You are on page 1of 149

‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الخطـ ـ ـ ـ ــة‬

‫مقدم ـ ــة‪.‬‬

‫مبحث تمهيدي‪ :‬اإلطار المفاهيمي لمنظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف منظمة التجارة العالمية وأهميتها‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬تعريف منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ : 02‬خصائص منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ : 03‬أهمية منظمة التجارة العالمية‪،‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ وأهداف منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬مبادئ منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬أهداف منظمة التجارة العالمية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي لمنظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬األجهزة العامة‪.‬‬

‫الفرع ‪ : 02‬األجهزة المتخصصة‪.‬‬

‫الفرع ‪ : 03‬األجهزة الشبه قضائية واإلدارية‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة‬
‫العالمية‬

‫المبحث األول‪ :‬خصائص وأهمية نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫المطلب األول‪ :‬سمات تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬السمات العامة‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬السمات الخاصة (الجوهرية)‪.‬‬

‫·المطلب الثاني‪ :‬أهمية وأهداف نظام التسوية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬أهمية نظام التسوية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬أهداف نظام التسوية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬جهاز تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إنشاء جهاز تسوية المنازعات ومهامه‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬إنشاء جهاز التسوية‪:‬‬

‫الفرع ‪ :02‬مهام جهاز التسوية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط اللجوء إلى جهاز تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬الشروط المتعلقة بالتزامات األطراف المتنازعة‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬الشروط المتعلقة بطبيعة عملية لتسوية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬وسائل تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات حل منازعات التجارة الدولية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬الوسيلة الودية (المشاورات)‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬الوسائل البديلة (المساعي الحميدة ‪ -‬التحكيم ‪ -‬الوساطة)‪.‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الفرع ‪ :03‬الوسيلة الشبه قضائية (المراجعة بطريق االستتناف)‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تنفيذ التوصيات والقرارات‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬تنفيذ التوصيات والقرارات‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬سحب اإلجراء المخالف‪،‬‬

‫الفرع ‪ :03‬جل المنازعات المتعلقة بالتنفيذ‪.‬‬

‫الفرع ‪ :04‬التعويض وتعليق التنازالت‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار التطبيقي لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة‬
‫التجارة العالمية‬

‫المبحث األول‪ :‬نماذج عن القضايا المعروضة على جهاز تسوية المنازعات‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬نماذج عن كيفية تطبيق وسائل حل المنازعات في إطار منظمة التجارة‬
‫العالمية‬

‫الفرع ‪ :01‬المنازعات المتعلقة بتجارة السلع والخدمات ‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬المنازعات المتعلقة بالملكية الفكرية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نماذج عن كيفية تطبيق وسائل تنفيذ المنازعات في إطار منظمة التجارة‬
‫العالمية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬المنازعات المتعلقة بتجارة السلع والخدمات‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬المنازعات المتعلقة بالملكية الفكرية‪،‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫المبحث األول‪ :‬نماذج عن القضايا التي تنفرد بإجراءات خاصة (قضايا اإلغراق)‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف اإلغراق وتحديد هامشه‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬تعريف اإلغراق‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬تحديد هامش اإلغراق ووقع الضرر‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات معالجة قضايا اإلغراق‪.‬‬

‫الفرع ‪ :01‬شروط إثبات اإلغراق‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬اجراءات متابعة اإلغراق ومكافحته‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حالة تطبيقية عن قضايا اإلغراق في مصر (قضية حديد التسليح دو‬
‫المنشأ التركي)‬

‫الفرع ‪ :01‬أطراف النزاع وطبيعة المنتجات موضوع الشكوى‪.‬‬

‫الفرع ‪ :02‬إجراءات التسوية المتبعة في حل النزاع‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫الفهرس‪:‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫المــــــــقدمة‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يقوم النظام االقتصادي العالمي على ثالث أركان أو باألحرى ثالث ركائز أساسية أال‬
‫وهي صندوق النقد الدولي‪ ،‬والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬ومنظمة التجارة العالمية‪،‬‬
‫وقد تم إنشاء هذه المؤسسات الثالثة بهدف إقامة العالقات االقتصادية الدولية على أسس‬
‫وقواعد قانونية ملزمة للدول األعضاء بغية التغلب على مختلف المشكالت المالية والنقدية‬
‫والتجارية الي سادت العالقات الدولية ال سيما عقب نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ففي ظل‬
‫هذه الظروف اعتبر إنشاء منظمة عالمية للتجارة من أهم األحداث بالنظر للمهام التي‬
‫يمكن أن تقوم به هذه األخيرة ألجل استقرار االقتصاد العالمي‬

‫حيث أنه وقبل إنشاء هذه المنظمة مرت الغات بثمانية جوالت واستطاعت من خالل‬
‫مفاوضات تلك الجوالت تحقيق العديد من مراحل التقدم‪ ،‬ويتجلى ذلك بوضوح من خالل‬
‫ما توصلت إليه جولة االورغواي التي تضمنت وثيقتها الختامية للمفاوضات التجارية‬
‫المتعددة األطراف إنشاء كيان قانون جديد هو منظمة التجارة العالمية‪ ،‬لإلشراف على‬
‫االتفاقيات الخاصة بالتجارة والخدمات‪ ،‬ومنها على الخصوص مذكرة تفاهم على القواعد‬
‫واإلجراءات التي تحكم نظام تسوية المنازعات التجارية الدولية على مستوى هذه‬
‫المنظمة‪.‬‬

‫هذا النظام على الرغم من أهميته إال أنه فتح الباب على مصراعيه لظهور المنازعات‬
‫التجارية بين الدول على اعتبار أن العالقات التجارية الدولية ال تدور دائما في إطارها‬
‫القانوني‪ ،‬مما يؤدي إلى وقوع تجاوزات قانونية‪ ،‬ويلحق أضرار بالدول األطراف‪ ،‬األمر‬

‫الذي يجعل المنازعات بشأنها من األمور الطبيعية‪ ،‬وهو ما يبرر الحرص على تضمين‬
‫االتفاقية الخاصة بإنشاء منظمة التجارة‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫العالمية بأحكام جديدة تتعلق بتسوية المنازعات التجارية‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإن اإلشكالية‬
‫التي يمكن طرحها في هذا المجال تتمحور حول كيف يتم تسوية المنازعات التجارية في‬
‫إطار منظمة التجارة العالمية؟‬

‫ويندرج تحت هذه اإلشكالية مجموعة تساؤالت فرعية أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬ما هو الجهاز المختص بتسوية المناعات التجارية في منظمة التجارة العالمية ؟‬

‫‪ -‬ما هي إجراءات التسوية المتبعة لحل هذه المنازعات؟‬

‫‪ -‬وكيف يتم تنفيذ القرارات الصادرة عن هذا الجهاز المختص بالتسوية؟‬

‫‪ -‬كيف ثم تطبيق آليات وسائل وحل المنازعات التجارية في الواقع العملي؟‬

‫‪ -‬وما هي أهم القضايا التي فصل فيها هذا الجهاز؟‬

‫‪ -‬إن أهمية دراستنا لهذا الموضوع تنبع من كون آلية تسوية المنازعات أصبحت تعتير‬
‫من اآلليات الضرورية والهامة في منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وتزداد أهميتها مع ازدياد‬
‫حجم المبادالت التجارية بين الدول األعضاء بالمنظمة‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى نجد أن قواعد واتفاقات منظمة التجارة العالمية قد أصبح في طليعة‬
‫األفكار القانونية الدولية على مستوى العالم‪ ،‬وذلك بسبب تداخل العمل التجاري مع‬
‫القوانين والعالقات على المستويين الدولي والداخلي في العديد من المجاالت‪.‬‬

‫كما أن نظام تسوية المنازعات التجارية في منظمة التجارة العالمية بعد من الموضوعات‬
‫الهامة التي تشترك فيها الدراسات القانونية واالقتصادية وحتى السياسية‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ -‬أما األسباب التي دفعتنا الختيار هذا الموضوع فهي ‪:‬‬

‫أساب موضوعية ‪ :‬تعود إلى أن دراسة وتقييم تسوية المنازعات التجارية في إطار‬
‫المنظمة العالمية للتجارة اصبحت تجذب العديد من الباحثين باعتبارها من مواضيع‬
‫البحث الجديدة التي تندر بشأنها الدراسات القانونية المتخصصة‪ ،‬وبالتالي أصبحت تفرض‬
‫نفسها كموضوع البد من دراسته‪ ،‬ومن هنا جاء اختيارنا لهذا الموضوع‪.‬‬

‫وأسباب ذاتية ‪ :‬تنبع من رغبتنا في توسيع معارفنا ومعلوماتنا حول هذا الكيان المتمثل‬
‫في منظمة التجارة العالمية كأحد أهم المنظمات الدولية المتخصصة‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫معرفتنا لمبادئ نظام تسوية المنازعات التجارية في إطار هذه المنظمة وأهدافه والجهاز‬
‫المختص به وآلياته‪ ،‬لمعرفة إلى أي مدى تحقق هذه األليات مصالح الدول النامية‪ ،‬إلى‬
‫جانب رغبتنا في معرفة إيجايبات الجهاز القائم على التسوية وسلبياته من خالل الدور‬
‫الذي يقوم به‪ ،‬وفيما إذا كان انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية سيعود عليها‬
‫بالفائدة أم ال ؟‬

‫كما تعود إلى رغبتنا في البحث المتعمق في هذا الموضوع‪ ،‬ومحاولة اإلحاطة بجميع‬
‫جوانبه ‪ ،‬وذلك استجابة للميول الشخصية النابعة من الرغبة في كسر حاجر ندرة المراجع‬
‫المتعلقة بدراسة موضوع تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫‪ -‬وقد صادفتنا أثناء دراستنا لهذا الموضوع العديد من الصعوبات التي ترجع أساسا إلى‬
‫قلة المراجع المتخصصة في مجال تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫‪ -‬أما فيما يتعلق بالدراسات السابقة فال يسعنا سوى القول بأننا قد اعتمدنا عليها بنسبة‬
‫كبيرة في بلورة الفكرة التي عالجنا بها هذا الموضوع‪ ،‬على اعتبار هذا األخير لم يكن من‬
‫المواضيع المعروقة والمتداولة لدينا‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫لكن على الرغم من ذلك يمكننا القول بأن مجمل الدراسات السابقة ‪ -‬في حدود اطالعنا –‬
‫التي تناولت هذا الموضوع قد اقتصرت على بيان آليات تسوية المنازعات التجارية في‬
‫إطار منظمة التجارة العالمية بشكل عام دون تفصيلها‪ ،‬والتي منها كتاب جالل وفاء‬
‫محمدين حول تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار اتفاقيات الغات ومذكرة خيري‬
‫فتحي البصيلي حول تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية (وهما دراستان‬
‫متشابهتان إلى حد بعيد)‪ ،‬لذا فقد حاولنا من خالل هذا البحث تفصيل هذه اآلليات‪ ،‬وجعل‬
‫دراستنا متراوحة بين الجانب النظري والجانب العملي‪ ،‬وكذا االبتعاد قدر اإلمكان عن‬
‫التنظير‬

‫والسرد واإلطناب الذي وجدناه في هذه الدراسات‪.‬‬

‫‪ -‬وقد اعتمدنا في هذا البحث على عدد من المناهج التي تالئم طبيعة وموضوع البحث‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج التحليل الوصفي ‪ :‬من خالل التحليل القانوني لمواد اتفاقية التفاهم‪ ،‬واالتفاقيات‬
‫المنشئة للمنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬واالتفاقيات المشمولة‪ ،‬وكذا دراسة اإلطار القانوني الذي‬
‫تتم من خالله تسوية المنازعات التجارية على مستوى هذه المنظمة‪:‬‬

‫وكذلك من خالل توصيفنا لألجهزة المختلفة للمنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬ونشأة وتشكيل‬
‫ومهام جهاز تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية‪ .‬وإ لى جانب هذا‬
‫المنهج األساسي اعتمدنا على عدد من األدوات المنهجية (المناهج) االستثنائية األخرى‬
‫التي منها‪:‬‬

‫‪ -‬المنهج االستقرائي‪ :‬من خالل تحليلنا لمختلف مراجل وإ جراءات عملية التسوية‪،‬‬
‫للوصول إلى تقييم كل آلية من آليات تسوية المنازعات التجارية على مستوى منظمة‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫التجارة العالمية‪ ،‬وكذلك من خالل دراسة نماذج عملية عن القضايا المطروحة على جهاز‬
‫تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية لمعرفة مدى تجسيد وتطبيق‬
‫اآلليات القانونية المنصوص عليها في االتفاقات المنشأة والمنظمة لمنظمة التجارة العالمية‬
‫على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪ -‬المنهج المقارن‪ :‬من خالل إجراء مقارنة بين كل من المنظمة العالمية للتجارة و‬
‫الغات‪ ،‬وكذلك من خالل المقارنة بين مواعيد تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة‬
‫التجارة العالمية خالل الحاالت العادية والحاالت المستعجلة‪ ،‬وكذلك من خالل مقارنة‬
‫اإلجراءات المتبعة للتسوية في المنازعات التي تكون الدول المتقدمة طرفا فيها وتلك التي‬
‫تكون الدول النامية أحد أطرافها‪.‬‬

‫‪ -‬وقد اعتمدنا في دراستنا لهذا الموضوع على التقسيم الثنائي للخطة المتبعة التي تكونت‬
‫من فصلين ومقدمة وخاتمة إضافة إلى بحث تمهيدي‪.‬‬

‫وقد ارتأينا اتباع هذا التقسيم وذلك للتعرف على منظمة التجارة العالمية التي ستناول‬
‫دراسة تسوية المنازعات في إطارها ( المبحث التمهيدي)‪ ،‬ثم معرفة الجانب النظري‬
‫لتسوية المنازعات على مستوى هذه المنظمة (الفصل األول)‪ ،‬لنصل بعد ذلك إلى كيفية‬
‫إعمال أو إسقاط آليات التسوية على القضايا المعروضة على الجهاز تسوية المنازعات‬
‫التجارية بالمنظمة‪ .‬وعلى هذا األساس اتبعنا في خطتنا التقسيم الموالي‪:‬‬

‫‪ -‬المقدمة‪ :‬تضمنت العناصر المنهجية األساسية الواجب تحديدها‪.‬‬

‫‪ -‬مبحث تمهيدي ‪ :‬تضمن اإلطار المفاهيمي لمنظمة التجارة العالمية من خالل تعريفها‬
‫والتعرض لخصائصها وأهميتها‪ ،‬وكذلك لمبادئها وأهدافها‪ ،‬ومختلف أجهزها‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬يتضمن دراسة اإلطار النظري لتسوية المنازعات التجارية في إطار‬
‫منظمة التجارة العالمية‪ ،‬من خالل دراسة خصائص نظام التسوية وأهميته‪ ،‬وإ نشاء الجهاز‬
‫المكلف بالتسوية ومهامه وكذلك شروط اللجوء إليه‪ ،‬ثم وسائل تسوية المنازعات التجارية‬
‫على مستوى هذه المنظمة‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل الثاني ‪ :‬بتناول دراسة اإلطار التطبيقي لتسوية المنازعات التجارية في إطار‬
‫منظمة التجارة العالمية‪ ،‬من خالل إجراء دراسة تطبيقية على قضايا اإلغراق كنموذج من‬
‫المنازعات التجارية المعروضة بكثرة على جهاز التسوية‪ ،‬وإ سقاط هذه اإلجراءات على‬
‫حالة من حاالت االغراق في مصر كنموذج‪ ،‬وكذلك من خالل التطرف لدراسة وتحليل‬
‫بعض المنازعات المعروضة على جهاز تسوية المنازعات التجارية على مستوى التجارة‬
‫الدولية كنماذج لتحديد مدى إتباع وتطبيق مختلف مراحل التسوية واجراءاتها‪.‬‬

‫‪ -‬الخاتمة‪ :‬تتضمن مجموع النتائج والتوصيات التي أمكننا التوصل إليها من خالل‬
‫دراستنا لموضوع البحث‪ .‬وفيما يلي ومن خالل االعتماد على المناهج السابقة‪ ،‬سوف‬
‫نتتعرض بالتحليل لعناصر الخطة التي قّس م على أساسها هذا البحث وذلك وفق اآلتي‪:‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫مبحـــــــــــث تمهيــــــــــــــدي‬

‫مبحث تمهيدي‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫اإلطار المفاهيمي لمنظمة التجارة العالمية‬

‫لقد كانت نهاية جولة األورغواي بداية لمرحلة جديدة من العالقات التجارية‪ ،‬حيث تميزت‬
‫بإنشاء منظمة التجارة الدولية من جهة بتوسيع و تعميق مجاالت عملها لتشمل مجاالت‬
‫جديدة تجاوزت تجارة السلع والخدمات وامتدت إلى التجارة في الخدمات والمجاالت‬
‫التجارية المتعلقة بالملكية الفكرية‪ ،‬فاتسع بذلك إطار عمل المنظمة وتجاوز االختصاصات‬
‫التقليدية للتجارة الدولية في إطار عمل المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬ويتضح هذا التجاوز‬
‫من خالل مبادئ عمل هذه المنظمة وأهدافها وكذلك من خالل الهيكل التنظيمي أو‬
‫المؤسساتي لهذه المنظمة‪ ،‬وفق ما سنوضحه ضمن المطلبيين الثاني والثالث ضمن هذا‬
‫المبحث التمهيدي‪ ،‬كما يتضح من خالل تعريف هذه المنظمة وخصائصها وأهميتها وفق‬
‫ما سنوضحه في المطلب األول من هذا المبحث‪ ،‬وذلك من خالل التحليل الموالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف منظمة التجارة العالمية وأهميتها‪:‬‬

‫لقد عرفتها منظمة التجارة العالمية بمجموعة من التعاريف التي وردت على أساس تحديد‬
‫اختصاصاتها أو طبيعتها أو كونها امتداد للغات‪ ،‬وعلى أساس تلك التعاريف برزت‬
‫خصائص متعددة لهذه المنظمة‪ ،‬وهي الخصائص التي على أساسها أمكن تحديد دور‬
‫وأهمية منظمة التجارة العالمية وعلى ذلك كان يجب تقسيم هذا المطلب إلى فروع ثالثة‬
‫تتناول على التوالي‪ :‬تعريف منظمة التجارة العالمية‪ ،‬ثم تحديد سماتها العامة‪ ،‬ثم التعرف‬
‫على مكمن أهميتها‪ ،‬وذلك على النحو الموالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫للوصول إلى تعريف منظمة التجارة العالمية يجب أن نورد أوال أهم التعاريف المعطاة‬
‫لها‪ ،‬ثم نميز بينها و بين الغات ثانيا‪ ،‬وذلك من خالل تقسيم هذا الفرع إلى نقطتين هما‪:‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫أوال‪ :‬أهم تعاريف منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫‪ -‬المنظمة العالمية للتجارة هي منظمة دولية تتمتع بسلطات تعاقدية بوضع القواعد واتخاذ‬
‫التدابير وإ صدار األحكام بشأن كافة‬

‫‪1‬‬
‫األمور ذات الصلة بالتداول التجاري الدولي في السلع والخدمات‬

‫‪ -‬والمنظمة العالمية للتجارة هي البنية القانونية والمؤسساتية للنظام التجاري المتعدد‬


‫األطراف‪.‬‬

‫‪ -‬وهي المنظمة التي جاءت لتجسيد الواجبات األساسية التي تحدد كيف أن الحكومات‬
‫تضع وتطبق قوانينها وقواعدها الداخلية‬

‫فيما يخص التجارة الداخلية‪.‬‬

‫‪ -‬وهي أيضا اإلطار الذي يطور العالقات التجارية الخارجية بين الدول عن طريق‬
‫نموذج جماعي من النقاشات والقرارات‪.‬‬

‫‪ -‬وهي المنظمة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة ما بين األمم‪.‬‬

‫*‪ 2‬إذن منظمة التجارة العالمية هي جهاز دولي دائم لالتفاق على قواعد إدارة شؤون‬
‫التجارة العامية من خالل مجموعة من‬

‫اللجان واألجهزة التي تجتمع دوريا لإلشراف على االتفاقيات متعددة وعديدة األطراف‬
‫التي أسفرت عنها مفاوضات أورغواي بهدف تطوير العالقات التجارية ما بين الدول‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الفرق بين منظمة التجارة العالمية والغات‪:‬‬

‫أسامة المجذوب ‪ ،‬العولمة االقتصادية ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 1999 ،‬ص ‪78‬‬ ‫‪1‬‬

‫يشترط لالنضمام الى منظمة التجارة العالمية ان توافق الدول على جميع بنود الغات‬ ‫‪2‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫رغم أن منظمة التجارة العالمية (م‪.‬ت‪.‬ع) نعتبر االمتداد الطبيعي للغات والمنفذة‬
‫التفاقياتها"‪ ،‬إال أن هناك اختالفات رئيسية بين ( م‪.‬ت ع) والغات أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬إن الغات عبارة عن سلسلة من القواعد ال تحتوي على مؤسسات قائمة عدى‬
‫سكرتارية صغيرة‪ ،‬أما (م‪ .‬ت ع) فهي مؤسسة دائمة تسير من طرف سكرتارية‬

‫‪ - 2‬الغات طبقت ظرفيا‪ ،‬حتى أن أكتر من ‪ 40‬سنة من وجودها بقيت الحكومات‬


‫تعتيرها كتنظيم مؤقت‪ ،‬أما (م‪.‬ت ع) فهي مؤسسة موجودة قانونيا وعلى الدوام‪.‬‬

‫‪ - 3‬تتولى (م ت ع) إدارة النظام االقتصادي العالمي بطريقة أعم وأشمل مما كانت تقوم‬
‫به الغات وذلك خصوصا بعد أن تم إدخال‪ :‬بعض المواضع الجديدة ضمن نطاق إشراف‬
‫(م‪ .‬ت ع) مثل تجارة الخدمات وحقوق الملكية الفكرية واالستثمار وجوانب البيئة المؤثرة‬
‫على المجاالت التجارية‪.‬‬

‫‪ - 4‬يعتبر نشاط وممارسة العمل الذي تقوم به (م ت ع) في مجالي فض المنازعات‬


‫ومراجعة السياسات التجاري أفضل بكثير مما كانت تفعله الغات‪ 1‬إذ أن أسلوب تسوية‬
‫المنازعات على الخصوص أصبح يمتاز بأنه أكتر سرعة وفعالية في (م ت ع) منه‬

‫في الغات‪ ،‬خاصة وأن (م‪.‬ت ع) توفر سبل التنفيذ الفوري لقرارات جهاز تسوية‬
‫المازعات بشكل أكثر فعالية‪.‬‬

‫‪ - 5‬تعتبر (م ت ع) أوسع من حيث عدد األعضاء‪.‬‬

‫عبد الفتاح أبو شراز‪ ،‬االقتصاد الدولي " نظريات وسياسات "‪ ،‬دار الميسرة‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪ 2007 ،01‬ص ‪473‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 6‬الدول المتفاوضة في إطار الغات كانت تسمى باألطراف المتعاقدة على أساس أنها‬
‫كانت مجرد نص قانوني‪ ،‬فى حين أن الدول المنظمة إلى (م ت ع) أصبحت تلقب‬
‫باألعضاء على اعتبار أن هذه األخيرة منظمة متكاملة‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص منظمة التجارة العالمية ‪:‬‬

‫تمتاز منظمة التجارة العالمية بمجموعة من السمات التي تميزها عن غيرها من المنظمات‬
‫األخرى والتي يمكن إبرازها من خالل النقاط التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من حيث نطاق عملها ‪:‬‬

‫إن نطاق عمل منظمة التجارة العالمية ذو طبيعة مزدوجة فهو يجمع بين كونه عالمي‬
‫وشامل ويظهر هذا جليا من خالل النصوص التي تضمنتها اتفاقية إنشاء منظمة التجارة‬
‫العالمية‪.‬‬

‫وسنحاول إبراز كل من النطاقين العالمي والشامل لمنظمة التجارة العالمية وذلك على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬النطاق العالمي لمنظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫إن النطاق العالمى لمنظمة التجارة العالمية يقتضي أن تفتح هذه األخيرة المجال أمام كل‬
‫الدول حتى تنظم إليها‪ ،‬ويظهر هذا جليا من خالل فتحها وتسهيلها إلجراءات االنضمام‬
‫إليها‪ ،‬حيث نجد بان العضوية في هذه المنظمة على عدة أنواع أهمها‪:‬‬

‫العضوية األصلية‪ :‬وهي طبقا للمادة ‪ 11‬من اتفاقية مراكش مثبتة لإلطراف المتعاقدة في‬
‫اتفاقية جات ‪ 1947‬وهذه العضوية األصلية متاحة للمجموعة األوروبية‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫العضوية باالنضمام‪ :‬وهي طبقا للمادة ‪ 12/1‬مثبتة لكل دولة وفقا للشروط التي يتفق‬
‫عليها بين الدولة التي تريد االنضمام الى المنظمة ‪.‬‬

‫العضوية للدول األقل نموا‪ :‬فهذه األخيرة يتم تسهيل انضمامها لمنظمة التجارة العالمية‬
‫بغية الوصول إلى عالمية المنظمة وبناءا عليه ال يطلب منها تقدم أي تعهدات أو تنازالت‬
‫إال في الحدود إلى تتفق مع مرحلة تنمية كل منها واحتياجاتها المالية و التجارية طبقا‬
‫للمادة ‪22/2‬‬

‫العضوية لألقاليم الجمركية ‪:‬‬

‫‪ - 2‬النطاق الشامل لمنظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫ويظهر هذا األمر جليا من خالل تتبعنا للمراحل التي سبقت إنشاء منظمة التجارة العالمية‬
‫بحيث اقتصر جات ‪ 1947‬على وضعه لمجموعة من المبادئ والتدابير المتعلقة بتجارة‬
‫السلع كشرط الدولة األكثر رعاية‪ ،‬ومبدأ المعاملة الوطنية‪ ،.‬ومبدأ مكافحة اإلغراق‬
‫والتكامل اإلقليمي ‪.‬‬

‫إال أن هذه االتفاقية لم تعطى كل السلع كالمنتجات الزراعية والمنسوجات القطنية‪ ،‬ولهاذا‬
‫جاءت اتفاقات ‪ 1994‬لتغطى مجمل التجارة الدولية إضافة إلى وضع قواعد لفض‬
‫المنازعات التي تثور بشان تطبيق االتفاقية إضافة إلى تضمين الملحق الرابع التفاقية‬
‫‪1‬‬
‫مراكش مجموعة من االتفاقات التجارية الجماعية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬من حيث أهدافها‪:‬‬

‫محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين المنظمات الدولية المعاصرة ( منظمة األمم المتحدة‪ ،‬جامعة الدواللعربية‪ ،‬منظمة‬ ‫‪1‬‬

‫التجارة العالمية آلية إدارة اتفاقات الغات )‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ( ،‬دون تاريخ )‪.‬ص ‪331-334‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تهدف منظمة التجارة العامية أساسا إلى خلق إطار شامل من القواعد تحكم النظام‬
‫التجاري بغية تحقيق حرية التجارة الدولية‬

‫إال أننا وبالرجوع إلى ديباجة اتفاقية مراكش المنشاة لمنظمة التجارة العالمية نجدها لم‬
‫تحدد أهداف خاصة تسعى هذه المنظمة إلى تحقيقها بقدر ما جاءت بأهداف عامة ومتسعة‬
‫أهمها‪:‬‬

‫رفع مستويات المعيشة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫تحقيق العمالة الكاملة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زيادة اإلنتاج التواصل واالتجار في السلع والخدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حماية البيئة والحفاظ عليها ودعم الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وعليه فمهما تعددت مهام منظمة التجارة العالمية وتشعبت فان هدفها األساسي يظل‬
‫محصورا في تحقيق حرية التجارة الدولية ويتجلى هذا الهدف من خالل ممارستها‬
‫‪1‬‬
‫لوظائفها ‪.‬‬

‫كما تسعى منظمة التجارة العامية أيضا إلى إيجاد منتدى للتشاور بين الدول األعضاء‬
‫حول المشكالت التي تواجه التجارة العالمية بغية إيجاد اآلليات الفعالة لفض المنازعات‬
‫التي تنشا وكذا سعيها إلى تحقيق التنمية االقتصادية عن طريق رفع مستوى المعيشة‬
‫للدول األعضاء وكذا العمل لتنفيذ اتفاقية االورغواي من خالل تحسين سير أعماها في‬
‫إطار مؤسساتي سليم وفعال من الناحية القانونية‪ ،‬غير أن أهداف هذه المنظمة على‬
‫اإلطالق هو حل المنازعات بين الدول األعضاء والتي قد تنشأ بسبب االختالف حول‬
‫‪2‬‬
‫تفسير أحكام اتفاقيات جولة االورغواي‪.‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص‪323-322‬‬ ‫‪1‬‬

‫عباد عبد العزيز ‪ ،‬تبييض األموال والقوانين و اإلجراءات المتعلقة بالوقاية منها ومكافحتها في الجزائر ‪ ،‬دار الخلدونية‬ ‫‪2‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ثالثا ‪ :‬من حيث الوظائف‪:‬‬

‫تختص منظمة التجارة العالمية بمجموعة من الوظائف تذكرها على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬فحص السياسات التجارية‪:‬‬

‫وذلك من اجل إظهار مدى احترام الدولة العضو اللتزاماتها المتعددة األطراف كتحرير‬
‫تجارتها الخارجية من الرسوم الجمركية ويتولى هده المهمة المجلس العام للمنظمة انطالقا‬
‫من التقريرين المقدمين من الدولة المعنية واألمانة العامة للمنظمة حتى يقوم المجلس العام‬
‫هو األخر بتحرير تقريره الخاص وتوزيعه على جميع أعضاء المنظمة ويتم هذا اإلجراء‬
‫مرة واحدة كل سنتين بالنسبة ل و‪ .‬م‪ .‬أ وكندا ودول االتحاد األوروبي واليابان وتتم‬
‫تسمية ‪ 16‬دولة تأتي بعد هذه المجموعة من حيث أهمية تجارتها الخارجية لتفحص‬
‫سياستها مرة كل ‪ 4‬سنوات‪.‬‬

‫غير أن المالحظ هو أن هذه المنظمة ال تتوفر على أجهزة متخصصة لدراسة السياسات‬
‫التجارية مبدئيا ومن ناحية أخرى فإنها ال تستطيع االعتماد على تقرير البلد العضو ولهذا‬
‫‪1‬‬
‫كان البد من االستعانة بمؤسسات دولية أخرى خاصة صندوق النقد الدولي‬

‫‪ - 2‬فض المنازعات التجارية ‪:‬‬

‫وهو من أهم وظائف واختصاصات المنظمة لكونها الوحيدة المخولة بالنظر في‬
‫المنازعات‪ ،‬وعلى الدول األعضاء االلتزام باحترام القرارات الصادرة عن أجهزتها‬
‫وتطبيقها فورا‪.‬‬
‫الجزائر‪ 2006 ،‬ص ‪14-13‬‬

‫صباح نغوش ‪ ،‬اختصاصات المنظمة العالمية للتجارة ( دراسة تحليلية ) ‪ ،‬مجلة المستقبل العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 268‬جوان‪2001‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪117‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ويتكون جهاز فض المنازعات من ممثلين عن جميع الدول أعضاء المنظمة الذين‬


‫يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات بغض النظر عن جحمها التجاري‪.‬‬

‫ولضمان المصداقية في نظام تسوية المنازعات تعمل المنظمة على عدم ارتباط أعضاء‬
‫جهاز فض المنازعات وجهاز االستئناف بمؤسسات الدول التي ينتمون إليها‪.‬‬

‫‪ - 3‬تنفيذ وإ دارة أعمال اتفاقيات التجارة متعددة األطراف‪.‬‬

‫‪ - 4‬التعاون مع كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير لتنسيق‬


‫سياسات إدارة شؤون االقتصاد العالمي من جوانبه المختلفة المالية والنقدية والتجارية‪.‬‬

‫‪ - 5‬تعمل على فتح المجال بين أعضائها للتفاوض بشأن عالقاتها التجارية المتعددة‬
‫األطراف في المسائل التي تناولتها االتفاقيات الواردة في ملحقات هذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪ - 6‬اإلشراف على سير وثيقة التفاهم المتعلقة بالقواعد واإلجراءات المتضمنة تسوية‬
‫‪1‬‬
‫المنازعات ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬من حيث نظام العضوية في المنظمة‪:‬‬

‫تطرح على البلد الساعي لالنضمام إلى منظمة التجارة العالمية كل الطلبات و‬
‫االشتراطات من طرف أعضاء المنظمة بشرط احترامه لمواد اتفاقية المنظمة ودفعه‬
‫لرسوم العضوية وكذا تقديم التنازالت فيما يخص الرسوم الجمركية ودفعه مقابل حقه في‬
‫التمتع بمنافع التحرير الذي تم تحقيقه في المفاوضات التجارية المتعددة األطراف‪.‬‬

‫ويشترط لالنضمام إلى منظمة التجارة العالمية عدة شروط أهمها‪:‬‬

‫تقديم تنازالت للتعريفات الجمركية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المادة ‪ 3‬من اتفاقية منظمة االمم المتحدة‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تقديم الترامات في الخدمة‬ ‫‪‬‬


‫اتفاقيات االلتزام باتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة ‪ ،‬ما عدا اتفاقية المناقصات‬ ‫‪‬‬
‫الحكومية واتفاقيات الطائرات المدنية ألنهما من االتفاقيات االختيارية‪.‬‬

‫وبتم قبول عضوية دولة ما في منظمة التجارة العالمية بإحدى الطريقتين‪:‬‬

‫تتلقى الدول المعنية رسائل من لجنة متخصصة للنظر في طلب العضوية الجديدة‬ ‫‪‬‬
‫التي تكون عادة مكونة من الدول الصناعية الكبرى إضافة إلى أهم الدول ذات‬
‫العالقات التجارية مع الدول الراغبة في اكتساب العضوية تحتوي على قائمة‬
‫بالسلع والخدمات الي ستشهد تخفيضا في تعريفاتها الجمركية‪.‬‬
‫تقدم الدول الراغبة في االنضمام بنفسها قائمة تشمل تخفيضات في التعريفات‬ ‫‪‬‬
‫الجمركية تكون أساسا للتفاوض‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬من حيث اتخاذ القرارات‪:‬‬

‫يعكس أسلوب اتخاذ القرارات في أي منظمة دولية مدى إعمالها لمبدأ المساواة في الحقوق‬
‫والواجبات بين الدول األعضاء‪ ،‬فإذا كان مجلس األمن لألمم المتحدة يتيح حق االعتراض‬
‫لبعض الدول األمر الذي يخل بمبدأ المساواة‪ ،‬فانه في منظمة التجارة العالية تمتع كل‬
‫دولة عضو بصوت واحد فقط دون وجود حق االعتراض ألي دولة بغض النظر عن‬
‫المساهمات المالية للدول في ميزان المنظمة وغيرها من االعتبارات األخرى التي من‬
‫‪1‬‬
‫شأنها أن تؤثر في حق المساواة بين الدول ‪.‬‬

‫وعليه نجد أن هناك ‪ 4‬أساليب تصوبية التخاذ القرارات في أجهزة منظمة التجارة العالمية‬
‫وهذه األخيرة سندرسها على النحو التالي‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ،‬الجات واللبنات منظمة التجارة العالمية من األورغواي لسياتل وحتى الدوحة ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ( ،‬بدون تاريخ )‪ .‬ص ‪219- 218‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 1‬توافق اآلراء‪:‬‬

‫(التراضي‪ ،‬القبول السلبي) وهذا األسلوب بعني عدم إبداء أي من األطراف العتراضه‬
‫رسميا على القرار المطروح للبت‪ ،‬فيصبح التزام الصمت بمثابة الموافقة ويتم إتباع هذا‬
‫األسلوب في جميع القرارات التي تتخذها المنظمة باستثناء الحاالت الي ينص فيها على‬
‫خالف ذلك طبقا ألحكام المادة ‪ 9‬من االتفاقية كإحالة طلبات األعضاء لإلعفاء المؤقت من‬
‫االلتزامات إلى المؤتمر الوزاري‪.‬‬

‫‪ - 2‬أسلوب األغلبية‪:‬‬

‫ويستخدم عند البت في كافة القرارات التي يتخذها المؤتمر الوزاري والمجلس العام إال‬
‫في الحاالت التي ينص فيها على خالف ذلك‪.‬‬

‫‪ - 3‬أغلبية ثالثة أرباع‪:‬‬

‫وهذه الصبغة الجديدة تستدعي موافقة عدد أكبر من األعضاء لتمرير القرارات بهدف‬
‫الحفاظ على استقرار أحكام االتفاقيات وحسن سير أعمال المنظمة ويقتصر استخدام هذا‬
‫األسلوب على تفسير محدد ألحكام االتفاقيات أو للموافقة على طلب اإلعفاء المؤقت من‬
‫االلتزامات المقدمة من أي دولة عضو والذي سبق وأن تمت الموافقة على عرضه من‬
‫المؤتمر الوزاري بتوافق اآلراء‪.‬‬

