You are on page 1of 19

‫‪AL HIKMAH RESEARCH‬‬

‫‪& PUBLICATION CENTRE‬‬ ‫مجلة الشريعة اإلسالمية‬


‫‪Journal of Islamic Shariah‬‬ ‫العدد ‪ ،2‬الرقم ‪ ،1‬يوليو ‪2022‬‬
‫‪Volume 2 Number 1 2022‬‬ ‫‪e-ISSN : 2773-5915‬‬

‫ضوابط عمل المرأة في الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬


‫‪Parameters on Women’s Employment in Islamic Jurisprudence:‬‬
‫‪Concept and Reality‬‬

‫كبري حممد إدريس‪Kabir Mohammed Idris‬‬


‫‪International Islamic University Malaysia (IIUM),‬‬
‫‪muhammadkabeermb@gmail.com‬‬
‫بدر الدين حاج إبراهيم ‪Badruddin Hj Ibrahim‬‬
‫‪International Islamic University Malaysia (IIUM),‬‬
‫‪badruddin@iium.edu.my‬‬

‫ملخص‬
‫‪Article Progress‬‬
‫تدور هذه الورقة البحثية حول قضية مهمة وهي خروج املرأة للعمل؛ ضوابطها وحدودها‬
‫‪Received: 07 March 2022‬‬
‫‪Revised: 22 June 2022‬‬ ‫الشرعية‪ ،‬مع العلم أن األصل يف اإلسالم قرار املرأة يف البيت‪ ،‬وخروجها منه رخصة‬
‫‪Accepted: 18 July 2022‬‬ ‫بيوتكن‪}..‬مث استثنت بعض‬ ‫َّ‬ ‫نص على ذلك عموم قوله تعاىل{وقرن يف‬ ‫واستثناء‪ ،‬كما ّ‬
‫‪*Corresponding Author:‬‬ ‫النصوص اإلذن للمرأة أن خترج عند احلاجة‪ ،‬إال أنه خروج ليس على إطالقه‪ ،‬بل وضع‬
‫‪Kabir Mohammed Idris‬‬ ‫له الشرع شروطا وضوابط وحدودا‪ ،‬كل ذلك ليس من ابب التضييق كما يزعم املفرتون‬
‫‪International Islamic University‬‬
‫‪Malaysia (IIUM),‬‬ ‫واجلاهلون‪ ،‬وإمنا هو من ابب حفظ املرأة وصيانة لكرامتها وسدًّا ألبواب الفنت‪ ،‬ومن‬
‫‪muhammadkabeermb@gmail.com‬‬
‫هذه احلاجيات خروجها اليوم ابسم العمل يف امليادين العامة‪ .‬وسوف حتاول هذه الورقة‬
‫خصوصا‪ ،‬حبيث تب ّـّي ما‬
‫ً‬ ‫عموما وللعمل‬
‫ذكر الضوابط الشرعية خلروج املرأة من البيت ً‬
‫ينبغي على املرأة االلتزام به ومراعاته قبل خروجها للعمل واهليئة اليت ينبغي أن خترج هبا‬
‫مع ذكر صفات احلجاب الشرعي‪ ،‬مث تطرق الباحث إىل بعض الضوابط املتعلقة‬
‫بطبيعة العمل‪ ،‬ومن أهم النتائج اليت توصل إليها الباحث هي أن اإلسالم مل مينع املرأة‬
‫أن متارس مهنة العمل‪ ،‬و لكنه يف الوقت ذاته مل يرتكها مهال بل وضع هلا شروطا‬
‫وضوابط ينبغي عليها مراعاهتا‪ ،‬كما ينبغي على الزوج ومن له مسؤولية على املرأة بنتا‬
‫كانت أو أختا أن يتعهدها ابلنصيحة والتوجيه التذكري ابملسؤولية األساس؛ أال وهي‬
‫رعاية شؤون بيتها وحسن تربية أبنائها‪ ،‬بغرض التوفيق بّي الواجبات املنزلية و واجبات‬
‫العمل‪ ،‬وأن ال يهمل جانب على حساب جانب إن استطاعت إىل ذلك سبيال‪ .‬هذا‬
‫وقد اعتمد الباحث على املنهج االستقرائي يف مجع املادة العلمية من كتب الرتاث‪،‬‬
‫وتتبع اآلراء واألدلة حول املوضوع‪ ،‬مث استخدم املنهج التحليلي يف حتليل واملناقشة هذه‬
‫اآلراء‪ ،‬حىت استخرج برؤية العلمية حول املوضوع‪.‬‬
‫ مفهومها وحقيقتها‬:‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‬ 2

‫ عمل املرأة شروطه وحكمه يف الفقه االسالمي‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract

This research explored an important issue of control measures put


by Islam on women before leaving homes for public and private work.
The intention and motive of these restrictions is to preserve women and
maintaining their dignity. Also, these control measures are meant to block
doors of sedition. The paper explores the need for women to leaving
homes today in the name of working in public services and fields. This
paper will try to explore the legal control measures set by Islam for women
who want to leave homes for general issues and work related in public
spheres. The paper explores what women should abide by before going
out to work. Exploring characteristics of the garments they should put on
that are in line with the Islamic veil. Also, the researcher explored control
measures on the nature of work women should indulge in. one of the most
important findings of this research is that Islam did not prevent women
from practicing the profession of work, but rather set conditions and
control measures that should be observed by husband and those who have
a responsibility on women before leaving homes. People we live with
whether wives, daughters, or sisters, should be given advice, guidance and
reminders on the basic responsibilities they hold. It’s in their mandate to
take care of home affairs and to raise children. Women should hold works
that allows them to practice their domestic roles and work duties. And not
neglect one side at the expense of one side. The researcher relied on the
secondary source to collect scientific material from heritage books,
articles, tracking opinions and evidence of Islamic scholars, and then used
the analytical approach to analyze and discuss these data sources.

Keywords: Women’s Employment, Parameters, Conditions,


Rulings, Islamic jurisprudence
‫‪3‬‬ ‫كبري حممد إدريس‪ ،‬بدر الدين حاج إبراهيم‬

‫املقدمة‬
‫إن الكثري من البنوك التقليدية على املستويّي احمللي والدويل‪ ،‬أصبحت مقبلة على الصريفة‬
‫اإلسالمية من خالل مداخل كثرية تعددت أشكاهلا وأهدافها‪ .‬منها من فتح نوافذ وفروع‬
‫إسالمية‪ ،‬ومنها من بدأت بتوفري خدمات الصناديق االستثمارية متوافقة مع ضوابط الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومنها مصارف قامت بتوفري منتجات مصرفية إسالمية‪ ،‬بيعت جنبا إىل جنب‬
‫فروعا وإدارات متخصصة يف العمل املصريف‬
‫مع املنتجات التقليدية لديها‪ ،‬ومنها من فتح ً‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ومنها من رغبت يف التحول التدرجيي إىل املصرفية اإلسالمية‪ ،‬وفيه بعض‬
‫املصارف قررت التحول مرة واحدة إىل املصرفية اإلسالمية‪ .‬وفيه من املصارف من ختصص‬
‫يف تقدمي اخلدمات االستثمارية‪ ،‬ومصارف أخرى ركزت على خدمات التمويل اإلسالمي‪،‬‬
‫وجمموعة أخرى استهدفت قطاع الشركات‪ ،‬وأخرى استهدفت قطاع األفراد‪.‬‬
‫ومن هنا تعددت املداخل والطرق اليت سلكتها املصارف التقليدية سعيا منها ابلولوج إىل‬
‫عامل املصرفية اإلسالمية‪ ،‬عن طريق فتح نوافذ إسالمية ببنوكها‪ ،‬وغري ذلك من السبل املؤدية‬
‫هلا‪.‬‬

