You are on page 1of 151

‫وزارة التكويـــن والتعمــيم المهنييـــــن‬

‫المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني‬


‫لمتسيير الشمف‬

‫مذكرة نهاية التربص لنيل شهادة تقني سامي‬


‫تخصص‪ :‬سياحة وإرشاد محلي‬

‫الموضوع‪:‬‬

‫السياحة ودورها في دفع التنمية المحمية‬


‫دراسة ميدانية لمواقف عينة من موظفي اإلدارات المحمية بمدية الوادي‬

‫المؤسسة المستقبلة‪ :‬الوكالة " خديجة تامريت " عين الدفلى‬

‫تحت إشـــراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد وتقديم المتربصين‪:‬‬


‫*أ‪ /‬مصطفاوي أحمد‬ ‫*‪ -‬مخانق محمد‬
‫*‪ -‬عكمون حكيمة‬

‫دفعـــــــــة‪2024/2023 :‬‬
‫إىداء‬
‫إلى أصحاحب السيرة العطرة والفكر مستنير ف لقد كان ليما‬
‫الفضل االول في بلوغي التعليم العالي والدي الحبيبين‪.‬‬

‫إلى جميع اساتذتي الكرام الذين قدموا لنا يد العون‬


‫إلى لألستاذ المشرف " مصطفاوي أحمد "‬
‫إلى أصدق ائنا وجميع من وقفوا بجوارنا وساعدونا بكل ما يملكون‬
‫وفي اصعدة كثيرة‪.‬‬
‫نقدم لكم ىذا البحث ونتمنى أن يحوز على رضاكم‬
‫التشكرات‬
‫يقول رسول اهلل صلى اهلل عليو وسلم‪ " :‬ال يشكر اهلل من ال يشكر‬
‫الناس"‬
‫من منطلق ىذا الحديث أتوجو إلى اهلل تبارك اهلل وتعالى بالحمد‬
‫والثناء والشكر كما يحبو ويرضاه على أن وفقنا في إنجاز ىذا‬
‫العمل على ما فيو من ضعف البشر وقصر النظر فما كنت فيو من‬
‫صواب فيو من محض فضلو سبحانو وتعالى ومنو علينا ف لو الحمد‬
‫والشكر ونسأل اهلل العفو والغفران‪.‬‬
‫أتقدم بالشكر الخاص إلى كل األساتذة الذين منو علينا‬
‫بمساعدتيم وتوجيياتيم القيمة ومعلوماتيم النيرة‬
‫وإلى كل من ساعدني في إتمام ىذا العمل المتواضع ولو بكلمة‬
‫طيبة وابتسامة صادقة إليكم أخلص التشكرات‬
‫مصطفاوي أحمد "‬ ‫وشكر خاص لألستاذ المشرف "‬
‫إىداء‬
‫نحمد اهلل في توفيقنا في ىذا العمل أما بعد‪:‬‬
‫نيدي ثمرة ىذا العمل المتواضع إلى من وضع المولى سبحانو‬
‫وتعالى الجنة تحت قدمييا ووقرىا في كتابو العزيز امي الحبيبة‬
‫وإلى من كان لو الفضل الكبير في بلوغنا التعليم‬
‫العالي (الوالد) أطال اهلل في عمره‬

‫مصطفاوي أحمد "‬ ‫إلى لألستاذ المشرف "‬


‫وإلى كل األصدق اء الذين نشيد ليم بأنيم نعم الرفق اء في جميع‬
‫األمور‪.‬‬
‫ونتمن لكل من كان لو الفضل في مسيرتنا وساعدنا ولو بسير‬
‫نقدم لكم ىذا البحث ونتمنى أن يحوز على رضاكم‪.‬‬
‫ممخص الدراسة‬

‫تيدؼ ىذه الدراسة إلى التعرؼ و إبراز دور السياحة في تحقيؽ التنمية المحمية‪ ,‬وقد‬
‫شممت الدراسة تساؤؿ رئيسي تمثؿ في‪:‬‬
‫كيؼ تساىـ السياحة في التنمية المحمية بمدينة الوادي؟ ومف ىذا التساؤؿ الرئيسي تتفرع‬
‫تساؤالت‪:‬‬
‫‪ -1‬ما ىي اإلمكانيات المادية التي تجعؿ مف مدينة الوادي قبمة لمسياحة؟‬
‫‪ -2‬ىؿ يمكف االعتماد عمى الطاقات البشرية المحمية لجدب السياح ؟‬
‫‪ – 3‬كيؼ يمكف االعتماد عمى السياحة لتحقيؽ تنمية محمية بمدينة الوادي ؟‬
‫ولقد تـ االعتماد عمى المنيج الوصفي قصد التعرؼ عمى دور السياحة وأثرىا في دفع‬
‫التنمية المحمية بالمدينة‪ ,‬وشممت العينة ‪ 100‬فرد مف نخبة المجتمع (موظفيف‪ ,‬طمبة‪,‬‬
‫متقاعديف) مف مدينة الوادي وقد اختيرت العينة بطريقة قصدية‪ ,‬ومف بيف النتائج التي تـ‬
‫التوصؿ إلييا‪:‬‬
‫‪ -‬االستغبلؿ األمثؿ لئلمكانيات السياحية التي تتوفر عمييا المدينة بشكؿ مستداـ و‬
‫االستفادة مف تجارب الدوؿ الناجحة في ىذا المجاؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع االستثمارات السياحية بالمنطقة والسياحة الداخمية كونيا الدافع لتشجيع‬
‫المواطنيف عمى التعرؼ عمى بمدانيـ وتشجيع المستثمريف عمى بناء الفنادؽ وتقديـ وتحسيف‬
‫الخدمات الراقية لمسياح‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة عمى البيئة واالستغبلؿ األمثؿ ليا واالستغبلؿ األمثؿ لمثروات وانجاز مشاريع‬
‫ومنتزىات في المنطقة لحفظ وتثميف التراث ‪.‬‬
‫‪ -‬توفير منشئات تقدـ خدمات اإليواء كالفنادؽ وتسييبلت الضيافة لتشجيع توافد السياح ‪.‬‬
Abstract
This study aims to identify and highlight the role of tourism in the
achievement of local development. The study included a main question:
How can tourism contribute to the local development of Wadi City? From
this main question, questions arise:
- 1What are the material possibilities that make the city of the valley a kiss
for tourism?
- 2Is it possible to rely on the local human resources to attract tourists?
- 3How to rely on tourism to achieve local development in the city of the
valley?
The sample was used to identify the role of tourism and its impact on the
local development of the city. The sample included 100 members of the elite of
the society (employees, students and retirees) from the city of Wadi. The sample
was chosen in a deliberate manner. Among the results reached were:
-To optimize the tourism potential of the city in a sustainable manner and
to benefit from the experiences of successful countries in this field.
-Encouraging tourism investments in the region and internal tourism as a
motivation to encourage citizens to identify their countries and encourage
investors to build hotels and provide and improve the high-end services for
tourists.
-Preserving the environment and optimizing its exploitation and
optimizing the wealth and completing projects and parks in the region to
preserve and value the heritage.
- Providing facilities providing accommodation services such as hotels and
hospitality facilities to encourage the influx of tourists..
‫فيرس المحتويات‬

‫وع رف ــــــــــــــان ش كر‬


‫ممخص الدراسة‬
‫فيرس المحتويات‬
‫فيرس الجداول‬
‫مقدمة‪ .............................................................................‬أ‪-‬ب‬

‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬
‫أوال‪ -‬االشكالية‪5 ....................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ -‬فرضيات الدراسة‪6 ............................................................:‬‬
‫ثالثا‪ -‬أىمية الدراسة‪6 .............................................................. :‬‬
‫رابعا‪ -‬أىداف الدراسة‪6 ............................................................. :‬‬
‫خامسا‪ -‬دواعي وأسباب اختيار الموضوع‪7 ..........................................:‬‬
‫سادسا‪ -‬المفاىيم األساسية لمدراسة‪7 ............................................... :‬‬
‫سابعا‪ -‬الدراسات السابقة‪10........................................................ :‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماىية السياحة‬
‫تمييد‪13............................................................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬مفاىيم ومصطمحات عامة حول السياحة ‪14....................................‬‬
‫‪ -1‬مفيوـ السياحة‪14 ............................................................ :‬‬
‫‪ -2‬التخطيط السياحي‪21 .........................................................:‬‬
‫‪ -3‬المنظمات السياحية‪23 ....................................................... :‬‬
‫‪ -4‬السياحة المستدامة‪23 ........................................................ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬الســياحة في العـالم ‪26.........................................................‬‬
‫‪ -1‬التدفق ػػات السيػػاحية في الػ ػػعالـ‪26 ............................................. :‬‬
‫‪ -2‬السياحة في بمداف البحر األبيض المتوسط‪28 ................................. :‬‬
‫ثالثا‪ :‬السيــــاحة في الجـــــــــزائـــر‪30....................................................‬‬
‫‪ -1‬نبذه ت ػػاريخية عف السباحة في الج ػزائر‪30 ..................................... :‬‬
‫‪ -2‬من ػػاطؽ التػػوسع الس ػػياحي في الج ػزائر ‪36 ......................................‬‬
‫‪ -3‬أىمػػية السػػياحة في التػػنمية االقتػػصادية‪38 .................................... :‬‬
‫‪ -4‬أثػ ػار السػػياحة عمى االقتػػصاد الوطن ػػي الجػ ػ ازئػػري‪40 ...........................:‬‬
‫خالصة الفصل‪46................................................................... :‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التنمية المحمية‬
‫تمييد‪48............................................................................ :‬‬
‫أوال‪ :‬مقومات وأساسيات التنمية المحمية‪49...........................................‬‬
‫‪ -1‬ماىية التنمية المحمية‪49 ......................................................:‬‬
‫‪ -2‬أىداؼ ومقومات التنمية المحمية وأجيزتيا‪50 ...................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل والمشاركة في التنمية المحمية‪59.......................................‬‬
‫‪ -1‬تمويؿ التنمية المحمية‪59 .......................................................‬‬
‫‪62 .......................................................................... 3-1‬‬
‫‪ -2‬أنماط المشاركة في التنمية المحمية‪63 .........................................:‬‬
‫‪ -3‬عوائؽ المشاركة في التنمية المحمية‪64 ........................................ :‬‬
‫‪ -4‬المتابعة وتقييـ العممية التنموية‪64 .............................................:‬‬
‫ثالثا‪ :‬تطور مراحل التنمية في الجزائر ‪67.............................................‬‬
‫‪ -1‬مدخؿ تاريخي لمتنمية في الجزائر‪67 ..........................................:‬‬
‫‪ -2‬استراتيجية الدولة لمتنمية الشاممة‪72 ............................................‬‬
‫‪ -3‬وضع التنمية فترة التسعينات‪81 ...............................................:‬‬
‫خالصة الفصل ‪92....................................................................‬‬
‫الجانب الميداني‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬
‫أوال ‪ :‬منيج الدراسة‪95...............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدوات جمع البيانات‪96.........................................................‬‬
‫ثالثا ‪:‬مجاالت الدراسة‪99............................................................ :‬‬
‫رابعا‪ :‬العينة وكيفية اختيارىا‪102 .....................................................‬‬
‫خالصة الفصل‪104 ................................................................. :‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬تحميل البيانات وتفسيرىا واالستنتاجات العامة‬
‫تمييد ‪106 ...........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬عرض وتحميل النتائج ‪107 ......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬االستنتاجات العامة لمدراسة ‪121 ...............................................‬‬
‫خاتمة‪129 ...........................................................................‬‬
‫قائمة المراجع ‪132 ...................................................................‬‬
‫المالحق‪..............................................................................‬‬
‫فيرس الجداول‬
‫الرقم‬ ‫العنوان‬ ‫الجدول‬
‫‪33‬‬ ‫القػػدرات السػياحية الموروثة عف االستػػعمار‬ ‫‪1‬‬
‫‪34‬‬ ‫نصيب القطاع السياحية في المخططات االقتصادية (‪)1977-1967‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪39‬‬ ‫توزيع مناطؽ التوسع السياحي عبر المجاؿ الجزائري‬ ‫‪3‬‬
‫يوضح مجموعة الصادرات مف السمع والخدمات الجزائرية لمفترة الممتدة مف‬
‫‪41‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪)) 2000-2007‬‬
‫‪42‬‬ ‫مسػػاىمة السػػياحة الناتج المحمي اإلجمالي الجزائر خبلؿ الفتػرة‬ ‫‪5‬‬
‫تػػطور نصيب الفػػرد مف اإليرادات السيػػاحية الجزائرية خبلؿ الفترة( ‪-2009‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪)1995‬‬
‫‪98‬‬ ‫يوضح الجنس لمعينة‬ ‫‪7‬‬
‫‪98‬‬ ‫يوضح الفئات العمرية لمعينة‬ ‫‪8‬‬
‫‪99‬‬ ‫يوضح المينة ‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪100‬‬ ‫يوضح المستوي التعميمي‬ ‫‪10‬‬
‫‪100‬‬ ‫يوضح وضعية الخدمات االقتصادية والحيوية بالمدينة‬ ‫‪11‬‬
‫‪101‬‬ ‫يوضح تقييـ أيجار الوحدات السكنية والفنادؽ بالمدينة‬ ‫‪12‬‬
‫‪101‬‬ ‫يوضح تقييـ آداء الخدمات الطبية واألمنية‬ ‫‪13‬‬
‫‪102‬‬ ‫يوضح مدي قياـ السمطات بتثميف والحفاظ عمى المعالـ السياحية‬ ‫‪14‬‬
‫يوضح تقييـ دور السمطات المحمية فيما يخص عممية التييئة العمرانية والحفاظ‬
‫‪103‬‬ ‫‪15‬‬
‫عمى المحيط البيئي‬
‫‪104‬‬ ‫يوضح توفر المدينة عمى جممة مف المقومات التي تجعؿ منيا قبمة سياحية‬ ‫‪16‬‬
‫‪104‬‬ ‫يوضح مدى تأييد السياحة بالمدينة‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪105‬‬ ‫يوضح مدى إحياء االحتفاالت والفعاليات الثقافية بالمدينة‬ ‫‪18‬‬
‫‪105‬‬ ‫يوضح مدى مشاركة السكاف في ىذه الفعاليات‬ ‫‪19‬‬
‫يوضح مدى تغطية الخدمات واألنشطة التجارية في المناطؽ التي تعتبر معالـ‬
‫‪106‬‬ ‫‪20‬‬
‫سياحية‬
‫‪107‬‬ ‫يوضح المواسـ السنوية التي يكثر فييا الزوار في المدينة‬ ‫‪21‬‬
‫يوضح مدى استجابة المواطنيف والتجار وأصحاب الخدمات في توفير متطمبات‬
‫‪107‬‬ ‫‪22‬‬
‫الزوار في ىذه المواسـ‬
‫‪108‬‬ ‫يوضح مدي مساىمة السكاف في عممية لمتنمية‬ ‫‪23‬‬
‫‪108‬‬ ‫يوضح مدى توفر مشاريع استثمارية بالمدينة‬ ‫‪24‬‬
‫‪110‬‬ ‫يوضح مستوى تعامؿ المسئوليف مع انشغاالت المواطنيف‬ ‫‪25‬‬
‫‪110‬‬ ‫يوضح ىؿ أف وضعية الطرقات مف حيث التعبيد و اإلنارة جيدة ؟‬ ‫‪26‬‬
‫‪111‬‬ ‫يوضح مدى توفر سيارات األجرة ووسائؿ النقؿ الحضري‬ ‫‪27‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬
‫لقد أصبحت المدف اليوـ مجاال خاصو يستقطب العديد مف األفراد والتي تعبر عف تفاعؿ‬
‫الشكؿ مع الوظائؼ ومتطمبات المدينة أو ما يقصد بو الشكؿ العاـ الذي تتخذه المنطقة‬
‫المبنية مف خبلؿ إطارىا الخارجي والنظاـ الشبكي لمشوارع الداخمية فييا ‪.‬وتشمؿ دراستيا أىـ‬
‫عنصر في الوسط الحضري الذي يتضمف مجموعة مف المراكز االجتماعية واالقتصادية‬
‫والصحية وغيرىا وكميا تشكؿ النمط العمراني لممدينة ‪.‬‬
‫إذا تظير في تشكيؿ ىذه األنماط العمرانية مجموعة مف المتغيرات الحضرية التي تؤثر‬
‫في التركيبة السكانية واألسرية داخؿ المدينة مف خبلؿ تغييرىا ‪ ,‬حيث تبرز ىذا التأثير مف‬
‫خبلؿ تنقؿ األفراد مف مدينة إلى أخري الذي تتحكـ فيو مجموعة مف المتطمبات المعيشية‬
‫مما يخمؽ تفاعؿ عف صورة المجتمع مف مجموعة مف العادات والقاليد والقيـ االجتماعية‬
‫وتاريخية ومف جية أخري تؤثر عمى زيادة السكانية التي تكوف بشكؿ غير مخطط لو ‪.‬‬
‫حيث تعتبر السياحة أحد ىذه المتغيرات وىي مف أىـ المجاالت التي تمقي اىتماـ واسع‬
‫مف طرؼ العديد مف الدوؿ خاصة في السنوات األخيرة ‪,‬فالسياحة اليوـ تمقي درجة كبيرة مف‬
‫األىمية االقتصادية وبأخص في الدوؿ السائرة في طريؽ النمو لما ليا مف دور كبير في‬
‫حياة األمـ والشعوب سياسيا واقتصاديا فمف خبلؿ عائدتيا التي نافست الكثير مف القطاعات‬
‫االقتصادية األخرى أدت لحؿ الكثير مف المشاكؿ واالرتقاء بيا ‪.‬‬
‫وقد أصبحت المدينة الجزائرية اليوـ ميداف خصب لمدراسة في ىذا الموضوع الذي يوفر‬
‫لمباحث جميع المعطيات مف خبلؿ انتشار بارز ليذه المظاىر خاصة في السنوات األخيرة‬
‫التي أبرزت عجز القطاع العمومي عف توفير السكف والفنادؽ المبلئـ الزوار و عجز في‬
‫التحكـ في النمو السكاني الذي أثرت فيو مجموعة مف المتغيرات السياحية كما أف التعامؿ‬
‫مع ىذه األزمة مف زاوية ىي توفير السكف مف جية أخري حتمية القياـ بمختمؼ المشاريع‬
‫التنموية لتكوف جاذبة لؤلفراد‪.‬‬
‫ومف بيف ىذه المدف الجزائرية نجد مدينة الوادي حيث نسعي خبلؿ الدراسة الحالية إلى‬
‫تسميط الضوء عمى تأثير السياحة في تحقيؽ تنمية محمية‬

