#‬ذا خ‪#‬ير دلي‪#‬ل للتش‪#‬جيع على الخض‪#‬وع للعالج من جه‪#‬ة‪،‬‬
‫وإ عط ‪##‬اء فرص ‪##‬ة لمس ‪##‬تهلكي المخ ‪##‬درات في إثب ‪##‬ات س ‪##‬عيهم للتخلص من اإلدم ‪##‬ان‪ ،‬كم ‪##‬ا منح ذات الق ‪##‬انون لقض ‪##‬اة‬
‫التحقيق وقضاة الحكم سلطة إلزام األشخاص بالخضوع للعالج المزيل للتسّم م في حالة إثبات الخبرة الطبية أن‬
‫الحال ‪##‬ة تس ‪##‬توجب العالج‪ ،‬باإلض ‪##‬افة إلى أن الق ‪##‬انون رقم ‪ 18-04‬ق ‪##‬د ح ‪ّ#‬د د الهيئ ‪##‬ات ال ‪##‬تي تت ‪##‬ولى اتخ ‪##‬اذ الت ‪##‬دابير‬
‫الوقائي‪## #‬ة والعالجي‪## #‬ة وهي الض‪## #‬بطية القض‪## #‬ائية ( ش‪## #‬رطة‪ ،‬درك‪ ،‬جم‪## #‬ارك)‪ ،‬النياب‪## #‬ة العام‪## #‬ة‪ ،‬جه‪## #‬ات التحقي‪## #‬ق‪،‬‬
‫المحكم‪##‬ة‪ ،‬األطب‪##‬اء‪ ،‬الخ‪##‬براء المختص‪##‬ين في معالج‪##‬ة اإلدم‪##‬ان ومتابعت‪##‬ه‪ ،‬مراك‪##‬ز العالج الط‪##‬بي‪ ،‬مراك‪##‬ز الرعاي‪##‬ة‬
‫التربوية االجتماعية‪ ،‬ومراكز إعادة التأهيل االجتماعي(‪.)28‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫‪-‬تماشي سياسة المشرع الجزائري مع السياسات الجنائية المقارنة الحديثة من خالل مجموع االتفاقيات الدولي‪##‬ة‬
‫لتك‪## #‬ريس المب‪## #‬ادئ القانوني‪## #‬ة الدولي‪## #‬ة في مكافح‪## #‬ة المخ‪## #‬درات بم‪## #‬وجب الق‪## #‬انون ‪ 18-04‬المتعلق‪## #‬ة بالوقاي‪## #‬ة من‬
‫المخدرات والمؤثرات العقلية‪.‬‬
‫‪-‬حس ‪##‬نا م ‪##‬ا فع ‪##‬ل المش ‪##‬رع الجزائ ‪##‬ري في مج ‪##‬ال مكافحت ‪##‬ه للمخ ‪##‬درات بإص ‪##‬داره الق ‪##‬انون رقم ‪ ،18-04‬وال ‪##‬ذي‬
‫بمقتضاه حاول قدر اإلمك‪#‬ان س‪#‬د الثغ‪#‬رات القانوني‪#‬ة وإ دراك النق‪#‬ائص ال‪#‬تي ك‪#‬انت موج‪#‬ودة في الق‪#‬انون رقم ‪-85‬‬
‫‪ 05‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬خاصة في مجال العقاب‪.‬‬
‫‪-‬عدم تماشي التكييف القانوني لجريمة المخدرات بوص‪##‬فها جنح‪##‬ة أو ح‪##‬تى جنح‪##‬ة مش‪##‬ددة م‪##‬ع خط‪##‬ورة الجريم‪##‬ة‪،‬‬
‫إذ ك‪##‬ان على المش‪##‬رع الجزائ‪##‬ري تكييفه‪##‬ا بوص‪##‬فها جناي‪##‬ة في جمي‪##‬ع ص‪##‬ورها وع‪##‬دم قص‪##‬رها على البعض فق‪##‬ط‪،‬‬
‫وتش‪##‬ديد العقوب‪##‬ات الس‪##‬جن المؤب‪##‬د أو ح‪##‬تى اإلع‪##‬دام م‪##‬ع مض‪##‬اعفة الغرام‪##‬ات ق‪##‬در اإلمك‪##‬ان بغي‪##‬ة المحافظ‪##‬ة على‬
‫وظيف‪##‬ة العقوب‪##‬ة في تحقي‪##‬ق ال‪##‬ردع بنوعي‪##‬ه الع‪##‬ام بالنس‪##‬بة للمجتم‪##‬ع والخ‪##‬اص بالنس‪##‬بة للج‪##‬اني‪ ،‬خصوص‪##‬ا وأن‪##‬ه ق‪##‬د‬
