Professional Documents
Culture Documents
النسخة النهائية
النسخة النهائية
الخطـ ـ ـ ـ ــة
مقدم ـ ــة.
الفصل األول :اإلطار النظري لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة
العالمية
المبحث األول :خصائص وأهمية نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
المطلب الثاني :شروط اللجوء إلى جهاز تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية.
الفصل الثاني :اإلطار التطبيقي لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة
التجارة العالمية
المطلب األول :نماذج عن كيفية تطبيق وسائل حل المنازعات في إطار منظمة التجارة
العالمية
المطلب الثاني :نماذج عن كيفية تطبيق وسائل تنفيذ المنازعات في إطار منظمة التجارة
العالمية.
المبحث األول :نماذج عن القضايا التي تنفرد بإجراءات خاصة (قضايا اإلغراق)
المطلب الثالث :حالة تطبيقية عن قضايا اإلغراق في مصر (قضية حديد التسليح دو
المنشأ التركي)
الخاتمة
قائمة المراجع:
الفهرس:
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
المــــــــقدمة
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
مقدمة:
يقوم النظام االقتصادي العالمي على ثالث أركان أو باألحرى ثالث ركائز أساسية أال
وهي صندوق النقد الدولي ،والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير ،ومنظمة التجارة العالمية،
وقد تم إنشاء هذه المؤسسات الثالثة بهدف إقامة العالقات االقتصادية الدولية على أسس
وقواعد قانونية ملزمة للدول األعضاء بغية التغلب على مختلف المشكالت المالية والنقدية
والتجارية الي سادت العالقات الدولية ال سيما عقب نهاية الحرب العالمية الثانية ،ففي ظل
هذه الظروف اعتبر إنشاء منظمة عالمية للتجارة من أهم األحداث بالنظر للمهام التي
يمكن أن تقوم به هذه األخيرة ألجل استقرار االقتصاد العالمي
حيث أنه وقبل إنشاء هذه المنظمة مرت الغات بثمانية جوالت واستطاعت من خالل
مفاوضات تلك الجوالت تحقيق العديد من مراحل التقدم ،ويتجلى ذلك بوضوح من خالل
ما توصلت إليه جولة االورغواي التي تضمنت وثيقتها الختامية للمفاوضات التجارية
المتعددة األطراف إنشاء كيان قانون جديد هو منظمة التجارة العالمية ،لإلشراف على
االتفاقيات الخاصة بالتجارة والخدمات ،ومنها على الخصوص مذكرة تفاهم على القواعد
واإلجراءات التي تحكم نظام تسوية المنازعات التجارية الدولية على مستوى هذه
المنظمة.
هذا النظام على الرغم من أهميته إال أنه فتح الباب على مصراعيه لظهور المنازعات
التجارية بين الدول على اعتبار أن العالقات التجارية الدولية ال تدور دائما في إطارها
القانوني ،مما يؤدي إلى وقوع تجاوزات قانونية ،ويلحق أضرار بالدول األطراف ،األمر
الذي يجعل المنازعات بشأنها من األمور الطبيعية ،وهو ما يبرر الحرص على تضمين
االتفاقية الخاصة بإنشاء منظمة التجارة
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
العالمية بأحكام جديدة تتعلق بتسوية المنازعات التجارية ،وفي هذا اإلطار فإن اإلشكالية
التي يمكن طرحها في هذا المجال تتمحور حول كيف يتم تسوية المنازعات التجارية في
إطار منظمة التجارة العالمية؟
-إن أهمية دراستنا لهذا الموضوع تنبع من كون آلية تسوية المنازعات أصبحت تعتير
من اآلليات الضرورية والهامة في منظمة التجارة العالمية ،وتزداد أهميتها مع ازدياد
حجم المبادالت التجارية بين الدول األعضاء بالمنظمة.
ومن ناحية أخرى نجد أن قواعد واتفاقات منظمة التجارة العالمية قد أصبح في طليعة
األفكار القانونية الدولية على مستوى العالم ،وذلك بسبب تداخل العمل التجاري مع
القوانين والعالقات على المستويين الدولي والداخلي في العديد من المجاالت.
كما أن نظام تسوية المنازعات التجارية في منظمة التجارة العالمية بعد من الموضوعات
الهامة التي تشترك فيها الدراسات القانونية واالقتصادية وحتى السياسية.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
أساب موضوعية :تعود إلى أن دراسة وتقييم تسوية المنازعات التجارية في إطار
المنظمة العالمية للتجارة اصبحت تجذب العديد من الباحثين باعتبارها من مواضيع
البحث الجديدة التي تندر بشأنها الدراسات القانونية المتخصصة ،وبالتالي أصبحت تفرض
نفسها كموضوع البد من دراسته ،ومن هنا جاء اختيارنا لهذا الموضوع.
وأسباب ذاتية :تنبع من رغبتنا في توسيع معارفنا ومعلوماتنا حول هذا الكيان المتمثل
في منظمة التجارة العالمية كأحد أهم المنظمات الدولية المتخصصة ،وذلك من خالل
معرفتنا لمبادئ نظام تسوية المنازعات التجارية في إطار هذه المنظمة وأهدافه والجهاز
المختص به وآلياته ،لمعرفة إلى أي مدى تحقق هذه األليات مصالح الدول النامية ،إلى
جانب رغبتنا في معرفة إيجايبات الجهاز القائم على التسوية وسلبياته من خالل الدور
الذي يقوم به ،وفيما إذا كان انضمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية سيعود عليها
بالفائدة أم ال ؟
كما تعود إلى رغبتنا في البحث المتعمق في هذا الموضوع ،ومحاولة اإلحاطة بجميع
جوانبه ،وذلك استجابة للميول الشخصية النابعة من الرغبة في كسر حاجر ندرة المراجع
المتعلقة بدراسة موضوع تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية.
-وقد صادفتنا أثناء دراستنا لهذا الموضوع العديد من الصعوبات التي ترجع أساسا إلى
قلة المراجع المتخصصة في مجال تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية.
-أما فيما يتعلق بالدراسات السابقة فال يسعنا سوى القول بأننا قد اعتمدنا عليها بنسبة
كبيرة في بلورة الفكرة التي عالجنا بها هذا الموضوع ،على اعتبار هذا األخير لم يكن من
المواضيع المعروقة والمتداولة لدينا.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
لكن على الرغم من ذلك يمكننا القول بأن مجمل الدراسات السابقة -في حدود اطالعنا –
التي تناولت هذا الموضوع قد اقتصرت على بيان آليات تسوية المنازعات التجارية في
إطار منظمة التجارة العالمية بشكل عام دون تفصيلها ،والتي منها كتاب جالل وفاء
محمدين حول تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار اتفاقيات الغات ومذكرة خيري
فتحي البصيلي حول تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية (وهما دراستان
متشابهتان إلى حد بعيد) ،لذا فقد حاولنا من خالل هذا البحث تفصيل هذه اآلليات ،وجعل
دراستنا متراوحة بين الجانب النظري والجانب العملي ،وكذا االبتعاد قدر اإلمكان عن
التنظير
-وقد اعتمدنا في هذا البحث على عدد من المناهج التي تالئم طبيعة وموضوع البحث
أهمها:
-المنهج التحليل الوصفي :من خالل التحليل القانوني لمواد اتفاقية التفاهم ،واالتفاقيات
المنشئة للمنظمة العالمية للتجارة ،واالتفاقيات المشمولة ،وكذا دراسة اإلطار القانوني الذي
تتم من خالله تسوية المنازعات التجارية على مستوى هذه المنظمة:
وكذلك من خالل توصيفنا لألجهزة المختلفة للمنظمة العالمية للتجارة ،ونشأة وتشكيل
ومهام جهاز تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية .وإ لى جانب هذا
المنهج األساسي اعتمدنا على عدد من األدوات المنهجية (المناهج) االستثنائية األخرى
التي منها:
-المنهج االستقرائي :من خالل تحليلنا لمختلف مراجل وإ جراءات عملية التسوية،
للوصول إلى تقييم كل آلية من آليات تسوية المنازعات التجارية على مستوى منظمة
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
التجارة العالمية ،وكذلك من خالل دراسة نماذج عملية عن القضايا المطروحة على جهاز
تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية لمعرفة مدى تجسيد وتطبيق
اآلليات القانونية المنصوص عليها في االتفاقات المنشأة والمنظمة لمنظمة التجارة العالمية
على أرض الواقع.
-المنهج المقارن :من خالل إجراء مقارنة بين كل من المنظمة العالمية للتجارة و
الغات ،وكذلك من خالل المقارنة بين مواعيد تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة
التجارة العالمية خالل الحاالت العادية والحاالت المستعجلة ،وكذلك من خالل مقارنة
اإلجراءات المتبعة للتسوية في المنازعات التي تكون الدول المتقدمة طرفا فيها وتلك التي
تكون الدول النامية أحد أطرافها.
-وقد اعتمدنا في دراستنا لهذا الموضوع على التقسيم الثنائي للخطة المتبعة التي تكونت
من فصلين ومقدمة وخاتمة إضافة إلى بحث تمهيدي.
وقد ارتأينا اتباع هذا التقسيم وذلك للتعرف على منظمة التجارة العالمية التي ستناول
دراسة تسوية المنازعات في إطارها ( المبحث التمهيدي) ،ثم معرفة الجانب النظري
لتسوية المنازعات على مستوى هذه المنظمة (الفصل األول) ،لنصل بعد ذلك إلى كيفية
إعمال أو إسقاط آليات التسوية على القضايا المعروضة على الجهاز تسوية المنازعات
التجارية بالمنظمة .وعلى هذا األساس اتبعنا في خطتنا التقسيم الموالي:
-مبحث تمهيدي :تضمن اإلطار المفاهيمي لمنظمة التجارة العالمية من خالل تعريفها
والتعرض لخصائصها وأهميتها ،وكذلك لمبادئها وأهدافها ،ومختلف أجهزها.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
-الفصل األول :يتضمن دراسة اإلطار النظري لتسوية المنازعات التجارية في إطار
منظمة التجارة العالمية ،من خالل دراسة خصائص نظام التسوية وأهميته ،وإ نشاء الجهاز
المكلف بالتسوية ومهامه وكذلك شروط اللجوء إليه ،ثم وسائل تسوية المنازعات التجارية
على مستوى هذه المنظمة.
-الفصل الثاني :بتناول دراسة اإلطار التطبيقي لتسوية المنازعات التجارية في إطار
منظمة التجارة العالمية ،من خالل إجراء دراسة تطبيقية على قضايا اإلغراق كنموذج من
المنازعات التجارية المعروضة بكثرة على جهاز التسوية ،وإ سقاط هذه اإلجراءات على
حالة من حاالت االغراق في مصر كنموذج ،وكذلك من خالل التطرف لدراسة وتحليل
بعض المنازعات المعروضة على جهاز تسوية المنازعات التجارية على مستوى التجارة
الدولية كنماذج لتحديد مدى إتباع وتطبيق مختلف مراحل التسوية واجراءاتها.
-الخاتمة :تتضمن مجموع النتائج والتوصيات التي أمكننا التوصل إليها من خالل
دراستنا لموضوع البحث .وفيما يلي ومن خالل االعتماد على المناهج السابقة ،سوف
نتتعرض بالتحليل لعناصر الخطة التي قّس م على أساسها هذا البحث وذلك وفق اآلتي:
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
مبحـــــــــــث تمهيــــــــــــــدي
مبحث تمهيدي
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
لقد كانت نهاية جولة األورغواي بداية لمرحلة جديدة من العالقات التجارية ،حيث تميزت
بإنشاء منظمة التجارة الدولية من جهة بتوسيع و تعميق مجاالت عملها لتشمل مجاالت
جديدة تجاوزت تجارة السلع والخدمات وامتدت إلى التجارة في الخدمات والمجاالت
التجارية المتعلقة بالملكية الفكرية ،فاتسع بذلك إطار عمل المنظمة وتجاوز االختصاصات
التقليدية للتجارة الدولية في إطار عمل المنظمة العالمية للتجارة ،ويتضح هذا التجاوز
من خالل مبادئ عمل هذه المنظمة وأهدافها وكذلك من خالل الهيكل التنظيمي أو
المؤسساتي لهذه المنظمة ،وفق ما سنوضحه ضمن المطلبيين الثاني والثالث ضمن هذا
المبحث التمهيدي ،كما يتضح من خالل تعريف هذه المنظمة وخصائصها وأهميتها وفق
ما سنوضحه في المطلب األول من هذا المبحث ،وذلك من خالل التحليل الموالي:
لقد عرفتها منظمة التجارة العالمية بمجموعة من التعاريف التي وردت على أساس تحديد
اختصاصاتها أو طبيعتها أو كونها امتداد للغات ،وعلى أساس تلك التعاريف برزت
خصائص متعددة لهذه المنظمة ،وهي الخصائص التي على أساسها أمكن تحديد دور
وأهمية منظمة التجارة العالمية وعلى ذلك كان يجب تقسيم هذا المطلب إلى فروع ثالثة
تتناول على التوالي :تعريف منظمة التجارة العالمية ،ثم تحديد سماتها العامة ،ثم التعرف
على مكمن أهميتها ،وذلك على النحو الموالي:
للوصول إلى تعريف منظمة التجارة العالمية يجب أن نورد أوال أهم التعاريف المعطاة
لها ،ثم نميز بينها و بين الغات ثانيا ،وذلك من خالل تقسيم هذا الفرع إلى نقطتين هما:
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
-المنظمة العالمية للتجارة هي منظمة دولية تتمتع بسلطات تعاقدية بوضع القواعد واتخاذ
التدابير وإ صدار األحكام بشأن كافة
1
األمور ذات الصلة بالتداول التجاري الدولي في السلع والخدمات
-وهي المنظمة التي جاءت لتجسيد الواجبات األساسية التي تحدد كيف أن الحكومات
تضع وتطبق قوانينها وقواعدها الداخلية
-وهي أيضا اإلطار الذي يطور العالقات التجارية الخارجية بين الدول عن طريق
نموذج جماعي من النقاشات والقرارات.
-وهي المنظمة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة ما بين األمم.
* 2إذن منظمة التجارة العالمية هي جهاز دولي دائم لالتفاق على قواعد إدارة شؤون
التجارة العامية من خالل مجموعة من
اللجان واألجهزة التي تجتمع دوريا لإلشراف على االتفاقيات متعددة وعديدة األطراف
التي أسفرت عنها مفاوضات أورغواي بهدف تطوير العالقات التجارية ما بين الدول.
أسامة المجذوب ،العولمة االقتصادية ،الدار المصرية اللبنانية ،الطبعة األولى 1999 ،ص 78 1
يشترط لالنضمام الى منظمة التجارة العالمية ان توافق الدول على جميع بنود الغات 2
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
رغم أن منظمة التجارة العالمية (م.ت.ع) نعتبر االمتداد الطبيعي للغات والمنفذة
التفاقياتها" ،إال أن هناك اختالفات رئيسية بين ( م.ت ع) والغات أهمها ما يلي:
- 1إن الغات عبارة عن سلسلة من القواعد ال تحتوي على مؤسسات قائمة عدى
سكرتارية صغيرة ،أما (م .ت ع) فهي مؤسسة دائمة تسير من طرف سكرتارية
- 3تتولى (م ت ع) إدارة النظام االقتصادي العالمي بطريقة أعم وأشمل مما كانت تقوم
به الغات وذلك خصوصا بعد أن تم إدخال :بعض المواضع الجديدة ضمن نطاق إشراف
(م .ت ع) مثل تجارة الخدمات وحقوق الملكية الفكرية واالستثمار وجوانب البيئة المؤثرة
على المجاالت التجارية.
في الغات ،خاصة وأن (م.ت ع) توفر سبل التنفيذ الفوري لقرارات جهاز تسوية
المازعات بشكل أكثر فعالية.
عبد الفتاح أبو شراز ،االقتصاد الدولي " نظريات وسياسات " ،دار الميسرة ،عمان ،ط 2007 ،01ص 473 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
- 6الدول المتفاوضة في إطار الغات كانت تسمى باألطراف المتعاقدة على أساس أنها
كانت مجرد نص قانوني ،فى حين أن الدول المنظمة إلى (م ت ع) أصبحت تلقب
باألعضاء على اعتبار أن هذه األخيرة منظمة متكاملة.
تمتاز منظمة التجارة العالمية بمجموعة من السمات التي تميزها عن غيرها من المنظمات
األخرى والتي يمكن إبرازها من خالل النقاط التالية:
إن نطاق عمل منظمة التجارة العالمية ذو طبيعة مزدوجة فهو يجمع بين كونه عالمي
وشامل ويظهر هذا جليا من خالل النصوص التي تضمنتها اتفاقية إنشاء منظمة التجارة
العالمية.
وسنحاول إبراز كل من النطاقين العالمي والشامل لمنظمة التجارة العالمية وذلك على
النحو التالي:
إن النطاق العالمى لمنظمة التجارة العالمية يقتضي أن تفتح هذه األخيرة المجال أمام كل
الدول حتى تنظم إليها ،ويظهر هذا جليا من خالل فتحها وتسهيلها إلجراءات االنضمام
إليها ،حيث نجد بان العضوية في هذه المنظمة على عدة أنواع أهمها:
العضوية األصلية :وهي طبقا للمادة 11من اتفاقية مراكش مثبتة لإلطراف المتعاقدة في
اتفاقية جات 1947وهذه العضوية األصلية متاحة للمجموعة األوروبية.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
العضوية باالنضمام :وهي طبقا للمادة 12/1مثبتة لكل دولة وفقا للشروط التي يتفق
عليها بين الدولة التي تريد االنضمام الى المنظمة .
العضوية للدول األقل نموا :فهذه األخيرة يتم تسهيل انضمامها لمنظمة التجارة العالمية
بغية الوصول إلى عالمية المنظمة وبناءا عليه ال يطلب منها تقدم أي تعهدات أو تنازالت
إال في الحدود إلى تتفق مع مرحلة تنمية كل منها واحتياجاتها المالية و التجارية طبقا
للمادة 22/2
ويظهر هذا األمر جليا من خالل تتبعنا للمراحل التي سبقت إنشاء منظمة التجارة العالمية
بحيث اقتصر جات 1947على وضعه لمجموعة من المبادئ والتدابير المتعلقة بتجارة
السلع كشرط الدولة األكثر رعاية ،ومبدأ المعاملة الوطنية ،.ومبدأ مكافحة اإلغراق
والتكامل اإلقليمي .
إال أن هذه االتفاقية لم تعطى كل السلع كالمنتجات الزراعية والمنسوجات القطنية ،ولهاذا
جاءت اتفاقات 1994لتغطى مجمل التجارة الدولية إضافة إلى وضع قواعد لفض
المنازعات التي تثور بشان تطبيق االتفاقية إضافة إلى تضمين الملحق الرابع التفاقية
1
مراكش مجموعة من االتفاقات التجارية الجماعية.
محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين المنظمات الدولية المعاصرة ( منظمة األمم المتحدة ،جامعة الدواللعربية ،منظمة 1
التجارة العالمية آلية إدارة اتفاقات الغات ) ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ( ،دون تاريخ ).ص 331-334
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
تهدف منظمة التجارة العامية أساسا إلى خلق إطار شامل من القواعد تحكم النظام
التجاري بغية تحقيق حرية التجارة الدولية
إال أننا وبالرجوع إلى ديباجة اتفاقية مراكش المنشاة لمنظمة التجارة العالمية نجدها لم
تحدد أهداف خاصة تسعى هذه المنظمة إلى تحقيقها بقدر ما جاءت بأهداف عامة ومتسعة
أهمها:
وعليه فمهما تعددت مهام منظمة التجارة العالمية وتشعبت فان هدفها األساسي يظل
محصورا في تحقيق حرية التجارة الدولية ويتجلى هذا الهدف من خالل ممارستها
1
لوظائفها .
كما تسعى منظمة التجارة العامية أيضا إلى إيجاد منتدى للتشاور بين الدول األعضاء
حول المشكالت التي تواجه التجارة العالمية بغية إيجاد اآلليات الفعالة لفض المنازعات
التي تنشا وكذا سعيها إلى تحقيق التنمية االقتصادية عن طريق رفع مستوى المعيشة
للدول األعضاء وكذا العمل لتنفيذ اتفاقية االورغواي من خالل تحسين سير أعماها في
إطار مؤسساتي سليم وفعال من الناحية القانونية ،غير أن أهداف هذه المنظمة على
اإلطالق هو حل المنازعات بين الدول األعضاء والتي قد تنشأ بسبب االختالف حول
2
تفسير أحكام اتفاقيات جولة االورغواي.
عباد عبد العزيز ،تبييض األموال والقوانين و اإلجراءات المتعلقة بالوقاية منها ومكافحتها في الجزائر ،دار الخلدونية 2
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
تختص منظمة التجارة العالمية بمجموعة من الوظائف تذكرها على النحو التالي :
وذلك من اجل إظهار مدى احترام الدولة العضو اللتزاماتها المتعددة األطراف كتحرير
تجارتها الخارجية من الرسوم الجمركية ويتولى هده المهمة المجلس العام للمنظمة انطالقا
من التقريرين المقدمين من الدولة المعنية واألمانة العامة للمنظمة حتى يقوم المجلس العام
هو األخر بتحرير تقريره الخاص وتوزيعه على جميع أعضاء المنظمة ويتم هذا اإلجراء
مرة واحدة كل سنتين بالنسبة ل و .م .أ وكندا ودول االتحاد األوروبي واليابان وتتم
تسمية 16دولة تأتي بعد هذه المجموعة من حيث أهمية تجارتها الخارجية لتفحص
سياستها مرة كل 4سنوات.
غير أن المالحظ هو أن هذه المنظمة ال تتوفر على أجهزة متخصصة لدراسة السياسات
التجارية مبدئيا ومن ناحية أخرى فإنها ال تستطيع االعتماد على تقرير البلد العضو ولهذا
1
كان البد من االستعانة بمؤسسات دولية أخرى خاصة صندوق النقد الدولي
وهو من أهم وظائف واختصاصات المنظمة لكونها الوحيدة المخولة بالنظر في
المنازعات ،وعلى الدول األعضاء االلتزام باحترام القرارات الصادرة عن أجهزتها
وتطبيقها فورا.
الجزائر 2006 ،ص 14-13
صباح نغوش ،اختصاصات المنظمة العالمية للتجارة ( دراسة تحليلية ) ،مجلة المستقبل العربي ،العدد ، 268جوان2001 1
ص 117
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
ولضمان المصداقية في نظام تسوية المنازعات تعمل المنظمة على عدم ارتباط أعضاء
جهاز فض المنازعات وجهاز االستئناف بمؤسسات الدول التي ينتمون إليها.
- 5تعمل على فتح المجال بين أعضائها للتفاوض بشأن عالقاتها التجارية المتعددة
األطراف في المسائل التي تناولتها االتفاقيات الواردة في ملحقات هذه االتفاقية.
- 6اإلشراف على سير وثيقة التفاهم المتعلقة بالقواعد واإلجراءات المتضمنة تسوية
1
المنازعات .
تطرح على البلد الساعي لالنضمام إلى منظمة التجارة العالمية كل الطلبات و
االشتراطات من طرف أعضاء المنظمة بشرط احترامه لمواد اتفاقية المنظمة ودفعه
لرسوم العضوية وكذا تقديم التنازالت فيما يخص الرسوم الجمركية ودفعه مقابل حقه في
التمتع بمنافع التحرير الذي تم تحقيقه في المفاوضات التجارية المتعددة األطراف.
تتلقى الدول المعنية رسائل من لجنة متخصصة للنظر في طلب العضوية الجديدة
التي تكون عادة مكونة من الدول الصناعية الكبرى إضافة إلى أهم الدول ذات
العالقات التجارية مع الدول الراغبة في اكتساب العضوية تحتوي على قائمة
بالسلع والخدمات الي ستشهد تخفيضا في تعريفاتها الجمركية.
تقدم الدول الراغبة في االنضمام بنفسها قائمة تشمل تخفيضات في التعريفات
الجمركية تكون أساسا للتفاوض.
يعكس أسلوب اتخاذ القرارات في أي منظمة دولية مدى إعمالها لمبدأ المساواة في الحقوق
والواجبات بين الدول األعضاء ،فإذا كان مجلس األمن لألمم المتحدة يتيح حق االعتراض
لبعض الدول األمر الذي يخل بمبدأ المساواة ،فانه في منظمة التجارة العالية تمتع كل
دولة عضو بصوت واحد فقط دون وجود حق االعتراض ألي دولة بغض النظر عن
المساهمات المالية للدول في ميزان المنظمة وغيرها من االعتبارات األخرى التي من
1
شأنها أن تؤثر في حق المساواة بين الدول .
وعليه نجد أن هناك 4أساليب تصوبية التخاذ القرارات في أجهزة منظمة التجارة العالمية
وهذه األخيرة سندرسها على النحو التالي
عبد المطلب عبد الحميد ،الجات واللبنات منظمة التجارة العالمية من األورغواي لسياتل وحتى الدوحة ،الدار الجامعية ، 1
- 1توافق اآلراء:
(التراضي ،القبول السلبي) وهذا األسلوب بعني عدم إبداء أي من األطراف العتراضه
رسميا على القرار المطروح للبت ،فيصبح التزام الصمت بمثابة الموافقة ويتم إتباع هذا
األسلوب في جميع القرارات التي تتخذها المنظمة باستثناء الحاالت الي ينص فيها على
خالف ذلك طبقا ألحكام المادة 9من االتفاقية كإحالة طلبات األعضاء لإلعفاء المؤقت من
االلتزامات إلى المؤتمر الوزاري.
- 2أسلوب األغلبية:
ويستخدم عند البت في كافة القرارات التي يتخذها المؤتمر الوزاري والمجلس العام إال
في الحاالت التي ينص فيها على خالف ذلك.
وهذه الصبغة الجديدة تستدعي موافقة عدد أكبر من األعضاء لتمرير القرارات بهدف
الحفاظ على استقرار أحكام االتفاقيات وحسن سير أعمال المنظمة ويقتصر استخدام هذا
األسلوب على تفسير محدد ألحكام االتفاقيات أو للموافقة على طلب اإلعفاء المؤقت من
االلتزامات المقدمة من أي دولة عضو والذي سبق وأن تمت الموافقة على عرضه من
المؤتمر الوزاري بتوافق اآلراء.
ويقتصر هذا األسلوب على طلبات تعديل أحكام االتفاقيات الخاضعة إلشراف المنظمة
باستثناء مجموعة من األحكام التي ال يجوز تعديلها إال بموافقة كافة الدول األعضاء وهذا
ما يعرف بالقبول االيجابي وهذه األخيرة تم النص عليها في كل من:
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
المادة 9من اتفاقية انشاء المنظمة وهي المتعلقة بأسلوب التصويت واتخاذ القرارات
المادة 1/2م اتفاقية تجارة الخدمات المتعلقة بشرط الدولة األول بالرعاية
1
المادة 4من اتفاقية الملكية الفكرية التي تتعلق بنفس الشرط.