‫أ‬
‫مقدمة‬

‫ومف أجؿ التوصؿ إلى ذلؾ فقد جمعنا بيف المعالجة النظرية والميدانية حوؿ الدراسة وقد‬
‫تناولنا الدارسة في بابيف الباب األوؿ والذي يتمثؿ في اإلطار التمييدي والنظري لمدراسة‬
‫ويحتوي عمى خمس فصوؿ‪ :‬الفصؿ األوؿ وىو الفصؿ التمييدي تـ فيو تحديد مشكمة البحث‬
‫وأىمية الدراسة وأسباب اختيار موضوع الدراسة وأىدافيا ‪ ,‬باإلضافة إلى عرض فرضيات‬
‫الدراسة وأىـ المفاىيـ الرئيسية والمساعدة التي تساىـ في فيـ أعمؽ لموضوع الدراسة‬
‫وعرض الدراسات السابقة والمشابية ‪.‬‬
‫ومف خبلؿ الفصؿ الثاني تطرقنا إلى ماىية السياحة ىذا مف خبلؿ أبراز العديد مف‬
‫المفاىيـ القريبة لمسياحة منيا مفيوـ السياحة والتخطيط السياحي والمنظمات السياحية‬
‫والسياحة المستدامة إضافتاف إلى التطرؽ إلى السياحة في العالـ وفي البحر األبيض‬
‫المتوسط ‪ ,‬مع التطرؽ إلى موضوع السياحة في الجزائر وأىمية السياحة في التنمية المحمية‬
‫وأثارىا عمى االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وفي الفصؿ الثالث فقد تـ التطرؽ إلى التنمية المحمية وأىدافيا ومقوماتيا والتنمية‬
‫المحمية وأجيزتيا‪ .‬باإلضافة إلى التطرؽ لؤلساسيات الفعؿ التنموي ومراحؿ تخطيطو ‪ .‬ىذا‬
‫بقياـ بنظرة حوؿ تطور مراحؿ التنمية في الجزائر والفمسفة االستعمارية في ىذه الفترة ‪ .‬ومف‬
‫خبلؿ الفصؿ الرابع تطرقنا اإلجراءات المنيجية لمدراسة وذلؾ بعرض في الباب األوؿ‪:‬‬
‫مدينة الوادي مف خصائص التوسع العمراني والنمو السكاني ‪ ,‬حيث تطرقنا إلى خصائص‬
‫الموقع والوضع ومراحؿ التوسع العمراني والنمو السكاني وتحت ىذا تندرج طبيعة عينتا‬
‫خبلؿ عرض تعدد السكاني والموقع بالنسبة لوالية الوادي ‪.‬‬
‫أما الباب الثاني فقد تـ تخصصو ألطار الميداني لمدراسة وقد اشتمؿ عمى منيج الدراسة‬
‫وأدوات جمع البيانات ثـ تقديـ مجاالت الدراسة الزمني والمكاني والبشري ثـ عرض العينة‬
‫ونوعيا وحجميا وخصائصيا ‪ .‬وفي الفصؿ الخامس تـ عرض نتائج الدراسة وذلؾ بعرض‬
‫أىـ نتائج المتوصؿ إلييا في المبلحظة والمقابمة وتحميميا بما يتؤلـ مع موضوع دراستنا ‪,‬‬
‫والتطرؽ إلى جمع وتبويب وتحميؿ البيانات المتعمقة بأداة االستمارة ومحاورىا الثبلثة ونتائجيا‬
‫وعرض النتائج العامة لمدراسة وفي األخير تقييد أىـ االقتراحات والتوصيات المتعمقة‬
‫بموضوع دراستنا ‪.‬‬
‫وفي األخير ختمنا الدراسة بخاتمة ‪,‬عرضنا مف خبلليا أىـ مظاىر السياحة ودورىا في‬
‫تحقيؽ تنمية محمية في مدينة ‪.‬‬

‫ب‬
‫الجانب النظري‬

‫الجانب النظري‬
‫الفصل األول‪ :‬موضوع الدراسة‬

‫أوال‪ -‬االشكالية‬

‫ثانيا‪ -‬فرضيات الدراسة‬

‫ثالثا‪ -‬أىمية الدراسة‬

‫رابعا‪ -‬أىداؼ الدراسة‬

‫خامسا‪ -‬دواعي وأسباب اختيار الموضوع‬

‫سادسا‪ -‬المفاىيـ األساسية لمدراسة‬

‫سابعا‪ -‬الدراسات السابقة‬


‫موضوع الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ -‬االشكالية‪:‬‬
‫بعد أف كانت السياحة ظاىرة الزدىار وتطور المدف فقد أصبحت والزالت في وقتنا الحالي‬
‫تمعب دور ىاما في تنمية الجوانب االقتصادية بحيث تنعكس إيحابا عمى الدوؿ والمجتمعات‬
‫وىنا نجد بعض الدوؿ السائرة في طريؽ النمو تواكب الظاىرة ودلؾ الرتباطيا بالقطاعات‬
‫اإلنتاجية واألخرى وتتعدد مجاالتيا وتبايف أىدفيا ‪.‬‬
‫تعد الجزائر مف الدوؿ التي تمتمؾ مخزوف سياحي كبير مف حيث تتميز باتساع ثرائيا‬
‫الثقافي وبتنوع مظاىر الطبيعية التي أعطتيا طابعا خاصا تمتاز بو مف الشماؿ إلى الجنوب‬
‫وبما أف الجزائر تتوفر عمى إمكانيات ومقومات ثقافية كبيرة نظ ار لثراء مورو فيا فمف الميـ‬
‫البحث في ىده المقومات التي شكمت إرثا ثقافيا ممي از وفي االستراتيحات الممكنة الستغبلليا‬
‫بعقبلنية وحكمة وييدا فالجزائر عمى غرار الكثير مف البمداف المتطورة سياحيا مؤىمة لتكوف‬
‫بمدا دو طبيعة سياحية بالدرجة ‪.‬‬
‫وعمى ىدا تتمحور الدراسة في قطاع السياحة في الجزائر والتي مف شأنيا جعميا تواكب‬
‫سيرورة التطور الذي أحرزتو بعض الدوؿ في ىدا المجاؿ مف أجؿ خمؽ تنمية محمية‬
‫مستدامة وقد اخترنا مدينة الوادي كنموذج كونيا تحتوي عمى إمكانيات ومقومات السياحية‬
‫خاصة مف الجانب الثقافي ودلؾ لما تحتويو المدينة مف قيمة تاريخية في ىدا النحو ‪,‬وبما أف‬
‫ىدا الطابع المتميز بيدى القطاع لـ تبرز مبلمحو السياحية فيو ما جعمنا نمقي اىتماما كبير‬
‫ليدا الموضوع في المحاولة مف لتثميف اإلرث الثقافي والمعماري وابراز دوره في النيوض‬
‫بالقطاع السياحي وبالتالي دفع عجمة التنمية المحمية ‪.‬‬
‫ومف خبلؿ ىذا ترتبط دراستنا ىذه بدور السياحة في تحقيؽ تنميو محمية المدينة الوادي‬
‫مف خبلؿ تناولنا لعديد مف المتغيرات التي ساىمت في زيادة نسبة السياح في المدينة وتمركز‬
‫السكاني في منطقة معينة واحداث تغيرات اجتماعية وثقافية وعمرانية وىذا ما دفعنا إلى‬
‫جممة مف التساؤالت والتي ستتكوف بيا المحاور األساسية ليذا الموضوع وىي‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫موضوع الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫* التساؤل العام‪:‬‬
‫كيؼ تساىـ السياحة في التنمية المحمية بمدينة الوادي ؟‬
‫* التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬ما ىي اإلمكانيات المادية التي تجعؿ مف مدينة الوادي قبمو لمسياحة؟‬
‫‪ -‬ىؿ يمكف االعتماد عمى الطاقات البشرية المحمية لجدب السياح بمدينة الوادي ؟‬
‫‪ -‬كيؼ يمكف االعتماد عمى السياحة لمتحقيؽ تنمية محمية بمدينة الوادي ؟‬

‫ثانيا‪ -‬فرضيات الدراسة‪:‬‬


‫* الفرضية األساسية‪:‬‬
‫تساىـ السياحة بجميع أنواعيا في دفع عجمة التنمية بمدينة الوادي‬
‫* الفرضيات الفرعية‪:‬‬
‫‪ -‬تمتمؾ مدينة الوادي جممة مف المقومات المادية التي تجعؿ منيا قبمة سياحية ‪.‬‬
‫‪ -‬ىؿ الممارسات االجتماعية والثقافية السائدة تساعد في نمو السياحة‪.‬‬
‫‪ -‬ىؿ يعتبر القطاع الغير رسمي الخدماتي يؤدي إلى دفع التنمية‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬أىمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمف أىمية الدراسة في المبررات واألسباب التي جعمت مدينة الوادي قبمة سياحية تعمؿ‬
‫عمى تحقيؽ تنمية محمية حالة تستدعي البحث والدراسة كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تزايد نسبة السياح في مدينة الوادي مقارنة بغيرىا مف البمديات الحضرية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬قمة الدراسات التي اىتمت بدور السياحة في التأثير بتنمية المحمية ‪.‬‬
‫‪ -‬التطور الكبير الذي تشيده طرؽ النقؿ والموصبلت التي سيمت تنقؿ األفراد إلييا‬
‫وبتالي العمؿ عمى تحسيف التنمية المحمية في المدينة‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬أىداف الدراسة‪:‬‬


‫تيدؼ الدراسة الحالية إلى تحقيؽ مجموعة مف األىداؼ ىي‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح الكيفية أو الطريقة التي نمت فييا مدينة الوادي‬

‫‪4‬‬
‫موضوع الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الكشؼ عف أىـ األسباب التي تجعؿ مف مدينة قبمة سياحية تساىـ في تحقيؽ تنمية‬
‫محمية في مدينة الوادي ‪.‬‬
‫‪ -‬بياف طبيعة المشاكؿ والنتائج المترتبة عف تواجد السياح في مدينة الوادي‬
‫‪ -‬إبراز أىمية الدور الذي تؤديو مشاريع التنموية في الحد أو زيادة نمو السكاني في مدينة‬
‫الوادي في ظؿ الواقع المعاش ‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬دواعي وأسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫‪ -‬حاجة ومتطمبات تييئة المدف لممثؿ ىده البحوث‬
‫‪ -‬حداثة الموضوع في ميداف الدراسات الحضرية‬
‫‪ -‬طبيعة التخصص " عمـ االجتماع الحضري "‬
‫‪ -‬النمو السكاني والعمراني بالودي‬
‫‪ -‬أبراز الدور الذي تبلعبو السياحة في التنمية المحمية في مدينة الوادي ‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬المفاىيم األساسية لمدراسة‪:‬‬


‫تجديد المفاىيـ األ ساسية في الدراسة العممية يعد أمر ضروريا وأنو مف واجب أف يعمؿ‬
‫الباحث عند صياغة المشكمة إلى تحديد المفاىيـ التي يستخدميا ألنيا تعطى الدالالت‬
‫الدقيقة التي يتضمنيا البحث الذي يقوـ بإعداده وكمما أتسـ ىذا التحديد بالدقة والوضوح سيؿ‬
‫عمى الذيف يتابعوف الدراسة أد ارؾ المعاني واألفكار يريد الباحث التعبير عنيا ‪ ,‬إذف المفاىيـ‬
‫ىي وسائؿ التي يعتمد عنيا الباحث في التعبير عف المعاني واألفكار التي يرغب في‬
‫توضيحيا لؤلخريف ووفقا لذلؾ قمنا بتحديد المفاىيـ التي ليا عبلقة بموضوع السياحة ودورىا‬
‫في تحقيؽ تنمية محمية وأىميا‪:‬‬
‫‪ -1-‬السياحة‪:‬‬

‫تعتبر السياحة أحد أىـ العوامؿ األساسية في نشأة وتطور المدف فقد أصبحت األف تمعب‬
‫دو ار ىاما في تنمية الجوانب االقتصادية والثقافية إد انعكست إيجابا عمى الدوؿ والمجتمعات‬
‫وتحتؿ دو ار رائدا في االقتصاد المحمي نظر لما توفره مف فرص عمؿ باإلضافة إلى ماتدره‬
‫م ف عممة صعبة مما جعؿ العديد مف المدف تركز عمى ىدا النوع مف الصناعات المتكاممة‬

‫‪5‬‬
‫موضوع الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫والمندمجة مع الطبيعة حيث أف مداخميا في بعض البمداف تفوؽ ما تحققو المبادالت النفطية‬
‫وبالتالي فيي قطاع اقتصادي ىاـ في عممية التنمية االقتصادية واالجتماعية أد أنيا تزيد مف‬
‫التواصؿ الحضاري والثقافي بيف الشعوب بعد إف كانت مجرد البحث عف الراحة واالستجماـ‪.‬‬
‫‪ -2-8‬مفيوم المدينة‪:‬‬
‫لقد نشأت المدف نتيجة الرغبة في التعايش كمجموعات بالنسبة لؤلفراد ولتحقيؽ األستقرار‬
‫الذي كاف يحاوؿ اإلنساف القديـ جاىدا الحصوؿ عميو فمف الريؼ إلى الصحراء والغابات بدأ‬
‫تنقؿ األفراد تدريجيا لموصوؿ إلى مفيوـ جديد لمتعايش يضمف االستقرار ويحقؽ لو في نفس‬
‫الوقت الحماية مف كؿ المتغيرات الداخمية لذلؾ مرت المدينة بتاريخ طويؿ مف نمو وتطوير‬
‫منذ نشأتيا حتي أصبحت مدف وعواصـ حيث قامت فييا مختمؼ الوظائؼ ‪.‬‬
‫ويمكف أف نحدد مفيوـ المدين ة بأنيا " وحده اجتماعية حضرية محددة المساحة والنطاؽ‬
‫ومقسمو إداريا يقوـ النشاط فييا عمى التجارة والصناعة وتقؿ فييا نسبة المنشغميف بالزراعة‬
‫‪1‬‬
‫وتتنوع الخدمات فييا والوظائؼ والمؤسسات وتمتاز بالكثافة السكانية وسيولة الموصبلت"‬
‫‪-‬ت‪ -‬التنمية المحمية‪:‬‬
‫التنمية المح مية تعني االنبثاؽ ونمو كؿ اإلمكانيات في الكياف معيف بشكؿ كامؿ وشامؿ‬
‫ومتوازف سواء كاف ىدا الكياف فرد أو جماعة أو مجتمعا وىناؾ مف يري أف التنمية " عممية‬
‫توفير االحتياجات األساسية إلنساف مف التعميـ والتكويف والعمؿ والجوانب المعنوية التي‬
‫تتمخص في حاجتو إلى تحق يؽ دات اإلنتاج والمشاركة في تقرير المصير وحرية التعبير‬
‫واألمف والشعور بالكرامة‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪-‬ج‪ -‬مفيوم الحضرية والتحضر‪:‬‬


‫التحضر يعني " نمو السكاف المناطؽ الحضرية نسبة إلى سكاف الدوؿ ككؿ مقارنة مع‬
‫النمو الحضري الذي يشير إلى زيادة سكاف المدف المختمفة والذي يترتب عنيا زيادة رقعة‬
‫األرض التي تشغميا المدينة لتأميف الخدمات واألنشطة المختمفة المترتبة عف تمؾ الزيادة "‬

‫معجـ مجاني لمطبلب ‪ ,‬منشورات دار المجاني ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ ,1996,‬ص‪903 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫لصبلح سميـ رزنوقو‪ :‬تحديد القيادة والتنمية في الوطف العربي ‪ ,‬مركز دراسات وبحوث الدوؿ النامية ‪ ,‬القاىرة ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫موضوع الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ويؤكد عمماء العمماء أف التحضر مفيوـ يعبر عف عممية حركية تتكوف مف سمسمة مف‬
‫المتغيرات الوظيفية والبنائية لبلزمة لمبناء الكائف الحي مع عناصر بيئتو وذلؾ باستخداـ‬
‫وسائؿ وأساليب حضرية وبطريقة تمكنو مف النمو في ىذه البيئة والتحضر ال يستدعي‬
‫بالضرورة االنتقاؿ النيائي مف الريؼ إلى المدينة أو تبدؿ العمؿ في الزراعة إلى الصناعة أو‬
‫التجارة فالتحضر إنما ىو التعبير في السموؾ والتفكير‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫أما مصطمح الحضرية بشكؿ عاـ وعند معظـ عمماء االجتماع أنو " أسموب الحياة الذي‬
‫ينشأ بصورة مميزة في ظؿ الظروؼ الحضرية" وبيذا المعني استخدـ لويس ويرث المصطمح‬
‫في مقالو الحضرية كأسموب لمحياة " وأعتبر أف سرعة الزواؿ والسطحية ىي المظاىر المميزة‬
‫لمعبلقات مف العنصر الشخصي في الوسط الحضري وأكد أف المعيشة مع جماعات سكانية‬
‫‪4‬‬
‫كبيرة ومكتظية ىي التي ولدت ىذه الصفات ‪.‬‬
‫د‪ -‬السكان‬
‫* مفيوم السكان‪:‬‬
‫لغة‪ :‬كممة السكاف مشتقة مف الكممة يونانية " بيجميس " وىي تعني القاطنيف في ببلد‬
‫معيف‬
‫إصطالحا‪ :‬يعرؼ السكاف بأنيـ العدد الكمي لؤلفراد يقطنوف بمد أو مدينة أو منطقة ما‬
‫ويحدد السكاف عامة بالنسبة لممنطقة معينة أو موقع معيف ‪.‬‬
‫ويطمؽ مفيوـ السكاف عمى مجموعة مف الناس لدييـ سمات مميزة مشتركة معينة ويعرؼ‬
‫السكاف بأنيـ مجموع األشخاص الذيف يعيشوف في داخؿ فضاء معطي سواء كانو أصمييف‬
‫أو غير ذلؾ في فترة زمنية معطاة ويتجددوف تحت ثبلث عوامؿ أساسية ىي الوالدت‬
‫‪5‬‬
‫والوفيات واليجرة ‪.‬‬
‫وىناؾ نوعيف مف المجموعات السكانية األولي وىي المفتوحة وىي التي تتأثر بتيار اليجرة‬
‫والمجموعة الثانية المعمقة وىي ال تتأثر بتيارات اليجرة ‪.‬‬