‫ينج‪##‬ر عنه‪##‬ا في غ‪##‬الب األحي‪##‬ان ارتك‪##‬اب ج‪##‬رائم أك‪##‬ثر وط‪##‬أة وأش‪##‬د خط‪##‬ورة كالقت‪##‬ل والض‪##‬رب والج‪##‬رح واألفع‪##‬ال‬
‫في مجتمعنا على الخصوص‪.‬‬ ‫المخّلة بالحياء كما نالحظه‬
‫‪-‬اتجاه أغلب الجهات القضائية إلى تطبيق العقاب كأصل وتطبيق التدابير العالجية كاستثناء‪.‬‬
‫‪-‬تفعي‪##‬ل اإلج‪##‬راءت الوقائي‪##‬ة عن طري‪##‬ق المس‪##‬اهمة الفّعال‪##‬ة في مكافح‪##‬ة المخ ‪ّ#‬د رات‪ ،‬س‪##‬واء على مس‪##‬توى األس‪##‬رة‬
‫والمدرسة والجامعة والمسجد‪ ،‬ألن االبتعاد عن تناول المخدرات أفضل وسيلة للقضاء عليها‪.‬‬
‫‪ -‬ض ‪##‬رورة تحس ‪##‬يس المجتم ‪##‬ع الم ‪##‬دني إعالمي ‪##‬ا‪ ،‬وخاص ‪##‬ة ش ‪##‬ريحة الش ‪##‬باب واألطف ‪##‬ال ح ‪##‬ول خط ‪##‬ورة المخ ‪##‬درات‬
‫وأثارها الوخيمة‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة عقد ندوات ومحاضرات وملتقيات وأيام دراسية حول المخدرات على المستوى الوطني والدولي‪.‬‬
‫‪-‬ض‪##‬رورة تجس‪##‬يد مش‪##‬اريع إنج‪##‬از المص‪##‬حات المتعلق‪##‬ة بعالج الم‪##‬دمنين على المخ‪##‬درات في أق‪##‬رب وقت وبالع‪##‬دد‬
‫الكافي‪ ،‬مع تدعيمها بأطباء مختصين في معالجة مدمني المخدرات‪ ،‬وكذا مختصين نفسانيين واجتماعيين‪.‬‬
‫‪-‬ت‪##‬دعيم وتقوي‪##‬ة التع‪##‬اون ال‪##‬دولي في المج‪##‬ال الجن‪##‬ائي بغي‪##‬ة مكافح‪##‬ة جريم‪##‬ة المخ‪##‬درات الس‪##‬يما ارتباطه‪##‬ا بج‪##‬رائم‬
‫اإلرهاب وتبييض األموال و التهريب‪ ،‬إذ أّنها من صور الجريمة المنظمة‪.‬‬
‫‪-‬تحس ‪##‬ين الخ ‪##‬دمات الص ‪##‬حية واالجتماعي ‪##‬ة م ‪##‬ع وض ‪##‬ع خط ‪##‬ة عم ‪##‬ل للعالج والرقاب ‪##‬ة‪ ،‬وذل ‪##‬ك من خالل اس ‪##‬تخدام‬
‫وسائل وأساليب عالج فعالة ومنخفضة التكاليف لمدمني المخدرات‪.‬‬

‫الهوامش والمراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 18-04‬المؤرخ في ‪ 13‬ذي القع‪#‬دة ع‪#‬ام ‪ 1425‬المواف‪#‬ق ‪ 25‬ديس‪#‬مبر ‪ ،2004‬يتعل‪#‬ق بالوقاي‪#‬ة‬
‫من المخ ‪## #‬درات والم ‪## #‬ؤثرات العقلي ‪## #‬ة وقم ‪## #‬ع االس ‪## #‬تعمال واالتج ‪## #‬ار غ ‪## #‬ير المش ‪## #‬روعين بهم ‪## #‬ا‪ ،‬الجري ‪## #‬دة الرس ‪## #‬مية‬
‫للجمهوري ‪## #‬ة الجزائري ‪## #‬ة‪ ،‬الع ‪## #‬دد ‪ ،83‬المؤرخ ‪## #‬ة في ‪ 14‬ذو القع ‪## #‬دة ع ‪## #‬ام ‪1425‬ه المواف ‪## #‬ق ‪ 26‬ديس ‪## #‬مبر س ‪## #‬نة‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -2‬االتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة ‪.1961‬‬