‫النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫العمل على حتسّي النظام البنكي ابجلزائر كرفع مستوى احلوكمة الشرعية لدى‬ ‫‪.1‬‬
‫للمؤسسات املالية يف اجلزائر‪ ،‬حىت يكسب ثقة الزابئن لوضع أمواهلم ومدخراهتم به‪.‬‬
‫إقرار النماذج النمطية للمنتجات املالية اإلسالمية بشكل كامل‪ ،‬أو إصدار‪ ،‬أو اعتماد‬
‫معايري شرعية من قبل هيئة الفتوى الوطنية‪ ،‬أو اهليئة الشرعية املركزية مستقبال‪ ،‬ابلتنسيق‬
‫مع جهة متثل احلكومة‪ .‬إن احلمد هلل حنمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه والصالة‬
‫والسالم على أشرف األنبياء سيدان حممد‪ ,‬سيد ولد آدم أمجعّي وعلى آله وأصحابه ومن‬
‫تبعهم إبحسان إىل أن يرث هللا األرض ومن عليها‪.‬‬
‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬ ‫‪4‬‬

‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن من بديع حكمة هللا تعاىل أن جعل النساء شقائق الرجال‪ ،‬ومن طبيعة وفطرة الرجل‬
‫هو القوة ومع هذا امليل إىل النساء‪ ،‬ومن طبيعة النساء وفطرهتا اللّي والضعف ومع هذا‬
‫امليل إىل الرجال‪ ،‬ولذلك وضع اإلسالم بعض املسؤوليات على الرجال فقط‪ ,‬وبعضها‬
‫على النساء فقط‪ ،‬وال يزاحم أحدهم على اآلخر‪ ،‬وبعض املسائل تركها الشرع العظيم‬
‫مشرتكة بّي اجلنسّي على وجه اإلابحة‪ ،‬ومن مسائل املشرتكة بّي الرجال والنساء قضية‬
‫ويتكسب فاملرأة كذلك‪ ،‬وقد أابح اإلسالم‬
‫ّ‬ ‫العمل‪ ،‬فكما أن الرجل مطلوب منه أن يعمل‬
‫للمرأة أن تسعى يف طلب الرزق بنصوص من الكتاب ومن السنة كقوله تعاىل‪{:‬هو الذي‬
‫جعل لكم األرض ذلوال فامشوا يف مناكبها وكلوا من رزقه}[امللك‪ ،]15 :‬وكذلك قوله عليه‬
‫الصالة والسالم "طلب احلالل فريضة"(أبو عبد هللا القضاعي‪،‬رقم‪ )1986،321،‬وهذا‬
‫ال فرق فيه بّي الرجل واملرأة‪ ،‬وقد يكون جهادا كما جاء يف حديث آخر "طلب احلالل‬
‫جهاد"(أمحد بن حنبل‪،‬رقم‪(437،1986،‬وقد ورد أن النساء يف زمن ما قبل النبوة ميارسن‬
‫بعض األنشطة االقتصادية كالتجارة واألعمال اليدوية وغري ذلك‪ ،‬مثل سيدتنا (خدجية‬
‫بنت خويلد‪ ،‬رضي هللا عنها‪ ،‬وأمساء بنت َمخْربة بن جندل‪ ،‬و(منشم) اليت كانت مشهورة‬
‫يف جاهلية ببيع العطور‪ ,‬وغريها من النساء‪ ،‬وبعد جميء اإلسالم‪ ،‬وبعثة النيب عليه الصالة‬
‫هلن حدودا وشروطا يف طلب‬ ‫والسالم‪ ،‬مل مينعهم من مواصلة ممارستهن ألعماهلن‪ ،‬بل وضع َّ‬
‫الرزق‪(.‬اخلوايل‪)2001،‬‬
‫ومبا أن اإلسالم صاحل لكل زمان ومكان‪ ،‬فمن أهم مقاصده حفظ النسب‪ ،‬ولتحقيق هذا‬
‫سدد اإلسالم كل الطرق املؤدية إىل اختالط النسب‪ ،‬ولذلك ملا انتشرت‬ ‫الغرض العظيم َّ‬
‫قضية مشاركة املرأة يف الوظائف الرمسية‪ ،‬وكثر حوهلا النقاش واجلدال بّي التحليل أو التحرمي‪،‬‬
‫فقد استنبط العلماء استنادا إىل قواعد الشريعة ومقاصدها؛ مجلة من الشروط والضوابط‬
‫لعمل ا ملرأة اليت ال بد من توافرها قبل خروجها ويف أثناء مهنتها فال بد على املرأة الراغبة‬
‫مباحا وإال فال جيوز هلا‪ ،‬من‬
‫يف العمل أن حتق ّقها وتلتزم هبذه الضوابط حىت يكون عملها ً‬
‫‪5‬‬ ‫كبري حممد إدريس‪ ،‬بدر الدين حاج إبراهيم‬

‫ابب سد الذرائع الفنت‪ ،‬ومن ابب محايتها ومحاية اجملتمع من الفساد األخالقي وضياع‬
‫األبناء والواجبات األصلية‪ ،‬وكذا إرساء ملبادئ العفة واحلياء وطهارة اجملتمع من الرذائل‬
‫ومساوئ األخالق‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫أن املسلمّي اليوم حباجة إىل مشاركة املرأة يف كثري من اجملاالت احلياة‪ ،‬ولذا تدور‬
‫مشكلة البحث حول ضرورية إبراز صورة اليت ينبغي للمرأة أن خترج فيها‪ ،‬وقد ذكر هذه‬
‫قائال‪( :‬وقد تلجئ الضرورة واحلاجة املرأة‬
‫الضرورية (األستاذ حيدر حممد كامل حب هللا)‪ً ,‬‬
‫للعمل خارج بيتها‪ ،‬وقد حيتاج اجملتمع خلروج املرأة للعمل‪ ،‬فعنئذٍ ينبغي ملن تؤمن ابهلل رابً‬
‫وابإلسالم ديناً ومبحمد صلى هللا عليه وسلم نبياً ورسوالً أن تتقيد أبحكام الشرع حىت‬
‫يكون خروجها للعمل خروجاً شرعياً يكافئها هللا عليه ابلثواب يف اآلخرة مع ما تعطى يف‬
‫الدنيا)‪( ,‬حيدر حممد كامل حب هللا‪ )2014 ،‬إضافة إىل قول الدكتور يوسف القرضاوي‬
‫يف مقالته‪( :‬ضوابط عمل املرأة) قائالً‪( :‬البد للمرأة إذا خرجت للعمل االلتزام ابحلدود اليت‬
‫رمسها االسالم وتلتزم ابلقيود الشرع والضوابط‪ ،‬كغض البصر واللباس شرع احملتشم‪،)....‬‬
‫القرضاوي‪2012) ،‬‬ ‫(يوسف‬

‫أمهية البحث‪:‬‬
‫سيقوم الباحث بذكر أمهية هذا البحث على النحو التايل‪:‬‬

‫‪ -‬وممكن أن تعاجل هذه الدراسة املشكلة التحرش واخليانة اليت توجه بعض اجملاالت العمل‬

‫بسبب عدم ارتباط بلباس الشرع‪.‬‬


‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬ ‫‪6‬‬

‫‪-‬إمكانية استفادة والة األمور والرؤساءاهليئات والشركات واملنظمات سواء احلكومية وغري‬

‫حكومية إبلزام النساء العامالت بلباس الشرع على وجه القانونية‪.‬‬

‫‪ -‬استفادة املرأة نفسها مبعرفة ماهلا من حقوق يف اخلروج إىل العمل وما عليها من واجبات‬

‫يف ظل العمل‪.‬‬

‫أهداف البحث‬

‫بيان املفاهيم اخلاصة ابلضوابط وحقيقته يف الشريعة اإلسالمية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫إبراز الضوابط والشروط اليت وضعتها الشريعة اإلسالمية خلروج املرأة إىل‬ ‫‪.2‬‬
‫ميدان العمل‪.‬‬
‫بيان طبيعة بعض األعمال املهنية لعمل املرأة وحكم الشريعة االسالمية فيه‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫مهجية البحث‬

