‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﺎن ﻣﻴﺮة‪ -‬ﺑﺠﺎﻳﺔ‬

‫ﻛﻠﻴﺔ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻌﻠﻮم اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬

‫ﻗﺴﻢ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص‬

‫ﻣﺒﺪأ ﻧﺴﺒﻴﺔ اﻟﻌﻘﺪ‬

‫ﻣﺬﻛﺮة ﻟﻨﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق‬

‫ﺗﺨﺼﺺ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﺨﺎص اﻟﺸﺎﻣﻞ‬

‫ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذة‪:‬‬ ‫ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺒﺘﻴﻦ‪:‬‬

‫ﻛﺮﻳﻢ ﻏﺎﻧﻴﺔ‬ ‫‪ ‬ﺑﻦ ﻧﺎﺻﺮ وﻓـﺎء‬

‫‪ ‬ﺑﻦ ﺷﻌﻼل ﻧﺴﻴﻤﺔ‬

‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬

‫رﺋﻴﺴﺎ‪.‬‬ ‫اﻷﺳﺘﺎذ ‪ :‬ﺧﻠﻔﻲ اﻣﻴﻦ ‪------------------------------------------------‬‬

‫اﻷﺳﺘﺎذة ‪ :‬ﻛﺮﻳﻢ ﻏﺎﻧﻴﺔ ‪ ------------------------------------------------------------------------------‬ﻣﺸﺮﻓـﺎ وﻣﻘﺮرا‪.‬‬

‫اﻷﺳﺘﺎذة ‪ :‬ﻟﺤﻀﻴﺮي وردﻳﺔ ‪ -----------------------------------------------------‬ﻣﻤﺘﺤﻨﺎ‪.‬‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ‪2015_ 2014‬‬
‫اﻟﺤﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ و اﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ و اﻟﺼﻼة و اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪ اﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ‬

‫و ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻨﺒﻴّﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ إﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠّﻪ ﺻﻠﻮات اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ‪.‬‬

‫" اﻟﻠّﻬﻢ إﻧّـﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ أن ﺗﻠﻬﻤﻨﺎ رﺷﺪﻧﺎ ‪ ،‬و ﻧﻌﻮذ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺷﺮور أﻧﻔﺴﻨﺎ و ﻣﻦ ﺷﺮ‬

‫اﻷﺷﺮار و ﻛﻴﺪ اﻟﻔﺠّﺎر و أرزﻗﻨﺎ ﻃﻬﺎرة اﻷﺳﺮار و ﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻷﺑﺮار ‪ ،‬و ﻧﻌﻮذ ﺑﻚ‬

‫ﻣﻦ أن ﻧﻘﻮل ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ أو ﻧﺴﻌﻰ ﻓﻲ ﺟﻬﻞ أو ﻣﺄﺛﻢ " ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻲ ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ و وﻓﻘﻨﻲ ﺣﺘﻰ أﺻﻞ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى‬

‫أﺣﻤﺪ اﷲ رﺑّﻲ أن أﻧﻌﻢ ّ‬

‫و ﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ إﻻّ ﺑﺎﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛّﻠﺖ و إﻟﻴﻪ أﻧﻴﺐ‬

 Ȑ ǪȔ˲̽˰̝˕̤Ǫ˲֠ȇȅ˅̰˗̪ȔҟǪȇ˲̢˻ ̤Ǫ˼ ̤˅̴֪ˡ̸˒ǫȓỤ̈̌ ́ ̤̚Ǫẹ̑ ̾߮ Դ ˅̙Ǫ‫ ̊ ٵ‬ǪȔ
‫اﻟﱵ ﰷﻧﺖ‬ː̤̾˅̤̏Ǫ‫˰ ك‬ˡࠃ
߆ ǭ˰ˡࠄ ̎ǫȓԹȂ˲޶ ߆ ߷ ȃ˅̃ ǫȓ‫˰ ك‬ˡȅ̸̢˔ȅ
Ȑ ȓǫ̣ ˍ̜ࠒ ǫȓ࠘ Ǚܱ ̿ˈ˲˔̈ ˋ̲̪ȇǙܱ ̑˷ ǪǵdzǮ Ǫ̸̰̑˷ ‫ﺟﴪ‬
........ː̫֙Թ‫˧̀˅ك‬ː̫֙Ǚ˅̭̾߱ Ǫ

˲ˊȐࠄ ̊ ܳ Ȑ̤˰˒ܱ ̤Ǫǭǵ˅̰߼Ǫȇǭ˅̾߬Ǫ̳˱̵߆ ȉ ˰̰̑˷ ۡ ̭ȓ̙̂Ǚࠇ̟˅̊ ǵȇ Ȑ

‫ق‬ǵࠇ̢̇ ̚˧‫ق‬ǫȓȇࠒ ǫȓ̬̽˴̽˴̋ ̤ǪȉȐ߱Ǫȇࠃ ǪȔ
.........‫و ﲻﺮ‬ː̻˰̋ ˷Ǚȅ˅̪ҡȓǪ

˰ˋ̉ࠅ ˅̤̏Ǫ˰̀˧̸̤Ǫ‫ ݯ‬ǫȓȇ..........̬̽‫ ̮ ހ‬ǭdz˅˨ ǭ˅̀˧ ː‫ ކ‬ԴǙ̬ ‫˧خ‬

Ȑ ǫȓȇ̵̬˴̉
Ȑ ǫȓ‫ك‬Ǫ̸̧ ̥Ǫ‫ك ˧ˍ̾ˋ˅ك‬Ǫ̸ˬ ǫȓࠃ ǪȔ
.......... ‫اﻟﺮؤوف‬

.........‫ اﻟﺴﻌﺎدة‬Ǭ Ǫ̸ˈǫȓ˅̰̤߷ ˦˗̙.....Շ˅̙ܰ ̾̄ ˬǙ‫ك‬dz˅̋ ˷ˇ ˧˅˽ ȇ‫ ܱ ߆˧̀˅ك‬ˣ ‫إﱃ ﲠ‬

...... ‫ و رﳝﻮش‬ǭ˅֙ȇǤࠇ˷ ǫȓ‫ت‬ҟ˅˭Ǯ ‫ ﺑﻨﺎ‬ǽȇǵǫȓࠃ ǪȔː˽ ˅˭ȇ ....Ǯ ҟ˅˭ȇ ....ȃǪ̸ˬ ǫȓǭ‫̢̤ˍٸ‬Ǫܱ ̧ ʿ˅̊ ߘ ࠃ ǪȔ

.̈ ̀ Ǫ̸˕߼Ǫࠆ ̫̋ ̤Ǫ˰̶߫ǪǪ˱̵̩ࠂȉ ˰̵ǫȓǙ˰̾̋ ˈ̬̪ȇǫȓˇ ̻˲̜̬̪ǭ˲̠˱߼Ǫ̳˱̵Ƕ˅֙ȔǪࠄ ̊ ‫ ࠃ ߘ̪̬˷˅ ̊˰ م‬ǪȔ

Ǥ˅̙ȇ‫ ޜ‬Է̬ˊ
 ˅‫̜ ̧ ˇ؛˰ء‬Թ̬߼Ȁ ȇ˲߬Ǫ̳˱̵

˅‫̪˅̯ز‬ǫȓȉǵ˰̻̬̪ǭdz̸߼Ǫȉ Ǵȇ

̣ ̪ǫȓȇːˋࠌ̳ʼ ̧ ̪ˇ ̧ ̛̜ ̫̋ ˈ

˅‫̭̾˅̪̬ࠀ̙ز‬dz̬̪˲̄ ̋ ̻ȅ ȓ̂ˈ

߷ ߝ ́ ̚˧ǭ‫̤ ˾̏ٸ‬Ǫ‫ ݼك‬ǫȓ

...˲̢ˊ̸ˈ˴̽˴̋ ̤Ǫ‫ ق‬ǫȓࠆ ˡҡȓ̴˸ ̭̚ ‫ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺘﻮاﺿﻊ إﱃ ﻣﻦ ﰷﰮ وﺷﻘﻲ‬ȉ ˰̵ǫȓ

... ‫ ﺳﻠﻄﺎﻧﺔ‬ː̤̾˅̤̏Ǫࠒ ǫȓ‫ ﺑﻪ ﰲ ﻃﺮﯾﻘﻲ واﻟﱵ ﺗﻐﻤﺮﱐ ﺑﺪﻋﻮاﲥﺎ‬Ǥޯ ˕̑˷ ȓǫȉ ߳Ǫǵ̸̰̤Ǫȇȅ˅̰߬Ǫ̈ ˋ̲̪ࠃ ǪȔ

...۸ ˷Թȇ ، ‫ ﻓﺎﱒ‬،‫̤̏˅ م‬Ǫ˰ˋ̉‫ م‬Ǫ̸ˬȔǪǭ˅̾߬Ǫ̳˱̵߆ ܱ ̪˅̊ dzȇȉ ˰̰̑˷ ࠕ̬̪ࠃ ǪȔ

. ː̰̫̾˸ ̼˅̲˖̾ˈː̋ ‫̤ ܱ ࠘ އ‬Ǫǭ˰̀˧̸̤Ǫܱ ˬ ǫȓܱ ˌ̾ˍ˧ȇ ، ܱ ̝̻˰˽ȇܱ ̤̾˅̎ࠃ ǪȔ̴̻˰̵ǫȓȇ

˼ ˬ ǫȓȇ, ‫̵˰ي ﳍﻢ ﻫﺬا اﳉﻬﺪ اﳌﺘﻮاﺿﻊ‬ǫȓˇ ̻˲̜̬̪ȇȓǫ˰̾̋ ˈ̬̪ǤǪ̸˷̣ ̫̋ ̤ǪǪ˱̵Ƕ˅֙Ǫ߆ ‫إﱃ ߘ̪̬˷˅ ̊˰ م‬
.Ǫ‫ࠕ ߷˭ٸ‬Ǫ˴ˠː؈˲̢̤Ǫ˅‫ ̧د‬ʿ˅̊ ࠃ Ǫȇ "ȅ˅̲˧dz˅̾̉"ː̪̀˅߾Ǫ˲̠߳Դ

ːؒ ̑˸ ̮ ȃҠ ̋ ˺̬ˊ
 ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻرات‬

‫ص ‪ :‬ﺻﻔﺣﺔ ‪.‬‬

‫ص ص ‪ :‬ﻣن اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻰ اﻟﺻﻔﺣﺔ ‪.‬‬

‫ط ‪ :‬طﺑﻌﺔ ‪.‬‬

‫د‪ .‬ط ‪ :‬دون طﺑﻌﺔ ‪.‬‬

‫د‪ .‬د ‪ .‬ن ‪ :‬دون دار اﻟﻧﺷر‪.‬‬

‫د ‪ .‬ب ‪ .‬ن ‪ :‬دون ﺑﻠد اﻟﻧﺷر‪.‬‬

‫د‪ .‬س ‪ .‬ن‪ :‬دون ﺳﻧﺔ اﻟﻧﺷر‪.‬‬

‫م ‪ :‬اﻟﻣﺎدة ‪.‬‬

‫ق ‪ .‬م ‪.‬ج ‪ :‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪.‬‬

‫‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ‪.‬‬ ‫ق‪ .‬أ‪ .‬ج‬

‫ج ‪ .‬ر ‪.‬ع ‪ :‬ﺟرﯾدة رﺳﻣﯾﺔ ﻋدد ‪.‬‬

‫ج ‪ :‬ﺟزء ‪.‬‬
 ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬

‫إذا ﺗـ ـ ـ ــوﻓّرت ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ـ ـ ــد أرﻛﺎﻧـ ـ ـ ــﻪ وﻧﺷـ ـ ـ ــﺄ ﺻـ ـ ـ ــﺣﯾﺣﺎ ﻓﺈﻧـ ـ ـ ــﻪ ﯾرﺗ ـ ـ ـ ـب آﺛـ ـ ـ ــﺎرﻩ اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﻗﺻـ ـ ـ ــدﻫﺎ‬

‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ‪ ،‬وﺗﺧﻠـ ــص ﻟـ ــﻪ ﻗوﺗـ ــﻪ اﻟﻣﻠزﻣ ـ ــﺔ وﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ وﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ أط ارﻓ ـ ــﻪ ﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻣـ ــﺎ إﻟﺗزﻣـ ــﺎ ﺑ ـ ــﻪ ‪،‬‬

‫ذﻟ ــك ﻷن اﻟﻌﻘ ــد ﻣﻠـ ــزم ﻷط ارﻓ ــﻪ ‪ ،‬وﻫ ــذﻩ اﻟﻘـ ــوة ﻫ ــﻲ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌ ــرف ﺑﻘﺎﻋ ــدة اﻟﻌﻘـ ــد ﺷـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن‪،‬‬

‫اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻣﻔﺎدﻫـ ـ ــﺎ أﻧـ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﺗﻘﯾـ ـ ــد ﺑﻬـ ـ ــذﻩ اﻟﻘـ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣـ ـ ــﺔ إﻻّ اﻷﺷـ ـ ــﺧﺎص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن وﯾﻧﺻ ـ ـ ـرف ﻟﻬـ ـ ــؤﻻء‬

‫دوﻧﻬ ـ ــم أﺛ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘﺗﺻ ـ ــر إﻟﺗـ ـ ـزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣوﺿ ـ ــوع اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻓﻘ ـ ــط ﺑﻣﻌﻧ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــم‬

‫اﻹﺗﻔـ ــﺎق ﻋﻠﯾـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓـ ــﺈذا ﻛﺎﻧـ ــت آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــد ﺗﺗﺣـ ــدد ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث ﻧطﺎﻗﻬـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻻ ﺗﻧﺻـ ــرف‬

‫إﻟﻰ اﻟﻐﯾر وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﻘﺻور ﺣﻛم اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو ﺑﻧﺳﺑﯾﺔ آﺛﺎر اﻟﻌﻘد‪.‬‬

‫وﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﺈذا ﻟـ ــم ﯾﻛـ ــن اﻟﺷـ ــﺧص طرﻓ ـ ـﺎً ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــد ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻻ ﯾﻠﺗـ ــزم ﺑﻣﻘﺗﺿـ ــﺎﻩ وﻻ ﯾﺳـ ــﺗﻔﯾد ﻣﻧـ ــﻪ وﻻ‬

‫ﯾﻛﺗﺳـ ــب أي ﺣ ـ ـق ﺑﻣوﺟﺑـ ــﻪ ﻓﻬـ ــل ﻫـ ــذا اﻟﻣﻔﻬـ ــوم ﻣطﻠـ ــق؟ أم أﻧـ ــﻪ ﯾﺳـ ــﺗوﺟب إﻋﻣـ ــﺎل ﻗﺎﻋ ـ ـدة ﻋـ ــدم ﻧﻔـ ــﺎذ‬

‫اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣق اﻟﻐﯾر؟‪.‬‬

‫اﻟﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد ﯾﺳـ ـ ــﺗوﺟب ﻛـ ـ ــل ﺷـ ـ ــﺧص ﺗرﺑطـ ـ ــﻪ ﺻـ ـ ــﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن ‪ ،‬ﻛـ ـ ــﺎﻟﺧﻠف اﻟﻌـ ـ ــﺎم واﻟﺧﻠ ـ ـ ـف‬

‫أن أﺛ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد ﯾﻣﺗ ـ ــد ﻛ ـ ــذﻟك إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻐﯾ ـ ــر اﻷﺟﻧﺑ ـ ــﻲ وﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺧ ـ ــﺎص واﻟ ـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌ ـ ــﺎدﯾﯾن‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ّ‬

‫ﯾﺳـ ـ ــﻣﻰ ﺑﺎﻹﺷـ ـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ـ ــر ﺑﺣﯾـ ـ ــث ﯾﻛﺗﺳـ ـ ــب ﻫـ ـ ــذا اﻷﺟﻧﺑـ ـ ــﻲ ﺣﻘوﻗ ـ ـ ـﺎً دون أن ﯾﻛـ ـ ــون ﻣـ ـ ــن‬

‫اﻷط ـراف اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﻻ ﯾﻠﺗــزم ﺑ ـﺈﻟﺗزام ﻟــم ﯾﺷــﺗرك ﻓــﻲ إﺑ ارﻣــﻪ ﻛﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﻬــد ﻋــن اﻟﻐﯾــر‬

‫ﻓﻠﻠﻐﯾر ﻫﻧﺎ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺑول اﻟﺗﻌﻬد أو رﻓﺿﻪ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫ﺑﺈﻋﺗﺑ ـ ــﺎر أن إﻟﺗـ ـ ـزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن وﻣ ـ ــن ﺗـ ـ ـرﺑطﻬم ﺻ ـ ــﻠﺔ ﺑﻬ ـ ــم ﻣﻘﺻ ـ ــور ﻓﻘ ـ ــط ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣوﺿ ـ ــوع‬

‫اﻟﻌﻘ ــد وﺟ ــب ﺗﺣدﯾ ــد ﻣﺿ ــﻣون اﻟﻌﻘ ــد ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻗواﻋ ــد ﺗﻔﺳ ــﯾرﻩ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺳ ــﻬل ﻟﻧ ــﺎ اﻟﻛﺷ ــف ﻋ ــن إرادة‬

‫وﻧﯾ ـ ـﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﻓـ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻣـ ــﺎ ﺗوﻟـ ــد ﻣـ ــن اﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت‪ ،‬ﺑﺣﯾـ ــث ﯾﺻـ ــﺑﺢ ﻛـ ــل طـ ــرف ﻣﺳـ ــؤوﻻً ﻋـ ــن‬
‫ّ‬

‫ﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻣـ ــﺎ إﻟﺗـ ــزم ﺑـ ــﻪ وﻫـ ــذﻩ ﻫـ ــﻲ اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌﺗﺑـ ــر ﻛﺟ ـ ـزاء ﻟﻠﻘـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗـ ــﻲ ﻻ‬

‫ﺗﻘـ ــوم إﻻّ ﻋﻧـ ــد إﺳـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﯾﻧـ ــﻲ ﻓﺎﻷﺻـ ــل أن ﯾﺟﺑـ ــر اﻟﻣـ ــدﯾن ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﯾﻧـ ــﻲ ﻣـ ــﺎ ﺑﻘـ ــﻲ‬

‫ﻫـ ــذا ﻣﻣﻛﻧـ ــﺎ‪ ،‬وﻣﺗـ ــﻰ ﺻـ ــﺎر ﻣﺳـ ــﺗﺣﯾﻼ وﻛـ ــﺎن اﻟﻣـ ــدﯾن ﻫـ ــو اﻟﻣﺳـ ــؤول ﻋـ ــن ﻋـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﺣﻛـ ــم ﻋﻠﯾـ ــﻪ‬

‫ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن ذﻟك ‪.‬‬

‫ﻛﻣ ـ ــﺎ أوﺟ ـ ــد اﻟﻣﺷ ـ ــرع ﻛ ـ ــذﻟك أﺳ ـ ــﺑﺎب ﻗﺎﻧوﻧﯾ ـ ــﺔ وﻗررﻫ ـ ــﺎ ﻹﻧﺣ ـ ــﻼل اﻟﻌﻘ ـ ــد وذﻟ ـ ــك ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق‬

‫اﻟﻔﺳ ــﺦ اﻟ ــذي ﻻ ﯾﻘ ــﻊ إﻻّ ﺣﯾ ــث ﯾﻛ ــون اﻟﻌﻘ ــد اﻟﻘ ــﺎﺋم ﻋﻘ ــداً ﻣﻠزﻣـ ـﺎً ﻟﻠﺟ ــﺎﻧﺑﯾن ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ــث ﯾﺟ ــوز ﻟﻠط ــرف‬

‫اﻵﺧر طﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد أو ﯾدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪.‬‬

‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن أﺛر اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ؟‬

‫ﺗﻘﺳ ــﯾم ﺑﺣﺛﻧ ــﺎ إﻟ ــﻰ ﻓﺻ ــﻠﯾن ‪ ،‬ﻧﻌ ــرض ﻓ ــﻲ اﻟﻔﺻ ــل‬ ‫وﻟﻺﺟﺎﺑ ــﺔ ﻋ ــن ﻫ ــذﻩ اﻹﺷ ــﻛﺎﻟﯾﺔ ارﺗﺄﯾﻧـ ـﺎ‬

‫اﻷول اﻟﻘـ ـ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ـ ــﺑﺔ ﻟﻸﺷـ ـ ـ ــﺧﺎص ‪ ،‬وﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻔﺻـ ـ ـ ــل اﻟﺛـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ اﻟﻘـ ـ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ـ ــﺑﺔ‬

‫ﻟﻠﻣوﺿوع ‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص‬

‫ﺗﺧﺿ ـ ــﻊ اﻟﻘ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ـ ــد ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟﻸﺷ ـ ــﺧﺎص إﻟ ـ ــﻰ ﻣﺑ ـ ــدأ ﻫ ـ ــﺎم ﻫ ـ ــو ﻣﺑ ـ ــدأ ﻧﺳ ـ ــﺑﯾﺔ أﺛ ـ ــر‬
‫اﻟﻌﻘ ـ ــد واﻟ ـ ــذي ﻧﻘﺻ ـ ــد ﺑـ ـ ـﻪ أن اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻻ ﯾﻠ ـ ــزم ّإﻻ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻓ ـ ــﻼ ﯾﻧ ـ ــﺗﺞ أﺛـ ـ ـرﻩ إﻻ ﻓ ـ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ـ ــﺔ طرﻓﯾ ـ ــﻪ‬
‫ﻓﺎﻷﺻـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﻘـ ــوق واﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻧﺷـ ــﺄ ﻋـ ــن اﻟﻌﻘـ ــد وﺗﺗرﺗـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ ّأﻧﻬـ ــﺎ ﺗﻧﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ ذﻣـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن دون ﺳـ ـ ـواﻫﻣﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻘ ـ ــد ﻻ ﯾﻔﯾ ـ ــد وﻻ ﯾﺿ ـ ــر ﻏﯾ ـ ــر طرﻓﯾ ـ ــﻪ‪ ،‬إﻻ أن ﻫ ـ ــذﻩ اﻵﺛ ـ ــﺎر ﻻ ﺗﺗوﻗ ـ ــف‬
‫ﻷن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻻ ﯾﻣﺛـ ــل ﻧﻔﺳـ ــﻪ ﻓﺣﺳـ ــب ﺑـ ــل ﯾﻣﺛـ ــل‬
‫ﻋﻧـ ــد طرﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــد‪ ،‬ﺑـ ــل ﻛـ ــذﻟك ﺗﻣﺗـ ــد إﻟـ ــﻰ ﺧﻠﻔﻬﻣـ ــﺎ ّ‬
‫أﯾﺿـ ــﺎ ﺧﻠﻔـ ــﻪ ﻛﻣـ ــﺎ ﯾـ ــؤﺛر اﻟﻌﻘـ ــد ﻓـ ــﻲ ﺣﻘـ ــوق داﺋﻧـ ــﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻟﻌـ ــﺎدﯾﯾن ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ ﯾـ ــؤدي اﻟﻌﻘـ ــد ﻣـ ــن‬
‫زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻌﺎم ﻟﻠداﺋﻧﯾن‪.‬‬

‫ﻣ ـ ــن ﺛﻣ ـ ــﺔ ﻓﺎﻟﻌﻘ ـ ــد ﯾﻌ ـ ــد ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻷط ارﻓ ـ ــﻪ ﺗﺻـ ـ ـرﻓﺎ ﻗﺎﻧوﻧﯾ ـ ــﺎ )‪ ،(1‬ﺗﺗرﺗ ـ ــب ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﺣﻘ ـ ــوق وواﺟﺑ ـ ــﺎت‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر ﻣﺟرد واﻗﻌﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ )‪ ،(2‬ﺗﻛون ﻧﺎﻓذة ﻓﻲ ﺣﻘﻬم‬

‫ﻟد ارﺳ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــذﻩ اﻵﺛ ـ ــﺎر ﻗﺳ ـ ــﻣﻧﺎ ﻫ ـ ــذا اﻟﻔﺻ ـ ــل إﻟ ـ ــﻰ ﻣﺑﺣﺛ ـ ــﯾن ﻧﻌ ـ ــرض ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﺑﺣ ـ ــث اﻷول آﺛ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﻌﻘـ ــد اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻧﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن واﻟﺧﻠـ ــف واﻟـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌـ ــﺎدﯾﯾن‪ ،‬وﻓـ ــﻲ اﻟﻣﺑﺣـ ــث اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ إﻧﺻ ـ ـ ارف‬
‫أﺛـ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﻐﯾـ ـ ــر وﻫـ ـ ــو اﻹﺳـ ـ ــﺗﺛﻧﺎء اﻟـ ـ ــذي ﯾﻛﺗﺳـ ـ ــب ﻓﯾـ ـ ــﻪ اﻟﻐﯾـ ـ ــر ﺣﻘـ ـ ــﺎ ﻋـ ـ ــن طرﯾـ ـ ــق‬
‫اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ واﻟﺗﻌﻬد ﻋﻧﻪ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬ﻧﻘﺻـ ـ ــد ﺑﺎﻟﺗﺻـ ـ ــرف اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧوﻧﻲ ‪ :‬ﻫـ ـ ــو ﻣﺻـ ـ ــدر ﻣـ ـ ــن ﻣﺻـ ـ ــﺎدر اﻻﻟﺗ ـ ـ ـزام اﻹرادﯾـ ـ ــﺔ وذﻟـ ـ ــك ﻋـ ـ ــن طرﯾـ ـ ــق اﻟﻌﻘـ ـ ــد أو اﻹرادة‬
‫اﻟﻣﻧﻔـ ـ ــردة‪ .‬أﻧظـ ـ ــر_ ﻣﺣﻣـ ـ ــد ﺣﺳـ ـ ــﻧﯾن ‪ ،‬اﻟـ ـ ــوﺟﯾز ﻓـ ـ ــﻲ ﻧظرﯾـ ـ ــﺔ اﻻﻟﺗ ـ ـ ـزام ﻣﺻـ ـ ــﺎدر اﻻﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت وأﺣﻛﺎﻣﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون اﻟﻣـ ـ ــدﻧﻲ‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 1983 ،‬ص‪. 10.‬‬ ‫اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬د‪.‬ط‬

‫)‪ - (2‬اﻟواﻗﻌ ـ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ـ ــﺔ ‪ :‬ﻫـ ـ ـﻲ ﻛ ـ ــذﻟك ﻣ ـ ــن ﻣﺻ ـ ــﺎدر اﻻﻟﺗـ ـ ـزام ﻏﯾ ـ ــر اﻹرادﯾ ـ ــﺔ وﺗﺗﻣﺛ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻏﯾ ـ ــر اﻟﻣﺷ ـ ــروع أي اﻟﻔﻌ ـ ــل‬
‫اﻟﺿ ــﺎر أو ﻛ ــذﻟك ﻓ ــﻲ اﻹﺛـ ـراء ﺑ ــﻼ ﺳ ــﺑب ) اﻟﻔﻌ ــل اﻟﻧ ــﺎﻓﻊ ( وأﺧﯾـ ـ ار ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون ‪ ،‬أﻧظـــر ﻣﺣﻣـــد ﺣﺳـــﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟـــﻊ ﻧﻔﺳ ــﻪ‬
‫ص‪. 10 .‬‬
‫)‪ - (3‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ‪ ،‬د ‪ .‬ط ؛ ﻣوﻓر ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2010‬ص‪. 397.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬اﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن واﻟﺧﻠف واﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن‬

‫ﻧﻘﺻـ ـ ــد ﺑﺎﻧﺻ ـ ـ ـراف آﺛـ ـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻛﺳـ ـ ــب اﻟﺣﻘـ ـ ــوق وﺗﺣﻣـ ـ ــل اﻻﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت‪ ،‬وأول ﻣ ـ ـ ـن ﺗﻧﺻـ ـ ــرف‬
‫إﻟ ـ ــﯾﻬم ﻫ ـ ــذﻩ اﻵﺛ ـ ــﺎر ﻫ ـ ــم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن‪ ،‬ﻏﯾ ـ ــر أن اﻟﺷ ـ ــﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻗ ـ ــد ﯾﻣ ـ ــوت وﯾﺗ ـ ــرك ﻣ ـ ــﺎﻻً‪ ،‬أو ﻗ ـ ــد‬
‫ﯾﺗﺻـ ــرف ﻓـ ــﻲ ﻣﺎﻟـ ــﻪ أﺛﻧـ ــﺎء ﺣﯾﺎﺗـ ــﻪ وﻣـ ــن ﻫﻧـ ــﺎ وﺟـ ــد اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم واﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن واﻟذﯾن ﯾﺗﺄﺛرون ﺑﺎﻟﻌﻘد ﺑﻣﺎ ﯾزﯾد أو ﯾﻧﻘص ﻣن اﻟﺿﻣﺎن‬

‫ﻣـ ــن ﺛﻣـ ــﺔ ﻓ ـ ـﺈ ّن أﺛـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد ﯾﻧﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن و إﻟـ ــﻰ ﺧﻠﻔﻬﻣ ـ ـﺎ ﺳ ـ ـواء اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم أو‬
‫اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص أو إﻟﻰ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬أﺛر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن واﻟﺧﻠف‬

‫ﯾﻧﺻ ـ ــرف أﺛ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺑﻣﺟ ـ ــرد اﻧﻌﻘ ـ ــﺎدﻩ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻓﯾﺻ ـ ــﺑﺢ ﻛ ـ ــل ﻣﻧﻬﻣ ـ ــﺎ داﺋﻧ ـ ــﺎ ﺑﻣ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻪ‬
‫وﻣدﯾﻧﺎ ﺑﻣﺎ ﻋﻠﯾﻪ وﯾﻣﺛل اﻟﻌﺎﻗد ﻓﻲ ﺗﺻرﻓﻪ ﺧﻠﻔﻪ اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‬

‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدان ﻫﻣﺎ طرﻓﺎ اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺑرﻣﺎﻧﻪ ﺑﺈﺳﻣﻬﻣﺎ وﻟﺣﺳﺎﺑﻬﻣﺎ ‪ ،‬وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﯾﻠﺗزم ﻛل طرف ﺑﻣﺎ‬
‫)‪(5‬‬
‫‪ ،‬وﻗد ﻧﺻت‬ ‫رﺗّﺑﻪ اﻟﻌﻘد ﻣن آﺛﺎر ﻛﺈﻟﺗزاﻣﻬﻣﺎ ﺑﺈﺣﺗرام اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﻘد ﯾﻌﺗﺑر ﻛﺎﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬم‬
‫أن ‪ » :‬اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﺟوز ﻧﻘﺿﻪ وﻻ ﺗﻌدﯾﻠﻪ إﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎق‬
‫م ‪ 106‬ﻣن ق‪ .‬م‪ .‬ج ﻋﻠﻰ ّ‬
‫)‪(6‬‬
‫اﻟطرﻓﯾن ‪ ،‬أو ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون «‪.‬‬

‫)‪ - (4‬ﻋﺑ ــد اﻟﻣ ــﻧﻌم ﻓ ــرج اﻟﺻ ــدﻩ ‪ ،‬ﻧظرﯾ ــﺔ اﻟﻌﻘ ــد ﻓ ــﻲ ﻗـ ـواﻧﯾن اﻟ ــﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ دار اﻟﻧﻬﺿ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋ ــﺔ واﻟﻧﺷ ــر‬
‫ﻟﺑﻧﺎن ‪ ،1974‬ص ص ‪. 527 – 526.‬‬
‫)‪ - (5‬ﻋﻠ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾ ـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟﻺﻟﺗـ ـ ـزام ‪ ،‬ﻣﺻ ـ ــﺎدر اﻹﻟﺗـ ـ ـزام ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻟﻣ ـ ــدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋ ـ ــري ‪ ،‬ط‪ 6 .‬؛ دﯾـ ـ ـوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2005‬ص ‪. 85.‬‬
‫)‪ - (6‬أﻣـ ـ ــر رﻗـ ـ ــم ‪ 58 / 75‬ﻣـ ـ ــؤرخ ﻓـ ـ ــﻲ ‪ 26‬ﺳـ ـ ــﺑﺗﻣﺑر ‪ ، 1975‬اﻟﻣﺗﺿـ ـ ــﻣن اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون اﻟﻣـ ـ ــدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌـ ـ ــدل واﻟﻣـ ـ ــﺗﻣم ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪.‬ع‪.‬‬
‫‪.78‬‬

‫‪4‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻣ ـ ـ ـﺎ ﺑﺎﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون ‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﻻ‬

‫وﻣﻔـ ـ ــﺎد ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻣـ ـ ــﺎدة أن ﯾﻠﺗـ ـ ــزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن ﺑﺎﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻛﻣـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــو ﻛـ ـ ــﺎن إﻟﺗز ً‬
‫ﯾﺟ ـ ــوز ﻷﺣ ـ ــدﻫﻣﺎ أن ﯾ ـ ــﻧﻘص ﻣ ـ ــن إﻟﺗزاﻣﺎﺗ ـ ــﻪ أو ﯾﻌ ـ ــدل ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ إﻻ ﺑﻣواﻓﻘ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد اﻵﺧ ـ ــر ﺑﻣﻌﻧ ـ ــﻰ ﻻ‬
‫ﯾﺳـ ــري ﻛـ ــل ﻧﻘـ ــص أو ﺗﻌـ ــدﯾل ﻓـ ــﻲ اﻹﻟﺗ ـ ـزام إﻻ ﺑﺎﻹﺗﻔـ ــﺎق ﻣـ ــﻊ اﻟطـ ــرف اﻵﺧـ ــر أو ﻓـ ــﻲ ﺑﻌـ ــض اﻟﺣـ ــﺎﻻت‬
‫)‪(7‬‬
‫‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﺑ ـ ــﯾن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣ ـ ــﺎﻻت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﺟﯾزﻫ ـ ــﺎ وﯾﻘررﻫ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون ﻟﺗﻌ ـ ــدﯾل‬ ‫اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﺟﯾزﻫ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﻘـ ــد ﻣـ ــﺛﻼ اﻟظـ ــروف اﻟطﺎرﺋـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺳـ ــﻧﺗطرق اﻟﯾﻬـ ــﺎ ﻻﺣﻘـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ د ارﺳـ ــﺗﻧﺎ ﻫـ ــذﻩ أو ﯾﻘررﻫـ ــﺎ ﻟﻧﻘﺻـ ــﻪ إذا‬
‫)‪(8‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻛﺎن اﻟﻌﻘد ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم‬

‫ﯾﺑﺎﺷـ ــر اﻟﺷـ ــﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻋﻣﻠﯾ ـ ـﺔ إﺑ ـ ـرام اﻟﻌﻘـ ــد ﺑﻧﻔﺳـ ــﻪ أو ﺑواﺳـ ــطﺔ ﺷـ ــﺧص آﺧـ ــر ﯾﻛـ ــون وﻛـ ــﯾﻼ‬
‫أو ﻧﺎﺋﺑ ــﺎ ﻋﻧ ــﻪ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻌﺗﺑ ــر ﻫ ــذﯾن اﻷﺧﯾـ ـرﯾن طرﻓـ ـﺎً ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد ﺑ ــل ﻫﻣ ــﺎ أﺟﻧﺑﯾـ ـﺎن ﻋﻧ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﻣ ــﺎ ﯾﻧﺷ ــﺄ ﻋ ــن‬
‫)‪(9‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻘد ﻣن ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت ﺗﺿﺎف إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻷﺻﯾل‬

‫ﻛﻣ ــﺎ ﯾﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻟﺷ ــﺧص ﻣـ ــﻊ ﻧﻔﺳ ــﻪ ‪ ،‬و ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻓﺈﻧﻧ ــﺎ ﺳـ ــﻧﻌرض اﻟﻧﯾﺎﺑ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗ ــد ﻓـ ــﻲ ﻧﻘط ــﺔ أوﻟـ ــﻰ‬
‫وﻣن ﺛﻣﺔ ﺗﻌﺎﻗد اﻟﺷﺧص ﻣﻊ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻧﻘطﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد‬

‫ـﻧص ﻋﻠـ ــﻰ ‪ » :‬إذا أﺑــــرم اﻟﻧﺎﺋــــب ﻓــــﻲ ﺣــــدود ﻧﯾﺎﺑﺗــــﻪ‬

‫طﺑﻘ ــﺎ ﻟـ ــﻧص م‪ 74 .‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺗـ ــﻲ ﺗ ـ ّ‬
‫ﻋﻘــــدا ﺑﺎﺳــــم اﻷﺻــــﯾل ‪ ،‬ﻓــــﺈن ﻣــــﺎ ﯾﻧﺷــــﺄ ﻋــــن ﻫــــذا اﻟﻌﻘــــد ﻣــــن ﺣﻘــــوق واﻟﺗزاﻣــــﺎت ﯾﺿــــﺎف إﻟــــﻰ‬
‫اﻷﺻــــﯾل‪ ،(10) «.‬وم‪ 75 .‬ﻣ ــن ﻧﻔ ــس اﻟﻘ ــﺎﻧون ‪ » :‬إذا ﻟــــم ﯾﻌﻠــــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــــد وﻗــــت إﺑــــرام اﻟﻌﻘــــد أﻧــــﻪ‬
‫ﯾﺗﻌﺎﻗـــد ﺑﺻـــﻔﺗﻪ ﻧﺎﺋﺑـــﺎ ‪ ،‬ﻓـــﺈن أﺛـــر اﻟﻌﻘـــد ﻻ ﯾﺿـــﺎف إﻟـــﻰ اﻷﺻـــﯾل داﺋﻧـــﺎ أو ﻣـــدﯾﻧﺎ ‪ ،‬إﻻ إذا ﻛـــﺎن ﻣـــن‬
‫اﻟﻣﻔــــروض ﺣﺗﻣــــﺎ أن ﻣــــن ﺗﻌﺎﻗــــد ﻣﻌــــﻪ اﻟﻧﺎﺋــــب ﯾﻌﻠــــم ﺑوﺟــــود اﻟﻧﯾﺎﺑــــﺔ أو ﻛــــﺎن ﯾﺳــــﺗوي ﻋﻧــــدﻩ أن‬
‫)‪(11‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﺻﯾل أو اﻟﻧﺎﺋب «‬

‫)‪ - (7‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 86.‬‬

‫)‪ - (8‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 86 .‬‬
‫)‪ - (9‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 398.‬‬
‫)‪(10‬‬
‫_أﻣر رﻗم ‪ 58/ 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪(11‬‬
‫_ أﻣر رﻗم ‪ 58/ 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻟﻧﯾﺎﺑ ـ ـ ــﺔ أن ﺗﺣ ـ ـ ــل إرادة ﺷ ـ ـ ــﺧص ﻣﻌ ـ ـ ــﯾن ﯾﺳ ـ ـ ــﻣﻰ اﻟﻧﺎﺋ ـ ـ ــب ﻣﺣ ـ ـ ــل إرادة ﺷ ـ ـ ــﺧص آﺧ ـ ـ ــر ﻫ ـ ـ ــو‬
‫اﻷﺻ ـ ــﯾل ﻓ ـ ــﻲ إﺑـ ـ ـرام ﺗﺻ ـ ــرف ﻗ ـ ــﺎﻧوﻧﻲ اﻟ ـ ــذي ﺗﻧﺻ ـ ــرف آﺛ ـ ــﺎرﻩ إﻟ ـ ــﻰ ذﻣ ـ ــﺔ اﻷﺻ ـ ــﯾل وﻟ ـ ــﯾس إﻟ ـ ــﻰ ذﻣ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻧﺎﺋـ ــب ‪ ،‬وﻋﻠﯾـ ــﻪ ﯾﺑـ ــرم اﻟﻧﺎﺋـ ــب اﻟﻌﻘـ ــد ﺑﺎﺳـ ــم وﻟﺣﺳـ ــﺎب اﻷﺻـ ــﯾل ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﺗﺻـ ــرف وﯾﺗﻔـ ــﺎوض وﯾﻌﺑـ ــر ﻋـ ــن‬

‫إرادة اﻷﺻـ ــﯾل ﻓ ـ ــﺈذا ﺗﺻـ ــرف اﻟﻧﺎﺋ ـ ــب ﻓ ـ ــﻲ ﺣـ ــدود اﻟﻧﯾﺎﺑ ـ ــﺔ وأﺧﺑ ـ ــر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻣﻌـ ــﻪ ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﯾﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﺑﺻ ـ ــﻔﺗﻪ‬
‫ﻧﺎﺋﺑﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن آﺛﺎر اﻟﻌﻘد ﻣن ﺣﻘوق وواﺟﺑﺎت ﺗﻧﺻرف إﻟﻰ ذﻣﺔ اﻷﺻﯾل )‪.(12‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺗﻌﺎﻗد اﻟﺷﺧص ﻣﻊ ﻧﻔﺳﻪ‬

‫ﻧﻘﺻـ ــد ﺑﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻟﺷـ ــﺧص ﻣـ ــﻊ ﻧﻔﺳـ ــﻪ ‪،‬أن ﯾﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻫـ ــذا اﻟﺷـ ــﺧص ﺑﺎﺳـ ــﻣﻪ وﻟﺣﺳـ ــﺎﺑﻪ وﯾﻛـ ــون ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻧﻔ ـ ــس اﻟوﻗ ـ ــت ﻧﺎﺋﺑ ـ ــﺎ ﻋ ـ ــن اﻟﺷ ـ ــﺧص اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻣﻌ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺛﻼ ﻛ ـ ــﺄن ﯾﻘ ـ ــوم ﺑﺷـ ـ ـراء ﻣﻧﻘ ـ ــوﻻ ﻟﻧﻔﺳ ـ ــﻪ ﻛﻠّﻔ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻣﻌـ ــﻪ ﺑﺑﯾﻌـ ــﻪ وﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺗﻧﺻـ ــرف آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــد ﻣـ ــن ﺣﻘـ ــوق وواﺟﺑـ ــﺎت اﻟﻣﺷـ ــﺗري إﻟـ ــﻰ‬
‫اﻟﺷ ـ ــﺧص اﻟ ـ ــذي ﺑﺎﺷ ـ ــر اﻟﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﺑﺈﺳ ـ ــﻣﻪ وﻟﺣﺳ ـ ــﺎﺑﻪ ﻛﻣ ـ ــﺎ وﺗﻧﺻ ـ ــرف ﺣﻘ ـ ــوق وواﺟﺑ ـ ــﺎت اﻟﺑ ـ ــﺎﺋﻊ ﻟﻸﺻ ـ ــﯾل‬
‫ﺑﻣﻌﻧـ ــﻰ اﻟﺷـ ــﺧص اﻟـ ــذي ﻧـ ــﺎب ﻋﻧـ ــﻪ اﻟوﻛﯾـ ــل ﻫـ ــذا ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻷوﻟـ ــﻰ ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾـ ــﺔ‬
‫ﻓﯾﺟـ ــوز أن ﯾﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻟﺷـ ــﺧص ﻓـ ــﻲ ﻧﻔـ ــس اﻟوﻗـ ــت ذاﺗـ ــﻪ ﻧﺎﺋﺑـ ــﺎ ﻋـ ــن اﻟﻣﺷـ ــﺗري وﺗﻧﺻـ ــرف آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــد إﻟـ ــﻰ‬
‫ﻫ ـ ــذﯾن اﻟﺷﺧﺻ ـ ــﯾن اﻵﺧـ ـ ـرﯾن أي ﻟﻠﺑ ـ ــﺎﺋﻊ وﻟﻠﻣﺷ ـ ــﺗري وﻻ ﺗﻧﺻ ـ ــرف ﻟﻠﺷ ـ ــﺧص اﻟ ـ ــذي ﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻣ ـ ــﻊ ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ‬
‫ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻌﺎﻗد ﻻ ﺑﺈﺳﻣﻪ وﻻ ﻟﺣﺳﺎﺑﻪ )‪.(13‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﻠف‬

‫ﯾﻧﺻـ ــرف أﺛـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد إﻟـ ــﻰ اﻟﻌﺎﻗـ ــد ﻧﻔﺳـ ــﻪ ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﻧﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ ﺧﻠﻔﺎﺋـ ــﻪ ﺑﺈﻋﺗﺑـ ــﺎر أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد‬
‫ﯾﻣﺛﻠﻬﻣـ ــﺎ واﻟﺧﻠـ ــف إﻣـ ــﺎ ﯾﻛـ ــون ﺧﻠﻔ ـ ـﺎً ﻋﺎﻣ ـ ـﺎً ٕواﻣـ ــﺎ ﯾﻛـ ــون ﺧﻠﻔ ـ ـﺎً ﺧﺎﺻ ـ ـﺎً ‪ ،‬وﯾﺧﺗﻠـ ــف ﺣﻛـ ــم ﻛـ ــل ﻣﻧﻬﻣـ ــﺎ ﻋـ ــن‬
‫اﻵﺧـ ــر ﻣ ـ ــن ﺣﯾـ ــث إﻧﺻـ ـ ـراف أﺛ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد إﻟﯾ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻋﻠﯾـ ــﻪ ﺳ ـ ــﻧﻌرض أوﻻ إﻧﺻـ ـ ـراف أﺛـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﺧﻠف اﻟﻌﺎم ‪ ،‬وﻣن ﺛﻣﺔ ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪.‬‬

‫)‪ - (12‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 399.‬‬

‫)‪ - (13‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 400 .‬‬

‫‪6‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم‬

‫ﺗـ ــﻧص م ‪ 108‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ﻋﻠـ ــﻰ ‪ » :‬ﯾﻧﺻـــــرف اﻟﻌﻘـــــد إﻟـــــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــــدﯾن واﻟﺧﻠـــــف اﻟﻌـــــﺎم‬
‫ﻣـــﺎ ﻟـــم ﯾﺗﺑـــﯾن ﻣـــن طﺑﯾﻌـــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣـــل أو ﻣـــن ﻧـــص اﻟﻘـــﺎﻧون ‪ ،‬أن ﻫـــذا اﻷﺛـــر ﻻ ﯾﻧﺻـــرف إﻟـــﻰ اﻟﺧﻠـــف‬
‫)‪(14‬‬
‫أن‬
‫‪ ،‬ﯾﺗﺑـ ّـﯾن ﻣــن ﻧــص ﻫــذﻩ اﻟﻣ ـﺎدة ّ‬ ‫اﻟﻌـــﺎم ‪ ،‬ﻛـــل ذﻟـــك ﻣـــﻊ ﻣراﻋـــﺎة اﻟﻘواﻋـــد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـــﺔ ﺑـــﺎﻟﻣﯾراث «‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺑرﻣـ ـ ــﻪ اﻟﻣـ ـ ــورث ﻣـ ـ ــن ﻋﻘـ ـ ــود ﯾﻧﺻـ ـ ــرف إﻟـ ـ ــﻰ ورﺛﺗـ ـ ــﻪ دون اﻹﺧـ ـ ــﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋـ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ــﺎﻟﻣﯾراث‬
‫وﻓ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﺻ ـ ـ ــدد ﯾﻧﺑﻐ ـ ـ ــﻲ ﺗﺣدﯾ ـ ـ ــد اﻟﻣﻘﺻ ـ ـ ــود ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺧﻠف اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم أوﻻً ﺛ ـ ـ ــم ﺗﺑﯾ ـ ـ ــﺎن اﻟﺣ ـ ـ ــﺎﻻت اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﻻ‬
‫ﯾﻧﺻـ ــرف ﻓﯾﻬـ ــﺎ أﺛـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم ﺛﺎﻧﯾ ـ ـﺎً وﻣـ ــن ﺛﻣـ ــﺔ ﺗﺣدﯾـ ــد اﻟﺣـ ــﺎﻻت اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺻـ ــﺑﺢ ﻓﯾﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻐﯾر أﺧﯾ اًر ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم‬

‫ذﻣﺗ ـ ــﻪ اﻟﻣﺎﻟﯾـ ـ ـﺔ ‪ ،‬أي ﯾرﺛ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻛ ـ ــل ﺣﻘوﻗ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﻌ ـ ــﺎم ﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــن ﯾﺧﻠ ـ ــف اﻟﺷ ـ ــﺧص ﻓ ـ ــﻲ ّ‬
‫وﻓـ ــﻲ ﻛـ ــل إﻟﺗزاﻣﺎﺗـ ــﻪ وذﻟـ ــك ﯾﺗﺣﻘـ ــق إذا ﻟـ ــم ﯾوﺟـ ــد إﻻ وراث واﺣـ ــد أو ﻣوﺻـ ــﻰ ﻟـ ــﻪ ﺑﻛـ ــل اﻟﺗرﻛـ ــﺔ‪ ،‬ﻛـ ــذﻟك‬
‫ﻫـ ــو اﻟﺷـ ــﺧص اﻟـ ــذي ﯾﺧﻠـ ــف ﻣورﺛـ ــﻪ وﯾـ ــرث ﺟـ ــزءاً ﻣـ ــن اﻟ ّذﻣـ ــﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫـ ــﺎ ﻣﺟﻣوﻋ ـ ـﺎً ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــﺎل‬
‫ﻛﺎﻟوارث إذا ﻛﺎن ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﯾراث اﻟﺛﻠث أو اﻟرﺑﻊ أو ﻛﺎﻟﻣوﺻﻰ ﻟﻪ ﺑﺛﻠث اﻟﺗرﻛﺔ )‪.(15‬‬

‫ﻓـ ــﺈذا ﻛـ ــﺎن اﻟﺳـ ــﻠف أﺛﻧـ ــﺎء ﺣﯾﺎﺗـ ــﻪ ﻗـ ــد أﺑـ ــرم ﻋﻘـ ــودا ﺗرﺗﺑـ ــت ﻋﻧﻬـ ــﺎ ﺣﻘـ ــوق ﻟـ ــﻪ واﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت ﻋﻠﯾـ ــﻪ‬
‫ﻓﺈﻧﻬـ ـ ــﺎ ﺗﻣﺗـ ـ ــد إﻟـ ـ ــﻰ ﺧﻠﻔـ ـ ــﻪ اﻟﻌـ ـ ــﺎم وﻫـ ـ ــو ﻣـ ـ ــﺎ ﺟـ ـ ــﺎءت ﺑـ ـ ــﻪ م ‪ 108‬ﻣـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج _اﻟﻣـ ـ ــذﻛورة أﻋـ ـ ــﻼﻩ _‬
‫واﻟﺗـ ــﻲ ﻣﻔﺎدﻫـ ــﺎ أﻧـ ــﻪ ﺗﻧﺻـ ــرف آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــد ﻟﻠﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم اﻟـ ــذي ﯾﺗﻣﺗـ ــﻊ ﺑﻣـ ــﺎ إﻛﺗﺳـ ــﺑﻪ ﻣـ ــن ﺣﻘـ ــوق وﯾﻧﻔـ ــذ‬

‫)‪ _ (14‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪(15‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ‪،‬ج‪ ، 2.‬ط‪2.‬‬
‫ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ، 1998‬ص ص‪. 731 – 730.‬‬
‫)‪ _(16‬زﻛرﯾﺎ ﺳ ار ﯾش ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬اﻟﻌﻘد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و ﻟﻠﻧﺷرو اﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ، 2013‬ص‪.135.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﺑﻣـ ـ ــﺎ أوﺟﺑـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن إﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت ّإﻻ اﻟـ ـ ــدﯾون اﻟﺛﺎﺑﺗـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ــﻲ ذﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻣـ ـ ــورث وﻫـ ـ ــو اﻟﺳـ ـ ــﻠف ‪ ،‬ﺗﻛـ ـ ــون‬
‫)‪(16‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺗرﻛﺔ ‪ ،‬وﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻼ ﯾﺗﻌدى إﻟﻰ أﻣواﻟﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ‬

‫أن اﻟﺣﻘـ ـ ــوق‬

‫اﻟﻘﺎﻋـ ـ ــدة ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﺧﻠـ ـ ــف اﻟﻌـ ـ ــﺎم أن أﺛـ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﯾﻧﺻـ ـ ــرف إﻟﯾـ ـ ــﻪ و ﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ ذﻟـ ـ ــك ّ‬
‫)‪(17‬‬
‫‪ ،‬و ﯾﺷـ ــﺗرط ﻹﻧﺗﻘـ ــﺎل اﻟﺣ ــق ﻣـ ــن اﻟﺳـ ــﻠف إﻟـ ــﻰ‬ ‫اﻟﺗ ــﻲ ﯾوﻟّـ ــدﻫﺎ اﻟﻌﻘـ ــد ﺗﻧﺗﻘ ــل إﻟﯾـ ــﻪ ﺑﻌـ ــد ﻣـ ــوت اﻟﺳ ــﻠف‬
‫اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﻌ ـ ــﺎم أن ﯾﻛ ـ ــون ﻣ ـ ــن اﻟﺣﻘ ـ ــوق اﻟﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻺﻧﺗﻘ ـ ــﺎل ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ إذا ﻛ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــن اﻟﺣﻘ ـ ــوق ﻏﯾ ـ ــر اﻟﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻺﻧﺗﻘﺎل ﻛﺣق اﻟﻧﻔﻘﺔ و ﺣق اﻹﻧﺗﻔﺎع ﻓﻼ ﯾﻧﺻرف ﻟﻠﺧﻠف اﻟﻌﺎم ‪.‬‬

‫أﻣ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻺﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﻧﺎﺗﺟـ ــﺔ ﻋـ ــن ﻋﻘـ ــد أﺑرﻣـ ــﻪ اﻟﺳـ ــﻠف إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن اﻟﻣﺷـ ــرع‬

‫اﻟﺟ ازﺋ ــري ﺟﻌ ــل ﻗواﻋ ــد اﻟﻣﯾ ـ ـراث ﻣ ــن اﻟﻧظ ــﺎم اﻟﻌـ ــﺎم ‪ ،‬اﻟﺗ ــﻲ ﻻ ﯾﺟ ــوز اﻹﺗﻔـ ــﺎق ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬ ــﺎ إﺳـ ــﺗﻧﺎداً‬
‫ﻷﺣﻛـ ــﺎم اﻟﺷ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ﺣﯾـ ــث ﻻ ﺗرﻛ ـ ــﺔ إﻻ ﺑﻌـ ــد ﺳـ ــداد اﻟ ـ ــدﯾون وﻫـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﺟـ ــﺎءت ﺑ ـ ــﻪ م ‪1/180‬‬

‫ﻣن ق‪.‬أ ‪.‬ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ‪ » :‬ﯾؤﺧذ ﻣن اﻟﺗرﻛﺔ ﺣﺳب اﻟﺗرﺗﯾب اﻷﺗﻲ ‪:‬‬

‫_‪ 1‬ﻣﺻﺎرﯾف اﻟﺗﺟﻬﯾز‪ ،‬واﻟدﻓن ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻣﺷروع‬

‫_‪2‬اﻟدﯾون اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣﺗوﻓﻰ‬

‫_‪ 3‬اﻟوﺻﯾﺔ ‪.(18) « ...‬‬

‫)‪ _ (17‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.731.‬‬

‫)‪ _(18‬ﻗ ـ ــﺎﻧون رﻗ ـ ــم ‪ 11/84‬ﻣ ـ ــؤرخ ﻓ ـ ــﻲ ‪ 9‬ﺟوﯾﻠﯾ ـ ــﺔ ‪ 1984‬اﻟﻣﺗﺿ ـ ــﻣن ق‪.‬أ‪ .‬ج ‪ ،‬اﻟﻣﻌ ـ ــدل و اﻟﻣ ـ ــﺗﻣم ﺑﻣوﺟ ـ ــب أﻣ ـ ــر رﻗ ـ ــم‬
‫‪ 02 /05‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 27‬ﻓﯾﻔري ‪ .2005‬ج‪.‬ر‪.‬ع‪.15 .‬‬
‫إن اﻟﺣﻘ ـ ــوق اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾوﻟ ـ ــدﻫﺎ اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺗﻧﺗﻘ ـ ــل إﻟ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـوارث ‪،‬أﻣ ـ ــﺎ ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠ ـ ــق ﺑﺎﻹﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت ﻓﻔ ـ ــﻲ اﻟﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳ ـ ــﻼﻣﯾﺔ ﻣﺑ ـ ــدأ ﺧ ـ ــﺎص‬
‫ّ‬
‫ﯾﻘﺿـ ــﻲ ﺑـ ــﺄن ﻻ ﺗرﻛـ ــﺔ إﻻّ ﺑﻌـ ــد ﺳـ ــداد اﻟـ ــدﯾون وﻣﻌﻧـ ــﻰ ذﻟـ ــك أن اﻹﻟﺗ ـ ـزام ﻻ ﯾﻧﺗﻘـ ــل ﻣـ ــن ذﻣـ ــﺔ اﻟﻣـ ــورث اﻟـ ــﻰ ذﻣـ ــﺔ اﻟــ ـوارث ‪ ،‬ﺑـ ــل‬
‫ﯾﺑﻘـــﻰ ﻓ ــﻲ اﻟﺗرﻛ ــﺔ ﺣﺗ ــﻰ ﯾﻧﻘﺿ ــﻲ و ﻣﺗ ــﻰ أﺻ ــﺑﺣت اﻟﺗرﻛـــﺔ ﺧﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻣ ــن اﻟـــدﯾون إﻧﺗﻘﻠـــت ﻣﻠﻛﯾﺗﻬ ــﺎ اﻟ ــﻰ اﻟـ ـوارث ‪ ،‬وﻧﻔﻬـــم ﻣـ ـن ﻫـ ــذا‬
‫أن اﻟ ـ ـوارث ﻓـ ــﻲ اﻟﺷ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻹﺳـ ــﻼﻣﯾﺔ اذا ﻛﺎﻧـ ــت إﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت ﻣورﺛـ ــﻪ ﻻ ﺗﻧﺗﻘـ ــل إﻟـ ــﻰ ذﻣﺗـ ــﻪ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﯾﺗـ ــﺄﺛر ﺑﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﺎﻟرﻏم ﻣـ ــن ذﻟـ ــك ‪ ،‬إذ‬
‫ﻫ ـ ــو ﻻ ﯾ ـ ــرث اﻟﺗرﻛ ـ ــﺔ إﻻ ﺑﻌ ـ ــد ﺳ ـ ــداد اﻟ ـ ــدﯾون ‪ ،‬ﻓﻣ ـ ــﺎ ﯾﺻ ـ ــﯾﺑﻪ ﻣ ـ ــن اﻟﻣﯾـ ـ ـراث إذن ﯾ ـ ــﻧﻘص ﺑﻘ ـ ــدر ﻫ ـ ــذﻩ اﻟ ـ ــدﯾون ‪ _ .‬أﻧظ ـ ــر ﻋﺑ ـ ــد‬
‫اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.731.‬‬

‫‪8‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ب ‪ /‬اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻧﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم‬

‫ـﺄن أﺛ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد ﯾﻧﺻ ـ ــرف إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﻌ ـ ــﺎم أﺣـ ـ ـوال‬
‫ﯾﺳ ـ ــﺗﺛﻧﻰ ﻣ ـ ــن اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻘﺿ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ّ‬
‫وردت اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة إﻟﯾﻬ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻧ ـ ـ ــص م ‪ 108‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج وﻫ ـ ـ ــﻲ ﺣ ـ ـ ــﺎﻻت اﺳ ـ ـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗرﺟ ـ ـ ــﻊ إﻟ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﻘﺗﺿ ـ ــﯾﺎت ﻗواﻋ ـ ــد اﻟﻣﯾـ ـ ـراث ‪ ،‬وﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣ ـ ــﺎﻻت ﺗﺗﻣﺛ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن وطﺑﯾﻌ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣ ـ ــل وأﺧﯾـ ـ ـ ار‬
‫ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫‪ ( 1‬اﻹ ﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻧص اﻟﻌﻘد‬

‫أن اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟ ـ ــذي ﺗ ـ ــم ﺑﯾﻧﻬﻣ ـ ــﺎ ﻗﺑ ـ ــل اﻟﻣ ـ ــوت ‪ ،‬ﻻ ﺗﻧﺻ ـ ــرف آﺛ ـ ــﺎرﻩ إﻟ ـ ــﻰ‬
‫ﯾﺗﻔ ـ ــق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدان ﻋﻠ ـ ــﻰ ّ‬
‫)‪(19‬‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ أﺳـ ــﺎس أن اﻟﻌﻘـ ــد ﺷ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن وذﻟـ ــك طﺑﻘـ ــﺎ ﻟـ ــﻧص اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 106‬ﻣـ ــن‬ ‫اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج ﻛـ ــﺄن ﯾﺗﻔـ ــق اﻟﺳـ ــﻠف ﺑـ ــﺎﻟﺗزام اﻟواﻋـ ــد ﺑﺑﯾـ ــﻊ ﻣﻧـ ــزل ﺑﺷـ ــرط أن ﯾـ ــﺗم ذﻟـ ــك وﻫـ ــو ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﯾـ ــد اﻟﺣﯾـ ــﺎة‬
‫)‪(20‬‬
‫‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﯾﻛون ﻫذا اﻹﺗﻔﺎق ﻣﺧﺎﻟﻔﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪.‬‬

‫‪ ( 2‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل‬

‫ﻧﻘﺻـ ـ ــد ﺑطﺑﯾﻌـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣـ ـ ــل ﻛﺈﺳـ ـ ــﺗﺛﻧﺎء ﻟﻌـ ـ ــدم اﻧﺻ ـ ـ ـراف أﺛـ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ـ ــد إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ـ ــف اﻟﻌـ ـ ــﺎم ‪ ،‬أن‬
‫ﺗ ـ ــﺄﺑﻰ طﺑﯾﻌ ـ ــﺔ اﻟﺣﻘ ـ ــوق واﻹﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟ ـ ــذي أﺑرﻣ ـ ــﻪ اﻟﺳ ـ ــﻠف ﻣ ـ ــن أن ﺗﻧﺗﻘ ـ ــل إﻟ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺧﻠـ ـ ــف اﻟﻌـ ـ ــﺎم ‪ ،‬وﯾﺗﻌﻠـ ـ ــق اﻷﻣـ ـ ــر ﺑﺧﺻـ ـ ــوص اﻟﺣﻘـ ـ ــوق واﻹﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﻛـ ـ ــون ﻣﺣـ ـ ــل إﻋﺗﺑـ ـ ــﺎرات‬
‫ﺷﺧﺻ ــﯾﺔ ‪ ،‬ﻣ ــﺛﻼ ﺣـ ــق اﻻﻧﺗﻔ ــﺎع ﻓﻬ ــو ﻣـ ــن اﻟﺣﻘ ــوق اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻧﻘﺿ ــﻲ ﺑﻣ ــوت اﻟﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ ﻣ ــن دون أن ﯾﻧﺗﻘـ ــل‬
‫إﻟـ ــﻰ اﻟورﺛـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛـ ــذﻟك ﻓـ ــﺈن ﻛـ ــل إﻟﺗ ـ ـزام ﯾﻧﺷـ ــﺄ ﻋـ ــن اﻟﻌﻘـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ أﺳـ ــﺎس إﻋﺗﺑـ ــﺎر ﺷﺧﺻـ ــﻲ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﯾﻧﻘﺿـ ــﻲ‬

‫)‪ - (19‬زﻛرﯾﺎ ﺳراﯾش ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 136.‬‬

‫)‪(20‬‬
‫‪ -‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪402.‬‬
‫_أﻧظر أﯾﺿﺎ ﻋﺑد اﻟرزاق اﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.734.‬‬

‫‪9‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫)‪(21‬‬
‫‪ ،‬ﻛـ ــﺄن ﯾﻠﺗـ ــزم رﺳـ ــﺎم أﻣـ ــﺎم أﺣـ ــد اﻷﺷـ ــﺧﺎص ﺑرﺳـ ــﻣﻪ ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن ﻣـ ــﺎت ﻓـ ــﻼ ﯾﻧﺗﻘـ ــل ﻫـ ــذا‬ ‫ﺑﻣـ ــوت اﻟﻣﻠﺗـ ــزم‬
‫اﻹﻟﺗزام إﻟﻰ ورﺛﺗﻪ ‪.‬‬

‫‪ – 3‬ﻧص اﻟﻘﺎﻧون‬

‫ﻻ ﯾﻧﺻـ ـ ــرف أﺛـ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ـ ــد إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ـ ــف اﻟﻌـ ـ ــﺎم إذا ﻧـ ـ ــص اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــدم إﻧﺗﻘـ ـ ــﺎل اﻟﺣـ ـ ــق أو‬
‫اﻹﻟﺗـ ـ ـزام ﻟ ـ ــﻪ ﻛﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻘـ ـ ــد اﻟﺷ ـ ــرﻛﺔ ﺣﯾ ـ ــث ﺗ ـ ــﻧص م ‪ 1/ 439‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ﻋﻠـ ـ ــﻰ ‪ » :‬ﺗﻧﺗﻬــــــﻲ‬
‫اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻣوت أﺣد اﻟﺷرﻛﺎء أو اﻟﺣﺟر ﻋﻠﯾﻪ أو ﺑﺈﻋﺳﺎرﻩ أو ﺑﺈﻓﻼﺳﻪ‪.(22) « .‬‬

‫وﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈذا ﻛ ــﺎن ﻣ ــوت أﺣ ــد اﻟﺷ ــرﻛﺎء ﯾ ــؤدي إﻟ ــﻰ إﻧﻘﺿ ــﺎء اﻟﺷ ــرﻛﺔ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﻻ ﯾﻧﺻ ــرف أﺛ ــر اﻟﻌﻘ ــد‬
‫)‪(23‬‬
‫إﻟ ـ ـ ــﻰ ﺧﻠﻔ ـ ـ ــﻪ اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﺑﻘ ـ ـ ــوة اﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧون ‪ ،‬ﻛ ـ ـ ــذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ـ ــﺑﺔ ﻟﻌﻘ ـ ـ ــد اﻹﯾﺟ ـ ـ ــﺎر م ‪ 467‬ﻣ ـ ـ ــن ‪ .‬ق‪ .‬م‪.‬ج‬
‫)‪(24‬‬
‫‪ ،‬وﯾﻬـ ــدف اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﻣـ ــن ﻣﻧـ ــﻊ اﻧﺻ ـ ـراف آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــد إﻟـ ــﻰ‬ ‫وﻋﻘـ ــد اﻟوﻛﺎﻟـ ــﺔ م ‪ 586‬ﻣـ ــن ق‪ .‬م‪.‬ج‬
‫اﻟﺧﻠ ـ ـ ــف اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ‪ ،‬ﺣﻣﺎﯾ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠورﺛ ـ ـ ــﺔ ﻣ ـ ـ ــن ﺑﻌ ـ ـ ــض ﺗﺻـ ـ ـ ـرﻓﺎت ﻣ ـ ـ ــورﺛﻬم ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘ ـ ـ ــﺎﻧون ﯾﺑ ـ ـ ــﯾﺢ ﻟﻠﺷ ـ ـ ــﺧص أن‬
‫)‪(25‬‬
‫‪ ،‬وﻣـ ــﻊ‬ ‫ﯾﺗﺻـ ــرف ﻓـ ــﻲ ﻛـ ــل أﻣواﻟـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺗﻛـ ــون ﺗﺻ ـ ـرﻓﺎﺗﻪ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﺻـ ــدد ﻧﺎﻓـ ــذة ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــق اﻟورﺛـ ــﺔ‬
‫ذﻟك ﯾﻘﯾد اﻟﻘﺎﻧون ﺣق اﻟﻣورث ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣواﻟﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﺳﻧﻌرﺿﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ‪.‬‬

‫)‪(21‬‬
‫‪ -‬ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ج‪ ، 1 .‬ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ، 1994‬ص ‪. 117.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ زﻛرﯾﺎ ﺳراﯾش ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪ . 136 .‬و ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.402 .‬‬
‫)‪ -(22‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪ .‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪ - (23‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 05 /07‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 13‬ﻣﺎي ‪ ، 2007‬ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ج ‪ .‬ر‪ .‬ع ‪. 31‬‬
‫)‪ - (24‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬
‫)‪(25‬‬
‫‪ -‬رﻣﺿﺎن أﺑو اﻟﺳﻌود ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬د‪ .‬ط ؛ ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫‪ ، 1996‬ص‪. 489 .‬‬

‫‪10‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬ﺣﺎﻻت ﯾﺻﺑﺢ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻐﯾر‬