‫‪ - 4‬أسلوب أغلبية الثلثين‪:‬‬

‫ويقتصر هذا األسلوب على طلبات تعديل أحكام االتفاقيات الخاضعة إلشراف المنظمة‬
‫باستثناء مجموعة من األحكام التي ال يجوز تعديلها إال بموافقة كافة الدول األعضاء وهذا‬
‫ما يعرف بالقبول االيجابي وهذه األخيرة تم النص عليها في كل من‪:‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫المادة ‪ 9‬من اتفاقية انشاء المنظمة وهي المتعلقة بأسلوب التصويت واتخاذ القرارات‬

‫المادتين‪ 1 :‬و‪ 2‬من اتفاقية لجات ‪ 1994‬المتعلقة بالمبادئ األساسية‬

‫المادة ‪ 1/2‬م اتفاقية تجارة الخدمات المتعلقة بشرط الدولة األول بالرعاية‬

‫‪1‬‬
‫المادة ‪ 4‬من اتفاقية الملكية الفكرية التي تتعلق بنفس الشرط‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫لقد أضحى وجود منظمة عالمية للتجارة ضرورة ملحة‪ ،‬وذلك بالنظر إلى األهمية‬
‫المتزايدة التي تحققها هذه المنظمة سواء على مستوى االقتصاد الدولي ككل أو على‬
‫مستوى التجارة العالمية كجزء من هذا االقتصاد وفيما يلى سوف نحاول توضيح هذه‬
‫األهمية من خالل اآلتي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية منظمة التجارة العالمية من خالل دورها في مجال االقتصاد الدولي‪:‬‬

‫إن االقتصاد العالمي الجديد أشبه بمثلث قاعدته (البنك الدولي للتعمير)‪ ،‬حيث أنه يشكل‬
‫أسواق االستثمار واإلنتاج والعمل والتشريعات والقوانين التي تنظم العمليات االقتصادية‬
‫والمالية‪ ،‬وضلعه األول هو (صندوق النقد الدولي) واألجهزة المرتبطة به والذي أصبح‬
‫يهيمن على السياسات النقدية والمالية وسياسات سعر الصرف‪ ،‬أما ضلعه الثاني فهو‬
‫(منظمة التجارة العالمية) والتي تعنى بتحرير التجارة السلعية والخدمية وحماية حقوق‬
‫‪2‬‬
‫الملكية الفكرية على المنافسة التي أصبحت تلتزم بها الكثير من دول العالم‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪,‬المرجع السابق ص ‪220-219‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الفتاح محمد الحسيني اآلمال والتحديات في اتفاقيات الغات مجلة أخبار النفط والصناعة‪ ،‬اإلطارات العربية‪ ،‬العدد‪،283‬‬ ‫‪2‬‬

‫السنة ‪ 25‬مارس‪1994‬ص ‪24‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫إن نطاق منظمة التجارة العالمية يتميز بالعمومية والشمولية‪ ،‬وهذا مفاده حقيقة واحدة هي‬
‫أنه مع كل من صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك العالمية يصبح االقتصاد العالمي‬
‫‪3‬‬
‫خاضعا وألول مرة لتنظيم دولي في مجال التجارة والنقد والمال‬

‫‪ -‬إذن رغم أهمية الدور الذي يقوم به صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مند نشأتهما‬
‫وذلك بتوفير االستقرار النسبي للنظامين النقدي والمالي على المستوى العالمي وتمويل‬
‫جهود التنمية لمعالجة االختالالت المالية الخارجية للدول النامية‪ ،‬فبالرغم من التطور‬
‫الهائل الذي طرأ على هاتين المؤسستين إال أن دورهما بقي مقتصرا على معالجة المشاكل‬
‫االقتصادية المتعلقة بالشؤون المالية والنقدية مما استدعى الحاجة إلى إنشاء منظمة للتجارة‬
‫العالمية تساهم في سد النقص الموجود في مؤسسات النظام االقتصادي العالمي مما‬
‫يضمن تكامال للمسائل المتداخلة والمتعلقة على الخصوص بالنقد والتمويل والتجارة‬
‫والتنمية‪ ،‬فتساهم بذلك في تحقيق االستقرار االقتصادي لعالمي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهمية منظمة التجارة العالمية من خالل دورها على مستوى التجارة الدولية‪:‬‬

‫يمكننا توضيح أهمية وجود المنظمة العالمية للتجارة على هذا المستوى من خالل النقاط‬
‫الموالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن منظمة التجارة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة ما بين‬
‫الدول‪ ،‬فمهمة هذه المنظمة األساسية هي ضمان انسياب التجارة بأكبر قدر من السالسة‬
‫واليسر والحرية‪.‬‬

‫‪ - 2‬منظمة التجارة العالمية تعمل على تنفيذ وإ دارة أعمال االتفاقيات التجارية وتعمل‬
‫على دفع أهدافها‪ ،‬كما توفر اإلطار‬

‫محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين المنظمات‪ ,‬المرجع السابق ص ‪334‬‬ ‫‪3‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الالزم لتنفيذ وإ دارة االتفاقيات التجارية عديدة األطراف‪.‬‬

‫‪ - 3‬توفر منظمة التجارة العالمية محفال للتفاوض بين أعضائها بشأن عالقاتهم التجارية‬
‫متعددة األطراف في المسائل التي تتناولها االتفاقيات الواردة في ملحقات هذه االتفاقية‪.‬‬

‫‪ - 4‬تعمل المنظمة على حل النزاعات التجارية بين أعضائها بطرق سلمية وعادلة بما‬
‫يحول دون تحول تلك النزاعات إلى نزاعات على مستويات دولية تفوق المجاالت‬
‫التجارية كتحولها إلى نزاعات سياسية أو حتى عسكرية في بعض األحبان‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مبادئ وأهداف منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫إن لمنظمة التجارة الدولية وعلى غرار بقية المنظمات الدولية األخرى لها مبادئ وأسس‬
‫تقوم عليها وتسير في اطارها وتلتزم بها على اعتبار أن هذه األخيرة تشكل األطر العامة‬
‫التي يجب على المنظمة وأعضائها وأحيانا الدول غير األعضاء مراعاتها من اجل تحقيق‬
‫هذه األهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها‪.‬‬

‫وبالنظر ألهمية كل من المبادئ واألهداف التي تسعى منظمة التجارة العالمية لتحقيقها‬
‫سنقوم من خالل هذا المطلب ببيان هذه األخيرة وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫إن لمنظمة التجارة العالمية مجموعة من المبادئ التي تشكل اإلطار العام الذي يحكمها‬
‫أثناء ممارستها لمهامها واختصاصاتها ووظائفها وهذه األخيرة يمكننا دراستها وذلك على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مبدأ عدم التمييز في المعامالت التجارية‪:‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫أي عدم التمييز بين الدول األعضاء في المنظمة وذلك عن طريق منح رعاية خاصة‬
‫إلحدى الدول على حساب الدول األخرى ‪ ،‬ألنه في ظل منظمة التجارة العالمية تتساوى‬
‫كل الدول األعضاء بنفس ظروف المنافسة باألسواق الدولية من خالل تمتعها بنفس‬
‫المعاملة التجارية لسلعها وخدماتها المتماثلة مع األعضاء األخرين دون تمييز‪ ،‬وهذا األمر‬
‫يتطلب من الدول األعضاء في المنظمة االلتزام بما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬االلتزام بتعميم مبدأ المعاملة الممنوحة للدول األكثر رعاية‪:‬‬

‫وهذه األخيرة منصوص عليها في المادة األولى للغات والتي تعني بان المزايا التي يمنحها‬
‫أحد األطراف للمنشات الناشئة في أية دولة سوف يتم تعميمها فورا دون قيود أو شروط‬
‫على بقية أعضاء المنظمة‪.‬‬

‫‪ - 2‬االلتزام بمبدأ المعاملة القومية المتساوية‪:‬‬

‫وذلك بان ال تتخذ الدولة أية قيود غير تعريفية أو إجراءات إدارية تنظيمية من شالها‬
‫توفير حماية للمنتج المحلي وتحدث بالتالي تمييزا ضد المنتجات المستوردة‪ ،‬ألن الدول‬
‫األعضاء في المنظمة مطالبون بتحقيق مبدأ المعاملة المتساوية وغير التمييزية بين‬
‫المنتجات المحلية والمنتجات المستوردة‪.‬‬

‫‪ - 3‬االلتزام بمبدأ الشفافية في تطبيق االتفاقيات‪:‬‬

‫وذلك بقيام الدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية بالكشف عن منظوماتها اإلجرائية‬
‫والتنظيمية الوطنية المتعلقة بكيفية تنظيمها للتجارة الداخلية والخارجية بما يتفق مع‬
‫االتفاقيات ويؤكد مدى التزامها بالتعهدات وبالتالي تسهيل أمر متابعة السياسات التجارية‬
‫للبلدان األعضاء ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مبدأ حرية الدخول إلى األسواق‪:‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وذلك عن طريق إتاحة الفرصة المتكافئة للمؤسسات للدخول إلى األسواق الوطنية وبالتالي‬
‫ضمان المناخ التنافسي المالئم لحرية تدفق السلع والخدمات إلى مختلف األسواق‬
‫والمناطق التجارية‪ .‬ونظرا للصعوبات التي تواجه دخول السلع إلى األسواق فقد تمت‬
‫معالجة بعضها ضمن اتفاقية الجات سنة ‪ 1994‬كاالتفاق المتعلق بالرسوم الجمركية الذي‬
‫يهدف إلى بسط المزيد من الشفافية في اجراءات التقييم الجمركي للحد من التهرب في‬
‫أداء الرسوم الجمركية وكذا حماية المستوردين من عنف السلطات الجمركية وكذا االتفاق‬
‫المتعلق بتراخيص االستيراد واالتفاق المتعلق بالعوائق الفنية للتجارة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مبدأ الوقاية‬

‫وتنصرف هذه الوقاية لحماية األطراف المنظمة في اتفاقية منظمة التجارة العالمية من‬
‫الممارسات التجارية التي تؤثر سلبا على األسواق الوطنية نتيجة لتجاور قواعد التجارة‬
‫الدولية واإلخالل بالمنافسة التجارية الدولية الحرة ‪ .‬وبناءا عليه فانه يحق لألطراف‬
‫األعضاء في منظمة التجارة العالمية التدخل لحماية أسواقهم الوطنية وذلك في حاالت‬
‫عديدة كمواجهة سياسة اإلغراق أو لحماية بعض الفروع اإلنتاجية من بعض األضرار‬
‫‪1‬‬
‫الجسيمة لتدفق الواردات ‪.‬‬

‫وهذه اإلجراءات الوقائية التي تقوم بها الدول تتميز بخاصيتين ‪:‬‬

‫إجراءات مؤقتة ‪ .‬تسمح بإعادة هيكلة فروع اإلنتاج المتضررة دون أن تكون‬ ‫‪‬‬
‫موجهة للحماية من المنافسة الدولية‪ .‬بشكل دائم وهي محددة المدة ب ‪ 4‬سنوات‬
‫قابلة للتجديد وبعدها تأمر السلطات المحلية بوقف تلك اإلجراءات الوقائية ‪.‬‬

‫صالح صالحي ‪ ،‬دور المنظمة العالمية في النظام التجاري العالمي ‪ ،‬البصيرة ‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية ‪ ،‬العدد ‪، 2‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2000‬ص ‪111-108‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫إجراءات ليست انتقائية تمييزية فهي ال تتخذ ضد دولة أو منطقة جغرافية معينة‬ ‫‪‬‬
‫بل تطبق على المواد المحددة التي تؤثر على فروع اإلنتاج المحلي مهما كان‬
‫منشأها الجغرافي‪ ،‬ولهذا تبقى الدول المتقدمة المستفيد األول من هذه اإلجراءات‬
‫الوقائية‪ .‬لحماية اقتصادياتها خاصة في تجارة المنسوجات والمالبس التي تعد‬
‫‪1‬‬
‫خارج االتفاق المنظم لإلجراءات الوقائية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫جاءت المنظمة العالمية للتجارة لتنفيذ جولة األورغواي وتوفير منبر للتفاوض وتثمين‬
‫االقتصاد العالمي‪ ،‬كما جاءت لتنمية التبادالت واالستثمارات والشغل والمداخيل في العالم‬
‫أجمع‪ ،‬ويمكن فيما يلى ومن خالل النقاط الموالية التطرق الهم أهداف منظمة التجارة‬
‫العالمية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحقيق أهداف الغات‬

‫يعد تحقيق أهداف الغات الهدف األساسي األول لمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬وأهداف الغات‬
‫يمكن استخالصها من المادة ‪ 03‬من االتفاقية وأهمها‪:‬‬

‫‪ - 1‬رفع مستوى المعيشة وتحقيق العمالة الكاملة والعمل على زيادة متواصلة اإلنتاج‬
‫وزيادة حجم الدخل الحقيقي والطلب الفعلي للسلع والخدمات كما يتيح االستخدام األمثل‬
‫لموارد العالم وفقا لهدف التنمية‪.‬‬

‫‪ - 2‬تأمين حصول البلدان النامية ال سيما أقلها نموا على نصيب في نمو التجارة الدولية‬
‫يتماشى واحتياجاتها التنموية‪.‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪112-111‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪2‬‬
‫‪ - 3‬تأمين مزايا متبادلة والقضاء على العاملة التمييزية في عالقات التجارة الدولية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السيطرة على النظام التجاري العالمي‪:‬‬

‫نستنتج هذا الهدف من ديباجة اتفاقية إنشاء المنظمة‪ ،‬ثم من نص المادة ‪ 03‬منها‪،‬‬
‫والمقصود بفكرة السيطرة أن تكون منظمة التجارة العالمية اإلطار المؤسساتي المشترك‬
‫لسير العالقات التجارية بين الدول األعضاء وتطبيق االتفاقيات المعقودة في إطار المنظمة‬
‫والقواعد القانونية الخاصة بها ‪ -‬أي بالمنظمة ‪..‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحقيق حرية التجارة‬

‫ويعد هذا الهدف من أولى أهداف المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬وتقوم هذه الحرية على أساس‬
‫أن النظام الجديد للتجارة العالمية ينطوي على حرية التجارة على الصعيد الدولي وعلى‬
‫فتح أسواق العالم على مصراعيها فورا وبال تمييز‪ ،‬وذلك لضمان انسياب التجارة بأكبر‬
‫قدر ممكن من السالسة واليسر والحرية بهدف تحقيق الضمان‪.‬‬

‫ويمكن تحقيق هذه الحرية من خالل‪:‬‬

‫تحقيق المزيد من تحرير تجارة السلع التي تحتل نصيب األسد في التجارة العالمية‬ ‫‪-1‬‬
‫من خالل خفض الرسوم الجمركية وإ نهاء‪ .‬نظام الحصص الذي تطبقه بعض‬
‫الدول على وارداتها و التوقف عن تقديم الدعم للسلع التي يجري تصديرها إلى‬
‫األسواق الخارجية‬
‫تحرير تجارة الخدمات وتشمل أهمها الخدمات المالية المصرفية والتأمينية‬ ‫‪-2‬‬
‫‪2‬‬
‫وخدمات النقل وقطاع التشييد والبناء وخدمات األنشطة السياسية ‪.‬‬

‫حسين عمر‪ ،‬االقتصاد لكل قارئ دار الفكر العربي‪ 1994 ،‬ص ‪384‬‬ ‫‪2‬‬

‫ياسر زغيب اتفاقيات الغات بين النشأة والتطور واألهداف ( منافع ومخاطر ) دار الندى‪ ،‬بيروت‪ 1999،‬ص ‪50‬‬ ‫‪2‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 3‬القضاء على صور المعاملة التمييزية فيما يتعلق بانسياب التجارة الدولية من خالل‬
‫‪1‬‬
‫تطبيق شرط الدولة األكثر رعاية‬

‫والواقع أن كل اتفاقيات التجارة الدولية سواء في مجال السلع أو الخدمات أو الملكية‬


‫الفكرية يجمع فيما بينها اتجاه عام مشترك يتمثل في التوجه نحو إزالة كل القيود والعوائق‬
‫والحواجز التي من شأنها أن تمنع تدفق التجارة عبر الدول‪ ،‬وال يقتصر هذا األمر على‬
‫مجرد حظر فرض القيود وما في حكمها‪ ،‬بل هناك اتجاه نحو تقييد أي استثناء يتم إقراره‬
‫‪2‬‬
‫في هذا الشأن سواء بالنسبة لنطاقه أو لمدة سريانه أو بالنسبة للمستفيد منه‬

‫بل هناك اتجاه يرى أن الهدف األساسي لمنظمة التجارة العالمية هو العمل على تحقيق‬
‫تحرير التجارة الدولية وأن الوظائف األخرى تتجه في ممارستها إلى تحقيق هذا الهدف‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تنفيذ االتفاقيات الدولية‬

‫هذا الهدف يمكن استنتاجه من مضمون الفقرة ‪ 01‬من المادة ‪ 03‬من اتفاقية إنشاء‬
‫المنظمة العالمية للتجارة‪ ،‬والتي بموجبها تعمل المنظمة على تنفيذ وإ دارة اتفاقية إنشاء‬
‫المنظمة واالتفاقيات التجارية المتعددة األطراف المعقودة بين الدول‪ ،‬وعلى تحقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬وأن توفر المنظمة اإلطار الالزم لتنفيذ االتفاقيات التجارية المتعددة األطراف‬
‫وإ دارة أعمالها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬توفير المحفل الدولي للتفاوض‬

‫وهو الهدف الذي نستخلصه من الفقرتين ‪ 01‬و ‪ 02‬من المادة ‪ 03‬من االتفاقية المنشأة‬
‫للمنظمة والتي بموجبها تعمل المنظمة على توفير هذا المحفل ألعضائها بشأن عالقاتهم‬

‫شرط الدولة االكثر رعاية يعني انه في مجال ابرام طرف اخر في معاهدة معنية الحقة مع دولة ثالثة تتضمن معاملة افضل من‬ ‫‪1‬‬

‫المعاملة المتفق عليها في المعاهدة االولى فان اطرافها يسفيدون من المعاملة االفضل التي تم تقريرها للغير الحقا‬
‫محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪328-329‬‬ ‫‪2‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫التجارية المتعددة األطراف في المسائل التي تتناولها االتفاقيات المعقودة بين الدول قبل‬
‫قيام المنظمة‪ ،‬وتنظيم المفاوضات بين الدول بخصوص تنفيذ العالقات التجارية‪ ،‬وتنفيذ ما‬
‫توصلت إليه المفاوضات‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تسوية المنازعات‬

‫نصت اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للتجارة على إنشاء جهاز خاص لتسوية المنازعات‬
‫بين الدول ووضعت القواعد الخاصة بهذه التسوية و کمثال على ذلك نشير إلى تحديد‬
‫االتفاقية بوضوح القواعد الخاصة باإلغراق والضرر الناتج منه واإلجراءات المتبعة‬
‫اليجاد قواعد أساسية تشكل السياسة المتبعة ضد اإلغراق‪ ،‬إضافة إلى تثبيت دور الهيئات‬
‫الوطنية المناسبة عند معالجة اإلغراق‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬أهداف جمالية‬

‫يمكن ذكر أهم هذه األهداف فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬تحضر االتفاقية استخدام اإلجراءات الجمالية المتمثلة في قيود االستيراد التي تهدف‬
‫إلى حماية الصناعة المحلية من التأثيرات الناتجة عن تزاحم االستيراد‬

‫‪ - 2‬نص االتفاقية على تعيين مستويات حماية حقوق أصحاب جميع أنواع الملكية‬
‫الفكرية مثل براءات االختراع وحقوق النشر والعالمات التجارية‪ ،‬وذلك من خالل جملة‬
‫إجراءات وتدير قانونية تكفل هذه الحماية‪.‬‬

‫‪ -3‬تشجيع االتفاقية الدول على استخدام المعايير الدولية ولكنها ال تفرض تجانس المعابر‪،‬‬
‫وهنا تعترف بحق الدول في فرض الحماية لإلنسان والحيوان والنبات والصحة والبيئة‬
‫عند مستويات تراها مناسبة‪ ،‬وتنص على عدم منعها من التأكيد على تحقيق التعابير‬
‫المناسبة لها‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ -4-‬حماية البيئة وإ تحاد الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك وخلق أجواء المنافسة الدولية في‬
‫التجارة التي تعتمد على الكفاءة االقتصادية في التخصيص الموارد‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬أهداف متعلقة بالترابط والتكامل في صناعة السياسة االقتصادية العالمية‬


‫وإ دارتها‪:‬‬

‫ويتم تحقيق هذه األهداف من خالل‪:‬‬

‫‪ - 1‬إدراك أهمية الروابط بين السياسية التجارية وبقية السياسات االقتصادية األخرى‬
‫وضرورة التنسيق بينها‪ ،‬إذ يدعو الفصل الختامي لمنظمة التجارة العالمية إلى أن يقوم‬
‫مدير المنظمة بالعمل مع صندوق النقد الدولي ورئيس البنك العالمي بالتعاون والتنسيق‬
‫فيما بينهم بعدد مسؤوليات المنظمة في المستقبل‪.‬‬

‫‪ - 2‬العمل على إقامة عالم اقتصادي يسوده الرجاء والسالم من خالل ضمان المنتج‬
‫والمصدر أن األسواق الخارجي مستقل دائما مفتوحة لهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الهيكل التنظيمي المنظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫إن منظمة التجارة العالمية على غرار بقية المنظمات الدولية األخرى تتألف وتتكون من‬
‫مجموعة من األجهزة التي تعمل علي ضمان حسن سير المنظمة وتحقيقها لألهداف التي‬
‫أنشأت من اجلها وهذه األخيرة يمكننا تصنيفها إلى ‪ 3‬أنواع و اقسام رئيسية سنحاول‬
‫دراستها وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬األجهزة العامة‪:‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ويندرج ضمن األجهزة العامة لمنظمة التجارة العالمية كل من المؤتمر الوزاري "‬
‫المجلس العام " جهاز مراجعة السياسة‪ .‬التجارية " السكرتارية وسنحاول دراسة هذه‬
‫األخيرة وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المؤتمر الوزاري‬

‫وهو أعلى هيئة في المنظمة يضم في عضويته كافة الدول أعضاء المنظمة ويكون العضو‬
‫ممثل مستوى وزير وتجتمع على األقل مرتين كل سنة ويتولى هذا األخير اإلشراف على‬
‫تنفيذ مهام المنظمة فيما يتعلق بايجاد القرارات واإلجراءات الالزمة في كل ما يتعلق‬
‫باالتفاقيات التجارية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المجلس العام‪:‬‬

‫ويتكون هذا األخير من ممثلين عن الدول األعضاء يتولى مهام المجلس الوزاري بين‬
‫الدورتين من خالل اشرافه على التنفيذ المباشر لمهام المنظمة كما يتولى وضع القواعد‬
‫التنظيمية واإلشراف على جهاز تسوية المنازعات ومراجعة السياسات التجارية للدول‬
‫األعضاء كما يشرف على المجالس المتخصصة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬جهاز مراجعة السياسات التجارية‬

‫وذلك من أجل إظهار مدى احترام الدولة العضو اللتزاماتها المتعددة األطراف كتحرير‬
‫تجارتها الخارجية من الرسوم الجمركية ويتولى هذه المهمة المجلس العام للمنظمة انطالقا‬
‫من التقريرين المقدمين من الدولة المعنية واألمانة العامة للمنظمة حتى يقوم المجلس العام‬
‫هو اآلخر بتحرير تقريره الخاص وتوزيعه على جميع أعضاء المنظمة ويتم هذا اإلجراء‬
‫مرة واحدة كل سنتين بالنسبة لي و ‪ .‬م ‪ .‬أ وكندا و دول االتحاد األوروبي و اليابان وتتم‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تسمية ‪ 16‬دولة تأتي بعد هذه المجموعة من حيث أهمية تجارتها الخارجية لتفحص‬
‫سياستها مرة كل ‪ 4‬سنوات ‪.‬‬

‫غير أن المالحظ هو أن هذه المنظمة ال تتوفر على أجهزة متخصصة لدراسة السياسات‬
‫التجارية مبدئيا ومن ناحية أخرى فإنها‪ .‬ال تستطيع االعتماد على تقرير البلد العضو ولهذا‬
‫‪1‬‬
‫كان البد من االستعانة بمؤسسات دولية أخرى خاصة صندوق النقد الدولي‬

‫رابعا ‪ :‬السكرتارية‬

‫وتتكون من مدير عام ومكتب للسكرتارية يعين المدير العام من قبل المؤتمر الوزاري‬
‫ويعاونه ‪ 4‬مدراء عامين مساعدين كنواب‪ .‬له وتوضع تحت تصرفه أمانة عامة وتضم‬
‫‪2‬‬
‫حاليا أكثر من ‪ 500‬موظف دولي مقرها بجنيف ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األجهزة المتخصصة‬

‫وهي عبارة عن مجالس ذات مهام مختلفة حيث يتولى كل مجلس اإلشراف على تنفيذ‬
‫‪3‬‬
‫االتفاقيات التي تقع في دائرة اختصاصه من خالل مجموعة من اللجان الفرعية ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المجالس النوعية الثالثة وهي‪:‬‬

‫مجلس التجارة في السلع يشرف على تنفيذ وإ دارة الغات التجارة السلع‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلس التجارة في الخدمات‪ :‬يشرف على تنفيذ وإ دارة تجارة الخدمات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مجلس الجوانب التجارية الحقوق الملكية الفكرية يشرف على اتفاقية الجوانب‬ ‫‪‬‬
‫المتعلقة بالتجارة في حقوق الملكية‬

‫صباح نغوش ‪ ،‬المرجع السابق ص ‪117‬‬ ‫‪1‬‬

‫ياسر زغيبي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 78‬و ما يليها‬ ‫‪2‬‬

‫صالح صالحي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪102‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الفكرية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اللجان النوعية‬

‫يتفرع عن المجالس الثالثة المذكورة أعاله العديد من اللجان الفرعية التي عهدت االتفاقية‬
‫إلى كل منها باختصاصات محددة لتنفيذ االتفاقيات الفرعية المتعلقة بنشاط كل منها‪،‬‬
‫وتكون العضوية في هذه اللجان مفتوحة لكل الدول األعضاء الراغبة في ذلك‪ ،‬ويقوم‬
‫بتشكيل هذه اللجان المجلس الوزاري حسب الحاجة من أجل المساعدة على أداء الوظائف‬
‫الموكلة إلى منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫وتذكر من بين هذه اللجان على سبيل المثال ال الحصر ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬اللجان التابعة لمجلس التجارة في السلع‪.‬‬

‫‪ - 2‬اللجان التابعة لمجلس التجارة في الخدمات‪.‬‬

‫‪ - 3‬اللجان الواقعة تحت اإلشراف المباشر للمجلس العام‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ - 4‬اللجان عديدة األطراف ‪.‬‬

‫‪ -‬ويجب أن نشير في هذا الصدد إلى أن مجلس الجوانب المتصلة بالتجارة الحقوق‬
‫الملكية الفكرية ال يتبعه أي لجان بل يقوم هو بمفرده بااللتزامات الموكلة إليه‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األجهزة اإلدارية والشبه قضائية‪:‬‬

‫السيد مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬إستراتيجية فرض العولمة ( اآلليات والوسائل الحمائية ) ‪ ( ،‬بدون دار نشر )‪ ( ،‬بدون‬ ‫‪1‬‬

‫تاريخ )‪.‬ص ‪130- 129‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ونجد ضمن هذه األجهزة شبه القضائية وغير السياسية جهاز تسوية المنازعات الذي يعد‬
‫من أهم االنجازات المترتبة عن جولة األوروغواي بالرغم من أن اتفاقية الغات قد‬
‫تضمنت في مادتيها ‪ 22‬و ‪ 23‬أحكاما لتسوية المنازعات التجارية بين األطراف المتعاقدة‬
‫إال أنها كانت قاصرة بسبب غياب الهيئة القضائية المحولة باإلشراف على تنفيذ هذه‬
‫األحكام ‪ .‬وبحسب المادة ‪ 17‬من ذات االتفاقية فان جهاز تسوية المنازعات يقوم بتشكيل‬
‫جهاز دائم لالستئناف يتكون من ‪ 7‬أشخاص يتم اختيار ‪ 3‬منهم لكل قضية و يعملون‬
‫بالتناوب ويتم تعيينهم لمدة ‪ 4‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وهو يتألف‪ .‬من أشخاص‬
‫‪1‬‬
‫مشهود لهم بالكفاءة و المكانة والخبرة في مجال القانون التجاري الدولي ‪.‬‬

‫وتتمثل المهمة األساسية لجهاز فض المنازعات في إدارة القواعد واإلجراءات‬


‫والمشاورات و المجالس واللجان المتخصصة في منظمة التجارة العالمية بتطور أي‬
‫منازعة ذات صلة بأحكام االتفاقات ويجتمع هذا الجهاز كلما دعت الضرورة إلى ذلك في‬
‫‪2‬‬
‫إطار الحدود الزمنية للمنظمة ‪.‬‬

‫وسنتناول هذا الجهاز ودوره بشيء من التفصيل في المبحث الثاني ‪..‬‬

‫اسامة المجدوب ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪95‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المطلب ‪ ,‬عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪225‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الفصـــــــــــــل األول‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الفصل االول‬

‫اإلطار النظري لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫يشمل اإلطار النظري لدراسة تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية دراسة كل من‬
‫خصائص وسمات نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية وأهمية هذا النظام‬
‫من جهة‪ ،‬كما يشمل دراسة جهاز تسوية تلك المنازعات ومهامه وشروط اللجوء إليه من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬ويشمل من جهة ثالثة الوسائل واآلليات التي تتم بها تسوية المنازعات التجارية‬
‫في إطار منظمة التجارة العالمية من جهة ثالثة‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس وجب تقسيم هذا الفصل إلى مباحث ثالثة تتناول على التوالي‬
‫خصائص وأهمية نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪ ،‬ثم جهاز تسوية‬
‫المنازعات في إطار هذه المنظمة‪ ،‬تم وسائل تسوية تلك المنازعات‪ ،‬وهي المباحث التي‬
‫ستفصل محتواها ضمن اآلتي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خصائص وأهمية نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫إذا تسبب خرق االتفاقيات التجارية أو مخالفة التعهدات بإلحاق ضرر ما يطرف من‬
‫األطراف العضوة في المنظمة العالمية للتجارة جاز لهذا األخير أن يرفع شكوى إلى هذه‬
‫المنظمة مستندا في ذلك إلى القواعد واإلجراءات المحددة لهذا الغرض‪ ،‬وهنا تكمن‬
‫األهمية القصوى لنظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬إلى جانب‬
‫تحقيق عدد من المزايا األخرى التي تكرس هذه األهمية‪ ،‬وقبل دراسة أهمية وأهداف نظام‬
‫تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية يجب أن تتطرق أوال إلى السمات‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫العامة والخاصة ( الجوهرية ) لهذا النظام‪ ،‬وعلى هذا استدعت الدراسة تقسيم هذا المبحث‬
‫إلى المطلبين المواليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سمات تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‬

‫لقد تميز النظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية بوجود قواعد قانونية‬
‫محددة تظهر بوضوح من خالل دراسة النصوص القانونية لتفاهم تسوية تلك المنازعات‬
‫وتسمى " أحكام التفاهم" وهي األحكام التي تمثل الخصائص العامة لتسوية هذه‬
‫المنازعات‪ ،‬ومن خالل دراسة مضمون هذه األحكام يمكننا استنتاج خصائص وسمات‬
‫جوهرية تميز تسوية المنازعات المعنية وفيما يلي ومن خالل الفرعان المواليان يمكن‬
‫التطرق لكل من السمات ( الخصائص )العامة والجوهرية لنظام تسوية منازعات منظمة‬
‫التجارة العالمية‪ ،‬وذلك حسب التفصيل الموالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬السمات العامة‬

‫لقد أخذت أحكام اتفاقية الغات ‪ 1948‬بالصفة االختيارية واألسلوب الدبلوماسي لتسوية‬
‫المنازعات‪ ،‬ورغم نجاح اإلرادة السياسية ألعضاء الغات في تسوية العديد من المنازعات‬
‫إال أن االتفاق لم يخلو من العيوب المترتبة عن الصفة االختيارية لتلك التسوية‪ ،‬وهكذا‬
‫كان االتفاق في جولة األورغواي على وثيقة التفاهم بشأن القواعد واإلجراءات التي تحكم‬
‫تسوية المنازعات وهو االتفاق الذي أسفر عن تطوير هذا النظام بحيث أدى إلى تغليب‬
‫الصفة القضائية أو التحكيمية وتخفيف الصفة الدبلوماسية‪ .‬محددا بذلك السمات العامة‬
‫لنظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية على النحو الذي سفصله فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األسلوب الدبلوماسي في تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية‪:‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫لقد فضلت بعض الدول وبالذات دول االتحاد األوروبي مؤيدة باليابان الطرق الدبلوماسية‬
‫لتسوية منازعات التجارة الدولية‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أن هذه الطرق تتسم بالمرونة وخاصة‬
‫أن منازعات منظمة التجارة العالمية عادة ما يكون لها انعكاسات سياسية لذا فمن األفضل‬
‫تسويتها بطريق التشاور بين الدول والمفاوضات والمصالحة الدبلوماسية وليس عن طريق‬
‫المحاكمات أو هيئات التحكيم‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى لما كان األطراف المتنازعون دوال ذات سيادة فإنه ال ينبغي فرض‬
‫التسوية بتطبيق قواعد إلزامية جامدة‪ ،‬بل األفضل أن تتحقق تلك التسوية من خالل‬
‫‪1‬‬
‫المفاوضات والمصالحات‬

‫ورغم أن النتيجة النهائية لم تكن في صالح المطالب األوروبية إال أن إعمال األسلوب‬
‫الدبلوماسي للتسوية لم يتم تغييبه كلية وذلك ما نلمسه من خالل مذكرة التفاهم حول تسوية‬
‫منازعات منظمة التجارة العالمية التي قررت أسلوب التشاور لتسوية هذا النوع من‬
‫المنازعات للتوصل إلى حلول مرضية وهو ما نلمسه كذلك من خالل اعتماد أسلوب‬
‫المساعي الحميدة والتوفيق والوساطة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسلوب القضائي في تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫بالمقابل للرأي األوروبي حول أسلوب تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة‬
‫العالمية هناك رأي الو م أ المؤيد بكندا‪ ،‬وهو الرأي الذي يفضل السبل القضائية لتسوية‬
‫منازعات التجارية الدولية‪ ،‬وذلك من خالل تطبيق قواعد ملزمة لألطراف المتنازعة بشأن‬
‫‪2‬‬
‫خالفاتهم الناشئة عن تطبيق اتفاقيات الغات‬

‫جالل وفاء محمدين تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار اتفاقيات الغات دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪2006 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪07‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪08‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫والحقيقة أن هذا الرأي كان له التأثير في صياغة تفاهم تسوية المنازعات‪ ،‬على أساس أن‬
‫الحلول القضائية عادة ما تكون واضحة بالنظر إلى تطبيق قواعد ملزمة ومعروفة سلفا‬
‫بحيث ال تختلف الحلول كثيرا من حالة إلى أخرى في المنازعات المتشابهة‪ ،‬بما يؤدي‬
‫إلى توافر أحكام وحلول قضائية بما يساهم في إرساء قواعد راسخة التفاقيات منظمة‬
‫التجارة العالمية وتوحيد المعايير التي يستم إتباعها في تسوية المنازعات التجارية بين‬
‫الدول‪ ،‬وكذلك التوصل إلى حلول عادلة تقضي على أي خالف يمكن أن ينشًا بسبب‬
‫التفاوت االقتصادي بين الدول المتقدمة والدول النامية‪.‬‬

‫كما أن األسلوب القضائي في تسوية المنازعات من شأنه أن يعزز مبدأ المعاملة بالمثل‬
‫‪1‬‬
‫وتحرير التجارة الدولية بما يجنب الدول الدخول في حروب تجارية‬

‫ويبدو انتصار هذا الرأي من خالل التفاهم حول قواعد وإ جراءات تسوية المنازعات‬
‫( مذكرة التفاهم ) الذي تم على أساسه إنشاء جهاز تسوية المنازعات من خالل نص‬
‫المادة ‪ 17‬من مذكرة التفاهم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تغليب السمة القضائية على السمة الدبلوماسية في تسوية المنازعات في إطار‬
‫منظمة التجارة العالمية‬

‫لقد كانت النتيجة النهائية لمفاوضات جولة أورغواي حاسمة في إسباغ الصفة القضائية‬
‫والقانونية على آليات تسوية منازعات التجارة العالمية‪ ،‬إال أنه كان هناك مكان للوسائل‬
‫‪2‬‬
‫الدبلوماسية‬

‫خيري فتحي البصيلي تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪2007 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪11-9‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫حيث تم إدماج التصورين ‪ -‬الرأيين ‪ -‬معا في صياغة توفيقية واحدة ألحقت بالوثيقة‬
‫الختامية لنتائج جولة األورغواي‪.‬‬