‫سأتبع يف هذا البحث املنهج الوصفي القائم على االستقراء اعتماد على املصادر وذلك‬
‫ملناسبته ملوضوع الدراسة ونظرا لطبيعة البحث‪ ،‬وفق النهج اآليت‪:‬‬

‫املنهج االستقرائي‪ :‬سيستخدم الباحث املنهج االستقرائي يف تتبع األدلة‬ ‫‪.1‬‬


‫الشرعية املتعلقة خبروج املرأة من البيت للضرورايت واحلاجات‪.‬‬
‫املنهج الوصفي‪ :‬وذلك إبيعاب آراء فقهاء الشريعة وتقوميها تقوميا اتما‬ ‫‪.2‬‬
‫يتناسب مع الضوابط العامة للشريعة‪ ،‬واليت ختدم إشكالية البحث‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫كبري حممد إدريس‪ ،‬بدر الدين حاج إبراهيم‬

‫الدراسات السابقة‬

‫بعد البحث والنظر يف هذه املسألة حسب علمي والطالعي مل أجد أي الدراسة علمية‬
‫كتبت على املوضوع بذاته‪ ،‬إال واليت تطرقت لبعض اجلزئيات من املوضوع البحث‪ ,‬دون‬
‫أن تتحدث عن املوضوع بذاته‪ ،‬ومن بّي الدراسات اليت وقف عليها الباحث ما أييت‬

‫ومن أحباث املرتبطة بصلب املوضوع حبث لـ (طاهر حممد اببكر) بعنوان‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫عمل املرأة‪( :‬طاهر‪ )2011،‬تناول الباحث يف حبثه ثالثة فصول بعد فصل‬
‫التمهيدي‪ ،‬أما الفصل التمهيدي فهو عبارة عن املقدمة وتعريف العمل وبيان‬
‫حقيقة املرأة عند الشعوب األخرى كاليواننيّي والروم واهلنود وأهل الصّي‬
‫ومكانة املرأة عند اليهود والنصارى مث تطرق إىل مكانة املرأة يف اجلاهلية‬
‫ومعاملة الغرب مع النساء‪ ،‬وأما الفصل الثاين خصصه الباحث ابلكالم عن‬
‫املرأة يف اإلسالم وحقوقها وواجباهتا ودورها يف تنمية اجملتمع‪ ،‬وأما الفصل‬
‫الثالث فهو لبيان احلاجات والضرورايت عمل املرأة يف وقتنا احلاضر مث ينب‬
‫ال باحث أهداف عمل املرأة يف حتقيق املصاحل العامة كالتعليم والتطبيب‬
‫والتمريض والقابلة وغري ذلك من الضرورايت واحلاجات اجملتمع مث ختم‬
‫الباحث حبثه بكالم عن الضوابط والشروط اليت ال بد من توافرها‪ ،‬لكن‬
‫الباحث مل يتطرق ابلتفصيل عن الشروط احلجاب املرأة وحقيقته وسوف‬
‫يضيف هذ البحث عن الكالم عن الشروط احلجاب املرأة وحقيقته‪.‬‬
‫قامت الباحثة (سناء احلنيطي) بدراسة عن هذا املوضوع بعنوان‪" :‬الضوابط‬ ‫‪.2‬‬
‫الشرعية لعمل املرأة يف اإلعالم املرئي"(سنا احلنطي‪ )1520،‬وهو عبارة عن‬
‫مقالة العلمية وتناولت عدة نقاط املهمة حيث بدأت الباحثة بذكر مفهوم‬
‫الضابط وذكرت نصوص من الكتاب والسنة املتعلقة مبشروع عمل املرأة‪ ،‬مث‬
‫تطرقت عن احلرية املساواة‪ ،‬وكان من أهداف هذه الدراسة هو تسليط الضوء‬
‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬ ‫‪8‬‬

‫على قضية املرأة يف جمال معّي وهي جمال اإلعالم املرئي ومدى مشروعية‬
‫هذا العمل‪ ،‬مث بينت ضرورية يف جمتمع اليوم من انحية الدعوة واإلرشاد وأن‬
‫اإلعالم جزء من وسائل الدعوة االسالمية‪ ،‬مث يف األخري اختتمت الباحثة‬
‫بذكر الضوابط الشرعية اليت البد للمرأة أن حتافظ عليها يف هذا اجملال‬
‫بصورة جمملة‪ ،‬وسوف يضيف هذا البحث ببيان عن صفات وشروط اللباس‬
‫املرأة الذي ينبغي أن خترج فيها‪.‬‬
‫وقد تطرق الباحث (ماهر حامد احلوايل)‪ ،‬عن هذا املوضوع ببحث عنوانه‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫"الضوابط الشرعية لعمل املرأة يف اجملال الصحي" وهذه املقالة تناول فيها‬
‫عدة من النقاط املهمة‪ ،‬حيث بدأ ببيان مفهوم عمل الصحي وحقيقة مشاركة‬
‫املرأة فيه وبيان حاجات اجملتمع اليوم والضرورية مشاركة النساء فيه‪ ،‬مث بّي‬
‫مشروعية عمل املرأة جملال الصحي‪ ،‬وبّي شروط الرتخيص هلا‪ ،‬وقد تطرق يف‬
‫هناية حبثه عن الضوابط العمل املرأة جملال الصحي‪ ،‬إال أن الباحث كان تركيزه‬
‫عن اجملال الصحي فقط‪ ،‬ومل يتسع يف جماالت األخرى‪ ،‬وأما حبثي هذا سوف‬
‫يبحث عن ضوابط عمل املرأة عموما وعن صفات وشروط اللباس الذي‬
‫ينبغي للمرأة أن تلبسها عند اخلروج سواء للعمل أو للحاجات األخرى‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬ماهية الضابط‬


‫‪1-‬الضابط لغة‪ :‬مأخوذ من ضبط الشي أي يضبطه ضبط‪ :‬مبعين أي حيفظه حفظ بليغا أو حازما‪،‬‬
‫والضبط أي االتقان واإلحكام‪(.‬ابن املنظور‪)2010 ،‬‬
‫اصطالحا‪ :‬وقد عرف الفقهاء بتعريفات العدة ومل يتفق على تعريف واحد ومن هذه‬ ‫ً‬ ‫‪2-‬الضابط‬
‫التعريفات ما يلي‪:‬‬
‫التعريف األول‪ :‬عرف ابن عابدين وغريه‪ ،‬الضابط مبعىن القاعدة‪ :‬املعىن أمر يتناول مجيع اجلزئيات وهو‬
‫ما فصله الدكتور عبد الرمحن الكيالن والدكتور يعقوب الباحسّي‪(.‬يعقوب الباحسي‪)2011 ،‬‬
‫‪9‬‬ ‫كبري حممد إدريس‪ ،‬بدر الدين حاج إبراهيم‬

‫التعريف الثاين‪ :‬وعرف اإلمام السيوطي‪ ،‬والسبكي‪ ،‬وابن جنيم‪ ،‬أبن الضابط‪ :‬هو مجع فروع من ابب‬
‫واحد‪ ،‬وأما القاعدة هو مجع الفروع من أبواب شىت‪ ،‬وقد فرق بّي الضابط والقاعدة‪(.‬ابن النجيم‪،‬‬
‫‪)1999‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬مشروعية عمل املرأة‬


