You are on page 1of 8

‫‪Should psychology care about‬‬

‫?‪metaphysics‬‬
‫‪Mark H. Bickhard‬‬
‫اشراف األستاذ الدكتور‪ :‬فكري محمد العتر‬
‫تلخيص وترجمة الطالب‪ :‬ضياء احمد الجالودي‬
‫كلية آداب – جامعة القاهرة‬
‫‪2023‬‬
‫هل يجب أن يهتم علم النفس‬
‫بالميتافيزيقيا؟‬
‫مارك هـ‪ .‬بيكارد‬
‫الميتافيزيقيا‪ ،‬دراسة ما هو موجود‪ ،‬لها تاريخ طويل وهي أساسية لمخاوف أخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تطور علم النفس ضمن‬
‫إطار خلفي للوضعية‪ ،‬والذي يهمل أو يرفض االعتبارات الميتافيزيقية‪ .‬يدعم هذا الرفض التجريبية المنتشرة‪ ،‬والتي تعتقد أن‬
‫العلم هو مجرد تمييز لألنماط في البيانات‪ .‬هذه النظرة للعلم‪ ،‬التي تبناها إرنست ماخ‪ ،‬هي مبدأ من مبادئ السلوكية‪.‬‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬ال يزال علم النفس يحتفظ بالتجريبية الوضعية السائدة كفلسفة خلفية للعلم‪ .‬ال تزال هذه التجريبية منتشرة‬
‫في علم النفس‪ ،‬كما يتضح من المفهوم التجريبي للتعريفات التشغيلية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من الضروري أن يكون للعلم افتراضات‬
‫أساسية حول ما هو موجود‪ ،‬مثل االرتباطات السلوكية بين المحفزات واالستجابات‪ .‬غالبًا ما يتخذ علم النفس المعاصر شكالً‬
‫من أشكال الحسابية أو معالجة المعلومات كأساس‪ ،‬ويتطلب العلم والنظرية ما وراء الطبيعة‪.‬‬

‫لم تنجح الوضعية في التخلص من الميتافيزيقيا‪ ،‬ألنها يمكن أن تفسر االعتبارات واالنعكاسات الميتافيزيقية على أنها غير ذات‬
‫صلة أو علم سيء ألنها ليست تجريبية‪ .‬يفترض هذا اإلطار القياسي أن تنظير «رئيس الذراع» أو الفلسفة الميتافيزيقية غير‬
‫مقبول كمساهمات مشروعة في العلم‪ .‬هذا علم األمراض المفاهيمي الواقي ذاتيًا هو علم أمراض مفاهيمي يحمي نفسه وال‬
‫يزال علم النفس يكافح للخروج منه‪ .‬على الرغم من ضعف الوضعية المتبقية في العقود األخيرة‪ ،‬إال أن الوضعية األساسية‬
‫المناهضة للميتافيزيقية (والمناهضة للفلسفة) ال تزال قوية‪ ،‬وال توجد فلسفة بديلة للعلم متاحة بشكل عام‪.‬‬
‫الوضعية المتبقية في علم النفس متجذرة في عقيدة التعريف العملي‪ ،‬والتي تهدف إلى تقديم تعريفات تجريبية للمصطلحات‬
‫النظرية‪ .‬من المفترض أن تشير هذه التعريفات إلى أنماط البيانات‪ ،‬لكن هذه كانت مشكلة منذ الثالثينيات‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ال‬
‫يمكن تعريف مصطلح تصريف مثل «قابل للذوبان» عمليًا إذا لم يتم وضعه في الماء أبدًا‪ .‬هذه مشكلة قاتلة‪ ،‬ألن مصطلحات‬
‫التصرف مركزية لجميع العلوم‪.‬‬