‫إن أﺛ ـ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ـ ــد ﻻ ﯾﻧﺻ ـ ـ ــرف دوﻣ ـ ـ ــﺎ إﻟ ـ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠ ـ ـ ــف اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــد ﯾﻌﺗﺑ ـ ـ ــر أﺣﯾﺎﻧ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻐﯾ ـ ـ ــر‬
‫ّ‬
‫ﻛﺈﺳ ــﺗﺛﻧﺎء ﻓﺑﻌ ــدﻣﺎ ﺗطرﻗﻧ ــﺎ اﻟﺣ ــﺎﻻت اﻟﺗ ــﻲ ﻻ ﯾﻧﺻ ــرف ﻓﯾﻬ ــﺎ أﺛ ــر اﻟﻌﻘ ــد إﻟ ــﻰ اﻟﺧﻠ ــف اﻟﻌ ــﺎم ﻣ ــﻊ ﺑﻘﺎﺋ ــﻪ‬
‫ﺧﻠﻔـ ـ ـﺎً ‪ ،‬إﻻّ أﻧ ـ ــﻪ ﺗوﺟ ـ ــد ﺣ ـ ــﺎﻟﺗﯾن ﻻ ﯾﻧﺻ ـ ــرف ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ أﺛ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد إﻟ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـوارث ﻷﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن اﻟﻐﯾ ـ ــر و ﻫﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﻟوﺻ ـ ــﯾﺔ و اﻟﺗﺻ ـ ــرف ﻓ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــرض اﻟﻣ ـ ــوت ﻓﻔ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ـذﯾن اﻟﻔرﺿ ـ ــﯾن ﯾﻧظ ـ ــر ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﻌ ـ ــﺎم‬
‫ﺑﺈﻋﺗﺑ ـ ــﺎرﻩ ﻣ ـ ــن اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻷن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون ﯾﻌط ـ ــﻲ ﻟﻠـ ـ ـوارث ﺣﻘوﻗ ـ ــﺎ ﯾﺗﻠﻘﺎﻫ ـ ــﺎ ﻣﻧ ـ ــﻪ ﻣﺑﺎﺷـ ـ ـرة وﻟ ـ ــﯾس ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق‬
‫)‪(26‬‬
‫اﻟﻣﯾراث ﻋن ﺳﻠﻔﻪ وﯾراد ﺑﻬذﻩ اﻟﺣﻘوق ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟوارث ﻣن ﺗﺻرﻓﺎت ﻣورﺛﻬم اﻟﺿﺎرة ﺑﻪ ‪.‬‬

‫‪ ( 1‬اﻟوﺻﯾﺔ‬

‫ﺗﻛـ ــون ﻓـ ــﻲ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺄﺧـ ــذ ﻓﯾﻬـ ــﺎ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم ﺣﻛـ ــم اﻟﻐﯾـ ــر ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﺗﺻ ـ ـرﻓﺎت ﺳـ ــﻠﻔﻪ إذا‬
‫ﻣـ ــﺎ ﺗﻌﻠﻘـ ــت ﺑﺣﻘـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺗرﻛ ـ ــﺔ ‪ ،‬ذﻟـ ــك ﻷن أﺣﻛـ ــﺎم اﻟﻣﯾ ـ ـراث ﻣـ ــن اﻟﻧظ ـ ــﺎم اﻟﻌـ ــﺎم ﻓـ ــﻼ ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠﻣ ـ ــورث‬
‫اﻟﺧ ــروج ﻋﻧﻬ ــﺎ ‪ ،‬وﺣﻣﺎﯾ ــﺔ ﻟﺣ ــق اﻟـ ـوارث أوﺟ ــد اﻟﻣﺷ ــرع ﺿ ــﻣﺎﻧﺎت ﻋدﯾ ــدة وﻣﻧﻬ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﯾ ــﻧص ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــدم‬
‫ﻧﻔـ ــﺎذ اﻟوﺻـ ــﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــق اﻟورﺛـ ــﺔ ﻓﯾﻣـ ــﺎ زاد ﻋﻠـ ــﻰ ﺛﻠـ ــث اﻟﺗرﻛـ ــﺔ إﻻّ إذا أﺟﺎزوﻫـ ــﺎ ﺑﻌـ ــد وﻓـ ــﺎة ﻣـ ــورﺛﻬم وﻫـ ــو‬
‫ﻣـ ــﺎ ﻧﺻـ ــت ﻋﻠﯾـ ــﻪ م ‪ 185‬ﻣـ ــن ق‪.‬أ‪ .‬ج ‪ » :‬ﺗﻛـــــون اﻟوﺻـــــﯾﺔ ﻓـــــﻲ ﺣـــــدود ﺛﻠـــــث اﻟﺗرﻛـــــﺔ ‪ ،‬وﻣـــــﺎ زاد‬
‫)‪(27‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻠث ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ إﺟﺎزة اﻟورﺛﺔ «‬

‫‪ ( 2‬اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت‬

‫ﺗ ـ ــﻧص م ‪ 408‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻠ ـ ــﻲ ‪ » :‬إذا ﺑـــــﺎع اﻟﻣـــــرﯾض ﻣـــــرض اﻟﻣـــــوت ﻟـــــوارث‬
‫ﻓﺈن اﻟﺑﯾﻊ ﻻ ﯾﻛون ﻧﺎﺟ ازً إﻻّ إذا أﻗرﻩ ﺑﺎﻗﻲ اﻟورﺛﺔ ‪.‬‬

‫أﻣـــﺎ إذا ﺗـــم اﻟﺑﯾـــﻊ ﻟﻠﻐﯾـــر ﻓـــﻲ ﻧﻔـــس اﻟظـــروف ‪،‬ﻓﺈ ّﻧـــﻪ ﯾﻌﺗﺑـــر ﻏﯾـــر ﻣﺻـــﺎدق ﻋﻠﯾـــﻪ و ﻣـــن أﺟـــل ذﻟـــك‬
‫)‪(28‬‬
‫أن ﻛـ ــل ﺗﺻـ ــرف ﺻـ ــدر ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــورث ﻓـ ــﻲ‬
‫‪ ،‬ﯾﺗﺑـ ـ ّـﯾن ﻣـ ــن ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــﺎدة ّ‬ ‫ﯾﻛــــون ﻗــــﺎﺑﻼ ﻟﻺﺑطــــﺎل ‪«.‬‬

‫)‪(26‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 736 .‬‬
‫)‪(27‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 11 / 84‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ق‪.‬أ‪.‬ج ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪(28‬‬
‫_ أﻣر رﻗم ‪ 58/75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﻣ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــن أﻣـ ـ ـوال اﻟﺗرﻛ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــو ﻓ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــرض اﻟﻣ ـ ــوت ‪ ،‬ﺳـ ـ ـواء ﻟـ ـ ـوارث أو ﻷﺟﻧﺑ ـ ــﻲ ﻗﺎﺻ ـ ــدا ﺑ ـ ــﻪ اﻟﺗﺑ ـ ــرع‬
‫ﺗﺻرﻓﺎً ﻣﺿﺎﻓﺎً إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﻣوت وﯾﺄﺧذ ﺣﻛم اﻟوﺻﯾﺔ ‪.‬‬

‫وﻣﺗ ــﻰ ﺛﺑ ــت أن اﻟﺗﺻ ــرف ﻗ ــد ﺻ ــدر ﻓ ــﻲ ﻣ ــرض اﻟﻣ ــوت اﻋﺗﺑ ــر ﺗﺑرﻋ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﻟ ــم ﯾﺛﺑ ــت ﻣ ــن ﺻ ــدر ﻟ ــﻪ‬
‫)‪(29‬‬
‫‪ ،‬وﯾﺄﺧ ــذ اﻟورﺛ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ ﺣﻛ ــم اﻟﻐﯾ ــر ﻓ ــﻼ ﯾﺳ ــري ﻫ ــذا اﻟﺗﺻ ــرف‬ ‫اﻟﺗﺻ ــرف ﻋﻛ ــس ذﻟ ــك‬
‫)‪(30‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺣق اﻟورﺛﺔ ﻷن اﻟﻘﺎﻧون اﻋﺗﺑرﻫم ﻣن اﻟﻐﯾر وﯾﺗوﻗف ﺳرﯾﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻬم ﻋﻠﻰ إﻗ اررﻩ‬

‫وﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك أﻧـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ إذا ﺑـ ــﺎع اﻟﻣـ ــورث ﻋﯾﻧ ـ ـﺎً ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــرض ﻣوﺗـ ــﻪ ﺳ ـ ـواء ﻷﺣـ ــد‬
‫اﻟورﺛ ــﺔ أو ﻷﺟﻧﺑ ــﻲ وﻛ ــﺎن اﻟﻣﺑﯾ ــﻊ ﯾزﯾ ــد ﻋﻠ ــﻰ ﺛﻠ ــث اﻟﺗرﻛ ــﺔ ‪ ،‬ﻓ ــﺈن إﻟﺗـ ـزام اﻟﻣ ــورث ﻫﻧ ــﺎ ﻻ ﯾﻧﺗﻘ ــل ﻟﻠورﺛ ــﺔ‬
‫اﻟ ــذﯾن ﻟ ــم ﯾﺟﯾ ــزوا اﻟﺑﯾ ــﻊ ﻓﯾﻣـ ـﺎ ﯾﺧ ــص اﻟﺣﺻ ــﺔ اﻟ ازﺋ ــدة وﻻ ﯾﺳ ــري اﻟﻌﻘ ــد ﻓ ــﻲ ﺣﻘﻬ ــم ﻷﻧﻬ ــم ﯾﻌﺗﺑ ــرون ﻣ ــن‬
‫اﻟﻐﯾـ ــر وﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك أن ﻋﻘـ ــد اﻟﺑﯾـ ــﻊ ﻻ ﯾﻛـ ــون ﺣﺟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﯾﻬم إﻻ إذا ﻛـ ــﺎن ﺛﺎﺑـ ــت اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺦ ‪ ،‬وﻟﻬـ ــم‬
‫أن ﯾﺛﺑﺗ ـ ـ ـوا ﺑﺟﻣﯾـ ـ ــﻊ طـ ـ ــرق اﻹﺛﺑـ ـ ــﺎت أن اﻟﺗـ ـ ــﺎرﯾﺦ ﻗـ ـ ــدم ﻋﻣـ ـ ــداً ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﻻ ﯾﺗﺑـ ـ ـ ّـﯾن أن اﻟﺗﺻـ ـ ــرف أﺑـ ـ ــرم ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫)‪(31‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣرض اﻟﻣوت‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‬

‫ﺗﻣﺗـ ــد آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــد ﻛـ ــذﻟك إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص ﻷﺣـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن وذﻟـ ــك ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﺗﻌﻠـ ــق ﺑـ ــﺎﻟﺣﻘوق‬
‫أن إﻧﺻـ ـ ـراف‬
‫واﻹﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن اﻟﻌﻘ ـ ــود اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﺑق ﻟﻠﺳ ـ ــﻠف أن أﺑرﻣﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻊ اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻛﻣ ـ ــﺎ و ّ‬
‫أﺛـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص ﯾﺧﺗﻠـ ــف ﻓـ ــﻲ اﻟوﺿـ ــﻊ ﻋـ ــن إﻧﺻ ـ ـراﻓﻪ إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم ‪ ،‬ﻷﻧـ ــﻪ ﻻ‬
‫ﯾﻧﺻ ـ ــرف اﻟﺣ ـ ــق اﻟ ـ ــذي ﯾرﺗﺑ ـ ــﻪ ﻋﻘ ـ ــد أﺑرﻣ ـ ــﻪ اﻟﺳ ـ ــﻠف إﻟ ـ ــﻰ ﺧﻠﻔ ـ ــﻪ اﻟﺧ ـ ــﺎص إﻻ ﺑﺗـ ـ ـواﻓر ﺷ ـ ــروط ﻣﻌﯾﻧ ـ ــﺔ‬

‫)‪(29‬‬
‫‪ -‬أﻧور ﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣوﺟز ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام ‪ ،‬د‪ .‬ط ؛ دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 1998‬ص ‪. 204.‬‬
‫)‪(30‬‬
‫_ ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬اﻟﻌﻘد‬
‫و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ؛ دار اﻟﻬدى ‪،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2012‬ص‪.324.‬‬
‫)‪ - (31‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 737 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎً _ زﻛرﯾﺎ ﺳراﯾش ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪ ،137 .‬ﺣﯾث أﺿﺎف أن اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟورﺛﺔ ﻣن ﻋدم اﻹﺿرار‬
‫ﺑﻬم ‪ ،‬ﻷن اﻟﺳﻠف ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت ﻻ ﯾﺄﺑﻪ ﺑﻣﺻﯾر أﻣواﻟﻪ ﻣﺎ دام أﻧﻪ ﻣﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼك ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻗد ﯾﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو‬
‫ﯾﺿر ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺧﻠف وﻣن ﺛم ﻗﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﻬﺑﺔ ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺄﺧذ ﺣﻛم اﻟوﺻﯾﺔ ﺑﻌدم ﺗﺟﺎوزﻫﺎ اﻟﺛﻠث ‪.‬‬

‫‪12‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﻧﺻ ــت ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ م ‪ 109‬ﻣ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠ ــﻰ ‪ » :‬إذا أﻧﺷــــﺄ اﻟﻌﻘــــد إﻟﺗزاﻣــــﺎت وﺣﻘوﻗــــﺎ ﺷﺧﺻــــﯾﺔ ﺗﺗﺻــــل‬
‫ﺑﺷــــﻲء اﻧﺗﻘــــل ﺑﻌــــد ذﻟــــك إﻟــــﻰ ﺧﻠــــف ﺧــــﺎص ‪ ،‬ﻓــــﺈن ﻫــــذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣــــﺎت واﻟﺣﻘــــوق ﺗﻧﺗﻘــــل إﻟــــﻰ ﻫــــذا‬
‫اﻟﺧﻠـــف ﻓـــﻲ اﻟوﻗـــت اﻟـــذي ﯾﻧﺗﻘـــل ﻓﯾـــﻪ اﻟﺷـــﻲء ‪ ،‬إذا ﻛﺎﻧـــت ﻣـــن ﻣﺳـــﺗﻠزﻣﺎﺗﻪ وﻛـــﺎن اﻟﺧﻠـــف اﻟﺧـــﺎص‬
‫)‪(32‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﻌﻠم ﺑﻬﺎ وﻗت اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷﻲء إﻟﯾﻪ «‬

‫وﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﺻ ـ ــدد ﺳ ـ ــﻧﻌرض أوﻻ ﺗﺣدﯾ ـ ــد اﻟﻣﻘﺻ ـ ــود ﺑ ـ ــﺎﻟﺧﻠف اﻟﺧ ـ ــﺎص‪ ،‬ﺛ ـ ــم ﻧﺗط ـ ــرق إﻟ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــدى‬
‫اﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﯾﻪ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‬

‫ﯾﻌﺗﺑـ ــر ﺧﻠﻔ ـ ـﺎً ﺧﺎﺻ ـ ـﺎً اﻟﺷـ ــﺧص اﻟـ ــذي ﯾﺗﻠﻘـ ــﻰ ﻋـ ــن ﺳـ ــﻠﻔﻪ ﻣﻠﻛﯾـ ــﺔ ﺷـ ــﻲء ﻣﻌـ ــﯾن أو ﺣـ ــق ﻋﯾﻧـ ــﻲ‬
‫آﺧ ــر ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻟﺷ ــﻲء ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﯾﻌ ــد ﺧﻠﻔًـ ـﺎ ﺧﺎﺻـ ـﺎً ﻛ ــل ﻣ ــن ﺗﻠﻘ ــﻰ ﺣﻘـ ـﺎً ﺷﺧﺻ ــﯾﺎً ﻋ ــن ﺳ ــﻠﻔﻪ ﻛﺎﻟﻣﺣ ــﺎل‬
‫إﻟﯾ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺷ ــﺗري ﯾﻌ ــد ﺧﻠﻔـ ـﺎً ﻟﻠﺑ ــﺎﺋﻊ ﻓ ــﻲ اﻟﺷ ــﻲء اﻟﻣﺑﯾ ــﻊ ‪ ،‬و اﻟﻣﺣ ــﺎل ﻟ ــﻪ ﯾﻌ ــد ﺧﻠﻔ ــﺎ ﻟﻠﻣﺣﯾ ــل ﻓ ــﻲ اﻟﺣ ــق‬
‫اﻟﻣﺣﺎل ﺑﻪ )‪.(33‬‬

‫ﻻ ﯾﻌﺗﺑ ــر ﺧﻠﻔـ ـﺎً ﺧﺎﺻـ ـﺎً ‪ ،‬اﻟﺑ ـ ـﺎﺋﻊ اﻟ ــذي ﯾﺳ ــﺗرد اﻟﻌـ ــﯾن اﻟﻣﺑﯾﻌ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﻣﺷـ ــﺗري ﺑﻌ ــد ﻓﺳ ــﺦ اﻟﻌﻘـ ــد أو‬
‫ﻷن اﻟﻣﻠﻛﯾ ـ ــﺔ ﺗﻌﺗﺑ ـ ــر ﻛﺄﻧﻬ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــم ﺗﻧﺗﻘ ـ ــل‬
‫إﺑطﺎﻟ ـ ــﻪ وﻫ ـ ــذا ﺑﻣﻘﺗﺿ ـ ــﻰ اﻷﺛ ـ ــر اﻟرﺟﻌ ـ ــﻲ ﻟﻠﻔﺳ ـ ــﺦ واﻟ ـ ــﺑطﻼن ‪ّ ،‬‬
‫)‪(34‬‬
‫‪.‬‬ ‫أﺻﻼ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺗري وأﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺧرج أﺑدا ﻣن ذﻣﺔ اﻟﺑﺎﺋﻊ‬

‫)‪(32‬‬
‫_ أﻣر رﻗم ‪ 58 /75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪ - (33‬رﻣﺿﺎن أﺑو اﻟﺳﻌود ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 490.‬‬
‫_ﻋﺑﺗوت ﺳﯾد ﺑﻠﺣﺎﻛم ‪ ،‬أﺛر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﻠف اﻟﺧﺎص ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻓرع‬
‫اﻟﻌﻘود و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑن ﻋﻛﻧون اﻟﺟزاﺋر د‪.‬س ‪ ،‬ص ص‪.20_19.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 737.‬‬
‫_ ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.405.‬‬
‫)‪ - (34‬رﻣﺿﺎن أﺑو اﻟﺳﻌود ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 491.‬‬

‫‪13‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ب ‪ /‬ﺷروط اﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‬

‫ﯾﺗﺿ ـ ـ ــﺢ ﻣ ـ ـ ــن ﻧ ـ ـ ــص م ‪ 109‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج أﻧ ـ ـ ــﻪ ﯾﺟ ـ ـ ــب ﻹﻧﺻـ ـ ـ ـراف أﺛ ـ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ـ ــد أو ﺗﺻ ـ ـ ــرف‬
‫اﻟﺳﻠف إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص أن ﺗﺗوﻓر ﺷروط ﺛﻼﺛﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫‪ ( 1‬أﺳﺑﻘﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ إﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷﻲء إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‬

‫ﯾﺟـ ــب أن ﯾﻛـ ــون اﻟﻌﻘـ ــد ﻗـ ــد أﺑـ ــرم ﻗﺑـ ــل إﻧﺗﻘـ ــﺎل اﻟﺣـ ــق إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص ‪ ،‬ﻷﻧـ ــﻪ ﺑﻌـ ــد إﻧﺗﻘﺎﻟـ ــﻪ‬
‫إﻟﯾ ــﻪ ﯾﺻ ــﺑﺢ ﻣﺎﻟﻛـ ـﺎً ﻟ ــﻪ ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻛ ــن ﻟﻠﻐﯾ ــر إﺑـ ـرام ﻋﻘ ــود ﺗﺗﻌﻠ ــق ﺑ ــﻪ ‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﻛ ــﺎن ﺗﺻ ــرف اﻟﺳ ــﻠف ﻻﺣﻘ ــﺎ‬
‫ﻹﻧﺗﻘـ ــﺎل اﻟﻣـ ــﺎل ﻓـ ــﻼ ﯾﻧﺻـ ــرف أﺛـ ــر اﻟﺗﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص ﻷن اﻟﺳـ ــﻠف ﺣﯾﻧﺋـ ــذ ﻻ ﯾﺣـ ــق ﻟـ ــﻪ‬
‫أن ﯾﺗﺻ ـ ــرف ﻓـ ـ ـﻲ ﺷ ـ ــﺄن ﻣ ـ ــﺎل ﺧ ـ ــرج ﻣ ـ ــن ذﻣﺗ ـ ــﻪ وﻣﻧ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﺈن أﺳ ـ ــﺑﻘﯾﺔ ﺗﺻ ـ ــرف اﻟﺳ ـ ــﻠف ﻋﻠ ـ ــﻰ إﻧﺗﻘ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﺷـ ــﻲء ﺷـ ــرط ﻹﻧﺻ ـ ـراف أﺛـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد وﺣﺗـ ــﻰ ﺗﺗﺣﻘـ ــق ﻫـ ــذﻩ اﻷﺳـ ــﺑﻘﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧـ ــﺎ ﯾﺟـ ــب أن ﯾﻛـ ــون ﺗﺻـ ــرف‬
‫اﻟﺳﻠف ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺛﺎﺑت ﻗﺑل إﻧﺗﻘﺎل اﻟﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص )‪.(35‬‬

‫‪ ( 2‬ﺗﻌﻠق اﻟﺣﻘوق و اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺷﯾﺊ‬

‫ﻧﻘﺻ ـ ــد ﺑ ـ ــذﻟك أن ﯾﻛ ـ ــون اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟ ـ ــذي ﯾﻧﺻ ـ ــرف أﺛـ ـ ـرﻩ إﻟﯾ ـ ــﻪ ﻗ ـ ــد أﺑ ـ ــرم ﺑﺧﺻ ـ ــوص اﻟﺷ ـ ــﻲء اﻟ ـ ــذي‬
‫اﻧﺗﻘ ــل إﻟﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈذا ﻛ ــﺎن ﺗﺻ ــرف اﻟﺳ ــﻠف ﻗ ــد أﺑ ــرم ﻓ ــﻲ ﺷ ــﺄن آﺧ ــر ﻏﯾ ــر اﻟﻣ ــﺎل اﻟ ــذي اﻧﺗﻘ ــل إﻟ ــﻰ اﻟﺧﻠ ــف‬
‫)‪(36‬‬
‫‪ ،‬وﻗـ ــد ﺣـ ــددت ﻧـ ــص م ‪109‬‬ ‫اﻟﺧـ ــﺎص ﻓـ ــﻼ ﯾﻧﺻـ ــرف أﺛـ ــر ﻫـ ــذا اﻟﺗﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص‬
‫ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج_ اﻟﻣـ ـ ــذﻛورة أﻋـ ـ ــﻼﻩ_ ﻣـ ـ ــدى ﺗﻌﻠـ ـ ــق اﻟﺣﻘـ ـ ــوق أو اﻹﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ رﺗﺑﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﺑﺎﻟﺷـ ـ ــﻲء‬
‫اﻟـ ـ ــذي إﻧﺗﻘـ ـ ــل إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ـ ــف اﻟﺧـ ـ ــﺎص واﺷـ ـ ــﺗرط أن ﺗﻛـ ـ ــون ﻣـ ـ ــن ﻣﺳـ ـ ــﺗﻠزﻣﺎﺗﻪ أي أن ﺗﻛـ ـ ــون ﻣﻛﻣﻠـ ـ ــﺔ أو‬
‫)‪(37‬‬
‫‪ ،‬ﻓﻣـ ــﺛﻼ ﺣـ ــق إرﺗﻔـ ــﺎق ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻌـ ــﯾن‬ ‫ﻣﺣـ ــددة ﻟـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑﺣﺳـ ــب ﻣـ ــﺎ إذا ﻛﺎﻧـ ــت ﺣﻘوﻗ ـ ـﺎً أو إﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺑﯾﻌﺔ ﻫو ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻠﺷﻲء ‪.‬‬

‫)‪ -(35‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 539 .‬‬
‫_أﻧظر ﻋﺑﺗوت ﺳﯾد ﺑﻠﺣﺎﻛم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.76.‬‬
‫)‪ _(36‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.536 .‬‬
‫)‪ _(37‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 88_ 87 .‬‬

‫‪14‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫أﻣـ ــﺎ ﻋـ ــن اﻹﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺣـ ــدد اﻟﺷـ ــﻲء ﻣـ ــﺛﻼً ﻛﺣـ ــق إرﺗﻔـ ــﺎق ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ ﻋﻘـ ــﺎر آﺧـ ــر أو‬
‫ﻗﯾد وارد ﻋﻠﯾﻪ ﻛﻘﯾد اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺣل ﻣﺑﺎع ﻟﻠﺳﻛن ﻓﻘط ﻓﻼ ﯾﺟوز اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻛﻣﻘﻬﻰ أو ﻛﻣطﻌم ‪.‬‬

‫‪ ( 3‬ﻋﻠم اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣق أو اﻹ ﻟﺗزام وﻗت إﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷﯾﺊ‬

‫ﯾﺟـ ــب ﻟﻛـ ــﻲ ﺗﻧﺻـ ــرف آﺛـ ــﺎر اﻟﺗﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص أن ﯾﻛـ ــون ﻫـ ــذا اﻷﺧﯾـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻋﻠ ــم ﺑﻬ ــذﻩ اﻟﺣﻘ ــوق و اﻹﻟﺗ ازﻣ ــﺎت وﻗ ــت إﻧﺗﻘ ــﺎل اﻟﻣ ــﺎل إﻟﯾ ــﻪ ‪ ،‬ﻓ ــﻼ ﯾﺟ ــوز أن ﯾﻠﺗ ــزم ﺑﺷ ــﻲء ﻟ ــم ﯾﻌﻠ ــم ﺑ ــﻪ‬
‫وﺗظﻬ ـ ــر أﻫﻣﯾ ـ ــﺔ ﻫ ـ ــذا اﻟﺷ ـ ــرط ﺧﺎﺻ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟﻺﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺻ ـ ــرف اﻟﺳ ـ ــﻠف‪ ،‬ﺑﺣﯾ ـ ــث‬
‫ﺗﻛ ــون ﻟﻠﺧﻠ ــف ﻣﺻ ــﻠﺣﺔ ﺟدﯾ ــﺔ ﻟوﻗ ــف اﻟﻘﯾ ــود اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣ ــد ﻣ ــن إﻧﺗﻔﺎﻋ ــﻪ ﺑﺎﻟﺷ ــﻲء اﻟ ــذي ﺗﻠﻘ ــﺎﻩ ﻣ ــن اﻟﺳ ــﻠف‬
‫ﻷن اﻟﻌداﻟـ ــﺔ ﺗظﻬـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺿـ ــرورة‬
‫ﻛـ ــذﻟك ﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻠﻣـ ــﻪ ﺑﻬـ ــذﻩ اﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت أن ﯾﺣﺟـ ــم ﻋـ ــن اﻟﺗﻌﺎﻗـ ــد ّ‬
‫)‪(38‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻠم ﺑﻬذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﺗﻔﺎﺟﺊ اﻟﺧﻠف ﺑﻘﯾود ﻟم ﯾﻛن ﯾﺗوﻗﻌﻬﺎ‬

‫ﻛﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘ ـ ــﻊ ﻋ ـ ــبء إﺛﺑ ـ ــﺎت ﻋﻠ ـ ــم اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﺧ ـ ــﺎص ﺑ ـ ــﺎﻹﻟﺗزام ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺎﺗق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻣ ـ ــﻊ اﻟﺳ ـ ــﻠف‬
‫أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﺣﻘ ـ ــوق ‪ ،‬ﻓﻬﻧ ـ ــﺎك ﻣ ـ ــن ﯾ ـ ــرى ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﺷ ـ ــﺗرط ﺿ ـ ــرورة أن ﯾﻌﻠ ـ ــم ﺑﻬ ـ ــﺎ اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﺧ ـ ــﺎص‬
‫ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ )‪.(39‬‬

‫ﻓـ ــﺈذا ﺗـ ــوﻓرت اﻟﺷـ ــروط اﻟﺳـ ــﺎﺑﻘﺔ ‪ ،‬إﻧﺻ ـ ـرﻓت آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــد إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص ﻏﯾـ ــر أﻧـ ــﻪ ﻗـ ــد‬
‫ﺗوﺟ ـ ــد ﺣ ـ ــﺎﻻت ﻗ ـ ــرر ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون أن ﺗﻧﺻ ـ ــرف آﺛ ـ ــﺎر اﻟﻌﻘ ـ ــد إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﺧ ـ ــﺎص وﺑ ـ ــدون ﺷ ـ ــروط‬
‫)‪(40‬‬
‫‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺛﻼ ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺻـ ـ ــت ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ م ‪ 469‬ﻣﻛــــــرر ‪ 03‬ﻣـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ‪ » :‬إذا اﻧﺗﻘﻠــــــت ﻣﻠﻛﯾــــــﺔ‬ ‫ﻣﻌﯾﻧـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة إرادﯾﺎ أو ﺟﺑ ارً ﯾﻛون اﻹﯾﺟﺎر ﻧﺎﻓذا ﻓﻲ ﺣق ﻣن اﻧﺗﻘﻠت إﻟﯾﻪ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ « )‪.(41‬‬

‫)‪(38‬‬
‫أن اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌﻠم ﻫﻧﺎ اﻟﻌﻠم اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ‪ ،‬ﻓﻼ‬
‫_ ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪ . 540 .‬و ﯾﺿﯾف أﯾﺿﺎً ّ‬
‫ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﻛون ﻓﻲ إﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟﺧﻠف أن ﯾﻌﻠم ‪.‬‬
‫_أﻧظر أﯾﺿﺎ ﻋﺑﺗوت ﺳﯾد ﺑﻠﺣﺎﻛم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪.75 ،73.‬‬
‫)‪ -(39‬زﻛرﯾﺎ ﺳراﯾش ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.139.‬‬
‫)‪ - (40‬زﻛرﯾﺎ ﺳراﯾش ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 140.‬‬
‫)‪ - (41‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 05 / 07‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪15‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬إﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن‬

‫إذا ﻛـ ــﺎن أﺛـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد ﯾﻧﺻـ ــرف إﻟـ ــﻰ ﻏﯾـ ــر ﻋﺎﻗدﯾ ـ ـﻪ ‪ ،‬ﻓﯾﻧﺻـ ــرف ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ــف‬
‫اﻟﻌ ـ ــﺎم أوﻻً وﻣ ـ ــن ﺛﻣ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠ ـ ــف اﻟﺧ ـ ــﺎص ﺛﺎﻧﯾـ ـ ـﺎً ‪ ،‬ﻓﺄﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن ﻛ ـ ــﺎن داﺋﻧ ـ ــﺎ ﻷﺣ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻓ ـ ــﻼ‬
‫ﺗﻧﺻـ ــرف إﻟﯾـ ــﻪ ﺣﻘـ ــوق اﻟﻌﻘـ ــد ٕواﻟﺗزاﻣﺎﺗـ ــﻪ ذﻟـ ــك ﻷﻧـ ــﻪ ﻻ ﯾﺧﻠـ ــف ﻣدﯾﻧـ ــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻓـ ــﻲ ﺣﻘـ ــوق اﻟﻌﻘـ ــد وﻻ‬
‫ﻓﻲ إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ‪ ،‬ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟداﺋن ﯾﺗﺄﺛر ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾﺑرﻣﻪ ﻣدﯾﻧﻪ ‪.‬‬

‫طﺑﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﻧص م ‪ 1/188‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ـ ــﻧص ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ‪ » :‬أﻣـــــــوال اﻟﻣـــــــدﯾن ﺟﻣﯾﻌﻬـــــــﺎ‬
‫)‪(42‬‬
‫ـﺈن ﻟﻠـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌـ ــﺎدﯾﯾن اﻟﺿـ ــﻣﺎن اﻟﻌـ ــﺎم ﻋﻠـ ــﻰ أﻣ ـ ـوال اﻟﻣـ ــدﯾن ﻣﻣـ ــﺎ‬
‫‪ ،‬ﻓـ ـ ّ‬ ‫ﺿــــﺎﻣﻧﺔ ﻟوﻓــــﺎء دﯾوﻧــــﻪ «‬
‫ﯾﺟﻌﻠﻬ ـ ـ ــم ﯾﺗ ـ ـ ــﺄﺛرون ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻘود اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﯾﺑرﻣﻬ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــدﯾﻧﻬم ‪ ،‬وﻓ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﺻ ـ ـ ــدد ﺟ ـ ـ ــﺎءت اﻹﺧﺗﻼﻓ ـ ـ ــﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺧﺻوص ﺗﺣدﯾد اﻟطﺎﺋﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ اﻟداﺋﻧون و وﺟدت ﺛﻼﺛﺔ آراء ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﺧﻠﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ‬

‫ﯾﻌﺗﺑ ـ ــر ﺑﻌ ـ ــض اﻟﻔﻘﻬ ـ ــﺎء اﻟﻔرﻧﺳ ـ ــﯾﯾن أن اﻟ ـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌ ـ ــﺎدﯾﯾن ﺧﻠﻔ ـ ــﺎ ﻋﺎﻣ ـ ــﺎ ﻟﻣ ـ ــﺎ ﻟﻬ ـ ــم ﻣ ـ ــن اﻟﺿ ـ ــﻣﺎن‬
‫اﻟﻌ ـ ـ ــﺎم ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻣـ ـ ـ ـوال اﻟﻣ ـ ـ ــدﯾن وﻫ ـ ـ ــذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﺷ ـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋ ـ ـ ــري ﻓ ـ ـ ــﻲ م ‪ 188‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج‬
‫ﻷن اﻟـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌـ ــﺎدﯾﯾن ﯾﺗـ ــﺄﺛرون ﺑﺎﻟﺗﺻ ـ ـرﻓﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺑرﻣﻬـ ــﺎ اﻟﻣـ ــدﯾن ‪ ،‬اﻟﺗـ ــﻲ ﻣـ ــن ﺷـ ــﺄﻧﻬﺎ إﻣـ ــﺎ اﻹﻧﻘـ ــﺎص‬
‫ّ‬
‫ﻣـ ــن ذﻣـ ــﺔ اﻟﻣـ ــدﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾـ ــﺔ أو اﻟزﯾ ـ ــﺎدة ﻓﯾﻬـ ــﺎ وﻫـ ــم ﻓـ ــﻲ ذﻟـ ــك ﻣﺛ ـ ــل اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﻌـ ــﺎم اﻟـ ــذي ﯾﺗـ ــﺄﺛر ﺑﺟﻣﯾ ـ ــﻊ‬
‫)‪(43‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ أﺑرﻣﻬﺎ ﺳﻠﻔﻪ‬

‫)‪(42‬‬
‫_ أﻣر رﻗم ‪ 58/ 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪ - (43‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 88 .‬‬

‫‪16‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﯾﺗرﺗ ـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ إﻋﺗﺑ ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌ ـ ـ ــﺎدﯾﯾن ﺧﻠﻔ ـ ـ ــﺎ ﻋﺎﻣ ـ ـ ــﺎ أﻧﻬ ـ ـ ــم ﯾﺳ ـ ـ ــﺗطﯾﻌون ﻣﻣﺎرﺳـ ـ ـ ـﺔ ﺟﻣﯾ ـ ـ ــﻊ‬
‫)‪(44‬‬
‫‪ ،‬اﻟﺗـ ــﻲ ﯾرﻓﻌﻬـ ــﺎ اﻟـ ــداﺋن ﺑﺈﺳـ ــم‬ ‫اﻟـ ــدﻋﺎوى اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻣـ ــﺛﻠﻬم ﻣﺛـ ــل اﻟورﺛـ ــﺔ ﻛﺎﻟـ ــدﻋوى ﻏﯾـ ــر اﻟﻣﺑﺎﺷ ـ ـرة‬
‫اﻟﻣدﯾن وﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ‪ ،‬ﻓﻛل ﺗﺻرف أﺑرﻣﻪ اﻟﺳﻠف ﻋﻠﻰ أﻣواﻟﻪ ﯾﻧﺻرف إﻟﻰ داﺋﻧﯾﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﺧﻠﻔﺎ ﺧﺎﺻﺎ‬

‫إذا ﻛـ ــﺎن اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص ﻫـ ــو اﻟﺷـ ــﺧص اﻟـ ــذي ﯾﺗﻠﻘـ ــﻰ ﻣـ ــن اﻟﺳـ ــﻠف ﺣﻘـ ــﺎ وارداً ﻋﻠـ ــﻰ ﻋـ ــﯾن أو‬
‫أﻋﯾ ــﺎن ﻣﻌﯾﻧ ــﺔ ﻣﺛ ــل اﻟﻣﺷ ــﺗري أو اﻟﻣوﺻ ــﻰ ﻟ ــﻪ ﻓ ــﺈن اﻟ ــﺑﻌض اﻵﺧ ــر ﻣ ــن اﻟﻔﻘﻬ ــﺎء اﻟﻔرﻧﺳ ــﯾﯾن ﯾ ــدﻣﺞ‬
‫اﻟـ ــداﺋن اﻟﻌـ ــﺎدي ﺿـ ــﻣن طﺎﺋﻔـ ــﺔ اﻟﺧﻠـ ــف اﻟﺧـ ــﺎص‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﺗﻧﺻـ ــرف آﺛـ ــﺎر اﻟﻌﻘـ ــود اﻟﺗـ ــﻲ ﯾﺑرﻣﻬـ ــﺎ ﻣدﯾﻧـ ــﻪ‬
‫)‪(45‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﻟﯾﻪ ‪ ،‬ﻣﺛل اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻷن ﺣﻘوﻗﻪ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣﺳﺗﺣﻘﺔ اﻟوﻓﺎء‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﻣن اﻟﻐﯾر‬

‫ﯾﺻ ـ ــﻧف ﺑﻌ ـ ــض اﻟﻔﻘﻬ ـ ــﺎء وﻣ ـ ــن ﺑﯾ ـ ــﻧﻬم "وﯾـــــل" و" اﻟﺳـــــﻧﻬوري" ﻓﺋ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌ ـ ــﺎدﯾﯾن ﻓ ـ ــﻲ‬
‫)‪(46‬‬
‫ﺧﺎﻧـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻐﯾـ ـ ـ ــر ‪ ،‬ﻷﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﻣﻛـ ـ ـ ــن اﻋﺗﺑـ ـ ـ ــﺎر اﻟـ ـ ـ ــداﺋن اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎدي ﻻ ﺧﻠﻔـ ـ ـ ــﺎ ﻋﺎﻣـ ـ ـ ــﺎ وﻻ ﺧﻠﻔـ ـ ـ ــﺎ ﺧﺎﺻـ ـ ـ ــﺎ‬
‫و ﻣوﻗـ ـ ــف اﻟﻣﺷـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــري واﺿـ ـ ــﺢ ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﺻـ ـ ــدد ‪ ،‬وذﻟـ ـ ــك ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﻧـ ـ ــص م‪ 191 .‬ﻣـ ـ ــن‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــﻧص ﻋﻠ ــﻰ ‪ » :‬ﻟﻛـــل داﺋـــن ﺣـــل دﯾﻧـــﻪ وﺻـــدر ﻣـــن ﻣدﯾﻧـــﻪ ﺗﺻـــرف ﺿـــﺎر ﺑـــﻪ ‪ ،‬أن‬
‫ﯾطﻠـــب ﻋـــدم ﻧﻔـــﺎذ ﻫـــذا اﻟﺗﺻـــرف ﻓـــﻲ ﺣﻘـــﻪ ‪ ،‬إذا ﻛـــﺎن اﻟﺗﺻـــرف ﻗـــد أﻧﻘـــص ﻣـــن ﺣﻘـــوق اﻟﻣـــدﯾن أو‬
‫زاد ﻓﻲ إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ وﺗرﺗب ﻋﺳر اﻟﻣدﯾن أو اﻟزﯾﺎدة ﻓﻲ ﻋﺳرﻩ‪.(47) « ...‬‬

‫)‪ - (44‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 747.‬‬

‫)‪(45‬‬
‫_ ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.410.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ زواوي ﻓرﯾدة ‪ ،‬ﻣﺑدأ ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم‬
‫اﻻدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑن ﻋﻛﻧون اﻟﺟزاﺋر ‪ .1992‬ص‪.51.‬‬
‫)‪ _(46‬زواوي ﻓرﯾدة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.53 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎً _ ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.410.‬‬
‫)‪(47‬‬
‫– أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫‪17‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺑـ ــﯾن ﻣـ ــن ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــﺎدة أن دﻋـ ــوى ﻋـ ــدم اﻟﻧﻔـ ــﺎذ ﻫـ ــﻲ دﻋـ ــوى ﻣﻘـ ــررة ﻟﺻـ ــﺎﻟﺢ اﻟﻐﯾـ ــر وﻫـ ــذا ﯾﻌﻧـ ــﻲ أن‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻋﺗﺑر اﻟداﺋن اﻟﻌﺎدي ﻛﺎﻟﻐﯾر‪.‬‬

‫ﻷن اﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ــدة أن أﻣـ ـ ـ ـوال اﻟﻣ ـ ـ ــدﯾن‬

‫ﯾﺗ ـ ـ ــﺄﺛر اﻟ ـ ـ ــداﺋﻧون اﻟﻌ ـ ـ ــﺎدﯾون ﺑﺎﻟﻌﻘ ـ ـ ــد اﻟ ـ ـ ــذي ﯾﺑرﻣ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣ ـ ـ ــدﯾن‪ّ ،‬‬
‫ﺟﻣﯾﻌﻬ ـ ــﺎ ﺿ ـ ــﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠوﻓ ـ ــﺎء ﺑدﯾوﻧ ـ ــﻪ‪ ،‬وﯾﺗﻘ ـ ــرر ﻫ ـ ــذا اﻟﺿ ـ ــﻣﺎن ﻟﻠ ـ ــداﺋﻧﯾن ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻣـ ـ ـوال ﻣ ـ ــدﯾﻧﻬم ﺣﺗ ـ ــﻰ وان‬
‫ﻛ ـ ــﺎن اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟ ـ ــذي ﯾﺑرﻣ ـ ــﻪ اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻻ ﺗﻧﺻ ـ ــرف آﺛ ـ ــﺎرﻩ إطﻼﻗ ـ ــﺎ إﻟ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــداﺋن ﻓ ـ ــﻼ ﯾﺳ ـ ــﺗﻔﯾد ﻣ ـ ــن اﻟﺣ ـ ــق‬
‫ﻣﺑﺎﺷ ـ ـرة وﻻ ﯾﻠﺗـ ــزم ﺑـ ــﺎﻹﻟﺗزام ﻛـ ــذﻟك‪ ،‬إذن ﻓﺎﻟـ ــداﺋن ﯾﺗـ ــﺄﺛر ﺑﻬـ ــذا اﻟﻌﻘـ ــد ﺑطرﯾﻘـ ــﺔ ﻏﯾـ ــر ﻣﺑﺎﺷ ـ ـرة ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل‬
‫)‪(48‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﺄﺛﯾر ﻫذا اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣدﯾن ﻣن إﻧﺗﻘﺎص ﻟﻠﺣﻘوق أو زﯾﺎدة ﻓﻲ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت‬

‫ﻟﻠﻣـ ــدﯾن أن ﯾﺗﺻـ ــرف ﻓـ ــﻲ ﻣﺎﻟـ ــﻪ و اﻟﻘﺎﻋـ ــدة أن اﻟـ ــداﺋن ﻟـ ــﯾس ﻟـ ــﻪ أن ﯾﻧـ ــﺎﻗش ﻫـ ــذا اﻟﺗﺻـ ــرف ﻟﻛـ ــن‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﺧـ ــول ﻟـ ــﻪ ﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺗﺗﻣﺛـ ــل ﻓـ ــﻲ ﺑﻌـ ــض اﻟوﺳـ ــﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺿـ ــﻣن ﻟـ ــﻪ وﺗﺣﻣـ ــﻲ‬
‫ﺣﻘ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺗﺻ ـ ـ ـرﻓﺎت اﻟﻣ ـ ــدﯾن اﻟﺿـ ـ ــﺎرة وﺗﻛﻣ ـ ــن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺗﺻـ ـ ـرﻓﺎت ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــود اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﺑرﻣﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن‬
‫وﺗﺧﺗﻠ ــف ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻧظر ﻟطﺑﯾﻌ ــﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻘ ــود اﻟﻣﺑرﻣ ــﺔ ﻣ ــﺎ إذا ﻛﺎﻧ ــت ﻏﯾ ــر ﻣﻠزﻣ ــﺔ أو‬
‫ﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠداﺋن‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻌﻘود ﻏﯾر اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠداﺋن‬

‫إن ﻋﻘـ ــود اﻟﻣـ ــدﯾن ﻻ ﺗﻠـ ــزم اﻟـ ــداﺋن وﻻ ﺗﻛﺳـ ــﺑﻪ ﺣﻘـ ــﺎ ‪ ،‬ﻏﯾـ ــر أﻧﻬـ ــﺎ ﻧﺎﻓـ ــذة ﻓـ ــﻲ ﻣواﺟﻬـ ــﺔ اﻟـ ــداﺋن ﻣـ ــﺎ‬
‫ّ‬
‫داﻣـ ــت ﺷـ ــروط اﻟﻧﻔـ ــﺎذ ﻣﺗـ ــوﻓرة ﻛﺎﻟﺷـ ــﻬر ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــﺎرات طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻠـــــم ‪ 793‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج اﻟﺗـ ــﻲ ﺗ ـ ــﻧص‬
‫» ﻻ ﺗﻧﻘـــل اﻟﻣﻠﻛﯾـــﺔ و اﻟﺣﻘـــوق اﻟﻌﯾﻧﯾـــﺔ اﻷﺧـــرى ﻓـــﻲ اﻟﻌﻘـــﺎر ‪ ،‬ﺳـــواء ﻛـــﺎن ذﻟـــك ﺑـــﯾن‬ ‫ﻋﻠ ــﻰ ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــــدﯾن أم ﻓـــــﻲ ﺣـــــق اﻟﻐﯾـــــر‪ ،‬إﻻ إذا روﻋﯾـــــت اﻹﺟـــــراءات اﻟﺗـــــﻲ ﯾـــــﻧص ﻋﻠﯾﻬـــــﺎ اﻟﻘـــــﺎﻧون و‬
‫)‪(49‬‬
‫‪ ،‬ﯾﺗﺿ ـ ــﺢ ﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺎدة أن‬ ‫ﺑـــــﺎﻷﺧص اﻟﻘـــــواﻧﯾن اﻟﺗـــــﻲ ﺗـــــدﯾر ﻣﺻـــــﻠﺣﺔ ﺷـــــﻬر اﻟﻌﻘـــــﺎر «‬
‫اﻟﺗﺻ ـ ـ ـرﻓﺎت اﻟ ـ ـ ـواردة ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻘـ ـ ــﺎر ﺗﻛﺳـ ـ ــب اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﺣﺟﯾـ ـ ــﺔ ﻗﺑـ ـ ــل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن واﻟﻐﯾـ ـ ــر و ﺑـ ـ ــذﻟك ﺗﺳـ ـ ــﺗﻘر‬

‫)‪ -(48‬رﻣﺿﺎن أﺑو اﻟﺳﻌود ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 494 – 493.‬‬
‫)‪(49‬‬
‫‪ -‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪18‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﻛﻣـ ــﺎ و ﺗـ ــﻧص م ‪ 15‬ﻣـ ــن ﻗــــﺎﻧون إﻋــــداد ﻣﺳــــﺢ‬ ‫اﻟﻣﻌـ ــﺎﻣﻼت ﺑﺎﻟﻘﺿـ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣﻧﺎزﻋـ ــﺎت اﻟﻌﻘﺎرﯾـ ــﺔ‬
‫اﻷراﺿـــﻲ اﻟﻌـــﺎم وﺗﺄﺳـــﯾس اﻟﺳـــﺟل اﻟﻌﻘـــﺎري ﻋﻠ ــﻰ ‪ » :‬ﻛـــل ﺣـــق ﻣﻠﻛﯾـــﺔ وﻛـــل ﺣـــق ﻋﯾﻧـــﻲ آﺧـــر‬
‫ﯾﺗﻌﻠـــق ﺑﻌﻘـــﺎر ﻻ وﺟـــود ﻟـــﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳـــﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾـــر إﻻ ﻣـــن ﺗـــﺎرﯾﺦ ﯾـــوم إﺷـــﻬﺎرﻫﻣﺎ ﻓـــﻲ ﻣﺟﻣوﻋـــﺔ اﻟﺑطﺎﻗـــﺎت‬
‫أن ﻧﻘــــل اﻟﻣﻠﻛﯾــــﺔ ﻋــــن طرﯾــــق اﻟوﻓــــﺎة ﯾﺳــــري ﻣﻔﻌوﻟــــﻪ ﻣــــن ﯾــــوم وﻓــــﺎة أﺻــــﺣﺎب‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﯾــــﺔ ﻏﯾــــر ّ‬
‫)‪(50‬‬
‫‪ ،‬و ﯾﺗﺿـ ـ ــﺢ ﻣـ ـ ــن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻣـ ـ ــﺎدة أﻧـ ـ ــﻪ ﯾﺗﺳـ ـ ــﻧﻰ ﻟﻠﻐﯾـ ـ ــر أن ﯾﻌﻠـ ـ ــم ﺑـ ـ ــﺎﻟﻣراﻛز‬ ‫اﻟﺣﻘــــــوق اﻟﻌﯾﻧﯾــــــﺔ ‪« .‬‬
‫ـﺈن اﻟﺷ ـ ـ ــﻬر اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺎري ﯾﺗـ ـ ـ ـﯾﺢ‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ـ ـ ــﺎرات ﻋ ـ ـ ــن طرﯾ ـ ـ ــق ﻣﺳ ـ ـ ــك اﻟﺳ ـ ـ ــﺟل اﻟﻌﻘ ـ ـ ــﺎري ‪ ،‬ﻛ ـ ـ ــذﻟك ﻓ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻟﻠﻣﺷ ـ ــﺗري اﻟﻌﻠ ـ ــم ﺑﺣﻘﯾﻘ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــذي ﯾرﯾ ـ ــد اﻟﺗﻌﺎﻣ ـ ــل ﻓﯾ ـ ــﻪ‪ ،‬إذن ﻓ ـ ــﺎﻟﺣﻘوق اﻟـ ـ ـواردة ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎر ﻻ‬
‫ﺗﻛ ــون ﻧﺎﻓ ــذة ﻓ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﻐﯾ ــر ّإﻻ ﻣ ــن ﺗ ــﺎرﯾﺦ ﺷ ــﻬرﻫﺎ ﻟ ــدى اﻟﻣﺣﺎﻓظ ــﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾ ــﺔ ‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺻ ــدد‬
‫إن اﻹﯾﺟـــــﺎرات ﻟﻣـــــدة ‪ 12‬ﺳـــــﻧﺔ ﻻ‬
‫أﯾﺿ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﻧص م ‪ 17‬ﻣ ـ ــن اﻟﻘـــــﺎﻧون ﻧﻔﺳـــــﻪ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻠ ـ ــﻲ ‪ّ » :‬‬
‫ﯾﻛـــون ﻟﻬـــﺎ أي أﺛـــر ﺑـــﯾن اﻷطـــراف و ﻻ ﯾﺣـــﺗﺞ ﺑﻬـــﺎ ﺗﺟـــﺎﻩ اﻟﻐﯾـــر ﻓـــﻲ ﺣﺎﻟـــﺔ ﻋـــدم إﺷـــﻬﺎرﻫﺎ‪.(51)« ...‬‬
‫ﺗﺗﻌﻠـ ــق ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــﺎدة ﺑﻌـ ــدم اﻹﺣﺗﺟـ ــﺎج اﺗﺟـ ــﺎﻩ اﻟﻐﯾـ ــر ﺑﻌﻘـ ــود اﻹﯾﺟـ ــﺎر ﻟﻣـ ــدة ‪ 12‬ﺳـ ــﻧﺔ واﻟﺗـ ــﻲ ﻟـ ــم ﺗﺷـ ــﻬر‬
‫ﻫ ــذا ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘ ــود اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺄﻣ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ ﻟﻠﻌﻘ ــود اﻟﻌرﻓﯾ ــﺔ ﻓ ــﻼ ﺗﻛ ــون ﻧﺎﻓ ــذة ﻓ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﻐﯾ ــر ّإﻻ‬
‫إذا ﻛﺎن ﻟﻬﺎ ﺗﺎرﯾﺦ ﺛﺎﺑت طﺑﻘﺎ ﻟﻧص م ‪ 328‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ‪:‬‬

‫» ﻻ ﯾﻛــــون اﻟﻌﻘــــد اﻟﻌرﻓــــﻲ ﺣﺟــــﺔ ﻋﻠــــﻰ اﻟﻐﯾــــر ﻓــــﻲ ﺗﺎرﯾﺧــــﻪ إﻻ ﻣﻧــــذ أن ﯾﻛــــون ﻟــــﻪ ﺗــــﺎرﯾﺦ ﺛﺎﺑــــت‬
‫وﯾﻛون ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘد ﺛﺎﺑﺗﺎ اﺑﺗداء ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻣن ﯾوم ﺗﺳﺟﯾﻠﻪ ‪،‬‬

‫ﺣررﻩ ﻣوظف ﻋﺎم ‪،‬‬

‫‪ -‬ﻣن ﯾوم ﺛﺑوت ﻣﺿﻣوﻧﻪ ﻓﻲ ﻋﻘد آﺧر ّ‬

‫‪ -‬ﻣن ﯾوم اﻟﺗﺄﺷﯾر ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﯾد ﺿﺎﺑط ﻋﺎم ﻣﺧﺗص ‪،‬‬

‫‪ -‬ﻣن ﯾوم وﻓﺎة أﺣد اﻟذﯾن ﻟﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﺧط و إﻣﺿﺎء‪.‬‬

‫)‪(50‬‬
‫‪ -‬أﻣر رﻗم ‪ 74 / 75‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 12‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ ، 1975‬اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋداد ﻣﺳﺢ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺎم و ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ع‪.92 .‬‬
‫)‪(51‬‬
‫_أﻣر رﻗم ‪ 74/75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋداد ﻣﺳﺢ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺎم و ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬

‫‪19‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻏﯾـــــر أﻧـــــﻪ ﯾﺟـــــوز ﻟﻠﻘﺎﺿـــــﻲ ﺗﺑﻌـــــﺎً ﻟﻠظـــــروف ‪ ،‬رﻓـــــض ﺗطﺑﯾـــــق ﻫـــــذﻩ اﻷﺣﻛـــــﺎم ﻓﯾﻣـــــﺎ ﯾﺗﻌﻠـــــق‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺧﺎﻟﺻﺔ ‪.(52) « .‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠداﺋن‬

‫ﺳـ ــﺑﻘت اﻹﺷـ ــﺎرة إﻟـ ــﻰ أن اﻟـ ــداﺋن ﯾﺗـ ــﺄﺛر ﺑـ ــﺎﻟﻌﻘود اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺻـ ــدر ﻣـ ــن ﻣدﯾﻧـ ــﻪ دون أن ﯾﻧﺗﻘـ ــل إﻟﯾـ ــﻪ‬
‫اﻟﺣ ــق أو اﻹﻟﺗـ ـزام اﻟ ــذي ﯾﻌﻘ ــدﻩ اﻟﻣ ــدﯾن ‪ ،‬وﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈن اﻟ ــداﺋن ﯾﺳ ــﺗطﯾﻊ ﻓ ــﻲ وﻗ ــت ﻻ ﺗـ ـزال ﻓﯾ ــﻪ اﻟﺣﻘ ــوق‬
‫ﺛﺎﺑﺗـ ــﺔ ﻟﻣدﯾﻧ ـ ــﻪ أن ﯾﺳ ـ ــﺗﻌﻣل ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﻘـ ــوق ﺑﺎﺳ ـ ــم اﻟﻣ ـ ــدﯾن ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﺷـ ــﻛل ﻣ ـ ــن اﻟوﺳ ـ ــﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫ﻗررﻫـ ــﺎ اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﻟﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ اﻟـ ــداﺋن وﺗﺗﻣﺛـ ــل ﻫـ ــذﻩ اﻟوﺳـ ــﺎﺋل ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدﻋﺎوى اﻟـ ــﺛﻼث اﻟﺗـ ــﻲ ﺗرﻣـ ــﻲ إﻟـ ــﻰ ﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ‬
‫ﺣﻘ ـ ــوق اﻟ ـ ــداﺋﻧﯾن اﻟﻌ ـ ــﺎدﯾﯾن ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺿ ـ ــﻣﺎن اﻟﻌ ـ ــﺎم وﻫ ـ ــذﻩ اﻟ ـ ــدﻋﺎوى ﻫ ـ ــﻲ ‪ :‬أوﻻ اﻟ ـ ــدﻋوى ﻏﯾ ـ ــر اﻟﻣﺑﺎﺷـ ـ ـرة‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ و أﺧﯾ ار اﻟدﻋوى اﻟﺻورﯾﺔ ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬اﻟدﻋوى ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬

‫دﻋـ ـ ــوى ﯾرﻓﻌﻬـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ــداﺋن ﺑﺎﺳـ ـ ــم وﻟﺣﺳـ ـ ــﺎب اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﻧﯾﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻋﻧـ ـ ــﻪ ‪ ،‬إذا أﻫﻣـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذا اﻷﺧﯾـ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣطﺎﻟﺑـ ــﺔ ﺑﺣـ ــق ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ذﻣـ ــﺔ اﻟﻐﯾـ ــر‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠـ ــداﺋن أن ﯾﻘﺎﺿـ ــﻲ وﯾﺳـ ــﺄل ﻫـ ــذا اﻟﻐﯾـ ــر ﻣـ ــﺛﻼ إذا‬
‫ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻣﺳـ ـ ـ ــؤوﻻ ﻣـ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ ﻋـ ـ ـ ــن ﺿـ ـ ـ ــرر أﺻـ ـ ـ ــﺎب اﻟﻣـ ـ ـ ــدﯾن واﻟـ ـ ـ ــذي أﻫﻣـ ـ ـ ــل اﻟﻣطﺎﻟﺑـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺗﻌوﯾﺿـ ـ ـ ــﻪ ﻋـ ـ ـ ــن‬
‫اﻟﺿ ـ ــرر)‪ ،(53‬إذن ﻓﺎﻟ ـ ــدﻋوى ﻏﯾ ـ ــر اﻟﻣﺑﺎﺷـ ـ ـرة ﻫ ـ ــﻲ دﻋ ـ ــوى ﺿ ـ ــد اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﯾرﻓﻌﻬ ـ ــﺎ داﺋﻧ ـ ــﻪ ﺑطرﯾ ـ ــق ﻏﯾ ـ ــر‬
‫ﻣﺑﺎﺷـ ـ ــر ﺑﺎﺳـ ـ ــم ﻣدﯾﻧـ ـ ــﻪ وﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑـ ـ ــﺔ ﻋﻧـ ـ ــﻪ ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﯾﺣـ ـ ــﺎﻓظ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﻣ ـ ـ ـوال اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ‪ ،‬ﻓﯾﺗﯾﺳـ ـ ــر ﻟـ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ــذﻟك أن‬
‫)‪(54‬‬
‫‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﺗـ ــﻧص م ‪ 189‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻓـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﺻـ ــدد ﻋﻠ ـ ــﻰ‬ ‫ﯾﻘﺗﺿـ ــﻲ دﯾﻧ ـ ــﻪ ﻣـ ــن ﻫ ـ ــذﻩ اﻷﻣ ـ ـوال‬
‫ﻣ ــﺎ ﯾﻠ ــﻲ ‪ » :‬ﻟﻛـــل داﺋـــن وﻟـــو ﻟـــم ﯾﺣـــل أﺟـــل دﯾﻧـــﻪ أن ﯾﺳـــﺗﻌﻣل ﺑﺎﺳـــم ﻣدﯾﻧـــﻪ ﺟﻣﯾـــﻊ ﺣﻘـــوق ﻫـــذا‬
‫اﻟﻣـــدﯾن ‪ ،‬إﻻ ﻣـــﺎ ﻛـــﺎن ﻣﻧﻬـــﺎ ﺧﺎﺻـــﺎ ﺑﺷﺧﺻـــﻪ أو ﻏﯾـــر ﻗﺎﺑـــل ﻟﻠﺣﺟـــز وﻻ ﯾﻛـــون اﺳـــﺗﻌﻣﺎل اﻟـــداﺋن‬

‫)‪(52‬‬
‫‪ -‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪(53‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 276 .‬‬
‫)‪(54‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 542.‬‬

‫‪20‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﻟﺣﻘـــوق ﻣدﯾﻧـــﻪ ﻣﻘﺑـــوﻻ إﻻ إذا أﺛﺑـــت أن اﻟﻣـــدﯾن أﻣﺳـــك ﻋـــن اﺳـــﺗﻌﻣﺎل ﻫـــذﻩ اﻟﺣﻘـــوق‪ ،‬و أن ﻫـــذا‬
‫اﻹﻣﺳﺎك ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺳﺑب ﻋﺳرﻩ ‪،‬أو أن ﯾزﯾد ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫وﻻ ﯾﺟـــب ﻋﻠـــﻰ اﻟـــداﺋن أن ﯾﻛﻠـــف ﻣدﯾﻧـــﻪ ﺑﻣطﺎﻟﺑـــﺔ ﺣﻘـــﻪ‪ ،‬ﻏﯾـــر أﻧـــﻪ ﻻﺑـــد أن ﯾدﺧﻠـــﻪ ﻓـــﻲ اﻟﺧﺻـــﺎم ‪.‬‬
‫« )‪ .(55‬ﯾﺗﺑ ـ ــﯾن ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺎدة أن ﻟﻠ ـ ــداﺋن و ﻧﯾﺎﺑـ ـ ـﺔ ﻋ ـ ــن ﻣدﯾﻧ ـ ــﻪ أن ﯾرﻓ ـ ــﻊ اﻟ ـ ــدﻋوى ﻹدﺧ ـ ــﺎل‬
‫ﺣ ــق ﺗﻘ ــﺎﻋس ﻋﻧ ــﻪ اﻟﻣ ــدﯾن ﻓ ــﻲ اﻟﺿ ــﻣﺎن اﻟﻌ ــﺎم ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ أﺿ ــﺎﻓت اﻟﻣ ــﺎدة أﻧ ــﻪ ﯾﺟ ــب إدﺧﺎﻟ ــﻪ ﺧﺻ ــﻣﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫أن ﻟﻠﻣ ـ ــدﯾن أن ﯾﺗ ـ ــدﺧل ﻓـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﻋوى وﯾﺗوﻻﻫ ـ ــﺎ ﺑﻧﻔﺳ ـ ــﻪ‪ ،‬وﻟـ ــﯾس ﻟﻠ ـ ــداﺋن أن ﯾﺗﺻ ـ ــرف ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟـ ــدﻋوى ‪ ،‬و ّ‬
‫اﻟﺣـ ــق ‪ ،‬ﻛـ ــذﻟك إﺳـ ــﺗﺛﻧت اﻟﻣـ ــﺎدة ﺑﻌـ ــض اﻟﺣﻘـ ــوق ﻣـ ــن ﻣﺟـ ــﺎل إﺳـ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟـ ــدﻋوى ﻏﯾـ ــر اﻟﻣﺑﺎﺷ ـ ـرة وﻫـ ــﻲ‬
‫اﻟﺣﻘ ـ ــوق ﻏﯾ ـ ــر اﻟﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺣﺟ ـ ــز واﻟﺣﻘـ ـ ـوق واﻟ ـ ــدﻋﺎوى اﻟﻣﺗﺻ ـ ــﻠﺔ ﺑﺷ ـ ــﺧص اﻟﻣ ـ ــدﯾن ‪ ،‬ﻛ ـ ــدﻋوى اﻟﻧﻔﻘ ـ ــﺔ أو‬
‫ﺣﻘ ـ ــوق اﻻﺳ ـ ــﺗﻌﻣﺎل أو اﻻﺳ ـ ــﺗﻐﻼل ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻫ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــن اﻟﺣﻘ ـ ــوق اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻻ ﯾﺟ ـ ــوز اﻟﺗﻧ ـ ــﺎزل ﻋﻧﻬ ـ ــﺎ ﻟﻠﻐﯾ ـ ــر أو‬
‫ﺣﺟزﻫـ ـ ــﺎ ‪ ،‬و أﺧﯾ ـ ـ ـ ار ﺟـ ـ ــﺎءت اﻟﻣـ ـ ــﺎدة ﺑﺷـ ـ ــروط ﻣﻌﯾﻧـ ـ ــﺔ ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﯾﺗﺳـ ـ ــﻧﻰ ﻟﻠـ ـ ــداﺋن أن ﯾرﻓـ ـ ــﻊ اﻟـ ـ ــدﻋوى ﻏﯾـ ـ ــر‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷرة ‪.‬‬

‫‪ ( 1‬ﺷروط اﻟدﻋوى ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬

‫ﺗرﺟـ ــﻊ ﺑﻌـ ــض ﻫـ ــذﻩ اﻟﺷـ ــروط إﻟـ ــﻰ اﻟـ ــداﺋن اﻟـ ــذي ﯾﺳـ ــﺗﻌﻣل ﺣـ ــق ﻣدﯾﻧـ ــﻪ واﻟـ ــﺑﻌض اﻵﺧـ ــر إﻟـ ــﻰ‬
‫اﻟﺣـ ــق اﻟـ ــذي ﯾﺳـ ــﺗﻌﻣل وﻫـ ــﻲ ﻛﻠﻬـ ــﺎ ﺗرﺟـ ــﻊ إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺷـ ــروﻋﺔ ﻟﻠـ ــداﺋن اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺳـ ــﺗﺣق اﻟﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ‬
‫)‪(56‬‬
‫‪ ،‬وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫_ ﺗﻘﺻــــــﯾر ﻣــــــن اﻟﻣــــــدﯾن ‪ :‬ﺳـ ـ ـواء ﻛ ـ ــﺎن ذﻟـ ـ ــك ﻣﺟ ـ ــرد إﻫﻣ ـ ــﺎل أو ﻛ ـ ــﺎن ﺑﺳـ ـ ــوء ﻧﯾ ـ ــﺔ ﻓﯾﺟ ـ ــوز ﻟﻠـ ـ ــداﺋن‬
‫)‪(57‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﺳﺗﻌﻣﺎل ﺣﻘوق ﻣدﯾﻧﻪ إذا أﺛﺑت أن اﻟﻣدﯾن ﻟم ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻪ‬

‫)‪(55‬‬
‫‪ -‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪ - (56‬ﻋﺑد اﻟرزاق اﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 756 .‬‬
‫)‪ - (57‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 278 .‬‬

‫‪21‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫_ إﻋﺳـــــﺎر اﻟﻣـــــدﯾن ‪ :‬ﯾﻘﺻ ـ ــد ﺑﺎﻹﻋﺳ ـ ــﺎر اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ اﻟﻔﻌﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﻧﺎﺷ ـ ــﺋﺔ ﻋ ـ ــن زﯾ ـ ــﺎدة اﻟ ـ ــدﯾون ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺣﻘ ـ ــوق‬
‫)‪(58‬‬
‫‪ ،‬ﺣﯾـ ـ ــث ﺗـ ـ ــﻧص م ‪ 193‬ﻣـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠـ ـ ــﻰ ‪ » :‬إذا‬ ‫ﺳ ـ ـ ـواء ﻛﺎﻧـ ـ ــت دﯾوﻧـ ـ ــﻪ ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ أو ﻟـ ـ ــم ﺗﺣـ ـ ــل‬
‫ادﻋــــﻰ اﻟــــداﺋن ﻋﺳــــر اﻟﻣــــدﯾن ‪ ،‬ﻓﻠــــﯾس ﻋﻠﯾــــﻪ إﻻ أن ﯾﺛﺑــــت ﻣﻘــــدار ﻣــــﺎ ﻓــــﻲ ذﻣﺗــــﻪ ﻣــــن اﻟــــدﯾون ‪.‬‬
‫)‪(59‬‬
‫وﻋﻠـــــﻰ اﻟﻣـــــدﯾن ﻧﻔﺳـــــﻪ أن ﯾﺛﺑـــــت أن ﻟـــــﻪ ﻣـــــﺎﻻ ﯾﺳـــــﺎوي ﻗﯾﻣـــــﺔ اﻟـــــدﯾون أو ﯾزﯾـــــد ﻋﻧﻬـــــﺎ ‪«.‬‬
‫ﺑﺣﯾ ـ ــث ﯾﺟ ـ ــب ﻹﺛﺑ ـ ــﺎت اﻹﻋﺳ ـ ــﺎر أن ﯾﺛﺑ ـ ــت اﻟ ـ ــداﺋن ﻣﻘ ـ ــدار ﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ذﻣ ـ ــﺔ ﻣدﯾﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن دﯾ ـ ــون ‪ ،‬ﺣﺗ ـ ــﻰ‬
‫ﯾﺛﺑت اﻟﻣدﯾن أن أﻣواﻟﻪ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﻠوﻓﺎء ﺑﻬذﻩ اﻟدﯾون ‪.‬‬

‫_ ﺣـــــق ﻣﺳـــــﺗﺣق اﻷداء ‪ :‬ﯾﺟـ ــب أن ﯾﻛـ ــون ﺣـ ــق اﻟـ ــداﺋن ﻣﺣﻘـ ــق اﻟوﺟـ ــود وﺧﺎﻟﯾـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟﻧ ـ ـزاع ‪ ،‬وأن‬
‫)‪(60‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﻛون ﻣﻌﻠوم اﻟﻣﻘدار‬

