Professional Documents
Culture Documents
تمهيد :
أشارت العديد من الدراسات الحديثة إلى أن التوحد ليس مرضا ً له عالج شاف ولكنه نوع من اضطرابات النمو تصيب نوعية معينة من
األطفال الذين لديهم النوع من االضطرابات االرتقائية .وأشارت هذه الدراسات إلى وجود العديد من االتجاهات العالجية التي تهتم بعالج
ومساندة هذا الطفل وأسرته للوصول إلى أحسن وضع ممكن بالنسبة للطفل وفقا ً إلمكانياته وبالنسبة ألسرته للتخفيف عنها حدة الضغوط
المعنوية والمادية الواقعة عليها في تربية هذا الطفل الذي يعتبر إحدى الحاالت الخاصة والتي تحتاج لرعاية خاصة ،وأيضا ً لتقديم المساندة
لها لتكون ركنا ً أساسيا ً في الوقوف بالطفل على الطريق السليم للتأهيل وتنمية مهاراته ومن هذه االتجاهات االتجاه السلوكي تعديل
السلوك) (سهى أمين . 2002ويعد العالج السلوكي من أفضل العالجات النفسية التي ظهرت فاعليتها في عالج وتعديل سلوكيات األطفال
المصابين بالتوحد ويوضع الطفل التوحدي وفقا ً لهذا النوع من العالج في فصل منظم للتدريب على السلوكيات المقبولة ورعاية الذات
واكتساب اللغة .كما يلزم تدريب الوالدين مساعدة الطفل على اكتساب مفاهيم لغوية وتنمية السلوك المقبول في المنزل .ويعتمد العالج
السلوكي على طرق تعديل السلوك ا سواء تم ذلك في البيت بواسطة الوالدين أو في فصول دراسية خاصة .وتقوم فكرة تعديل السلوك
على مكافأة السلوك الجيد بشكل منتظم مع تجاهل مظاهر السلوك األخرى غير المناسبة من أجل السيطرة عليها .كما تشمل هذه الطريقة
إعداد نظام ثابت لمكافأة السلوك يهدف إلى تكوين وحدات استجابية صغيرة متتالية ومتابعة تدريجيا ً عن طريق معززات قوية.
Behavior Modification
كما يعتمد العالج السلوكي على فنية إدارة السلوك وكذلك استخدام التشريط اإلجرائي الذي يفيد في عالج األطفال المصابين بالتوحد .ويعد
الثواب والعقاب مبدأ رئيسيا ً بهدف تطوير وتعزيز السلوك اإليجابي وتقليل أو استبعاد السلوك السلبي وقد تبين نجاح العالج السلوكي مع
األطفال المصابين بالتوحد في تشجيع اكتساب المهارات االجتماعية ومهارات التواصل ورعاية الذات والمهارات المعرفية .وتتميز
البرامج النمائيية التي تقوم على طرق تعديل السلوك وإدارته بأنها غير قاصرة من حيث اإلعداد لها والتدريب عليها وتطبيقها على
المهنيين فقط .وإنما يمكن تدريب الوالدين والمدرسين وغيرهم على استخدام هذا األسلوب بشرط أن يكون الهدف استخدامه واضحا ً وأحد
أهداف التدخل السلوكي لألفراد المصابين بالتوحد هو تطوير المهارات الوظيفية التي تزيد من المهارات اللغوية واستغالل أوقات الفراغ
ومهما كانت األسباب المسببة للتوحد فإن التدخل السلوكي المبكر يعتبر هام جداً فبعض الصعوبات االجتماعية لألطفال التوحديين يمكن أن
ترجع إلى تأخر التدخل أو االختيار ألساليب التدخل غير الفعالة وترك االستراتيجيات الفعالة والمؤثرة .ولكن التدخل السلوكي المبكر
يساعد في تنمية التواصل اللفظي لدى األطفال التوحديين .وقد أشار Phillip S. and Marilyn ...إلى أهمية التدخل السلوكي المبكر
لتنمية المهارات االجتماعية والتواصل لألطفال التوحدين ) Krantz .(Mamilyn, H., 2000, P. 116-120, Kueifen, Y., et
al: 2003. P. 4049
وقد يؤدى التدخل السلوكي المبكر في بعض حاالت التوحد إلى تغيير مسار نموهم حيث أكدت بعض الدراسات فوائد التدخل السلوكي
المبكر ومنها ما قدمه )Lovaos (1987في تقريره الذي ينص على أن بعض األطفال المصابين بالتوحد حققوا تقدما ً في الوظائف
العقلية والتربوية نتيجة التدخل السلوكي المبكر.
٪التعزيز :
يعرف التعزيز بأنه اإلجراء الذي يؤدى فيه حدوث السلوك إلى تلقى توابع إيجابية أو إلى إزالة ترابع سلبية على أن يترتب على هذه
التوابع زيادة احتمال حدوث ذلك السلوك في المستقبل في المواقف المماثلة .كما يعرف التعزيز على أنه العملية السلوكية التي تشتمل على
تقوية السلوك.
وتقوم فكرة التعزيز على مبدأ أن اإلنسان يميل إلى تكرار السلوك الذي يعود عليه بنتائج إيجابية أو يخلصه من التعرض لنتائج سلبية.
