Professional Documents
Culture Documents
أقسام المعاملات المالية في الإسلام
أقسام المعاملات المالية في الإسلام
مقدمة
تشكل المعامالت المالية أحد أهم أركان الحياة االقتصادية في المجتمعات ،حيث تنبثق من تلك المعامالت العديد
من العالقات المالية التي تؤثر في توزيع الثروة وتحقيق الرفاهية االجتماعية .ومن المهم لفهم هذا الجانب من
االقتصاد أن نتطلع إلى كيفية تنظيم تلك المعامالت في ضوء القيم والمبادئ اإلسالمية.
تعتبر الشريعة اإلسالمية مصدر الهداية في جميع جوانب الحياة ،بما في ذلك المعامالت المالية ،حيث توفر
توجيهات شرعية تهدف إلى تحقيق العدالة والتضامن االجتماعي ومنع الظلم واالحتكار .تتنوع المعامالت المالية
في اإلسالم من خالل مجموعة من القواعد والتوجيهات التي تشمل البيع والشراء واإلقراض واالقتراض
والصكوك اإلسالمية والصدقات والزكاة وغيرها.
تهدف هذه الفقرة إلى استكشاف أقسام المعامالت المالية في اإلسالم وتحليل القيمة الشرعية واالقتصادية
واالجتماعية لكل منها .ساقوم بتقديم نظرة شاملة لكل قسم من هذه المعامالت ونوضح كيفية تطبيق القواعد
الشرعية في الواقع االقتصادي ،مع التركيز على أهمية تلك المعامالت في بناء اقتصاد يتوافق مع مبادئ العدالة
واالستدامة في اإلسالم.
يمكن تعريف عملية البيع بأنها تتم بين طرفين بمقابل مادي يحصل عليه البائع مقابل منح المشتري خدمة أو سلعة بحاجة
إليها ،لذلك يمكن القول بأن عملية البيع شهدت تطور كبير حيث أصبحت كبري الشركات تعتمد عليها للحصول على
أرباح تساعد على التوسع في نشاط الشركة وعلو مكانتها في السوق ،لذلك ستطرق لعملية البيع بصورة مستفيضة من
كافة النواحي.
أما ابن عرفه المالكي فيرى أنّ البيع هو :عقد معاوض ٍة يجري على غير منفعة وال على متعة لذة.
وقيل في تعريفه عند الشافعية كذلك أنه( :عقد معاوض ٍة ماليّة ُتفيد تملُّك العين أو المنفعة التي جرى عليها عقد البيع ملكا ً
على ال ّتأبيد ال على وجه القربة) ،فقد خرجت بهذا التعريف العديد من األمور التي ال يص ُّح تسميتها بيعاً ،فقولهم
(المعاوضة) تخرج به الهديّة وما يُشابهها في الحكم؛
لكون الهدية ليست بيعا ً بل هي عقد تبرُّ ع يكون بال مقابل ،أما قولهم (الماليّة) فقد خرجت به العقود غير الماليّة؛ كعقد
ال ّنكاح الذي يجري على األبضاع ،وهو من العقود ذات المكانة الخاصة في الشريعة اإلسالميّة ،أما قولهم (تملك العين)
فقد خرج به عقد اإلجارة الذي يقوم على تمليك المنافع ال األعيان.
ْأ اح ٍة م ْ
ُط َل ًقا ِبَأ َح ِد ِه َما َك َذل َِك على ال َّت ِيي ِد ف ِ
ِيه َما ِب َغي ِْر ِربًا وقد عرّ فه علماء المذهب الحنبلي بأ ّنه: (هو ُم َبادَ َل ُة َعي ٍ
ْن أو َم ْن َف َع ٍة ُم َب َ
ض).َواَل َقرْ ٍ
المشتري أو العميل :من أهم أركان البيع حيث تعكف الشركات التجارية على توفير منتجات تغطي احتياجات ●
العمالء لذلك عملية إقناعه بالشراء تتطلب مهارات تسويقية من مندوب المبيعات أو البائعين.
توافر المنتج أو الخدمة :البد من تقديم منتج مطابق للمواصفات القياسية ،يتضمن الكثير من المزايا التي تحفز ●
المشتري على اإلقبال على امتالك المنتج ،باإلضافة إلى بناء رابط قوي بين البائع والمشتري من خالل
الخدمات المقدمة له قبل وبعد البيع.