لقد أضحى وجود منظمة عالمية للتجارة ضرورة ملحة ،وذلك بالنظر إلى األهمية
المتزايدة التي تحققها هذه المنظمة سواء على مستوى االقتصاد الدولي ككل أو على
مستوى التجارة العالمية كجزء من هذا االقتصاد وفيما يلى سوف نحاول توضيح هذه
األهمية من خالل اآلتي :
أوال :أهمية منظمة التجارة العالمية من خالل دورها في مجال االقتصاد الدولي:
إن االقتصاد العالمي الجديد أشبه بمثلث قاعدته (البنك الدولي للتعمير) ،حيث أنه يشكل
أسواق االستثمار واإلنتاج والعمل والتشريعات والقوانين التي تنظم العمليات االقتصادية
والمالية ،وضلعه األول هو (صندوق النقد الدولي) واألجهزة المرتبطة به والذي أصبح
يهيمن على السياسات النقدية والمالية وسياسات سعر الصرف ،أما ضلعه الثاني فهو
(منظمة التجارة العالمية) والتي تعنى بتحرير التجارة السلعية والخدمية وحماية حقوق
2
الملكية الفكرية على المنافسة التي أصبحت تلتزم بها الكثير من دول العالم
عبد الفتاح محمد الحسيني اآلمال والتحديات في اتفاقيات الغات مجلة أخبار النفط والصناعة ،اإلطارات العربية ،العدد،283 2
إن نطاق منظمة التجارة العالمية يتميز بالعمومية والشمولية ،وهذا مفاده حقيقة واحدة هي
أنه مع كل من صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك العالمية يصبح االقتصاد العالمي
3
خاضعا وألول مرة لتنظيم دولي في مجال التجارة والنقد والمال
-إذن رغم أهمية الدور الذي يقوم به صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مند نشأتهما
وذلك بتوفير االستقرار النسبي للنظامين النقدي والمالي على المستوى العالمي وتمويل
جهود التنمية لمعالجة االختالالت المالية الخارجية للدول النامية ،فبالرغم من التطور
الهائل الذي طرأ على هاتين المؤسستين إال أن دورهما بقي مقتصرا على معالجة المشاكل
االقتصادية المتعلقة بالشؤون المالية والنقدية مما استدعى الحاجة إلى إنشاء منظمة للتجارة
العالمية تساهم في سد النقص الموجود في مؤسسات النظام االقتصادي العالمي مما
يضمن تكامال للمسائل المتداخلة والمتعلقة على الخصوص بالنقد والتمويل والتجارة
والتنمية ،فتساهم بذلك في تحقيق االستقرار االقتصادي لعالمي.
ثانيا :أهمية منظمة التجارة العالمية من خالل دورها على مستوى التجارة الدولية:
يمكننا توضيح أهمية وجود المنظمة العالمية للتجارة على هذا المستوى من خالل النقاط
الموالية:
- 1أن منظمة التجارة العالمية الوحيدة المختصة بالقوانين الدولية المعنية بالتجارة ما بين
الدول ،فمهمة هذه المنظمة األساسية هي ضمان انسياب التجارة بأكبر قدر من السالسة
واليسر والحرية.
- 2منظمة التجارة العالمية تعمل على تنفيذ وإ دارة أعمال االتفاقيات التجارية وتعمل
على دفع أهدافها ،كما توفر اإلطار
محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين المنظمات ,المرجع السابق ص 334 3
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
- 3توفر منظمة التجارة العالمية محفال للتفاوض بين أعضائها بشأن عالقاتهم التجارية
متعددة األطراف في المسائل التي تتناولها االتفاقيات الواردة في ملحقات هذه االتفاقية.
- 4تعمل المنظمة على حل النزاعات التجارية بين أعضائها بطرق سلمية وعادلة بما
يحول دون تحول تلك النزاعات إلى نزاعات على مستويات دولية تفوق المجاالت
التجارية كتحولها إلى نزاعات سياسية أو حتى عسكرية في بعض األحبان.
إن لمنظمة التجارة الدولية وعلى غرار بقية المنظمات الدولية األخرى لها مبادئ وأسس
تقوم عليها وتسير في اطارها وتلتزم بها على اعتبار أن هذه األخيرة تشكل األطر العامة
التي يجب على المنظمة وأعضائها وأحيانا الدول غير األعضاء مراعاتها من اجل تحقيق
هذه األهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها.
وبالنظر ألهمية كل من المبادئ واألهداف التي تسعى منظمة التجارة العالمية لتحقيقها
سنقوم من خالل هذا المطلب ببيان هذه األخيرة وذلك على النحو التالي:
إن لمنظمة التجارة العالمية مجموعة من المبادئ التي تشكل اإلطار العام الذي يحكمها
أثناء ممارستها لمهامها واختصاصاتها ووظائفها وهذه األخيرة يمكننا دراستها وذلك على
النحو التالي:
أي عدم التمييز بين الدول األعضاء في المنظمة وذلك عن طريق منح رعاية خاصة
إلحدى الدول على حساب الدول األخرى ،ألنه في ظل منظمة التجارة العالمية تتساوى
كل الدول األعضاء بنفس ظروف المنافسة باألسواق الدولية من خالل تمتعها بنفس
المعاملة التجارية لسلعها وخدماتها المتماثلة مع األعضاء األخرين دون تمييز ،وهذا األمر
يتطلب من الدول األعضاء في المنظمة االلتزام بما يلي:
وهذه األخيرة منصوص عليها في المادة األولى للغات والتي تعني بان المزايا التي يمنحها
أحد األطراف للمنشات الناشئة في أية دولة سوف يتم تعميمها فورا دون قيود أو شروط
على بقية أعضاء المنظمة.
وذلك بان ال تتخذ الدولة أية قيود غير تعريفية أو إجراءات إدارية تنظيمية من شالها
توفير حماية للمنتج المحلي وتحدث بالتالي تمييزا ضد المنتجات المستوردة ،ألن الدول
األعضاء في المنظمة مطالبون بتحقيق مبدأ المعاملة المتساوية وغير التمييزية بين
المنتجات المحلية والمنتجات المستوردة.
وذلك بقيام الدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية بالكشف عن منظوماتها اإلجرائية
والتنظيمية الوطنية المتعلقة بكيفية تنظيمها للتجارة الداخلية والخارجية بما يتفق مع
االتفاقيات ويؤكد مدى التزامها بالتعهدات وبالتالي تسهيل أمر متابعة السياسات التجارية
للبلدان األعضاء .
وذلك عن طريق إتاحة الفرصة المتكافئة للمؤسسات للدخول إلى األسواق الوطنية وبالتالي
ضمان المناخ التنافسي المالئم لحرية تدفق السلع والخدمات إلى مختلف األسواق
والمناطق التجارية .ونظرا للصعوبات التي تواجه دخول السلع إلى األسواق فقد تمت
معالجة بعضها ضمن اتفاقية الجات سنة 1994كاالتفاق المتعلق بالرسوم الجمركية الذي
يهدف إلى بسط المزيد من الشفافية في اجراءات التقييم الجمركي للحد من التهرب في
أداء الرسوم الجمركية وكذا حماية المستوردين من عنف السلطات الجمركية وكذا االتفاق
المتعلق بتراخيص االستيراد واالتفاق المتعلق بالعوائق الفنية للتجارة .
وتنصرف هذه الوقاية لحماية األطراف المنظمة في اتفاقية منظمة التجارة العالمية من
الممارسات التجارية التي تؤثر سلبا على األسواق الوطنية نتيجة لتجاور قواعد التجارة
الدولية واإلخالل بالمنافسة التجارية الدولية الحرة .وبناءا عليه فانه يحق لألطراف
األعضاء في منظمة التجارة العالمية التدخل لحماية أسواقهم الوطنية وذلك في حاالت
عديدة كمواجهة سياسة اإلغراق أو لحماية بعض الفروع اإلنتاجية من بعض األضرار
1
الجسيمة لتدفق الواردات .
وهذه اإلجراءات الوقائية التي تقوم بها الدول تتميز بخاصيتين :
إجراءات مؤقتة .تسمح بإعادة هيكلة فروع اإلنتاج المتضررة دون أن تكون
موجهة للحماية من المنافسة الدولية .بشكل دائم وهي محددة المدة ب 4سنوات
قابلة للتجديد وبعدها تأمر السلطات المحلية بوقف تلك اإلجراءات الوقائية .
صالح صالحي ،دور المنظمة العالمية في النظام التجاري العالمي ،البصيرة ،مجلة دراسات اقتصادية ،العدد ، 2 1
2000ص 111-108
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
إجراءات ليست انتقائية تمييزية فهي ال تتخذ ضد دولة أو منطقة جغرافية معينة
بل تطبق على المواد المحددة التي تؤثر على فروع اإلنتاج المحلي مهما كان
منشأها الجغرافي ،ولهذا تبقى الدول المتقدمة المستفيد األول من هذه اإلجراءات
الوقائية .لحماية اقتصادياتها خاصة في تجارة المنسوجات والمالبس التي تعد
1
خارج االتفاق المنظم لإلجراءات الوقائية .
جاءت المنظمة العالمية للتجارة لتنفيذ جولة األورغواي وتوفير منبر للتفاوض وتثمين
االقتصاد العالمي ،كما جاءت لتنمية التبادالت واالستثمارات والشغل والمداخيل في العالم
أجمع ،ويمكن فيما يلى ومن خالل النقاط الموالية التطرق الهم أهداف منظمة التجارة
العالمية:
يعد تحقيق أهداف الغات الهدف األساسي األول لمنظمة التجارة العالمية ،وأهداف الغات
يمكن استخالصها من المادة 03من االتفاقية وأهمها:
- 1رفع مستوى المعيشة وتحقيق العمالة الكاملة والعمل على زيادة متواصلة اإلنتاج
وزيادة حجم الدخل الحقيقي والطلب الفعلي للسلع والخدمات كما يتيح االستخدام األمثل
لموارد العالم وفقا لهدف التنمية.
- 2تأمين حصول البلدان النامية ال سيما أقلها نموا على نصيب في نمو التجارة الدولية
يتماشى واحتياجاتها التنموية.
2
- 3تأمين مزايا متبادلة والقضاء على العاملة التمييزية في عالقات التجارة الدولية .
نستنتج هذا الهدف من ديباجة اتفاقية إنشاء المنظمة ،ثم من نص المادة 03منها،
والمقصود بفكرة السيطرة أن تكون منظمة التجارة العالمية اإلطار المؤسساتي المشترك
لسير العالقات التجارية بين الدول األعضاء وتطبيق االتفاقيات المعقودة في إطار المنظمة
والقواعد القانونية الخاصة بها -أي بالمنظمة ..
ويعد هذا الهدف من أولى أهداف المنظمة العالمية للتجارة ،وتقوم هذه الحرية على أساس
أن النظام الجديد للتجارة العالمية ينطوي على حرية التجارة على الصعيد الدولي وعلى
فتح أسواق العالم على مصراعيها فورا وبال تمييز ،وذلك لضمان انسياب التجارة بأكبر
قدر ممكن من السالسة واليسر والحرية بهدف تحقيق الضمان.
تحقيق المزيد من تحرير تجارة السلع التي تحتل نصيب األسد في التجارة العالمية -1
من خالل خفض الرسوم الجمركية وإ نهاء .نظام الحصص الذي تطبقه بعض
الدول على وارداتها و التوقف عن تقديم الدعم للسلع التي يجري تصديرها إلى
األسواق الخارجية
تحرير تجارة الخدمات وتشمل أهمها الخدمات المالية المصرفية والتأمينية -2
2
وخدمات النقل وقطاع التشييد والبناء وخدمات األنشطة السياسية .
حسين عمر ،االقتصاد لكل قارئ دار الفكر العربي 1994 ،ص 384 2
ياسر زغيب اتفاقيات الغات بين النشأة والتطور واألهداف ( منافع ومخاطر ) دار الندى ،بيروت 1999،ص 50 2
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
- 3القضاء على صور المعاملة التمييزية فيما يتعلق بانسياب التجارة الدولية من خالل
1
تطبيق شرط الدولة األكثر رعاية
بل هناك اتجاه يرى أن الهدف األساسي لمنظمة التجارة العالمية هو العمل على تحقيق
تحرير التجارة الدولية وأن الوظائف األخرى تتجه في ممارستها إلى تحقيق هذا الهدف.
هذا الهدف يمكن استنتاجه من مضمون الفقرة 01من المادة 03من اتفاقية إنشاء
المنظمة العالمية للتجارة ،والتي بموجبها تعمل المنظمة على تنفيذ وإ دارة اتفاقية إنشاء
المنظمة واالتفاقيات التجارية المتعددة األطراف المعقودة بين الدول ،وعلى تحقيق
أهدافها ،وأن توفر المنظمة اإلطار الالزم لتنفيذ االتفاقيات التجارية المتعددة األطراف
وإ دارة أعمالها.
وهو الهدف الذي نستخلصه من الفقرتين 01و 02من المادة 03من االتفاقية المنشأة
للمنظمة والتي بموجبها تعمل المنظمة على توفير هذا المحفل ألعضائها بشأن عالقاتهم
شرط الدولة االكثر رعاية يعني انه في مجال ابرام طرف اخر في معاهدة معنية الحقة مع دولة ثالثة تتضمن معاملة افضل من 1
المعاملة المتفق عليها في المعاهدة االولى فان اطرافها يسفيدون من المعاملة االفضل التي تم تقريرها للغير الحقا
محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين ,المرجع السابق ص 328-329 2
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
التجارية المتعددة األطراف في المسائل التي تتناولها االتفاقيات المعقودة بين الدول قبل
قيام المنظمة ،وتنظيم المفاوضات بين الدول بخصوص تنفيذ العالقات التجارية ،وتنفيذ ما
توصلت إليه المفاوضات.
نصت اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للتجارة على إنشاء جهاز خاص لتسوية المنازعات
بين الدول ووضعت القواعد الخاصة بهذه التسوية و کمثال على ذلك نشير إلى تحديد
االتفاقية بوضوح القواعد الخاصة باإلغراق والضرر الناتج منه واإلجراءات المتبعة
اليجاد قواعد أساسية تشكل السياسة المتبعة ضد اإلغراق ،إضافة إلى تثبيت دور الهيئات
الوطنية المناسبة عند معالجة اإلغراق.
1تحضر االتفاقية استخدام اإلجراءات الجمالية المتمثلة في قيود االستيراد التي تهدف
إلى حماية الصناعة المحلية من التأثيرات الناتجة عن تزاحم االستيراد
- 2نص االتفاقية على تعيين مستويات حماية حقوق أصحاب جميع أنواع الملكية
الفكرية مثل براءات االختراع وحقوق النشر والعالمات التجارية ،وذلك من خالل جملة
إجراءات وتدير قانونية تكفل هذه الحماية.
-3تشجيع االتفاقية الدول على استخدام المعايير الدولية ولكنها ال تفرض تجانس المعابر،
وهنا تعترف بحق الدول في فرض الحماية لإلنسان والحيوان والنبات والصحة والبيئة
عند مستويات تراها مناسبة ،وتنص على عدم منعها من التأكيد على تحقيق التعابير
المناسبة لها.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
-4-حماية البيئة وإ تحاد الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك وخلق أجواء المنافسة الدولية في
التجارة التي تعتمد على الكفاءة االقتصادية في التخصيص الموارد.
- 1إدراك أهمية الروابط بين السياسية التجارية وبقية السياسات االقتصادية األخرى
وضرورة التنسيق بينها ،إذ يدعو الفصل الختامي لمنظمة التجارة العالمية إلى أن يقوم
مدير المنظمة بالعمل مع صندوق النقد الدولي ورئيس البنك العالمي بالتعاون والتنسيق
فيما بينهم بعدد مسؤوليات المنظمة في المستقبل.
- 2العمل على إقامة عالم اقتصادي يسوده الرجاء والسالم من خالل ضمان المنتج
والمصدر أن األسواق الخارجي مستقل دائما مفتوحة لهم.
إن منظمة التجارة العالمية على غرار بقية المنظمات الدولية األخرى تتألف وتتكون من
مجموعة من األجهزة التي تعمل علي ضمان حسن سير المنظمة وتحقيقها لألهداف التي
أنشأت من اجلها وهذه األخيرة يمكننا تصنيفها إلى 3أنواع و اقسام رئيسية سنحاول
دراستها وذلك على النحو التالي :
ويندرج ضمن األجهزة العامة لمنظمة التجارة العالمية كل من المؤتمر الوزاري "
المجلس العام " جهاز مراجعة السياسة .التجارية " السكرتارية وسنحاول دراسة هذه
األخيرة وذلك على النحو التالي :
وهو أعلى هيئة في المنظمة يضم في عضويته كافة الدول أعضاء المنظمة ويكون العضو
ممثل مستوى وزير وتجتمع على األقل مرتين كل سنة ويتولى هذا األخير اإلشراف على
تنفيذ مهام المنظمة فيما يتعلق بايجاد القرارات واإلجراءات الالزمة في كل ما يتعلق
باالتفاقيات التجارية .
ويتكون هذا األخير من ممثلين عن الدول األعضاء يتولى مهام المجلس الوزاري بين
الدورتين من خالل اشرافه على التنفيذ المباشر لمهام المنظمة كما يتولى وضع القواعد
التنظيمية واإلشراف على جهاز تسوية المنازعات ومراجعة السياسات التجارية للدول
األعضاء كما يشرف على المجالس المتخصصة .
وذلك من أجل إظهار مدى احترام الدولة العضو اللتزاماتها المتعددة األطراف كتحرير
تجارتها الخارجية من الرسوم الجمركية ويتولى هذه المهمة المجلس العام للمنظمة انطالقا
من التقريرين المقدمين من الدولة المعنية واألمانة العامة للمنظمة حتى يقوم المجلس العام
هو اآلخر بتحرير تقريره الخاص وتوزيعه على جميع أعضاء المنظمة ويتم هذا اإلجراء
مرة واحدة كل سنتين بالنسبة لي و .م .أ وكندا و دول االتحاد األوروبي و اليابان وتتم
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
تسمية 16دولة تأتي بعد هذه المجموعة من حيث أهمية تجارتها الخارجية لتفحص
سياستها مرة كل 4سنوات .
غير أن المالحظ هو أن هذه المنظمة ال تتوفر على أجهزة متخصصة لدراسة السياسات
التجارية مبدئيا ومن ناحية أخرى فإنها .ال تستطيع االعتماد على تقرير البلد العضو ولهذا
1
كان البد من االستعانة بمؤسسات دولية أخرى خاصة صندوق النقد الدولي
رابعا :السكرتارية
وتتكون من مدير عام ومكتب للسكرتارية يعين المدير العام من قبل المؤتمر الوزاري
ويعاونه 4مدراء عامين مساعدين كنواب .له وتوضع تحت تصرفه أمانة عامة وتضم
2
حاليا أكثر من 500موظف دولي مقرها بجنيف .
وهي عبارة عن مجالس ذات مهام مختلفة حيث يتولى كل مجلس اإلشراف على تنفيذ
3
االتفاقيات التي تقع في دائرة اختصاصه من خالل مجموعة من اللجان الفرعية .
مجلس التجارة في السلع يشرف على تنفيذ وإ دارة الغات التجارة السلع..
مجلس التجارة في الخدمات :يشرف على تنفيذ وإ دارة تجارة الخدمات.
مجلس الجوانب التجارية الحقوق الملكية الفكرية يشرف على اتفاقية الجوانب
المتعلقة بالتجارة في حقوق الملكية
الفكرية.
يتفرع عن المجالس الثالثة المذكورة أعاله العديد من اللجان الفرعية التي عهدت االتفاقية
إلى كل منها باختصاصات محددة لتنفيذ االتفاقيات الفرعية المتعلقة بنشاط كل منها،
وتكون العضوية في هذه اللجان مفتوحة لكل الدول األعضاء الراغبة في ذلك ،ويقوم
بتشكيل هذه اللجان المجلس الوزاري حسب الحاجة من أجل المساعدة على أداء الوظائف
الموكلة إلى منظمة التجارة العالمية.
1
- 4اللجان عديدة األطراف .
-ويجب أن نشير في هذا الصدد إلى أن مجلس الجوانب المتصلة بالتجارة الحقوق
الملكية الفكرية ال يتبعه أي لجان بل يقوم هو بمفرده بااللتزامات الموكلة إليه.
السيد مصطفى أحمد أبو الخير ،إستراتيجية فرض العولمة ( اآلليات والوسائل الحمائية ) ( ،بدون دار نشر ) ( ،بدون 1
ونجد ضمن هذه األجهزة شبه القضائية وغير السياسية جهاز تسوية المنازعات الذي يعد
من أهم االنجازات المترتبة عن جولة األوروغواي بالرغم من أن اتفاقية الغات قد
تضمنت في مادتيها 22و 23أحكاما لتسوية المنازعات التجارية بين األطراف المتعاقدة
إال أنها كانت قاصرة بسبب غياب الهيئة القضائية المحولة باإلشراف على تنفيذ هذه
األحكام .وبحسب المادة 17من ذات االتفاقية فان جهاز تسوية المنازعات يقوم بتشكيل
جهاز دائم لالستئناف يتكون من 7أشخاص يتم اختيار 3منهم لكل قضية و يعملون
بالتناوب ويتم تعيينهم لمدة 4سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وهو يتألف .من أشخاص
1
مشهود لهم بالكفاءة و المكانة والخبرة في مجال القانون التجاري الدولي .
الفصـــــــــــــل األول
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
الفصل االول
اإلطار النظري لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة العالمية
يشمل اإلطار النظري لدراسة تسوية منازعات منظمة التجارة العالمية دراسة كل من
خصائص وسمات نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية وأهمية هذا النظام
من جهة ،كما يشمل دراسة جهاز تسوية تلك المنازعات ومهامه وشروط اللجوء إليه من
جهة ثانية ،ويشمل من جهة ثالثة الوسائل واآلليات التي تتم بها تسوية المنازعات التجارية
في إطار منظمة التجارة العالمية من جهة ثالثة.
وعلى هذا األساس وجب تقسيم هذا الفصل إلى مباحث ثالثة تتناول على التوالي
خصائص وأهمية نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية ،ثم جهاز تسوية
المنازعات في إطار هذه المنظمة ،تم وسائل تسوية تلك المنازعات ،وهي المباحث التي
ستفصل محتواها ضمن اآلتي:
المبحث األول :خصائص وأهمية نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية:
إذا تسبب خرق االتفاقيات التجارية أو مخالفة التعهدات بإلحاق ضرر ما يطرف من
األطراف العضوة في المنظمة العالمية للتجارة جاز لهذا األخير أن يرفع شكوى إلى هذه
المنظمة مستندا في ذلك إلى القواعد واإلجراءات المحددة لهذا الغرض ،وهنا تكمن
األهمية القصوى لنظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ،إلى جانب
تحقيق عدد من المزايا األخرى التي تكرس هذه األهمية ،وقبل دراسة أهمية وأهداف نظام
تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية يجب أن تتطرق أوال إلى السمات
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
العامة والخاصة ( الجوهرية ) لهذا النظام ،وعلى هذا استدعت الدراسة تقسيم هذا المبحث
إلى المطلبين المواليين:
لقد تميز النظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية بوجود قواعد قانونية
محددة تظهر بوضوح من خالل دراسة النصوص القانونية لتفاهم تسوية تلك المنازعات
وتسمى " أحكام التفاهم" وهي األحكام التي تمثل الخصائص العامة لتسوية هذه
المنازعات ،ومن خالل دراسة مضمون هذه األحكام يمكننا استنتاج خصائص وسمات
جوهرية تميز تسوية المنازعات المعنية وفيما يلي ومن خالل الفرعان المواليان يمكن
التطرق لكل من السمات ( الخصائص )العامة والجوهرية لنظام تسوية منازعات منظمة
التجارة العالمية ،وذلك حسب التفصيل الموالي:
لقد أخذت أحكام اتفاقية الغات 1948بالصفة االختيارية واألسلوب الدبلوماسي لتسوية
المنازعات ،ورغم نجاح اإلرادة السياسية ألعضاء الغات في تسوية العديد من المنازعات
إال أن االتفاق لم يخلو من العيوب المترتبة عن الصفة االختيارية لتلك التسوية ،وهكذا
كان االتفاق في جولة األورغواي على وثيقة التفاهم بشأن القواعد واإلجراءات التي تحكم
تسوية المنازعات وهو االتفاق الذي أسفر عن تطوير هذا النظام بحيث أدى إلى تغليب
الصفة القضائية أو التحكيمية وتخفيف الصفة الدبلوماسية .محددا بذلك السمات العامة
لنظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية على النحو الذي سفصله فيما
يلي:
لقد فضلت بعض الدول وبالذات دول االتحاد األوروبي مؤيدة باليابان الطرق الدبلوماسية
لتسوية منازعات التجارة الدولية ،وذلك بالنظر إلى أن هذه الطرق تتسم بالمرونة وخاصة
أن منازعات منظمة التجارة العالمية عادة ما يكون لها انعكاسات سياسية لذا فمن األفضل
تسويتها بطريق التشاور بين الدول والمفاوضات والمصالحة الدبلوماسية وليس عن طريق
المحاكمات أو هيئات التحكيم.
وبعبارة أخرى لما كان األطراف المتنازعون دوال ذات سيادة فإنه ال ينبغي فرض
التسوية بتطبيق قواعد إلزامية جامدة ،بل األفضل أن تتحقق تلك التسوية من خالل
1
المفاوضات والمصالحات
ورغم أن النتيجة النهائية لم تكن في صالح المطالب األوروبية إال أن إعمال األسلوب
الدبلوماسي للتسوية لم يتم تغييبه كلية وذلك ما نلمسه من خالل مذكرة التفاهم حول تسوية
منازعات منظمة التجارة العالمية التي قررت أسلوب التشاور لتسوية هذا النوع من
المنازعات للتوصل إلى حلول مرضية وهو ما نلمسه كذلك من خالل اعتماد أسلوب
المساعي الحميدة والتوفيق والوساطة.
بالمقابل للرأي األوروبي حول أسلوب تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة
العالمية هناك رأي الو م أ المؤيد بكندا ،وهو الرأي الذي يفضل السبل القضائية لتسوية
منازعات التجارية الدولية ،وذلك من خالل تطبيق قواعد ملزمة لألطراف المتنازعة بشأن
2
خالفاتهم الناشئة عن تطبيق اتفاقيات الغات
جالل وفاء محمدين تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار اتفاقيات الغات دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية2006 ، 1
ص 07
والحقيقة أن هذا الرأي كان له التأثير في صياغة تفاهم تسوية المنازعات ،على أساس أن
الحلول القضائية عادة ما تكون واضحة بالنظر إلى تطبيق قواعد ملزمة ومعروفة سلفا
بحيث ال تختلف الحلول كثيرا من حالة إلى أخرى في المنازعات المتشابهة ،بما يؤدي
إلى توافر أحكام وحلول قضائية بما يساهم في إرساء قواعد راسخة التفاقيات منظمة
التجارة العالمية وتوحيد المعايير التي يستم إتباعها في تسوية المنازعات التجارية بين
الدول ،وكذلك التوصل إلى حلول عادلة تقضي على أي خالف يمكن أن ينشًا بسبب
التفاوت االقتصادي بين الدول المتقدمة والدول النامية.
كما أن األسلوب القضائي في تسوية المنازعات من شأنه أن يعزز مبدأ المعاملة بالمثل
1
وتحرير التجارة الدولية بما يجنب الدول الدخول في حروب تجارية
ويبدو انتصار هذا الرأي من خالل التفاهم حول قواعد وإ جراءات تسوية المنازعات
( مذكرة التفاهم ) الذي تم على أساسه إنشاء جهاز تسوية المنازعات من خالل نص
المادة 17من مذكرة التفاهم.
