You are on page 1of 22

‫أسس ومبادئ تخطيط المناطق السكنية لتحسين جودة الحياة‬

‫الحضرية‬
‫الفصل األول‪ :‬المقدمة‬
‫‪ .1.1‬مقدمة البحث‬
‫‪ .2.1‬إشكالية البحث‬
‫أهداف البحث ‪3.1.‬‬
‫‪ .4.1‬مجال ومحددات البحث‬
‫‪ .5.1‬فرضية البحث‬
‫‪ .6.1‬منهجية البحث‬
‫‪ .7.1‬هيكل البحث‬

‫الفصل الثاني‪ :‬المراجعات األدبية‬


‫‪ .1.2‬تعريف جودة الحياة‬
‫‪ .2.2‬أبعاد جودة الحياة‬
‫‪ .3.2‬جودة الحياة الحضرية‬
‫‪ .4.2‬سياق جودة الحياة الحضرية‬
‫‪ .5.2‬مناهج تحقيق جودة الحياة الحضرية‪ :‬الجودة الذاتية والموضوعية‬
‫‪ .1.5.2‬المؤشرات الذاتية‬
‫‪ .2.5.2‬المؤشرات الموضوعية‬
‫‪ .3.5.2‬ربط المؤشرات الذاتية والموضوعية‬
‫‪ .6.2‬نظريات ومناهج التخطيط العمراني المعاصر‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مؤشرات جودة الحياة الحضرية‬


‫‪ .1.3‬جودة الحياة البيئية في المناطق الحضرية‬
‫‪ .2.3‬جودة الحياة العمرانية المادية‬
‫‪ .3.3‬جودة الحياة االجتماعية الحضرية‬
‫‪ .4.3‬جودة الحياة النفسية الحضرية‬
‫‪ .5.3‬جودة الحياة الحضرية االقتصادية‬
‫‪ .6.3‬جودة الحياة الحضرية السياسية‬
‫الفصل الرابع‪ :‬منهجية البحث وجمع البيانات‬
‫الفصل الخامس‪ :‬الدراسة التطبيقية‬
‫الفصل السادس‪ :‬الخالصة والنتائج والتوصيات‬
‫الفصل األول‪ :‬المقدمة‬

‫‪ .1.1‬مقدمة البحث‬
‫تشكل الرغبة في تحسين نوعية وجودة الحي اة في مك ان معين أو مجتم ع م ا مح ور اهتم ام المخططين حيث‬
‫تعتبر جودة الحياة من أهم األبعاد الستدامة أي تنمية حضرية‪ .‬تحسين نوعية الحياة من الناحي ة الحض رية لم‬
‫تعد مسألة بسيطة‪ ،‬بسبب وجوب تحقيق درجة كبيرة من التوافق بين الرضا البش ري م ع الس مات الحض رية‬
‫المختلفة مثل‪ :‬توافر وس ائل النق ل ونوعي ة األم اكن العام ة‪ ،‬الف رص الترفيهي ة‪ ،‬أنم اط اس تخدام األراض ي‪،‬‬
‫الكثافات السكانية والبناء‪ ،‬سهولة الحصول على السلع األساسية والخ دمات والمراف ق العام ة‪ ،‬وك ذلك العدي د‬
‫من الصفات االجتماعية مثل حماي ة الص حة العام ة‪ ،‬الس المة واألمن‪ ،‬التعليم‪ ،‬االن دماج االجتم اعي‪ ،‬تعزي ز‬
‫المساواة واحترام التنوع ‪ ،‬زيادة إمكانية وصول األشخاص ذوي اإلحتياجات الخاص ة‪ ،‬الحف اظ على المب اني‬
‫والمناطق التاريخية والروحية والدينية وذات األهمية الثقافية‪ ،‬وتعزيز التنوع المكاني واالستخدامات الس كنية‬
‫والخدمات على المس توى المحلي من أج ل تلبي ة التن وع في االحتياج ات والتوقع ات‪ .‬ك ل ه ذا باإلض افة إلى‬
‫الخصائص البيئية يزيد من الرضا عن جودة الحياة وبالتالي يرفع من جودة الحياة الحضرية‪.‬‬

‫في سياق جودة الحياة الحضرية‪ ،‬تواجه العديد من المدن الجديدة في مصر العديد من المش كالت مث ل ارتف اع‬
‫عدد األميال التي تقطعها المركب ات‪ ،‬ع دم كفاي ة مس توى الخ دمات‪ ،‬ت دهور اإلحس اس بالمك ان‪ ،‬الفص ل في‬
‫استعماالت األراضي‪ ،‬وغير ذلك من مشكالت السمات الحضرية‪ .‬ولسوء الحظ‪ ،‬تؤثر هذه المشاكل سلًبا على‬
‫نوعية الحياة الفردية وبالتالي تقلل من فرص تحقيق تلك المدن ألهدافها اإلستراتيجية‪ ،‬حيث تش ير الدراس ات‬
‫التي أجرته ا وزارة اإلس كان والمراف ق والمجتمع ات العمراني ة المص رية إلى أن نس بة إش غال المس اكن في‬
‫العدي د من الم دن الجدي دة ال تتج اوز ‪ .٪50‬ومن ناحي ة أخ رى‪ ،‬حس ب بيان ات الجه از المرك زي للتعبئ ة‬
‫واإلحصاء فإنه يوجد حوالي ‪ 13.196‬مليون وح دة س كنية ش اغرة تمث ل نس بة ‪ %30‬من إجم الي الوح دات‬
‫الشاغرة في مصر (الجهاز المركزي للتعبئة واإلحص اء‪ .)2017 ,‬وتعت بر مع دالت الوح دات الش اغرة ه ذه‬
‫مفرطة وفًقا للمعايير الدولية والتي تتراوح عادة بين ‪ ٪5‬إلى ‪ .)S. Aziz, et، al., 2007( ٪10‬وعليه‪ ،‬فإن‬
‫مشكلة اإلسكان في مصر تعتبر أكثر تعقيًدا بكثير من مجرد عدم كفاية ع دد الوح دات المتاح ة‪ ،‬لكنه ا مس ألة‬
‫جودة‪.‬‬

‫وبذلك يثار االنتباه نحو أن التحدي الذي يواجه مشاريع التنمية وتنمية المجتمعات العمرانية الجديدة ليس فق ط‬
‫األوضاع االقتصادية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬والتنفيذية‪ ،‬إنما قدرتها على جذب السكان وتحقيق معدالتها التنموية وض مان‬
‫استدامة جميع عناصر الحياة‪ ،‬وذلك من خالل تحقيق التوازن بين العناص ر ال تي تض من االس تمرار والبق اء‬
‫للمجتمع متمثلة في عناصر التنمية المستدامة (البيئية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية (لتكوين مجتمع مس تدام يتم يز‬
‫بتحقيق درجة كبيرة من جودة كفاءة الحياة‪.‬‬

‫من هذا المنظور تأتي أهمية الموضوع الرئيسي لهذا البحث‪ ،‬والذي يهتم بشكل أساسي بفهم مص طلح "ج ودة‬
‫الحياة الحضرية" الذي يتن اول مؤش رات وأبع اد التخطي ط الحض ري ال تي تس اهم في تحس ين نوعي ة الحي اة‬
‫الفردية داخل الحي السكني‪ .‬وبناًء على تعريف مصطلح جودة الحياة الحض رية‪ ،‬تم تط وير أداة تق ييم لقي اس‬
‫جودة الحياة الحضرية في المناطق الجديدة والقائمة أيضا من أجل تحديد نقاط الضعف المحتملة وفهم ظ اهرة‬
‫المناطق الطاردة للسكان‪ .‬س تكون أداة التق ييم ه ذه مفي دة أيًض ا للمخططين والمص ممين ال ذين يتع املون م ع‬
‫مجاالت التطوير الجديدة‪.‬‬
‫‪ .2.1‬إشكالية البحث‬

‫خصصت خطط التنمية في مصر نسبة كبيرة من استثماراتها لص ياغة وتنفي ذ مجتمع ات عمراني ة جدي دة في‬
‫العديد من المحافظات المصرية‪ .‬لسوء الحظ‪ ،‬لم تثبت هذه المجتمعات الجديدة أنها تحقق أهدافها المحددة‪ ،‬ولم‬
‫يكن لمعظم هذه المجتمعات دور مهم في التنمية ألنها لم تجتذب العدد المطلوب من السكان‪ .‬ومن الواض ح أن‬
‫مشكلة اإلسكان في مصر ليست مش كلة كمي ة‪ ،‬ب ل مش كلة ج ودة حيث أن معظم التط ورات الجدي دة ال تل بي‬
‫تطلعات السكان‪ .‬ال يبحث الناس عن مجرد مأوى يمكنهم العيش فيه‪ ،‬ولكنهم يريدون بيئ ة تعم ل على تحس ين‬
‫نوعية حياتهم‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬منذ ظه ور مفه وم المجتمع ات المس تدامة وحظي باهتم ام كب ير في الع الم‬
‫وكذلك في مصر‪ .‬تتجه الدولة نحو إنشاء مجتمعات مستدامة جدي دة في العدي د من المحافظ ات‪ ،‬لكن المش كلة‬
‫هي أن التطورات المستدامة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على نوعية الحياة الفردية‪.‬‬