‫املرأة كالرجل يف اإلنسانية وكما جند كثريا من النصوص اليت تشري وترغب كال من الرجل واملرأة يف‬
‫العمل والسعي لطلب الرزق‪ ،‬جوز كثري من العلماء خروج املرأة للعمل مستندا للنصوص القرآنية‬
‫واحلديثية والعقلية وهي كاآليت‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬القرآن‬
‫قوله تعاىل‪{ :‬هو الذي جعل لكم األرض ذلوال فامشوا يف مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} [سورة‬
‫امللك‪]15 :‬‬
‫وقوله تعاىل‪{ :‬وقل اعملوا فسريى هللا عملكم ورسوله واملؤمنّي وسرتدون إىل علم الغيب والشهدة‬
‫فينبئكم مبا كنتم تعملون} [سورة التوبة‪]105 :‬‬
‫دلت هاتّي اآليتّي مبفهومهما على أن الشارع ترغّب الطرفّي من الرجال والنساء على السعي يف العمل‬
‫على وجه اإلابحة لسعادهتم والنظر يف مصاحلهم املناسبة لنفسية العامل وطبيعته ودرجة إبداعه؛ملا فيه‬
‫من أسرار النجاح ونيل السعادة واخلريات يف الدارين‪ ،‬حبيث جاءت يف سياق اآليتّي بلفظ العموم وهو‬
‫يشمال لرجال والنساء‪(.‬حنان عبد الرمحن‪)2017 ،‬‬
‫وقوله تعاىل‪{ :‬للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسنب} [سورة النساء‪ ]32 :‬وضحت‬
‫اآلية الكرمية على حق املرأة يف الشغل ألن معىن كلمة (اكتسب) أي طلب الرزق‪ ،‬وأن اإلسالم أابح‬
‫للمرأة طلب الرزق كما أابح ذلك للرجل‪ ،‬ومع ذلك ينبغي أن نراعي طبيعة وطاقة كال الطرفّي والقدرة‬
‫البدنية إكراما لكال اجلانبّي‪(.‬سنا احلنطي‪)2015 ،‬‬
‫اثنيًا‪ :‬من السنة‬
‫ومن السنة قوله صلى هللا عليه وسلم" إذا استأذنت امرأة أحدكم فال مينعها " (البخاري‪،2010 ،‬‬
‫رقم‪5238/‬و مسلم‪ ،2009،‬رقم ‪)442‬ويف هذا احلديث وغريه داللة على جواز املرأة أن خترج من‬
‫بيتها من أجل حاجاهتا كما أذن هلا الشرع‬
‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬ ‫‪10‬‬

‫اثلثًا‪ :‬املعقول‪ :‬وأما دليل املعقول فهو‪ :‬أن الشريعة جاءت لرفع احلرج‪ ،‬وبقاء املرأة يف البيت وعدم‬
‫خروجها حلوائجها الشخصية أو حوائج اجملتمع قد يؤدي إىل املشقة واملضيقة (صاحل العثيمّي‪)2014 ،‬‬
‫وقال تعاىل‪{ :‬وما جعل عليكم يف الدين من حرج} [سورة احلج‪]78 :‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬ضوابط عمل املرأة يف فقه اإلسالمي‪.‬‬
‫الضابط األول‪ :‬اإلذن من زوجها أو وليها‪( ،‬اخلوايل‪ )2001 ،‬واألصل يف اخلروج املرأة للسفر أن‬
‫مباحا كالتجارة‬
‫تكون يف صفحة وليها أو زوجها سواء كان السفر واجبًا كزايرة أهلها وأقارهبا‪ ،‬أم سفر ً‬
‫أو طلب العلم أو عمل لقوله صل هللا عيه وسلم " ال تسافر املرأة إال مع ذي حمرم وال يدخل عليها‬
‫رجل إال ومعها حمرم" (البخاري‪1422 ،‬هـ‪ ،‬رقم‪ ،1086:‬ومسلم‪ ،2009،‬رقم ‪)1338‬هذا‬
‫من انحية السفر أم إذا كان خروج املرأة مكرر كالطلب العلم أو عمل يرجع ذلك اتفاق مع الزوج‬
‫وحتتاج إىل إذن خاص‪( ،‬علي بن انيف‪ )2006،‬ومن حكمة هللا سبحانه وتعاىل جعل الرجال حامّي‬
‫للمرأة وملصلحتها وكرامتها‪ ،‬فالرجل مسؤول أمام هللا عن هذه الرعاية وهو داخل يف قوله تعاىل{الرجال‬
‫قوامون على النساء} [سورة النساء‪ ]34 :‬وكذا من هذه القوامة حىت يف العبادات وليس فقط يف‬
‫خروج املرأة للعمل حىت الصالة يف املسجد تستأذن زوجها أو وليها يف رغبتها للذهاب إىل املسجد‬
‫لقوله صلى هللا عليه وسلم‪“ :‬اذا استأذنت امرأة أحدكم إىل املسجد فال مينعها" (النسائي‪)2001 ،‬‬
‫ويل هلا‪ ،‬ولو خرجت من‬‫وقد ترك الشرع أمر خروج املرأة من بيتها بيد الرجل سواء زوجها أو من هو ّ‬
‫دون إذن زوجها ورضاه تكون املرأة مقتحمة حلق زوجها‪.‬‬
‫الضابط الثاين‪ :‬اللباس الشرعي؛وأن تسرت مجيع جسدها إال الوجه والكفّي وهو حمل خالف عند‬
‫الفقهاء؛ أما ما عدا الوجه والكفّي‪ ،‬فقد اتفقوا على وجوب تغطيته‪(.‬عدانن بن ضيف هللا‪)2007،‬‬
‫وهذا يلزم وجوب احلجاب الشرعي‪ ،‬ونذكر هنا صفة احلجاب املطلوب على النحو التايل‪:‬‬
‫‪-1‬استيعاب جلميع جسد كله إىل ما رخص عنه كالوجه والكفّي وهو حمل خالف بّي الفقهاء‪(.‬عدانن‬
‫بن ضيف هللا‪ )2007 ،‬وقال تعاىل‪{ :‬أييها النيب قل ألزواجك وبناتك ونساء املؤمنّي يدنّي عليهن‬
‫من جالبيبهن} [سورة األحزاب‪]59 :‬‬
‫‪ -2‬وجيب أن يكون صفيقا ألن الشفاف ال يسرت ما حتته لقوله صلى هللا عليه وسلم (صنفان من أهل‬
‫النار مل أرمها‪ ،‬قوم معهم سياط كأذانب البقر يضربون الناس‪ ،‬ونساء كاسيات عارايت‪ ،‬مميالت مائالت‬
‫رؤوسهن كأسنمة البخت املائلة‪ ،‬ال يدخلن اجلنة وال جيدن رحيها" (الطرباين‪،‬رقم‪1414 ،224،‬ه) وقال‬
‫‪11‬‬ ‫كبري حممد إدريس‪ ،‬بدر الدين حاج إبراهيم‬