‫على الرغم من ذلك‪ ،‬يستمر علم النفس مع العقيدة‪ ،‬حيث يؤكد على أهمية الدقة في األساليب في العلوم‪ ،‬بما في ذلك علم‬
‫النفس‪ .‬تصف التعاريف التشغيلية ما يتم القيام به‪ ،‬وكيف يتم القيام به‪ ،‬وكيف يتم قياس األشياء‪ ،‬وكيف يتم تصنيف األشياء‪.‬‬
‫غير أنها ال تحدد أي شيء؛ فهي تتعلق بالطريقة‪ ،‬وليس بمعاني اللغة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ال تتعلق بالمصطلحات في النظريات أو‬
‫الفرضيات‪.‬‬

‫على سبيل المثال‪ ،‬فإن «تفعيل» مفهوم «االنطوائية» من حيث االختبار الموحد قد يلتقط التصرفات الوصفية ولكنه ال يحدد أو‬
‫يخمن الديناميكيات العقلية أو الدماغية الكامنة التي قد تكمن وراء تلك التصرفات‪ .‬يستند التمييز بين المصطلحين الطبيين‬
‫«متالزمة» و «مرض» إلى هذه النقطة‪ ،‬لكن «التعريف العملي» يحجبها‪.‬‬
‫غالبًا ما يستخدم مصطلح «التعريف التشغيلي» في علم النفس بال مباالة لإلشارة إلى الدقة والمنهجية‪ ،‬لكنه يحجب عدم وجود‬
‫مصطلحات محددة‪ .‬وقد أدى ذلك إلى افتراض أن العلم يتقدم من خالل التأكد بشكل استقرائي من أنماط البيانات الكامنة وراء‬
‫المصطلحات المحددة تجريبيًا‪ .‬هذا االرتباط من التعريفات التشغيلية التجريبية إلى االستقرائية الساذجة حول كيفية اختبار‬
‫النظريات التي يتم تعريف مصطلحاتها بالتالي لم يتم تأسيسه في علم النفس اليوم ولكن يبدو أنه أصبح إطار خلفية مفترض‬
‫مسبقًا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه االستقرائية الساذجة خاطئة أيضًا فيما يتعلق بكيفية عمل العلم ومرتكزة على التجريبية لمذهب‬
‫التعريفات العملية‪.‬‬
‫إن التجريبية الوضعية التي تسود علم النفس لها عواقب وخيمة متعددة‪ ،‬بما في ذلك جعل التفكير واإلبداع والتفكير في النظرية‬
‫أمرا صعبًا‪ .‬حتى في علم النفس المعرفي‪ ،‬غالبًا ما يكون لدى علماء النفس‬ ‫والنظريات الخاطئة وعلم النفس المشوه بشكل عام ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫القليل من الوقت للتفكير في التمثيل‪ ،‬حيث أن بنية المكافأة في هذا المجال تملي تدفقا ثابتا للتجارب‪.‬‬
‫التشغيلية في علم النفس هي نظرية تركز على أنماط البيانات‪ ،‬والتي تتماشى مع التقييد السلوكي للمالحظات السلوكية‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فقد واجه هذا النهج تحديات‪ ،‬مثل تطوير الحواسيب‪ ،‬التي ال يمكن مالحظتها ولكن يمكن تحديدها من حيث أنماط‬
‫البيانات التي يمكن مالحظتها‪ .‬أدى ذلك إلى قبول االفتراضات واالفتراضات النظرية الشبيهة بالبرامج‪ ،‬والتي كان القصد منها‬
‫في البداية أن تكون مجازية وليست واقعية‪.‬‬