‫لذلك يمكن تحديد إشكاليات هذا البحث على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬قلة الوعي بأهمية استراتيجيات التخطيط العمراني التي تعزز جودة الحياة في المدن المصرية والتي تؤدي‬
‫إلى ارتفاع معدل الشواغر بالمدن الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود مبادئ تخطيط عمرانية محددة تساهم في تحسين نوعية الحياة الفردية داخل الحي‪.‬‬
‫‪ -‬عدم وجود أداة تقييم يمكنها قياس جودة الحياة الحض رية داخ ل الحي وال تي تفي د المخططين والمص ممين‬
‫الذين يتعاملون مع مناطق التطوير الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الوعي بأهمية ُبعد جودة الحياة الفردية في التنمية المستدامة‪.‬‬

‫أهداف البحث ‪3.1.‬‬


‫يمكن تحديد الهدف الرئيسي للبحث على النحو التالي‪:‬‬

‫تطوير إطار تقييمي لقياس مدي تأثير التخطيط الحضري على جودة الحياة الحضرية (نوعية الحياة‬
‫الفردية) داخل الحي الس‪D‬كني وال‪D‬ذي يمكن أن يك‪D‬ون مفي‪ًD‬دا لتحدي‪D‬د نق‪D‬اط الض‪D‬عف والق‪D‬وة المحتمل‪D‬ة‬
‫للتطوير الحالي والجديد من أجل تحديد طرق التدخل‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من األهداف المدمجة األخرى ال تي يجب تحقيقه ا من أج ل الوص ول إلى‬
‫الهدف المحدد مسبًقا‪ ،‬والتي يمكن ذكرها على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬تقديم تعريف لمصطلح جودة الحياة الحضرية الذي يشير إلى التخطيط الحضري الذي يس اهم في تحس ين‬
‫نوعية الحياة الفردية‪.‬‬
‫‪ -2‬توضيح مناهج القياس المختلفة لقياس جودة الحياة‪.‬‬
‫‪ -3‬تحليل مختلف نظريات ومقاربات التخطيط العمراني المعاصرة التي تتناول موضوع جودة الحياة‪.‬‬
‫‪ - 4‬دراسة أدوات التقييم الدولية من أجل استنباط المؤشرات المناسبة ودمجها مع غيرها من األدوات الجديدة‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد مجموعة من مؤشرات جودة الحياة الحضرية المفيدة ألداة القياس‪.‬‬
‫‪ .4.1‬مجال ومحددات البحث‬

‫‪ -‬يختص البحث موضوعًا‪ :‬بكفاءة أساليب وطرق تخطيط الحي السكني في إطار تحقيقه لعوامل جودة الحياة‬
‫الحضرية لتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -‬يختص جغرافي ‪ًD‬ا‪ :‬بدراس ة األحي اء الس كنية داخ ل الم دن المص رية الجدي دة ومش ارع التنمي ة الجدي دة في‬
‫المناطق القائمة‪.‬‬

‫‪ .5.1‬فرضية البحث‬
‫عادة‪ ،‬يبحث السكان عن تحسين نوعي ة حي اتهم‪ .‬ل ذلك‪ ،‬يمكن للعالق ة بين التخطي ط الحض ري للحي الس كني‬
‫ونوعي ة الحي اة الفردي ة أن تفس ر س بب تفض يل الن اس للعيش في مك ان معين علي مك ان أخ ر‪ .‬تق ترح ه ذه‬
‫الدراسة إطار تقييمي لقياس وتقييم جودة الحياة الحضرية داخل الحي السكني والتي يمكنها الكش ف عن نق اط‬
‫الضعف في التطورات الحالية والجديدة من أجل معرفة طريقة التدخل والمعالج ة‪ .‬كم ا يق ترح معالج ة نق اط‬
‫الضعف التي يمكن أن تساعد عملية التنمي ة المس تدامة على ج ذب الع دد المطل وب من الس كان نح و من اطق‬
‫التنمية الجديدة في المدن المصرية‪.‬‬

‫‪ .6.1‬منهجية البحث‬
‫‪ .1.6.1‬المنهج الوصفي التحليلي‪:‬‬

‫يتم اس تخدام ه ذا النهج من خالل ج زء المراجع ات األدبي ة لتحدي د المف اهيم العام ة لج ودة الحي اة والتنمي ة‬
‫المس تدامة ونوعي ة الحي اة الحض رية وأس اليب قياس ها‪ .‬باإلض افة إلى ذل ك‪ ،‬يتم اس تخدام ه ذا النهج لتحلي ل‬
‫حركات التخطيط الحضري المعاصرة وأدوات التقييم المختلفة المستخدمة لتقييم التنمية الحضرية‪.‬‬

‫‪ .2.6.1‬النهج التحليلي االستنتاجي‪:‬‬

‫سيتم استخدام هذا النهج لتحليل البيانات الناتجة عن المراجعات األدبية من أجل استنتاج مؤشرات جودة الحياة‬
‫الحضرية المناسبة ألهداف التنمية المستدامة بالمدن المصرية وتصميم إطار التقييم‪.‬‬

‫‪ .7.1‬هيكل البحث‬
‫يشتمل هيكل البحث على ثالثة أجزاء رئيسية يمكن تلخيصها على النحو التالي‪:‬‬

‫الجزء األول‪ :‬جودة الحياة الحضرية‪ :‬سيحاول هذا الجزء تفكيك مصطلح جودة الحياة الحضرية لمصطلحات‬
‫أخرى أكثر دقة مث ل الج ودة ونوعي ة الحي اة‪/‬الحي اة الحض رية والتخطي ط الحض ري‪ ،‬وتن اول فك رة التنمي ة‬
‫المستدامة ومحاولة فهم عالقته ا بمفه وم ج ودة الحي اة‪ .‬عالوة على ذل ك‪ ،‬س وف يس تنتج ه ذا الج زء الج ودة‬
‫الحضرية لتعريف الحياة وأبعادها وين اقش من اهج مختلف ة لقي اس ج ودة الحي اة الحض رية م ع الترك يز على‬
‫األساليب التي لديها القدرة على تحليل المفاهيم المعق دة ومش اكل عملي ة اتخ اذ الق رار‪ .‬أخ يًرا‪ ،‬س يتناول ه ذا‬
‫الجزء نظريات ومقاربات التخطيط الحضري المعاصرة التي تهدف إلى توفير جودة عالية ومس تدامة للحي اة‬
‫وحماية البيئة الطبيعية؛ وكذلك أدوات التق ييم المس تخدمة لتق ييم التنمي ة الحض رية من أج ل اس تنتاج الج ودة‬
‫الحضرية والمؤشرات ألبعاد الحياة الفرية‪.‬‬
‫الجزء الثاني‪ :‬مؤشرات جودة الحياة الحضرية في األحياء السكنية‪ :‬سيحاول هذا الج زء تحلي ل المراجع ات‬
‫األدبية من أجل استنتاج المجموعة النهائية من مؤشرات جودة الحياة الحضرية للحي الس كني‪ .‬باإلض افة إلى‬
‫تص ميم إط ار لقي اس ه ذه المؤش رات المستخلص ة من الدراس ات الس ابقة‪ ،‬أو الق وانين والل وائح المحلي ة أو‬
‫منهجيات التقييم الحالية‪.‬‬

‫الجزء الثالث‪ :‬إعداد نموذج التقييم‪ :‬سيتم تصميم نموذج لتقييم ج ودة الحي اة الحض رية في الحي الس كني في‬
‫هذا الجزء‪ .‬وسيتم جمع البيانات عن طريق دراسة ميدانية وتحليل نت ائج االس تبيان واختب ار نم وذج القي اس‪،‬‬
‫ومن َثم التوصل إلى النتائج‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬يقترح هذا الجزء أيًض ا توص يات ألداة التق ييم‪ .‬وأخ يًرا‪ ،‬يق دم‬
‫بعض الموضوعات للبحث في المستقبل‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المراجعات األدبية‬