‫فتحي أبو عيانة ‪ ,‬جغرافية العمراف ‪ ,‬دار النيضة العربية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دوف طبعة ‪ ,‬ص‪. 50 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫نفس المراجع ‪ ,‬ص‪213 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫أحمد جموؿ ‪ ,‬المدينة ومجاؿ تطويرىا فضاءىا الحياتية ‪ ,‬مجمة الباحث االجتماعي ‪ ,‬منشورات جامعة باتنو ‪ ,‬ص‪152 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪7‬‬
‫موضوع الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫* التعريؼ اإلجرائي لمسكاف‪ :‬في األخير يمكف أف نتوصؿ إلى مفيوـ إجرائي لمسكاف‬
‫عمى أ عتبار أنيـ مجموعة بشرية تحتؿ رقعة جغرافية محددة وتتميز ىذه المجموعة بأنتمائيا‬
‫إلى نظاـ إجتماعي واحد وتتميز بإشتراكيا في نفس العادات والتقاليد وفي أغمب األحياف‬
‫المعتقدات الدينية ‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬الدراسات السابقة‪:‬‬


‫الدراسة األولى‪:‬‬
‫دراسة حفيظي ليميا والتي أجريت الدراسة بعنواف " المدف الجديدة ومشكمة اإلسكاف‬
‫الحضري ‪ ,‬دراسة بالوحده الجوارية {‪ }70‬المدينة الجديدة عمي منجمي – قسنطينة وكاف‬
‫ىدؼ ىذه الدراسة يتمثؿ في التعريؼ بمشكؿ اإلسكاف الحضري وما يصاحبو مف مشاكؿ‬
‫كذلؾ توضح النظريات واألبحاث الميدانية التي حاولت دراسة الموضوع وتشخيص واقعو‬
‫وكذلؾ معرفة العبلقة بيف أنشاء المدف الجديدة وعممية الحد والتقميص مف مشكمة اإلسكاف‬
‫الحضري ولقد طرحت ىذه الدراسة األسئمة التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أي مدي استطاعت المدينة الحد مف مشكمة اإلسكاف الحضري‬
‫‪ -‬ما ىي خصائص البناء العمراني واالجتماعي في المدينة الجديدة وىؿ أثرت عممية‬
‫تكيؼ السكاف داخميا ‪.‬‬
‫‪ -‬ما ىي وضعية السكف والتجييزات الجماعية في المدينة الجديدة وىؿ ساىمت في‬
‫عممية جذب السكاف ليا ‪.‬‬
‫فيما يخص اإلجراءات المنيجية التي أتبعيا الباحث فقد اعتمد عمى المنيج الوصفي وما‬
‫صحبو مف أدوات وأساليب في إطار منيج العممي كما استعمؿ الباحث العديد مف التقنات‬
‫كاإلستمارة والمقابمة والمبلحظة والتحميؿ اإلحصائي لمجدوؿ ‪ ,‬وبنسبة لمعينة طبقت العينة‬
‫العشوائية المنتظمة حيث تـ أختيار العينة مف مجمع سكاني يحتوي عمى ‪ 1777‬مسكف يقع‬
‫بالوحدة الجوارية ‪.‬‬
‫ولقد أنتيت الدراسة إلى النتائج أىميا‪:‬‬

‫‪01‬‬
‫موضوع الدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬تتأثر عممية تكيؼ السكاف بالمدينة الجديدة بالخصائص العمرانية واالجتماعية لسكانيا‬
‫حيث يتبف ىناؾ عبلقة ارتباطية بيف عممية التكيؼ في الوسط الجديد والخصائص العمرانية‬
‫واالجتماعية لمسكاف ‪.‬‬
‫‪-‬كمما تحسنت ظروؼ اإلسكاف بالمدينة الجديدة كمما زاد في جذب بالمدينة وعممية‬
‫استقطاب السكاف إلييا ‪.‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬ماىية السياحة‬

‫تمييد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مفاىيـ ومصطمحات عامة حوؿ السياحة‬
‫‪ -1‬مفيوـ السياحة‬
‫‪ -2‬التخطيط السياحي‬
‫‪ -3‬المنظمات السياحية‬
‫‪ -4‬السياحة المستدامة‬
‫ثانيا‪ :‬السػػياحة في العػالـ‬
‫‪ -1‬التدفق ػػات السيػػاحية في الػ ػػعالـ‬
‫‪ -2‬السياحة في بمداف البحر األبيض المتوسط‬
‫ثالثا‪ :‬السيػ ػػاحة في الجػ ػ ػ ػ ػ ازئ ػػر‬
‫‪ -1‬نبذه ت ػػاريخية عف السباحة في الج ػزائر‬
‫‪ -2‬من ػػاطؽ التػػوسع الس ػػياحي في الج ػزائر‬
‫‪ -3‬أىمػػية السػػياحة في التػػنمية االقتػػصادية‬
‫‪ -4‬أث ػػار السػػياحة عمى االقتػػصاد الوطن ػػي الجػ ػ ازئػػري‬
‫خبلصة الفصؿ‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمييد‪:‬‬
‫ال يمكف دراسة السػػياحة في مجػػاليا المحمي ‪ ,‬دوف التػػطرؽ إلى السيػاحة في مػػجاليا العػالمي‬
‫فبعد تطور النشاط السياحي في العالـ‪ ,‬واحتداـ المنافسة بيف الدوؿ الجتذاب السياح صار مف‬
‫المستحيؿ أف نغض النظر عف تػػأثير السياحة العالمية عمى السياحة الوطنية ‪ ,‬وليذا قمنا بدراسة‬
‫مختصرة حوؿ السياحة في العالـ وبعض بمداف البحر المتوسط تمييدا لدراسة السياحة في‬
‫الجزائر عف طريؽ التطرؽ إلى تاريخ السياحة في الجزائر ‪ ,‬مع تبييف أىمية السياحة في التنمية‬
‫االقتصادية لمجزائر‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬مفاىيم ومصطمحات عامة حول السياحة‬


‫‪ -1‬مفيوم السياحة‪:‬‬
‫‪ -1-1‬السياحة‪:‬‬

‫لقد تعددت وتنوعت مفاىيـ السياحة بمقدار تعدد أنواعيا وتعدد االختصاصات العممية‬
‫التي تناولت ىذه الظاىرة وذلؾ وفقا لآلراء الميتميف بدراسة طبيعتيا ومكوناتيا وجوانبيا‬
‫وكذلؾ وفق ا آلراء المنظمات العالمية والدولية الميتمة بالسياحة وعميو يمكف إدراج وتحديد اىـ‬
‫المفاىيـ التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مفيوم السياحة‪:‬‬

‫السياحة في المفيوـ المغوي تعني التجوؿ‪ ,‬حيث نجد أف عبارة (ساح في األرض) تعني‬
‫ذىب وسار عمى وجو االرض‪ ,‬كما اف لفض السياحة مف إحدى االلفاظ المستعممة ي‬
‫الممغات البلتينية ففي المغة االنجميزية نجد أف ‪ TOUR‬تعني يجوؿ ويدور‪ ,‬أخما كممة‬
‫‪ TOURISM‬المشتقة مف ‪ TOUR‬فتعني االنتقاؿ والدوراف‪.‬‬

‫وقد عرفيا األلماني جويير فمولر ‪ GUYER FREULLER‬سنة ‪ 1905‬أنيا ظاىرة مف‬
‫الظواىر العصرية التي تنشئ عف الحاجة المتزايدة لمحصوؿ عمى الراحة واالستجماـ وتغيير‬
‫الجو واالحساس بجماؿ الطبيعة والشعور بالبيجة والمتعة مف االقامة في مناطؽ ذات طبيعة‬
‫خاصة وأيضا إلى نمو االتصاالت عمى األخص بيف الشعوب المختمفة مف الجماعات‬
‫االنسانية‪ ,‬وىي االتصاالت التي كانت ثمرة اتساع نطاؽ التجارة والصناعة وثمرة تقدـ وسائؿ‬
‫النقؿ‪.1‬‬

‫ارتكز ىذا التعريؼ عمى جانبيف ىما‪ :‬الجانب النفسي لئلنساف في اشباع رغباتو والجانب‬
‫االقتصادي الذي يشمؿ جوانب عدة كاإلطعاـ والنقؿ واإليواء ‪ ...‬ناىيؾ عف التجارة‬

‫‪ -1‬مثنى طو الحوري واسماعيؿ محمد عمي الدباغ‪ ,‬مبادئ السفر والسياحة‪ ,‬مؤسسة الوراؽ لمنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪ ,1‬األردف‪,‬‬
‫‪2001‬ذ‪ ,‬ص ‪.41‬‬
‫‪02‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والصناعة‪ ,‬لكف إف ىناؾ تعريفا ال آخر يضيؼ ليذا المفيوـ أف السياحة تستوفي شرطيف‬
‫أساسييف ىما‪:‬‬

‫‪ -‬انتقاؿ الشخص مف بمده إلى بمد آخر لحاجة معينة‪.‬‬

‫‪ -‬االنتقاؿ المؤقت حيث حددت مدة االقامة لمدة أدناىا ‪ 24‬ساعة وأقصاىا ‪ 12‬شي ار ‪.‬‬

‫‪ ‬حسب المنظمة العالمية لمسياحة‪:‬‬


‫السياحة انشطة األشخاص المسافريف مف مكاف إلى آخر غير المكاف المعتاد لئلقامة‬
‫ألكثر مف ليمة ولمدة ال تزيد عف سنة كاممة لغرض الترويج‪ ,‬األعماؿ أو غرض آخر‬
‫"إصطبلح يطمؽ عمى رحبلت الترفيو وكؿ ما يتعمؽ بيا مف أنشطة واشباع لحاجات السائح"‪.‬‬
‫‪ ‬حسب المجمس الفرنسي األعمى لمسياحة‪:‬‬
‫تشمؿ السياحة جميع النشاطات االنتاجية واالستيبلكية الناتج عف التنقؿ خارج مكاف‬
‫اال قامة ليمة واحدة عمى األقؿ‪ ,‬وذلؾ بغرض الترويج‪ ,‬األعماؿ‪ ,‬العبلج والمشاركة في‬
‫نشاطات مينية‪ ,‬رياضية أو دينية‪.‬‬
‫تعتبر السياحة مف مجموعة العبلقات والخدمات الناجمة عف إقامة الشخص المؤقتة في‬
‫بيئة جديدة ومتميزة بعيدا عف مقر إقامتو المعتاد بغرض إتباع حاجاتو أو تحقيقو لمصمحة‬
‫طالما كانت ىذه اإلقاـ ال تحقؽ لو ربحا ماديا‪ ,‬ىذا يعني اف السياحة نشاط إنساني متعدد‬
‫الجوانب يتضمف مجموعة مف العبلقات المتبادلة بيف السائح الذي يوجد بصفة مؤقتة فقط‬
‫في مكاف ما وبيف األشخاص المذيف يقيموف في ىذا المكاف‪ ,‬وتتضمف كذلؾ العديد مف‬
‫الخدمات المقدمة لمسائح‪.1‬‬
‫وانطبلقا مف ىذه التعريفات يمكننا أف نعرؼ السياحة بأنيا انتقاؿ الفرد أو الجماعة خارج‬
‫مقر اإلقامة لمدة ال تقؿ عف ليمة واحدة وال تزيد عف سنة وذلؾ لغرض الترويج‪ ,‬االستجماـ‬
‫أو ألغراض أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬رىاـ كماؿ خضراوي‪ ,‬الحفاظ عمى التراث العمراني لتحقيؽ التنمية السياحية المستدامة مف خبلؿ مؤسسات المجتمع‬
‫المدني‪ ,‬دراسة حالة سيوه‪ , 2012 ,‬ص ‪16‬‬
‫‪03‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-1‬تعريف السائح‪:‬‬
‫‪ ‬حسب المنظمة العالمية لمسياحة‪:‬‬
‫السائح ىو المسافر إلى بمد غير البمد الذي يقيـ فيو لمدة ال تقؿ عف ‪ 24‬ساعة ألغراض‬
‫مختمفة‪ ,‬في حيف المتنزه زائر ليوـ واحد وىو الزائر الذي يقيـ إقامة مؤقتة أقؿ مف ‪ 24‬ساعة‬
‫‪1‬‬
‫الم َزار‪.‬‬
‫في البمد ُ‬
‫وقد قامت لجنة االحصائيات لعصبة األمـ المتحدة في سنة ‪ 1937‬بتحديد مف ىـ السائحوف‬
‫‪2‬‬
‫عمى النحو التالي‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص المذيف يسافروف لمترويح عف النفس ألسباب عائمية أو لبواعث صحية‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص المذيف يسافروف لحضور االجتماعات الدولية أو لتمثيؿ ببلدىـ أي كاف نوع‬
‫التمثيؿ ( عمميا‪ ,‬إداريا‪ ,‬سياسيا أو رياضيا)‪.‬‬
‫‪ -‬أرباب العمؿ المذيف يسافروف ألسباب تتعمؽ بأعماليـ ‪.‬‬
‫‪ -‬األشخاص المذيف يسافروف في رحبلت بحرية حتى لو كانت فترة إقامتيـ مف ‪ 24‬ساعة ‪.‬‬
‫ال تتضمف الحصوؿ عمى عمؿ يدر عميو منفعة مالية ونستثني مف مفيوـ السائح‬
‫األشخاص‪:‬‬
‫‪ -‬الواصموف بعقود أو بدوف عقود لشغؿ وضيفة أو االلتحاؽ بعمؿ‪.‬‬
‫‪ -‬الواصموف لئلقامة الدائمة‪.‬‬
‫‪ -‬ا لمقيموف في منطقة مجاورة لمحدود واألشخاص المذيف يستوطنوف في منطقة ما ويعمموف‬
‫في منطقة أخرى مجاورة ليا ‪.‬‬
‫‪ -‬الرحبلت التي تقؿ عف ‪ 24‬ساعة كالرحبلت البحرية أو الرحبلت السريعة أو المسافريف‬
‫العابريف‪.‬‬

‫‪ -1‬نبيؿ الروبي‪ ,‬اقتصاديات السياحة‪ ,‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ,‬االسكندرية ‪-‬مصر‪ ,1985 ,‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ -2‬عامر عي ساني‪ ,‬األىمية االقتصادية لتنمية السياحة المستدامة حالة الجزائر‪ ,‬أطروحة لنيؿ شيادة الدكتوراه في عموـ‬
‫التسيير شعبة تسيير المؤسسات‪ ,‬جامعة الحاج لخضر باتنة‪ ,2010 ,‬ص ‪.15‬‬
‫‪04‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬أصناف السياحة‪:‬‬
‫تتضمف السياحة صنفيف أساسييف باعتبار النطاؽ الجغرافي وىما‪:‬‬
‫‪ ‬السياحة الداخمية أو المحمية‪:‬‬
‫ىي سياحة داخؿ نطاؽ جغرافي محدود‪ ,‬تخص انتقاؿ األفراد داخؿ البمد‪.‬‬
‫‪ ‬السياحة الخارجية (السياحة الدولية أو العالمية‪:)1‬‬
‫تخص انتقاؿ السياح األجانب إلى غير البمد الذي يقطنوف فيو‪.‬‬
‫في ىذا الصنؼ مف السياحة الدولية قد يجد السائح االجنبي تغاي ار في أمور متعددة‪ ,‬كما‬
‫تتطمب الحصوؿ عمى إذف لمدخوؿ إلى البمد " تأشيرة الدخوؿ" بينما ال توجد ىذه األمور في‬
‫‪2‬‬
‫السياحة الداخمية‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع السياحة‪:‬‬
‫تتعدد االنماط السياحية تبعا لميوالت ورغبات السائح المراد إشباعيا تماشيا مع التطور‬
‫االقتصادي والعممي الذي يشيده المجتمع في عالمنا المعاصر مف بينيا‪:3‬‬
‫‪ ‬من حيث الطبيعة الفيزيائية لممجال السياحي‪:‬‬
‫‪ -‬السياحة الحضرية‪ :‬تكوف بزيارة المعالـ والنصب التذكارية والتراث العمراني في المدف‬
‫العتيقة‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الساحمية‪ :‬تعتبر نوعا ذو طابع موسمي تظير فييا جميا سياسة االستجماـ‬
‫والتنزه والصيد‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الجبمية‪ :‬وتظير نشاطاتيا في المرتفعات الجبمية بقصد العيش المؤقت لمعائبلت‬
‫في فصؿ الربيع‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الصحراوية‪ :‬وىي نمط الكتشاؼ طبيعة الصحراء المتميز مف رماؿ‪ ,‬واحات‪,‬‬
‫منابع المياه ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬ماىر عبد العزيز توفيؽ‪ ,‬صناعة السياحة‪ ,‬دار ىزاف لمنشر والتوزيع‪ , 1997 ,‬ص ‪. 1‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬نبيؿ الروبي‪ ,‬نظرية السياحة‪ ,‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ,‬االسكندرية ‪ ,1997 ,‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -3‬صميحة عشة‪ ,‬اآلثار التنموية السياحية‪ ,‬دراسة مقارنة بيف الجزائر وتونس والمغرب‪ ,‬مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير‬
‫في العموـ االقتصادية تخصص اقتصاد تنمية‪ ,‬جامعة باتنة ‪ ,2005 ,‬ص ‪12‬‬
‫‪05‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬من حيث الحركة السياحية‪:‬‬


‫‪ -‬السياحة السياسية‪ :‬وىي المشاركة أو الحضور في المناسبات والممتقيات السياسية‬
‫العالمية واالقميمية‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة االقتصادية‪ :‬وىي تشمؿ الرحبلت الخاصة المنتديات االقتصادية و المعارض‬
‫الدولية الكبرى ‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة العممية‪ :‬ىذا النوع مف السياحة يكوف عمى فترات قصيرة و مشارؾ الندوات و‬
‫االجتماعات ‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة االجتماعية‪ :‬وىي سياحة خاصة بزيارة األصدقاء و التعارؼ ‪,‬وتحقيؽ أىداؼ‬
‫انسانية واجتماعية‬
‫‪ -‬السياحة الثقافية‪ :‬ويقصد بيا كؿ استجماـ يكوف الدافع الرئيسي فيو ىو البحث عف‬
‫المعرفة مف خبلؿ اكتشاؼ تراث عمراني وتراث روحي عمى غرار التقاليد والعادات الوطنية‬
‫‪1‬‬
‫أو المحمية‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة البيئية‪ :‬ىذا مف السياحة يكوف في مناطؽ الطبيعة التي لـ يمحؽ بيا التموث‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الدينية‪ :‬وتيدؼ الى زيارة بقاع مقدسة مثؿ مكة المكرمة والمدينة المنورة‬
‫واألقصى الشريؼ عند المسمميف اإلضافة الى األضرحة والم ازرات أو الكينة عند بعض‬
‫الطوائؼ الدينية المختمفة األدياف في العالـ‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الرياضية ‪ :‬وتعتمد عمى مجموعة النشاطات الرياضية كسباؽ السيارات والتزحمؽ‬
‫‪2‬‬
‫عمى الثموج وغيرىا مف االنشطة الرياضية‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الصحية‪ :‬عرفيا التحاد العالمي لمساحة عمى أنيا تقديـ التسييبلت الصحية‬
‫‪3‬‬
‫باستخداـ المصادر الطبيعية لمدولة‪ ,‬وبشكؿ خاص المياه المعدنية والمناخ‪.‬‬