‫وعلى الرغم من أن وثيقة التفاهم قطعت شوطا كبيرا نحو إضفاء الطابع القانوني على‬
‫أسلوب تسوية المنازعات إال أن هذه الوثيقة قد احتفظت في ذات الوقت بجوانب ملموسة‬
‫بشأن الحلول الدبلوماسية بما يعطي مرونة كبيرة للدول المتنازعة في النهج الذي تتبعه‬
‫وال يخل بإلزامية القرارات المتخدة في حالة التشاور واإللتجاء إلى األسلوب الفضائي‬
‫‪1‬‬
‫للتسوية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬السمات الخاصة ( الجوهرية ) لنظام تسوية المنازعات‬

‫إذا أردنا البحث و الحديث عن الخصائص والسمات الجوهرية الخاصة بنظام تسوية‬
‫المنازعات فإننا ستجدها عديدة و متنوعة‪ ،‬ولكن وعلى الرغم من كل هذا فإننا ستحاول‬
‫دراستها وحصرها وبيان أهمها وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬اتساع نطاق تسوية المنازعات‬

‫بحيث تقضي مذكرة التفاهم على كون قواعد وإ جراءات تسوية المنازعات يمكن إعمالها‬
‫بين األعضاء بالنسبة للحقوق و االلتزامات المترتبة على أطرافها بموجب أحكام اتفاق‬
‫منظمة التجارة العالمية واالتفاقيات الملحقة بها بما في ذلك الملكية الفكرية‪ ،‬تجارة‬
‫الخدمات والبضائع ‪ ،‬واتفاقيات التجارة متعددة األطراف وغيرها ‪ ،‬وهذا طبقا للمادة ‪1/1‬‬
‫و المادة ‪ 2/2‬من مذكرة التفاهم‪ .‬وعليه تعتبر مذكرة التفاهم خطوة هامة نحو عولمة‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪272-270‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وتوحيد أسلوب تسوية المنازعات بالنسبة الجميع اتفاقيات و موضوعات التجارة‬


‫‪1‬‬
‫العالمية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬توحيد تفاهم تسوية المنازعات‬

‫هناك التزام يقع على عاتق الدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية أال وهو التقيد‬
‫بقواعد وإ جراءات تفاهم تسوية المنازعات بحيث ال يجوز البت في حصول أي انتهاك‬
‫لالتفاقية أو إلغاء أو تعطيل أي ميزات مقررة بموجبها أو عرقلة أي من أهدافها إال من‬
‫خالل تفاهم تسوية المنازعات ‪ 2،‬غير أن هذا األمر ال يمنع من اختيار وسائل بديلة‬
‫لتسوية المنازعات غير الواردة في التفاهم كالوساطة والتحكيم ‪.‬‬

‫و المالحظ أن تفاهم تسوية المنازعات يعتمد على فكرة االستشارية التي تقوم على‬
‫اعتبارين جوهريين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬مبني على أساس الحد من استنفاذ اإلجراءات فيما لو كان هناك أكثر من وسيلة‬
‫أخرى لتسوية المنازعات إلى جانب تفاهم تسوية المنازعات ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬قائم على توحيد تفاهم تسوية المنازعات بين جميع الدول األعضاء في منظمة‬
‫التجارة العالمية لمنع أي شقاق أو اختالف من حيث الجوهر ‪..‬‬

‫و على الرغم من جواز اللجوء في أحوال استثنائية إلى تسوية المنازعات بوسائل بديلة‬
‫بعيدة عن أسلوب تسوية المنازعات بالتفاهم إال أن هذه الوسائل البديلة محدودة من حيث‬

‫‪1‬‬
‫‪Eric canal o fargues, le système de règlement des différend de i.o.m, crevue générale du droit‬‬
‫‪international public. 1995 p689‬‬

‫‪2‬‬
‫‪E. zoller guerre commercial et droit internatinal, a.f.d.i, 1989 p 65- 66.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الشكل والمضمون ولهذا فانه قد جرى اعتبار تفاهم تسوية المنازعات هو األصل في كل‬
‫‪1‬‬
‫تسوية للمنازعات بين الدول األعضاء ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬فعالية تفاهم تسوية المنازعات‬

‫ويتجلى هذا من خالل وجود قواعد معينة تحول دون تعقيد اإلجراءات وتكوين فرق‬
‫التسوية الخاصة التي تتولى الفصل في النزاع ‪.‬‬

‫فمن ناحية أولى نجد ضرورة االلتزام بتكوين فرق التسوية الخاصة بمجرد طلب الطرف‬
‫الشاكي ذلك في موعد ال يتجاوز اجتماع الجهاز الذي يلي االجتماع الذي ظهر فيه الطلب‬
‫ألول مرة إال إذا قرر الجهاز في ذلك االجتماع عدم تشكيل الفريق‪..‬‬

‫ومن ناحية ثانية فان تفاهم تسوية المنازعات يحث على تكوين فريق التسوية بشكل عاجل‬
‫ولهذا فالسكرتارية تحتفظ بقائمة األشخاص الذين تتوافر فيهم المؤهالت الالزمة لالشتراك‬
‫‪2‬‬
‫في فرق التسوية سواء كانوا تتابعين لحكومات معينة أو غير حكوميين‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬تلقائية إجراءات تفاهم تسوية المنازعات‬

‫أي االستمرارية و التتابع في سير إجراءات التسوية مرحلة تلو األخرى‪ ،‬وتتحقق هذه‬
‫التلقائية ابتداء من إنشاء فريق التسوية‪ .‬لحل النزاع مرورا برقابة االمتثال و التنفيذ الفعلي‬
‫لقرارات و توصيات جهاز تسوية المنازعات أو اإلجازة باتخاذ تدابير مضادة‪ .‬ضد‬
‫الطرف المعني كوقف التنازالت وااللتزامات من جانب الطرف الشاكي ‪ .‬وقد تم التوسع‬
‫في تلقائية اإلجراءات إلى أبعد مما كانت ترجوه األطراف المتعاقدة قبل جولة‬
‫‪3‬‬
‫األوروغواي من خالل االعتماد‪ .‬على تقارير فرق التسوية وجهاز االستئناف‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ , 286‬جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪15‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع ص ‪18‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪,‬المرجع السابق ‪ ,‬ص ‪292‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫خامسا ‪ :‬وجود جهاز استئناف دائم‬

‫وهذه السمة و الخاصية افتقدها نظام تسوية المنازعات الذي كان قائما في ظل اتفاق‬
‫الجات ‪ ،1947‬وهذا األمر ساهم في االتجاه إلى تغليب السمة القانونية والقضائية على‬
‫السمة الدبلوماسية والسياسية آللية تسوية المنازعات ‪.‬‬

‫ويتألف جهاز االستئناف من ‪ 7‬أشخاص مشهود لهم بالمكانة الرفيعة والخبرة في مجال‬
‫القانون و التجارة الدولية ويحسب أن تعكس عضويته إلى حد كبير عضوية منظمة‬
‫التجارة العالمية ‪.‬‬

‫وقد حددت مذكرة التفاهم فترة قصيرة إلتمام إجراءات االستئناف بحيث ال تتجاوز‬
‫كقاعدة عامة ‪ 60‬يوما من تاريخ تقديم احد طرفي النزاع إخطاره بقرار االستئناف إلى‬
‫‪1‬‬
‫التاريخ الذي تعمم فيه هيئة االستئناف تقريرها ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬سرعة تسوية المنازعات‬

‫وقد تحقق هذا األمر بفضل جدول زمني منطقي ومفصل لكل خطوة من خطوات‬
‫إجراءات تسوية المنازعات بحيث ال ينبغي أن تزيد فترة إصدار قرار التسوية عن سنة‬
‫واحدة وأال تزيد هذه الفترة عن ‪ 15‬شهرا في حالة االستئناف هذا القرار من جانب إحدى‬
‫الدول المتنازعة وهذه هي المدة الخاصة بالحد األعلى كما يمكن أن تكون هذه المدة‬
‫‪2‬‬
‫أقصر بكثير حسب طبيعة المنازعة ‪.‬‬

‫وهذه الخاصية لم تكن موجودة من قبل على اعتبار أن بطء اإلجراءات كان السمة‬
‫الغالبة في ظل اتفاق جات ‪ 1947‬األمر‪ .‬الذي كان ينجم عنه الوصول إلى حلول لم تكن‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص‪ 22- 21‬خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص ‪298‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪Eric canal o fargues op .cit, pp,689 -707‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫عادلة على اعتبار أن بطء اإلجراءات كان يشكل أحد مظاهر انتقاص هذه العدالة فتصبح‬
‫‪3‬‬
‫عدالة منقوصة ‪.‬‬

‫سابعا ‪ :‬الشفافية‬

‫وهذه األخيرة لم تكن معروفة في ظل اتفاق جات ‪ 1947‬ويتم تعزيز هذه الشفافية عن‬
‫طريق عدالة ووضوح اإلجراءات ألطراف النزاع وتتجلى الشفافية في جميع مراحل‬
‫النزاع بين األعضاء داخل منظمة التجارة العالمية وحتى االنتهاء من الفصل فيه وتنفيذ‬
‫قرار التسوية ‪ .‬وعليه نجد أن هذه الشفافية تتجلى من خالل عدة نقاط أهمها ‪:‬‬

‫حق األطراف المتنازعة في اإلطالع على الوثائق واألوراق خالل جميع مراحل‬ ‫‪‬‬
‫التسوية وعليه يحب أال تكون عالمة التشاور مكتوبة ويتم تبليغها لجهاز التسوية‬
‫وعادة ما تكون هذه األخيرة متداولة وفي متناول جميع األعضاء العلم بها ‪ ،‬ولكن‬
‫وعلى الرغم من تعميم طلب التشاور على األعضاء إال أن عملية التشاور ذاتها تتم‬
‫في إطار من السرية ‪.‬‬
‫وجوب إخطار جهاز تسوية المنازعات والمجالس واللجان التابعة لمنظمة التجارة‬ ‫‪‬‬
‫العالمية بأية حلول أو تسويات يصل إليها األطراف المتنازعون من خالل‬
‫المشاورات متى يتمكن أي عضو من اثارة ما لديه من مالحظات أو اعتراضات‬
‫خاصة به ‪ .‬في هذه المجالس أو اللجان ‪ ،‬كما ال يجوز تعطيل أو إلغاء الحلول‬
‫التي يتم التوصل إليها من جانب طرفي النزاع خالل المشاورات وان ال تعيق‬
‫هذه الحلول أو تمس بأي هدف من أهداف منظمة التجارة العالية‪.‬‬
‫في حالة عدم نجاح التشاور بين طرفي النزاع فان مقتضيات تحقيق الشفافية التي‬ ‫‪‬‬
‫أرستها منظمة التجارة العالمية تقتضي توزیع و تعميم طلب التسوية إلنشاء فريق‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪298‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫التسوية وعلى رئيس الجهاز إخطار جميع األعضاء في المنظمة بتكوين وانشاء‬
‫فريق التسوية دون اإلعالن عن أسماء أعضائها وهوياتهم‪.‬‬
‫تقضي الشفافية عدم وجود ما يمنع أحد أعضاء النزاع من اإلفصاح عن أية‬ ‫‪‬‬
‫معلومات قدمت إلى فريق التسوية لبقية أعضاء منظمة التجارة العالمية إال في‬
‫الحالة التي يرى فيها العضو أن هذه المعلومات يتعين أنا تحاط بالسرية فيمكنه أن‬
‫ال يطلع بها بقية أعضاء المنظمة‪.‬‬
‫اعتماد جهاز االستئناف على تقرير فريق التسوية في أحد اجتماعاته بعد أن يقوم‬ ‫‪‬‬
‫تعميم هذا التقرير على أعضائه ما ويتم اإلقرار باإلجماع على عدم اعتماد التقرير‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬

‫ثامنا ‪ :‬إتباع المنهج السلبي في توافق اآلراء‬

‫إن من أبرز خصائص نظام تسوية المنازعات هو عدوله عن إتباع المنهج االيجابي‬
‫لتوافق اآلراء في اتخاذ القرارات المتبع في ضل اتفاق جات ‪ 1947‬واستبداله بالمنهج‬
‫السلبي في توافق اآلراء‪.‬‬

‫بحيث أصبح القرار المعروض على جهاز التسوية المنازعات التخاذه بتوافق اآلراء هو‬
‫عدم إنشاء فريق التسوية أو عدم اعتماد تقرير الفريق ‪ ،‬أي أن القرار أصبح يصاغ داخل‬
‫جهاز تسوية المنازعات على أساس عدم فعل الشيء ويعتبر هذا المنهج في مصلحة‬
‫الطرف الشاكي في المنازعة التجارية وبالتالي يكفي أن يعترض عليه رسميا واحدا فقط‬
‫من الحاضرين حتى يعبر القرار غير موافق عليه مما يعني تلقائيا وجوب إنشاء فريق‬
‫التسوية ويعتبر هذا اإلجراء أو المنهج محققا لمصلحة الطرف الشاكي من جهة وضمان‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪ 298‬و ما بعدها ‪ ,‬جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 23‬و ما بعدها‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الستمرار الخطوات اإلجرائية األخرى الباقية من مشوار تسوية المنازعات من جهة‬


‫أخرى‪.‬‬

‫تاسعا ‪ :‬رقابة تنفيذ التوصيات و القرارات‬

‫إن التنفيذ التقائي للقرارات يتم من تاريخ اعتماد تقارير فريق التسوية أو جهاز االستئناف‪،‬‬
‫وعليه يتعين على كافة أعضاء منظمة التجارة العالمية االمتثال دون إبطاء لتوصيات‬
‫وقرارات جهاز تسوية المنازعات وهذا بغية ضمان الحلول الفعالة للمنازعات المصلحة‬
‫جميع األعضاء ‪.‬‬

‫وفي الحالة التي يثبت فيها العضو عدم توافق ما اتخذ من إجراء مع أي من االتفاقات‬
‫المشمولة عليه إعالم جهاز تسوية تنازعات في االجتماع الذي يعقده الجهاز في غضون‬
‫‪ 30‬يوما من تاريخ اعتماد تقرير الفريق أو جهاز االستئناف بنواياه فيما يتعلق بتنفيذ هذه‬
‫التوصيات و القرارات و إذا تعذر االمتثال فورا يتم منح العضو فترة معقولة للقيام بذلك ‪.‬‬

‫وستناول هذا األمر بالشرح والدراسة بشكل مستفيض عند حديثنا عن تنفيذ التوصيات و‬
‫‪1‬‬
‫القرارات الصادرة عن جهاز المنازعات ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية وأهداف نظام التسوية‪:‬‬

‫تكمن القيمة الحقيقية النظام التسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة الدولية من خالل‬
‫أهي وجملة األهداف التي يسعى إلى تحقيقها‪ ،‬على النحو الذي منفصلة ضمن الفرعين‬
‫المواليين ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهمية نظام التسوية‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 301‬و ما بعدها‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫يمكن تبيان أهمية نظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية من خالل‬
‫النقاط الموالية‪:‬‬

‫إذا وقع على طرف من األطراف العضوة في المنظمة العالمية للتجارة ضرر‬ ‫‪-1‬‬
‫بسبب مخالفة التعهدات أو خرق لالتفاقيات التجارية فإنه يمكن أن يرفع شكوى إلى‬
‫المنظمة وذلك بعد التأكد من عدم إمكانية حل النزاع عن طريق المشاورات‬
‫والمساعي الحميدة والوساطة‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن نظام تسوية المنازعات يمثل‬
‫النظام الذي يسمح بموجبه لألعضاء بإقامة الدعوى بشأن أي من االتفاقيات متعددة‬
‫‪1‬‬
‫األطراف وفقا التفاقية انشاء منظمة التجارة العالمية ‪.‬‬
‫ان بناء آلية تسوية منازعات في إطار المنظمة العالمية للتجارة قد تالقي الكثير‬ ‫‪-2‬‬
‫من العيوب التي كانت تعتري النظام السابق لتسوية المنازعات التجارية في إطار‬
‫الغات وذلك بما أدخل من إصالحات على هذا النظام لعل أهمها الموضوعات‬
‫واالتفاقات الجديدة التي تنشأ بمناسبة تطبيق العافية الجوانب المتصلة بالتجارة من‬
‫حقوق الملكية الفكرية مثال‬
‫نكمن أهمية نظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية من خالل‬ ‫‪-3‬‬
‫الخصائص التي يتميز بها هذا النظام حيث أن آلية التسوية في إطار هذه المنظمة‬
‫تمتاز بالتلقائية في إنشاء وتكوين فرق التحكيم‪ ،‬إضافة إلى تحديد اختصاصاتها‬
‫وكذلك السرعة في إصدار القرارات والتوصيات من خالل القواعد الملزمة‬
‫‪2‬‬
‫بتحديد المواعيد التي يتعين خاللها إنهاء التسوية‪ ،‬ونظام التشاور‬

‫سمير عبد العزيز التجارة العالمية بين جات ومنظمة التجارة العالمية‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫اإلسكندرية‪ ( ،‬دون تاريخ )‪.‬ص ‪415‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪05‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تكمن أهمية نظام التسوية كذلك في أن نص مذكرة التفاهم الملحقة باتفاقية منظمة‬ ‫‪-4‬‬
‫التجارة العالمية قد نصت على جملة من القواعد التي على أساسها يتم تنفيذ‬
‫القرارات الصادرة و( التي بت فيها ) جهار تسوية المنازعات‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فإن نظام تسوية المنازعات في المنظمة العالمية للتجارة يشكل‬ ‫‪-5‬‬
‫عنصرا هاما في توفير األمن والقدرة على‬

‫التنبؤ‪ 1‬بتوجهات النظام التجاري الدولي لصيانة حقوق األعضاء والحفاظ على التزاماتهم‬
‫المترتبة عليهم بموجب االتفاقية الخاضعة للمنظمة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف نظام التسوية‪:‬‬

‫إن آلية فض المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية تهدف إلى ضمان‬ ‫‪-‬‬
‫التوصل إلى حل إيجابي للنزاع التجاري تحت مظلة منظمة التجاري العالمية‪،‬‬
‫واألفضل في كل األحوال هو التوصل إلى حل مقبول متوافق مع االتفاقات‬
‫‪2‬‬
‫المشمولة‪.‬‬

‫فتوصيات وقرارات جهاز فض المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية تهدف إلى‬
‫تحقيق تسوية مرضية ألي أمر يعرض عليه عمال بالحقوق وااللتزامات المنصوص‬
‫عليها في هذا التفاهم وفي االتفاقات المشمولة ‪..‬‬

‫وفي حالة عدم التوصل إلى حل باالتفاق يكون الهدف األول آللية فض المنازعات‬ ‫‪-‬‬
‫عادة هو ضمان سحب التدابير المخالفة إذا ما اتضح تعارضها مع أحكام االتفاق‬
‫المشمول‬

‫ان االمن و القدرة على التنبؤ يستحيل بدونهما اقامة عالقات تجارية دولية او عالمية تتمتع بالثقة و االستقرار في الحاضر و‬ ‫‪1‬‬

‫القدرة على التوسع و االزدهار في المستقبل و هنا ايضا تكم اهمية منظمة التجارة العالمية ‪ ,‬انظر في ذلك ‪:‬خيري فتحي‬
‫البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪257‬‬
‫سمير محمد عبد العزيز ‪,‬المرجع السابق ص ‪419‬‬ ‫‪2‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وإ ذا تعذر سحب تلك التدابير فورا يكون الهدف هو تقديم تعويض كتدبير مؤقت‬ ‫‪-‬‬
‫في انتظار سحب التدبير أو اإلجراء الذي يتعارض مع االتفاق المشمول ويوفر‬
‫تفاهم تسوية المنازعات للعضو المطالب إجراءات تسوية المنازعات الخطوة‬
‫أخيرة‪.‬‬

‫ويكون هدف اليه تسوية المنازعات كذلك البحث عن إمكانية تعليق التنازالت أو غيرها‬
‫من االلتزامات بموجب االتفاقات المشمولة على أساس تمييز في اتجاه العضو اآلخر‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وذلك بترخيص من جهاز فض المنازعات يقضي بالتخذ اإلجراءات الالزمة ‪.‬‬

‫إن نظام تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة العالمية يهدف (‬ ‫‪-‬‬
‫باعتراف األعضاء) إلى المحافظة على حقوق األعضاء والتزاماتهم المترتبة‬
‫بموجب االتفاقات المشمولة‪ ،‬ويوضح األحكام الواردة في هذه االتفاقات وفق‬
‫القواعد العامة في تفسير القانون العام ( والتوصيات والقرارات التي يصدرها‬
‫الجهاز ال تضيف إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص عليها في االتفاقيات‬
‫‪2‬‬
‫المشمولة وال تنقص منها )‬
‫تهدف آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية إلى تسوية المنازعات‬ ‫‪-‬‬
‫التجارية بمنتهى حسن النية بهدف التوصل إلى حل ألي نزاع وذلك على أساس‬
‫أنه من المبادئ الجوهرية التي أرستها االتفاقية أن استخدام إجراءات تسوية‬
‫المنازعات ال يعني في حد ذاته وجود خصومة كما أنه ال يجوز اعتباره خصومة‬
‫‪3‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪225- 224‬‬ ‫‪1‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪418‬‬ ‫‪2‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪37‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تهدف هذه اآللية كذلك إلى مراعاة أوضاع الدول النامية‪ ،‬إذ نصت في هذا الصدد‬ ‫‪-‬‬
‫المادة ‪ 10/40‬من مذكرة التفاهم على أنه ينبغي على األعضاء من خالل‬
‫المشاورات أن تولي اهتماما خاصا للمشاكل والمصالح الخاصة بالدول النامية‬
‫وكررت ذات الحكم المادة ‪ 21‬من نفس المذكرة‪ ،‬وتضمنت المادة ‪ 24‬من هذه‬
‫المذكرة أنه في جميع مراحل التسوية التي يكون أحد الدول األقل نموا طرفا فيها‬
‫أن تولي رعاية خاصة لهذا األخير من خالل ضبط النفس عند إشارة أمور‬
‫بموجب هذه اإلجراءات‪ ،‬وفي حالة تقرير إلغاء أو تعطيل لتقدير اتخذته هذه‬
‫الدول على الطرف الشاكي ضبط نفسه عند طلب التعويض والتماس ترخيصات‬
‫تعليق التنازالت أو غيرها من اإلجراءات‪ ،‬كما نصت المادة ‪ 02/24‬من المذكرة‬
‫السالفة الذكر على أن يعرض المدير العام أو رئيس جهاز تسوية المنازعات‬
‫مساعية الحميدة أو التحكيم أو الوساطة لمساعدة األطراف على تسوية النزاع قبل‬
‫تشكيل فرق تحكيم مع جواز تشاور المدير أو الرئيس مع ‪ .‬أي مصدر يعتبره‬
‫أحدهما مناسبا وذلك بناءا ‪ .‬على طلب العضو األقل نموا في حالة تسوية‬
‫المنازعات التي تشمل هذا العضو عندما ال يمكن التوصل فيها إلى حل مرضى‬
‫‪1‬‬
‫من خالل المشاورات ‪.‬‬

‫المبحث الثاني جهاز تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪:‬‬

‫يعتبر جهاز تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية من أهم األجهزة باعتباره‬
‫الجهاز المخول بموجب االتفاقية المنشاة لمنظمة التجارة العالمية بفض مختلف النزاعات‬
‫التي قد تثور بين الدول األعضاء في مختلف المجاالت التجارية‪.‬‬

‫‪1‬المرجع نفسه ‪,‬ص ‪39-38‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وبالنظر ألهمية هذا الجهاز ودوره الكبير في حل النزاعات الدولية المتعلقة بالتجارة‬
‫الدولية سنحاول دراسة هذا الجهاز السيما فيما يتعلق بإنشائه ومهامه وذلك على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إنشاء جهاز تسوية المنازعات ومهامه‬

‫سنحاول من خالل هذا المطلب أن نحاول دراسة كيفية إنشاء جهاز تسوية المنازعات في‬
‫إطار منظمة التجارة العالمية و كذا بيان الهدف من إنشاءه والمهام الموكلة لهذا الجهاز‬
‫وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫الفرع األول إنشاء جهاز التسوية‪:‬‬

‫لقد تم إنشاء جهاز تسوية المنازعات بموجب مذكرة التفاهم لتسوية المنازعات التي قد‬
‫تثور بمناسبة تطبيق اتفاقية التجارة متعددة األطراف الملحقة باتفاق منظمة التجارة‬
‫العالمية‪ ،‬ويعد هذا الجهاز من أهم االنجازات المترتبة من جولة األوروغواي بالرغم من‬
‫أن اتفاقية الغات قد تضمنت في مادتيها ‪ 22‬و ‪ 23‬أحكاما لتسوية المنازعات التجارية بين‬
‫األطراف المتعاقدة إال انها كانت قاصرة بسبب غياب الهيئة القضائية المخولة باإلشراف‬
‫على تنفيذ هذه األحكام ‪.‬‬

‫ويتكون جهاز تسوية المنازعات من ممثلين عن جميع الدول أعضاء المنظمة الذين‬
‫يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات بغض النضر عن حجمها التجاري و بحسب المادة ‪17‬‬
‫من ذت االتفاقية فان جهاز تسوية المنازعات يقوم بتشكيل جهاز دائم لالستئناف يتكون‬
‫من من ‪ 7‬اشخاص يتم اختيار ‪ 3‬منهم لكل قضية ويعملون بالتناوب ويتم تعييينهم لمدة‬
‫‪ 4‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وهو يتألف من اشخاص مشهود لهم بالكتابة والمكانة‬
‫والخبرة في مجال القانون التجاري الدولي‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫و لضمان المصداقية في نظام تسوية المنازعات تعمل المنظمة على عدم ارتباط أعضاء‬
‫جهاز فض المنازعات وجهاز االستئاف بمؤسسات الدول التي ينتمون إليها ‪.‬‬

‫الفرع الثاني مهام جهاز التسوية‬

‫إن جهاز تسوية المنازعات مهمته الرئيسية واألساسية و التي من اجلها تم إنشاءه هي‬
‫تسوية المنازعات التجارية التي قد تثور بين الدول األعضاء األطراف في منظمة‬
‫التجارة العالمية والى جانب هذا االختصاص الحر األصيل لجهاز تسوية المنازعات فان‬
‫لهذا األخير جملة من الوظائف و االختصاصات األخرى و التي تتمثل في اعتبار جهاز‬
‫تسوية المنازعات الجهاز الوحيد الذي له سلطة إنشاء فرق تحكيم تتولى تسوية‬
‫المنازعات كما إن له سلطة البت في قبول أو رفض النتائج التي توصل إليها فريق‬
‫التحكيم‬

‫وكذا اعتماد القرارات الصادرة عن الهيئة االستئنافية ومراقبة مدى إعمال وتنفيذ هذه‬
‫القرارات أو األحكام وكذا تنفيذ القرارات العقابية في حالة عدم انصياع أحد األعضاء‬
‫‪1‬‬
‫للقرار الصادر ‪.‬‬

‫وسيتجلى لنا دور جهار تسوية المنازعات ومهامه عند دراستنا آللية تسوية المنازعات‬
‫وتنفيذ القرارات الصادرة عنه في ما بقي لنا من الدراسة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط اللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‬

‫إن اللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية لم يكن‬
‫متروكا للدول المعنية بدون ضوابط وقيود وإ نما يصح اللجوء إلى هذا الجهاز من خالل‬
‫احترام جملة من الشروط التي سنوضحها من خالل الفرعين المواليين‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص‪30‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط المتعلقة بالتزامات األطراف المتنازعة‬

‫تمثل أهم هذه الشروط في‬

‫‪ -1‬البد أن يكون النزاع بين دولتين منظمتين إلى منظمة التجارة العالمية‪ ،‬فالبد أن تكون‬
‫الدولتين مصادقتين على اتفاقية منظمة التجارة العالمية واالتفاقيات المشمولة‬

‫‪ - 2‬البد من تقاعس أحد األطراف عن الوفاء بالتزاماته في إطار أحكام االتفاقية أو‬
‫اتخاذه إلجراءات أو إجراء يتعارض مع هذه األحكام أو اتخاذه ألي موقف يترتب عليه‬
‫إبطال أو إضعاف ميزة مستحقة للطرف المذكور بشكل مباشر أو غير مباشر أو يكون‬
‫من شأنه إعاقة تحقيق أي هدف من أهداف االتفاقية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط المتعلقة بطبيعة عملية التسوية‪:‬‬

‫تذكر من أهم هذه الشروط ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 1‬يشترط أال يتم اللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة‬
‫‪1‬‬
‫العالمية إال باالتفاق بين الطرفين المتنازعين‪.‬‬

‫‪ - 2‬ال يترتب بالضرورة على كل خالف تجاري في الواقع العملي اللجوء إلى نظام‬
‫تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬فاللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات‬
‫التجارية في منظمة التجارة العالمية ال يحدث إال عندما يخفق األعضاء في حل أو تسوية‬
‫ما يثور بينهم من خالفات في إطار ثنائي‬

‫‪ - 3‬ضرورة احترام إجراءات التسوية وخطواتها حسب ما هو منصوص عليه في‬


‫القواعد المعمول بها‪.‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص‪39‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 4‬احترام الشكليات والمواعيد المنصوص عليها في االتفاقيات المنظمة لتسوية‬


‫المنازعات في منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫‪ - 5‬البد أن يدخل النزاع المعني بين الدولتين المعنيتين ضمن صالحيات واختصاصات‬
‫جهاز تسوية المنازعات بمنظمة التجارة‬

‫العالمية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬وسائل تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية‬

‫يتم تنظيم أسلوب تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية من خالل عدد من‬
‫المراحل المتصاعدة التي ال تنحصر في آليات حل المنازعة الدولية فحسب بل تمتد أيضا‬
‫إلى آليات تنفيذ التوصيات والقرارات التي توصل إليها جهاز التسوية‪ .‬وعلى هذا األساس‬
‫سوف نتناول كل من آليات حل هذه المنازعات ثم آليات تنفيذ التوصيات والقرارات‬
‫المتخدة بشأنها وذلك من خالل تقسيم هذا المبحث إلى المطلبين المواليين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬آليات حل منازعات التجارة الدولية‬

‫إن حدوث المنازعات هو أمر واقع ونتيجة حتمية لتشعب وتنوع العالقات التجارية بين‬
‫أعضاء منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وبالتالي فإن وجود آليات لتسوية وحل تلك المنازعات‬
‫هو أمر ضروري‪.‬‬

‫ونتيجة مراعاة أوضاع الدول في منظمة التجارة العالمية من جهة‪ ،‬وتنوع المنازعات‬
‫التجارية من جهة أخرى‪ ،‬فإن آليات تسوية هذه المنازعات التي وافقت عليها األطراف‬
‫المتعاقدة في إطار اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تعددت وتنوعت هي األخرى‪ ،1‬وفيما‬
‫يلي سوف تتعرض إلى هذه اآلليات من خالل الفروع الموالية‪:‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪313-311‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الفرع األول‪ :‬الوسيلة الودية ( المشاورات ) ‪:‬‬

‫تعتبر المشاورات أولى مراحل عملية تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية‪،‬‬
‫ولدراسة هذه الوسيلة ينبغي تناول العناصر الموالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أهمية المشاورات والهدف منها‪:‬‬

‫‪ -1‬أهمية المشاورات‬

‫إن مرحلة ( آلية ) التشاور تبدو مرحلة مجدية كأسلوب للتسوية‪ ،‬إذ أن اإلحصاءات تدل‬
‫على أن حوالي ‪ %20‬من طلبات التشاور أدت إلى الوصول إلى تسوية بين المتنازعين‬

‫‪ -‬كما تبدو أهمية المشاورات كذلك في أن عدد غير قليل من المنازعات يتم حسمها في‬
‫مرحلة التشاور وخاصة إذا تم إزالة سوء التفاهم حول بعض الوقائع التي تمس جوهر‬
‫النزاع‪ ،‬وحتى بالنسبة للمنازعات التي فشل األعضاء في تسويتها بطريق‪ .‬التشاور وتم‬
‫إحالتها إلى فريق التحكيم فإن المشاورات كان لها ‪ -‬رغم ذلك ‪ -‬أثر ال ينكر في تبادل‬
‫المعلومات التي تؤدي إلى قصر النزاع على األمور الخالفية الهامة والجدية وإ لى سهولة‬
‫عرض النزاع أمام فريق التحكيم مما يكون له أثر واضح وإ يجابي في اإلسراع بالتسوية ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬الهدف من المشاورات‬

‫تنص المادة ‪ 07/03‬من تفاهم تسوية المنازعات على أن الهدف من تسوية المنازعات‬
‫التجارية على مستوى منظمة التجارة العالمية هو ضمان التوصل إلى حل إيجابي للنزاع‪،‬‬
‫واألفضل هو التوصل إلى حل مقبول لطرفي النزاع ومتوافق مع االتفاقيات‬
‫‪ ,1‬خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪47‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫المشمولة‪ .‬من خالل مضمون هذا النص نستنتج أن الهدف من المشاورات كمرحلة أولى‬
‫من مراحل تسوية المنازعات بين أعضاء منظمة التجارة العالمية هو التوصل إلى تسوية‬
‫تتوافق مع التزامات األطراف في اتفاقية منظمة التجارة العالمية ‪ ،1‬ومحاولة حل النزاع‬
‫بطريقة يرتضيها الطرفان المتنازعات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عملية ( إجراءات ) المشاورات‬

‫إن عملية أو إجراءات المشاورات تتطلب منا تناول العناصر الموالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬طلب التشاور‬

‫تضمنت مذكرة التفاهم حثا للدول األعضاء على اللجوء إلى التشاور كأحد األساليب‬
‫السلمية لتسوية المنازعات‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 01/04‬من المذكرة بقولها « يؤكد‬
‫األعضاء تصميمهم على تعزيز وتحسين فعالية إجراءات التشاور التي يتم إتباعها » وذلك‬
‫‪2‬‬
‫بهدف التوصل إلى حل مرضي أو تسوية مرضية‬

‫ا ‪ -‬االستجابة لطلب التشاور ‪ ( :‬واجب التشاور )‬

‫إن التشاور وإ ن كان بمثابة حق الدولة العضو الطالبة للتشاور‪ ،‬فهو وفي ذات الوقت‬
‫واجب على الدولة الموجه إليها طلب التشاور ألن التشاور يقتضي بأن يتعهد الملتزم‬
‫بالنظر بعين العطف في أية طلبات يقدمها طرف آخر فيما يتعلق بإجراءات متخدة في‬
‫أراضي ذلك العضو بشأن تطبيق أي اتفاق مشمول وأن يوفر الفرصة الكافية للتشاور‬
‫بشأنها‪ ،‬وعادة ما يستجيب الطرف المدعو إلجراء مشاورات إلى الجلوس إلى مائدة‬
‫المفاوضات ويعقد المشاورات بنية حسنة بغية التوصل إلى اتفاق مرض ومعقول‬

‫‪1‬المرجع نفسه ‪,‬ص‪312‬‬


‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪39‬‬ ‫‪2‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫للطرفين‪ ،‬وفي هذه الحالة يكتفي أطراف النزاع بالمشاورات الثنائية الناجمة عن ذلك‬
‫‪1‬‬
‫والتي تحسم النزاع القائم بين األطراف المتنازعة حول أحد االتفاقات المغطاة بالتفاهم‬

‫وفي مجال االستجابة لطلب التشاور ( واجب التشاور) تنص المادة ‪ 02/04‬من‬ ‫‪-‬‬
‫مذكرة التفاهم بأن « يتعهد كل عضو بالنظر بعين العطف إلى أية طلبات يقدمها‬
‫طرف آخر فيما يتعلق بإجراءات متخذة في أراضي ذلك العضو بشأن تطبيق أي‬
‫اتفاق مشمول‪ ،‬وأن يوفر الفرصة الكافية للتشاور بشأنها ‪.‬‬
‫وقد قرر أحد فرق التسوية في سابقة هامة أن التشاور واجب على كل عضو من‬ ‫‪-‬‬
‫أعضاء منظمة التجارة العالمية عندما يطلب منه ذلك عضو آخر بالمنظمة‪ ،‬وذلك‬
‫في سبيل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع‪.‬‬

‫ب ‪ -‬رفض طلب التشاور‬

‫قد يتم رفض الطلب الداعي إلى إجراء المشاورات الثنائية خالل المدة المحددة ( ‪10‬‬
‫أيام ) حيث أنه إذا لم يرسل العضو ردا في خالل هذه المدة من تسلمه الطلب الخاص‬
‫بالمشاورات أو لم يدخل في المشاورات ضمن فترة ‪ 30‬يوما بعد تسلمه الطلب المعني‬
‫أصبح للعضو الذي طلب المشاورات أن ينتقل مباشرة إلى إنشاء فريق التحكيم لتسوية‬
‫النزاع‪ ،‬وفي هذا اإلطار بعد رفض البرازيل للطلب الذي قدمته الفلبين كدعوة من هذه‬
‫األخيرة لألولى إلجراء عملية التشاور في قضية تجارة جوز الهند المجفف أصدر جهاز‬
‫االستئناف تقريره في فبراير ‪ 1997‬وتم اعتماد هذا التقرير من جهاز التسوية للمنازعات‬
‫‪2‬‬
‫في مارس ‪1997‬‬