‫‪ .1.2‬تعريف جودة الحياة‬

‫حاول العديد من الباحثين تحديد مكونات وعناصر جودة الحياة في إطار خبرتهم ومجال عملهم لتطبيقه ا أو مقارنته ا‬
‫في من اطق جغرافي ة مختلف ة مث ل الم دن واألق اليم وال دول من ذ ثالثيني ات الق رن الماض ي ( ‪Uelengin et al.,‬‬
‫‪ .)2001‬بمعنى آخر‪ ،‬يرتبط مفهوم جودة الحياة بجميع األشخاص في جميع األماكن‪ ،‬وبالتالي ف إن العدي د من أن واع‬
‫البحث في التخصص ات المختلف ة مث ل علم االجتم اع‪ ،‬علم النفس والفلس فة‪ ،‬الجغرافي ا‪ ،‬التخطي ط‪ ،‬البح وث المكاني ة‬
‫والبيئية‪ ،‬والعديد من الدراسات األخرى بما في ذلك الرفاهية الفردية والسعادة لتحديد مكوناتها‪ .‬منذ أواخر الستينيات‪،‬‬
‫أصبح مفهوم جودة الحياة قيد االستخدام الشائع واعتبر بحًث ا ميدانًيا أكاديمًيا (‪.)Khalili et al., 2014‬‬

‫حسب المعهد الوطني الهولندي للصحة العامة والبيئة (‪ )RIVM,2000‬فإن جودة الحياة هي األدوات المادي ة وغ ير‬
‫المادية للحياة وعالقتها بالصحة‪ ،‬البيئة المعيشية والقانونية‪ ،‬العدالة اإلجتماعية ‪ ،‬العم ل واألس رة وم ا إلى ذل ك‪ ،‬مم ا‬
‫يأكد على كونه مفهوًما واسًع ا‪ McCrea et al. (2006) ،‬عّر ف جودة الحياة على أنها "مص طلح واس ع يش مل‬
‫مفاهيم الحياة الجيدة‪ ،‬والحياة القيمة‪ ،‬والحياة المرضية‪ ،‬والحياة السعيدة‪ .‬وفي محاولة لشرح سبب عدم وجود تعري ف‬
‫شامل مقبول لـ جودة الحياة كانت النتائج على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬يمكن شرح العمليات الذاتية ال تي تعتم د على تج ارب ج ودة الحي اة وتفس يرها من خالل وجه ات نظ ر وتعب يرات‬
‫مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم جودة الحياة غامض إلى حد كبير‪.‬‬
‫‪ -‬يشمل هذا المفهوم فهم التنمية البش رية ومراح ل عملي ة التنمي ة‪ ،‬ومتوس ط العم ر المتوق ع لألف راد في مجتمع اتهم‪،‬‬
‫ومدى تأثر هذه المراحل النفسية بالعوامل البيئية وأنظمة التقييم الفردية‪)McCrea et al. 2006( .‬‬

‫أدى عدم وجود تعريف موحد لمفهوم جودة الحياة أحياًن ا إلى استخدام كلمات مثل الرفاهية ومستوى المعيشة والرض ا‬
‫عن الحياة بدًال من جودة الحياة في األدبيات ذات الصلة‪ .‬وم ع ذل ك‪ ،‬يتم اس تخدام مفه وم ج ودة الحي اة والرض ا عن‬
‫الحياة‪ ،‬وفي نفس السياق‪ ،‬فإن جودة الحياة ال تساوي ببساطة الرض ا عن الحي اة أو الص حة أو الرفاهي ة‪ .‬إن ه مفه وم‬
‫متعدد األبعاد يتضمن تصورات عن هذه الجوانب وغيرها من جوانب الحياة (‪.)Lee, 2008‬‬

‫يعرف بعض العلماء جودة الحياة على أنها سلسلة مستمرة من المفاهيم؛ ويرى البعض اآلخر أن جودة الحي اة مفه وم‬
‫متعدد األبعاد‪ ،‬حيث أكدت المراجعة األدبي ة لج ودة الحي اة على غم وض ه ذا المفه وم‪ .‬وتش ير العدي د من المؤلف ات‬
‫المتعلقة بـ جودة الحياة إلى مجموع ة متنوع ة من تعريف ات ج ودة الحي اة بحيث يعتق د الكث ير أن ج ودة الحي اة يمكن‬
‫تعريفها على أنها عدد البشر‪ ،‬حيث يتم تأكيد ذلك المفهوم من خالل حقيقة أن أهمي ة وقيم ة ك ل من األبع اد المختلف ة‬
‫لـجودة الحي اة ق د تختل ف ب اختالف توج ه وش كل حي اة ك ل ش خص بش كل متف رد عن األخ ر ( ‪Marans and‬‬
‫‪.)Stimson, 2011‬‬

‫على الرغم من تنوع المفاهيم والعديد من األفكار من قبل الب احثين لقي اس ج ودة‪ ،‬إال أن هن اك ارتباًط ا كب يًر ا بينهم‪.‬‬
‫ولذلك‪ ،‬لم يحاول الخبراء كثيًر ا صياغة نظرية من أجل تحدي د نوعي ة الحي اة‪ ،‬حيث الحظ وا أن االفتق ار إلى توحي د‬
‫التعريف أمر طبيعي وأن توحيد المفاهيم ليس ضرورًيا (جدول ‪ .)1.2‬نوعية الحي اة موض وع متع دد التخصص ات‪،‬‬
‫ولذلك فهو مفهوم متعدد األبعاد ويذكر في كل تعبير يستخدم لتحديد نوعية الحياة أن نوعية حي اة اإلنس ان تعتم د على‬
‫الجوانب الموضوعية لحياته وتصوراته العقلية لهذه الجوانب‪ .‬ه ذا م ا أك د علي ه معظم الب احثين‪ .‬ل ذلك‪ ،‬يتم محاول ة‬
‫قياس تأثير هذه العوامل الموضوعية والذاتي ة على رفاهي ة اإلنس ان في األبح اث ال تي أج ريت على ج ودة الحي اة (‬
‫‪.)Khalili et al., 2014‬‬

‫يمكن تط بيق الدراس ة على ج ودة الحي اة باس تخدام متغ يرات بس يطة أو متع ددة‪ .‬لش رح العالق ة بين ج ودة الحي اة‬
‫والمتغيرات األخرى‪ ،‬تم اقتراح نموذجين‪ :‬نموذج من أعلى إلى أسفل ُيفترض أن جودة الحياة هي ميزة مس تقرة تنتج‬
‫مخرجات معينة (نتائج) في حياة الناس؛ نموذج من القاع دة إلى القم ة يعتم د على حقيق ة أن بعض المتغ يرات ت ؤثر‬
‫على نوعية حياة الفرد (‪.)Lotfi, 2009‬‬
‫جدول ‪1.2‬عرض لبعض تعريفات ومفاهيم جودة الحياة‪.‬‬

‫مفهوم جودة الحياة‬ ‫المرجع‬


‫تصور األفراد لمكانة الفرد في‬
‫‪WHO-QOL Group‬‬ ‫الحياة فيما يتعلق بأهدافه وتوقعاته‬ ‫)‪Van Kamp et al. (2003‬‬
‫ومعاييره ومخاوفه بشأن الثقافة‬
‫وأنظمة القيم في المجتمع الذي‬
‫يعيش فيه‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن شرح العمليات الذاتية التي‬
‫تعتمد على تجارب جودة الحياة‬
‫وتفسيرها من خالل وجهات نظر‬
‫وتعبيرات مختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم جودة الحياة غامض إلى‬
‫‪Romney, Brown, Fray‬‬ ‫حد كبير‪.‬‬ ‫)‪(Uelengin et al., 2001‬‬
‫‪ -‬يشمل هذا المفهوم فهم التنمية‬
‫البشرية ومراحل عملية التنمية‪،‬‬
‫ومتوسط العمر المتوقع في‬
‫مجتمعاتهم‪ ،‬ومدى تأثر هذه‬
‫المراحل النفسية بالعوامل البيئية‬
‫وأنظمة التقييم الفردية‪.‬‬

‫جودة الحياة هي المادة الواقعية‬


‫وغير المادية من أدوات الحياة‬
‫‪RIVM‬‬ ‫وعالقتها بالصحة والبيئة المعيشية‬ ‫)‪Khalili et al. (2014‬‬
‫والقانونية والعدالة اإلجتماعية‪،‬‬
‫والعمل واألسرة وما إلى ذلك‬
‫مصطلح واسع يحتوي على مفاهيم‬
‫‪McCrea‬‬ ‫الحياة الكريمة‪ ،‬قيمة الحياة‪ ،‬حياة‬ ‫)‪McCrea (2006‬‬
‫مرضية‪ ،‬وحياة سعيدة‬
‫مفهوم متعدد األبعاد ويتضمن العديد‬
‫‪Lee‬‬ ‫من التصورات لجوانب الحياة‬ ‫)‪Lee (2008‬‬