‫‪ -3‬اتفاقي ‪##‬ة الم ‪##‬ؤثرات العقلي ‪##‬ة لس ‪##‬نة ‪ 1971‬المنظم ‪##‬ة إليه ‪##‬ا الجزائ ‪##‬ر بم ‪##‬وجب المرس ‪##‬وم رقم ‪ 177/77‬بت ‪##‬اريخ‬
‫‪.07/12/1977‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 07-79‬المؤرخ في ‪ 26‬شعبان عام ‪1399‬ه الموافق ‪ 21‬يولي‪##‬و س‪##‬نة ‪ 1979‬يتض‪##‬من ق‪##‬انون‬
‫الجم‪#‬ارك‪ ،‬الجري‪#‬دة الرس‪#‬مية للجمهوري‪#‬ة الجزائري‪#‬ة‪ ،‬الع‪#‬دد ‪ ،30‬الس‪#‬نة السادس‪#‬ة عش‪#‬ر‪ ،‬المؤرخ‪#‬ة في ‪ 29‬ش‪#‬عبان‬
‫عام ‪1399‬ه الموافق ‪ 24‬يوليو سنة ‪.1979‬‬
‫‪ -5‬فهد بن محمد بن خالد الرشود‪ ،‬االختصاص القضائي في جرائم المخ‪##‬درات في النظ‪##‬ام الس‪##‬عودي – دراس‪##‬ة‬
‫تأصيلية مقارنة بالقانون الكويتي‪ ،-‬رسالة ماجستير‪ ،‬قسم العدال‪#‬ة الجنائي‪#‬ة‪ ،‬كلي‪#‬ة الدراس‪#‬ات العلي‪#‬ا‪ ،‬جامع‪#‬ة ن‪#‬ايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ -6‬خالد بن عبد الرحمان الحميدي‪ ،‬التحريض على جريم‪#‬ة تع‪#‬اطي المخ‪#‬درات‪ ،‬رس‪#‬الة ماجس‪#‬تير‪ ،‬قس‪#‬م العدال‪#‬ة‬
‫الجنائية‪ ،‬كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،2008 ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -7‬سعد الدين مسعد هاللي‪ ،‬التأصيل الشرعي للخمر والمخدرات – دراسة فقهية مقارنة‪ ،-‬سلسلة مطبوع‪##‬ات‬
‫المنظمة اإلسالمية للعلوم الطبية‪ ،2001 ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ -8‬عباس‪#‬ي بورحل‪#‬ة‪ ،‬حي‪#‬ازة المخ‪#‬درات في التش‪#‬ريع الجزائ‪#‬ري‪ ،‬كلي‪#‬ة الحق‪#‬وق‪ ،‬جامع‪#‬ة الح‪#‬اج لخض‪#‬ر – باتن‪#‬ة‪-‬‬
‫‪ ،2004-2003‬ص‪.05‬‬
‫‪ -9‬نبيل‪#‬ة س‪#‬ماش‪ ،‬ت‪#‬أثير المخ‪#‬درات والم‪#‬ؤثرات العقلي‪#‬ة في س‪#‬لوك الح‪#‬دث – دراس‪#‬ة في ض‪##‬وء الق‪#‬انون ‪18-04‬‬
‫الم‪##‬ؤرخ في ‪ 25‬ديس‪##‬مبر ‪ 2004‬المتعل‪##‬ق بالوقاي‪##‬ة من المخ‪##‬درات والم‪##‬ؤثرات العقلي‪##‬ة وقم‪##‬ع االس‪##‬تعمال واالتج‪##‬ار‬
‫غير المشروعين بهما‪ ،-‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الح‪##‬اج لخض‪##‬ر – باتن‪##‬ة‪ ،2014-2013 ،-‬ص‬
‫‪ 55‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -10‬نبيلة سماش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.59-58‬‬
‫‪ -11‬علجية داود‪ ،‬ارتباط المخدرات باإلجرام‪ ،‬مذكرة تخرج‪ ،‬المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬وزارة العدل‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫جانفي ‪ ،2008‬ص ص ‪.24-23‬‬