‫‪1‬الجريدة الرسمية ‪,‬العدد ‪, 11‬فيفري ‪,2003‬ص ‪.05‬‬


‫‪ -2‬صبري عبد السميع‪ ,‬نظرية السياحة‪ ,‬مطبعة كمية الحقوؽ والفنادؽ‪ ,‬جامعة حمواف‪ ,‬مصر‪ ,1994 ,‬ص ‪.78‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محيى زيتوف‪ ,‬السياحة ومستقبؿ مصر بيف امكانيات التنمية ومخاطر اليدر‪ ,‬دار الشروؽ القاىرة‪ ,2002 ,‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪06‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويمكف تعريؼ السياحة العبلجية عمى انيا انتقاؿ األشخاص مف بمدانيـ األصمية إلى بمداف‬
‫أخرى بيدؼ االستفادة مف العناصر الطبيعية التي وىبيا اهلل ليذه المناطؽ في مجاؿ العبلج‬
‫‪1‬‬
‫واالستشفاء‪.‬‬
‫– السياحة اإللكترونية‪:‬‬
‫وىي نمط مف السياحة المستحدثة مؤخ ار تعتمد في األساس عمى اإلشيار والترويج المؤىبلت‬
‫السياحية ‪.‬‬
‫‪ -‬السياحة الفضائية‪:‬‬
‫ابتكار ىذا النوع جديد مف السياحة بحيث يمكف لمعديد مف الناس السفر إلى الفضاء بعد أف‬
‫كاف حك ار عمى رواد الفضاء في أبحاثيـ العممية في مختمؼ العموـ‪.‬‬
‫‪ -3-1‬أشكال السياحة‪:‬‬
‫يمكف لمسياحة اف تكوف عمى عدة ػأشكاؿ حسب العوامؿ التي تقاس عمييا‪:‬‬
‫‪ ‬حسب المدة‪ :‬نميز نوعيف مف السياحة‬
‫‪ -‬سياحة مؤقتة (انتقالية) ‪ Tourisme itinérant‬و سياحة دائمة ‪, Tourisme séjour‬‬
‫‪2‬‬
‫حيث يقوـ السائح باختيار موقع سياحي أو بمد واحد لقضاء وقتو ‪.‬‬
‫‪ ‬حسب الدافع أو الغاية‪:‬‬
‫ونعني بو كؿ العوامؿ التي تشد السائح لقصد منطقة معينة‪ ,‬وىو التصنيؼ األكثر أىمية‬
‫لكنو األصعب مف حيث تنوع المقاصد التي تشد السائح‪ ,‬فبل يمكف اإللماـ بيا جميعا‪.‬‬
‫‪ ‬سياحة الترويح واالستجمام‪ :‬ونميز فييا‪:‬‬
‫سياحة الراحة والتجدد ‪ ,‬ا لسياحة الثقافية‪ ,‬السياحة الرياضية‪ ,‬سياحة البحث عف التحؼ‬
‫النادرة والغالية‪ ,‬سياحة المناسبات والفعاليات‪ ,‬السياحة الدينية ‪ ,‬السياحة االستشفائية ‪...‬الخ‬
‫‪ ‬حسب الوجية المقصودة‪ :‬سياحة ساحمية‪ ,‬حضرية‪ ,‬جبمية‪ ,‬صحراوية‪ ,‬ريفية‪.‬‬
‫‪ ‬حسب الفصول والمواسم‪ :‬سياحة صيفية‪ ,‬سياحة شتوية‪.‬‬

‫‪ -1‬رياف دروش‪ ,‬االستثمارات السياحية في األردف‪ ,‬رسالة ماجستير كمية العموـ االقتصادية‪ ,‬جامعة الجزائر‪, 1997 ,‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫‪dictionnaire de géographie p 436.-2‬‬
‫‪07‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬حسب حجم السياح‪ :‬سياحة فردية‪ ,‬جماعية‪.‬‬


‫‪ ‬حسب عمر السائح‪ :‬سياحة الشباب‪ ,‬الكيوؿ ‪.‬‬
‫‪ ‬حسب المداخل‪ :‬سياحة راقية‪ ,‬سياحة اجتماعية‪.‬‬
‫‪ -4-1‬أىمية السياحة‪:‬‬
‫أصبحت السياحة مف أىـ الظواىر المميزة لعصرنا الحاضر‪ ,‬نض ار لما تتمتع بو مف‬
‫أىمية في جوانب عديدة منيا‪:‬‬
‫أ‪ -‬األىمية البيئية‪:‬‬
‫بما أف البيئة السياحية بيئة اصطناعية اوجدتيا قدرة اإلنساف عمى استحداث األدوات‬
‫واستخداميا في مجاالت تفاعميا مع البيئة الطبيعية المتمثمة في عناصر الجذب السياحية‬
‫األساسية (شمس‪ ,‬البحر‪ ,‬الرماؿ‪ ,‬المواقع األثرية والتاريخية) فبل يمكف أف تتكامؿ جاذبيتيا‬
‫إال في ضؿ بيئة طبيعية مناسبة تمثؿ قاعدة الزمة النطبلؽ العمؿ السياحي‪ ,‬وذلؾ لحماية‬
‫البيئة السياحية مف التدىور‪.‬‬
‫ب‪ -‬األىمية االقتصادية‪:‬‬
‫يكمف ابراز األىمية االقتصادية مف خبلؿ العناصر التالية‪:1‬‬
‫* خمؽ مناصب عمؿ‬
‫* تدفؽ رؤوس األمواؿ األجنبية‪.‬‬
‫* تحسيف ميزاىف المدفوعات ‪.‬‬
‫ج‪ -‬األىمية االجتماعية‪:‬‬
‫تساىـ السياحة في الحد مف ظاىرة البطالة وتحسيف المستوى المعيشي لممواطنيف‪ ,‬السياحة‬
‫مطمب اجتماعي ونفسي ىاـ مف أجؿ استعادة األنساف لنشاطو وعودتو لمعمؿ بكفاءة مف‬
‫جديد‪.‬‬

‫‪ -1‬تومية عمروش‪ ,‬السياحة المستدامة في الجزائر حالة بومرداس‪ ,‬مذكرة مكممة لنيؿ شيادة الماجستير في تسيير التقنيات‬
‫الحضرية‪ ,‬جامعة محمد بوضياؼ بالمسيمة‪ ,2008 ,‬ص ‪.15‬‬
‫‪01‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د‪ -‬األىمية الثقافية‪:‬‬


‫تعد السياحة أداة االتصاؿ الفكري وتبادؿ الثقافة والعادات والتقاليد بيف الشعوب‪ ,‬وأداة إليجاد‬
‫مناخ مشبع بروح التفاىـ والتسامح‪ ,‬كمتا تعتبر كذلؾ ػأداة لمتبادؿ المعرفي تعمؿ عمى انتشار‬
‫ثقافات الشعوب واالمـ بيف أقاليـ العالـ المختمفة‪ ,‬كما تعمؿ عمى زيادة توطيد العبلقات‬
‫‪1‬‬
‫ومعرفة الشعوب ببعضيا‪.‬‬
‫ه‪ -‬األىمية السياسية‪:‬‬
‫إف النتائج اإليجابية لمسياحة عمى المستوى االقتصادي واالجتماعي يساىـ في حؿ الكثير‬
‫مف المشكبلت السياسية‪2‬كما تؤدي السياحة إلى تحسيف العبلقات بيف الدوؿ ‪.‬‬

‫‪ -2‬التخطيط السياحي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬مفيوم التخطيط السياحي‪:‬‬
‫التخطيط السياحي ىو نموذج خاص مف التخطيط االجتماعي واالقتصادي ينفرد‬
‫باىتمامات تنبثؽ مف طبيعة ودوافع النشاط السياحي وألف السياحة مف األنشطة التي تتداخؿ‬
‫في عدة قطاعات داخؿ الدولة وتؤثر تأثير مباش ار في التنمية االقتصادية فإف خطتيا يجب‬
‫أف تكوف وثيقة الصمة بالخطط المختمفة لباقي القطاعات وأف تتبلءـ معيا لتكوف أجراء‬
‫متكاممة مف الخطة العامة لمتنمية في الدولة ‪.‬‬
‫والتخطيط السياحي يختمؼ عف التخطيط العمراني أو التخطيط استخدامات األراضي الذي‬
‫يعتمد أساسا عمى توفير احتياجات السكاف مف مساكف وخدمات وأعماؿ لكف التخطيط‬
‫السياحي يعطي األولوية لممكاف حيث ييدؼ إلى وضع برامج تخطيط استخدامات األراضي‬
‫سياحيا وتطويرىا وتجميعيا كأقميـ ومراكز سياحية ومف الضروري في ىدا الصدد التنسيؽ‬
‫بيف التخطيط التنمية السياحية والتخطيط العمراني وخاصة أف الخطة السياحية تعتمد عمى‬
‫بنية المرافؽ األساسية وتوفيرىا قبؿ البدء في التعمير المنطقة واعدادىا سياحيا كما أف الشكؿ‬
‫والطابع الفني والمعماري ميـ باعتبار أف المكاف ىو السمعةالتي تقدـ لمسياح والدي يعتبر‬

‫‪ -1‬تومية عمروش ‪ ,‬نفس المرجع‪ ,‬ص ‪.17‬‬


‫‪ -2‬أحمد ماىر‪ ,‬عبد السبلـ أبو قحؼ‪ ,‬تنظيـ وادارة المنئآت السياحية والفندقية‪ ,‬المكتب العربي الحديث‪ ,‬ط‪ ,2‬مصر‪,‬‬
‫‪ ,1999‬ص‪.67‬‬
‫‪00‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شديد الحساسية بالبيئة التي يقيـ بيا ومف ىنا فإف التخطيط السياحي يقوـ أساسا عمى‬
‫‪1‬‬
‫المحافظة لمقيـ األصمية لممواقع السياحية ‪.‬‬
‫‪ -2-2‬مقومات التخطيط السياحي‪:‬‬
‫كاف تخطيط سياحي يجب أف يقوـ عمى مبدأيف أساسيف ىما‪:‬‬
‫_مبدأ األول‪ :‬يجب القياـ بمسح تفصيمي لخصائص المنطقة الميتـ بيا واجراء دراسة‬
‫شاممة‬
‫لكافة المقومات التي تحتوييا المنطقة ثـ يتـ تحديد مواقع الجذب السياحي واالمكانيات‬
‫السياحية القائمة لتنميتيا ونطويرىا ‪.‬‬
‫مبدأ الثاني ‪ :‬دراسة التوجيات المستقبمية لمقطاع السياحي وىي مبنية عمى تنبوءات نحدد مف‬
‫خبلليا وبدقة مميزات ومتطمبات السياح الديف نستيدفيـ وبالتالي يمكننا تمييز اإلتجاىات‬
‫‪2‬‬
‫الجديدة في طمب السياحي وأخذىا بعيف االعتبار عند وضع االستراتيجيات التنموية ‪.‬‬
‫‪ -3-2‬أىداف التخطيط السياحي‪:‬‬
‫يعمؿ التخطيط السياحي عمى وضع استراتيجات التنمية السياحية ‪ ,‬بيدؼ إلى التنمية‬
‫‪3‬‬
‫االقتصاد الوطني بالدراجة األولي وذلؾ عف طريؽ‪:‬‬
‫‪ -‬زيادة عدد الزيارات السياحية‬
‫‪ -‬رفع نوعية ومستوي السائح‬
‫‪ -‬رفع معدؿ إقامة السائحيف‬
‫‪ -‬زيادة معدؿ اإلنفاؽ اليومي‬
‫‪ -‬تنوع العرض السياحي‬
‫‪ -‬استخدات أنماط سياحية جديدة‬
‫‪ -‬رفع مستوي الصورة السياحية لمبمد السياحي في الخارج‬
‫‪ -‬العمؿ عمى حماية قيـ المجتمع وتقاليده حتي ال تتحطـ بتأثير السياحة‬

‫‪1‬مرواف السكر‪ :‬مختارات مف االقتصاد السياحي ‪ ,‬دار مجدالوي لمنشر ‪ ,‬ط ‪, 1‬األردف ‪ ,1999; ,‬ص‪23:‬‬
‫أمينة بف المجاف‪ :‬التنمية السياحية في قسنطينة ‪,‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماجستير ‪ ,‬كمية األرض ‪ ,2001 ,‬ص‪33:‬‬
‫‪3‬نفس المراجع السابؽ ‪ ,‬ص ‪34‬‬
‫‪00‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬االىتماـ بالمصنوعات اليدوية والنشاطات الثقافية وبوجو خاص أحياء التقاليد‬
‫‪ -3‬المنظمات السياحية‪:‬‬
‫‪ -1-3‬مفيوم المنظمات السياحية‪:‬‬
‫وىي عبارة عف ىياكؿ قانونية تعمؿ عمى تسييؿ العرض السياحي وايجاد نوع مف المقاربة‬
‫بيف ىذا األخير والزبوف كما تؤمف سيوالة السوؽ السياحية و فيي عنصر أساسي في قطاع‬
‫السياحي وأكثر نشاطا عمى مستوي التجييزات السياحية كونيا تركز عمى أنشاء الفنادؽ‬
‫وتحسيف مستوي النقؿ السياحي العالمي مثبل وبذلؾ تعمؿ عمى رخاء ورفاىية السائح أثناء‬
‫قيامو برحمة سياحية ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬دواعي ظيور المنظمات الدولية‪:‬‬
‫‪ -‬تعاظـ الحركة السياحية الدولية واشتداد المنافسة وفرص االحتكاؾ الدولي إف لممنافسة‬
‫فضبل عف كونيا غزيزة إنسانية طبيعية تطورت حتي أصبحت غريزة دولية ‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكؿ النقود التي تتميز بيا السياحة كصادرات غير منظورة دوف غيرىا مف المصادر‬
‫حيث أف األمواؿ تنتقؿ في جيوب السياح مف بمد ألخر وليس عمى الورؽ بواسطة اعتمادات‬
‫مصرفية أو تسييبلت أو اتفاقيات ‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكؿ الجمارؾ والجوازات والتأشيرات مسألة قائمة بالنسبة لمسياح بصفتيـ أشخاص‬
‫‪2‬‬
‫طبيعيف وليسوا سمعا مادية ‪.‬‬
‫‪ -3-3‬فوائد المنظمات السياحية الدولية‪:‬‬
‫‪ -‬جمع األطراؼ المعنية بالسياحة وحؿ مشاكميـ واالتفاؽ عمى وسائؿ التغمب عمييا ‪.‬‬
‫‪ -‬تيذيب المنافسة بالذات بيف الدوؿ التي تربطيا عبلقات جوار‬
‫‪ -‬رفع مستوي المينة والعامميف بيا ونشر الدراسات العممية لمسياحة ‪.‬‬
‫‪ -4‬السياحة المستدامة‪:‬‬
‫السياحة المستدامة ىي نقطة التبلقي ما بيف احتياجات الزوار والمنطقة المضيفة ليـ مما‬
‫يؤدي إلى حماية ودعـ فرص التطوير المستقبمي بحيث يتـ إدارة جميع المصادر بطريقة‬

‫‪1‬ماىر عبد العزيز توفيؽ‪ ,‬صناعة السياحية ‪,‬دار اليدي لمنشر والتوزيع ‪ ,2004.,‬ص‪103 :‬‬
‫‪2‬ماىر عبد العزيز توفيؽ صناعة السياحة ‪ ,‬مرجع سابؽ ‪ ,‬ص‪107:‬‬
‫‪01‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫توفير االحتياجات االقتصادية واالجتماعية والروحية ولكنيا في الوقت ذاتو تحافظ عمى الوقع‬
‫الحضاري والنمط البيئي الضروري والتنوع الحيوي وجميع مستمزمات الحياة وأنظمتيا‬
‫ويوجب تعريؼ لمتنمية السياحية المستدامة عمى أنيا " التنمية التي تقابؿ وتشبع احتياجات‬
‫السياح والمجتمعات المضيفة الحالية ضماف استفادة األجياؿ المستقبمية كما أنيا التنمية التي‬
‫تدير الموارد بأسموب يحقؽ الفوائد االقتصادية واالجتماعية والجمالية مع اإلبقاء عمى الوحدة‬
‫الثقافية واستمرار العمميات االيكولوجية ومقومات الحياة االساسية "‬
‫‪ -1-4‬أىداف السياحة المستدامة‪:‬‬
‫‪ -‬الحفاظ عمى الموارد الطبيعية الثقافية واالجتماعية عمى مدي البعيد‬
‫‪ -‬أنشاء عمميات تييئة معدات ونشاطات السياحية المحترمة لمبيئة والنظاـ البيئبي لمموارد‬
‫األولية وتسيير النفايات والتقميؿ مف التموث والمحافظة عمى الموارد الطبيعية ‪.‬‬
‫‪ -‬أدماج التد فقات التي خمفتيا السياحية في التسيير اليومي لممدينة واىتماـ الكبير الحتراـ‬
‫البيئة و وتشجيع النقؿ العمومي والسير عمى األقداـ والدراجات واحتراـ ىوية وثقافة السكاف‬
‫المحميف والسير عمى عدـ تغيير اليوية وكذلؾ المدينة أو االحياء وعدـ جعؿ الثقافة المحمية‬
‫‪1‬‬
‫سمعة تباع وتشتري ‪.‬‬
‫‪ -2-4‬مبادئ السياحة المستدامة‪:‬‬
‫عند محاولة دمج الرؤي والقضايا سابقة الذكر والتي تتعمؽ بالسياسات والممارسات المحمية‬
‫‪,‬يجب أف تؤخذ المبادي التالية بعيف االعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أف يكوف التخطيط لمسياحة وتنميتيا وأدارتيا جزء مف استراتيجيات الحماية أو‬
‫التنمية المستدامة لئلقميـ أو الدولة كما يجب أف يتـ تخطيط وادارة السياحة بشكؿ متداخؿ‬
‫وموحد يتضمف اشراؾ وكاالت حكومية مختمفة ومؤسسات ومواطنيف سواء كانوا مجموعات‬
‫أـ أفراد لمتوفير أكبر قدر مف المنافع ‪.‬‬