‫ﻫذﻩ ﻫﻲ اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟداﺋن ﺣﻘوق ﻣدﯾﻧﻪ ‪.‬‬

‫‪ ( 2‬أﺣﻛﺎم اﻟدﻋوى ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‬

‫ﻟﻠ ــداﺋن أن ﯾطﺎﻟ ــب ﺑﻛ ــل اﻟ ــدﯾن اﻟ ــذي ﻓ ــﻲ ذﻣ ــﺔ ﻣدﯾﻧ ــﻪ وﻟ ــو ﺟ ــﺎوز ﻫ ــذا اﻟ ــدﯾن ﺣﻘ ــﻪ ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﻟ ــﻪ‬
‫أن ﯾطﺎﻟ ـ ــب اﻟﻣ ـ ــدﻋﻰ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﺑﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﯾﺳ ـ ــﺗطﯾﻊ اﻟﻣ ـ ــدﯾن أن ﯾطﻠﺑ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﯾﺟ ـ ــوز ﻟﻠﻣ ـ ــدﻋﻰ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ أن‬
‫ﯾﺗﻣﺳـ ــك ﻓـ ــﻲ ﻣواﺟﻬـ ــﺔ اﻟـ ــداﺋن ﺑﻛـ ــل اﻟـ ــدﻓوع ﻣـ ــن ﺗﻘـ ــﺎدم و ﻣﻘﺎﺻـ ــﺔ و إﺑ ـ ـ ارء و ﺑطـ ــﻼن ﺳـ ــﻧد اﻟ ـ ــدﯾن‪...‬‬
‫وﻫـ ــﻲ ﻛﻠﻬـ ــﺎ دﻓـ ــوع ﺗﻛـ ــون ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻣواﺟﻬـ ــﺔ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻧﻔﺳـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓـ ــﺈذا رﺑـ ــﺢ اﻟـ ــداﺋن دﻋ ـ ـواﻩ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻻ ﯾﺳـ ــﺗﺄﺛر‬
‫ﺑﻧﺗﯾﺟﺗﻬ ــﺎ ﻷﻧ ــﻪ ﻟ ــﯾس إﻻ ﻧﺎﺋﺑـ ـﺎً وﯾﻧﻔ ــذ ﺑﻌ ــد ذﻟ ــك دون أن ﯾﺧ ــﺗص ﺑ ــﻪ ﻟوﺣ ــدﻩ ‪،‬ﻷن ﻟﻐﯾـ ـرﻩ ﻣ ــن اﻟ ــداﺋﻧﯾن‬
‫)‪(61‬‬
‫‪.‬‬ ‫أﯾﺿﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﯾﻧﻔذوا ﻋﻠﯾﻪ‬

‫)‪ - (58‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 278 .‬‬

‫)‪ - (59‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪ - (60‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 754 – 753 .‬‬
‫)‪ - (61‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 279 .‬‬

‫‪22‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ب ( اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ ) دﻋوى ﻋدم ﻧﻔﺎذ اﻟﺗﺻرف (‬

‫اﻷﺻ ـ ــل أن ﺗﺻـ ـ ـرﻓﺎت اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﺗﻛ ـ ــون ﻧﺎﻓ ـ ــذة ﻓـ ـ ــﻲ ﻣواﺟﻬـ ـ ـﺔ اﻟ ـ ــداﺋن ﺑﺷـ ـ ــرط ﺣﺳ ـ ــن ﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن‬
‫ﻏﯾ ـ ــر أﻧ ـ ــﻪ إذا ﺗﺻ ـ ــرف ﺗﺻـ ـ ـرﻓﺎ ﻣﺿـ ـ ـ ار ﺑداﺋﻧ ـ ــﻪ أوﻏﺷ ـ ــﺎ ﻣﻧ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻼ ﺗﺻ ـ ــﺑﺢ ﺗﺻـ ـ ـرﻓﺎﺗﻪ ﻧﺎﻓ ـ ــذة ﻓ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــق‬
‫)‪(62‬‬
‫‪.‬‬ ‫داﺋﻧﯾﻪ‬

‫ﺗﻘـ ــرر م ‪ 191‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﺣﻘـ ــﺎ ﻟﻠـ ــداﺋن ﺑـ ــﺎﻟطﻌن ﻓـ ــﻲ ﺗﺻـ ــرف اﻟﻣـ ــدﯾن اﻟـ ــذي ﯾـ ــﺗم ﻏﺷـ ــﺎ ﻧﺣـ ــو‬
‫)‪(63‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟداﺋﻧﯾن وﻗﺻد اﻹﺿرار ﺑﻬم ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻧﻔذ أﺛر اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﺣﻘﻬم‬

‫ﺗﺳـ ــﺗﻬدف اﻟـ ــدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻـ ــﯾﺔ ﺣﻣﺎﯾـ ــﺔ اﻟـ ــداﺋن ﻣـ ــن ﺗﺻ ـ ـرﻓﺎت ﻣدﯾﻧـ ــﻪ ﺑﺣﯾـ ــث ﺗﺧـ ــول ﻟـ ــﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑـ ــﺔ‬
‫ﺑﻌـ ــدم ﻧﻔـ ــﺎذ ﻫـ ــذا اﻟﺗﺻ ـ ــرف ﻋﻠﯾـ ــﻪ ‪ ،‬وﻫـ ــﻲ دﻋ ـ ــوى ﻓردﯾـ ــﺔ ﯾرﻓﻌﻬـ ــﺎ اﻟـ ــداﺋن ﺿ ـ ــد اﻟﻣﺗﺻـ ــرف إﻟﯾـ ــﻪ ﻣ ـ ــﻊ‬
‫إدﺧـ ــﺎل اﻟﻣـ ــدﯾن ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدﻋوى و ﻫـ ــﻲ دﻋـ ــوى ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﯾﻘﺻـ ــد ﺑﻬـ ــﺎ ﻋـ ــدم ﻧﻔـ ــﺎذ اﻟﺗﺻـ ــرف ﻓـ ــﻲ ﻣواﺟﻬـ ــﺔ‬
‫)‪(64‬‬
‫اﻟ ــداﺋن ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ وأﻧﻬ ــﺎ ﻻ ﺗ ــؤدي إﻟ ــﻰ ﺑط ــﻼن اﻟﺗﺻ ــرف ﺑ ــل إﻟ ــﻰ ﻋ ــدم اﻻﺣﺗﺟ ــﺎج ﺑ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــداﺋن‬
‫وﺗﺑﻧـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻـ ـ ــﯾﺔ ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳـ ـ ــﺎس أن اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون أراد ﺣﻣﺎﯾـ ـ ــﺔ اﻟـ ـ ــداﺋن ﻣـ ـ ــن ﺳـ ـ ــوء ﻧﯾـ ـ ــﺔ ﻣدﻧﯾ ـ ـ ـﻪ‬
‫)‪(65‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﻌﺳر ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾرﻓﻌﻬﺎ اﻟداﺋن ﺑﺎﺳﻣﻪ ﻫو و ﯾﻧﺻرف أﺛرﻫﺎ إﻟﯾﻪ دون ﻏﯾرﻩ‬

‫)‪– (62‬ﯾوﺳف ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪ ،‬دﻋوى ﻋدم ﻧﻔﺎذ ﺗﺻرف اﻟﻣدﯾن )اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ( ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻘﺎرن ‪ ،‬ﺑﺣث‬
‫ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪.1986‬ص‬
‫ص‪.45_44.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 280 .‬‬
‫_ ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص ‪. 779 ، 777.‬‬
‫)‪ - (63‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 324 .‬‬
‫)‪ - (64‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 280.‬‬
‫_أﻧظر أﯾﺿﺎً ﯾوﺳف ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.45.‬‬
‫)‪ – (65‬ﻋﺑد اﻟرزاق اﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 779 .‬‬

‫‪23‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫‪ ( 1‬ﺷروط اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ‬

‫ﻫﻧـ ــﺎك ﺷـ ــروط ﺗرﺟـ ــﻊ ﻟﻠـ ــداﺋن وﺷـ ــروط أﺧـ ــرى ﺗرﺟـ ــﻊ ﻟﻠﺗﺻـ ــرف اﻟـ ــذي ﯾطﻌـ ــن ﻓﯾـ ــﻪ وﻛﻠﻬـ ــﺎ ﺗرﺟـ ــﻊ‬
‫إﻟـ ــﻰ ﻓﻛ ـ ـرة اﻟﺿـ ــرر ﻓـ ــﻲ ﺟﺎﻧـ ــب اﻟـ ــداﺋن واﻟﻐـ ــش ﻓـ ــﻲ ﺟﺎﻧـ ــب اﻟﻣـ ــدﯾن ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﺷـ ــروط اﻟـ ــداﺋن ﻓﺗﺗﻣﺛـ ــل‬
‫ﻓﻲ‪:‬‬

‫_ أن ﯾﻛون ﺣق ﻣﺳﺗﺣق اﻷداء وﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﺻرف اﻟﻣدﯾن اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ‪.‬‬

‫_ ﻛﻣـ ــﺎ وﯾﺷـ ــﺗرط ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــداﺋن أﯾﺿـ ــﺎ أن ﺗﻛـ ــون ﻟـ ــﻪ ﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ ﻋﺎﺟﻠـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟطﻌـ ــن ﺑﺎﻟـ ــدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻـ ــﯾﺔ‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ ﺗﺻـ ـ ــرف ﻣدﯾﻧـ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ أن اﻟﺣـ ـ ــق اﻟـ ـ ــذي ﺗﺻـ ـ ــرف ﻓﯾـ ـ ــﻪ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﻛـ ـ ــﺎن ﯾﺳـ ـ ــﺗطﯾﻊ اﻟـ ـ ــداﺋن أن‬
‫أن اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻣﻌﺳ ـ ــر و ﻟ ـ ــﯾس ﻟ ـ ــﻪ أﻣـ ـ ـوال أﺧ ـ ــرى ﺗﻛﻔ ـ ــﻲ ﻟﻠوﻓ ـ ــﺎء ﺑﺣ ـ ــق اﻟ ـ ــداﺋن‬
‫ﯾﺳ ـ ــﺗوﻓﻲ ﻣﻧ ـ ــﻪ ﺣﻘ ـ ــﻪ ‪ ،‬و ّ‬
‫ﻓﺄﻣـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﺷـ ـ ــروط اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗرﺟـ ـ ــﻊ ﻟﻠﺗﺻـ ـ ــرف اﻟﻣطﻌـ ـ ــون ﻓﯾـ ـ ــﻪ ﻓﯾﺟ ـ ـ ـب أن ﯾﻛـ ـ ــون ﺗﺻـ ـ ــرف ﻗـ ـ ــﺎﻧوﻧﻲ‬
‫)‪(66‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﻔﻘر وأن ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ اﻟﻐش‬

‫‪ ( 2‬أﺣﻛﺎم اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ‬

‫ﯾطﺎﻟ ـ ـب اﻟـ ــداﺋن ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻـ ــﯾﺔ ﺑﻌـ ــدم ﻧﻔـ ــﺎذ اﻟﺗﺻـ ــرف ﻓـ ــﻲ ﺣﻘـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻬـ ــﻲ ﻟﯾﺳـ ــت دﻋـ ــوى‬
‫ﺑط ـ ــﻼن ﻷن اﻟﺗﺻ ـ ــرف ﯾﺑﻘ ـ ــﻰ ﻗﺎﺋﻣ ـ ــﺎ ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣ ـ ــدﯾن واﻟﻣﺗﺻ ـ ــرف إﻟﯾ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻏﯾ ـ ــر أﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﺳ ـ ــري ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﺣ ــق اﻟ ــداﺋن ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ ذﻟ ــك ﻓـ ـﺈ ّن اﻟﻣ ــﺎل ﻣوﺿ ــوع اﻟﺗﺻ ــرف ﯾﻌ ــود إﻟ ــﻰ ﺿ ــﻣﺎﻧﻪ اﻟﻌ ــﺎم ‪ ،‬ﺛ ــم ﯾﻘ ــوم‬
‫ﺑﻌ ـ ــد ذﻟ ـ ــك اﻟ ـ ــداﺋن ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺈﺟراءات اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﻣﻌﺗ ـ ــﺎدة ‪ ،‬و ﻗ ـ ــد ﯾﺧﺗﺻ ـ ــم اﻟ ـ ــداﺋن ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﻋوى‬
‫)‪(67‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣدﯾن واﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﻪ وﻛذﻟك اﻟﻣﺗﺻرف إﻟﯾﻪ اﻟﺛﺎﻧﻲ إذا ﺗﻌﺎﻗﺑت اﻟﺗﺻرﻓﺎت‬

‫)‪(66‬‬
‫– ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 790، 780.‬‬
‫_أﻧظر ﯾوﺳف ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪.55_54 ،48_47 .‬‬
‫)‪(67‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 285 .‬‬

‫‪24‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬اﻟدﻋوى اﻟﺻورﯾﺔ‬

‫ﻗـ ـ ــرر اﻟﻣﺷـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــري ﻟﻠـ ـ ــداﺋﻧﯾن ﺣﻣﺎﯾـ ـ ــﺔ ﻟﺗﻔـ ـ ــﺎدي ﺧطـ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ـ ــود اﻟﺻـ ـ ــورﯾﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﺻـ ـ ــورﻫﺎ‬
‫اﻟﻣ ــدﯾن أو اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺷ ــﺗرك ﻓ ــﻲ ﺗﺻ ــوﯾرﻫﺎ ‪ ،‬وﻫ ــذا ﺣﺗ ــﻰ ﯾﺧﻔ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد اﻟﺣﻘﯾﻘ ــﻲ‪ ،‬وﻣﻧ ــﻪ ﻓ ــﺈذا أﺑ ــرم اﻟﻣ ــدﯾن‬
‫ﻋﻘـ ـ ــداً ﺻـ ـ ــورﯾﺎً ‪ ،‬ﺟـ ـ ــﺎز ﻟداﺋﻧﯾـ ـ ــﻪ اﻟﺗﻣﺳـ ـ ــك ﺑﺎﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﺣﻘﯾﻘـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺳ ـ ـ ـﺗﺗر أو ﺑﺎﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﺻـ ـ ــوري إذا ﻛـ ـ ــﺎﻧوا‬
‫)‪(68‬‬
‫‪ ،‬وﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﺻـ ـ ــدد ﺗـ ـ ــﻧص م ‪ 198‬ﻣـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠـ ـ ــﻰ ‪ » :‬إذا أﺑــــــرم ﻋﻘــــــد‬ ‫ﺣﺳـ ـ ــﻧﻲ اﻟﻧﯾـ ـ ــﺔ‬
‫ﺻـــــوري‪ ،‬ﻓﻠـــــداﺋﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــــدﯾن وﻟﻠﺧﻠـــــف اﻟﺧـــــﺎص ‪ ،‬ﻣﺗـــــﻰ ﻛـــــﺎﻧوا ﺣﺳـــــﻧﻲ اﻟﻧﯾـــــﺔ ‪ ،‬أن ﯾﺗﻣﺳـــــﻛوا‬
‫)‪(69‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﺻوري ‪«.‬‬

‫ﻓﺎﻷﺻ ـ ــل أن اﻟﻌﻘ ـ ــود اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﺑرﻣﻬ ـ ــﺎ اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻻ ﺗﺳ ـ ــري ﻓ ـ ــﻲ ﺣ ـ ــق داﺋﻧﯾ ـ ــﻪ ﺑﺷ ـ ــرط أن ﺗﻛ ـ ــون ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﻌﻘـ ـ ــود ﺣﻘﯾﻘﯾـ ـ ــﺔ وﻛﺎﻧـ ـ ــت ﻏﯾـ ـ ــر ﻣﺑرﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻺﺿ ـ ـ ـرار ﺑﺎﻟـ ـ ــداﺋﻧﯾن ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈذا ﺛﺑـ ـ ــت أن اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻣﺑـ ـ ــرم واﻟـ ـ ــذي‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿ ــﺎﻩ ﺗ ــم ﺧ ــروج اﻟﻣ ــﺎل ﻣ ــن ذﻣ ــﺔ اﻟﻣ ــدﯾن ﻋﻘ ــداً ﺻ ــورﯾﺎً ‪ ،‬ﺟ ــﺎز ﻟﻠ ــداﺋن أن ﯾطﻌ ــن ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻌﻘ ــد‬
‫)‪(70‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑدﻋوى اﻟﺻورﯾﺔ‬

‫‪ ( 1‬ﺷروط ﺗﺣﻘق اﻟﺻورﯾﺔ وﺻورﻫﺎ‬

‫ﯾﻠﺟـ ـ ــﺄ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدان إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺻـ ـ ــورﯾﺔ ﻣﺗـ ـ ــﻰ أرادا أن ﯾﺧﻔﯾـ ـ ــﺎ ﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ـﺔ اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻣﺑـ ـ ــرم ﺑﯾﻧﻬﻣـ ـ ــﺎ وذﻟـ ـ ــك‬
‫ﻟﺳ ـ ــﺑب ﻣﻌ ـ ــﯾن ﻓﯾﻛ ـ ــون ﻟﻬﻣـ ـ ـﺎ ﻣوﻗﻔ ـ ــﺎن ﻣوﻗ ـ ــف ظ ـ ــﺎﻫر و ﻣوﻗ ـ ــف ﻣﺳ ـ ــﺗﺗر‪ ،‬وﺑﻬ ـ ــذا اﻟﻣﻌﻧ ـ ــﻰ ﯾوﺟ ـ ــد اﻟﻌﻘ ـ ــد‬
‫اﻟظ ـ ــﺎﻫر وﻫ ـ ــو اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟﺻ ـ ــوري واﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺗر وﻫ ـ ــو اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟﺣﻘﯾﻘ ـ ــﻲ‪ ،‬وﺗﺗﻣﯾ ـ ــز اﻟﺻ ـ ــورﯾﺔ ﺑﺻ ـ ــورﺗﯾن‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺗ ــﯾن ﻫﻣ ــﺎ ﺻ ــورﯾﺔ ﻣطﻠﻘ ــﺔ ﺑﺣﯾـ ــث ﯾﻛ ــون اﻟﻌﻘ ــد اﻟظ ــﺎﻫر ﻻ ﺣـ ــدود ﻟ ــﻪ إطﻼﻗ ــﺎ ‪ ،‬وﺻ ــورﯾﺔ ﻧﺳـ ــﺑﯾﺔ‬

‫)‪(68‬‬
‫‪ -‬ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن ‪ ،‬ﻧوري ﺣﻣد ﺧﺎطر‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻟﺣﻘوق اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬اﻹﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬دراﺳﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ؛ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪ ، 2009‬ص‪. 269 .‬‬
‫)‪ - (69‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪ - (70‬رﻣﺿﺎن أﺑو اﻟﺳﻌود ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 494 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﯾوﺳف ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص‪.45.‬‬

‫‪25‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫)‪(71‬‬
‫ﻛـ ــﺄن ﯾﻬـ ــب ﻣـ ــﺛﻼ ﺷـ ــﺧص ﺷـ ــﻲء ﻣﻣﻠـ ــوك ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــورة ﺑﯾـ ــﻊ‬ ‫ﻋـ ــن طرﯾـ ــق اﻟﺗﺳـ ــﺗر و اﻹﺧﻔـ ــﺎء‬
‫ﻟﺷﺧص آﺧر ‪ ،‬ﻓﯾظﻬر ﻛﺄﻧﻪ ﻋﻘد ﺑﯾﻊ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻫﺑﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر‪.‬‬

‫‪ ( 2‬أﺣﻛﺎم اﻟﺻورﯾﺔ‬

‫ﺗـ ــﻧص م ‪ 199‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﯾﻠـ ــﻲ ‪ » :‬إذا أﺧﻔــــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــــدان ﻋﻘــــدا ﺣﻘﯾﻘﯾــــﺎ ﺑﻌﻘــــد‬
‫)‪(72‬‬
‫‪ ،‬ﯾﺗﺑ ـ ّـﯾن‬ ‫ظـــﺎﻫر ﻓﺎﻟﻌﻘـــد اﻟﻧﺎﻓـــذ ﻓﯾﻣـــﺎ ﺑـــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــدﯾن واﻟﺧﻠـــف اﻟﻌـــﺎم ﻫـــو اﻟﻌﻘـــد اﻟﺣﻘﯾﻘـــﻲ‪« .‬‬
‫أن اﻟﻌﻘـ ــد ﺻـ ــوري ﻻ وﺟـ ــود وﻻ أﻫﻣﯾـ ــﺔ ﻟـ ــﻪ‬
‫ﻣـ ــن أﺣﻛـ ــﺎم ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــﺎدة أﻧـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن واﻟورﺛـ ــﺔ ّ‬
‫وﯾﺳ ـ ــري ﻓ ـ ــﻲ ﺣﻘﻬ ـ ــم اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟﺣﻘﯾﻘ ـ ــﻲ إﻋﻣ ـ ــﺎﻻ ﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث أن اﻷطـ ـ ـراف‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدة أرادوا اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﺗر وﻫـ ـ ــو اﻟﺣﻘﯾﻘـ ـ ــﻲ وﻟـ ـ ــﯾس اﻟﻌﻘـ ـ ـد اﻟظـ ـ ــﺎﻫر اﻟـ ـ ــذي ﻫـ ـ ــو اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﺻـ ـ ــوري‬
‫)‪(73‬‬
‫‪.‬‬ ‫و ﯾﻘﻊ ﻋﺑﺊ اﻹﺛﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟذي ﯾﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟﻌﻘد اﻟﻣﺳﺗﺗر‬

‫إن ﻟ ـ ــم ﺗﻛ ـ ــف أﻣـ ـ ـوال اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻟوﻓ ـ ــﺎء دﯾوﻧ ـ ــﻪ اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺣﻘﺔ اﻷداء ‪ ،‬ﻟﻠ ـ ــداﺋن ﻓﺿ ـ ــﻼ ﻋ ـ ــن اﻟ ـ ــدﻋﺎوى‬
‫اﻟ ــﺛﻼث أن ﯾطﻠ ــب ﺷ ــﻬر إﻋﺳ ــﺎر اﻟﻣ ــدﯾن ‪ ،‬ﻟﯾ ــﺗﻣﻛن ﻣ ــن اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ أﻛﺑ ــر ﻗ ــدر ﻣﻣﻛ ــن ﻣ ــن ﺣﻘ ــﻪ‬
‫وﻟﯾﻛﻔل ﻟﻪ ﺷﻲء ﻣن اﻟﻣﺳﺎواة ﻣﻊ ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟداﺋﻧﯾن ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر‬

‫اﻷﺻـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــد أن ﻻ ﯾﻧﺷـ ــﺊ ﻟﻠﻐﯾـ ــر ﺣﻘوﻗ ـ ـﺎ وﻻ ﯾﻠزﻣـ ــﻪ ﺑﺈﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت ‪ ،‬واﻟﻣﻘﺻـ ــود ﺑـ ــﺎﻟﻐﯾر ﻫﻧـ ــﺎ‬
‫ﻫ ــو ﻛ ــل ﻣـ ــن ﻟ ــم ﯾﻛـ ــن طرﻓ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد وﻻ ﺧﻠﻔـ ــﺎ ﻋﺎﻣ ــﺎ أو ﺧﺎﺻـ ــﺎ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن ‪ ،‬وﻧﻘﺻـ ــد ﺑﻌ ــدم إﻟﺗ ـ ـزام‬
‫اﻟﻐﯾ ــر ﺑﻌﻘ ــد ﻟ ــم ﯾﺷ ــﺗرك ﻓﯾـ ـﻪ أﻧ ــﻪ ﻻ ﯾﻣﻛ ــن أن ﯾﺗﻔ ــق إﺛﻧ ــﺎن ﻋﻠ ــﻰ إﻟـ ـزام ط ــرف ﺛﺎﻟ ــث اﻟ ــذي ﻫ ــو اﻟﻐﯾ ــر‬
‫ﺑﺂﺛﺎر إﻟﺗزاﻣﺎت وﺣﻘوق إﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪.‬‬

‫)‪ - (71‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 828 .‬‬
‫)‪ - (72‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪ - (73‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 836 .‬‬

‫‪26‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫إﻻ ّأﻧ ـ ـﻪ ﯾﻣﻛـ ــن ﻟﻠﻐﯾـ ــر اﻷﺟﻧﺑـ ــﻲ أن ﯾﻛﺳـ ــب ﺣﻘـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟﻌﻘـ ــد وﯾﻛـ ــون ذﻟـ ــك ﻋـ ــن طرﯾـ ــق اﻹﺷـ ــﺗراط‬
‫ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ـ ــر واﻟﺗﻌﻬـ ـ ــد ﻋـ ـ ــن اﻟﻐﯾـ ـ ــر ‪ ،‬وﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـﻧﻘوم ﺑﺗوﺿـ ـ ــﯾﺣﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ﻣطﻠﺑـ ـ ــﯾن ﻣﺳـ ـ ــﺗﻘﻠﯾن‪ ،‬إذ‬
‫ﺳﻧﻌرض ﻓﻲ اﻷول اﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر و ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬اﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‬

‫ﺗطـ ـ ــرق اﻟﻣﺷـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــري إﻟـ ـ ــﻰ ﻣوﺿـ ـ ــوع اﻟﺗﻌﻬـ ـ ــد ﻋـ ـ ــن اﻟﻐﯾـ ـ ــر دون ﺗﻌرﯾﻔـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ﻧـ ـ ــص م‬
‫‪ 114‬ق‪.‬م‪.‬ج اﻟﺗـ ــﻲ ﺗـ ــﻧص ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﯾﻠـ ــﻲ ‪ » :‬إذا ﺗﻌﻬــــد ﺷــــﺧص ﻋــــن اﻟﻐﯾــــر ﻓــــﻼ ﯾﺗﻘﯾــــد اﻟﻐﯾــــر‬
‫ﺑﺗﻌﻬـــدﻩ ‪ ،‬ﻓـــﺈن رﻓـــض اﻟﻐﯾـــر أن ﯾﻠﺗـــزم ‪ ،‬وﺟـــب ﻋﻠـــﻰ اﻟﻣﺗﻌﻬـــد أن ﯾﻌـــوض ﻣـــن ﺗﻌﺎﻗـــد ﻣﻌـــﻪ وﯾﺟـــوز‬
‫ﻟﻪ ﻣﻊ ذﻟك أن ﯾﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺄن ﯾﻘوم ﻫو ﺑﻧﻔﺳﻪ ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣﺎ إﻟﺗزم ﺑﻪ ‪.‬‬

‫ــرً إﻻّ ﻣـــن وﻗـــت ﺻـــدورﻩ ‪،‬ﻣـــﺎ ﻟـــم ﯾﺗﺑـ ّــﯾن‬

‫أﻣـــﺎ إذا ﻗﺑـــل اﻟﻐﯾـــر ﻫـــذا اﻟﺗﻌﻬـــد ‪ ،‬ﻓـــﺈن ﻗﺑوﻟـــﻪ ﻻ ﯾﻧـــﺗﺞ أﺛـ ا‬
‫أﻧـــﻪ ﻗﺻـــد ﺻـــراﺣﺔ أو ﺿـــﻣﻧﺎ أن ﯾﺳـــﺗﻧد أﺛـــر ﻫـــذا اﻟﻘﺑـــول إﻟـــﻰ اﻟوﻗـــت اﻟـــذي ﺻـــدر ﻓﯾـــﻪ اﻟﺗﻌﻬـــد‪« .‬‬
‫)‪(74‬‬
‫‪ ،‬ﯾﺗﺑـ ـ ـ ّـﯾن ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﻧـ ـ ــص ﻫـ ـ ــذﻩ م ‪ ،‬أن اﻟﺗﻌﻬـ ـ ــد ﻋـ ـ ــن اﻟﻐﯾـ ـ ــر ﻻ ﯾﻠـ ـ ــزم إﻻ اﻟﻣﺗﻌﻬـ ـ ــد وأن ﻣﺣـ ـ ــل‬
‫إﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻫـ ــو اﻟﺣﺻـ ــول ﻋﻠـ ــﻰ ﻗﺑـ ــول اﻟﻐﯾـ ــر ﻟﻠﺗﻌﻬـ ــد ‪ ،‬ﻓـ ــﺈن ﺣﻘـ ــق ﻫـ ــذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ اﻧﻘﺿ ـ ـﻰ اﻹﻟﺗ ـ ـزام‬
‫ﻷﻧ ــﻪ ﻻ ﯾﺿـ ــﻣن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻐﯾـ ــر ﻟﻠﺗﻌﻬـ ــد اﻟـ ــذي ﻗﺑﻠـ ــﻪ أﻣـ ــﺎ إذا رﻓـ ــض اﻟﻐﯾـ ــر ﻗﺑـ ــول اﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻓﯾﻌﺗﺑـ ــر اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد‬
‫ﻣﻘﺻ اًر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ إﻟﺗزاﻣﻪ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‬

‫ﺳ ـ ــﻧﻌﺎﻟﺞ ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻔـ ـ ــرع إﻟـ ـ ــﻰ ﺗوﺿـ ـ ــﯾﺢ أو ﺑ ـ ــﺎﻷﺣرى ﺗﻌرﯾـ ـ ــف اﻟﺗﻌﻬـ ـ ــد ﻋـ ـ ــن اﻟﻐﯾـ ـ ــر‪ ،‬ﻓﯾﻘﺻـ ـ ــد‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻌﻬ ــد ﻋ ــن اﻟﻐﯾ ــر » أن ﯾﻠﺗـــزم أﺣـــد اﻟطـــرﻓﯾن ﻓـــﻲ ﻋﻘـــد ﺑﺣﻣـــل أﺟﻧﺑـــﻲ ﻋﻧـــﻪ ﻋﻠـــﻰ ﻗﺑـــول إﻟﺗـــزام‬
‫)‪(75‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﻌﯾن «‬

‫)‪ - (74‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ - (75‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 331.‬‬

‫‪27‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫أو ﯾﻣﻛـ ــن أن ﻧﻘـ ــول ﺑـ ــﺄن ﺻـ ــورة اﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻋـ ــن اﻟﻐﯾـ ــر ﻫـ ــﻲ ‪ » :‬أن ﯾﻠﺗــــزم ﺷــــﺧص ﺑــــﺄن ﯾﺟﻌــــل‬
‫ﻏﯾـــرﻩ ﯾﻘـــوم ﺑـــﺈﺑرام ﻋﻘـــد ‪ ،‬ﻓﻬـــو ﯾﻠﺗـــزم ﺑـــﺈﻟﺗزام ﺑﻌﻣـــل ﻓﻘـــط وﻻ ﯾﺧـــرج اﻟﻣﺳـــﻌﻰ ﻋـــن ﻗﺑوﻟـــﻪ ﻣـــن‬
‫)‪(76‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻐﯾر أو رﻓﺿﻪ «‬

‫ـﺄن اﻟﺗﻌرﯾـ ـ ــف اﻷﻧﺳـ ـ ــب ﻟﻠﺗﻌﻬـ ـ ــد ﻋـ ـ ــن اﻟﻐﯾـ ـ ــر‪ ،‬وﻫـ ـ ــو ﺗﻌرﯾـ ـ ــف واﺿـ ـ ــﺢ اﻟدﻻﻟـ ـ ــﺔ‬
‫أﻧﻧ ـ ـ ـﺎ ﻧﺟـ ـ ــد ﺑـ ـ ـ ّ‬
‫إﻻّ ّ‬
‫أن ﻓ ــﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻬ ــﺎ ﻟﻠﺗﻌﻬ ــد ﻋ ــن اﻟﻐﯾ ــر ﻟ ــم ﺗﺗط ــرق‬
‫واﻟﻣﻌﻧ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﻗدﻣﺗ ــﻪ اﻷﺳ ــﺗﺎذة " زواوي ﻓرﯾــــدة " ﺣﯾ ــث ّ‬
‫ﻷن ﺣﻣ ـ ـل‬
‫إﻟـ ــﻰ ﻓرﺿـ ــﻲ ﻗﺑـ ــول أو رﻓـ ــض اﻟﻐﯾـ ــر ﻟﻠﺗﻌﻬـ ــد ‪ ،‬إذ أن ذﻟـ ــك واﺿـ ــﺢ وﻻ ﯾﺳـ ــﺗدﻋﻲ اﻟـ ــذﻛر ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻐﯾـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻻ ﯾﺧـ ــرج ﻋـ ــن ﻫـ ــذﯾن اﻟﻔرﺿـ ــﯾن ﻓﻘـ ــط ﻻ إﻟـ ــﻰ ﻏﯾـ ــر ذﻟـ ــك ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻫـ ــو اﻟﺗﻌرﯾـ ــف‬
‫اﻟــذي ﻗدﻣﺗــﻪ " ﻫـــو إﺗﻔـــﺎق ﯾﺗﻌﻬـــد ﻓﯾـــﻪ أﺣـــد اﻟطـــرﻓﯾن ﺑـــﺄن ﯾﺟﻌـــل ﺷﺧﺻـــﺎ ﻣـــن اﻟﻐﯾـــر ﯾﻠﺗـــزم ﺑـــﺈﻟﺗزام‬
‫)‪(77‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﻌﯾن ﻗﺑل اﻟطرف اﻵﺧر "‬

‫ﺳﻧوﺿ ـ ـ ــﺢ ذﻟ ـ ـ ــك ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺛ ـ ـ ــﺎل اﻟﺗ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ‪ :‬ﯾﺗﻌﻬ ـ ـ ــد )أ( ﻠ )ب( ﺑ ـ ـ ــﺄن ﯾﺣﻣـ ـ ـ ـل )ج( ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أن ﯾﺑﯾ ـ ـ ــﻊ‬
‫ﺳ ـ ــﯾﺎرﺗﻪ ﻠ )ب( وﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺛ ـ ــﺎل ﻧﺟ ـ ــد ﺑ ـ ــﺄن )أ( ﺗﻌﻬ ـ ــد ﻠ )ب( ﺑﺣﻣـ ـ ـل )ج( ﻋﻠ ـ ــﻰ إﺑـ ـ ـرام ﻋﻘ ـ ــد ﺑﯾ ـ ــﻊ‬
‫وﻣ ــن ﻫﻧ ــﺎ ﯾﺗﺿ ــﺢ ﻟﻧ ــﺎ ﺑ ــﺄن )ج( ﻏرﯾ ــب ﻋ ــن ﻫ ــذا اﻟﺗﻌﻬ ــد وﻫ ــو ﺣ ــر إن ﺷ ــﺎء ﻗﺑ ــل ﺑﯾ ــﻊ ﺳ ــﯾﺎرﺗﻪ ﻠ )ب(‬
‫و إن ﺷﺎء رﻓض ذﻟك ‪.‬‬

‫ﻟﻛ ـ ــن إذا رﻓ ـ ــض ﻓ ـ ــﺈن )أ( اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد ﺑ ـ ــﺎﻟﺗزام ﺑﻌﻣ ـ ــل ﯾﻛ ـ ــون ﻗ ـ ــد أﺧ ـ ــل ﺑﺈﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﯾﻠﺗ ـ ــزم ﺑﺗﻌ ـ ــوﯾض‬
‫)ب( ﻋﻣ ـ ــﺎ أﺻ ـ ــﺎﺑﻪ ﻣ ـ ــن ﺿ ـ ــرر ﺑﺳ ـ ــﺑب ﻋ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻫ ـ ــذا اﻟﺗﻌﻬ ـ ــد ‪ .‬وﻣ ـ ــن ﻫﻧ ـ ــﺎ ﻧﺟ ـ ــد أن اﻟﺗﻌﻬ ـ ــد ﻋ ـ ــن‬
‫اﻟﻐﯾر ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺧﺎص ‪ ،‬اﻟﻣﺗﻌﻬد ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻌﻬد ﻟﻪ‪ ،‬و اﻟﻣﺗﻌﻬد ﻋﻧﻪ‪.‬‬

‫ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﺗّﺿـ ــﺢ ﻟﻧـ ــﺎ ﺑـ ــﺄن اﻟﻌﻘـ ــد ﻻ ﯾﻧـ ــﺗﺞ أﺛـ ــر ّإﻻ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻼﻗ ـ ـﺔ ﺑـ ــﯾن طرﻓﯾـ ــﻪ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﻬـ ــد‬
‫)‪(78‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻧﻪ‪ ،‬وﻫو اﻟﻐﯾر ﻓﻼ ﯾﻧﺻرف إﻟﯾﻪ آﺛﺎر اﻟﻌﻘد‬

‫)‪ - (76‬ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزام ‪ ،‬د‪ .‬ط ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،2009‬ص‪. 138.‬‬
‫)‪ - (77‬زواوي ﻓرﯾدة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 162 .‬‬
‫)‪ - (78‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 90 .‬‬

‫‪28‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط اﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‬

‫ﻟﺗﺣﻘ ـ ــق اﻟﺗﻌﻬ ـ ــد ﻋ ـ ــن اﻟﻐﯾ ـ ــر ﯾﺟ ـ ــب ﺗ ـ ــوﻓر اﻟﺷ ـ ــروط اﻟ ـ ــﺛﻼث اﻵﺗﯾ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﻲ ‪ :‬أن ﯾﺗﻌﺎﻗ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد‬
‫ﺑﺎﺳـ ــﻣﻪ ﻻ ﺑﺎﺳـ ــم اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻋﻧـ ــﻪ ‪ ،‬و أن ﺗﺗﺟـ ــﻪ إرادة اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد إﻟـ ــﻰ إﻟ ـ ـزام ﻧﻔﺳـ ــﻪ ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﺟـ ــب أن ﯾﻛـ ــون‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻬد ﻣﻠزم ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺑﺿﻣﺎن ﻣواﻓﻘﺔ اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻬد ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺗﻌﻬد ﺑﺎﺳﻣﻪ‬

‫ﯾﻘﺗﺿـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻬـ ـ ــد ﻋـ ـ ــن اﻟﻐﯾـ ـ ــر أن ﯾﺗﻌﻬـ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد ﺑﺎﺳـ ـ ــﻣﻪ وﻟﺣﺳـ ـ ــﺎﺑﻪ‪ ،‬ﻻ ﺑﺎﺳـ ـ ــم اﻟﻐﯾـ ـ ــر اﻟـ ـ ــذي‬
‫ﯾﺗﻌﻬ ـ ــد ﻋﻧ ـ ــﻪ وﺑﻬ ـ ــذا ﯾﺗﻣﯾ ـ ــز اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد ﻋ ـ ــن اﻟوﻛﯾ ـ ــل ‪ ،‬ﻓﺎﻟوﻛﯾ ـ ــل ﯾﻌﻣ ـ ــل ﺑﺎﺳ ـ ــم وﻟﺣﺳ ـ ــﺎب اﻟﻣوﻛ ـ ــل اﻟ ـ ــذي‬
‫ﯾﺗﺣﻣ ـ ـ ـل اﻟواﺟﺑـ ـ ــﺎت وﯾﻛﺗﺳـ ـ ــب اﻟﺣﻘـ ـ ــوق اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد ﺑﺎﺳـ ـ ــﻣﻪ وﻟﺣﺳـ ـ ــﺎﺑﻪ ‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـو ﻣـ ـ ــﺎ ﻧﺻـ ـ ــت ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ م‬

‫» اﻟوﻛﺎﻟــــﺔ أو اﻹﻧﺎﺑــــﺔ ﻫــــو ﻋﻘــــد ﺑﻣﻘﺗﺿــــﺎﻩ ﯾﻔــــوض ﺷــــﺧص ﺷﺧﺻــــﺎً‬ ‫‪ 571‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ‪:‬‬
‫)‪(79‬‬
‫‪.‬‬ ‫آﺧر ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣل ﺷﻲء ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣوﻛل وﺑﺎﺳﻣﻪ «‬

‫أﻣ ـ ــﺎ اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد ﻓﯾﺑ ـ ــرم اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺑﺎﺳ ـ ــﻣﻪ ﻫ ـ ــو وﺗﻧﺻ ـ ــرف آﺛ ـ ــﺎر اﻟﻌﻘ ـ ــد إﻟ ـ ــﻰ ذﻣﺗ ـ ــﻪ وﯾﻠﺗ ـ ــزم ﻫ ـ ــو ﺑﻧﻔﺳ ـ ــﻪ‬
‫)‪(80‬‬
‫‪ ،‬و ﻫذا ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص م ‪ 114‬ق‪ .‬م‪ .‬ج _اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر_‪.‬‬ ‫واﻟﻐﯾر ﻻ ﯾﻠﺗزم‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬إﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﻬد ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌﻬد‬

‫أن ﺗﺗﺟـ ــﻪ إرادة اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻋـ ــن اﻟﻐﯾـ ــر إﻟـ ــﻰ إﻟ ـ ـزام ﻧﻔﺳـ ــﻪ ﻫـ ــو ﻻ إﻟ ـ ـزام اﻟﻐﯾـ ــر ‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﻣﻛـ ــن إﻟ ـ ـزام‬
‫ﺷ ــﺧص ﺑﺂﺛ ــﺎر ﻋﻘ ــد ﻟ ــم ﯾﻛ ــن طرﻓـ ـﺎ ﻓﯾ ــﻪ ‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ أﻛدﺗ ــﻪ م ‪ 113‬ﻣ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــﻧص ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫)‪(81‬‬
‫‪.‬‬ ‫» ﻻ ﯾرﺗب اﻟﻌﻘد اﻟﺗزاﻣﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻐﯾر‪ ،‬وﻟﻛن ﯾﺟوز أن ﯾﻛﺳﺑﻪ ﺣﻘﺎ ‪« .‬‬

‫)‪ - (79‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ - (80‬ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪،‬ج‪، 1.‬اﻟﺗﺻرف اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻌﻘد و اﻹرادة‬
‫اﻟﻣﻧﻔردة ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪، 1999‬ص‪.217.‬‬
‫)‪ - (81‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬

‫‪29‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﺣﻣل اﻟﻣﺗﻌﻬد اﻟﻐﯾر ﻋﻠﻰ ﻗﺑول‬

‫ﯾﺟ ـ ــب أن ﯾﻛ ـ ــون ﻣﺣ ـ ــل إﻟﺗـ ـ ـزام اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد ﻫ ـ ــو اﻟﻘﯾ ـ ــﺎم ﺑﻌﻣـ ـ ـل ‪ ،‬وﻫ ـ ــو ﺣﻣـ ـ ـل اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗﺑ ـ ــول‬
‫اﻟﺗﻌﻬ ـ ــد واﻹﻟﺗـ ـ ـزام ﻫﻧ ـ ــﺎ ﻫ ـ ــو إﻟﺗـ ـ ـزام ﺑﺗﺣﻘﯾ ـ ــق ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ وﻟ ـ ــﯾس ﺑﺑ ـ ــذل ﻋﻧﺎﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﻛﻔـ ـ ـﻲ ﺑ ـ ــذل اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد‬
‫ﻗﺻ ـ ــﺎرى ﺟﻬ ـ ــدﻩ ﻟﯾﺣﻣـ ـ ـل اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗﺑوﻟـ ـ ـﻪ اﻟﺗﻌﻬ ـ ــد ‪ ،‬ﺑ ـ ــل ﯾﺟ ـ ــب ﻗﺑ ـ ــول اﻟﻐﯾ ـ ــر و ّإﻻ اﻋﺗﺑ ـ ــر ﻣﺧ ـ ـ ًـﻼ‬
‫)‪(82‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺈﻟﺗزاﻣﻪ‬

‫ﺑﻬـ ــذا ﯾﺗﻣﯾـ ــز اﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻋـ ــن اﻟﻐﯾـ ــر واﻟﻛﻔﺎﻟـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻛﻔﯾـ ــل ﯾﺿـ ــﻣن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ اﻷﺻـ ــﻠﻲ‬
‫ﻓـ ـﺈﻟﺗزام اﻟﻛﻔﯾ ــل إﻟﺗـ ـزام ﺗﺑﻌ ــﻲ‪ ،‬أﻣ ــﺎ اﻟﻣﺗﻌﻬ ــد ﻋ ــن اﻟﻐﯾ ــر ﻓﯾﻠ ــزم ﺑﺈﯾﺟ ــﺎد اﻟﺗـ ـزام اﻟﻣﺗﻌﻬ ــد ﻋﻧ ــﻪ ‪ ،‬ﻏﯾ ــر أﻧ ــﻪ‬
‫ﻟ ــﯾس ﻫﻧ ــﺎك ﻣ ــﺎ ﯾﻣﻧ ــﻊ ﻣ ــن ﻛﻔﺎﻟ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬ ــد ﻋ ــن اﻟﻐﯾ ــر ﻓ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻫ ــذا اﻟﻐﯾ ــر ﺑ ــﺎﻹﻟﺗزام ‪ ،‬وﺑ ــذﻟك ﯾﺻ ــﺑﺢ‬
‫)‪(83‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﺗﻌﻬداً ﻋن اﻟﻐﯾر وﻛﻔﯾﻼ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬آﺛﺎر اﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‬

‫إذا ﺗـ ــواﻓرت اﻟﺷـ ــروط اﻟﺳـ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻛﻧـ ــﺎ ﺑﺻـ ــدد ﺗﻌﻬـ ــد ﺻـ ــﺣﯾﺢ ﻣﻧـ ــﺗﺞ ﻵﺛـ ــﺎرﻩ ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ـدﯾن "‬
‫أن اﻟﻐﯾـ ــر و ﺑﺎﻋﺗﺑـ ــﺎرﻩ أﺟﻧﺑﯾـ ــﺎ ﻋـ ــن ﻫـ ــذا اﻟﻌﻘـ ــد ﻓﻬـ ــو ﻏﯾـ ــر ﻣﻠـ ــزم ﺑـ ــﻪ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد واﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻟـ ــﻪ " ‪ ،‬ﻏﯾـ ــر ّ‬
‫وﻟ ــﻪ اﻟﺧﯾ ــﺎر ﻓ ــﺈن ﺷ ــﺎء ﻗﺑﻠ ــﻪ وﻋﻧ ــدﻫﺎ ﯾﻧﻌﻘ ــد ﻋﻘ ــد ﺟدﯾ ــد ﺑﺈرادﺗ ــﻪ ﻣ ــن ﻫ ــذا اﻟوﻗ ــت ‪ ،‬وﻗ ــد ﻻ ﯾﻘﺑﻠ ــﻪ دون‬
‫أن ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ أﯾﺔ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ‪.‬‬

‫ﺳوف ﻧﺗﻌرض إﻟﻰ ﻫذﯾن اﻟﻔرﺿﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻗﺑول اﻟﻐﯾر ﻟﻠﺗﻌﻬد‬

‫ﺣﯾﻧﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘﺑـ ـ ــل اﻟﻐﯾ ـ ــر ﺑﺎﻟﺗﻌﻬـ ـ ــد ‪ ،‬إﻧﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻘﺑﻠ ـ ــﻪ ﺑﺈرادﺗـ ـ ــﻪ ﻫ ـ ــو و ﺑﻣوﺟـ ـ ــب ﻋﻘـ ـ ــد ﺟدﯾ ـ ــد ﺑﯾﻧـ ـ ــﻪ وﺑـ ـ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﺎﻷﻣر إذن ﻻ ﯾرﺟـ ــﻊ إﻟـ ــﻰ اﻟﻌﻘـ ــد اﻟـ ــذي ﻗـ ــد أﺑـ ــرم ﺑـ ــﯾن اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد واﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻋﻘـ ــد‬

‫)‪ - (82‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 205 .‬‬

‫)‪ - (83‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 332 .‬‬

‫‪30‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫)‪(84‬‬
‫‪ ،‬إذن إﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد‬ ‫اﻟﺗﻌﻬ ــد ‪ ،‬ﻓ ـ ـﺈﻟﺗزام اﻟﻐﯾـ ــر ﻣـ ــردﻩ اﻟﻌﻘـ ــد اﻟﺟدﯾـ ــد اﻟ ــذي ﯾﻘـ ــوم أﺛـ ــر ﻗﺑوﻟـ ــﻪ ﻟﻠﺗﻌﻬـ ــد‬
‫اﻷول ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻷول ﻫ ـ ــو إﻟﺗـ ـ ـزام ﺑﻌﻣـ ـ ـل وﻫ ـ ــو اﻟﺣﺻ ـ ــول ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻗﺑ ـ ــول اﻟﻐﯾ ـ ــر ‪ٕ ،‬واﻟﺗـ ـ ـزام اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ‬
‫)‪(85‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻣﻼ أو إﻣﺗﻧﺎﻋﺎً ﻋن ﻋﻣل أو إﻋطﺎء ﺷﻲء‬
‫اﻟﻌﻘد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻗد ﯾﻛون ً‬

‫و ﯾﻛـ ــون إﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ ﻣﻧـ ــذ ﺗـ ــﺎرﯾﺦ ﻣواﻓﻘﺗـ ــﻪ ﻻ ﻣـ ــن ﺗـ ــﺎرﯾﺦ ﻋﻘـ ــد اﻟﺗﻌﻬـ ــد ‪ ،‬ﻣـ ــﺎ ﻟـ ــم ﯾظﻬـ ــر ﺑوﺿـ ــوح أﻧـ ــﻪ‬
‫ﻗﺻ ـ ــد اﻟﺗﺣﻣـ ـ ـل ﺑ ـ ــﺎﻹﻟﺗزام ﻣ ـ ــن اﻟﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻷﺧﯾ ـ ــر ‪ ،‬وﻗ ـ ــد ﯾﻛ ـ ــون اﻟﻘﺑ ـ ــول ﺻـ ـ ـرﯾﺣﺎً أو ﺿ ـ ــﻣﻧﯾﺎً ﺑ ـ ــدون أﺛ ـ ــر‬
‫رﺟﻌـ ــﻲ ‪ ،‬ﻣﻌﻧ ـ ــﻰ ذﻟـ ــك أن ﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ إﻟﺗـ ـ ـزام اﻟﻐﯾـ ــر ﻫ ـ ــو ﯾ ـ ــوم ﻗﺑوﻟـ ــﻪ ﻟﻠﺗﻌﻬ ـ ــد وﻟ ـ ــﯾس ﺗـ ــﺎرﯾﺦ إﻧﻌﻘ ـ ــﺎد اﻟﺗﻌﻬ ـ ــد‬
‫)‪(86‬‬
‫‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬رﻓض اﻟﻐﯾر ﻟﻠﺗﻌﻬد‬

‫ﻟﻠﻐﯾ ـ ــر ﻛﺎﻣ ـ ــل اﻟﺣرﯾ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ رﻓ ـ ــض اﻟﺗﻌﻬ ـ ــد‪ ،‬وﻻ ﯾﺗﺣﻣـ ـ ـل أﯾ ـ ــﺔ ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ ﻣﻬﻣ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﻧوﻋﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ‬
‫أن اﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻛﻣـ ــﺎ ﺳـ ــﺑق‬
‫ذﻟـ ــك ‪ ،‬ﺑـ ــل وﯾﻌـ ــد ﺑﺎطـ ــل ﻛـ ــل إﺗﻔ ـ ـﺎق ﯾرﻣـ ــﻲ إﻟـ ــﻰ إﻟ ـ ـزام اﻟﻐﯾـ ــر رﻏـ ــم ﻋﻧـ ــﻪ ‪ ،‬إذ ّ‬
‫)‪(87‬‬
‫‪ .‬ﻟﻛ ـ ــن اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﯾﺗﺣﻣ ـ ــل اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻘ ـ ــول ﻻ ﯾﻠ ـ ــزم اﻟﻐﯾ ـ ــر ﺑ ـ ــﺄي ﺷ ـ ــﻲء‬
‫ﻷﻧـ ـﻪ ﯾﻛ ــون ﻗ ــد أﺧ ــل ﺑﺈﻟﺗ ازﻣ ــﻪ اﻟ ــذي ﺗرﺗ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻋﻘ ــد اﻟﺗﻌﻬ ــد ﻋ ــن اﻟﻐﯾ ــر و ﺗﺗﺿ ــﻣن ﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺗﻪ ﻫﻧـ ــﺎ‬
‫ّ‬
‫ﺗﺣﻣﻠﻪ ﺑﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺗﻌﻬد ﻟﻪ ﻋن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻟﺗﻪ ‪.‬‬

‫ﻧﻼﺣ ـ ــظ أن اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون ﻗ ـ ــد أﺟ ـ ــﺎز ﻟﻠﻣﺗﻌﻬ ـ ــد أن ﯾ ـ ــﺗﺧﻠص ﻣ ـ ــن اﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض ﺑ ـ ــﺄن ﯾﻘ ـ ــوم ﻫ ـ ــو ﺑﻧﻔﺳ ـ ــﻪ‬
‫ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻹﻟﺗ ـ ـزام اﻟـ ــذي ﺗﻌﻬـ ــد ﺑـ ــﻪ إن أﻣﻛـ ــن ذﻟـ ــك ‪ .‬وﺑطﺑﯾﻌـ ــﺔ اﻟﺣـ ــﺎل ﻻ ﯾﻛـ ــون ذﻟـ ــك إﻻ ﺣﯾـ ــث ﻻ ﺗﻛـ ــون‬

‫)‪(84‬‬
‫‪ -‬أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام؛ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪2006‬‬
‫ص‪. 191 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 100 .‬‬
‫)‪ – (85‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 332 .‬‬
‫)‪ – (86‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 416 .‬‬
‫)‪ – (87‬أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 192 .‬‬

‫‪31‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫)‪(88‬‬
‫‪ ،‬وﻗـ ــد ﻧﺻـ ــت ﻋﻠـ ــﻰ‬ ‫ﺷﺧﺻـ ــﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻋﻧـ ــﻪ ﻣﺣـ ــل إﻋﺗﺑـ ــﺎر وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾﺗﻔـ ــق ﻣـ ــﻊ اﻟﻘواﻋـ ــد اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ‬
‫ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم م ‪ 1 / 114‬ﻣن ق م ج _ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر_ ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻻﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‬

‫ﺗط ـ ـ ــرق اﻟﻣﺷ ـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋ ـ ـ ــري إﻟ ـ ـ ــﻰ ﻣوﺿ ـ ـ ــوع اﻹﺷ ـ ـ ــﺗراط ﻟﻣﺻ ـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾ ـ ـ ــر ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣـ ـ ـ ـواد ‪116‬‬
‫‪ 118 ، 117‬ق‪ .‬م‪ .‬ج ‪.‬‬

‫ﺣﯾـ ـ ــث ﺗـ ـ ــﻧص م ‪ 116‬ق‪.‬م‪ .‬ج ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻠـ ـ ــﻲ ‪ » :‬ﯾﺟــــــوز ﻟﻠﺷــــــﺧص أن ﯾﺗﻌﺎﻗــــــد ﺑﺎﺳــــــﻣﻪ‬
‫ﻋﻠــــﻰ اﻟﺗزاﻣــــﺎت ﯾﺷــــﺗرطﻬﺎ ﻟﻣﺻــــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾــــر‪ ،‬إذا ﻛــــﺎن ﻟــــﻪ ﻓــــﻲ ﺗﻧﻔﯾــــذﻩ ﻫــــذﻩ اﻻﻟﺗزاﻣــــﺎت ﻣﺻــــﻠﺣﺔ‬
‫)‪(89‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو أدﺑﯾﺔ«‬

‫ﺳـ ـ ــﻧﻌرض ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﻣطﻠـ ـ ــب إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻘﺻـ ـ ــود ﺑﺎﻹﺷـ ـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ـ ــر ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻔـ ـ ــرع اﻷول‬
‫وﻧﺣ ــﺎول ﺑـ ــذﻟك أن ﻧﻣﯾ ــز ﺑـ ــﯾن اﻹﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر واﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻋ ــن اﻟﻐﯾـ ــر‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻔـ ــرع اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ‬
‫ﻓﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﺷروط ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‪ ،‬وأﺧﯾ اًر ﻓﻲ ﻓرع ﺛﺎﻟث إﻟﻰ آﺛﺎرﻩ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻻﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‬

‫ﯾﻘﺻـ ــد ﺑﺎﻹﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر" ﻫــــو إﺗﻔــــﺎق ﺑــــﯾن اﻟﻣﺷــــﺗرط واﻟﻣﺗﻌﻬــــد ﯾﻧﺷــــﺄ ﻋﻧــــﻪ ﻋﻠــــﻰ‬
‫)‪(90‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﺎﺗق اﻷﺧﯾر ﺣق ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻊ "‬

‫)‪ – (88‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 415 .‬‬

‫)‪ – (89‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬
‫)‪– (90‬ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 220 .‬‬

‫‪32‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫أو ﯾﻣﻛـ ــن اﻟﻘـ ــول ﺑﺄﻧـ ــﻪ " إﺗﻔــــﺎق ﺑــــﯾن ﺷﺧﺻــــﯾن ﯾﺗﻌﻬــــد أﺣــــدﻫﻣﺎ ﺑــــﺄن ﯾــــؤدي ﻣﺑﺎﺷــــرة إﻟـــــﻰ‬
‫)‪( 91‬‬
‫‪.‬‬ ‫أداء ﻣﻌﯾﻧﺎً ﯾﺷﺗرطﻪ اﻟطرف اﻵﺧر ﻓﻲ ﻫذا اﻹ ﺗﻔﺎق "‬
‫ﺷﺧص آﺧر ﻋن اﻟﻌﻘد ً‬

‫ﻟﻛ ـ ــن ﯾﻣﻛ ـ ــن ﺗوﺿ ـ ــﯾﺢ ﻫ ـ ــذﯾن اﻟﺗﻌـ ـ ـرﯾﻔﯾن أﻛﺛ ـ ــر ﺑ ـ ــﺎﻟﺗﻌرﯾف اﻟ ـ ــذي ﻗدﻣﺗ ـ ــﻪ " زواوي ﻓرﯾـــــدة " ﻓﻬ ـ ــو‬
‫ذو دﻻﻟ ـ ــﺔ واﺿ ـ ــﺣﺔ وﻣﻘﺗﺻـ ـ ـرة ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﻗﺎﻟ ـ ــت ﺑ ـ ــﺄ ّن اﻹﺷ ـ ــﺗراط ﻟﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻫ ـ ــو " إﺗﻔــــــﺎق ﺑــــــﯾن‬
‫)‪(92‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺷﺧﺻﯾن ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﺣق ﻟﺷﺧص آﺧر ﻟﯾس طرﻓﺎً ﻓﻲ ﻫذا اﻹ ﺗﻔﺎق "‬

‫ﺑﻌـ ــد أن ﻗـ ــدﻣﻧﺎ ﺗﻌرﯾـ ــف ﻟﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻋـ ــن اﻟﻐﯾـ ــر ﺳـ ــﺎﺑﻘﺎ وﻟﻺﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر ﯾﻣﻛـ ــن‬
‫ﻟﻧـ ــﺎ أن ﻧﻣﯾـ ــز ﺑﯾﻧﻬﻣـ ــﺎ ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﻧﺟـ ــد أن اﻟﺗﻌﻬـ ــد ﻋـ ــن اﻟﻐﯾـ ــر ﻣـ ــﺎ ﻫـ ــو إﻻ ﺗطﺑﯾـ ــق ﻟﻠﻘواﻋـ ــد اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫أن اﻹﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر ﻫـ ــو‬
‫ـﺄن اﻟﻐﯾـ ــر ﻻ ﯾﻠﺗـ ــزم ﺑﻌﻘـ ــد ﻟـ ــم ﯾﻛـ ــن طرﻓ ـ ـﺎً ﻓﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــﯾن ّ‬
‫ﺗﻘﺿـ ــﻲ ﺑـ ـ ّ‬
‫ﻋﻘ ـ ــد ﯾﻠﺗ ـ ــزم ﺑﻣﻘﺗﺿ ـ ــﺎﻩ ﺷ ـ ــﺧص ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــﺧص ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرط ﺑ ـ ــﺄن ﯾﻘ ـ ــوم‬
‫)‪(93‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺄداء ﻣﻌﯾن ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﯾﺳﻣﻰ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺷروط ﺗﺣﻘق اﻻﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‬

‫إﺿـ ـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺷـ ـ ــروط اﻟﻌﺎﻣـ ـ ــﺔ اﻟواﺟـ ـ ــب ﺗوﻓرﻫـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ــل اﻟﻌﻘـ ـ ــود ﻣـ ـ ــن ) ﺗ ارﺿـ ـ ــﻲ وﺳـ ـ ــﻼﻣﺔ‬
‫اﻹرادة ﻣـ ــن اﻟﻌﯾـ ــوب و أﻫﻠﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﻣﺣـ ــل‪ ،‬وﺳـ ــﺑب ( ‪ ،‬ﻻ ﺑـ ـ ّـد أن ﺗﺗـ ــوﻓر ﻓـ ــﻲ اﻹﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر‬
‫أرﺑﻌ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــروط طﺑﻘـ ـ ـﺎً ﻟ ـ ــﻧص م ‪ 1 / 116‬ق‪ .‬م‪ .‬ج – اﻟﺳ ـ ــﺎﻟف ذﻛرﻫ ـ ــﺎ ‪ -‬وﺗ ـ ــﺗﻠﺧص ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺷ ـ ــروط‬
‫ﻓ ـ ــﻲ ‪ :‬أن ﯾﺗﻌﺎﻗ ـ ــد اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرط ﺑﺎﺳ ـ ــﻣﻪ ‪ ،‬أن ﺗﺗﺟ ـ ــﻪ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن إﻟ ـ ــﻰ إﯾﺟ ـ ــﺎد ﺣ ـ ــق ﻣﺑﺎﺷ ـ ــر ﻟﻠﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد‬
‫و أن ﯾﻛـ ــون ﻟﻠﻣﺷـ ــﺗرط ﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ ﺗﻌـ ــود ﻋﻠﯾـ ــﻪ ‪ ،‬و ﯾﻛـ ــون اﻟﺷـ ــﺧص اﻟﻣﺷـ ــﺗرط ﻟﺻـ ــﺎﻟﺣﻪ ﺷـ ــﺧص ﻏﯾـ ــر‬
‫ﻣﺣدد ‪.‬‬

‫)‪ – ( 91‬أﻧظر ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 138 .‬‬

‫)‪ – (92‬زواوي ﻓرﯾدة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 189 .‬‬
‫)‪(93‬‬
‫– ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 222 .‬‬

‫‪33‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺷﺗرط ﺑﺎﺳﻣﻪ‬

‫اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرط ﯾﻧﺑﻐ ـ ــﻲ ﻟ ـ ــﻪ أن ﯾﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﺑﺎﺳ ـ ــﻣﻪ ﻫ ـ ــو ‪ ،‬وﻟ ـ ــﯾس ﺑﺎﺳ ـ ــم اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد إذ ﻻ ﯾﺗ ـ ــدﺧل اﻟﻣﻧﺗﻔ ـ ــﻊ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد وﻫ ـ ــذا اﻟﺷ ـ ــرط ﻫ ـ ــو اﻟ ـ ــذي ﯾﻣﯾ ـ ــز اﻹﺷ ـ ــﺗراط ﻟﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻋ ـ ــن اﻟﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑ ـ ــﺔ ﺣﯾ ـ ــث‬
‫)‪(94‬‬
‫‪ ،‬و ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ‬ ‫اﻟوﻛﯾـ ــل ﻻ ﯾﺗﻌﺎﻗـ ــد ﺑﺎﺳـ ــﻣﻪ ﺑـ ــل ﺑﺎﺳـ ــم اﻷﺻـ ــﯾل ﺑﯾﻧﻣـ ــﺎ اﻟﻣﺷـ ــﺗرط ﯾﺗﻌﺎﻗـ ــد ﺑﺎﺳـ ــﻣﻪ‬
‫إذا ﻗـ ــﺎم اﻟﻣﺷـ ــﺗرط و أدﺧـ ــل اﻟﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ طرﻓ ـ ـﺎً ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــد ﻓـ ــﻼ ﯾﻛـ ــون ﻫﻧـ ــﺎك إﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر ﻷن‬

‫اﻟﻣﻧﺗﻔ ـ ــﻊ أﺻ ـ ــﺑﺢ طرﻓـ ـ ـﺎً ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد ﯾﻠﺗ ـ ــزم ﺑﺈﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ وﯾﻛﺗﺳـ ـ ـب ﻣ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺣﻘ ـ ــوق ﺑﺻ ـ ــﻔﺗﻪ ﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــداً‬
‫)‪(95‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﻟﯾس ﻣﻧﺗﻔﻌﺎً‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬اﺗﺟﺎﻩ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن إﻟﻰ إﻧﺷﺎء ﺣق ﻣﺑﺎﺷر‬

‫ﯾﻧﺑﻐ ـ ــﻲ أن ﺗﺗﺟ ـ ــﻪ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن إﻟ ـ ــﻰ إﯾﺟ ـ ــﺎد ﺣ ـ ــق ﻣﺑﺎﺷ ـ ــر ﻟﻠﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد ﻣ ـ ــن ﺟـ ـ ـراء ﻫ ـ ــذا اﻟﻌﻘ ـ ــد‬
‫اﻟﻧﯾـ ـﺔ إﻟ ــﻰ ذﻟ ــك ﻓ ــﻼ ﻧﻛ ــون ﺑﺻ ــدد اﻹﺷ ــﺗراط‬
‫ﺳـ ـواء ﻛ ــﺎن ذﻟ ــك ﺻـ ـراﺣﺔ أو ﺿ ــﻣﻧﺎً ‪ ،‬أﻣ ــﺎ إذا ﻟ ــم ﺗﺗﺟ ــﻪ ّ‬
‫ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر)‪.(96‬‬

‫ﯾﺟـ ـ ــب أن ﯾﻛـ ـ ــون ﻣوﺿـ ـ ــوع اﻟﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد ﻫـ ـ ــو إﻧﺷـ ـ ــﺎء ﺣـ ـ ــق ﻣﺑﺎﺷـ ـ ــر ﻟﻠﻣﺳـ ـ ــﺗﻔﯾد ‪ ،‬و ﻧﻘﺻـ ـ ــد ﺑـ ـ ــذﻟك أن‬
‫اﻟﺣـ ـ ــق ﯾﻧﺷـ ـ ــﺄ ﻓـ ـ ــﻲ ذﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﻔﯾد ﻣﺑﺎﺷ ـ ـ ـرة دون أن ﯾﻣـ ـ ـ ّـر ﻓـ ـ ــﻲ ذﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺷـ ـ ــﺗرط أوًﻻ ﺛـ ـ ــم ﯾﻧﺗﻘـ ـ ــل إﻟـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ‪.‬‬

‫ﺑﺎﻟﺗ ـ ــﺎﻟﻲ ﯾﺗرﺗ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك أﻧـ ـ ـﻪ ﯾﺣ ـ ــق ﻟﻠﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد ﻣطﺎﻟﺑ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬ ـ ــد ﻣﺑﺎﺷـ ـ ـرة ﺑ ـ ــﺎﻟﺣق اﻟﻧﺎﺷ ـ ــﺊ ﻋ ـ ــن‬
‫)‪(97‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻘد وﺑﺎﺳﻣﻪ اﻟﺷﺧﺻﻲ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ دﻋوى ﻣﺑﺎﺷرة‬

‫)‪ – (94‬ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 139 .‬‬

‫)‪ – (95‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 91 .‬‬
‫)‪ – (96‬ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 142 .‬‬
‫)‪ – (97‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 338.‬‬

‫‪34‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬وﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗرط‬

‫ﯾﻠـ ــزم ﻟﻘﯾـ ــﺎم اﻹﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر أن ﯾﻛـ ــون ﻟﻠﻣﺷـ ــﺗرط ﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ ﺗﻌـ ــود ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن وراء ﻫـ ــذا‬
‫)‪(98‬‬
‫‪ ،‬ﻛﻘﺿ ـ ـ ــﺎء دﯾ ـ ـ ــن ﻣ ـ ـ ــﺛﻼ ‪ :‬ﯾﺷ ـ ـ ــﺗرط اﻟﺑ ـ ـ ــﺎﺋﻊ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬ ‫اﻟﻌﻘ ـ ـ ــد ﺳـ ـ ـ ـواء ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺻ ـ ـ ــﻠﺣﺔ ﻣﺎدﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺷـ ـ ــﺗري أن ﯾـ ـ ــدﻓﻊ اﻟـ ـ ــﺛﻣن ﻟداﺋﻧـ ـ ــﻪ أو ﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ أدﺑﯾـ ـ ــﺔ وأﺣﺳـ ـ ــن ﻣﺛـ ـ ــﺎل ﯾﺟﺳـ ـ ــدﻫﺎ ﻫـ ـ ــو ﻋﻘـ ـ ــد اﻟﺗـ ـ ــﺄﻣﯾن‬
‫ﻛﺈﺷﺗراط اﻟﻣﺳﺗﺄﻣن ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن ﺑﺄداء ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﺑﻧﺎﺋﻪ وزوﺟﺗﻪ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧص ﻣﺳﺗﻘﺑل أو ﻏﯾر ﻣﺣدد‬