‫أجبرت النماذج الحسابية والتشبيهات‪ ،‬مثل شبكات االتصال‪ ،‬على التخلي عن القيود المفروضة على المرئيات وأصبحت‬
‫افتراضات الخلفية النظرية والميتافيزيقية القياسية‪ .‬يبدو أن برامج الكمبيوتر والوظائف تقدم حالً لمشكلة العقل والدماغ وإحياء‬
‫«العقل» في علم النفس‪ .‬والواقع اآلخر الذي ال يمكن إنكاره هو الجهاز العصبي والجسم‪ ،‬الذي يتوافق مع الكمبيوتر نفسه في‬
‫إطار حسابي‪ .‬في وقت مبكر من تطوير النماذج الحسابية‪ ،‬تم اعتبار تفاصيل كيفية عمل الكمبيوتر ذات أهمية هامشية‪ ،‬طالما‬
‫أنه يشكل حاسوبًا‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬مع نمو المعرفة بأداء الدماغ‪ ،‬ال يُنظر اآلن إلى هذه التفاصيل بشكل شائع على أنها غير ذات صلة‪ .‬الدماغ كأساس‬
‫نظري‪ ،‬جنبا إلى جنب مع بعض اإلصدارات من نموذج الكمبيوتر العام‪ ،‬يعتبره البعض ظواهر نفسية بشكل عام‪ ،‬ويتقلص‬
‫العقل إلى عمليات الدماغ‪.‬‬

‫هناك عالم ميتافيزيقي مفترض في علم النفس‪ ،‬حاسوبي بشكل عام ومعالجة المعلومات‪ ،‬و‪/‬أو اختزالي‪ ،‬لكن التجريبية‬
‫الوضعية المتبقية تشوه أو تمنع التفكير في هذه الخلفيات الميتافيزيقية وفحصها‪ .‬ال يتم تشجيع تحليل هذه االفتراضات ونقدها‬
‫أو تدريبها أو إضفاء الشرعية عليها‪.‬‬
‫تم الترويج لبرامج الكمبيوتر كميتافيزيقيا جديدة في علم النفس بسبب قدرتها على نموذج العمليات النفسية والجوانب المعرفية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬هناك نقص في التفكير في القضايا الميتافيزيقية في علم النفس‪ .‬يُفترض أن البرامج تمثل الظواهر النفسية‪ ،‬ولكن‬
‫لديها أيضًا جوانب معرفية لحسابها‪ .‬توفر األساليب الحسابية العامة طريقة لمعالجة هذه الجوانب التمثيلية‪ ،‬حيث تحتوي برامج‬
‫الكمبيوتر بشكل عام على بيانات‪.‬‬

‫يمكن أن يكون للبرامج أوجه قصور في نمذجة العمليات العامة‪ ،‬ولكن المشاكل األكثر إزعا ًجا هي الجوانب التمثيلية‬
‫المفترضة للنماذج الحسابية‪ .‬من المفترض أن تمثل البيانات من خالل نوع من المراسالت مع كل ما تمثله‪ ،‬لكن هذه‬
‫«الرموز» فارغة وليس لها محتوى‪ .‬االفتراض المعياري هو أن التمثيل هو نوع من العالقة المعلوماتية‪ ،‬حيث يتم تشكيل‬
‫المعلومات من خالل ارتباطها بشيء ما‪ ،‬مثل ‪ «B‬تحمل معلومات حول ‪ A».‬يتم أخذ عالقة االرتباط الواقعية هذه لتشكل عالقة‬
‫داللية معيارية («حول»)‪ ،‬وبالتالي مصطلح «دالالت المعلومات‪».‬‬

‫يمكن القول إن دالالت المعلومات هي اإلطار المهيمن في العلوم المعرفية اليوم‪ ،‬وتمتزج جيدًا مع األطر االختزالية ألنه من‬
‫السهل نموذجها مع الشبكات العصبية وجذابة لنمذجة عمليات الدماغ من حيث معالجة المعلومات في دوائر الدماغ‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫تحاول جميع هذه المقترحات نموذج شيء يمكن أن يكون صحي ًحا أو خاطئًا من حيث شيء واقعي تما ًما‪ ،‬ولم ينجح أي منها‬
‫في القيام بذلك‪.‬‬
‫اإلطار الميتافيزيقي لمعالجة المعلومات في دوائر الدماغ هو أسلوب شائع للتنظير‪ ،‬والذي يفترض أن «المعلومات» يمكن أن‬
‫تكون داللية وليست مجرد واقعية‪ .‬يخضع هذا اإلطار النتقادات ال يجيب عليها أو يمكن القول إنه ال يستطيع الرد عليها‪ .‬تم‬
‫االعتراف بمشكلة كيف يمثل أي شيء شيئًا غير موجود منذ آالف السنين‪ ،‬مما أدى إلى محاوالت متعددة لمعالجة هذه العائلة‬
‫من المشاكل‪.‬‬