‫‪ 1‬بوسناف ببلؿ وبازيف صالح‪ :‬التنمية الحضرية واالستدامة حالة مدينة سكيكدة ‪ ,‬مذكرة تخرج لمنيؿ شيادة ميندس دولة في‬
‫تسيير التقنيات الحضرية ‪,‬جامعة أـ البواقي ‪ ,2009_2008.‬ص‪45:‬‬
‫‪02‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬يحب أف تتبع ىده الوكاالت والمؤسسات والجماعات واألفراد المبادئ األخبلقية والمبادئ‬
‫األخري التي تحترـ ثقافة وبيئة واقتصاد المنطقة المضيفة والطريقة التقميدية لحياة المجتمع‬
‫وسموكو بما في ذلؾ األنماط السياسية ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يتـ تخطيط وأدارة السياحة بطريقة مستدامة وذلؾ مف أجؿ الحماية‬
‫واالستخدامات االقتصادية المثمي لمبيئة الطبيعية والبشرية في المنطقة المضيفة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف تيتـ السياحة بعدالة توزيع المكاسب بيف مروجي السياحة وأفراد المجتمع‬
‫المضيؼ والمنطقة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف تتوفر الدراسات والمعمومات عف طبيعة السياحة وتأثيراتيا عمى السكاف والبيئة‬
‫الثقافية قبؿ وأثناء التنمية خاصة لممجتمع المحمي حتي يمكنيـ المشاركة والتأثير عمى‬
‫اتحاىات التنمية الشاممة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يتـ عمؿ تحميؿ متداخؿ لمتخطيط البيئي واالجتماعي واالقتصادي قبؿ المباشرة‬
‫بأي تنمية سياحية أو أي مشاريع أخري بحيث يتـ األخذ بمتطمبات البيئة والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يتـ تشخيص األشخاص المحمييف عمى القياـ بأدوار قيادية في التخطيط والتنمية‬
‫‪1‬‬
‫بمساعدة الحكومة وقطاع األعماؿ والقطاع المالي وغيرىا مف المصالح ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أف يكوف التخطيط لمسياحة وتنميتيا وادارتيا جزء مف استراتجيات الحماية أو التنمية‬
‫المستدامة لئلقميـ أو الدولة ‪.‬‬

‫‪1‬بوسناف ببلؿ وبازيف صالح ‪ ,‬مرجع سابؽ ‪ ,‬ص‪39‬‬


‫‪03‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثانيا‪ :‬الســياحة في العـالم‬


‫‪ -1‬التدفقـــات السيــاحية في الــــعالم‪:‬‬
‫تنحػػصر معظـ التدفقات في الع ػػالـ عػػمى شكػػؿ تػػدفؽ شػػماؿ ‪-‬شمػػاؿ ‪,‬حيث أف أى ػػـ األحواض‬
‫المصػػدرة والمستقبػػمة لمسياحة ىي أوروبػا الغربية وأمريكا الشمالية ىاذيف القطبيف يجمػػعاف ما قدره‬
‫‪ 75%‬ما إجماؿ السيػػاح المغػػادريف‪ ,‬و ‪ 75%‬مف إجماؿ السيػػاح الواصػػميف‬
‫رجػع لؤلسباب ال ػػتالية‪:‬‬
‫وىػػذا ا‬
‫تعتبر ىذه البػػمداف بمػػدانا غنػػية‪.‬‬
‫ر مف السػػكاف ومسػػتوى معػػيشي عػػالي‪.‬‬
‫تمتمؾ ىذه البمػػداف عدادا كبػػي ا‬
‫ارتػػفاع األجور ‪ ,‬طػػوؿ مػػدة اإليجارات وأغػػمبيا مدفػػوعة األجر‪.‬‬
‫تحت ػوي ىذه البػػمداف عمى بنا تحػػتية لمسياحة عػػديدة ومبلئػػمة‪.‬‬
‫‪ -1-1‬األحـــواض الســـياحية في العـــالم‪:‬‬
‫كػػانت السيػاحة في البمداف محدودة جغ ػرافيا واجػػتماعيا‪ ,‬لكػف انػطبلقا مف ع ػػاـ‪ 1960‬ـ تطػ ػػور‬
‫النػػشاط السػػياحي وزادت األرقاـ المسجػػمة في مػػجاؿ الس ػػياحة لتػػصؿ ‪ 702‬مميػػوف في عػػاـ‪2002‬‬
‫ىػػذه الزيادة صػػاحبيا ازديػاد في المػػناطؽ فيػػما بعد مػػا يعػػرؼ ببلح ػواض السػػياحية إذ نػػميز‬
‫ثبلث أح ػواض رئيػػسية وىي‪:‬‬
‫أ‪ -‬أوروبــــا‪:‬‬
‫تحػػتؿ أوروبا المػرتبػػة األولى في السػػياحة العػػالمية‪ ,‬حيث تتػػجو اغػمب التػدفقات السيػاحية نحو‬
‫سػواحؿ الب ػحػػر المتػػوسط ونذكػػر منػػيا )‪: ( Casta de sol‬و ))‪ Casta Brava‬االسبػػانية ‪,‬‬
‫‪(langue doc ), ( cote d'Azur‬الفرنػسية ) ‪ ), ( Ravira‬االيطػػالية ‪ ,‬جزر اليػػوناف وبعػػض‬
‫الجػػزر األخرى مثػػؿ ‪ ( Baléares), ( Corse ), ( Sicile ),‬وتقصد ىذه المنػػاطؽ نتي ػػجة‬
‫العتػػداؿ منػػاخيا وامكانية االصطػ ػػياؼ في ػػيا ‪,‬حيػػث ي ػمػػكننا القػػوؿ أف ىنػػاؾ ىروبػ ػػا مف المػ ػػناطؽ‬
‫األوروبػػية البػػاردة إلى الس ػواحؿ المتػػوسطية الدافػػئة‪.‬‬
‫أما باقػػي الس ػواحؿ األوروبية والمتػػمثمة في س ػ ػواحؿ األطمسي والبمػػطيؽ فت ػػعرؼ تأخ ػ ار في‬
‫مػػيداف السػػياحة مقػػارنة بس ػ ػواحؿ البػػحر المت ػػوسط ‪,‬وىذا يب ػػيف مػدى ت ػػأثػػير المنػػاخ عمػػى‬
‫التػػدفقػػات السػػياحية ‪,‬لكػػف ىػػذا ال يػػمنع وج ػػود ن ػػوع أخر مف السػػياحة والذي ال يرتػ ػػبط بالمنػػاخ‬

‫‪04‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وىو السػػياحة الثػقافية والذي يجػػد رواجػ ػػا في المػػدف األوروبية الرئيػػسية والتػػي تػػعتبر ىػي األخرى‬
‫مػ اركػز لمجػػذب السػ ػػياحي بالػػدرجة األولى ونذكػر مػػنيا فنػيس بػاريس ‪ ,‬أمسترداـ ‪ ,‬ىػػذه المػػدف‬
‫تػ ػػستقبؿ م ػػبلييف السػػياح سػػنويا‪.‬‬
‫فيػػمؿ يتػعمؽ بالسػػياحة الشػػتوية نػميز أربعة بػمداف أوروبية تقػػتسػـ ىذا النػوع مف السػياحة وىػػي‬
‫فػرنسػػا ‪ ,‬سػويس ار ‪ , l'Autriche ,‬اي ػػطاليا ‪,‬حيث تػػـ إعداد من ػػطقة األلب بمػػحطػػات التػزلج وتتػ ػواجد‬
‫محػػطات الت ػزلج أيػػضا في روما نيػا‪ ,‬سػػموفينػيا ‪,‬تشػػيكا وألػػمانيا‬
‫ب‪ -‬أســـــيــــــا‪:‬‬
‫تحػػتؿ حاليػػا قػػارة أسيا وبالتػح ػػديد دوؿ جنػػوب شرؽ أسيػا المرتػبة الثػػانية حػيث تػػعرؼ السػػياحة‬
‫نػػموا ىػػاما يتػػعمؽ بالػدرجة األولى بالنمو االقتصػػادي الذي حػػققػتو ىذه الدوؿ مثؿ تايمندا ‪,‬‬
‫اندونيسيا ‪ ,‬وأرخبيؿ جزر المحػػيط اليػ ػادي مثؿ قاـ ‪,‬ىاواي ‪,‬فيجي ‪,‬تػػستقبؿ ىذه األح ػواض سيػاحا‬
‫مف أوروبػػا وأمريكا خصوصا إضػػافة إلى س ػواح مف الياباف‪.‬‬
‫ج‪ -‬أمـــريـــكا الشـمالية‪:‬‬
‫بعػد أف كػػانت تحتػػؿ المرتبة الثػػانية تراجع حوض أمريكا الشمػػالية لممػرتبة الثالثة وذلؾ في‬
‫السػػنوات األخيرة ويػػعود ىذا التػراجع أساسا إلى الحػػالة األمػػنية التي تعيشيا المنطقة حيث ال‬
‫يخفى عمينا أف اليجػمات اإلرىػابية عمى الواليات المتػحدة األمػريكية واالحت ارزات األمػينة الناتجة‬
‫عنػيا قد خفػضت مف حػػركة السياح نحو ىذه المنطقة ‪ .‬وتعػد الواليات المتحػدة األمريكية أى ػـ دوؿ‬
‫أمػريكا الشمػالية مف حيث استقبػػاؿ السيػاح حيث تعػػد مػػدف مثؿ فبػػوريدا و كاليػػفونيا مف اكبر‬
‫المدف الجػالبة لمسياح في مجاؿ السياحة الساحمية عمى المستوى الوطني واإلقمػػيمي ‪ .‬نظ ار لفقر‬
‫ىذه المنػػطقة مف الناحػية التاريخية مقػارنة بالدوؿ األوروبية فاف ليا نصيبا اقؿ مف نص ػػيب ىذه‬
‫البمداف فيما يخص السياحة الثقػافية ‪.‬لكف تجد بعض المدف التي تشد عف القاعدة وىي مديػنة نيػو‬
‫اوررليونز ‪,‬نيويورؾ ‪ ,‬وواشنطف‪.‬‬
‫‪ -‬نمػيز نػوعا أخر مف السيػاحة يميز المدف األم ػريكية وىو سياحة األلعػاب والقمار والذي‬
‫يتػػوضح في نجػػاح ح ػػدائؽ التسػمية مف نوع ) ‪ ( Dysney Land‬ومػػدف الت ػػسمية مػػثؿ الس‬
‫فيسغػػاف‪.‬‬

‫‪05‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬تمتمؾ الواليات المتحدة األم ػريكية كمػائف أخرى لمسياحة وىي الكػمائف التي تجسػد انفرادا‬
‫السياحة األمػريكية ‪.‬وىي الكمائف الطػبيعية التي تزار كثي ار مف طرؼ السػواح ومواطني الواليات‬
‫المتػحدة األمريكية نذكر منيا‪ :‬الوادي الكبير ‪ ,‬شبلالت نيا غا ار‬
‫باإلضػافة إلى ىػذه األحػواض الث ػػبلثة نم ػػيز وج ػػود حوضػيف آخػريف ىمػا قػػارة إفريقيا والشرؽ‬
‫األوسط وسنوضح في الجدوؿ التالي والذي عنواناه بتدفؽ السياح عمى األحواض‬
‫المصػدر‪ :‬المنظمة العالمية لمسيػاحػة‬
‫‪ -2‬السياحة في بمدان البحر األبيض المتوسط‪:‬‬
‫تعػد منػ ػػطقة البحر المتوسط م ػػنطقة ميػػمة في د ارسػػتنا فيي تضػػـ أى ػػـ البمداف السياحية في‬
‫العػػالـ اجمع ‪ ,‬كما تضـ أى ػػـ الدوؿ السياحية في الع ػػالـ العػربي واإلسبلمي‪.‬‬
‫إذا نظػ ػرنا إلى الجية الشم ػػالية لمبحر المتوسط ن ػػجد أىػػـ حوض سياحي في العالـ وىو أوروبا‬
‫التي تظـ أىػػـ الدوؿ السياحية في العالـ وجميعيا تط ػػؿ عمى البحر المتوسط ‪,‬فنج ػػد فرنسا والتي‬
‫يصنؼ عمى أنيا أوؿ دولة في مجاؿ السياحة تالييا مبػاشرة دولة اسبانيا كما نجد بمداف أخرى‬
‫كإيطاليا عمى مقربة وفي الجية المقابمة نجد المغرب ‪,‬تونس ‪,‬مصر وىي أىـ الدوؿ الع ػربية‬
‫واإلسبلمية في مجاؿ السياحة حيث تستقبؿ عدادا كبي ار مف السياح خػػاصة السياح االوروبيف‬
‫لتشػػكؿ بذلؾ امتداد لمحوض السياحي األوروبي‪.‬‬
‫‪ -1-2‬فـــــرنســــا‪:‬‬
‫تعػػتبر السياحة في فرنػػسا نشاطا ميما جػػدا لمب ػػمد ‪,‬حيث تعػػتبر فرنسا منذ عػدة سنوات ال ػػبمد‬
‫األوؿ في السياحة عالميا ‪.‬بمغ عدد السياح سنة ‪ 2003‬خمسة وسبعوف مميوف سائح برقـ أعماؿ‬
‫يقدر باثنيف وثبلثيف مميار اورو ‪,‬ىذا الرقـ يضع فرنسا في المرتبة الثالثة مف حيث المداخيؿ بعد‬
‫الواليات المتحدة (خمسة وستوف مميار اورو ) واسبانيا ( واحد وأربعوف مميار اورو )وذلؾ‬
‫الحتوائيا عمى ترسػانة متنوعة مف اإلمكانيات السياحية الطبيعية والبش ػرية وتتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫الكاتدرائيات ‪ ,‬القصور ‪,‬اآلثار الرومانية ‪,‬مواقع تاريػخية لئلنساف القديـ ‪,‬المتاحؼ ‪,‬المواقع‬
‫الطبيعية ‪,‬المتنزىات الوطنية ‪,‬المرافؽ الرياضية ‪,‬المحطات الساحمية ‪,‬المحػطات الرياضية‬
‫الش ػػتوية ‪,‬المحطات العمومية ‪,‬متنزىات التسػػمية‪.‬‬

‫‪06‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2-2‬تــونـــــس‪:‬‬
‫تعد السياحة في تونس العمود الف ػػقري لبلقت ػػصاد التونسي و بتصفح األرق ػ ػػاـ والمعػػطيات‬
‫لقطاع السياحة في تونس ‪,‬يتػػجمى أماـ العػػياف إلى أي مػ ػػدى بمغت السياحة التونسية مف تقدـ ‪,‬‬
‫حيث أصبحت الػػدولة الت ػػونسية مف الدوؿ المفػػضمة لدى السياح خاصة األوروبييف‪ ,‬إذ تحتؿ‬
‫المرتبة الثالػ ػػثة في إفريقيػػا حيث توافد عمييا سنة ‪ 2000‬ما يزيد عف خمسة مبلييف سائح وىو ما‬
‫يعادؿ نصؼ عدد سكانيا‪.‬‬
‫إذ تتػػوفر تونػس عمى عدة مؤىبلت سياحػية تاريػخية ‪,‬ثقافػػية وترويحية إضافة إلى اعتمداىا‬
‫عمى الممتقيػ ػػات الدولػػية في مخ ػػتمؼ المجاالت ل ػػكف نػذكر في ىذا المػػجاؿ اكبر األقػػطاب‬
‫السياحية التونسية وىي الحمامات ‪,‬طبرقة ‪ ,‬القيرواف ‪ ,‬جربة ‪ ,‬توزر ‪ ,‬سيدي بوسعيد ‪ ,‬زغواف ‪,‬‬
‫سبيطة‪.‬‬
‫إض ػػافة إلى ذلؾ ن ػػذكر امتداد الشواطئ عػػمى طوؿ ‪ 1300‬ألؼ و ثبل مئة متػػر عمى الساحؿ‬
‫المتوسطي‪.‬‬
‫*يرجع تطػػور قطاع السػياحة في كؿ مف البػ ػػمديف إلى الس ػػياسة المنتػيجة واالىتػػماـ الكبير‬
‫بيذا القطاع وذلؾ بوضع مصالح متخصصة تعنى بتطويرييا ‪,‬سف قوانيف تساىـ في تنظيـ‬
‫وتطوير القػػطاع ببلضافة إلى تيػػيئة الظروؼ المنػػاسبة لبلستثمار الداخػػمي واألجنػػبي‪.‬‬

‫‪07‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثالثا‪ :‬السيــــاحة في الجـــــــــزائـــر‬