‫ﻧﺻ ـ ــت ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــذا اﻟﺷ ـ ــرط م ‪ 118‬ق‪ .‬م‪ .‬ج ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻠ ـ ــﻲ ‪ » :‬ﯾﺟـــــوز ﻓـــــﻲ اﻻﺷـــــﺗراط‬
‫ﻟﻣﺻـــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـــر أن ﯾﻛــــون اﻟﻣﺷـــﺗرط ﺷﺧﺻـــﺎً ﻣﺳــــﺗﻘﺑﻼ أو ﻫﯾﺋـــﺔ ﻣﺳـــﺗﻘﺑﻠﺔ ﻛﻣــــﺎ ﯾﺟـــوز أن ﯾﻛــــون‬
‫ﺷﺧﺻـــﺎً أو ﻫﯾﺋـــﺔ ﻟـــم ﯾﻌﯾﻧـــﺎ وﻗـــت اﻟﻌﻘـــد ﻣﺗـــﻰ ﻛـــﺎن ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﻣـــﺎ ﻣﺳـــﺗطﺎﻋﺎ ﻓـــﻲ اﻟوﻗـــت اﻟـــذي ﯾﺟـــب أن‬
‫)‪(99‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﻧﺗﺞ اﻟﻌﻘد ﻓﯾﻪ أﺛرﻩ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺷﺎرطﺔ «‬

‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻧـ ــص ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـﺎدة ﺑـ ــﺄن اﻟﻣﺷـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ــري ﻟـ ــم ﯾﻠـ ــزم ﺑـ ــﺄن ﯾﻛـ ــون اﻟﺷـ ــﺧص‬
‫اﻟ ـ ــذي ﯾﺷ ـ ــﺗرط ﻟﺻ ـ ــﺎﻟﺣﻪ اﻟﺣ ـ ــق و ﻫ ـ ــو اﻟﻣﻧﺗﻔ ـ ــﻊ ‪ ،‬ﺑ ـ ــﺄن ﯾﻛ ـ ــون ﻣﻌﯾﻧـ ـ ـﺎً ﺑﺎﻟ ـ ــذات وﻗ ـ ــت إﺑـ ـ ـرام اﻹﺷ ـ ــﺗراط‬
‫)‪(100‬‬
‫‪ ،‬وﯾﺳ ـ ــﺗﻔﺎد ﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــذا ّأﻧـ ـ ـﻪ ﯾﺟ ـ ــوز أن ﯾﻛ ـ ــون اﻟﻣﻧﺗﻔ ـ ــﻊ ﻣوﺟ ـ ــوداً ﻋﻧ ـ ــد اﻹﺷ ـ ــﺗراط أو ﺳ ـ ــوف ﯾوﺟ ـ ــد‬
‫ﻓﯾﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ــد ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ أﻧ ـ ـ ــﻪ ﯾﻣﻛ ـ ـ ــن أن ﯾﻛ ـ ـ ــون اﻟﻣﻧﺗﻔ ـ ـ ــﻊ ﺷﺧﺻـ ـ ـ ـﺎً طﺑﯾﻌﯾـ ـ ـ ـﺎً أو ﻣﻌﻧوﯾـ ـ ـ ـﺎً ﻛﺟﻣﻌﯾ ـ ـ ــﺔ ﺧﯾرﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ‪ ،‬أو ﻣﺳﺟد ‪...‬‬

‫)‪(98‬‬
‫– ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎر‪ ،‬ﺑﺷﺎر ﻋدﻧﺎن ﻣﻠﻛﺎوي ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ط‪3 .‬؛ دار‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪ ، 2011‬ص‪. 139 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 418 .‬‬
‫)‪ - (99‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ – (100‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 96 .‬‬

‫‪35‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎث ‪ :‬آﺛﺎر اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‬

‫اﻹﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر ﺛﻧـ ــﺎﺋﻲ ﻓـ ــﻲ ﺗﻛوﯾﻧـ ــﻪ ‪ ،‬ﺛﻼﺛ ـ ـﻲ ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث آﺛـ ــﺎرﻩ أو ﯾﻣﻛـ ــن اﻟﻘـ ــول ﺑﺄﻧـ ــﻪ‬
‫ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر ﻗﯾﺎم ﺛﻼث ﻋﻼﻗﺎت وﻫﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺷﺗرط ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﻬد‬

‫ﺗﺗﺣـ ــدد ﻫـ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻌﻘـ ــد اﻟـ ــذي أﺑرﻣـ ــﻪ اﻟطرﻓـ ــﺎن ‪ ،‬وﻋﻠـ ــﻰ ﻛـ ــل واﺣـ ــد ﻣﻧﻬﻣـ ــﺎ أن ﯾﺗﺣﻣ ـ ـل‬
‫وﯾﻧﻔّـ ـذ ﻣـ ــﺎ إﻟﺗـ ــزم ﺑـ ــﻪ طﺑﻘ ـ ـﺎً ﻟﻠﻘواﻋـ ــد اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ ‪ ،‬ﻓﯾﻠﺗـ ــزم اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد واﻟﻣﺷـ ــﺗرط ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﻣـ ــﺎ وﻓﻘ ـ ـﺎً ﻟﻠﻌﻘـ ــد‬
‫ٕواذا اﻣﺗﻧـ ــﻊ أﺣـ ــدﻫﻣﺎ ﻋـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﻘـ ــد ﻛـ ــﺎن ﻟﻠطـ ــرف اﻵﺧـ ــر اﻟﺣـ ــق ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ أو طﻠـ ــب‬
‫)‪(101‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻔﺳﺦ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺷﺗرط ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾد‬

‫ﺗﺗﺣ ــدد ﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑﺎﻟـ ــداﻓﻊ إﻟ ــﻰ اﻹﺷ ــﺗراط ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﯾﻛ ــون ﻫ ــذا اﻹﺷـ ــﺗراط ﺗﺑرﻋـ ـﺎً ﻟﻠﻣﻧﺗﻔ ــﻊ وﻓـ ــﻲ‬
‫ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻧﻛ ـ ــون ﺑﺻ ـ ــدد ﻫﺑ ـ ــﺔ ﻏﯾ ـ ــر ﻣﺑﺎﺷـ ـ ـرة ‪ .‬وﻟﻛ ـ ــن اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟﺗﺑرﻋﯾ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرط واﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد‬
‫ﺗﺧﺿ ـ ــﻊ ﻷﺣﻛ ـ ــﺎم اﻟﻬﺑ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث اﻟﻣوﺿ ـ ــوع وﯾﺟ ـ ــب أن ﺗﺗ ـ ــوﻓر ﻟدﯾ ـ ــﻪ أﻫﻠﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗﺑ ـ ــرع أي أن ﯾﻛ ـ ــون‬
‫ارﺷـ ــدا ‪ٕ ،‬واذا ﻛـ ــﺎن ﺗﺑرﻋـ ــﻪ ﻗـ ــد ﺗـ ــم وﻫـ ــو ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــرض اﻟﻣـ ــوت ﺟـ ــرت ﻋﻠﯾـ ــﻪ أﺣﻛـ ــﺎم م ‪ 776‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪.‬‬
‫ج اﻟﺗـ ــﻲ ﺗـ ــﻧص ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﯾﻠـ ــﻲ ‪ » :‬ﻛــــل ﺗﺻــــرف ﻗــــﺎﻧوﻧﻲ ﯾﺻــــدر ﻋــــن ﺷــــﺧص ﻓــــﻲ ﺣــــﺎل ﻣــــرض‬
‫اﻟﻣـــوت ﺑﻘﺻـــد اﻟﺗﺑـــرع ﯾﻌﺗﺑـــر ﺗﺑرﻋـــﺎ ﻣﺿـــﺎﻓﺎ إﻟـــﻰ ﺑﻌـــد اﻟﻣـــوت وﺗﺳـــري ﻋﻠﯾـــﻪ أﺣﻛـــﺎم اﻟوﺻـــﯾﺔ أﯾـــﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻰ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﺻرف ‪.‬‬

‫وﻋﻠـــﻰ ورﺛـــﺔ اﻟﻣﺗﺻـــرف أن ﯾﺛﺑﺗـــوا أن اﻟﺗﺻـــرف اﻟﻘـــﺎﻧوﻧﻲ ﻗـــد ﺻـــدر ﻋـــن ﻣـــورﺛﻬم وﻫـــو ﻓـــﻲ‬
‫ﻣـــرض اﻟﻣـــوت وﻟﻬـــم إﺛﺑـــﺎت ذﻟـــك ﺑﺟﻣﯾـــﻊ اﻟطـــرق ‪ ،‬و ﻻ ﯾﺣـــﺗﺞ ﻋﻠـــﻰ اﻟورﺛـــﺔ ﺑﺗـــﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘـــد إذا‬
‫ﻟم ﯾﻛن ﻫذا اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺛﺎﺑﺗﺎ ‪.‬‬

‫)‪ – (101‬ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 143 .‬‬

‫‪36‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫إذا أﺛﺑت اﻟورﺛﺔ أن اﻟﺗﺻرف ﻗد ﺻد ر ﻋن ﻣورﺛﻬم ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت ‪ ،‬اﻋﺗﺑر اﻟﺗﺻرف ﺻﺎد ار‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﺗﺑرع ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟم ﯾﺛﺑت ﻣن ﺻدر ﻟﻪ اﻟﺗﺻرف ﺧﻼف ذﻟك ‪ ،‬ﻛل ﻫذا ﻣﺎ ﻟم ﺗوﺟد أﺣﻛﺎم‬
‫)‪(102‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺧﺎﻟﻔﻪ ‪« .‬‬

‫أﻣ ـ ــﺎ إذا ﻛ ـ ــﺎن ﻗﺻ ـ ــد اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرط ﻫ ـ ــو وﻓ ـ ــﺎء ﻟﻠﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد ﺑ ـ ــدﯾن ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻛ ـ ــﺎن اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻣﻌﺎوﺿ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻟ ـ ــذا‬
‫ﺗطﺑـ ـ ــق ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ اﻟﻘواﻋـ ـ ــد اﻟﺧﺎﺻـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟوﻓـ ـ ــﺎء ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﻼ ﺗﺑ ـ ـ ـ أر ذﻣـ ـ ــﺔ اﻟﻣﺷـ ـ ــﺗرط ّإﻻ ﻋﻧـ ـ ــد إﺳـ ـ ــﺗﻔﺎء‬
‫)‪(103‬‬
‫‪ ،‬وﻗـ ـ ــد ﯾﻛـ ـ ــون ﻗﺻـ ـ ــد اﻟﻣﺷـ ـ ــﺗرط ﻣـ ـ ــن اﻹﺷـ ـ ــﺗراط إﻗ ـ ـ ـراض‬ ‫ـﺎﻣﻼ ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﺗﻌﻬـ ـ ــد‬
‫اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﻔﯾد ﻟدﯾﻧ ـ ـ ـﻪ ﻛـ ـ ـ ً‬
‫اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد اﻟﻣﺑﻠ ـ ــﻎ اﻟ ـ ــذي اﺷ ـ ــﺗرط ﻟﺻ ـ ــﺎﻟﺣﻪ وﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﺗﺗﺣ ـ ــدد اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣ ـ ــﺎ طﺑﻘ ـ ــﺎ ﻷﺣﻛ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﻘرض ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬد ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾد‬

‫ـر و ﯾﺗرﺗ ــب ﻓ ــﻲ ذﻣـ ـﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬ ــد‬

‫ﯾﻛﺗﺳ ــب اﻟﻣﺳ ــﺗﻔﯾد ﻣ ــن ﻋﻘ ــد ﻫ ــو أﺟﻧﺑ ــﻲ ﻋﻧ ــﻪ ﺣﻘـ ـﺎً ﺷﺧﺻـ ـﯾﺎً ﻣﺑﺎﺷ ـ ًا‬
‫دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋﻼن ﻣﻧﻪ ﻟﻠﻣﻧﺗﻔﻊ ‪ ،‬وﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻣن آﺛﺎر ‪:‬‬

‫‪ – 1‬ﺑﺎﻋﺗﺑـ ــﺎر أن اﻟﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ ﻗـ ــد أﺻـ ــﺑﺢ داﺋﻧ ـ ـﺎً ﻣـ ــن ﯾـ ــوم اﻹﺷـ ــﺗراط ﻓﺎﻧـ ــﻪ ﯾﺷـ ــﺎرك ﺟﻣﯾـ ــﻊ داﺋﻧـ ــﻲ اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد‬
‫ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﻬم اﻟﻌﺎم وﯾﺗﻘﺎﺳم اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻫذا اﻟﺿﻣﺎن ﻗﺳﻣﺔ ﻏرﻣﺎء ‪.‬‬

‫‪ – 2‬ﻟـ ــداﺋﻧﻲ اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد أن ﯾطﻌﻧ ـ ـوا ﺑﺎﻟـ ــدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻـ ــﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﻗﺑوﻟـ ــﻪ اﻹﻟﺗ ـ ـزام ﻧﺣـ ــو اﻟﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ ﻷن ﺗﺻ ـ ـرﻓﻪ‬
‫ﻣﻔﻘر ﻟﻪ‪.‬‬

‫)‪(104‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ – 3‬ﻟﻠﻣﺗﻌﻬد و داﺋﻧﯾﻪ أن ﯾﺗﻣﺳﻛوا ﺿد اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟدﻓوع اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﺗراط‬

‫ـر ﻣـ ــن ﻋﻘـ ــد اﻹﺷـ ــﺗراط و اﻟـ ــذي‬

‫ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺔ أن ﯾﻛﺗﺳـ ــب اﻟﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ ﺣﻘ ـ ـﺎً ﻣﺑﺎﺷـ ـ ًا‬
‫ﯾﻛـ ــون ﻗـ ــﺎﺑﻼ ﻟﻠـ ــﻧﻘض ﻣـ ــن ﺟﺎﻧـ ــب اﻟﻣﺷـ ــﺗرط ‪ ،‬وﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﻧﺻـ ــت ﻋﻠﯾـ ــﻪ م ‪ 117‬ق‪ .‬م‪ .‬ج ﻓـ ــﻲ ﻓﻘرﺗﻬـ ــﺎ‬
‫‪ » 1‬ﯾﺟـــــوز ﻟﻠﻣﺷـــــﺗرط دون داﺋﻧﯾـــــﻪ أو وارﺛﯾـــــﻪ أن ﯾـــــﻧﻘض اﻟﻣﺷـــــﺎرطﺔ ﻗﺑـــــل أن ﯾﻌﻠـــــن اﻟﻣﻧﺗﻔـــــﻊ‬

‫)‪ – (102‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ – (103‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 342 .‬‬
‫)‪ – (104‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 96 – 95 .‬‬

‫‪37‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫إﻟــﻰ اﻟﻣﺗﻌﻬــد أو إﻟــﻰ اﻟﻣﺷــﺗرط رﻏﺑﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻹﺳــﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬــﺎ ﻣــﺎ ﻟــم ﯾﻛــن ذﻟــك ﻣﺧﺎﻟﻔــﺎ ﻟﻣــﺎ ﯾﻘﺗﺿـــﯾﻪ‬
‫)‪(105‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻌﻘد ‪« .‬‬

‫ﯾﺗﺑـ ــﯾن ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻧـ ــص ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ـ ـﺎدة ّأﻧ ـ ـﻪ ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠﻣﺷـ ــﺗرط دون داﺋﻧﯾـ ــﻪ أو ورﺛﺗـ ــﻪ أن ﯾ ـ ــﻧﻘض‬
‫اﻟﻣﺷـ ــﺎرطﺔ ﻗﺑـ ــل أن ﯾﻌﻠـ ــن اﻟﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد أو إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﺷـ ــﺗرط رﻏﺑﺗـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻹﺳـ ــﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬـ ــﺎ ‪ ،‬ﻣـ ــﺎ‬
‫ﻟـ ـ ــم ﯾﻛـ ـ ــن ذﻟـ ـ ــك ﻣﺧﺎﻟﻔـ ـ ــﺎ ﻟﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻘﺗﺿـ ـ ــﯾﻪ اﻟﻌﻘـ ـ ــد ‪ ،‬و ﻻ ﯾﺗرﺗـ ـ ــب ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﻘـ ـ ــض اﻟﻣﺷـ ـ ــﺎرطﺔ أن ﺗﺑ ـ ـ ـ أر ذﻣـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻬـ ــد ﻗﺑـ ــل اﻟﻣﺷـ ــﺗرط ّإﻻ إذا إﺗﻔﻘـ ــﺎ ﺻ ـ ـراﺣﺔ أو ﺿـ ــﻣﻧﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك ‪ ،‬وﻟﻠﻣﺷـ ــﺗرط إﺣـ ــﻼل ﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ آﺧـ ــر‬
‫ﻣﺣل اﻟﻣﻧﺗﻔﻊ اﻷول ﻛﻣﺎ ﻟﻪ أن ﯾﺣﺗﻔظ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻹﻧﺗﻔﺎع ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرطﺔ ‪.‬‬

‫أﻣ ــﺎ ﻋ ــن أﺳ ــﺑﺎب اﻟ ــﻧﻘض ﻓﻬ ــﻲ ﻗﺎﺋﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ إﻋﺗﺑ ــﺎرات ﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷ ــﺗرط إذ ﻫ ــو ﺣ ــق ﺷﺧﺻـ ـﻲ‬
‫ﻟـ ــﻪ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺗطﻠـ ــب ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــق اﻟـ ــﻧﻘض ﺷـ ــﻛﻼ ﺧﺎﺻ ـ ـﺎً وﻗـ ــد ﯾﻛـ ــون ﺿـ ــﻣﻧﯾﺎً وﯾوﺟـ ــﻪ إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﻧﺗﻔـ ــﻊ أو إﻟـ ــﻰ‬
‫)‪(106‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﻬد‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ ‪ :‬ﺑﻌض اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻘﺎﻋدة اﻻﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‬

‫ﺗﺗﻣﺛ ـ ـ ــل اﻟﺗطﺑﯾﻘ ـ ـ ــﺎت اﻟﻔﻌﻠﯾ ـ ـ ــﺔ ﻟﻬ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ـ ــدة ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻛ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــن ﻋﻘ ـ ـ ــد اﻹذﻋ ـ ـ ــﺎن وﻋﻘ ـ ـ ــد اﻟﺗ ـ ـ ــﺄﻣﯾن‬
‫ﻛﻧﻣوذﺟﯾن ﻣﻬﻣﯾن اﻟذﯾن ﺳﻧﺗﻌرض ﻟﻬﻣﺎ ﺗﺑﻌﺎً ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫ﻻ ﯾﻛـ ــﺎد اﻟﺑﺎﺣـ ــث ﻓـ ــﻲ ﻛﺗـ ــب اﻟﻔﻘـ ــﻪ وﻓـ ــﻲ اﻟﻧﺻـ ــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـ ــﺔ ﺑﺎﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن أن ﯾﻌﺛـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺗﻌرﯾف واﺣد ﺟﺎﻣﻊ و ﻣﺎﻧﻊ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ واﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟﻌدﯾدة ﻓﻲ ذﻟك ‪.‬‬

‫)‪ – (105‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ – (106‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 105 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 231 .‬‬
‫_ ﺳراﯾش زﻛرﯾﺎ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 149 .‬‬

‫‪38‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫وﻟﻌـ ـ ّل ﻋـ ــدم وﺟ ــود إﺟﻣـ ــﺎع ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻌرﯾـ ــف اﻟﺗ ــﺄﻣﯾن ارﺟـ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ اﺷـ ــﺗﻣﺎﻟﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺟواﻧـ ــب ﻣﺧﺗﻠﻔ ــﺔ ﺗرﺟـ ــﻊ‬
‫)‪(107‬‬
‫‪ ،‬إﻻ أﻧـ ـ ــﻪ ﯾﻣﻛـ ـ ــن ﺗﻘـ ـ ــدﯾم‬ ‫اﻟﻔﻧ ـ ـ ـﻲ واﻟﻘـ ـ ــﺎﻧوﻧﻲ‬
‫ﻓـ ـ ــﻲ اﻷﺻـ ـ ــل إﻟـ ـ ــﻰ ﺗﻌﻠﻘـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻣﺟـ ـ ــﺎل اﻻﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدي‪ّ ،‬‬
‫ﺗﻌرﯾف ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻠّﻐوﯾﺔ أو اﻻﺻطﻼﺣﯾﺔ ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫‪ –1‬ﻟﻐـــــﺔ ‪ :‬ﻣﻌﻧ ـ ــﻰ أﻣ ـ ــن ﻓـ ـ ـﻲ ﻟﺳ ـ ــﺎن اﻟﻌ ـ ــرب ‪ ،‬اﻷﻣ ـ ــﺎن و اﻷﻣﺎﻧ ـ ــﺔ ﺑﻣﻌﻧ ـ ــﻰ وﻗ ـ ــد أﻣﻧ ـ ــت ﻓﺄﻧ ـ ــﺎ‬
‫)‪(108‬‬
‫‪ ،‬واﻷﻣـ ــن ﺿـ ــد اﻟﺧـ ــوف أي ﺳ ـ ـواء ﻛـ ــﺎن ﻣـ ــن اﻟﻌـ ــدو أو ﻏﯾ ـ ـرﻩ‬ ‫أﻣـ ــن وآﻣﻧـ ــت ﻏﯾـ ــري ﻣـ ــن اﻷﻣـ ــن‬
‫‪ ،‬أو ﻫو ﻋدم ﺗوﻗﻊ ﻣﻛروﻩ ﻓﻲ اﻟزﻣن اﻵﺗﻲ ‪.‬‬

‫‪ –2‬اﺻـــــطﻼﺣﺎ ‪ :‬ﻫ ـ ــو ﻋﻘ ـ ــد ﯾﻠﺗ ـ ــزم ﺑﻣﻘﺗﺿ ـ ــﺎﻩ أن ﯾ ـ ــؤدي إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﻟ ـ ــﻪ أو اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد اﻟ ـ ــذي‬
‫أﺷـ ــﺗرط اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن ﻟﺻـ ــﺎﻟﺣﻪ ﻣﺑﻠﻐـ ــﺎ ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــﺎل ‪ ،‬أو إﯾ ـ ـراد ﻣرﺗﺑ ـ ـﺎً أو أي ﻋـ ــوض ﻣـ ــﺎﻟﻲ آﺧـ ــر ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺑ ـ ـ ـﯾن ﺑﺎﻟﻌﻘـ ـ ــد وذﻟـ ـ ــك ﻧظﯾـ ـ ــر ﻗﺳـ ـ ــط أو أي دﻓﻌ ـ ـ ـﺔ ﻣﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ أﺧـ ـ ــرى‬
‫وﻗـ ـ ــوع اﻟﺣـ ـ ــﺎدث أو ﺗﺣﻘـ ـ ــق اﻟﺧطـ ـ ــر ّ‬
‫)‪(109‬‬
‫‪ ،‬و ﻗـ ـ ــد ﻋـ ـ ــرف اﻟﻣﺷـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ـ ــري ﻋﻘـ ـ ــد اﻟﺗـ ـ ــﺄﻣﯾن ﻓـ ـ ــﻲ ﻧـ ـ ــص م‬ ‫ﯾؤدﯾﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻣـ ـ ــؤﻣن ﻟـ ـ ــﻪ ﻟﻠﻣـ ـ ــؤﻣن‬
‫» اﻟﺗـــــــﺄﻣﯾن ﻋﻘـــــــد ﯾﻠﺗـــــــزم اﻟﻣـــــــؤﻣن‬ ‫‪ 619‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﺗﻧﺻـ ـ ـ ـص ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﯾﻠ ـ ـ ــﻲ ‪:‬‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿــــﺎﻩ أن ﯾــــؤدي إﻟــــﻰ اﻟﻣــــؤﻣن ﻟــــﻪ أو إﻟــــﻰ اﻟﻣﺳــــﺗﻔﯾد اﻟــــذي اﺷــــﺗرط اﻟﺗــــﺄﻣﯾن ﻟﺻــــﺎﻟﺣﻪ ﻣﺑﻠﻐــــﺎ‬
‫ﻣــــن اﻟﻣــــﺎل أو إﯾــــرادا أو أي ﻋــــوض ﻣــــﺎﻟﻲ آﺧــــر ﻓــــﻲ ﺣﺎﻟــــﺔ وﻗــــوع اﻟﺣــــﺎدث أو ﺗﺣﻘــــق اﻟﺧطــــر‬
‫اﻟﻣﺑــــﯾن ﺑﺎﻟﻌﻘــــد وذﻟــــك ﻣﻘﺎﺑــــل ﻗﺳــــط أو أﯾــــﺔ دﻓﻌــــﺔ ﻣﺎﻟﯾــــﺔ أﺧــــرى ﯾؤدﯾﻬــــﺎ اﻟﻣــــؤﻣن ﻟــــﻪ ﻟﻠﻣــــؤﻣن «‬
‫)‪(110‬‬
‫‪.‬‬

‫)‪ – (107‬ﻫﯾﺛم ﺣﻣﺎدة اﻟﻣﺻﺎروة ‪ ،‬ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن ؛ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺷﺎرﻗﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪ ، 2010‬ص ص‪. 15 – 14 .‬‬
‫)‪ – (108‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف ‪ ،‬ﻣﻌﺟم اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺷؤون اﻟﻣطﺎﺑﻊ اﻷﻣﯾرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ 1999 ،‬ص‪. 558 .‬‬
‫)‪ – (109‬ﻫﯾﺛم ﺣﻣﺎدة اﻟﻣﺻﺎروة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 15.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣﺣﻣد ﺣﻣدي ‪ ،‬ﻗﺎﻣوس ﻣرﺷد اﻟطﻼّب ‪ ،‬ﻋرﺑﻲ ﻋرﺑﻲ ‪ ،‬ط‪ 2.‬؛ ﻣﻧﺷورات اﻟﻣرﺷد اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪2007‬‬
‫ص‪.137.‬‬
‫_ ﺟرﺟس ﺟرﺟس‪ ،‬أﻧطوان ﺣوﯾس‪ ،‬اﻟﻣﻧﺑﻊ‪ ،‬ﻗﺎﻣوس ﻋرﺑﻲ ﻋرﺑﻲ؛ إدﯾوﺳﻔت اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬اﻟﻣﻐرب‬
‫‪،2006‬ص‪.191.‬‬
‫)‪(110‬‬
‫– أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪39‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﻫـ ـ ــذا اﻟﺗﻌرﯾـ ـ ــف ﻧﺟـ ـ ــد ﺑـ ـ ــﺄن اﻟﻣﺷـ ـ ــرع ﺑـ ـ ـ ّـﯾن ﺑوﺿـ ـ ــوح أﻫـ ـ ــم ﻋﻧﺎﺻـ ـ ــر ﻋﻘـ ـ ــد اﻟﺗـ ـ ــﺄﻣﯾن‬
‫واﻟﻣﺗﻣﺛﻠ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ أﺷ ـ ــﺧﺎص اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن وﻫـ ـ ـم اﻟﻣ ـ ــؤﻣن واﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﻟ ـ ــﻪ واﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد وﻣﺿ ـ ــﻣوﻧﻪ وﻫ ـ ــو اﻟﺧط ـ ــر‬
‫واﻟﻘﺳط اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫ﯾﺗﻣﯾز ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪:‬‬

‫‪ ( 1‬ﻋﻘد رﺿﺎﺋﻲ وﻣﻠزم ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن‬

‫ﯾﻌ ـ ــد ﻋﻘ ـ ــد اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ﻋﻘ ـ ــداً رﺿ ـ ــﺎﺋﯾﺎ ‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﻛﻔ ـ ــﻲ ﻻﻧﻌﻘ ـ ــﺎدﻩ ﻣﺟ ـ ــرد ﺗواﻓ ـ ــق إرادﺗ ـ ــﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن‬
‫ﺑﺎﻹﯾﺟـ ــﺎب واﻟﻘﺑـ ــول ﻏﯾـ ــر أن اﻟرﺿ ـ ـﺎﺋﯾﺔ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻌﻘـ ــد ﻻ ﺗﺗﺻـ ــل ﺑﻘواﻋـ ــد اﻟﻧظـ ــﺎم اﻟﻌـ ــﺎم ﻟـ ــذﻟك ﻓﺈﻧـ ــﻪ‬
‫)‪(111‬‬
‫‪ .‬وﯾﻌ ـ ــد ﻋﻘ ـ ــد اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ﻣ ـ ــن اﻟﻌﻘ ـ ــود‬ ‫ﯾﺟ ـ ــوز ﻟطرﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻻﺗﻔ ـ ــﺎق ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺟﻌﻠ ـ ــﻪ ﻋﻘ ـ ــداً ﺷ ـ ــﻛﻠﯾﺎً‬
‫اﻟﻣﻠزﻣ ــﺔ ﻟﻠﺟ ــﺎﻧﺑﯾن ذﻟ ــك ﻷﻧ ــﻪ ﯾﻘ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ ﻋ ــﺎﺗق ﻛ ــل طرﻓﯾ ــﻪ اﻟﺗـ ـزام ﻣﻌ ــﯾن ﻓ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟط ــرف اﻵﺧ ــر‬
‫ﻓـ ــﺎﻟﻣؤﻣن ﻟـ ــﻪ ﯾﻠﺗـ ــزم ﺑـ ــﺄداء اﻟﻘﺳـ ــط واﻟﻣـ ــؤﻣن ﯾﻠﺗـ ــزم ﺑﺗﻐطﯾـ ــﺔ اﻟﺧطـ ــر ﻟﻠﻣـ ــؤﻣن ﻟـ ــﻪ ودﻓـ ــﻊ ﻣﺑﻠـ ــﻎ اﻟﺗـ ــﺎﻣﯾن‬
‫ﻋﻧد ﺗﺣﻘق اﻟﺧطر ‪.‬‬

‫‪ ( 2‬ﻋﻘد ﻣﻌﺎوﺿﺔ‬

‫ﯾﻧ ـ ــدرج ﻋﻘ ـ ــد اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ﺿ ـ ــﻣن طﺎﺋﻔ ـ ــﺔ ﻋﻘ ـ ــود اﻟﻣﻌﺎوﺿ ـ ــﺔ إذ ﯾﺗﻠﻘ ـ ــﻰ ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــل ﻣ ـ ــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن‬
‫ﻣﻘـ ــﺎﺑﻼ أو ﻋوﺿ ـ ـﺎ ﻟﻣ ـ ـﺎ أﻋطـ ــﺎﻩ ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﯾﻘـ ــدم اﻟﻣـ ــؤﻣن ﻣﺑﻠـ ــﻎ اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن و ﯾﺄﺧـ ــذ ﻣﻘـ ــﺎﺑﻼ ﻟـ ــﻪ ‪ ،‬اﻟـ ــذي ﻫـ ــو‬
‫أﻗﺳـ ــﺎط اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن وﯾﺑﻘـ ــﻰ ﻋﻘـ ــد اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن ﯾﺗّﺻـ ــف ﺑﻬـ ــذﻩ اﻟﺻـ ــﻔﺔ ﺣﺗـ ــﻰ وﻟـ ــو ﻟـ ــم ﯾﺗﺣﻘـ ــق اﻟﺧطـ ــر اﻟﻣـ ــؤﻣن‬
‫ﻷن اﻷﻗﺳـ ـ ــﺎط اﻟﻣدﻓوﻋـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن ﻗﺑـ ـ ــل اﻟﻣـ ـ ــؤﻣن ﻟـ ـ ــﻪ ﻗـ ـ ــد ﯾـ ـ ــدﻓﻌﻬﺎ ﻟﺗﻛـ ـ ــون ﻣﻘﺎﺑـ ـ ــل ﺗﺣﻣ ـ ـ ـل اﻟﻣـ ـ ــؤﻣن‬
‫ﻣﻧـ ـ ــﻪ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻣﺧﺎطر وأﺧذﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ‪.‬‬

‫)‪ - (111‬ﻫﯾﺛم ﺣﻣﺎدة اﻟﻣﺻﺎروة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 86، 81 .‬‬
‫‪http://www.Kanouz.com‬‬ ‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _‬
‫ﻛﻧوز اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن ‪،‬ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ واﻹﯾﺟﺎر ﯾوم ‪ 9‬ﻓﯾﻔري ‪ 2009‬م ‪ ،‬ﯾوم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ‪ 31‬ﻣﺎي‬
‫‪. 2015‬‬

‫‪40‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫‪ ( 3‬ﻋﻘد ﻣﺳﺗﻣر‬

‫ﯾﻌ ـ ــد ﻋﻘ ـ ــد اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ﻣ ـ ــن اﻟﻌﻘـ ـ ـود اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻣرة اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﻌ ـ ـ ّـد ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــزﻣن ﻋﻧﺻـ ـ ـ اًر ﺟوﻫرﯾـ ـ ـﺎً ﻓ ـ ــﺎﻟﻣؤﻣن‬
‫ﯾﺗﺣ ّﻣـ ـ ـل ﺗﺑﻌ ـ ــﺔ اﻟﺧط ـ ــر اﻟ ـ ــذي ﯾﺗﻬ ـ ــدد اﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻣ ـ ــدة ﻣﻌﯾﻧ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــﻲ ﻣ ـ ــدة اﻟﻌﻘ ـ ــد‪ ،‬وﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﻘﺎﺑ ــل اﻟﻣ ــؤﻣن ﯾﻘ ــوم ﺑﺗﺳ ــدﯾد اﻷﻗﺳ ــﺎط اﻟﻣﺗرﺗﺑ ــﺔ ﻓ ــﻲ ذﻣﺗ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﻓﺗـ ـرات أي ﺑﺻ ــورة ﻣﺳ ــﺗﻣرة ﻣﺗﻛ ــررة‬

‫إن ﻫـ ــذا اﻟﻌﻘـ ــد ﯾﺑﻘـ ــﻰ ﻋﻘـ ــداً‬

‫ط ـ ـوال ﻣـ ــدة اﻟﻌﻘـ ــد أﯾﺿـ ــﺎ ﺳ ـ ـواء ﻛـ ــﺎن ذﻟـ ــك ﻋﻠـ ــﻰ وﺟـ ــﻪ ﻣﻧـ ــﺗظم أم ﻻ ‪ ،‬ﺑـ ــل ّ‬
‫زﻣﻧﯾـ ـﺎً ﺣﺗ ــﻰ ٕوان ﻛ ــﺎن إﻟﺗـ ـزام اﻟﻣ ــؤﻣن ﺑ ــدﻓﻊ اﻟﻘﺳ ــط ﯾ ــﺗم ﻟﻣـ ـرة واﺣ ــدة ﻋ ــن ﻛﺎﻣ ــل ﻣ ــدة اﻟﻌﻘ ــد ﺳـ ـواء ﻛ ــﺎن‬
‫ذﻟك ﻗﺑل ﺗﻧﻔﯾذﻩ أو ﺑﻌد إﻧﺗﻬﺎﺋﻪ ‪ ،‬أو ﺑﯾن اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻹﻧﺗﻬﺎء ‪.‬‬

‫اﻟﻧﯾﺔ‬
‫‪ ( 4‬ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود ﺣﺳن ّ‬

‫ﯾﺳ ـ ــود ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺑ ـ ــدأ ﻛﺎﻓ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ــود ﺑﺎﻋﺗﺑ ـ ــﺎرﻩ ﻣﻧطﻠﻘـ ـ ـﺎً و أﺳﺎﺳـ ـ ـﺎً ﻟﻬ ـ ــﺎ ﺣﯾ ـ ــث ﯾ ـ ــﻧص ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫وﺟ ــوب ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد طﺑﻘ ــﺎ ﻟﻣ ــﺎ إﺷ ــﺗﻣل ﻋﻠﯾ ــﻪ وﺑطرﯾﻘ ــﺔ ﯾﺗﻔ ــق ﻣ ــﻊ ﻣ ــﺎ ﯾﻔرﺿ ــﻪ ﺣﺳ ــن اﻟﻧﯾ ــﺔ و ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ‬
‫ﻧ ــص م ‪ 1/107‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ‪ »:‬ﯾﺟــــب ﺗﻧﻔﯾــــذ اﻟﻌﻘــــد طﺑﻘــــﺎ ﻟﻣــــﺎ اﺷــــﺗﻣل ﻋﻠﯾــــﻪ وﺑﺣﺳــــن اﻟﻧﯾــــﺔ «‬
‫)‪(112‬‬
‫‪.‬‬

‫وﯾﻠﻌ ـ ــب ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺑ ـ ــدأ دو اًر ﻫﺎﻣـ ـ ـﺎً ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻘ ـ ــد اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث اﻟﺗﻛ ـ ــوﯾن أو اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻓ ـ ــﺎﻟﻣؤﻣن ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛﻧ ــﻪ اﻟﺣﺻ ــول ﻋﻠ ــﻰ ﻓﻛ ــرة ﺣﻘﯾﻘﯾ ــﺔ ﻋ ــن اﻟﺧط ــر اﻟﻣ ــؤﻣن ﻣﻧ ــﻪ ّإﻻ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻣ ــﺎ ﯾﻘدﻣ ــﻪ اﻟﻣ ــؤﻣن ﻟ ــﻪ‬
‫ﻣ ــن ﺑﯾﺎﻧ ــﺎت ﯾ ــدﻟﻲ ﺑﻬ ــﺎ ﻟ ــﻪ ‪ ،‬ﻣ ــﻊ ﺑﻘ ــﺎء ﻫ ــذا اﻷﺧﯾ ــر ﻣﻠﺗزﻣـ ـﺎً ﺑﺎﻹﻣﺗﻧ ــﺎع ﻋ ــن اﻟﻘﯾ ــﺎم ﺑﻛ ــل ﻣ ــﺎ ﻣ ــن ﺷ ــﺄﻧﻪ‬
‫زﯾ ـ ــﺎدة اﻟﺧط ـ ــر‪ٕ ،‬واذا طـ ـ ـ أر ﺟدﯾ ـ ــد ﯾ ـ ــؤدي ذﻟ ـ ــك إﻟ ـ ــﻰ وﺟ ـ ــوب إﺑ ـ ــﻼغ اﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﻓ ـ ــو اًر ﻓﻬ ـ ــذﻩ اﻹﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت‬
‫ﯾﻌﺗﻣـ ــد ﺗﻧﻔﯾـ ــذﻫﺎ ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺳـ ــن اﻟﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬و اﻟـ ــذي إذا ﺧﺎﻟﻔـ ــﻪ اﻟﻣـ ــؤﻣن ﻟـ ــﻪ طﺑﻘ ـ ـت ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﺟ ـ ـزاءات ﻗـ ــد ﺗﺻـ ــل‬
‫)‪(113‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﻟﻰ ﺣد ﺳﻘوط ﺣﻘﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫)‪ - (112‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ – (113‬ﻫﯾﺛم ﺣﻣﺎدة اﻟﻣﺻﺎروة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 96 .‬‬
‫‪http://www.Kanouz.com‬‬ ‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪:‬‬

‫‪41‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬إﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫ﺑﻌـ ــد اﻧﻌﻘـ ــﺎد ﻋﻘـ ــد اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن ﻋﻘـ ــداً ﺻـ ــﺣﯾﺣﺎً ‪ ،‬ﺗﺗرﺗـ ــب ﻋﻠﯾـ ــﻪ آﺛـ ــﺎر ﺗﺗﻣﺛ ـ ـل ﻓـ ــﻲ اﻹﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺑﺎدﻟـ ــﺔ‬
‫ﺑﯾن أطراﻓﻪ أي ﺑﯾن إﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣؤﻣن ٕواﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣؤﻣن ﻟﻪ ‪.‬‬

‫‪ ( 1‬إﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣؤﻣن‬

‫ﺑﻌ ـ ــد ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻧﻌﻘ ـ ــد اﻟﻌﻘ ـ ــد ﯾﻠﺗ ـ ــزم اﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﺑﺿ ـ ــﻣﺎن اﻟﺧط ـ ــر اﻟﻣﺣ ـ ــدد ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺧ ـ ــﻼل ﻣ ـ ــدة ﺳـ ـ ـرﯾﺎﻧﻪ‬
‫وﺗﺗﻣﺛل اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣؤﻣن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫_ اﻹ ﻟﺗــــــزام ﺑــــــدﻓﻊ أداء اﻟﺗــــــﺄﻣﯾن ‪ :‬طﺑﻘـ ـ ــﺎ ﻟﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــﻧص ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ م ‪ 12‬ﻣ ـ ــن أﻣــــــر رﻗـ ـ ــم ‪: 07/ 95‬‬
‫» ﯾﻠﺗزم اﻟﻣؤﻣن ‪:‬‬

‫‪ – 1‬ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺧﺳﺎﺋر واﻷﺿرار‪:‬‬

‫أ – اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﻻت اﻟطﺎرﺋﺔ ‪.‬‬

‫ب – اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺧطﺄ ﻏﯾر ﻣﺗﻌﻣد ﻣن اﻟﻣؤﻣن ﻟﻪ ‪.‬‬

‫ج – اﻟﺗــــﻲ ﯾﺣــــدﺛﻬﺎ أﺷــــﺧﺎص ﯾﻛــــون اﻟﻣــــؤﻣن ﻟــــﻪ ﻣﺳــــؤوﻻ ﻣــــدﻧﯾﺎ ﻋــــﻧﻬم طﺑﻘــــﺎ ﻟﻣــــواد ﻣــــن ‪134‬‬
‫إﻟﻰ ‪ 136‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ﻛﯾف ﻛﺎﻧت ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب وﺧطورﺗﻪ ‪،‬‬

‫د – اﻟﺗـــﻲ ﺗﺳـــﺑﺑﻬﺎ أﺷـــﯾﺎء أو ﺣﯾواﻧـــﺎت ﯾﻛـــون اﻟﻣـــؤﻣن ﻟـــﻪ ﻣﺳـــؤوﻻ ﻣـــدﻧﯾﺎ ﻋﻧﻬـــﺎ ﺑﻣوﺟـــب اﻟﻣـــواد‬
‫)‪(114‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ 140 – 138‬اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪« .‬‬

‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﻔﻘ ـ ـرة اﻷوﻟ ـ ـﻰ ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــﺎدة أن اﻟﻣـ ــؤﻣن ﻣﻠـ ــزم ﺑـ ــﺄداء اﻟﺗ ـ ـﺄﻣﯾن اﻟﻣﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾـ ــﻪ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد وﻫ ـ ــﻲ ﺗﺣ ـ ــدد ﻧ ـ ــوع اﻷﺧط ـ ــﺎر اﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ أﯾﺿ ـ ــﺎ ‪ ،‬ﺑﻬ ـ ــذا ﺳ ـ ــوف ﻧﺗط ـ ــرق إﻟ ـ ــﻰ ﺗﺑﯾ ـ ــﺎن‬
‫طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺣدﯾد أداء اﻟﺗﺄﻣﯾن ‪.‬‬

‫)‪(114‬‬
‫‪ -‬أﻣر رﻗم ‪ ، 07 / 95‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 25‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ، 1995‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ‪،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ع ‪. 15.‬‬

‫‪42‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫طﺑﯾﻌﺔ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫ﻏﺎﻟﺑـ ــﺎ ﻣـ ــﺎ ﯾـ ــدﻓﻊ أداء اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن اﻟﻣﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻧﻘـ ــداً أو أداء ﻋﯾﻧ ـ ـﺎً ﻛﺎﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑﺈﺻـ ــﻼح اﻟﺿـ ــرر وﺗﻘـ ــدﯾم‬
‫اﻟﺧدﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻣ ـ ــؤﻣن ﻟ ـ ــﻪ أو ﻟﻠﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد ﺣﺳ ـ ــب ﻣ ـ ــﺎ اﺗﻔ ـ ــق ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ ﯾﻣﻛ ـ ــن ﻟﻬ ـ ــذا اﻷداء أن ﯾ ـ ــﺗم ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫دﻓﻌﺔ واﺣدة ‪.‬‬

‫ﺗﺣدﯾد أداء اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫ﯾﺧﺗﻠ ـ ــف ﺗﺣدﯾ ـ ــد اﻷداء ﺑـ ـ ـﺈﺧﺗﻼف أﻧـ ـ ـواع اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ‪ ،‬ﻓﻬ ـ ــو ﯾﺧﺿ ـ ــﻊ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺿـ ـ ـرار ﻟﻣﺑ ـ ــدأ‬
‫اﻟﻼﺣ ـ ـ ــق ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻣؤﻣن ﻟ ـ ـ ــﻪ ‪ ،‬وأن ﯾﻛ ـ ـ ــون ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺣ ـ ـ ــدود اﻟﻣﺑﻠ ـ ـ ــﻎ‬
‫اﻟﺗﻌ ـ ـ ــوﯾض ﺣﯾ ـ ـ ــث ﻻ ﯾﺟ ـ ـ ــوز أن ﯾﺗﻌ ـ ـ ــدى اﻟﺿ ـ ـ ــرر ّ‬
‫اﻟﻣﺗﻔ ـ ــق ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد وﻫ ـ ــذا طﺑﻘـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻧص م ‪ 1 / 13‬ﻣـ ـ ــن أﻣ ـ ــر رﻗ ـ ــم ‪ 07 / 95‬اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﻧص ﻋﻠـ ـ ــﻰ‪»:‬‬
‫ﯾـــدﻓﻊ اﻟﺗﻌـــوﯾض أو اﻟﻣﺑﻠـــﻎ اﻟﻣﺣـــدد ﻓـــﻲ اﻟﻌﻘـــد ﻓـــﻲ أﺟـــل ﺗـــﻧص ﻋﻠﯾـــﻪ اﻟﺷـــروط اﻟﻌﺎﻣـــﺔ ﻟﻌﻘـــد اﻟﺗـــﺄﻣﯾن ‪« .‬‬
‫)‪(115‬‬
‫‪.‬‬

‫أﺟل ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺗﻌوﯾض‬

‫ﻗـ ــد ﻧﺻـ ــت ﻋﻠﯾـ ــﻪ م ‪ 2 /13‬ﻣـ ــن اﻷﻣـ ــر ﻧﻔﺳـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﯾﻠـ ــﻲ ‪ » :‬ﯾﺟـــــب أن ﯾـــــﺄﻣر اﻟﻣـــــؤﻣن‬
‫ﺑـــﺈﺟراء اﻟﺧﺑـــرة ﻋﻧـــدﻣﺎ ﺗﻛـــون ﺿـــرورﯾﺔ ﻓـــﻲ أﺟـــل أﻗﺻـــﺎﻩ ﺳـــﺑﻌﺔ )‪ (7‬أﯾـــﺎم اﺑﺗـــداء ﻣـــن ﯾـــوم اﺳـــﺗﻼم‬
‫)‪(116‬‬
‫‪ .‬إذن ﯾﺗﺑـ ـ ّـﯾن ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻧـ ــص ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــﺎدة ﺑﺄﻧـ ــﻪ ﯾﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣـ ــؤﻣن‬ ‫اﻟﺗﺻــــرﯾﺢ ﺑﺎﻟﺣـــــﺎدث «‬
‫أن ﯾﻘ ـ ــوم ﺑ ـ ــدﻓﻊ اﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺣق ﻟﻠﻣ ـ ــؤﻣن ﻟ ـ ــﻪ أو اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻔﯾد ‪ٕ ،‬واذا ﺗطﻠ ـ ــب اﻷﻣ ـ ــر اﻟﻘﯾ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﺈﺟراء‬
‫ﺧﺑـ ـ ـرة ﻟﺗﻘ ـ ــدﯾر اﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض ﻓ ـ ــﺈذا ذﻟ ـ ــك ﺟ ـ ــﺎﺋز‪ ،‬ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﻻ ﯾﺗﺟ ـ ــﺎوز ذﻟ ـ ــك ﺳ ـ ــﺑﻌﺔ أﯾ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻗﯾ ـ ــﺎم اﻟﺧﺑﯾ ـ ــر‬
‫ﺑﺈﯾـ ـ ـداع ﺗﻘرﯾـ ـ ـرﻩ ﻓ ـ ــﻲ اﻷﺟ ـ ــل اﻟﻣﺣ ـ ــدد ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻹﺧ ـ ــﺗﻼف اﻷﺟ ـ ــل ﺣﺳ ـ ــب ﻧ ـ ــوع اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن ‪ ،‬واﻟطﺑﯾﻌ ـ ــﺔ‬
‫ـﺄﺧر اﻟﻣـ ــؤﻣن ﻓـ ــﻲ ﺗﺳـ ــوﯾﺔ اﻟﺗﻌـ ــوﯾض طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻸﺟـ ــل اﻟﻣﺣـ ــدد ﺗﺗرﺗـ ــب‬
‫اﻟﻣﺣـ ــددة ﻓـ ــﻲ وﺛﯾﻘـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن ٕوان ﺗـ ـ ّ‬
‫ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺟـ ـزاءات ﻓ ــﻲ ﺷ ــﻛل ﺗﻌ ــوﯾض ﻋ ــن اﻟﺗ ــﺄﺧﯾر وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﯾﺗﺿ ــﺢ ﻟﻧ ــﺎ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل م ‪ 14‬ﻣ ــن اﻷﻣ ــر‬
‫ﻧﻔﺳــﻪ داﺋﻣــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺗــﻧص ﻋﻠــﻰ‪ » :‬ﺑﻌـــد اﻧﻘﺿـــﺎء أﺟـــل اﻟﺗﺳـــوﯾﺔ اﻟﻣﺷـــﺎر إﻟﯾـــﻪ ﻓـــﻲ اﻟﻔﻘـــرة اﻷوﻟـــﻰ ﻣـــن‬

‫)‪ - (115‬أﻣر رﻗم ‪ ، 07 / 95‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫)‪ – (116‬أﻣر رﻗم ‪ ، 07 / 95‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪.‬‬

‫‪43‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫اﻟﻣـــﺎدة ‪ 13‬أﻋـــﻼﻩ ﯾﺟـــوز ﻟﻠﻣـــؤﻣن ﻟـــﻪ أن ﯾطﺎﻟـــب ‪ ،‬زﯾـــﺎدة ﻋـــن اﻟﺗﻌـــوﯾض اﻟﻣﺳـــﺗﺣق ‪ ،‬ﺑﺗﻌـــوﯾض‬
‫)‪(117‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﻪ ﻣن ﺟراء ﻫذا اﻟﺗﺄﺧﯾر «‬
‫اﻷﺿرار ّ‬

‫وﺗﺑﻘ ـ ــﻰ ﻣﺳ ـ ــﺄﻟﺔ ﺗﻘ ـ ــدﯾر اﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض ﻣﺳ ـ ــﺄﻟﺔ ﻣوﺿ ـ ــوﻋﯾﺔ ﺗﺧﺿ ـ ــﻊ ﻟﺗﻘ ـ ــدﯾر ﻗﺎﺿ ـ ــﻲ اﻟﻣوﺿ ـ ــوع اﻟ ـ ــذي‬
‫ﯾﻣﻛن ﻟﻪ اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺧﺑراء ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻹ ﻟﺗزام ﺑﺄداء اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص‬

‫ﯾﻛـ ــون ذﻟـ ــك ﺑـ ــدﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠـ ــﻎ اﻟﻣﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻋﻧـ ــد ﺗﺣﻘـ ــق اﻟﺣـ ــﺎدث أو ﺣﻠـ ــول أﺟـ ــل اﻟﻌﻘـ ــد وذﻟـ ــك‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟﻧص م ‪ 60‬ﻣن أﻣر رﻗم ‪ 07 / 95‬اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫» اﻟﺗـــﺄﻣﯾن ﻋﻠـــﻰ اﻷﺷـــﺧﺎص ‪ ،‬اﺗﻔﺎﻗﯾـــﺔ اﺣﺗﯾـــﺎط ﺑـــﯾن اﻟﻣـــؤﻣن ﻟـــﻪ و اﻟﻣـــؤﻣن ‪ ،‬وﯾﻠﺗـــزم اﻟﻣـــؤﻣن‬

‫ﺑﻣوﺟﺑﻬــــﺎ ﺑــــﺄن ﯾــــدﻓﻊ ﻟﻠﻣﻛﺗﺗــــب أو ﻟﻠﻣﺳــــﺗﻔﯾد اﻟﻣﻌــــﯾن ﻣﺑﻠﻐــــﺎً ﻣﺣــــدداً ‪ ،‬رأﺳــــﻣﺎﻻ ﻛــــﺎن أو رﯾﻌــــﺎً‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺣﻘق اﻟﺣﺎدث أو ﻋﻧد ﺣﻠول اﻷﺟل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ‪.‬‬

‫)‪(118‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﯾﻠﺗزم اﻟﻣﻛﺗﺗب ﺑدﻓﻊ اﻷﻗﺳﺎط ﺣﺳب ﺟدول اﺳﺗﺣﻘﺎق ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ «‬

‫ﯾﺗﺑ ـ ــﯾن ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣـ ـ ـﺎدة أن اﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﯾﻠﺗ ـ ــزم ﺑﺿ ـ ــﻣﺎن اﻷﺧط ـ ــﺎر اﻟﻣﺣ ـ ــددة ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻘ ـ ــد‬
‫اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن ﻓـ ــﻲ ﺻـ ــورة ﻣـ ــﺎ إذا ﺣـ ــدث اﻟﺧطـ ــر اﻟﻣـ ــؤﻣن ﻋﻠﯾـ ــﻪ ‪ ،‬وﯾﻣﻛـ ــن ﻟﻠﻣـ ــؤﻣن ﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻧـ ــوع‬
‫ﻣ ـ ــن اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن اﻟﺟﻣ ـ ــﻊ ﺑ ـ ــﯾن ﻣﺑﻠ ـ ــﻎ اﻟﺗ ـ ــﺄﻣﯾن واﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﺣق ﻟ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن اﻟﻐﯾ ـ ــر اﻟﻣﺳ ـ ــؤول ﻋ ـ ــن‬
‫اﻟﺿرر‪.‬‬

‫‪ (2‬إﻟﺗزام اﻟﻣؤﻣن ﻟﻪ‬

‫ﯾﺗﻣﺛـ ــل اﻹﻟﺗـ ـ ـزام اﻟـ ـ ـذي ﯾﻘ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺎﺗق اﻟﻣ ـ ــؤﻣن ﻟ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﻲ اﻹﻟﺗـ ـ ـزام ﺑ ـ ــدﻓﻊ اﻟﻘﺳ ـ ــط إذ ﯾرﺗ ـ ــب ﻋﻘ ـ ــد‬
‫اﻟﺗ ــﺄﻣﯾن ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻣ ــؤﻣن ﻟـ ـﻪ أداء اﻟﻘﺳ ــط وﻫ ــو ﯾﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ دﻓ ــﻊ ﺳ ــﻌر اﻟﺗ ــﺄﻣﯾن اﻟ ــذي ﻏﺎﻟﺑ ــﺎ ﻣ ــﺎ ﯾﻛ ــون‬
‫ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود ‪.‬‬

‫)‪ – (117‬أﻣر رﻗم ‪، 07 / 95‬اﻟﻣﺗﻌﻠّق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫)‪ – (118‬أﻣر رﻗم ‪ ، 07 / 95‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬

‫‪44‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫د ‪ /‬إﻧﻘﺿﺎء ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‬

‫أن ﻋﻘ ــد اﻟﺗ ــﺄﻣﯾن ﻣ ــن ﻋﻘ ــود اﻟﻣ ــدة ‪ ،‬وﻣ ــن ﺛﻣـ ـﺔ إذا إﻧﺗﻬ ــت‬
‫ﺗﻣ ــت اﻹﺷ ــﺎرة ﻓﯾﻣ ــﺎ ﺳ ــﺑق إﻟ ــﻰ ّ‬
‫ـﺄي ﺿـ ــﻣﺎن‬
‫ـؤﻣن ﻣﻠﺗزﻣ ـ ـﺎً ﺑـ ـ ّ‬
‫ﻣدﺗـ ــﻪ اﻧﻘﺿـ ــﻰ اﻟﻌﻘـ ــد ﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﯾﻌـ ــود طرﻓﯾـ ــﻪ أﺟﻧﺑﯾـ ــﺎن ﺣﯾـ ــث ﻻ ﯾﻌـ ــد اﻟﻣـ ـ ّ‬
‫اﻟﻣؤﻣن ﻟﻪ ﺑدﻓﻊ أي ﻗﺳط ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وﻻ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‬

‫ﻟﻘ ـ ــد ﻧﺷ ـ ــﺄ ﻋﻘ ـ ــد اﻹذﻋ ـ ــﺎن ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ ﻟﻠﺗط ـ ــور اﻹﻗﺗﺻ ـ ــﺎدي اﻟﺣ ـ ــدﯾث اﻟ ـ ــذي اﺗﺟ ـ ــﻪ ﻧﺣ ـ ــو أﺳ ـ ــﻠوب‬
‫اﻹﻧﺗ ــﺎج اﻟﻛﺑﯾ ــر وﻣ ــﺎ اﺳ ــﺗﺗﺑﻊ ذﻟ ــك ﻣ ــن ﻗﯾ ــﺎم ﺷ ــرﻛﺎت ﺿ ــﺧﻣﺔ وﻛ ــﺎن ذﻟ ــك ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن ‪ ، 19‬ﺣﯾ ــث‬
‫ﺑ ـ ــرزت ظـ ـ ـواﻫر ﺟدﯾ ـ ــدة ﺣ ـ ــدت ﻣ ـ ــن ﻣﺑ ـ ــدأ ﺳ ـ ــﻠطﺎن اﻹرادة وأﻧﻘﺻـ ـ ـت ﻣ ـ ــن إرادة اﻟط ـ ــرف اﻟﺿ ـ ــﻌﯾف‬
‫ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻘد ﺑﻬذا ﻗد ﺗوﻟد ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﻠـ ــﻲ ﺳـ ــﻧﺗطرق إﻟـ ــﻰ ﺗﻌرﯾـ ــف ﻋﻘـ ــد اﻹذﻋـ ــﺎن ‪ ،‬ﺗﺑﯾـ ــﺎن طﺑﯾﻌـ ــﺔ ﻫـ ــذا اﻟﻌﻘـ ــد وﺗﻔﺳـ ــﯾرﻩ ‪ٕ ،‬واﻟـ ــﻰ‬
‫أﺳﺎس ﺗﻘرﯾر ﻗﺎﻋدة ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣذﻋﻧﺔ ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‬

‫‪ –1‬ﻟﻐـــــﺔ ‪ :‬اﻹذﻋـ ــﺎن ﻣـ ــن ذﻋـ ــن ‪ ،‬ﯾـ ــذﻋن ‪ ،‬ذﻋﻧ ـ ـﺎً ‪ ،‬ﻓﺎﻹذﻋـ ــﺎن ﻫـ ــو اﻹﺳ ـ ـراع ﻣـ ــﻊ اﻟطﺎﻋـ ــﺔ‬
‫ﺣﺳ ـ ــب ﻟﺳ ـ ــﺎن اﻟﻌ ـ ــرب وأﻫ ـ ــل اﻟﻠﻐ ـ ــﺔ ﻓﻬ ـ ــو اﻹﻧﻘﯾ ـ ــﺎد ﺑﺳ ـ ــرﻋﺔ واﻹﻗـ ـ ـرار واﻟﺧﺿ ـ ــوع ‪ ،‬ﻓﻧﻘ ـ ــول أذﻋ ـ ــن‬
‫)‪(119‬‬
‫‪.‬‬ ‫أﻗر ﺑﺎﻟﺣق‬
‫اﻟ ّﺷﺧص أي إﻧﻘﺎد ﻟﻪ و ّ‬

‫‪_2‬اﺻـــــطﻼﺣﺎ ‪ :‬ﻫـ ــو اﻟﻌﻘـ ــد اﻟـ ــذي ﯾﻣﻠـ ــﻲ ﻓﯾـ ــﻪ أﺣـ ــد طرﻓﯾـ ــﻪ ﺷـ ــروطﻪ وﯾﻘﺑﻠﻬـ ــﺎ اﻟطـ ــرف اﻵﺧـ ــر‬
‫)‪(120‬‬
‫‪.‬‬ ‫دون أن ﯾﻛون ﻟﻪ ﺣق ﻣن ﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ‬

‫)‪(119‬‬
‫– ﺟرﺟس ﺟرﺟس‪ ،‬أﻧطوان ﺣوﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.43.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ﻣﺣﻣد ﺣﻣدي‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.31.‬‬
‫)‪(120‬‬
‫– ﻣﻧﺎل ﺟﻬﺎد أﺣﻣد ﺧﻠﺔ ‪ ،‬أﺣﻛﺎم ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻔﻘﻪ‬
‫اﻟﻣﻘﺎرن ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﻐزة‪ ،‬ﻓﻠﺳطﯾن ‪ ، 2008‬ص‪. 39 .‬‬

‫‪45‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﻟ ــم ﯾﺗﻔ ــق اﻟﻔﻘﻬ ــﺎء ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻌرﯾ ــف واﺣ ــد ﻟﻌﻘ ــد اﻹذﻋ ــﺎن ‪ ،‬وﻟﻛ ــن ﻧﺟ ــد اﻟﺗﻌرﯾ ــف اﻟ ــذي ﻗدﻣـ ــﻪ "‬
‫ﺳــــــﺎﻟﻲ " إذ ﻫ ـ ــو ﺻ ـ ــﺎﺣب أول ﻓﻛـ ـ ـرة ﻟﻺذﻋ ـ ــﺎن‪ ،‬و ﯾﻘ ـ ــول ﺑ ـ ــﺄن ﻋﻘ ـ ــد اﻹذﻋ ـ ــﺎن » ﻫــــــو ﻣﺣــــــض‬
‫ﺗﻐﻠﯾــــب ﻹرادة واﺣــــدة ﺗﺗﺻــــرف ﺑﺻــــورة ﻣﻧﻔــــردة وﺗﻣﻠــــﻲ ﻗﺎﻧوﻧﻬــــﺎ ﻟــــﯾس ﻋﻠــــﻰ ﻓــــرد ﻣﺣــــدد ﺑــــل‬
‫ﻋﻠـــﻰ ﻣﺟﻣوﻋـــﺔ ﻏﯾـــر ﻣﺣـــددة وﺗﻔرﺿـــﻬﺎ ﻣﺳـــﺑﻘﺎً وﻣـــن ﺟﺎﻧـــب واﺣـــد ﻻ ﯾﻧﻘﺻـــﻬﺎ ﺳـــوى إذﻋـــﺎن‬
‫)‪(121‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣن ﯾﻘﺑل ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘد «‬

‫ﻟﻛـ ــن ﯾﻣﻛـ ــن أن ﻧﻘـ ــول ﺑـ ــﺄن أﺑـ ــرز ﺗﻌرﯾـ ــف ﻓﻘﻬـ ــﻲ ﯾﻣﻛـ ــن اﻹﻋﺗـ ــداد ﺑـ ــﻪ ﻫـ ــو ﻣـ ــﺎ ﺗوﺻـ ــل إﻟﯾـ ــﻪ‬
‫اﻟـ ــدﻛﺗور" ﻋﺑــــد اﻟﻣــــﻧﻌم ﻓــــرج اﻟﺻــــدﻩ " إذ ﯾﺻـ ــف ﻫـ ــذا اﻟﻌﻘـ ــد ﺑﺄﻧـ ــﻪ » اﻟــــذي ﯾﺳــــﻠّم ﻓﯾــــﻪ اﻟﻘﺎﺑــــل‬
‫ﺑﺷـــروط ﻣﻘـــررة ﯾﺿـــﻌﻬﺎ اﻟﻣوﺟـــب وﻻ ﯾﻘﺑـــل ﻣﻧﺎﻗﺷـــﺔ ﻓﯾﻬـــﺎ وذﻟـــك ﻓﯾﻣـــﺎ ﯾﺗﻌﻠـــق ﺑﺳـــﻠﻌﺔ أو ﻣرﻓـــق‬
‫ﺿــــروري ﯾﻛــــون ﻣﺣــــل إﺣﺗﻛــــﺎر ﻗــــﺎﻧوﻧﻲ أو ﻓﻌﻠــــﻲ أو ﺗﻛــــون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــــﺔ ﻣﺣــــدودة اﻟﻧطــــﺎق ﻓــــﻲ‬
‫‪.‬‬ ‫)‪(122‬‬
‫ﺷﺄﻧﻬﺎ «‬

‫ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﻣﻛـ ــن ﺗوﺿ ـ ـﯾﺣﻪ ﺑﺄﺳـ ــﻠوب ﺑﺳـ ــﯾط ‪ ،‬ﺑﺄﻧـ ــﻪ اﻟﻌﻘـ ــد اﻟـ ــذي ﯾﺿـ ــطر أﺣـ ــد طرﻓﯾـ ــﻪ ﻟﻘﺑوﻟـ ــﻪ دون‬
‫ﻣﺳﺎوﻣﺔ أو ﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺷروطﻪ ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‬

‫ﻟﻘـ ــد اﻧﻘﺳـ ــم اﻟﻔﻘـ ــﻪ إﻟـ ــﻰ ﻓ ـ ـرﯾﻘﯾن ﻣـ ــﻧﻬم ﻣـ ــن ﯾـ ــرى أن ﻋﻘـ ــد اﻹذﻋـ ــﺎن ﻫـ ــو ﻋﻘـ ــد ‪ ،‬وﻣـ ــﻧﻬم ﻣـ ــن ﻻ‬
‫ﯾراﻩ ﺳوى ﻧظﺎﻣﺎ وﺳوف ﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻫذﯾن اﻟرأﯾﯾن ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫_اﻟرأي اﻷول ‪ :‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﻣﺎ ﻫو إﻻ ﻧظﺎم‬

‫ﯾﻧﻛـ ــر ﻫـ ــذا اﻟ ـ ـرأي وﺻـ ــف اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻋﻠـ ــﻰ اﻹذﻋـ ــﺎن‪ ،‬وﯾـ ــرى ﺑﺄﻧ ـ ــﻪ ﻣﺟـ ــرد ﻧظـ ــﺎم ﻗـ ــﺎﻧوﻧﻲ وﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻫ ـ ــو ﺳ ـ ــوى ﻣﺟ ـ ــرد ﻻﺋﺣ ـ ــﺔ ﺗﺣﻛ ـ ــﯾم‪ ،‬وﺑ ـ ــذﻟك ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــﺎ دام ﻻ ﯾوﺟ ـ ــد ﺗواﻓ ـ ــق ﻟﻺرادﺗ ـ ــﯾن‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈن ﻋﻘ ـ ــد‬

‫)‪(121‬‬
‫– ﻟﻌﺷب ﻣﺣﻔوظ ﺑن ﺣﺎﻣد ‪ ،‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟﻣﻘﺎرن ؛ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ‬
‫اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 1990‬ص‪. 23 .‬‬
‫)‪ – (122‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 134 .‬‬

‫‪46‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﻷن اﻟطـ ــرف ﻫـ ــو اﻟـ ــذي ﯾﻧﻔـ ــرد ﺑوﺿـ ــﻊ‬
‫اﻹذﻋـ ــﺎن اﻟﻣزﻋـ ــوم ﻟـ ــﯾس ﻋﻘـ ــداً ٕواﻧﻣـ ــﺎ ﯾﺷـ ــﺑﻪ اﻟﻘـ ــﺎﻧون وذﻟـ ــك ّ‬
‫)‪(123‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺷروط اﻟﻌﻘد‪ ،‬ﻓﻠﯾس ﻫﻧﺎك ﺗﻔﺎوض وﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣذﻋن ّإﻻ اﻟﻘﺑول أو اﻟرﻓض‬

‫_اﻟرأي اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‬

‫ﯾ ـ ــرى أﻧﺻ ـ ــﺎر ﻫ ـ ــذا اﻟـ ـ ـرأي وﻫ ـ ــم أﻏﻠﺑﯾ ـ ــﺔ ﻓﻘﻬ ـ ــﺎء اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون اﻟﻣ ـ ــدﻧﻲ ﺑﺎﻟﺻ ـ ــﻔﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾ ـ ــﺔ ﻟﻌﻘ ـ ــد‬
‫اﻹذﻋـ ـ ــﺎن ﺣﯾـ ـ ــث ﯾـ ـ ــرون أن اﻟﺿـ ـ ــﻐط اﻟـ ـ ــذي ﯾﻛـ ـ ــون اﻟطـ ـ ــرف اﻟﻣـ ـ ــذﻋن واﻗﻌـ ـ ــﺎ ﺗﺣﺗـ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﺑﻠـ ـ ــﻎ ﺣـ ـ ــد‬
‫اﻹﻛ ـ ـراﻩ اﻟـ ــذي ﯾﻌـ ــدم اﻟرﺿـ ــﺎ وﻻ ﯾﻔﺳـ ــدﻩ ﺣﺗـ ــﻰ ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ اﻟﻘﺑـ ــول ﺑطرﯾـ ــق اﻹذﻋـ ــﺎن ﻗﺑـ ــول ﺻـ ــﺣﯾﺢ‬
‫)‪(124‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﻧﻌﻘد إﻗﺗراﻧﻪ ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ﻋﻘد ﺻﺣﯾﺢ‬