‫‪ -12‬ف ‪##‬وزي جيم ‪##‬اوي‪ ،‬السياس ‪##‬ة الجنائي ‪##‬ة لمكافح ‪##‬ة المخ ‪##‬درات في الجزائ ‪##‬ر‪ ،‬رس ‪##‬الة ماجس ‪##‬تير‪ ،‬كلي ‪##‬ة الحق ‪##‬وق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ ،1‬بن عكنون‪ ،2013-2012 ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ -13‬علجية داود‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.30-29‬‬
‫‪ -14‬نبيلة سماش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.72-71‬‬
‫‪ -15‬وسام محمد النجار‪ ،‬جريمة تعاطي المخدرات في محافظة غزة‪ -‬دراسة في جغرافي‪##‬ة الجريم‪##‬ة‪ ،-‬رس‪##‬الة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،2012 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -16‬ص‪## #‬بحي محم‪## #‬د أمين‪ ،‬ج‪## #‬رائم المخ‪## #‬درات في الجزائ‪## #‬ر وف‪## #‬ق ق‪## #‬انون ‪ ،18-04‬مجل‪## #‬ة الن‪## #‬دوة للدراس‪## #‬ات‬
‫القانونية‪ ،‬العدد األول لعام ‪ ،2013‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪ -17‬سهام بن عبيد‪ ،‬جريمة استهالك المخدرات بين العالج والعق‪#‬اب‪ ،‬رس‪#‬الة ماجس‪#‬تير‪ ،‬كلي‪#‬ة الحق‪#‬وق والعل‪#‬وم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر – باتنة‪ ،2013-2012 ،-‬ص‪.).49‬‬
‫‪ -18‬صبحي محمد أمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫‪ -19‬سهام بن عبيد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -20‬فوزي جيماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ -21‬فوزي جيماوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -22‬صبحي محمد أمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.134-133‬‬
‫‪ -23‬صبحي محمد أمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -24‬صبحي محمد أمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 136‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪jean larguier, droit pénal général, 17 e édition, 1999, Dalloz, p34 -25‬‬
‫‪ -26‬سهام زولي‪ ،‬جريمة استهالك المخدرات بين العقوبة والتدبير في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2013-2012 ،1‬ص‪.21‬‬
‫‪ -27‬صبحي محمد أمين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.141-140‬‬
‫‪ -28‬سهام زولي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ 152‬وما بعدها‪.‬‬

You might also like