تحديد المكان :يجب على الباعة عرض منتجاتهم في مكان معروف ،مثل المحال التجارية أو من خالل المتاجر ●
اإللكترونية المنتشرة على شبكة اإلنترنت ،مع الحرص على االستعانة بالحمالت الدعائية التي تساعد على
وصول المنتج ألكبر عدد من العمالء.
الزمان :يجب تحديد الفترة الزمنية المناسبة للطرفين لعرض المنتجات أو إلتمام عملية البيع ،مع الحرص على ●
تقديم المنتج وذكر مواصفاته بطريقة جذابة تساعد المشتري على اتخاذ قرار الشراء.
أقسام البيع
تنقسم أشكال البيع إلى قسمين ،وهي على النحو اآلتي:
● بيع المقايضة
وهو شك ٌل يقتضي مبادلة عين بعين ،وال وجود للنقود في هذا النوع من البيوع؛ وبشكل أبسط هو مبادلة سلعة بسلعة.
● الخمر
فهي محرمة والتجارة بها كذلك.
● الميتة والخنزير
كما أن أكلها محرم فبيعها واالتجار بها كذلك.
● الكالب
ثبت في السنة النبوية الشريفة أن ثمن الكلب منهي عنه.
● الثمر قبل بدو صالحه أو الزرع قبل اشتداد ح ّبه
يحرم بيع الثمار قبل نضوجها أو ظهورها لكون ذلك من باب الجهالة ،فال يعلم أحد إن كانت ستنمو أصال وهل ستكون
صالحة أم ال.
أمّا من حيث الخصوص فقد ا ّتفق الفقهاء على أنّ عقد التبرّ ع تعتريه األحكام الخمسة ،ومن األمثلة على ذلك الوصيّة ،فهي
واجبة إذا كانت لتدارك فريض ٍة فاتت صاحبها؛ كالزكاة ،وتكون مستحب ًَّة بحدود الثلث إذا
ً نو ٌع من عقود التبرّ ع ،فتكون
ومن هذه األنواع ما يكون تبرُّ عا ً بعين؛ كمن يهب سيّارته لفالن ،ومنها ما يكون تبرُّ عا ً بمنفعة؛ كمن يهب غيره منزله
ليسكنه مدّة شهر ،ومنها ما يكون في الحال؛ كمن يهب سيّارته لغيره في الحال ،أو مؤجَّ الً؛ كمن يهب من راتبه لفالن في
ونذكر أبرز أنواع عقود التبرعات على سبيل المثال ال الحصر فيما يأتي:
● الوقف
مال أو منفع ٍة بقطع التصرّ ف بها من الواقف وغيره مع بقاء عينها على وج ٍه مباح شرعا ً أو بصرف ريع
الوقف هو حبس ٍ
الوقف في وجوه الخير والبرّ واإلحسان لوجه هللا -تعالى ،-وهو مندوبٌ ومستحبٌّ من حيث األصل عند جمهور الفقهاء،
ِين آ َم ُنوا َأ ْن ِفقُوا مِنْ َط ِّي َبا ِ
ت َما َك َس ْب ُت ْم َو ِممَّا أل ّنه يفيد اإلنفاق في وجوه الخير ،ودليل استحبابه قول هللا -تعالىَ ( :-يا َأ ُّي َها الَّذ َ
● الصدقة
ٌ
مشروعة ومستحبّة في األصل؛ مال أو منفع ٍة دون مقابل على وجه التقرّ ب إلى هللا -سبحانه ،-وهي
الصدقة هي تمليك ٍ
ً
وإغاثة للملهوف ،وقد ثبت فيها العديد من ً
وإعانة للفقير والضعيف والعاجز، ألنّ فيها شكراً هلل -تعالى -على نِعمه،
● الهبة
مقابل ،وهي مشروعة في القرآن والسنة واإلجماع ،ومن ذلك قول هللا -تعالىَ ( :-فِإنْ
ٍ مال في الحال دون
الهبة هي تمليك ٍ
طِ ب َْن َل ُك ْم َعنْ َشيْ ٍء ِم ْن ُه َن ْفسًا َف ُكلُوهُ َه ِنيًئ ا َم ِريًئ ا)،ومن ذلك ّ
حث النبي -صلى هللا عليه وسلم -على الهدية ،وقد تعتريها
األحكام الخمسة كما أوضحنا سابقاً ،فقد تكون مكروهة إذا قصد الواهب بفعله الرياء ،وقد تصبح محرَّ ً
مة إذا كان فيها
ٌ
إعانة على الظلم. ٌ
معصية أو رشوةٌ أو
● الوصية
عين أو منفع ٍة إلى ما بعد الموت تبرُّ عاً ،وقد تكون مطلقة؛ كمن يوصي لفالن بمنفع ٍة دون تقييد ذلك
ٍ الوصية هي تمليك
لفالن بكذا ،وقد تكون مقيّدة؛ كمن يوصي لفالن بشي ٍء إن مات في مرضه هذا في بلدة كذا،
ٍ بشي ٍء محدّد ،فيقول :أوصيت
وتعتري الوصية األحكام الخمسة ،وقد ت ّم بيان ذلك في مبحث حكم عقود التبرعات
أساس العمل فهي شركة أعمال أو أبدان ،أمّا إذا قامت على الضمان فهي شركة وجوه ،وفي حالة اجتماع المال والعمل
شركة المفاوضة :المفاوضة في اللغة مشتقة من التفويض بمعنى ر ّد األمر إلى جهة أخرى ،واالشتراك في ك ّل شيء ،أو
هي من المساواة.