‫‪Das‬‬ ‫رفاهية أو الرضا بدرجة ما عن‬ ‫)‪Das (2008‬‬


‫حياة الناس‬
‫إنها مرتبطة بكل الناس في كل‬
‫األماكن‪ ،‬وبالتالي فهي تشمل العديد‬
‫‪Marans & Stimson‬‬ ‫من التخصصات المختلفة مثل علم‬ ‫‪Marans & Stimson‬‬
‫االجتماع‪ ،‬الجغرافيا والتخطيط‬ ‫)‪(2011‬‬
‫والبحوث البيئية وتشمل الرفاهية‬
‫الفردية والسعادة‬
‫‪ .2.2‬أبعاد جودة الحياة‬
‫جادل ‪ Diener and Deller‬بأنه لتحديد جودة الحياة‪ ،‬هناك ثالثة مناهج فلسفية مهمة تتعلق بثالثة مقاييس لنوعية‬
‫الحياة‪ .‬المناهج الثالثة هي‪ -1 :‬خصائص نوعية الحياة التي تفرضها المثل المعيارية القائمة على الدين أو الفلس فة أو‬
‫األنظمة األخرى‪ -2 .‬إرضاء التفضيالت (منفعة االختي ار) ‪ -3‬تجرب ة األف راد‪ .‬وثالث ة مق اييس ذات ص لة يمكن أن‬
‫يس هل تكامله ا لص نع السياس ات وهي‪ -1 :‬المؤش رات االجتماعي ة‪ -2 ،‬المؤش رات االقتص ادية‪ -3 ،‬الرفاهي ة‪( .‬‬
‫‪)Dissart and Deller, 2000‬‬

‫في إطار مفاهيمي‪ ،Shafer et al. (2000) ،‬يصف نوعية الحياة بأنها التفاعل بين ثالث مجاالت هي المجتم ع‬
‫والبيئة واالقتصاد‪ .‬يصور هذا النموذج أيًض ا العالقات بين القابلية للعيش واالستدامة ونوعية الحياة (شكل ‪.)1.2‬‬

‫شكل ‪ 1.2‬نموذج مفاهيمي للعوامل التي تساهم في جودة الحياة‪).2000Shafer et al ( ،‬‬

‫النموذج الذي يمثل ه ‪ RIVM‬ه و "نم وذج تفك ير" يق دم طبق ات من المف اهيم‪ ،‬وال تي ترتب ط ببعض ها البعض؛ يبحث‬
‫النموذج في مجموعة من السمات المكانية والمادية واالجتماعية للبيئة القابلة للقياس وإدراكه ا‪ .‬إن اإلدراك ليس فق ط‬
‫لألبعاد الموضوعية‪ ،‬ولكن أيًض ا للجوانب المادية للبيئة المحيطة (شكل ‪.))Khalili et al. 2014 )2.2‬‬
‫شكل ‪ 2.2‬مكونات جودة الحياة ‪.))Khalili et al. 2014‬‬
‫واحدة من أكثر مصادر جودة الحياة المذكورة هي دراسة (‪ )Massam‬والتي يتم التركيز فيها على كيفي ة التخطي ط‬
‫في المج ال الع ام بن اًء على مؤش رات ج ودة الحي اة‪ ،‬حيث يق وم في دراس ته بفحص وتق ييم ت أثيرات المش اريع على‬
‫األماكن واألشخاص من خالل نموذج جودة الحياة باستخدام المؤشرات التالية‪ :‬الصحة‪ ،‬تكلفة المعيشة‪ ،‬فرص العمل‪،‬‬
‫السكن‪ ،‬األسرة‪ ،‬األصدقاء‪ ،‬السياحة‪ ،‬التسوق‪ ،‬النقل‪ ،‬اإلجازات‪ ،‬الماء‪ ،‬الهواء‪ ،‬الضوضاء‪ ،‬األمن واألمان والتعليم؛ (‬
‫‪ .)Massam .2002‬في بحث حول الرض ا عن الحي اة األس رية في إص الح المن اطق الحض رية في الص ين في‬
‫مدينتين في شنغهاي وتيانجين بواسطة (‪ ،)Ji et al‬تم تحليل هذا المفهوم كمفهوم متع دد األبع اد يأخ ذ في االعتب ار‬
‫العمر والجنس الذي يتضمن أنواًع ا مختلفة من المتغيرات مثل الموارد الفردية والعائلية واألدوار الشخصية واألبوي ة‬
‫وروابط القرابة والروابط االجتماعية والسياسية (‪.)Ji et al.2002‬‬

‫تتم دراسة مفهوم جودة الحياة من خالل البحوث االجتماعية باستخدام مؤشرات إجتماعي ة مث ل االقتص اد وال ذي ه و‬
‫المؤشر الرئيسي في تقييم النماذج االجتماعية‪ ،‬الصحة التي هي مؤشر أساسي آخر‪ ،‬ومبدأ "األكثر هو األفضل" الذي‬
‫يستخدم في معظم تلك األساليب‪ .‬الهدف الرئيسي للنهج االجتماعي هو جعل المقارن ة ممكن ة في ثالث ة مق اييس وهي‬
‫الدول واألقاليم والواليات‪ .‬معظم هذه األساليب تعتمد على البيانات أو تمثل حًال وسًط ا بين الطرق المتبع ة في التق ييم‬
‫واختيارات البيانات المتاحة (شكل ‪.)Van Kamp et al., 2003( )3.2‬‬

‫شكل ‪ 3.2‬نموذج للعناصر األساسية لنوعية الحياة‪ ،‬والصحة‪ ،‬وبيئة المعيشة اليومية ( ‪.)Van Kamp et al., 2003‬‬

‫نهج آخر لدراسة نوعية الحياة ه و نهج التخطي ط الحض ري‪ ،‬ال ذي تدعم ه مجموع ة من ال رؤى التجريبي ة ب دال من‬
‫النظريات‪ .‬ع ادة م ا يك ون نهًج ا مفاهيمًي ا ويعتم د على ال وقت‪ .‬ومن منظ ور تل ك وجه ة النظ ر‪ ،‬تع د ج ودة البيئ ة‬
‫الحضرية مفهوًما معقًد ا يشمل البيئة المادية التي ت وفر فرًص ا للس كان لتلبي ة احتياج اتهم (‪Van Kamp et al.,‬‬
‫‪ .)2003‬لذلك‪ ،‬في هذا الن هج‪ ،‬يتم النظر في العناصر المادية بشكل أك بر‪ ،‬ألنه ا تس اهم في ج ودة البيئ ة الحض رية‪.‬‬
‫وتتم دراسة نهج التخطيط الحضري هذا على أنه جودة الحياة الحضرية‪ ،‬بينما تتمث ل ج ودة حي اة الن اس فيم ا يتعل ق‬
‫ببيئتهم الحضرية‪.‬‬
‫لتلخيص هذا الجزء‪ ،‬درس العديد من الباحثين األدبيات حول ج ودة الحي اة واتفق وا جميًع ا على أن التعري ف الش امل‬
‫لنوعية الحياة يكون عندما يتضمن هذا المفهوم بعدين متصلين‪ :‬البعد العقلي (ال ذاتي‪ )- Subjective‬والبع د البي ئي‬
‫(الموضوعي‪.) Objective-‬‬
‫‪ .3.2‬جودة الحياة الحضرية‬
‫ينصب تركيز هذا البحث على قياس سمات وأوجه جودة الحياة في البيئ ة الحض رية‪ .‬كتعري ف‪ ،‬يش ير مفه وم ج ودة‬
‫الحياة الحضرية إلى أن حياة اإلنسان تتعلق باألماكن التي يتردد عليها سواء من مكان عم ل‪ ،‬م نزل‪ ،‬من اطق خدمي ة‬
‫وم ا إلى ذل ك‪ .‬تعت بر ج ودة الحي اة الحض رية مص طلًح ا معق ًد ا تم تعريف ه في العدي د من األبح اث على أن ه عملي ة‬
‫االستجابة للمشاكل التي تواجه المدن‪ .‬ليس فقط السمات الحضرية‪ ،‬ولكن أيًض ا جميع العالقات الديناميكية والعالق ات‬
‫المتشابكة القائمة بين العوامل واألوجه المختلفة المحددة لجودة الحياة الحضرية؛ لذلك‪ ،‬فإن جودة الحياة الحضرية هو‬
‫مفهوم متعدد األوجه واالختصاصات اعتماًد ا على السياق السابق‪.‬‬