وينقسم التعزيز إلى شطرين أساسيين وهما التعزيز اإليجابي والتعزيز السلبي.
والتعزيز الذي ينجم عنه نتائج إيجابية بالنسبة للفرد يسمى التعزيز اإليجابي Positive Reinforcementفهو يحدث تغييراً إيجابيا ً
في بيئة الفرد .وهذا النوع من التعزيز من أكثر أساليب تعديل السلوك استخداماً ،ويسمى التغيير أو المثير أو الحدث اإليجابي الذي يتبع
السلوك فيقويه بالمعزز اإليجابي Positive Reinforcerأما التعزيز الذي يعمل على إزالة أو إيقاف المثيرات السلبية فيسمى بالتعزيز
السلبي Negativeويسمى هذا النوع من التعزيز بالسلبي ألنه يزيل المثير ،ويسمى المثير الذي تعمل إزالته على تقوية السلوك بالمعزز
السلبي.
في بداية التدريب ينبغي إعطاء الطالب المعزز بعد أدائه للسلوك المستهدف على الفور وفي كل مرة يؤديه.
2يجب التبات في تطبيق جدول التعزيز .فإن عدم الثبات بؤدى إلى فشل إجراء التعزيز
3يختلف تأثير المعززات من مكان إلى آخر كالمدرسة والمنزل ومن وقت آلخر ومننشاط آلخر.
4ينبغي أن يتناسب حجم وكمية المعزز مع حجم السلوك المستهدف.
5قبل البدء في تنفيذ البرنامج ينبغي تحديد المعززات التي متستخدم مع الطالب .تقويم المعززات مرة كل شهر أو شهرين للتأكد من أن
مفعول التعزيز مازال قوياً.
6في كل مرة يستخدم فيها المعززات المادية يفضل اقترانها بمعززات اجتماعية .استخدام المعززات الطبيعية بقدر اإلمكان حيث أن
المعززات الطبيعية تزيد من نسية حدوث السلوك المستهدف.
7عدم استخدام المعززات كنوع من الرشوة
8يفضل عدم استخدام جدول التعزيز المتواصل لفترات طويلة ألنه يؤدى إلى اعتماد الفرد عليها
9يجب أن تكون مكافأة الطفل متناسبة مع مستوى رغباته ونزواته.
10يجب أن يكون التعزيز وسيلة اتصال في البرامج.
- 11يجب مراعاة إمكانيات الطلب عند طلب العمل منه ويجب أن يعزز بنفس المستوى- .
12البد من تنوع التعزيز لكي ال يصبح الطفل مشبعا ً بنوع معين.
قد يستخدم التعزيز في تشكيل نشاط معين أي يعطى التعزيز النجاح الطفل في أداء جزء من السلوك لتشجيعه على تعليم الجزء الباقي.
13يجب اإلقالل أو التخفيف من التعزيز كلها أنفى الطفل أداء العمل المطلوب ولكن بشكل تدريجي بحيث تتباعد فترات ما بين كل
تعزيزين حتى يوقف تماما ً ويصبح إنهاء العمل بنجاح هو أحسن معزز في حد ذاته
-13أال يعطى التعزيز إال إذا كان الموقف يبرره
- 14يجب تنويع المعزز تجنبا ً للملل فتنوع المعزز أكثر تأثيراً وفعالية من استخدام معزز واحد لمدة طويلة.
٪العقاب :
ويعرف العقاب بأنه تقديم مثير مؤلم غير مرغوب فيه أو سحب مثير إيجابي مرغوب فيه وذلك من أجل تعديل سلوك الفرد بتقليل هذا
السلوك وحذفه
دلت نتائج التجارب على أن أثر العقاب يتوقف على عدة عوامل منها:
1قسوة العقاب
2فورية العقاب.
3توافر االستجابات البديلة.
4أن ال يرتبط مثير العقاب بالتعزيز.
أن يتصرف عليه الطفل في المرات القادمة. 5أن يكون العقاب مصحوبا ً بتعليمات لفظية واضحة لما يجب
6اختيار معاقب مناسب ال يؤذى الفرد نفسيا ً أو جسمياً.
7جدول العقاب ويعتبر جدول العقاب المستمر أكثر فعالية من الجدول المقتطع .استخدام العقاب وفق قوانين محددة.
اآلثار الجانبية للعقاب :
1تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن العقاب وبخاصة عندما يكون شديداً يؤدى إلى الهجوم المضاد والعدوان.
2يولد العقاب حاالت انفعالية غير تكيفية كالبكاء والصراخ والخوف.
3-يؤدى العقاب إلى تدهور العالقة االجتماعية والعالقة بين مستخدم العقاب ومستقبله.
4قد يؤدى العقاب إلى النمذجة السلبية.
يؤثر العقاب سلبيا ً في مفهوم الذات لدى الشخص المعاقب .تشير البحوث إلى أن نتائج العقاب غالبا ً ما تكون مؤقتة .يؤدى العقاب إلى
تعود مستخدمه عليه.
-1االستخدام المنظم للعقاب يساعد الفرد على التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
-2إذا استخدم العقاب بشكل فعال يؤدى إلى إيقاف أو تقليل السلوكيات غير التكيفية بسرعة.
3أن معاقبة السلوك غير المقبول يقلل من احتمال تقليد اآلخرين له