‫‪ -1‬نبذه تـــاريخية عن السباحة في الجــزائر‪:‬‬
‫مرت الج ػزائر بعدة فترات تاريخية عرفت خبلليا قياـ عػػدة حضارات ‪ ,‬خبلؿ ىذه الفترات‬
‫نشأت عػػدة أن ػواع مف السياحة ويمكف تمخيص ىذه الفترات فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -1-1‬الفتـــرة الـــرومـــانية‪:‬‬
‫أىػػـ نػػوع مف السياحة التي يمكف تمييزىا في ىػػذه الفترة ىي السيػػاحة المعدنية حيث اشتير‬
‫الرومػػاف بإنشػػائيـ لعدة مح ػػطات حم ػػوية ‪ Stations termals‬أو ما يعرؼ بحمامات المػػياه‬
‫الحػػارة ‪,‬كانت ىذه الحمامات مف أىـ الم ػرافؽ الع ػػمومية المػكونة لممدف الرومػػانية والتي تقصد مف‬
‫ز ‪,‬تيمقاد ‪,‬‬
‫مختمؼ أنػػحاء اإلمبراطورية الرومػػانية ومف أشير المدف المػػعروفة بحمامتيا نػػذكر تيبا ا‬
‫جميمة‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الفترة العربية اإلسالمية‪:‬‬
‫نميز في ىػػذه الفتػرة نوعيف مف السياحة‪:‬‬
‫أ‪ -‬السياحة الحموية‪ :‬عػرفت الحػػمامات المػعدنية إقباال كبي ار مف طرؼ المسمميف و ذلؾ‬
‫ألسػػباب دينية متػػعمقة بالنػػظافة إلى أسػػباب عبلجية و اس ػػتشفائية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬السياحة الدينية‪ :‬وتتمثؿ في رحػػبلت الع ػػمرة والحػػج وتتػػـ بطػريقتيف‪:‬‬
‫عف طػريؽ القوافؿ البرية انػطبلقا مف المغرب ومرو ار بالجزائر في اتجاه مكة‬
‫عف ط ػريؽ القوافؿ البحرية انطػػبلقا مف الموانئ الجزائرية التي عػػرفت بأمانيا لقوة أس ػػطوليا‬
‫في تمؾ الفترة‪.‬‬
‫‪ -3-1‬الفترة االستعمارية‪:‬‬
‫تعتػػبر ىذه الفػترة مف أىـ الفت ػرات في تػػاريخ السيػػاحة في الج ػزائر حػػيث ظ ػػيرت السيػػاحة‬
‫بم ػػعناىا الحػػديث‪.‬‬
‫حيث ابتدأ مف عػػاـ ‪ 1914‬عرفت الجػ ػزائر إقباال كبي ار مف طػػرؼ السػػياح األثرياء الباحثيف عف‬
‫األمػػاكف المجػيولة وعف المناخ الدافئ في الشػػتاء‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بعد نياية الحرب العػػالمية الثانية ازداد عدد السيػػاح المقبميف لمجزائر حيث ظػػيرت السياحة‬
‫االجتماعية التي عػػوضت سيػػاحة األثرياء فاألمر يتعمؽ بزبائف ذوي دخؿ متوسط أو الدخؿ‬
‫المحدود لكف بأعداد كبيرة‪.‬‬
‫‪ -4-1‬فتــــرات مــا بعــد االســـتقالل‪:‬‬
‫بعد االستقبلؿ اتجيت الجزائر نحو تحسيف البنية الموروثة عف االستعمار وزادة الطاقة‬
‫االستيعابية لممرافؽ السياحية وذلؾ تقدي ار منيا إلى أىمية السياحة في مجاؿ التنمية االقتصادية‬
‫لمبمد‪.‬‬
‫وكانت أوؿ انطبلقة في ىذا المجاؿ عف طريؽ إكماؿ برامج مخطط قسنطينة ‪ 1957‬والمتمثمة‬
‫فيما يمي‪.‬‬
‫إنشاء ‪ 17200‬غرفة فندقية في المجاؿ الحضري ‪ 17%‬مف ىذه الغرؼ مخصصة لمعاصمة‪.‬‬
‫إنشاء ‪ 1180‬غرفة بالنسبة لمحمامات المعدنية الموجودة‪.‬‬
‫‪ -5-1‬تطـــور االستـــقالل في الــجزائــر‬
‫منذ االستقبلؿ إلى يومنا ىذا شيدت السياسة السياحية لمجزائر عدة تغيرات ىذه التغيرات‬
‫جاءت تبعا لمتغيرات السياسية ‪ ,‬االجتماعية واالقتصادية التي عرفتيا الببلد ‪ .‬يمكننا أف نتابع ىذه‬
‫السياسة وذلؾ عبر عدة فترات زمنية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفــــــترة مـــــــــــــــا بين‪1962- 1966 :‬‬
‫‪ -‬سياحة مبــنية عمى اإلرث االســتعمـــاري‪:‬‬
‫بعد حصوليا عمى االستقبلؿ ورثت الجزائر ىيكمة سياحية مرتكزة أساسا عمى التركيز عمى‬
‫السياحة الساحمية والس ػػياحة الع ػػمرانية وذلؾ لتم ػػبية ذوؽ الزبػػائف األجانب وكذلؾ لمتماشي مع‬
‫طبيعة المنت ػػوجات االستعػػمارية التي تجػػمب رجاؿ األعم ػػاؿ لمحػصوؿ عمى صػػفقات والقياـ في‬
‫ن ػػفس الوقت بالسياحة‪.‬‬
‫يمكننا أف نوضح القدرات الس ػػياحية التي ورثتػػيا الجزائر عف فرنسا في ج ػػدوؿ التالي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول ‪ :1‬القــدرات السـياحية الموروثة عن االستــعمار‬

‫المػػجموع‬ ‫ج ػػبمي‬ ‫ساحػمي‬ ‫صحػراوي‬ ‫حػػضري‬ ‫المن ػػتوج السػػياحي‬

‫‪5222‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪2969‬‬ ‫‪486‬‬ ‫‪2377‬‬ ‫عػدد األسػرة‬


‫‪100‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪40‬‬ ‫النسبة المئوية‬
‫المصدر‪tourisme et dévelooppement économique: p:84:‬‬
‫تمػػيزت ىذه الفتػرة بمػػا يمي‪:‬‬
‫خمؽ مناطؽ التوسع السياحي‪.‬‬
‫جمع المعػػمومات‪.‬‬
‫حمػػاية المػوروث السياحي‪.‬‬
‫إنشاء الديػواف الوطني لسياحة في ‪ 1962‬والذي ييتػػـ بتػػسيير العػػقار السياحي وترقية المنتػػوج‬
‫السياحي في السوؽ العالمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفـــــترة مــــــــا بين‪1980- 1966 :‬‬
‫تأسيس القطاع السياحي بالجزائر تعد سنة ‪ 1966‬سنة تاريخية لمسياحة في الجزائر وىي السنة‬
‫التي تأسست فييا أوؿ و ازرة لمسياحة والتي قامت بإصدار أوؿ وثيقة متعمقة بالسياحة والمعروفة‬
‫بالميثاؽ الوطني تأخذ ىذه الوثيقة السياحية عمى أنيا قطاع ذو أىداؼ ميمة ىذه األىداؼ ىي‪:‬‬
‫جمب العممة الصعبة ‪ -‬خمؽ منػػاصب الشغؿ ‪ -‬إدخاؿ البمد في السوؽ العالمية‬
‫مف اجؿ تحقيؽ ىذه األىداؼ رسمت ىذه الوثيقة استراتيجيو تتمثؿ في التالي‪:‬‬
‫ترك ػيز االستثمارات السياحية والوحدات اإلنتاجية مف نوع مركبات السياحة مف النوع الرفيع‬
‫عمى طبقة مف السياح األجانب ذوي القدرة الشرائية المرتفعة‪.‬‬
‫وضع نظاـ لمتكويف في مجاؿ السياحة والفندقة‬
‫‪ -‬تعتبر السياحة منتوج موجو لمتصدير وتوجيو المر دودية لمتنمية الوطنية‪.‬‬
‫كما تعتير الوثيقة [ الميثاؽ الوطنػػي ] مصد ار أساسيا لتنمية وانجاز المشاريع االستثمارية‬
‫المقدمة مف المخططات التنموية الوطنية الثبلثة ‪,‬وتتمثؿ ىذه المشاريع فيما يمي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول ‪ :2‬نصيب القطاع السياحية في المخططات االقتصادية)‪(1967-1977‬‬


‫المخطط الثبلثي‬
‫المخطط الرباعي‬ ‫المخطط الرباعي‬
‫األوؿ‬ ‫المخططات الوطنية‬
‫الثاني‬ ‫‪1970- 1973‬‬
‫‪1967 - 1970‬‬
‫‪80 00‬‬ ‫‪35 00‬‬ ‫‪1169‬‬ ‫األسرة المبرمجة‬
‫‪32 206‬‬ ‫‪9220‬‬ ‫‪2750‬‬ ‫األسرة المنجزة‬
‫‪%40‬‬ ‫‪26.34‬‬ ‫‪%‬‬ ‫‪32.52‬‬ ‫‪%‬‬ ‫نسبة االنجاز‬
‫المصدر ‪:‬من انجاز الطمبة باالعتماد عمى معطيات كل من ‪Demain l'algerie chérif‬‬
‫‪rahmani 1996,20 aménagement touristique de Annaba page .‬‬
‫كما شيدت ىذه الفترة تأسيس مكتب السياحة الجزائرية الذي ييدؼ الى‪:‬‬
‫تنظيـ وتنفيذ الرحبلت السياحية‬
‫توفير وسائؿ النقؿ لمرحبلت السياحية البعيدة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلؾ تأسيس‪:‬‬
‫مؤسسة الفندقة والسياحة‪.‬‬
‫وانضماـ النوادي الس ػػياحية إلى القطاع السياحي‪.‬‬
‫رغـ كؿ ذلؾ وبالنظر إلى الميزانية الم ػػقدمة لقطاع الػػسياحة في ىذه الرحمة والمقدرة ب‪2.5%‬‬
‫مف مي ػزانية المخطط الرباعي األوؿ و ‪1.11%‬مف م ػػيزانية المخطط الرباعي الثاني ‪ .‬وبالنظر‬
‫إلى نسبة انجاز المشػػاريع السياحية المبرمجة‪.‬‬
‫يمكننا الق ػػوؿ أف ال ػػسياحة لـ تأخذ مكانتيا الحػ ػػقيقية في ىذه الفترة كقطاع ذوي أولوية في‬
‫التنمية االقتصادية الوطنية‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفتـــرة مــا بين ‪ 1980‬إلى‪ : 1988‬بدايـــة اإلصــالح‬
‫تماشيا مع ال ػػتغيرات االجتماعية واالقتصادية التي عرفتيا الببلد ‪,‬شيد قطاع السياحة عدة‬
‫تغيرات واصبلحات بمػػوجب ميثاؽ ‪ 1980‬الذي ينص عمى‪:‬‬
‫إنياء البرامج المػػسجمة في المخططات السابقة‬
‫جمع المعمومات المػتعمقة باألماكف السياحية الوطنية‬
‫انجاز مخطػػطات التييئة السياحية‬

‫‪11‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تحديد نوعية النشاطات السياحية المبرمج إنماؤىا‬


‫توزيع االستثمارات السياحية عمى كؿ التراب الوطني مف اجؿ تسييؿ السياحة االجتماعية‬
‫وجعميا في متناوؿ الجميع‬
‫تمبية الحاجيات الوطنية بالن ػػسبة لمرافؽ الراحة واالستجماـ وترقية السياحة عمى المستوى‬
‫الخارجي باعتبارىا مصدر لمعػػممة الص ػػعبة ووسيمة لبلنفتاح عمى العالـ الخارجي‬
‫مف الجانب التشريعي نميز نصيف قانونييف مػػيميف جدا وىما‪:‬‬
‫‪ -‬المرسوـ رقـ ‪ 298/81‬الصادر في ‪ 31‬أكتػوبر ‪ 1981‬والمتضمف تطبيؽ األمر رقـ‪62/66‬‬
‫المتعمؽ بتحديد المناطؽ واألماكف السياحية كما يحدد شروط الحػػصوؿ عمى رخص البناء في‬
‫المناطؽ السياحية ‪,‬ىذا المرسوـ جد ميـ ألنو بتحديد ىذه الم ػػناطؽ عمى المستوى الوطني يصبح‬
‫التدخؿ عمى ىذه المناطؽ عف طريؽ البناء يص ػ ػػبح مشروطا بالحصوؿ عمى رخصة لمبناء والتي‬
‫تمنح مف طرؼ الوزير المكمؼ بالسياحة شخصيا‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوـ رقـ ‪ 372/81‬الصادر في ‪ 26‬ديسمبر ‪ 1981‬والذي يحدد صبلحيات البمدية والوالية‬
‫اختصاصاتيما في القطاع السياحي‪.‬‬
‫أعطى ىذا المرسوـ لمبمدية والوالية صبلحيػػات تتعمؽ بترقية السياحة في المناطؽ التابعة ليا‬
‫وتحديد مناطؽ التوسع السياحي واعداد المػػخطط الرئيسي لمتييئة السياحية‪.‬‬
‫إضافة إلى ىذه النصوص ع ػػرفت ىذه الفترة عػػدة انجازات نذكر منيا‪:‬‬
‫إنشاء الوكالة السياحية ‪ sonaltours‬المتخصصة في السياحة الصحراوية‪.‬‬
‫إنشاء الشركة الوطنية الحموية والمناخية ‪ sonthem‬مقرىا مميانة‪.‬‬
‫إنشاء المؤسسة الوطنية لمدراسات السياحية ‪ onat‬التي أوكمت ليا المياـ التالية‪:‬‬
‫ترقية المنتوج السياحي واالستثمار واإلشيار‪.‬‬
‫إقامة سياحة صحراوية ذات طابع تجاري موجو لمسوؽ العالمية‪.‬‬
‫فتح مكاتب سياحية في جميع الواليات‪.‬‬
‫تحديد وحماية المناطؽ السياحية‪.‬‬
‫تشجيع السياحة االجتمػػاعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫د‪ -‬الفـــترة مـــــا بين‪1989/1985‬‬


‫برمج ليذه الفترة إنشاء مائة ألؼ )‪ ( 100000‬سرير مف بيني ػػا اثناف وثبلثوف ألؼ )‪(32000‬‬
‫ألؼ سرير موجو لمقطاع الخاص ونظ ار لضعؼ اإلقباؿ األجنبي المسجؿ والفشؿ في دخوؿ‬
‫السوؽ العالمية لمسياحة ‪ ,‬ىػػذا الفش ػػؿ الذي يػػرجع في األسػػاس إلى غياب إستراتجية سياحية‬
‫وطنية موجو نحو تسويؽ المنتوج السياحي الجزائري ‪ ,‬تبنت السمطات الجزائرية توجييات جديدة‬
‫تتمثؿ في‪:‬‬
‫تحديد المحاور الكػػبرى لمسياسة السياحية في الجزائر‬
‫تحقيؽ األىداؼ المتعمقة بترقية وبعث السياحة الوطنية‬
‫إنشاء شركات سياحية مختمطة‪.‬‬
‫فيما يتعمؽ بالمحاور الكبرى لمسياسة السياحية الجزائرية في ىذه الفترة نبلحظ بأف أوؿ محور‬
‫ذو طابع اقتصادي بحت ‪ ,‬حيث ييدؼ إلى الوصوؿ إلى مميوف ونصؼ سائح أجنبي ومميوني‬
‫جزائري وذلؾ لمحصوؿ عمى ستمائة مميار سنتيـ سنويا‬
‫مف بيف المحاور األخرى نجد االرتقاء بنوعية المؤسسات الفندقية حيث وضعت معايير‬
‫لتصنيؼ‬
‫المؤسسات الفندقية والسياحية وىذا ما ينص عميو القرار المؤرخ في ‪ 1‬فيفري ‪ 1985‬الصادر‬
‫عف و ازرة الثقافة السياحية‪.‬‬
‫ه‪ -‬الفتــرة مـا بين‪2006/ 1985‬‬
‫مع التغير الذي عرفتو السياحة الجزائرية ولتحوؿ نحو االقتصاد الحر ‪,‬عرفت السياحة‬
‫الجزائرية بدورىا تغيرات جذرية في سياستيا وتتمثؿ فيما يمي‪:‬‬
‫القياـ بجرد كامؿ لموضعية الحقيقية لقطاع السياحة مع توضيح اإلرادة السياسية الجديدة‬
‫الداعمة لمقطاع السياحي الخاص والرغبة في خمؽ شراكة مع األجانب لتحويا قطاع السياحة إلى‬
‫صناعة قائمة بذاتػػيا‪.‬‬
‫االنفتػػاح عمى السػػوؽ العالمية السياحية بصور أكثر فعالية مف السابؽ وذلؾ بالمشاركة في‬
‫المعارض العالمية لمسياحة واألسفار ابتداء بالمشاركة في المعرض الذي أقيـ في الدار البيضاء‬

‫‪13‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫)‪ Casa ( blanca‬ما بيف ‪ 23‬و‪ 29‬جانفي ‪ 1991‬في إطار االحتفاؿ بالنسبة السياحة‬
‫اإلفريقية‪.‬‬
‫كانت األىداؼ مف ىذه المشاركة متعددة لكف نذكر منيا األىـ وىو‪:‬‬
‫تحسيف صورة الجزائر بالنسبة لوسائؿ اإلعػػبلـ األجػنبية ووكاالت السفر العالمية والزبائف‬
‫يحتاج ىذا االنفتاح إلى تنظيـ ييتـ بتنػمية السياحة في الداخػػؿ مف اجؿ ذلؾ تأسيس الوكالة‬
‫الوطنية لمتنمية السياحية وىذا وفؽ المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 70/92‬الصادر في ‪ 21‬ديسمبر‪1998‬‬
‫نشير بالذكر أف الجانب التشريعي في ىذه الفترة قد تدعـ بع ػػدة نصوص قانونية نذكر منيا‪:‬‬
‫المرسوـ رقـ ‪ 92/101‬الصادر في ‪ 3‬مارس ‪ 1992‬المعدؿ والمتمـ لممرسوـ رقـ ‪ 12/85‬الصادر‬
‫في ‪ 26‬جانفي ‪ 1985‬الذي يعػػرؼ وينظـ الوظيفة الفندقية والسياحية‬
‫القانوف رقـ ‪ 98/04‬الصػػادر في ‪ 15‬ج ػواف ‪ 1998‬المتعمؽ بحماية التراث واإلرث الثقافي‪.‬‬
‫القانوف رقـ ‪ 06/99‬والذي يفػرض عمى الوكػػاالت السياحية توظيؼ مرشديف سياحييف معتمدي‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 46/00‬الصػػادر في ‪ 01‬مارس ‪ 2000‬والذي يعرؼ المؤسسات الفندقية‬
‫ويحدد طرؽ تنظيمييا وتسييرىا واستغبلليا‪.‬‬
‫المرسوـ التنفيذي رقـ ‪ 138/01‬الصادر في ‪ 26‬ماي ‪ 2001‬المحدد لشروط إنشاء واستغبلؿ‬
‫أراضي التخييـ‪.‬‬

‫‪ -2‬منـــاطق التــوسع الســـياحي في الجــزائر‬


‫‪ -1-2‬تعــــــريف‪:‬‬
‫تأخذ صفة منطقة لمتوسع السياحي كؿ منطقة ا واو امتداد مف التراب الوطني يتمتع بنوعية‬
‫أو خصائص طبيعية ‪,‬ثػػقافية أو سياسية ليا صمة بالسياحة ‪ ,‬وليا قابمية التوطيف والتنمية لمبنى‬
‫التحتية‬
‫السياحية ‪,‬ويمكف استغبلليا لمتنمية بشكؿ واحد أو عدة إشكاؿ مف السياحة ذات المر دودية‪.‬‬
‫يمكننا أف نقسـ مناطؽ التػػوسع الس ػػياحي إلى قػػسميف أساسييف‪:‬‬
‫أ‪ -‬منــــاطق التـــوسع الســياحي المصــنفة‪:‬‬
‫وىي المناطؽ المصنفة والمذكورة في المرسوـ الصادر في ‪ 5‬نوفمبر ‪ 1988‬وىي مائة وثبلث‬
‫وسبعوف )‪ (173‬منطقة توسع سياحي موزعة عمى ثبلث مجموعات كالتالي‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مائة وواحد وأربعوف )‪ ( 141‬منػػطقة توسع سياحي ساحمية‬