ثالثا :تغليب السمة القضائية على السمة الدبلوماسية في تسوية المنازعات في إطار
منظمة التجارة العالمية
لقد كانت النتيجة النهائية لمفاوضات جولة أورغواي حاسمة في إسباغ الصفة القضائية
والقانونية على آليات تسوية منازعات التجارة العالمية ،إال أنه كان هناك مكان للوسائل
2
الدبلوماسية
خيري فتحي البصيلي تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ،دار النهضة العربية ،مصر2007 ، 1
حيث تم إدماج التصورين -الرأيين -معا في صياغة توفيقية واحدة ألحقت بالوثيقة
الختامية لنتائج جولة األورغواي.
وعلى الرغم من أن وثيقة التفاهم قطعت شوطا كبيرا نحو إضفاء الطابع القانوني على
أسلوب تسوية المنازعات إال أن هذه الوثيقة قد احتفظت في ذات الوقت بجوانب ملموسة
بشأن الحلول الدبلوماسية بما يعطي مرونة كبيرة للدول المتنازعة في النهج الذي تتبعه
وال يخل بإلزامية القرارات المتخدة في حالة التشاور واإللتجاء إلى األسلوب الفضائي
1
للتسوية .
إذا أردنا البحث و الحديث عن الخصائص والسمات الجوهرية الخاصة بنظام تسوية
المنازعات فإننا ستجدها عديدة و متنوعة ،ولكن وعلى الرغم من كل هذا فإننا ستحاول
دراستها وحصرها وبيان أهمها وذلك على النحو التالي :
بحيث تقضي مذكرة التفاهم على كون قواعد وإ جراءات تسوية المنازعات يمكن إعمالها
بين األعضاء بالنسبة للحقوق و االلتزامات المترتبة على أطرافها بموجب أحكام اتفاق
منظمة التجارة العالمية واالتفاقيات الملحقة بها بما في ذلك الملكية الفكرية ،تجارة
الخدمات والبضائع ،واتفاقيات التجارة متعددة األطراف وغيرها ،وهذا طبقا للمادة 1/1
و المادة 2/2من مذكرة التفاهم .وعليه تعتبر مذكرة التفاهم خطوة هامة نحو عولمة
هناك التزام يقع على عاتق الدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية أال وهو التقيد
بقواعد وإ جراءات تفاهم تسوية المنازعات بحيث ال يجوز البت في حصول أي انتهاك
لالتفاقية أو إلغاء أو تعطيل أي ميزات مقررة بموجبها أو عرقلة أي من أهدافها إال من
خالل تفاهم تسوية المنازعات 2،غير أن هذا األمر ال يمنع من اختيار وسائل بديلة
لتسوية المنازعات غير الواردة في التفاهم كالوساطة والتحكيم .
و المالحظ أن تفاهم تسوية المنازعات يعتمد على فكرة االستشارية التي تقوم على
اعتبارين جوهريين :
األول :مبني على أساس الحد من استنفاذ اإلجراءات فيما لو كان هناك أكثر من وسيلة
أخرى لتسوية المنازعات إلى جانب تفاهم تسوية المنازعات .
الثاني :قائم على توحيد تفاهم تسوية المنازعات بين جميع الدول األعضاء في منظمة
التجارة العالمية لمنع أي شقاق أو اختالف من حيث الجوهر ..
و على الرغم من جواز اللجوء في أحوال استثنائية إلى تسوية المنازعات بوسائل بديلة
بعيدة عن أسلوب تسوية المنازعات بالتفاهم إال أن هذه الوسائل البديلة محدودة من حيث
1
Eric canal o fargues, le système de règlement des différend de i.o.m, crevue générale du droit
international public. 1995 p689
2
E. zoller guerre commercial et droit internatinal, a.f.d.i, 1989 p 65- 66.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
الشكل والمضمون ولهذا فانه قد جرى اعتبار تفاهم تسوية المنازعات هو األصل في كل
1
تسوية للمنازعات بين الدول األعضاء .
ويتجلى هذا من خالل وجود قواعد معينة تحول دون تعقيد اإلجراءات وتكوين فرق
التسوية الخاصة التي تتولى الفصل في النزاع .
فمن ناحية أولى نجد ضرورة االلتزام بتكوين فرق التسوية الخاصة بمجرد طلب الطرف
الشاكي ذلك في موعد ال يتجاوز اجتماع الجهاز الذي يلي االجتماع الذي ظهر فيه الطلب
ألول مرة إال إذا قرر الجهاز في ذلك االجتماع عدم تشكيل الفريق..
ومن ناحية ثانية فان تفاهم تسوية المنازعات يحث على تكوين فريق التسوية بشكل عاجل
ولهذا فالسكرتارية تحتفظ بقائمة األشخاص الذين تتوافر فيهم المؤهالت الالزمة لالشتراك
2
في فرق التسوية سواء كانوا تتابعين لحكومات معينة أو غير حكوميين.
أي االستمرارية و التتابع في سير إجراءات التسوية مرحلة تلو األخرى ،وتتحقق هذه
التلقائية ابتداء من إنشاء فريق التسوية .لحل النزاع مرورا برقابة االمتثال و التنفيذ الفعلي
لقرارات و توصيات جهاز تسوية المنازعات أو اإلجازة باتخاذ تدابير مضادة .ضد
الطرف المعني كوقف التنازالت وااللتزامات من جانب الطرف الشاكي .وقد تم التوسع
في تلقائية اإلجراءات إلى أبعد مما كانت ترجوه األطراف المتعاقدة قبل جولة
3
األوروغواي من خالل االعتماد .على تقارير فرق التسوية وجهاز االستئناف.
خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص , 286جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص 15 1
وهذه السمة و الخاصية افتقدها نظام تسوية المنازعات الذي كان قائما في ظل اتفاق
الجات ،1947وهذا األمر ساهم في االتجاه إلى تغليب السمة القانونية والقضائية على
السمة الدبلوماسية والسياسية آللية تسوية المنازعات .
ويتألف جهاز االستئناف من 7أشخاص مشهود لهم بالمكانة الرفيعة والخبرة في مجال
القانون و التجارة الدولية ويحسب أن تعكس عضويته إلى حد كبير عضوية منظمة
التجارة العالمية .
وقد حددت مذكرة التفاهم فترة قصيرة إلتمام إجراءات االستئناف بحيث ال تتجاوز
كقاعدة عامة 60يوما من تاريخ تقديم احد طرفي النزاع إخطاره بقرار االستئناف إلى
1
التاريخ الذي تعمم فيه هيئة االستئناف تقريرها .
وقد تحقق هذا األمر بفضل جدول زمني منطقي ومفصل لكل خطوة من خطوات
إجراءات تسوية المنازعات بحيث ال ينبغي أن تزيد فترة إصدار قرار التسوية عن سنة
واحدة وأال تزيد هذه الفترة عن 15شهرا في حالة االستئناف هذا القرار من جانب إحدى
الدول المتنازعة وهذه هي المدة الخاصة بالحد األعلى كما يمكن أن تكون هذه المدة
2
أقصر بكثير حسب طبيعة المنازعة .
وهذه الخاصية لم تكن موجودة من قبل على اعتبار أن بطء اإلجراءات كان السمة
الغالبة في ظل اتفاق جات 1947األمر .الذي كان ينجم عنه الوصول إلى حلول لم تكن
جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص 22- 21خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص 298 1
عادلة على اعتبار أن بطء اإلجراءات كان يشكل أحد مظاهر انتقاص هذه العدالة فتصبح
3
عدالة منقوصة .
سابعا :الشفافية
وهذه األخيرة لم تكن معروفة في ظل اتفاق جات 1947ويتم تعزيز هذه الشفافية عن
طريق عدالة ووضوح اإلجراءات ألطراف النزاع وتتجلى الشفافية في جميع مراحل
النزاع بين األعضاء داخل منظمة التجارة العالمية وحتى االنتهاء من الفصل فيه وتنفيذ
قرار التسوية .وعليه نجد أن هذه الشفافية تتجلى من خالل عدة نقاط أهمها :
حق األطراف المتنازعة في اإلطالع على الوثائق واألوراق خالل جميع مراحل
التسوية وعليه يحب أال تكون عالمة التشاور مكتوبة ويتم تبليغها لجهاز التسوية
وعادة ما تكون هذه األخيرة متداولة وفي متناول جميع األعضاء العلم بها ،ولكن
وعلى الرغم من تعميم طلب التشاور على األعضاء إال أن عملية التشاور ذاتها تتم
في إطار من السرية .
وجوب إخطار جهاز تسوية المنازعات والمجالس واللجان التابعة لمنظمة التجارة
العالمية بأية حلول أو تسويات يصل إليها األطراف المتنازعون من خالل
المشاورات متى يتمكن أي عضو من اثارة ما لديه من مالحظات أو اعتراضات
خاصة به .في هذه المجالس أو اللجان ،كما ال يجوز تعطيل أو إلغاء الحلول
التي يتم التوصل إليها من جانب طرفي النزاع خالل المشاورات وان ال تعيق
هذه الحلول أو تمس بأي هدف من أهداف منظمة التجارة العالية.
في حالة عدم نجاح التشاور بين طرفي النزاع فان مقتضيات تحقيق الشفافية التي
أرستها منظمة التجارة العالمية تقتضي توزیع و تعميم طلب التسوية إلنشاء فريق
التسوية وعلى رئيس الجهاز إخطار جميع األعضاء في المنظمة بتكوين وانشاء
فريق التسوية دون اإلعالن عن أسماء أعضائها وهوياتهم.
تقضي الشفافية عدم وجود ما يمنع أحد أعضاء النزاع من اإلفصاح عن أية
معلومات قدمت إلى فريق التسوية لبقية أعضاء منظمة التجارة العالمية إال في
الحالة التي يرى فيها العضو أن هذه المعلومات يتعين أنا تحاط بالسرية فيمكنه أن
ال يطلع بها بقية أعضاء المنظمة.
اعتماد جهاز االستئناف على تقرير فريق التسوية في أحد اجتماعاته بعد أن يقوم
تعميم هذا التقرير على أعضائه ما ويتم اإلقرار باإلجماع على عدم اعتماد التقرير
1
.
إن من أبرز خصائص نظام تسوية المنازعات هو عدوله عن إتباع المنهج االيجابي
لتوافق اآلراء في اتخاذ القرارات المتبع في ضل اتفاق جات 1947واستبداله بالمنهج
السلبي في توافق اآلراء.
بحيث أصبح القرار المعروض على جهاز التسوية المنازعات التخاذه بتوافق اآلراء هو
عدم إنشاء فريق التسوية أو عدم اعتماد تقرير الفريق ،أي أن القرار أصبح يصاغ داخل
جهاز تسوية المنازعات على أساس عدم فعل الشيء ويعتبر هذا المنهج في مصلحة
الطرف الشاكي في المنازعة التجارية وبالتالي يكفي أن يعترض عليه رسميا واحدا فقط
من الحاضرين حتى يعبر القرار غير موافق عليه مما يعني تلقائيا وجوب إنشاء فريق
التسوية ويعتبر هذا اإلجراء أو المنهج محققا لمصلحة الطرف الشاكي من جهة وضمان
خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص 298و ما بعدها ,جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص 23و ما بعدها 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
إن التنفيذ التقائي للقرارات يتم من تاريخ اعتماد تقارير فريق التسوية أو جهاز االستئناف،
وعليه يتعين على كافة أعضاء منظمة التجارة العالمية االمتثال دون إبطاء لتوصيات
وقرارات جهاز تسوية المنازعات وهذا بغية ضمان الحلول الفعالة للمنازعات المصلحة
جميع األعضاء .
وفي الحالة التي يثبت فيها العضو عدم توافق ما اتخذ من إجراء مع أي من االتفاقات
المشمولة عليه إعالم جهاز تسوية تنازعات في االجتماع الذي يعقده الجهاز في غضون
30يوما من تاريخ اعتماد تقرير الفريق أو جهاز االستئناف بنواياه فيما يتعلق بتنفيذ هذه
التوصيات و القرارات و إذا تعذر االمتثال فورا يتم منح العضو فترة معقولة للقيام بذلك .
وستناول هذا األمر بالشرح والدراسة بشكل مستفيض عند حديثنا عن تنفيذ التوصيات و
1
القرارات الصادرة عن جهاز المنازعات .
تكمن القيمة الحقيقية النظام التسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة الدولية من خالل
أهي وجملة األهداف التي يسعى إلى تحقيقها ،على النحو الذي منفصلة ضمن الفرعين
المواليين :
يمكن تبيان أهمية نظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية من خالل
النقاط الموالية:
إذا وقع على طرف من األطراف العضوة في المنظمة العالمية للتجارة ضرر -1
بسبب مخالفة التعهدات أو خرق لالتفاقيات التجارية فإنه يمكن أن يرفع شكوى إلى
المنظمة وذلك بعد التأكد من عدم إمكانية حل النزاع عن طريق المشاورات
والمساعي الحميدة والوساطة ،وعلى هذا األساس فإن نظام تسوية المنازعات يمثل
النظام الذي يسمح بموجبه لألعضاء بإقامة الدعوى بشأن أي من االتفاقيات متعددة
1
األطراف وفقا التفاقية انشاء منظمة التجارة العالمية .
ان بناء آلية تسوية منازعات في إطار المنظمة العالمية للتجارة قد تالقي الكثير -2
من العيوب التي كانت تعتري النظام السابق لتسوية المنازعات التجارية في إطار
الغات وذلك بما أدخل من إصالحات على هذا النظام لعل أهمها الموضوعات
واالتفاقات الجديدة التي تنشأ بمناسبة تطبيق العافية الجوانب المتصلة بالتجارة من
حقوق الملكية الفكرية مثال
نكمن أهمية نظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية من خالل -3
الخصائص التي يتميز بها هذا النظام حيث أن آلية التسوية في إطار هذه المنظمة
تمتاز بالتلقائية في إنشاء وتكوين فرق التحكيم ،إضافة إلى تحديد اختصاصاتها
وكذلك السرعة في إصدار القرارات والتوصيات من خالل القواعد الملزمة
2
بتحديد المواعيد التي يتعين خاللها إنهاء التسوية ،ونظام التشاور
سمير عبد العزيز التجارة العالمية بين جات ومنظمة التجارة العالمية ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية للطباعة والنشر، 1
تكمن أهمية نظام التسوية كذلك في أن نص مذكرة التفاهم الملحقة باتفاقية منظمة -4
التجارة العالمية قد نصت على جملة من القواعد التي على أساسها يتم تنفيذ
القرارات الصادرة و( التي بت فيها ) جهار تسوية المنازعات.
إضافة إلى ذلك فإن نظام تسوية المنازعات في المنظمة العالمية للتجارة يشكل -5
عنصرا هاما في توفير األمن والقدرة على
التنبؤ 1بتوجهات النظام التجاري الدولي لصيانة حقوق األعضاء والحفاظ على التزاماتهم
المترتبة عليهم بموجب االتفاقية الخاضعة للمنظمة
إن آلية فض المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية تهدف إلى ضمان -
التوصل إلى حل إيجابي للنزاع التجاري تحت مظلة منظمة التجاري العالمية،
واألفضل في كل األحوال هو التوصل إلى حل مقبول متوافق مع االتفاقات
2
المشمولة.
فتوصيات وقرارات جهاز فض المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية تهدف إلى
تحقيق تسوية مرضية ألي أمر يعرض عليه عمال بالحقوق وااللتزامات المنصوص
عليها في هذا التفاهم وفي االتفاقات المشمولة ..
وفي حالة عدم التوصل إلى حل باالتفاق يكون الهدف األول آللية فض المنازعات -
عادة هو ضمان سحب التدابير المخالفة إذا ما اتضح تعارضها مع أحكام االتفاق
المشمول
ان االمن و القدرة على التنبؤ يستحيل بدونهما اقامة عالقات تجارية دولية او عالمية تتمتع بالثقة و االستقرار في الحاضر و 1
القدرة على التوسع و االزدهار في المستقبل و هنا ايضا تكم اهمية منظمة التجارة العالمية ,انظر في ذلك :خيري فتحي
البصيلي ,المرجع السابق ص 257
سمير محمد عبد العزيز ,المرجع السابق ص 419 2
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
وإ ذا تعذر سحب تلك التدابير فورا يكون الهدف هو تقديم تعويض كتدبير مؤقت -
في انتظار سحب التدبير أو اإلجراء الذي يتعارض مع االتفاق المشمول ويوفر
تفاهم تسوية المنازعات للعضو المطالب إجراءات تسوية المنازعات الخطوة
أخيرة.
ويكون هدف اليه تسوية المنازعات كذلك البحث عن إمكانية تعليق التنازالت أو غيرها
من االلتزامات بموجب االتفاقات المشمولة على أساس تمييز في اتجاه العضو اآلخر،
1
وذلك بترخيص من جهاز فض المنازعات يقضي بالتخذ اإلجراءات الالزمة .
إن نظام تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة العالمية يهدف ( -
باعتراف األعضاء) إلى المحافظة على حقوق األعضاء والتزاماتهم المترتبة
بموجب االتفاقات المشمولة ،ويوضح األحكام الواردة في هذه االتفاقات وفق
القواعد العامة في تفسير القانون العام ( والتوصيات والقرارات التي يصدرها
الجهاز ال تضيف إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص عليها في االتفاقيات
2
المشمولة وال تنقص منها )
تهدف آلية تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية إلى تسوية المنازعات -
التجارية بمنتهى حسن النية بهدف التوصل إلى حل ألي نزاع وذلك على أساس
أنه من المبادئ الجوهرية التي أرستها االتفاقية أن استخدام إجراءات تسوية
المنازعات ال يعني في حد ذاته وجود خصومة كما أنه ال يجوز اعتباره خصومة
3
تهدف هذه اآللية كذلك إلى مراعاة أوضاع الدول النامية ،إذ نصت في هذا الصدد -
المادة 10/40من مذكرة التفاهم على أنه ينبغي على األعضاء من خالل
المشاورات أن تولي اهتماما خاصا للمشاكل والمصالح الخاصة بالدول النامية
وكررت ذات الحكم المادة 21من نفس المذكرة ،وتضمنت المادة 24من هذه
المذكرة أنه في جميع مراحل التسوية التي يكون أحد الدول األقل نموا طرفا فيها
أن تولي رعاية خاصة لهذا األخير من خالل ضبط النفس عند إشارة أمور
بموجب هذه اإلجراءات ،وفي حالة تقرير إلغاء أو تعطيل لتقدير اتخذته هذه
الدول على الطرف الشاكي ضبط نفسه عند طلب التعويض والتماس ترخيصات
تعليق التنازالت أو غيرها من اإلجراءات ،كما نصت المادة 02/24من المذكرة
السالفة الذكر على أن يعرض المدير العام أو رئيس جهاز تسوية المنازعات
مساعية الحميدة أو التحكيم أو الوساطة لمساعدة األطراف على تسوية النزاع قبل
تشكيل فرق تحكيم مع جواز تشاور المدير أو الرئيس مع .أي مصدر يعتبره
أحدهما مناسبا وذلك بناءا .على طلب العضو األقل نموا في حالة تسوية
المنازعات التي تشمل هذا العضو عندما ال يمكن التوصل فيها إلى حل مرضى
1
من خالل المشاورات .
يعتبر جهاز تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية من أهم األجهزة باعتباره
الجهاز المخول بموجب االتفاقية المنشاة لمنظمة التجارة العالمية بفض مختلف النزاعات
التي قد تثور بين الدول األعضاء في مختلف المجاالت التجارية.
وبالنظر ألهمية هذا الجهاز ودوره الكبير في حل النزاعات الدولية المتعلقة بالتجارة
الدولية سنحاول دراسة هذا الجهاز السيما فيما يتعلق بإنشائه ومهامه وذلك على النحو
التالي :
سنحاول من خالل هذا المطلب أن نحاول دراسة كيفية إنشاء جهاز تسوية المنازعات في
إطار منظمة التجارة العالمية و كذا بيان الهدف من إنشاءه والمهام الموكلة لهذا الجهاز
وذلك على النحو التالي :
لقد تم إنشاء جهاز تسوية المنازعات بموجب مذكرة التفاهم لتسوية المنازعات التي قد
تثور بمناسبة تطبيق اتفاقية التجارة متعددة األطراف الملحقة باتفاق منظمة التجارة
العالمية ،ويعد هذا الجهاز من أهم االنجازات المترتبة من جولة األوروغواي بالرغم من
أن اتفاقية الغات قد تضمنت في مادتيها 22و 23أحكاما لتسوية المنازعات التجارية بين
األطراف المتعاقدة إال انها كانت قاصرة بسبب غياب الهيئة القضائية المخولة باإلشراف
على تنفيذ هذه األحكام .
ويتكون جهاز تسوية المنازعات من ممثلين عن جميع الدول أعضاء المنظمة الذين
يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات بغض النضر عن حجمها التجاري و بحسب المادة 17
من ذت االتفاقية فان جهاز تسوية المنازعات يقوم بتشكيل جهاز دائم لالستئناف يتكون
من من 7اشخاص يتم اختيار 3منهم لكل قضية ويعملون بالتناوب ويتم تعييينهم لمدة
4سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وهو يتألف من اشخاص مشهود لهم بالكتابة والمكانة
والخبرة في مجال القانون التجاري الدولي.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
و لضمان المصداقية في نظام تسوية المنازعات تعمل المنظمة على عدم ارتباط أعضاء
جهاز فض المنازعات وجهاز االستئاف بمؤسسات الدول التي ينتمون إليها .
إن جهاز تسوية المنازعات مهمته الرئيسية واألساسية و التي من اجلها تم إنشاءه هي
تسوية المنازعات التجارية التي قد تثور بين الدول األعضاء األطراف في منظمة
التجارة العالمية والى جانب هذا االختصاص الحر األصيل لجهاز تسوية المنازعات فان
لهذا األخير جملة من الوظائف و االختصاصات األخرى و التي تتمثل في اعتبار جهاز
تسوية المنازعات الجهاز الوحيد الذي له سلطة إنشاء فرق تحكيم تتولى تسوية
المنازعات كما إن له سلطة البت في قبول أو رفض النتائج التي توصل إليها فريق
التحكيم
وكذا اعتماد القرارات الصادرة عن الهيئة االستئنافية ومراقبة مدى إعمال وتنفيذ هذه
القرارات أو األحكام وكذا تنفيذ القرارات العقابية في حالة عدم انصياع أحد األعضاء
1
للقرار الصادر .
وسيتجلى لنا دور جهار تسوية المنازعات ومهامه عند دراستنا آللية تسوية المنازعات
وتنفيذ القرارات الصادرة عنه في ما بقي لنا من الدراسة .
المطلب الثاني :شروط اللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية
إن اللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة العالمية لم يكن
متروكا للدول المعنية بدون ضوابط وقيود وإ نما يصح اللجوء إلى هذا الجهاز من خالل
احترام جملة من الشروط التي سنوضحها من خالل الفرعين المواليين
-1البد أن يكون النزاع بين دولتين منظمتين إلى منظمة التجارة العالمية ،فالبد أن تكون
الدولتين مصادقتين على اتفاقية منظمة التجارة العالمية واالتفاقيات المشمولة
- 2البد من تقاعس أحد األطراف عن الوفاء بالتزاماته في إطار أحكام االتفاقية أو
اتخاذه إلجراءات أو إجراء يتعارض مع هذه األحكام أو اتخاذه ألي موقف يترتب عليه
إبطال أو إضعاف ميزة مستحقة للطرف المذكور بشكل مباشر أو غير مباشر أو يكون
من شأنه إعاقة تحقيق أي هدف من أهداف االتفاقية.
- 1يشترط أال يتم اللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات على مستوى منظمة التجارة
1
العالمية إال باالتفاق بين الطرفين المتنازعين.
- 2ال يترتب بالضرورة على كل خالف تجاري في الواقع العملي اللجوء إلى نظام
تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ،فاللجوء إلى جهاز تسوية المنازعات
التجارية في منظمة التجارة العالمية ال يحدث إال عندما يخفق األعضاء في حل أو تسوية
ما يثور بينهم من خالفات في إطار ثنائي
- 5البد أن يدخل النزاع المعني بين الدولتين المعنيتين ضمن صالحيات واختصاصات
جهاز تسوية المنازعات بمنظمة التجارة
العالمية.
يتم تنظيم أسلوب تسوية المنازعات في منظمة التجارة العالمية من خالل عدد من
المراحل المتصاعدة التي ال تنحصر في آليات حل المنازعة الدولية فحسب بل تمتد أيضا
إلى آليات تنفيذ التوصيات والقرارات التي توصل إليها جهاز التسوية .وعلى هذا األساس
سوف نتناول كل من آليات حل هذه المنازعات ثم آليات تنفيذ التوصيات والقرارات
المتخدة بشأنها وذلك من خالل تقسيم هذا المبحث إلى المطلبين المواليين:
إن حدوث المنازعات هو أمر واقع ونتيجة حتمية لتشعب وتنوع العالقات التجارية بين
أعضاء منظمة التجارة العالمية ،وبالتالي فإن وجود آليات لتسوية وحل تلك المنازعات
هو أمر ضروري.
ونتيجة مراعاة أوضاع الدول في منظمة التجارة العالمية من جهة ،وتنوع المنازعات
التجارية من جهة أخرى ،فإن آليات تسوية هذه المنازعات التي وافقت عليها األطراف
المتعاقدة في إطار اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تعددت وتنوعت هي األخرى ،1وفيما
يلي سوف تتعرض إلى هذه اآلليات من خالل الفروع الموالية:
تعتبر المشاورات أولى مراحل عملية تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية،
ولدراسة هذه الوسيلة ينبغي تناول العناصر الموالية:
-1أهمية المشاورات
إن مرحلة ( آلية ) التشاور تبدو مرحلة مجدية كأسلوب للتسوية ،إذ أن اإلحصاءات تدل
على أن حوالي %20من طلبات التشاور أدت إلى الوصول إلى تسوية بين المتنازعين
-كما تبدو أهمية المشاورات كذلك في أن عدد غير قليل من المنازعات يتم حسمها في
مرحلة التشاور وخاصة إذا تم إزالة سوء التفاهم حول بعض الوقائع التي تمس جوهر
النزاع ،وحتى بالنسبة للمنازعات التي فشل األعضاء في تسويتها بطريق .التشاور وتم
إحالتها إلى فريق التحكيم فإن المشاورات كان لها -رغم ذلك -أثر ال ينكر في تبادل
المعلومات التي تؤدي إلى قصر النزاع على األمور الخالفية الهامة والجدية وإ لى سهولة
عرض النزاع أمام فريق التحكيم مما يكون له أثر واضح وإ يجابي في اإلسراع بالتسوية .
1
- 2الهدف من المشاورات
تنص المادة 07/03من تفاهم تسوية المنازعات على أن الهدف من تسوية المنازعات
التجارية على مستوى منظمة التجارة العالمية هو ضمان التوصل إلى حل إيجابي للنزاع،
واألفضل هو التوصل إلى حل مقبول لطرفي النزاع ومتوافق مع االتفاقيات
,1خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص 47
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
المشمولة .من خالل مضمون هذا النص نستنتج أن الهدف من المشاورات كمرحلة أولى
من مراحل تسوية المنازعات بين أعضاء منظمة التجارة العالمية هو التوصل إلى تسوية
تتوافق مع التزامات األطراف في اتفاقية منظمة التجارة العالمية ،1ومحاولة حل النزاع
بطريقة يرتضيها الطرفان المتنازعات.