‫ج ‪ -‬االنضمام إلى التشاور‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪315‬‬ ‫‪1‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع نفسه ص ‪315‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫إمعانا في تفعيل دور المشاورات نصت المادة ‪ 11/4‬من مذكرة التفاهم على حق الدول‬
‫األعضاء في االنضمام إلى طلب التشاور المقدم من دولة عضو ما في شأن نزاع معين‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فإذا كان لدولة عضو ‪ -‬من غير األعضاء المتشاورين ‪ -‬مصلحة‬
‫تجارية جوهرية في مشاورات معقودة فعال فإنه وطبقا للمادة ‪ 01/22‬من اتفاقية الغات‬
‫‪ 1994‬أو المادة ‪ 01/22‬من االتفاق العام بشأن التجارة‪ ،‬أو األحكام المقابلة في االتفاقات‬
‫المشمولة األخرى فإنه يجوز لهذه الدولة العضو أن تخطر األعضاء المتشاورين والجهاز‬
‫( جهاز التسوية ) خالل ‪ 10‬أيام من تاريخ تعميم طلب المشاورات برغبتها في االنضمام‬
‫‪1‬‬
‫إلى المشاورات‬

‫نستنتج من ذلك أن طلب االنضمام إلى المشاورات يستوجب توافر شرطان أساسيان هما‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن يقدم طلب الدولة العضو على أساس سليم باتباع اإلجراءات الالزمة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أن يستند طلب اإلنضمام إلى المشاورات إلى وجود مصلحة جوهرية في االنضمام‪.‬‬

‫‪ -‬إذا وافق الموجه إليه هذه المشاورات على طلب الدولة العضو باالنضمام يقوم الطرفان‬
‫بإعالم جهاز التسوية بذلك‪.‬‬

‫‪ -‬وإ ذا رفضت الدولة الموجه إليها المشاورات الطلب على طلب الدولة العضو في‬
‫االنضمام فإن هذه األخيرة تصبح حرة في تقديم عقد مشاورات بموجب المادة ‪ 01/22‬من‬
‫اتفاقية الغات أو المادة ‪ 01/22‬أو ‪ 04/23‬من االتفاق العام للتجارة في الخدمات أو أي‬
‫من األحكام األخرى ذات الصلة من االتفاقيات األخرى المغطاة بالتفاهم‪.‬‬

‫جالل وفاء محمدين‪ ,‬المرجع السابق ص ‪40‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وعلى ذلك فإن الدولة الموجه إليها طلب المشاورات صالحية وسيادة كاملة في حرية‬
‫‪2‬‬
‫التصرف بقبول طلب االنضمام األطراف آخرين للمشاورات أو رفض ذلك الطلب ‪.‬‬

‫‪ - 2‬مواعيد وإ جراءات وطبيعة المشاورات‬

‫أ ‪ -‬مواعيد إجراء المشاورات‬

‫إذا قدم طلب المشاورات عمال باتفاق مشمول يجب على العضو الذي يقدم إليه الطلب ما‬
‫لم يجر اتفاق متبادل على عكس ذلك أن يجيب على الطلب في غضون ‪ 10‬أيام من تاريخ‬
‫‪2‬‬
‫تسلمه وأن يدخل في المشاورات ضمن فترة ال تزيد عن ‪ 30‬يوما بعد تسلم ذلك الطلب‬

‫‪ -‬ويؤدي عدم احترام هذه الحدود الزمنية إتاحة الحق لمقدم الطلب أن ينتقل إلى المرحلة‬
‫التالية في اإلجراءات ويطلب تشكيل فريق محكمين‪.‬‬

‫وإ ذا دخل األطراف في المشاورات وأخفقت تلك المشاورات في تحقيق تسوية‬ ‫‪-‬‬
‫للنزاع خالل مدة ‪ 60‬يوما من تسلم الطلب المعني فإنه يجوز كذلك اللجوء إلى‬
‫‪3‬‬
‫طلب إنشاء فريق تحكيم‬

‫ولعل الهدف من ضبط مواعيد إجراءات المشاورات وعدم ترك حرية إدارتها في أيدي‬
‫أطراف النزاع هو الحلول دون لجوء أحد طرفي النزاع إلى استخدام التشاور بإجراء‬
‫التسويف والمماطلة وإ ضاعة الوقت بهدف إهدار حقوق الطرف اآلخر من جهة ولضمان‬
‫توفر حسن النية في التدابير التي اتخذها العضو وألحقت بمصالح عضو آخر وضررا‬
‫‪4‬‬
‫وأخلت بااللتزامات المتفق عليها بين الطرفين‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪314‬‬ ‫‪2‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪421‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪320-219‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪223‬‬ ‫‪4‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ويجب اإلشارة إلى أن المواعيد المذكورة أعاله تسري في الحاالت العادية أما في حاالت‬
‫االستعجال فإن األمر يقتضي الدخول في المشاورات في غضون فترة زمنية ال تتجاوز‬
‫‪ 10‬أيام من تاريخ تسليم طلب التشاور( بدال من ‪ 30‬يوم في الحاالت العادية ) وااللتجاء‬
‫إلى التحكيم في حالة فشل المشاورات في غضون فترة زمنية ال تزيد عن ‪ 20‬يوما ( بدال‬
‫‪1‬‬
‫من ‪ 60‬يوما في الحاالت العادية )‬

‫ب ‪ -‬إجراءات التشاور‬

‫‪ -‬يجب على الدولة العضو طالبة التشاور أن تقوم بإخطار الجهاز والمجالس واللجان‬
‫ذات الصلة بطلبها التشاور‪ ،‬وتدرج فيه األسباب الداعية إلى طلبها بما فيها تحديد‬
‫اإلجراءات المعترض عليها مع ذكر وعرض األساس القانوني للشكوى بوصفها انتهاكا‬
‫‪2‬‬
‫لنصوص وأحكام االتفاق المشمول‬

‫والتشاور من الناحية الفعلية والعملية يتم في إحدى غرف منظمة التجارة العالمية في‬
‫جنيف بسويسرا ويستغرق على النحو المعتاد نحو ساعتين أو ثالث ساعات‪ ،‬ويتم التشاور‬
‫باللغة األنجليزية دون وجود مترجمين وبدون معاونة أي من أدوات الطباعة أو االختزال‬
‫أو غير ذلك‪ ،‬ويحضر الجلسة ممثلون عن حكومات اإلطراف في النزاع ويكون التمثيل‬
‫حسب أهمية النزاع‪ ،‬كما يحظر الجلسة ممثلون من الدول األعضاء الذي ينضمون إلى‬
‫التشاور وفيما عدا ذلك تكون جلسة المشاورات خاصة ومعلقة وال يحضرها أعضاء‬
‫‪3‬‬
‫أخرون ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬طبيعة المشاورات‪:‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 422‬خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪ 318‬عبد المطلب عبد الحميد ‪,‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع السابق ص ‪223‬‬


‫خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص ‪ 319-318‬جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪42‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص ‪ , 320‬جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص‪46-45‬‬ ‫‪3‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تمتاز طبيعة المشاورات بالسرية‪ ،‬وال تحل بحقوق أي عضو إجراءات الحقة وأن على‬
‫األعضاء خالل المشاورات أن تهتم بمشاكل والمصالح الخاصة باألعضاء من البلدان‬
‫‪1‬‬
‫النامية‬
‫كذلك تمتاز المشاورات بأنها ترتكز على األسئلة المكتوبة وعادة ما يكون الهدف‬ ‫‪-‬‬
‫من هذه األسئلة هو الحصول على حقائق او على نسخ من القوانين المتعلقة‬
‫بموضوع النزاع للدول المتشاورة أو غيرها من اللوائح أو الوثائق مع إتاحة‬
‫‪2‬‬
‫الفرصة للعضو المشكو في حقه لإلجابة حتى بالنسبة للمسائل القانونية‬
‫ثالثا‪ :‬نتائج المشاورات‪:‬‬
‫ان المشاورات التي تتم وفق اإلجراءات الموضحة أعالء تنتهي إما إلى التسوية أو‬
‫اإلخفاق‬
‫‪ - 1‬تسوية النزاع من خالل المشاورات‬
‫مما ال شك فيه أن التسوية باالتفاق المتبادل بين طرفي النزاع غالبا ما تلقى تفضيًال من‬
‫جانب األطراف المتنازعة وكذلك من جانب سكرتارية منظمة التجارة العالمية‬
‫وهنا يجب اإلشارة إلى أن التسوية بطريق االتفاق المتبادل يجب أن تتوافق مع االتفاقيات‬
‫المشمولة أو المغطاة بالتفاهم‪ ،‬ويسعى كذلك أال يلغي االتفاق التبادل أو يعطل أية مصلحة‬
‫عائدة ألي عضو من أعضاء المنظمة بموجب تلك االتفاقيات أو أن يعيق اي هدف من‬
‫‪3‬‬
‫أهداف اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ‪.‬‬
‫وعندما يتوصل األعضاء من خالل التشاور إلى حلول مرضية فإنه ينبغي عليهم القيام‬
‫باخطار الجهاز ‪ -‬جهاز التسوية ‪ -‬والمجالس واللجان ذات الصلة بهذه الحلول أو بأي‬
‫اتفاق بين الطرفين بشأن أي مسائل تطرح رسميا استنادا إلى أحكام التشاور وتسوية‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ ,421-412‬خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص‪318-317‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪47-46‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص‪323-324‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫النزعات‪ ،‬كما يمكن ألي عضو أن يثير أي أمر يتصل بها في هذه المجالس واللجان ‪1‬كما‬
‫ينبغى كذلك إخطار سكرتارية منظمة التجارة العالمية‬
‫ولعل الهدف من هذا اإلطالع هو توفير عنصر الشفافية الكاملة لكافة أعضاء منظمة‬
‫التجارة العالمية األخرى‪ ،‬لموافقة ما من لتسوية النزاع القائم بشكل يضمن تماما عدم‬
‫‪2‬‬
‫االعتداء على حقوق هؤالء األعضاء ونتيجة القيام بالتسوية عن طريق االتفاق المتبادل‬
‫‪ - 2‬إخفاق المشاورات في تحقيق تسوية للنزاع‬
‫اذا اخفقت المشاورات في تسوية النزاع خالل ‪ 60‬يوما بعد تاريخ تسلم طلب التشاور‬
‫حاز للطرف الشاكي أن بطلب إنشاء فريق التحكيم كما يجوز لهذا الخير أن يطلب تشكيل‬
‫فريق التحكيم خالل فترة ‪ 60‬يوما ( ‪ 20‬يوما في حاالت االستعجال ) إذا ما اعتبر‬
‫الطرفان في المشاورات معا أن هذه األخيرة قد أنفقت في تسوية النزاع ‪ .3‬كما يجوز ألي‬
‫طرف في النزاع طلب المساعي الحميدة والتوفيق والوساطة خالل مهلة ‪ 60‬يوما من‬
‫تقديم طلب التشاور أو اثناء الفترة التي يتم فيها اتخاذ إجراءات تكوين هيئة التحكيم‪،‬‬
‫ويجوز للمدير العام بحكم وظيفته أن يعرض مساعية الحميدة أو التوفيق اوالوساطة بين‬
‫‪4‬‬
‫طرفي النزاع دون مرور المدة المحدد للتسوية بالتشاور دون تسوية‬
‫رابعا‪ :‬حاالت المشاورات التي تشمل عضوا من أقل البلدان نموا‪:‬‬

‫بالنسبة للدول النامية نصت المادة ‪ 10/04‬من مذكرة التفاهم على أنه يبغي على األعضاء‬
‫خالل المشاورات أن تولي اهتماما خاصا للمشاكل الخاصة بهذه الدول‪ ،‬وكررت ذات‬
‫الحكم المادة ‪ 02/21‬من مذكرة التفاهم‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص‪44‬‬ ‫‪1‬‬

‫خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص‪224‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص‪421‬‬


‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪233‬‬ ‫‪4‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 1‬تمديد مواعيد المشاورات التي تكون دولة نامية طرفا فيها‪:‬‬


‫نصت المادة ‪ 10/12‬من مذكرة التفاهم أن أنه يجوز في سياق المشاورات المتعلقة‬
‫بإجراء متخذ من عضو من البلدان النامية ان يتفق الطرفان على تمديد فترة التشاور‬
‫المحددة في الفقرتين ‪ 07‬و ‪ 08‬من المادة ‪ ( 40‬أي فترة ‪ 60‬يوما )‬
‫وإ ذا لم يتمكن الطرفان من التشاور نهاية الفترة المعنية ‪ -‬التي تم االتفاق على تمديدها‬
‫‪ -‬قام رئيس جهاز تسوية المنازعات بالبت بعد التشاور مع الطرفين في تمديد الفترة أو‬
‫‪1‬‬
‫عدم تمديدها مرة أخرى‪ ،‬وفي حالة التمديد فإن المدير هو الذي يحدد هذه المدة‬
‫‪ - 2‬إخفاق المشاورات التي تكون دولة نامية طرفا فيها‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 02/24‬من مذكرة التفاهم على أنه في حالة التسوية المنازعات التي تشمل‬
‫عضوا من أقل البلدان نموا أو في الحاالت التي ال يمكن التوصل فيها إلى اتفاق أو على‬
‫حل مرضي من خالل المشاورات بعد عرض المدير العام أو رئيس جهاز المنازعات‬
‫بناء على طلب عضو من أقل البلدان نموا مساعيه الحميدة أو التحكيم أو الوساطة‪،‬‬
‫لمساعدة األطراف على تسوية النزاع قبل تشكيل فريق التحكيم‬
‫ويجوز ألي من المدير العام أو رئيس جهاز تسوية المنازعات عند تقديم هذه المساعدة‬
‫‪2‬‬
‫التشاور مع أي مصدر يعبره أحدهما مهما‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الوسائل البديلة‪:‬‬
‫و موجب هذه األخيرة تستطيع األطراف المتنازعة فيما بينها االتفاق على إتباع وسائل‬
‫بديلة بغية الوصول إلى تسوية مرضية‪ .‬للمنازعات ‪ ،‬وهذه الوسائل البديلة متعددة نجد‬
‫‪3‬‬
‫منها كل من المساعي الحميدة والتوفيق و الوساطة و التحكيم ‪.‬‬
‫خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص‪325-324‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ , 39‬خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص ‪426‬‬ ‫‪2‬‬

‫عادل عبد العزيز على السن ‪ ،‬تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬مؤتمر الجوانب‬ ‫‪3‬‬

‫القانونية و االقتصادية التفاقيات منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬دبي اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬غرفة التجارة وصناعة دبي ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ . 2004 ،‬ص ‪1583‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وما يجدر اإلشارة إليه انه و بالرغم من مضى ‪ 10‬سنوات من دخول االتفاق المؤسس‬
‫حيز النفاذ لم يتم استخدام هذه الوسائل البديلة بالشكل الكافي من جانب أعضاء منظمة‬
‫التجارة العالمية بالرغم من إمكانية قيامهم بتسوية منازعاتهم بتلك الوسائل التي تعتبر من‬
‫قبيل اإلجراءات التي يتم اتخاذها طواعية إذا وافق على ذلك أطرف النزاع وتكون سرية‬
‫‪1‬‬
‫ال تخل بحقوق أي من الطرفين ‪.‬‬
‫وسنحاول دراسة هذه الوسائل البديلة التسوية المنازعات وذلك على النحو التالي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المساعي الحميدة‪:‬‬
‫وقد عرفت على أنها وسيلة بمقتضاها يقوم شخص أو هيئة بالتوسط بين األطراف‬
‫‪2‬‬
‫المتنازعين من أجل استمرار عملية التفاوض التي يمكن أن تؤدي إلى حل النزاع ‪.‬‬
‫أو هي عبارة عن جهود مبذولة من جانب عضو ليس طرفا في النزاع بناءا على طلب‬
‫أحد األطراف المتنازعة أو جميعهم أو من‬
‫تلقاء نفسه أو من عضو آخر من الغير بهدف التأثير على األطراف المتنازعة و إقناعها‬
‫بالدخول في مفاوضات لحل النزاع دون أن يتدخل في المفاوضات أو يقدم اقتراحات لحل‬
‫‪3‬‬
‫النزاع‬
‫ثانيا ‪ :‬التوفيق‪:‬‬
‫وهو عبارة عن اتفاق بين األطراف المتنازعين على تقديم تنازالت متبادلة تؤدي إلى حل‬
‫المشكالت القائمة بينهم ‪ 4.‬او هو تدخل طرف ثالث يقوم بالتحقيق في أساس النزاع ويقدم‬
‫‪5‬‬
‫تقريرا لألطراف المتنازعة يتضمن مقترحات لحل النزاع غير انها غير ملزمة‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪423‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪49‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪329‬‬ ‫‪3‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪49‬‬ ‫‪4‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪329‬‬ ‫‪5‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫أو هو عبارة عن عملية إجرائية بموجبها يقوم أطراف النزاع باالستعانة بشخص من‬
‫الغير أو لجنة لمساعدتهم بطريقة محايدة ومستقلة وبدون فرض أي رأي أو قرار ملزم‬
‫للوصول إلى تسوية ودية للنزاع القائم ‪...‬‬
‫فالتوفيق يقوم على تدخل شخص أو جهة في نزاع قائم بين طرفين للتقريب بينهما وتسوية‬
‫النزاع الذي ثار بينهما عن طريق حل يستند إلى إرادة الطرفين بحيث ال يمكن تنفيذ هذا‬
‫‪1‬‬
‫الحل المقترح إال باتفاق وتراضي الطرفين ‪..‬‬
‫ثالث الوساطة‪:‬‬
‫وهي وسيلة يتم بمقتضاها تدخل شخص من الغير وسيط أثناء مفاوضات إنهاء‬
‫المنازعة ‪.2.‬‬
‫أو هي عبارة عن عملية تطوعية يوافق طرفا النزاع من خاللها على العمل مع شخص‬
‫محايد لحل النزاع القائم بينهما مع منح أمل السلطة للمتنازعين في قبول الوساطة أو‬
‫رفضها مع انصراف عمل الوسيط وبذل مجهوده صوب نقط الخالف و اقتراح سبل الحل‬
‫‪..‬‬
‫فالوسيط هنا يعمل على تقريب وجهات نظر المتنازعين بغية حثهما على التفاوض أو‬
‫يعمل على تقيم أسس لحل النزاع و إزالة الخالف بينهما مع مالحظة أن الحلول التي‬
‫‪3‬‬
‫يقترحها للنزاع ونصائحه و توصياته ليست لها قوة اإللزام ‪.‬‬
‫وقبل أن نتطرق إلى الحديث عن اإلجراءات التي تتم بها هذه الوسائل البديلة أي قبل أن‬
‫نتحدث عن كيفية مباشرة هذه اإلجراءات والوسائل فإننا ستحاول إبراز أهم الخصائص‬
‫التي تتميز بها هذه الوسائل السالفة الذكر و التي سنوجزها على النحو التالي ‪:‬‬

‫خالد ممدوح إبراهيم ‪ ،‬التحكيم االلكتروني في عقود التجارة الدولية ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة األولى‪.2008 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪38_37‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص‪49‬‬ ‫‪2‬‬

‫خالد ممدوح إبراهيم ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪224‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وسائل سياسية لحل النزاع ليس لها تاريخ للبدأ أو االنتهاء ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على سيادة الدولة باعتبار أن هذه األخيرة ال تم إال بموافقة الدولة ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فالدولة هي من تملك زمام األمر في الموافقة ببدئها أو االنتهاء منها‬
‫إمكانية اللجوء إليها لحل كافة المنازعات الدولية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تتم مباشرتها من قبل اشخاص هم موضع ثقة من جانب األطراف المتنازعة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إمكانية مباشرتها في سرية تامة األمر الذي من شانه أن يؤدي إلى إمكانية التوصل‬ ‫‪‬‬
‫إلى حل للنزاع ‪.‬‬
‫تساعد في الوصول إلى تسوية مرضية بعيدا عن المؤثرات التي تميز العالقات‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫السياسية بين الدول المتنازعة ‪.‬‬
‫إمكانية جمع الحل المقترح بين االعتبارات القانونية والسياسية واعتبارات العمل‬ ‫‪‬‬
‫واإلنصاف إذا ما وافقت األطراف المتنازعة على ذلك ‪.‬‬
‫عدم جعل األطراف المتنازعة حل النزاع رهنا باإلجراءات التي يتخذونها وإ نما‬ ‫‪‬‬
‫يلجئون إلى طرف ثالث لمساعدهم على حله دون أن يكون لهذا األخير القول‬
‫‪2‬‬
‫الفصل في تسوية النزاع الن األمر يتوقف على إرادتهم وموافقتهم‬
‫إجراءات مباشرة المساعي الحميدة والتوفيق و الوساطة‬
‫لقد تناولت المادة ‪ 5‬من مذكرة التفاهم بيان إجراءات مباشرة هذه الوسائل البديلة لحل‬
‫المنازعات التجارية في ظل منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وباستقرائنا هذه المادة يمكننا‬
‫التوصل إلى ما يلي ‪:‬‬
‫تتم مباشرة إجراءات المساعي الحميدة والتوفيق والوساطة في سرية‪ ،‬خاصة فيما‬ ‫‪‬‬
‫يتعلق بالمواقف المتخدة من قبل طرفي النزاع خالل هذه اإلجراءات دون اإلخالل‬
‫بحقوق أي من الطرفين‪.‬‬
‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪329‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪333-332‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫جواز طلبها وبدئها وإ نهائها في أي وقت‪ ،‬وفي حالة االنتهاء منها يجوز للطرف‬ ‫‪‬‬
‫الشاكي االنتقال لطلب إنشاء فريق تحکیم‬
‫عن مباشرة المساعي الحميدة أو التوفيق أو الوساطة خالل ‪ 60‬يوم بعد تسليم‬ ‫‪‬‬
‫طلب عقد المشاورات يجب على الطرف الشاكي منح فترة ‪ 60‬يوما بعد تاريخ‬
‫تسلم طلب عقد المشاورات قبل أن يطلب إنشاء فريق التحكيم ‪ ،‬غير انه يجوز أن‬
‫يطلب إنشاء فريق التحكيم خالل هذه الفترة إذا اعتبر الطرفان أن المساعي الحميدة‬
‫‪1‬‬
‫التوفيق الوساطة قد أخفقت في تسوية النزاع‬

‫جواز مواصلة إجراءات المساعي الحميدة التوفيق الوساطة في نفس الوقت الذي‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫تجرى فيه إجراءات فريق التحكيم إذا وافق طرفا النزاع على ذلك ‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه في ختام حديثنا عن هذه الطرق البديلة لحل نزاعات التجارة أن‬
‫المدير العام لمنظمة التجارة العالية و بحكم وظيفته يجوز له أن يعرض المساعي‬
‫الحميدة أو التوفيق أو الوساطة بهدف مساعدة األعضاء على تسوية المنازعات‬
‫رابعا ‪ :‬التحكيم‬
‫للتحكيم أهمية كبرى في مجال تسوية المنازعات التجارية بالنظر إلى زيادة التبادل‬
‫التجاري واتساع العالقات والمعامالت االقتصادية وعدم وجود قضاء دولي متخصص‬
‫في تسوية منازعات التجارة العالمية ‪ ،‬باإلضافة إلى تفضيل أطراف النزاع اللجوء إلى‬
‫التحكيم التجاري الدولي عن القضاء الوطني الذي قد ال يتالءم مع هذه المنازعات ‪.‬‬

‫ا تعريف التحكيم‬

‫‪Jahn h jackson .op.cit.p 60‬‬ ‫‪1‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪423‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫لقد أورد الفقهاء العديد من التعريفات للتحكيم فهناك من عرفه بأنه " طريق استثنائي‬
‫‪1‬‬
‫لفض الخصومات والمنازعات بصفة نهائية يقوم على االتفاق و الرضاء بين أطرافه‬
‫أو هو ‪ " :‬االتفاق الذي بمقتضاه تعهد األطراف بان يتم الفصل في المنازعات الناشئة‬
‫بينهم أو المحتمل نشوئها من خالل التحكيم وذلك إذا كانت هذه المنازعات تتعلق بمصالح‬
‫‪2‬‬
‫تجارية دولية‬
‫أو هو ‪ " :‬الطريقة التي يختارها األطراف لفض المنازعات التي تنشأ عن العقد عن‬
‫طريق طرح النزاع و البت فيه أمام شخص أو أكثر يطلق عليهم اسم المحكمين دون‬
‫‪3‬‬
‫اللجوء إلى القضاء ‪:‬‬
‫‪ - 2‬خصائص التحكيم‬
‫إن التحكيم وبوصفه وسيلة قضائية لتسوية المنازعات يتضمن حلوال ملزمة يتم التوصل‬
‫إليها من خالل جهاز متخصص يتميز بجملة من الخصائص أهمها ‪:‬‬
‫الزامية الحلول المتوصل إليها لألطراف المتنازعة التي يتوجب عليها تنفيذها ‪...‬‬ ‫‪‬‬
‫إتباع مجموعة من اإلجراءات التي من خاللها يتم مناقشة أوجه الحجج المتعارضة‬ ‫‪‬‬
‫على أسس قانونية‬

‫ممدوح طنطاوي ‪ ،‬التوفيق والتحكيم ولجان فض المنازعات ( الغرف التجارية ومراكز التوفيق والتحكيم ) ‪ ،‬منشاة المعارف ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫االسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ .2003 ،‬ص ‪21‬‬

‫حفيظة السيد الحداد ‪ ،‬االتجاهات المعاصرة بشان اتفاق التحكيم ) من حيث استقالليته وآثاره و النظام القانوني الذي يحكمه مدى‬ ‫‪2‬‬

‫تأثر قانون التحكيم المصري الجديد بها ) ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪.2001 ،‬ص ‪13‬‬

‫فوزي محمد سامي ‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة الحكام التحكيم التجاري الدولي كما جاءت في القواعد واالتفاقيات‬ ‫‪3‬‬

‫الدولية واالقليمية والعربية مع اشارة إلى أحكام التحكيم في التشريعات العربية ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،‬اإلصدار الرابع ‪ 2009 . ،‬ص ‪13‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ضمان حصول الدول المتضررة على حقوقها وتأكيد العدالة بين األطراف‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬‬
‫المتنازعة‪.‬‬
‫السرعة في اإلجراءات وقلة المصاريف مقارنة مع القضاء العادي الذي يستغرق‬ ‫‪‬‬
‫وقتا طويال ومصاريف كثيرة ‪.‬‬
‫اختيار األطراف للشخص أو األشخاص الذين يثقون فيهم ويطمئنون إلى حكمهم‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫ويرتضون قرارهم ‪..‬‬
‫أما خصائص التحكيم على صعيد العالقات التجارية الدولية فتتمثل في ‪:‬‬
‫عدم وجود قضاء متخصص بالمنازعات التي تنشا عن المعامالت التجارية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدم وجود قواعد قانونية موحدة تخضع لها المعامالت ‪ ،‬وبناءا عليه تجد هذه‬ ‫‪‬‬
‫الوسيلة قبوال لدى األطراف في التجارة الدولية لما تتميز به من سرعة في‬
‫اإلجراءات‪.‬‬
‫خضوع األطراف المتنازعة للتحكيم بموجب االتفاق الذي تم بينهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫باعتبار التحكيم نظاما خاصا لتسوية المنازعات فان األطراف هم من يمنحون‬ ‫‪‬‬
‫المحكم مهامه وصالحياته وليست الدولة ‪.‬‬
‫الزامية حكم المحكم لألطراف المتنازعة بموجب اتفاقهم على قبول التحكيم ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استقاللية اجراءات التحكيم وأحكامه عن الدولة وال تتدخل المحاكم العادية اال‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫لتنظيم اجراءاته او تنفيذه‬
‫وعليه وعلى اعتبار أن التحكيم وسيلة اتفاقية لتسوية المنازعات الخاصة بالتجارة‬
‫الدولية يعمل طرفاه على رسم قواعده و اجراءاته وكذا اطالع و إخطار جميع‬
‫األعضاء باي اتفاقات بشان اللجوء إلى التحكيم بوقت كاف قبل البدأ الفعلي في‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪335‬‬ ‫‪4‬‬

‫فوزي محمد سامي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪16‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪336‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫إجراءاته ‪ ،‬ومن ناحية أخرى ال يجوز ألي عضو في المنظمة أن يصبح طرفا في‬
‫عملية التحكيم اال بموافقة الطرفين و يتوجب على طرفي النزاع االلتزام بقرار‬
‫التحكيم وكذا ابالغ جهاز تسوية المنازعات و اللجان والمجالس المختصة باالتفاقات‬
‫المشمولة ‪1‬بقرار التحكيم حتى يستطيع أي عضو اثارة أي نقطة تتعلق بمصالحه‬
‫في تلك االتفاقات‪ .‬و عليه نجد ان واضعي اتفاقات منظمة التجارة العالمية و استنادا‬
‫الى المادة ‪ 25‬من وثيقة التفاهم المتعلقة بالتحكيم قد حاولو ايجاد صيغة حديثة و‬
‫حيوية و سريعة اليجاد تسوية شبه ودية لبعض المنازعات التي قد تحدث بين‬
‫اعضاءها اثناء تطبيق النصوص القانونية لبعض االتفاقات المشمولة‬
‫ثالثا ‪:‬انشاء فرق التسوية الخاصة‬

‫يتم إنشاء هذه األخيرة بناءا على طلب مكتوب يتضمن عرض للمشكلة و األساس‬
‫القانوني الذي بنيت عليه الشكوى يتم تقديمه لجهاز تسوية المنازعات حتى يتخذ قراره‬
‫بانشاء هذا الفريق في موعد ال يتجاوز اجتماع الجهاز الذي يلي االجتماع الذي يظهر فيه‬
‫الطلب األول كبند من بنود جدول أعمال الجهاز إال إذا قرر الجهاز في ذلك االجتماع‬
‫بتوافق االراء عدم تشكيل الفريق‬
‫و المالحظ هنا هو إمكانية نظر فريق واحد للشكاوى متعددة األطراف بغية الحد من‬
‫النفقات في التسوية واختصار الوقت و الجهد في اإلجراءات اذا كانت متعلقة بذات‬
‫التدبير بشرط عدم اإلخالل بالحقوق التي كانت أطراف النزاع ستتمتع بها لو نظرت‬
‫فرق التسوية منفصلة في شكواها‬
‫و تتكون فرق التسوية من ‪ 3‬أشخاص ما لم يتفق طرفا النزاع خالل ‪ 10‬أيام من إنشاء‬
‫فريق التسوية على أن تتكون من ‪ 5‬اشخاص و يجب إعالم أعضاء منظمة التجارة‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪339- 338‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫العالمية بتكوين فرق التسوية دون إبطاء ‪ ،‬ونشير هنا أن االتحاد األوروبي خالل‬
‫المفاوضات التجارية بالدوحة قد اقترح التحول من فرق التسوية المنشأة لغرض خاص‬
‫إلى فرق تسوية دائمة مكونة من خبراء عددهم بين ‪15‬و ‪ 24‬عضو ذوي خبرة وكفاءة‬
‫عالية غير أن بعض الدول ككندا رفضت االفراح و اقترحت تحويل القائمة االسترشادية‬
‫الحالية ألعضاء فرق التسوية الموجودة لدى سكرتارية المنظمة التجارة العالية إلى قائمة‬
‫خبراء و فرق تسوية تتكون من أفراد حكوميين أو غير حكوميين مؤهلين كأن يكونوا‬
‫أعضاء في فرق أو عرضوا قضية أمامها أو منن عملو بصفه ممثلين لعضو متعاقد في‬
‫اتفاق الغات ‪ 1947‬أو عملوا في األمانة العامة أو تدريس قانون التجارة الدولية أو‬
‫سياستها ‪ ،‬كما يتعين اختيارهم بما يكفل استقالهم وتنوع معارفهم وسعة في نطاق خبرتهم‬
‫‪.‬‬

‫ولهذا فان السكرتارية عليها عرض ترشيحاتها للفريق على طرفي النزاع الذين ال يجب‬
‫‪1‬‬
‫عليهم االعتراض عليه إال األسباب ملحة‬
‫وفي حالة عدم االتفاق على أعضائه خالل ‪ 20‬يوما من تاريخ انشائه يقوم المدير العام‬
‫بناء على طلب أي من الطرفين بالتشاور مع رئيس الجهاز و رئيس المجلس أو اللجنة‬
‫المعنية بشكيل الفريق وذلك بعد التشاور مع طرفي النزاع وبعلم رئيس الجهاز بتكوين‬
‫فريق التسوية هذه الطريقة في أجل ال يتعدى ‪ 10‬أيام بعد تسليم الرئيس الطلب‪.‬‬
‫ويتعين على األشخاص المختارين كأعضاء في تلك الفرق ممارسة مهامهم بصفتهم‬
‫الشخصية وليس كممثلين عن حكوماتهم أو أي منظمة ‪ ،‬ولتأكيد مبدأ الحياد الواجب فان‬
‫التكاليف المالية ألعضاء الفريق بما فيها نفقات السفر و اإلقامة تعطى من ميزانية منظمة‬
‫التجارة العالمية ‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪251-342‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وعليه فاختيار أعضاء التسوية يخضع لجملة من الشروط أهمها ‪:‬‬