‫درس (‪ Rosen )1979‬مؤش رات ج ودة الحي اة في المن اطق الحض رية من حيث بيان ات األج ور‪ .‬حيث أن ع دد‬
‫السكان‪ ،‬االزدحام‪ ،‬الجريمة‪ ،‬المناخ‪ ،‬وظروف السوق هي خمس مجموع ات رئيس ية من س مات المك ان ال تي تتم يز‬
‫بناًء على وسائل الراحة في أماكن مختلفة‪ ،‬حيث يتعين على الناس الدفع مقابل العم ل والعيش‪ .‬وق د أوض حت نتيج ة‬
‫هذه الدراسة أماكن مرتبة حسب مستوى جودة الحياة‪ .‬قام (‪ Roback )1982‬بتوسيع عمل ‪ Rosen‬بإضافة سوق‬
‫اإلسكان كعامل جديد لشرح الفروق اإلقليمية في األجور باستخدام السمات المحلية الخاصة بكل منطقة أو إقليم‪ .‬حيث‬
‫تكون متغيرات دراسته هي الكثافة السكانية‪ ،‬عدد األيام شديدة الح رارة‪ ،‬وع دد األي ام الص افية‪ ،‬وع دد األي ام الملب دة‬
‫بالغيوم‪ ،‬وإجمالي عدد أيام تساقط الثلوج (لتحديد عدد أيام األجازات نتيجة الظروف البيئية)‪ .‬نتيجة لتلك الدراس ة‪ ،‬تم‬
‫تقدير أسعار األراضي بناًء على بيانات أسعار الموقع‪ ،‬كما تم تقديم تصنيفات لجودة الحياة للمدن‪Dissart and( .‬‬
‫‪)Deller, 2000‬‬

‫لشرح جودة المكان على مستويات مختلفة من مستوى مش روع إلى مس توى أعم وأش مل كالنط اق اإلقليمي‪ ،‬ط ور (‬
‫‪ Johnson )1988‬إط اًر ا يتض من س بع ص فات هي الهوي ة‪ ،‬االس تقرار‪ ،‬األمن‪ ،‬االختي ار‪ ،‬اإلقتن اع‪ ،‬الراح ة‪،‬‬
‫واالرتباط‪ .‬ولقد أوضحت الدراسة أن الرضا عن الحياة الحضرية يحدث على مستويات مختلفة من النطاق الجغرافي‬
‫ويؤثر على الرضا العام عن حياة السكان (‪.)McCrea et al., 2011b‬‬

‫وفًقا ل (‪ ، Smith et al .)1997‬تعتبر جودة الحياة الحضرية مفهوًما متعدد األبعاد ناتًج ا عن العديد من المفاهيم‬
‫المترابطة‪ .‬من أجل تطوير الروابط بين البيئة الحضرية المبنية والجودة الحضرية‪ ،‬يتم وضع قائمة بمؤش رات البيئ ة‬
‫المادي ة ال تي ستس اهم في الص فات األساس ية للمجتم ع‪ .‬حيث أن العناص ر الرئيس ية لنوعي ة الحي اة هي الق درة على‬
‫العيش‪ ،‬الهوية‪ ،‬االتصال‪ ،‬التنقل‪ ،‬الحرية الشخصية‪ ،‬والتنوع‪ .‬يتم تصنيف معايير البيئة المادية ضمن المجتمع‪ ،‬الكتلة‬
‫الحضرية‪ ،‬المباني‪ ،‬الشوارع‪ ،‬طرق المشاة‪ ،‬األماكن المفتوحة‪ ،‬المناطق الخض راء‪ ،‬والمن اطق ذات المع الم‪ .‬لتحلي ل‬
‫المجتمعات‪ ،‬يتم استخدام مصفوفة لبيان العالقة بين جودة البيئة الحضرية والبيئة المادية المبنية‪Van Kamp et( .‬‬
‫‪.)al., 2003‬‬

‫وفًقا ل ‪ ،Marans and Stimson‬فإن تعريف جودة الحياة الذي شرحه (‪ .Mulligan et al )2004‬يعكس‬
‫جودة الحياة الحضرية بشكل أكثر دقة وليس نوعية الحي اة‪ .‬حيث يعّرف ون ج ودة الحي اة على النح و الت الي‪" :‬الرض ا‬
‫الذي يتلقاه الشخص من الظروف البشرية والمادية المحيط ة وال تي تعتم د على م دي كبره ا أو ص غرها حيث ت ؤثر‬
‫على س لوك األف راد والجماع ات مث ل األس ر والوح دات االقتص ادية مث ل الش ركات (‪Marans and,2011‬‬
‫‪.)Stimson‬‬

‫جودة الحياة الحضرية هي نوعية الحياة التي تتعلق بالمكان‪ ،‬في هذا السياق‪ ،‬المكان هو "الجغرافيا أو بيئ ات األف راد‬
‫ومجموعات األفراد مثل األسر واألحياء والمجتمعات"‪ .‬تؤثر جودة الحي اة الحض رية على س لوك الس كان وس عادتهم‬
‫ورضاهم عن الحياة ((‪.Marans and Stimson, 2011‬‬
‫يعد تحسين نوعية الحياة في مكان معين لألشخاص الذين يعيشون هناك‪ ،‬هدًف ا مهًما للمخططين‪ .‬يمكن القول أيًض ا أن‬
‫التخطيط كنشاط عام يمكن أن يخلق نوعية حياة لدى األفراد فيما يتعلق ببيئتهم الحضرية‪.‬‬

‫‪ .4.2‬سياق جودة الحياة الحضرية‬


‫كما تم شرحه من قبل‪ ،‬فإن جودة الحياة الحضرية مفهوم متعدد األبعاد‪ .‬ولذلك‪ ،‬اخت ار الب احثون في دراس اتهم ح ول‬
‫جودة الحياة الحض رية مكون ات متش ابهة تقريًب ا كأبع اد مختلف ة لج ودة الحي اة الحض رية‪ ،‬لكن المؤش رات ال تي يتم‬
‫اختيارها لقياس هذه المكونات تكون مختلف ة‪ .‬يتم قي اس ج ودة الحي اة الحض رية من خالل مجموع ة من المؤش رات‪،‬‬
‫والتي يمكن أن تكون إما موضوعية أو ذاتية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬من المهم دراسة كال من األبعاد الذاتية والموض وعية‬
‫لنوعية الحياة لتقديم صورة أكثر اكتماًال لنوعية الحياة الحضرية (‪)Marans and Stimson, 2011‬‬

‫للتحقيق في جودة الحياة في مدينة كبيئة مح ددة بحيث نص ل لمعرف ة مس توى ج ودة الحي اة الحض رية‪ ،‬يجب تط بيق‬
‫مؤشرات لقياس كفاءة البيئة المبنية في تلك المدينة (المعايير المادي ة –‪ ،)Objective indicators‬وأيض ا قي اس‬
‫مؤش رات البيئ ة الحض رية الموض وعية وال تي ت ؤثر على تقييم ات األف راد (المع ايير الذاتي ة – ‪Subjective‬‬
‫‪ )indicators‬لسمات جودة الحياة الحضرية الخاصة بهم‪.‬‬

‫في بحث "مراقب ة نوعي ة الحي اة الحض رية"( ‪ ،)monitoring urban quality of life‬ق دم (‬
‫‪ )Martins&Santos‬مك ونين‪ :‬نهج كمي يعتم د على المؤش رات اإلحص ائية ونهج ن وعي يعتم د على تص ورات‬
‫السكان لظروف الحياة‪ .‬وج ادلوا بأن ه من أج ل الحص ول على ط رق قي اس أك ثر فعالي ة وفهم أفض ل لج ودة الحي اة‬
‫الحضرية‪ ،‬فإن استخدام كال النوعين من تلك المناهج يعد مفيًد ا ويكم ل ك ل منهم ا اآلخ ر‪ .‬لتحلي ل ه ذين النهجين‪ ،‬تم‬
‫تحديد أربعة مجاالت و‪ 25‬مجااًل موضوعًيا لـ جودة الحياة الحضرية في مدين ة بورت و (البرتغ ال) (ش كل ‪( .)4.2‬‬
‫‪)Santos and Martins ,2007‬‬

‫شكل ‪ .4.2‬مجاالت جودة الحياة الحضرية في مدينة بورتو ‪ -‬البرتغال ( ‪)Santos and Martins ,2007‬‬

‫يرتبط البحث الشامل الذي تم بواسطة ‪ Berger and Blomquist‬على المستوى الوطني في المناطق الحضرية‬
‫المنفصلة في المدن الروسية بسوق اإلسكان وسوق العمل‪ ،‬حيث تم في هذا البحث تصنيف المدن الروس ية باس تخدام‬
‫مؤشرات مختلفة‪ .‬تس تند البيان ات المطلوب ة إلى مختل ف المق اييس الحض رية واإلقليمي ة ال تي أع دها مرك ز الرص د‬
‫الروسي‪ .‬وتركز الدراسة على المؤشرات الموضوعية مثل البنية التحتية‪ ،‬التعليم‪ ،‬التوظي ف‪ ،‬الوص ول إلى الخ دمات‬
‫الطبية‪ ،‬تلوث الهواء‪ ،‬الماء‪ ،‬الجريمة والنقل العام (‪.)Berger et al., 2008‬‬