- 1طلب التشاور
تضمنت مذكرة التفاهم حثا للدول األعضاء على اللجوء إلى التشاور كأحد األساليب
السلمية لتسوية المنازعات ،وهو ما نصت عليه المادة 01/04من المذكرة بقولها « يؤكد
األعضاء تصميمهم على تعزيز وتحسين فعالية إجراءات التشاور التي يتم إتباعها » وذلك
2
بهدف التوصل إلى حل مرضي أو تسوية مرضية
إن التشاور وإ ن كان بمثابة حق الدولة العضو الطالبة للتشاور ،فهو وفي ذات الوقت
واجب على الدولة الموجه إليها طلب التشاور ألن التشاور يقتضي بأن يتعهد الملتزم
بالنظر بعين العطف في أية طلبات يقدمها طرف آخر فيما يتعلق بإجراءات متخدة في
أراضي ذلك العضو بشأن تطبيق أي اتفاق مشمول وأن يوفر الفرصة الكافية للتشاور
بشأنها ،وعادة ما يستجيب الطرف المدعو إلجراء مشاورات إلى الجلوس إلى مائدة
المفاوضات ويعقد المشاورات بنية حسنة بغية التوصل إلى اتفاق مرض ومعقول
للطرفين ،وفي هذه الحالة يكتفي أطراف النزاع بالمشاورات الثنائية الناجمة عن ذلك
1
والتي تحسم النزاع القائم بين األطراف المتنازعة حول أحد االتفاقات المغطاة بالتفاهم
وفي مجال االستجابة لطلب التشاور ( واجب التشاور) تنص المادة 02/04من -
مذكرة التفاهم بأن « يتعهد كل عضو بالنظر بعين العطف إلى أية طلبات يقدمها
طرف آخر فيما يتعلق بإجراءات متخذة في أراضي ذلك العضو بشأن تطبيق أي
اتفاق مشمول ،وأن يوفر الفرصة الكافية للتشاور بشأنها .
وقد قرر أحد فرق التسوية في سابقة هامة أن التشاور واجب على كل عضو من -
أعضاء منظمة التجارة العالمية عندما يطلب منه ذلك عضو آخر بالمنظمة ،وذلك
في سبيل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع.
قد يتم رفض الطلب الداعي إلى إجراء المشاورات الثنائية خالل المدة المحددة ( 10
أيام ) حيث أنه إذا لم يرسل العضو ردا في خالل هذه المدة من تسلمه الطلب الخاص
بالمشاورات أو لم يدخل في المشاورات ضمن فترة 30يوما بعد تسلمه الطلب المعني
أصبح للعضو الذي طلب المشاورات أن ينتقل مباشرة إلى إنشاء فريق التحكيم لتسوية
النزاع ،وفي هذا اإلطار بعد رفض البرازيل للطلب الذي قدمته الفلبين كدعوة من هذه
األخيرة لألولى إلجراء عملية التشاور في قضية تجارة جوز الهند المجفف أصدر جهاز
االستئناف تقريره في فبراير 1997وتم اعتماد هذا التقرير من جهاز التسوية للمنازعات
2
في مارس 1997
إمعانا في تفعيل دور المشاورات نصت المادة 11/4من مذكرة التفاهم على حق الدول
األعضاء في االنضمام إلى طلب التشاور المقدم من دولة عضو ما في شأن نزاع معين.
وعلى هذا األساس فإذا كان لدولة عضو -من غير األعضاء المتشاورين -مصلحة
تجارية جوهرية في مشاورات معقودة فعال فإنه وطبقا للمادة 01/22من اتفاقية الغات
1994أو المادة 01/22من االتفاق العام بشأن التجارة ،أو األحكام المقابلة في االتفاقات
المشمولة األخرى فإنه يجوز لهذه الدولة العضو أن تخطر األعضاء المتشاورين والجهاز
( جهاز التسوية ) خالل 10أيام من تاريخ تعميم طلب المشاورات برغبتها في االنضمام
1
إلى المشاورات
نستنتج من ذلك أن طلب االنضمام إلى المشاورات يستوجب توافر شرطان أساسيان هما:
- 1أن يقدم طلب الدولة العضو على أساس سليم باتباع اإلجراءات الالزمة.
- 2أن يستند طلب اإلنضمام إلى المشاورات إلى وجود مصلحة جوهرية في االنضمام.
-إذا وافق الموجه إليه هذه المشاورات على طلب الدولة العضو باالنضمام يقوم الطرفان
بإعالم جهاز التسوية بذلك.
-وإ ذا رفضت الدولة الموجه إليها المشاورات الطلب على طلب الدولة العضو في
االنضمام فإن هذه األخيرة تصبح حرة في تقديم عقد مشاورات بموجب المادة 01/22من
اتفاقية الغات أو المادة 01/22أو 04/23من االتفاق العام للتجارة في الخدمات أو أي
من األحكام األخرى ذات الصلة من االتفاقيات األخرى المغطاة بالتفاهم.
وعلى ذلك فإن الدولة الموجه إليها طلب المشاورات صالحية وسيادة كاملة في حرية
2
التصرف بقبول طلب االنضمام األطراف آخرين للمشاورات أو رفض ذلك الطلب .
إذا قدم طلب المشاورات عمال باتفاق مشمول يجب على العضو الذي يقدم إليه الطلب ما
لم يجر اتفاق متبادل على عكس ذلك أن يجيب على الطلب في غضون 10أيام من تاريخ
2
تسلمه وأن يدخل في المشاورات ضمن فترة ال تزيد عن 30يوما بعد تسلم ذلك الطلب
-ويؤدي عدم احترام هذه الحدود الزمنية إتاحة الحق لمقدم الطلب أن ينتقل إلى المرحلة
التالية في اإلجراءات ويطلب تشكيل فريق محكمين.
وإ ذا دخل األطراف في المشاورات وأخفقت تلك المشاورات في تحقيق تسوية -
للنزاع خالل مدة 60يوما من تسلم الطلب المعني فإنه يجوز كذلك اللجوء إلى
3
طلب إنشاء فريق تحكيم
ولعل الهدف من ضبط مواعيد إجراءات المشاورات وعدم ترك حرية إدارتها في أيدي
أطراف النزاع هو الحلول دون لجوء أحد طرفي النزاع إلى استخدام التشاور بإجراء
التسويف والمماطلة وإ ضاعة الوقت بهدف إهدار حقوق الطرف اآلخر من جهة ولضمان
توفر حسن النية في التدابير التي اتخذها العضو وألحقت بمصالح عضو آخر وضررا
4
وأخلت بااللتزامات المتفق عليها بين الطرفين
ويجب اإلشارة إلى أن المواعيد المذكورة أعاله تسري في الحاالت العادية أما في حاالت
االستعجال فإن األمر يقتضي الدخول في المشاورات في غضون فترة زمنية ال تتجاوز
10أيام من تاريخ تسليم طلب التشاور( بدال من 30يوم في الحاالت العادية ) وااللتجاء
إلى التحكيم في حالة فشل المشاورات في غضون فترة زمنية ال تزيد عن 20يوما ( بدال
1
من 60يوما في الحاالت العادية )
ب -إجراءات التشاور
-يجب على الدولة العضو طالبة التشاور أن تقوم بإخطار الجهاز والمجالس واللجان
ذات الصلة بطلبها التشاور ،وتدرج فيه األسباب الداعية إلى طلبها بما فيها تحديد
اإلجراءات المعترض عليها مع ذكر وعرض األساس القانوني للشكوى بوصفها انتهاكا
2
لنصوص وأحكام االتفاق المشمول
والتشاور من الناحية الفعلية والعملية يتم في إحدى غرف منظمة التجارة العالمية في
جنيف بسويسرا ويستغرق على النحو المعتاد نحو ساعتين أو ثالث ساعات ،ويتم التشاور
باللغة األنجليزية دون وجود مترجمين وبدون معاونة أي من أدوات الطباعة أو االختزال
أو غير ذلك ،ويحضر الجلسة ممثلون عن حكومات اإلطراف في النزاع ويكون التمثيل
حسب أهمية النزاع ،كما يحظر الجلسة ممثلون من الدول األعضاء الذي ينضمون إلى
التشاور وفيما عدا ذلك تكون جلسة المشاورات خاصة ومعلقة وال يحضرها أعضاء
3
أخرون .
ج -طبيعة المشاورات:
سمير محمد عبد العزيز ,المرجع السابق ص 422خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص 318عبد المطلب عبد الحميد , 1
خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص , 320جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص46-45 3
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
تمتاز طبيعة المشاورات بالسرية ،وال تحل بحقوق أي عضو إجراءات الحقة وأن على
األعضاء خالل المشاورات أن تهتم بمشاكل والمصالح الخاصة باألعضاء من البلدان
1
النامية
كذلك تمتاز المشاورات بأنها ترتكز على األسئلة المكتوبة وعادة ما يكون الهدف -
من هذه األسئلة هو الحصول على حقائق او على نسخ من القوانين المتعلقة
بموضوع النزاع للدول المتشاورة أو غيرها من اللوائح أو الوثائق مع إتاحة
2
الفرصة للعضو المشكو في حقه لإلجابة حتى بالنسبة للمسائل القانونية
ثالثا :نتائج المشاورات:
ان المشاورات التي تتم وفق اإلجراءات الموضحة أعالء تنتهي إما إلى التسوية أو
اإلخفاق
- 1تسوية النزاع من خالل المشاورات
مما ال شك فيه أن التسوية باالتفاق المتبادل بين طرفي النزاع غالبا ما تلقى تفضيًال من
جانب األطراف المتنازعة وكذلك من جانب سكرتارية منظمة التجارة العالمية
وهنا يجب اإلشارة إلى أن التسوية بطريق االتفاق المتبادل يجب أن تتوافق مع االتفاقيات
المشمولة أو المغطاة بالتفاهم ،ويسعى كذلك أال يلغي االتفاق التبادل أو يعطل أية مصلحة
عائدة ألي عضو من أعضاء المنظمة بموجب تلك االتفاقيات أو أن يعيق اي هدف من
3
أهداف اتفاقيات منظمة التجارة العالمية .
وعندما يتوصل األعضاء من خالل التشاور إلى حلول مرضية فإنه ينبغي عليهم القيام
باخطار الجهاز -جهاز التسوية -والمجالس واللجان ذات الصلة بهذه الحلول أو بأي
اتفاق بين الطرفين بشأن أي مسائل تطرح رسميا استنادا إلى أحكام التشاور وتسوية
سمير محمد عبد العزيز ,المرجع السابق ص ,421-412خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص318-317 1
النزعات ،كما يمكن ألي عضو أن يثير أي أمر يتصل بها في هذه المجالس واللجان 1كما
ينبغى كذلك إخطار سكرتارية منظمة التجارة العالمية
ولعل الهدف من هذا اإلطالع هو توفير عنصر الشفافية الكاملة لكافة أعضاء منظمة
التجارة العالمية األخرى ،لموافقة ما من لتسوية النزاع القائم بشكل يضمن تماما عدم
2
االعتداء على حقوق هؤالء األعضاء ونتيجة القيام بالتسوية عن طريق االتفاق المتبادل
- 2إخفاق المشاورات في تحقيق تسوية للنزاع
اذا اخفقت المشاورات في تسوية النزاع خالل 60يوما بعد تاريخ تسلم طلب التشاور
حاز للطرف الشاكي أن بطلب إنشاء فريق التحكيم كما يجوز لهذا الخير أن يطلب تشكيل
فريق التحكيم خالل فترة 60يوما ( 20يوما في حاالت االستعجال ) إذا ما اعتبر
الطرفان في المشاورات معا أن هذه األخيرة قد أنفقت في تسوية النزاع .3كما يجوز ألي
طرف في النزاع طلب المساعي الحميدة والتوفيق والوساطة خالل مهلة 60يوما من
تقديم طلب التشاور أو اثناء الفترة التي يتم فيها اتخاذ إجراءات تكوين هيئة التحكيم،
ويجوز للمدير العام بحكم وظيفته أن يعرض مساعية الحميدة أو التوفيق اوالوساطة بين
4
طرفي النزاع دون مرور المدة المحدد للتسوية بالتشاور دون تسوية
رابعا :حاالت المشاورات التي تشمل عضوا من أقل البلدان نموا:
بالنسبة للدول النامية نصت المادة 10/04من مذكرة التفاهم على أنه يبغي على األعضاء
خالل المشاورات أن تولي اهتماما خاصا للمشاكل الخاصة بهذه الدول ،وكررت ذات
الحكم المادة 02/21من مذكرة التفاهم
جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص , 39خيري فتحي البصيلي المرجع السابق ص 426 2
عادل عبد العزيز على السن ،تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ،بين النظرية و التطبيق ،مؤتمر الجوانب 3
القانونية و االقتصادية التفاقيات منظمة التجارة العالمية ،دبي اإلمارات العربية المتحدة ،غرفة التجارة وصناعة دبي ،الطبعة
األولى . 2004 ،ص 1583
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
وما يجدر اإلشارة إليه انه و بالرغم من مضى 10سنوات من دخول االتفاق المؤسس
حيز النفاذ لم يتم استخدام هذه الوسائل البديلة بالشكل الكافي من جانب أعضاء منظمة
التجارة العالمية بالرغم من إمكانية قيامهم بتسوية منازعاتهم بتلك الوسائل التي تعتبر من
قبيل اإلجراءات التي يتم اتخاذها طواعية إذا وافق على ذلك أطرف النزاع وتكون سرية
1
ال تخل بحقوق أي من الطرفين .
وسنحاول دراسة هذه الوسائل البديلة التسوية المنازعات وذلك على النحو التالي :
أوال :المساعي الحميدة:
وقد عرفت على أنها وسيلة بمقتضاها يقوم شخص أو هيئة بالتوسط بين األطراف
2
المتنازعين من أجل استمرار عملية التفاوض التي يمكن أن تؤدي إلى حل النزاع .
أو هي عبارة عن جهود مبذولة من جانب عضو ليس طرفا في النزاع بناءا على طلب
أحد األطراف المتنازعة أو جميعهم أو من
تلقاء نفسه أو من عضو آخر من الغير بهدف التأثير على األطراف المتنازعة و إقناعها
بالدخول في مفاوضات لحل النزاع دون أن يتدخل في المفاوضات أو يقدم اقتراحات لحل
3
النزاع
ثانيا :التوفيق:
وهو عبارة عن اتفاق بين األطراف المتنازعين على تقديم تنازالت متبادلة تؤدي إلى حل
المشكالت القائمة بينهم 4.او هو تدخل طرف ثالث يقوم بالتحقيق في أساس النزاع ويقدم
5
تقريرا لألطراف المتنازعة يتضمن مقترحات لحل النزاع غير انها غير ملزمة
أو هو عبارة عن عملية إجرائية بموجبها يقوم أطراف النزاع باالستعانة بشخص من
الغير أو لجنة لمساعدتهم بطريقة محايدة ومستقلة وبدون فرض أي رأي أو قرار ملزم
للوصول إلى تسوية ودية للنزاع القائم ...
فالتوفيق يقوم على تدخل شخص أو جهة في نزاع قائم بين طرفين للتقريب بينهما وتسوية
النزاع الذي ثار بينهما عن طريق حل يستند إلى إرادة الطرفين بحيث ال يمكن تنفيذ هذا
1
الحل المقترح إال باتفاق وتراضي الطرفين ..
ثالث الوساطة:
وهي وسيلة يتم بمقتضاها تدخل شخص من الغير وسيط أثناء مفاوضات إنهاء
المنازعة .2.
أو هي عبارة عن عملية تطوعية يوافق طرفا النزاع من خاللها على العمل مع شخص
محايد لحل النزاع القائم بينهما مع منح أمل السلطة للمتنازعين في قبول الوساطة أو
رفضها مع انصراف عمل الوسيط وبذل مجهوده صوب نقط الخالف و اقتراح سبل الحل
..
فالوسيط هنا يعمل على تقريب وجهات نظر المتنازعين بغية حثهما على التفاوض أو
يعمل على تقيم أسس لحل النزاع و إزالة الخالف بينهما مع مالحظة أن الحلول التي
3
يقترحها للنزاع ونصائحه و توصياته ليست لها قوة اإللزام .
وقبل أن نتطرق إلى الحديث عن اإلجراءات التي تتم بها هذه الوسائل البديلة أي قبل أن
نتحدث عن كيفية مباشرة هذه اإلجراءات والوسائل فإننا ستحاول إبراز أهم الخصائص
التي تتميز بها هذه الوسائل السالفة الذكر و التي سنوجزها على النحو التالي :
خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم االلكتروني في عقود التجارة الدولية ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،الطبعة األولى.2008 ، 1
ص 38_37
وسائل سياسية لحل النزاع ليس لها تاريخ للبدأ أو االنتهاء .
المحافظة على سيادة الدولة باعتبار أن هذه األخيرة ال تم إال بموافقة الدولة ،
فالدولة هي من تملك زمام األمر في الموافقة ببدئها أو االنتهاء منها
إمكانية اللجوء إليها لحل كافة المنازعات الدولية .
تتم مباشرتها من قبل اشخاص هم موضع ثقة من جانب األطراف المتنازعة .
إمكانية مباشرتها في سرية تامة األمر الذي من شانه أن يؤدي إلى إمكانية التوصل
إلى حل للنزاع .
تساعد في الوصول إلى تسوية مرضية بعيدا عن المؤثرات التي تميز العالقات
1
السياسية بين الدول المتنازعة .
إمكانية جمع الحل المقترح بين االعتبارات القانونية والسياسية واعتبارات العمل
واإلنصاف إذا ما وافقت األطراف المتنازعة على ذلك .
عدم جعل األطراف المتنازعة حل النزاع رهنا باإلجراءات التي يتخذونها وإ نما
يلجئون إلى طرف ثالث لمساعدهم على حله دون أن يكون لهذا األخير القول
2
الفصل في تسوية النزاع الن األمر يتوقف على إرادتهم وموافقتهم
إجراءات مباشرة المساعي الحميدة والتوفيق و الوساطة
لقد تناولت المادة 5من مذكرة التفاهم بيان إجراءات مباشرة هذه الوسائل البديلة لحل
المنازعات التجارية في ظل منظمة التجارة العالمية ،وباستقرائنا هذه المادة يمكننا
التوصل إلى ما يلي :
تتم مباشرة إجراءات المساعي الحميدة والتوفيق والوساطة في سرية ،خاصة فيما
يتعلق بالمواقف المتخدة من قبل طرفي النزاع خالل هذه اإلجراءات دون اإلخالل
بحقوق أي من الطرفين.
خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص 329 1
جواز طلبها وبدئها وإ نهائها في أي وقت ،وفي حالة االنتهاء منها يجوز للطرف
الشاكي االنتقال لطلب إنشاء فريق تحکیم
عن مباشرة المساعي الحميدة أو التوفيق أو الوساطة خالل 60يوم بعد تسليم
طلب عقد المشاورات يجب على الطرف الشاكي منح فترة 60يوما بعد تاريخ
تسلم طلب عقد المشاورات قبل أن يطلب إنشاء فريق التحكيم ،غير انه يجوز أن
يطلب إنشاء فريق التحكيم خالل هذه الفترة إذا اعتبر الطرفان أن المساعي الحميدة
1
التوفيق الوساطة قد أخفقت في تسوية النزاع
جواز مواصلة إجراءات المساعي الحميدة التوفيق الوساطة في نفس الوقت الذي
2
تجرى فيه إجراءات فريق التحكيم إذا وافق طرفا النزاع على ذلك .
وما تجدر اإلشارة إليه في ختام حديثنا عن هذه الطرق البديلة لحل نزاعات التجارة أن
المدير العام لمنظمة التجارة العالية و بحكم وظيفته يجوز له أن يعرض المساعي
الحميدة أو التوفيق أو الوساطة بهدف مساعدة األعضاء على تسوية المنازعات
رابعا :التحكيم
للتحكيم أهمية كبرى في مجال تسوية المنازعات التجارية بالنظر إلى زيادة التبادل
التجاري واتساع العالقات والمعامالت االقتصادية وعدم وجود قضاء دولي متخصص
في تسوية منازعات التجارة العالمية ،باإلضافة إلى تفضيل أطراف النزاع اللجوء إلى
التحكيم التجاري الدولي عن القضاء الوطني الذي قد ال يتالءم مع هذه المنازعات .
ا تعريف التحكيم
لقد أورد الفقهاء العديد من التعريفات للتحكيم فهناك من عرفه بأنه " طريق استثنائي
1
لفض الخصومات والمنازعات بصفة نهائية يقوم على االتفاق و الرضاء بين أطرافه
أو هو " :االتفاق الذي بمقتضاه تعهد األطراف بان يتم الفصل في المنازعات الناشئة
بينهم أو المحتمل نشوئها من خالل التحكيم وذلك إذا كانت هذه المنازعات تتعلق بمصالح
2
تجارية دولية
أو هو " :الطريقة التي يختارها األطراف لفض المنازعات التي تنشأ عن العقد عن
طريق طرح النزاع و البت فيه أمام شخص أو أكثر يطلق عليهم اسم المحكمين دون
3
اللجوء إلى القضاء :
- 2خصائص التحكيم
إن التحكيم وبوصفه وسيلة قضائية لتسوية المنازعات يتضمن حلوال ملزمة يتم التوصل
إليها من خالل جهاز متخصص يتميز بجملة من الخصائص أهمها :
الزامية الحلول المتوصل إليها لألطراف المتنازعة التي يتوجب عليها تنفيذها ...
إتباع مجموعة من اإلجراءات التي من خاللها يتم مناقشة أوجه الحجج المتعارضة
على أسس قانونية
ممدوح طنطاوي ،التوفيق والتحكيم ولجان فض المنازعات ( الغرف التجارية ومراكز التوفيق والتحكيم ) ،منشاة المعارف ، 1
حفيظة السيد الحداد ،االتجاهات المعاصرة بشان اتفاق التحكيم ) من حيث استقالليته وآثاره و النظام القانوني الذي يحكمه مدى 2
تأثر قانون التحكيم المصري الجديد بها ) ،دار الفكر الجامعي ،االسكندرية .2001 ،ص 13
فوزي محمد سامي ،التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة الحكام التحكيم التجاري الدولي كما جاءت في القواعد واالتفاقيات 3
الدولية واالقليمية والعربية مع اشارة إلى أحكام التحكيم في التشريعات العربية ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن ،الطبعة
األولى ،اإلصدار الرابع 2009 . ،ص 13
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
ضمان حصول الدول المتضررة على حقوقها وتأكيد العدالة بين األطراف
4
المتنازعة.
السرعة في اإلجراءات وقلة المصاريف مقارنة مع القضاء العادي الذي يستغرق
وقتا طويال ومصاريف كثيرة .
اختيار األطراف للشخص أو األشخاص الذين يثقون فيهم ويطمئنون إلى حكمهم
2
ويرتضون قرارهم ..
أما خصائص التحكيم على صعيد العالقات التجارية الدولية فتتمثل في :
عدم وجود قضاء متخصص بالمنازعات التي تنشا عن المعامالت التجارية .
عدم وجود قواعد قانونية موحدة تخضع لها المعامالت ،وبناءا عليه تجد هذه
الوسيلة قبوال لدى األطراف في التجارة الدولية لما تتميز به من سرعة في
اإلجراءات.
خضوع األطراف المتنازعة للتحكيم بموجب االتفاق الذي تم بينهم.
باعتبار التحكيم نظاما خاصا لتسوية المنازعات فان األطراف هم من يمنحون
المحكم مهامه وصالحياته وليست الدولة .
الزامية حكم المحكم لألطراف المتنازعة بموجب اتفاقهم على قبول التحكيم .
استقاللية اجراءات التحكيم وأحكامه عن الدولة وال تتدخل المحاكم العادية اال
3
لتنظيم اجراءاته او تنفيذه
وعليه وعلى اعتبار أن التحكيم وسيلة اتفاقية لتسوية المنازعات الخاصة بالتجارة
الدولية يعمل طرفاه على رسم قواعده و اجراءاته وكذا اطالع و إخطار جميع
األعضاء باي اتفاقات بشان اللجوء إلى التحكيم بوقت كاف قبل البدأ الفعلي في
إجراءاته ،ومن ناحية أخرى ال يجوز ألي عضو في المنظمة أن يصبح طرفا في
عملية التحكيم اال بموافقة الطرفين و يتوجب على طرفي النزاع االلتزام بقرار
التحكيم وكذا ابالغ جهاز تسوية المنازعات و اللجان والمجالس المختصة باالتفاقات
المشمولة 1بقرار التحكيم حتى يستطيع أي عضو اثارة أي نقطة تتعلق بمصالحه
في تلك االتفاقات .و عليه نجد ان واضعي اتفاقات منظمة التجارة العالمية و استنادا
الى المادة 25من وثيقة التفاهم المتعلقة بالتحكيم قد حاولو ايجاد صيغة حديثة و
حيوية و سريعة اليجاد تسوية شبه ودية لبعض المنازعات التي قد تحدث بين
اعضاءها اثناء تطبيق النصوص القانونية لبعض االتفاقات المشمولة
ثالثا :انشاء فرق التسوية الخاصة
يتم إنشاء هذه األخيرة بناءا على طلب مكتوب يتضمن عرض للمشكلة و األساس
القانوني الذي بنيت عليه الشكوى يتم تقديمه لجهاز تسوية المنازعات حتى يتخذ قراره
بانشاء هذا الفريق في موعد ال يتجاوز اجتماع الجهاز الذي يلي االجتماع الذي يظهر فيه
الطلب األول كبند من بنود جدول أعمال الجهاز إال إذا قرر الجهاز في ذلك االجتماع
بتوافق االراء عدم تشكيل الفريق
و المالحظ هنا هو إمكانية نظر فريق واحد للشكاوى متعددة األطراف بغية الحد من
النفقات في التسوية واختصار الوقت و الجهد في اإلجراءات اذا كانت متعلقة بذات
التدبير بشرط عدم اإلخالل بالحقوق التي كانت أطراف النزاع ستتمتع بها لو نظرت
فرق التسوية منفصلة في شكواها
و تتكون فرق التسوية من 3أشخاص ما لم يتفق طرفا النزاع خالل 10أيام من إنشاء
فريق التسوية على أن تتكون من 5اشخاص و يجب إعالم أعضاء منظمة التجارة
العالمية بتكوين فرق التسوية دون إبطاء ،ونشير هنا أن االتحاد األوروبي خالل
المفاوضات التجارية بالدوحة قد اقترح التحول من فرق التسوية المنشأة لغرض خاص
إلى فرق تسوية دائمة مكونة من خبراء عددهم بين 15و 24عضو ذوي خبرة وكفاءة
عالية غير أن بعض الدول ككندا رفضت االفراح و اقترحت تحويل القائمة االسترشادية
الحالية ألعضاء فرق التسوية الموجودة لدى سكرتارية المنظمة التجارة العالية إلى قائمة
خبراء و فرق تسوية تتكون من أفراد حكوميين أو غير حكوميين مؤهلين كأن يكونوا
أعضاء في فرق أو عرضوا قضية أمامها أو منن عملو بصفه ممثلين لعضو متعاقد في
اتفاق الغات 1947أو عملوا في األمانة العامة أو تدريس قانون التجارة الدولية أو
سياستها ،كما يتعين اختيارهم بما يكفل استقالهم وتنوع معارفهم وسعة في نطاق خبرتهم
.