‫الذهيب يف شرح احلديث "وقد وصف النيب عليه الصالةوالسالم اللوايت يلبسن من الثياب الشيء اخلفيف‬
‫الذي يصف وال يسرت فهن كاسيات ابالسم عارايت يف احلقيقة"‪(.‬الذهيب‪ ،‬رقم ‪)368‬‬
‫وهؤالء النساء املذكورين يلبسن ثيااب ال تسرت عوراهتن بل تزيدهن فتنة للرجال‪ ،‬وقد ثبت عن أم املؤمنّي‬
‫عائشة رضي هللا عنها‪ ،‬ملا رأت حفصة بنت عبد الرمحن بنت أيب بكر خبمار رقيق يشف عن جبينها‬
‫فشقته عا ئشة‪ ،‬وقالت‪ ":‬أما تعلمّي ما أنزل هللا يف سورة النور مث دعت خبمار فكستها"‪ ،‬فهذا دليل‬
‫على أن املرأة إذا لبست ثواب شفاف مل تسرت نفسها ومل تعمل أبمر رهبا يف قوله تعاىل‪{ :‬وليضربن‬
‫خبمرهن على جيوهبن} [سورة النساء‪ ]31 :‬وروي عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪" :‬أن اخلمار ما‬
‫وارى البشرة والشعر" (البيهقي‪1410،‬ه) ولذلك جيب أن يكون ساترا للعورة وليس موصفا للبشرة‬
‫وال صفيقا قال األلباين‪":‬والذي ذهب عليه العلماء هو وجوب سرت العورة مبا ال يصف لون البشرة من‬
‫ثوب صفيق أو جلد أو رق فإن سرت مبا يظهر فيه لون البشرة من ثوب رقيق مل جيز ألن السرت ال حيصل‬
‫بذلك" (األلباين‪1413،‬ه)‬
‫‪ -3‬أن يكون واسعا فضفاضا غري ضيق‪ ،‬ومن صفة لباس املرأة املسلمة أن يكون واسعا غري ضيق‪،‬‬
‫وهلذا الغرض العظيم ما روى عن أسامة بن زيد رضي هللا عنه أنه قال‪ ":‬كساين رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكليب‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مملخ ملْ تلبسها‬
‫قلت كسوهتا امرأيت‪ ،‬فقال رسول هللا ُمرها فلتجعل حتتها غالة فإين أخاف أن تصف حجم عظمها"‬
‫(أمحد بن حنبل‪،‬رقم‪21836،1432‬ه) فيه دليل على أن لباس املرأة جيب أن يكون واسعا وال يصف‬
‫شيئا من جسدها لسد ابب الفتنة‪(.‬األلباين‪ )1413،‬وروي عن أم جعفر بنت حممد بن جعفر أن‬
‫فاطمة بنت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قالت‪":‬اي أمساء إين قد استقبحت ما يصنع ابلنساء أن‬
‫يطرح على املرأة الثوب فيصفها فقالت أمساء‪ :‬اي ابنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أال أريك شيئا‬
‫رأيته ابحلبشة؟ فدعت جبرائد رطبة فحنتها مث طرحت عليها ثواب فقالت فاطمة‪ :‬ما أحسن هذا وأمجله‬
‫تعرف به املرأة من الرجل‪ .‬فإذا مت أان فاغسليين أنت وعلى وال يدخل علي أحد فلما توفيت غسلها‬
‫علي وأمساء رضي هللا عنهما"(البيهقي‪)1344 ،‬انظر يف هذا احلديث إذا كانت فاطمة بنت رسول هللا‬
‫وقبحا‬
‫صلى هللا عليه وسلم تكره أبن يصف الثوب املرأة جسمها وهي ميتة فمن ابب األوىل أشد كراهة ً‬
‫أن يصفها وهي حية‪( .‬األلباين‪)1413،‬‬
‫‪-4‬أال خترج بلباس مطيب مبخر‪ ،‬وقد ورد النهي يف تطييب املرأة يف حال خروجها ملا روي عن زينب‬
‫الثقفية أن النيب صلى هللا عليه وسلم قال‪ " :‬إذا خرجت إحداكن إىل املسجد فال تقربن طيبا " (أبو‬
‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬ ‫‪12‬‬

‫عوينة‪ ،1422،‬رقم‪ )1419‬وقال رسول هللا عليه الصالة والسالم من حديث أيب موسى األشعري‬
‫قال‪ :‬أميا امرأة مرت على قوم فوجدوا رحيها فهي زانية "أبو داود‪،)4173(،‬الرتمذي‪،‬‬
‫(‪،)2786‬النسائي‪ ،)5126(،‬ويف هذه األحاديث وغريها داللة على حترمي خروج املرأة معطرة لكي‬
‫ال حترك شهوة الرجال‪ ،‬وقال ابن دقيق العيد‪ :‬حرم على املرأة التطييب عند اخلروج إىل املسجد لتحريك‬
‫داعية الشهوة عند الرجال‪ ،‬إذا كان النهي يف املسجد الذي أمران هللا سبحانه أن أنخذ زينتنا عند إتيانه‬
‫وهو لفظ عام يشمل الذكور واإلانث‪ ،‬ومع ذلك خصص النهي عن تطييب للمرأة‬
‫‪(alnasiha.net2021).‬‬
‫الضابط الرابع‪ :‬ويلزم عليها أن خترج يف صورة اليت ال تؤدي إىل الفتنة‬
‫ؤمنة يف دينها وعرضها سواء يف طريقها أو يف حمل العمل‬ ‫يف حالة خروج املرأة للعمل جيب أن تكون ُم ّ‬
‫حىت ال تتعرض للفتنة أو أي أذى‪ ،‬وأن ال يُفنت غريها هبا‪(alnasiha.net2021) ،‬ألن ابب الفتنة‬
‫واسع وقد جاءت النصوص الكثرية لسد ذرائع مظنة لدفع الشر والفساد‪ ،‬لقوله تعاىل {أييها الذين‬
‫ءامنوا ال تتبعوا خطوات الشيطان} [سورة النور‪]21 :‬وقد حرم هللا سبحانه وتعاىل اتباع طرق الشيطان‬
‫ومسالكه إلغالق ابب الشر والفتنة‪ ،‬فعن أم سلمة رضي هللا عنها قالت‪( :‬أن النساء يف عهد رسول‬
‫كن إذا سلمن من املكتوبة قمن وثبت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم و من‬ ‫هللا صلى هللا عليه وسلم ّ‬
‫صلى من الرجال ما شاء هللا فإذا قام رسول هللا قام الرجال" (النسائي‪ ،2009،‬رقم ‪ ،)1332‬وإذا‬
‫كان هذا يف زمن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؛ ففي هذا الزمان من ابب أوىل لسد ثغرة كل األبواب‬
‫اليت تؤدي إىل الفتنة‪ ،‬وقد ثبت يف عهد النيب عليه الصالة والسالم أن رجال أراد خروج للقتال وامرأته‬
‫تريد أن تؤدي ركن من أركان اإلسالم وهو احلج فقال له رسول هللا صلى هللا عليه والسالم "اخرج معها‬
‫وفضل النيب عليه الصالة والسالم‬
‫ال تسافر املرأة إال ومع ذي حمرم" (مسلم‪ ،2009 ،‬رقم ‪ّ )1338‬‬
‫مرافقة زوجته عن اجلهاد‪ ،‬وإذا كان خروج املرأة إىل العمل قد تتعرض ألي نوع من اإليذاء أو تفنت‬
‫غريها يف حال عدم حتقق األمن فال جيوز هلا ذلك‪.‬‬
‫الضابط اخلامس‪ :‬وأن ال يشبه لباسها ابللباس الكفار‪ ،‬وهذا عام يشمل النساء والرجال على عدم‬
‫التشبه ابلكفار يف عباداهتم ويف أعيادهم و أزايئهم اخلاص هبم وقد جاء اإلسالم بضرورة متييز لباس‬
‫املرأة عن غريه مث شرع للمسلمّي اللباس الذي يسترتون به‪ ،‬وحرم على أهل اإلسالم أن يتشبهوا ابلكفار‬
‫يف كل شيء ويف اللباس خاصة‪ ،‬واللباس الذي جاء به اإلسالم يضفي السرت واحلشمة على صاحبه‪،‬‬
‫ويف املقابل من ذلك قد حذر املسلمّي من التشبه ابلكفار‪ ،‬قال النيب عليه الصالة والسالم "من تشبه‬
‫‪13‬‬ ‫كبري حممد إدريس‪ ،‬بدر الدين حاج إبراهيم‬