‫إن إطاري معالجة المعلومات‪ ،‬التمثيلية ومناهضة التمثيل‪ ،‬هما مواقف تتعلق بالقضايا الميتافيزيقية ويتم مناقشتها في الفلسفة‬
‫والعلوم المعرفية وعلم النفس‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشكل هذه األطر في الغالب افتراضات خلفية غير مدروسة للتنظير النفسي والعمل‬
‫التجريبي‪.‬‬

‫ويقول صاحب البالغ إن هذه األطر خاطئة ومضللة‪ .‬يقبل التمثيليون نموذج مراسالت كاذب‪ ،‬بينما يرفض المناهضون للتمثيل‬
‫نموذج مراسالت كاذب للتمثيل دون االعتراف بإمكانية وجود نماذج غير مراسلة ذات قيمة حقيقة ناشئة‪ .‬يرفض المناهضون‬
‫للتمثيل نماذج المراسالت للتمثيل ويمثلون تما ًما‪ ،‬مما يفترض مسبقًا أن نماذج المراسالت للتمثيل هي النماذج الوحيدة الممكنة‪.‬‬
‫علم النفس مضلل بهذه الخلفية الميتافيزيقية ويمنع من فحصها من خالل التجريبية الوضعية الثاقبة‪« .‬هيكل المكافآت» هو‬
‫الستمرار نتائج النمط التجريبي للتحقيقات من داخل اإلطار‪.‬‬
‫يقترح النص ميتافيزيقيا لعلم النفس‪ ،‬مع التركيز على نموذج للتمثيل يتطلب تمكين التحوالت في االفتراضات الميتافيزيقية‬
‫األساسية‪ .‬كما يقترح إمكانية بناء نماذج لمزيد من الظواهر النفسية واالجتماعية‪ .‬يجادل المؤلفون بأن هذه النماذج هي من بين‬
‫أفضل المرشحين المعاصرين‪ ،‬لكنهم يركزون على إظهار بدائل للمناهج القياسية التي تنطوي على قضايا ميتافيزيقية أساسية‪.‬‬
‫النموذج هو مثال لنموذج ال يمكن تطويره دون معالجة القضايا الميتافيزيقية وال يمكن تطويره ضمن التجريبية الوضعية‪ .‬وهو‬
‫يعالج المشكلة األساسية في األطر الحسابية‪ :‬التمثيل‪.‬‬
‫التمثيل هو مفهوم يقترح مراسالت تشفر ما يمثله‪ .‬أدرك الفالسفة اليونانيون القدماء المشاكل األساسية مع هذه الفكرة‪ ،‬مثل‬
‫عدم القدرة على الحصول على مراسالت واقعية مع أشياء غير موجودة أو خاطئة‪ .‬للتحقق من صحة المراسالت التمثيلية‪،‬‬
‫يجب على المرء أن يخرج عن نفسه لمقارنة التمثيل بالتمثيل الفعلي‪ .‬هذا هو جوهر الحجة المتشككة الراديكالية‪ ،‬والتي لم يتم‬
‫الرد عليها بنجاح‪.‬‬
‫قد يكون أحد الحلول هو تجاهل الحجة‪ ،‬ولكن من الضروري النظر في المشكلة الطبيعية‪ :‬إذا لم يتمكن الكائن الحي من‬
‫اكتشاف الحقيقة وكذب تمثيالته‪ ،‬فال يمكن أن يكون موجودًا للسلوك الموجه للخطأ والتعلم‪ .‬وهذا يعني أن الكائنات الحية ال‬
‫يمكنها اكتشاف األخطاء‪ ،‬مما يؤدي إلى استنتاج خاطئ‪.‬‬