‫ج ‪ /‬ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‬

‫ﻻ ﯾﻣﻛـ ـ ــن أن ﯾﻌﺎﻣـ ـ ــل ﻋﻘـ ـ ــد اﻹذﻋـ ـ ــﺎن ﻛﺳـ ـ ــﺎﺋر اﻟﻌﻘـ ـ ــود اﻷﺧـ ـ ــرى ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻔﺳـ ـ ــﯾر إذ ﻻ ﯾﻧطﺑـ ـ ــق‬
‫ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻧ ـ ــص م ‪ 113‬ق‪.‬م‪ .‬ج – اﻟﺳ ـ ــﺎﻟف ذﻛرﻫ ـ ــﺎ– واﻟﺳ ـ ــﺑب ﻓ ـ ــﻲ ذﻟ ـ ــك ﻏﯾ ـ ــﺎب اﻹرادة اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرﻛﺔ‬
‫ﻓـ ــﻲ ﻋﻘـ ــد اﻹذﻋـ ــﺎن ‪ ،‬ﻟـ ــذا ﻓـ ــﺈن اﻟﺗﻔﺳـ ــﯾر ﯾـ ــﺗم ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺳـ ــب اﻟﻐـ ــرض اﻟـ ــذي ﺳـ ــﻌﻰ إﻟﯾـ ــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدان‬
‫ﺑذﻟك ﻧﺗوﺻل ﻓﻲ أﻏﻠب اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣذﻋن)‪.(125‬‬

‫د ‪ /‬أﺳﺎس ﺗﻘرﯾر ﻗﺎﻋدة ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣذﻋﻧﺔ‬

‫ﯾﺗﻣﺛـ ــل ﻓـ ــﻲ ﻣـ ــﺎ ﻧﺻـ ــت ﻋﻠﯾـ ــﻪ م ‪ 2/112‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ﻋﻠـ ــﻰ‪ » :‬ﻏﯾــــر أﻧــــﻪ ﻻ ﯾﺟــــوز أن ﯾﻛــــون‬
‫ــــﺎر ﺑﻣﺻـــــﻠﺣﺔ اﻟطـــــرف اﻟﻣـــــذﻋن «)‪.(126‬‬
‫ﺗﺄوﯾـــــل اﻟﻌﺑـــــﺎرات اﻟﻐﺎﻣﺿـــــﺔ ﻓـــــﻲ ﻋﻘـــــود اﻹذﻋـــــﺎن ﺿـ ا‬

‫)‪– (123‬ﻟﻌﺷب ﻣﺣﻔوظ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 42 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣﻧﺎل ﺟﻬﺎد أﺣﻣد ﺧﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 52.‬‬
‫_ ‪http ://www.alyaum.com 10 mars 2014 .‬‬
‫ﯾوم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ‪ 31 :‬ﻣﺎي ‪2015‬‬
‫)‪– (124‬ﻟﻌﺷب ﻣﺣﻔوظ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 36 .‬‬
‫‪ -‬أﻧظر أﯾﺿﺎ ﻣﻧﺎل ﺟﻬﺎد أﺣﻣد ﺧﻠﺔ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ص‪. 54 – 53 .‬‬
‫)‪– (125‬ﻟﻌﺷب ﻣﺣﻔوظ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 150 .‬‬
‫)‪– (126‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪47‬‬
 ‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺷﺨﺎص‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪:‬‬

‫ﺄن اﻷﺻـ ـ ــل أن ﯾﻔﺳـ ـ ــر اﻟﺷـ ـ ــك ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﻋﻧـ ـ ــد ﻏﻣـ ـ ــوض ﻋﺑـ ـ ــﺎرة‬
‫اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﺗﺑـ ـ ـ ّـﯾن ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ّ‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻏﻣوﺿـ ـ ـﺎ ﻻ ﯾﺗ ـ ــﯾﺢ زواﻟ ـ ــﻪ‪ّ ،‬إﻻ ّأﻧـ ـ ـﻪ اﺳ ـ ــﺗﺛﻧﻰ اﻟﻣﺷ ـ ــرع ﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــذا اﻷﺻ ـ ــل ﻋﻘ ـ ــود اﻹذﻋ ـ ــﺎن‬
‫ﻓﻘﺿﻰ ﺑﺄن ﯾﻔﺳر اﻟﺷك ﻓﯾﻬﺎ ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻗد اﻟﻣذﻋن داﺋﻧﺎً ﻛﺎن أو ﻣدﯾﻧﺎً ‪.‬‬

‫ﻟـ ــذا ﻓﻘـ ــد أوﺟـ ــب اﻟﻣﺷـ ــرع ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺗﻔﺳـ ــﯾر اﻟﻐﻣـ ــوض ﺑﺷـ ــرط أن ﯾﻛـ ــون ﻓـ ــﻲ ﻣﺻ ـ ـﻠﺣﺔ‬
‫اﻟطرف اﻟﻣذﻋن ﻟﻌدة اﻋﺗﺑﺎرات ﻫﻲ ‪:‬‬

‫أن ﺗﺑﻌ ـ ــﺔ اﻟﻐﻣ ـ ــوض ﺗﻘ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋ ـ ــﺎﺗق اﻟﻣوﺟ ـ ــب اﻟ ـ ــذي إﻧﻔ ـ ــرد ﺑﺗﺣرﯾ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد وﻫ ـ ــو اﻟط ـ ــرف‬
‫‪ّ –1‬‬
‫اﻟذاﻋن وﻛﺎن ﻣن اﻷوﻟﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻐﻣوض ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟطرف اﻟﻣذﻋن ‪.‬‬

‫‪ – 2‬أﻧ ـ ــﻪ إذا ﺗ ـ ــم ﻋﻘ ـ ــد اﻹذﻋ ـ ــﺎن ﻓ ـ ــﺎﻹرادة اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرﻛﺔ ﺗﻛ ـ ــﺎد ﺗﺧﺗﻔ ـ ــﻲ ﺗﻣﺎﻣـ ـ ـﺎً ﺣﯾ ـ ــث ﯾﻛ ـ ــون اﻟط ـ ــرف‬
‫اﻟﻣ ــذﻋن ﺗﺣ ــت ﻧظ ــﺎم ﻟ ــم ﯾﻧﺎﻗﺷ ــﻪ ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻫ ــو اﻟﺣ ــﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳ ــﺑﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﺗوﻗﯾ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ ﻋﻘ ــد اﻟﺗ ــﺄﻣﯾن وﻫ ــو‬
‫اﻟﻣﺟ ـ ــﺎل اﻟﺧﺻ ـ ــب ﻟﻌﻘ ـ ــود اﻹذﻋ ـ ــﺎن واﻟ ـ ــذي ﻣ ـ ــن اﻟﺻـ ـ ـواب ﺗﺣﻘﯾ ـ ــق اﻟﻌداﻟ ـ ــﺔ ﻓﯾ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﺣﯾ ـ ــث ﯾﻔﺳ ـ ــر‬
‫اﻟﻐﻣوض ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣذﻋن ﺳواء ﻛﺎن داﺋﻧﺎً أو ﻣدﯾﻧﺎً‪.‬‬

‫أن اﻟﻘواﻋ ـ ــد اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ ﺗﻘﺗﺿ ـ ــﻲ ﺣﻣﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟط ـ ــرف اﻟﺿ ـ ــﻌﯾف ‪ ،‬وأن اﻟط ـ ــرف اﻟﻣ ـ ــذﻋن ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻘ ـ ــد‬
‫‪ّ –3‬‬
‫اﻹذﻋـ ــﺎن ﻫـ ــو داﺋﻣـ ــﺎ اﻟﺿـ ــﻌﯾف ﺑﻐ ـ ـض اﻟﻧظـ ــر ﻋـ ــن ﻣرﻛ ـ ـزﻩ وﻟﻬـ ــذا أﺟـ ــﺎز اﻟﻣﺷـ ــرع ﻟﻠﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺗﻌـ ــدﯾل‬
‫)‪(127‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﺎ ﻗد ﯾﻛون ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣن ﺷروطﻪ اﻟﺗﻌﺳﻔﯾﺔ‬

‫)‪ – (127‬ﺳراﯾش زﻛرﯾﺎ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 134 – 133 .‬‬
‫‪ -‬أﻧظر أﯾﺿﺎ ‪http :// www.startimes.com 2 octobre 2007‬‬
‫ﯾوم اﻻطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ‪ 31‬ﻣﺎي ‪. 2015‬‬

‫‪48‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣوﺿوع‬

‫ﻟﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن اﻟﻌﻘـ ــد ﻧﺳـ ــﺑﯾﺎً ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث اﻷﺷـ ــﺧﺎص ﻓـ ــﻼ ﯾﻧﺻـ ــرف ّإﻻ ﻟﻣـ ــن ﻛـ ــﺎن طرﻓ ـ ـﺎً ﻓﯾـ ــﻪ ﻋـ ــدا‬

‫ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻻﺷـ ــﺗراط ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾـ ــر ﺣﯾـ ــث ﯾﻛﺗﺳـ ــب اﻷﺟﻧﺑـ ــﻲ ﻋـ ــن اﻟﻌﻘـ ــد ﺣﻘـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻋﻘـ ــد ﻟـ ــﯾس طرﻓ ـ ـﺎً‬
‫ﻓﯾﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎﻩ ‪.‬‬

‫ﻓ ـ ــﺄﺛر اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻧﺳ ـ ــﺑﻲ ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث اﻟﻣوﺿ ـ ــوع أﯾﺿ ـ ــﺎ ‪ ،‬و ﻣ ـ ــن اﻟﻣﺳ ـ ــﻠم ﺑ ـ ــﻪ أن ﻟﻠﻌﻘ ـ ــد ﻗ ـ ــوة ﺗﻠ ـ ــزم‬
‫أط ارﻓ ــﻪ اﻟ ــذﯾن ﻗﺑﻠـ ـوا و واﻓﻘـ ـوا ﻋﻠﯾ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺎﻷﺻ ــل أﻧ ــﻪ ﻣﺗ ــﻰ أﺑ ــرم اﻟﻌﻘ ــد ﺻ ــﺣﯾﺣﺎً ﺑﺄرﻛﺎﻧ ــﻪ و ﺷ ــروطﻪ‬
‫أﺻـ ــﺑﺢ ﺷ ـ ـرﯾﻌﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﻻ ﯾﺟـ ــوز ﻧﻘﺿـ ــﻪ و ﻻ ﺗﻌدﯾﻠـ ــﻪ ﻣـ ــن ﻗﺑـ ــل أﺣـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن أو اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ‬
‫إﻻ ﺑﺎﺗﻔـ ـ ــﺎق ﺟدﯾـ ـ ــد ﻣـ ـ ــن ﻗﺑـ ـ ــل طرﻓﯾ ـ ـ ـﻪ أو وﻓﻘـ ـ ــﺎ ﻟﻸﺣ ـ ـ ـوال اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﻧظﻣﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون و اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗرﺗـ ـ ــب‬
‫ﺟزاءات ﻣن اﻹﺧﻼل ﺑﻬذﻩ اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد‪.‬‬

‫و ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك ﺗﺗطﻠ ـ ــب د ارﺳ ـ ــﺗﻧﺎ ﻟﻠﻘ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث اﻟﻣوﺿ ـ ــوع اﻟﺗط ـ ــرق إﻟ ـ ــﻰ‬
‫ﻣﺳ ـ ـ ـﺄﻟﺗﯾن ﻣﻬﻣﺗـ ـ ــﯾن ﻧﺳـ ـ ــﺗﻌرض ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺑﺣـ ـ ــث اﻷول إﻟـ ـ ــﻰ وﺟـ ـ ــوب ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻟﻌﻘـ ـ ــد و ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﺑﺣـ ـ ــث‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد و اﻧﺣﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ‪ :‬وﺟوب ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‬

‫إذا ﻧﺷـ ـ ــﺄ اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﺻـ ـ ــﺣﯾﺣﺎً إﻟﺗـ ـ ــزم اﻟطرﻓـ ـ ــﺎن ﺑﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺗرﺗـ ـ ــب ﻋﻠﯾ ـ ـ ـﻪ ﻣـ ـ ــن أﺛـ ـ ــﺎر‪ ،‬و ﻟﻛـ ـ ــﻲ ﯾﻠﺗـ ـ ــزم‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﯾﻧﺑﻐ ـ ــﻲ ﺗﺣدﯾـ ـ ــد ﻧط ـ ــﺎق اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻣﺑ ـ ــرم ﺑﯾﻧﻬﻣ ـ ــﺎ‪ ،‬و ﻣـ ـ ــﺎدام أن اﻟﻌﻘـ ـ ـد ﻧﺳـ ـ ــﺑﻲ ﻣ ـ ــن ﺣﯾـ ـ ــث‬
‫اﻟﻣﺿ ـ ــﻣون ﻓ ـ ــﻼ ﯾﻠ ـ ــزم إ ّﻻ ﺑﻣ ـ ــﺎ ورد ﻓﯾ ـ ــﻪ و ﻟﺑﯾ ـ ــﺎن ﻧط ـ ــﺎق اﻟﻌﻘ ـ ــد و ﺣ ـ ــدودﻩ ﯾﺳ ـ ــﺗﻠزم ﺗﻔﺳ ـ ــﯾرﻩ أوﻻ إذا‬
‫ﻛ ـ ــﺎن ﻓ ـ ــﻲ ﺣﺎﺟ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك‪ ،‬و ﺳ ـ ــوف ﻧﺗط ـ ــرق إﻟ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣطﻠ ـ ــب اﻷول و ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣطﻠ ـ ــب‬
‫اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ ﺳـ ــﻧﺗﻌرض ﻓﯾـ ــﻪ إﻟـ ــﻰ ﺣـ ــدود ﻣﺣـ ــل اﻟﻘـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘـ ــد اﻟﻣﺗﻣﺛﻠـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﻗﺎﻋـ ــدة اﻟﻌﻘـ ــد ﺷ ـ ـرﯾﻌﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻘد‬

‫ﻧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻧص م‪ 111‬ﻣن ق‪.‬م‪ .‬ج ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫» إذا ﻛﺎﻧـــت ﻋﺑـــﺎرة اﻟﻌﻘـــد واﺿـــﺣﺔ ﻓـــﻼ ﯾﺟـــوز اﻻﻧﺣـــراف ﻋﻧﻬـــﺎ ﻋـــن طرﯾـــق ﺗﺄوﯾﻠﻬـــﺎ ﻟﻠﺗﻌـــرف‬
‫ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ‪.‬‬

‫أﻣـــﺎ إذا ﻛـــﺎن ﻫﻧـــﺎك ﻣﺣـــل ﻟﺗﺄوﯾـــل اﻟﻌﻘـــد‪ ،‬ﻓﯾﺟـــب اﻟﺑﺣـــث ﻋـــن اﻟﻧﯾـــﺔ اﻟﻣﺷـــﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـــدﯾن دون‬
‫اﻟوﻗـــوف ﻋﻧـــد اﻟﻣﻌﻧـــﻰ اﻟﺣرﻓـــﻲ ﻟﻸﻟﻔـــﺎظ ‪ ،‬ﻣـــﻊ اﻻﺳـــﺗﻬداء ﻓـــﻲ ذﻟـــك ﺑطﺑﯾﻌـــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣـــل ‪ ،‬و ﺑﻣـــﺎ‬
‫ﯾﻧﺑﻐــﻲ أن ﯾﺗـــواﻓر ﻣـــن أﻣﺎﻧــﺔ و ﺛﻘـــﺔ ﺑـــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــدﯾن ‪ ،‬وﻓﻘــﺎ ﻟﻠﻌـــرف اﻟﺟـــﺎري ﻟﻠﻣﻌــﺎﻣﻼت ‪«.‬‬
‫)‪.(128‬‬

‫)‪ – (128‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻘد‬

‫ـﻧﺑﯾن ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــذا اﻟﻔـ ــرع اﻟﻣﻘﺻـ ــود ﺑﺗﻔﺳـ ــﯾر اﻟﻌﻘـ ــد و ذﻟـ ــك إﺳـ ــﺗﻧﺎد إﻟـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ ﺟـ ــﺎءت ﺑـ ــﻪ‬
‫ﺳـ ـ ّ‬
‫ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 111‬ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر‪.‬‬

‫ﯾﻘﺻ ــد ﺑﺗﻔﺳ ــﯾر اﻟﻌﻘ ــد ﻫ ــو ﺑﯾ ــﺎن ﻣ ــﺎ ﻫ ــو ﻏ ــﺎﻣض و اﻟﻛﺷ ــف ﻋ ــن ﻣ ــﺎ اﻧﺻـ ـرﻓت إﻟﯾـ ــﻪ اﻹرادة‬
‫اﻟﻣﺷــﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــدﯾن )‪ ،(129‬و ﺗــﺄﺗﻲ ﻣرﺣﻠــﺔ ﺗﻔﺳــﯾر اﻟﻌﻘــد ﺑﻌــد ﻣرﺣﻠــﺔ اﻧﻌﻘــﺎدﻩ ﺻــﺣﯾﺣﺎ‬
‫و ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻘد ﻫو ﻣن ﻋﻣل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ )‪.(130‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺑﯾﺎن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻔﺳﯾر‬

‫ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻔ ــرع ﺳ ــﻧﺗطرق إﻟ ــﻰ ﺗﺑﯾ ــﺎن اﻟﺣ ــﺎﻻت اﻟﺗ ــﻲ ﯾﻠﺟ ــﺄ ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ إﻟ ــﻰ ﺗﻔﺳ ــﯾر اﻟﻌﻘ ــد‬
‫و اﻟﺗـ ــﻲ أﺟﺎزﻫـ ــﺎ ﻟـ ــﻪ ﻓﯾﻬـ ــﺎ اﻟﻣﺷـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ــري ‪ ،‬و ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﻧـ ــص ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل اﻟﻣـ ــﺎدﺗﯾن ‪111‬‬
‫و ‪ 112‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج و اﻟﺗـ ــﻲ ﺗـ ــﺗﻠﺧص ﻓـ ــﻲ ﺛـ ــﻼث ﺣـ ــﺎﻻت وﻫـ ــﻲ ‪ :‬ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ ﺗﻛـ ــون ﻋﺑـ ــﺎرة اﻟﻌﻘـ ــد‬
‫واﺿـ ـ ــﺣﺔ‪ ،‬و ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﺎ ﺗﻛـ ـ ــون ﻋﺑـ ـ ــﺎرة اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻏﯾـ ـ ــر واﺿـ ـ ــﺣﺔ ‪ ،‬و ﻗﺎﻋ ـ ـ ـدة اﻟﺷـ ـ ــك ﯾﻔﺳـ ـ ــر ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻣدﯾن ‪ ،‬و ﻫذا ﻣﺎ ﺳﺗﻧﻌرض إﻟﯾﻪ ﺗﺑﻌﺎ ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬وﺿوح ﻋﺑﺎرات اﻟﻌﻘد‬

‫اﻟﻣﻘﺻـ ــود ﺑﺎﻟوﺿـ ــوح ﻫـ ــو وﺿـ ــوح اﻹرادة ﻻ وﺿـ ــوح اﻟﻠّﻔـ ــظ ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﯾﻛـ ــون اﻟﻠّﻔـ ــظ واﺿـ ــﺣﺎ ﻓـ ــﻲ‬
‫ذاﺗـ ــﻪ و ﻣـ ــﻊ ذﻟـ ــك ﯾظﻬـ ــر أن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﻟـ ــم ﯾﺣﺳـ ــﻧﺎ اﺧﺗﯾـ ــﺎر أﻟﻔـ ــﺎظ و ﻋﺑـ ــﺎرات ﻣﻌﺑ ـ ـرة ﻋـ ــن ﺣﻘﯾﻘـ ــﺔ‬
‫)‪(131‬‬
‫اﻟواﺿــﺢ ﻟﻸﻟﻔــﺎظ‬ ‫‪ ،‬ﻓﻔــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻘﺎﺿــﻲ أﻻ ﯾﺄﺧــذ ﺑــﺎﻟﻣﻌﻧﻰ‬ ‫ﻗﺻــدﻫﻣﺎ‬

‫)‪(129‬‬
‫– ﻣﻧذر اﻟﻔﺿل ‪ ،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزاﻣﺎت و أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ؛ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷرواﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن‬
‫‪ ، 2012‬ص‪. 200 .‬‬

‫)‪(130‬‬
‫– ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 238 .‬‬

‫)‪(131‬‬
‫– وﻟﯾد ﺻﻼح ﻣرﺳﻲ رﻣﺿﺎن‪ ،‬اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد واﻻﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﯾﻪ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‬
‫دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪ ،‬د‪ .‬ط‪ .‬؛ دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 2009 ،‬ص ص‪. 155 ،150 .‬‬

‫‪51‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫و اﻟﻌﺑـ ـ ــﺎرات اﻟﻣوﺟـ ـ ــودة ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ـ ــد‪ ،‬و ّإﻧﻣـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ أن ﯾﺑﺣـ ـ ــث ﻋـ ـ ــن اﻟﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ــذي‬
‫)‪(132‬‬
‫‪،‬ﻓ ـ ــﻼ ﯾﻧﺣ ـ ــرف ﻋﻧ ـ ــﻪ إﻟـ ـ ـﻰ ﻏﯾـ ـ ـرﻩ ﻣ ـ ــن اﻟﻣﻌ ـ ــﺎﻧﻲ ّإﻻ إذا ﺑ ـ ــﯾن ذﻟ ـ ــك ﻣ ـ ــن‬ ‫اﺗﺟﻬ ـ ــت إﻟﯾ ـ ــﻪ اﻹرادة‬
‫ﺧـ ــﻼل ظـ ــروف اﻟـ ــدﻋوى ‪ ،‬و ﯾﺗﻌـ ــﯾن ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻣﺛـ ــل ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ أن ﯾﺑـ ـ ّـﯾن ﻓـ ــﻲ أﺳـ ــﺑﺎب‬
‫أدت إﻟـ ـ ــﻰ اﺳـ ـ ــﺗﺑﻌﺎد اﻟﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ اﻟواﺿـ ـ ــﺢ و اﻟظـ ـ ــﺎﻫر و ﻛﯾـ ـ ــف ﺗوﺻـ ـ ــل إﻟـ ـ ــﻰ‬
‫ﺣﻛﻣـ ـ ــﻪ اﻟظـ ـ ــروف اﻟﺗـ ـ ــﻲ ّ‬
‫اﺳـ ــﺗﺧﻼص اﻟﻣﻌﻧـ ــﻰ اﻟـ ــذي اﻗﺗﻧـ ــﻊ ﺑـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ ﻫـ ــو اﻟـ ــذي ﻗﺻـ ــداﻩ ‪ ،‬و ﯾﺧﺿـ ــﻊ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ‬
‫إﻟﻰ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﻟﻪ )‪.(133‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﻏﻣوض ﻋﺑﺎرات اﻟﻌﻘد‬

‫إذا ﻛﺎﻧـ ــت ﻋﺑـ ــﺎرة اﻟﻌﻘـ ــد ﻏﯾـ ــر واﺿـ ــﺣﺔ ‪ ،‬ﻛـ ــﺄن ﺗﻛـ ــون ﻏﺎﻣﺿـ ــﺔ أو ﻣﺗﻧﺎﻗﺿ ـ ـﺔ‪ ،‬أو ﺗﺣﻣـ ــل ﻓـ ــﻲ‬
‫ﺟزﺋﯾﺎﺗﻬـ ـ ــﺎ أو ﻓـ ـ ــﻲ ﺟﻣﻠﺗﻬـ ـ ــﺎ أﻛﺛـ ـ ــر ﻣـ ـ ــن ﻣﻌﻧـ ـ ــﻰ أو ﻣﺑﻬﻣـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ـ ــﻪ ﺣﺳـ ـ ــب ﻧـ ـ ــص م ‪ 111‬ق‪.‬م‪ .‬ج‬
‫_ اﻟﺳـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟـ ـ ــذﻛر _ ﯾﺟـ ـ ــب ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ أن ﯾزﯾـ ـ ــل اﻟﻐﻣـ ـ ــوض و ذﻟـ ـ ــك ﺑﺎﻟﺑﺣـ ـ ــث ﻋـ ـ ــن اﻟﻧﯾـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺷـ ـ ـ ــﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ـ ــدﯾن‪ ،‬وﯾﺟـ ـ ـ ــب أن ﯾﻌﺗـ ـ ـ ــد ﺑطﺑﯾﻌـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣـ ـ ـ ــل و ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻐرض اﻟـ ـ ـ ــذي ﯾظﻬـ ـ ـ ــر ﺑـ ـ ـ ــﺄن‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻗد ﻗﺻداﻩ )‪.(134‬‬

‫و ﻫﻧ ـ ـ ــﺎ أردﻧ ـ ـ ــﺎ اﻹﺷ ـ ـ ــﺎرة و ﺗوﺿ ـ ـ ــﯾﺢ ﻣ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻘﺻ ـ ـ ــود ﺑ ـ ـ ــﺎﻹرادة اﻟﻣﺷ ـ ـ ــﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ـ ــدﯾن‪ ،‬ﻫ ـ ـ ــل‬
‫اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻬﺎ اﻹرادة اﻟﺑﺎطﻧﺔ أم اﻟظﺎﻫرة ؟‬

‫وﺿـ ـ ـﺣﻪ " أﻧـــــور اﻟﺳـــــﻠطﺎن " ﻓﯾ ـ ــرى ﺑ ـ ــﺄن اﻹﻋﺗ ـ ــداد ﺑ ـ ــﺎﻹرادة اﻟﺑﺎطﻧ ـ ــﺔ و ﻣ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــد‬
‫ﺣﺳ ـ ــب ﻣ ـ ــﺎ ّ‬
‫اﻟﻧﯾ ـ ـ ـﺔ ﻗـ ـ ــد ﯾﻧﺗﻬـ ـ ــﻲ إﻟـ ـ ــﻰ إﻓﺗ ـ ـ ـراض إرادة ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن ﻏﯾ ـ ـ ـر‬
‫ﺗـ ـ ــؤدى إﻟﯾـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـن وﺟـ ـ ــوب اﻟﺑﺣـ ـ ــث ﻋـ ـ ــن ّ‬
‫إرادﺗﻬﻣـ ـ ــﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾـ ـ ــﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻘﺻـ ـ ــود ﺑـ ـ ــﺎﻹرادة اﻟﻣﺷـ ـ ــﺗرﻛﺔ ﻫـ ـ ــﻲ اﻹرادة اﻟﻣﻣﻛـ ـ ــن اﻟﺗﻌـ ـ ــرف ﻋﻠﯾﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫـ ـ ــذﻩ‬
‫ﺗﺗﺣـ ــدد ﺑﻣـ ــﺎ ﯾﻣﻛـ ــن أن ﯾﻔﻬﻣـ ــﻪ ﻛـ ــل ﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﻣـ ــن اﻟﺗﻌﺑﯾـ ــر اﻟﻣوﺟـ ــﻪ إﻟﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻵﺧـ ــر وﻓﻘـ ــﺎ‬

‫)‪(132‬‬
‫– ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 138 .‬‬

‫)‪(133‬‬
‫– إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف‪ ،‬ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺑﺣث اﻷول‪ ،‬أﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘد ‪ ،‬ج‪، 2.‬ﻣﻔﺎﻋﯾل اﻟﻌﻘد ‪ ،‬ط‪ 2.‬د‪.‬‬
‫د‪ .‬ن‪ .‬د‪ .‬ب‪ .‬ن‪ ،1998 .‬ص ص‪. 118 – 117 .‬‬

‫)‪(134‬‬
‫‪ -‬إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ‪. 222 – 221.‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﻟﻠظـ ـ ــروف اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾﻌﻠﻣﻬـ ـ ــﺎ أو ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﻔـ ـ ــروض اﻟﻌﻠـ ـ ــم ﺑﻬـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟوﻗـ ـ ــت اﻟـ ـ ــذي اﺗﺻـ ـ ــل ﺑﻌﻠﻣـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ــذا‬
‫)‪(135‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻌﺑﯾر‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﺷك ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ‬

‫» ﯾــــــــؤول‬ ‫ﻧ ـ ـ ــص اﻟﻣﺷـ ـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ـ ـ ــري ﻓـ ـ ـ ــﻲ م ‪ 1/112‬ق‪.‬م ج ﺑﺻ ـ ـ ـ ـراﺣﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ـ ــﻪ‪:‬‬
‫اﻟﺷــــك ﻓــــﻲ ﻣﺻــــﻠﺣﺔ اﻟﻣــــدﯾن ‪ « ...‬ﺣﯾـ ـث ﯾﻔﻬ ــم ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻧ ــص ﻫ ــذﻩ اﻟﻣ ــﺎدة ‪ ،‬أﻧ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ‬
‫ﻗﯾـ ـ ــﺎم اﻟﺷـ ـ ــك ﯾﺟـ ـ ــب أن ﯾؤﺧـ ـ ــذ ﺑﻌـ ـ ــﯾن اﻹﻋﺗﺑـ ـ ــﺎر ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ‪ ،‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ أﺳـ ـ ــﺎس أن اﻟﻣـ ـ ــدﯾن‬
‫اﻷﺻ ـ ــل ﻓﯾ ـ ــﻪ ﺑـ ـ ـراءة اﻟذﻣ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻹﻟﺗـ ـ ـزام إﻟ ـ ــﻰ أن ﯾﻘ ـ ــﯾم اﻟ ـ ــدﻟﯾل ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﻛ ـ ــس ذﻟ ـ ــك ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا ﻋﺟ ـ ــز‬
‫أن اﻷدﻟـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻘـ ــدم ﺑﻬـ ــﺎ ﻹﺛﺑـ ــﺎت اﻟﺣـ ــق اﻟـ ــذي ﯾدﻋﯾـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻏﯾـ ــر ﻛﺎﻓﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟـ ــداﺋن أو ّ‬
‫)‪(136‬‬
‫‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺣﻛم ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣدﯾن‬ ‫ﻧظر اﻟﻘﺎﺿﻲ‬

‫و ﻗﺎﻋـ ــدة ﺗﻔﺳـ ــﯾر اﻟﺷـ ــك ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻫـ ــﻲ ﻗﺎﻋـ ــدة ﻻ ﺗطﺑـ ــق ّإﻻ ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﺻـ ــﻌوﺑﺔ اﻟﻛﺷـ ــف‬
‫ﻷن ﺑوﺟـ ــود اﻟﺷـ ــك ﯾﺻـ ــﻌب ﺗـ ــرﺟﯾﺢ ﻣﻌﻧـ ــﻰ ﻓﯾـ ــﻪ ﻋـ ــن اﻷﺧـ ــر‬
‫ﻋـ ــن اﻹرادة اﻟﻣﺷـ ــﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن‪ّ ،‬‬
‫)‪(137‬‬
‫‪.‬‬

‫و ﺗطﺑ ــق ﻫ ــذﻩ اﻟﻘﺎﻋ ــدة ﺳـ ـواء ﺗﻌﻠ ــق اﻷﻣ ــر ﺑﻌﻘ ــد ﻣ ــن اﻟﻌﻘ ــود اﻟﻣﻠزﻣ ــﺔ ﻟﺟﺎﻧ ــب واﺣ ــد ‪ ،‬أم ﺑﻌﻘ ــد‬
‫ﻣ ـ ــن اﻟﻌﻘ ـ ــود اﻟﻣﻠزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﺟ ـ ــﺎﻧﺑﯾن ‪ ،‬ﻟﻛ ـ ــن ﻻ ﺗطﺑ ـ ــق ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻘ ـ ــود اﻹذﻋ ـ ــﺎن ﻷ ّن اﻟﺷ ـ ــك‬
‫ﯾﻔﺳـ ـ ــر ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟطـ ـ ــرف اﻟﻣـ ـ ــذﻋن ﺳ ـ ـ ـواء ﻛـ ـ ــﺎن داﺋﻧ ـ ـ ـﺎً أو ﻣـ ـ ــدﯾﻧﺎ‪ ،‬و ﻫـ ـ ــذا ﻣـ ـ ــﺎ ورد ﻓـ ـ ــﻲ ﻧـ ـ ــص م‬
‫‪ 2/112‬ﻣن ق‪.‬م‪ .‬ج ‪:‬‬

‫ﻏﯾــــر أﻧــــﻪ ﻻ ﯾﺟــــوز أن ﯾﻛــــون ﺗﺄوﯾــــل اﻟﻌﺑــــﺎرات اﻟﻐﺎﻣﺿــــﺔ ﻓــــﻲ ﻋﻘــــود اﻹذﻋــــﺎن ﺿــــﺎ ار‬ ‫»‬
‫)‪(138‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣذﻋن «‬

‫)‪(135‬‬
‫– أﻧور اﻟﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 223 .‬‬
‫)‪(136‬‬
‫– ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 140 .‬‬

‫)‪(137‬‬
‫– أﻧور اﻟﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪. 227 .‬‬
‫)‪(138‬‬
‫– أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫و ﺗﺳﺗﻧد ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻋﻠﻰ أﺳس ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ و ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ‪:‬‬

‫_ ﺑراءة اﻟذﻣﺔ‬

‫_اﻟداﺋن ﻫو اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻹﻟﺗزام‬

‫أن اﻟداﺋن ﻫو اﻟذي ﯾﻣﻠﻲ ﺷروط اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾن )‪.(139‬‬

‫_و ّ‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣدود اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد‬

‫إذا ﻣـ ــﺎ ﺗﺣـ ــدد ﻧطـ ــﺎق اﻟﻌﻘـ ــد ﻋـ ــن طرﯾـ ــق ﺗﻔﺳـ ــﯾرﻩ و ﺗﻛﻣﻠﺗـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻧﺣـ ــو اﻟﻣﺗﻘـ ــدم ‪ ،‬ﻛـ ــﺎن ﻫـ ــذا‬
‫اﻟﻧطـ ــﺎق ﻫـ ــو ﻣﺟﻣـ ــوع ﻟﻺﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻧﺷ ـ ـﺄ ﻋﻧـ ــﻪ ‪ ،‬و وﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــن ﯾﻘـ ــﻊ ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن اﻟط ـ ـرﻓﯾن‬
‫إﻟﺗـ ـ ـزام ﻣ ـ ــن اﻹﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻩ ﻛ ـ ــﺎﻣﻼ‪ ،‬و ﻫ ـ ــذﻩ ﻫ ـ ــﻲ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة اﻟﻌﺎﻣـ ـ ـﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻧ ـ ــص ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ اﻟﻣﺷ ـ ــرع‬
‫اﻟﺟ ازﺋ ـ ــري ﻓ ـ ــﻲ م ‪ 106‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﻧص أﻧ ـ ــﻪ ‪ » :‬اﻟﻌﻘـــــد ﺷـــــرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــــدﯾن ‪ ،‬ﻓـــــﻼ‬
‫ﯾﺟوز ﻧﻘﺿﻪ و ﻻ ﺗﻌدﯾﻠﻪ إﻻّ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن أو ﻟﻸﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﯾﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون« )‪.(140‬‬

‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـﺎدة ّأﻧ ـ ـﻪ ﯾ ـ ـرد ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﺎﻋـ ــدة اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ و اﻟﺗـ ــﻲ ﻧﻘﺻـ ــد ﺑﻬـ ــﺎ ﺑـ ــﺄن‬
‫اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ‪،‬اﺳ ـ ــﺗﺛﻧﺎءات أﻫﻣﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﺗﻘﺗﺿ ـ ــﻲ ﺑ ـ ــﻪ ﻧظرﯾ ـ ــﺔ اﻟظ ـ ــروف اﻟطﺎرﺋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن‬
‫ﺟواز ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد‪.‬‬

‫و ﻓﯾﻣـ ــﺎ ﯾﻠـ ــﻲ ﺳـ ــوف ﻧﺗﻌـ ــرض ﻓـ ــﻲ اﻟﻔـ ــرع اﻷول إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﺑـ ــدأ اﻟﻌـ ــﺎم ‪ ،‬و ﻓـ ــﻲ اﻟﻔـ ــرع اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ إﻟـ ــﻰ‬
‫اﻹﺳﺗﺛﻧﺎء‪.‬‬

‫)‪(139‬‬
‫– وﻟﯾد ﺻﺎﻟﺢ ﻣرﺳﻲ رﻣﺿﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 168 .‬‬

‫)‪(140‬‬
‫– أﻣر رﻗم ‪ ، 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‬

‫ﺳ ـ ــﻧﺗطرق ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﻔ ـ ــرع إﻟ ـ ــﻰ ﺗﺑﯾ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــﺎ اﻟﻣﻘﺻ ـ ــود ﺑﻬ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة و ﺳ ـ ــوف ﻧﺗﻌ ـ ــرض إﻟ ـ ــﻰ‬
‫ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫ﯾﻘﺻ ـ ـ ــد ﺑﻣﺿ ـ ـ ــﻣون ﻧ ـ ـ ــص اﻟﻣـ ـ ـ ـﺎدة ‪ 106‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ‪ -‬اﻟﺳ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــذﻛر ‪ -‬أي ﺑﻘﺎﻋ ـ ـ ــدة‬
‫أن اﻟﻌﻘ ــد ﻫ ــو اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻹﺗﻔ ــﺎﻗﻲ اﻟ ــذي ﯾﻠﺗـ ـزم ﺑ ــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن‪ ،‬ﻓﻬ ــو ﯾﻘ ــوم‬
‫اﻟﻌﻘ ــد ﺷـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـدﯾن‪ّ ،‬‬
‫ﻣﻘ ـ ــﺎم اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧظ ـ ــﯾم اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت اﻟﻌﻘدﯾ ـ ــﺔ أي أن اﻹاردة اﻟﻣﺷ ـ ــﺗرﻛﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ أﻧﺷ ـ ــﺄت اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻫ ـ ــﻲ‬
‫)‪(141‬‬
‫‪ ،‬و ﻟﻔﻬ ـ ــم ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة‬ ‫وﺣ ـ ــدﻫﺎ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺳ ـ ــﺗطﯾﻊ إﻧﻬ ـ ــﺎء أو ﺗﻌ ـ ــدﯾل اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗوﻟ ـ ــدة ﻋﻧ ـ ــﻪ‬
‫أﻛﺛر ﻻﺑد ﻣن أن ﻧﻘف ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻋدم ﺟواز ﻧﻘض أو ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد إﻻ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف‬

‫ﯾﺗﺿـ ـ ــﺢ ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﻧـ ـ ــص اﻟﻣـ ـ ــﺎدة ‪ 106‬ﻣـ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــﺑق ذﻛرﻫـ ـ ــﺎ ‪ّ ،‬أﻧ ـ ـ ـﻪ ﻟـ ـ ــﯾس‬
‫ﻷﺣـ ـ ــد أن ﯾﺳـ ـ ــﺗﻘل أو ﯾﻧﻔـ ـ ــرد ﺑـ ـ ــﻧﻘض اﻟﻌﻘـ ـ ــد أو ﺗﻌدﯾﻠـ ـ ــﻪ ّإﻻ أن ﯾﻛـ ـ ــون ﻗـ ـ ــد أذن ﻟـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـذﻟك اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد‬
‫اﻷﺧر‪ ،‬و ﻗﺎﻋدة اﺣﺗرام ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘد ﻻ ﺗﻠزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻓﻘط ﺑل و اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻛذﻟك )‪.(142‬‬

‫إذن ﻣن ﺑﯾن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﻧﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻫذا اﻟﻣﻘﺗﺿﻰ ‪:‬‬

‫أن اﻟﻌﻘـ ـ ــد إذا ﻧﺷـ ـ ــﺄ ﺻـ ـ ــﺣﯾﺣﺎً إﻟﺗـ ـ ــزم ﻛـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن طرﻓﯾـ ـ ــﻪ ﺑﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذﻩ و ﻻ ﯾﺳـ ـ ــﺗطﯾﻊ أي ﻣﻧﻬﻣ ـ ـ ـﺎ أن‬
‫‪ّ -1‬‬
‫ﯾﺗﺣﻠل ﻣﻧﻪ ﺑﺈرادﺗﻪ اﻟﻣﻧﻔردة إﻻّ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫)‪(141‬‬
‫– ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 248 .‬‬

‫)‪(142‬‬
‫– أﻧور اﻟﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 232 .‬‬

‫‪55‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫‪ -2‬ﯾﺟ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ أن ﻻ ﯾﺧـ ــرج ﻋﻠ ــﻰ ﻗـ ــﺎﻧون اﻟﻌﻘـ ــد ﻓﯾ ــﻧﻘض ﻣـ ــﺎ اﺗﻔ ــق ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدان أو‬
‫)‪(143‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﻌدل ﻓﻲ ﻣدى إﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬم إﻻّ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ أﺟﺎز ﻟﻪ اﻟﻣﺷرع ذﻟك‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺑﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ‬

‫ﺗ ـ ــﻧص ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻫ ـ ــذا اﻟﻣﺑ ـ ــدأ م ‪ 1/107‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ‪ » :‬ﯾﺟـــــب ﺗﻧﻔﯾـــــذ اﻟﻌﻘـــــد طﺑﻘـــــﺎ ﻟﻣـــــﺎ‬
‫)‪(144‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﻪ و ﺑﺣﺳن اﻟﻧﯾﺔ‪« .‬‬

‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﻧـ ــص ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــﺎدة أﻧـ ــﻪ ﯾﺟـ ــب أن ﯾـ ــﺗم ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﻘـ ــد ﺑﺣﺳـ ــن اﻟﻧﯾـ ــﺔ و ﯾﻌﺗﺑـ ــر ﻫـ ــذا‬
‫اﻟﻣﺑـ ــدأ واﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﺟﻣﯾـ ــﻊ اﻟﻌﻘـ ــود ‪ ،‬و ﻧﺟـ ــد أن ﻣﺑـ ــدأ ﺣﺳـ ــن اﻟﻧﯾـ ــﺔ ﻟـ ــﯾس ﻟـ ــﻪ ﺗﻌرﯾـ ــف ﻣﺣـ ــدد ‪ّ ،‬إﻻ‬
‫اﻟﻧﯾ ـ ـﺔ اﻟﺻـ ــﺎدﻗﺔ‬
‫أﻧـ ــﻪ ﯾﻣﻛـ ــن اﻟﻘـ ــول ﺑﺄﻧﻬـ ــﺎ اﻟﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن اﻟﻘﺻـ ــد اﻟﺳـ ـ ّـﯾﺊ ‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧـ ــﻰ آﺧـ ــر أﻧﻬـ ــﺎ ّ‬
‫اﻟﺻـ ـ ـ ـرﯾﺣﺔ و اﻟﺣﺳ ـ ـ ــﻧﺔ و ﻫ ـ ـ ــو ﻣﻔﻬ ـ ـ ــوم واﺳ ـ ـ ــﻊ ﯾﻌﺑ ـ ـ ــر ﻋ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ــل إﺣﺳ ـ ـ ــﺎس ﺑﺎﻷﻣﺎﻧ ـ ـ ــﺔ و اﺳ ـ ـ ــﺗﻘﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﺿﻣﯾر )‪.(145‬‬

‫و ﺣﺳـ ــن اﻟﻧﯾـ ــﺔ إﻣـ ــﺎ أن ﯾﻛـ ــون اﯾﺟﺎﺑﯾـ ــﺎ ﻛـ ــﺈﺑﻼغ اﻟﻣـ ــؤﻣن ﻟـ ــﻪ ﺷـ ــرﻛﺔ اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن ﺑﻛـ ــل واﻗﻌـ ــﺔ ﻣـ ــن‬
‫ﺷـ ــﺄﻧﻬﺎ أن ﺗزﯾـ ــد اﻟﻣﺧـ ــﺎطر ‪ ،‬أو ﺳـ ــﻠﺑﯾﺎً و ﯾﺗﺣﻘـ ــق ذﻟـ ــك ﻣـ ــﺛﻼ ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﯾﻛـ ــف اﻟﺷـ ــﺧص ﻋـ ــن ﻣﺑﺎﺷ ـ ـرة‬
‫أي ﻋﻣـ ـ ــل ﯾﺗﻧـ ـ ــﺎﻓﻰ ﻣـ ـ ــﻊ اﻟﻘﺻـ ـ ــد اﻟﺳـ ـ ــﯾﺊ ‪ ،‬ﻛـ ـ ــﺄن ﯾﻌـ ـ ــرض اﻟﻌﻘـ ـ ــﺎر ﻣﺣـ ـ ــل اﻟﺗـ ـ ــﺄﻣﯾن ﺿـ ـ ــد اﻟﺣرﯾـ ـ ــق‬
‫ﻟﻣﺻ ـ ـ ــﺎدر اﻟﻧﯾـ ـ ـ ـران إﻣ ـ ـ ــﺎ ﻋﻣ ـ ـ ــداً أو إﻫﻣ ـ ـ ــﺎﻻً و ﻣﺛ ـ ـ ــﺎل آﺧ ـ ـ ــر ﺣﯾ ـ ـ ــث ﯾﻠﺗ ـ ـ ــزم اﻟﻣﺳ ـ ـ ــﺗﺄﺟر ﺑﺈﺧط ـ ـ ــﺎر‬
‫اﻟﻣؤﺟر ﺑﻛل أﻣر ﯾﺳﺗوﺟب ﺗدﺧﻠﻪ ﻣﺛل ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة إﻟﻰ إﺻﻼﺣﺎت ﻋﺎﺟﻠﺔ )‪.(146‬‬

‫)‪ – (143‬ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ﺳﻌد‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ؛ ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪2001‬‬
‫ص ص ‪. 239 – 238 .‬‬

‫)‪(144‬‬
‫– أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫)‪(145‬‬
‫_ أﻧور اﻟﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 233 .‬‬

‫وأﯾﺿﺎ _ ﻣﻧذر اﻟﻔﺿل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 210 .‬‬

‫)‪(146‬‬
‫– ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 370 .‬‬

‫‪56‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‬

‫ﺗـ ـ ـ ـ ــﻧص م ‪ 3/ 107‬ﻣـ ـ ـ ـ ــن ق‪ .‬م‪ .‬ج ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ أﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ‪ » :‬ﻏﯾــــــــــر أن إذا طــــــــــرأت ﺣــــــــــوادث‬
‫اﺳــــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﺎﻣــــﺔ ﻟــــم ﯾﻛــــن ﻓــــﻲ اﻟوﺳــــﻊ ﺗوﻗﻌﻬــــﺎ و ﺗرﺗــــب ﻋﻠــــﻰ ﺣــــدوﺛﻬﺎ أن ﺗﻧﻔﯾــــذ اﻻﻟﺗــــزام‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻗـــدي ‪ ،‬و إن ﻟـــم ﯾﺻـــﺑﺢ ﻣﺳـــﺗﺣﯾﻼ ‪ ،‬ﺻـــﺎر ﻣرﻫﻘـــﺎ ﻟﻠﻣـــدﯾن ﺑﺣﯾـــث ﯾﻬـــددﻩ ﺑﺧﺳـــﺎرة ﻓﺎدﺣـــﺔ‬
‫‪ ،‬ﺟــــﺎز ﻟﻠﻘﺎﺿــــﻲ ﺗﺑﻌــــﺎ ﻟﻠظــــروف و ﺑﻌــــد ﻣراﻋــــﺎة ﻟﻣﺻــــﻠﺣﺔ اﻟطــــرﻓﯾن أن ﯾــــرد اﻻﻟﺗــــزام اﻟﻣرﻫــــق‬
‫إﻟﻰ أﺣد اﻟﻣﻌﻘول ‪ ،‬و ﯾﻘﻊ ﺑﺎطﻼ ﻛل اﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك « )‪.(147‬‬

‫ﯾﻘﺻ ـ ــد ﺑـ ـ ــﺎﻟظروف اﻟطﺎرﺋ ـ ــﺔ ﺗﻠـ ـ ــك اﻟوﻗ ـ ــﺎﺋﻊ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗﺣـ ـ ــدث ﺑﻌ ـ ــد اﻧﻌﻘـ ـ ــﺎد اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻓﺗﺟﻌـ ـ ــل ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ‬
‫إﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت أﺣـ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن ﻣرﻫﻘ ـ ـ ـﺎً ﯾﻬـ ـ ــددﻩ ﺑﺧﺳـ ـ ــﺎرة ﻓﺎدﺣـ ـ ــﺔ‪ ،‬و ﻟـ ـ ــﯾس اﻟﻣﻘﺻـ ـ ــود ﻣﻧـ ـ ــﻪ أن ﯾﺻـ ـ ــﺑﺢ‬
‫ﻷن اﻹﻟﺗ ـ ـ ـزام اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﺣﯾل ﯾ ـ ــؤدي إﻟـ ـ ــﻰ اﻧﻘﺿـ ـ ــﺎء اﻻﻟﺗ ـ ـ ـزام وﯾﺗرﺗـ ـ ــب ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ‬
‫ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻹﻟﺗ ـ ـ ـزام ﻣﺳـ ـ ــﺗﺣﯾﻼ ّ‬
‫ﺗﻌـ ــذر اﻟوﻓـ ــﺎء ﻛﻠﯾـ ــﺎ ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ إذا ظـ ــل اﻟوﻓـ ــﺎء ﻣﻣﻛﻧـ ــﺎ ٕوان أﺻـ ــﺑﺢ ﻣرﻫﻘـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻻ ﯾﻧﻘﺿـ ــﻲ وﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﯾﺟـ ـ ــوز ﺗطﺑﯾـ ـ ــق ﻧظرﯾـ ـ ــﺔ اﻟظـ ـ ــروف اﻟطﺎرﺋـ ـ ــﺔ واﻻﺳـ ـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ ﯾﻔﺗـ ـ ــرض ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ أﻧﻬـ ـ ــﺎ ﻧﺷـ ـ ــﺄت ﺑﻌـ ـ ــد‬
‫ﻧﺷ ـ ــوء اﻻﻟﺗـ ـ ـزام ﻻ ﻗﺑﻠ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﺎﻻﻟﺗزام ﻻ ﯾﻧﺷ ـ ــﺄ إذا ﻛ ـ ــﺎن ﻣﺣﻠ ـ ــﻪ ﻣﻧ ـ ــذ اﻟﺑداﯾ ـ ــﺔ ﻣﺳ ـ ــﺗﺣﯾﻼ ‪ ،‬وﺗﻘﺗﺿ ـ ــﻲ أن‬
‫)‪(148‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻹﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ أو ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﯾﺟب ﻓﯾﻪ ﺗﻧﻔﯾذﻩ‬

‫و ﻗ ـ ــد ﺧ ـ ــول اﻟﻣﺷ ـ ــرع ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﻠطﺔ ﺗﻌ ـ ــدﯾل اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻋﻧ ـ ــد ﺗﺣﻘ ـ ــق اﻟظ ـ ــروف اﻟطﺎرﺋ ـ ــﺔ ﻹﻋ ـ ــﺎدة‬
‫اﻟﺗـ ـ ـوازن ﻟﻣ ـ ــﺎ ﯾﺣﻘ ـ ــق ﻣ ـ ــن ﻋداﻟﺗ ـ ــﻪ و اﺳ ـ ــﺗﻣرار ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻩ و ﯾﺗﻣﺛ ـ ــل ﺗﻌ ـ ــدﯾل اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ رد اﻹﻟﺗـ ـ ـزام‬
‫اﻟﻣرﻫق إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟﻣﻌﻘول )‪.(149‬‬

‫و ﺳوف ﻧوﺿﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ‪ ،‬و ﺗﺑﯾﺎن أﺛرﻫﺎ ‪.‬‬

‫)‪(147‬‬
‫– أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪.‬‬

‫)‪(148‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.386 ، 385 .‬‬

‫)‪(149‬‬
‫– ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 98‬‬

‫‪57‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‬

‫ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﯾـ ـ ــﺗﻣﻛن اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــن ﺗطﺑﯾـ ـ ــق ﻧظرﯾـ ـ ــﺔ اﻟظـ ـ ــروف اﻟطﺎرﺋـ ـ ــﺔ طﺑﻘـ ـ ــﺎ ﻷﺣﻛـ ـ ــﺎم م ‪3/107‬‬
‫ﻣن ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﯾﺟب ﺗوﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻟﻣﺣددة أﻫﻣﻬﺎ ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬ﺗراﺧﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‬

‫ﯾﻘﺻـ ـ ــد ﺑﺎﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻣﺗ ارﺧ ـ ـ ـﻰ ذﻟـ ـ ــك اﻟﻌﻘـ ـ ــد ذات اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﻣر‪ ،‬أي أن ﺗﻛـ ـ ــون ﻫﻧـ ـ ــﺎك ﻣـ ـ ــدة‬
‫زﻣﻧﯾـ ــﺔ ﻣـ ــن ﺗـ ــﺎرﯾﺦ اﻧﻌﻘـ ــﺎد اﻟﻌﻘـ ــد و ﺗـ ــﺎرﯾﺦ ﻧﻔـ ــﺎذﻩ )‪ ،(150‬و ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﻧﺟـ ــدﻩ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــود اﻟزﻣﻧﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﺗﻘﺗﺿـ ـ ــﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬـ ـ ــﺎ أن ﯾﻣـ ـ ــر ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذﻫﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣ ارﺣـ ـ ــل ﻣﺗﺗﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ ﻋﺑـ ـ ــر اﻟـ ـ ــزﻣن ﺳ ـ ـ ـواء ﻛﺎﻧـ ـ ــت ﻣﺳـ ـ ــﺗﻣرة‬
‫)‪(151‬‬
‫‪ ،‬و ﯾﺷ ـ ـ ــﺗرط أﻻ ﯾﻛ ـ ـ ــون ﺗ ارﺧـ ـ ـ ـﻲ‬ ‫اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ـ ــذ ﻛﻌﻘ ـ ـ ــد اﻹﯾﺟ ـ ـ ــﺎر أو دورﯾ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ـ ــذ ﻛﻌﻘ ـ ـ ــد اﻟﺗورﯾ ـ ـ ــد‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻧﺎﺗﺟﺎً ﻋن ﺧطﺄ اﻟﻣدﯾن ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز إﻓﺎدﺗﻪ ﻣن إﻫﻣﺎﻟﻪ ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬وﺟود ﺣوادث اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬

‫ﯾﻘﺻـ ـ ــد ﺑﺎﻟﺣـ ـ ــﺎدث اﻹﺳـ ـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻫـ ـ ــو أن ﯾﻛـ ـ ــون ﻏﯾـ ـ ــر ﻋـ ـ ــﺎدي أو ﻏﯾ ـ ـ ـر ﻣـ ـ ــﺄﻟوف ﺣﯾـ ـ ــث ﯾﺷـ ـ ــﻣل‬
‫ﻣﻌﻧﺎﻫ ـ ــﺎ ﺣـ ـ ــدوث زﻟ ـ ـ ـزال أو ﺣ ـ ــرب أو ﻓﯾﺿـ ـ ــﺎن‪ ، ...‬ﻣﻣـ ـ ــﺎ ﯾؤﻛـ ـ ــد ﻟﻧ ـ ــﺎ أن ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺣ ـ ـ ـوادث ﯾﺟـ ـ ــب أن‬
‫ﺗﺗّﺳـ ـ ــم ﺑﺎﻟطـ ـ ــﺎﺑﻊ اﻹﺳـ ـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ أي ﯾﻛـ ـ ــون وﻗوﻋﻬـ ـ ــﺎ أﻣـ ـ ــر ﻧـ ـ ــﺎدر‪ ،‬و ﯾﻛـ ـ ــون اﻟﺣـ ـ ــﺎدث ﻋـ ـ ــﺎم إذا اﺷـ ـ ــﺗﻣل‬
‫طﺎﺋﻔﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻟﻧﺎس ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ ﻧﻔس اﻹﻗﻠﯾم )‪.(152‬‬

‫)‪(150‬‬
‫– ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﺟﻣﺎل ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪،‬د‪.‬ط ؛ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟدار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪1999‬‬
‫ص‪. 312 .‬‬

‫)‪(151‬‬
‫– ﺧدﯾﺟﺔ ﻓﺎﺿل ‪ ،‬ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻓرع‬
‫اﻟﻌﻘود و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ، 2001 / 2000‬ص‪. 77 .‬‬

‫)‪(152‬‬
‫– ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﺟﻣﺎل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 312 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣروان ﻛﺳﺎب ‪ ،‬اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪ ، 2000‬ص‪. 141 .‬‬

‫‪58‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬ﻋدم ﺗوﻗﻊ اﻟﺣﺎدث اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‬

‫ﯾﻘﺻـ ـ ــد ﺑـ ـ ــﺄن ﯾﻛـ ـ ــون اﻟﺣـ ـ ــﺎدث ﻏﯾـ ـ ــر ﻣﺗوﻗـ ـ ــﻊ أن ﻻ ﯾﻛـ ـ ــون ﻓـ ـ ــﻲ اﻟوﺳـ ـ ــﻊ ﺗوﻗﻌـ ـ ــﻪ وﻗـ ـ ــت اﻟﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد‬
‫)‪(153‬‬
‫‪ ،‬إذا ﻣـ ــﺎ وﺟـ ــد ﻓـ ــﻲ ذات اﻟظـ ــروف اﻟﺗـ ــﻲ‬ ‫و ﺗﻛـ ــون اﻟﻌﺑ ـ ـرة ﺑـ ــذﻟك ﺑﺄﺧـ ــذ ﻣﻌﯾـ ــﺎر اﻟرﺟـ ــل اﻟﻌـ ــﺎدي‬
‫وﺟـ ــد ﻓﯾﻬـ ــﺎ اﻟﻣـ ــدﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد وﻗـ ــت اﻟﺗﻌﺎﻗـ ــد )‪ ،(154‬و ﻧﺟـ ــد أن ﺷـ ــرط ﻋـ ــدم اﻟﺗوﻗـ ــﻊ ﯾﻐﻧـ ــﻰ ﻋـ ــن ﻛوﻧـ ــﻪ‬
‫اﺳـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻷ ّن اﻟﺣـ ــﺎدث اﻻﺳـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﻗـ ــد ﯾﻛـ ــون ﻣﺗوﻗﻌـ ــﺎ و ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك ﻓـ ــﺈن اﻟﺣـ ــﺎدث ﻏﯾـ ــر اﻟﻣﺗوﻗـ ــﻊ‬
‫ﻻﺑـ ـ ّـد أن ﯾﻛـ ــون اﺳـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ و إ ّﻻ ﻓـ ــﻼ ﺟـ ــدوى ﻣـ ــن ذﻛ ـ ـرﻩ ﻛﺷـ ــرط ﻟﺗطﺑﯾـ ــق ﻧظرﯾـ ــﺔ اﻟظـ ــروف اﻟطﺎرﺋـ ــﺔ‬
‫)‪.(155‬‬

‫د ‪ /‬ﺟﻌل اﻻﻟﺗزام ﻣرﻫﻘﺎ ﻟﻠﻣدﯾن و ﻟﯾس ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‬

‫و ﻫ ـ ـ ــذا طﺑﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣ ـ ـ ــﺎ ﻧﺻ ـ ـ ــت ﻋﻠﯾ ـ ـ ــﻪ م ‪ 3/107‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ‪-‬اﻟﺳ ـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟ ـ ـ ــذﻛر‪ -‬ﻓﯾﺟ ـ ـ ــب أن‬
‫ﯾﻛ ـ ــون اﻟﺣ ـ ــﺎدث اﻻﺳ ـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﻲ ﯾﻬ ـ ــدد اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﺑﺧﺳ ـ ــﺎرة ﻓﺎدﺣـ ـ ــﺔ ﻣﻣ ـ ــﺎ ﯾ ـ ــؤدي إﻟ ـ ــﻰ إرﻫ ـ ــﺎق ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ‬
‫اﻟﺗزاﻣﻪ دون اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة )‪.(156‬‬

‫ﻛﺛﯾـ ــر ﻣﻧـ ــﺎ ﻻ ﯾﻔـ ــرق ﺑـ ــﯾن اﻟﺣـ ــﺎدث اﻟطـ ــﺎرئ و اﻟﻘـ ــوة اﻟﻘـ ــﺎﻫرة ‪ ،‬ﻓﻬﻣـ ــﺎ ﯾﺷـ ــﺗرﻛﺎن ﻓـ ــﻲ ﺧﺎﺻـ ــﯾﺔ‬
‫ﻋ ـ ــدم إﻣﻛ ـ ــﺎن اﻟﺗوﻗ ـ ــﻊ و ﻋ ـ ــدم إﻣﻛ ـ ــﺎن اﻟ ـ ــدﻓﻊ إ ّﻻ أﻧﻬﻣ ـ ــﺎ ﯾﺧﺗﻠﻔ ـ ــﺎن ﻓ ـ ــﻲ اﻷﺛ ـ ــر اﻟﻘ ـ ــﺎﻧوﻧﻲ اﻟ ـ ــذي ﯾ ـ ــﻧﺟم‬

‫)‪(153‬‬
‫– اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻣﻌﯾﺎر اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي ﻫو ذﻟك اﻟرﺟل اﻟﻣﺗوﺳط ﻓﻲ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣن ذﻛﺎء و ﺣﺳن اﻟﺗﻘدﯾر و اﻫﺗﻣﺎم ﺑﻣﺻﺎﻟﺣﻪ‬
‫ﻓﻣﺎ ﯾوﻟﯾﻪ ﻫذا اﻟرﺟل ﻣن اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﻹﻟﺗزاﻣﻪ ﯾﻛون ﻫو اﻟﻘدر اﻟﻣطﻠوب ﻣن اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ أداء إﻟﺗزاﻣﻪ ﻣﺛﻼً إﻟﺗزام اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﯾن اﻟﻣؤﺟرة‪ ،‬ﻓﻌﻠﯾﻪ ﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ اﻟرﺟل اﻟﻣﻌﺗﺎد ‪ _ .‬أﻧظر ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ و اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ د‪ .‬د‪ .‬ن‪ .‬د‪ .‬ب‪ .‬ن‪ ، 2003، .‬ص‪.467.‬‬

‫)‪(154‬‬
‫– ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﺟﻣﺎل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 319 .‬‬

‫)‪(155‬‬
‫– ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ‪ ،‬ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑن ﻋﻛﻧون ‪ ، 1996‬ص‪. 57 .‬‬

‫)‪(156‬‬
‫– ﺧدﯾﺟﺔ ﻓﺎﺿل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 81 .‬‬

‫‪59‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫أن اﻟﻘـ ــوة اﻟﻘـ ــﺎﻫرة ﺗـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ اﻧﻘﺿـ ــﺎء اﻟﻣوﺟـ ــب ﺑﺣﯾـ ــث ﺗرﺗﻔـ ــﻊ ﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ‬
‫ﻋـ ــن ﻛـ ــل ﻣﻧﻬﻣـ ــﺎ ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ّ‬
‫اﻟﻣ ــدﯾن ﻟﻌ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ‪ ،‬أﻣ ــﺎ أﺛ ــر اﻟﺣ ــﺎدث اﻟط ــﺎرئ ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾـ ـوازن ﺑ ــﯾن اﻟﻣوﺟﺑ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺗـ ـﺄﺛر إﺣ ــدﻫﻣﺎ‬
‫ﻣـ ــن ﺟ ـ ـراء اﻹﺧـ ــﺗﻼل اﻟﻧـ ــﺎﺟم ﻋـ ــن اﻟﺣـ ــﺎدث اﻟطـ ــﺎرئ‪ ،‬و اﻹرﻫـ ــﺎق اﻟـ ــذي ﯾﻘـ ــﻊ ﻓﯾـ ــﻪ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ‬
‫إن اﻟﻣﻌﯾ ـ ــﺎر اﻟ ـ ــذي ﯾﺣ ـ ــدد ﻓﯾ ـ ــﻪ درﺟ ـ ــﺔ‬
‫اﻟظ ـ ــرف اﻟط ـ ــﺎرئ ﯾ ـ ــﺗم ﺗﺣدﯾ ـ ــدﻩ و ﻛ ـ ــذا اﻟﺧﺳ ـ ــﺎرة اﻟﻔﺎدﺣ ـ ــﺔ و ّ‬
‫اﻹرﻫـ ــﺎق ﻫـ ــو اﻟﻣﻌﯾـ ــﺎر اﻟﻣوﺿـ ــوﻋﻲ و اﻟـ ــذي ﻻ ﯾﻌﺗـ ــد ﻓﯾـ ــﻪ ﺷـ ــﺧص اﻟﻣـ ــدﯾن و ظروﻓـ ــﻪ اﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ و‬
‫إﻧﻣـ ــﺎ ﯾﻘﺗﺻـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺻـ ــﻔﻘﺔ اﻟﺗـ ــﻲ أﺑرﻣﻬـ ــﺎ اﻟﻣـ ــدﯾن‪ ،‬و ﯾﺗﺣﻘـ ــق اﻹرﻫـ ــﺎق إذا ﻛـ ــﺎن اﻟﻔـ ــرق ﻛﺑﯾ ـ ـ ار ﺑـ ــﯾن‬
‫)‪(157‬‬
‫و اﻟﻣﻌﯾ ـ ـ ــﺎر‬ ‫ﻗﯾﻣ ـ ـ ــﺔ اﻹﻟﺗـ ـ ـ ـزام اﻟﻣﺣ ـ ـ ــددة ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ـ ــد و ﻗﯾﻣ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘ ـ ـ ــد اﻟﻔﻌﻠﯾ ـ ـ ــﺔ ﻋﻧ ـ ـ ــد اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ـ ــذ‬
‫اﻟﻣوﺿـ ــوﻋﻲ ﯾﻘـ ــدر اﻹرﻫـ ــﺎق ﻓﯾـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ ﺿـ ــوء اﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت و اﻟﺣﻘـ ــوق اﻟﻧﺎﺟﻣـ ــﺔ ﻋـ ــن اﻟﻌﻘـ ــد ‪ ،‬ﻟﻛـ ــن‬
‫ﻧﺟـ ــد أن اﻟﻣﺷـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ــري ﻟـ ــم ﯾﺣـ ــدد ﻣﻘـ ــدار اﻹرﻫـ ــﺎق ﺑـ ــل اﻛﺗﻔـ ــﻰ ﻓﻘـ ــط ﺑـ ــذﻛر أن ﺗﻛـ ــون اﻟﺧﺳـ ــﺎرة‬
‫ﻓﺎدﺣ ـ ــﺔ و ﻫ ـ ــﻲ ﺗﻠﺣ ـ ــق اﻟﺷ ـ ــﺧص اﻟﻣ ـ ــدﯾن أي أن ﺗﻛـ ـ ــون ﻏﯾ ـ ــر ﻣﺄﻟوﻓ ـ ــﺔ و ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــوع ﻣ ـ ــن اﻟظﻠـ ـ ــم‬
‫ﻟﻠﻣدﯾن )‪.(158‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﺛر ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‬

‫ﻣﺗ ـ ــﻰ ﺗ ـ ــوﻓّرت اﻟﺷ ـ ــروط اﻷرﺑﻌ ـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻛ ـ ــﺎن ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﺗﺑﻌ ـ ــﺎ ﻟﻠظ ـ ــروف و ﺑﻌ ـ ــد اﻟﻣوازﻧ ـ ــﺔ‬
‫ﺑـ ــﯾن ﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟط ـ ـرﻓﯾن أن ﯾـ ــرد اﻹﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻣرﻫـ ــق إﻟـ ــﻰ اﻟﺣـ ــد اﻟﻣﻌﻘـ ــول ‪ ،‬و ﻟـ ــﻪ أن ﯾﻌـ ــدل اﻟﻌﻘـ ــد و‬
‫ﻛﻣﺎ ﻟﻪ أن ﯾﺧﺗﺎر ﺑﯾن أﻛﺛر ﻣن وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻬذا اﻟﺗﻌدﯾل ‪.‬‬

‫ﻓـ ــﺈذن ﻣﻬﻣـ ــﺔ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺗﻛﻣـ ــن ﻓـ ــﻲ إﻋـ ــﺎدة اﻟﺗ ـ ـوازن ‪ ،‬و ﺗوزﯾـ ــﻊ ﺗﺑﻌـ ــﺔ اﻟﺣـ ــﺎدث اﻟطـ ــﺎرئ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﻋـ ــﺎﺗق اﻟط ـ ـرﻓﯾن وﻓﻘـ ــﺎ ﻟﻣـ ــﺎ ﺗﻘﺿـ ــﻲ ﺑـ ــﻪ اﻟﻌداﻟـ ــﺔ و ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﺗﺗﻣﺛـ ــل ﺳـ ــﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﻧظرﯾـ ــﺔ‬
‫ﻓـ ــﻲ ‪ :‬وﻗـ ــف ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﻘـ ــد ﺣﺗـ ــﻰ ﯾـ ــزول اﻟطـ ــﺎرئ ‪ ،‬إﻧﻘـ ــﺎص إﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻣـ ــدﯾن اﻟﻣرﻫـ ــق ‪،‬و أﺧﯾ ـ ـ اًر زﯾـ ــﺎدة‬
‫إﻟﺗزام اﻟداﺋن ‪.‬‬

‫)‪(157‬‬
‫– ﺧدﯾﺟﺔ ﻓﺎﺿل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 82 .‬‬

‫)‪(158‬‬
‫– ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 59.‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 195 .‬‬