‫بقوم فهو منهم " (أيب داود‪ ،‬رقم‪)4031،1990 ،‬ويف هذا احلديث مسألتّي؛ املسألة األوىل التشبيه‬
‫ابلكفار وهو عام بّي الرجال والنساء‪ ،‬واملسألة الثانية تشبه املرأة ابلرجال وهو حمل الشاهد‪ ،‬وهو تشبه‬
‫النساء ابلرجال أو العكس‪ ،‬وقد استنبط العلماء من هذا احلديث ضابطا من الضوابط اليت ينبغي على‬
‫املرأة مراعاهتا يف لباسها قبل أن خترج من العمل أن ال يشابه لباس الكافرات وال لباس الرجال ألن من‬
‫هذا القيد حرص عليه اإلسالم حفاظا على مراتب الرجال ومراتب النساء وتنزيلهم على منازل اليت‬
‫أنزهلا هللا وهذا حسن عقليًا وشرعيًا‪ ،‬ومن أضرار التشبيه اليوم وعدم اعتبار املنازل والذي سبب االختالط‬
‫الساقط وذهب ابلغرية الد ينية واملروءة اإلنسانية واألخالق احلميدة وحل حمله خلق الرذيلة ‪( .‬عبد‬
‫الرمحن السعد‪)2015 ،‬‬
‫الضابط السادس‪ :‬أال ختتلط ابلرجال‪ ،‬وهنا يذكر الباحث أنواع االختالط وحكمه‪:‬‬
‫‪-1‬اختالط املرأة مع الرجل األجنيب لغرض الفساد‪ ،‬وهذا النوع من االختالط الخالف يف حترميه لورود‬
‫النصوص من الكتاب والسنة يف النهي عنه‪.‬‬
‫‪-2‬اختالط املرأة مع حمارمها من الرجال كاألب واالبن واألخ وال خالف بّي أهل العلم يف جواز ذلك‬
‫على حدود الشرع‪.‬‬
‫‪ -3‬اختالط النساء مع الرجال األجانب يف دور العلم واحلوانيت واملكاتب‪ ،‬ويف السيارات العمومية‬
‫واملستشفيات وما أشبه ذلك‪( .‬حنان عبد الرمحن‪)2017،‬‬
‫وقد أجاب الدكتور القحطاين حيث قال‪" :‬أن هللا خلق فطرة الرجال على القوة وامليل إىل النساء‪،‬‬
‫وخلق فطرة النساء على اللّي والضعف وامليل إىل الرجال وإذا اختلى كال طرفّي‪ ،‬قد يؤدي إىل حدوث‬
‫غرض سيء وكان الشيطان اثلثهما كما أشار إىل ذلك احلديث؛ وألن النفس أمارة ابلسوء كما قال‬
‫تعاىل‪{ :‬إن النفس ألمارة ابلسوء} [سورة يوسف‪]53 :‬والشريعة اإلسالمية مبنية على املقاصد‬
‫والوسائل املوصولة إىل املقاصد‪ ،‬من أجل سد الذريعة إىل الفساد؛ منع كل الطرق املؤدية إىل تعلق‬
‫الرجال ابلنساء‪ ،‬وإذا حرم شرع شيئا حرم الطرق واألسباب والوسائل املوصولة إليه"‪ ،‬وملا حرم هللا تعاىل‬
‫الزان حرم االقرتاب إليها" حيث قال‪{:‬وال تقربوا الزان إنه كان فاحشة وساء سبيال}[سورة اإلسراء‪:‬‬
‫‪] 32‬ومن األحاديث اليت جاءت ابلتحذير عن مثل هذه احلاالت؛ حديث ابن أسيد األنصاري عن‬
‫أبيه أنه مسع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول وهو خارج املسجد فاختلط الرجال مع النساء يف‬
‫الطريق فقال‪ :‬للنساء "استأخرن فإن ليس لكن أن حتققن الطريق عليكن حبافات الطريق فكانت املرأة‬
‫تلصق ابجلدار حىت أن ثوهبا ليتعلق ابجلدار للصوقها به" (أبو داود‪ ،2009،‬رقم‪ )1413‬ويف هذا‬
‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬ ‫‪14‬‬

‫احلديث وغريه من النصوص واضحة البيان يف إنكاره عليه الصالة والسالم على النساء الاليت يزامحن‬
‫الرجال يف الطريق فإذا كان هذا يف الطريق فما حال االختالط املوجود يف األسواق واحملالت ويف بعض‬
‫املكاتب واملستشفيات‪ ،‬ولذلك ينبغي للمرأة املسلمة إذا خرجت من بيتها أن حترص غاية احلرص أال‬
‫تزاحم وال ختتلط مع الرجال‪(.‬إبراهيم حممد‪)2001،‬‬
‫الضابط السابع‪ :‬ان ال تظهر صوهتا للرجال‪ ،‬جند أن اإلسالم حرم كل الوسائل اليت تؤدي إىل احلرام‬
‫وحرم على النساء اخلضوع ابلقول عند الرجال األجانب ألنه مظنة الفتتاح ابب الفتنة كما قال‬
‫تعاىل‪{:‬اي نساء النيب لسنت كأحد من النساء ان اتقينت فال ختضعن ابلقول فيطمع الذي يف قلبه مرض}‬
‫[سورة األحزاب‪]32:‬وقد بّي سبحانه وتعاىل يف هذه اآلية الكرمية أن اخلضوع ابلقول جيعل الطمع يف‬
‫قلوب الذين عندهم مرض‪ ،‬واملرض هنا هو مرض الشهوات وهذا يلزم للمرأة أن تغض صوهتا وبصرها‬
‫يف حال خروجها للعمل كما جاء يف قوله تعاىل{وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن وحيفظن‬
‫فروجهن وال يبدين زينتهن اال ما ظهر منها}[سورة النور‪]31 :‬‬
‫خالصة ما سبق ذكره‪ ،‬ونظرا ملصلحة جمتمعات املسلمّي يف هذا الزمان قد يكون عمل املرأة واجب‬
‫يف بعض اجملاالت كالطب ومتريض والقابلة والتعليم وبعض اجملاالت املستثناة للمرأة أن تشارك فيها‪،‬‬
‫وأي امرأة تستطيع أن جتمع بّي وظيفتها األصلية وهي رعاية البيت جيوز هلا أن متارس مهنتها‪ ،‬فاستنبط‬
‫العلماء الضوابط اليت البد من مراعاهتا للعمل وأن تلتزم هبا وأي ضابط اختل من هذه الضوابط يعترب‬
‫أن عملها غري مقبول شرعا حىت وإن كانت فيه مصلحة األمة ألن حق هللا مقدم على املصلحة‪،‬‬
‫وابإلضافة أن هذه الضوابط ال تقتصر على املرأة العاملة فقط‪ ،‬بل هو جلميع نساء املسلمّي حال‬
‫خروجهن من البيوت‪ ،‬ألن الغرض من هذه الضوابط هو صيانة اجملتمع املسلم من أمراض الشهوات‬
‫وسد ابب الفتنة‪ ،‬ومن جهة أخرى يعد تكرميا للمرأة يف نفسها ويف عرضها‪ ،‬وإظهار لغرية املسلمّي‬
‫على نسائهم سواء كن زوجات أو غري متزوجات ‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬الضوابط اليت خيتص بطبيعة العمل‬
‫‪ -1‬أال يضطر شغلها إىل السفر‪ ،‬وهذا من اهتمام الشريعة اإلسالمية أبمور املرأة إذ أنه جعل ضابط‬
‫خروج املرأة ألي سف ر إال ومعها حمرم كما قال عليه الصالة والسالم "ال حيل المرأة تؤمن ابهلل واليوم‬
‫اآلخر أن تسافر يوما وليلة إال مع ذي حمرم" (أيب داود‪،‬رقم‪)2003 ،1724،‬وقد وضح هذا احلديث‬
‫بعدم جواز سفر املرأة إال مع حمرم هلا سواء زوجها أو أبوها أو أخوها وقد ساق العلماء الذين جوزوا‬
‫خروج املرأة أال يضطرها عملها للسفر لعموم لفظ احلديث‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫كبري حممد إدريس‪ ،‬بدر الدين حاج إبراهيم‬