‫الحجة صحيحة‪ ،‬لكنها غير سليمة بسبب فرضيتها الخاطئة‪ .‬ويشكل التوبة مراسلة وقائعية بين التمثيل والتمثيل‪ .‬تم ذكر حجتين‬
‫ضد هذا النموذج‪ ،‬ونموذج بديل للتمثيل يأخذ قيمة الحقيقة على أنها تمثل وليس مراسالت‪ .‬يمكن أن تتطور المراسالت‬
‫سا‪.‬‬
‫وتتطور في الكائنات المعقدة‪ ،‬لكن قيمة الحقيقة ال يمكن أن تكون أسا ً‬

‫في الختام‪ ،‬الحجة الجذرية المتشككة صحيحة‪ ،‬لكنها تستند إلى فرضية خاطئة تفترض أن التمثيل يتكون من قيمة الحقيقة‪ ،‬بدالً‬
‫من المراسالت‪ .‬يسمح هذا النموذج البديل للتمثيل بتطور وتطور المراسالت في الكائنات المعقدة‪.‬‬
‫العامل المعقد‪ ،‬مثل الضفدع‪ ،‬لديه تفاعالت متعددة يمكن أن ينخرط فيها‪ ،‬مثل تحريك لسانه في اتجاه معين وتناول الطعام‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال يمكنها االنخراط في العديد من التفاعالت حاليًا‪ ،‬مثل تحريك لسانها في اتجاه مختلف وتناول الطعام‪ .‬لكي يعمل‪،‬‬
‫يجب أن يكون لدى الوكيل طريقة وظيفية لإلشارة إلى التفاعالت التي يمكن أن يشارك فيها‪ .‬يتم إعداد مؤشرات على‬
‫اإلمكانات التفاعلية بنا ًء على التفاعالت السابقة‪ ،‬مثل التفاعالت البصرية مع الذبابة‪ .‬تمنح هذه التفاعالت الكائن الحي االتصال‬
‫بالبيئة‪ ،‬مما يسمح له بإعداد تفاعالت محتملة من المحتمل أن تكون محتملة‪.‬‬
‫ً‬
‫أشكاال أساسية للتمثيل‪.‬‬ ‫يمكن أن تكون هذه المؤشرات على إمكانات التفاعل صحيحة أو خاطئة‪ ،‬ولها قيمة حقيقية‪ ،‬مما يجعلها‬
‫الوظيفة العملية لإلشارة إلى إمكانات التفاعل هي المجال الذي تحدث فيه قيمة الحقيقة التمثيلية‪ .‬واألكثر تعقيدا الذي يمثل‬
‫مؤشرات اإلمكانات التفاعلية هي األشكال المحدودة لقيمة الحقيقة‪ ،‬ولكن هناك موارد داخل هذا اإلطار لحساب أشكال التمثيل‬
‫األكثر تعقيدا‪ .‬ومن األمور المحورية في هذه الموارد إمكانية تفرع المؤشرات وتكرارها وتشكيل الشبكات‪.‬‬