‫‪60‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ ﯾزول اﻟظرف اﻟطﺎرئ‬

‫ﯾﻠﺟ ـ ـﺄ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ إﻟـ ــﻰ ﻫـ ــذﻩ اﻟوﺳـ ــﯾﻠﺔ إذا ﻣـ ــﺎ ﻗـ ـ ّـدر أن اﻟظـ ــرف اﻟطـ ــﺎرئ ﻣؤﻗـ ــت و أّﻧ ـ ـﻪ ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫وﺷ ــك اﻟ ــزوال ﻓﯾ ــﺄﻣر ﺑوﻗ ــف ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد ﻟﻔﺗـ ـرة ﻣﺣ ــددة أو ﻏﯾ ــر ﻣﺣ ــددة ﺣﺗ ــﻰ ﯾ ــزول آﺛ ــﺎر اﻟظ ــرف‬
‫)‪(159‬‬
‫أن اﻟﻠﺟ ـ ـ ــوء إﻟ ـ ـ ــﻰ وﺳ ـ ـ ــﯾﻠﺔ اﻹﻧﻘ ـ ـ ــﺎص أو اﻟزﯾ ـ ـ ــﺎدة ﻗ ـ ـ ــد ﺗ ـ ـ ــؤدي إﻟ ـ ـ ــﻰ اﺧ ـ ـ ــﺗﻼل‬
‫‪ .‬أو ّ‬ ‫اﻟطـ ـ ــﺎرئ‬
‫اﻟﺗـ ـ ـوازن اﻻﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدي ﻟﻠﻌﻘـ ـ ــد ‪ ،‬و ﻣﺛـ ـ ــﺎل ذﻟـ ـ ــك أن ﯾﺗﻌﻬ ـ ــد ﻣﻘـ ـ ــﺎول ﺑﺈﻗﺎﻣـ ـ ــﺔ ﻣﺑﻧـ ـ ــﻰ و ﺗرﺗﻔـ ـ ــﻊ أﺳـ ـ ــﻌﺎر‬
‫ﻣـ ـ ـواد اﻟﺑﻧ ـ ــﺎء ارﺗﻔﺎﻋـ ـ ـﺎً ﻓﺎﺣﺷـ ـ ـﺎً ﺑﺳ ـ ــﺑب ﺣ ـ ــﺎدث ط ـ ــﺎرئ أدى إﻟ ـ ــﻰ وﻗ ـ ــف اﻹﺳ ـ ــﺗﯾراد ‪ ،‬ﻓﻌﻠ ـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ‬
‫ﻫﻧـ ــﺎ أن ﯾوﻗـ ــف ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﻌﻘـ ــد ﺣﺗ ـ ــﻰ ﯾـ ــزول أﺛـ ــر ﻫ ـ ــذا اﻟظـ ــرف طﺑﻘ ـ ــﺎ ﻟـ ــﻧص م ‪ 2/281‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬‬
‫ج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫» ﻏﯾـــر أﻧـــﻪ ﯾﺟـــوز ﻟﻠﻘﺿـــﺎة ﻧظـــ ار ﻟﻣرﻛـــز اﻟﻣـــدﯾن و ﻣراﻋـــﺎة ﻟﻠﺣﺎﻟـــﺔ اﻻﻗﺗﺻـــﺎدﯾﺔ ‪ ،‬أن ﯾﻣﻧﺣـــوا‬
‫آﺟـــﺎﻻ ﻣﻼﺋﻣـــﺔ ﻟﻠظـــروف ‪ ،‬دون أن ﺗﺗﺟـــﺎوز ﻫـــذﻩ اﻵﺟـــﺎل ﻣـــدة ﺳـــﻧﺔ و أن ﯾوﻗﻔـــوا اﻟﺗﻧﻔﯾـــذ ﻣـــﻊ‬
‫إﺑﻘﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣور ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ‪.(160) «.‬‬

‫ب ‪ /‬إﻧﻘﺎص إﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻟﻣرﻫق‬

‫ﻗـ ـ ــد ﯾـ ـ ــرى اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ أن أﻓﺿـ ـ ــل وﺳـ ـ ــﯾﻠﺔ ﻓـ ـ ــﻲ إﻋـ ـ ــﺎدة اﻟﺗ ـ ـ ـوازن ﺑـ ـ ــﯾن اﻟط ـ ـ ـرﻓﯾن ﻫـ ـ ــو اﻹﻧﻘـ ـ ــﺎص‬
‫و اﻹﻧﻘﺎص ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻛم ﻣن اﻹﻟﺗزام اﻟﻣرﻫق ‪ ،‬أو ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻛﯾف ‪.‬‬

‫‪ (1‬إﻧﻘﺎص اﻹ ﻟﺗزام ﻣن ﺣﯾث اﻟﻛم‬

‫اﻟﻣﺷــروﺑﺎت‬ ‫ﻣﺻــﻧﻊ‬ ‫ﻣﺛــﺎل ذﻟــك أن ﯾﺗﻌﻬــد ﺗــﺎﺟر ﺑﺗورﯾــد ﻛﻣﯾــﺔ ﻣــن اﻟﺑرﺗﻘــﺎل ﻷﺟــل‬
‫) اﻟﻌﺻ ــﺎﺋر( ﺑﺎﻟﺗﺳ ــﻌﯾرة اﻟرﺳ ــﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻓﯾﻘ ــﻊ ﺣ ــﺎدث ط ــﺎرئ ﯾﻧ ــﺗﺞ ﻋﻧ ــﻪ ﻗﻠ ــﺔ و ﻧ ــدرة اﻟﺑرﺗﻘ ــﺎل ﻓ ــﻲ‬
‫اﻷﺳـ ـواق ﺑدرﺟ ــﺔ ﻛﺑﯾـ ـرة ﻣﻣ ــﺎ ﯾﺟﻌ ــل ﺗورﯾ ــد اﻟﻛﻣﯾ ــﺔ اﻟﻣﺗﻔ ــق ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻣ ــن اﻟﺑرﺗﻘ ــﺎل أﻣـ ـ اًر ﻣرﻫﻘـ ـﺎً ﻓﻔ ــﻲ‬

‫)‪(159‬‬
‫‪ -‬ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 66 .‬‬

‫)‪(160‬‬
‫‪ -‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58/75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﯾﺟ ـ ــوز ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ــﻲ أن ﯾ ـ ــﻧﻘص ﻣ ـ ــن ﻛﻣﯾ ـ ــﺔ اﻟﺑرﺗﻘ ـ ــﺎل اﻟﻣﺗﻔ ـ ــق ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺣ ـ ــد اﻟ ـ ــذي‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣﻌﻪ اﻟﺗﺎﺟر اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗورﯾدﻩ‪.‬‬

‫‪ (2‬إﻧﻘﺎص اﻻﻟﺗزام ﻣن ﺣﯾث اﻟﻛﯾف‬

‫ﻛـ ـ ــﺄن ﯾﺗﻌﻬـ ـ ــد ﺷـ ـ ــﺧص ﺑﺗورﯾـ ـ ــد ﻛﻣﯾـ ـ ــﺎت ﻣﺣـ ـ ــددة ﻣـ ـ ــن ﺳـ ـ ــﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧـ ـ ــﺔ ذات وﺻـ ـ ــف ﻣﺗﻔـ ـ ــق‬
‫ﻋﻠﯾـ ــﻪ‪ ،‬ﺛـ ــم أﺛﻧـ ــﺎء ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻻﻟﺗ ـ ـزام ﺗط ـ ـ أر ﺣ ـ ـوادث اﺳـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺗﺟﻌـ ــل اﻟﺣﺻـ ــول ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا اﻟوﺻـ ــف‬
‫ﺑﺎﻟ ــذات ﻣرﻫﻘـ ـﺎً ﻟﻠﻣ ــدﯾن‪ ،‬ﺳـ ـواء ﺑﺳ ــﺑب ارﺗﻔ ــﺎع اﻷﺳ ــﻌﺎر أو ﻟﻧ ــدرة ﻫ ــذﻩ اﻟﺳ ــﻠﻌﺔ‪ ،‬ﻓﻔ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ‬
‫ـرﺧص ﻟﻠﻣـ ــدﯾن ﺑ ـ ـﺄن ﯾﻘـ ــوم ﺑﺎﻟوﻓـ ــﺎء ﺑـ ــﻧﻔس اﻟﻛﻣﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ و ﻟﻛـ ــن‬
‫ﯾﺳـ ــﺗطﯾﻊ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ أن ﯾـ ـ ّ‬
‫ﻣن ﺻﻧف أﻗل ﺟودة ‪ ،‬ﯾﻛون ﻣن اﻟﺳﻬل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﻛن دون إرﻫﺎق ﻟﻠﻣدﯾن )‪.(161‬‬

‫ج ‪ /‬زﯾﺎدة إﻟﺗزام اﻟداﺋن‬

‫)‪(162‬‬
‫ـرد اﻻﻟﺗـ ـ ـزام اﻟﻣرﻫ ـ ــق ‪،‬ﻫ ـ ــو زﯾ ـ ــﺎدة اﻟﺗـ ـ ـزام اﻟ ـ ــداﺋن‬
‫ﻗ ـ ــد ﯾ ـ ــرى اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ أن أﺣﺳ ـ ــن وﺳ ـ ــﯾﻠﺔ ﻟ ـ ـ ّ‬
‫ﻛﻣ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــو ﻛ ـ ــﺎن ﻗ ـ ــد ﺗﻌﻬ ـ ــد ﺗ ـ ــﺎﺟر ﺑ ـ ــﺄن ﯾ ـ ــورد ﻛﻣﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻟﻘﻣ ـ ــﺢ ﺑﺳ ـ ــﻌر ﻣﺋ ـ ــﺔ أﻟ ـ ــف دﯾﻧ ـ ــﺎر ﺟ ازﺋ ـ ــري‬
‫ﻟﻠﻛﯾﻠـ ــوﻏرام اﻟواﺣـ ــد ‪ ،‬ﻓﯾرﺗﻔـ ــﻊ اﻟﺳـ ــﻌر إﻟـ ــﻰ ﻣ ـ ـﺎﺋﺗﻲ أﻟـ ــف دﯾﻧـ ــﺎر ﺟ ازﺋـ ــري ﻟﻠﻛﯾﻠـ ــوﻏرام اﻟواﺣـ ــد ‪ ،‬ﻓﯾرﻓـ ــﻊ‬
‫اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻟﺳ ــﻌر ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد إﻟ ــﻰ أﻛﺛ ــر ﻣ ــن ﻣﺋ ــﺔ أﻟ ــف دﯾﻧ ــﺎر ﺟ ازﺋ ــري وأﻗ ــل ﻣ ــن ﻣـ ـﺎﺋﺗﻲ دﯾﻧ ــﺎر‬
‫ﻓﻛﻠﻣـ ــﺎ أدى وﻗ ـ ـوع اﻟظـ ــرف اﻟطـ ــﺎرئ إﻟـ ــﻰ ارﺗﻔـ ــﺎع ﺑـ ــﺎﻫض ﻓـ ــﻲ ﺳـ ــﻌر اﻟﺳـ ــﻠﻌﺔ اﻟﻣﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ﺟـ ــﺎز‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿـ ــﻲ أن ﯾﻘـ ــوم ﺑزﯾـ ــﺎدة اﻟﺳـ ــﻌر اﻟﻣﺗﻔـ ــق ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــد ﺣﺗـ ــﻰ ﯾﺗﺣﻣـ ــل اﻟطرﻓـ ــﺎن اﻟزﯾـ ــﺎدة ﻏﯾـ ــر‬
‫اﻟﻣﺄﻟوﻓـ ـ ــﺔ و ذﻟـ ـ ــك ﺑزﯾـ ـ ــﺎدة ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــداﺋن ﺑﻬـ ـ ــدف اﻟوﺻـ ـ ــول إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺗ ـ ـ ـوازن ﺑـ ـ ــﯾن ﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ‬
‫)‪(163‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟطرﻓﯾن‬

‫)‪(161‬‬
‫‪ -‬ﺧدﯾﺟﺔ ﻓﺎﺿل ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.72 .‬‬

‫)‪(162‬‬
‫‪ -‬ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.259 .‬‬

‫)‪(163‬‬
‫‪ -‬ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.64 .‬‬

‫‪62‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫إﻻ أﻧﻧ ـ ــﺎ ﻧﺟ ـ ــد أن إﻧﻘ ـ ــﺎص اﻻﻟﺗـ ـ ـزام اﻟﻣرﻫ ـ ــق أو زﯾ ـ ــﺎدة اﻟﻣﻘﺎﺑ ـ ــل ﻟ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻔ ـ ــﺎن ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث‬
‫اﻟﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﺗرﺗ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ أي ﻣﻧﻬﻣ ـ ــﺎ و ﻻ ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث اﻟﺿـ ـ ـواﺑط اﻟﺗ ـ ــﻲ ﯾﺟ ـ ــب أن ﺗ ارﻋ ـ ــﻰ ﻋﻧ ـ ــد‬
‫إﻋﻣـ ــﺎل ﻛـ ــل ﻣﻧﻬﻣـ ــﺎ و ﻻ ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث اﻟﺻـ ــﻌوﺑﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻌﺗـ ــرض اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ إﻋﻣﺎﻟﻬﻣـ ــﺎ‬
‫)‪.(164‬‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد و اﻧﺣﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ‬

‫ﻣﺗـ ــﻰ اﻧﻌﻘـ ــد اﻟﻌﻘـ ــد ﺣـ ــق اﻹﻧﻌﻘـ ــﺎد ‪ ،‬اﻛﺗﺳـ ــب ﻗـ ــوة ﻣﻠزﻣـ ــﺔ و أﺻـ ــﺑﺢ واﺟـ ــب اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ‪ ،‬و ﻋﻠﯾـ ــﻪ‬
‫ﻓ ـ ــﺈذا رﻓ ـ ــض اﻟﻣ ـ ــدﯾن اﻟوﻓ ـ ــﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗ ـ ــﻪ اﻟﻧﺎﺷ ـ ــﺋﺔ ﻋ ـ ــن اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺟ ـ ــﺎز إﺟﺑ ـ ــﺎرﻩ ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك ﺑﺎﻟوﺳ ـ ــﺎﺋل‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﻗررﻫـ ـ ــﺎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون ﻟﻠـ ـ ــداﺋن ‪ ،‬إذن ﻟﻬـ ـ ــذا اﻷﺧﯾـ ـ ــر أن ﯾﻠﺟـ ـ ــﺄ إﻟـ ـ ــﻰ ﻗﻬـ ـ ــر اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﻋﻠـ ـ ــﻰ‬
‫ـر و ﻟﻛـ ــن ﻗـ ــد ﺗوﺟـ ــد ﺣـ ــﺎﻻت‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﯾﻧـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﺣﻣ ـ ـل اﻟﻣـ ــدﯾن ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــﺎ إﻟﺗـ ــزم ﺑـ ــﻪ اﻟﻣـ ــدﯾن ﺟﺑـ ـ اً‬
‫ﯾﺗﻌ ـ ــذر ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﻌﯾﻧ ـ ــﻲ ﻓﯾﻠﺟـ ـ ـﺄ اﻟ ـ ــداﺋن ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﺑﻣﻘﺎﺑ ـ ــل ﻋ ـ ــن طرﯾ ـ ــق‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض ‪.‬‬

‫ﻟﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﻟﻠﻌﻘـ ــد اﻟﻣﻠـ ــزم ﻟﻠﺟـ ــﺎﻧﺑﯾن ﻣـ ــن ﻗواﻋـ ــد ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺗﺗﻣﺛـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﺗ ـ ـراﺑط ﺑـ ــﯾن اﻹﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﯾﺟ ـ ــوز ﻷﺣ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن أن ﯾوﻗ ـ ــف ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ إﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ﺣﺗ ـ ــﻰ ﯾﻧﻔ ـ ــذ اﻟط ـ ــرف اﻷﺧ ـ ــر‬
‫إﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺳ ـ ــﻣﻰ ﺑﺎﻟ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ و ﻓ ـ ــﻲ ﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﺎ إذا ﻋ ـ ــدل أو ﺗ ـ ــﺄﺧر أي ﻣ ـ ــن‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻹﻟﺗـ ـ ـزام ﺗﺣرﻛ ـ ــت ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺗﻪ و ﻛ ـ ــﺎن ﻣﺳ ـ ــؤوًﻻ ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ ﻋﻘدﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗ ـ ــﺎﻟﻲ‬
‫ﺟـ ــﺎز ﻟﻠطـ ــرف اﻷﺧـ ــر طﻠـ ــب اﻟﻔﺳـ ــﺦ و ﻫـ ــو ﺣـ ــل اﻟراﺑطـ ــﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ ﻷن اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﺟ ـ ـزاء ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻌـ ــدي‬
‫أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أو ﺗﻘﺻﯾرﻩ ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪.‬‬

‫ﻛل ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺳﻧﻔﺻﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫)‪ - (164‬ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.65 .‬‬

‫‪63‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‬

‫ﯾﺗرﺗـ ـ ــب ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﺧـ ـ ــﻼل أﺣـ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻣﻠـ ـ ــزم ﻟﻠﺟـ ـ ــﺎﻧﺑﯾن ‪ ،‬ﺣـ ـ ــق ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد أن‬
‫ﯾﻣﺗﻧـ ــﻊ ﻋ ـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ إﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ إذا ﻟ ـ ــم ﯾﻘـ ــم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد اﻵﺧـ ــر ﺑﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻣ ـ ــﺎ وﻗـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻋﺎﺗﻘـ ــﻪ ﻣ ـ ــن اﻟﺗـ ـ ـزام‬
‫و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻗﯾﺎم ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺧل ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ‪.‬‬

‫ﻓـ ــﻲ ﺗﻔﺻـ ــﯾل ﻗواﻋـ ــد اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ‪ ،‬ﻧﺗﻌـ ــرض أوًﻻ ﻟﻠﻣﻘﺻـ ــود ﻣﻧـ ــﻪ ‪ ،‬ﺛـ ــم ﻛﯾﻔﯾـ ــﺔ اﻟﺗﻣﺳـ ــك‬
‫ﺑﻪ و ﻛذا اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ‪ ،‬و أﺧﯾ ار ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫إذا ﻟـ ـ ــم ﺗﻘﺗـ ـ ــرن اﻹﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﯾرﺗﺑﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﺑﺄﺟـ ـ ــل ‪ ،‬ﺳ ـ ـ ـواء ﻛـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ــذا اﻷﺟـ ـ ــل إﺗﻔﺎﻗﯾـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﯾ ــﺎ أو ﻗﺿ ــﺎﺋﯾﺎ ﻓ ــﺈن ﻫ ــذﻩ اﻹﻟﺗ ازﻣ ــﺎت وﺟ ــب ﺗﻧﻔﯾ ــذﻫﺎ ﺑﻣﺟ ــرد اﻧﻌﻘ ــﺎد اﻟﻌﻘ ــد و ﯾﻛ ــون ﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻻﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت ﺟﺑرﯾـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﺑﻣوﺟـ ـ ــب ﻣﺑـ ـ ــدأ اﻟﻘـ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣ ـ ـ ـﺔ ﻟﻠﻌﻘـ ـ ــد و ﻟﻛـ ـ ــن ﯾوﺟـ ـ ــد اﺳـ ـ ــﺗﺛﻧﺎء‬
‫ﯾﺧـ ــﺗص ﺑـ ــﻪ اﻟﻌﻘـ ــد اﻟﻣﻠـ ــزم ﻟﺟـ ــﺎﻧﺑﯾن دون اﻟﻌﻘـ ــد اﻟﻣﻠـ ــزم ﻟﺟﺎﻧـ ــب واﺣـ ــد ﯾطﻠـ ــق ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا اﻹﺳـ ــﺗﺛﻧﺎء‬
‫اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫ﻧﻛـ ــون ﺑﺻـ ـ ـدد اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــود اﻟﻣﻠزﻣـ ـ ـﺔ ﻟﻠﺟ ـ ــﺎﻧﺑﯾن ‪ ،‬و ﯾﻛـ ــون إﻟﺗـ ـ ـزام ﻛ ـ ــل‬
‫طـ ــرف واﺟـ ــب اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻓـ ــو اًر )‪ ،(165‬و ﻫـ ــذا طﺑﻘ ـ ـﺎً ﻟـ ــﻧص م ‪ 123‬ﻣـ ــن ق‪ .‬م‪.‬ج اﻟﺗـ ــﻲ ﺗـ ــﻧص ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫أﻧــﻪ ‪ » :‬ﻓـــﻲ اﻟﻌﻘـــود اﻟﻣﻠزﻣـــﺔ ﻟﻠﺟـــﺎﻧﺑﯾن إذا ﻛﺎﻧـــت اﻻﻟﺗزاﻣـــﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠـــﺔ ﻣﺳـــﺗﺣﻘﺔ اﻟوﻓـــﺎء‬

‫)‪ –(165‬ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 185 .‬‬

‫‪64‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﺟـــﺎز ﻟﻛـــل ﻣـــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــدﯾن أن ﯾﻣﺗﻧـــﻊ ﻋـــن ﺗﻧﻔﯾـــذ اﻟﺗزاﻣـــﻪ ‪ ،‬إذا ﻟـــم ﯾﻘـــم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــد اﻵﺧـــر ﺑﺗﻧﻔﯾـــذ‬
‫)‪(166‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﺎ إﻟﺗزم ﺑﻪ‪« .‬‬

‫ﯾﺗﺑ ـ ــﯾن ﻣ ـ ــن ﻧ ـ ــص ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺎدة أن اﻟ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻫ ـ ــو ﺣ ـ ــق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟﻣﻠ ـ ــزم‬
‫ﻟﻠﺟـ ــﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬أن ﯾﻣﺗﻧـ ــﻊ ﻋـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ إذا ﻟـ ــم ﯾﻧﻔـ ــذ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻷﺧـ ــر ﻣـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن اﻟﺗ ـ ـزام ‪ ،‬إذن‬
‫ﯾ ـ ـراد ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ وﻗـ ــف ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﻘـ ــد ﻣـ ــن ﺟﺎﻧـ ــب أﺣـ ــد طرﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــد ﺣﺗـ ــﻰ ﯾﻘـ ــوم اﻟطـ ــرف‬
‫اﻷﺧ ـ ــر ﺑﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ و ﻫ ـ ــو وﺳ ـ ــﯾﻠﺔ ﯾﺿ ـ ــﻐط ﺑﻬـ ـ ـﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟط ـ ــرف اﻷﺧ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗ ـ ــد‬
‫ﻟﺗﺣﻣﯾﻠﻪ ﻋﻠﻰ أداء اﻟﺗزاﻣﻪ )‪.(167‬‬

‫إذن ﻓﺎﻟ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻫ ـ ــو إﻣﺗﻧ ـ ــﺎع ﻣﺷ ـ ــروع ﻋ ـ ــن ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻹﻟﺗـ ـ ـزام و ﺗﻌﺗﺑ ـ ــر ﻓﻛـ ـ ـرة اﻟﺳ ـ ــﺑب‬
‫اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗـ ـ ـرﺑط ﺑ ـ ــﯾن اﻻﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟﻣﻠ ـ ــزم ﻟﻠﺟ ـ ــﺎﻧﺑﯾن أﺳ ـ ــﺎس اﻟ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ‬
‫)‪(168‬‬
‫‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺷروط اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫ﯾﺟ ـ ــب ﻟﺛﺑ ـ ــوت اﻟﺣ ـ ــق ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑﺎﻟ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﺗـ ـ ـواﻓر ﺛﻼﺛ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــروط ﻫ ـ ــﻲ أوﻻ أن‬
‫ﯾﻛـ ــون اﻟﻌﺎﻗـ ــد ﻣﻠﺗـ ــزم ﺑﻣوﺟـ ــب ﻋﻘـ ــد ﺗﺑـ ــﺎدﻟﻲ ‪ ،‬ﺛﺎﻧﯾـ ــﺎ أن ﺗﻛـ ــون اﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠـ ــﺔ و اﻟﻧﺎﺷـ ــﺋﺔ ﻋـ ــن‬
‫اﻟﻧﯾـ ـ ـﺔ ﻋﻧ ـ ــد اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك‬
‫ﻫ ـ ــذا اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻣﺳ ـ ــﺗﺣﻘﺔ اﻷداء ‪ ،‬و أﺧﯾـ ـ ـ اًر و ﻫ ـ ــو ﺷ ـ ــرط وﺟ ـ ــوب ﻣ ارﻋ ـ ــﺎة ﺣﺳ ـ ــن ّ‬
‫ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪.‬‬

‫)‪ –(166‬أﻣر رﻗم ‪ 58/ 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫)‪ –(167‬أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 220 .‬‬

‫)‪ -(168‬أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 220 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن ﻧوري ﺣﻣد ﺧﺎطر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 249 .‬‬

‫_ ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 295 – 294 .‬‬

‫‪65‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫أ ‪ /‬إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن‬

‫ﻫـ ــذا اﻟﺷـ ــرط ﻧﺻـ ــت ﻋﻠﯾـ ــﻪ م ‪ 123‬ﻣـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ‪ -‬اﻟﻣـ ــذﻛورة أﻋـ ــﻼﻩ ‪ -‬و ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﻼ ﯾﻣﻛـ ــن‬
‫اﻟﺗﻣﺳـ ــك ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــود اﻟﻣﻠزﻣ ـ ـﺔ ﻟﺟﺎﻧـ ــب واﺣـ ــد ﻷن أﺳـ ــﺎس اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ‬
‫ﻫو ذﻟك اﻹرﺗﺑﺎط اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﯾن اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ و اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد )‪.(198‬‬

‫اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻋﺑـ ــﺎرة ﻋـ ــن وﻗـ ــف ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﻘـ ــد ﻣـ ــن ﺟﺎﻧـ ــب أﺣـ ــد اﻟط ـ ـرﻓﯾن ﺣﺗـ ــﻰ ﯾﻘـ ــوم‬
‫اﻟط ـ ــرف اﻷﺧ ـ ــر ﺑﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن اﻟﺗـ ـ ـزام ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗ ـ ــﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﺑﻣﺛﺎﺑ ـ ــﺔ إﺟـ ـ ـراء دﻓ ـ ــﺎﻋﻲ ﺧ ـ ــﺎص‬
‫)‪(199‬‬
‫ﻛـ ـ ــﺎﻟﺑﯾﻊ و اﻹﯾﺟـ ـ ــﺎر و اﻟﻣﻘﺎوﻟـ ـ ــﺔ ‪ ،‬أﻣـ ـ ــﺎ اﻟﻌﻘـ ـ ــود اﻟﻣﻠزﻣ ـ ـ ـﺔ ﻟﺟﺎﻧـ ـ ــب‬ ‫ﺑ ـ ـ ـﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣ ـ ـ ـﺔ ﻟﻠﺟـ ـ ــﺎﻧﺑﯾن‬
‫واﺣـ ـد ﻛﺎﻟﻌﺎرﯾ ــﺔ و اﻟودﯾﻌ ــﺔ ﻓ ــﻼ ﻣﺟ ــﺎل ﻹﻋﻣ ــﺎل اﻟﺗﻣﺳ ــك ﺑﺎﻟ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ ﻷن‬

‫اﻟﺗﻣﺳـ ــك ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ﯾﺟـ ــد ﻣﺟﺎﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــود اﻟﻣﻠزﻣ ـ ـﺔ ﻟﻠﺟـ ــﺎﻧﺑﯾن ﺣﯾـ ــث ﯾﻘـ ــوم اﻟﺗ ـ ـزام ﻛـ ــل ﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد ﺳـ ــﺑﺑﺎً‬
‫ﻻﻟﺗزام اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻷﺧر )‪.(200‬‬

‫ب‪ /‬اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻷداء‬

‫ﺷ ـ ــرط ﺛ ـ ــﺎﻧﻲ ﻛ ـ ــذﻟك ﻧﺻ ـ ــت ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ م ‪ 123‬ﻧﻔﺳ ـ ــﻬﺎ ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج و ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﯾﺟ ـ ــب أن ﯾﻛ ـ ــون‬
‫اﻹﻟﺗ ـ ـزام اﻟـ ــذي ﯾـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم ﺗﻧﻔﯾـ ــذﻩ ﻣﺳـ ــﺗﺣق اﻷداء ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﻓـ ــﻼ ﯾﻘﺑـ ــل اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ إذا‬
‫ﻛ ـ ـ ــﺎن أﺣ ـ ـ ــد اﻹﻟﺗـ ـ ـ ـزاﻣﯾن ﻣ ـ ـ ــؤﺟﻼ إﻟ ـ ـ ــﻰ أﺟ ـ ـ ــل )‪ ،(201‬ﻛ ـ ـ ــذﻟك ﻻ ﯾﺟ ـ ـ ــوز اﻟﺗﻣﺳ ـ ـ ــك ﺑﺎﻟ ـ ـ ــدﻓﻊ إذا إﺗﻔ ـ ـ ــق‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدان ﻋﻠ ـ ــﻰ أن ﯾﻘ ـ ــوم أﺣ ـ ــدﻫﻣﺎ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ أوًﻻ ﺛ ـ ــم ﯾﻘ ـ ــوم ﺑﻌ ـ ــد ذﻟ ـ ــك اﻷﺧ ـ ــر ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ‪ ،‬ﻛ ـ ــذﻟك ﻻ‬

‫)‪(198‬‬
‫– ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 175 .‬‬

‫)‪(199‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزام ‪ ،‬ج‪ ، 1.‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬ط‪ 2.‬؛ ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ د‪.‬ب‪.‬ن‬
‫‪ ،1993‬ص‪. 174.‬‬

‫)‪(200‬‬
‫– أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 221 .‬‬

‫)‪(201‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 174 .‬‬

‫‪66‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠطـ ــرف اﻷﺧـ ــر أن ﯾﻣﺗﻧـ ــﻊ ﻋـ ــن اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ إذا أﺻـ ــﺑﺢ إﻟﺗ ـ ـزام أﺣـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن اﻟﺗ ازﻣ ـ ـﺎً طﺑﯾﻌﯾ ـ ـﺎً‬
‫و ذﻟـ ـ ــك ﺑﺎﻟﺗﻘـ ـ ــﺎدم ﻷن اﻹﻟﺗ ـ ـ ـزام اﻟطﺑﯾﻌـ ـ ــﻲ ﻏﯾـ ـ ــر واﺟـ ـ ــب اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ و ﯾﺗـ ـ ــرك ﺷـ ـ ــﺄﻧﻪ ﻓـ ـ ــﻲ ذﻟـ ـ ــك إﻟـ ـ ــﻰ‬
‫)‪(202‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد اﻷﺧر‬

‫ـﺎﻻ ‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﻛ ــﺎن‬

‫إذن ﯾﻠ ــزم أن ﯾﻛ ــون اﻻﻟﺗـ ـزام اﻟ ــذي ﻟ ــم ﯾ ــﺗم ﺗﻧﻔﯾ ــذﻩ ﻫ ــو اﻟﺗـ ـزام واﺟ ــب اﻟوﻓ ــﺎء ﺣ ـ ً‬
‫ﻫـ ـ ــذا اﻹﻟﺗ ـ ـ ـزام ﻣﻘﺗرﻧ ـ ـ ـﺎً ﺑﺄﺟـ ـ ــل ﻟـ ـ ــم ﯾﺣـ ـ ــل ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﻼ ﯾﺟـ ـ ــوز ﻟﻠطـ ـ ــرف اﻷﺧـ ـ ــر أن ﯾﺗﻣﺳـ ـ ــك ﺑﻌـ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذﻩ‬
‫)‪(203‬‬
‫‪ ،‬ﻣ ــﺛﻼ إذا أﻋطـ ــﻰ اﻟﺑـ ــﺎﺋﻊ‬ ‫ﻹﻟﺗ ازﻣ ــﻪ ‪ ،‬إذا ﻛـ ــﺎن إﻟﺗـ ـزام ﻫـ ــذا اﻷﺧﯾ ــر ﻗـ ــد ﺣ ــل أﺟـ ــل اﻟوﻓ ــﺎء ﺑ ـ ـﻪ‬
‫اﻟﻣﺷـ ـ ــﺗري أﺟـ ـ ـ ًـﻼ ﻟـ ـ ــدﻓﻊ اﻟـ ـ ــﺛﻣن ﻓﻠـ ـ ــﯾس ﻟـ ـ ــﻪ أن ﯾﺗﻣﺳـ ـ ــك ﺑﺎﻟـ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ إذا طﺎﻟﺑـ ـ ــﻪ اﻟﻣﺷـ ـ ــﺗري‬
‫ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾﻊ اﻟذي ﺣل ﻣﯾﻌﺎد ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ـﺎ اﻷﺟـ ــل اﻟﻣﻘـ ــرر ﻗﺎﻧوﻧـ ــﺎ ﻛﻧظ ـ ـرة‬

‫اﻷﺟـ ــل اﻟﻣﻘﺻـ ــود ﺑـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذا اﻟﻣﻌﻧـ ــﻰ ﻫـ ــو اﻷﺟـ ــل اﻹﺗﻔـ ــﺎﻗﻲ ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻣﯾﺳرة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠﻣدﯾن ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻣﻧﻊ ﻣن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪.‬‬

‫ﻛ ــذﻟك ﻗ ــد ﺗﺳ ــﺗوﺟب طﺑﯾﻌ ــﺔ اﻹﻟﺗـ ـزام أن ﯾﺑ ــدأ أﺣ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻓ ــﻼ ﯾﺣ ــق ﻟ ــﻪ اﻟﺗﻣﺳ ــك‬
‫ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ﻛﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ــد اﻟﻣﺣـ ــدد اﻟﻣ ـ ـدة ﻛـ ــﺎﻟﻣؤﺟر أو اﻟﻌﺎﻣـ ــل اﻟـ ــذي ﯾﻧﻔـ ــذ إﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ أوًﻻ ﻟﻔﺗ ـ ـرة زﻣﻧﯾـ ــﺔ‬
‫ﻣﺣددة )ﺷﻬر أو أﺳﺑوع ( ‪ّ ،‬إﻻ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك إﺗﻔﺎق ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ـﺎ إذا اﻣﺗﻧـ ــﻊ ﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﻋـ ــن اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﯾ ـ ـرﻓض ﻛـ ــل ﻣﻧﻬﻣـ ــﺎ أن ﯾﻛـ ــون اﻟﺑـ ــﺎدئ‬
‫ّ‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻟﻌ ــدم ﺛﻘﺗ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻧواﯾ ــﺎ اﻟط ــرف اﻷﺧ ــر ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﻣﻛ ــن اﻹﺗﻔ ــﺎق _أو ﺑ ــﺄﻣر ﻣ ــن اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ _ﻋﻠ ــﻰ‬
‫إﯾ ـ ــداع اﻟﺷ ـ ــﻲء ﻣﺣ ـ ــل اﻹﻟﺗـ ـ ـزام ﻟﻛ ـ ــل ﻣﻧﻬﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﺧزﯾﻧ ـ ــﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣ ـ ــﺔ أو ﻟ ـ ــدى ﺷ ـ ــﺧص ﺛﺎﻟ ـ ــث ﯾﻛ ـ ــون‬
‫ﻣﺣـ ــل ﺛﻘـ ــﺔ ﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟط ـ ـرﻓﯾن ﻓﯾﻘـ ــوم ﻫـ ــذا ﺑﺎﻟﺗﺳـ ــﻠﯾم و اﻟﺗﺳـ ــﻠم وﻓﻘـ ــﺎ ﻟﻺﺗﻔـ ــﺎق اﻟـ ــذي ﺗـ ـ ّـم ‪ ،‬أو ﻟﻣـ ــﺎ‬
‫)‪(204‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﺄﻣر ﺑﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ إذا وﺻل اﻟﻧزاع إﻟﯾﻪ‬

‫)‪(202‬‬
‫– ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 176.‬‬

‫)‪(203‬‬
‫– ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن ‪ ،‬ﻧوري ﺣﻣد ﺧﺎطر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 250 .‬‬

‫)‪(204‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 174.‬‬

‫‪67‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬إﺧﻼل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻟﻌﻘد‬

‫ﯾﺟـ ـ ــب ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد اﻟـ ـ ــذي ﯾﺗﻣﺳـ ـ ــك ﺑﺎﻟـ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ أن ﻻ ﯾﺳـ ـ ــﻲء اﺳـ ـ ــﺗﻌﻣﺎل ﻫـ ـ ــذا‬
‫اﻟﺣ ـ ــق ‪ ،‬ﻓﻘ ـ ــد ﯾﻛ ـ ــون اﻟﺟ ـ ــزء اﻟ ـ ــذي ﻟ ـ ــم ﯾﻧﻔ ـ ــذ ﻣ ـ ــن اﻹﻟﺗـ ـ ـزام ﻗﻠﯾ ـ ــل اﻷﻫﻣﯾ ـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑ ـ ــل ﻟﻣ ـ ــﺎ ﺗ ـ ــم ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﻧﯾ ـ ـﺔ‬
‫ﻷن ﻫـ ــذا ﻣـ ــﺎ ﯾﻘﺗﺿـ ــﯾﻪ ﻣﺑـ ــدأ ﺣﺳـ ــن ّ‬
‫ـﺛﻼ ﻻ ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠـ ــداﺋن أن ﯾﻣﺗﻧ ـ ـﻊ ﻋـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ إﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ ‪ّ ،‬‬
‫ﻓﻣـ ـ ً‬
‫)‪(205‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘود‬

‫ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذا اﻟﺻ ـ ـ ـدد ﺗ ـ ــﻧص م ‪ 107‬ﻣـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻓ ـ ــﻲ ﻓﻘرﺗﻬـ ـ ــﺎ اﻷوﻟ ـ ــﻰ و اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ــﺑق اﻟﺗطـ ـ ـ ّـرق‬
‫)‪(206‬‬
‫إﻟﯾﻬـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ‪ » :‬ﯾﺟـــــب ﺗﻧﻔﯾـــــذ اﻟﻌﻘـــــد طﺑﻘـــــﺎ ﻟﻣـــــﺎ اﺷـــــﺗﻣل ﻋﻠﯾـــــﻪ و ﺑﺣﺳـــــن ﻧﯾـــــﺔ ‪«.‬‬
‫اﻷﻫﻣﯾ ـ ـ ـﺔ ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﯾﺗﺳـ ـ ــﻧﻰ‬
‫ّ‬ ‫وﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﯾﺟـ ـ ــب أن ﯾﻛـ ـ ــون إذن ﻋـ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ ﻗـ ـ ــد ﺑﻠـ ـ ــﻎ درﺟـ ـ ــﺔ ﻛﺑﯾ ـ ـ ـرة ﻣـ ـ ــن‬
‫)‪(207‬‬
‫‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ و ﯾﺟـ ــب ﻋـ ــدم اﻟﺗﻌﺳـ ــف ﻓـ ــﻲ اﺳـ ــﺗﻌﻣﺎل‬ ‫ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻷﺧـ ــر أن ﯾﻣﺗﻧـ ــﻊ ﻋـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ‬
‫ﻫ ــذا اﻟﺣـ ــق ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﯾﻧﺑﻐـ ــﻲ أن ﺗﻧﻔـ ــذ اﻟﻌﻘ ــود ﺑﺣﺳـ ــن ّﻧﯾـ ـﺔ ﻓـ ــﻼ ﯾﻛـ ــون ﻣ ــن ﺗﻣﺳـ ــك ﺑﺎﻟ ــدﻓﻊ ﻫـ ــو اﻟـ ــذي‬
‫)‪(208‬‬
‫‪ ،‬و ﯾﺳـ ــﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻵﺧـ ــر اﻹﻣﺗﻧـ ــﺎع‬ ‫ﺗﺳـ ـ ّـﺑب ﻓـ ــﻲ ﺗـ ــﺄﺧﯾر ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻵﺧـ ــر ﻹﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ‬
‫ﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺗﺟزﺋﺔ )‪.(209‬‬
‫ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﺟزء ﻣﻌﺎدل ﻟﻣﺎ ﻟم ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذﻩ ‪ ،‬إذا ﻛﺎن اﻟﺗزاﻣﻪ ً‬

‫)‪(205‬‬
‫– أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 222 .‬‬

‫)‪(206‬‬
‫– أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫)‪(207‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 364 .‬‬

‫)‪(208‬‬
‫– ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 159 .‬‬

‫)‪(209‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 175 .‬‬

‫‪68‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻌد اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫ﯾﻌﺗﺑ ـ ــر اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑﺎﻟ ـ ــدﻓﻊ وﺳ ـ ــﯾﻠﺔ دﻓﺎﻋﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ذﻟ ـ ــك ﻷن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ـد ﻻ ﯾﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑ ـ ــﻪ ّإﻻ إذا طوﻟ ـ ــب‬
‫)‪(210‬‬
‫‪ ،‬وﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﺈذا ﺗ ـ ـواﻓرت اﻟﺷـ ــروط اﻟﻣﺗﻘدﻣـ ــﺔ ﺟـ ــﺎز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد أن ﯾﺗﻣﺳـ ــك‬ ‫ﺑﻣـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻣـ ــن إﻟﺗ ـ ـزام‬
‫ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ دون ﺣﺎﺟـ ــﺔ إﻟـ ــﻰ إﻋـ ــذار اﻟﻣـ ــدﯾن ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ و ﻻ ﯾﺷـ ــﺗرط رﻓـ ــﻊ دﻋـ ــوى أﻣـ ــﺎم اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﻟﻠﺗﻣﺳـ ــك‬
‫ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ‪ ،‬ﻓﯾﺣ ـ ــق ﻟﺻ ـ ــﺎﺣب اﻟ ـ ــدﻓﻊ أن ﯾﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـواء طوﻟ ـ ــب ﺑ ـ ــﺄداء ﻣ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ودﯾـ ـ ـﺎً أم‬
‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺎً ‪.‬‬

‫ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ﻣ ــﺎ إذا ﻧ ــﺎزع اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻵﺧ ــر ﺑﺣ ــق اﻟ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ أي ﻛ ــﺎن ذﻟ ــك أﻣ ــﺎم اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ‬
‫ﻛ ـ ــﺎن ﻟﻬ ـ ــذا اﻷﺧﯾ ـ ــر ) اﻟﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ( ‪ ،‬أن ﯾﺗﺄ ّﻛـ ـ ـد أوًﻻ ﻣ ـ ــن ﺗـ ـ ـواﻓر ﺷ ـ ــروط اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑ ـ ــﻪ و ﺑﻌ ـ ــدﻫﺎ ﯾﻘ ـ ـ ّـر‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺳﻛﻪ ﺑﺎﻟدﻓﻊ )‪.(211‬‬

‫ﻗـ ــد ﯾﺗﻣﺳـ ــك ﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ و ﯾﻣﺗﻧـ ــﻊ ﻋـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـ ــﻪ ‪ ،‬ﺣﺗـ ــﻰ ﯾﻧﻔـ ــذ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد‬
‫اﻷﺧـ ـ ــر ‪ ،‬ﻓﻔـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﯾـ ـ ــﺄﻣر اﻟﻘﺎﺿ ـ ـ ـﻲ اﻟﻣـ ـ ــدﻋﻰ ﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﺑﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـ ـ ــﻪ ﺑﺷـ ـ ــرط أن ﯾﻧﻔـ ـ ــذ‬
‫ﺗﻌﻧـ ـ ـت أﺣ ـ ــد‬
‫اﻟﻣ ـ ــدﻋﻲ ﻛ ـ ــذﻟك ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻘ ـ ــﻊ ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻣ ـ ــن اﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ و ﻗ ـ ــد ﯾﺗﺑ ـ ــﯾن ﻛ ـ ــذﻟك ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ّ‬
‫ﺗﻌﻧ ـ ـ ـت ﻓﺈﻧـ ـ ــﻪ ﯾ ـ ـ ـرﻓض‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن و ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ إذا رأى اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ أن اﻟﻣـ ـ ــدﻋﻲ ﻫـ ـ ــو اﻟـ ـ ــذي ّ‬
‫ﺷــروط‬ ‫دون‬ ‫ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾــذ‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﻧـت ﻓــﯾﺣﻛم ﻋﻠﯾــﻪ اﻟﻘﺎﺿــﻲ‬
‫ّ‬ ‫دﻋـواﻩ أﻣــﺎ إن ﻛــﺎن اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﯾــﻪ ﻫــو‬
‫ﺗﻌﻧـ ـت ﻛ ــﻼ ﻣ ــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن ﻓ ــﯾﺣﻛم اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻣ ــن اﻟﺟ ــﺎﻧﺑﯾن ﻓ ــﻲ وﻗ ــت واﺣ ــد‬
‫و ﻓ ــﻲ ﺣﺎﻟ ــﺔ ّ‬
‫)‪.(212‬‬

‫)‪(210‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 364 .‬‬

‫)‪(211‬‬
‫– ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن ‪ ،‬ﻧوري ﺣﻣد ﺧﺎطر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 250 .‬‬

‫)‪(212‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 365 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 222 .‬‬

‫_ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.209 .‬‬

‫‪69‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬أﺛر اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫ﻓﺈﻧﻪ ﯾﻧﺗﺞ أﺛرﻩ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن و ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر‬

‫ﻣﺗﻰ ﺗواﻓرت ﺷروط اﻟدﻓﻊ ّ‬

‫أ ‪ /‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‬

‫ﻻ ﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻧﻘﺿـ ــﺎء اﻻﻟﺗ ـ ـزام ﺑـ ــل وﻗـ ــف ﺗﻧﻔﯾـ ــذﻩ ‪ ،‬و وﻗـ ــف اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ‬
‫)‪(213‬‬
‫‪ ،‬ﻣـ ــﺛﻼ أن ﯾوﻗـ ــف اﻟﺑـ ــﺎﺋﻊ‬ ‫ﻻ ﯾـ ــؤﺛر ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻘـ ــدار اﻻﻟﺗ ـ ـزام ‪ ،‬إذا ﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن اﻟﻌﻘـ ــد ﻓـ ــوري ﻛـ ــﺎﻟﺑﯾﻊ‬
‫ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ ﺑﻧﻘل اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺗري اﻟﺛﻣن ‪.‬‬

‫ﯾﺗرﺗ ـ ـ ــب ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺗﻣﺳ ـ ـ ــك ﺑﺎﻟ ـ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ـ ــذ أن ﯾﻘ ـ ـ ــوم اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ـ ــد اﻷﺧ ـ ـ ــر ﺑﺗﻧﻔﯾ ـ ـ ــذ اﻟﺗ ازﻣ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻓﯾﺗ ـ ـرك ﺑـ ــذﻟك اﻟﻣﺗﻣﺳـ ــك ﺑﻬـ ــذا اﻟـ ــدﻓﻊ دﻓﻌـ ــﻪ ‪ ،‬و ﯾﻧﻔـ ــذ ﻫـ ــو اﻵﺧـ ــر اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ ﺳ ـ ـواء ﻛـ ــﺎن ذﻟـ ــك اﺧﺗﯾـ ــﺎ اًر‬
‫أو ﺟﺑرﯾ ـ ـﺎً ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ إذا ﻟـ ــم ﯾﻌـ ــد ﻫﻧـ ــﺎك ﻣﺑـ ــر اًر ﻹﺳـ ــﺗﻣ اررﻩ ﻓـ ــﻲ ﺗﻣﺳـ ــﻛﻪ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﺑﻌـ ــد ﻗﯾـ ــﺎم‬
‫اﻟطـ ــرف اﻵﺧـ ــر ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ‪ ،‬و ﻗـ ــد ﻻ ﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻣﺳـ ــك ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ﻗﯾـ ــﺎم اﻟطـ ــرف اﻵﺧـ ــر ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ و‬
‫ﺗﻣﺳك ﺑﻪ أن ﯾﻌدل ﻋﻧﻪ و ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد )‪.(214‬‬
‫ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺟوز ﻟﻠﻣ ّ‬

‫ﯾﺳـ ــﻘط اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﺑﺎﻟﺗﻧـ ــﺎزل ﻋﻧ ـ ـﻪ ﺻ ـ ـراﺣﺔ أو ﺿـ ــﻣﻧﺎً ‪ ،‬و ﯾﻛـ ــون اﻟﺗﻧـ ــﺎزل ﻋﻧ ـ ـﻪ ﻛـ ــﺄن ﯾﻘـ ــوم‬
‫ﻣـ ــن ﻛـ ــﺎن ﻣﺗﻣﺳـ ــﻛﺎً ﺑـ ــﻪ ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗزاﻣﺎﺗـ ــﻪ ﺑﺈرادﺗـ ــﻪ ﺑﻌـ ــد أن ﻛـ ــﺎن ﻣﻣﺗﻧﻌ ـ ـﺎً‪ ،‬ﻛـ ــذﻟك ﯾﺳـ ــﻘط اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﺑﺈﻋط ـ ــﺎء اﻟﻣﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑ ـ ــﻪ ﺗﺄﻣﯾﻧ ـ ــﺎت ﯾﻘ ـ ــدﻣﻬﺎ اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻛﺿ ـ ــﻣﺎن ﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ‪ ،‬و ذﻟ ـ ــك ﻓ ـ ــﻲ‬
‫ﺣﺎﻟـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﺎ إذا ﺗﺑـ ـ ــﯾن أن اﻟﺗﻣﺳـ ـ ــك ﺑﺎﻟـ ـ ــدﻓﻊ ﯾﻌطـ ـ ــل ﻣﺻـ ـ ــﺎﻟﺢ ﺟﺳـ ـ ــﯾﻣﺔ ﻟﻠﻣـ ـ ــدﯾن و أن اﻟﺿـ ـ ــرر اﻟـ ـ ــذي‬
‫)‪(215‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﻠﺣﻘﻪ ﻣن ذﻟك ﯾزﯾد ﺑﻛﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﻠﺣق اﻟداﺋن ﻣن ﺟراء ﺳﻘوط اﻟدﻓﻊ‬

‫)‪(213‬‬
‫– أﻧور ﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 288 .‬‬

‫)‪(214‬‬
‫– ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 299 – 298 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 366 – 365 .‬‬

‫)‪(215‬‬
‫_ ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.716 .‬‬

‫‪70‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﻻ ﺑ ـ ـ ّـد ﻣ ـ ــن اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ أﺛﻧ ـ ــﺎء ﻓﺗـ ـ ـرة وﻗ ـ ــف ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﻌﻘ ـ ــد ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﻧ ـ ــﺗﺞ أي أﺛ ـ ــر ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻣﺳ ــك ﺑﺎﻟ ــدﻓﻊ ﺣﯾ ــث أﻧ ــﻪ إذا ﻛ ــﺎن ﻣﺣ ــل اﻟﺗ ازﻣ ــﻪ دﻓ ــﻊ ﻣﺑﻠ ــﻎ ﻣ ــن اﻟﻧﻘ ــود ‪ ،‬ﻓﻬ ــو ﻻ ﯾ ــدﻓﻌﻬﺎ‬
‫ّ‬
‫ٕواذا ﻛ ـ ــﺎن ﻣﺣﻠ ـ ــﻪ اﻟﻘﯾ ـ ــﺎم ﺑﻌﻣ ـ ــل ﻓﯾﻣﺗﻧ ـ ــﻊ ﻋ ـ ــن اﻟﻘﯾ ـ ــﺎم ﺑ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﯾﺗرﺗ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ ذﻟ ـ ــك أن اﻟ ـ ــداﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم‬
‫)‪(216‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻻ ﯾﻛون ﻣﺳؤوًﻻ ﻋن اﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ ،‬ﻷن إﻣﺗﻧﺎﻋﻪ ﻛﺎن ﻣﺷروﻋﺎً‬
‫ﻛ ـ ــذﻟك ﺗﺟ ـ ــب اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟ ـ ــﻰ أن اﻟ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ إذا اﺳ ـ ــﺗﺧدم ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــود اﻟﻣﺳ ـ ــﺗﻣرة اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ‬
‫ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﯾـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ إﻧﺗﻘـ ــﺎص اﻹﻟﺗ ـ ـزام ذاﺗـ ــﻪ ﺑﻘـ ــدر ﻣـ ــدة اﺳـ ــﺗﻌﻣﺎل اﻟـ ــدﻓﻊ ﻋﻠـ ــﻰ ﺧـ ــﻼف اﻟﻌﻘـ ــود اﻟﻔورﯾـ ــﺔ‬
‫ذﻟ ـ ــك ﻷن اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟزﻣﻧ ـ ــﻲ ﻛﻌﻘ ـ ــد اﻹﯾﺟ ـ ــﺎر ﻣ ـ ــﺛﻼ ﺣﯾ ـ ــث ﯾﺗرﺗ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ وﻗ ـ ــف ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻩ ﻧﻘﺻ ـ ــﺎن اﻟﻣ ـ ــدة‬
‫)‪(217‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺗﻲ اﻟﺗزم ﺑﻬﺎ اﻟﻣؤﺟر‬

‫ب ‪ /‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻐﯾر‬

‫ﻻ ﯾﺣـ ــﺗﺞ ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻓـ ــﻲ ﻣواﺟﻬـ ــﺔ اﻟﻌﺎﻗـ ــد ﻓﻘـ ــط ‪ ،‬ﺑـ ــل و ﻛـ ــذﻟك ﻓـ ــﻲ ﻣواﺟﻬـ ــﺔ اﻟﻐﯾـ ــر‬
‫و ﯾﻘﺻ ـ ــد ﺑ ـ ــﺎﻟﻐﯾر ﺑﻬ ـ ــذا اﻟﻣﻔﻬ ـ ــوم ‪ ،‬ﻛ ـ ــل ﺷ ـ ــﺧص اﻛﺗﺳ ـ ــب ﺣﻘ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﺎرﯾﺦ ﻻﺣ ـ ــق ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك‬
‫)‪(218‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫ـﺛﻼ ﺑﺎﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــدﻓﻊ اﻟ ـ ــﺛﻣن ‪ ،‬ﻛ ـ ــﺎن ﻟﻠﺑ ـ ــﺎﺋﻊ اﻟﺣ ـ ــق ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑﻌ ـ ــدم‬
‫ﻓ ـ ــﺈذا ﻣ ـ ــﺎ أﺧـ ـ ـ ّل اﻟﻣﺷ ـ ــﺗري ﻣ ـ ـ ً‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ و ﯾﺣـ ــﺑس اﻟﻣﺑﯾـ ــﻊ ‪ ،‬و ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣـ ــﺎ إذا ﻗـ ـ ّـرر اﻟﻣﺷـ ــﺗري ﺣﻘ ـ ـﺎً ﻟﻠﻐﯾـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺷـ ــﻲء اﻟﻣﺑﯾـ ــﻊ‬
‫ﻓﺈﻧ ـ ـﻪ ﯾﺳـ ــري ﻓـ ــﻲ ﺣﻘـ ــﻪ اﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻛـ ــذﻟك إذا ﺑـ ــﺎع اﻟﻣﺷـ ــﺗري اﻟﻣﺑﯾـ ــﻊ‬
‫ﺑﻌـ ــد اﻟﺗﻣﺳـ ــك ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ّ‬
‫إﻟ ــﻰ ﻣﺷ ــﺗر ﺛ ــﺎن ‪ ،‬ﻓﺈﻧ ــﻪ ﯾﺣ ــق ﻟﻠﺑ ــﺎﺋﻊ أن ﯾواﺻ ــل ﻓ ــﻲ ﺣـ ـﺑس اﻟﻣﺑﯾ ــﻊ ﻓ ــﻲ ﻣواﺟﻬ ــﺔ اﻟﻣﺷ ــﺗري اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ‬
‫)‪(219‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟذي ﻫو اﻟﻐﯾر‬

‫)‪(216‬‬
‫‪ -‬ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن ‪ ،‬ﻧوري ﺣﻣد ﺧﺎطر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 251 .‬‬

‫)‪(217‬‬
‫_ ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن ‪ ،‬ﻧوري ﺣﻣد ﺧﺎطر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.252 .‬‬

‫)‪(219‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 366 .‬‬

‫‪71‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫أﻣ ـ ـﺎ إذا ﻛـ ــﺎن اﻟﻐﯾـ ــر ﻗـ ــد ﻛﺳـ ــب ﺣﻘـ ــﻪ ﻗﺑـ ــل ﺛﺑـ ــوت اﻟﺣـ ــق ﻓـ ــﻲ اﻟﺗﻣﺳـ ــك ﺑﺎﻟـ ــدﻓﻊ ﺑﻌـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ‬
‫ّ‬
‫)‪(220‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﺳري اﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ‬
‫ّ‬

‫ﻛـ ــﺄن ﯾـ ــرﻫن ﺷـ ــﺧص ﻣﻧزﻟـ ــﻪ ﺛـ ــم ﺳـ ــﻠﻣﻪ إﻟـ ــﻰ ﻣﺳـ ــﺗﺄﺟر و ﺑﻌـ ــد ذﻟـ ــك ﺑﺎﻋـ ــﻪ ﻟﺷـ ــﺧص ﺛﺎﻟـ ــث ‪ ،‬ﻓـ ــﺄراد‬
‫ﻓـ ــﺈن اﻹﯾﺟـ ــﺎر إذا ﻟـ ــم ﯾﻛـ ــن ﺛﺎﺑـ ــت‬ ‫ﻫـ ــذا اﻟﻣﺷـ ــﺗري أن ﯾﺗﺳـ ــﻠم اﻟﻣﻧـ ــزل ﻗﺑـ ــل ﻧﻬﺎﯾـ ــﺔ ﻋﻘـ ــد اﻹﯾﺟـ ــﺎر‬
‫اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺦ ﻓـ ــﻼ ﯾﻧﻔـ ــذ ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــق اﻟﻣﺷـ ــﺗري ‪ ،‬و ﯾﺣـ ــق ﻣـ ــن ﺛﻣـ ــﺔ ﻟﻠﻣﺳـ ــﺗﺄﺟر ﻓـ ــﻲ ﺗﻌـ ــوﯾض ﯾﺗﻘﺎﺿـ ــﺎﻩ ﻣـ ــن‬
‫اﻟﻣ ـ ــؤﺟر دون أن ﯾﻛ ـ ــون ﻟ ـ ــﻪ اﻟﺣ ـ ــق ﻓ ـ ــﻲ أن ﯾﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑ ـ ــﺎﻟﺣﺑس ﺿ ـ ــد اﻟ ـ ــداﺋن اﻟﻣـ ـ ـرﺗﻬن ‪ ،‬ﻷن اﻟ ـ ــرﻫن‬
‫ﺳﺎﺑق ﻋﻠﻰ ﺛﺑوت اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺑس‪.‬‬

‫ﻫﻧـ ــﺎك ﺣـ ــﺎﻻت ﻻ ﯾﺗﺻـ ــور ﻓﯾﻬـ ــﺎ وﻗـ ــف ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻻﻟﺗ ـ ـزام ﻷن طﺑﯾﻌﺗـ ــﻪ ﻻ ﺗﻘﺑـ ــل اﻟوﻗـ ــف و ﯾﺗﺣﻘـ ــق‬
‫ذﻟ ـ ــك ﻓ ـ ــﻲ ﺑﻌ ـ ــض ﺻ ـ ــور اﻻﻟﺗـ ـ ـزام ﺑﺎﻻﻣﺗﻧ ـ ــﺎع ﻋ ـ ــن ﻋﻣ ـ ــل ﻛ ـ ــﺄن ﯾﺗﻌﻬ ـ ــد ﺷ ـ ــﺧص ﺑﻌ ـ ــدم اﻟﺑﻧ ـ ــﺎء ﻓ ـ ــﻲ‬
‫أرض ﻣﻌﯾﻧـ ــﺔ ﯾﻣﻠﻛﻬـ ــﺎ ﺑﻣﻘﺎﺑـ ــل ﻣﺑﻠـ ــﻎ ﻣـ ــن اﻟﻣـ ــﺎل ‪ ،‬و ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﻓـ ــﺈن ﺗـ ــﺄﺧر اﻟطـ ــرف اﻷﺧـ ــر ﻋـ ــن دﻓـ ــﻊ‬
‫)‪(221‬‬
‫ﻫذا اﻟﻣﺑﻠﻎ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻟﻠطرف اﻷول أن ﯾﺑﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ و ﻫذا ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻓﺳﺦ ﻟﻠﻌﻘد‬

‫ﯾﻧﻘﺿ ــﻲ اﻟ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻟﻬ ــﻼك اﻟﺷ ــﻲء ﻣﺣ ــل إﻟﺗـ ـزام اﻟ ــداﺋن ‪ ،‬ﻛ ــﺄن ﯾﻬﻠ ــك اﻟﺷ ــﻲء اﻟﻣﺣﺑ ــوس‬
‫)‪(222‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻓﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺑﻌﺔ اﻟﻬﻼك‬
‫ّ‬ ‫ﺗﺣت ﯾد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ‪،‬‬

‫)‪(220‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.366 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ أﻧور ﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 290 .‬‬

‫)‪(221‬‬
‫– ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 210 – 209 .‬‬

‫‪.‬‬ ‫)‪(222‬‬
‫_أﻧور ﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪290 .‬‬

‫‪72‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‬

‫اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ ﻫـ ــﻲ ﺟ ـ ـزاء اﻹﺧـ ــﻼل ﺑﺎﻹﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻧﺷـ ــﺄ ﻋـ ــن اﻟﻌﻘـ ــد و اﻟﺗـ ــﻲ ﻟـ ــم‬
‫ﯾـ ــﺗم ﺗﻧﻔﯾـ ــذﻫﺎ و ﻫـ ــﻲ ﻻ ﺗﻘـ ــوم ّإﻻ ﻋﻧـ ــد اﺳـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻌﯾﻧـ ــﻲ ﻓﺎﻷﺻـ ــل أن ﯾﺟﺑـ ــر اﻟﻣـ ــدﯾن ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ـﺗﺣﯾﻼ ‪ ،‬و أن اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﻫـ ـ ــو‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻟﻌﯾﻧـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــﺎ ﺑﻘـ ـ ــﻲ ﻣﻣﻛﻧ ـ ـ ـﺎً ‪ ،‬و ﻣﺗـ ـ ــﻰ ﺛﺑـ ـ ــت أﻧـ ـ ــﻪ أﺻـ ـ ــﺑﺢ ﻣﺳـ ـ ـ ً‬
‫اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺣﻣل ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﺳﺑﺑﻬﺎ ﻟﻠداﺋن ‪.‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‬

‫ﻗﯾ ـ ـ ــﺎم اﻟﻣﺳ ـ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾ ـ ـ ــﺔ ﯾﻔﺗ ـ ـ ــرض أن ﻫﻧ ـ ـ ــﺎك ﻋﻘ ـ ـ ــداً ﺻ ـ ـ ــﺣﯾﺣﺎً واﺟ ـ ـ ــب اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ـ ــذ ﻏﯾ ـ ـ ــر أن‬
‫اﻟﻣ ــدﯾن ﻟ ــم ﯾﻘ ــم ﺑﺗﻧﻔﯾ ــذﻩ و ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻓ ــﺈن ﻋ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻫﻧ ــﺎ ﯾرﺟ ــﻊ إﻟ ــﻰ اﻟﻣ ــدﯾن أي ﺑﺧطﺋ ــﻪ ‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ ﻻ‬
‫ﺗﻘـ ـ ــوم اﻟﻣﺳـ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ـ ــﺔ ّإﻻ إذا ﺗ ـ ـ ـواﻓر اﻟﺧطـ ـ ــﺄ ﻓـ ـ ــﻲ ﺟﺎﻧـ ـ ــب اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ‪ ،‬و ﻻ ﻣﺣـ ـ ــل ﻟﻣﺳـ ـ ــﺎﺋﻠﺗﻪ إذا‬
‫)‪(223‬‬
‫و ﻫـ ـ ــذا طﺑﻘ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﻧص م ‪ 176‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗـ ـ ــﻧص‬ ‫اﻧﺗﻔ ـ ــﻰ اﻟﺧطـ ـ ــﺄ ﺑﺳ ـ ــﺑب أﺟﻧﺑـ ـ ــﻲ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ ‪ » :‬إذا اﺳـــــﺗﺣﺎل ﻋﻠـــــﻰ اﻟﻣـــــدﯾن أن ﯾﻧﻔـــــذ اﻻﻟﺗـــــزام ﻋﯾﻧـــــﺎ ‪ ،‬ﺣﻛـــــم ﻋﻠﯾـــــﻪ ﺑﺗﻌـــــوﯾض‬
‫اﻟﺿــرر اﻟﻧــﺎﺟم ﻋـــن ﻋــدم ﺗﻧﻔﯾــذ اﻟﺗزاﻣـــﻪ ‪ ،‬ﻣــﺎ ﻟــم ﯾﺛﺑـــت أن اﺳــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻧﺷـــﺄت ﻋــن ﺳـــﺑب‬
‫ﻻ ﯾد ﻟﻪ ﻓﯾﻪ ‪ ،‬و ﯾﻛون اﻟﺣﻛم ﻛذﻟك إذا ﺗﺄﺧر اﻟﻣدﯾن ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ‪.(224) « .‬‬

‫و اﻟﻣﺳـ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ـ ــﺔ ﺑﻬـ ـ ــذا اﻟﻣﻔﻬـ ـ ــوم إذن ﻫـ ـ ــﻲ أن ﻧﺟـ ـ ــﺎزي اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻋـ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذﻩ ﻻﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻧﺎﺷـ ـ ــﺊ ﻋـ ـ ــن اﻟﻌﻘـ ـ ــد و ذﻟـ ـ ــك ﺑﻣﻘﺎﺑـ ـ ــل ﺗﻌـ ـ ــوﯾض ﯾﻘﺗﺿـ ـ ــﯾﻪ ﻣﻧـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ــداﺋن اﻟـ ـ ــذي ﺗﺳـ ـ ــﺑب ﻟـ ـ ــﻪ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن‬
‫ﺑﺄﺿرار ﻓﻬو ﯾدﻓﻊ اﻟﺗﻌوﯾض طﺑﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ )‪.(225‬‬

‫)‪(223‬‬
‫– ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 265 .‬‬
‫)‪ – (224‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ – (225‬ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ .‬ص‪. 466 .‬‬

‫‪73‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أرﻛﺎن ﻗﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‬

‫ﯾﻘﺗﺿ ـ ـ ــﻲ ﻟﻘﯾ ـ ـ ــﺎم اﻟﻣﺳ ـ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾ ـ ـ ــﺔ ﺗـ ـ ـ ـواﻓر ﺛﻼﺛ ـ ـ ــﺔ أرﻛ ـ ـ ــﺎن ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻹﺧ ـ ـ ــﻼل ﺑ ـ ـ ــﺎﻟﺗزام ﻋﻘ ـ ـ ــدي‬
‫و اﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺟم ﻋﻧﻪ و اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي‬

‫اﻹﺧـ ـ ــﻼل ﺑـ ـ ــﺈﻟﺗزام ﻋﻘـ ـ ــدي ﻫـ ـ ــو إﻧﺣ ـ ـ ـراف ﻓـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ــﻠوك اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﺑﻬـ ـ ــذا اﻹﻟﺗ ـ ـ ـزام اﻟـ ـ ــذي ﻻ ﯾﺄﺗﯾـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟرﺟل اﻟﻌﺎدي إذا وﺟد ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟظروف اﻟﻌﺎدﯾﺔ إﻻّ ﻷﺳﺑﺎب ﺧﺎرﺟﺔ ﻋن إرادﺗﻪ ‪.‬‬

‫و ﯾﺷ ــﺗرط ﻟﻘﯾ ــﺎم اﻹﺧ ــﻼل ﺑ ــﺈﻟﺗزام ﻋﻘ ــدي و اﻟ ــذي ﺑ ــﻪ ﺗﻘ ــوم ﺑ ــﻪ ﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣ ــدﯾن ‪ ،‬وﺟ ــود إﻟﺗـ ـزام‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد ‪ ،‬و ﻋدم ﻗﯾﺎم اﻟﻣدﯾن ﺑﺗﻧﻔﯾذﻩ ﺑﺗﻘﺻﯾر ﻣﻧﻪ ‪.‬‬

‫‪ (1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي‬

‫ﻧﻘﺻ ــد ﺑﺎﻟﺧطـ ــﺄ اﻟﻌﻘـ ــدي ‪ ،‬ﻋـ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ اﻟﻣﺗرﺗـ ــب ﻋ ــن اﻟﻌﻘـ ــد أو اﻟﺗـ ــﺄﺧﯾر ﻓـ ــﻲ‬
‫ـﺎﻻ ﻋﻧ ــﻪ أو ﻏﺷ ـ ـﺎً ﻣﻧـ ــﻪ أو ﻋ ــدم ﻗدرﺗـ ــﻪ أو ﺣﺗـ ــﻰ ﺑﺳـ ــﺑب‬
‫ﺗﻧﻔﯾ ــذﻩ ﺳ ـ ـواء ﻛـ ــﺎن ذﻟ ــك ﻋـ ــن ﻋﻣـ ــد أو إﻫﻣـ ـ ً‬
‫أﺟﻧﺑ ـ ــﻲ ‪ ،‬و ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﻓ ـ ــﺈن اﻟﺧط ـ ــﺄ اﻟﻌﻘ ـ ــدي ﯾﺗﺣﻘ ـ ــق ﺑﻣﺟ ـ ــرد ﻋ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻻﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﺑﻐ ـ ــض‬
‫ﻛﻠﯾﺎً أو ﺟزﺋﯾﺎً أو ّأﻧﻪ ﻧﻔّذﻩ ﻟﻛن ﺑﺷﻛل ﻣﻌﯾب )‪.(226‬‬
‫اﻟﻧظر ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ّ‬