المسل َميْن الحُرَّ يْن البالغيْن لتساويهما في أهلية جميع التصرّ فات ،وهي جائزة عندهم ،ووجه جوازها االستحسان ،وإن كان
القياس يقتضي عدم جوازها؛ لتضمّنها الوكالة بمجهول وك ّل ذلك فاسد بانفراده ،كما أنّ الناس يتعاملون بها من غير إنكار
من زمن الرسول إلى يومنا هذا ،فيكون هذا إجماعا ً سكوتياً.
ب -عند المالكية :هي أن يطلق ك ّل واحد منهما التصرّ ف لصاحبه في المال الذي اشتركا فيه ،في الغيبة والحضور والبيع
والشراء والكراء واالكتراء ،سواء كان اإلطالق في جميع األنواع أو في نوع خاصّ ،ولذلك سمّيت مفاوضة ،وهي
مشروعة على هذه الصفة بشرط أن يكون التصرّ ف بيد المسلم إذا كان مشاركا ً لكافر ،رغم أنّ ذلك يُسقط شرط المساواة
ت -عند الشافعية :هي االشتراك بين اثنين أو أكثر ليكون بينهما كسبهما ،وعليهما ما يعرض من غرم ،سواء كان بغصب
أو إتالف أو بيع فاسد وغير ذلك ،وهم يمنعونها أل ّنها تتضمّن الغرر المنهي عنه ،كما أ ّنها تتضمّن الكفالة بمجهول،
والكفالة بالمجهول ال تصحّ ،كما أ ّنها تتضمّن الوكالة بمجهول الجنس ،وذلك ال يص ّح مع االنفراد.
ث -عند الحنابلة :المفاوضة تكون على صورتين :إحداهما أن يشتركا في جميع أنواع الشركة ،مثل أن يجمعا بين
شركات العنان والوجوه واألبدان ،وهذه جائزة؛ ألنّ ك ّل نوع منها يص ّح على انفراده فص ّح مع غيره ،والثانية أن يدخال
بينهما في الشركة االشتراك فيما يحصل لك ّل واحد منهما من ميراث أو يجده من ركاز أو لقطة ،ويلزم ك ّل واحد منهما ما
يلزم اآلخر من أرش جناية وضمان غصب وقيمة متلف ،وغرامة الضمان أو كفالة ،وهذه غير جائزة.
شركة العنان :العنان في اللغة مشتق من عنّ يعنّ إذا ظهر أمامك ،وذلك لظهور مال ك ّل واحد منهما لصاحبه ،وقيل هي
مشت ّقة من المعا ّنة وهي المعارضة ،لمعارضة ك ّل واحد منهما صاحبه بمال ،وعملُه فيه مثل عملِه بيعا ً وشراءً.
أ -عند الحنفية :هي أن يشارك صاحبه في بعض األموال ال في جميعها ،ويكون ك ّل واحد منهما وكيالً عن صاحبه في
التصرّ ف في النوع الذي عيّنا من أنواع التجارة ،أو في جميع أنواع التجارة إذا عيّنا ذلك أو أطلقا ،ويبيّنان قدر الربح،
وهي جائزة عندهم باتفاق؛ أل ّنها تقتضي الوكالة في التصرّ ف عن ك ّل واحد منهما لصاحبه ،والتوكيل صحيح شرعا.
ب -عند المالكية :هي أن يشتركا على أن ال يطلق ك ّل منهما التصرّ ف لصاحبه ،بل الب ّد من حضرتهما وموافقة ك ّل منهما
لآلخر ،أو هي االشتراك في نوع خاصّ من أنواع التجارة ،وهي جائزة عندهم وصحيحة في الحالتين.