‫ربم ا تك ون دراس ة "تقري ر ج ودة الحي اة في نيوزيلن دا “( ‪New-Zealand Quality of life Reporting‬‬
‫‪ )System‬واحدة من أوسع الدراسات حول جودة الحياة الحضرية في الع الم‪ .‬اله دف الرئيس ي للمش روع الم ذكور‬
‫هو توفير البيانات لصانعي القرار من أجل تحسين نوعية الحياة الحضرية في المناطق الحضرية في نيوزيلندا‪ .‬يض م‬
‫المشروع ‪ 12‬مدينة بها ‪ ٪56‬من إجمالي سكان نيوزيلندا‪ .‬وتغطي آراء أكثر من ‪ 7500‬شخص في أك بر م دن ه ذا‬
‫البلد‪ .‬لقد درس ‪ 11‬جانًبا أساسًيا مع ‪ 68‬مؤشًر ا رئيسًيا لنوعية الحياة الحضرية بما في ذل ك ‪ 186‬مقياًس ا (‪Khalili‬‬
‫‪)et al., 2014‬‬

‫تمت دراس ة نوعي ة الحي اة الحض رية في مدين ة اس طنبول (تركي ا) لنمذج ة أولوي ات وتوقع ات واحتياج ات س كان‬
‫اسطنبول من خالل استراتيجية شاملة مبنية على نموذج الهيكل اله رمي‪ .‬ويتمث ل نهج البحث في قي اس ج ودة الحي اة‬
‫الحض رية باس تخدام مؤش رات موض وعية من أربع ة ج وانب رئيس ية‪ :‬البيئ ة المادي ة‪ ،‬البيئ ة االجتماعي ة‪ ،‬البيئ ة‬
‫االقتصادية‪ ،‬والنقل واالتصاالت‪ .‬للقيام بذلك قام مجموعة من الخبراء من كافة المجاالت المتعلقة بالمدينة بتحدي د أهم‬
‫أبعاد جودة الحياة في مدينة اسطنبول ووضعوا مؤشرات لكل من ه ذه األبع اد‪ .‬نتيج ة له ذا البحث‪ ،‬تم تحدي د أولوي ة‬
‫األبعاد المختلفة لـ جودة الحياة الحضرية وركزت جميع األنشطة والتخطيط الحض ري على القض ايا ال تي له ا ت أثير‬
‫أكبر على جودة الحياة الحضرية (شكل ‪.)Uelengin et al., 2001( )5.2‬‬

‫شكل ‪ .5.2‬الهيكل الهرمي لجودة الحياة النموذجية في إسطنبول ( ‪.)Uelengin et al., 2001‬‬

‫بحث (‪ Fahy and Cinneide )2008‬في مدينة غالواي(‪ )Galway‬في أيرلندا مع التركيز على نهج التنمي ة‬
‫المستدامة في نوعية الحياة في خمس مناطق في غالواي‪ .‬ومن مزايا البحث مشاركة س كان جمي ع المن اطق المختلف ة‬
‫لتحديد ‪ 20‬مؤشرا نهائيا من مؤشرات جودة الحياة الحضرية‪)Khalili et al., 2014( .‬‬

‫أجريت دراس ة بواس طة ‪ McMahon‬لقي اس ج ودة الحي اة الحض رية في مدين ة بريس تول ( ‪ )Bristol‬في المملك ة‬
‫المتحدة‪ .‬حيث تم تصنيف مؤش رات البحث إلى خمس ة مس تويات مختلف ة‪ .1 :‬المؤش رات األوروبي ة المش تركة‪-2 ،‬‬
‫مؤشرات رئيسية وطنية وإقليمي ة‪ -3 ،‬مؤش رات أص حاب المص لحة‪ -4 ،‬مؤش رات على مس توى المن اطق المحلي ة‬
‫والمدينة‪ -5 ،‬مؤشرات لمجموعات مجتمعية (‪)McMahon, 2002‬‬

‫درس ‪ Lee‬خمس ة عوام ل أساس ية لج ودة الحي اة الحض رية في مدين ة تايبي ه (‪ )taipei‬عاص مة ت ايوان وهي ‪)1‬‬
‫الخدمات المدنية‪ )2 ،‬رضا الحي‪ )3 ،‬حالة المجتم ع‪ )4 ،‬التق ييم البي ئي للحي الس كني‪ )5 ،‬االرتب اط المحلي‪( ،‬ش كل‬
‫‪ ) 6.2‬ويشير التحليل إلى أن هذه العوامل الخمسة تؤثر على الرضا الفردي عن جودة الحياة بشكل مباشر‪ .‬تم إج راء‬
‫مسح ميداني للتقييم الذاتي للسكان عن مدي جودة الحياة الحض رية بالنس بة لهم‪ .‬تش ير نت ائج البحث إلى أن ه لتحس ين‬
‫جودة الحياة الحضرية‪ ،‬يجب التركيز على حالة المجتمع واالرتباط المحلي‪)Lee ,2008( .‬‬

‫الشكل ‪ .6.2‬النموذج المفاهيمي لجودة الحياة في مدينة تايبيه) ‪)Lee ,2008‬‬

‫تبحث دراسة ‪ Das‬والتي أجريت في مدينة جواهاتي (‪ )Guwahati‬في شمال شرق الهند‪ ،‬العالق ة بين المؤش رات‬
‫الذاتي ة والموض وعية‪ .‬حيث ذك ر ‪ Das‬أن العدي د من المؤش رات الموض وعية والذاتي ة ذات وجهين‪ ،‬ل ذا يمكن‬
‫استخدامها كمؤشرات ذاتية أو موضوعية‪ .‬في رأيه‪ ،‬تعكس المؤش رات الموض وعية في الغ الب مع ايير الحي اة؛ لكن‬
‫المؤشرات الذاتي ة تمث ل حال ة الرض ا عن جمي ع الج وانب المادي ة واالجتماعي ة واالقتص ادية‪ .‬ط ور داس النم وذج‬
‫المفاهيمي بناًء على ثالثة أبعاد رئيسية وهي البيئة االجتماعية‪ ،‬البيئة االقتصادية والبيئة المادية‪ .‬وتظهر النت ائج ال تي‬
‫توصل إليها أن معامل االرتباط بين جودة الحياة الموضوعية والذاتي ة ليس ت على درج ة عالي ة من االرتب اط (ش كل‬
‫‪.)Das, 2008( .)7.2‬‬
‫شكل ‪ .7.2‬النموذج المفاهيمي الذي يعرض العالقة بين الحياة البيئية والذاتية والموضوعية ( ‪)Dass,2008‬‬

‫في البحث "منهجية وتطوير التطبيقات لرصد جودة الحي اة في مدين ة دريس دن األلماني ة" (‪Methodology and‬‬
‫‪ ،)application development for monitoring quality of life in Dresden‬تم اقتراح ستة أبعاد‬
‫من جودة الحياة (شكل ‪ .)8.2‬يستند البحث على أن األبعاد الثالثة االجتماعية‪ ،‬البيئي ة واالقتص ادية مبني ة على أبع اد‬
‫االستدامة والهيكل الحضري والتنوع في العمر لفئات السكان المختلفة لتحديد نوعية الحياة الحضرية‪ .‬وتم تفسير ه ذه‬
‫األبعاد كالتالي‪ )1:‬تعداد السكان‪ )2 ،‬الظروف االجتماعية والثقافية‪ )3 ،‬الظروف البيئي ة‪ )4 ،‬الهيك ل الحض ري‪)5 ،‬‬
‫المجتمع‪ )6 ،‬القدرة المؤسس ية والظ روف االقتص ادية المص نفة ض من أبع اد فرعي ة‪ .‬ويتم وص ف ك ل ُبع د ف رعي‬
‫بنوعين من المؤشرات الذاتية والموضوعية (‪.)Thinh et al., 2010‬‬