ولهذا فان السكرتارية عليها عرض ترشيحاتها للفريق على طرفي النزاع الذين ال يجب
1
عليهم االعتراض عليه إال األسباب ملحة
وفي حالة عدم االتفاق على أعضائه خالل 20يوما من تاريخ انشائه يقوم المدير العام
بناء على طلب أي من الطرفين بالتشاور مع رئيس الجهاز و رئيس المجلس أو اللجنة
المعنية بشكيل الفريق وذلك بعد التشاور مع طرفي النزاع وبعلم رئيس الجهاز بتكوين
فريق التسوية هذه الطريقة في أجل ال يتعدى 10أيام بعد تسليم الرئيس الطلب.
ويتعين على األشخاص المختارين كأعضاء في تلك الفرق ممارسة مهامهم بصفتهم
الشخصية وليس كممثلين عن حكوماتهم أو أي منظمة ،ولتأكيد مبدأ الحياد الواجب فان
التكاليف المالية ألعضاء الفريق بما فيها نفقات السفر و اإلقامة تعطى من ميزانية منظمة
التجارة العالمية .
تعمل على مساعدة الجهاز في تقديم توصياته و اقتراح الحلول ولهذا فهي ملزمة بالتشاور
مع طرفي النزاع وتوفير الفرص الكافية للتوصل إلى حل مرض للنزاع ..
ويمتاز عمل فريق التسوية بالفاعلية والتنظيم القضائي ففاعليته تظهر من خالل قدرته
على التوصل إلى حلول قانونية ملزمة لحسم النزاع بين أعضاء منظمة التجارة
العالمية ،يراعي من خاللها حقوق والتزامات الدول األعضاء في االتفاقات المشمولة..1
أما التنظيم القضائي فيتجلى من خالل توصل هذا األخير إلى حلول قانونية ملزمة تأخذ
شكل السوابق القضائية و التي تساهم في وضع وإ رساء مبادئ وأسس عامة يتم اللجوء
إليها من قبل أعضاء المنظمة و الباحثين والدارسين وفرق التسوية األخرى .
وتتولى السكرتارية لمنظمة التجارة العالمية تقديم العون و المساعدة إلى فرق التسوية في
كل من الجوانب القانونية و التاريخية و اإلجرائية وكذا الدعم الكتابي و الفني .
إن االنضمام إلى إجراءات فريق التسوية مقصور كقاعدة عامة على األعضاء في منظمة
التجارة العالمية الذين تقدموا بشكواهم أمام جهاز تسوية المنازعات ،كما يجوز أن ينظم
إلى الدعوى أطراف بشرط أن تكون لهم مصلحة جوهرية في النزاع .ولكن وإ لى جانب
األطراف الثالثة التي تنظم للدعوى الن لها مصلحة جوهرية في النزاع يوجد أيضا كل
من صديق المحكمة و المستشار الخاص إن صديق المحكمة هو ذلك الشخص أو الهيئة
الذي ليس طرفا في النزاع و الذي يتطوع لتقديم النصح إلى المحكمة في قضية ما تنظر
فيها ،ففريق التسوية يمكنه الحصول على معلومات من أي مصدر واستشارة الخبراء
للتعرف على أرائهم في بعض جوانب النزاع ،ولهذا جرت العادة على االستعانة
بملخصات صديق المحكمة كلما أمكن ذلك .
أما المستشار الخاص فيقصد به وجود شخص له خبرة وكفاءة في مجال تسوية
المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية يتم تعيينه من احد أطراف النزاع لتمثيله
أمام جهاز تسوية المنازعات .
ويخضع عمل فريق التسوية للسرية التامة سواء من حيث مقابالتهم واجتماعاتهم أو
بالنسبة للمذكرات المكتوبة المتبادلة بين أطراف النزاع وكذلك بالنسبة للمعلومات
المتصلة بالقضايا محل النزاع و التي قد ترى أطراف النزاع ضرورة إحاطتها بجو من
السرية .
وحتى تتمكن هذه الفرق من تسوية النزاع المعروض عليها فان المادة 13من اتفاق
التفاهم قد أجازات لهذه الفرق الحق في طلب الحصول على المعلومات والمشاورات الفنية
من أي فرد أو هيئة يعتبرها مناسبة بغية وضع تصور لحل النزاع باإلضافة إلى حقهم في
االستعانة بأهل العلم والخبرة في كافة المجاالت للوصول إلى تسوية حقيقية وعادلة
للمنازعات .. 1
إجراءات فريق التسوية
يجب على فريق التسوية إتباع اإلجراءات المنصوص عليها في الملحق 3من التفاهم إال
إذا قرر الفريق خالف ذلك بعد التشاور مع طرفي النزاع ،كما يجب على طرفي النزاع
التحلي باألخالق النبيلة عند تسوية المنازعات بغية الوصول إلى حلول ايجابية لتسوية
المنازعات وتباشر هذه الفرق إجراءاتها بإحدى اللغات الثالث الرسمية لمنظمة التجارة
العالمية ( االنجليزية ،الفرنسية .االسبانية) ،غير أن العادة جرت أن تتم مباشرة هذه
اإلجراءات باللغة االنجليزية ثم يتم بعدها ترجمة هذه التقارير إلى بقية اللغات األخرى.
أما بالنسبة لإلطار الزمني إلجراءات الفريق فكقاعدة عامة يجب أن ال تتجاوز مدة عمله
بداية من تاريخ االتفاق على تشكيله و اختصاصه إلى غاية صدور تقريره النهائي في
النزاع فترة 6أشهر بغية زيادة كفاءة اإلجراءات.
أما في حالة االستعجال كتعلق النزاع بسلع سريعة التلف فعلى الفريق إصدار تقريره
لطرفي النزاع في غضون 3أشهر ،وفي حالة عدم تمكنه من إصدار التقرير في المادتين
المحددتين سابقا وجب عليه إعالم الجهاز كتابة بأسباب التأخير وتقدير المدة الالزمة
إلصدار التقرير شرط أن ال تتجاوز الفترة بين اإلنشاء لهذا الفريق وتعميم التقرير على
األعضاء 9أشهر في حالة عدم استئناف التقرير و 12شهرا في حالة استئناف التقرير
ما لم يتفق أطراف النزاع على غير ذلك .
وما تجدر اإلشارة إليه هو أن هذه المدة هي مدد نهائية ال يجوز تخطيها إال ألسباب
ملحة أثناء نظر النزاع ،كما يجوز لفريق التسوية أن يعلق عمله في أي وقت بناءا على
طلب الطرف الشاكي لمدة ال تزيد عن 12شهرا وفي حالة تجاورها لهذه المدة فان سلطة
تشكيل الفريق تصبح منقضية بالتقادم ،وابرز مثال على ذلك النزاع بين و .م أ و
االتحاد األوروبي الخاص بالتدخل من اجل الديمقراطية وحقوق اإلنسان في كوبا أو ما
يعرف بقانون " هلمز -بورتون " الذي بموجبه تم االتفاق بين الطرفين على إيقاف نظر
النزاع أمام فريق التسوية بعد اتصاالت دبلوماسية شاقة بين الطرفين واستمر هذا التعليق
ألكثر من 12شهرا مما جعل سلطة إنشاء الفريق وفقا للمادة 12 / 12منقضية
بالقادم .
ومن ناحية أخرى تجد بأنه إذا وجد فريق التسوية أن اإلجراء قيد النظر هو دعم محظور
قضى بسحب العضو المعني لهذا الدعم دون تاخیر أما فيما يتعلق بخطوات إجراءات
الفريق ،فان هذه األخيرة تتم بالمرور عبر مراحل عديدة أهمها :
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
تنظيم مقابالت الفريق بين أطراف النزاع في أسرع وقت ممكن وتوفير وقت
كاف يسمح لطرفي النزاع بإعداد مذكراتهما دون اإلخالل بحقوقهم ...
تبادل المذكرات المكتوبة عند اجتماعات الفريق وكذا تحديد المواعيد النهائية
لتقديم المذكرات المكتوبة التي يتعين على أطراف النزاع التقيد بها ،وبصفة عامة
فان أطراف النزاع يسلمون مذكراتهم المكتوبة األولى خالل فترة من 5إلى 9
أسابيع تتضمن وقائع القضية وأسانيدها القانونية ،وبعدها يجتمع الفريق بأطراف
النزاع خالل فترة من أسبوع إلى أسبوعين من تاريخ استالمه المذكرات ويطلب
منهم أمرين أولهما :أن يعرض الطرف الشاكي قضيته في البداية ،وثانيهما :أن
يعرض الطرف المشكو وجهة نظره ،وبعد فترة تصل ما بين أسبوعين إلى 3
أسابيع من االجتماع الرسمي األول للفريق يتم تسلم الردود المطلوبة من جانب
أطراف النزاع و التي جرت العادة أن يتم وضعها لدى السكرتارية التي تتولى
إحالتها إلى الفريق و إلى الطرف األخر أو األطراف األخرى في النزاع .
وبعد فترة تصل ما بين أسبوعين إلى 3أسابيع من االجتماع الرسمي األول للفريق يتم
تسليم الردود المطلوبة من جانب أطراف النزاع و التي جرت العادة أن يتم وضعها لدى
السكرتارية التي تتولى إحالتها إلى الفريق و إلى الطرف األخر أو األطراف األخرى في
النزاع .. 1
وبعد فترة ما بين أسبوع إلى أسبوعين من تسلم الردود من جانب أطراف النزاع يعقد
االجتماع الرسمي الثاني للفريق مع األطراف وتقديم الردود الرسمية خالل هذا االجتماع
ويمكن لفريق التسوية طلب تفسيرات لهذه الردود التي تسلمها و أن يطلب ردا على بعض
نقاط الخالف التي يريد أن يستوضحها
مسودة تقرير الفريق ،فأعضاء فريق التسوية عند اجتماعاتهم يقومون بمناقشة
النزاع حتى يتوصلوا إلى الحلول الممكنة له ،وكتابة تقريرهم الذي يتكون من
جزأين جزء وصفي وجزء مرحلي فالجزء الوصفي من التقرير بعد أول مسودة
مكتوبة من تقرير فريق التسوية يتم إعداده خالل فترة أسبوع إلى 4أسابيع من
تاريخ تلقي كافة سندات القضية ويتضمن .هذا الجزء تعليق فريق التسوية على
كافة الدفوع والمذكرات التي تقدم بها أطراف النزاع ،ويتم توزيع هذا الجزء
الوصفي على طرفي النزاع لتعليق عليه كتابة خالل أسبوعين من تاريخ توزيعه.
أما التقرير المرحلي فيتم إصداره في فترة ما بين أسبوعين إلى 4أسابيع من تاريخ تلقي
التعليقات التي أعدها طرفي النزاع على ما تضمنه الجزء الوصفي ويتضمن هذا التقرير
المرحلي تعليقات األطراف المعنية على الجزء الوصفي إضافة إلى النتائج
المبدئية التي توصل إليها فريق التسوية وبعدها تعطى مهلة أسبوع واحد لطرفي النزاع
لتقديم تعليقاتهم كتابة على ما تضمنه هذا التقرير المرحلي حتى يقوم فريق التسوية
بمراجعة هذه التعليقات خالل أسبوعين ،كما يمكن له دعوة األطراف لالجتماع اذا
قضت الحاجة إلى ذلك.
مرحلة المراجعة المؤقتة :فبعد االنتهاء من التعليقات المخولة لألطراف إلبدائها
حول األجزاء الوصفية و التقرير المؤقت في اآلجال المحددة لها ولم ترد أي
تعليقات ألطراف النزاع اعتبر التقرير المؤقت تقريرا نهائيا ويعمم على األعضاء
دون بطئ ،ويشمل هذا التقرير النهائي مناقشة الحجج المقدمة في مرحلة المراجعة
المؤقتة ،ولهذا تعتبر مرحلة المراجعة من أهم مزايا نظام تسوية المنازعات في
إطار منظمة التجارة العالمية لما توفره من ضمانات ألطراف النزاع أثناء نظر
منازعاتهم األمر الذي يقربها من النظام القضائي أو شبه القضائي
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
مرحلة صدور وتعميم التقرير النهائي للفريق :فبعد مراجعة التقرير الصادر عن
فريق التسوية من جانب األعضاء وفي
خالل األسبوعين يتم إصدار التقرير النهائي بثالث لغات رسمية لمنظمة التجارة العالمية
الفرنسية االنجليزية األسبانية ،ثم بعد ذلك بحوالي 3أسابيع يتم تعميم التقرير النهائي
على األعضاء بغية تحقيق نوع من الشفافية في عمل فرق التسوية .
ويشتمل هذا التقرير النهائي على جزأين جزء وصفي يحتوي على ملخص عن النزاع و
الحقائق المتعلقة به والتوصيات التي قام بطلبها طرفا النزاع واإلجراءات التي اتبعتها
األطراف و الدفوع األساسية التي تقدم لها طرفا النزاع ،وجزء االستنتاجات
1
الذي يشمل على النتائج و الحقائق التي توصل إليها فريق التسوية .
اعتماد تقرير الفريق أو استئنافه :ويتم اعتماد تقرير الفريق من قبل جهاز تسوية -
المنازعات في أحد اجتماعاته خالل 60يوما من تاريخ تعميم هذا التقرير على
األعضاء ما لم يخطر أحد األطراف الجهاز باستئنافه لهذا التقرير أو يقرر الفريق
بتوافق اآلراء عدم اعتماد التقرير ألنه في هذه الحالة ال يتم اعتماد التقرير إال بعد
استكمال االستئناف ...
وعلى أي حال فان الجهاز ال ينظر بأي حال من األحوال في اعتماد التقرير قبل مرور
20يوما على تعميمه على األعضاء لتوفير الوقت الكافي لألعضاء من أجل دراسته ...
وضعية البلدان النامية:
أتاح التفاهم للبلدان النامية اللجوء إلى المساعي الحميدة للمدير العام وإ نشاء فريق التسوية
خالل مهلة قصيرة في حالة حدوث انتهاكات من قبل عضو من الدول المتقدمة بدال من
األحكام الخاصة بالمشاورات و المساعي الحميدة والتوفيق و الوساطة.
وبناءا عليه فإذا كانت احد البلدان النامية طرفا في النزاع فانه يجوز أن يتفق الطرفان
على تمديد الفترات الزمنية الواردة بالتفاهم ،وإ ذا انتهت هذه الفترة دون أن يتوصال إلى
اتفاق يقوم رئيس جهاز تسوية المنازعات بعد التشاور مع طرفي النزاع بتمديد تلك الفترة
،وفي حالة عدم اتفاق الطرفين على التمديد يجدد رئيس الجهاز المدة الالزمة للتفاوض .
أما في حالة كون النزاع بين عضو من البلدان النامية وعضو من البلدان المتقدمة فيحب
أن يكون أحد أعضاء الفريق على األقل من البلدان النامية إذا طلب العضو من البلدان
النامية ذلك ،كما يتعين توفير الوقت الكافي للعضو من البلدان النامية حتى يعد ويقدم
دفاعه كما تتيح سكرتارية المنظمة خبيرا قانونيا مؤهال من قسم التعاون الفني في منظمة
التجارة العالمية ألي عضو من البلدان النامية يطلبه و يضمن هذا الخبير االستمرار في
حياد األمانة العامة أو سكرتارية المنظمة.
كما تم تخصيص إجراءات خاصة في المادة 24من وثيقة التفاهم باألعضاء من الدول
األقل نموا حيث قررت أن يتم إيالء عناية و رعاية خاصة عند مباشرة أي إجراءات
تسوية نزاع يشمل عضو من أقل البلدان نموا ،فعندما يتبين حدوث إلغاء أو تعطيل
نتيجة لتدبير اتخذه عضو من أقل البلدان نموا يتعين على الطرف الشاكي ضبط النفس
عند طلب التعويض أو التماس الترخيص لتعليق تطبيق التنازالت .
وكذلك في حالة عدم التمكن من التوصل إلى حل للنزاع من خالل المشاورات يعرض
المدير العام أو رئيس الجهاز بناءا على طلب من عضو من أقل البلدان نموا مساعية
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
الحميدة أو التوفيق أو الوساطة لتسوية وحل النزاع وهذا قبل طلب تشكيل فريق التسوية
1
الخاص .
الفرع الثالث :الوسيلة الشبه قضائية ( المراجعة بطريق االستئناف ):
إن نظام تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية استحدث في هذه
المنظمة بعد أن باتت الحاجة إلى وجوده في التسوية ضرورية ،مع الحاجة الى ضرورة
اصباغ الصفه القضائية والقانونية على .هذه األخيرة ،ويعتبر هذا النظام ( االستئناف )
من أهم النقاط اإليجابية التي انتهت إليها صياغة قواعد التسوية ،حيث تكمن أهمية هذه
الوسيلة أو اآللية من خالل إتاحة الفرصة لألطراف للتأكد من عدم وقوعهم في غبن من
قرارات التحكيم
ولدراسة هذه الوسيلة الهامة البد من تناول العناصر الموالية:
أوال :جهاز االستئناف
- 1تشكيل جهاز االستئناف ( هيئة االستئناف ):
تم إنشاء جهاز االستئناف في فبراير 1995بواسطة جهاز لتسوية المنازعات بمقتضى
2
المادة 01/17من وثيقة التفاهم .
ويراعى في تشكيل هيئة االستئناف ما يلي:
- 1يعين جهاز تسوية المنازعات أعضاء جهاز االستئناف لفترة 04سنوات ويجوز
إعادة تعيين أي منهم مرة واحدة .إال أن مدة خدمة 03من األعضاء السبعة الذين يعينون
فور نفاذ اتفاقية منظمة التجارة العالمية تنتهي بمرور عامين على تعيينهم ويختار هؤالء
بالقرعة.
2في حالة حدوث شغور في المنصب يمأل هذا الشغور من قبل شخص معين لهذا
الغرض بدال من شخص لم تنته مدة منصبه
خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص412-409 1
1
قبل شغوره ،ويكون مدة التعيين في هذه الحالة األخيرة هي المدة المتبقية من والية سلفه
-3تخصيص 03من القضاة السبعة المعينين لكل قضية من القضايا ،ويعمل أعضاء
2
هيئة االستئناف بالتناوب طبقا لما تحدده إجراءات العمل بهذه الهيئة "
4يشترط في أعضاء جهاز االستئناف ما يلي:
تطلب الخبرة الراسخة والمكانة الرفيعة في مجال القانون والتجارة الدولية ، -
وحتى اآلن فإن معظم أعضاء جهاز تسوية
المنازعات يختارون من الفئات التالية:
أساتذة الجامعات
المحامين
القضاة
أعضاء حكوميين سابقين بارزين في مجال القانون والتجارة الدولية.
يجب أن تعكس عضوية جهاز االستئناف إلى حد كبير عضوية منظمة التجارة العالمية
في سعة تمثيلها يجب في جميع األحوال أن يتم تمثيل البلدان النامية في تشكيل الجهاز
بحد ادني من 03أعضاء على األقل.
-يجب أن يكون أعضاء الجهاز جاهزين للعمل في كل وقت )هؤالء األعضاء ال
يقيمون في جنيف بصفة دائمة لكنهم يتنقلون من بلدانهم إلى مقر المنظمة إذا وجه إليهم
إخطار مستعجل لكنهم أصبحوا في الفترة األخيرة يقيمون بجنيف باستمرار نتيجة لكثرة
المنازعات والتقارير التي يتم استئنافها والتي أصبحت تشغل معظم وقتهم) .
يجب توافر الحيدة واالستقالل في أعضاء الجهاز 3إذ يتم تعيينهم بصفة شخصية تستوجب
انقطاع صالتهم بالوطن األم .كلية
1
واالستقالة من المناصب التي كانوا يشغلونها فور التعيين
يجب على هؤالء األعضاء أال يشاركو في نظر اي منازعة يمكن أن تخلق تضاربا
2
مباشرا أو غير مباشر في المصالح
- 2تنظيم جهاز االستئناف
يحكم جهاز االستئناف مجموعة من القواعد التي نوضحها من خالل اآلتي:
أ تقسيمات جهاز االستئناف ( دوائر جهاز االستئناف ) :
- 1سبق وذكرنا أن جهاز االستئناف يتكون من 07أعضاء يخصص 03منهم لكل
قضية من القضايا ،بحيث يعملون كمجوعة واحدة أو دائرة واحدة.
-يستمع ويقرر كل 03أعضاء ( كل دائرة ) إلى االستئناف المقدم أمامهم.
- 2تنتخب كل دائرة من الدوائر االستئنافية رئيسا يقوم بـ :
التنسيق في إدارة جميع إجراءات االستئناف.
المشاركة في االستماع إلى الحجج أو المرافعة الشفوية والمقابالت الخاصة
باالستئناف.
-في حالة عدم قدرة الرئيس على القيام بمهامه يقوم العضوان المتبقيان باختيار
أحدهما ليقوم بتلك المهمة.
- 3تتخذ القرارات داخل الدائرة االستئنافية بمعرفة أعضائها فيما يخص اتخاذ
القرارات داخل الجهاز بخصوص النزاع المعروض
على أحد الدوائر االستئنافية ،أما فيما يخص القرارات التنظيمية فيختص بها جهاز
االستئناف ككل.
- 4يتم اتخاذ القرارات داخل الدائرة االستئنافية بتوافق اآلراء بين أعضاء الدائرة وفي
3
حالة عدم التوصل إلى هذا التوافق يتم اتخاذ القرارات باألغلبية دون ذكر األسماء
ب -رئيس جهاز االستئناف :
-ينتخب أعضاء جهاز االستئناف من بينهم رئيسا لمدة سنة واحدة قابلة للتجديد.
-يصبح الرئيس مسؤوال عن توجيه وإ دارة جهاز االستئناف بشكل عام من خالل مراقبة
الجهاز وإ شرافه على القيام بمهامه بوظائف أخرى كلفه بها األعضاء داخل الجهاز.
-في حالة شغور منصب الرئيس شغورا دائما ينتخب باقي األعضاء عضوا جديدا من
بينهم ليصبح رئيسا لجهاز االستئناف.
-وفي حالة الشغور المؤقت يختار األعضاء عضوا منهم ليقوم بمهام الرئيس لحين
زوال الشغور المؤقت ( ويمارس هذا العضو
2
مهام الرئيس خالل فترة رئاسته المقررة فقط (
ج -سكرتارية جهاز االستئناف
إن سكرتارية جهاز االستئناف هي سكرتارية منفصلة ومستقلة في أداء عملها عن
سكرتارية منظمة التجارة العالمية ،وتكون من رئيس وعدد من األعضاء ( معظمهم
قانونيون ( مهمتها توفير لجهاز االستئناف ما يحتاج إليه من:
-الدعم اإلداري.
3
-الدعم القانوني
ثانيا :نطاق المراجعة من خالل االستئناف
يتحدد هذا النطاق في معرفة مالك سلطة االستئناف من جهة ،وموضوعات االستئناف من
جهة أخرى ،وحدود سلطة جهاز االستئناف من جهة ثالثة ،وذلك عند قيام الجهاز بمهامه
بمقتضى اتفاقية التفاهم ،وفيما يلي سوف توضح هذا النطاق
- 1أصحاب الحق في ممارسة االستئناف
-ال يجوز ألطراف بخالف أطراف النزاع ممارسة الحق في استئناف قرارات هيئة
1
المحكمين ،حيث يقتصر هذا الحق على أطراف النزاع في كل حالة
-أما األعضاء الغير أطراف في النزاع ( الغير ) والذين اخطروا جهاز تسوية
المنازعات من مذكرة التفاهم فال يكون لهم إال تقديم مذكرات كتابية إلى هيئة االستئناف
2
أو أن يمنحوا فرصة التحدث أمامها
ومن هنا نالحظ أن تفاهم تسوية المنازعات لم يغلق الباب أمام األطراف الثالثة كلية في
مرحلة االستئناف بل سمح لهم بتقديم
مذكرات مكتوبة والتحدث أمام جهاز االستئناف لعرض موقفهم ،وذلك بغية عدم إهدار
حق األطراف الثالثة كلية في التعليق
3
على تقارير فريق التسوية والتحدث أمام الجهاز من ناحية ثانية
للتقرير .بمعنى تأكيد توافق توصيات وقرارات فريق التحكيم مع األحكام القانونية الواردة
في مذكرة التفاهم ذات الصلة والتفسير السليم والصحيح لهذه األحكام ،وهو ما يمكن
وصفه بقيام الجهاز بقبول أو رفض تقرير المحكمين من الناحيتين الشكلية والقانونية فقط
1
دون التطرق للنواحي الموضوعية
وقد تأكد هذا المبدأ عمليا في الكثير من تقارير جهاز االستئناف حيث أن األمور الواقعية
2
ال يتعرض لها جهاز االستئناف ..
ب -االقتصار على المسائل القانونية دون تقديم األدلة:
كثيرا ما يستأنف طرفا النزاع النتائج التي توصل إليها فريق التسوية على أساس إما فشل
الفريق في دراسة األدلة المقدمة إليه وعدم األخذ بها ،وإ ما أن الفريق نفسه قد أخطأ في
تقييم الدليل المقدم إليه بواسطة طرفي النزاع ومما ال شك فيه أن جهاز االستئناف ال
يتعرض لتلك الحاالت بوصفه مختصا بالمسائل القانونية ،أما مسألة تقييم األدلة فهي من
اختصاص فريق التسوية .وفي الحقيقة أنه في العديد من تقارير االستئناف تأكد هذا
المعنى ،حيث أن هذا الجهاز ال يستطيع أن يتدخل في تقدير قيمة األدلة التي سبق وأن قام
بتقديرها وتقييمها فريق التسوية ألنه لو تدخل قد يصل إلى نتائج مختلفة عن تلك التي
توصل إليها الفريق.
-لكن يبقى للجهاز أن يتدخل في تقدير قيمة األدلة في حالة اقتناعه بأن فريق التسوية
المكلف بنظر النزاع قد تجاوز حرية
تصرفه المقيدة بنصوص االتفاقات المشمولة عندما فحص الوقائع المادية وقام بتقييم
3
األدلة
ثالثا :إجراءات االستئناف
- 4تقديم مذكرات المستأنف ضدهم ومذكرات األطراف الثالثة المشاركة خالل 25يوما
1
من التقدم باالستئناف.
- 5االستماع إلى المرافعة الشفوية ( الحجج الشفوية ) من خالل جهاز االستئناف خالل
30يوم من تاريخ التقدم
باالستئناف.
- 6تعميم تقرير جهاز االستئناف خالل 90يوم من تاريخ التقدم باالستئناف.
- 7اعتماد تقرير جهاز االستئناف من جهاز تسوية المنازعات خالل 90إلى 120يوم
من التقدم باالستئناف
- 2طبيعة إجراءات االستئناف
-تتميز إجراءات عمل جهاز االستئناف بالسرية وتقدم تقاريرها في ضوء المعلومات
والبيانات المقدمة ودون حضور األطراف .غير أن المذكرات المكتوبة المقدمة إلى هيئة
االستئناف وإ ن كانت تعامل بسرية لغير أطراف النزاع إال أنها يجب أن تتاح لطرفي
النزاع فرصة اإلطالع عليها وينبغي على األعضاء أن تعامل على سبيل السرية بالنسبة
للمعلومات التي يقدمها عضو آخر إلى هيئة االستئناف ويرى هذا العضو بأنها سرية.