‫اال يكون من رعايا الدولتين المتنازعتين إال إذا اتفقنا على خالف ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن ال يزيد عدد أعضاء الفريق عن ‪ 5‬أشخاص‬ ‫‪‬‬
‫أن تخضع عملية اختيار الفريق للتعاون التام بين أطراف النزاع ورئيس جهاز‬ ‫‪‬‬
‫تسوية المنازعات‬
‫االستعانة بالقوائم االسترشادية المعدة من قبل سكرتارية منظمة التجارة العالمية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويشترط في أعضاء فرق التسوية ‪:‬‬
‫الدراية بنظام تسوية المنازعات في إطار اتفاقات منظمة التجارة العالمية ‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫الدراية باالتفاقات المشمولة التي يغطيها تفاهم تسوية المنازعات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الخبرة الطويلة في التعامل مع االتفاقات التجارية المتعددة األطراف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اختصاصاته‬
‫إن لفريق تسوية المنازعات نوعين من االختصاصات ‪ :‬اختصاصات عامة وخاصة ‪.‬‬
‫االختصاصات العامة‪:‬‬
‫وتثبت له ما لم يتفق طرفا النزاع على خالف ذلك خالل ‪ 20‬يوما من تشكيله في ‪:‬‬
‫فحص النزاع للتأكد من أن موضوع الشكوى هو احد االتفاقات المشمولة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المساعدة في تقديم االقتراحات لجهار تسوية المنازعات حتى يتم تسوية النزاع‬ ‫‪‬‬
‫االختصاصات الخاصة‬
‫يتم تحديدها بمعرفة رئيس تسوية المنازعات و بالتشاور مع طرفي النزاع في غضون‬
‫‪ 20‬يوما من تشكيل فريق التسوية الخاص وهي نادرة الحدوث من الناحية العملية‬
‫الواقعية‪ ،‬ألنه غالبا ما يتفق طرفا النزاع على االختصاصات العامة لفريق التسوية ‪..‬‬
‫فوظيفة فرق التسوية هي مساعدة جهاز تسوية المنازعات من خالل تقييمها للنزاع‬
‫الموضوع عليه للتأكد من مدى انطباق االتفاقات المشمولة عليه ‪ ،‬بغية التوصل إلى نتائج‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تعمل على مساعدة الجهاز في تقديم توصياته و اقتراح الحلول ولهذا فهي ملزمة بالتشاور‬
‫مع طرفي النزاع وتوفير الفرص الكافية للتوصل إلى حل مرض للنزاع ‪..‬‬
‫ويمتاز عمل فريق التسوية بالفاعلية والتنظيم القضائي ففاعليته تظهر من خالل قدرته‬
‫على التوصل إلى حلول قانونية ملزمة لحسم النزاع بين أعضاء منظمة التجارة‬
‫العالمية ‪ ،‬يراعي من خاللها حقوق والتزامات الدول األعضاء في االتفاقات المشمولة‪..1‬‬
‫أما التنظيم القضائي فيتجلى من خالل توصل هذا األخير إلى حلول قانونية ملزمة تأخذ‬
‫شكل السوابق القضائية و التي تساهم في وضع وإ رساء مبادئ وأسس عامة يتم اللجوء‬
‫إليها من قبل أعضاء المنظمة و الباحثين والدارسين وفرق التسوية األخرى ‪.‬‬
‫وتتولى السكرتارية لمنظمة التجارة العالمية تقديم العون و المساعدة إلى فرق التسوية في‬
‫كل من الجوانب القانونية و التاريخية و اإلجرائية وكذا الدعم الكتابي و الفني ‪.‬‬
‫إن االنضمام إلى إجراءات فريق التسوية مقصور كقاعدة عامة على األعضاء في منظمة‬
‫التجارة العالمية الذين تقدموا بشكواهم أمام جهاز تسوية المنازعات ‪ ،‬كما يجوز أن ينظم‬
‫إلى الدعوى أطراف بشرط أن تكون لهم مصلحة جوهرية في النزاع ‪ .‬ولكن وإ لى جانب‬
‫األطراف الثالثة التي تنظم للدعوى الن لها مصلحة جوهرية في النزاع يوجد أيضا كل‬
‫من صديق المحكمة و المستشار الخاص إن صديق المحكمة هو ذلك الشخص أو الهيئة‬
‫الذي ليس طرفا في النزاع و الذي يتطوع لتقديم النصح إلى المحكمة في قضية ما تنظر‬
‫فيها ‪ ،‬ففريق التسوية يمكنه الحصول على معلومات من أي مصدر واستشارة الخبراء‬
‫للتعرف على أرائهم في بعض جوانب النزاع‪ ،‬ولهذا جرت العادة على االستعانة‬
‫بملخصات صديق المحكمة كلما أمكن ذلك ‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪362-353‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫أما المستشار الخاص فيقصد به وجود شخص له خبرة وكفاءة في مجال تسوية‬
‫المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية يتم تعيينه من احد أطراف النزاع لتمثيله‬
‫أمام جهاز تسوية المنازعات ‪.‬‬
‫ويخضع عمل فريق التسوية للسرية التامة سواء من حيث مقابالتهم واجتماعاتهم أو‬
‫بالنسبة للمذكرات المكتوبة المتبادلة بين أطراف النزاع وكذلك بالنسبة للمعلومات‬
‫المتصلة بالقضايا محل النزاع و التي قد ترى أطراف النزاع ضرورة إحاطتها بجو من‬
‫السرية ‪.‬‬
‫وحتى تتمكن هذه الفرق من تسوية النزاع المعروض عليها فان المادة ‪ 13‬من اتفاق‬
‫التفاهم قد أجازات لهذه الفرق الحق في طلب الحصول على المعلومات والمشاورات الفنية‬
‫من أي فرد أو هيئة يعتبرها مناسبة بغية وضع تصور لحل النزاع باإلضافة إلى حقهم في‬
‫االستعانة بأهل العلم والخبرة في كافة المجاالت للوصول إلى تسوية حقيقية وعادلة‬
‫للمنازعات ‪.. 1‬‬
‫إجراءات فريق التسوية‬
‫يجب على فريق التسوية إتباع اإلجراءات المنصوص عليها في الملحق ‪ 3‬من التفاهم إال‬
‫إذا قرر الفريق خالف ذلك بعد التشاور مع طرفي النزاع‪ ،‬كما يجب على طرفي النزاع‬
‫التحلي باألخالق النبيلة عند تسوية المنازعات بغية الوصول إلى حلول ايجابية لتسوية‬
‫المنازعات وتباشر هذه الفرق إجراءاتها بإحدى اللغات الثالث الرسمية لمنظمة التجارة‬
‫العالمية ( االنجليزية ‪ ،‬الفرنسية ‪ .‬االسبانية)‪ ،‬غير أن العادة جرت أن تتم مباشرة هذه‬
‫اإلجراءات باللغة االنجليزية ثم يتم بعدها ترجمة هذه التقارير إلى بقية اللغات األخرى‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪372- 368‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫أما بالنسبة لإلطار الزمني إلجراءات الفريق فكقاعدة عامة يجب أن ال تتجاوز مدة عمله‬
‫بداية من تاريخ االتفاق على تشكيله و اختصاصه إلى غاية صدور تقريره النهائي في‬
‫النزاع فترة ‪ 6‬أشهر بغية زيادة كفاءة اإلجراءات‪.‬‬
‫أما في حالة االستعجال كتعلق النزاع بسلع سريعة التلف فعلى الفريق إصدار تقريره‬
‫لطرفي النزاع في غضون ‪ 3‬أشهر‪ ،‬وفي حالة عدم تمكنه من إصدار التقرير في المادتين‬
‫المحددتين سابقا وجب عليه إعالم الجهاز كتابة بأسباب التأخير وتقدير المدة الالزمة‬
‫إلصدار التقرير شرط أن ال تتجاوز الفترة بين اإلنشاء لهذا الفريق وتعميم التقرير على‬
‫األعضاء ‪ 9‬أشهر في حالة عدم استئناف التقرير و ‪ 12‬شهرا في حالة استئناف التقرير‬
‫ما لم يتفق أطراف النزاع على غير ذلك ‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه هو أن هذه المدة هي مدد نهائية ال يجوز تخطيها إال ألسباب‬
‫ملحة أثناء نظر النزاع ‪ ،‬كما يجوز لفريق التسوية أن يعلق عمله في أي وقت بناءا على‬
‫طلب الطرف الشاكي لمدة ال تزيد عن ‪ 12‬شهرا وفي حالة تجاورها لهذه المدة فان سلطة‬
‫تشكيل الفريق تصبح منقضية بالتقادم ‪ ،‬وابرز مثال على ذلك النزاع بين و ‪ .‬م أ و‬
‫االتحاد األوروبي الخاص بالتدخل من اجل الديمقراطية وحقوق اإلنسان في كوبا أو ما‬
‫يعرف بقانون " هلمز ‪ -‬بورتون " الذي بموجبه تم االتفاق بين الطرفين على إيقاف نظر‬
‫النزاع أمام فريق التسوية بعد اتصاالت دبلوماسية شاقة بين الطرفين واستمر هذا التعليق‬
‫ألكثر من ‪ 12‬شهرا مما جعل سلطة إنشاء الفريق وفقا للمادة ‪ 12 / 12‬منقضية‬
‫بالقادم ‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى تجد بأنه إذا وجد فريق التسوية أن اإلجراء قيد النظر هو دعم محظور‬
‫قضى بسحب العضو المعني لهذا الدعم دون تاخیر أما فيما يتعلق بخطوات إجراءات‬
‫الفريق ‪ ،‬فان هذه األخيرة تتم بالمرور عبر مراحل عديدة أهمها ‪:‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تنظيم مقابالت الفريق بين أطراف النزاع في أسرع وقت ممكن وتوفير وقت‬ ‫‪‬‬
‫كاف يسمح لطرفي النزاع بإعداد مذكراتهما دون اإلخالل بحقوقهم ‪...‬‬
‫تبادل المذكرات المكتوبة عند اجتماعات الفريق وكذا تحديد المواعيد النهائية‬ ‫‪‬‬
‫لتقديم المذكرات المكتوبة التي يتعين على أطراف النزاع التقيد بها ‪ ،‬وبصفة عامة‬
‫فان أطراف النزاع يسلمون مذكراتهم المكتوبة األولى خالل فترة من ‪ 5‬إلى ‪9‬‬
‫أسابيع تتضمن وقائع القضية وأسانيدها القانونية ‪ ،‬وبعدها يجتمع الفريق بأطراف‬
‫النزاع خالل فترة من أسبوع إلى أسبوعين من تاريخ استالمه المذكرات ويطلب‬
‫منهم أمرين أولهما ‪ :‬أن يعرض الطرف الشاكي قضيته في البداية ‪ ،‬وثانيهما ‪ :‬أن‬
‫يعرض الطرف المشكو وجهة نظره ‪ ،‬وبعد فترة تصل ما بين أسبوعين إلى ‪3‬‬
‫أسابيع من االجتماع الرسمي األول للفريق يتم تسلم الردود المطلوبة من جانب‬
‫أطراف النزاع و التي جرت العادة أن يتم وضعها لدى السكرتارية التي تتولى‬
‫إحالتها إلى الفريق و إلى الطرف األخر أو األطراف األخرى في النزاع ‪.‬‬

‫وبعد فترة تصل ما بين أسبوعين إلى ‪ 3‬أسابيع من االجتماع الرسمي األول للفريق يتم‬
‫تسليم الردود المطلوبة من جانب أطراف النزاع و التي جرت العادة أن يتم وضعها لدى‬
‫السكرتارية التي تتولى إحالتها إلى الفريق و إلى الطرف األخر أو األطراف األخرى في‬
‫النزاع ‪.. 1‬‬
‫وبعد فترة ما بين أسبوع إلى أسبوعين من تسلم الردود من جانب أطراف النزاع يعقد‬
‫االجتماع الرسمي الثاني للفريق مع األطراف وتقديم الردود الرسمية خالل هذا االجتماع‬
‫ويمكن لفريق التسوية طلب تفسيرات لهذه الردود التي تسلمها و أن يطلب ردا على بعض‬
‫نقاط الخالف التي يريد أن يستوضحها‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪397-390‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫مسودة تقرير الفريق‪ ،‬فأعضاء فريق التسوية عند اجتماعاتهم يقومون بمناقشة‬ ‫‪‬‬
‫النزاع حتى يتوصلوا إلى الحلول الممكنة له ‪ ،‬وكتابة تقريرهم الذي يتكون من‬
‫جزأين جزء وصفي وجزء مرحلي فالجزء الوصفي من التقرير بعد أول مسودة‬
‫مكتوبة من تقرير فريق التسوية يتم إعداده خالل فترة أسبوع إلى ‪ 4‬أسابيع من‬
‫تاريخ تلقي كافة سندات القضية ويتضمن ‪ .‬هذا الجزء تعليق فريق التسوية على‬
‫كافة الدفوع والمذكرات التي تقدم بها أطراف النزاع ‪ ،‬ويتم توزيع هذا الجزء‬
‫الوصفي على طرفي النزاع لتعليق عليه كتابة خالل أسبوعين من تاريخ توزيعه‪.‬‬
‫أما التقرير المرحلي فيتم إصداره في فترة ما بين أسبوعين إلى ‪ 4‬أسابيع من تاريخ تلقي‬
‫التعليقات التي أعدها طرفي النزاع على ما تضمنه الجزء الوصفي ويتضمن هذا التقرير‬
‫المرحلي تعليقات األطراف المعنية على الجزء الوصفي إضافة إلى النتائج‬
‫المبدئية التي توصل إليها فريق التسوية وبعدها تعطى مهلة أسبوع واحد لطرفي النزاع‬
‫لتقديم تعليقاتهم كتابة على ما تضمنه هذا التقرير المرحلي حتى يقوم فريق التسوية‬
‫بمراجعة هذه التعليقات خالل أسبوعين ‪ ،‬كما يمكن له دعوة األطراف لالجتماع اذا‬
‫قضت الحاجة إلى ذلك‪.‬‬
‫مرحلة المراجعة المؤقتة ‪ :‬فبعد االنتهاء من التعليقات المخولة لألطراف إلبدائها‬ ‫‪‬‬
‫حول األجزاء الوصفية و التقرير المؤقت في اآلجال المحددة لها ولم ترد أي‬
‫تعليقات ألطراف النزاع اعتبر التقرير المؤقت تقريرا نهائيا ويعمم على األعضاء‬
‫دون بطئ‪ ،‬ويشمل هذا التقرير النهائي مناقشة الحجج المقدمة في مرحلة المراجعة‬
‫المؤقتة‪ ،‬ولهذا تعتبر مرحلة المراجعة من أهم مزايا نظام تسوية المنازعات في‬
‫إطار منظمة التجارة العالمية لما توفره من ضمانات ألطراف النزاع أثناء نظر‬
‫منازعاتهم األمر الذي يقربها من النظام القضائي أو شبه القضائي‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫مرحلة صدور وتعميم التقرير النهائي للفريق ‪ :‬فبعد مراجعة التقرير الصادر عن‬ ‫‪‬‬
‫فريق التسوية من جانب األعضاء وفي‬
‫خالل األسبوعين يتم إصدار التقرير النهائي بثالث لغات رسمية لمنظمة التجارة العالمية‬
‫الفرنسية االنجليزية األسبانية ‪ ،‬ثم بعد ذلك بحوالي ‪ 3‬أسابيع يتم تعميم التقرير النهائي‬
‫على األعضاء بغية تحقيق نوع من الشفافية في عمل فرق التسوية ‪.‬‬
‫ويشتمل هذا التقرير النهائي على جزأين جزء وصفي يحتوي على ملخص عن النزاع و‬
‫الحقائق المتعلقة به والتوصيات التي قام بطلبها طرفا النزاع واإلجراءات التي اتبعتها‬
‫األطراف و الدفوع األساسية التي تقدم لها طرفا النزاع‪ ،‬وجزء االستنتاجات‬
‫‪1‬‬
‫الذي يشمل على النتائج و الحقائق التي توصل إليها فريق التسوية ‪.‬‬

‫اعتماد تقرير الفريق أو استئنافه ‪ :‬ويتم اعتماد تقرير الفريق من قبل جهاز تسوية‬ ‫‪-‬‬
‫المنازعات في أحد اجتماعاته خالل ‪ 60‬يوما من تاريخ تعميم هذا التقرير على‬
‫األعضاء ما لم يخطر أحد األطراف الجهاز باستئنافه لهذا التقرير أو يقرر الفريق‬

‫بتوافق اآلراء عدم اعتماد التقرير ألنه في هذه الحالة ال يتم اعتماد التقرير إال بعد‬
‫استكمال االستئناف ‪...‬‬
‫وعلى أي حال فان الجهاز ال ينظر بأي حال من األحوال في اعتماد التقرير قبل مرور‬
‫‪ 20‬يوما على تعميمه على األعضاء لتوفير الوقت الكافي لألعضاء من أجل دراسته ‪...‬‬
‫وضعية البلدان النامية‪:‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪403-398‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫أتاح التفاهم للبلدان النامية اللجوء إلى المساعي الحميدة للمدير العام وإ نشاء فريق التسوية‬
‫خالل مهلة قصيرة في حالة حدوث انتهاكات من قبل عضو من الدول المتقدمة بدال من‬
‫األحكام الخاصة بالمشاورات و المساعي الحميدة والتوفيق و الوساطة‪.‬‬
‫وبناءا عليه فإذا كانت احد البلدان النامية طرفا في النزاع فانه يجوز أن يتفق الطرفان‬
‫على تمديد الفترات الزمنية الواردة بالتفاهم ‪ ،‬وإ ذا انتهت هذه الفترة دون أن يتوصال إلى‬
‫اتفاق يقوم رئيس جهاز تسوية المنازعات بعد التشاور مع طرفي النزاع بتمديد تلك الفترة‬
‫‪ ،‬وفي حالة عدم اتفاق الطرفين على التمديد يجدد رئيس الجهاز المدة الالزمة للتفاوض ‪.‬‬
‫أما في حالة كون النزاع بين عضو من البلدان النامية وعضو من البلدان المتقدمة فيحب‬
‫أن يكون أحد أعضاء الفريق على األقل من البلدان النامية إذا طلب العضو من البلدان‬
‫النامية ذلك ‪ ،‬كما يتعين توفير الوقت الكافي للعضو من البلدان النامية حتى يعد ويقدم‬
‫دفاعه كما تتيح سكرتارية المنظمة خبيرا قانونيا مؤهال من قسم التعاون الفني في منظمة‬
‫التجارة العالمية ألي عضو من البلدان النامية يطلبه و يضمن هذا الخبير االستمرار في‬
‫حياد األمانة العامة أو سكرتارية المنظمة‪.‬‬
‫كما تم تخصيص إجراءات خاصة في المادة ‪ 24‬من وثيقة التفاهم باألعضاء من الدول‬
‫األقل نموا حيث قررت أن يتم إيالء عناية و رعاية خاصة عند مباشرة أي إجراءات‬
‫تسوية نزاع يشمل عضو من أقل البلدان نموا ‪ ،‬فعندما يتبين حدوث إلغاء أو تعطيل‬
‫نتيجة لتدبير اتخذه عضو من أقل البلدان نموا يتعين على الطرف الشاكي ضبط النفس‬
‫عند طلب التعويض أو التماس الترخيص لتعليق تطبيق التنازالت ‪.‬‬
‫وكذلك في حالة عدم التمكن من التوصل إلى حل للنزاع من خالل المشاورات يعرض‬
‫المدير العام أو رئيس الجهاز بناءا على طلب من عضو من أقل البلدان نموا مساعية‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الحميدة أو التوفيق أو الوساطة لتسوية وحل النزاع وهذا قبل طلب تشكيل فريق التسوية‬
‫‪1‬‬
‫الخاص ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الوسيلة الشبه قضائية ( المراجعة بطريق االستئناف )‪:‬‬
‫إن نظام تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية استحدث في هذه‬
‫المنظمة بعد أن باتت الحاجة إلى وجوده في التسوية ضرورية‪ ،‬مع الحاجة الى ضرورة‬
‫اصباغ الصفه القضائية والقانونية على ‪ .‬هذه األخيرة‪ ،‬ويعتبر هذا النظام ( االستئناف )‬
‫من أهم النقاط اإليجابية التي انتهت إليها صياغة قواعد التسوية ‪ ،‬حيث تكمن أهمية هذه‬
‫الوسيلة أو اآللية من خالل إتاحة الفرصة لألطراف للتأكد من عدم وقوعهم في غبن من‬
‫قرارات التحكيم‬
‫ولدراسة هذه الوسيلة الهامة البد من تناول العناصر الموالية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬جهاز االستئناف‬
‫‪ - 1‬تشكيل جهاز االستئناف ( هيئة االستئناف )‪:‬‬
‫تم إنشاء جهاز االستئناف في فبراير ‪ 1995‬بواسطة جهاز لتسوية المنازعات بمقتضى‬
‫‪2‬‬
‫المادة ‪ 01/17‬من وثيقة التفاهم ‪.‬‬
‫ويراعى في تشكيل هيئة االستئناف ما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يعين جهاز تسوية المنازعات أعضاء جهاز االستئناف لفترة ‪ 04‬سنوات ويجوز‬
‫إعادة تعيين أي منهم مرة واحدة‪ .‬إال أن مدة خدمة ‪ 03‬من األعضاء السبعة الذين يعينون‬
‫فور نفاذ اتفاقية منظمة التجارة العالمية تنتهي بمرور عامين على تعيينهم ويختار هؤالء‬
‫بالقرعة‪.‬‬
‫‪ 2‬في حالة حدوث شغور في المنصب يمأل هذا الشغور من قبل شخص معين لهذا‬
‫الغرض بدال من شخص لم تنته مدة منصبه‬
‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪412-409‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ,‬ص ‪416‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪1‬‬
‫قبل شغوره‪ ،‬ويكون مدة التعيين في هذه الحالة األخيرة هي المدة المتبقية من والية سلفه‬
‫‪ -3‬تخصيص ‪ 03‬من القضاة السبعة المعينين لكل قضية من القضايا‪ ،‬ويعمل أعضاء‬
‫‪2‬‬
‫هيئة االستئناف بالتناوب طبقا لما تحدده إجراءات العمل بهذه الهيئة "‬
‫‪ 4‬يشترط في أعضاء جهاز االستئناف ما يلي‪:‬‬
‫تطلب الخبرة الراسخة والمكانة الرفيعة في مجال القانون والتجارة الدولية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحتى اآلن فإن معظم أعضاء جهاز تسوية‬
‫المنازعات يختارون من الفئات التالية‪:‬‬
‫أساتذة الجامعات‬ ‫‪‬‬
‫المحامين‬ ‫‪‬‬
‫القضاة‬ ‫‪‬‬
‫أعضاء حكوميين سابقين بارزين في مجال القانون والتجارة الدولية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب أن تعكس عضوية جهاز االستئناف إلى حد كبير عضوية منظمة التجارة العالمية‬
‫في سعة تمثيلها يجب في جميع األحوال أن يتم تمثيل البلدان النامية في تشكيل الجهاز‬
‫بحد ادني من ‪ 03‬أعضاء على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون أعضاء الجهاز جاهزين للعمل في كل وقت )هؤالء األعضاء ال‬
‫يقيمون في جنيف بصفة دائمة لكنهم يتنقلون من بلدانهم إلى مقر المنظمة إذا وجه إليهم‬
‫إخطار مستعجل لكنهم أصبحوا في الفترة األخيرة يقيمون بجنيف باستمرار نتيجة لكثرة‬
‫المنازعات والتقارير التي يتم استئنافها والتي أصبحت تشغل معظم وقتهم‪) .‬‬
‫يجب توافر الحيدة واالستقالل في أعضاء الجهاز‪ 3‬إذ يتم تعيينهم بصفة شخصية تستوجب‬
‫انقطاع صالتهم بالوطن األم ‪ .‬كلية‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪432‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪70‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪421-418‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪1‬‬
‫واالستقالة من المناصب التي كانوا يشغلونها فور التعيين‬
‫يجب على هؤالء األعضاء أال يشاركو في نظر اي منازعة يمكن أن تخلق تضاربا‬
‫‪2‬‬
‫مباشرا أو غير مباشر في المصالح‬
‫‪ - 2‬تنظيم جهاز االستئناف‬
‫يحكم جهاز االستئناف مجموعة من القواعد التي نوضحها من خالل اآلتي‪:‬‬
‫أ تقسيمات جهاز االستئناف ( دوائر جهاز االستئناف ) ‪:‬‬
‫‪ - 1‬سبق وذكرنا أن جهاز االستئناف يتكون من ‪ 07‬أعضاء يخصص ‪ 03‬منهم لكل‬
‫قضية من القضايا‪ ،‬بحيث يعملون كمجوعة واحدة أو دائرة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬يستمع ويقرر كل ‪ 03‬أعضاء ( كل دائرة ) إلى االستئناف المقدم أمامهم‪.‬‬
‫‪ - 2‬تنتخب كل دائرة من الدوائر االستئنافية رئيسا يقوم بـ ‪:‬‬
‫التنسيق في إدارة جميع إجراءات االستئناف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المشاركة في االستماع إلى الحجج أو المرافعة الشفوية والمقابالت الخاصة‬ ‫‪‬‬
‫باالستئناف‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة عدم قدرة الرئيس على القيام بمهامه يقوم العضوان المتبقيان باختيار‬ ‫‪‬‬
‫أحدهما ليقوم بتلك المهمة‪.‬‬
‫‪ - 3‬تتخذ القرارات داخل الدائرة االستئنافية بمعرفة أعضائها فيما يخص اتخاذ‬
‫القرارات داخل الجهاز بخصوص النزاع المعروض‬
‫على أحد الدوائر االستئنافية‪ ،‬أما فيما يخص القرارات التنظيمية فيختص بها جهاز‬
‫االستئناف ككل‪.‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪228‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪,‬المرجع السابق ص ‪71‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 4‬يتم اتخاذ القرارات داخل الدائرة االستئنافية بتوافق اآلراء بين أعضاء الدائرة وفي‬
‫‪3‬‬
‫حالة عدم التوصل إلى هذا التوافق يتم اتخاذ القرارات باألغلبية دون ذكر األسماء‬
‫ب ‪ -‬رئيس جهاز االستئناف ‪:‬‬
‫‪ -‬ينتخب أعضاء جهاز االستئناف من بينهم رئيسا لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد‪.‬‬
‫‪ -‬يصبح الرئيس مسؤوال عن توجيه وإ دارة جهاز االستئناف بشكل عام من خالل مراقبة‬
‫الجهاز وإ شرافه على القيام بمهامه بوظائف أخرى كلفه بها األعضاء داخل الجهاز‪.‬‬
‫‪ -‬في حالة شغور منصب الرئيس شغورا دائما ينتخب باقي األعضاء عضوا جديدا من‬
‫بينهم ليصبح رئيسا لجهاز االستئناف‪.‬‬
‫‪ -‬وفي حالة الشغور المؤقت يختار األعضاء عضوا منهم ليقوم بمهام الرئيس لحين‬
‫زوال الشغور المؤقت ( ويمارس هذا العضو‬
‫‪2‬‬
‫مهام الرئيس خالل فترة رئاسته المقررة فقط (‬
‫ج ‪ -‬سكرتارية جهاز االستئناف‬
‫إن سكرتارية جهاز االستئناف هي سكرتارية منفصلة ومستقلة في أداء عملها عن‬
‫سكرتارية منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وتكون من رئيس وعدد من األعضاء ( معظمهم‬
‫قانونيون ( مهمتها توفير لجهاز االستئناف ما يحتاج إليه من‪:‬‬
‫‪ -‬الدعم اإلداري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬الدعم القانوني‬
‫ثانيا‪ :‬نطاق المراجعة من خالل االستئناف‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪424-422‬‬ ‫‪3‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪425‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪426‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫يتحدد هذا النطاق في معرفة مالك سلطة االستئناف من جهة‪ ،‬وموضوعات االستئناف من‬
‫جهة أخرى‪ ،‬وحدود سلطة جهاز االستئناف من جهة ثالثة‪ ،‬وذلك عند قيام الجهاز بمهامه‬
‫بمقتضى اتفاقية التفاهم‪ ،‬وفيما يلي سوف توضح هذا النطاق‬
‫‪ - 1‬أصحاب الحق في ممارسة االستئناف‬
‫‪ -‬ال يجوز ألطراف بخالف أطراف النزاع ممارسة الحق في استئناف قرارات هيئة‬
‫‪1‬‬
‫المحكمين‪ ،‬حيث يقتصر هذا الحق على أطراف النزاع في كل حالة‬
‫‪ -‬أما األعضاء الغير أطراف في النزاع ( الغير ) والذين اخطروا جهاز تسوية‬
‫المنازعات من مذكرة التفاهم فال يكون لهم إال تقديم مذكرات كتابية إلى هيئة االستئناف‬
‫‪2‬‬
‫أو أن يمنحوا فرصة التحدث أمامها‬
‫ومن هنا نالحظ أن تفاهم تسوية المنازعات لم يغلق الباب أمام األطراف الثالثة كلية في‬
‫مرحلة االستئناف بل سمح لهم بتقديم‬
‫مذكرات مكتوبة والتحدث أمام جهاز االستئناف لعرض موقفهم‪ ،‬وذلك بغية عدم إهدار‬
‫حق األطراف الثالثة كلية في التعليق‬
‫‪3‬‬
‫على تقارير فريق التسوية والتحدث أمام الجهاز من ناحية ثانية‬

‫‪ - 2‬موضوعات جهاز االستئناف‬


‫لدراسة موضوعات االستئناف يجب دراسة كل من‪:‬‬
‫أ ‪ -‬االقتصار على المسائل القانونية دون الموضوعية‬
‫يالحظ أن دور جهاز االستئناف يقتصر فقط على النظر في الجوانب القانونية الواردة في‬
‫تقرير فريق المحكمين والتفسيرات القانونية التي توصل إليها وليس النواحي الموضوعية‬

‫عبد الحميد عبد المطلب المرجع السابق ص ‪228‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪81‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪428‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫للتقرير‪ .‬بمعنى تأكيد توافق توصيات وقرارات فريق التحكيم مع األحكام القانونية الواردة‬
‫في مذكرة التفاهم ذات الصلة والتفسير السليم والصحيح لهذه األحكام‪ ،‬وهو ما يمكن‬
‫وصفه بقيام الجهاز بقبول أو رفض تقرير المحكمين من الناحيتين الشكلية والقانونية فقط‬
‫‪1‬‬
‫دون التطرق للنواحي الموضوعية‬
‫وقد تأكد هذا المبدأ عمليا في الكثير من تقارير جهاز االستئناف حيث أن األمور الواقعية‬
‫‪2‬‬
‫ال يتعرض لها جهاز االستئناف ‪..‬‬
‫ب ‪ -‬االقتصار على المسائل القانونية دون تقديم األدلة‪:‬‬
‫كثيرا ما يستأنف طرفا النزاع النتائج التي توصل إليها فريق التسوية على أساس إما فشل‬
‫الفريق في دراسة األدلة المقدمة إليه وعدم األخذ بها‪ ،‬وإ ما أن الفريق نفسه قد أخطأ في‬
‫تقييم الدليل المقدم إليه بواسطة طرفي النزاع ومما ال شك فيه أن جهاز االستئناف ال‬
‫يتعرض لتلك الحاالت بوصفه مختصا بالمسائل القانونية‪ ،‬أما مسألة تقييم األدلة فهي من‬
‫اختصاص فريق التسوية‪ .‬وفي الحقيقة أنه في العديد من تقارير االستئناف تأكد هذا‬
‫المعنى‪ ،‬حيث أن هذا الجهاز ال يستطيع أن يتدخل في تقدير قيمة األدلة التي سبق وأن قام‬
‫بتقديرها وتقييمها فريق التسوية ألنه لو تدخل قد يصل إلى نتائج مختلفة عن تلك التي‬
‫توصل إليها الفريق‪.‬‬
‫‪ -‬لكن يبقى للجهاز أن يتدخل في تقدير قيمة األدلة في حالة اقتناعه بأن فريق التسوية‬
‫المكلف بنظر النزاع قد تجاوز حرية‬
‫تصرفه المقيدة بنصوص االتفاقات المشمولة عندما فحص الوقائع المادية وقام بتقييم‬
‫‪3‬‬
‫األدلة‬
‫ثالثا‪ :‬إجراءات االستئناف‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص‬ ‫‪1‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪229-228‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪431-430‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 1‬اإلطار الزمني إلجراءات االستئناف‬


‫ضمانا لفعالية إجراءات االستئناف وضعت مذكرة التفاهم حد أقصى للمدة التي ال يجوز‬
‫أن تتجاوزها فترة االستئناف وهي ‪ 60‬يوما كقاعدة عامة تبدأ من تاريخ تقديم أحد أطراف‬
‫النزاع اإلخطار بقراره االستئناف وحتى التاريخ الذي تعمم فيه هيئة االستئناف تقريرها‪.‬‬
‫وإ ذا قرر جهاز االستئناف أنه قد ال يتمكن من تقديم تقريره في الوقت المحدد كان عليه‬
‫إعالم جهاز التسوية كتابة باألسباب التي دعت إلى التأخير مع تقدير الفترة اإلضافية‬
‫المطلوبة لتقديم التقرير‪ ،‬ولكن يتعين أال يزيد إجمالي المدة عن ‪ 90‬يوما وذلك‬
‫‪1‬‬
‫في جميع األحوال‬
‫ومن الناحية العملية نجد أن هذا اإلطار الزمني العام يتم تنفيذه من جانب جهاز االستئناف‬
‫بكل دقة وفعالية‪ ،‬إال انه في حاالت‬
‫قليلة نجد أن هناك بعض الظروف االستثنائية التي تجعل الجهاز ال يلتزم بتلك الفترة‬
‫ويصدر تقريره باالتفاق مع طرفي النزاع‬
‫خالل مدة تزيد عن ‪ 90‬يوما‪.‬‬
‫‪ -‬هذا وقد وضع تفاهم تسوية المنازعات من خالل إجراءات العمل التي وضعها جهاز‬
‫االستئناف جدول زمني دقيق يوضح‬
‫الخطوات اإلجرائية التي تمر بها عملية االستئناف وذلك وفق ما سنوضحه فيما يلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقديم االستئناف‪.‬‬
‫‪ - 2‬تقديم مذكرات المستأنفين ( ‪ 10‬أيام من تقديم االستئناف )‪.‬‬
‫‪ - 3‬تقديم مذكرات االستئناف األخرى خالل ‪ 15‬يوم من تاريخ التقدم باالستئناف‪.‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪72-71‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 4‬تقديم مذكرات المستأنف ضدهم ومذكرات األطراف الثالثة المشاركة خالل ‪ 25‬يوما‬
‫‪1‬‬
‫من التقدم باالستئناف‪.‬‬
‫‪ - 5‬االستماع إلى المرافعة الشفوية ( الحجج الشفوية ) من خالل جهاز االستئناف خالل‬
‫‪ 30‬يوم من تاريخ التقدم‬
‫باالستئناف‪.‬‬
‫‪ - 6‬تعميم تقرير جهاز االستئناف خالل ‪ 90‬يوم من تاريخ التقدم باالستئناف‪.‬‬
‫‪ - 7‬اعتماد تقرير جهاز االستئناف من جهاز تسوية المنازعات خالل ‪ 90‬إلى ‪ 120‬يوم‬
‫من التقدم باالستئناف‬
‫‪ - 2‬طبيعة إجراءات االستئناف‬
‫‪ -‬تتميز إجراءات عمل جهاز االستئناف بالسرية وتقدم تقاريرها في ضوء المعلومات‬
‫والبيانات المقدمة ودون حضور األطراف‪ .‬غير أن المذكرات المكتوبة المقدمة إلى هيئة‬
‫االستئناف وإ ن كانت تعامل بسرية لغير أطراف النزاع إال أنها يجب أن تتاح لطرفي‬
‫النزاع فرصة اإلطالع عليها وينبغي على األعضاء أن تعامل على سبيل السرية بالنسبة‬
‫للمعلومات التي يقدمها عضو آخر إلى هيئة االستئناف ويرى هذا العضو بأنها سرية‪.‬‬
‫‪ -‬وعلى أي طرف من أطراف النزاع أن يقدم بناءا على طلب عضو ملخصا غير سري‬
‫‪2‬‬
‫للمعلومات الواردة في دفاعه المكتوب والتي ال يمكن كشفها للجمهور‬
‫وال يوجد في تفاهم التسوية للمنازعات ما يمنع طرفا من اطراف النزاع من كشف‬
‫مواقفه للجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز إجراءات االستئناف كذلك بالتنوع بين تقديم المذكرات الكتابية واالستماع إلى‬
‫المرافعات الشفوية‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪138-134‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪465-444‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫كما تتميز بوضع تقارير جهاز االستئناف دون حضور أطراف النزاع وذلك في ضوء‬
‫المعلومات والبيانات المقدمة‪.‬‬
‫‪ - 3‬سير عملية االستئناف ‪:‬‬
‫يمكن تلخيص الخطوات اإلجرائية لسير عملية االستئناف ضمن النقاط الموالية‪:‬‬
‫‪ - 1‬يبدأ االستئناف بإخطار كتابي يوجهه المستأنف إلى جهاز تسوية المنازعات مع تقديم‬
‫المالحظات االستئنافية إلى سكرتارية االستئناف‪ ،‬ويجب أن تتضمن هذه المالحظات‪:‬‬
‫عنوان تقرير فريق التسوية الذي تم استئنافه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أسماء أطراف النزاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عنوان المراسالت وأرقام الهواتف الخاصة بأطراف النزاع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بيان مختصر بطبيعة االستئناف واإلدعاءات القانونية ‪....‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ - 2‬ترسل سكرتارية المنظمة محضر الفريق أو تقريره الشامل الذي خلص فيه إلى‬
‫توصيات معينة إلى سكرتارية جهاز االستئناف‬
‫‪ - 3 .‬يتم اختيار أعضاء الدائرة االستئنافية لنظر النزاع وهم ‪ 03‬قضاة من أصل ‪07‬‬
‫قضاة المكونين لجهاز االستئناف تم تنتخب هذه الدائرة رئيسا لها‪.‬‬
‫‪ - 4‬يقوم هؤالء األعضاء بإعداد جدول عمل مناسب إلجراءات االستئناف‪ ،‬ويجب‬
‫إخطار أطراف النزاع بهذا الجدول‪.‬‬
‫‪ -5‬يمكن أن ينسحب المستأنفون من االستئناف في أي وقت أثناء نظر االستئناف وذلك‬
‫عن طريق إخطار جهاز االستئناف الذي يخطر جهاز تسوية المنازعات‪.‬‬
‫‪ - 6‬يقوم المستأنفون والمستأنف ضدهم وكذلك األطراف الثالثة المشاركون في‬
‫االستئناف بتقديم مذكراتهم كتابة‪ ،‬ومذكرات أخرى إضافية يقدمها هؤالء األطراف بعد‬
‫موافقة جهاز االستئناف عليها‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ 7-‬يقوم أعضاء جهاز االستئناف خالل هذه المرحلة باالستماع للمرافعة الشفوية التي‬
‫تقدم إليهم من جانب أطراف النزاع واألطراف الثالثة المشاركة في النزاع‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫تمثل هذه األطراف أمام جهاز االستئناف عن طريق مستشار قانوني خاص‪.‬‬
‫‪ -8‬في المرحلة األخيرة من مراحل اإلجراءات داخل جهاز االستئناف يتم إجراء بعض‬
‫المشاورات بين أعضاء الجهاز منع ضرورة حظر أي اتصال بأي عضو من هؤالء‬
‫األعضاء بصفة مستقلة‪ ،‬ويتم في هذه المشاورات تبادل وجهات النظر في النزاع وتنتهي‬
‫بكتابة التقرير النهائي وتوقيعه من جانب أعضاء الدائرة االستئنافية‬
‫‪ - 09‬تجري ترجمة القرار المكتوب في الغالب باللغة اإلنجليزية إلى اإلسبانية‬
‫والفرنسية‪ ،‬ثم يتم تعميمه على أعضاء منظمة‬
‫التجارة العالمية خالل ‪ 90‬يوم من تقديم االستئناف ( ‪ 20‬يوم في حالة التمديد )‬
‫‪1‬‬
‫‪10 -‬يتم اعتماد التقرير النهائي كإجراء أخير من طرف جهاز التسوية المنازعات‬
‫رابعا‪ :‬توصيات جهاز االستئناف‬
‫ال يملك جهاز االستئناف في توصياته أن يضيف إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص‬
‫عليها في االتفاقيات أو ينقص منها وإ نم‬
‫‪2‬‬
‫يصدر توصياته بسحب أو تعديل التدابير وفقا ألحكام هذه االتفاقيات‬
‫وفيما يلى سنوضح هذه التوصيات‪:‬‬
‫اقرار او تعديل او نقض النتائج و االستنتاجات‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ : 1‬االقرار ‪:‬يتم اقرار ما توصل اليه فريق التسوية اذا وافق جهاز االستئناف على ما‬
‫‪3‬‬
‫توصل اليه هذا الفريق‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪47‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪228‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪431‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ 2‬التعديل ‪ :‬يتم التعديل اذا رأت هيئة االستئناف ان هناك اجراء يتعارض مع احد‬
‫االتفاقيات المشمولة اذ توصي في هذه الحالة بان العضو المعني عليه تعديل هذا ااالجراء‬
‫بما يتوافق مع االتفاق الحالي و يمكن ان يقترح الى جانب ذلك السبل التي يستطيع من‬
‫‪1‬‬
‫خاللها العضو المعني تنفيذ تلك التوصيات‬
‫‪ - 3‬النقض يتحقق النقض إذا لم يوافق جهاز االستئناف على االستنتاجات وبالتالي‬
‫‪2‬‬
‫األسباب التي أدت إلى تقرير الفريق‬
‫‪ - 2‬غياب سلطة إعادة النظر إلى فريق التسوية‪:‬‬
‫على خالف الكثير من المحاكم االستئنافية في األنظمة الداخلية التي تعيد النزاع في بعض‬
‫األحيان إلى الجهة القضائية األولى التي قامت بنظره ( محكمة أول درجة ) فإنه ووفقا‬
‫لنص المادة ‪ 13/18‬من وثيقة التفاهم فإن جهاز االستئناف ينحصر دوره في أمور ثالثة‬
‫هي اإلقرار أو التعديل أو النقض الستنتاجات فريق التسوية وال يملك بالتالي سلطة إعادة‬
‫‪3‬‬
‫النزاع لهذا األخير‬
‫‪ - 3‬عدم إمكانية اإلضافة إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص عليها في االتفاقيات‬
‫المشمولة‬
‫ذكران األمور التي تنحصر فيها سلطة جهاز االستئناف‪ ،‬والتي تنحصر في األمور الثالثة‬
‫السابقة (إقرار ‪ -‬تعديل نقض) قرارات فريق التسوية‪ ،‬وعلى ذلك ال يملك هذا الجهاز في‬
‫استنتاجاته وتوصياته أن يضيف إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص عليها في االتفاقات‬
‫‪4‬‬
‫المشمولة وال أن ينقص منها وذلك عمال بأحكام المادة ‪. 02/03‬‬
‫‪ - 4‬استكمال الجهاز عملية التحليل القانوني للنزاع‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪73‬‬ ‫‪1‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪432‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪432‬‬ ‫‪3‬‬