‫شكل ‪" 8.1.2‬الماسة" لجودة الحياة (‪)Thinh et al., 2010‬‬

‫دراسة )‪ ،El Din et al. (2012‬عن مب ادئ ج ودة الحي اة الحض رية تم به ا تط وير ‪ 7‬أبع اد من ج ودة الحي اة‬
‫الحضرية‪ .‬في الدراسة‪ ،‬تمت مناقشة أبعاد جودة الحياة الحضرية في نظريات ومقاربات التخطيط الحضري المختلفة‬
‫( ‪ .)Serag El Din et al., 2013‬هذه األبعاد الس بعة المترابط ة والمعتم دة على بعض ها البعض هي (ش كل‬
‫‪:).9.2‬‬
‫‪ -1‬أبعاد مادية (المرافق‪ ،‬النسيج الحضري‪ ،‬استعماالت األراضي‪ ،‬الخدمات‪ ،‬المرافق‪ ،‬والبنية التحتية)‪،‬‬
‫‪ -2‬أبعاد اجتماعية (البعد االجتماعي للحي وتفاعل الناس)‪،‬‬
‫‪ -3‬أبعاد نفسية (شعور المواطنين نحو الحي‪ ،‬كاإلحساس بهوية المكان)‪،‬‬
‫‪ -4‬أبعاد إقتصادية (يتميز الحي بأنه مكان لألنشطة االقتصادية)‪،‬‬
‫‪ -5‬أبعاد سياسية (التي تدعم مفهوم جودة الحياة ومدى تنفيذ هذه السياسات)‪،‬‬
‫‪ -6‬عملية التنقل (ناقش إمكانية الوصول‪ ،‬قضايا المرور والنقل)‪،‬‬
‫‪ -7‬أبعاد بيئية حضرية‪.‬‬
‫شكل ‪ .9.2‬أبعاد جودة الحياة الحضرية ‪ -‬الشكل السباعي (‪)Serag El Din et al., 2013( )Heptagon Shape‬‬

‫من أكثر األبحاث ال تي ُيستش هد به ا في قي اس ج ودة الحي اة الحض رية ه و بحث قي اس ج ودة الحي اة الحض رية في‬
‫بريسبان جنوب شرق منطق ة كوينزالن د ( ‪measuring quality of urban life in Brisbane South‬‬
‫‪ )East of Queensland‬والذي أجراه‪ ،)).McCrea et al‬والذي يتم فيه قياس جودة الحياة الحض رية على‬
‫أساس اإلسكان على نطاق المستويات الثالثة‪ :‬الحي‪ ،‬المنطقة المحلية‪ ،‬ومنطق ة اإلقليم األوس ع‪ .‬وتتمث ل النت ائج ال تي‬
‫توصلوا إليها أن الرض ا عن الحي الس كني بش كل ع ام ليس مؤش ًر ا مهًم ا للرض ا الع ام عن الحي اة مقارن ًة بالرض ا‬
‫اإلقليمي والرضا عن السكن‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن الجوانب األساسية للحياة الحض رية مث ل تق ديم الخ دمات وتكلف ة‬
‫المعيشة هي أهم المؤشرات بين مختلف الفئات السكانية‪.)McCrea et al., 2005( .‬‬
‫وفي دراسة أخرى ل (‪ )McCrea et al .‬بعنوان "ما هي نقاط القوة للصلة بين المؤشرات الموض وعية والذاتي ة‬
‫لنوعي ة الحي اة الحض رية؟" ( ‪What are the strengths of the link between objective and‬‬
‫‪ )?subjective indicators of urban quality of life‬تم تقديم نهًج ا جديًد ا ومبتكًر ا لتقييم ج ودة الحي اة‬
‫الحض رية بتط بيق نظم المعلوم ات الجغرافي ة (‪ )GIS‬لرب ط المؤش رات الذاتي ة (الرض ا عن الحي اة الحض رية)‬
‫بالمؤشرات الموضوعية (الخصائص الموضوعية للبيئ ة الحض رية) لـ ج ودة الحي اة الحض رية (‪McCrea,2006‬‬
‫‪( .).et al‬يتم عرض أبعاد ومؤشرات البحث في الشكل ‪.)10.2‬‬
‫شكل ‪ .10.2‬هيكل معادلة نموذج قياس جودة الحياة الحضرية ( ‪.).McCrea et al ,2006‬‬

‫يع د الوص ول إلى المراف ق والخ دمات عنص ًر ا مهًم ا في تحقي ق ج ودة الحي اة الحض رية الذاتي ة‪ .‬حيث أن خ دمات‬
‫الطوارئ‪ ،‬الخدمات التعليمية‪ ،‬المواصالت العامة‪ ،‬المتنزه ات‪ ،‬ف رص الترفي ه‪ ،‬والتس وق هي الخ دمات ال تي تش كل‬
‫حالة الرضا لدي مجتمع ما‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن الرضا عن الوصول إلى هذه الخدمات مهم أيًض ا لهيكل ة ق رارات‬
‫تحديد المواقع السكنية‪ .‬وتعتبر الكثافة السكانية مجال آخر لقياس جودة الحياة الحضرية الذاتية وقد أظه رت األبح اث‬
‫أن السكان يفضلون بيئة حضرية منخفضة الكثافة‪ .‬وم ع ذل ك‪ ،‬يتمت ع األش خاص ال ذين يعيش ون في بيئ ات حض رية‬
‫عالية الكثافة بفرص أفضل للوصول إلى الخدمات والمرافق (‪.)McCrea et al., 2011b‬‬

‫كما هو معروض في ج دول (‪ ،)2.2‬على ال رغم من اختالف ج وانب ج ودة الحي اة الحض رية في ك ل بحث‪ ،‬إال أن‬
‫هناك العديد من أوجه التشابه في نوع المؤشرات التي درسها هؤالء الباحثون‪ .‬وبناًء على ذلك‪ ،‬يتم تصنيف المع ايير‬
‫التي تتكون منها جودة الحياة الحضرية على النحو التالي في( شكل ‪.)11.2‬‬

‫جدول‪ 2.2 :‬مؤشرات جودة الحياة الحضرية على أساس المراجعة األدبية‬
‫شكل ‪ .11.2‬تصنيف مبادئ جودة الحياة الحضرية بناًء على المراجعة األدبية‬

‫تؤثر السمات المختلف ة للبيئ ة الحض رية على ج ودة الحي اة؛ تختل ف ت أثيرات ه ذه الس مات ب اختالف وجه ات نظ ر‬
‫األشخاص‪ .‬لذلك فإن األحكام الذاتية لهذه الصفات مختلفة أيًض ا‪ ،‬في حين أن ه األش خاص المختلفين ل ديهم تص ورات‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫‪ .5.2‬مناهج تحقيق جودة الحياة الحضرية‪ :‬الجودة الذاتية والموضوعية‬


‫صنف ‪ Marans and Stimson‬نهجين رئيسيين تمت دراستمها من قبل الباحثين لقياس وتحقيق ج ودة الحي اة‬
‫الحض رية‪ .‬النهج األول مش تق من البيان ات المكاني ة المجمع ة باس تخدام المص ادر الرس مية ذات الص لة ب الجودة‬
‫المتصورة للحياة الحضرية‪ ،‬حيث يتضمن هذا النهج مراقبة جودة الحياة الحض رية من خالل مؤش رات مح ددة مث ل‬
‫تكاليف اإلسكان والمستويات االجتماعي ة واالقتص ادية للس كان وم ا إلى ذل ك‪ .‬ويقيس النهج الث اني الص لة بين البيئ ة‬
‫الحضرية والتقييمات الشخصية للناس لجودة مجاالت الحياة الحضرية ومدى رضاهم عن الحياة‪ .‬ويحتوي ه ذا النهج‬
‫على البيانات التي تم جمعه ا من خالل ط رق البحث االستقص ائية (ش كل ‪Marans and Stimson,( )12.2‬‬
‫‪.)2011‬‬

‫شكل ‪ 12.2‬نموذج يوضح العالقة بين مجال اإلسكان وجودة الحياة ( ‪)Marans and Stimson, 2011‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬يمكن تصنيف األبحاث حول جودة قياس الحي اة الحض رية إلى أبع اد ذاتي ة وموض وعية ترتب ط ارتباًط ا‬
‫وثيًق ا ببعضها البعض‪ .‬من المستحيل أن يك ون مجتم ع ال يتمت ع بظ روف معيش ية موض وعية جي دة ويحس ن نوعي ة‬
‫الحياة الذاتية والعكس صحيح‪.‬‬