-وعلى أي طرف من أطراف النزاع أن يقدم بناءا على طلب عضو ملخصا غير سري
2
للمعلومات الواردة في دفاعه المكتوب والتي ال يمكن كشفها للجمهور
وال يوجد في تفاهم التسوية للمنازعات ما يمنع طرفا من اطراف النزاع من كشف
مواقفه للجمهور.
-تتميز إجراءات االستئناف كذلك بالتنوع بين تقديم المذكرات الكتابية واالستماع إلى
المرافعات الشفوية.
كما تتميز بوضع تقارير جهاز االستئناف دون حضور أطراف النزاع وذلك في ضوء
المعلومات والبيانات المقدمة.
- 3سير عملية االستئناف :
يمكن تلخيص الخطوات اإلجرائية لسير عملية االستئناف ضمن النقاط الموالية:
- 1يبدأ االستئناف بإخطار كتابي يوجهه المستأنف إلى جهاز تسوية المنازعات مع تقديم
المالحظات االستئنافية إلى سكرتارية االستئناف ،ويجب أن تتضمن هذه المالحظات:
عنوان تقرير فريق التسوية الذي تم استئنافه.
أسماء أطراف النزاع.
عنوان المراسالت وأرقام الهواتف الخاصة بأطراف النزاع.
بيان مختصر بطبيعة االستئناف واإلدعاءات القانونية ....
- 2ترسل سكرتارية المنظمة محضر الفريق أو تقريره الشامل الذي خلص فيه إلى
توصيات معينة إلى سكرتارية جهاز االستئناف
- 3 .يتم اختيار أعضاء الدائرة االستئنافية لنظر النزاع وهم 03قضاة من أصل 07
قضاة المكونين لجهاز االستئناف تم تنتخب هذه الدائرة رئيسا لها.
- 4يقوم هؤالء األعضاء بإعداد جدول عمل مناسب إلجراءات االستئناف ،ويجب
إخطار أطراف النزاع بهذا الجدول.
-5يمكن أن ينسحب المستأنفون من االستئناف في أي وقت أثناء نظر االستئناف وذلك
عن طريق إخطار جهاز االستئناف الذي يخطر جهاز تسوية المنازعات.
- 6يقوم المستأنفون والمستأنف ضدهم وكذلك األطراف الثالثة المشاركون في
االستئناف بتقديم مذكراتهم كتابة ،ومذكرات أخرى إضافية يقدمها هؤالء األطراف بعد
موافقة جهاز االستئناف عليها.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
7-يقوم أعضاء جهاز االستئناف خالل هذه المرحلة باالستماع للمرافعة الشفوية التي
تقدم إليهم من جانب أطراف النزاع واألطراف الثالثة المشاركة في النزاع ،كما يمكن أن
تمثل هذه األطراف أمام جهاز االستئناف عن طريق مستشار قانوني خاص.
-8في المرحلة األخيرة من مراحل اإلجراءات داخل جهاز االستئناف يتم إجراء بعض
المشاورات بين أعضاء الجهاز منع ضرورة حظر أي اتصال بأي عضو من هؤالء
األعضاء بصفة مستقلة ،ويتم في هذه المشاورات تبادل وجهات النظر في النزاع وتنتهي
بكتابة التقرير النهائي وتوقيعه من جانب أعضاء الدائرة االستئنافية
- 09تجري ترجمة القرار المكتوب في الغالب باللغة اإلنجليزية إلى اإلسبانية
والفرنسية ،ثم يتم تعميمه على أعضاء منظمة
التجارة العالمية خالل 90يوم من تقديم االستئناف ( 20يوم في حالة التمديد )
1
10 -يتم اعتماد التقرير النهائي كإجراء أخير من طرف جهاز التسوية المنازعات
رابعا :توصيات جهاز االستئناف
ال يملك جهاز االستئناف في توصياته أن يضيف إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص
عليها في االتفاقيات أو ينقص منها وإ نم
2
يصدر توصياته بسحب أو تعديل التدابير وفقا ألحكام هذه االتفاقيات
وفيما يلى سنوضح هذه التوصيات:
اقرار او تعديل او نقض النتائج و االستنتاجات .1
: 1االقرار :يتم اقرار ما توصل اليه فريق التسوية اذا وافق جهاز االستئناف على ما
3
توصل اليه هذا الفريق
2التعديل :يتم التعديل اذا رأت هيئة االستئناف ان هناك اجراء يتعارض مع احد
االتفاقيات المشمولة اذ توصي في هذه الحالة بان العضو المعني عليه تعديل هذا ااالجراء
بما يتوافق مع االتفاق الحالي و يمكن ان يقترح الى جانب ذلك السبل التي يستطيع من
1
خاللها العضو المعني تنفيذ تلك التوصيات
- 3النقض يتحقق النقض إذا لم يوافق جهاز االستئناف على االستنتاجات وبالتالي
2
األسباب التي أدت إلى تقرير الفريق
- 2غياب سلطة إعادة النظر إلى فريق التسوية:
على خالف الكثير من المحاكم االستئنافية في األنظمة الداخلية التي تعيد النزاع في بعض
األحيان إلى الجهة القضائية األولى التي قامت بنظره ( محكمة أول درجة ) فإنه ووفقا
لنص المادة 13/18من وثيقة التفاهم فإن جهاز االستئناف ينحصر دوره في أمور ثالثة
هي اإلقرار أو التعديل أو النقض الستنتاجات فريق التسوية وال يملك بالتالي سلطة إعادة
3
النزاع لهذا األخير
- 3عدم إمكانية اإلضافة إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص عليها في االتفاقيات
المشمولة
ذكران األمور التي تنحصر فيها سلطة جهاز االستئناف ،والتي تنحصر في األمور الثالثة
السابقة (إقرار -تعديل نقض) قرارات فريق التسوية ،وعلى ذلك ال يملك هذا الجهاز في
استنتاجاته وتوصياته أن يضيف إلى الحقوق وااللتزامات المنصوص عليها في االتفاقات
4
المشمولة وال أن ينقص منها وذلك عمال بأحكام المادة . 02/03
- 4استكمال الجهاز عملية التحليل القانوني للنزاع
قد يحدث أن يتقدم المستأنف إلى فريق التسوية بطلب يتضمن وجود الكثير من االنتهاكات
التي يتعرض لها بمقتضى نصوص اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ،وهذا يجعل الجهاز
في مهمة دراسة النصوص القانونية الواردة باالتفاقيات المشمولة ومحاولة إجراء تقييم
قانوني للوقائع ومدى تطابق تلك االتفاقيات معها ،وقد يتم نقض قرارات التسوية على
أساس االنتهاكات الواردة في طلبات األطراف فالجهاز هنا إما يترك النزاع دون حل أو
1
يستكمل التحليل القانوني
خامسا :حاالت االستئناف التي تشمل عضوا من أقل البلدان نموا
لقد منح جهاز االستئناف بعض القواعد الخاصة والمعاملة التفضيلية للبلدان النامية التي
تلجأ إليه ،وذلك على النحو الموالي:
- 1استخدام البلدان النامية لعملية المراجعة من خالل االستئناف
منذ إنشاء هذا الجهاز لجأت إليه الكثير من البلدان النامية من أجل تسوية منازعاتها
التجارية سواء كانت تلك المنازعات بين
دول نامية فيما بينها أو بينها وبين دول متقدمة ،وسواء كانت أطراف في النزاع أو
أطرافا ثالثة.
- 2القواعد الخاصة باألعضاء من البلدان النامية
هناك الكثير من النصوص القانونية الواردة في تفاهم التسوية للمنازعات على مستوى
منظمة التجارة العالمية تعطي معاملة تفضيلية ومرونة أكثر للبلدان النامية من حيث
تطبيق االتفاقيات المشمولة عليها ،وفي إطار إجراءات العمل الخاصة بجهاز االستئناف،
وأهمها:
-إمكانية الخروج على االلتزام الصارم بالمواعيد اإلجرائية أمام جهاز االستئناف لما
يتطلب األمر تمديد الفترة الالزمة لتقديم المذكرات أو السماح بإجراء مرافعات شفوية
( المادة ) 16وذلك بعد أن يبرهن هذا الطرف األقل نموا على حاجته لمثل هذا اإلجراء.
1
-مراعاة مشكالت واحتياجات البلدان النامية
سادسا :اعتماد توصيات جهاز االستئناف
يقوم جهاز تسوية المنازعات باعتماد تقارير جهاز االستئناف والتي يتعين أن يقدمها
أطراف النزاع ما لم يقرر هذا الجهاز بتوافق اآلراء عدم اعتماد تقرير ما لهيئة
االستئناف ،وذلك في خالل 30يوما بعد تقديمه على األعضاء وال تخل إجراءات
2
االعتماد بحق األعضاء في التعبير عن آرائها حول أي تقرير لهيئة االستئناف
المطلب الثاني :آليات تنفيذ التوصيات والقرارات
بعد صدور قرار جهاز تسوية المنازعات يتعين االمتثال لتوصياته وقراراته دون إبطاء
وعليه يتعين على العضو المعني إبالغ جهاز تسوية المنازعات خالل االجتماع الذي يعقد
خالل 30يوما من تاريخ اعتماد تقرير جهاز االستئناف بنواياه حول كيفية تنفيذ توصيات
وقرارات جهاز تسوية المنازعات ولدراسة كيفية تنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن
جهاز تسوية المنازعات سنوزع دراستنا على النحو التالي :
الفرع األول :تنفيذ التوصيات و القرارات
ويتم هذا عن طريق االمتثال الفوري لألطراف المتنازعة للقرارات الصادرة عن جهاز
تسوية المنازعات الذي يهدف دوما إلى التوصل إلى تسوية مقبولة للنزاع ،وفي حالة
عدم التمكن من التوصل إليها فانه يهدف إلى ضمان سحب اإلجراءات المعنية إذا ثبت
تعارضها مع االتفاقات المشمولة ،وفي حالة تعذر القيام بذلك يتم التعويض أو تعليق
التنازالت أو غيرها من االلتزامات و لضمان التنفيذ الفوري فانه يجب على العضو إبالغ
خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص 460-459 1
جهاز تسوية المنازعات في االجتماع الذي يعقده في غضون 30يوما بعد تاريخ اعتماد
تقرير الفريق أو جهاز االستئناف بنواياه فيما يتصل بتنفيذ توصيات وقرارات الجهاز .
كما تتاح له فترة زمنية معقولة للتنفيذ التي قد تكون إما :
الفترة التي يقترحها العضو بشرط موافقة جهاز تسوية المنازعات ،و لكن عمليا
نجد دائما أن جهاز تسوية المنازعات يقوم باالعتراض عليها .
أو الفترة التي يتفق عليها أطراف النزاع خالل 45يوما بعد اعتماد التوصيات أو
القرارات ،وهذا أمر تحبذه أطراف النزاع .أو الفترة التي يتم تحديدها بواسطة
التحكيم الملزم خالل 90يوما من تاريخ اعتماد التوصيات و القرارات ،بشرط
أن ال
1
تتجاوز الفترة الزمنية 15شهرا من تاريخ اعتماد تقرير الفريق أو جهاز االستئناف ..
وما تجدر اإلشارة إليه هو أن تعيين المحكم يتم خالل 10أيام بعد إحالة األمر إلى
التحكيم ،وبعدها يقوم المدير العام بتعين المحكم خالل 10أيام بعد التشاور مع
األطراف ،و بالرغم من أن مهمة المحكم األساسية هنا هي تحديد الفترة الزمنية المعقولة
للتنفيذ غير انه يجوز بناءا على طلب طرفي النزاع أن يقوم هذا المحكم باقتراح بعض
السبل التي من شانها أن توصل إلى تسوية مرضية للنزاع ،ولكن هذه الحلول تبقى غير
ملزمة لطرفي النزاع .
والمالحظ هو أن تحديد الفترة الزمنية للتنفيذ تتحكم فيها عدة عوامل أهمها :
أن تكون هذه الفترة اقل فترة ممكنة وفقا للنظام القانوني لألعضاء :أي يجب أن
تراعى اإلجراءات الداخلية الخاصة بالعضو عند تحديد الفترة الزمنية للتنفيذ وفي
نفس الوقت احترام نصوص اتفاقات منظمة التجارة العالمية ،وبناءا على هذا قد
خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص ,462جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص 75 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
تعقيد عملية و إجراءات التنفيذ :إن من أبرز العوامل المؤثرة على تنفيذ
التوصيات و القرارات الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات هو تعقيد اإلجراءات
الخاصة بالتنفيذ األمر الذي يترتب عليه استغراق وقت طويل حتى يتم تنفيذ هذه
جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص , 78-76خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص 476- 472 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
القرارات وكذا تحديد الفترة المعقولة للتنفيذ ولكن وعلى الرغم من هذا فانه يتعين
التقيد بفترة 15شهرا كحد أقصى .
وسائل التنفيذ :وهي من العوامل المؤثرة في تحديد الفترة الزمنية المعقولة لتنفيذ
التوصيات والقرارات الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات ،فوسائل التنفيذ تلعب
دورا بارزا في تحديد المدة الزمنية للتنفيذ وهذه الوسائل قد تكون مجرد قرارات
إدارية
أو تنفيذية يصدرها العضو المعني وبالتالي يتعين تحديد مدة التنفيذ بأقل فترة ممكنة لعدم
تعقيد هذه الوسيلة ،كما قد تكون هذه الوسائل مجموعة من اإلجراءات التشريعية المعقدة
و التي تؤدي إلى إطالة الفترة الزمنية نظرا لتعقيد وسيلة التنفيذ .
المرونة في التشريع الداخلي للعضو المعني بالتنفيذ :وهذه األخيرة تؤثر في
تحديد الفترة الزمنية المعقولة لتنفيذ توصيات و قرارات جهاز تسوية المنازعات ،
الن تعديل العضو لتشريعاته حتى تصبح متوافقة مع االتفاقات المشمولة تصبح
أمرا يسيرا .
الخطوات المتخذة استجابة لقرارات جهاز تسوية المنازعات إن الخطوات التي
يتخذها األطراف بعد اعتماد تقرير الفريق أو جهاز االستئناف وقبل اللجوء إلى
التحكيم تؤثر دون أدنى شك في تحديد الفترة الزمنية المعقولة للتنفيذ كون هذه
األخيرة تخضع للتدقيق بواسطة المحكم .
يعتبر كون العضو المعني بالتنفيذ من البلدان النامية عامال محددا للفترة الزمنية المعقولة
للتنفيذ بالنظر لصعوبة االمتثال الفوري للدول النامية لتنفيذ توصيات وقرارات جهاز
تسوية المنازعات السيما عندما تواجه هذه األخيرة أزمات اقتصادية إذا ما تم تنفيذ تلك
القرارات وهذا ما تم تأكيده في قضية INDONESIA - AUTOحينما منح المحكم
اندونيسيا مدة زمنية إضافية قدرها 6أشهر لتنفيذ توصياتها وقرارات جهاز تسوية
1
المنازعات .
الفرع الثاني :سحب اإلجراء المخالف:
سوف نتناول هذا الفرع من خالل دراسة النقاط الموالية:
أوال :مضمون وأهمية سحب اإلجراء المخالف في تنفيذ توصيات وقرارات تسوية
المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية:
إن األصل في نظام تسوية المنازعات في ظل منظمة التجارة العالمية ضرورة قيام
لطرف الخاسر بسحب اإلجراءات أو التدابير
المتعارضة مع مبادئ وقواعد الغات.2
ذلك ان تفاهم تسوية المنازعات يقرر أن يحدد فريق التسوية أو جهاز االستئناف الذي
ينظر في المنازعة التدابير واإلجراءات التي
تتعارض مع االتفاقيات المشمولة ،3ذلك ألن اتفاقية منظمة التجارة العالمية في إطار
التسوية تحرص على أهمية ضرورة توافق
اإلجراءات المتخذة مع قواعد النظام التجاري العالمي الجديد ،وأن الفكرة الجوهرية هي
االلتزام الكامل بقواعد هذا النظام وال
يتم اللجوء إلى التعويض -كبديل عن سحب اإلجراء المخالف إال بعد فشل االلتزام
بإنفاذ التوصيات المعتمدة من جهاز تسوية المنازعات ،وذلك ألن نظام تسوية المنازعات
ليس عقابيا في ذاته وإ نما يستهدف بالدرجة األولى التزام الدول األعضاء في
المنظمة العالمية للتجارة بسحب اإلجراءات المخالفة.
ثانيا :مواعيد سحب اإلجراءات المخالفة:
إذا كانت مذكرة التفاهم قد أجازت في أحوال معينة تأخير سحب اإلجراء المخالف فما
1
ذلك إال بغرض إعطاء مرونة في التنفيذ .
إذ يثار موضوع التعويض أو تعليق التنازالت في حالة عدم تنفيذ التوصيات والقرارات
خالل فترة زمنية معقولة وفي هذه الحالة ينشأ حق مؤقت في التعويض ،أو في تعليق
التنازالت مع مراعاة أن يكون ذلك متفقا مع االتفاقات المشمولة
فإذا لم يعدل العضو المعني اإلجراءات أو التدابير الغير متوافقة مع االتفاقات المشمولة
بما يتضمن توافقها مع تلك االتفاقات ،أو إذا لم يمتثل للتوصيات والقرارات ضمن المدة
المعينة المعقولة تعين على هذا العضو وذلك بناء على طلب الطرف اآلخر الدخول في
مفاوضات لتطبيق إجراءات تسوية المنازعات بهدف التوصل إلى تعويض مقبول للطرفان
خالل 20يوما من انقضاء المدة
الزمنية.
كما يجوز أن يطلب من جهاز التسوية للسماح له بتعليق التنازالت تجاه العضو المعني
2
بموجب االتفاقيات المشمولة
-وغالبا ما يتم تحديد تلك الفترة المعقولة عن طريق أحكام التحكيم التي يلجأ إليها
أطراف النزاع الذين فشلوا في تحديدها من
جالل وفاء محمدين ,مرجع السابق ص 80 1
تسوية المنازعات وعلى هذا األساس راعى واضعو التفاهم ذلك باللجوء إلى نص المادة
05/21
أوال :حالة اللجوء إلى المادة 05/21من تفاهم تسوية المنازعات
في حالة الخالف بين أطراف النزاع على وجود إجراءات متخدة امتثاال للتوصيات
والقرارات الصادرة عن تسوية المنازعات أو على توافقها مع اتفاق مشمول من اتفاقيات
منظمة التجارة العالمية يحال النزاع إلى إجراءات تسوية المنازعات المنصوص
إذن في الحالة التي تكون فيها اإلجراءات التنفيذية التي يتخذها العضو لتنفيذ التوصيات
والقرارات الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات غير متوافقة مع نصوص االتفاقيات
المشمولة تكون فيها مخالفة للتوصيات والقرارات الصادرة عن الجهاز نكون بصدد
منازعة متعلقة بالتنفيذ يتم حلها باللجوء إلى نص المادة 05/21من تفاهم تسوية
المنازعات.
فعند لجوء أعضاء ( م ت ع) إلى استخدام نص المادة 05/21فيما يتصل بحل
المنازعات الخاصة باإلجراءات التي يتخذها العضو المعني تنفيذا للتوصيات والقرارات
الصادرة عن جهاز تسوية المنازعات قد يتوصل الفريق األصلي إلى وضع حلول تنفيذية
معينة ،إال أن العضو المعني بالتنفيذ قد ال يطبق تلك الحلول فيخالف بذلك نصوص
اتفاقيات منظمة التجارة العالمية وكذلك يخالف تقرير فريق التحكيم.
-في هذه الحالة يتكرر اللجوء من جانب الطرف الشاكي ( الفائز في النزاع ) لنص
المادة 05/21مرة أخرى في سبيل التوصل إلى حل تنفيذي برضاه ويحقق مصلحته من
تسوية النزاع ،وفي الواقع العملي حدث مثل هذا النزاع األخير من اللجوء في قضايا
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
كثيرة وعلى سبيل المثال لجأت نيوزيلندا والواليات المتحدة األمريكية إلى طلب اللجوء
إلى استخدام نص المادة 05/21من وثيقة التفاهم من جديد في نزاعها مع كندا وذلك
العتقادهم أن جهاز تسوية المنازعات قد فشل في وضع حلول حاسمة للنزاع وأن كندا لم
1
تستجب كلية إلى االمتثال لتوصيات وقرارات جهاز تسوية المنازعات
ثانيا :اإلجراءات والمواعيد المتعلقة بحل المنازعات المتعلقة بالتنفيذ:
تدرج مسألة تنفيذ التوصيات والقرارات على جدول أعمال اجتماع جهاز تسوية
المنازعات بعد 06أشهر من تاريخ تحديد الفترة الزمنية المعقولة وفقا لنص المادة
03/21من التفاهم ،وتبقى على جدول أعمال الجهاز إلى أن تحل المسألة ما لم يقرر
جهاز االستئاف خالف ذلك.
وعلى العضو المعني أن يزود جهاز التسوية بتقرير كتابي عن الحالة الحاضرة يعرض
فيه التقدم الذي حققه في تنفيذ التوصيات
والقرارات وذلك قبل 10أيام على األقل من اجتماع الجهاز .
هذا ولم يحدد تفاهم تسوية المنازعات ما إذا كان يمكن أن تعقد مشاورات بين أطراف
النزاع قبل لجوئهم إلى تطبيق نص المادة 05/21وذلك للتوصل إلى اتفاق متبادل حول
تنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن جهاز التسوية ،وفي هذا اختلف أعضاء منظمة
التجارة العالمية في تفسيرهم لنص هذه المادة وظهر هناك رأيان:
-أن مجرد اللجوء إلى نص المادة 05/21من التفاهم يعي فشل عقد مشاورات بين
األطراف المتنازعة للتوصل إلى حل للخالف حول مسألة تنفيذ توصيات وقرارات جهاز
التسوية.
-أن اللجوء إلى نص المادة 05/21من التفاهم ال يترتب عنه غلق الباب أمام
المشاورات بين األطراف المتنازعة إذ ينبغي أن يوضح في الطلب المقدم من الطرف
الثاني الفائز في النزاع ما إذا كانت قد عقدت مشاورات بينه وبين العضو المعني أم ال.
فقد ثار خالف حول ما إذا كان يتعين على طرفي النزاع اللجوء أوال إلى اإلجراءات
الواردة في المادة 05/21في حالة حدوث خالف حول امتثال العضو المعني بالتنفيذ
لتوصيات وقرارات جهاز تسوية المنازعات في النزاع محل البحث ،وذلك قبل طلب
تعليق التنازالت وفقا للمادتين 02/22و 06/22من التفاهم ،وفي هذا االتحاد األوروبي
( الطرف المشكو ) بالطعن في إجراءات اتخذتها الو م أ ( الطرف الشاكي ) وذلك قبل
صدور قرار بموجب المادة 05/21بشان ما إذا كان هناك امتثال بتوصيات وقرارات
جهاز التسوية أم ال.
وفي هذه القضية أنجز المحكمون مهمة الفصل في اإلجراءات التي بدأها االتحاد
األوروبي وفقا للمادة 05/21واإلجراءات التي بدأتها الواليات المتحدة األمريكية وفقا
للمادة ( 02/22المتعلقة بالتعويض ) و المادة 06/22 ( 06/22المتعلقة بتعليق
التنازالت ) بصورة متزامنة.
إال أن أطراف النزاع في كثير من المنازعات األخرى قد اتفقوا على البدء أوال بالسعي
إلى تطبيق المادة 05/21وذلك قبل أن يصبح في مقدور أي منهما تقديم طلب بتعليق
1
التنازالت وفقا للمادة 06/22وهو أمر منطقي ومفيد في الكثير من النزاعات
ويتم اتخاذ هذا اإلجراء عند عدم تنفيذ توصيات و قرارات جهاز تسوية المنازعات خالل
مدة زمنية معقولة .
ويعتبر التعويض وسيلة مؤقتة لحل النزاع عندما يعجز العضو المعني عن تعديل اإلجراء
الذي اعتبر مخالفا لالتفاق المشمول وعليه في هذه الحالة أن يدخل في موعد ال يتجاوز
الفترة الزمنية المعقولة في مفاوضات مع الطرف الثاني بغية التوصل إلى تعويض مقبول
للطرفين يكون متطابقا مع االتفاقات المشمولة ومبادئ منظمة التجارة العالمية التي أهمها
مبدأ عدم التمييز .وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق خالل 20يوما بعد انقضاء الفترة
الزمنية المعقولة يجوز ألي طرف طلب تطبيق إجراءات تسوية المنازعات و التي أهمها
طلب الترخيص بتعليق تطبيق التنازالت أو غيرها من االلتزامات بالنسبة للعضو المعني
2
بموجب االتفاقات المشمولة .
وعند تحقق هذا يمنح جهاز تسوية المنازعات عند الطلب ترخيصا بتعليق التنازالت أو
غيرها من االلتزامات خالل 30يوما من انقضاء الفترة الزمنية المعقولة ما لم يقرر
الجهاز بتوافق اآلراء رفض الطلب ،وعليه فموافقة جهاز تسوية المنازعات على هذا
اإلجراء أمر ضروري و إال فان اإلجراء الذي يتخذه العضو دون موافقة الجهاز يعتبر
1
مخالفا لنصوص اتفاقات منظمة التجارة العالمية .
أي أن تعليق التنازالت وغيرها من االلتزامات ال بد وان تنصب على نفس القطاع الذي
2
رأى فريق التحكيم أو هيئة االستئناف انه قد حصل فيه انتهاك أو تعطيل أو إلغاء
وقد حدد تفاهم تسوية المنازعات المقصود بكلمة القطاع على النحو التالي :
5أو 6أو 7من الجزء 1أو االلتزامات بموجب الجزء 3أو 4من االتفاق بشان
3
الجوانب المتصلة بالتجارة لحقوق الملكية الفكرية .
ويكون هذا في الحالة التي يجد فيها الطرف الشاكي أن تعليق االلتزامات أصبح غير
عملي وفعال ،و بالتالي يجوز له في هذه الحالة تعليق التنازالت أو االلتزامات في
1
القطاعات األخرى بموجب ذات االتفاق وذلك على النحو التالي :
بالنسبة للسلع ،االتفاقات المدرجة في الملحق - 1ألف من اتفاق منظمة التجارة
العالمية بمجموعها وكذلك االتفاقات
وعليه فمثال إذا تعلقت المنازعة بقطاع السياحة فيمكن للطرف الشاكي هنا تعليق
التنازالت وغيرها من االلتزامات في قطاع
التأمين أو قطاع الخدمات المصرفية و التي تقع جميعها في إطار ذات االتفاق .2.
و تكون في الحالة التي يكون في تعليق التنازالت في القطاعات األخرى غير فعال وان
هناك ظروف خطيرة ،جاز له في هذه الحالة أن يعلق التنازالت أو غيرها من
3
االلتزامات في اتفاق آخر من االتفاقات المشمولة ..
وما تجدر اإلشارة إليه هو أن هناك جملة من الشروط الواجب مراعاتها من قبل الطرف
الشاكي عند قيامه بتعليق التنازالت
التجارة في القطاع أو بموجب االتفاق الذي وجد فريق التحكيم أو هيئة االستئناف
انتهاكا أو إلغاءا أو تعطيال فيه ،وذا أهمية هذه التجارة لهذا الطرف .
