Professional Documents
Culture Documents
يؤدي
إلى المخاطرة وتشتيت البحث العلمي.
2ـ ولكي يؤدي الفرض العلمي في المنهج التجريبي دوره جيدا يجب أن يستوفي الشروط التالية من المالحظة
والتجربة العلميتين .قال غاستون باشالر{ :ان التجربة والعقل مرتبطان في التفكير العلمي فالتجربة في حاجة
الى ان تفهم والعقالنية في حاجة الى ان تطبق}.
3ـ كما يجب أن يكون الفرض قابال للتحقيق بالتجربة وخاليا من التناقض والتعارض مع حقائق ثابتة أكدها العلم
4ـ ذلك ألن العلم ضرب من المعرفة الممنهجة فهو يدرس الظواهر المختلفة من اجل الكشف عن قوانينها
5ـ وتاريخ العلم يؤكد ان اهم النظريات العلمية وضعها اصحابها باالعتماد على الفرضية كـ :نيوتن وغيره...
حيث كان يضع بحثه نصب عينيه دوما إذ انه كان كثير التأمل .لذا يقول كانط{ :ينبغي ان يتقدم العقل الى
الطبيعة ماسكا بيد المبادئ وباليد االخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ}.
6ـ ثم ان القواعد التي وضعها مل غير كافية نظرا لطابعها الحسي فهي بحاجة الى الحدس العقلي
7ـ فالطرق االستقرائية تفيد العالم وتجعله يقف على فهم الظاهرة ومعرفة عللها دون تجاوز الطابع الحسي لها
8ـ ولكن هذه الطرق ال يمكنها أن تحل محل الفرض العلمي فبدونه ال يقوم نشاط علمي وبدون عقل مفكر يجمع
بين الحوادث ال يحصل إدراك وال معرفة.
وعليه تبقى الفرضية من أكبر خطوات المنهج التجريبي فعالية وقد أكد غاستون باشالر على المعنى التكاملي
بين كل من الفرض والتجربة بقوله{ :الفرض الفاشل يساهم في إنشاء الفرض الناجح عن طريق توجيه الفكر}
10ـ يقول برنارد{ :إن الذين أدانوا استخدام الفروض أخطئوا بخلطهم بين اختراع التجربة ومعاينة نتائجها …
فمن الصواب أن يقول إنه يجب علينا معاينة التجربة بروح مجردة من الفروض ،ولكن البد
من الفرض عندما يتعلق األمر بتأسيس التجربة بل على العكس هنا البد أن نترك العنان لخيالنا}.
■ ـ حل المشكلة ( :الخاتمة)
ـ نستنتج أن الفرض العلمي يبقى المسعى األساسي الذي يعطي المعرفة العلمية خصوصيتها وخصوبتها.
ـ مجمل القول ان المعرفة العلمية يتكامل فيها الموضوع والمنهج وعلى حد تعبير جون المو{ :العلم بناء}
ـ واعتبر كلود برنارد الفرضية نقطة بداية لكل بحث تجريبي باعتباره :ـ أمرا عفويا يندفع إليه العقل البشري بطبيعته
ـ وتعبير عن عبقرية الباحث وشعوره الخاص ،وقدرته على تجسيدها في شكل قانون علمي.
ـ ويعترف كلود برنارد بدورها فيقول{ :ال توجد قاعدة لتوليد فكرة صحيحة في ذهن العالم إثر مالحظة من
المالحظات ولكن الفكرة إذا تولدت أمكننا أن نخضعها لقواعد دقيقة ال يستطيع المجرب أن يبتعد عنها}
ـ وعليه فالفرضية ضرورية ال يمكن إنكارها واستبعادها من البحث التجريبي سواء ثبت صحتها أو لم تثبت
ـ الن الفرض الخاطئ سيساعد على توجيه الذهن إلى فرض خاطئ وهكذا حتى نصل إلى الفرض الصحيح
الذي يبنى من خالله القانون.
ـ غير ان خطوات المنهج العلمي لم تكن مسالة واضحة المعالم بل غلب عليها الطابع الجدلي:
ـ فالموقف العقلي :تمسك بالفرضية ،اذ العلم عندهم ابداع . .واالبداع في حاجة الى الخيال
ـ والموقف التجريبي :الذي رفض الفرضية واقترح قواعد االستقراء.
ـ غير ان منطق التحليل كشف لنا عن عدم كفاية هذه القواعد
وتأسيسا على ذلك نستنتج انه :ال يمكن االستغناء عن الفرضية.