‫سمير محمد عبد العزيز ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪434‬‬ ‫‪4‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫قد يحدث أن يتقدم المستأنف إلى فريق التسوية بطلب يتضمن وجود الكثير من االنتهاكات‬
‫التي يتعرض لها بمقتضى نصوص اتفاقيات منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وهذا يجعل الجهاز‬
‫في مهمة دراسة النصوص القانونية الواردة باالتفاقيات المشمولة ومحاولة إجراء تقييم‬
‫قانوني للوقائع ومدى تطابق تلك االتفاقيات معها‪ ،‬وقد يتم نقض قرارات التسوية على‬
‫أساس االنتهاكات الواردة في طلبات األطراف فالجهاز هنا إما يترك النزاع دون حل أو‬
‫‪1‬‬
‫يستكمل التحليل القانوني‬
‫خامسا‪ :‬حاالت االستئناف التي تشمل عضوا من أقل البلدان نموا‬
‫لقد منح جهاز االستئناف بعض القواعد الخاصة والمعاملة التفضيلية للبلدان النامية التي‬
‫تلجأ إليه‪ ،‬وذلك على النحو الموالي‪:‬‬
‫‪ - 1‬استخدام البلدان النامية لعملية المراجعة من خالل االستئناف‬

‫منذ إنشاء هذا الجهاز لجأت إليه الكثير من البلدان النامية من أجل تسوية منازعاتها‬
‫التجارية سواء كانت تلك المنازعات بين‬
‫دول نامية فيما بينها أو بينها وبين دول متقدمة‪ ،‬وسواء كانت أطراف في النزاع أو‬
‫أطرافا ثالثة‪.‬‬
‫‪ - 2‬القواعد الخاصة باألعضاء من البلدان النامية‬
‫هناك الكثير من النصوص القانونية الواردة في تفاهم التسوية للمنازعات على مستوى‬
‫منظمة التجارة العالمية تعطي معاملة تفضيلية ومرونة أكثر للبلدان النامية من حيث‬
‫تطبيق االتفاقيات المشمولة عليها‪ ،‬وفي إطار إجراءات العمل الخاصة بجهاز االستئناف‪،‬‬
‫وأهمها‪:‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪433‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ -‬إمكانية الخروج على االلتزام الصارم بالمواعيد اإلجرائية أمام جهاز االستئناف لما‬
‫يتطلب األمر تمديد الفترة الالزمة لتقديم المذكرات أو السماح بإجراء مرافعات شفوية‬
‫( المادة ‪ ) 16‬وذلك بعد أن يبرهن هذا الطرف األقل نموا على حاجته لمثل هذا اإلجراء‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مراعاة مشكالت واحتياجات البلدان النامية‬
‫سادسا‪ :‬اعتماد توصيات جهاز االستئناف‬
‫يقوم جهاز تسوية المنازعات باعتماد تقارير جهاز االستئناف والتي يتعين أن يقدمها‬
‫أطراف النزاع ما لم يقرر هذا الجهاز بتوافق اآلراء عدم اعتماد تقرير ما لهيئة‬
‫االستئناف‪ ،‬وذلك في خالل ‪ 30‬يوما بعد تقديمه على األعضاء وال تخل إجراءات‬
‫‪2‬‬
‫االعتماد بحق األعضاء في التعبير عن آرائها حول أي تقرير لهيئة االستئناف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬آليات تنفيذ التوصيات والقرارات‬
‫بعد صدور قرار جهاز تسوية المنازعات يتعين االمتثال لتوصياته وقراراته دون إبطاء‬
‫وعليه يتعين على العضو المعني إبالغ جهاز تسوية المنازعات خالل االجتماع الذي يعقد‬
‫خالل ‪ 30‬يوما من تاريخ اعتماد تقرير جهاز االستئناف بنواياه حول كيفية تنفيذ توصيات‬
‫وقرارات جهاز تسوية المنازعات ولدراسة كيفية تنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن‬
‫جهاز تسوية المنازعات سنوزع دراستنا على النحو التالي ‪:‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تنفيذ التوصيات و القرارات‬
‫ويتم هذا عن طريق االمتثال الفوري لألطراف المتنازعة للقرارات الصادرة عن جهاز‬
‫تسوية المنازعات الذي يهدف دوما إلى التوصل إلى تسوية مقبولة للنزاع ‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم التمكن من التوصل إليها فانه يهدف إلى ضمان سحب اإلجراءات المعنية إذا ثبت‬
‫تعارضها مع االتفاقات المشمولة ‪ ،‬وفي حالة تعذر القيام بذلك يتم التعويض أو تعليق‬
‫التنازالت أو غيرها من االلتزامات و لضمان التنفيذ الفوري فانه يجب على العضو إبالغ‬
‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪460-459‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪73‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫جهاز تسوية المنازعات في االجتماع الذي يعقده في غضون ‪ 30‬يوما بعد تاريخ اعتماد‬
‫تقرير الفريق أو جهاز االستئناف بنواياه فيما يتصل بتنفيذ توصيات وقرارات الجهاز ‪.‬‬
‫كما تتاح له فترة زمنية معقولة للتنفيذ التي قد تكون إما ‪:‬‬
‫الفترة التي يقترحها العضو بشرط موافقة جهاز تسوية المنازعات ‪ ،‬و لكن عمليا‬ ‫‪‬‬
‫نجد دائما أن جهاز تسوية المنازعات يقوم باالعتراض عليها ‪.‬‬
‫أو الفترة التي يتفق عليها أطراف النزاع خالل ‪ 45‬يوما بعد اعتماد التوصيات أو‬ ‫‪‬‬
‫القرارات ‪ ،‬وهذا أمر تحبذه أطراف النزاع ‪ .‬أو الفترة التي يتم تحديدها بواسطة‬
‫التحكيم الملزم خالل ‪ 90‬يوما من تاريخ اعتماد التوصيات و القرارات ‪ ،‬بشرط‬
‫أن ال‬
‫‪1‬‬
‫تتجاوز الفترة الزمنية ‪ 15‬شهرا من تاريخ اعتماد تقرير الفريق أو جهاز االستئناف ‪..‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه هو أن تعيين المحكم يتم خالل ‪ 10‬أيام بعد إحالة األمر إلى‬
‫التحكيم ‪ ،‬وبعدها يقوم المدير العام بتعين المحكم خالل ‪ 10‬أيام بعد التشاور مع‬
‫األطراف‪ ،‬و بالرغم من أن مهمة المحكم األساسية هنا هي تحديد الفترة الزمنية المعقولة‬
‫للتنفيذ غير انه يجوز بناءا على طلب طرفي النزاع أن يقوم هذا المحكم باقتراح بعض‬
‫السبل التي من شانها أن توصل إلى تسوية مرضية للنزاع ‪ ،‬ولكن هذه الحلول تبقى غير‬
‫ملزمة لطرفي النزاع ‪.‬‬
‫والمالحظ هو أن تحديد الفترة الزمنية للتنفيذ تتحكم فيها عدة عوامل أهمها ‪:‬‬
‫أن تكون هذه الفترة اقل فترة ممكنة وفقا للنظام القانوني لألعضاء ‪ :‬أي يجب أن‬ ‫‪‬‬
‫تراعى اإلجراءات الداخلية الخاصة بالعضو عند تحديد الفترة الزمنية للتنفيذ وفي‬
‫نفس الوقت احترام نصوص اتفاقات منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬وبناءا على هذا قد‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪ ,462‬جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪75‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫رفض المحكم في قضية ‪ EC - HORMONES‬طلب االتحاد األوروبي بمنحه‬


‫‪ 39‬شهرا للتنفيذ واعتبر هذه المدة طويلة جدا‬
‫وقد يترتب في بعض األحيان على تنفيذ العضو القرارات جهاز تسوية المنازعات تعديله‬
‫لقوانينه و تشريعاته الداخلية وهذا األمر‬
‫يتم وفقا إلجراءات عادية و ليست استثنائية‬
‫تجاهل العوامل األخرى غير القانونية ‪ :‬لقد أكدت العديد من قرارات و أحكام‬ ‫‪‬‬
‫المحكمين على أن تحديد الفترة الزمنية‬
‫لتنفيذ قرارات جهاز تسوية المنازعات و التي ال تتجاوز ‪ 15‬شهرا من تاريخ اعتماد‬
‫تقرير الفريق أو جهاز االستئناف تعتمد على اعتبارات قانونية فقط أما الظروف األخرى‬
‫كالسياسية فال يتم األخذ بها من قبل المحكم لتحديد هذه الفترة وهذا ما تم عندما طالبت‬
‫كندا منحها ‪ CANADA - PHARMACEUTICAL PATENTS‬تأكيده في قضية ‪11‬‬
‫شهرا حتى تتوافق إجراءاتها مع اتفاقات منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬وذلك من خالل قيامها‬
‫بسحب التعديالت التي أقرتها على منح براءات االختراع للمنتجات الكيميائية الصيدالنية‬
‫الخاصة بالتصنيع والتخزين لهذه المنتجات باعتبارها من المسائل السياسية شديدة الحرج‬
‫تتطلب مشاورات مع حاملي األسهم في الشركات الكيميائية الصيدالنية األمر الذي‬
‫يعرضها لضغوط من جانب الرأي العام ‪ ،‬األمر الذي لقي رفضا من المحكم‪.. 1‬‬

‫تعقيد عملية و إجراءات التنفيذ‪ :‬إن من أبرز العوامل المؤثرة على تنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫التوصيات و القرارات الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات هو تعقيد اإلجراءات‬
‫الخاصة بالتنفيذ األمر الذي يترتب عليه استغراق وقت طويل حتى يتم تنفيذ هذه‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ , 78-76‬خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪476- 472‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫القرارات وكذا تحديد الفترة المعقولة للتنفيذ ولكن وعلى الرغم من هذا فانه يتعين‬
‫التقيد بفترة ‪ 15‬شهرا كحد أقصى ‪.‬‬

‫وسائل التنفيذ ‪ :‬وهي من العوامل المؤثرة في تحديد الفترة الزمنية المعقولة لتنفيذ‬ ‫‪‬‬
‫التوصيات والقرارات الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات ‪ ،‬فوسائل التنفيذ تلعب‬
‫دورا بارزا في تحديد المدة الزمنية للتنفيذ وهذه الوسائل قد تكون مجرد قرارات‬
‫إدارية‬
‫أو تنفيذية يصدرها العضو المعني وبالتالي يتعين تحديد مدة التنفيذ بأقل فترة ممكنة لعدم‬
‫تعقيد هذه الوسيلة ‪ ،‬كما قد تكون هذه الوسائل مجموعة من اإلجراءات التشريعية المعقدة‬
‫و التي تؤدي إلى إطالة الفترة الزمنية نظرا لتعقيد وسيلة التنفيذ ‪.‬‬
‫المرونة في التشريع الداخلي للعضو المعني بالتنفيذ ‪:‬وهذه األخيرة تؤثر في‬ ‫‪‬‬
‫تحديد الفترة الزمنية المعقولة لتنفيذ توصيات و قرارات جهاز تسوية المنازعات ‪،‬‬
‫الن تعديل العضو لتشريعاته حتى تصبح متوافقة مع االتفاقات المشمولة تصبح‬
‫أمرا يسيرا ‪.‬‬
‫الخطوات المتخذة استجابة لقرارات جهاز تسوية المنازعات إن الخطوات التي‬ ‫‪‬‬
‫يتخذها األطراف بعد اعتماد تقرير الفريق أو جهاز االستئناف وقبل اللجوء إلى‬
‫التحكيم تؤثر دون أدنى شك في تحديد الفترة الزمنية المعقولة للتنفيذ كون هذه‬
‫األخيرة تخضع للتدقيق بواسطة المحكم ‪.‬‬

‫وضع البلدان النامية‪:‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫يعتبر كون العضو المعني بالتنفيذ من البلدان النامية عامال محددا للفترة الزمنية المعقولة‬
‫للتنفيذ بالنظر لصعوبة االمتثال الفوري للدول النامية لتنفيذ توصيات وقرارات جهاز‬
‫تسوية المنازعات السيما عندما تواجه هذه األخيرة أزمات اقتصادية إذا ما تم تنفيذ تلك‬
‫القرارات وهذا ما تم تأكيده في قضية ‪ INDONESIA - AUTO‬حينما منح المحكم‬
‫اندونيسيا مدة زمنية إضافية قدرها ‪ 6‬أشهر لتنفيذ توصياتها وقرارات جهاز تسوية‬
‫‪1‬‬
‫المنازعات ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سحب اإلجراء المخالف‪:‬‬
‫سوف نتناول هذا الفرع من خالل دراسة النقاط الموالية‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مضمون وأهمية سحب اإلجراء المخالف في تنفيذ توصيات وقرارات تسوية‬
‫المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية‪:‬‬
‫إن األصل في نظام تسوية المنازعات في ظل منظمة التجارة العالمية ضرورة قيام‬
‫لطرف الخاسر بسحب اإلجراءات أو التدابير‬
‫المتعارضة مع مبادئ وقواعد الغات‪.2‬‬
‫ذلك ان تفاهم تسوية المنازعات يقرر أن يحدد فريق التسوية أو جهاز االستئناف الذي‬
‫ينظر في المنازعة التدابير واإلجراءات التي‬
‫تتعارض مع االتفاقيات المشمولة ‪ ،3‬ذلك ألن اتفاقية منظمة التجارة العالمية في إطار‬
‫التسوية تحرص على أهمية ضرورة توافق‬
‫اإلجراءات المتخذة مع قواعد النظام التجاري العالمي الجديد‪ ،‬وأن الفكرة الجوهرية هي‬
‫االلتزام الكامل بقواعد هذا النظام وال‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪481-477‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪79‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪460‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫يتم اللجوء إلى التعويض ‪ -‬كبديل عن سحب اإلجراء المخالف إال بعد فشل االلتزام‬
‫بإنفاذ التوصيات المعتمدة من جهاز تسوية المنازعات‪ ،‬وذلك ألن نظام تسوية المنازعات‬
‫ليس عقابيا في ذاته وإ نما يستهدف بالدرجة األولى التزام الدول األعضاء في‬
‫المنظمة العالمية للتجارة بسحب اإلجراءات المخالفة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مواعيد سحب اإلجراءات المخالفة‪:‬‬
‫إذا كانت مذكرة التفاهم قد أجازت في أحوال معينة تأخير سحب اإلجراء المخالف فما‬
‫‪1‬‬
‫ذلك إال بغرض إعطاء مرونة في التنفيذ ‪.‬‬
‫إذ يثار موضوع التعويض أو تعليق التنازالت في حالة عدم تنفيذ التوصيات والقرارات‬
‫خالل فترة زمنية معقولة وفي هذه الحالة ينشأ حق مؤقت في التعويض‪ ،‬أو في تعليق‬
‫التنازالت مع مراعاة أن يكون ذلك متفقا مع االتفاقات المشمولة‬
‫فإذا لم يعدل العضو المعني اإلجراءات أو التدابير الغير متوافقة مع االتفاقات المشمولة‬
‫بما يتضمن توافقها مع تلك االتفاقات‪ ،‬أو إذا لم يمتثل للتوصيات والقرارات ضمن المدة‬
‫المعينة المعقولة تعين على هذا العضو وذلك بناء على طلب الطرف اآلخر الدخول في‬
‫مفاوضات لتطبيق إجراءات تسوية المنازعات بهدف التوصل إلى تعويض مقبول للطرفان‬
‫خالل ‪ 20‬يوما من انقضاء المدة‬

‫الزمنية‪.‬‬
‫كما يجوز أن يطلب من جهاز التسوية للسماح له بتعليق التنازالت تجاه العضو المعني‬
‫‪2‬‬
‫بموجب االتفاقيات المشمولة‬
‫‪ -‬وغالبا ما يتم تحديد تلك الفترة المعقولة عن طريق أحكام التحكيم التي يلجأ إليها‬
‫أطراف النزاع الذين فشلوا في تحديدها من‬
‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬مرجع السابق ص ‪80‬‬ ‫‪1‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪477‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫خالل االتفاق المتبادل بينهما‪.‬‬


‫‪ -‬ويجب أن تكون تلك المدة المعقولة أقل فترة زمنية ممكنة وفي جميع األحوال يجب‬
‫االلتزام بفترة ‪ 15‬شهرا كحد أقصى ‪ 1‬ممنوح للدولة المشكو في حقها سحب اإلجراء‬
‫‪2‬‬
‫المخالف وإ نفاذ التوصيات المعتمدة من الجهاز‬
‫ثالثا‪ :‬سحب اإلجراء المخالف في مواجهة الدول النامية‬
‫إضافة إلى ما تم ذكره في الفرع األول من هذا المطلب نشير إلى أنه نتيجة لما أراده‬
‫واضعو اتفاقية منظمة التجارة العالمية من منح بعض المرونة في تطبيق اللتزامات الملقاة‬
‫على عاتقهم بموجب االتفاقات المشمولة ومنحهم معاملة تفضيلية بمراعاة أوضاعهم‬
‫االقتصادية فقد قرر تفاهم تسوية المنازعات إعطاء اهتمام خاص لألمور المتعلقة بمصالح‬
‫األعضاء من البلدان النامية فيما يخص تنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن جهاز‬
‫تسوية المنازعات ومنها سحب اإلجراء المخالف أو اإلجراءات المخالفة‪ ،‬حيث أنه عند‬
‫وجود بلد من البلدان النامية يصعب عليها سحب تلك اإلجراءات في الفترة المعقولة‪ ،‬وقد‬
‫تأكد ذلك عمليا بمنح إندونيسيا في قضية ) ‪ ) AUTO - INDOUNISIA‬حيث قررت‬
‫منح إندونيسيا فترة زمنية إضافية قدرها ‪ 06‬أشهر وذلك على أساس أن جهاز تسوية‬
‫المنازعات في منظمة التجارة العالمية ال يأخذ في االعتبار تأثيرات هذه اإلجراءات‬
‫والتدابير من الناحية التجارية فقط بل يجب النظر كذلك في التأثيرات األخرى على‬
‫‪3‬‬
‫اقتصاد األعضاء من البلدان النامية المعنية أيضا ‪..‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬حل المنازعات المتعلقة بالتنفيذ‬
‫لقد أثبت الواقع العملي وجود الكثير من المنازعات التي تحدث بين إجراءات تنفيذ‬
‫التوصيات والقرارات الصادرة عن جهاز‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪477‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪,‬المرجع السابق ص ‪80‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪482-481‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫تسوية المنازعات وعلى هذا األساس راعى واضعو التفاهم ذلك باللجوء إلى نص المادة‬
‫‪05/21‬‬
‫أوال‪ :‬حالة اللجوء إلى المادة ‪ 05/21‬من تفاهم تسوية المنازعات‬
‫في حالة الخالف بين أطراف النزاع على وجود إجراءات متخدة امتثاال للتوصيات‬
‫والقرارات الصادرة عن تسوية المنازعات أو على توافقها مع اتفاق مشمول من اتفاقيات‬
‫منظمة التجارة العالمية يحال النزاع إلى إجراءات تسوية المنازعات المنصوص‬

‫عليها في تفاهم تسوية المنازعات‪.‬‬

‫إذن في الحالة التي تكون فيها اإلجراءات التنفيذية التي يتخذها العضو لتنفيذ التوصيات‬
‫والقرارات الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات غير متوافقة مع نصوص االتفاقيات‬
‫المشمولة تكون فيها مخالفة للتوصيات والقرارات الصادرة عن الجهاز نكون بصدد‬
‫منازعة متعلقة بالتنفيذ يتم حلها باللجوء إلى نص المادة ‪ 05/21‬من تفاهم تسوية‬
‫المنازعات‪.‬‬
‫فعند لجوء أعضاء ( م ت ع) إلى استخدام نص المادة ‪ 05/21‬فيما يتصل بحل‬
‫المنازعات الخاصة باإلجراءات التي يتخذها العضو المعني تنفيذا للتوصيات والقرارات‬
‫الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات قد يتوصل الفريق األصلي إلى وضع حلول تنفيذية‬
‫معينة‪ ،‬إال أن العضو المعني بالتنفيذ قد ال يطبق تلك الحلول فيخالف بذلك نصوص‬
‫اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وكذلك يخالف تقرير فريق التحكيم‪.‬‬
‫‪ -‬في هذه الحالة يتكرر اللجوء من جانب الطرف الشاكي ( الفائز في النزاع ) لنص‬
‫المادة ‪ 05/21‬مرة أخرى في سبيل التوصل إلى حل تنفيذي برضاه ويحقق مصلحته من‬
‫تسوية النزاع‪ ،‬وفي الواقع العملي حدث مثل هذا النزاع األخير من اللجوء في قضايا‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫كثيرة وعلى سبيل المثال لجأت نيوزيلندا والواليات المتحدة األمريكية إلى طلب اللجوء‬
‫إلى استخدام نص المادة ‪ 05/21‬من وثيقة التفاهم من جديد في نزاعها مع كندا وذلك‬
‫العتقادهم أن جهاز تسوية المنازعات قد فشل في وضع حلول حاسمة للنزاع وأن كندا لم‬
‫‪1‬‬
‫تستجب كلية إلى االمتثال لتوصيات وقرارات جهاز تسوية المنازعات‬
‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات والمواعيد المتعلقة بحل المنازعات المتعلقة بالتنفيذ‪:‬‬
‫تدرج مسألة تنفيذ التوصيات والقرارات على جدول أعمال اجتماع جهاز تسوية‬
‫المنازعات بعد ‪ 06‬أشهر من تاريخ تحديد الفترة الزمنية المعقولة وفقا لنص المادة‬
‫‪ 03/21‬من التفاهم‪ ،‬وتبقى على جدول أعمال الجهاز إلى أن تحل المسألة ما لم يقرر‬
‫جهاز االستئاف خالف ذلك‪.‬‬
‫وعلى العضو المعني أن يزود جهاز التسوية بتقرير كتابي عن الحالة الحاضرة يعرض‬
‫فيه التقدم الذي حققه في تنفيذ التوصيات‬
‫والقرارات وذلك قبل ‪ 10‬أيام على األقل من اجتماع الجهاز ‪.‬‬
‫هذا ولم يحدد تفاهم تسوية المنازعات ما إذا كان يمكن أن تعقد مشاورات بين أطراف‬
‫النزاع قبل لجوئهم إلى تطبيق نص المادة ‪ 05/21‬وذلك للتوصل إلى اتفاق متبادل حول‬
‫تنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن جهاز التسوية‪ ،‬وفي هذا اختلف أعضاء منظمة‬
‫التجارة العالمية في تفسيرهم لنص هذه المادة وظهر هناك رأيان‪:‬‬
‫‪ -‬أن مجرد اللجوء إلى نص المادة ‪ 05/21‬من التفاهم يعي فشل عقد مشاورات بين‬
‫األطراف المتنازعة للتوصل إلى حل للخالف حول مسألة تنفيذ توصيات وقرارات جهاز‬
‫التسوية‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪487-483‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ -‬أن اللجوء إلى نص المادة ‪ 05/21‬من التفاهم ال يترتب عنه غلق الباب أمام‬
‫المشاورات بين األطراف المتنازعة إذ ينبغي أن يوضح في الطلب المقدم من الطرف‬
‫الثاني الفائز في النزاع ما إذا كانت قد عقدت مشاورات بينه وبين العضو المعني أم ال‪.‬‬

‫‪ -‬كما أن نص المادة ‪ 05/21‬من التفاهم لم تصرح بإمكانية استئناف القرارات التي‬


‫يتوصل إليها فريق التسوية األصلي عند نظره لمخالفات العضو المعني بتنفيذ التوصيات‬
‫والقرارات الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات فاالختصاص باالستئناف ينعقد في‬
‫التقارير المستأنفة من فرق التسوية وعلى المسائل القانونية الواردة في تقرير الفريق‬
‫وعلى التفسيرات القانونية التي توصل إليها ومنه فإن اختصاص جهاز االستئناف ال يشمل‬
‫‪1‬‬
‫النظر في مسألة تنفيذ اإلجراءات‬

‫ثالثا ‪ :‬أسبقية تطبيق المادة ‪ 05/21‬على المادة ‪ 02/22‬والمادة ‪ 06/22‬من التفاهم‬

‫لقد ثارت بخصوص المادتين ‪ 05/21‬و ‪ 02/22‬وكذلك ‪ 06/22‬خالف بشأن أسبقية‬


‫اللجوء إلى أحدهما‪:‬‬

‫فقد ثار خالف حول ما إذا كان يتعين على طرفي النزاع اللجوء أوال إلى اإلجراءات‬
‫الواردة في المادة ‪ 05/21‬في حالة حدوث خالف حول امتثال العضو المعني بالتنفيذ‬
‫لتوصيات وقرارات جهاز تسوية المنازعات في النزاع محل البحث‪ ،‬وذلك قبل طلب‬
‫تعليق التنازالت وفقا للمادتين ‪ 02/22‬و ‪ 06/22‬من التفاهم‪ ،‬وفي هذا االتحاد األوروبي‬
‫( الطرف المشكو ) بالطعن في إجراءات اتخذتها الو م أ ( الطرف الشاكي ) وذلك قبل‬
‫صدور قرار بموجب المادة ‪ 05/21‬بشان ما إذا كان هناك امتثال بتوصيات وقرارات‬
‫جهاز التسوية أم ال‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪487-483‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وفي هذه القضية أنجز المحكمون مهمة الفصل في اإلجراءات التي بدأها االتحاد‬
‫األوروبي وفقا للمادة ‪ 05/21‬واإلجراءات التي بدأتها الواليات المتحدة األمريكية وفقا‬
‫للمادة ‪ ( 02/22‬المتعلقة بالتعويض ) و المادة ‪ 06/22 ( 06/22‬المتعلقة بتعليق‬
‫التنازالت ) بصورة متزامنة‪.‬‬

‫إال أن أطراف النزاع في كثير من المنازعات األخرى قد اتفقوا على البدء أوال بالسعي‬
‫إلى تطبيق المادة ‪ 05/21‬وذلك قبل أن يصبح في مقدور أي منهما تقديم طلب بتعليق‬
‫‪1‬‬
‫التنازالت وفقا للمادة ‪ 06/22‬وهو أمر منطقي ومفيد في الكثير من النزاعات‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التعويض وتعليق التنازالت‪:‬‬

‫ويتم اتخاذ هذا اإلجراء عند عدم تنفيذ توصيات و قرارات جهاز تسوية المنازعات خالل‬
‫مدة زمنية معقولة ‪.‬‬

‫ويعتبر التعويض وسيلة مؤقتة لحل النزاع عندما يعجز العضو المعني عن تعديل اإلجراء‬
‫الذي اعتبر مخالفا لالتفاق المشمول وعليه في هذه الحالة أن يدخل في موعد ال يتجاوز‬
‫الفترة الزمنية المعقولة في مفاوضات مع الطرف الثاني بغية التوصل إلى تعويض مقبول‬
‫للطرفين يكون متطابقا مع االتفاقات المشمولة ومبادئ منظمة التجارة العالمية التي أهمها‬
‫مبدأ عدم التمييز ‪ .‬وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق خالل ‪ 20‬يوما بعد انقضاء الفترة‬
‫الزمنية المعقولة يجوز ألي طرف طلب تطبيق إجراءات تسوية المنازعات و التي أهمها‬
‫طلب الترخيص بتعليق تطبيق التنازالت أو غيرها من االلتزامات بالنسبة للعضو المعني‬
‫‪2‬‬
‫بموجب االتفاقات المشمولة ‪.‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪289-283‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين‪ ,‬المرجع السابق ص ‪93‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وعند تحقق هذا يمنح جهاز تسوية المنازعات عند الطلب ترخيصا بتعليق التنازالت أو‬
‫غيرها من االلتزامات خالل ‪ 30‬يوما من انقضاء الفترة الزمنية المعقولة ما لم يقرر‬
‫الجهاز بتوافق اآلراء رفض الطلب ‪ ،‬وعليه فموافقة جهاز تسوية المنازعات على هذا‬
‫اإلجراء أمر ضروري و إال فان اإلجراء الذي يتخذه العضو دون موافقة الجهاز يعتبر‬
‫‪1‬‬
‫مخالفا لنصوص اتفاقات منظمة التجارة العالمية ‪.‬‬

‫ويخضع تعليق التنازالت لمجموعة من المبادئ أهمها ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬التعليق في نفس القطاع في إطار ذات االتفاق ‪:‬‬

‫أي أن تعليق التنازالت وغيرها من االلتزامات ال بد وان تنصب على نفس القطاع الذي‬
‫‪2‬‬
‫رأى فريق التحكيم أو هيئة االستئناف انه قد حصل فيه انتهاك أو تعطيل أو إلغاء‬

‫وقد حدد تفاهم تسوية المنازعات المقصود بكلمة القطاع على النحو التالي ‪:‬‬

‫بالنسبة للسلع ‪ ،‬جميع السلع ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫بالنسبة للخدمات ‪ ،‬أي قطاع رئيسي محدد من جدول التصنيف القطاعي‬ ‫‪‬‬
‫للخدمات ‪.‬‬
‫بالنسبة لحقوق الملكية الفكرية المتصلة بالتجارة ‪ ،‬كل فئات حقوق الملكية الفكرية‬ ‫‪‬‬
‫الواردة في القسم ‪ 1‬أو ‪ 2‬أو ‪ 3‬أو ‪ 4‬أو‬

‫‪ 5‬أو ‪ 6‬أو ‪ 7‬من الجزء ‪ 1‬أو االلتزامات بموجب الجزء ‪ 3‬أو ‪ 4‬من االتفاق بشان‬
‫‪3‬‬
‫الجوانب المتصلة بالتجارة لحقوق الملكية الفكرية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التعليق في قطاع أخر في إطار ذات االتفاق‬


‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪494‬‬ ‫‪1‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪93‬‬ ‫‪2‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪496‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ويكون هذا في الحالة التي يجد فيها الطرف الشاكي أن تعليق االلتزامات أصبح غير‬
‫عملي وفعال ‪ ،‬و بالتالي يجوز له في هذه الحالة تعليق التنازالت أو االلتزامات في‬
‫‪1‬‬
‫القطاعات األخرى بموجب ذات االتفاق وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫بالنسبة للسلع ‪ ،‬االتفاقات المدرجة في الملحق ‪ - 1‬ألف من اتفاق منظمة التجارة‬ ‫‪‬‬
‫العالمية بمجموعها وكذلك االتفاقات‬

‫التجارية عديدة األطراف ما دامت أطراف النزاع أطرافا فيها‬

‫بالنسبة للخدمات ‪ ،‬االتفاق العام للتجارة في الخدمات ‪GATS‬‬ ‫‪‬‬


‫بالنسبة لحقوق الملكية الفكرية ‪ ،‬االتفاق بشأن الجوانب المتصلة بالتجارة لحقوق‬ ‫‪‬‬
‫الملكية الفكرية ‪.‬‬

‫وعليه فمثال إذا تعلقت المنازعة بقطاع السياحة فيمكن للطرف الشاكي هنا تعليق‬
‫التنازالت وغيرها من االلتزامات في قطاع‬

‫التأمين أو قطاع الخدمات المصرفية و التي تقع جميعها في إطار ذات االتفاق ‪.2.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التعليق في إطار اتفاق أخر من اتفاقات منظمة التجارة العالمية‬

‫و تكون في الحالة التي يكون في تعليق التنازالت في القطاعات األخرى غير فعال وان‬
‫هناك ظروف خطيرة ‪ ،‬جاز له في هذه الحالة أن يعلق التنازالت أو غيرها من‬
‫‪3‬‬
‫االلتزامات في اتفاق آخر من االتفاقات المشمولة ‪..‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪94‬‬ ‫‪1‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪498‬‬ ‫‪2‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪94‬‬ ‫‪3‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه هو أن هناك جملة من الشروط الواجب مراعاتها من قبل الطرف‬
‫الشاكي عند قيامه بتعليق التنازالت‬

‫وهذه األخيرة تتمثل في كل من ‪:‬‬

‫التجارة في القطاع أو بموجب االتفاق الذي وجد فريق التحكيم أو هيئة االستئناف‬ ‫‪‬‬
‫انتهاكا أو إلغاءا أو تعطيال فيه ‪ ،‬وذا أهمية هذه التجارة لهذا الطرف ‪.‬‬

‫العناصر االقتصادية األوسع و المتعلقة باإللغاء أو التعطيل واآلثار االقتصادية األوسع‬


‫لتعليق التنازالت أو غيرها من االلتزامات‪ .‬كما يجب عليه طبقا للمادة ‪ 3 / 12‬عند طلبه‬
‫الترخيص له بتعليق التنازالت وغيرها من االلتزامات في قطاعات أخرى أن يبين‬
‫األسباب الداعية لذلك وإ رسال الطلب في نفس الوقت إلى جهاز تسوية المنازعات‬
‫والمجالس واللجان ذات الصلة و إلى األجهزة القطاعية المعنية ‪ ،‬كما يتعين أن يكون‬
‫مستوى تعليق التنازالت وااللتزامات معادال لمستوى اإللغاء والتعطيل ‪ ،‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار عدم جواز الترخيص بتعليق االلتزامات و التنازالت إذا كان االتفاق المشمول‬
‫يحظر هذا التعليق ‪.1.‬‬

‫ويمكن أن يتم تأسيس هذا التعادل بين مستوى اإللغاء أو التعطيل من جهة و االقتراح‬
‫بتعليق التنازالت من جهة أخرى على أساس القيمة المالية لألضرار التي تسبب فيها‬
‫التعطيل أو اإللغاء لبعض نصوص االتفاقات المشمولة ‪ ،‬وهنا يثور التساؤل حول‬

‫ما إذا كان تعليق التنازالت مرتبطا بالتدابير التعويضية في اتفاق الدعم والتدابير‬
‫التعويضية ‪ SCM‬أم ال ؟‬

‫المرجع نفسه ‪,‬ص ‪95-94‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وهنا نجد في قضية ‪ BRAZIL - ANCRAFT‬أكد فيها المحكمون أن مفهوم التعادل أو‬
‫التكافؤ بين تعليق التنازالت ومقدار التعطيل أو اإللغاء لنصوص االتفاقات المشمولة ليس‬
‫هو الموجود و المتاح في اتفاق الدعم والتدابير التعويضية فهو مختلف عنه تمام االختالف‬
‫‪.‬‬

‫ومن هنا برزت مسألة حساب اإلبطال و اإلضعاف ‪ ،‬لكون أن اإلبطال و اإلضعاف في‬
‫المزايا ألحد أطراف النزاع نتيجة التعطيل أو إلغاء النصوص الخاصة باالتفاقات‬
‫المشمولة أمر يتعين حسابه وتحديده بدقة قبل اللجوء إلى تعليق التنازالت و االلتزامات ‪،‬‬
‫وهذا ما تم تأكيده من قبل المحكمين في قضية الهرمونات حينما قرروا أن حساب مقدار‬
‫اإلبطال و اإلضعاف في المزايا نتيجة لحدوث االنتهاكات يبدأ من نهاية الفترة الزمنية‬
‫المعقولة الممنوحة للطرف المشكو حتى يقوم بتنفيذ التوصيات و القرارات المتخدة من‬
‫قبل جهاز تسوية المنازعات ‪..‬‬