‫يتضح التفرع من خالل وجود احتماالت تفاعل متعددة للضفدع‪ ،‬بينما يتضح التكرار من خالل وجود مؤشر على االنتقال إلى‬
‫اليسار‪ ،‬مما يخلق ظروفًا لمؤشرات على تحريك اللسان وأكل ذبابة أو دودة مختلفة‪ .‬يمكن أن ترتبط هذه المؤشرات المشروطة‬
‫بشبكات من االحتماالت التفاعلية‪ ،‬والتي يحتمل أن تكون شبكات معقدة للغاية من العوامل المعقدة‪.‬‬
‫مفهوم تمثيل «الكائن الصغير» هو مفهوم يشير إلى أن النهج القائم على العمل والتفاعل للتمثيل يمكن أن يفسر ظواهر‬
‫مختلفة‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يمكن التالعب بكتلة لعبة الطفل بطرق مختلفة‪ ،‬مما يسمح بإجراء فحوصات مرئية متعددة‬
‫والتالعب‪ .‬تتمتع شبكة عمليات المسح والتالعب المحتملة بخاصيتين مهمتين‪ :‬يمكن الوصول إليها داخليًا تما ًما وثابتة في ظل‬
‫المزيد من التفاعالت والتغييرات‪ .‬هذا جزء من نموذج جان بياجيه لتمثيل الكائن‪ ،‬والذي يمكن تكييفه بسبب أساس العمل‬
‫المشترك لنماذج بياجيه والنماذج التفاعلية‪.‬‬

‫نموذج تمثيل «الكائن الصغير» هو مجرد بداية‪ ،‬وهناك العديد من الظواهر اإلضافية التي يجب معالجتها لفهم اإلدراك بشكل‬
‫كامل‪ .‬وتشمل هذه اإلدراك وتمثيل التجريدات مثل األرقام والتعلم والذاكرة‪ .‬يمتلك اإلطار التفاعلي الموارد الالزمة لمعالجة‬
‫األشكال األكثر تعقيدًا للتمثيل‪ ،‬مما يجعله مرش ًحا جادًا إلطار ميتافيزيقي لإلدراك‪.‬‬
‫يناقش هذا الفصل أهمية األطر الميتافيزيقية في نمذجة اإلدراك والتمثيل‪ .‬يجادل بأن نماذج المراسالت تواجه مشاكل خطيرة‬
‫يمكن أن تتجنبها النماذج القائمة على العمل والتفاعل‪ .‬ال تقدم القضايا الميتافيزيقية كاعتبارات فردية معزولة ولكنها يمكن أن‬
‫أمرا ضروريًا ألنه ال يمكن معالجة‬
‫تتضمن تبعيات مترابطة بين المواقف الميتافيزيقية‪ .‬يعد التفكير في الميتافيزيقا وفحصها ً‬
‫األخطاء والتبعيات أو تصحيحها بأي طريقة تجريبية صارمة‪.‬‬
‫يتضمن النموذج التفاعلي للتمثيل مسألة المعيارية‪ ،‬وهي وظيفة اإلشارة إلى التفاعالت المحتملة لبقاء الكائن الحي‪ .‬تنشأ‬
‫معيارية تحمل قيمة الحقيقة في معيارية خدمة وظائف معينة‪ ،‬مثل اإلشارة إلى إمكانيات بعض التفاعالت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه‬
‫المسألة المتعلقة بطبيعة وأصول المعيارية واسعة جدًا في الظواهر النفسية‪ ،‬حيث تنتشر أنواع متعددة من الجوانب الطبيعية‪.‬‬
‫تتخلل الظواهر النفسية وتتشكل في مثل هذه الحاالت الطبيعية‪ ،‬ويجب أن يستوعب علم النفس ذلك بطريقة ما‪.‬‬

‫ال تتناسب المعيارية بشكل جيد مع التجريبية أو المادية‪ ،‬لذلك يتم تجاهل الطابع المعياري لمثل هذه الظواهر في الغالب أو‬
‫غا منه دون تقديم حساب‪ .‬يتمثل أحد المواقف البديلة في وضع عالم معياري في الميتافيزيقيا يختلف عن‬ ‫أمرا مفرو ً‬
‫اعتبارها ً‬
‫المجال الفيزيائي البيولوجي ولكنه يتفاعل أو يتقاطع بطريقة ما مع المجال المادي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه الثنائية تفشل في حساب‬
‫المعيارية في حد ذاتها وتثير تساؤالت حول كيفية تأثير العوالم على بعضها البعض‪.‬‬