‫‪ (2‬اﻻﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ و اﻹﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ‬

‫ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻹﻟﺗزام ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺧطﺄ‪ ،‬ﯾﺧﺗﻠف ﺑﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻹﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ أو اﻹﻟﺗزام‬
‫)‪(227‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ‬

‫)‪ – (226‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 184 .‬‬

‫)‪(227‬‬
‫– ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ‪ ،‬ﻋﻠم اﻟدﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 466 .‬‬

‫‪74‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫_ اﻹ ﻟﺗــــزام ﺑﺗﺣﻘﯾــــق ﻧﺗﯾﺟــــﺔ ﻣﻌﯾﻧــــﺔ ‪ :‬ﯾﻌـ ــد اﻟﻣـ ــدﯾن ﻓﯾـ ــﻪ ﻣﺧـ ـ ًـﻼ ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ إذا ﻟـ ــم ﯾﺣﻘـ ــق‬
‫اﻟﻐﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ إﻟﺗ ـ ــزم ﺑﺗﺣﻘﯾﻘﻬ ـ ــﺎ و ﻻ ﯾﺑـ ـ ـ أر اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻣﻧ ـ ــﻪ إﻻ إذا ﺗﺣﻘﻘ ـ ــت اﻟﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻣ ـ ــﺛﻼ ﻛ ـ ــﺎﻻﻟﺗزام‬
‫ﺑﻧﻘ ــل ﺣ ــق ﻋﯾﻧ ــﻲ ﻓﺎﻟﺑـ ــﺎﺋﻊ ﻓ ــﻲ ﻋﻘ ــد اﻟﺑﯾـ ــﻊ ﯾﻠﺗ ــزم ﺑﺗﺳ ــﻠﯾم اﻟﻣﺑﯾ ــﻊ إﻟـ ــﻰ اﻟﻣﺷ ــﺗري ‪ ،‬و اﻟﻣﻘ ــﺎول ﯾﺟـ ــب‬
‫ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ إﻛﻣ ـ ــﺎل اﻟﺑﻧ ـ ــﺎء و ﺗﺳ ـ ــﻠﯾﻣﻪ إﻟ ـ ــﻰ رب اﻟﻌﻣ ـ ــل ﻓ ـ ــﺈذا ﻟ ـ ــم ﺗﺗﺣﻘ ـ ــق اﻟﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ اﻟﻣطﻠوﺑ ـ ــﺔ ﻛ ـ ــﺎن‬
‫اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻣﺧطﺋـ ـ ـﺎً ‪ ،‬و ﻻ ﯾﻠ ـ ــزم إﺛﺑ ـ ــﺎت ﺗﻘﺻ ـ ــﯾر ﻓ ـ ــﻲ ﺟﺎﻧﺑ ـ ــﻪ ‪ ،‬طﺎﻟﻣ ـ ــﺎ أن ﺧط ـ ــﺄﻩ ﻫ ـ ــو ﻋ ـ ــدم ﺗﺣﻘﯾ ـ ــق‬
‫اﻟﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ إﻟﺗـ ــزم ﺑﻬـ ــﺎ ‪ ،‬و ﻻ ﯾﺑ ـ ـ أر ﻣـ ــن ﻫـ ــذا اﻻﻟﺗ ـ ـزام ّإﻻ ﺑﺈﺛﺑـ ــﺎت أن ﻫﻧـ ــﺎك ﺳـ ــﺑﺑﺎً أﺟﻧﺑﯾ ـ ـﺎً ﺣـ ــﺎل‬
‫ﺑﯾﻧ ــﻪ و ﺑ ــﯾن ﺗﺣﻘﯾ ــق اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ‪ ،‬و ﻫ ــذا اﻟﺳ ــﺑب اﻷﺟﻧﺑ ــﻲ ﻗ ــد ﯾﻛ ــون ﻗ ــوة ﻗ ــﺎﻫرة أو ﺣﺎدﺛـ ـﺎً ﻣﻔﺎﺟﺋـ ـﺎً أو‬
‫ﻓﻌل اﻟﻐﯾر أو ﻓﻌل اﻟداﺋن ﻧﻔﺳﻪ )‪.(228‬‬

‫_ اﻹ ﻟﺗــــزام ﺑﺑـــــذل ﻋﻧﺎﯾــــﺔ ‪ :‬ﻫـ ــو أن ﯾﻠﺗـ ــزم اﻟﻣـ ــدﯾن ﺑﺎﻟﻌﻣـ ــل ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺣﻘﯾـ ــق أﻣـ ــر ﻣﻌـ ــﯾن و ﺑـ ــذل‬
‫اﻟﺟﻬ ــد ﻓ ــﻲ ذﻟ ــك‪ ،‬و ﺣﺗ ــﻰ ﺗﺑـ ـ أر ذﻣﺗ ــﻪ ﻣ ــن إﻟﺗ ازﻣ ــﻪ ﺳـ ـواء ﺗﺣﻘﻘ ــت اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ أم ﻟ ــم ﺗﺗﺣﻘ ــق ﻷﻧ ــﻪ ﻏﯾ ــر‬
‫ﻣﺳـ ــؤول ﻋـ ــن ﺗﺣﻘﯾﻘﻬـ ــﺎ وﻻ ﯾﻔـ ــرض ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻟوﺻـ ــول إﻟـ ــﻰ ﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ﻣرﺟـ ــوة و ّإﻧﻣـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ــﻪ ﺑـ ــذل اﻟﻌﻧﺎﯾـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠوﺻ ـ ــول إﻟﯾﻬ ـ ــﺎ و اﻟﻌﻧﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟﻣطﻠوﺑ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻫ ـ ــﻲ ﻋﻧﺎﯾ ـ ــﺔ اﻟرﺟ ـ ــل اﻟﻣﻌﺗ ـ ــﺎد ‪ ،‬و ﻟﻛ ـ ــن ﻫﻧ ـ ــﺎك‬
‫ﺣـ ـ ــﺎﻻت أﯾـ ـ ــن ﯾﻘﺿـ ـ ــﻲ ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ اﻟﻘـ ـ ــﺎﻧون أو ﻧـ ـ ــص اﻻﺗﻔـ ـ ــﺎق ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﺗﻘﻠﯾـ ـ ــل ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﻌﻧﺎﯾـ ـ ــﺔ اﻟﻣطﻠوﺑـ ـ ــﺔ أو‬
‫اﻟزﯾﺎدة ﻋﻧﻬﺎ و ﺗﺷدﯾدﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى ﻋﻧﺎﯾﺔ اﻟرﺟل اﻟﺣرﯾص )‪.(229‬‬

‫)‪(228‬‬
‫– ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪. 467 – 466 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 146 – 145 .‬‬

‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 312 .‬‬

‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 501 .‬‬

‫)‪ _ (229‬ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص ص‪. 468_467.‬‬

‫‪75‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫‪ (1‬إﺛﺑﺎت اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي‬

‫ﯾﻘﺻـ ــد ﺑﺈﺛﺑـ ــﺎت اﻟﺧطـ ــﺄ اﻟﻌﻘـ ــدي‪ ،‬إﺛﺑـ ــﺎت ﻋـ ــدم اﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ أو اﻟﺗـ ــﺄﺧر ﻓﯾـ ــﻪ أو ﺗﻧﻔﯾـ ــذﻩ ﺑﺷـ ــﻛل‬
‫ﻣﻌﯾب أو ﺑﺻورة ﺟزﺋﯾﺔ )‪.(230‬‬

‫ﯾﺗﺣﻣـ ــل اﻟـ ــداﺋن ﻋﺑـ ــﺊ إﺛﺑـ ــﺎت ﻋـ ــدم ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻷﻧـ ــﻪ ﻫـ ــو اﻟـ ــذي ﯾطﺎﻟـ ــب ﺑـ ــﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻓـ ــﺈذا‬
‫أﻣـ ـﺎ إن‬
‫ﻛ ــﺎن اﻻﻟﺗـ ـزام ﻫ ــو ﺗﺣﻘﯾ ــق ﻧﺗﯾﺟ ــﺔ ﻓﯾﺛﺑ ــت اﻟ ــداﺋن ﻋ ــدم ﺗﺣﻘـ ـق ﻫ ــذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ اﺳ ــﺗﻬدﻓﻬﺎ‪ّ ،‬‬
‫ﻛـ ــﺎن اﻻﻟﺗ ـ ـزام ﻫـ ــو ﺑـ ــذل ﻋﻧﺎﯾـ ــﺔ وﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــداﺋن أن ﯾﺛﺑـ ــت أن اﻟﻣـ ــدﯾن ﻟـ ــم ﯾﺑـ ــذل اﻟﻌﻧﺎﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﯾﺑذﻟﻬﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي )‪.(231‬‬

‫ب ‪ /‬اﻟﺿرر اﻟﻌﻘدي‬

‫اﻟﺿـ ـ ــرر ﻫـ ـ ــو اﻟـ ـ ــرﻛن اﻟﺛـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ـ ــن أرﻛـ ـ ــﺎن اﻟﻣﺳـ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ذﻟـ ـ ــك ﻷن ﺗﺣﻘـ ـ ــق اﻟﺧطـ ـ ــﺄ‬
‫اﻟﻌﻘدي ﻻ ﯾﻛﻔﻲ وﺣدﻩ ﻟﻘﯾﺎﻣﻬﺎ ‪.‬‬

‫‪ (1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺿرر‬

‫اﻟﺿ ـ ـ ــرر ﻫ ـ ـ ــو اﻷذى اﻟ ـ ـ ــذي ﯾﺻ ـ ـ ــﯾب اﻟﺷ ـ ـ ــﺧص ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺣ ـ ـ ــق ﻣ ـ ـ ــن ﺣﻘوﻗ ـ ـ ــﻪ أو ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣﺻ ـ ـ ــﻠﺣﺔ‬
‫)‪(232‬‬
‫و ﻫـ ــو ﻛـ ــل ﻣـ ــﺎ ﯾﻠﺣـ ــق اﻟـ ــداﺋن ﻣـ ــن ﺧﺳـ ــﺎرة ﻓﻌﻠﯾـ ــﺔ و ﻣـ ــﺎ ﯾﻔوﺗـ ــﻪ ﻣـ ــن ﻛﺳـ ــب ﻓﺎﺋـ ــت‬ ‫ﻣﺷـ ــروﻋﺔ‬
‫ﻧـ ــﺗﺞ ﻣﺑﺎﺷ ـ ـرة ﻋـ ــن ﻋـ ــدم اﻟوﻓـ ــﺎء ﺑـ ــﺎﻹﻟﺗزام ‪ ،‬و ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك ﻓـ ــﺈن اﻟﺿـ ــرر اﻟـ ــذي ﯾﻌـ ــوض ﻋﻧـ ــﻪ ﻫ ـ ــو‬

‫)‪(230‬‬
‫– ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 449 .‬‬
‫)‪(231‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 314 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 147 .‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 506 – 505 .‬‬
‫)‪(232‬‬
‫– ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 284 .‬‬

‫‪76‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫داﺋﻣ ــﺎ اﻟﺿ ــرر اﻟﻣﺑﺎﺷ ــر ‪ ،‬أﻣ ــﺎ اﻟﺿ ــر ﻏﯾ ــر اﻟﻣﺑﺎﺷ ــر ﻓ ــﻼ ﯾﺳ ــﺗﺣق ﻋﻧ ــﻪ اﻟﺗﻌ ــوﯾض ﻓ ــﻲ اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻘدﯾﺔ )‪.(233‬‬

‫‪ ( 2‬ﺷروط اﻟﺿرر‬

‫ﯾﺟب ﻟﻠﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر أن ﺗﺗواﻓر ﺛﻼﺛﺔ ﺷروط ﻫﻲ ‪:‬‬

‫أ‪ -‬أن ﯾﻛــــــون اﻟﺿــــــرر ﻣﺣﻘــــــق اﻟوﻗــــــوع ‪ :‬ﺳ ـ ـ ـواء ﻛـ ـ ــﺎن اﻟﺿـ ـ ــرر ﺣـ ـ ــﺎﻻً أو ﻣﺣﻘـ ـ ــق اﻟوﻗـ ـ ــوع ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻛﺗﻠف اﻟﺑﺿﺎﻋﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻧﻘل أو ﻫﻼك اﻟودﯾﻌﺔ ﺑﺧطﺄ اﻟﻣودع ﻋﻧدﻩ )‪.(234‬‬

‫ب‪ -‬أن ﯾﻛـــــون اﻟﺿـــــرر ﻣﺑﺎﺷـــــ ار ‪ :‬ﻷن اﻟﻣـ ــدﯾن ﻻ ﯾﺳـ ــﺄل ّإﻻ ﻋـ ــن اﻟﺿـ ــرر اﻟﻣﺑﺎﺷـ ــر اﻟﻧـ ــﺎﺗﺞ ﻋـ ــن‬
‫ﻋدم اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزام أو ﻟﻠﺗﺄﺧﯾر ﻓﯾﻪ )‪.(235‬‬

‫ج‪ -‬و أﺧﯾــــ ار أن ﯾﻛــــون اﻟﺿــــرر ﻣﺗوﻗﻌــــﺎ ﻓــــﻲ اﻟﻣﺳــــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾــــﺔ ‪ :‬و ﻣﻌﻧـ ــﻰ ذﻟـ ــك أﻧـ ــﻪ ﯾﻣﻛـ ــن‬
‫)‪(236‬‬
‫ﻷﻧـ ـ ـﻪ إذا ارﺗﻛ ـ ــب‬
‫‪ّ ،‬‬ ‫ﺗوﻗﻌ ـ ــﻪ ﻋ ـ ــﺎدة وﻗ ـ ــت اﻟﻌﻘ ـ ــد ‪ ،‬ﺑﺎﺳ ـ ــﺗﺛﻧﺎء ﺣ ـ ــﺎﻟﺗﻲ اﻟﻐ ـ ــش و اﻟﺧط ـ ــﺄ اﻟﺟﺳ ـ ــﯾم‬
‫اﻟﻣـ ــدﯾن ﻏﺷ ـ ـﺎً أو ﺧطـ ــﺄ ﺟﺳـ ــﯾم ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﯾﺳـ ــﺄل ﻋـ ــن ﻛـ ــل ﻣـ ــﺎ أﺻـ ــﺎب اﻟـ ــداﺋن ﻣـ ــن ﺿـ ــرر ﺳ ـ ـواء ﻛـ ــﺎن‬
‫)‪(237‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻣﺗوﻗﻌﺎً أو ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺎً‬

‫)‪(233‬‬
‫– ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 470 .‬‬

‫)‪ – (234‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 188 .‬‬

‫)‪ – (235‬ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 149 – 148 .‬‬
‫)‪ – (236‬ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 453 .‬‬
‫)‪ – (237‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪. 189 .‬‬

‫‪77‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫‪ ( 3‬أﻧواع اﻟﺿرر‬

‫ﻣ ـ ـﺎدي ﯾﻠﺣـ ــق‬ ‫ﻟﻠﺿـ ــرر اﻟﻧﺎﺷـ ــﺊ ﻋـ ــن اﻹﺧـ ــﻼل ﺑﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻻﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻌﻘـ ــدي ﻧـ ــوﻋﯾن ‪ ،‬ﺿـ ــرر‬
‫اﻟﺷ ـ ــﺧص ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺻ ـ ــﻠﺣﺔ ﻣﺎﻟﯾ ـ ــﺔ أو ﻓ ـ ــﻲ ﺟﺳ ـ ــﻣﻪ ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺿ ـ ــرر اﻟ ـ ــذي ﯾﺻ ـ ــﯾب اﻟﺑﺿ ـ ــﺎﻋﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﻋﻘ ـ ــد‬
‫اﻟﻧﻘـ ــل أو اﻟﺿ ـ ــرر اﻟ ـ ــذي ﯾﺻ ـ ــﯾب اﻟﻣﺳ ـ ــﺎﻓر ﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ ﺣـ ــﺎدث ﯾﺳ ـ ــﺑب ﻟ ـ ــﻪ ﻋﺟـ ـ ـ اًز ﻛﻠﯾـ ـ ـﺎً أو ﺟزﺋﯾـ ـ ـﺎً ﻋ ـ ــن‬
‫اﻟﻌﻣـ ـ ــل ‪ ،‬و ﺿـ ـ ــرر أدﺑـ ـ ــﻲ ﻻ ﯾﻣـ ـ ــس اﻟﻣـ ـ ــﺎل ‪ ،‬ﺑـ ـ ــل ﯾﺻـ ـ ــﯾب اﻟﺷـ ـ ــﺧص ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﺳﺎﺳـ ـ ــﯾﺗﻪ ﻛﺎﻟﺷـ ـ ــﻌور‬
‫اﻟﻌﺎطﻔ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﻛ ارﻣ ــﺔ ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻟ ــو أﺻ ــﯾب اﻟﻣﺳ ــﺎﻓر ﻓ ــﻲ ﺣ ــﺎدث ﻧ ــﺗﺞ ﻋﻧ ــﻪ ﺗﺷ ــوﯾﻪ و ﻣ ــﺎ ﺳ ــﺑب ﻟ ــﻪ ﻣ ــن‬
‫آﻻم ﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ ﺑﺎﻹﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ اﻟﺿـ ــرر اﻟﻣـ ــﺎدي اﻟﻣﺗﻣﺛـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﺟـ ــز ‪ ،‬أو أن ﯾﻧﺷـ ــر اﻟطﺑﯾـ ــب أﺧﺑـ ــﺎر‬
‫ﻋن اﻟﻣرﯾض ﻣﺎ ﯾﺳﺑب ﻟﻪ ﺿر ار ﻓﻲ ﺳﻣﻌﺗﻪ )‪.( 238‬‬

‫‪ -4‬ﻣدى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر‬

‫ﺗ ـ ــﻧص م ‪ 182‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﯾﻠ ـ ــﻲ ‪ » :‬إذا ﻟــــــم ﯾﻛـــــن اﻟﺗﻌـــــوﯾض ﻣﻘـــــد ار ﻓــــــﻲ‬
‫اﻟﻌﻘــــد أو ﻓــــﻲ اﻟﻘــــﺎﻧون ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﺿــــﻲ ﻫــــو اﻟــــذي ﯾﻘــــدرﻩ ‪ ،‬و ﯾﺷــــﻣل اﻟﺗﻌــــوﯾض ﻣــــﺎ ﻟﺣــــق اﻟــــداﺋن‬
‫ﻣــــن ﺧﺳــــﺎرة و ﻣــــﺎ ﻓﺎﺗــــﻪ ﻣــــن ﻛﺳــــب‪ ،‬ﺑﺷــــرط أن ﯾﻛــــون ﻫــــذا ﻧﺗﯾﺟــــﺔ طﺑﯾﻌﯾــــﺔ ﻟﻌــــدم اﻟوﻓــــﺎء‬
‫ﺑــــﺎﻻﻟﺗزام أو ﻟﻠﺗــــﺄﺧر ﻓـــــﻲ اﻟوﻓــــﺎء ﺑـــــﻪ ‪ .‬و ﯾﻌﺗﺑــــر اﻟﺿــــرر ﻧﺗﯾﺟـــــﺔ طﺑﯾﻌﯾــــﺔ إذا ﻟـــــم ﯾﻛــــن ﻓـــــﻲ‬
‫اﺳﺗطﺎﻋﺔ اﻟداﺋن أن ﯾﺗوﻗﺎﻩ ﺑﺑذل ﺟﻬد ﻣﻌﻘول‪.‬‬

‫ﻏﯾـــر أﻧـــﻪ إذا ﻛـــﺎن اﻻﻟﺗـــزام ﻣﺻـــدرﻩ اﻟﻌﻘـــد ‪ ،‬ﻓـــﻼ ﯾﻠﺗـــزم اﻟﻣـــدﯾن اﻟـــذي ﻟـــم ﯾرﺗﻛـــب ﻏﺷـــﺎً أو ﺧطـــﺄ‬
‫)‪(239‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺟﺳﯾﻣﺎً إﻻ ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﺿرر اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﺗوﻗﻌﻪ ﻋﺎدة وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد «‬

‫)‪ – ( 238‬ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 285 .‬‬

‫‪ -‬أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 188 .‬‬
‫)‪ – (239‬أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺑ ـ ــﯾن ﻣ ـ ــن ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺎدة أن اﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض ﯾﻛ ـ ــون ﻓﻘ ـ ــط ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺿ ـ ــرر اﻟﻣﺑﺎﺷ ـ ــر اﻟﻣﺗوﻗ ـ ــﻊ ‪ ،‬أﻣ ـ ــﺎ‬
‫اﻟﺿ ـ ــرر ﻏﯾ ـ ــر اﻟﻣﺑﺎﺷ ـ ــر ﻓ ـ ــﻼ ﯾﻌ ـ ــوض ﻋﻧ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻛﻣ ـ ــﺎ و ﯾﺷ ـ ــﻣل اﻟﺗﻌ ـ ــوﯾض ﻧ ـ ــوﻋﻲ اﻟﺿ ـ ــرر ﺑﺗـ ـ ـواﻓر‬
‫ﺷروطﻪ‪.‬‬

‫ج‪ /‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ و اﻟﺿرر اﻟﻌﻘدي‬

‫ﻻ ﺗﻘـ ــوم اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾ ـ ــﺔ ّإﻻ إذا ﻛـ ــﺎن اﻟﺿ ـ ــرر ﻗ ـ ــد ﻧﺷـ ــﺄ ﻋ ـ ــن ﺧط ـ ــﺄ اﻟﻣـ ــدﯾن ﺣﯾ ـ ــث ﯾﺟ ـ ــب‬
‫أن ﺗﻛ ـ ــون ﻫﻧ ـ ــﺎك ﻋﻼﻗ ـ ــﺔ ﺳ ـ ــﺑﺑﯾﺔ ﺑ ـ ــﯾن اﻟﺧط ـ ــﺄ و اﻟﺿ ـ ــرر ‪ ،‬ﻓ ـ ــﺈذا اﻧﻘطﻌ ـ ــت اﻟﻌﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﺑﺑﯾﺔ ﻓ ـ ــﻼ‬
‫ﺗﺗﺣﻘق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ و ﻻ ﺗﺗﻘرر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﯾن اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺔ ‪.‬‬

‫‪ (1‬ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ وﻋﺑﺊ اﻹﺛﺑﺎت‬

‫اﻟﻣﻘﺻـ ــود ﺑراﺑطـ ــﺔ اﻟﺳـ ــﺑﺑﯾﺔ ﺑـ ــﯾن اﻟﺧطـ ــﺄ و اﻟﺿـ ــرر ﻫـ ــو أﻧـ ــﻪ ﯾﺟـ ــب أن ﯾﻛـ ــون ﺧطـ ــﺄ اﻟﻣـ ــدﯾن‬
‫ﻫ ـ ــو اﻟﺳ ـ ــﺑب اﻟ ـ ــذي أﻟﺣ ـ ــق اﻟﺿ ـ ــرر ﺑﺎﻟ ـ ــداﺋن ‪ ،‬و راﺑط ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﺑﺑﯾﺔ ﺗﻔﺗ ـ ــرض ﻣ ـ ــﺎدام ﻗ ـ ــد ﺛﺑ ـ ــت وﺟ ـ ــود‬
‫اﻟﺧطﺄ و اﻟﺿرر‪.‬‬

‫و ﯾﻘ ـ ــﻊ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟ ـ ــداﺋن ﻋ ـ ــبء اﻹﺛﺑ ـ ــﺎت ﺑ ـ ــﯾن ﻋ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻹﻟﺗـ ـ ـزام و اﻟﺿ ـ ــرر اﻟ ـ ــذي ﻟﺣﻘ ـ ــﻪ ‪،‬أﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻼﻗ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــﺑﺑﯾﺔ ﺑ ـ ــﯾن ﻋ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻹﻟﺗـ ـ ـزام و ﺳ ـ ــﻠوك اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻓﻬ ـ ــﻲ ﻣﻔﺗرﺿ ـ ــﺔ ﻷﻧ ـ ــﻪ ﯾﻔﺗ ـ ــرض أن‬
‫اﻟﺧطـ ــﺄ ارﺟـ ــﻊ إﻟـ ــﻰ اﻟﺿـ ــرر و ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣـ ــدﯾن إذا ﻛـ ــﺎن ﯾـ ــدﻋﻲ اﻟﻌﻛـ ــس أن ﯾﻧﻔـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﺑﺑﯾﺔ ﻋـ ــن ﻋـ ــدم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ و ﺳـ ـ ــﻠوﻛﻪ ‪ ،‬و ﻫـ ـ ــذا طﺑﻘـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﻧص م ‪ 176‬ﻣـ ـ ــن ق‪.‬م‪.‬ج _ اﻟﺳـ ـ ــﺎﻟﻔﺔ اﻟـ ـ ــذﻛر_ ﻏﯾـ ـ ــر أن‬
‫ﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـ ــﺎدة ﻻ ﺗﺗﻌﻠ ـ ـ ــق ّإﻻ ﺑ ـ ـ ــرﻛن اﻟﺧط ـ ـ ــﺄ و ﺗﻔﺗ ـ ـ ــرض أن اﺳ ـ ـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ـ ــذ ﺗرﺟ ـ ـ ــﻊ إﻟ ـ ـ ــﻰ ﺳ ـ ـ ــﻠوك‬
‫اﻟﻣدﯾن ‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫‪ (2‬اﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‬

‫ﯾﺳ ـ ــﺗطﯾﻊ اﻟﻣ ـ ــدﯾن أن ﯾ ـ ــدﻓﻊ ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺗﻪ ﺑ ـ ــﺄن ﯾﺛﺑ ـ ــت أن اﻟﺿ ـ ــرر اﻟ ـ ــذي أﺻ ـ ــﺎب اﻟ ـ ــداﺋن ﻟ ـ ــم‬
‫ﯾﻛ ــن ﺑﺳ ــﺑب ﻋ ــدم وﻓﺎﺋـ ـﻪ ﻹﻟﺗ ازﻣ ــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗ ــدي ﺑ ــل ﺑﺳ ــﺑب ﻻ ﯾ ــد ﻟ ــﻪ ﻓﯾ ــﻪ ‪ ،‬ﻫ ــذا ﻫ ــو اﻟﺳ ــﺑب اﻷﺟﻧﺑ ــﻲ‬
‫اﻟ ـ ــذي ﯾﻛـ ـ ــون ﻗـ ـ ــوة ﻗـ ـ ــﺎﻫرة أو ﺣ ـ ــﺎدث ﻓﺟـ ـ ــﺎﺋﻲ أو ﺧطـ ـ ــﺄ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﻧﻔﺳ ـ ــﻪ‪ ،‬أو ﺧطـ ـ ــﺄ اﻟﻐﯾـ ـ ــر ‪ ،‬و ﻫـ ـ ــذا‬
‫طﺑﻘـ ــﺎ ﻟﻠــــم ‪ 127‬ﻣـ ــن ق‪ .‬م‪ .‬ج اﻟﺗـ ــﻲ ﺗـ ــﻧص ﻋﻠـ ــﻰ أﻧـ ــﻪ ‪» :‬إذا أﺛﺑــــت اﻟﺷــــﺧص أن اﻟﺿــــرر ﻗــــد‬
‫ﻧﺷــﺄ ﻋــن ﺳــﺑب ﻻ ﯾــد ﻟــﻪ ﻓﯾــﻪ ﻛﺣــﺎدث ﻣﻔــﺎﺟﺊ أو ﻗــوة ﻗــﺎﻫرة ‪ ،‬أو ﺧطــﺄ ﺻــدر ﻣــن اﻟﻣﺿــرور‬
‫أو ﺧطـــﺄ ﻣـــن اﻟﻐﯾـــر ‪ ،‬ﻛـــﺎن ﻏﯾـــر ﻣﻠـــزم ﺑﺗﻌـــوﯾض ﻫـــذا اﻟﺿـــرر ‪ ،‬ﻣـــﺎ ﻟـــم ﯾوﺟـــد ﻧـــص ﻗـــﺎﻧوﻧﻲ أو‬
‫إﺗﻔﺎق ﯾﺧﺎﻟف ذﻟك ‪ ،(240) «.‬و ﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺳﺑب اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﺣرب ‪ ،‬اﻟزﻟزال ‪،‬اﻟﻣرض ‪.....‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‬

‫ﺗـ ـ ــﻧص م ‪ 178‬ﻣـ ـ ــن ق‪ .‬م‪ .‬ج ﻓـ ـ ــﻲ ﻓﻘرﺗﻬـ ـ ــﺎ ‪ 1‬و ‪ 2‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻠـ ـ ــﻲ ‪ » :‬ﯾﺟــــــوز اﻻﺗﻔــــــﺎق‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣدﯾن ﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺣﺎدث اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ أو اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ‪.‬‬

‫و ﻛــــذﻟك ﯾﺟــــوز اﻻﺗﻔــــﺎق ﻋﻠــــﻰ إﻋﻔــــﺎء اﻟﻣــــدﯾن ﻣــــن أﯾــــﺔ ﻣﺳــــؤوﻟﯾﺔ ﺗﺗرﺗــــب ﻋﻠــــﻰ ﻋــــدم ﺗﻧﻔﯾــــذ‬
‫اﻟﺗزاﻣــــﻪ اﻟﺗﻌﺎﻗــــدي ‪ ،‬إﻻ ﻣــــﺎ ﯾﻧﺷــــﺄ ﻋــــن ﻏﺷــــﻪ أو ﻋــــن ﺧطﺋــــﻪ اﻟﺟﺳــــﯾم ‪ ،‬ﻏﯾــــر أﻧــــﻪ ﯾﺟــــوز‬
‫ﻟﻠﻣــــدﯾن أن ﯾﺷــــﺗرط إﻋﻔــــﺎءﻩ ﻣــــن اﻟﻣﺳــــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣــــﺔ ﻋــــن اﻟﻐــــش أو اﻟﺧطــــﺄ اﻟﺟﺳــــﯾم اﻟــــذي‬
‫)‪(241‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾﻘﻊ ﻣن أﺷﺧﺎص ﯾﺳﺗﺧدﻣﻬم ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ «‬

‫‪.‬‬
‫)‪ _ (240‬أﻣر رﻗم ‪ 58 /75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬
‫)‪ _(241‬أﻣر رﻗم ‪ 58 /75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣـ ــﺎدة أﻧـ ــﻪ ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن اﻻﺗﻔـ ــﺎق ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻌـ ــدﯾل أﺣﻛـ ــﺎم اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ‬
‫ﻷن اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻫ ـ ــو و ﻟﯾ ـ ــد اﻹرادة ‪ ،‬إذن ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﺟ ـ ــل اﻟﺣرﯾ ـ ــﺔ‬
‫ﻷﻧﻬ ـ ــﺎ ﻻ ﺗﻌ ـ ــد ﻣ ـ ــن اﻟﻧظ ـ ــﺎم اﻟﻌ ـ ــﺎم و ّ‬
‫ّ‬
‫ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﺳواء ﺑﺗﺷدﯾدﻫﺎ أو ﺑﺗﺧﻔﯾﻔﻬﺎ أو ﺑﺎﻹﻋﻔﺎء ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬

‫ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠﻣـ ــدﯾن أن ﯾﺷـ ــﺗرط إﻋﻔـ ــﺎءﻩ ﻣـ ــن اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ ‪ ،‬و ﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك إﻋﻔـ ــﺎءﻩ‬
‫ﻣـ ــن اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘـ ــدر اﻟـ ــذي ﯾـ ــﻧص ﻋﻠﯾـ ــﻪ اﻟﺷـ ــرط ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ إن ﻛـ ــﺎن ﺷـ ــرط اﻹﻋﻔـ ــﺎء ﺑـ ــﺎطﻼ ﻓﯾﺑطـ ــل‬
‫اﻟﺷـ ــرط وﺣـ ــدﻩ و ﯾﺑﻘـ ــﻰ اﻟﻌﻘـ ــد ﺻـ ــﺣﯾﺣﺎ ‪ ،‬و ﯾﺑطـ ــل اﻟﻌﻘـ ــد ﻛﻠّ ـ ـﻪ إذا ﻛـ ــﺎن ﻫـ ــذا اﻟﺷـ ــرط اﻟﺑﺎطـ ــل ﻫـ ــو‬
‫اﻟـ ــداﻓﻊ ﻟﻠﺗﻌﺎﻗـ ــد ‪ ،‬ﻣﺛـ ــﺎل ﻋـ ــن اﺷـ ــﺗراط اﻹﻋﻔـ ــﺎء ﻣـ ــن اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ ‪ ،‬ﺑﺣﯾـ ــث ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن‬
‫ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ و ﺑﺈﺗﻔﺎق ﺧﺎص أن ﯾﺳﻘطﺎ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق )‪.(242‬‬

‫ب‪ /‬اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬

‫ﯾﺟـ ــوز ﻟﻠﻣـ ــدﯾن أن ﯾﺷـ ــﺗرط اﻟﺗﺧﻔﯾـ ــف ﻣـ ــن ﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ أو إﻧﻘﺎﺻـ ــﻬﺎ ‪ ،‬ﺳ ـ ـواء ﻗﺎﻣـ ــت ﻫـ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ ﻋـ ــن ﻋـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ أو اﻟﺗـ ــﺄﺧﯾر ﻓﯾـ ــﻪ أو اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﻣﻌﯾـ ــب أو اﻟﺟزﺋـ ــﻲ‪ ،‬ﺑﺈﺳـ ــﺗﺛﻧﺎء إﻋﻔﺎﺋـ ــﻪ‬
‫ﻓﺈﻧـ ـ ـﻪ ﻻ ﯾﺟ ـ ــوز ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ‬
‫ﻋ ـ ــن ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺗﻪ اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻧﺷ ـ ــﺄ ﻋ ـ ــن ﻏﺷ ـ ــﻪ أو ﺧطﺋ ـ ــﻪ اﻟﺟﺳ ـ ــﯾم ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﺗﺧﻔﯾف أو اﻹﻋﻔﺎء ﻣﻧﻬﺎ )‪.(243‬‬

‫)‪ _(242‬ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬ج‪ ،1.‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪ ، .‬د‪.‬ب‪.‬ن‪ ،2011 ،‬ص‬
‫ص‪.462_461.‬‬
‫)‪(243‬‬
‫_ ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.460 .‬‬

‫‪81‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬اﻟﺗﺷدﯾد ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬

‫ﯾﺗﺣﻣـ ـ ـل اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ‬

‫ﻟﻠ ـ ــداﺋن أن ﯾﺷ ـ ــﺗرط اﻟﺗﺷ ـ ــدﯾد ﻣ ـ ــن ﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣ ـ ــدﯾن اﻟﻌﻘدﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﻛ ـ ــﺄن ّ‬
‫ﻋـ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﺣﺗـ ــﻰ و ﻟـ ــو ﻛـ ــﺎن ذﻟـ ــك ﺑﻔﻌـ ــل أﺟﻧﺑـ ــﻲ ﻻ ﯾـ ــد ﻟـ ــﻪ ﻓﯾـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﯾﻘـ ــوم اﻟﻣـ ــدﯾن ﺑـ ــدور اﻟﻣـ ــؤﻣن‬
‫ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟداﺋن )‪.(244‬‬

‫د‪ /‬اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌوﯾض‬

‫ﯾﺣددا ﻣﻘدﻣﺎ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺎﻟﻧص‬

‫ﺗﻧص م ‪ 183‬ﻣن ق‪.‬م‪.‬ج ﻋﻠﻰ ‪ » :‬ﯾﺟوز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أن ّ‬
‫)‪(245‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬أو ﻓﻲ اﺗﻔﺎق ﻻﺣق ‪« ....‬‬

‫ﯾﺗﺑ ـ ـ ّـﯾن ﻣ ـ ــن ﻧ ـ ــص ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺎدة أﻧ ـ ــﻪ ﺑﺈﻣﻛ ـ ــﺎن اﻷطـ ـ ـراف ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد أن ﯾﺗﻔﻘـ ـ ـوا ﻋﻠ ـ ــﻰ ﺗﺣدﯾ ـ ــد‬
‫ﻣﻘ ـ ــدار اﻟﺗﻌـ ـ ــوﯾض اﻟـ ـ ــذي ﯾﺟﺑـ ـ ــر اﻟﺿـ ـ ــرر اﻟـ ـ ــذي ﯾﻠﺣـ ـ ــق ﺑﺎﻟـ ـ ــداﺋن ﻧﺗﯾﺟـ ـ ــﺔ إﺧـ ـ ــﻼل اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﺑﺎﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻌﻘدي ‪ ،‬و ﻫذا اﻟﻣﻘدار ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺷرط اﻟﺟزاﺋﻲ‪.‬‬

‫ﯾﺷـ ـ ـ ــﺗرط ﻹﺳـ ـ ـ ــﺗﺣﻘﺎق اﻟﺷـ ـ ـ ــرط اﻟﺟ ازﺋـ ـ ـ ــﻲ أن ﯾﻛـ ـ ـ ــون ﻫﻧـ ـ ـ ــﺎك ﺧطـ ـ ـ ــﺄ ‪ ،‬ﺿـ ـ ـ ــرر وﻋﻼﻗـ ـ ـ ــﺔ ﺳـ ـ ـ ــﺑﺑﯾﺔ‬
‫و اﻹﻋـ ــذار ‪ ،‬ﻓﻣـ ــﺎ اﻟﺷـ ــرط ّإﻻ اﺗﻔـ ــﺎق ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻌـ ــوﯾض ‪ ،‬و اﻹﻋـ ــذار واﺟـ ــب ﻹﺳـ ــﺗﺣﻘﺎق اﻟﺗﻌـ ــوﯾض‬
‫ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﺄﺧﯾر ﻋـ ــن اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ‪ ،‬ﻫﻧـ ــﺎ ﯾﻛـ ــون اﻹﻋـ ــذار واﺟﺑـ ــﺎ ﻻﺳـ ــﺗﺣﻘﺎق اﻟﺷـ ــرط اﻟﺟ ازﺋـ ــﻲ‬
‫)‪(246‬‬
‫‪.‬‬

‫)‪(244‬‬
‫_ ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 319 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪،‬ص ص‪.464_463.‬‬
‫)‪(245‬‬
‫_ أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪(246‬‬
‫_ ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪.266_265 .‬‬

‫‪82‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد‬

‫ﻋـ ــدم ﺗﻧﻔﯾـ ــذ أﺣـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﻻﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ ﯾﻔـ ـ ّـوت ﻋﻠ ـ ـﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻻﺧـ ــر اﻟﻐـ ــرض اﻟـ ــذي ﻗﺻـ ــد‬
‫إﻟﯾ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ــن وراء ﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﻩ وﻋﻠﯾـ ـ ــﻪ ﻓﯾﺳـ ـ ــﺗطﯾﻊ ﻫـ ـ ــذا اﻷﺧﯾ ـ ــر أن ﯾطﻠـ ـ ــب ﻓﺳـ ـ ــﺦ اﻟﻌﻘـ ـ ــد وﻣـ ـ ــن ﺛﻣـ ـ ــﺔ ﺣـ ـ ــل‬
‫ﻷن ﺣ ـ ــق اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﯾﻘ ـ ــﺎم ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻓﻛـ ـ ـرة اﻹرﺗﺑ ـ ــﺎط ﺑ ـ ــﯾن اﻹﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠ ـ ــﺔ‬
‫اﻟراﺑط ـ ــﺔ اﻟﻌﻘدﯾ ـ ــﺔ ‪ ،‬ذﻟ ـ ــك ّ‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣـ ــﺔ ﻟﻠﺟـ ــﺎﻧﺑﯾن ﻓـ ــﺈذا أﺧ ـ ـ ّل أﺣـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﺑﺈﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ ﺟـ ــﺎز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ـد اﻵﺧـ ــر أن ﯾﻔﺳـ ــﺦ‬
‫اﻟﻌﻘد وﯾﺗﺣﻠّل ﻧﻬﺎﺋﯾﺎً ﻣن ﻫذا اﻹﻟﺗزام ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

‫اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﺻ ـ ــورة ﻣ ـ ــن ﺻ ـ ــور اﻟﻣﺳ ـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾ ـ ــﺔ وﻫ ـ ــو ﺣ ـ ــق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــد ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد اﻟﻣﻠ ـ ــزم‬
‫ﻟﻠﺟـ ـ ــﺎﻧﺑﯾن ‪ ،‬إذا ﻟـ ـ ــم ﯾـ ـ ــوف اﻟطـ ـ ــرف اﻵﺧـ ـ ــر ﺑﺎﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﻪ اﻟﻧﺎﺷـ ـ ــﺊ ﻋـ ـ ــن اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻓﯾﺗرﺗـ ـ ــب ﻋـ ـ ــن ﻫـ ـ ــذا‬
‫اﻟﺗﻘﺻـ ـ ــﯾر ﻓﺳـ ـ ــﺦ و زوال اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﺳ ـ ـ ـوا ًء ظ ـ ـ ـ ّل اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻟﻌﯾﻧـ ـ ــﻲ ﻣﻣﻛﻧ ـ ـ ـﺎً و إﻣﺗﻧـ ـ ــﻊ ﻋﻧـ ـ ــﻪ اﻟﻣـ ـ ــدﯾن أو‬
‫أﺻ ـ ــﺑﺢ ﻣﺳ ـ ــﺗﺣﯾﻼً ﺑﺧط ـ ــﺄ ﻣﻧ ـ ــﻪ أو ﺑﻌﺑ ـ ــﺎرة أﺧ ـ ــرى اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﻫ ـ ــو ﺣ ـ ــل ﻋﻘ ـ ــد اﻟراﺑط ـ ــﺔ اﻟﻌﻘدﯾ ـ ــﺔ ﺑﻌـ ـ ــد‬
‫ﻧﺷوﺋﻬﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ و زواﻟﻬﺎ ﺑﺄﺛر رﺟﻌﻲ )‪.(247‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﺷروط اﻟﻔﺳﺦ‬

‫ﺗط ـ ـ ــرق اﻟﻣﺷ ـ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋ ـ ـ ــري إﻟ ـ ـ ــﻰ ﺷ ـ ـ ــروط اﻟﻔﺳ ـ ـ ــﺦ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻧ ـ ـ ــص م ‪ 119‬ق‪.‬م‪ .‬ج ‪ » :‬ﻓـــــــﻲ‬
‫اﻟﻌﻘــــود اﻟﻣﻠزﻣــــﺔ ﻟﻠﺟــــﺎﻧﺑﯾن ‪ ،‬إذا ﻟــــم ﯾــــوف أﺣــــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــــدﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣــــﻪ ‪ ،‬ﺟــــﺎز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗــــد اﻷﺧــــر‬

‫)‪ - (247‬ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز‪ ،‬اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺿﺎء و اﻟﻔﻘﻪ ‪ ،‬ﻣﺻﺎد ار ﻻﻟﺗزام ‪ ،‬ط‪ 3 .‬؛ د‪ .‬د‪ .‬ن‬
‫د‪.‬ب‪.‬ن‪ ، 2003 ،‬ص‪.1056.‬‬

‫‪83‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﺑﻌــــد إﻋــــذراﻩ اﻟﻣــــدﯾن أن ﯾطﺎﻟــــب ﺑﺗﻧﻔﯾــــذ اﻟﻌﻘــــد أو ﻓﺳــــﺧﻪ ‪ ،‬ﻣــــﻊ اﻟﺗﻌــــوﯾض ﻓــــﻲ اﻟﺣــــﺎﻟﺗﯾن إذا‬
‫اﻗﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل ذﻟك ‪.‬‬

‫و ﯾﺟـــــوز ﻟﻠﻘﺎﺿـــــﻲ أن ﯾﻣـــــﻧﺢ اﻟﻣـــــدﯾن أﺟـــــﻼ ﺣﺳـــــب اﻟظـــــروف ‪ ،‬ﻛﻣـــــﺎ ﯾﺟـــــوز ﻟـــــﻪ أن ﯾـــــرﻓض‬
‫اﻟﻔﺳـــﺦ إذا ﻛــــﺎن ﻣــــﺎ ﻟــــم ﯾــــوف ﺑــــﻪ اﻟﻣــــدﯾن ﻗﻠﯾــــل اﻷﻫﻣﯾــــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــــﺑﺔ إﻟــــﻰ ﻛﺎﻣــــل اﻻﻟﺗزاﻣــــﺎت «‬
‫)‪.(248‬‬

‫أن ﻟﻠﻔﺳ ـ ــﺦ ﺛﻼﺛ ـ ــﺔ ﺷ ـ ــروط و ﺗﺗﻣﺛ ـ ــل ﻓ ـ ــﻲ ‪ :‬أن ﯾﻛ ـ ــون‬
‫ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻧ ـ ــص ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ــﺎدة ﯾﺗﺑ ـ ـ ّـﯾن ّ‬
‫اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻣﻠزﻣ ـ ـ ـﺎً ﻟﻠﺟـ ـ ــﺎﻧﺑﯾن‪ ،‬وأن ﯾﺧـ ـ ــل أﺣـ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﺑﺈﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﻪ ‪ ،‬و أن ﻻ ﯾﻘﺻـ ـ ــر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد اﻟـ ـ ــذي‬
‫ﯾرﯾد طﻠب اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ إﻟﺗزاﻣﻪ ‪.‬‬

‫‪ ( 1‬إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن‬

‫أن اﻟﻔﺳـ ـ ــﺦ ﻻ ﯾـ ـ ــرد ّإﻻ ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻘـ ـ ــود اﻟﻣﻠزﻣـ ـ ــﺔ‬
‫ﯾﺟـ ـ ــب أن ﯾﻛـ ـ ــون اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻣﻠزﻣ ـ ـ ـﺎً ﻟﻠﺟـ ـ ــﺎﻧﺑﯾن إذ ّ‬
‫أن أﺣ ــد طرﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد ﻟ ــم‬
‫ﻟﻠﺟ ــﺎﻧﺑﯾن اﻟﻣﺑﻧﯾ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺗـ ـراﺑط اﻹﻟﺗ ازﻣ ــﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠ ــﺔ ‪ .‬ﯾﻘ ــوم اﻟﻔﺳ ــﺦ ﻋﻠ ــﻰ ّ‬
‫ﯾﻘ ــم ﺑﺗﻧﻔﯾ ــذ إﻟﺗ ازﻣ ــﻪ ‪ ،‬وﺣﺗ ــﻰ ﯾﻌﺎﻗ ــب ﻫ ــذا اﻟﻣﺧ ــل ﺑﺈﻟﺗ ازﻣ ــﻪ أﻗ ـ ّـر اﻟﻘ ــﺎﻧون ﺣﻘـ ـﺎً ﻟﻠط ــرف اﻵﺧ ــر ﺑطﻠ ــب‬
‫‪،‬ﻷن ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــود اﻟﻣﻠزﻣ ــﺔ ﻟﺟﺎﻧ ــب‬
‫ﻓﺳ ــﺦ اﻟﻌﻘـ ـد‪ ،‬وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﻻ ﻧﺟ ــدﻩ ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻘ ــد اﻟﻣﻠ ــزم ﻟﺟﺎﻧ ــب واﺣ ــد ّ‬
‫ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﻻ ﯾﺳـ ــﺗﻔﯾد‬
‫واﺣـ ــد إذا ﻣـ ــﺎ أﺧ ـ ـ ّل أﺣـ ــدﻫﻣﺎ ﻋـ ــن ﺗﻧﻔﯾـ ــذ إﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ وطﺎﻟـ ــب اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــد اﻷﺧـ ــر ﺑﻔﺳـ ــﺧﻪ ّ‬
‫ﺑﺗﺎﺗﺎً ﻣن ﺣق اﻟﻔﺳﺦ )‪.(249‬‬

‫)‪ - (248‬أﻣر رﻗم ‪ 58/75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ - (249‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪.124 – 123 .‬‬
‫أﻧظر اﯾﺿﺎ _ ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.168.‬‬

‫‪84‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫‪ (2‬إﺧﻼل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣﻪ‬

‫اﻟﻣﻘﺻ ـ ــود ﺑـ ـ ــﺈﺧﻼل أﺣـ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﺑﺈﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﻪ أن ﯾﻛـ ـ ــون أﺣـ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻗـ ـ ــد ﺗﺧﻠـ ـ ــف ﻋـ ـ ــن‬
‫اء ﻛـ ــﺎن ذﻟـ ــك ﺑﺈﻣﺗﻧﺎﻋـ ــﻪ ﻋـ ــن اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ رﻏـ ــم ﻗدرﺗـ ــﻪ أو اﻟﻘﯾـ ــﺎم‬
‫ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ اﻟﻣﺗرﺗـ ــب ﻋـ ــن اﻟﻌﻘـ ــد ‪،‬ﺳ ـ ـو ً‬
‫ﺑﻔﻌ ـ ــل ﻣ ـ ــن ﺷ ـ ــﺄﻧﻪ أن ﯾﺟﻌ ـ ــل اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻣﺳ ـ ــﺗﺣﯾﻼ ‪ ،‬و ﻻ ﯾﺷ ـ ــﺗرط ﻓ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻹﻟﺗـ ـ ـزام أن ﯾﻘ ـ ــﻊ‬
‫)‪(250‬‬
‫ـﺗﺛﻧﺎء إذا ﻛ ـ ــﺎن ﻋ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﻌﻘ ـ ــد ﯾرﺟ ـ ــﻊ إﻟ ـ ــﻰ إﺳ ـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻟﻛ ـ ــن اﺳ ـ ـ ً‬ ‫اﻹﺧ ـ ــﻼل ﺑﻛ ـ ــل اﻹﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت‬
‫ـﺈن إﻟﺗ ـ ـ ـزام اﻟﻣـ ـ ــدﯾن ﯾﻧﻘﺿـ ـ ــﻲ ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗـ ـ ــﺎﻟﻲ ﯾﻧﻘﺿـ ـ ــﻲ اﻹﻟﺗ ـ ـ ـزام اﻟﻣﻘﺎﺑـ ـ ــل ﻟـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ ﺑﺳـ ـ ــﺑب أﺟﻧﺑـ ـ ــﻲ ﻓـ ـ ـ ّ‬
‫)‪(251‬‬
‫‪.‬‬ ‫و ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون‬

‫‪ ( 3‬ﻋدم ﺗﻘﺻﯾر طﺎﻟب اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ‬

‫ﯾﻘﺻـ ــد ﺑﻬـ ــذا اﻟﺷـ ــرط أن ﯾﻛـ ــون طﺎﻟـ ــب اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﻗـ ــد ﻧﻔـ ــذ اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ أو ﻣﺳـ ــﺗﻌد ﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ‬
‫ﻣـ ــن ﺟﺎﻧﺑـ ــﻪ ﻫـ ــو و ﻗـ ــﺎدر ﻋﻠـ ــﻰ إﻋـ ــﺎدة اﻟﺷـ ــﻲء إﻟـ ــﻰ أﺻـ ــﻠﻪ ‪ ،‬ﻓـ ــﺈذا ﺗﺳـ ــﻠم ﺟـ ــزء ﻣـ ــن اﻟﻣﺑﯾـ ــﻊ و‬
‫ﺗﺻ ـ ــرف ﻓﯾ ـ ــﻪ ﺑ ـ ــﺎﻟﺑﯾﻊ إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻓ ـ ــﻼ ﯾﻣﻛﻧ ـ ــﻪ اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑﺎﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﻷﻧ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﺳ ـ ــﺗطﯾﻊ أن ﯾﺳ ـ ــﺗرد‬
‫اﻟﺷ ــﻲء ﻣ ــن ﯾ ــد اﻟﻐﯾ ــر ﻹﻋﺎدﺗ ــﻪ ﻟﻠﺑ ــﺎﺋﻊ )‪ ،(252‬ﻓ ــﻼ ﯾﺑﻘ ــﻰ أﻣﺎﻣ ــﻪ إﻻ أـ ــن ﯾطﻠ ــب ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد أو‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻧد ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻊ)‪.(253‬‬

‫)‪(250‬‬
‫_ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.469 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.168.‬‬
‫)‪(251‬‬
‫_ أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ‪ ،‬اﻟﻌﻘد واﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ؛ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ، 2007‬ص‪.498.‬‬
‫)‪(252‬‬
‫‪ -‬ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬ص‪.470 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ_ ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.351.‬‬
‫)‪(253‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوى ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.176 .‬‬

‫‪85‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ وأﻧ ـ ـ ــﻪ ﻻ ﯾﻛ ـ ـ ــﺎﻓﺊ اﻟﺷ ـ ـ ــﺧص ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺗﻘﺻ ـ ـ ــﯾر ﺑـ ـ ـ ـدر ﻣﻧ ـ ـ ــﻪ ‪،‬وﻟﻣ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻟﻔﺳ ـ ـ ــﺢ ﻣ ـ ـ ــن‬
‫ﺧﺻﺎﺋﺻـ ـﻪ أن ﯾﻌﯾ ــد اﻟﺣ ــﺎل اﻟ ــﻰ ﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻋﻠﯾ ــﻪ ﻗﺑ ــل اﻟﺗﻌﺎﻗ ــد ﻓ ــﻼ ﺑ ــد أن ﯾﻛ ــون اﻟ ــداﺋن اﻟ ــذي‬
‫)‪(254‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ رد ﻣﺎ أﺧذﻩ أو ﺗﺳﻠﻣﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻌﻘد اﻟذي ﯾود ﻓﺳﺧﻪ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬أﻧواع اﻟﻔﺳﺦ‬

‫اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﯾﺗﺣﻘ ـ ــق ﺑﺎﺗﻔـ ـ ــﺎق اﻟطـ ـ ـرﻓﯾن‪ ،‬و ﯾﻘ ـ ــﻊ ﺑﺣﻛـ ـ ــم اﻟﻘ ـ ــﺎﻧون‪ٕ ،‬واﻣ ـ ــﺎ أن ﯾﺗﻘـ ـ ــرر ﺑﺣﻛ ـ ــم ﻗﺿـ ـ ــﺎﺋﻲ‬
‫و ﻗ ـ ــد ﺗﻧ ـ ــﺎول اﻟﻣﺷ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋ ـ ــري أﻧـ ـ ـواع اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل ﻧ ـ ــص اﻟﻣـــــواد ‪121 ، 120 ، 119‬‬
‫ﻣن ق‪ .‬م‪ .‬ج ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‬

‫طﺑﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﻧص م ‪ 120‬ﻣ ـ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ﻧﺟ ـ ـ ــد أن اﻟﻣﺷ ـ ـ ــرع ﻧ ـ ـ ــص ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ أﻧ ـ ـ ــﻪ ‪ » :‬ﯾﺟـــــــوز‬
‫اﻻﺗﻔـــﺎق ﻋﻠـــﻰ أن ﯾﻌﺗﺑـــر اﻟﻌﻘـــد ﻣﻔﺳـــوﺧﺎ ﺑﺣﻛـــم اﻟﻘـــﺎﻧون ﻋﻧـــد ﻋـــدم اﻟوﻓـــﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣـــﺎت اﻟﻧﺎﺷـــﺋﺔ‬
‫ﻋﻧــﻪ ﺑﻣﺟـــرد ﻋـــدم ﺗﺣﻘﯾـــق اﻟﺷـــروط اﻟﻣﺗﻔـــق ﻋﻠﯾﻬـــﺎ و ﺑـــدون ﺣﺎﺟـــﺔ إﻟـــﻰ ﺣﻛـــم ﻗﺿـــﺎﺋﻲ ‪ .‬و ﻫـــذا‬
‫اﻟﺷــــرط ﻻ ﯾﻌﻔــــﻲ ﻣــــن اﻹﻋــــذار‪ ،‬اﻟــــذي ﯾﺣــــدد ﺣﺳــــب اﻟﻌــــرف ﻋﻧــــد ﻋــــدم ﺗﺣدﯾــــدﻩ ﻣــــن طــــرف‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ‪.(255) « .‬‬

‫ﯾﺗﺑ ــﯾن ﻣ ــن ﺧ ــﻼل ﻧ ــص ﻫ ــذﻩ م ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ ﯾﺟ ــوز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن اﻻﺗﻔ ــﺎق ﻋﻠ ــﻰ ﻓﺳ ــﺦ اﻟﻌﻘ ــد ﻋﻧ ــد‬
‫ﻋـ ـ ــدم اﻟوﻓـ ـ ــﺎء ﺑﺎﻻﻟﺗ ازﻣـ ـ ــﺎت اﻟﻧﺎﺷـ ـ ــﺋﺔ ﻋﻧـ ـ ــﻪ‪ ،‬أو أن ﯾﻛـ ـ ــون اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻣﻔﺳـ ـ ــوﺧﺎ ﻣـ ـ ــن ﺗﻠﻘـ ـ ــﺎء ﻧﻔﺳـ ـ ــﻪ دون‬
‫اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﻋذار أو ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ ‪.‬‬

‫)‪(254‬‬
‫_أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ‪،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪.498.‬‬
‫)‪ - (255‬أﻣر رﻗم ‪ 58/75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫اﻟﻔﺳـ ــﺦ اﻻﺗﻔـ ــﺎﻗﻲ ﻫـ ــو اﺗﻔـ ــﺎق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ﻋﻠـ ــﻰ وﻗـ ــوع اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﺑﺣﻛـ ــم اﻟﻘـ ــﺎﻧون ‪ ،‬دون ﺣﺎﺟـ ــﺔ‬
‫إﻟ ــﻰ ﺣﻛ ــم ﻗﺿ ــﺎﺋﻲ ﻋﻧ ــد اﻟﺗﺧﻠ ــف ﻋ ــن اﻟوﻓ ــﺎء و ﯾﺗرﺗ ــب ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك ﺣرﻣ ــﺎن اﻟﻌﺎﻗ ــد ﻣ ــن ﺿ ــﻣﺎﻧﺗﯾن‬
‫ﻫﻣﺎ ‪:‬‬

‫‪ -‬أن اﻟﻌﻘد ﯾﻔﺳﺦ ﺣﺗﻣﺎ دون أن ﯾﻛون ﻟﻪ أو ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺧﯾﺎر اﻟﺗﻧﻔﯾذ أو اﻟﻔﺳﺦ ‪.‬‬

‫‪ -‬ﯾﻛـ ــون اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﺑﺣﻛـ ــم اﻻﺗﻔـ ــﺎق دون اﻟﺣﺎﺟـ ــﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺿـ ــﻲ و ﻟـ ــﯾس ﻟﻠﻘﺎﺿـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ إﻻ أن‬
‫ﯾﺗﺄﻛ ــد ﻣ ــن واﻗﻌ ــﺔ ﺗﻧﻔﯾ ــذ اﻟﻌﻘ ــد أو ﻋ ــدم ﺗﻧﻔﯾ ــذﻩ ‪ ،‬ﻓ ــﺈذا ﺗﺄﻛ ــد ﻣ ــن ﺻ ــﺣﺔ ﺗﻧﻔﯾ ــذﻩ أﺑﻘ ــﻰ اﻟﻌﻘ ــد ‪ ،‬و إذا‬
‫)‪(256‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺣﻛم ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ‬

‫اﻟﻔﺳﺦ اﻻﺗﻔﺎﻗﻲ ﯾﺄﺧذ ﻋدة ﺻور ﻣﻧﻬﺎ ‪:‬‬

‫‪ (1‬اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﻔﺳوﺧﺎ‬

‫ﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــﺎ ﯾطﻠ ـ ــق ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺷ ـ ــرط اﻟﻔﺎﺳ ـ ــﺦ اﻟﺻـ ـ ـرﯾﺢ ‪ ،‬ﻷن اﺗﻔ ـ ــﺎق اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ‬
‫)‪(257‬‬
‫‪ ،‬ﻏﯾـ ــر أن ﻫـ ــذا اﻟﺷـ ــرط ﻻ ﯾﻌﻔـ ــﻰ ﻣـ ــن اﻻﻟﺗﺟـ ــﺎء إﻟـ ــﻰ اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ‪ ،‬و إﻧﻣـ ــﺎ‬ ‫ﯾﺣـ ــل ﻣﺣـ ــل اﻟﺣﻛـ ــم‬
‫ﯾﺟ ــب رﻓ ــﻊ دﻋ ــوى ﻣ ــن اﻟ ــداﺋن ﯾطﺎﻟ ــب ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻓﺳ ــﺦ اﻟﻌﻘ ــد ﻟﻌ ــدم اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ و ﯾﻌﺗﺑ ــر ﺣﻛ ــم اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ ﻓ ــﻲ‬
‫ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻣﻘـ ــر ار و ﻟـ ــﯾس ﻣﻧﺷـ ــﺋﺎ ﻷﻧـ ــﻪ وﻗـ ــﻊ ﺑﺣﻛـ ــم اﺗﻔـ ــﺎق ﻗﺑـ ــل رﻓـ ــﻊ اﻟـ ــدﻋوى ‪ ،‬ﻟﻛـ ــن ﯾﺳـ ــﺗطﯾﻊ‬
‫اﻟﻣدﯾن أن ﯾﺗوﻗﻰ اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺗزاﻣﻪ ﻗﺑل ﺻدور اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ )‪.(258‬‬

‫‪( 2‬اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﻔﺳوﺧﺎ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون‬

‫)‪(256‬‬
‫– إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ﻣﺣﻣد ﯾﺣﯾﻰ ‪" ،‬اﻹﻗﺎﻟﺔ ‪ ،‬ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑرﺿﺎ اﻟطرﻓﯾن دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ " ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻹﺳﺗﻛﻣﺎل ﻣﺗطﻠﺑﺎت درﺟﺔ‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻧﺎﺑﻠس‪ ،‬ﻓﻠﺳطﯾن ‪،2010‬ص‬
‫ص‪.47_46.‬‬
‫)‪ – (257‬أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 521 .‬‬
‫)‪ – (258‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 358.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ_ ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 172 – 171.‬‬

‫‪87‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﻔﺳ ـ ــر اﻻﺗﻔ ـ ــﺎق ﻓ ـ ــﻲ ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ أن اﻟطـ ـ ـرﻓﯾن ﻗ ـ ــد اﺗﺟﻬ ـ ــت ّﻧﯾﺗﻬﻣ ـ ــﺎ ﻟﺳ ـ ــﻠب اﻟﺳ ـ ــﻠطﺔ‬
‫اﻟﺗﻘدﯾرﯾ ـ ــﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿ ـ ــﻲ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺣﻛ ـ ــم ﺑﺎﻟﻔﺳ ـ ــﺦ أو ﻋ ـ ــدم اﻟﺣﻛ ـ ــم ﺑ ـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓ ـ ــﻼ ﯾﻣ ـ ــﻧﺢ اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﻣﻬﻠ ـ ــﺔ ﻟﻠوﻓ ـ ــﺎء‬
‫و ﯾﺗﺣ ـ ــﺗم ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ ﺗوﻗﯾ ـ ــﻊ اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ‪ ،‬و ﻟﻛ ـ ــن ﯾﺟ ـ ــب رﻓ ـ ــﻊ دﻋ ـ ــوى ﺑﺎﻟﻔﺳ ـ ــﺦ و أﯾﺿ ـ ــﺎ ﯾﺷ ـ ــﺗرط اﻹﻋ ـ ــذار‬
‫و اﻟﺣﻛم ﻫﻧﺎ ﯾﻛون ﻣﻘر ار و ﻛﺎﺷﻔﺎ و ﻟﯾس ﻣﻧﺷﺋﺎ )‪.(259‬‬

‫‪ (3‬اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﻌﻘد ﻣﻔﺳوﺧﺎ ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون دون اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺣﻛم ﻗﺿﺎﺋﻲ‬
‫أو إﻋذار‬

‫ﻫ ـ ــو أﻗﺻ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺻ ـ ــل إﻟﯾ ـ ــﻪ اﻟﺷ ـ ــرط اﻟﻔﺎﺳ ـ ــﺦ اﻟﺻـ ـ ـرﯾﺢ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد ‪ ،‬ﺑﺣﯾ ـ ــث ﯾﻘ ـ ــﻊ اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ‬
‫ﺑﻣﺟ ــرد ﺣﻠـ ــول أﺟـ ــل اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ و اﻣﺗﻧـ ــﻊ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻋ ــن اﻟﻘﯾـ ــﺎم ﺑـ ــﺎﻻﻟﺗزام ‪ ،‬و ﻓ ــﻲ ﻫـ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ ﻻ ﯾﺣﺗـ ــﺎج‬
‫اﻷﻣـ ــر إﻟـ ــﻰ إﻋـ ــذارﻩ ﻣـ ــن اﻟـ ــداﺋن و ﻻ رﻓـ ــﻊ دﻋـ ــوى ﻟﻠﺣﺻـ ــول ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﻛـ ــم ﻗﺿـ ــﺎﺋﻲ ﯾﻘﺿـ ــﻲ ﺑﺎﻟﻔﺳـ ــﺦ‬
‫)‪(260‬‬
‫‪.‬‬ ‫و ﯾﻛون اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘر ار و ﻟﯾس ﻣﻧﺷﺋﺎ‬

‫إن اﻻﺗﻔـ ــﺎق ﻋﻠـ ــﻰ اﻹﻋﻔ ـ ـﺎء ﻣـ ــن اﻹﻋـ ــذار ﯾﺟـ ــب أن ﯾﻛـ ــون ﺻ ـ ـرﯾﺣﺎ ﻣﺳـ ــﺗﻔﺎد ﻣـ ــن ﻋﺑـ ــﺎرات اﻟﻌﻘـ ــد‬
‫ّ‬
‫ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻻ ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺿﻣﻧﯾﺎ ‪.‬‬

‫ب ‪ /‬اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬

‫طﺑﻘ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻧص م ‪ 121‬ﻣ ـ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج ‪ ،‬اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗ ـ ــﻧص ﻋﻠ ـ ــﻰ أﻧ ـ ــﻪ‪ » :‬ﻓــــــﻲ اﻟﻌﻘــــــود اﻟﻣﻠزﻣــــــﺔ‬
‫ﻟﻠﺟـــﺎﻧﺑﯾن إذا اﻧﻘﺿـــﻰ اﻻﻟﺗـــزام ﺑﺳـــﺑب اﺳـــﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾـــذﻩ ‪ ،‬اﻧﻘﺿـــت ﻣﻌـــﻪ اﻻﻟﺗزاﻣـــﺎت اﻟﻣﻘﺎﺑﻠـــﺔ ﻟـــﻪ‬
‫)‪(261‬‬
‫‪.‬‬ ‫و ﯾﻔﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ‪«.‬‬

‫)‪ – (259‬أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 211 .‬‬

‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 359 – 358 .‬‬
‫)‪(260‬‬
‫– أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪. 158‬‬
‫)‪(261‬‬
‫ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 10 / 05‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﯾوﻧﯾو ‪ ، 2005‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻧـ ــص ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـﺎدة أﻧـ ــﻪ إذا اﺳـ ــﺗﺣﺎل ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻹﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻌﻘـ ــدي إﻟـ ــﻰ اﻟﻣـ ــدﯾن‬
‫ﺑﺳـ ــﺑب أﺟﻧﺑـ ــﻲ ﻋﻧـ ــﻪ ﻻﯾـ ــد ﻟـ ــﻪ ﻓﯾـ ــﻪ ‪ ،‬ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﯾﺗرﺗـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ذﻟـ ــك اﺳـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻻﻟﺗ ـ ـزام و اﻧﻘﺿـ ــﺎء‬
‫اﻻﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻣﻘﺎﺑـ ــل ﻟـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ اﻧﻔﺳـ ــﺎخ اﻟﻌﻘـ ــد ﺑﺣﻛـ ــم اﻟﻘـ ــﺎﻧون‪ ،‬و ﻻ ﯾﺣﺗـ ــﺎج ﻫـ ــذا اﻟﻧـ ــوع ﻣـ ــن اﻟﻔﺳـ ــﺦ‬
‫إﻟ ـ ــﻰ إﻋ ـ ــذار ﻣ ـ ــن اﻟ ـ ــداﺋن إﻟ ـ ــﻰ اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﺑﺎﻟوﻓ ـ ــﺎء ﻷن اﻹﻋ ـ ــذار ﻻ ﯾﺗﺻ ـ ــور ّإﻻ إذا ﻛ ـ ــﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ ﻻ‬
‫ﯾزال ﻣﻣﻛﻧﺎ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺣﻛم اﻟﻘﺿﺎء )‪.(262‬‬

‫ـﺈن اﻟﻌﻘـ ــد‪ ،‬ﻻ ﯾﻧﻔﺳـ ــﺦ ﺑﻘـ ــوة اﻟﻘـ ــﺎﻧون ﺑـ ــل ﯾﻠـ ــزم‬
‫أﻣـ ــﺎ إن اﺳـ ــﺗﺣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﺑﺳـ ــﺑب ﺧطـ ــﺄ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻓـ ـ ّ‬
‫اﻟﻣدﯾن ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﻣﻘﺎﺑل إذا ﻛﺎن اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﻣﻣﻛﻧﺎ أو ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض أو ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ )‪.( 263‬‬