ت -عند الشافعية :هي اشتراك في مال لي ّتجرا فيه ،أو هي أن يشتركا في شيء خاصّ دون سائر األموال ،وهي صحيحة
على أن يعمل فيه أحدهما بشرط أن يكون له من الربح أكثر من ربح ماله ،وهي جائزة عندهم وصحيحة أيضاً.
االتفاق ،أو هي أن يشترك اثنان أو أكثر فيما يكتسبونه بأيديهم ،كالص ّناع يشتركون على أن يعملوا في صناعاتهم أو
يشتركوا فيما يكتسبونه من المباح كاالصطياد والنجارة والحدادة ،فهي غالبا ً ما تنعقد بين أصحاب الحرف ،وتعتمد هذه
الشركة على الجهد البدني أو الفكري ،وتسمّى أيضا ً شركة األبدان وشركة الصنائع ،وهي على نوعين أيضاً :مفاوضة
وعنان.
وذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى جواز التعامل بهذه الشركة بقسميها ،إالّ أنّ المالكية يشترطون
لذلك اتحاد الصنعة والمكان ،وذلك أل ّنها تتضمّن الوكالة ،وتوكيل ك ّل من الشريكين لآلخر بتقبّل العمل صحيح ،وصحّ ة
الوكالة وجوازها يد ّل على صحّ ة الشركة باألعمال ،ألنّ المشتمل على الجائز جائز.
أمّا الشافعية والظاهرية فيرون أنّ شركة األعمال بنوعيها غير جائزة ابتداءً ،فإن وقعت فإ ّنها تعتبر باطلة؛ أل ّنها تنطوي
على غرر كثير وجهالة ،إذ عمل ك ّل من الشركاء مجهول عند صاحبه ،كما أنّ عمل ك ّل واحد منهما ملك له يختصّ به،
ويبيعا بالنقد ،ويكون الربح بينهما على شرط ،فهي إ ّنما تقوم على االشتراك والتعامل في البيع والشراء ،نتيجة لما يتم ّتع
به الشركاء من الوجاهة وثقة التجّ ار بهم ،دون أن يكون هناك رأس مال للشركة من مال أو عمل ،وهي تص ّح مفاوضة
وعناناً.
وقد ذهب فقهاء المالكية والشافعية إلى عدم جواز شركة الوجوه ،وحجّ تهم في ذلك عدم وجود أصل للنماء كما في شركة
األبدان؛ ألنّ الشركة الب ّد أن تقوم على أحد أمرين :إما المال وإما العمل ،وكالهما معدوم في شركة الوجوه؛ فال تجوز
لهذا االعتبار ،كما أ ّنها تشتمل على الغرر؛ ألنّ ك ّل واحد من الشريكين عارض صاحبه بكسب غير محدود بصناعة وال
أمّا فقهاء الحنفية والحنابلة فقالوا إنّ شركة الوجوه جائزة؛ أل ّنها تتضمّن وكالة ك ّل من الشركاء لآلخر في البيع والشراء،
كما أ ّنها تتضمّن الكفالة بالثمن ،وكال األمرين جائز ،وهي أيضا ً تشتمل على المصلحة من غير مفسدة فلذلك تجوز.
رابعاً -شركات المضاربة:
بمال من أحد الجانبين والعمل من جانب آخر ،والعمل يكون بالتجارة ،والربح بينهما.
ٍ وهي عق ٌد على الشركة
والمضاربة ْبذ ُل ن ْفع بن ْفع ،فإنّ هذا بذ َل ن ْفع بدنه وهذا بذ َل ن ْفع ماله ،وهو عقد معونة وإرفاق يجوز بين المتعاقدين ما أقاما
عليه مختارين وليس بالزم لهما ،ويجوز فسخه لمن شاء منهما.
وهي تسمّى شركة القراض بلغة أهل الحجاز ،أل ّنها من القرض من صاحب رأس المال ،وتسمّى شركة المضاربة بلغة
يستحق الربح بعمله وسعيه ،ويطلق عليها أيضا ً شركة المعاملة ،ألنّ فيها عمل الشريك
ّ أهل العراق ،ألنّ المضارب
اآلخر.
وشركة المضاربة جائزة بإجماع العلماء ،وقد نقل هذا اإلجماع كثير من الفقهاء ،حيث قال ابن رشد الحفيد“ :وال خالف
بين المسلمين في جواز القراض ،وأ ّنه ممّا كان في الجاهلية فأقرّ ه اإلسالم”.