‫‪ .‬وهنا يقع عبء اإلثبات على الطرف الشاكي الذي يثبت و بالدليل انتهاكات الطرف‬
‫المشكو لنصوص االتفاقات المشمولة ‪ ،‬هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الطرف الشاكي‬
‫ال يستطيع القيام بتعليق التنازالت إذا ما كانت االتفاقات المشمولة تمنع هذا التعليق ألنه‬
‫إذا فعل ذلك فانه يكون قد اتخذ هو اآلخر إجراءا غير متوافق مع االتفاقية‪ ،‬ألنه حتى يتم‬
‫تعليق هذه التنازالت و االلتزامات يتعين أن يكون هناك توافق بين تعليق التنازالت و‬
‫‪1‬‬
‫نصوص االتفاقات المشمولة معا ‪.‬‬

‫اللجوء إلى التحكيم ‪:‬‬

‫في حالة اعتراض الدولة العضو المعنية على مستوى التعليق المقترح أو ادعت عدم‬
‫احترام المبادئ المنصوص عليها في المادة ‪ 3/22‬من مذكرة التفاهم بخصوص طلب‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪509-505‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الطرف الشاكي بالترخيص له بتعليق التنازالت يحال األمر إلى التحكيم من خالل الفريق‬
‫األصلي إذا كان أعضاءه متواجدين أو إلى محكم يتولى تعيينه المدير العام و يتعين أن يتم‬
‫إجراء التحكيم خالل ‪ 60‬يوما من تاريخ انقضاء الفترة الزمنية المعقولة ‪ ،‬مع مراعاة عدم‬
‫‪1‬‬
‫تعليق التنازالت أو االلتزامات خالل فترة سير التحكيم ‪..‬‬

‫ويتعين أن يشتمل طلب التحكيم تحديد موضوعات النزاع وملخص ومختصر لألساس‬
‫القانوني للنزاع يساهم في عرض النزاع أمام المحكمين ويوضح العضو المعني‬
‫اإلجراءات التي اتخذها لالمتثال وتنفيذ توصيات جهاز تسوية المنازعات بغية أن يدافع‬
‫عن‬

‫نفسه أمام الطرف الشاكي‪.‬‬

‫ويتعين هنا أن يشتمل طلب التحكيم نوعين من المتطلبات ‪:‬‬

‫أن يتم تحديد مستويات تعليق التنازالت التي يجب أن تعادل مستوى اإللغاء و‬ ‫‪‬‬
‫التعطيل في االتفاقات المشمولة ‪.‬‬
‫أن يتم تحديد القطاع أو االتفاق الذي يقترح الطرف الشاكي تعليق التنازالت وفقا‬ ‫‪‬‬
‫له‪.. 2‬‬

‫و الحكم أثناء نظره للنزاع ال ينظر إلى طبيعة التنازالت المطلوب تعليقها ‪ ،‬وإ نما‬
‫تنحصر مهمته في تحديد ما إذا كان مستوى التعليق معادال لمستوى اإللغاء والتعطيل‬
‫وكذا فيما إذا كان التعليق المقترح للتنازالت و غيرها مسموحا به بموجب االتفاق‬
‫المشمول أم ال ؟ غير انه إذا كانت المسالة المطروحة أمامه تتعلق بعدم إتباع المبادئ‬
‫و اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 322‬فإن المحكم هنا عليه نظر هذا‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪,96‬عادل عبد العزيز علي السن ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪1593‬‬ ‫‪1‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪511-510‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫االدعاء فإذا ما رأى عدم إتباع هذه اإلجراءات كان على الطرف الشاكي تطبيقها بما‬
‫يتفق مع أحكام المادة المذكورة ويكون قراره هنا نهائيا ال يجوز إجراء تحكيم ثاني‬
‫ويتم إبالغ جهاز تسوية المنازعات به حتى يصدر هذا األخير ترخيصا بتعليق‬
‫التنازالت ما لم يقرر الجهاز بتوافق اآلراء رفض هذا الطلب ‪.‬‬

‫ويعتبر قرار تعليق التنازالت قرارا مؤقتا يتم اتخاذه إلى حين إزالة التدابير المتعارضة‬
‫مع االتفاقات المشمولة أو إلى غاية التوصل إلى حل مرض للطرفين ويبقى جهاز تسوية‬
‫المنازعات يراقب تنفيذ التوصيات و القرارات المعتمدة‪.‬‬

‫وحرصا من الدول وسعيا منها إلى تصحيح أي انتهاك لاللتزامات المقررة بموجب‬
‫االتفاقات المشمولة عليها إتباع ما يلي ‪:‬‬

‫عدم البت في حصول انتهاك أو إلغاء أو تعطيل أو عرقلة بلوغ هدف من أهداف‬ ‫‪‬‬
‫االتفاقات المشمولة إال من خالل اللجوء إلى تسوية النزاع وفق قواعد وإ جراءات‬
‫هذا التفاهم ‪ ،‬و أن يكون هذا البت متفقا مع النتائج المبينة في تقرير فريق التحكيم‬
‫أو هيئة االستئناف و المعتمدة من جهاز تسوية المنازعات ‪.‬‬
‫إتباع اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 21‬من مذكرة التفاهم لتحديد الفترة‬ ‫‪‬‬
‫الزمنية المعقولة و المطلوبة لتنفيذ التوصيات و القرارات من جانب الدولة العضو‬
‫المعنية ‪.‬‬
‫إتباع اإلجراءات المنصوص عليها في المادة ‪ 22‬لتحديد مستوى تعليق التنازالت‬ ‫‪‬‬
‫و الحصول على ترخيص جهاز تسوية المنازعات قبل تعليق التنازالت ردا على‬
‫عدم تنفيذ التوصيات والقرارات من جانب العضو المعني خالل الفترة الزمنية‬

‫‪1‬‬
‫المعقولة‪.‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪99-96‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الفصـــــــــــل الثاني‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫اإلطار التطبيقي لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫إن تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬ومن خالل دراستنا‬
‫للفصل األول أعاله تخضع إلجراءات ومواعيد محددة البد من مراعاتها سواء خالل‬
‫مرحلة حل النزاع بمختلف مراحله القضائية ( الشبه قضائية ) والغير قضائية‪ ،‬أو خالل‬
‫مرحلة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة بشأن هذا النزاع‪ .‬ومن خالل هذا الفصل‬
‫سوف نحاول وضع تلك اآلليات والوسائل موضع التطبيق من خالل إسقاطها على قضايا‬
‫واقعية تمعرضها على منظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار البد من اإلشارة إلى أن هذه المنازعات منها ما تختص به منظمة‬
‫التجارة العالمية من خالل الفصل بتطبيق االتفاقيات المنشأة للمنظمة واالتفاقيات الخاصة‬
‫بتسوية المنازعات المسماة باتفاقية التفاهم‪ ،‬ومنها ما تفصل فيها المنظمة لكن‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫باالشتراك مع جهات أخرى وكذلك بتطبيق اتفاقيات دولية أخرى وهي القضايا التي تنفرد‬
‫بإجراءات خاصة‪.‬‬

‫ومن خالل تقسيم هذا الفصل إلى المبحثين المواليين سوف نتناول كال النوعين من‬
‫المنازعات‬

‫المبحث األول‪ :‬نماذج عن القضايا المعروضة على جهاز تسوية المنازعات‬

‫إن منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وبالتحديد جهاز تسوية المنازعات التجارية على مستوى هذه‬
‫المنظمة‪ ،‬ومن خالل تطبيق اآلليات والوسائل السابقة المشار إليها في الفصل األول‪ ،‬قد‬
‫فصل في العديد من القضايا التي سوف نتناول منها على سبيل المثال كنماذج تطبيقية ما‬
‫سنوضحه من خالل المطلبين المواليين‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬نماذج عن كيفية تطبيق وسائل حل النزاعات في اطار منظمة التجارة‬
‫العالمية ‪:‬‬

‫سوف نتناول هذه النماذج من خالل تقسيم هذا المطلب الى الفرعين المواليين‬

‫الفرع األول‪ :‬المنازعات المتعلقة بتجارة السلع والخدمات‪:‬‬

‫سوف نذكر كنموذج عن هذه المنازعات قضية جوز الهند المجفف بين البرازيل والهند‬
‫وتتلخص هذه القضية أنه في مارس ‪ 1990‬تم تشكيل فريق للنظر في طلب الفلبين بشأن‬
‫شكواها ضد البرازيل بخصوص اإلجراءات التي اتخذتها البرازيل بشأن تجارة جوز الهند‬
‫المجفف‪ ،‬حيث رأت الفلبين عدم توافق الرسوم التعويضية المفروضة من البرازيل على‬
‫صادرات الفلبين من جوز الهند المجفف مع قواعد منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وقد ادعت‬
‫الفلبين أن هذه الرسوم ال تتوافق مع التزامات البرازيل بموجب المادة ‪ 06‬من اتفاق‬
‫الغات بسبب أن البرازيل لم تحدد االشتراطات األساسية لفرض هذه الرسوم وبصفة‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫خاصة عدم حساب نسبة الدعم بصورة صحيحة‪ ،‬وقد اعترضت البرازيل بداية على هذا‬
‫اإلدعاء على أساس أن اتفاقية جولة طوكيو الخاصة بإجراءات الدعم والتعويض هي التي‬
‫تعتبر فقط اإلطار القانوني الواجب التطبيق‪ .‬و من وجهة نظر البرازيل لم يتم تطبيق‬
‫اتفاقيات منظمة التجارة العالمية على التحريات الخاصة بالرسم التعويضي الذي بدأ قبل‬

‫تاريخ دخول اتفاق م ت ع حيز النفاذ في ‪ 01‬يناير ‪ - .1995‬وقد ذكر الفريق الصادر‬
‫في تقريره بتاريخ أكتوبر ‪ 1996‬أن اتفاق منظمة التجارة العالمية الخاص بالدعم‬
‫والتدابير التعويضية قد بدأ قبل ‪ 1995‬وانتهى التقرير الخاص بفريق التسوية إلى أن‬
‫المادة ‪ 05‬من الغات ال يمكن تطبيقها بمفردها دون اتفاق الدعم والتدابير التعويضية على‬
‫طلبات الرسوم التعويضية التي بدأت قبل عام ‪.1995‬‬

‫‪ -‬لم يأخذ الفريق باألسباب التي اتخذتها الفلبين في ادعائها نتيجة ما توصل إليه الفريق‬
‫بخصوص القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫وقد قدمت الفلبين استئنافا بناء على هذه األسباب وفي فبراير ‪ 1997‬أصدر جهاز‬
‫‪1‬‬
‫االستئناف تقريره مدعما لتقرير الفريق واعتمده جهاز التسوية في ‪1997‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المنازعات المتعلقة بالملكية الفكرية ‪ India - patent (( us‬قضية‬

‫ويتعلق موضوع هذا النزاع بحماية براءة االختراع لألدوية والمنتجات الكيميائية الزراعية‬
‫في الهند فوفقا للمادة ‪ 4 / 65‬من اتفاق الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية ‪trips‬‬
‫تكون الهند كدولة نامية عضو في منظمة التجارة العالمية قد أجلت حماية براءة االختراع‬
‫الخاصة بمنتجات األدوية ومبتكرات الكيماويات الزراعية حتى األول من يناير ‪2005‬‬

‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 316‬هامش ‪142‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وبموجب المادة ‪ 8 / 70‬فانه يجب على األعضاء الذين لم يضعوا حماية قانونية لبراءة‬
‫االختراع لألدوية و المنتجات الكيميائية الزراعية اعتبارا من األول من يناير ‪ 1995‬أن‬
‫يوفروا الوسائل التي يتم بموجبها إيداع طلبات البراءة من أجل الحفاظ على السبق المتعلق‬
‫بهذه الطلبات ‪.‬‬

‫وطالما أن هؤالء األعضاء غير ملزمين بفحص هذه الطلبات أو منح البراءات خالل‬
‫الفترة االنتقالية يمكن اإلشارة إلى هذه الطلبات بمقتضى المادة ‪ 8 / 70‬كأنها طلبات‬
‫صندوق البريد ‪ ،‬وباإلضافة إلى هذا تشترط المادة ‪ 9 / 70‬ضرورة تفويض حقوق‬
‫التسويق االستثنائية حتى في خالل الفترة االنتقالية وذلك بالنسبة إلى بعض المنتجات‬
‫الخاضعة لطلبات صندوق البريد وقد قدمت اإلدارة الهندية قبل دخول اتفاقات منظمة‬
‫التجارة العالمية حيز النفاذ مباشرة مذكرة إلى البرلمان لتعديل قانون براءة االختراع‬
‫بحيث يتاح للهند الحصول على نظام طلبات صندوق البريد بالنسبة إلى األدوية و‬
‫المنتجات الكيميائية الزراعية باإلضافة إلى حقوق التسويق القاصرة عليها ولكن البرلمان‬
‫فشل على أي حال في إصدار القانون وقد تسلمت الهند طلبات‬

‫وقد انتهى تقرير الفريق الخاص والموزع في سبتمبر ‪ 1997‬إلى أن الهند لم تخضع‬
‫اللتزاماتها بموجب المادة ‪ 8 / 70‬حيث فشلت في تأسيس آلية تحافظ بصورة كافية على‬
‫الجدة و السبق المتعلقين بطلبات براءات االختراع الخاصة باألدوية و المنتجات الكيميائية‬
‫الزراعية ‪.‬‬

‫وقد توصل الفريق إلى قرار بديل في حالة نقض جهاز االستئناف لقراره المتعلق بفشل‬
‫الهند في االذعان اللتزام الشفافية ( النشر و اإلخطار ) بموجب المادتين ‪ 1 / 63‬و‬
‫‪ 2/36‬من اتفاقية ترييس وباإلضافة إلى هذا توصل الفريق إلى أن الهند لم تنفذ التزاماتها‬
‫بمقتضى المادة ‪ 9 / 70‬حيث فشلت في تأسيس نظام لمنح حق التسويق القاصر عليها‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وقد استأنفت الهند هذه القرارات في أكتوبر ‪ 1997‬وقد دعم جهاز االستئناف في تقريره‬
‫الصادر في ديسمبر ‪ 1997‬مع إجراء بعض التعديالت في األسباب تقرير الفريق في‬
‫المواد ‪ 8 / 70‬و ‪ 9 / 70‬ولكنه قرر أن المادة ‪ 63‬لم تكن ضمن شروط اإلحالة إلى ذلك‬
‫الفريق وقد اعتمد جهاز تسوية المنازعات تقرير الفريق و تقرير جهاز االستئناف‬

‫في يناير ‪1998‬‬

‫وفي اجتماع الجهاز في افريل ‪ 1998‬أعلنت الهند و الواليات المتحدة االتفاق على فترة‬
‫‪1‬‬
‫تنفيذية تبلغ ‪ 15‬شهرا ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نماذج عن كيفية تطبيق وسائل تنفيذ المنازعات في إطار منظمة التجارة‬
‫العالمية‪:‬‬

‫سوف نتناول هذه النماذج من خالل تقسيم هذا المطلب إلى الفرعين المواليين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المنازعات المتعلقة بتجارة السلع والخدمات‪.‬‬

‫سوف نذكر من بين هذه النماذج القضية التي ثارت بين اليابان والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬إذ ادعت هذه األخيرة بأن اليابان لم تمتثل إلى تنفيذ التوصيات والقرارات‬
‫الصادرة من جهاز تسوية المنازعات بمنظمة التجارة العالمية‪.‬‬

‫‪ -‬وفي ‪ 20‬نوفمبر ‪ 1997‬قامت اليابان بإعالن نواياها في التنفيذ واقترحت أن يتم التنفيذ‬
‫خالل الفترة الزمنية المعقولة‪ ،‬ولكنها لم تحدد الوقت الالزم للتنفيذ‪ ،‬ولم تتوصل األطراف‬
‫المتقدمة بالشكوى إلى اتفاق حول الفترة المعقولة فطلبت الواليات المتحدة األمريكية أن‬
‫يتم تقرير المسألة بالتحكيم الملزم طبقا للمادة ‪ 23/21‬من مذكرة التفاهم‪ ،‬وقرر المحكم أنه‬
‫خيري فتحي البصيلي ‪ ,‬المرجع السابق ص‪322-321‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ال توجد حاجة ملحة للخروج عن القاعدة التي تقرر القيام بالتنفيذ خالل ‪ 15‬شهرا‬
‫‪1‬‬
‫المنصوص عليها في مذكرة التفاهم‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المنازعات المتعلقة بالملكية الفكرية‬

‫شكوى االتحاد األوروبي ضد كندا بشان قانون براءات االختراع ‪ .‬تضمن قانون البراءات‬
‫الكندي نصا يجيز للغير تصنيع المنتج موضوع البراءة قبل انتهاء مدة الحماية المقررة ب‬
‫‪ 20‬سنة بفترة محددة قدرها ‪ 6‬أشهر بغرض الحصول على ترخيص بتسويقه أو تخزينه‬
‫استعدادا لطرحه للبيع بمجرد انتهاء مدة الحماية األمر الذي أثار اعتراض االتحاد‬
‫األوروبي الذي تقدم بشكوى إلى جهاز تسوية المنازعات طالبا منه عقد مشاورات مع‬
‫الحكومة الكندية باعتبار أن هذا النص يتعارض مع المواد ‪ 33 ، 28 ، 27 / 1‬من‬
‫اتفاقية ‪ trips‬إذ يقلص مدة الحماية األقل من ‪ 20‬سنة مع العلم أن هذه الشكوى رفعت في‬
‫‪ 1997 / 12 / 19‬تم عقد مشاورات لكنها لم تسفر عن تسوية النزاع طلب االتحاد‬
‫األوروبي تشكيل فريق تحكيم الذي انتهى في تقريره إلى ‪:‬‬

‫أن االستثناء األول المتعلق بترخيص المنتج قبل انتهاء مدة البراءة بغرض‬ ‫‪‬‬
‫الحصول على ترخيص بالتسويق ال يتناقض‬

‫مع المادة ‪ 27 / 1‬من اتفاقية ‪ trips‬فهو جائز طبقا للمادة ‪ 30‬وال يخالف المادة ‪281‬‬
‫على أساس أن الحكمة من هذا االستثناء إتاحة الفرصة للمنافسين الستعمال االختراع‬
‫وتصنيع المنتج المشمول بالحماية خالل فترة سريانها دون ترخيص من مالك البراءة‬
‫بغرض تقديم عينات من المنتج للحصول على ترخيص لتسويقه األمر الذي يمكنهم من‬
‫تصنيع المنتج وطرحه في السوق عقب انتهاء مدة الحماية مباشرة ‪.‬‬

‫جالل وفاء محمدين ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪ 76‬هامش ‪197‬أو‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫االستثناء الثاني المتعلق بالتخزين استعدادا للطرح بمجرد انتهاء مدة البراءة فقد‬ ‫‪‬‬
‫توصل الفريق إلى هذا االستثناء يتعارض مع المادة ‪ trips 28 / 1‬فهو استثناء‬
‫واسع مخالف لحكم المادة ‪ 30‬من ذات االتفاقية فيما تجيزه من استثناءات‬

‫محدودة ‪.‬‬

‫وقد اعتمد جهاز تسوية المنازعات تقرير فريق التحكيم في أفريل ‪ 2000‬طالبت كندا‬
‫إعماال لحكم المادة ‪ 21 / 3‬من نظام تسوية المنازعات منحها مدة معقولة لتنفيذ‬
‫التوصيات إال أن األطراف اختلفوا في هذه المدة وبناءا على هذا طلب االتحاد األوروبي‬
‫حل الخالف بواسطة التحكيم الذي انتهى إلى أن المدة المعقولة للتنفيذ هي ‪ 6‬أشهر تبدأ‬
‫من تاريخ اعتماد تقرير فريق التحكيم ومن ثم فهي تنتهي في أكتوبر ‪ 2000‬أعلمت كندا‬
‫الجهاز واألعضاء في أكتوبر ‪ 2000‬بتنفيذها للتوصيات عن طريق تعديلها لقانون‬
‫براءات االختراع ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نموذج عن القضايا التي تنفرد بإجراءات خاصة ( قضايا اإلغراق )‬

‫لقد أنشأت جولة األورغواي آلية متكاملة للتعامل مع قضايا اإلغراق والتي تتولى تنفيذها‬
‫منظمة التجارة العالمية ‪ WTO‬من خالل ‪ 3‬اتفاقيات أطلق عليها ‪ " :‬اتفاقيات الحماية‬
‫التجارية العالمية ‪ " .‬وهي اتفاقية مكافحة اإلغراق ‪ ،‬اتفاقية الدعم و الرسوم التعويضية ‪،‬‬
‫واتفاق الوقاية‬

‫و المالحظ في هذا الصدد أن العالم قد شهد في السنوات األخيرة ازدياد قضايا اإلغراق‬
‫وهذا بالتزامن مع اتساع نطاق ممارسة سياسة تجارية قوامها إزالة القيود غير التعريفية‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫و الحد من القيود الجمركية كنتيجة لتزايد عدد الدول المنظمة إلى عضوية منظمة التجارة‬
‫العالمية ‪.‬‬

‫إن سبب دراستنا لإلغراق تهدف باألساس إلى اإلجابة عن التساؤل التالي‪:‬‬

‫هل نجحت اتفاقية مكافحة اإلغراق في ضبط وحصر ممارسات اإلغراق التجاري والحد‬
‫من التجارة غير العادلة أو غيرالمشروعة ؟ أم أنها أتاحت الفرصة وفتحت المجال‬
‫الستخدام رسوم مكافحة اإلغراق كأحد أدوات القيود غير التعريفية ؟‬

‫وبالنظر إلى األهمية التي يحظى بها اإلغراق في ظل منظمة التجارة العالمية و‬
‫اإلشكاالت التي يثيرها من الناحية العملية سنتولى‬

‫دراسة هذا األخير موزعين دراستنا على النحو التالي ‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف اإلغراق وتحديد هامشه‬

‫سنحاول من خالل هذا المطلب أن نقوم ببيان أهم التعريفات التي ساقها الفقه لإلغراق‬
‫وكذا التعريف الذي جاءت به اتفاقية اإلغراق كما سنحاول تحديد هامشه وذلك على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف اإلغراق‬

‫هناك عدة تعريفات ساقها الفقه لتعريف اإلغراق إال انه وبالرجوع إلى المادة ‪ 2‬من اتفاقية‬
‫اإلغراق في جات ‪ 1994‬نجدها‬

‫قد عرفته بأنه ‪ " :‬بيع سلعة في سوق دولة أخرى بأقل من قيمتها الطبيعية أي الحقيقية" ‪.‬‬
‫وقد عرفت ذات المادة القيمة الطبيعية على أساس أن السلعة يجب أال تباع في سوق‬
‫الدولة المستوردة بأقل من سعر السلعة‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫المماثلة إذا كانت مخصصة لالستهالك في الدولة المصدرة أي اقل من سعر مثيالتها في‬
‫هذه الدولة ‪.‬‬

‫وعليه نجد أن اإلغراق يقوم على عنصرين ‪:‬‬

‫االستناد إلى سعر اقل من السعر الطبيعي ‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫السعر الطبيعي هو السعر المحلي لسلعة مماثلة ‪ ،‬وفي حالة عدم وجودها في سوق‬ ‫‪‬‬
‫الدولة المصدرة يتم مقارنتها بسلعة مماثلة في سوق دولة ثالثة ‪.‬‬

‫وعليه يمكن تعريف اإلغراق إما على أساس السعر أو التكلفة وذلك بأنه ‪ " :‬بيع سلعة‬
‫في األسواق الخارجية بسعر اقل من سعر‬

‫بيعها في األسواق المحلية في نفس الوقت وتحت نفس ظروف اإلنتاج‪".‬‬

‫وهذا األمر من شانه إلحاق ضرر بالسلع الوطنية األمر الذي يؤدي إلى الحد من المنافسة‬
‫وقدرة المنتج المحلي على استرداده‬

‫لتكاليفه وتحقيق الربح ‪ ،‬فاإلغراق يمثل قيدا على المنافسة العادلة في األسواق المحلية‬
‫ويلحق ضررا بالصناعات المحلية في الدولة‬

‫المستوردة ‪ ،‬وحتى تتمكن الدولة المستوردة من تطبيق الرسوم المضادة لإلغراق بشكل‬
‫قانوني صحيح فانه يجب توافر ‪ 3‬شروط‬

‫أن يتم البيع بسعر أقل من سعر بيع سلعة مماثلة في السوق المحلي أو دولة ثالثة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون هناك ضرر واقع أو تهديد بالضرر للصناعة المحلية المنتجة للسلعة أو‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫لسلعة مماثلة ‪. .‬‬
‫توافر عالقة سببية بين الضرر الواقع والواردات ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪293-291‬الناشئة‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ولإلغراق أسباب ودوافع منها ما هو اقتصادي كالكساد العالمي المنجر عن انخفاض‬


‫في المبيعات‪ ،‬ومنها ما هو استراتيجي‬

‫تعمل من خالله الصناعات األجنبية على محاربة الصناعات الناشئة حتى تصاب بخسائر‬
‫‪1‬‬
‫وتخرج من السوق ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد هامش اإلغراق ووقع الضرر‪:‬‬

‫سوف نتناول هذا الفرع من خالل التعرض للنقطتين المواليتين‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تحديد هامش اإلغراق‬

‫‪ - 1‬كيفية تحديد هامش اإلغراق‬

‫طبقا التفاقية مكافحة اإلغراق التي تطبقها منظمة التجارة العالمية يعد منتج ما مغرق إذا‬
‫كان سعر تصدير هذا المنتج المصدر من دولة إلى أخرى أقل من سعره في الدولة‬
‫المصدرة‪ ،‬وفي حالة عدم استهالك المنتج المغرق في السوق المحلي للدولة المصدرة أو‬
‫عندما ال تسمح مبيعات هذا المنتج في السوق المحلي لعقد مقارنة صحيحة بسبب ظروف‬
‫خاصة بالسوق المحلي أو بسبب انخفاض حجم المبيعات فعندئذ يتحدد هامش اإلغراق‬
‫بالمقارنة بسعر تصدير منتج مماثل له في دولة ثالثة‪ ،‬ويشترط أن يعبر هذا السعر عن‬
‫الواقع ويتم مقارنته بتكاليف إنتاجه في المنشأة محل الضرر مضافا إليها التكاليف اإلدارية‬
‫أي تكاليف الغدارة والبيع‬

‫والتكاليف العامة واألرباح‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪dominich salvatore. international economics 3 edition machillan publishing company, n. y, 1990.‬‬
‫‪P252‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ -‬ويتم تحديد وجود هامش اإلغراق أثناء مرحلة التحقيق عادة بمتوسط القيمة العادية‬
‫المرجح بمتوسط األسعار لكل صفقات‬

‫التصدير المماثلة‪ ،‬أو عن طريق مقارنة القيمة العادية بأسعار التصدير لكل صفقة على‬
‫حدة‪.‬‬

‫ويمكن مقارنة القيمة العادية المحددة على أساس متوسط مرجح بأسعار صفقات التصدير‬
‫المقررة إذا وجدت السلطات نموذجا ألسعار التصدير تختلف كثيرا باختالف المشترين أو‬
‫المناطق أو الفترات الزمنية أو إذا قدم تفسير لعدم أخذ هذه االختالفات في االعتبار بشكل‬
‫مناسب مقارنة بين المتوسط المرجح في كل حالة على حدة أو بين صفقة وأخرى‪.‬‬

‫‪ -‬وعموما يمكن في نطاق المشاورات والمصالحة التي تسبق طرح القضية االتفاق بين‬
‫الدول المصدرة والمستوردة على قبول سعر أكثر ارتفاعا من السعر الذي تحدده الدولة‬
‫المصدرة للسلعة المصدرة مع األخذ في االعتبار أن الرسوم اإلضافية المفروضة يجب‬

‫‪1‬‬
‫أن ال تتعدى هامش اإلغراق المحتسب‬

‫‪ - 2‬أهمية تحديد هامش اإلغراق‬

‫إن احتساب التكلفة ال سيما متوسط تكلفة الوحدة المنتجة يعتبر أساس إلمكانية إجراء‬
‫التحريات عن اإلغراق‪ ،‬ومتوسط التكلفة يعني التكلفة الثابتة والمتغيرة مضافا إليها‬
‫التكاليف اإلدارية‪.‬‬

‫إذ أنه لمعرفة ما إذا كان هناك إغراق يتم احتساب هامش اإلغراق ( الفرق بين السعر‬
‫المحلي وسعر التصدير) وعند الوصول إلى‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪,‬المرجع السابق ص ‪295-294‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫هامش اإلغراق فإن أي دولة لها الحق في فرض رسوم مكافحة اإلغراق ( رسوم مضادة‬
‫لإلغراق ( حيث يوضح هامش اإلغراق‬

‫أن السلعة المستوردة قد دخلت إلى الدولة المتضررة بأسعار تقل عن األسعار العادية على‬
‫أن تكون هذه األسعار‪:‬‬

‫‪ - 1‬أقل من أسعار بيعها في الدولة المصدرة‪.‬‬

‫‪ - 2‬أو أقل من سعر بيعها في دولة أخرى‪.‬‬

‫‪ - 3‬أو أقل من سعر تكلفتها‪.‬‬

‫ويشترط هنا أن االتفاقية الخاصة بمكافحة اإلغراق التي تطبقها منظمة التجارة العالمية‬
‫تنص على ضرورة الوقوف الفوري ألي تحقيق في حاالت اإلغراق إذا كان هامش‬
‫اإلغراق ضئيال ( أقل من ‪ %02‬من سعر تصدير المنتج ) أو إذا كانت كمية السلع‬
‫‪1‬‬
‫المستوردة من دولة متهمة باإلغراق ضئيلة ( ‪ %03‬من الواردات الكلية للمنتج ) "‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد الضرر‪:‬‬

‫‪ - 1‬معنى الضرر‪:‬‬

‫تعني كلمة ضرر في هذا االتفاق الضرر المادي لصناعة محلية أو التهديد بإحداث ضرر‬
‫مادي لصناعة محلية أو تأخير مادي في‬

‫‪2‬‬
‫إقامة هذه الصناعة‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪295-294‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪296‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 2‬كيفية معرفة وقوع الضرر‬

‫يستند تحديد الضرر في مفهوم المادة ‪ 06‬من االتفاقية إلى دليل إيجابي ويشمل تحقيقا‬
‫موضوعيا لكل من‪:‬‬

‫‪ - 1‬حجم لوردات اإلغراق وأثرها على أسعار السوق المحلي للمنتجات المماثلة‪.‬‬

‫‪ - 2‬اآلثار التي تترتب فيما بعد على المنتجين المحليين لمثل هذه المنتجات ) يجب أن‬
‫يثبت أن الواردات المغرقة قد حدثت نتيجة‬

‫آلثار اإلغراق ونتج عنها ضرر بالمعنى المحدد أعاله ‪) .‬‬

‫‪ - 3‬حجم وأسعار الواردات التي ال تباع بأسعار اإلغراق وانكماش الطلب والتغييرات‬
‫في أنماط االستهالك وأساليب التجارة التقليدية والمنافسة بين المنتجين المحليين‬
‫‪1‬‬
‫والتطورات في التكنولوجيا وأداء التصدير وإ نتاجية الصناعة المحلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬آليات معالجة قضايا اإلغراق‪:‬‬

‫تتم معالجة قضايا اإلغراق من خالل عدد من اإلجراءات المتخدة لمتابعته ومكافحته‪،‬‬
‫وذلك بعد توافر عدد من الشروط الموضوعية واإلجرائية‪ ،‬ومن خالل المطلبين المواليين‬
‫سوف نتناول شروط إثبات اإلغراق وكذلك إجراءات متابعته ومكافحته‬

‫على النحو الموالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط إثبات اإلغراق‪:‬‬

‫تستند معالجة قضايا اإلغراق على مجموعة من الشروط الموضوعية واإلجرائية الالزمة‬
‫إلثبات اإلغراق إضافة إلى مجموعة‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪297-296‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫اإلجراءات الالزمة لمتابعة اإلغراق ومكافحته وهي الشروط التي نتناولها فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الشروط اإلجرائية ( الشكلية)‬

‫عن األدلة الالزمة إلثبات حالة اإلغراق وكذلك لنفي وجوده حالة اإلغراق البد من أن‬
‫تتوافر فيها شروط شكلية لعل أهمها‪:‬‬

‫‪ - 1‬أن السلطات هي التي تحدد المعلومات التي تعتبرها كافية وذات صلة بالتحقيق‬
‫المعني‪.‬‬

‫‪ - 2‬ال بد أن تكون المعلومات المقدمة للسلطات مكتوبة‪.‬‬

‫‪ 3‬يجب مراعاة مبدأ سرية المعلومات ويكون العضو على استعداد لتقديم ملخصات لهذه‬
‫المعلومات ما أمكن له ذلك لتعلن‬

‫على باقي األطراف‪.‬‬

‫‪ - 4‬تتحقق السلطات من دقة المعلومات أثناء التحقيق وقوة األسانيد التي تستند إليها‪.‬‬

‫‪ - 5‬في حالة رفض أي عضو تقديم معلومات تطلبها السلطات يكون اعتماد السلطات في‬
‫‪1‬‬
‫قراراها على ما توافر لديها من معلومات‬

‫ثانيا ‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫تتمثل أهم هذه الشروط في‪:‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪299‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 1‬يجب إثبات العالقة السببية بين الواردات المغرقة والضرر المادي الذي حل‬
‫بالبضاعة المحلية‪.‬‬

‫‪ 2‬يستند تحديد التهديد بوجود ضرر مادي على وقائع وليس على مجرد مزاعم أو تكهنات‬
‫أو إمكانية بعيدة وينبغي أن يكون تحديد الظروف التي قد تخلق وصفا قد سبب فيه‬
‫اإلغراق ضررا متوقعا وشيكا على السلطات عند تحديده وجود خلط مادي أن تبحث لكي‬
‫تثبته في عدة عوامل لعل أهمها ‪:‬‬

‫معدل زيادة كبيرة في الواردات المغرقة إلى السوق المحلي مما كشف عن احتمال‬ ‫‪-‬‬
‫حدوث زيادة كبيرة في االستيراد‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت الوردات تدخل بأسعار يكون لها أثر كبير في األسعار المحلية ومن شأنها أن‬
‫تزيد الطلب على مزيد من الواردات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مخزون المنتج الذي يتم التحقيق فيه حتى تبت في شأنه‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراءات متابعة اإلغراق ومكافحته‪:‬‬

‫في الحالة التي يتم فيها إثبات وجود واقعة اإلغراق وصدر إخطار عام بهذا الشأن أتيحت‬
‫لألطراف ذات المصلحة فرصة لتقديم المعلومات و التعليقات فان المواد من ‪ 11 / 7‬قد‬
‫حددت اإلجراءات الالزمة لمنع حدوث الضرر أثناء التحقيق وبعد التأكد من صحة الحالة‬
‫محل البحث وتتمثل هذه اإلجراءات في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬إجراءات مكافحة اإلغراق‪:‬‬

‫يتم اللجوء إلى التشاور أوال لحل النزاع بين األطراف المعنية ‪ ،‬وفي حالة عدم التوصل‬
‫إلى حل مرض وتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات نهائية بفرض رسوم مضادة لإلغراق‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪298-292‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫يجوز هنا أن يتم إحالة المسألة إلى جهاز فض المنازعات ‪ ،‬وفي الحالة التي يرى فيها‬
‫هذا الجهاز أن هذا التدبير مخالف التفاق مكافحة اإلغراق يقوم جهاز فض المنازعات‬
‫بناءا على طلب الشاكي بإنشاء فريق لبحث المسالة استنادا إلى ‪:‬‬

‫بيان مكتوب من الطالب يوضح فيه ما يعيق تحقيق أهداف هذا االتفاق ‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫الوقائع المتاحة لسلطات العضو المستورد وفقا لإلجراءات المناسبة‬ ‫‪‬‬

‫وفي حالة فشل المشاورات وعدم توصل الطرفين إلى إيجاد حل مناسب للنزاع فانه في‬
‫هذه الحالة تقوم الدولة التي تضررت‬

‫صناعتها من اإلغراق باتخاذ مجموعة من التدابير واإلجراءات المؤقتة وهذه األخيرة‬


‫تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ - 1‬اإلجراءات المؤقتة‪:‬‬

‫و التي قد تتخذ شكل رسم مؤقت أو ضمان بوديعة نقدية أو سند يعادل مقدار رسم مكافحة‬
‫األسواق المقدر مؤقتا وال يزيد عن هامش اإلغراق المقدر مؤقتا ‪.‬‬

‫وهذه اإلجراءات المؤقتة ال تطبق قبل ‪ 60‬يوما من تاريخ بدء التحقيق ‪ ،‬ويقتصر تطبيق‬
‫هذه اإلجراءات المؤقتة على اقصر فترة ممكنة على أن ال تتجاوز ‪ 4‬أشهر أو ‪ 6‬أشهر‬
‫بقرار من السلطة المعنية بناءا على طلب أحد األطراف ذات الصلة‪.‬‬