‫اثنا عشر )‪ (12‬مػػنطقة توسػػع سياحي في اليػػضاب العميا‬
‫عشػػروف )‪ ( 20‬منطقة توسػػع في الصحراء‪.‬‬
‫منــــــاطــق التــوسع الســــياحي الســاحمية‪:‬‬
‫وىي المناطؽ الساحمية أو الواقعة بالقرب مف الساحؿ ‪ ,‬ويبمغ عددىا ‪ 141‬تتوفر عمى‬
‫إمكانيات سياحية عديدة‪:‬‬
‫انطبلقا مف موقعيا الساحمي توفر إمكانيات االصطياؼ ‪,‬الراحة واالستجماـ ‪,‬الصيد ‪,‬الغطس‪,‬‬
‫الرحبلت البحرية‪....‬نظ ار لتاريخ المنطقة الحافؿ تقدـ ىذه المناطؽ إمكانية نشوء سياحة ثقافية‬
‫الستغبلؿ الثروة التاريخية‪.‬‬
‫قدـ المناطؽ الغابية الساحمية إمكانية قياـ عدة أنواع مف السياحة‪ :‬الراحة واالستجماـ ‪,‬‬
‫الرياضة الجبمية ‪ ,‬الصيد ‪ ,‬الحرؼ اليدوية‪,...‬‬
‫منــاطق التــوسع الســياحي في اليــضاب العــميا‪:‬‬
‫تشكؿ ىذه المنطقة ‪ 7%‬مف إجمػالي مساحة منػػاطؽ التػوسع السياحي في الج ػزائر ‪.‬تقػدر ىذه‬
‫المساحة بػ ثبلث آالؼ وأربع مائة وسبع وأربعوف )‪ ( 3447‬ىكػػتار‪.‬‬
‫تم ػػركز أىـ المناطؽ في الجية الشمالية والشرقية ليذه المنطقة حيث تحتوي ثروات تاريخية‬
‫خاصة بقايا المدف الرومانية والحمامات المعدنية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬مناطق التوسع السياحي الصحراوية‪:‬‬
‫تتمتع ىذه المناطؽ بإمكانية سياحية متميزة عف باقي المناطؽ ونذكر منيا‪:‬‬
‫لواحات والتي تعتبر دعامة التنمية السياحية الصحراوية‬
‫مساحة شاسعة تقدر بتسع آالؼ وأربع مئة وسبعة وثبلثوف ىكتار)‪( 9437‬‬
‫وفرة إمكانية قياـ السياحة المترفة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول ‪ :3‬توزيع مناطق التوسع السياحي عبر المجال الجزائري‬


‫‪%‬‬ ‫المساحة باليكتار‬ ‫عدد المناطؽ‬ ‫الجيػػة‬
‫‪74‬‬ ‫‪35903.96‬‬ ‫‪141‬‬ ‫السػػاحؿ‬
‫‪07‬‬ ‫‪434.00‬‬ ‫‪12‬‬ ‫اليضاب العميا‬
‫‪19‬‬ ‫‪9437.00‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الصح ػراء‬
‫‪100‬‬ ‫‪48787.96‬‬ ‫‪174‬‬ ‫المػ ػج ػػموع‬
‫المصدر‪: aménagement touristique du littoral du Annaba 1996‬ص‪17‬‬
‫يوضح الجدوؿ وجود عدـ توازف في توزيع ىذه المناطؽ عمى التراب الوطني لكف ىذا ال يمنع‬
‫مف وجود تكامؿ بيف المناطؽ فنبلحظ وجود سياحة صيفية يفي الشماؿ وسياحة شتوية في‬
‫الجنوب مما يجعؿ مف السياحة موردا ىامو لمتنمية وذلؾ عمى مدار السنة‪.‬‬
‫ج‪ -‬منــاطق التــوسع الســياحي غير المصــنفة‪.‬‬
‫نعني بمناطؽ التوسع السياحي غير المصنفة جميع المناطؽ السياحية التي لـ تدرج ضمف‬
‫تصنيؼ مناطؽ التوسع السياحي المائة والثبلث وسبعوف )‪ ( 173‬والتي ليا قوة جذب لمسياحة‬
‫وتحتوي عمى مرافؽ لمراحة واإلقامة ىذا النوع موجود عبر كامؿ التراب الوطني‪.‬‬

‫‪ -3‬أىمــية الســياحة في التــنمية االقتــصادية‪:‬‬


‫باإلضافة إلى كونيا عامبل ىاما لجمب العممة الصعبة تمعب السياحة دو ار ىاما في التنمية‬
‫االقتصادية لمجزائر وتبرز ىذه األىمية في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬عــــامل لمتــوازن االجتماعي واالقــتصادي‪ :‬تتميز الييكمة الحضرية الجزائرية بوجود عدـ‬
‫توازف ‪,‬وىذا راجع في األساس إلى عوامؿ تاريخية ‪ ,‬عوامؿ طبيعية وتوزيع الثروات الطبيعية‪.‬‬
‫تتميز الييكمة الحضرية الجزائرية بوجود عدـ توازف ‪ ,‬وىذا راجع في األساس إلى عوامؿ‬
‫تاريخية‪ ,‬عوامؿ طبيعية وتوزيع الثروات الطبيعية‪.‬‬
‫أف تػػركز الوحدات اإلنتاجية واالدرات عمى الشريط الساحمي وخاصة في المدف الكبرى ‪,‬‬
‫الجزائر‪ ,‬وىراف ‪,‬عنابة ‪ ,‬أدى إلى خمؽ ميمشة تعاني مف اختبلالت اجتماعية واقتصادية‪.‬‬
‫توفر السياحة فرصة حقيقة ليذه المناطؽ الميمشة في مجاؿ التنمية ‪ ,‬باعتبار أف السياحة‬
‫نشاط سيؿ التوطيف حيث أف إنشاء مشاريع سياحية ال يعتمد عمى المواد األولية المكمفة ا والى‬

‫‪16‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التقنية المتطورة أو اليد العاممة واإلطارات ذات المستوى العالي بقدر ما تعتمد عمى توفر‬
‫الظروؼ األولية لقياـ السياحة كالمناظر الطبيعية الخبلبة ‪ ,‬الثروات التاريخية ‪,‬الحرؼ التقميدية ‪,‬‬
‫المياه الساخنة‪.....‬الخ‬
‫ب‪ -‬خـــمق مــــناصب الـــشــغل‪:‬‬
‫إف المناصب الناتجة عف النشاط السياحي ىي مناصب معتبرة مف حيث الجانب الكمي فقد‬
‫أحصت منظمة السياحة العالمية أف مناصب الشغؿ الموفرة في الفندؽ كمثاؿ بمقدار ‪0,5‬‬
‫منصب شغؿ مباشر لكؿ سرير باإلضافة إلى عدة مناصب أخرى غير مباشرة‪.‬‬
‫يمكف أف نميز ثبلث أنواع مف مناصب الشغؿ المباشرة مف طرؼ النشاط السياحي‪:‬‬
‫‪ -‬في المرتبة األولى نجد منــاصب الشــغل المــباشرة‪ :‬وىي مناصب العمؿ المقدمة مف‬
‫طرؼ القطاع السياحي بصفة مباشرة وىي في عدة مجاالت‪ :‬الفندقة ‪,‬المطاعـ ‪ ,‬الوكاالت‬
‫السياحية ‪,‬التكويف السياحي‪.....‬‬
‫‪ -‬مناصب الشغل غير مباشرة‪:‬‬
‫وىي مختمفة ونذكر منيا البناء واألشغاؿ العمومية ‪,‬النقؿ ‪,‬التمويف (مواد غذائية ‪,‬مبلبس ‪,‬‬
‫أحذية‪.‬‬
‫‪ -‬مناصب الشغل المكممة‪:‬‬
‫وىي الوظائؼ التي تمبي حاجيات التجمعات السكانية التي تعيش مف السياحة ونذكر منيا‪:‬‬
‫المصالح العمومية ‪,‬الصحة ‪,‬التعميـ‪.....‬‬
‫د‪ -‬المحافظة عمى الكمائن السياحية وتثمينيا‪:‬‬
‫إف المحافظة عمى الكمائف السياحية وتثمينيا عامبلف أساسياف لمتنمية الحالية والمستقبمة‬
‫لبلقتصاد باعتبار إف الكمائف السياحية ىي المادة المقدمة لمسياحة أي أنيا المنتوج السياحي‬
‫لذلؾ يجب الحفاظ عمييا عبر‪:‬‬
‫‪ -‬الحمــــاية‪ :‬إف حػماية الكمػػائف السػػياحية المسػػتغمة وغير المستغمة تتػػرؾ الباب مفتحوحا‬
‫إلمكانية االستغبلؿ المستقبمي ليا‪.‬‬
‫‪ -‬التثــمين‪ :‬ويتـ ذلؾ بإجراء أشغاؿ التػػييئة األولية لمناطؽ التوسع السػػتقباؿ البنى التحتية‬
‫السياحية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحدد الرسوـ الصػػادر في ‪ 4‬أفريؿ ‪ 1966‬ىذه األشػػغاؿ كما يمي‪:‬‬


‫فتح طرؽ تؤدي إلى مناطؽ التوسع السياحي‪.‬‬
‫تزويد ىػػذه المناطؽ بالمػػياه الصػالحة لمشرب عف طريؽ السدود واآلبار‪.‬‬
‫تزويد بشبكة الغاز والكيرباء‪.‬‬

‫‪ -4‬أثـــار الســياحة عمى االقتــصاد الوطنـــي الجـــزائــري‪:‬‬


‫‪ -1-4‬اآلثــار االقــتصـــادية‪:‬‬
‫تعد السياحة بإشكاليا المختمفة ركيزة أساسية االقتصادية التي تزداد أىميتيا مع ارتفاع‬
‫مردودىا المادي والذي بات يشكؿ مصد ار مف مصادر التمويؿ االقتصاد الوطني وتستفيد منو‬
‫الدوؿ ذات اإلمكانيات السياحية كونو يساىـ في زيادة الدخؿ القومي بالعمبلت األجنبية وبذلؾ‬
‫قدرة البمد عمى تسديد الديوف وتغطية العجز في ميزاف المدفوعات لمدولة اعتبارىا الشرط السياحي‬
‫جزء مف قطاع الخدمات والمبلحة الخدمات المالية كما يمعب دوراىما في خمؽ العديد مف فرص‬
‫العمؿ مف القطاعات المرتبطة بو‬
‫‪ -2-4‬مســاىمة الســياحة في الصـــادرات‪:‬‬
‫كما ىو معروؼ أف القطاع السياحي يؤثر بالقطاعات األخرى وتتناسب الحركة االقتصادية‬
‫في البمد طردا مع الحركة السياحية فكمما تطورت ىذه األخيرة كمما ارتفع الطمب عمى السمع‬
‫والخدمات‪.‬‬
‫جدول ‪ :4‬يوضح مجموعة الصادرات من السمع والخدمات الجزائرية لمفترة الممتدة من‬
‫) ‪)2007-2000‬‬
‫الــوحـــدة‪ :‬مــــميـــون دوالر‬
‫المتــوسط‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫السنـوات‬

‫‪404.80 634.800 547.400 463.300 322.200 244.600 216.500‬‬ ‫الجــزائر‬

‫بالنظر إلى الجدوؿ نجد باف صادرات الجزائر مف السمع والخدمات انتقمت مف ‪ 216.50‬مميوف‬
‫‪ 2000‬إلى ‪ 634.80‬مميوف دوالر عػػاـ ‪ 2007‬حيث قدر المتوسط ب ‪404.80‬‬ ‫دوالر ع ػػاـ‬
‫مميوف دوالر وىذا مؤشر جيد بالنسبة لبنية االقتصادي الوطني الجزائري‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3-4‬مساىمة السياحة في الناتج المحمي اإلجمالي‪:‬‬


‫أف المبلحظ ليذا الجدوؿ يجد أف ىناؾ تطور خبلؿ فترة الدراسة الناتج المحمي اإلجمالي‬
‫الجزائري ‪ 420.72‬مميوف دوالر سنة ‪ 1995‬إلى ‪ 138.126‬مميوف دوالر سنة ‪ 2009‬أي ارتفاع‬
‫ثبلثة مرات وىذا جيد لبلقتصاد الوطني الجزائري‪.‬‬
‫مسػػاىمة السػػياحة في النػػاتج المحػػمي اإلجمالي الج ػزائري‪.‬‬
‫جدول ‪ :5‬مســاىمة الســياحة )‪ (%‬الناتج المحمي اإلجمالي الجزائر خالل الفتـرة‬
‫‪(1995-2009).‬‬

‫‪2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2000 1995‬‬ ‫السنة‬

‫‪0.07‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪0.65‬‬ ‫‪0.18‬‬ ‫النسبة‪0.06 %‬‬

‫شيدت مساىمة السياحة في الناتج المحمي اإلجمالي الجزائري تطور مع بعض التذبذبات‬
‫حيث قدرت أعمى نسبة ب ‪ 1.65%‬عػػاـ ‪ 2003‬وبذلؾ بمغ متوسط مساىمة السياحة خبلؿ ىذه‬
‫الفترة ب‪.0.32%‬‬
‫‪-4-4‬مساىمة السيــــاحة في التــشغــيل‪:‬‬
‫تعد السياحة مف اكبر القطاعات توليدا لموظائؼ في مجاالت عديدة ومتنوعة فيي صناعة‬
‫كثيفة العمالة كما أف خمؽ الوظائؼ في قطاع السياحة يعد أسرع مف معدالت السائدة في‬
‫القطاعات األخرى بنمو ‪ 1.5%‬ويعد النشاط السياحي دو ار ىاما في خػػمؽ فرص التوظيؼ سواء‬
‫بتشكيؿ مباشر يتصؿ باستغبلؿ المقاصد السياحية أي داخؿ القطاع ذاتو كالعمالة المتخصصة‬
‫لمنقؿ السياحي واإلرشاد السياحي وحماية السياح وحفظ شؤونيـ أو بشػكؿ غير مباشر بالمساىمة‬
‫في خمؽ فرص العمؿ بالتفاعبلت التي تمد السياحة باحتياجاتيا مف السمع والخدمات كالعامميف‬
‫في البنية التحتية والزراعة والتجارة والمواد الغذائية والرعاية الصحية‪.‬‬
‫وطب ػػقا لدراسات مكتب العمؿ الدولي فاف مػػعدؿ خػمؽ وضائؽ مباشرة في قطاع الفنادؽ يتراوح‬
‫ما بيف ‪ 0.5‬إلى فرصة عمؿ واحدة لكؿ غرفة جديدة في فندؽ ويرتفع ىذا المعدؿ في الدوؿ ذات‬
‫الرواتب المنخفضة نسبيا ليصؿ إلى ‪ 1.5‬أو أكثر‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويتوقع مف منظمة السياحة العالمية أف يتمتع القطاع السياحي العالمي بنمو مستداـ بواقع‬
‫‪.4.3%‬‬
‫سنويا خبلؿ الفت ػرة ‪ 2008-2006‬وسيرافؽ ىذا العاـ النمو وزيادة في تشغيؿ اليد العاممة في ىذا‬
‫القطاع وقد بمغ عدد العامميف الكمي في القطاع السياحي ( مبػػاشر وغػػير مػباشر ‪) 231.2‬مميوف‬
‫عامؿ بما تمثؿ نسبة ‪ 8.3%‬مف حجـ العمالة ومف المتوقع أف يرتفع ىذا العدد إلى ‪ 262.6‬مميوف‬
‫فرصة عمؿ في عاـ ‪ 2017‬محافظا عمى النسبة الحالية ب ‪8.3 %‬مف حجـ العمالة العػػالمي و ‪2.1‬‬
‫مف كؿ فرصة عمؿ عالمية ويبلحظ أف عدد العامميف مباشرة بالقطاع السياحي العاـ‪ 2007‬ـ بمغ‬
‫‪ 67.1‬مميػػوف أي مػػا بنسبة ‪ 2.8%‬مف العدد الكمي مف العامميف بيذه الصنػػاعة‪.‬‬
‫إف التشػػغيؿ في المجػػاؿ السػػياحي بالج ػزائر فيمكف اعتباره مف جية انو يػػتطور عبػػر الزمف‬
‫ومف جية تعػتبره األرقاـ ضعػػيفة بما تممكو مف مقومات وامكانيات فيمكف إبراز عدد المستخدميف‬
‫في قطاع‪:‬‬
‫بالنسبة ليذا الشكؿ نبلحظ أف ىناؾ زيادة لعدد العماؿ المباشريف في القطاع السياحي فقد‬
‫ارتفعت ب ‪41‬ألؼ عامؿ مف عاـ ‪ 1995‬إلي ‪ 2008‬كما العدد اإلج ػ ػػمالي لمعمػػاؿ في ىذا القطاع‬
‫ب ‪ 237,5‬ألؼ عػػامؿ وىذا نتيػػجة زيادة المنشأة الفندقية خػػاصة بعد ع ػػودة األم ػػف واالسػػتقرار‬
‫لمبمد فعد ما كانت عدد الفنادؽ ‪ 653‬سنة ‪ 1995‬أص ػػبحت ‪ 1147‬فندؽ ىذا ما استػػدعى مزيدا مف‬
‫الي ػػد العاممة س ػواء كانت بالفنادؽ والمطاعـ وبالػ ػق ػػطاعػػات ذات الصػػمة كالبػ ػنػػاء والتػػجييزات‬
‫وغيػػرىا خ ػػاصة وأنيا تدخؿ مع قطاعات أخرى ما يؤدي إلى خ ػػمؽ الم ػزيد مف فرص العمػػؿ كػما‬
‫تعمؿ الػجػ ػ ازئر عمى تشجيع االستثمار في ىذا المػػجاؿ ببلضافة إلى اعتم ػػاد إستراتيجية التنمية‬
‫لمقطاع عمى مدى متوسط والبعيد ف ػػمف المتوقع أف يص ػ ػػؿ عػػدد العػماؿ في ىذا القػ ػػطاع عاـ‬
‫‪2018‬إلى ‪ 66,4‬عام ػ ػػؿ وذلؾ تبػػعا لبلستثمارات المبرمجة في الفترة البلحقة فقد بمغت مساىمة‬
‫ىذا القطاع بنسبة ‪ 5,1%‬لعاـ ‪ 2010‬مف حجـ العمالة لبلقػ ػػتصاد الوط ػػني‪.‬‬
‫‪ -‬أثـــار السياحة عمى المستوى المعيشي‪:‬‬
‫إف انعكاسات االيجابية لمسياحة عمى االقتصاد الوطني سواء مف حيث مساىمتيا في الناتج‬
‫المحمي اإلجمالي وخمؽ الثورة البمد أو بتوفير مناصب الشغؿ التي تسمح باالستيطاف الذي يمكف‬
‫أف ينعكس بطريقة ايجابية عمى أفراد ىذه المجتمعات بتحقيؽ الرفاىية لؤلفراد وتحسيف ظروؼ‬