وقال الكاساني“ :وأمّا اإلجماع فإ ّنه روي عن جماعة من الصحابة أ ّنهم دفعوا مال اليتيم مضاربة ،منهم سيّدنا عمر وسيّدنا
عثمان وسيّدنا عليّ وابن مسعود… ولم ينقل أ ّنه أنكر عليهم من أقرانهم أحد ،ومثله يكون إجماعاً”.
والتوثيقات سواء كانت عقودا أو غيرها يقصد بها :الوسائل التي يستوفى منها الحق :كالضمان ،والكفالة ،والرهن ،أو
ويمكن تعريف التوثيقات من حيث اإلجمال بأنها :ما يؤكد الحقوق وااللتزامات ،ويثبتها على وجه :يصح االحتجاج به،
واالستناد إليه؛ ليرجع له عند التنازع والحاجة ،أو يستوفى منه الحق عند تعذر استيفائه من المدين.
والكالم هنا إنما هو في عقود التوثيقات التي يستوفى منها الحق سواء منها ما كان بمال كالرهن ،أو بذمة كالكفالة.
● أوال :حماية حقوق الناس ،وإغالق أبواب الحيل ،وسد ذرائع المنازعات وقطع أسباب الخصومات.
● ثانيا :في عقود التوثيق ،ما يبعث روح الطمأنينة لدى المتعاملين على حقوقهم ،ويدفع الريبة والشك بينهم ،مما
يشجع االستثمار ،ويفتح أبواب التعاون ،بين الناس؛ ألن من استوثق بحقه بكفالة ،أورهن ،أو غير ذلك اطمأن
عن السداد ،أو ماطل فإنه يمكن للدائن استيفاء حقه من الرهن بشروط ذلك ،أو الرجوع على الضامن أو الكفيل.
الضمان أو االلتزام :ضم ذمة الضامن إلى ذمة المضمون في التزام الحقوق المستحقة ،حاال أو مآال.
● الكفالة :ضم ذمة الكفيل إلى ذمة األصيل في المطالبة بنفس أو دين أو عين أو عمل ،وهذا التعريف لفقهاء
والمقصود بالكفالة في مقابلة الضمان الكفالة بالنفس .وإال فيطلق كل منهما على اآلخر.
● الحوالة :مأخوذة من التحويل وهي عقد يقتضي نقل دين من ذمة إلى أخرى ،وهي مستثناة – كما يقول بعض
الفقهاء – من بيع الدين بالدين .وذلك للحاجة إليها فكثيرا ما يكون المدين مماطال ،يؤذي دائنيه بتسويفه ،أو
بمشاغباته وضيق ذات يده ،وربما كان له دين على آخر هو ألين عريكة ،وأحسن معاملة ،وأوفر رزقا ،فيرغب
دائنو األول في التحول إلى هذا توفيرا للجهد والوقت ،واتقاء ألخطار الخصومات ،وتحصيال لجزء من المال
عاطل ،يمكن أن تنمى به ثروة ،أو تسد به خلة .فرخص في الحوالة من أجل هذا وما شاكله ،إذ لو لم تشرع
خاتمة
باختتام هذه الفقرة ،نجد أن دراسة أقسام المعامالت المالية في اإلسالم تكشف عن وجود إطار شامل ومتكامل
يحكم العالقات المالية بطريقة تتوافق مع المبادئ والقيم اإلسالمية .فهذه األقسام ليست مجرد مبادئ نظرية ،بل
تعتبر دليالً على كيفية تطبيق مبادئ العدالة والتضامن والمساواة في االقتصاد اإلسالمي.
ومع ذلك ،تظل هناك تحديات تواجه تطبيق مبادئ المعامالت المالية اإلسالمية في العالم المعاصر ،مثل التوافق
مع األنظمة القانونية غير اإلسالمية وتحقيق الشفافية والرقابة الفعالة .ولذا ،يتطلب تعزيز هذه المبادئ التعاون
بين العلماء والمؤسسات المالية والحكومات لتطوير إطار قانوني واقتصادي يعزز تطبيق مبادئ المعامالت
في النهاية ،يمكن القول بأن فهم أقسام المعامالت المالية في اإلسالم وتطبيقاتها يعد مهمة حيوية لتحقيق االزدهار
االقتصادي واالجتماعي بطريقة تتماشى مع التعاليم اإلسالمية .ومن خالل تعزيز هذه المبادئ ،يمكن أن نساهم
جميعًا في بناء مجتمعات أكثر عدالة وتضام ًنا ،وتحقيق الرفاه واالزدهار للجميع