‫دورا مه ًما في فهم ونمذجة اإلدراك والتمثيل‪ .‬من خالل النظر في التبعيات المترابطة بين‬
‫في الختام‪ ،‬تلعب األطر الميتافيزيقية ً‬
‫المواقف الميتافيزيقية‪ ،‬يصبح من الواضح أن التفكير في الميتافيزيقا وفحصها ضروريان لمعالجة وتصحيح األخطاء‬
‫والتبعيات الميتافيزيقية‪.‬‬
‫يقترح المؤلف إمكانية ثالثة لتفسير ظهور المعيارية في العالم الطبيعي‪ ،‬والتي يمكن حسابها من خالل نماذج مختلفة‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن هذا النهج يواجه مشكالته الميتافيزيقية الخاصة‪ ،‬حيث أن هناك حج ًجا مفادها أن الظهور ال يمكن أن يكون ً‬
‫فعاال‬
‫سببيًا في العالم وأن «الظواهر الناشئة» هي مجرد ظواهر ظاهرية‪ .‬هذا من شأنه أن يجعل أي نموذج للظهور المعياري‬
‫زائفًا‪.‬‬

‫يجادل المؤلف بأن حجج كيم ضد الظهور تفترض مسبقًا طبقة أخرى من الميتافيزيقيا الكاذبة‪ ،‬والتي تتطلب تأمالت‬
‫وتصحيحات‪ .‬حجة كيم األساسية هي أن أي شيء يُزعم أنه ناشئ في بعض تكوين الجسيمات هو حقًا ‪epiphenomenal‬‬
‫ألنه ال يوجد شيء يحدث أكثر من التفاعالت بين الجسيمات في حد ذاتها‪.‬‬

‫تواجه الميتافيزيقيا القائمة على الجسيمات مشاكل خطيرة‪ ،‬نظرية وتجريبية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬سيكون عالم جسيمات النقطة‬
‫النقية عالما ً ال يحدث فيه شيء على اإلطالق‪ ،‬وال يوجد ما يجذبهم أو يرفضهم فيما يتعلق ببعضهم البعض‪ .‬يمكن لنموذج‬
‫هجين من الجسيمات جنبًا إلى جنب مع الحقول أن يفسر عوامل الجذب والتنافر‪ ،‬ولكن هذه بالفعل خطوة في اتجاه عملية ما‬
‫وراء الطبيعة‪.‬‬
‫مشكلة أخرى للجسيمات الميتافيزيقية هي أنه وفقًا ألفضل فيزيائيتنا‪ ،‬ال توجد جسيمات‪ .‬الحقول الكمومية هي التي تشكل‬
‫العالم‪ ،‬وليس الجسيمات‪ ،‬وتتضمن الحقول الكمية خصائص وتفاعالت كمية‪.‬‬

‫يؤدي أخذ العملية على محمل الجد إلى التماسك المفاهيمي والتجريبي ويم ّكن من المزيد من النماذج الميتافيزيقية‪ ،‬مثل‬
‫الظهور‪ .‬ترى حجج كيم أن المنظمات أو التكوينات ليست مرشحة ألن لها عواقب سببية‪ ،‬ألنها ليست مواد على اإلطالق‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فإن التحول إلى عملية ما وراء الطبيعة يكشف عن أرضية الجسيمات لهذه الحجج ويلغي النتيجة‪.‬‬