‫اﺳ ــﺗﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻔﯾـ ــذ اﻻﻟﺗ ـ ـزام ﻓـ ــﻲ اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﺑﺣﻛـ ــم اﻟﻘـ ــﺎﻧون ‪ ،‬ﯾﻛـ ــون ﺑﺳـ ــﺑب ﺧـ ــﺎرج ﻋـ ــن إرادة اﻟﻣـ ــدﯾن‬
‫و ﯾ ـ ـ ـ ارد ﺑﺎﻻﺳـ ـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ ﻓـ ـ ــﻲ ﻫـ ـ ــذا اﻟﺻ ـ ـ ـدد ‪ ،‬اﻻﺳـ ـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘـ ـ ــﺔ ﻟﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻻﻟﺗ ـ ـ ـزام ﺑﺣﯾـ ـ ــث ﯾﺳـ ـ ــﺗﺣﯾل‬
‫ﺑﻣﻘﺗﺿ ـ ــﺎﻫﺎ أن ﯾﻧﻔ ـ ــذ اﻟﻣ ـ ــدﯾن اﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟ ـ ــﻪ و ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟﻐﯾـ ـ ـرﻩ‪ ،‬ﻛـ ـ ـﺄن ﯾﺗﻌﻬ ـ ــد اﻟﻣ ـ ــدﯾن ﺑﺗ ـ ــوﻓﯾر‬
‫ﺷـ ــﻲء ﺛ ـ ــم ﯾﻬﻠـ ــك ﻫ ـ ــذا اﻟﺷ ـ ــﻲء اﻟﻣﻌﻬـ ــود ﺑ ـ ــﻪ ‪ .‬ﻓﺄﻣ ـ ــﺎ اﻻﺳـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺳ ـ ــﺑﯾﺔ ﻓﻬ ـ ــﻲ اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﺟﻌ ـ ــل ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ‬
‫)‪(264‬‬
‫ـﺗﺣﯾﻼ ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣـ ــدﯾن ﻓﻘـ ــط دون اﻟﻐﯾـ ــر ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬـ ــﺎ ﻻ ﺗـ ــؤدي إﻟـ ــﻰ اﻧﻔﺳـ ــﺎخ اﻟﻌﻘـ ــد‬
‫اﻻﻟﺗ ـ ـزام ﻣﺳـ ـ ً‬
‫ﻛﻣـ ــﺎ و ﯾﺟـ ــب أن ﺗﻛـ ــون اﺳـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ﻧﺎﺷـ ــﺋﺔ ﺑﻌـ ــد ﻗﯾـ ــﺎم اﻟﻌﻘـ ــد ‪ ،‬ﻷﻧـ ــﻪ ﻟـ ــو ﻛﺎﻧـ ــت ﻗﺎﺋﻣـ ــﺔ وﻗـ ــت‬
‫)‪(265‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﺑرام اﻟﻌﻘد ﻓﺈن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻧﻌﻘد أﺻﻼ‬

‫)‪(262‬‬
‫‪ -‬ﺧﻠﯾل اﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ‪.172 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ _ إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ﻣﺣﻣد ﯾﺣﯾﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪.53_52.‬‬
‫)‪( 263‬‬
‫–ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 159 .‬‬
‫)‪ – (264‬أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 216 .‬‬
‫)‪ – (265‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 361 .‬‬

‫‪89‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ج ‪ /‬اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬

‫ﻧ ـ ــص ﻋﻠﯾ ـ ــﻪ اﻟﻣﺷ ـ ــرع اﻟﺟ ازﺋ ـ ــري ﻓ ـ ــﻲ م ‪ 119‬ﻣــــــن ق‪ .‬م‪ .‬ج ‪ » :‬ﻓــــــﻲ اﻟﻌﻘــــــود اﻟﻣﻠزﻣــــــﺔ‬
‫ﻟﻠﺟـــﺎﻧﺑﯾن ‪،‬إذا ﻟـــم ﯾـــوف أﺣـــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــدﯾن ﺑﺎﻟﺗزاﻣـــﻪ‪ ،‬ﺟـــﺎز ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـــد اﻵﺧـــر ﺑﻌـــد إﻋـــذارﻩ اﻟﻣـــدﯾن‬
‫أن ﯾطﺎﻟب ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد أو ﻓﺳﺧﻪ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺗﻌوﯾض ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن إذا اﻗﺗﺿﻰ اﻟﺣﺎل ذﻟك ‪.‬‬

‫و ﯾﺟـــــوز ﻟﻠﻘﺎﺿـــــﻲ أن ﯾﻣـــــﻧﺢ اﻟﻣـــــدﯾن أﺟـــــﻼ ﺣﺳـــــب اﻟظـــــروف ‪ ،‬ﻛﻣـــــﺎ ﯾﺟـــــوز ﻟـــــﻪ أن ﯾـــــرﻓض‬
‫اﻟﻔﺳـــﺦ إذا ﻛـــﺎن ﻣـــﺎ ﻟـــم ﯾـــوف ﺑـــﻪ اﻟﻣـــدﯾن ﻗﻠﯾـــل اﻷﻫﻣﯾـــﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـــﺑﺔ إﻟـــﻰ ﻛﺎﻣـــل اﻻﻟﺗزاﻣـــﺎت ‪« .‬‬
‫)‪(266‬‬
‫‪.‬‬

‫ﯾﺗﺿـ ــﺢ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻧـ ــص ﻫـ ــذﻩ اﻟﻣ ـ ـﺎدة ‪ ،‬أﻧـ ــﻪ ﯾﺗﺣﻘـ ــق اﻟﻔﺳـ ــﺦ اﻟﻘﺿـ ــﺎﺋﻲ ﻋـ ــن طرﯾـ ــق ﺣﻛـ ــم‬
‫ﻗﺿ ـ ــﺎﺋﻲ ﯾطﺎﻟ ـ ــب ﻓﯾ ـ ــﻪ اﻟ ـ ــداﺋن اﻟﻣ ـ ــدﯾن أوًﻻ أن ﯾﻘ ـ ــوم ﺑﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ اﻟﻌﻘ ـ ــد‪ ،‬أو ﻓﺳ ـ ــﺧﻪ ‪ ،‬و ﻟﻛ ـ ــن ﻻﺑ ـ ــد أن‬
‫ﯾﻘ ــوم ﺑﺈﻋ ــذارﻩ و ذﻟ ــك وﻓﻘـ ـﺎً ﻟ ــﻧص م ‪ 180‬ﻣ ــن ق‪.‬م‪ .‬ج اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــﻧص ﻋﻠ ــﻰ أﻧ ــﻪ‪ » :‬ﯾﻛــــون إﻋــــذار‬
‫اﻟﻣـــدﯾن ﺑﺈﻧـــذارﻩ ‪ ،‬أو ﺑﻣـــﺎ ﯾﻘـــوم ﻣﻘـــﺎم اﻹﻧـــذار ‪ ،‬و ﯾﺟـــوز أن ﯾـــﺗم اﻹﻋـــذار ﻋـــن طرﯾـــق اﻟﺑرﯾـــد‬
‫ﻋﻠـــﻰ اﻟوﺟـــﻪ اﻟﻣﺑـــﯾن ﻓـــﻲ ﻫـــذا اﻟﻘـــﺎﻧون‪ ،‬ﻛﻣـــﺎ ﯾﺟـــوز أن ﯾﻛـــون ﻣﺗرﺗﺑـــﺎ ﻋﻠـــﻰ اﺗﻔـــﺎق ﯾﻘﺿـــﻲ ﺑـــﺄن‬
‫ﻣﻌذر ﺑﻣﺟرد ﺣﻠول اﻷﺟل دون ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أي إﺟراء آﺧر ‪.(267) « .‬‬
‫ا‬ ‫ﯾﻛون اﻟﻣدﯾن‬

‫أن ﻟﻺﻋ ـ ــذار أﻫﻣﯾ ـ ــﺔ ﻋﻣﻠﯾ ـ ــﺔ ﺗظﻬ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ‬
‫إذا ﻛ ـ ــﺎن رﻓ ـ ــﻊ دﻋ ـ ــوى ﺑﺎﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﯾﻌﺗﺑ ـ ــر إﻋ ـ ــذا اًر إﻻّ ّ‬
‫أﻧﻬـ ــﺎ ﺗﺳـ ــرع اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ اﺳـ ــﺗﺟﺎﺑﺗﻪ ﻟطﻠـ ــب اﻟﻔﺳـ ــﺦ ‪ ،‬إذا ظﻬـ ــر ﺗﻌﻧـ ــت اﻟﻣـ ــدﯾن ﺑﺈﺧﻼﻟـ ــﻪ ﻓـ ــﻲ ﺗﻧﻔﯾـ ــذ‬
‫اﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ اﻟﻌﻘـ ــدي ‪ ،‬ﻛﻣـ ــﺎ ﯾﺟﻌـ ــل اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﯾﺣﻛـ ــم ﺑـ ــﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻣـ ــدﯾن ﻟﻣﺻـ ــﻠﺣﺔ اﻟـ ــداﺋن إﺿـ ــﺎﻓﺔ‬
‫)‪(268‬‬
‫‪.‬‬ ‫إﻟﻰ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد‬

‫)‪ - (266‬أﻣر رﻗم ‪ ، 58/ 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫)‪ - (267‬أﻣر رﻗم ‪ 58/75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ‪.‬‬
‫)‪(268‬‬
‫– ﻋﺑد اﻟرزاق درﺑﺎل ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻼﻟﺗزام‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻻﻟﺗزام‪ ،‬د‪ .‬ط؛ دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷرواﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‬
‫د‪ .‬س‪ .‬ن ‪ ،‬ص‪. 67.‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ أﺣﻣد ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 169 .‬‬

‫‪90‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫إذن ﻣـ ـ ــن ﺧـ ـ ــﻼل ﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ــﺑق ﺗﻘدﯾﻣـ ـ ــﻪ ﯾﻛـ ـ ــون اﻟﻔﺳـ ـ ــﺦ ﻋـ ـ ــن طرﯾـ ـ ــق دﻋـ ـ ــوى ﯾرﻓﻌﻬـ ـ ــﺎ أﺣـ ـ ــد‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن أﻣـ ـ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـ ـ ــﺔ ‪ ،‬ﯾطﺎﻟـ ـ ــب ﻣـ ـ ــن ﺧﻼﻟﻬـ ـ ــﺎ ﺑﻔﺳـ ـ ــﺦ اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻟﻌـ ـ ــدم ﺗﻧﻔﯾـ ـ ــذ اﻟطـ ـ ــرف اﻵﺧـ ـ ــر‬
‫ﻻﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ‪ ،‬و ﻫ ـ ــذا ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺑ ـ ــﯾن ﻟﻧ ـ ــﺎ اﻟﻔ ـ ــرق اﻟﺟ ـ ــوﻫري ﺑ ـ ــﯾن اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﺑﺣﻛ ـ ــم اﻟﻘﺿ ـ ــﺎء و اﻟﻔﺳ ـ ــﺦ ﺑﺣﻛ ـ ــم‬
‫اﻟﻘـ ــﺎﻧون ‪ ،‬أو ﺑﺎﻻﺗﻔـ ــﺎق ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﯾﻌﺗﺑـ ــر اﻟﺣﻛـ ــم ﺑﻔﺳـ ــﺦ اﻟﻘﺿـ ــﺎء ﺣﻛﻣـ ــﺎ ﻣﻧﺷـ ــﺋﺎً ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ اﻟﺣﻛـ ــم ﺑﺎﻟﻔﺳـ ــﺦ‬
‫ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون أو اﻻﺗﻔﺎق ﻓﯾﻌﺗﺑر ﺣﻛﻣﺎ ﻣﻘر اًر‪.‬‬

‫و ﯾﺑﻘـ ــﻰ ﻟﻠـ ــداﺋن ﻗﺑـ ــل اﻟﻣطﺎﻟﺑـ ــﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳـ ــﺦ اﻟﺣـ ــق ﻓـ ــﻲ أن ﯾﺧﺗـ ــﺎر ﺑـ ــﯾن اﻟﻔﺳـ ــﺦ و اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ و ﻟﻛـ ــن‬
‫ﻫ ــذا اﻟﺧﯾ ــﺎر ﯾﻛ ــون ﻗﺑ ــل ﺻ ــدور اﻟﺣﻛ ــم ﻓ ــﻲ اﻟ ــدﻋوى اﻟﻣرﻓوﻋ ــﺔ ﻣ ــن اﻟ ــداﺋن ﻷﻧ ــﻪ ﻻ ﯾﺟ ــوز اﻟﺟﻣ ــﻊ‬
‫ﺑﯾن اﻟﻔﺳﺦ و اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻓﻲ طﻠب واﺣد‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬أﺛر اﻟﻔﺳﺦ‬

‫إذا ﺗﺣﻘﻘـ ــت ﺷـ ــروط اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﺑﺄﻧواﻋـ ــﻪ اﻟﺛﻼﺛـ ــﺔ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﯾﻧـ ــﺗﺞ آﺛـ ــﺎر‪ ،‬وطﺑﻘ ـ ـﺎً ﻟـ ــﻧص م ‪ 122‬ﻣـ ــن‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج اﻟﺗـ ــﻲ ﺗـ ــﻧص ﻋﻠـ ــﻰ ‪ » :‬إذا ﻓﺳــــﺦ اﻟﻌﻘــــد ‪ ،‬أﻋﯾــــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗــــدان إﻟــــﻰ اﻟﺣﺎﻟــــﺔ اﻟﺗــــﻲ ﻛﺎﻧــــﺎ‬
‫)‪(269‬‬
‫ﻓﺈﻧ ــﻪ‬
‫‪ّ ،‬‬ ‫ﻋﻠﯾﻬـــﺎ ﻗﺑـــل اﻟﻌﻘــــد ﻓـــﺈذا اﺳـــﺗﺣﺎل ذﻟــــك ‪ ،‬ﺟـــﺎز ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــــﺔ أن ﺗﺣﻛـــم ﺑـــﺎﻟﺗﻌوﯾض ‪«.‬‬
‫ﯾﺗرﺗ ــب ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﺳـ ـواء ﻛـ ــﺎن ﺑﺣﻛـ ــم اﻹﺗﻔ ــﺎق أو ﺑﺣﻛـ ــم اﻟﻘـ ــﺎﻧون أو ﺑﺣﻛ ــم اﻟﻘﺿـ ــﺎء ‪ ،‬زوال ﺣﻛـ ــم‬
‫اﻟﻌﻘد و اﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻛﺄن ﻟم ﯾﻛن ‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ‪.‬‬

‫و ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔرع ﺳﻧﺗﻌرض أوﻻ ﻷﺛر اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺛم ﺛﺎﻧﯾﺎً ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر‪.‬‬

‫)‪(269‬‬
‫_ أﻣر رﻗم ‪ 58 / 75‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫أوﻻ ‪ :‬ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‬

‫ﻣﺗ ــﻰ ﻓﺳ ــﺦ اﻟﻌﻘ ــد ﺳ ــﻘط أﺛـ ـرﻩ ﻓﯾﻣ ــﺎ ﺑ ــﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن وﻋ ــﺎد إﻟ ــﻰ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻛ ــﺎن ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ ﻗﺑ ــل‬
‫)‪(270‬‬
‫‪ ،‬وﯾﻘﺻـ ــد ﺑﻌﺑـ ــﺎرة إرﺟـ ــﺎع اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن إﻟـ ــﻰ اﻟﺣﺎﻟـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ﻛﺎﻧـ ــﺎ ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ ﻗﺑـ ــل اﻟﻌﻘـ ــد ‪ ،‬أن‬ ‫اﻟﻌﻘـ ــد‬
‫ﯾـ ــزول ﺣﻛـ ــم اﻟﻌﻘـ ــد ﺑـ ــﺄﺛر رﺟﻌـ ــﻲ إﻟـ ــﻰ ﺣـ ــﯾن ﻧﺷـ ــوﺋﻪ ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﯾﺟـ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻛـ ــل ﻣـ ــن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن أن‬
‫ﯾ ــرد إﻟ ــﻰ اﻟط ــرف اﻵﺧ ــر ﻣ ــﺎ ﺗﺳ ــﻠﻣﻪ أو ﺣﺻ ــل ﻋﻠﯾ ــﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿ ــﻰ اﻟﻌﻘ ــد اﻟ ــذي ﻓﺳ ــﺦ‪ ،‬و ﻣ ــن ﻟ ــم ﯾﻧﻔّ ــذ‬
‫إﻟﺗ ازﻣـ ــﻪ ﻓـ ــﻼ ﯾﺟﺑـ ــر ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾـ ــذ ‪ ،‬و ﻓـ ــﻲ ﺣﺎﻟـ ــﺔ اﺳـ ــﺗﺣﺎﻟﺔ رد ﻣـ ــﺎ أﺧـ ــذ ﺣﻛـ ــم اﻟﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺑـ ــﺎﻟﺗﻌوﯾض‬
‫ﻟﻠداﺋن ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﻪ و ذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻋد اﻟدﻓﻊ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﺣق )‪.(271‬‬

‫ـﺄن اﻷﺛ ـ ــر اﻟرﺟﻌـ ـ ـﻲ ﻟﻠﻔﺳ ـ ــﺦ ‪ ،‬ﯾﻧﺣﺻ ـ ــر ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــود اﻟزﻣﻧﯾ ـ ــﺔ ﺑﺣﯾ ـ ــث ﻻ‬
‫ﯾ ـ ــرى أﻏﻠ ـ ــب اﻟﻔﻘ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ّ‬
‫ﻷن ﻣ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﺎت ﻣ ـ ــن اﻟ ـ ــزﻣن ﻻ ﯾﻣﻛ ـ ــن اﺳ ـ ــﺗرﺟﺎﻋﻪ‬
‫ﯾﻛ ـ ــون ﻟ ـ ــﻪ أﺛ ـ ــر ﻋﻠﯾﻬ ـ ــﺎ ّإﻻ ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻣﺳ ـ ــﺗﻘﺑل ‪ّ ،‬‬
‫)‪ ،(272‬ﻓﻣـ ـ ــﺛﻼ ﻓـ ـ ــﻲ ﻋﻘـ ـ ــد اﻹﯾﺟـ ـ ــﺎر إذا ﺗـ ـ ــﺄﺧر اﻟﻣﺳـ ـ ــﺗﺄﺟر ﻓـ ـ ــﻲ دﻓـ ـ ــﻊ اﻷﺟ ـ ـ ـرة ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﺣـ ـ ــو اﺿـ ـ ــطر‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﻣؤﺟر إﻟـ ــﻰ طﻠـ ــب اﺳﺗﺻـ ــدار ﺣﻛـ ــم ﺑﻔﺳـ ــﺦ اﻟﻌﻘـ ــد ﻓ ـ ـﺈن أﺛـ ــر ﻫـ ــذا اﻟﻔﺳـ ــﺦ ﺳﯾﻘﺗﺻـ ــر ﻓﻘـ ــط ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫ﺑدء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻔﺳﺦ ‪.‬‬
‫اﻟﻣدة اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻘد ً‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر‬

‫أن اﻟﻌﻘ ــد ﻟـ ــم ﯾﻛ ــن ﺑﺎﻟﻧﺳـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾـ ــر أﯾﺿـ ـﺎً ‪ ،‬ﺣﯾـ ــث ﺗﺳـ ــﻘط‬
‫ﯾﺳ ــري اﻷﺛـ ــر اﻟرﺟﻌ ــﻲ ﻓـ ــﻲ اﻋﺗﺑـ ــﺎر ّ‬
‫اﻟﺣﻘ ـ ــوق اﻟﺗ ـ ــﻲ ﻛﺳ ـ ــﺑﻬﺎ اﻟﻐﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــن أﺣ ـ ــد طرﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد ‪ ،‬ﻓﯾﺟ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣ ـ ــن ﺗﺻ ـ ــرف إﻟﯾ ـ ــﻪ أﺣ ـ ــد‬

‫)‪ _ (270‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 698 .‬‬
‫)‪(271‬‬
‫– ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 109 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ﻣﺣﻣد ﯾﺣﯾﻰ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪.49_48.‬‬
‫_ وﻟﯾد ﺻﺎﻟﺢ ﻣرﺳﻲ رﻣﺿﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 464 .‬‬
‫‪ -‬درﺑﺎل ﻋﺑد اﻟرزاق ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 68 .‬‬
‫)‪(272‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 180 .‬‬

‫‪92‬‬
‫اﻟﻘﻮة اﻟﻤﻠﺰﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮع‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫)‪(273‬‬
‫‪ .‬ﻓ ـ ـ ـﺈذا اﺷـ ـ ــﺗرى ﺷـ ـ ــﺧص ﻋﯾﻧـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ــم‬ ‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــدﯾن رد ﻣـ ـ ــﺎ آل إﻟﯾـ ـ ــﻪ ﺑﻣﻘﺗﺿـ ـ ــﻰ اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻣﻔﺳـ ـ ــوخ‬
‫ﺑﺎﻋﻬ ــﺎ أي ﻗـ ــﺎم ﺑﺎﻟﺗﺻ ــرف ﻓـ ــﻲ اﻟﺷـ ــﻲء اﻟﻣﺑﯾ ــﻊ إﻟـ ــﻰ اﻟﻐﯾـ ــر وﺟ ــب ﻋﻠـ ــﻰ ﻣـ ــن ﺗﺻ ــرف إﻟﯾـ ــﻪ أن ﯾـ ــرد‬
‫اﻟﺷ ــﻲء إﻟ ــﻰ اﻟﺑ ــﺎﺋﻊ اﻷول و ﯾﺳ ــﺗرد اﻟ ــﺛﻣن ﻣﻣ ــن ﺑ ــﺎع ﻟ ــﻪ ‪ ،‬و ﻟﻛ ــن اﺳ ــﺗﺛﻧﺎء ﯾﺣﻣ ــﻲ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻐﯾ ــر‬
‫)‪(274‬‬
‫أﺟ ـ ـر اﻟﻣﺷـ ــﺗري اﻟﻌـ ــﯾن اﻟﺗـ ــﻲ اﺷـ ــﺗراﻫﺎ و ﻛـ ــﺎن اﻟﻣﺳـ ــﺗﺄﺟر‬
‫‪ ،‬ﻛ ـ ـذﻟك ﻟـ ــو ّ‬ ‫إذا ﻛـ ــﺎﻧوا ﺣﺳـ ــﻧﻲ اﻟﻧﯾـ ــﺔ‬
‫ﺣﺳـ ــن اﻟﻧﯾـ ــﺔ و اﻟﻌﻘـ ــد ﺛﺎﺑـ ــت اﻟﺗـ ــﺎرﯾﺦ ‪ ،‬ﺛـ ــم ﻓﺳـ ــﺦ ﻋﻘـ ــد اﻟﺑﯾـ ــﻊ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﯾﺑﻘـ ــﻰ ﻋﻘـ ــد اﻹﯾﺟـ ــﺎر وﻻ ﯾﻔﺳـ ــﺦ‬
‫و ﻻ ﯾﺳﺗرد اﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﻌﯾن ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻗﺑل اﻧﺗﻬﺎء ﻣدة اﻹﯾﺟﺎر‪.‬‬

‫)‪(273‬‬
‫‪ -‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 109 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 180 .‬‬
‫)‪(274‬‬
‫– ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 375 .‬‬
‫أﻧظر أﯾﺿﺎ _ أﻧور ﺳﻠطﺎن ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص ص‪. 279 – 278 .‬‬
‫‪ -‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ‪ ،‬ص‪. 705 .‬‬

‫‪93‬‬
 ‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬

‫ﺗﻧﺎوﻟـ ــت د ارﺳـ ــﺗﻧﺎ ﻷﺳـ ــﺎس ﻣﺑـ ــدأ ﻧﺳـ ــﺑﯾﺔ أﺛـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد اﻟـ ــذي ﯾﻌـ ــد ﻛﻌﻧﺻـ ــر ﻫـ ــﺎم ﻣـ ــن آﺛـ ــﺎر‬
‫اﻟﻌﻘ ـ ــد و اﺳـ ـ ــﺗﻧﺎدا ﻟﻧﺻـ ـ ـوص اﻟﻣ ـ ـ ـواد ﻣ ـ ــن ‪ 106‬إﻟــــــﻰ ‪ 123‬ﻣــــــن اﻟﻘــــــﺎﻧون اﻟﻣــــــدﻧﻲ _اﻟﺳـ ـ ــﺎﺑق‬
‫ذﻛرﻫ ـ ــﺎ_ ﻓ ـ ــﺈن أﺛ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ــد ﯾﺗﺣ ـ ــدد ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺳ ـ ــﺄﻟﺗﯾن ﻣﻬﻣﺗ ـ ــﯾن ‪ :‬ﻫﻣ ـ ــﺎ اﻟﻘ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ـ ــد ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ‬
‫ﻟﻸﺷ ــﺧﺎص اﻟ ــذي ﻣﻔ ــﺎدﻩ أﻧـ ــﻪ رﻏ ــم ﻣﺑ ــدأ ﻧﺳـ ــﺑﯾﺔ اﻟﻌﻘ ــود اﻟﺗ ــﻲ ﯾﺑرﻣﻬـ ــﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﯾن إﻻ أن أﺛ ــر اﻟﻌﻘـ ــد‬
‫اﻟذي ﺗرﺗب ﻋﻧﻬﻣﺎ ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﻏﯾرﻫﻣﺎ ﺳواء ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق أو ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬

‫ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻐﯾر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋن اﻟﻌﻘد ﻻ ﯾﻠﺗزم ﺑﺎﻟﺗزام ﻟم ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ إﺑراﻣﻪ إﻻ أﻧﻪ ﯾﻛﺗﺳب‬
‫ﺣﻘﺎ ﻣﻧﻪ وﻧرى ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد أن ﻧﻔﺎذ اﻟﻌﻘد ﯾﻘف ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﻣﺑدأ ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻛﻣﺎ وﻗد ﯾؤدي إﻟﻰ‬
‫إﻫدارﻩ ﻷﻧﻪ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﻘﺑل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن أن ﯾﻧﺗﻘل أﺛر ﻋﻘدﻫﻣﺎ إﻟﻰ ﻏﯾرﻫﻣﺎ ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون ﻗﯾد‬
‫ﺣرﯾﺗﻬﻣﺎ وﻫو ﻣﺎ ﺣددﻧﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟوﺻﯾﺔ و اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت وﻫﻲ ﻛﻠﻬﺎ اﻷﺳﺑﺎب‬
‫اﻟﺗﻲ ﻗﺻدﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 106‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻧﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﺷرﻛﺔ ﺣﯾث ﻻ ﯾﻧﺗﻘل اﻟﺣق أو اﻻﻟﺗزام إذا ﻣﺎت أﺣد اﻟﺷرﻛﺎء أو ﺗم اﻟﺣﺟر ﻋﻠﯾﻪ أو أﻓﻠس ‪.‬‬

‫ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 106‬ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ﻧﻔﺳﻪ ‪ ،‬اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﯾﻣﻛن ﻟﻸطراف‬
‫اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻋدم إﻧﺗﻘﺎل أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم ٕواﻧﻣﺎ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻧﺳﺗﺧﻠﺻﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ ،‬ﻓﻬﻲ‬
‫ﺟﺎءت ﺿﻣﻧﯾﺔ ﺑﻧﺻﻬﺎ » ‪...‬ﻻ ﯾﺟوز ﺗﻌدﯾﻠﻪ إﻻ ﺑﺈﺗﻔﺎق اﻟطرﻓﯾن «‪.‬‬

‫إنّ اﻟﻣﺷـ ــرع اﻟﺟ ازﺋـ ــري ﻓـ ــﻲ ﻧـ ــص اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 109‬ﻣـ ــن اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟﻣـ ــدﻧﻲ ﺣـ ــدد اﻟﺷـ ــروط اﻟﺗـ ــﻲ‬
‫ﯾﻧﺑﻐ ــﻲ ﺗوﻓرﻫ ــﺎ ﺣﺗ ــﻰ ﯾﻧﺗﻘ ــل أﺛ ــر اﻟﻌﻘ ــد إﻟ ــﻰ اﻟﺧﻠ ــف اﻟﺧ ــﺎص وﺗﺗﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﺷ ــروط ﻓ ــﻲ أن ﺗﻛ ــون‬
‫اﻟﺣﻘ ـ ــوق واﻻﻟﺗ ازﻣ ـ ــﺎت اﻟﺗ ـ ــﻲ ﺗﻧﺷ ـ ــﺄ ﻋ ـ ــن اﻟﻌﻘ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﻣﺳ ـ ــﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺷ ـ ــﻲء ‪ ،‬ووﺟ ـ ــوب ﻋﻠ ـ ــم اﻟﺧﻠ ـ ــف‬
‫أن ﺷـ ــﻬر أو ﻗﯾـ ــد اﻟﺣﻘ ــوق و اﻹﻟﺗ ازﻣـ ــﺎت ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﺧ ــﺎص ﺑﻬـ ــﺎ وﻗـ ــت إﻧﺗﻘ ــﺎل اﻟﺷـ ــﯾﺊ إﻟﯾـ ــﻪ ‪ ،‬و إﻋﺗﺑرﻧ ــﺎ ّ‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻘﺎرﯾـ ـ ــﺔ ﯾﻘـ ـ ــوم ﻣﻘـ ـ ــﺎم اﻟﻌﻠـ ـ ــم ‪ ،‬وأﺧﯾ ـ ـ ـ ار ﯾﺷـ ـ ــﺗرط أن ﯾﺳـ ـ ــﺑق ﺗـ ـ ــﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻋﻠـ ـ ــﻰ إﻧﺗﻘـ ـ ــﺎل‬
‫اﻟﺷـ ـ ــﯾﺊ إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠـ ـ ــف اﻟﺧـ ـ ــﺎص‪ ،‬و اﺳـ ـ ــﺗﻧﺗﺟﻧﺎ ﻣـ ـ ــن ﻧـ ـ ــص اﻟﻣـ ـ ــﺎدة أﻋـ ـ ــﻼﻩ أن اﻟﻣﺷـ ـ ــرع ﻟ ـ ـ ـم ﯾـ ـ ــﻧص‬
‫ـﺗﺛﻧﺎء ﻟﻬـ ــذا اﻷﺻـ ــل ﻫﻧـ ــﺎك ﺣـ ــﺎﻻت‬
‫ﺻ ـ ـراﺣﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻫـ ــذا اﻟﺷـ ــرط ‪ ،‬ﻏﯾـ ــر أﻧـ ــﻪ ﯾﻔﻬـ ــم ﺿـ ــﻣﻧﯾﺎً ‪ ،‬واﺳـ ـ ً‬

‫‪94‬‬
 ‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬
‫ﯾﻧﺗﻘـ ـ ــل ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ أﺛـ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﻟﻠﺧﻠـ ـ ــف اﻟﺧـ ـ ــﺎص ﻣـ ـ ــن دون ﻫـ ـ ــذﻩ اﻟﺷـ ـ ــروط ‪ ،‬و ﯾﺗﻌﻠـ ـ ــق اﻷﻣـ ـ ــر ﺑﻌﻘ ـ ـ ـود‬
‫اﻹﯾﺟـ ــﺎر ﺣﯾـ ــث ﻣﺗـ ــﻰ اﻧﺗﻘﻠـ ــت ﻣﻠﻛﯾـ ــﺔ اﻟﻌـ ــﯾن اﻟﻣـ ــؤﺟرة ‪ ،‬ﻛـ ــﺎن اﻹﯾﺟـ ــﺎر ﻧﺎﻓـ ــذا ﻓـ ــﻲ ﺣـ ــق ﻣـ ــن إﻧﺗﻘﻠـ ــت‬
‫إﻟﯾﻪ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻌﻘد ﯾﻣﺗد أﺛرﻩ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ‪.‬‬

‫و ﻟﺗوﺿـ ــﯾﺢ ﻣﺑـ ــدأ ﻧﺳـ ــﺑﯾﺔ اﻟﻌﻘـ ــد ﻣـ ــن ﺣﯾـ ــث اﻷﺷـ ــﺧﺎص درﺳـ ــﻧﺎ ﻋﻘـ ــد اﻟﺗـ ــﺄﻣﯾن و ﻋﻘـ ــد اﻹذﻋـ ــﺎن‬
‫ﻛﺗطﺑﯾﻘ ـ ـ ـﯾن ﻹﻧﺗﻘـ ـ ــﺎل أﺛـ ـ ــر اﻟﻌﻘـ ـ ــد إﻟـ ـ ــﻰ اﻟﻐﯾـ ـ ــر‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺎ ﯾﺗﺟﺳـ ـ ــد ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﻬـ ـ ــد ﻋـ ـ ــن اﻟﻐﯾـ ـ ــر واﻻﺷـ ـ ــﺗراط‬
‫ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ‪.‬‬

‫أﻣ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻘ ـ ــوة اﻟﻣﻠزﻣ ـ ــﺔ ﻟﻠﻌﻘ ـ ــد ﻣ ـ ــن ﺣﯾ ـ ــث ﻣوﺿ ـ ــوﻋﻪ و ﻓﯾﻣ ـ ــﺎ ﯾﺧ ـ ــص ﺗﻔﺳ ـ ــﯾر اﻟﻌﻘ ـ ــد‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺎﻋـ ـ ــدة ﺗﻘﺿـ ـ ــﻲ ﺑﺗﻔﺳـ ـ ــﯾر اﻟﺷـ ـ ــك ﻟﻣﺻـ ـ ــﻠﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـ ـ ــد اﻟﻣـ ـ ــدﯾن و ﻫـ ـ ــﻲ ﻗﺎﻋـ ـ ــدة ﺗﻘﯾـ ـ ــد اﻟﻘﺎﺿـ ـ ــﻲ إذا‬
‫اﺳـ ــﺗﺣﺎل ﻋﻠﯾـ ــﻪ أن ﯾﻛﺷـ ــف ﻋـ ــن اﻟﻧﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺷـ ــﺗرﻛﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗـ ــدﯾن ‪ ،‬ﺑﺎﻟﺗـ ــﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﺳـ ــﯾﻐﻠب ﻧﯾـ ــﺔ اﻟﻣـ ــدﯾن‬
‫ـﺗﺛﻧﺎء ﻟﻬ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة ﺣﯾ ـ ــث ﯾﻔﺳ ـ ــر‬
‫ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻧﯾ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــداﺋن ﻛوﻧ ـ ــﻪ اﻟط ـ ــرف اﻟﺿ ـ ــﻌﯾف ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘ ـ ــد‪ ،‬و اﺳ ـ ـ ً‬
‫اء ﻛﺎن ﻣدﯾﻧﺎ أو داﺋﻧﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﺷك ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟطرف اﻟﻣذﻋن ﻓﻲ ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن ﺳو ً‬

‫ﻛﻣ ـ ــﺎ و ﯾﺟ ـ ــب ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﺗﺣدﯾ ـ ــد ﻣوﺿ ـ ــوع اﻟﻌﻘ ـ ــد وﺗﻧﻔﯾ ـ ــذﻩ ﺑﺣﺳ ـ ــن اﻟﻧﯾ ـ ــﺔ ‪،‬ﻏﯾ ـ ــر أن‬
‫ﻫـ ــذا اﻟﻌﻘـ ــد ﻧﺳـ ــﺑﻲ ﻓـ ــﻲ ﻣﺿـ ــﻣوﻧﻪ ‪ ،‬ﻷﻧـ ــﻪ ٕوان أﻋﺗﺑـ ــر اﻟﻌﻘـ ــد ﺑﻣﺛﺎﺑـ ــﺔ اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟ ـ ـذي ﯾﺟـ ــب اﺣﺗ ارﻣـ ــﻪ‬
‫إﻻ أن ﻟﻬ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺎﻋ ـ ــدة إﺳ ـ ــﺗﺛﻧﺎء ﻟ ـ ــم ﯾﻛ ـ ــن ﯾﺗوﻗ ـ ــﻊ ﺣدوﺛ ـ ــﻪ ‪ ،‬وﻧﻘﺻ ـ ــد ﺑ ـ ــذﻟك اﻟظ ـ ــروف اﻟطﺎرﺋ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ــﻲ‬
‫ﺗ ــرد ﻣ ــن إﻟﺗـ ـزام اﻟﻣ ــدﯾن ﻣﺗ ــﻰ أﺻ ــﺑﺢ ﻣرﻫﻘ ــﺎ ﻟ ــﻪ ‪ ،‬ﻻﻧ ــﻪ ﺣﺳ ــب ﻣ ــﺎ ﺟ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﻧ ــص اﻟﻣ ــﺎدة ‪ 107‬ﻓ ــﻲ‬
‫ﻓﻘرﺗﻬـ ــﺎ اﻟﺛﺎﻟﺛـ ــﺔ أن اﻟﻣﺷـ ــرع ﺧـ ــول ﻟﻠﻘﺎﺿـ ــﻲ ﺳـ ــﻠطﺔ ﺗﻌـ ــدﯾل اﻟﻌﻘـ ــد ﻓـ ــﻲ اﻟﺣـ ــﺎﻻت اﻻﺳـ ــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻫـ ــذا‬
‫ﺗﺣﻘﯾﻘـ ــﺎ ﻟﻠﻌداﻟـ ــﺔ واﻟﻣوازﻧـ ــﺔ ﺑـ ــﯾن اﻷط ـ ـراف ‪ ،‬وذﻟـ ــك ﺑـ ــﺄن ﯾـ ــرد اﻻﻟﺗ ـ ـزام اﻟﻣرﻫـ ــق إﻟـ ــﻰ اﻟﺣـ ــد اﻟﻣﻌﻘـ ــول‬
‫ﺳواء ﺑﺈﻧﻘﺎﺻﻪ أو ﺑزﯾﺎدة إﻟﺗزام اﻟداﺋن أو ﺑوﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ ﯾزول اﻟظرف اﻟطﺎرئ ‪.‬‬

‫وﻓـ ــﻲ ﺻـ ــدد اﻟﻣﺳـ ــؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾـ ــﺔ ﻓﺈﻧـ ــﻪ ﺣﺳـ ــب اﻟﻣـ ــﺎدة ‪ 123‬ﻣـ ــن اﻟﻘـ ــﺎﻧون اﻟﻣـ ــدﻧﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــري إذا‬
‫اﻣﺗﻧ ـ ــﻊ أﺣ ـ ــد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ﻋ ـ ــن ﺗﻧﻔﯾ ـ ــذ إﻟﺗ ازﻣ ـ ــﻪ ﺗرﺗ ـ ــب ﻟﻠط ـ ــرف اﻵ ﺧ ـ ــر ﺣ ـ ــق اﻟﺗﻣﺳ ـ ــك ﺑﺎﻟ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻌ ـ ــدم‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻣ ــﺎ إذا ﺑﻘـ ــﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾ ــذ ﻣﻣﻛﻧ ــﺎ ‪ٕ ،‬واﻻ ﺟـ ــﺎز ﻟ ــﻪ أن ﯾطﻠـ ــب اﻟﻔﺳ ــﺦ ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﯾﻌﺗﺑـ ــر ﻧظ ــﺎم اﻟﻔﺳـ ــﺦ‬

‫‪95‬‬
 ‫ﺧﺎﺗﻤﺔ‬
‫ﺣﻣﺎﯾـ ـ ــﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾـ ـ ــﺔ أﻗرﻫـ ـ ــﺎ اﻟﻣﺷـ ـ ــرع ﻟﻠـ ـ ــداﺋن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻘـ ـ ــود اﻟﻣﻠزﻣـ ـ ــﺔ ﻟﻠﺟـ ـ ــﺎﻧﺑﯾن و ﻫـ ـ ــذا ﺿـ ـ ــﻣﺎﻧﺎ ﻟﻠﺣﻘـ ـ ــوق‬
‫اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد و اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط اﻟﻣدﯾن ﺑﻪ ‪.‬‬

‫وﻣ ـ ــﺎ ﺗوﺻ ـ ــﻠﻧﺎ إﻟﯾ ـ ــﻪ أن اﻹﺳ ـ ــﺗﺛﻧﺎءات اﻟـ ـ ـواردة ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻣﺑ ـ ــدأ ﻧﺳ ـ ــﺑﯾﺔ اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺳـ ـ ـواء اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ـ ــﺔ‬
‫أو اﻻﺗﻔﺎﻗﯾ ـ ــﺔ ﻗ ـ ــد ﺗ ـ ــؤدي اﻟ ـ ــﻰ إ ﻫ ـ ــدار ﻗﺎﻋ ـ ــدة اﻟﻌﻘ ـ ــد ﺷـ ـ ـرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ـ ــدﯾن ‪ ،‬ﻷﻧ ـ ــﻪ ﺣﺗ ـ ــﻰ ٕوان أﺑ ـ ــرم‬
‫ﻋﻘـ ـ ــد ﺑـ ـ ــﯾن ﺷﺧﺻـ ـ ــﯾن دون ﻏﯾرﻫﻣـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﺈن اﻟﻌﻘـ ـ ــد ﯾﻛـ ـ ــون ﻧﺎﻓـ ـ ــذا ﺑﺎﻟﻧﺳـ ـ ــﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾـ ـ ــر ﻛواﻗﻌـ ـ ــﺔ ﻻ ﯾﻣﻛـ ـ ــن‬
‫إﻧﻛﺎرﻫﺎ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻛون ﻟﻠﻌﻘد وﺟود ﺧﺎرﺟﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟوﺟود اﻟداﺧﻠﻲ ‪.‬‬

‫‪96‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ و اﻟﻣﺻﺎدر‬

‫أوﻻ ‪ /‬اﻟﻣﻌﺎﺟم و اﻟﻘواﻣﯾس اﻟﻠّﻐوﯾﺔ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫‪ _1‬ﺟرﺟس ﺟرﺟس ‪ ،‬أﻧطوان ﺣوﯾس ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺑﻊ ‪ ،‬ﻗﺎﻣوس ﻋرﺑﻲ ﻋرﺑﻲ ‪ ،‬إﯾدوﻓﯾﺳت ؛ اﻟدار‬
‫اﻟﺑﯾﺿﺎء ‪ ،‬اﻟﻣﻐرب ‪.2006‬‬

‫‪ _2‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف ‪ ،‬ﻣﻌﺟم اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺷؤون اﻟﻣطﺎﺑﻊ اﻷﻣﯾرﯾﺔ ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪.1999‬‬

‫‪ _3‬ﻣﺣﻣد ﺣﻣدي ‪ ،‬ﻗﺎﻣوس ﻣرﺷد اﻟطﻼب ‪،‬ﻋرﺑﻲ ﻋرﺑﻲ ‪،‬ط‪ 2.‬؛ ﻣﻧﺷورات اﻟﻣرﺷد‬
‫اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪2007‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ‪ /‬اﻟﻛﺗب‬

‫‪ _1‬أﻣﺟد ﻣﺣﻣد ﻣﻧﺻور‪،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت‪،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ؛ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و‬

‫اﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬اﻷردن ‪. 2006‬‬

‫‪ _2‬أﻣﯾر ﻓرج ﯾوﺳف ‪،‬اﻟﻌﻘد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ؛ اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‬
‫‪. 2007‬‬

‫‪_3‬أﻧور ﺳﻠطﺎن ‪،‬اﻟﻣوﺟز ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬

‫اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪. 1998‬‬

‫‪ _ 4‬إﻟﯾﺎس ﻧﺎﺻﯾف ‪،‬ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻌﻘود اﻟﻣدﻧﯾﺔ و اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ‪،‬اﻟﺑﺣث اﻷول ‪،‬أﺣﻛﺎم اﻟﻌﻘد‬
‫اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪،‬ﻣﻔﺎﻋﯾل اﻟﻌﻘد ‪،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ‪ ،‬ط‪ 2.‬؛ دار اﻟﻧﺷر‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن ‪. 1998‬‬

‫‪97‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ _5‬ﺑﻠﺣﺎج اﻟﻌرﺑﻲ ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزام ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ج‪ ، 1.‬اﻟﺗﺻرف‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻌﻘد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.1999‬‬

‫‪ _6‬ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ﺣﺳن ﻗدادة ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ج‪1 .‬‬
‫ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.1994‬‬

‫‪_7‬درﺑﺎل ﻋﺑداﻟرزاق ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزام ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ دار‬
‫اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪ _8‬رﻣﺿﺎن أﺑو اﻟﺳﻌود ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬د‪.‬ط‬
‫ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.1996‬‬

‫‪ _9‬زﻛرﯾﺎ ﺳراﯾش ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬اﻟﻌﻘد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ؛ دار ﻫوﻣﺔ‬
‫ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.2013‬‬

‫‪ _10‬ﻋﺑد اﻟرزاق أﺣﻣد اﻟﺳﻧﻬوري ‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬ج‪ .‬اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ ،‬ط‪ 2 .‬؛ ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪.1998‬‬

‫‪ _11‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻔﺎر ‪ ،‬ﺑﺷﺎر ﻋدﻧﺎن ﻣﻠﻛﺎوي ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻟﺣق اﻟﺷﺧﺻﻲ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ط‪ 3 .‬؛ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪.2010‬‬

‫اﻟﺻدﻩ ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻓﻲ ﻗواﻧﯾن اﻟﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ دار اﻟﻧﻬﺿﺔ‬

‫‪ _12‬ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﻓرج ّ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن ‪.1974‬‬

‫‪ _13‬ﻋدﻧﺎن إﺑراﻫﯾم اﻟﺳرﺣﺎن ‪ ،‬ﻧوري ﺣﻣد ﺧﺎطر ‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻟﺣﻘوق‬
‫اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ؛ دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪.2009‬‬

‫‪ _14‬ﻋﺻﻣت ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد ﺑﻛر ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬ج‪ ، 1 .‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام‬
‫د‪.‬د‪.‬ن ‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن ‪.2011‬‬

‫‪98‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ _15‬ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻲ ﺳﻠﯾﻣﺎن ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزام ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗ ازم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‬
‫اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬ط‪ 7.‬؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن ‪.‬‬

‫‪ _16‬ﻋﻠﻲ ﻓﯾﻼﻟﻲ ‪ ،‬اﻹﻟﺗزاﻣﺎت ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ ﻣوﻓر ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪. 2010‬‬

‫‪ _17‬ﻓﺎﺿﻠﻲ إدرﯾس ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزام ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2009‬‬

‫‪ _18‬ﻣﺣﻔوظ ﻟﻌﺷب ﺑن ﺣﺎﻣد ‪ ،‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري و اﻟﻣﻘﺎرن‬

‫د‪.‬ط ؛ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.1990‬‬

‫‪ _19‬ﻣﺣﻣد ﺣﺳﻧﯾن ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزاﻣﺎت و أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻔﻧون اﻟﻣطﺑﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.1990‬‬
‫‪ _20‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري اﻟﺳﻌدي ‪ ،‬اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬اﻟﻌﻘد و اﻹرادة اﻟﻣﻧﻔردة ؛ دار اﻟﻬدى ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.2012‬‬

‫‪ _21‬ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ اﻟﺑدوي ‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﻟﺗزام ‪ ،‬ج‪ ، 1.‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬ط‪2 .‬‬
‫ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ ‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن ‪.1993‬‬

‫‪ _22‬ﻣﺣﻣد ﻛﻣﺎل ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ‪ ،‬اﻟﺗﻘﻧﯾن اﻟﻣدﻧﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻘﺿﺎء و اﻟﻔﻘﻪ ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزام‬

‫ط‪ 3.‬؛ د‪.‬د‪.‬ن ‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن ‪.2003‬‬

‫‪ _23‬ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﻋﻠم اﻟدﯾن ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﻘد ‪ ،‬ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ و‬
‫اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ د‪.‬د‪.‬ن ‪ ،‬د‪.‬ب‪.‬ن ‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن ‪.‬‬

‫‪ _24‬ﻣروان ﻛﺳﺎب ‪ ،‬اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي ‪ ،‬ط‪ 1.‬؛ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‬
‫‪. 2000‬‬

‫‪99‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ _25‬ﻣﺻطﻔﻰ ﻣﺣﻣد اﻟﺟﻣﺎل ‪ ،‬ﻣﺻﺎدراﻹﻟﺗزام ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟدار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬

‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.1999‬‬

‫‪ _26‬ﻣﻧذر اﻟﻔﺿل ‪،‬اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﺗزاﻣﺎت و أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ دار‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ‪ ،‬اﻷردن ‪.2012‬‬

‫‪ _27‬ﻧﺑﯾل إﺑراﻫﯾم ﺳﻌد ‪ ،‬ﻫﻣﺎم ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻟﺣق ‪ ،‬ﻧظرﯾﺔ اﻹﻟﺗزام ‪ ،‬د‪.‬ط ؛ ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ﻟﻠﻧﺷر ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.2000‬‬

‫‪ _28‬ﻫﯾﺛم ﺣﺎﻣد اﻟﻣﺻﺎروة ‪ ،‬ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن ؛ ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷﺎرﻗﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫اﻷردن ‪2010‬‬

‫‪ _29‬وﻟﯾد ﺻﻼح ﻣرﺳﻲ رﻣﺿﺎن ‪ ،‬اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد و اﻹﺳﺗﺛﻧﺎءات اﻟواردة ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬د‪.‬ط‬
‫دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر اﻷزارطﯾﺔ ‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪.2009‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟرﺳﺎﺋل و اﻟﻣذ ّﻛرات‬

‫‪ _1‬إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ﻣﺣﻣد ﯾﺣﯾﻰ ‪ " ،‬اﻹﻗﺎﻟﺔ _ ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد ﺑرﺿﺎ اﻟطرﻓﯾن " ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻹﺳﺗﻛﻣﺎل‬
‫ﻣﺗطﻠﺑﺎت درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﺟﺎح اﻟوطﻧﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻧﺎﺑﻠس ‪ ،‬ﻓﻠﺳطﯾن ‪.2010‬‬

‫‪ _2‬ﺣﻣﯾد ﺑن ﺷﻧﯾﺗﻲ ‪ " ،‬ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد " ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑن ﻋﻛﻧون ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.1996‬‬

‫‪ _3‬ﺧدﯾﺟﺔ ﻓﺎﺿل ‪ " ،‬ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻔﯾذ " ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻓرع اﻟﻌﻘود و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪.2002_2001‬‬

‫ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﻌﻘد " ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‬

‫ّ‬ ‫‪ _4‬زواوي ﻓرﯾدة ‪ " ،‬ﻣﺑدأ‬
‫ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑن ﻋﻛﻧون ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر ‪.1992‬‬

‫‪100‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪ _5‬ﻋﺑﺗوت ﺳﯾد ﺑﻠﺣﺎﻛم ‪ " ،‬أﺛر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﻠف اﻟﺧﺎص " ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ‪ ،‬ﻓرع اﻟﻌﻘود و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺑن‬
‫ﻋﻛﻧون ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر د‪.‬س‪.‬‬

‫‪ _6‬ﻣﻧﺎل ﺟﻬﺎد أﺣﻣد ﺧﻠﺔ ‪ " ،‬أﺣﻛﺎم ﻋﻘود اﻹذﻋﺎن ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ " ‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻌﺔ و اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻣﻘﺎرن ﺑﺎﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ‪ ،‬ﻏزة ‪.2008‬‬
‫ّ‬

‫‪ _7‬ﯾوﺳف ﻓﺗﯾﺣﺔ ‪ " ،‬دﻋوى ﻧﻔﺎذ ﺗﺻرف اﻟﻣدﯾن ) اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ ( ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻘﺎرن " ‪ ،‬ﺑﺣث ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ دﺑﻠوم اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻌﻘود و اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫ﻣﻌﻬد اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻹدارﯾﺔ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪.1986‬‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬

‫‪1_ http://www.Konouz.com‬‬

‫_ﻛﻧوز اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن ‪،‬ﻋﻘد اﻟﺑﯾﻊ و اﻹﯾﺟﺎر‪ ،‬ﯾوم ‪ 9‬ﻓﯾﻔري‬
‫‪ 2009‬ﯾوم اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ‪ 31‬ﻣﺎي ‪.2015‬‬

‫‪2_ http://www.alyoum.com‬‬ ‫‪10 mars 2014‬‬

‫ﯾوم اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ‪ 31 :‬ﻣﺎي ‪2015‬‬

‫‪3_ http://www.startimes.com‬‬ ‫ﯾوم اﻹطﻼع ﻋﻠﯾﻪ ‪ 31 :‬ﻣﺎي ‪2015‬‬

‫‪101‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫أ ‪ /‬اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‬

‫‪ _1‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 11 /84‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 9‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 1984‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري‬

‫اﻟﻣﻌدل و اﻟﻣﺗﻣم ﺑﻣوﺟب أﻣر رﻗم ‪ 02 /05‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 27‬ﻓﯾﻔري ‪ ،2005‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.15‬‬

‫‪ _2‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 10 / 05‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 20‬ﯾوﻧﯾو‪ ، 2005‬ﯾﻌدل و ﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع‬

‫ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ‪.‬‬

‫‪ _3‬ﻗﺎﻧون رﻗم ‪ 05/07‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 13‬ﻣﺎي ‪ ،2007‬ﯾﻌدل و ﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬‬

‫ع‪.31 ,‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ‪.‬‬

‫‪ _4‬أﻣر رﻗم‪ 58/75‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 26‬ﺳﺑﺗﻣﺑر‪ ، 1975‬ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣﻌدل‬

‫و اﻟﻣﺗﻣم ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ج‪.‬ج‪ .‬ﻋدد ‪ ، 78‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬ﺳﺑﺗﻣﺑر ‪.1975‬‬

‫‪ _5‬أﻣر رﻗم ‪ 74/75‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 12‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 1975‬اﻟﻣﺗﺿﻣن إﻋداد ﻣﺳﺢ اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﺎم‬

‫و ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺳﺟل اﻟﻌﻘﺎري ‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ع‪.92 .‬‬

‫‪ _6‬أﻣر رﻗم ‪ 07 / 95‬ﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 25‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ ،1995‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.15.‬‬

‫‪102‬‬
 ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺮاﺟﻊ‬

‫‪103‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬

‫_ ﻣﻘدﻣﺔ‪2_1 ..........................................................................‬‬

‫_اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺷﺧﺎص‪3 ..................................‬‬

‫_اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬إﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن و اﻟﺧﻠف و اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن‪4.........‬‬

‫_اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أﺛر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن و اﻟﺧﻠف‪4..................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‪5_ 4...................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻗد‪6_ 5............................................................‬‬

‫_ ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﻌﺎﻗد اﻟﺷﺧص ﻣﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪6........................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺧﻠف‪6...........................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم‪7....................................................................‬‬

‫_أ ‪ /‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم‪8_7.........................................................‬‬

‫_ب‪ /‬اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻧﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم‪9...........................‬‬

‫_‪ _1‬اﻹﺗﻔﺎق ﻓﻲ ﻧص اﻟﻌﻘد‪9............................................................‬‬

‫_‪_ 2‬طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل‪10_9 ..............................................................‬‬

‫_‪_ 3‬ﻧص اﻟﻘﺎﻧون‪10....................................................................‬‬

‫_ج‪ /‬ﺣﺎﻻت ﯾﺻﺑﺢ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺧﻠف اﻟﻌﺎم ﻣن اﻟﻐﯾر ‪11.......................................‬‬

‫_‪ _ 1‬اﻟوﺻﯾﺔ‪11.......................................................................‬‬

‫‪103‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_‪_ 2‬اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﻣرض اﻟﻣوت‪12 _11................................................‬‬

‫_ ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‪13_ 12.........................................................‬‬

‫_أ ‪ /‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‪13........................................................‬‬

‫_ب ‪/‬ﺷروط اﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‪14....................................‬‬

‫_‪_ 1‬أﺳﺑﻘﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻌﻘد ﻋﻠﻰ إﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷﯾﺊ إﻟﻰ اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص‪14.........................‬‬

‫_ ‪_2‬ﺗﻌﻠق اﻟﺣﻘوق و اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد ﺑﻣﺳﺗﻠزﻣﺎت اﻟﺷﯾﺊ‪15_ 14..............‬‬

‫_‪_ 3‬ﻋﻠم اﻟﺧﻠف اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺣق أو اﻹﻟﺗزام وﻗت إﻧﺗﻘﺎل اﻟﺷﯾﺊ‪15 .........................‬‬

‫_ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد إﻟﻰ اﻟداﺋﻧﯾن اﻟﻌﺎدﯾﯾن‪16.............................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﺧﻠﻔﺎ ﻋﺎﻣﺎ‪17_ 16..............................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﺧﻠﻔﺎ ﺧﺎﺻﺎ‪17..................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫم ﻣن اﻟﻐﯾر‪18_ 17..............................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬اﻟﻌﻘود ﻏﯾر اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠداﺋن‪19_ 18 ...............................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠداﺋن‪20..........................................................‬‬

‫_أ‪ /‬اﻟدﻋوى ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة‪22_ 20.......................................................‬‬

‫_ب‪ /‬اﻟدﻋوى اﻟﺑوﻟﺻﯾﺔ‪24 _23.........................................................‬‬

‫_ج‪ /‬اﻟدﻋوى اﻟﺻورﯾﺔ‪26_ 25..........................................................‬‬

‫‪104‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻧﺻراف أﺛر اﻟﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر‪27_26 .........................‬‬

‫_اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‪27.....................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‪28_ 27 ......................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط اﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‪29................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺗﻌﻬد ﺑﺎﺳﻣﻪ‪29............................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬إﻟزام اﻟﻣﺗﻌﻬد ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﺎﻟﺗﻌﻬد‪29.....................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺣﻣل اﻟﻣﺗﻌﻬد اﻟﻐﯾرﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑول‪30..................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬آﺛﺎر اﻟﺗﻌﻬد ﻋن اﻟﻐﯾر‪30..................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﻗﺑول اﻟﻐﯾر ﻟﻠﺗﻌﻬد‪31_ 30 .......................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬رﻓض اﻟﻐﯾر ﻟﻠﺗﻌﻬد‪31............................................................‬‬

‫_اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‪32.............................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‪33_ 32 ...............................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺷروط ﺗﺣﻘق اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‪33...................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﺗﻌﺎﻗد اﻟﻣﺷﺗرط ﺑﺎﺳﻣﻪ‪34...........................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬إﺗﺟﺎﻩ إرادة اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﻹﻧﺷﺎء ﺣق ﻣﺑﺎﺷر ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد‪34..............................‬‬

‫_ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬وﺟود ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗرط‪35........................................................‬‬

‫_راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺷﺧص ﻣﺳﺗﻘﺑل أو ﻣﺣدد‪35....................................‬‬

‫‪105‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬آﺛر اﻹﺷﺗراط ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻐﯾر‪36...........................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺷﺗرط ﺑﺎﻟﻣﺗﻌﻬد‪36........................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺷﺗرط ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾد‪37_ 36................................................‬‬

‫‪-‬ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣﺗﻌﻬد ﺑﺎﻟﻣﺳﺗﻔﯾد‪38_37 .................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬ﺑﻌض اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﻟﻘﺎﻋدة اﻹﺷﺗراط‪38................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‪39_ 38 .............................................................‬‬

‫_أ‪ /‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‪39...............................................................‬‬

‫_ب‪ /‬ﺧﺻﺎﺋص ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‪41_ 40 ...................................................‬‬

‫_ج‪ /‬إﻟﺗزاﻣﺎت ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‪44_ 42......................................................‬‬

‫_د‪ /‬إﻧﻘﺿﺎء ﻋﻘد اﻟﺗﺄﻣﯾن‪45..............................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‪45..................................................................‬‬

‫_أ‪ /‬ﺗﻌرﯾف ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‪46_ 45 .......................................................‬‬

‫_ب‪ /‬طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‪46.............................................................‬‬

‫_‪ _ 1‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﻣﺎ ﻫ ٕواﻻ ﻧظﺎم ‪47_ 46..............................................‬‬

‫_‪ _ 2‬ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪47..............................................‬‬

‫_ج‪ /‬ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻘد اﻹذﻋﺎن‪47.............................................................‬‬

‫‪106‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_ د‪ /‬أﺳﺎس ﺗﻘرﯾر ﻗﺎﻋدة ﺗﻔﺳﯾر اﻟﺷك ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣذﻋﻧﺔ‪48_47 ..........................‬‬

‫_اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣوﺿوع‪49...................................‬‬

‫_اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬وﺟوب ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‪50....................................................‬‬

‫_اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻘد‪50.........................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻘد‪51..................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺑﯾﺎن ﺣﺎﻻت اﻟﺗﻔﺳﯾر‪51....................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬وﺿوح ﻋﺑﺎرات اﻟﻌﻘد‪52 _51 ....................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻏﻣوض ﻋﺑﺎرات اﻟﻌﻘد‪52.........................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﺷك ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ‪54_53..........................................‬‬

‫_اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣدود اﻟﻘوة اﻟﻣﻠزﻣﺔ ﻟﻠﻌﻘد‪54.............................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‪55.................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﻋدم ﺟواز ﻧﻘض أو ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘد إﻻ ﺑﺈﺗﻔﺎق ﻣﻠزم‪55.................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺑﺣﺳن ﻧﯾﺔ‪56..........................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪57................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﺗطﺑﯾق ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪58.................................................‬‬

‫_أ‪ /‬ﺗراﺧﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‪58.................................................................‬‬

‫_ب‪ /‬وﺟود ﺣوادث إﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪58....................................................‬‬

‫‪107‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_ج‪ /‬ﻋدم ﺗوﻗﻊ اﻟﺣوادث اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ‪59...................................................‬‬

‫_د‪ /‬ﺟﻌل اﻹﻟﺗزام ﻣرﻫﻘﺎ ﻟﻠﻣدﯾن و ﻟﯾس ﻣﺳﺗﺣﯾﻼ‪60_ 59..................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أﺛر ﻧظرﯾﺔ اﻟظروف اﻟطﺎرﺋﺔ‪60....................................................‬‬

‫_أ‪ /‬وﻗف ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺣﺗﻰ ﯾزول اﻟظرف اﻟطﺎرئ‪61........................................‬‬

‫_ب‪ /‬إﻧﻘﺎص إﻟﺗزام اﻟﻣدﯾن اﻟﻣرﻫق‪62_ 61...............................................‬‬

‫_ج‪ /‬زﯾﺎدة إﻟﺗزام اﻟداﺋن‪63_ 62 .........................................................‬‬

‫_اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد و إﻧﺣﻼﻟﻪ ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ‪63...... .............................‬‬

‫_اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‪64......................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪64.......................................................‬‬

‫_أوﻻ ‪ :‬اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪65_64 ..............................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺷروط اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪65.......................................................‬‬

‫_أ ‪/‬إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن‪66.............................................................‬‬

‫_ب ‪ /‬إﺳﺗﺣﻘﺎق اﻷداء‪67_ 66..........................................................‬‬

‫_ج ‪ /‬إﺧﻼل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺎﻟﻌﻘد‪68....................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪69......................................................‬‬

‫_راﺑﻌﺎ‪ :‬أﺛر اﻟدﻓﻊ ﺑﻌدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪70.........................................................‬‬

‫‪108‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_أ ‪ /‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‪71_ 70.........................................................‬‬

‫_ ب‪ /‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر‪72_ 71............................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪73......................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪73.......................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أرﻛﺎن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪74.......................................................‬‬

‫_أ ‪ /‬اﻹﺧﻼل ﺑﺈﻟﺗزام ﻋﻘدي‪74............................................................‬‬

‫_‪ _ 1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي‪74..........................................................‬‬

‫_‪_ 2‬اﻹﻟﺗزام ﺑﺗﺣﻘﯾق ﻧﺗﯾﺟﺔ و اﻹﻟﺗزام ﺑﺑذل ﻋﻧﺎﯾﺔ‪75_74..................................‬‬

‫_‪_ 3‬إﺛﺑﺎت اﻟﺧطﺄ اﻟﻌﻘدي‪76............................................................‬‬

‫_ب ‪/‬اﻟﺿرر اﻟﻌﻘدي‪76.................................................................‬‬

‫_‪ _ 1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺿرر‪76................................................................‬‬

‫_ ‪_2‬ﺷروط اﻟﺿرر‪77..................................................................‬‬

‫_‪_ 3‬أﻧواع اﻟﺿرر‪78...................................................................‬‬

‫_‪ _ 4‬ﻣدى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر‪78....................................................‬‬

‫_ج‪ /‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ و اﻟﺿرر اﻟﻌﻘدي‪79.......................................‬‬

‫_‪ _ 1‬ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ و ﻋﺑﺊ اﻹﺛﺑﺎت‪79..................................................‬‬

‫_‪ _ 2‬اﻟﺳﺑب اﻷﺟﻧﺑﻲ‪80................................................................‬‬

‫‪109‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_ ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪81 _80........................................‬‬

‫_أ‪ /‬اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪81.....................................................‬‬

‫_ب‪ /‬اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪81..................................................‬‬

‫_ ج‪ /‬اﻟﺗﺷدﯾد ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‪82.................................................‬‬

‫_د‪ /‬اﻹﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌوﯾض‪82.....................................................‬‬

‫_ اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد‪83.........................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻔﺳﺦ ﺑﺳﺑب ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ‪83................................................‬‬

‫_أوﻻ‪ :‬ﺷروط اﻟﻔﺳﺦ‪84 _ 83...........................................................‬‬

‫_أ‪ /‬إﻟزاﻣﯾﺔ اﻟﻌﻘد ﻟﻠﺟﺎﻧﺑﯾن‪84.............................................................‬‬

‫_ب‪ /‬إﺧﻼل أﺣد اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺑﺈﻟﺗزاﻣﻪ‪85 ................................................‬‬

‫_ج‪ /‬ﻋدم ﺗﻘﺻﯾر طﺎﻟب اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد‪86_85 ..................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬أﻧواع اﻟﻔﺳﺦ‪86...................................................................‬‬

‫_أ ‪ /‬اﻟﻔﺳﺦ اﻹﺗﻔﺎﻗﻲ‪88_86.............................................................‬‬

‫_ب‪ /‬اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪89_ 88............................................................‬‬

‫_ج‪ /‬اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪91_90 ...........................................................‬‬

‫_اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺛر اﻟﻔﺳﺦ‪91 ............................................................‬‬

‫‪110‬‬
 ‫اﻟﻔﮭﺮس‬
‫_أوﻻ‪ :‬ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ‪92..........................................................‬‬

‫_ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻐﯾر‪93_ 92............................................................‬‬

‫_ ﺧﺎﺗﻣﺔ‪96_94........................................................................‬‬

‫_ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‪102_97................................................................‬‬

‫_اﻟﻔﻬرس‪111_ 103...................................................................‬‬

‫‪111‬‬
 :‫اﻟﻣﻠﺧص‬

‫إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﻘد ﺷرﯾﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن و ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن‬، ‫آﺛﺎر اﻟﻌﻘد ﻻ ﺗﻣﺗد إﻟﻰ ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‬
‫أن اﻟﺣﻘوق‬
ّ ‫ و ﻣﻔﺎدﻫﺎ‬، ‫ ﻓﺈن ﻗوﺗﻪ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ ﻗوة ﻣﻠزﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻷﺷﺧﺎص‬، ‫ﻗوة ﻣﻠزﻣﺔ‬
‫إﺳﺗﺛﻧﺎء ﻟﻬذا اﻷﺻل ﻓﺈن‬
ً ‫ و‬، ‫اﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن اﻟﻌﻘد ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن دون ﺳواﻫﻣﺎ‬
‫ ﻛذﻟك‬، ‫أﺛر اﻟﻌﻘد ﯾﻣﺗد إﻟﻰ ﻏﯾر اﻷﺻل و ﻧﻘﺻد ﺑذﻟك إﻧﺗﻘﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن‬
.‫ﯾﻧﺻرف أﺛرﻩ إﻟﻰ اﻟﻐﯾر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﻟﻌﻘد‬

‫و ﻗوة ﻣﻠزﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣوﺿوع اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن ﺗﺣدﯾد ﻣوﺿوع‬
‫ و إﻻ ﺟﺎز ﻟﻠطرف‬، ‫ و ﻋدم اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻹﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻧﻪ‬، ‫اﻟﻌﻘد و ﺗﻧﻔﯾذﻩ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ‬
‫ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘوم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ‬،‫اﻟﻣﺧل ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﻪ أن ﯾطﻠب ﻓﺳﺦ اﻟﻌﻘد و اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﺟﺑر اﻟﺿرر‬
. ‫ﻟﻠطرف اﻟﻣﺧل ﺑﺈﻟﺗزاﻣﻪ ﻹﺳﺗﺣﺎل اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬

Résumé :

Le contrat fait la loi des parties, ce principe est déterminé par la

force obligatoire du contrat assujetti de la relativité du contrat en
terme de personnes ce qui signifie seuls les contractant eux-
mêmes, qu’ils aient conclu le contrat personnellement ou par
l’intermédiaire d’un tiers, sont engagés par celui-ci. Le contrat ne
peut pas créer de droit ou d’obligation à l’égard des tiers, mais il
peut faire naitre des droits à leurs profits.

Le contrat doit être conformément à son contenu mais

l’orsqu’une des parties n’exécute pas son obligation, l’autre
parties peut demander la résolution avec réparation du préjudice
sauf-ci l’impossibilité est définitive et absolue sa responsabilité
contractuelle.