ويمكن أن يتم تأسيس هذا التعادل بين مستوى اإللغاء أو التعطيل من جهة و االقتراح
بتعليق التنازالت من جهة أخرى على أساس القيمة المالية لألضرار التي تسبب فيها
التعطيل أو اإللغاء لبعض نصوص االتفاقات المشمولة ،وهنا يثور التساؤل حول
ما إذا كان تعليق التنازالت مرتبطا بالتدابير التعويضية في اتفاق الدعم والتدابير
التعويضية SCMأم ال ؟
وهنا نجد في قضية BRAZIL - ANCRAFTأكد فيها المحكمون أن مفهوم التعادل أو
التكافؤ بين تعليق التنازالت ومقدار التعطيل أو اإللغاء لنصوص االتفاقات المشمولة ليس
هو الموجود و المتاح في اتفاق الدعم والتدابير التعويضية فهو مختلف عنه تمام االختالف
.
ومن هنا برزت مسألة حساب اإلبطال و اإلضعاف ،لكون أن اإلبطال و اإلضعاف في
المزايا ألحد أطراف النزاع نتيجة التعطيل أو إلغاء النصوص الخاصة باالتفاقات
المشمولة أمر يتعين حسابه وتحديده بدقة قبل اللجوء إلى تعليق التنازالت و االلتزامات ،
وهذا ما تم تأكيده من قبل المحكمين في قضية الهرمونات حينما قرروا أن حساب مقدار
اإلبطال و اإلضعاف في المزايا نتيجة لحدوث االنتهاكات يبدأ من نهاية الفترة الزمنية
المعقولة الممنوحة للطرف المشكو حتى يقوم بتنفيذ التوصيات و القرارات المتخدة من
قبل جهاز تسوية المنازعات ..
.وهنا يقع عبء اإلثبات على الطرف الشاكي الذي يثبت و بالدليل انتهاكات الطرف
المشكو لنصوص االتفاقات المشمولة ،هذا من جهة ومن جهة أخرى فان الطرف الشاكي
ال يستطيع القيام بتعليق التنازالت إذا ما كانت االتفاقات المشمولة تمنع هذا التعليق ألنه
إذا فعل ذلك فانه يكون قد اتخذ هو اآلخر إجراءا غير متوافق مع االتفاقية ،ألنه حتى يتم
تعليق هذه التنازالت و االلتزامات يتعين أن يكون هناك توافق بين تعليق التنازالت و
1
نصوص االتفاقات المشمولة معا .
في حالة اعتراض الدولة العضو المعنية على مستوى التعليق المقترح أو ادعت عدم
احترام المبادئ المنصوص عليها في المادة 3/22من مذكرة التفاهم بخصوص طلب
الطرف الشاكي بالترخيص له بتعليق التنازالت يحال األمر إلى التحكيم من خالل الفريق
األصلي إذا كان أعضاءه متواجدين أو إلى محكم يتولى تعيينه المدير العام و يتعين أن يتم
إجراء التحكيم خالل 60يوما من تاريخ انقضاء الفترة الزمنية المعقولة ،مع مراعاة عدم
1
تعليق التنازالت أو االلتزامات خالل فترة سير التحكيم ..
ويتعين أن يشتمل طلب التحكيم تحديد موضوعات النزاع وملخص ومختصر لألساس
القانوني للنزاع يساهم في عرض النزاع أمام المحكمين ويوضح العضو المعني
اإلجراءات التي اتخذها لالمتثال وتنفيذ توصيات جهاز تسوية المنازعات بغية أن يدافع
عن
أن يتم تحديد مستويات تعليق التنازالت التي يجب أن تعادل مستوى اإللغاء و
التعطيل في االتفاقات المشمولة .
أن يتم تحديد القطاع أو االتفاق الذي يقترح الطرف الشاكي تعليق التنازالت وفقا
له.. 2
و الحكم أثناء نظره للنزاع ال ينظر إلى طبيعة التنازالت المطلوب تعليقها ،وإ نما
تنحصر مهمته في تحديد ما إذا كان مستوى التعليق معادال لمستوى اإللغاء والتعطيل
وكذا فيما إذا كان التعليق المقترح للتنازالت و غيرها مسموحا به بموجب االتفاق
المشمول أم ال ؟ غير انه إذا كانت المسالة المطروحة أمامه تتعلق بعدم إتباع المبادئ
و اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 322فإن المحكم هنا عليه نظر هذا
جالل وفاء محمدين ,المرجع السابق ص ,96عادل عبد العزيز علي السن ,المرجع السابق ص 1593 1
االدعاء فإذا ما رأى عدم إتباع هذه اإلجراءات كان على الطرف الشاكي تطبيقها بما
يتفق مع أحكام المادة المذكورة ويكون قراره هنا نهائيا ال يجوز إجراء تحكيم ثاني
ويتم إبالغ جهاز تسوية المنازعات به حتى يصدر هذا األخير ترخيصا بتعليق
التنازالت ما لم يقرر الجهاز بتوافق اآلراء رفض هذا الطلب .
ويعتبر قرار تعليق التنازالت قرارا مؤقتا يتم اتخاذه إلى حين إزالة التدابير المتعارضة
مع االتفاقات المشمولة أو إلى غاية التوصل إلى حل مرض للطرفين ويبقى جهاز تسوية
المنازعات يراقب تنفيذ التوصيات و القرارات المعتمدة.
وحرصا من الدول وسعيا منها إلى تصحيح أي انتهاك لاللتزامات المقررة بموجب
االتفاقات المشمولة عليها إتباع ما يلي :
عدم البت في حصول انتهاك أو إلغاء أو تعطيل أو عرقلة بلوغ هدف من أهداف
االتفاقات المشمولة إال من خالل اللجوء إلى تسوية النزاع وفق قواعد وإ جراءات
هذا التفاهم ،و أن يكون هذا البت متفقا مع النتائج المبينة في تقرير فريق التحكيم
أو هيئة االستئناف و المعتمدة من جهاز تسوية المنازعات .
إتباع اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 21من مذكرة التفاهم لتحديد الفترة
الزمنية المعقولة و المطلوبة لتنفيذ التوصيات و القرارات من جانب الدولة العضو
المعنية .
إتباع اإلجراءات المنصوص عليها في المادة 22لتحديد مستوى تعليق التنازالت
و الحصول على ترخيص جهاز تسوية المنازعات قبل تعليق التنازالت ردا على
عدم تنفيذ التوصيات والقرارات من جانب العضو المعني خالل الفترة الزمنية
1
المعقولة.
الفصـــــــــــل الثاني
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
اإلطار التطبيقي لتسوية منازعات التجارة الدولية في إطار منظمة التجارة العالمية
إن تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية ،ومن خالل دراستنا
للفصل األول أعاله تخضع إلجراءات ومواعيد محددة البد من مراعاتها سواء خالل
مرحلة حل النزاع بمختلف مراحله القضائية ( الشبه قضائية ) والغير قضائية ،أو خالل
مرحلة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة بشأن هذا النزاع .ومن خالل هذا الفصل
سوف نحاول وضع تلك اآلليات والوسائل موضع التطبيق من خالل إسقاطها على قضايا
واقعية تمعرضها على منظمة التجارة العالمية.
وفي هذا اإلطار البد من اإلشارة إلى أن هذه المنازعات منها ما تختص به منظمة
التجارة العالمية من خالل الفصل بتطبيق االتفاقيات المنشأة للمنظمة واالتفاقيات الخاصة
بتسوية المنازعات المسماة باتفاقية التفاهم ،ومنها ما تفصل فيها المنظمة لكن
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
باالشتراك مع جهات أخرى وكذلك بتطبيق اتفاقيات دولية أخرى وهي القضايا التي تنفرد
بإجراءات خاصة.
ومن خالل تقسيم هذا الفصل إلى المبحثين المواليين سوف نتناول كال النوعين من
المنازعات
إن منظمة التجارة العالمية ،وبالتحديد جهاز تسوية المنازعات التجارية على مستوى هذه
المنظمة ،ومن خالل تطبيق اآلليات والوسائل السابقة المشار إليها في الفصل األول ،قد
فصل في العديد من القضايا التي سوف نتناول منها على سبيل المثال كنماذج تطبيقية ما
سنوضحه من خالل المطلبين المواليين:
المطلب االول :نماذج عن كيفية تطبيق وسائل حل النزاعات في اطار منظمة التجارة
العالمية :
سوف نتناول هذه النماذج من خالل تقسيم هذا المطلب الى الفرعين المواليين
سوف نذكر كنموذج عن هذه المنازعات قضية جوز الهند المجفف بين البرازيل والهند
وتتلخص هذه القضية أنه في مارس 1990تم تشكيل فريق للنظر في طلب الفلبين بشأن
شكواها ضد البرازيل بخصوص اإلجراءات التي اتخذتها البرازيل بشأن تجارة جوز الهند
المجفف ،حيث رأت الفلبين عدم توافق الرسوم التعويضية المفروضة من البرازيل على
صادرات الفلبين من جوز الهند المجفف مع قواعد منظمة التجارة العالمية ،وقد ادعت
الفلبين أن هذه الرسوم ال تتوافق مع التزامات البرازيل بموجب المادة 06من اتفاق
الغات بسبب أن البرازيل لم تحدد االشتراطات األساسية لفرض هذه الرسوم وبصفة
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
خاصة عدم حساب نسبة الدعم بصورة صحيحة ،وقد اعترضت البرازيل بداية على هذا
اإلدعاء على أساس أن اتفاقية جولة طوكيو الخاصة بإجراءات الدعم والتعويض هي التي
تعتبر فقط اإلطار القانوني الواجب التطبيق .و من وجهة نظر البرازيل لم يتم تطبيق
اتفاقيات منظمة التجارة العالمية على التحريات الخاصة بالرسم التعويضي الذي بدأ قبل
تاريخ دخول اتفاق م ت ع حيز النفاذ في 01يناير - .1995وقد ذكر الفريق الصادر
في تقريره بتاريخ أكتوبر 1996أن اتفاق منظمة التجارة العالمية الخاص بالدعم
والتدابير التعويضية قد بدأ قبل 1995وانتهى التقرير الخاص بفريق التسوية إلى أن
المادة 05من الغات ال يمكن تطبيقها بمفردها دون اتفاق الدعم والتدابير التعويضية على
طلبات الرسوم التعويضية التي بدأت قبل عام .1995
-لم يأخذ الفريق باألسباب التي اتخذتها الفلبين في ادعائها نتيجة ما توصل إليه الفريق
بخصوص القانون الواجب التطبيق.
وقد قدمت الفلبين استئنافا بناء على هذه األسباب وفي فبراير 1997أصدر جهاز
1
االستئناف تقريره مدعما لتقرير الفريق واعتمده جهاز التسوية في 1997
ويتعلق موضوع هذا النزاع بحماية براءة االختراع لألدوية والمنتجات الكيميائية الزراعية
في الهند فوفقا للمادة 4 / 65من اتفاق الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية trips
تكون الهند كدولة نامية عضو في منظمة التجارة العالمية قد أجلت حماية براءة االختراع
الخاصة بمنتجات األدوية ومبتكرات الكيماويات الزراعية حتى األول من يناير 2005
وبموجب المادة 8 / 70فانه يجب على األعضاء الذين لم يضعوا حماية قانونية لبراءة
االختراع لألدوية و المنتجات الكيميائية الزراعية اعتبارا من األول من يناير 1995أن
يوفروا الوسائل التي يتم بموجبها إيداع طلبات البراءة من أجل الحفاظ على السبق المتعلق
بهذه الطلبات .
وطالما أن هؤالء األعضاء غير ملزمين بفحص هذه الطلبات أو منح البراءات خالل
الفترة االنتقالية يمكن اإلشارة إلى هذه الطلبات بمقتضى المادة 8 / 70كأنها طلبات
صندوق البريد ،وباإلضافة إلى هذا تشترط المادة 9 / 70ضرورة تفويض حقوق
التسويق االستثنائية حتى في خالل الفترة االنتقالية وذلك بالنسبة إلى بعض المنتجات
الخاضعة لطلبات صندوق البريد وقد قدمت اإلدارة الهندية قبل دخول اتفاقات منظمة
التجارة العالمية حيز النفاذ مباشرة مذكرة إلى البرلمان لتعديل قانون براءة االختراع
بحيث يتاح للهند الحصول على نظام طلبات صندوق البريد بالنسبة إلى األدوية و
المنتجات الكيميائية الزراعية باإلضافة إلى حقوق التسويق القاصرة عليها ولكن البرلمان
فشل على أي حال في إصدار القانون وقد تسلمت الهند طلبات
وقد انتهى تقرير الفريق الخاص والموزع في سبتمبر 1997إلى أن الهند لم تخضع
اللتزاماتها بموجب المادة 8 / 70حيث فشلت في تأسيس آلية تحافظ بصورة كافية على
الجدة و السبق المتعلقين بطلبات براءات االختراع الخاصة باألدوية و المنتجات الكيميائية
الزراعية .
وقد توصل الفريق إلى قرار بديل في حالة نقض جهاز االستئناف لقراره المتعلق بفشل
الهند في االذعان اللتزام الشفافية ( النشر و اإلخطار ) بموجب المادتين 1 / 63و
2/36من اتفاقية ترييس وباإلضافة إلى هذا توصل الفريق إلى أن الهند لم تنفذ التزاماتها
بمقتضى المادة 9 / 70حيث فشلت في تأسيس نظام لمنح حق التسويق القاصر عليها
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
وقد استأنفت الهند هذه القرارات في أكتوبر 1997وقد دعم جهاز االستئناف في تقريره
الصادر في ديسمبر 1997مع إجراء بعض التعديالت في األسباب تقرير الفريق في
المواد 8 / 70و 9 / 70ولكنه قرر أن المادة 63لم تكن ضمن شروط اإلحالة إلى ذلك
الفريق وقد اعتمد جهاز تسوية المنازعات تقرير الفريق و تقرير جهاز االستئناف
وفي اجتماع الجهاز في افريل 1998أعلنت الهند و الواليات المتحدة االتفاق على فترة
1
تنفيذية تبلغ 15شهرا .
المطلب الثاني :نماذج عن كيفية تطبيق وسائل تنفيذ المنازعات في إطار منظمة التجارة
العالمية:
سوف نتناول هذه النماذج من خالل تقسيم هذا المطلب إلى الفرعين المواليين:
سوف نذكر من بين هذه النماذج القضية التي ثارت بين اليابان والواليات المتحدة
األمريكية ،إذ ادعت هذه األخيرة بأن اليابان لم تمتثل إلى تنفيذ التوصيات والقرارات
الصادرة من جهاز تسوية المنازعات بمنظمة التجارة العالمية.
-وفي 20نوفمبر 1997قامت اليابان بإعالن نواياها في التنفيذ واقترحت أن يتم التنفيذ
خالل الفترة الزمنية المعقولة ،ولكنها لم تحدد الوقت الالزم للتنفيذ ،ولم تتوصل األطراف
المتقدمة بالشكوى إلى اتفاق حول الفترة المعقولة فطلبت الواليات المتحدة األمريكية أن
يتم تقرير المسألة بالتحكيم الملزم طبقا للمادة 23/21من مذكرة التفاهم ،وقرر المحكم أنه
خيري فتحي البصيلي ,المرجع السابق ص322-321 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
ال توجد حاجة ملحة للخروج عن القاعدة التي تقرر القيام بالتنفيذ خالل 15شهرا
1
المنصوص عليها في مذكرة التفاهم
شكوى االتحاد األوروبي ضد كندا بشان قانون براءات االختراع .تضمن قانون البراءات
الكندي نصا يجيز للغير تصنيع المنتج موضوع البراءة قبل انتهاء مدة الحماية المقررة ب
20سنة بفترة محددة قدرها 6أشهر بغرض الحصول على ترخيص بتسويقه أو تخزينه
استعدادا لطرحه للبيع بمجرد انتهاء مدة الحماية األمر الذي أثار اعتراض االتحاد
األوروبي الذي تقدم بشكوى إلى جهاز تسوية المنازعات طالبا منه عقد مشاورات مع
الحكومة الكندية باعتبار أن هذا النص يتعارض مع المواد 33 ، 28 ، 27 / 1من
اتفاقية tripsإذ يقلص مدة الحماية األقل من 20سنة مع العلم أن هذه الشكوى رفعت في
1997 / 12 / 19تم عقد مشاورات لكنها لم تسفر عن تسوية النزاع طلب االتحاد
األوروبي تشكيل فريق تحكيم الذي انتهى في تقريره إلى :
أن االستثناء األول المتعلق بترخيص المنتج قبل انتهاء مدة البراءة بغرض
الحصول على ترخيص بالتسويق ال يتناقض
مع المادة 27 / 1من اتفاقية tripsفهو جائز طبقا للمادة 30وال يخالف المادة 281
على أساس أن الحكمة من هذا االستثناء إتاحة الفرصة للمنافسين الستعمال االختراع
وتصنيع المنتج المشمول بالحماية خالل فترة سريانها دون ترخيص من مالك البراءة
بغرض تقديم عينات من المنتج للحصول على ترخيص لتسويقه األمر الذي يمكنهم من
تصنيع المنتج وطرحه في السوق عقب انتهاء مدة الحماية مباشرة .
االستثناء الثاني المتعلق بالتخزين استعدادا للطرح بمجرد انتهاء مدة البراءة فقد
توصل الفريق إلى هذا االستثناء يتعارض مع المادة trips 28 / 1فهو استثناء
واسع مخالف لحكم المادة 30من ذات االتفاقية فيما تجيزه من استثناءات
محدودة .
وقد اعتمد جهاز تسوية المنازعات تقرير فريق التحكيم في أفريل 2000طالبت كندا
إعماال لحكم المادة 21 / 3من نظام تسوية المنازعات منحها مدة معقولة لتنفيذ
التوصيات إال أن األطراف اختلفوا في هذه المدة وبناءا على هذا طلب االتحاد األوروبي
حل الخالف بواسطة التحكيم الذي انتهى إلى أن المدة المعقولة للتنفيذ هي 6أشهر تبدأ
من تاريخ اعتماد تقرير فريق التحكيم ومن ثم فهي تنتهي في أكتوبر 2000أعلمت كندا
الجهاز واألعضاء في أكتوبر 2000بتنفيذها للتوصيات عن طريق تعديلها لقانون
براءات االختراع .
المبحث الثاني :نموذج عن القضايا التي تنفرد بإجراءات خاصة ( قضايا اإلغراق )
لقد أنشأت جولة األورغواي آلية متكاملة للتعامل مع قضايا اإلغراق والتي تتولى تنفيذها
منظمة التجارة العالمية WTOمن خالل 3اتفاقيات أطلق عليها " :اتفاقيات الحماية
التجارية العالمية " .وهي اتفاقية مكافحة اإلغراق ،اتفاقية الدعم و الرسوم التعويضية ،
واتفاق الوقاية
و المالحظ في هذا الصدد أن العالم قد شهد في السنوات األخيرة ازدياد قضايا اإلغراق
وهذا بالتزامن مع اتساع نطاق ممارسة سياسة تجارية قوامها إزالة القيود غير التعريفية
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
و الحد من القيود الجمركية كنتيجة لتزايد عدد الدول المنظمة إلى عضوية منظمة التجارة
العالمية .
إن سبب دراستنا لإلغراق تهدف باألساس إلى اإلجابة عن التساؤل التالي:
هل نجحت اتفاقية مكافحة اإلغراق في ضبط وحصر ممارسات اإلغراق التجاري والحد
من التجارة غير العادلة أو غيرالمشروعة ؟ أم أنها أتاحت الفرصة وفتحت المجال
الستخدام رسوم مكافحة اإلغراق كأحد أدوات القيود غير التعريفية ؟
وبالنظر إلى األهمية التي يحظى بها اإلغراق في ظل منظمة التجارة العالمية و
اإلشكاالت التي يثيرها من الناحية العملية سنتولى
سنحاول من خالل هذا المطلب أن نقوم ببيان أهم التعريفات التي ساقها الفقه لإلغراق
وكذا التعريف الذي جاءت به اتفاقية اإلغراق كما سنحاول تحديد هامشه وذلك على النحو
التالي :
هناك عدة تعريفات ساقها الفقه لتعريف اإلغراق إال انه وبالرجوع إلى المادة 2من اتفاقية
اإلغراق في جات 1994نجدها
قد عرفته بأنه " :بيع سلعة في سوق دولة أخرى بأقل من قيمتها الطبيعية أي الحقيقية" .
وقد عرفت ذات المادة القيمة الطبيعية على أساس أن السلعة يجب أال تباع في سوق
الدولة المستوردة بأقل من سعر السلعة
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
المماثلة إذا كانت مخصصة لالستهالك في الدولة المصدرة أي اقل من سعر مثيالتها في
هذه الدولة .
وعليه يمكن تعريف اإلغراق إما على أساس السعر أو التكلفة وذلك بأنه " :بيع سلعة
في األسواق الخارجية بسعر اقل من سعر
وهذا األمر من شانه إلحاق ضرر بالسلع الوطنية األمر الذي يؤدي إلى الحد من المنافسة
وقدرة المنتج المحلي على استرداده
لتكاليفه وتحقيق الربح ،فاإلغراق يمثل قيدا على المنافسة العادلة في األسواق المحلية
ويلحق ضررا بالصناعات المحلية في الدولة
المستوردة ،وحتى تتمكن الدولة المستوردة من تطبيق الرسوم المضادة لإلغراق بشكل
قانوني صحيح فانه يجب توافر 3شروط
أن يتم البيع بسعر أقل من سعر بيع سلعة مماثلة في السوق المحلي أو دولة ثالثة .
أن يكون هناك ضرر واقع أو تهديد بالضرر للصناعة المحلية المنتجة للسلعة أو
1
لسلعة مماثلة . .
توافر عالقة سببية بين الضرر الواقع والواردات .
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص 293-291الناشئة 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
تعمل من خالله الصناعات األجنبية على محاربة الصناعات الناشئة حتى تصاب بخسائر
1
وتخرج من السوق .
طبقا التفاقية مكافحة اإلغراق التي تطبقها منظمة التجارة العالمية يعد منتج ما مغرق إذا
كان سعر تصدير هذا المنتج المصدر من دولة إلى أخرى أقل من سعره في الدولة
المصدرة ،وفي حالة عدم استهالك المنتج المغرق في السوق المحلي للدولة المصدرة أو
عندما ال تسمح مبيعات هذا المنتج في السوق المحلي لعقد مقارنة صحيحة بسبب ظروف
خاصة بالسوق المحلي أو بسبب انخفاض حجم المبيعات فعندئذ يتحدد هامش اإلغراق
بالمقارنة بسعر تصدير منتج مماثل له في دولة ثالثة ،ويشترط أن يعبر هذا السعر عن
الواقع ويتم مقارنته بتكاليف إنتاجه في المنشأة محل الضرر مضافا إليها التكاليف اإلدارية
أي تكاليف الغدارة والبيع
1
dominich salvatore. international economics 3 edition machillan publishing company, n. y, 1990.
P252
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
-ويتم تحديد وجود هامش اإلغراق أثناء مرحلة التحقيق عادة بمتوسط القيمة العادية
المرجح بمتوسط األسعار لكل صفقات
التصدير المماثلة ،أو عن طريق مقارنة القيمة العادية بأسعار التصدير لكل صفقة على
حدة.
ويمكن مقارنة القيمة العادية المحددة على أساس متوسط مرجح بأسعار صفقات التصدير
المقررة إذا وجدت السلطات نموذجا ألسعار التصدير تختلف كثيرا باختالف المشترين أو
المناطق أو الفترات الزمنية أو إذا قدم تفسير لعدم أخذ هذه االختالفات في االعتبار بشكل
مناسب مقارنة بين المتوسط المرجح في كل حالة على حدة أو بين صفقة وأخرى.
-وعموما يمكن في نطاق المشاورات والمصالحة التي تسبق طرح القضية االتفاق بين
الدول المصدرة والمستوردة على قبول سعر أكثر ارتفاعا من السعر الذي تحدده الدولة
المصدرة للسلعة المصدرة مع األخذ في االعتبار أن الرسوم اإلضافية المفروضة يجب
1
أن ال تتعدى هامش اإلغراق المحتسب
إن احتساب التكلفة ال سيما متوسط تكلفة الوحدة المنتجة يعتبر أساس إلمكانية إجراء
التحريات عن اإلغراق ،ومتوسط التكلفة يعني التكلفة الثابتة والمتغيرة مضافا إليها
التكاليف اإلدارية.
إذ أنه لمعرفة ما إذا كان هناك إغراق يتم احتساب هامش اإلغراق ( الفرق بين السعر
المحلي وسعر التصدير) وعند الوصول إلى
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص 295-294 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
هامش اإلغراق فإن أي دولة لها الحق في فرض رسوم مكافحة اإلغراق ( رسوم مضادة
لإلغراق ( حيث يوضح هامش اإلغراق
أن السلعة المستوردة قد دخلت إلى الدولة المتضررة بأسعار تقل عن األسعار العادية على
أن تكون هذه األسعار:
ويشترط هنا أن االتفاقية الخاصة بمكافحة اإلغراق التي تطبقها منظمة التجارة العالمية
تنص على ضرورة الوقوف الفوري ألي تحقيق في حاالت اإلغراق إذا كان هامش
اإلغراق ضئيال ( أقل من %02من سعر تصدير المنتج ) أو إذا كانت كمية السلع
1
المستوردة من دولة متهمة باإلغراق ضئيلة ( %03من الواردات الكلية للمنتج ) "
- 1معنى الضرر:
تعني كلمة ضرر في هذا االتفاق الضرر المادي لصناعة محلية أو التهديد بإحداث ضرر
مادي لصناعة محلية أو تأخير مادي في
2
إقامة هذه الصناعة
يستند تحديد الضرر في مفهوم المادة 06من االتفاقية إلى دليل إيجابي ويشمل تحقيقا
موضوعيا لكل من:
- 1حجم لوردات اإلغراق وأثرها على أسعار السوق المحلي للمنتجات المماثلة.
- 2اآلثار التي تترتب فيما بعد على المنتجين المحليين لمثل هذه المنتجات ) يجب أن
يثبت أن الواردات المغرقة قد حدثت نتيجة
- 3حجم وأسعار الواردات التي ال تباع بأسعار اإلغراق وانكماش الطلب والتغييرات
في أنماط االستهالك وأساليب التجارة التقليدية والمنافسة بين المنتجين المحليين
1
والتطورات في التكنولوجيا وأداء التصدير وإ نتاجية الصناعة المحلية
تتم معالجة قضايا اإلغراق من خالل عدد من اإلجراءات المتخدة لمتابعته ومكافحته،
وذلك بعد توافر عدد من الشروط الموضوعية واإلجرائية ،ومن خالل المطلبين المواليين
سوف نتناول شروط إثبات اإلغراق وكذلك إجراءات متابعته ومكافحته
تستند معالجة قضايا اإلغراق على مجموعة من الشروط الموضوعية واإلجرائية الالزمة
إلثبات اإلغراق إضافة إلى مجموعة
اإلجراءات الالزمة لمتابعة اإلغراق ومكافحته وهي الشروط التي نتناولها فيما يلي:
عن األدلة الالزمة إلثبات حالة اإلغراق وكذلك لنفي وجوده حالة اإلغراق البد من أن
تتوافر فيها شروط شكلية لعل أهمها:
- 1أن السلطات هي التي تحدد المعلومات التي تعتبرها كافية وذات صلة بالتحقيق
المعني.