‫‪-2‬جيب أن يكون العمل مشروع ومقبوال شرعا‪ ،‬وخاليا من معصية هللا فيه أو معيبًا مزرًاي تعري به‬
‫األسرة‪( ،‬اخلوايل‪ )2001،‬وطبيعة األعمال متنوعة وَمتلفة وخاصة يف هذا الزمن الذي كثرت فيه‬
‫الشركات التجارية واحملالت‪ ،‬وتفاوتت عقول الناس يف كسب املال بغض النظر عن حله أو حرمته‪،‬‬
‫والشريعة اإلسالمية بينت طرق كسب األموال عن طريق احلالل وهنت عن احملرمات واحملظورات‪ ،‬وهلذا‬
‫توجب على املرأة اليت تريد كسب األموال بعد توفري الضوابط املذكورة آنفا يف خروجا للعمل‪ ،‬أن تتحرى‬
‫أي أنواع العمل يكون مشروعا‪ ،‬وإذا كان غري مشروع جيب عليها االبتعاد عنه‪ ،‬لقوله صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪":‬فمن اتقى املشبهات استربأ لدينه وعرضه" (البخاري‪ ،1422 ،‬رقم‪)1599،‬‬
‫‪-3‬أن ال يؤدي إىل تضييع واجباهتا األساسية‪( ،‬اخلوايل‪ )2001 ،‬وكما ذكرت يف املبحث السابق أبن‬
‫املرأة هلا واج بات أساسية اليت خلقها هللا من أجلها وهي مطابقة لطبيعتها الفطرية وطلب منها أداءها‬
‫على أحسن وجه‪ ،‬مث أابح بعض العلماء جبواز مشاركتها يف الوظائف العامة ابلشروط والضوابط‬
‫املذكورة‪ ،‬وبعد وجود العمل املشروع شرعا جيب أال يتعارض مع واجباهتا األولية ومن ذلك فال جيوز‬
‫للمرأة أن تعمل لساعات طويلة اليت قد تؤدي إىل ضياع احلقوق اآلخرين كالزوج واألوالد‪( .‬اخلوال‪،‬‬
‫‪)1421‬‬
‫‪ -4‬جيب أن يكون العمل على حسب طاقتها البدنية‪( ،‬اخلوايل‪)2001 ،‬ألن هللا سبحانه وتعاىل جعل‬
‫القوة البدنية َمتلفة بّي الرجل واملرأة‪ ،‬حبيث أن األعمال الشاقة عادة تناسب شخصية الرجال لقدرهتم‬
‫البدنية وأما املرأة فال جيوز هلا أن تعمل مثل هذه األعمال وقد يسبب الضرر هلا كأعمال البناء أو‬
‫حدادة وغري ذلك من األعمال الشاقة‪ ،‬أو األعمال اليت ختالف طبيعة أنوثتها‪ ،‬ولذلك جيب أن يكون‬
‫العمل موافقا لطبيعتها اليت فطرها هللا عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال يؤدي إىل أضرار اجتماعية‪( ،‬سليمان عرفة‪ )1978،‬ومن طبيعة بعض الوظائف احلاق‬
‫الضرر للمجتمع وكل عمل يسبب الضرر للمجتمع فال جيوز هلا أن متارسه ألنه كما أوجب الشرع‬
‫مراعاة حق الزوج اخلاص كذلك حق اجملتمع‪.‬‬
‫ومما تقدم يتبّي أن الشريعة قد أابحتكسب الرزق احلالل مث بينت لنا النطاق والضوابط العامة وما‬
‫خيتص ابملرأة‪ ،‬خاصة يف طلب الرزق وألزمنا ابتباع احلالل وحذران عن احملرمات والشبهات لطلب‬
‫العيش‪ ،‬كما قال عليه الصالة والسالم‪" :‬إن احلالل بيـّن وإن احلرام بيـّن‪("...‬البيهقي‪)1344 ،‬‬
‫وبعدكون العمل مباحا ومشروعا جيب مراعاة األولوية فيه حىت ال تتعارض مع مسؤوليتها األساسية‪.‬‬
‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‪ :‬مفهومها وحقيقتها‬ ‫‪16‬‬

‫اخلامتة‬
‫لقد توصل الباحث من خالل هذا البحث إىل عدة نتائج وَمرجات‪ ،‬ومن أمهها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬من خالل مشروعية عمل املرأة؛ جند أن اإلسالم أابح للمرأة أن تعمل كما أابح ذلك للرجل‪،‬‬
‫ولكن كل حبسب قدرته وما يناسب خلقته‪ ،‬وكال الطرفّي مسؤول‪.‬‬
‫‪ -2‬أن اإلسالم ملا وضع للمرأة الشروط والضوابط يف مشاركتها للعمل يف األماكن العامة وألزمه ابللباس‬
‫تقديرا لشأهنا وصيانة لكرامتها ومراعاة لضعفها‬
‫الشرعي ليس من ابب اإلهانة أو التهمة‪ ،‬وإمنا من ابب ً‬
‫وطبيعة خلقتها‪.‬‬
‫‪-3‬أن القيود على املرأة يف بعض الوظائف دون غريها‪ ،‬فهذا مما يدل على رمحة اإلسالم وشفقته ابملرأة‬
‫ونظرا لكثرة املسؤوليات األساسية امللقاة على‬ ‫اعتبارا لفطرهتا وطاقتها اجلسمية ً‬‫وليس إذالالً هلا‪ ،‬بل ً‬
‫عاتقها‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫‪ . 1‬ضرورة قيام العلماء والدعاة على مجع وتوضيح األقوال يف املسائل املختلفة فيها بّي العلماء حىت‬
‫ال يقع الناس يف افراط وتفريط فيها‪ ،‬ما دام األمر قد اختلف فيه قدميا ففيه سعة‪.‬‬
‫‪ . 2‬كما يوصي الباحث املسؤولّي يف اإلدارات والشركات بتوجيهات وارشادات املوظفات ابلسرت‬
‫واحلجاب وابتعاد عن االختالط واخللوة‪ ،‬ومبراقبة املواظفّي واملوظفات من قبل اللجنة اخلاصة ابملراقبة‬
‫ملعاجلة التعدايت اليت تواجهها املرأة العاملة من التحرش واخليانة يف بعض احلاالت‪.‬‬
‫يوصي الباحث إباثر الدار اآلخرة على الدار الدنيا حبيث تلتزم املرأة العاملة مبسؤولية األساسية‬ ‫‪.3‬‬
‫يف البيت يف حالة عدم إمكانية اجلمع بّي العمل واملسؤولية األصلية‪.‬‬

‫‪References‬‬
‫‪Al-Qur’ān al-Karīm‬‬

‫‪AʿbdĀllah‬‬ ‫‪Bin‬‬ ‫‪Muḥammad‬‬ ‫‪BinAh-ḤmadĀldawiyšh‬‬ ‫)‪(1990‬‬


‫‪ZawādMasāiLĀlǧāhiliya.‬‬ ‫‪Taṣḥiyḥi:‬‬ ‫‪AʿbdĀlʿzeez‬‬ ‫‪Bin‬‬
‫‪AḥmadĀlmašhyqḥi Ṭ1. (Ālriyāḍ: DārĀlʿlyānLilnšhir ،Wā Al-‬‬
‫‪Wāltṣwiyr ،Wāltaǧliyd.‬‬
17 ‫ بدر الدين حاج إبراهيم‬،‫كبري حممد إدريس‬

Abu AʿbdLāllhAḥamd Bin Muḥammad Bn Ḥanbal Bin Halāl bin Assad


Ālšhaybāni (2001) MusnadĀlimāmAḥmad Bin Ḥanbal.
Ālmuḥaqiq: ŠhuʿaybĀl-Arnāwuṭ Ṭ1. (Barut: MuwassasatĀlrisālt.

Abu Auʿwānat, Yahʿqub BinIsḥāq BinIbrāhimĀlnaysāburiyĀlIsfrāyyiniy


(1998). MustaẖraǧAby Huʿwānt. Taḥqiyq: Iyman Bin
ʿĀrifĀldamšhqyṭ 1. (Barut: DāruĀlmaʿrifat.)

Abu Dāwud ،Sulaymān Bin Ālašuʿṯ Bin Isḥāq Bin Bašhir Bin Šhdād Bin
UʿmruwĀlzaydy,SunanAby Dāhud. Ālmuḥaqiq:
MuḥammadMuḥyiy-ĀldynAʿbd-Ālḥamyd(Barut:
ĀlmaktabatĀlʿṣryat)2009

Aʿdnān Bin ḌayfĀllahAʿbdĀlhādy (2007)


ḤakimAʿmlĀlmratFiyĀlfiqhuĀlIslāmiy. Ṭ1. Oʿmān-Ālrdan:
ĀlmaktabatĀlwaṭaniyat.