‫إذا كانت هذه النقاط صحيحة‪ ،‬فإن علم النفس يقع في تسلسل هرمي داعم للطرفين لألخطاء الميتافيزيقية التي تتطلب تأمالت‬
‫وإعادة نظر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الوضعية الثاقبة لعلم النفس تمنع وتشوه أي تأمالت واعترافات ومحاوالت تجاوز‪ ،‬وتمنع وتشوه‬
‫األحكام حول ما إذا كان ينبغي المشاركة في مثل هذه التأمالت وإعادة النظر أو أخذها على محمل الجد‪.‬‬
‫يتطلب نموذج التمثيل التفاعلي العديد من التحوالت الميتافيزيقية‪ ،‬بما في ذلك الظهور والعملية‪ .‬كما أنه يساعد على تمكين‬
‫المزيد من النماذج‪ ،‬مثل الظهور المترابط لالجتماعية واللغة‪ .‬من الصعب نموذج الواقع االجتماعي‪ ،‬ومن المغري القول بأن‬
‫األفراد فقط هم «حقيقيون»‪ .‬توفر العملية والظهور بدائل‪ ،‬مثل نموذج لظهور الواقع االجتماعي في حل المشاكل التي تواجهها‬
‫العوامل المعقدة عند التفاعل مع بعضها البعض‪.‬‬

‫يجب على الشخص وصف الحالة التي يتعامل معها من حيث شبكة من المؤشرات على اإلمكانات التفاعلية‪ ،‬والتي يتم بناؤها‬
‫وتحديثها بنا ًء على التفاعالت السابقة‪ .‬تعتمد هذه الويب على التفاعالت الفعلية‪ ،‬مثل الفحوصات البصرية والتفاعالت‬
‫اإلدراكية وتفاعالت العوامل البشرية األخرى‪ .‬في الحاالت التي تنطوي على شخص آخر أو عامل معقد‪ ،‬ال يمكن بسهولة‬
‫توقع اإلمكانات التي ينطوي عليها شخص آخر من عمليات المسح البصري‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون هناك قرارات لهذه التراجعات تشكل حلوال للمشكلة المشتركة المتمثلة في كيفية وصف الحالة بصورة تفاعلية‬
‫وتشكل حقائق اجتماعية ناشئة كأنواع من االتفاقيات‪ .‬تشكل هذه القرارات حقائق اجتماعية ناشئة كأنواع من االتفاقيات‪ ،‬مثل‬
‫اتفاقية تمرير االتفاقيات الصحيحة أو الثقافية ذات المسافة االجتماعية المناسبة‪.‬‬
‫ال يمكن تشكيل اللغة كترميز للمراسالت‪ ،‬ولكن األقوال هي تفاعالت مع الحقائق االجتماعية واالتفاقيات‪ .‬األقوال في هذا‬
‫النموذج تشبه المشغلين في الحقائق االجتماعية‪ ،‬بما في ذلك االتفاقيات المؤسسية واالتفاقيات المؤقتة التي تشارك في فهم‬
‫الكالم الجزئي بشكل مشترك‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬هناك مشاكل خطيرة في األطر الموحدة تتطلب النظر بشكل انعكاسي في تجاوزها أو حلها‪ .‬النماذج التي قد تحل‬
‫هذه المشكالت تختلف بشكل مهم عن النماذج القياسية وتتطلب التفكير في القضايا النظرية والميتافيزيقية لتكون قادرة على‬
‫معالجة مثل هذه المشكالت‪.‬‬
‫االستنتاج‬
‫يمكن أن يكون لالفتراضات الميتافيزيقية تأثيرات قوية على النظريات والمنهجيات ‪ -‬على كيفية عمل علم النفس‪ .‬عالوة على‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن القول إن علم النفس وقع في أخطاء ميتافيزيقية خطيرة متعددة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب أن يهتم علم النفس بشدة‬
‫بالميتافيزيقيا‪ .‬وهي ممنوعة من القيام بذلك من خالل الميتافيزيقيا الوضعية التجريبية‪ ،‬الراسخة في ثقافة علم النفس مع فكرة‬
‫التعريفية التشغيلية‪.‬‬

You might also like