3يجب مراعاة مبدأ سرية المعلومات ويكون العضو على استعداد لتقديم ملخصات لهذه
المعلومات ما أمكن له ذلك لتعلن
- 4تتحقق السلطات من دقة المعلومات أثناء التحقيق وقوة األسانيد التي تستند إليها.
- 5في حالة رفض أي عضو تقديم معلومات تطلبها السلطات يكون اعتماد السلطات في
1
قراراها على ما توافر لديها من معلومات
- 1يجب إثبات العالقة السببية بين الواردات المغرقة والضرر المادي الذي حل
بالبضاعة المحلية.
2يستند تحديد التهديد بوجود ضرر مادي على وقائع وليس على مجرد مزاعم أو تكهنات
أو إمكانية بعيدة وينبغي أن يكون تحديد الظروف التي قد تخلق وصفا قد سبب فيه
اإلغراق ضررا متوقعا وشيكا على السلطات عند تحديده وجود خلط مادي أن تبحث لكي
تثبته في عدة عوامل لعل أهمها :
معدل زيادة كبيرة في الواردات المغرقة إلى السوق المحلي مما كشف عن احتمال -
حدوث زيادة كبيرة في االستيراد.
-إذا كانت الوردات تدخل بأسعار يكون لها أثر كبير في األسعار المحلية ومن شأنها أن
تزيد الطلب على مزيد من الواردات.
1
-مخزون المنتج الذي يتم التحقيق فيه حتى تبت في شأنه
في الحالة التي يتم فيها إثبات وجود واقعة اإلغراق وصدر إخطار عام بهذا الشأن أتيحت
لألطراف ذات المصلحة فرصة لتقديم المعلومات و التعليقات فان المواد من 11 / 7قد
حددت اإلجراءات الالزمة لمنع حدوث الضرر أثناء التحقيق وبعد التأكد من صحة الحالة
محل البحث وتتمثل هذه اإلجراءات في :
يتم اللجوء إلى التشاور أوال لحل النزاع بين األطراف المعنية ،وفي حالة عدم التوصل
إلى حل مرض وتم اللجوء إلى اتخاذ إجراءات نهائية بفرض رسوم مضادة لإلغراق
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص298-292 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
يجوز هنا أن يتم إحالة المسألة إلى جهاز فض المنازعات ،وفي الحالة التي يرى فيها
هذا الجهاز أن هذا التدبير مخالف التفاق مكافحة اإلغراق يقوم جهاز فض المنازعات
بناءا على طلب الشاكي بإنشاء فريق لبحث المسالة استنادا إلى :
بيان مكتوب من الطالب يوضح فيه ما يعيق تحقيق أهداف هذا االتفاق ..
الوقائع المتاحة لسلطات العضو المستورد وفقا لإلجراءات المناسبة
وفي حالة فشل المشاورات وعدم توصل الطرفين إلى إيجاد حل مناسب للنزاع فانه في
هذه الحالة تقوم الدولة التي تضررت
- 1اإلجراءات المؤقتة:
و التي قد تتخذ شكل رسم مؤقت أو ضمان بوديعة نقدية أو سند يعادل مقدار رسم مكافحة
األسواق المقدر مؤقتا وال يزيد عن هامش اإلغراق المقدر مؤقتا .
وهذه اإلجراءات المؤقتة ال تطبق قبل 60يوما من تاريخ بدء التحقيق ،ويقتصر تطبيق
هذه اإلجراءات المؤقتة على اقصر فترة ممكنة على أن ال تتجاوز 4أشهر أو 6أشهر
بقرار من السلطة المعنية بناءا على طلب أحد األطراف ذات الصلة.
- 2التعهدات السعرية
و التي بموجبها تتعهد الدولة بمراجعة األسعار أو وقف صادراتها إلى المنطقة المعنية
بأسعار اإلغراق ،وال تقبل التعهدات السعرية من المصدرين ما لم تكن سلطات العضو
1
المستورد قد توصلت إلى تحديد أولي ايجابي لإلغراق والضرر الناشئ عنه
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص304- 303 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
كما ال يجب أن تؤدي هذه التعهدات إلى زيادة أسعار المنتج المغرق عن ما هو
1
ضروري إلزالة هامش اإلغراق
وهذه التعهدات تتوقف على قبول السلطات لها ،وهذه التعهدات ال تؤثر في التحقيق أي
بعبارة أخرى ال تؤدي إلى وقف التحقيق وإ نما يتم استكمال التحقيق في اإلغراق و
الضرر إذا رغب المصدر أو قررت السلطات المعنية ذلك .
وينتهي العمل بهذا اإلجراء بعد 5سنوات من تاريخ فرضها كحد أقصى إال إذا رأت
2
سلطات التحقيق ضرورة استمرارها حتى ال يلحق الضرر بالصناعة المحلية .
ويتم إصدار هذا القرار من السلطة المعنية عند توافر كل متطلبات فرضه و القرار بما
إذا كان مقدار الرسم لمكافحة اإلغراق المفروض هو هامش أو كل هامش اإلغراق أو
3
اقل عند سلطات العضو المستورد.
والمالحظ انه عند إجراء تحقيق نهائي بالضرر ويكون من شان واردات اإلغراق في
غياب اإلجراءات المؤقتة أن تؤدي إلى تحديد الضرر فرض رسوم مكافحة اإلغراق بأثر
رجعي .
1
joseph w dorn duan w Layton the wto anti dumping agreement, A
e/adp-e/adp-e.htm, p 5
منى طعيمة الجرف ،اإلغراق في إطار منظمة التجارة العالمية ،المفهوم والمحددات واآلثار ،مؤتمر الجوانب القانونية و ، 2
2004
ص 1388
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص 304-303 3
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
وتفرض رسوم مكافحة اإلغراق بأثر رجعي إذا ما توافرت أدلة كافية على تحقق الشروط
وذلك عند بدا التحقيق ،ألنه ال
يجوز فرض هذه الرسوم بأثر رجعي على منتجات دخلت لالستهالك قبل تاريخ بدا
التحقيق .
وال يظل العمل باإلجراءات التي تواجه اإلغراق إال بالمقدار و المدى الالزمين لمواجهة
اإلغراق الذي يسبب الضرر .
كما تقوم السلطات بمراجعة مدى ضرورة االستمرار في فرض الرسوم بمبادرة منها عند
وجود مبررات أو بناءا على طلب مقدم من طرف ذي مصلحة بغية المراجعة بشرط
انقضاء فترة زمنية معينة ومناسبة على فرض رسوم مكافحة اإلغراق النهائي ،
بحيث ينتهي أي رسم نهائي لمكافحة اإلغراق في موعد ال يتجاوز 5سنوات من فرضه .
في هذه الحالة يتقدم البلد الذي يؤثر اإلغراق على صادراته في بلد ثالث بطلب مباشرة
إجراءات مكافحة اإلغراق نيابة عن البلد الثالث مدعما طلبه هذا بمعلومات توضح وجود
إغراق بسبب الواردات و التي تسببت في إلحاق ضرر للصناعة في البلد
الثالث ،وبناءا على هذا الطلب تقوم سلطات الدولة المستوردة ببحث آثار اإلغراق على
الصناعة في البلد الثالث ،ويكون
وما تجدر اإلشارة إليه انه قد تم إنشاء لجنة خاصة بممارسة مكافحة اإلغراق في إطار
منظمة التجارة العالمية وهذا بهدف متابعة ممارسات مكافحة اإلغراق ،وهي تتكون من
ممثلين لكل الدول األعضاء ،تجتمع مرتين على األقل كل سنة وتعمل أمانة
هناك قاعدة في العرف الدولي تقضي بعدم جواز لجوء الدولة المصدرة إلى نظام فض
المنازعات في منظمة التجارة العالمية إال بعد استنفاذ منتجيها لكافة اإلجراءات المتوفرة
في القوانين الوطنية في الدولة المستوردة غير انه من الناحية العملية نجد بأنه قد ترك
لمنتجي الدولة المصدرة وشركاتها حق االختيار بين الذهاب إلى منظمة التجارة العالمية
أو اللجوء إلى القانون الوطني للدولة المستوردة وهذا و بالرغم من محاوالت و .م .أ و
1
بقوة بغية تمرير هذا المبدأ دون أن تنجح في نهاية المطاف ..
وعليه نجد بأن هناك مجموعة من الخطوات التي تقع على عاتق الدولة المصدرة
والمستوردة و التي سنبينها وذلك على النحو التالي :
في حالة ما إذا رأت دولة عضو أن الفائدة المباشرة أو غير المباشرة من االتفاقية
المضادة لإلغراق مهددة أو تم إلغائها من دولة أخرى فانه يتعين على الدولة
المتضررة تقديم طلب مكتوب إلى الدولة إلجراء مشاورات بغية الوصول إلى
تسوية .
في حالة إخفاق المشاورات وقيام الدولة المستوردة بفرض رسوم على مصدري
الدولة المصدرة فانه يمكن لهذه األخيرة اللجوء
تقديم الدولة المصدرة لطلب كتابي لجهاز فض المنازعات توضح فيه إعاقة إحدى
القواعد الناجمة عن االتفاقية المضادة لإلغراق.
وهذه الخطوات تعتبر ملزمة قبل بدء النظر في أي نزاع خاص باإلغراق من قبل
فريق التحكيم وخالل هذه المرحلة يمكن للدولة المتضررة أن تطلب من فريق التحكيم
النظر في جميع األسانيد و الحسابات التي استندت إليها الدولة المستوردة في تحرياتها
.
إجراءات بدء التحقيق والتحري بغية إثبات ووقع الضرر على صناعة أو منتج
الدولة المستوردة من جراء اإلغراق الممارس من قبل الدولة المصدرة
إعالن النتائج المتوصل إليها وأساس جميع القوانين و الوقائع و التشريعات التي
استندت إليها وأسباب و أسس النتائج المتوصل إليها .
قبل فرض الرسوم المضادة لإلغراق يتعين اتخاذ مجموعة من اإلجراءات على
المستوى الداخلي و المتمثلة في :
تقديم الصناعة المحلية للشكوى إلى جهاز مكافحة اإلغراق الوطني وتكون مؤيدة
من المنتجين الذين يمثلون % 50على األقل من إنتاج المنتج موضع الشكوى أو
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
وحتى يتم اتخاذ إجراء من جهاز مكافحة اإلغراق ال بد من توافر 3عناصر :
مصلحة ،ويتم أيضا إعداد ملخص للشكوى من قبل الصناعة ويتم إخطار الجهاز للدول
المعنية بعد حذف البيانات السرية ،
ويقوم جهاز مكافحة اإلغراق بالبدء في اتخاذ إجراءات السير في الحالة خالل 45يوما
من تقديم الشكوى ،كما يجب أن يتم
1
نشر إخطار بذلك في الجريدة الرسمية
..وتعتبر كافة االتصاالت التي يتم إجراءها قبل بدء اإلجراءات الرسمية سرية بحيث ال
يتم إخطار المصدرين و المستوردين أو ممثلي الدولة المصدرة بها .
القيام بزيارات التحقق الميدانية و التي تأتي عقب استالم الرد على االستقصاء
وعادة ما يقومون بزيارة بعض المستوردين
کشركات مبيعات المصدرين ذات الصلة ،وبعد االنتهاء من زيارات التحقق يتوجه
القائمون بدراسة الحالة للقيام بزيارة
ميدانية إلى مقر المصدرين في الدول المصدرة لضمان أن المعلومات المقدمة تتفق مع
اإلجراءات المحاسبية العادية .
اتخاذ القرارات المبدئية في حالة ثبوت وجود إغراق وضرر و التي عادة ما تتمثل
في فرض رسوم مكافحة اإلغراق والتي يتم نشرها في الجريدة الرسمية وإ عالم
األطراف بذلك .
أما في الحالة التي يظهر فيها التحقق عدم وجو ضرر أو أن هامش اإلغراق ضئيل أو
اقل من %2من سعر التصدير او ان
حجم الواردات يقل عن %3فانه في هذه الحالة يتم إلغاء حالة اإلغراق فورا وتوقف
اإلجراءات ..
وما تجدر اإلشارة إليه هو انه ال يجوز تطبيق اإلجراءات المتوقعة قبل انقضاء 60يوما
من بدء التحقيق و أال يتجاوز تطبيقها
9أشهر من هذا التاريخ وال يتم التحصيل الفعلي لهذه الرسوم المؤقتة ،وعلى
المستوردين البدء في تقديم الضمانات .
يتم اتخاذ إجراءات مكافحة اإلغراق النهائية بفرض رسوم نهائية على أن تتخذ
الرسوم شكل رسوم حسب القيمة أو رسوم الحد األدنى للسعر أو مجموع االثنين
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
معا ،وتقوم السلطات الجمركية بتحصيلها بنفس طريقة تحصيل الرسوم الجمركية
العادية ،ويتعين على مستورد السلع القيام بدفع القيمة اإلجمالية لكال الرسوم
الجمركية ورسوم مكافحة اإلغراق .وتستمر رسوم مكافحة اإلغراق لمدة 5
سنوات من تاريخ دخولها حيز التنفيذ وذلك بنشر قرار فرض الرسوم النهائية في
الجريدة الرسمية ويمكن الطعن فيها أمام المحكمة االبتدائية خالل شهرين من
1
تاريخ اتخاذ القرار بفرض رسوم مكافحة اإلغراق النهائية
المطلب الثالث :حالة تطبيقية عن قضايا اإلغراق في مصر( قضية حديد التسليح ذو
المنشأ التركي)
تعد مصر من الدول العربية المنظمة إلى منظمة التجارة الدولية ،وتعد من الدول التي
طرحت عدة قضايا على جهاز تسوية المنازعات ومنها قضايا اإلغراق ،وفيما يلي سوف
نتناول حالة من هذه الحاالت ( القضايا ) من خالل الفرعين المواليين:
وتمثلت في:
- 1شركة هاباس
2شركة ديفو.
- 4شركة إيكداس.
- 5شركة از مير
- 6شركة أكينشلر.
1
- 7شركات أخرى
تمثلت المنتجات المستوردة في :حديد التسليح وعلى وجه التحديد قضبان وعيدان من
الحديد والحديد الصلب الغير مخلوط .....المستعملة األغراض البناء و هي المنتجات
التي يتم استيرادها وفقا للبند الجمركي رقم 1472والبنود الفرعية التالية له ،والخاضعة
2
للرسوم الجمركية فئة 20%ويتم إنتاج المنتج محل التحقيق بأقطار مختلفة
تحركت القضية بناءا على شكوى من الشركة االسكندرية للحديد والصلب وشركة
العز الصناعة حديد التسليح في 1998 / 12 / 26 ، 23تفيد تضررهما و
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص332-330 1
زيارة فريق التحقيق لكل من الشركات المنتجة و المصدرة وإ عداد تقارير بذلك مع
قوائم الحسابات المتعلقة بحساب أسعار التصدير و القيم العادية .
تلقي التعليقات على تقارير زيارات التحقيق من الشركات المعنية .
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
معرفة سلطة التحقيق أن االقتصاد التركي يعاني من تضخم كبير تصل نسبته إلى
% 5شهريا وهذا األمر الذي لم تأخذه البيانات بعين االعتبار .
فحص الفواتير الخاصة بالصفقة وسعر التصدير و التكلفة على مستوى كل شركة
مصدرة وكذا حساب القيمة العادية في ظل التجارة العادية ،كل هذا بغية مقارنة
سعر البيع في السوق المحلي بتكلفة اإلنتاج على مستوى الشركات المصدرة مع
إضافة هامش ربح عند حساب القيمة العادية التي تم التوصل إليها من خالل أخذها من
قائمة الدخل الخاصة بكل شركة بعدها قامت لجنة التحقيق بمقارنة سعر التصدير بالقيمة
العادية واتضح أن سعر التصدير اقل من القيمة العادية ،وبناءا عليه تم تحديد هامش
إغراق كل شركة على النحو التالي :
زيادة حجم الواردات بشكل مطلق إلى مصر بحيث قدرت في الفترة من / 1997
1998ب 210000طن وفي الربع األول من عام 1999وصل حجم الواردات
المغرقة إلى 73600طن أي بزيادة بقدر %40عن عام1998 .
زيادة النسبية في حجم الواردات كانت كبيرة بحيث اظهر مؤشر الواردات المغرقة
من االستهالك انه وصل من %0عام 1997إلى %126عام ، 1999و الذي
بناءا عليه توصلت سلطة التحقيق إلى وجود زيادة كبيرة في حجم
الواردات المغرقة بصورة مطلقة بالنسبة لالستهالك في مصر بعد حساب الفرق بين سعر
المنتج المستورد المحلي و المثيل على نفس المستوى أي مستوى باب المصنع بمستوى
مخازن المستورد حتى ال تؤثر الفروق في تكاليف التوزيع وهوامش ربح الموزعين على
توضيح اثر األسعار المغرقة تم التوصل إلى وجود فرق سعري نتيجة للواردات
تحقيق األسعار بحيث أوضح المؤشر أن هناك انخفاض في أسعار الصناعة
المحلية و الذي زاد خالل الربع األول من عام 1999حيث وصلت نسبته إلى
%10.5مما يدل على تخفيض الصناعة المحلية ألسعارها بغية التمكن من
منافسة األسعار األقل للمنتج التركي .
اآلثار االقتصادية :و التي ستدل على مدى تأثير الواردات المغرقة على
اقتصاديات الصناعة المحلية من خالل تقييم االنخفاض الفعلي أو المحتمل في
المبيعات أو األرباح أو اإلنتاجية أو العائد على االستثمار و التأثيرات السلبية
الفعلية و المحتملة على التدفق النقدي .
كما توصلت سلطة التحقيق إلى وجود انخفاض كبير في األرباح وان االستمرار على هذا
المنوال سيؤدي إلى وقوع آثار
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
1
اقتصادية خطيرة على الصناعة المحلية ..
ب -أسعار بيع الواردات المغرقة اقل من أسعار البيع للمنتجات المحلية المثلية .
ي -اضطرار الصناعة إلى تخفيض أسعارها للمحافظة على مبيعاتها خالل فترة
اإلغراق .
وفي األخير صدر القرار النهائي لهذه القضية وذلك على النحو التالي :
أوال :الواردات التركية من منتج حديد التسليح وردت بأسعار مغرقة األمر الذي ألحق
ضرر مادي للصناعة المحلية .ثانيا :تم حساب مقدار رسم مكافحة اإلغراق على أساس
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص339-328 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
قيمة هامش اإلغراق بالنسبة للشركات التي شملها التحقيق و بالنسبة لواردات حديد
التسليح من الشركات التي لم ترد على قوائم األسئلة .ونتيجة لهذا فقد أوصت سلطة
التحقيق بفرض رسوم مكافحة اإلغراق على الواردات من السلع الخاضعة للتحقيق وقد
1
وافق الوزير المختص على فرض هذه الرسوم وانتهت القضية لصالح مصر.
خــــــــــــاتمة
عبد المطلب عبد الحميد ,المرجع السابق ص 340-339 1
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
خاتمة:
ومن خالل دراستنا المستفيضة آللية تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية
توصلنا لجملة من النتائج أهمها :
- 1إن تفاهم تسوية المنازعات الذي أسفرت عنه جولة األورغواي يعد بمثابة تقوية
كبرى للنظام التجاري متعدد األطراف بالنظر إلمكانية أي دولة عضوة فيه إلزام أية دولة
أخرى طرف في االتفاقية بغية تنفيذ االلتزامات والتعهدات القانونية التي التزمت بها
بمجرد انضمامها إلى االتفاقية ،أو حتى توقيع جزاءات عند عدم امتثالها للقرارات
والتوصيات التي تصدر في هذا الشأن.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
- 2أن االلتجاء إلى التقاضي أمام جهاز تسوية المنازعات وطلب إنشاء فريق تحكيم ال
يتم إال بعد التأكد من أن ذلك هو السبيل الوحيد لحسم المنازعة ،حيث أتاح التفاهم
مرحلتين لتسوية النزاع وديًا باالتفاق تبادليًا بين طرفي المنازعة قبل اللجوء إلى إنشاء
فريق التحكيم ،ويعكس هذا التدرج الحرص على اإلبقاء على العالقات الطيبة بين الدول
وتأكيد مبدأ حسن النية بما يجد من النزاعات والتوترات فيما بينها.
- 3أن تفاهم تسوية المنازعات وضع ضوابط وقواعد محددة إلنشاء عمل فرق التحكيم
تكفل استمرارية سير إجراءات تسوية المنازعات بطريقة تلقائية وعدم عرقلتها ،باإلضافة
إلى رقابة تنفيذ توصيات وقرارات فرق التحكيم وجهاز االستئناف.
- 4فرض تفاهم تسوية المنازعات حظر قانوني على اتخاذ التدابير االنتقامية أحادية
الجانب.
-5أن الطريقة التي تم بها تصميم آلية تسوية المنازعات تناسب بدرجة كبيرة الدول
الكبرى والقوية اقتصاديًا حيث يتطلب االستخدام الكفء لهذه اآللية نفقات مالية كبيرة
وخبرات بشرية األمر الذي المتلكه كثير من الدول النامية و التي ال يمكنها مواجهة هذه
النفقات
-6أن الدول النامية ال تضمن امتثال الدول الكبرى للقرارات والتوصيات التي قد تصدر
لصالحها في مواجهة هذه الدول
الكبرى ،كما أنها غير قادرة على استعمال حقوقها الثأرية أو التعويضية ضد هذه الدول.
- 7أن الدول المتقدمة ال تلتزم بتنفيذ ما تضمنته بعض مواد التفاهم من وجوب معاملة
الدول النامية معاملة خاصة أو مراعاة
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
ألوضاع هذه الدول ،ومن ثم فقد تحولت اصطالحات المعاملة الخاصة والتفضيلية للدول
النامية إلى مجرد شعارات أكثر منها
- 8أن الترخيص للدولة النامية باتخاذ إجراء تعليق التنازالت ضد الدولة المتقدمة يعتبر
مجرد خيار نظري في معظم القضايا ألن تلك الدول تعاني من ظروف اقتصادية وسياسية
صعبة ،قد تمنعها من إعمال ذلك الخيار ،بل إنها من الناحية الواقعية تعجز عن تنفيذه
بسبب بعض العقبات التي قد تتمثل في التبعية السياسية للعديد من الدول النامية لبعض
الدول المتقدمة ،نتيجة المخلفات االستعمار ،أو بسبب عدم قدرة تلك الدول على االستغناء
عن وارداتها من الدول المتقدمة في المجال الذي رخص فيه بتعليق التنازالت ،أضف إلى
ذلك أن اآلثار االقتصادية للتعليق قد تكون ضئيلة جدًا ومنعدمة التأثير بالنسبة للدول
المتقدمة على نحو ال تشكل معه وسيلة إلزام تفرض التنفيذ الفعلي للقرارات والتوصيات.
والى جانب هذه التوصيات توصلنا إلى صياغة مجموعة من المقترحات التي يمكننا
إيجازها في النقاط التالية :
أوًال :ضرورة إعداد كوادر وخبرات وطنية لالستعانة بها في المنازعات التجارية التي
تكون الدول النامية طرفًا فيها أمام جهاز تسوية المنازعات بمنظمة التجارة العالمية ،وذلك
توفيرًا للتكلفة العالية مقابل االستعانة بمكاتب قانونية دولية وبمستشارين قانونيين .
ثانيًا :أن تتمسك البالد النامية األعضاء بحقها المنصوص عليه في المادة 27فقرة 2من
تفاهم تسوية المنازعات بأن توفر لها أمانة المنظمة المشورة القانونية والمساعدة الفنية
فيما يتعلق بتسوية المنازعات من خالل خبراء قانونيين مؤهلين من إدارة التعاون الفني
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
باإلضافة إلى االستفادة من الخبرة القانونية لمركز المشورة حول قانون منظمة التجارة
العالمية .
ثالثًا :أن تتجنب البالد النامية استخدام آلية تسوية المنازعات قدر اإلمكان سواء كانت
شاكية أو مشكو في حقها ،بما يؤدى إلى تخفيض متوسط النفقات في مجال تسوية
المنازعات ،وذلك من خالل
- 1-محاولة تسوية أكبر عدد ممكن من المنازعات في مرحلة التشاور خاصة النزاعات
التي تثور بين البالد النامية وبعضها.
- 2الوفاء بالتعهدات وااللتزامات التي تم تقديمها أثناء االنضمام لعضوية منظمة التجارة
العالمية.
المنازعات.
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
قائمة المراجع:
الكتب:
- 01السيد مصطفى أحمد أبو الخير ،إستراتيجية فرض العولمة ( اآلليات والوسائل
الحمائية ) ( ،بدون دار نشر ) ( ،بدون
تاريخ ).
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
- 02أسامة المجذوب ،العولمة االقتصادية ،الدار المصرية اللبنانية ،الطبعة األولى ،
.1999
- 05جالل وفاء محمدين تسوية منازعات التجارة الدولية في إطار اتفاقيات الغات دار
الجامعة الجديدة للنشر،
اإلسكندرية2006 ،
- 06خالد ممدوح إبراهيم ،التحكيم االلكتروني في عقود التجارة الدولية ،دار الفكر
الجامعي ،اإلسكندرية ،الطبعة
األولى.2008 ،
- 07خيري فتحي البصيلي تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ،دار
النهضة العربية ،مصر2007 ،
- 08محمد السعيد الدقاق مصطفى سالمة حسين المنظمات الدولية المعاصرة ( منظمة
األمم المتحدة ،جامعة الدول
العربية ،منظمة التجارة العالمية آلية إدارة اتفاقات الغات ) ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية،
( دون تاريخ ).
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
- 10عبد المطلب عبد الحميد ،الجات واللبنات منظمة التجارة العالمية من
األورغواي لسياتل وحتى الدوحة ،الدار
- 11عبد الفتاح أبو شراز ،االقتصاد الدولي " نظريات وسياسات " ،دار الميسرة،
عمان ،ط 2007 ،01
الجزائر2006 ،
- 13فوزي محمد سامي ،التحكيم التجاري الدولي دراسة مقارنة الحكام التحكيم
التجاري الدولي كما جاءت في
القواعد واالتفاقيات الدولية واالقليمية والعربية مع اشارة إلى أحكام التحكيم في التشريعات
العربية ،دار الثقافة للنشر و
-14سمير عبد العزيز التجارة العالمية بين جات ومنظمة التجارة العالمية ،مكتبة
ومطبعة اإلشعاع الفنية للطباعة والنشر،
- 15ياسر زغيب اتفاقيات الغات بين النشأة والتطور واألهداف ( منافع ومخاطر ) دار
الندى ،بيروت1999،
المجالت
- 01عبد الفتاح محمد الحسيني اآلمال والتحديات في اتفاقيات الغات مجلة أخبار النفط
والصناعة ،اإلطارات العربية ،العدد
،283السنة 25مارس1994
- 02صالح صالحي ،دور المنظمة العالمية في النظام التجاري العالمي ،البصيرة ،
مجلة دراسات اقتصادية ،العدد ، 2
2000
- 1عادل عبد العزيز على السن ،تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية ،
بين النظرية و التطبيق ،مؤتمر الجوانب القانونية و االقتصادية التفاقيات منظمة التجارة
العالمية ،دبي اإلمارات العربية المتحدة ،غرفة التجارة وصناعة دبي ،الطبعة األولى ،
. 2004
تسوية المنازعات التجارية في إطار منظمة التجارة العالمية
:القوانين
المواقع اإللكترونية:
e/adp-e/adp-e.htm, p 5