ĀLbāniy ،MuḥammadNāṣiru-Āldyn (1413)


ǦalbābĀlmaratĀlMuslmatFiyĀlkitābuWālsunatul. Ṭ1. ĀlaRadan:
ĀlmaktabatuĀlIslāmiyat.

Ālbayhaqiy ،Aḥamd Bin Ālḥusayn Bin ʿAliy Bin MusaĀlẖursāniy (1410)


ĀlsunanĀlbayhaqiy. Ṭ1. Kurātšaniy:
ǦāmiahʿĀldirāsatĀlislāmyah.

ĀlbayhaqyiAbuBakarAḥmad Bin Ālḥussayn Bin Aʿliy (1344)


ĀlsunanunĀlkubra. Ṭ1. (Ālhind: MaǧlisDāruĀlmʿārifĀlniẓāmyat.

Ālbuẖāry ،Muḥammad Bin IsmāʿyilAbu AbdullĀllh (1422).


ĀlǧāmiaĀlmusnadĀlṣuḥyḥĀlmuẖtaṣar Min UmurRasullĀllah
SAWWasunanuhuWa’aYāmuhu ،Tḥaqiq: MuḥammadZahiyr Bin
NāṣirĀlnāṣir Ṭ1. (Barut: ṬarqĀlnaǧāt

Alghzaly, Mhmd Bn Mhmd (1975). QwadAlqayd. T2. (Lbnan: Dar


AlmAlktb)

Ālẖawāliy ،Hind Maḥmood (2001). AʿmlĀlmratḌuābaṭh-Ḥakāmah-


Ṯhamrāth. Ṭ1. (Dimašhq: MaktabĀlfārāby).

Ālẖawāliy ،Hind Muḥammad. (2001m) AʿmalĀlmratḌawābṭh-Aḥkāmh-


Ṯhmrāth. Ṭ1. (Dimašq: MaktabatuĀlfārāby.
‫ مفهومها وحقيقتها‬:‫ضوابط عمل املرأة يف الفقه اإلسالمي‬ 18

Aʿliy Bin NāyfiqĀlšḥwd. DārMʿārafĀlIsratĀlmuslim, -1-104.

Alnisāyi ،Aḥamd bin Šhuaʿyb bin AliyAlẖurāsāny (2001)


ĀlsunanunĀlkabir،Tḥaqiyq: ḤassanʿAbdālmunʿimŠhalby. Ṭ1.
(Barut: muwasasatulĀlrisālt.

Ālqaḥṭāny ،Saʿyid Bin AʿliyBin WahafĀlāẖtilāṭBaynaĀlriǧālWālnisāʾ -


Mafhumhat,WaAnwāʿhu ،WaAqsāmhuWaḤakāmhu ،
WaAḍrāruhuFiyḌawaʾiĀlkitābWālsunahWaAṯhārĀlṣuḥābatRaḍi
yaĀllahuAʿnhmum Ṭ1. (Ālriyāḍ: MuṭbatuʿSafiyr)

ĀlṣādiqUʿṯmān (2014) Amal


ĀlmaratĀlǧazāiryatẖāriǧilĀlbytWaṣrāhʿĀladawār.RisālatĀlmāǧe
styrFiyIʿlmIǧtimāʿh ،KulliyyaĀlʿUlumĀl-InsānyatWālāǧtimāʿyat,
ǦāmiatʿMuḥammadẖayḍir ،Ālǧazāir.

Āltawyǧiriy ،Aḥmuwd Bin AʿbdĀllah Bin Ḥamwud Bin AʿbdĀlraḥman


(1414)
It’aḥāfĀlǧamiāʿBimāǦāʾaFiyĀlfitnWālmulāḥimWaAšhrāṭĀlsāʿa
Ṭ2. Ālriyāḍ: DārĀlṣmiyʿyLilnašhrWāltawziyʿ.

AʿrfatMuḥammad Bin AʿbdĀllah Bin Sulaymān (1978)


ḤuqwuqĀlmaratFiyĀlIslām. DārĀlmadaniyLilṭabāʿtWālnašhir
Ibn Manẓuwr ،Muḥammad Bin Mukarim. LisānuĀlʿarb. Ṭ1.
(Barut: DāruṢādir. BidunaSanat.

BaturyWa-ḥalymIbrāhim (2019m) MawaqifĀlʿUlamāʾ Min


MašhārikatĀlmaratFiyĀlaʿmalĀlysiyāsiy:
DirāsatFiqhiyatMuqāranat. RisālatMāǧestiyrĠayrManšura.
BiǧāmiatʿĀlǧazyrat.

ḤanānAʿbdĀlraḥmanMuḥmmadSaʿadyĀlḥaǧyly(2017)AʿmluĀlmaratFi
yĀlMākinĀlʿāmatWḍwābṭihFiyĀlfiqhuĀl-
IslāmyBaḥṯhMuqadimLnaylDaraǧatĀlmāǧastyrFiyĀlqānunĀlma
qārin ،
KulliyyaAḥmadIbrāhimLlqānwnǧāmʿĀlIslāmiyaĀlʿāmiyaMālyzy
ā.

Ibn Baṭāla ،Aʿliy Bin ẖalif Bin Ālmalik (2003)


ŠharḥiṢaḥiyḥuĀlbuẖāryLibnBaṭāla. Taḥqyq: Abu TamymYāsir
BinIbrāhimDārĀlriyāḍ: MaktabĀlrašd
19 ‫ بدر الدين حاج إبراهيم‬،‫كبري حممد إدريس‬

Ibn Naǧym ،Zayn Āldiyn BinIbrāhym Bin Muḥammad (1999).


ĀlIšbāhuWālnaẓāirAʿlMaḏhab Aby ḤaniyfaĀlnuʿmān. Ṭ1. (Barut:
DārĀlkitabĀlʿalmy.

IbrāhymMuḥammadṬahaBawaydāyn.
ĀltawiylBaynḌwābiṭĀluṣuliyyinWaqirāʾātĀlmʿāṣiryin
(DirāsatUṣuliyatFikriyatMʿāṣirRisāl‫ة‬ atulMāǧastyr ‫ـ‬
ǦāmʿiatĀlqudus ‫ ـ‬ĀldirāsātĀluʿlyā ‫ ـ‬QismĀldirāsātĀlIslāmiyah.
(2009)

MaǧlisDāruĀlmʿārifaĀlniẓāmiyatĀlkāinatFiyĀlhindBibiladḤydriAbād.

MukẖtārAʿysiSulaymānMuṣṭafa,(1998m)
ĀlwaẓāifĀlʿāmatFiyĀlfiqhuĀlIslāmy. RisālatĀldoktor,
KulliyyaĀlšhariyaʿQisimĀlfiqhuWaUsulhu ،ǦāmiaʿĀlRadaniy.

Muslim ibn al-Hajjaj al-Naysaburi, Sahih Muslim


DārĀlmadaniyLilṭabāʿtWālnašhir Ibn Manẓuwr ،Muḥammad Bin
Mukarim. LisānuĀlʿarb. Ṭ12009

SanāǦamylAʿlyĀlḥunayṭy ،ĀlḍwābiṭAʿmlĀlmaratFiyĀlʿlāmĀlmariy ،
MuǧalaĀlmiyzānLldirāsātĀlIslāmyatWālqānuwniy ،
ǦāmʿihuĀlʿluwmĀlIslāmyatĀlʿālmiyatOʿmānĀlRdan. (2015)

YahʿqubAʿbdĀlwhābĀlbāḥsyn (2011), ĀlqawāʿidĀlfiqhy. Ṭ2. (Ālriyāḍ:


MaktabatuĀlrušhd.

Website

http://islamport.com/w/amm/Web/3464/1.htm Encyclopedia of Speeches

http://women-in-islam404.blogspot.com

http://www.almeshkat.net/ Joy of the Hearts of the Righteous:

http://www.almeshkat.netthe joy of the hearts of the righteous.

http://www.alukah.net/sharia/0/74809/

You might also like