‫مع أنه ليس من السهل وضع مثل ه ذه األبع اد والعوام ل المختلف ة في نم وذج واح د‪ ،‬فلق د اق ترح ‪Marans and‬‬
‫)‪ Rodgers (1975‬نموذًج ا للرضا عن البيئات السكنية التي توفر الرضا عن السكن‪ ،‬الحي‪ ،‬المجتم ع األوس ع أو‬
‫المنطقة‪/‬اإلقليم األوسع‪ .‬يوضح النموذج "مث ل ه ذه العالق ات للمج االت الس كنية المختلف ة للبيئ ات الحض رية وكي ف‬
‫تس اهم ه ذه المج االت‪ ،‬جنًب ا إلى جنب م ع المج االت األخ رى‪ ،‬في ج ودة الحي اة‪ .‬وتم تق ديم نم وذج ( ‪)1976‬‬
‫‪ Campbell et al‬والذي يمثل العالقة بين مدي الرضا عن المجاالت المختلفة والرضا عن الحياة (جودة الحي اة)‬
‫على عدة مستويات من التحليل والمستويات الجغرافي ة من المق اييس الحض رية (ش كل ‪Marans and( .)13.2‬‬
‫‪.)Stimson, 2011‬‬
‫الشكل ‪ .13.2‬نموذج يوضح العالقة بين إشباع المجال والرضا عن الحياة ( ‪)Marans and Stimson, 2011‬‬

‫‪ .1.5.2‬المؤشرات الذاتية‬

‫يتم استخدام المؤشرات الذاتية لقياس المواقف‪ ،‬حيث تستند ه ذه المؤش رات إلى البيان ات األولي ة ال تي تم جمعه ا من‬
‫خالل استطالعات الرأي باستخدام قياس الرضا الشخصي عن طريق سؤال الناس عن شعورهم تجاه الحي اة وب يئتهم‬
‫المعيشية‪ .‬لذلك‪ ،‬يمكن الحصول على المؤشرات الذاتية من خالل عمليات المس ح المي داني واالس تفتاءات‪ .‬حيث أنه ا‬
‫تظهر تقييم الفرد لظروف الحياة الموضوعية‪ .‬وبذلك يص بح المع نى ال دقيق للبع د ال ذاتي "يعتم د على الس ياق ال ذي‬
‫يستخدم فيه"‪)Lee, 2008; Thinh et al., 2010; Marans and Stimson, 2011 ( .‬‬

‫يمكن إعتبار المؤشرات الذاتية أنها ذات كفاءة عالية‪ ،‬ولكنها ذات موثوقية قياس أقل (‪ .)Lee, 2008‬تش ير العدي د‬
‫من الدراسات واألبحاث التي تركز على جودة الحياة الحضرية الذاتية أنها تمثل "التقييم ات الذاتي ة للن اس للعدي د من‬
‫جوانب البيئة الحضرية والتي يمكن أن تسهم في الرضا عن الحياة الحضرية والرض ا الع ام عن الحي اة (‪McCrea‬‬
‫‪ .)et al., 2011b‬لذلك تتأثر جودة الحياة الحضرية الذاتية بالتقييمات الذاتية للبيئة الحضرية‪.‬‬

‫قياس الجودة الذاتية للحياة الحضرية من خالل المسح الميداني‪:‬‬


‫بشكل عام‪ ،‬لقياس المؤشرات الذاتية لـ جودة الحياة الحضرية‪ ،‬يتم جمع تصورات الناس وتقييماتهم عن ج ودة الحي اة‬
‫من خالل طرق المسح‪ .‬في هذا النوع من البحث‪ ،‬يتم تقييم العديد من ج وانب حي اة األش خاص ال تي ُتعت بر مج االت‬
‫أساسية لجودة الحياة‪ .‬حيث يتم جمع مستويات الرض ا من خالل نم وذج إس تجواب معي اري مث ل االس تبيانات لتق ييم‬
‫جوانب جودة الحياة الحضرية التي قد تكون مختلفة في مختلف المستجيبين (‪.)McCrea et al., 2011a‬‬
‫‪ .2.5.2‬المؤشرات الموضوعية‬

‫تشير المؤشرات الموضوعية إلى الحالة الخارجية للحياة (البيئ ة المبني ة)‪ ،‬وهي مؤش رات تعتم د على ال تردد ويمكن‬
‫قياسها من خالل معايير وأبعاد يمكن مالحظتها‪ .‬حيث تستند هذه المؤشرات إلى التحليل الث انوي للبيان ات‪ ،‬وتتض من‬
‫البيان ات اإلحص ائية كال من‪ :‬اإلحص اءات الحكومي ة والبيان ات المجمع ة على المس توى الوط ني‪ ،‬وباإلض افة إلى‬
‫المعلوم ات الموج ودة ونظم تق ييم وقي اس المؤش رات المس تخدمة‪ .‬وبالتأكي د نت ائج تل ك التحليالت والمؤش رات‬
‫الموضوعية ال تمثل موقف األفراد‪ .‬ولذلك تعتبر المؤشرات الموضوعية ذات كفاءة أقل‪ ،‬ولكن موثوقية قي اس أعلى‪.‬‬
‫( ‪)Lee, 2008; Das, 2008; Thinh et al., 2010; Marans and Stimson, 2011‬‬

‫قياس الجودة الموضوعية للحياة الحضرية‪:‬‬


‫في الدراسات التي طورت أبعاًد ا موضوعية لـ جودة الحياة الحضرية‪ ،‬هن اك بعض المق اييس ال تي ُيطلب من الن اس‬
‫اإلجابة عليها على شكل أسئلة حول ظروف معيشتهم بناًء على هذه المقاييس‪ .‬بحيث أن الناس ال ُيسألوا حتى عما إذا‬
‫كانت ظروفهم المعيشية سيئة أم جيدة (‪ .)Das, 2008‬للتحقيق في الج ودة الموض وعية للحي اة الحض رية‪ ،‬ق دم (‬
‫‪ McCrea )2007‬األبعاد المادية واالجتماعية التي قد تؤثر أو ترتبط بنوعية حياة األفراد أو مؤشرات جودة الحياة‬
‫الحضرية‪( .‬يوضح الشكل ‪ 14.2‬أنواع المؤشرات الموضوعية للبيئ ة الحض رية)‪Marans and Stimson,( .‬‬
‫‪.)2011‬‬

‫شكل ‪ .14.2‬أنواع المؤشرات الموضوعية للبيئة الحضرية ( ‪)Marans and Stimson, 2011‬‬

‫تتضمن دراسات جودة الحياة الحضرية الموض وعية العدي د من الخص ائص الموض وعية للبيئ ة الحض رية ل دمج أو‬
‫لوزن المؤشرات الموضوعية (لتوليد مؤشر موضوعي لجودة الحي اة الحض رية لمك ان التص نيف) (‪McCrea et‬‬
‫‪.)al., 2011b‬‬

‫‪ .3.5.2‬ربط المؤشرات الذاتية والموضوعية‬

‫تتم عملية دراسة وربط كًال من جودة الحياة الحضرية الموضوعية والذاتية عن طريق نهج ان‪ .‬حيث في النهج األول‬
‫يتم تضمين كال النوعين من المؤشرات‪ ،‬الخصائص الموضوعية للبيئة الحضرية‪ ،‬والتقييم ات الشخص ية لألش خاص‬
‫للبيئ ة الحض رية‪ ،‬ولكن الرواب ط ال تي ت ربطهم مًع ا لم يتم التحقي ق والت دقيق فيه ا‪ .‬غالًب ا م ا يتم تق ييم المؤش رات‬
‫الموضوعية والذاتية بشكل مستقل عن طريق خ براء التخطي ط ويس مي نهج القم ة إلى الق اع ( ‪ )Up-Bottom‬وتتم‬
‫مقارنة النتائج في هذا النهج‪.‬‬

‫النهج اآلخر وهو الدراسات التي حاولت ربط المؤشرات الموضوعية والذاتية‪ .‬المحاول ة األولى من قب ل ‪McCrea‬‬
‫)‪ et al. (2006‬حيث قدم نموذًج ا مقتبًس ا من (‪ .)Campbell et al.1976‬نظًر ا ألن هذا النموذج ك ان معق ًد ا‬
‫للغاية‪ ،‬تم تطوير نموذج تقييمي مبسط بإتباع نموذج القاع دة إلى القم ة (‪ )Bottom-Up‬إليج اد الص لة بين األبع اد‬
‫الموضوعية والتقييمات الذاتية المتعلقة بتلك األبعاد (شكل ‪.)15.2‬‬
‫شكل ‪ 15.2‬نموذج لمحددات الرضا عن البيئة السكنية ( ‪)McCrea et al. 2006‬‬

‫تم تقديم نهج أخر بواسطة (‪ ).McCrea et al‬لدراسة الروابط بين البيئة الحضرية الموضوعية والذاتية وخاص ة‬
‫تأثير تكاملهما على فهم العالقة المتبادلة بينهما‪ .‬افترض هذا النهج الجديد إحدى النتائج المهمة المتمثلة في عدم وجود‬
‫روابط قوية بين السمات الموضوعية والمؤشرات الذاتية لـ جودة الحياة الحضرية (‪.)McCrea et al., 2011a‬‬

You might also like