‫‪ - 2‬التعهدات السعرية‬

‫و التي بموجبها تتعهد الدولة بمراجعة األسعار أو وقف صادراتها إلى المنطقة المعنية‬
‫بأسعار اإلغراق ‪ ،‬وال تقبل التعهدات السعرية من المصدرين ما لم تكن سلطات العضو‬
‫‪1‬‬
‫المستورد قد توصلت إلى تحديد أولي ايجابي لإلغراق والضرر الناشئ عنه‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪304- 303‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫كما ال يجب أن تؤدي هذه التعهدات إلى زيادة أسعار المنتج المغرق عن ما هو‬
‫‪1‬‬
‫ضروري إلزالة هامش اإلغراق‬

‫وهذه التعهدات تتوقف على قبول السلطات لها ‪ ،‬وهذه التعهدات ال تؤثر في التحقيق أي‬
‫بعبارة أخرى ال تؤدي إلى وقف التحقيق وإ نما يتم استكمال التحقيق في اإلغراق و‬
‫الضرر إذا رغب المصدر أو قررت السلطات المعنية ذلك ‪.‬‬

‫وينتهي العمل بهذا اإلجراء بعد ‪ 5‬سنوات من تاريخ فرضها كحد أقصى إال إذا رأت‬
‫‪2‬‬
‫سلطات التحقيق ضرورة استمرارها حتى ال يلحق الضرر بالصناعة المحلية ‪.‬‬

‫‪ - 3‬فرض رسوم مكافحة اإلغراق‪:‬‬

‫ويتم إصدار هذا القرار من السلطة المعنية عند توافر كل متطلبات فرضه و القرار بما‬
‫إذا كان مقدار الرسم لمكافحة اإلغراق المفروض هو هامش أو كل هامش اإلغراق أو‬
‫‪3‬‬
‫اقل عند سلطات العضو المستورد‪.‬‬

‫والمالحظ انه عند إجراء تحقيق نهائي بالضرر ويكون من شان واردات اإلغراق في‬
‫غياب اإلجراءات المؤقتة أن تؤدي إلى تحديد الضرر فرض رسوم مكافحة اإلغراق بأثر‬
‫رجعي ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪joseph w dorn duan w Layton the wto anti dumping agreement, A‬‬

‫‪guide For Developing Countries, www.wto.org/english/tratop-‬‬

‫‪e/adp-e/adp-e.htm, p 5‬‬

‫منى طعيمة الجرف ‪ ،‬اإلغراق في إطار منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬المفهوم والمحددات واآلثار ‪ ،‬مؤتمر الجوانب القانونية و ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪2004‬‬

‫ص ‪1388‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪304-303‬‬ ‫‪3‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وتفرض رسوم مكافحة اإلغراق بأثر رجعي إذا ما توافرت أدلة كافية على تحقق الشروط‬
‫وذلك عند بدا التحقيق ‪ ،‬ألنه ال‬

‫يجوز فرض هذه الرسوم بأثر رجعي على منتجات دخلت لالستهالك قبل تاريخ بدا‬
‫التحقيق ‪.‬‬

‫وال يظل العمل باإلجراءات التي تواجه اإلغراق إال بالمقدار و المدى الالزمين لمواجهة‬
‫اإلغراق الذي يسبب الضرر ‪.‬‬

‫كما تقوم السلطات بمراجعة مدى ضرورة االستمرار في فرض الرسوم بمبادرة منها عند‬
‫وجود مبررات أو بناءا على طلب مقدم من طرف ذي مصلحة بغية المراجعة بشرط‬
‫انقضاء فترة زمنية معينة ومناسبة على فرض رسوم مكافحة اإلغراق النهائي ‪،‬‬

‫بحيث ينتهي أي رسم نهائي لمكافحة اإلغراق في موعد ال يتجاوز ‪ 5‬سنوات من فرضه ‪.‬‬

‫‪ - 4‬إجراءات مكافحة اإلغراق نيابة عن بلد ثالث ‪.‬‬

‫في هذه الحالة يتقدم البلد الذي يؤثر اإلغراق على صادراته في بلد ثالث بطلب مباشرة‬
‫إجراءات مكافحة اإلغراق نيابة عن البلد الثالث مدعما طلبه هذا بمعلومات توضح وجود‬
‫إغراق بسبب الواردات و التي تسببت في إلحاق ضرر للصناعة في البلد‬

‫الثالث ‪ ،‬وبناءا على هذا الطلب تقوم سلطات الدولة المستوردة ببحث آثار اإلغراق على‬
‫الصناعة في البلد الثالث ‪ ،‬ويكون‬

‫السير في القضية من عدمه من مسؤولية البلد المستورد ‪.‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه انه قد تم إنشاء لجنة خاصة بممارسة مكافحة اإلغراق في إطار‬
‫منظمة التجارة العالمية وهذا بهدف متابعة ممارسات مكافحة اإلغراق ‪ ،‬وهي تتكون من‬
‫ممثلين لكل الدول األعضاء‪ ،‬تجتمع مرتين على األقل كل سنة وتعمل أمانة‬

‫منظمة التجارة العالمية كأمانة لهذه اللجنة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الخطوات المتبعة من الدول المصدرة والمستوردة في قضايا اإلغراق‬

‫هناك قاعدة في العرف الدولي تقضي بعدم جواز لجوء الدولة المصدرة إلى نظام فض‬
‫المنازعات في منظمة التجارة العالمية إال بعد استنفاذ منتجيها لكافة اإلجراءات المتوفرة‬
‫في القوانين الوطنية في الدولة المستوردة غير انه من الناحية العملية نجد بأنه قد ترك‬
‫لمنتجي الدولة المصدرة وشركاتها حق االختيار بين الذهاب إلى منظمة التجارة العالمية‬
‫أو اللجوء إلى القانون الوطني للدولة المستوردة وهذا و بالرغم من محاوالت و ‪ .‬م ‪ .‬أ و‬
‫‪1‬‬
‫بقوة بغية تمرير هذا المبدأ دون أن تنجح في نهاية المطاف ‪..‬‬

‫وعليه نجد بأن هناك مجموعة من الخطوات التي تقع على عاتق الدولة المصدرة‬
‫والمستوردة و التي سنبينها وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬الخطوات التي تقع على عاتق الدولة المصدرة‬

‫في حالة ما إذا رأت دولة عضو أن الفائدة المباشرة أو غير المباشرة من االتفاقية‬ ‫‪‬‬
‫المضادة لإلغراق مهددة أو تم إلغائها من دولة أخرى فانه يتعين على الدولة‬
‫المتضررة تقديم طلب مكتوب إلى الدولة إلجراء مشاورات بغية الوصول إلى‬
‫تسوية ‪.‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪308-304‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫في حالة إخفاق المشاورات وقيام الدولة المستوردة بفرض رسوم على مصدري‬ ‫‪‬‬
‫الدولة المصدرة فانه يمكن لهذه األخيرة اللجوء‬

‫إلى جهاز فض المنازعات‬

‫تقديم الدولة المصدرة لطلب كتابي لجهاز فض المنازعات توضح فيه إعاقة إحدى‬ ‫‪‬‬
‫القواعد الناجمة عن االتفاقية المضادة لإلغراق‪.‬‬

‫وهذه الخطوات تعتبر ملزمة قبل بدء النظر في أي نزاع خاص باإلغراق من قبل‬
‫فريق التحكيم وخالل هذه المرحلة يمكن للدولة المتضررة أن تطلب من فريق التحكيم‬
‫النظر في جميع األسانيد و الحسابات التي استندت إليها الدولة المستوردة في تحرياتها‬
‫‪.‬‬

‫ب ‪ -‬الخطوات التي تقع على عاتق الدولة المستوردة‬

‫إجراءات بدء التحقيق والتحري بغية إثبات ووقع الضرر على صناعة أو منتج‬ ‫‪‬‬
‫الدولة المستوردة من جراء اإلغراق الممارس من قبل الدولة المصدرة‬
‫إعالن النتائج المتوصل إليها وأساس جميع القوانين و الوقائع و التشريعات التي‬ ‫‪‬‬
‫استندت إليها وأسباب و أسس النتائج المتوصل إليها ‪.‬‬

‫قبل فرض الرسوم المضادة لإلغراق يتعين اتخاذ مجموعة من اإلجراءات على‬ ‫‪‬‬
‫المستوى الداخلي و المتمثلة في ‪:‬‬
‫تقديم الصناعة المحلية للشكوى إلى جهاز مكافحة اإلغراق الوطني وتكون مؤيدة‬ ‫‪‬‬
‫من المنتجين الذين يمثلون ‪ % 50‬على األقل من إنتاج المنتج موضع الشكوى أو‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫أقل من ‪ %50‬بشرط أن تكون مؤيدة من عدد المنشات التي تمثل الصناعة‬


‫المتضررة‪.‬‬
‫إثبات الشكوى باألدلة وبيان حجم الواردات من ‪ 3‬إلى ‪ 5‬سنوات ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وحتى يتم اتخاذ إجراء من جهاز مكافحة اإلغراق ال بد من توافر ‪ 3‬عناصر ‪:‬‬

‫إثبات اإلغراق‬ ‫‪‬‬


‫إثبات الصناعة أن اإلغراق قد سبب لها ضررا ماديا ‪ ،‬وبيان أثره على القوائم‬ ‫‪‬‬
‫المالية للمنشات المتضررة‬
‫وجود عالقة سببية بين اإلغراق والضرر من خالل عدة مظاهر كانخفاض‬ ‫‪‬‬
‫المبيعات وزيادة حجم المخزون ‪.‬‬
‫بعد قبول الشكوى يتم اتخاذ مجموعة من اإلجراءات المتمثلة في إعداد وثيقة‬ ‫‪‬‬
‫االستماع وتقديم وثائق الدفاع من كل من له‬

‫مصلحة ‪ ،‬ويتم أيضا إعداد ملخص للشكوى من قبل الصناعة ويتم إخطار الجهاز للدول‬
‫المعنية بعد حذف البيانات السرية ‪،‬‬

‫ويقوم جهاز مكافحة اإلغراق بالبدء في اتخاذ إجراءات السير في الحالة خالل ‪ 45‬يوما‬
‫من تقديم الشكوى ‪ ،‬كما يجب أن يتم‬

‫‪1‬‬
‫نشر إخطار بذلك في الجريدة الرسمية‬

‫‪ ..‬وتعتبر كافة االتصاالت التي يتم إجراءها قبل بدء اإلجراءات الرسمية سرية بحيث ال‬
‫يتم إخطار المصدرين و المستوردين أو ممثلي الدولة المصدرة بها ‪.‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪310-308‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫القيام بزيارات التحقق الميدانية و التي تأتي عقب استالم الرد على االستقصاء‬ ‫‪‬‬
‫وعادة ما يقومون بزيارة بعض المستوردين‬

‫کشركات مبيعات المصدرين ذات الصلة ‪ ،‬وبعد االنتهاء من زيارات التحقق يتوجه‬
‫القائمون بدراسة الحالة للقيام بزيارة‬

‫ميدانية إلى مقر المصدرين في الدول المصدرة لضمان أن المعلومات المقدمة تتفق مع‬
‫اإلجراءات المحاسبية العادية ‪.‬‬

‫اتخاذ القرارات المبدئية في حالة ثبوت وجود إغراق وضرر و التي عادة ما تتمثل‬ ‫‪‬‬
‫في فرض رسوم مكافحة اإلغراق والتي يتم نشرها في الجريدة الرسمية وإ عالم‬
‫األطراف بذلك ‪.‬‬

‫أما في الحالة التي يظهر فيها التحقق عدم وجو ضرر أو أن هامش اإلغراق ضئيل أو‬
‫اقل من ‪ %2‬من سعر التصدير او ان‬

‫حجم الواردات يقل عن ‪ %3‬فانه في هذه الحالة يتم إلغاء حالة اإلغراق فورا وتوقف‬
‫اإلجراءات ‪..‬‬

‫وما تجدر اإلشارة إليه هو انه ال يجوز تطبيق اإلجراءات المتوقعة قبل انقضاء ‪ 60‬يوما‬
‫من بدء التحقيق و أال يتجاوز تطبيقها‬

‫‪ 9‬أشهر من هذا التاريخ وال يتم التحصيل الفعلي لهذه الرسوم المؤقتة ‪ ،‬وعلى‬
‫المستوردين البدء في تقديم الضمانات ‪.‬‬

‫يتم اتخاذ إجراءات مكافحة اإلغراق النهائية بفرض رسوم نهائية على أن تتخذ‬ ‫‪‬‬
‫الرسوم شكل رسوم حسب القيمة أو رسوم الحد األدنى للسعر أو مجموع االثنين‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫معا ‪ ،‬وتقوم السلطات الجمركية بتحصيلها بنفس طريقة تحصيل الرسوم الجمركية‬
‫العادية ‪ ،‬ويتعين على مستورد السلع القيام بدفع القيمة اإلجمالية لكال الرسوم‬
‫الجمركية ورسوم مكافحة اإلغراق ‪ .‬وتستمر رسوم مكافحة اإلغراق لمدة ‪5‬‬
‫سنوات من تاريخ دخولها حيز التنفيذ وذلك بنشر قرار فرض الرسوم النهائية في‬
‫الجريدة الرسمية ويمكن الطعن فيها أمام المحكمة االبتدائية خالل شهرين من‬
‫‪1‬‬
‫تاريخ اتخاذ القرار بفرض رسوم مكافحة اإلغراق النهائية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬حالة تطبيقية عن قضايا اإلغراق في مصر( قضية حديد التسليح ذو‬
‫المنشأ التركي)‬

‫تعد مصر من الدول العربية المنظمة إلى منظمة التجارة الدولية‪ ،‬وتعد من الدول التي‬
‫طرحت عدة قضايا على جهاز تسوية المنازعات ومنها قضايا اإلغراق‪ ،‬وفيما يلي سوف‬
‫نتناول حالة من هذه الحاالت ( القضايا ) من خالل الفرعين المواليين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األطراف المعنية بالقضية‪:‬‬

‫هذه األطراف هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الصناعة المصرية‪ ( :‬مدعية ) ‪:‬‬

‫وتمثلت في‪:‬‬

‫‪ - 1‬شركة اإلسكندرية الوطنية للحديد والصلب‪.‬‬

‫‪ - 2‬شركة العز الصناعة حديد التسليح‬

‫ثانيا‪ :‬الحكومة التركية‪ ( :‬مدعى عليها )‪:‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪313-311‬‬ ‫‪1‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫وتشمل شركاتها التالية‪:‬‬

‫‪ - 1‬شركة هاباس‬

‫‪ 2‬شركة ديفو‪.‬‬

‫‪ 3-‬شركة شوكوال كوجيلو‬

‫‪ - 4‬شركة إيكداس‪.‬‬

‫‪ - 5‬شركة از مير‬

‫‪ - 6‬شركة أكينشلر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ - 7‬شركات أخرى‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طبيعة المنتجات المستوردة‬

‫تمثلت المنتجات المستوردة في‪ :‬حديد التسليح وعلى وجه التحديد قضبان وعيدان من‬
‫الحديد والحديد الصلب الغير مخلوط ‪ .....‬المستعملة األغراض البناء و هي المنتجات‬
‫التي يتم استيرادها وفقا للبند الجمركي رقم ‪ 1472‬والبنود الفرعية التالية له‪ ،‬والخاضعة‬
‫‪2‬‬
‫للرسوم الجمركية فئة ‪ 20%‬ويتم إنتاج المنتج محل التحقيق بأقطار مختلفة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إجراءات التسوية المتعلقة بالقضية‪:‬‬

‫تحركت القضية بناءا على شكوى من الشركة االسكندرية للحديد والصلب وشركة‬ ‫‪‬‬
‫العز الصناعة حديد التسليح في ‪ 1998 / 12 / 26 ، 23‬تفيد تضررهما و‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪332-330‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪333‬‬ ‫‪2‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫الصناعة الوطنية ماديا من جراء الواردات المفرغة من حديد التسليح ذو المنشأ‬


‫التركي ‪ .‬تم قبول الشكوى بتاريخ ‪ 1999 / 1 / 31‬وتم إخطار الحكومة التركية‬
‫بذلك ‪.‬‬
‫اقتناع سلطة التحقيق بان الشركتين تمثالن الصناعة المحلية وقدمتا الدليل على أن‬ ‫‪‬‬
‫السلع المستوردة معرفة األمر الذي نتج عنه تهديد بحدوث ضرر مادي للصناعة‬
‫الوطنية ‪ ،‬وأعدت تقريرا بذلك وعرضته على اللجنة االستشارية التي بدورها‬
‫أعدت تقريرا وقدمته لوزير التجارة والتمويل‪.‬‬
‫تمت الموافقة من قبل وزير التجارة والتمويل على بدأ التحقيق في ‪1999 / 2 / 6‬‬ ‫‪‬‬
‫وتم نشر هذا اإلعالن في جريدة الوقائع المصرية ‪.‬‬
‫حددت الشركات أهم مظاهر الضرر المادي للصناعة المحلية من جراء الواردات‬ ‫‪‬‬
‫المعرفة التركية في ‪:‬‬

‫‪ - 1‬انخفاض حجم المبيعات ‪.‬‬

‫‪ - 2‬أثار سلبية على األسعار فرق سعري ‪ ،‬تخفيض سعري ‪.‬‬

‫‪ - 3‬انخفاض في األرباح ‪.‬‬

‫‪ - 4‬زيادة في المخزون ‪.‬‬

‫‪ - 5‬أثار سلبية على الوضع المالي و االقتصادي للشركات ‪.‬‬

‫زيارة فريق التحقيق لكل من الشركات المنتجة و المصدرة وإ عداد تقارير بذلك مع‬ ‫‪‬‬
‫قوائم الحسابات المتعلقة بحساب أسعار التصدير و القيم العادية ‪.‬‬
‫تلقي التعليقات على تقارير زيارات التحقيق من الشركات المعنية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫معرفة سلطة التحقيق أن االقتصاد التركي يعاني من تضخم كبير تصل نسبته إلى‬ ‫‪‬‬
‫‪ % 5‬شهريا وهذا األمر الذي لم تأخذه البيانات بعين االعتبار ‪.‬‬

‫فحص الفواتير الخاصة بالصفقة وسعر التصدير و التكلفة على مستوى كل شركة‬ ‫‪‬‬
‫مصدرة وكذا حساب القيمة العادية في ظل التجارة العادية ‪ ،‬كل هذا بغية مقارنة‬
‫سعر البيع في السوق المحلي بتكلفة اإلنتاج على مستوى الشركات المصدرة مع‬

‫إضافة هامش ربح عند حساب القيمة العادية التي تم التوصل إليها من خالل أخذها من‬
‫قائمة الدخل الخاصة بكل شركة بعدها قامت لجنة التحقيق بمقارنة سعر التصدير بالقيمة‬
‫العادية واتضح أن سعر التصدير اقل من القيمة العادية ‪ ،‬وبناءا عليه تم تحديد هامش‬
‫إغراق كل شركة على النحو التالي ‪:‬‬

‫شركة هاباس ‪ habas‬هامش إغراقها ‪% 25.55‬‬ ‫‪-‬‬


‫شركة ديلز ‪ diler‬هامش إغراقها ‪% 29‬‬ ‫‪-‬‬
‫شركة كوالكو جلو ‪ colakoglu‬هامش إغراقها ‪%47.54‬‬ ‫‪-‬‬
‫شركة ايكراس ‪ Icdas‬هامش إغراقها ‪% 33‬‬ ‫‪-‬‬
‫شركة ازمير هامش إغراقها ‪%66‬‬ ‫‪-‬‬
‫شركة اكينشلير هامش إغراقها ‪%66‬‬ ‫‪-‬‬
‫شركات أخرى هامش إغراقها ‪%66‬‬ ‫‪-‬‬

‫التحقق من األضرار التي سببتها عملية اإلغراق‬

‫اتضح من فحص األضرار المؤشرات التالية ‪:‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫زيادة حجم الواردات بشكل مطلق إلى مصر بحيث قدرت في الفترة من ‪/ 1997‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1998‬ب ‪ 210000‬طن وفي الربع األول من عام ‪ 1999‬وصل حجم الواردات‬
‫المغرقة إلى ‪ 73600‬طن أي بزيادة بقدر ‪ %40‬عن عام‪1998 .‬‬
‫زيادة النسبية في حجم الواردات كانت كبيرة بحيث اظهر مؤشر الواردات المغرقة‬ ‫‪‬‬
‫من االستهالك انه وصل من ‪ %0‬عام ‪ 1997‬إلى ‪ %126‬عام ‪ ، 1999‬و الذي‬
‫بناءا عليه توصلت سلطة التحقيق إلى وجود زيادة كبيرة في حجم‬

‫الواردات المغرقة بصورة مطلقة بالنسبة لالستهالك في مصر بعد حساب الفرق بين سعر‬
‫المنتج المستورد المحلي و المثيل على نفس المستوى أي مستوى باب المصنع بمستوى‬
‫مخازن المستورد حتى ال تؤثر الفروق في تكاليف التوزيع وهوامش ربح الموزعين على‬
‫توضيح اثر األسعار المغرقة تم التوصل إلى وجود فرق سعري نتيجة للواردات‬

‫تحقيق األسعار بحيث أوضح المؤشر أن هناك انخفاض في أسعار الصناعة‬ ‫‪‬‬
‫المحلية و الذي زاد خالل الربع األول من عام ‪ 1999‬حيث وصلت نسبته إلى‬
‫‪ %10.5‬مما يدل على تخفيض الصناعة المحلية ألسعارها بغية التمكن من‬
‫منافسة األسعار األقل للمنتج التركي ‪.‬‬
‫اآلثار االقتصادية ‪ :‬و التي ستدل على مدى تأثير الواردات المغرقة على‬ ‫‪‬‬
‫اقتصاديات الصناعة المحلية من خالل تقييم االنخفاض الفعلي أو المحتمل في‬
‫المبيعات أو األرباح أو اإلنتاجية أو العائد على االستثمار و التأثيرات السلبية‬
‫الفعلية و المحتملة على التدفق النقدي ‪.‬‬

‫كما توصلت سلطة التحقيق إلى وجود انخفاض كبير في األرباح وان االستمرار على هذا‬
‫المنوال سيؤدي إلى وقوع آثار‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪1‬‬
‫اقتصادية خطيرة على الصناعة المحلية ‪..‬‬

‫وعلى ضوء المؤشرات السابقة توصلت سلطة التحقيق إلى ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬زيادة حجم الواردات المغرقة بشكل مطلق وبالنسبة لالستهالك‬

‫ب ‪ -‬أسعار بيع الواردات المغرقة اقل من أسعار البيع للمنتجات المحلية المثلية ‪.‬‬

‫ج ‪ -‬انخفاض أسعار المنتجات المحلية ‪.‬‬

‫د ‪ -‬منع أسعار المنتجات المحلية من الزيادة ‪.‬‬

‫ه وجود آثار اقتصادية سلبية على الصناعة أهمها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬زيادة مبيعات الصناعة المحلية بأسعار منخفضة للغاية‬

‫‪ - 2‬تأثر مخزون الصناعة المحلية بصورة كبيرة ‪.‬‬

‫‪ - 3‬استمرار الخسائر الكبيرة في أرباح الصناعة ‪.‬‬

‫‪ - 4‬انخفاض العائد على االستثمار ‪.‬‬

‫و ‪ -‬وجود زيادة كبيرة في حجم الواردات المغرقة ‪.‬‬

‫ي ‪ -‬اضطرار الصناعة إلى تخفيض أسعارها للمحافظة على مبيعاتها خالل فترة‬
‫اإلغراق ‪.‬‬

‫وفي األخير صدر القرار النهائي لهذه القضية وذلك على النحو التالي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الواردات التركية من منتج حديد التسليح وردت بأسعار مغرقة األمر الذي ألحق‬
‫ضرر مادي للصناعة المحلية ‪ .‬ثانيا ‪ :‬تم حساب مقدار رسم مكافحة اإلغراق على أساس‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص‪339-328‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫قيمة هامش اإلغراق بالنسبة للشركات التي شملها التحقيق و بالنسبة لواردات حديد‬
‫التسليح من الشركات التي لم ترد على قوائم األسئلة ‪ .‬ونتيجة لهذا فقد أوصت سلطة‬
‫التحقيق بفرض رسوم مكافحة اإلغراق على الواردات من السلع الخاضعة للتحقيق وقد‬
‫‪1‬‬
‫وافق الوزير المختص على فرض هذه الرسوم وانتهت القضية لصالح مصر‪.‬‬

‫خــــــــــــاتمة‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪ ,‬المرجع السابق ص ‪340-339‬‬ ‫‪1‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫ومن خالل دراستنا المستفيضة آللية تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية‬
‫توصلنا لجملة من النتائج أهمها ‪:‬‬

‫‪ - 1‬إن تفاهم تسوية المنازعات الذي أسفرت عنه جولة األورغواي يعد بمثابة تقوية‬
‫كبرى للنظام التجاري متعدد األطراف بالنظر إلمكانية أي دولة عضوة فيه إلزام أية دولة‬
‫أخرى طرف في االتفاقية بغية تنفيذ االلتزامات والتعهدات القانونية التي التزمت بها‬
‫بمجرد انضمامها إلى االتفاقية ‪ ،‬أو حتى توقيع جزاءات عند عدم امتثالها للقرارات‬
‫والتوصيات التي تصدر في هذا الشأن‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 2‬أن االلتجاء إلى التقاضي أمام جهاز تسوية المنازعات وطلب إنشاء فريق تحكيم ال‬
‫يتم إال بعد التأكد من أن ذلك هو السبيل الوحيد لحسم المنازعة ‪ ،‬حيث أتاح التفاهم‬
‫مرحلتين لتسوية النزاع وديًا باالتفاق تبادليًا بين طرفي المنازعة قبل اللجوء إلى إنشاء‬
‫فريق التحكيم‪ ،‬ويعكس هذا التدرج الحرص على اإلبقاء على العالقات الطيبة بين الدول‬
‫وتأكيد مبدأ حسن النية بما يجد من النزاعات والتوترات فيما بينها‪.‬‬

‫‪ - 3‬أن تفاهم تسوية المنازعات وضع ضوابط وقواعد محددة إلنشاء عمل فرق التحكيم‬
‫تكفل استمرارية سير إجراءات تسوية المنازعات بطريقة تلقائية وعدم عرقلتها‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى رقابة تنفيذ توصيات وقرارات فرق التحكيم وجهاز االستئناف‪.‬‬

‫‪ - 4‬فرض تفاهم تسوية المنازعات حظر قانوني على اتخاذ التدابير االنتقامية أحادية‬
‫الجانب‪.‬‬

‫‪ -5‬أن الطريقة التي تم بها تصميم آلية تسوية المنازعات تناسب بدرجة كبيرة الدول‬
‫الكبرى والقوية اقتصاديًا حيث يتطلب االستخدام الكفء لهذه اآللية نفقات مالية كبيرة‬
‫وخبرات بشرية األمر الذي المتلكه كثير من الدول النامية و التي ال يمكنها مواجهة هذه‬
‫النفقات‬

‫‪ -6‬أن الدول النامية ال تضمن امتثال الدول الكبرى للقرارات والتوصيات التي قد تصدر‬
‫لصالحها في مواجهة هذه الدول‬

‫الكبرى‪ ،‬كما أنها غير قادرة على استعمال حقوقها الثأرية أو التعويضية ضد هذه الدول‪.‬‬

‫‪ - 7‬أن الدول المتقدمة ال تلتزم بتنفيذ ما تضمنته بعض مواد التفاهم من وجوب معاملة‬
‫الدول النامية معاملة خاصة أو مراعاة‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ألوضاع هذه الدول‪ ،‬ومن ثم فقد تحولت اصطالحات المعاملة الخاصة والتفضيلية للدول‬
‫النامية إلى مجرد شعارات أكثر منها‬

‫واقع عملي وحقيقي‪.‬‬

‫‪ - 8‬أن الترخيص للدولة النامية باتخاذ إجراء تعليق التنازالت ضد الدولة المتقدمة يعتبر‬
‫مجرد خيار نظري في معظم القضايا ألن تلك الدول تعاني من ظروف اقتصادية وسياسية‬
‫صعبة‪ ،‬قد تمنعها من إعمال ذلك الخيار‪ ،‬بل إنها من الناحية الواقعية تعجز عن تنفيذه‬
‫بسبب بعض العقبات التي قد تتمثل في التبعية السياسية للعديد من الدول النامية لبعض‬
‫الدول المتقدمة‪ ،‬نتيجة المخلفات االستعمار‪ ،‬أو بسبب عدم قدرة تلك الدول على االستغناء‬
‫عن وارداتها من الدول المتقدمة في المجال الذي رخص فيه بتعليق التنازالت‪ ،‬أضف إلى‬
‫ذلك أن اآلثار االقتصادية للتعليق قد تكون ضئيلة جدًا ومنعدمة التأثير بالنسبة للدول‬
‫المتقدمة على نحو ال تشكل معه وسيلة إلزام تفرض التنفيذ الفعلي للقرارات والتوصيات‪.‬‬

‫والى جانب هذه التوصيات توصلنا إلى صياغة مجموعة من المقترحات التي يمكننا‬
‫إيجازها في النقاط التالية ‪:‬‬

‫أوًال ‪ :‬ضرورة إعداد كوادر وخبرات وطنية لالستعانة بها في المنازعات التجارية التي‬
‫تكون الدول النامية طرفًا فيها أمام جهاز تسوية المنازعات بمنظمة التجارة العالمية‪ ،‬وذلك‬
‫توفيرًا للتكلفة العالية مقابل االستعانة بمكاتب قانونية دولية وبمستشارين قانونيين ‪.‬‬

‫ثانيًا ‪ :‬أن تتمسك البالد النامية األعضاء بحقها المنصوص عليه في المادة ‪ 27‬فقرة ‪ 2‬من‬
‫تفاهم تسوية المنازعات بأن توفر لها أمانة المنظمة المشورة القانونية والمساعدة الفنية‬
‫فيما يتعلق بتسوية المنازعات من خالل خبراء قانونيين مؤهلين من إدارة التعاون الفني‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫باإلضافة إلى االستفادة من الخبرة القانونية لمركز المشورة حول قانون منظمة التجارة‬
‫العالمية ‪.‬‬

‫ثالثًا ‪ :‬أن تتجنب البالد النامية استخدام آلية تسوية المنازعات قدر اإلمكان سواء كانت‬
‫شاكية أو مشكو في حقها‪ ،‬بما يؤدى إلى تخفيض متوسط النفقات في مجال تسوية‬
‫المنازعات‪ ،‬وذلك من خالل‬

‫‪ - 1-‬محاولة تسوية أكبر عدد ممكن من المنازعات في مرحلة التشاور خاصة النزاعات‬
‫التي تثور بين البالد النامية وبعضها‪.‬‬

‫‪ - 2‬الوفاء بالتعهدات وااللتزامات التي تم تقديمها أثناء االنضمام لعضوية منظمة التجارة‬
‫العالمية‪.‬‬

‫‪ - 3‬االستفادة قدر اإلمكان من التحكيم السريع المنصوص عليه في المادة ( ‪ ) 25‬من‬


‫التفاهم كوسيلة بديلة لتسوية‬

‫المنازعات‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ - 01‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ - 01‬السيد مصطفى أحمد أبو الخير‪ ،‬إستراتيجية فرض العولمة ( اآلليات والوسائل‬
‫الحمائية ) ‪ ( ،‬بدون دار نشر )‪ ( ،‬بدون‬

‫تاريخ )‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 02‬أسامة المجذوب ‪ ،‬العولمة االقتصادية ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪.1999‬‬

‫‪ - 03‬حسين عمر‪ ،‬االقتصاد لكل قارئ دار الفكر العربي‪1994 ،‬‬

‫‪ - 04‬حفيظة السيد الحداد ‪ ،‬االتجاهات المعاصرة بشان اتفاق التحكيم ) من حيث‬


‫استقالليته وآثاره و النظام القانوني الذي يحكمه مدى تأثر قانون التحكيم المصري الجديد‬
‫بها ) ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬االسكندرية ‪.2001 ،‬‬

‫‪ - 05‬جالل وفاء محمدين تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار اتفاقيات الغات دار‬
‫الجامعة الجديدة للنشر‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪2006 ،‬‬

‫‪ - 06‬خالد ممدوح إبراهيم ‪ ،‬التحكيم االلكتروني في عقود التجارة الدولية ‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬الطبعة‬

‫األولى‪.2008 ،‬‬

‫‪ - 07‬خيري فتحي البصيلي تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬مصر‪2007 ،‬‬

‫‪ - 08‬محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين المنظمات الدولية المعاصرة ( منظمة‬
‫األمم المتحدة‪ ،‬جامعة الدول‬

‫العربية‪ ،‬منظمة التجارة العالمية آلية إدارة اتفاقات الغات )‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫( دون تاريخ )‪.‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ - 09‬ممدوح طنطاوي ‪ ،‬التوفيق والتحكيم ولجان فض المنازعات ( الغرف التجارية‬


‫ومراكز التوفيق والتحكيم ) ‪ ،‬منشاة‬

‫المعارف ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى ‪.2003 ،‬‬

‫‪ - 10‬عبد المطلب عبد الحميد ‪ ،‬الجات واللبنات منظمة التجارة العالمية من‬
‫األورغواي لسياتل وحتى الدوحة ‪ ،‬الدار‬

‫الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ( ،‬بدون تاريخ )‪.‬‬

‫‪ - 11‬عبد الفتاح أبو شراز‪ ،‬االقتصاد الدولي " نظريات وسياسات "‪ ،‬دار الميسرة‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ط ‪2007 ،01‬‬

‫‪ - 12‬عباد عب العزيز ‪ ،‬تبييض األموال والقوانين و اإلجراءات المتعلقة بالوقاية منها‬


‫ومكافحتها في الجزائر ‪ ،‬دار الخلدونية‬

‫الجزائر‪2006 ،‬‬

‫‪ - 13‬فوزي محمد سامي ‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة الحكام التحكيم‬
‫التجاري الدولي كما جاءت في‬

‫القواعد واالتفاقيات الدولية واالقليمية والعربية مع اشارة إلى أحكام التحكيم في التشريعات‬
‫العربية ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و‬

‫التوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬اإلصدار الرابع ‪2009 . ،‬‬


‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫‪ -14‬سمير عبد العزيز التجارة العالمية بين جات ومنظمة التجارة العالمية‪ ،‬مكتبة‬
‫ومطبعة اإلشعاع الفنية للطباعة والنشر‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪ ( ،‬دون تاريخ )‪.‬‬

‫‪ - 15‬ياسر زغيب اتفاقيات الغات بين النشأة والتطور واألهداف ( منافع ومخاطر ) دار‬
‫الندى‪ ،‬بيروت‪1999،‬‬

‫المجالت‬

‫‪ - 01‬عبد الفتاح محمد الحسيني اآلمال والتحديات في اتفاقيات الغات مجلة أخبار النفط‬
‫والصناعة‪ ،‬اإلطارات العربية‪ ،‬العدد‬

‫‪ ،283‬السنة ‪ 25‬مارس‪1994‬‬

‫‪ - 02‬صالح صالحي ‪ ،‬دور المنظمة العالمية في النظام التجاري العالمي ‪ ،‬البصيرة ‪،‬‬
‫مجلة دراسات اقتصادية ‪ ،‬العدد ‪، 2‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪ - 03‬صباح نغوش ‪ ،‬اختصاصات المنظمة العالمية للتجارة ( دراسة تحليلية ) ‪ ،‬مجلة‬


‫المستقبل العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 268‬جوان‪2001‬‬

‫الملتقيات و الندوات العلمية‬

‫‪ - 1‬عادل عبد العزيز على السن ‪ ،‬تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ‪،‬‬
‫بين النظرية و التطبيق ‪ ،‬مؤتمر الجوانب القانونية و االقتصادية التفاقيات منظمة التجارة‬
‫العالمية ‪ ،‬دبي اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬غرفة التجارة وصناعة دبي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬‬
‫‪. 2004‬‬
‫تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية‬

‫ المفهوم‬، ‫ اإلغراق في إطار منظمة التجارة العالمية‬، ‫ منى طعيمة الجرف‬-2


2004، ‫ مؤتمر الجوانب القانونية و‬، ‫والمحددات واآلثار‬

:‫القوانين‬

.‫ اتفاقية منظمة التجارة العالمية‬- 01

:‫ المراجع باللغة األجنبية‬- 2

:‫المراجع باللغة الفرنسية‬

1 - Eric canal o fargues, le système de règlement des différend de

1.o.m, crevue générale du droit international public. 1995

2-E. zoller guerre commercial et droit internatinal, a.f.d.i, 1989.

‫المراجع باللغة اإلنجليزية‬:

1- dominich salvatore. international economics 3 edition machillan


publishing company, n. y, 1990.

‫المواقع اإللكترونية‬:

joseph w dorn duan w Layton the wto anti dumping agreement, A

guide For Developing Countries, www.wto.org/english/tratop-

e/adp-e/adp-e.htm, p 5

You might also like