‫‪20‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حياتيـ ىذه األخيرة تختمؼ مف بمد إلى أخر وذلؾ بحسب اإلرادات السياحية والعدد اإلجمالي‬
‫لمسكاف‪.‬‬
‫جدول ‪ :6‬تــطور نصيب الفــرد من اإليرادات السيــاحية الجزائرية خالل الفترة)‪( 2009-1995‬‬
‫الوحدة‪ 1 :‬دوالر أمريكي‬
‫‪ 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2000 1995‬المتوسط‬
‫‪4.79‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫‪8.42‬‬ ‫‪6.57‬‬ ‫‪6.47‬‬ ‫‪5.55‬‬ ‫‪5.51‬‬ ‫‪3.54‬‬ ‫‪3.24‬‬ ‫‪0.96‬‬ ‫نصيب‬
‫الفرد‬
‫مف‬
‫اإليرادات‬
‫السياحية‬
‫بالجزائر‬

‫مف خبلؿ االطبلع عمى الج ػػدوؿ نجد أف نصيب الفرد مف اإليرادات السياحية بالجزائر يتطور‬
‫مف سنة إلى أخػػرى حػػيث بمغ في المتوسط ‪ 4.79‬دوالر لمف ػػرد وقػػد بػػمغت أقصى حد عاـ ‪2008‬‬
‫محققا‪ 8.42‬دوال ار وىي نػػسبة ض ػػعيفة ىذا يعود إلى تطور حجـ اإلرادات وارتفاع العدد السكاني‬
‫في الجزائر مف سنة إلى أخػػرى وىػػذا بدوره سينعكس عمى المسػػتوى والن ػػمط المعػػيشي لؤلفراد وىذا‬
‫ما الحظناىا مف خبلؿ د ارسػػتنا لن ػػصيب الفػػرد مف اإلرادات وينصح أكثر مف خبلؿ مساىمتيا‬
‫في الناتج المحمي اإلجمالي إذا ب ػػمغ في المتػػوسط ‪ 6.83 %‬كما فت ػػح المجػػاؿ أماـ ألف ارد مف خبلؿ‬
‫توفير مناصب شغؿ وبذلؾ تخفيؼ نسػػب البطالة وتحسيف المستوى الم ػػعيشي لؤلفراد فقد شػػيد‬
‫نص ػػيب الفرد مف اإليرادات السيػػاحية‪.‬‬
‫‪ -5-4‬االنعــــكاســات االجـــتماعية واالقـــتصادية‪ :‬إف تنفيذ ىذا البرنامج بوتيرة متواصمة‬
‫ينجـ عنو بروز عدة انعكاسات ايجابية في مجاؿ خمؽ مناصب الشغؿ وزيادة العائدات السياحية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أ‪ -‬منـــاصب الشغل‪:‬‬


‫يبقى عدد األسرة المستقمة ىو المقياس المرجعي لتحديد عدد مناصب الشغؿ ‪,‬فحسب منظمة‬
‫السياحة العالمية فاف سرير الواحد يخمؽ ‪ 0.5‬منصب شغؿ مباشر و ‪1.5‬منصب شغؿ غير‬
‫مباشر‪.‬‬
‫وىذا وارتكا از عمى أف التوقعات تشير إلى انو سيتـ انجاز حوالي ‪ 115 000‬سرير إضافي إلى‬
‫آفاؽ ‪ 2013,‬فاف عدد مناصب الشغؿ المباشر تقدر ب ‪ 57 700‬منصب وعدد مناصب الشغؿ‬
‫الغير مباشر تقدر بػ ‪172 500‬منصب شغػػؿ‪.‬‬
‫وبالتالي فاف العدد اإلجمالي لمناصب الشػػغؿ ىو ‪ 230 000‬منصػػب‪.‬‬
‫ب‪ -‬العــائدات السيــاحيــة بالعـممة الصــعبة‪:‬‬
‫تقدر العائدات بالعممة الص ػػعبة في ‪ 2013‬بح ػوالي ‪ 6.4‬مػػميػػار دوالر مت ػراكمة‪.‬‬
‫لكػػف في سػػنة ‪ 2006‬تـ وضع استراتيجة جػػديػدة ألفػػاؽ ‪ 2015‬المعدة مػػف طػػرؼ و ازرة السػػياحة‬
‫حيػػث تمحورت في ‪ 4‬نقػػاط رئيسية ىي‪2:‬‬
‫تنمية كؿ أنػواع السػػياحة في الج ػزائر‪.‬‬
‫تػػبني االستػػدامة‪.‬‬
‫جعػػؿ قػػطاع السػػياحة المنتػػج األوؿ لمصادرات خارج المحػػروقػات‪.‬‬
‫زيػػادة التدفقػػات لمس ػواح األجانب‪.‬‬
‫كؿ ىذه إستراتيجية تـ ترجػػمتيا في مخطط سمي " المخطط التوجييي لمتنمية والتييئة‬
‫السياحية المستدامػػة‪" SDDATD .‬‬
‫‪ -6-4‬تطــوير االســتثــمار الســياحي‪:‬‬
‫يتػـ تخصيص االستثمارات السياحية مف خبلؿ مرحمتيف األولى مف ‪ 2004‬إلى ‪ 2007‬والثػػانية‬
‫مف ‪ 2008‬إلى‪. 2013‬‬
‫المــرحمة) ‪: (2007- 2004‬‬
‫في ىذه الفت ػرة فاف طػػاقات اإليواء المػػقرر انػجازىا تػػقدر ب ػ ‪ 55 000‬سرير وبتطبيؽ تكمفة ‪1.5‬‬
‫مميوف دينار لمػػسرير فاف قيػػمة االستثػػمارات المرتقبة خػػبلؿ ىذه الفت ػرة تقدر بػ ‪150‬مميار ديػػنار‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المــرحمة) ‪: (2013- 2008‬‬


‫إف طػاقات اإليواء المقرر انجازىا خبلؿ ىػػذه المػرحمة تػ ػػقدر ب ػ ‪ 60 000‬س ػريػػر وبتػػطبيؽ تكمفة‬
‫‪ 2.5‬مميوف ديػػنار لمسرير فاف قػيمة االست ػثػمارات المرتقبة خبلؿ ىذه الفترة تقػػدر بػ ‪150‬مميار‬
‫ديػػنار‪.‬‬
‫وبالت ػػالي فاف قيػػمة االسػػتثمارات اإلجمالية خبلؿ ىذه المػػرحمة مف ‪ 2004‬إلى ‪ 2013‬تقػػدر بػ‬
‫‪ 232.5‬ممػػيار ديػػنار‪.‬‬
‫‪ -7-4‬زيــــادة طــاقات اإليـــواء‪:‬‬
‫يتػـ زيػػادة طػاقات اإليواء مف خبلؿ المرحػػمتيف ) ‪ (2007- 2004‬و‪(2013- 2008 ).‬‬
‫المــرحمة) ‪: (2007- 2004‬‬
‫خبلؿ ىػػذه المرحمة ينتػظر أف يػػتـ انػجاز طػػاقات إيواء تػػقدر ب ػ ‪ 55 000‬سرير ‪.‬‬
‫المــرحمة‪(2013- 2008 ):‬‬
‫خبلؿ ىذه المرحمة ينتظر أف يتـ انجػاز طػاقات إي ػواء تقػػدر بػ ‪ 60 000‬سريػػر‪.‬‬
‫وفي خبلؿ المػػرحمة ‪ 2013-2004‬فانو ينتظػر أف يػػتـ انػػجاز طػػاقات إي ػواء إجمالية‬
‫قدر ‪ 11 500‬س ػرير ‪,‬مما يػعني عدد إجػػمالي يقدره بػ ‪ 187 000‬سريػر ألفاؽ‪. 2013.‬‬

‫‪23‬‬
‫ماىية السياحة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تعتبر السياحة واحدة مف أىـ األنشطة التي ابتكرىا اإلنساف في بحثو الدائـ والمتواصؿ عف‬
‫طرؽ وأساليب جديدة لتطوير نفسو أوال ومجتمعو لمسير في ركب التقدـ و الرقي ‪,‬فمف الزراعة‬
‫إلى الصناعة ثـ السياحة باعتبارىا القطاع اإلنتاجي الثالث إذ ما وصفت بأنيا الصناعة تقدـ‬
‫الخدمات‪,‬‬
‫ىذه األخيرة التي يعتبرىا البعض عنصر ثانوي إال أنيا تحمؿ في طياتيا الكثير مف المزايا‬
‫والقدرات التي تؤثر عمى النشاط االقتصادي‪ ,‬االجتماعي والثقافي مف خبلؿ ىذا الفصؿ نستدرؾ‬
‫أىـ المحاور التي تساعد في التنمية السياحية ببمد ما ‪,‬إذ تبقى تتحكـ في السياحة عدة عوامؿ أو‬
‫محاور تزيد في تنميتيا وتطويرييا إذ أف اغمب البمداف التي نجد السياحة بيا متطورة تنتيج سياسة‬
‫تخطيط سياحي محكـ إذ أف التخطيط السياحي ىو إستراتيجية تنتيجيا الدوؿ في تنظيـ سير‬
‫الحركة السياحية بيا بما في ذلؾ مف تنظيـ لمنشآت االستقباؿ والتي بدورىا تمعب دو ار كبي ار في‬
‫زيادة توافد السياح باإلضافة إلى التنظيـ ونوعية المنتوج والخدمات فتستمزـ تسيير سياحي محكـ‪.‬‬
‫أصبحت السياحة الثقافية عنص ار ىاـ في القطاع السياحي و مف ىذا الواقع تستمد‬
‫استم ارريتيا في الحفاظ عمى مؤىبلتيا وعمى توافقيا مع تجسيد مبادئ السياحة المستدامة‬
‫وتحقيؽ التنمية المحمية واستدامتيا ‪ ,‬ما يسمح بالعمؿ عمى تنمية ىذه السياحة وتطويرىا‪,‬‬
‫تقديـ استراتيجية تعمؿ عمى تنميتيا في ظؿ المحافظة عمى الموارد ألجياؿ القادمة‪ ,‬وتساىـ‬
‫في عمؿ عمى دعـ مسيرة التنمية االقتصادية المحمية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التنمية المحمية‬

‫تمييد‬
‫أوال‪ :‬مقومات وأساسيات التنمية المحمية‬
‫‪ -1‬ماىية التنمية المحمية‬
‫‪ -2‬أىداؼ ومقومات التنمية المحمية وأجيزتيا‬
‫ثانيا‪ :‬التمويؿ والمشاركة في التنمية المحمية‬
‫‪ -1‬تمويؿ التنمية المحمية‬
‫‪ -2‬أنماط المشاركة في التنمية المحمية‬
‫‪ -3‬المتابعة وتقييـ العممية التنموية‬
‫ثالثا‪ :‬تطور مراحؿ التنمية في الجزائر‬
‫‪ -1‬مدخؿ تاريخي لمتنمية في الجزائر‬
‫‪ -2‬استراتيجية الدولة لمتنمية الشاممة‬
‫‪ -3‬وضع التنمية فترة التسعينات‬
‫خبلصة الفصؿ‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمييد‪:‬‬
‫حظيت السياحة المعاصرة كنشاط بأىمية واعتبار كبيريف لـ تحظ بيما في أي عصر‬
‫مف العصور السابقة‪ ,‬لقد نجـ عف النشاطات السياحية الكثيفة نتائج وآثار اقتصادية‬
‫واجتماعية وثقافية وبيئية وعمرانية كاف ليا أثر عظيـ وواضح في حياة المجتمعات والشعوب‬
‫في عصرنا الحاضر وانطبلقا مف األىمية المتزايدة ليا كاف مف المفروض األخذ بعيف‬
‫االعتبار حماية البيئة والحفاظ عمى مواردىا كإطار شامؿ لكؿ عمميات التنمية السياحية‪.‬‬

‫تعد السياحة أحد القطاعات األكثر أىمية عبر العالـ فيي قادرة عمى جمب مداخيؿ‬
‫ىامة مف العممة الصعبة وامتصاص البطالة وترقية مناطؽ بأكمميا وليذا فكثير مف الدوؿ‬
‫جعمت مف ىذا القطاع حجر أساس اقتصادىا‪.‬‬

‫لذلؾ سنحاوؿ التطرؽ إلى مقومات وأساسيات التنمية المحمية وذلؾ بالتطرؽ إلى ماىية‬
‫التنمية وأىدافيا وكذا التمويؿ والمشاركة في التنمية المحمية والتطرؽ الى مراحؿ تطور التنمية‬
‫بالجزائر‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أوال‪ :‬مقومات وأساسيات التنمية المحمية‬


‫‪ -1‬ماىية التنمية المحمية‪:‬‬
‫لـ تكف التنمية معروفة قبؿ الحرب العالمية الثانية كمػا أنيػا لػـ تظيػر بالػدوؿ‬
‫االستعمارية ‪ ,‬مما يعكس وضع الدوؿ التػي كانػت تحػت االسػتعمار وجػاء االىتمػاـ‬
‫بالتنميػػة ضػػمف حركػػة التحػػرر الػػوطني فػػي الػػدوؿ المختمفػػة والمسػػتعمرة‪ ,‬امػػا الفكػػر‬
‫الغربػػي فكػػاف يػػرى بػػأف اتنميػػة تحصػػؿ بصػػفة عفويػػة آليػػة مػػف تمقػػاء نفسػػيا‪ ,‬مػػف ثػػـ‬
‫أدت عػدة ظػواىر تػأثير كبيػ ار فػي اتجػاه وضػع بػرامج تنمويػة لبلقتصػاد الػوطني فػػي‬
‫ظؿ التطور العالمي ويكمف حصر الظواىر إلى ثبلثة‪:28‬‬

‫‪ -‬الظاىرة األولى‪ :‬وتشمؿ تمؾ النجاحات التي حققيا االقتصاد االشتراكي فػي‬
‫اتحػ ػػاد الجميوريػ ػػات االشػ ػػتراكية السػ ػػوفياتية ومػ ػػا حققتػ ػػو بعػ ػػض البمػ ػػداف األوروبيػ ػػة‬
‫االشتراكية بعد الحرب العالمية الثانية وىو ما يتػرجـ أف التنميػة االقتصػادية نجحػت‬
‫الى مستوى كبير معتمدة في ذلؾ عمى سياسة التخطيط والبرمجة‪ ,‬كما شاىد العالـ‬
‫التح ػػوؿ ال ػػذي حققت ػػو روس ػػيا م ػػف بم ػػد أرس ػػمالي متخم ػػؼ إل ػػى بم ػػد ص ػػناعي بفض ػػؿ‬
‫االشػػتراكية متطػػور محتمػػة المركػػز الثػػاني عالميػػا‪ ,‬أف سػػرعة االنجػػاز والتحػػوؿ الػػذي‬
‫شػ ػػيدتو ى ػػذه المجتمع ػػات فػ ػػي فتػ ػرة زمنيػ ػػة قصػ ػػيرة تؤك ػػد عم ػػى انقػػػبلب فػػػي الفكػ ػػر‬
‫االقتصادي المعاصر لبلىتماـ أكثر بقضايا التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬الظـــاىرة الثانيــــة‪ :‬تظي ػػر ف ػػي تم ػػؾ التناقض ػػات البنيوي ػػة لم أرس ػػمالية كنظ ػػاـ‬
‫اجتماعي‪ ,‬اقتصادي وىي مبلزمة ليذا النظاـ وبالتالي ىذه التناقضات تولد كنتيجػة‬

‫طبلؿ البايا‪ :‬قضايا التخمؼ والتتنمية في العالـ الثالث‪ .‬الطبعة الثالثة‪.‬بيروت‪ ,‬دار الطميعة‪ ,‬مارس ‪ ,1986‬ص‪.75‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪27‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫لمعديػػد م ػػف األزم ػػات الدوري ػػة عم ػػى االقتص ػػاد كمش ػػكؿ التض ػػخـ والكس ػػاد أم ػػا عم ػػى‬
‫الصعيد االجتماعي البطالة والتيميش‪.‬‬
‫‪ -‬وأماـ ىذه األزمات المتكررة يسعى االقتصاديوف إليجاد حموؿ لمقضاء عمػى‬
‫ىػػذه األزمػػات واألخػػذ بأمثميػػا فظيػػرت نظريػػة تناسػػؽ المصػػالح‪ ,‬ونظريػػة المؤسسػػة‪,‬‬
‫والرأسمالية المنظمة التي يمثؿ كنز أحد اعبلميا بما قدمتو مف مفاىيـ‪...‬‬
‫‪ -‬الظاىرة الثالثة‪ :‬تتمثؿ في ذلؾ النيوض العاصؼ لحركات التحرر الوطنية‬
‫التي استطاعت في العديد مف الػدوؿ أف تسػترجع سػيادتيا واسػتقبلليا السياسػي ممػا‬
‫جعػػؿ التنمي ػػة أم ػػاـ ى ػػذه البم ػػداف حم ػػـ يجػػب الوص ػػوؿ الي ػػو‪ ,‬وأص ػػبحت معظ ػػـ ى ػػذه‬
‫الحركػات التحرريػػة فػػي سػػدة الحكػػـ فػػي بمػػدانيا‪ ,‬وتعػػد انظمػػة جيػػدة ثوريػػة تفكػػر فػػي‬
‫إقامة بنػى تحتيػة ىامػة لمنيػوض باالقتصػاد الػوطني ومنػو االسػتقبلؿ الحقيقػي الػذي‬
‫يقضػػي عمػػى التبعيػػة االقتصػػادية والسياسػػية والثقافيػػة‪ ,‬وتمثػػؿ ىػػذه القضػػايا رىانػػات‬
‫التنمي ػػة الش ػػاممة إذا تحقق ػػت فمعن ػػاه المكان ػػة لمدول ػػة عم ػػى ص ػػعيد المجتم ػػع ال ػػدولي‬
‫واالنسجاـ الداخمي‪.‬‬

‫‪ -2‬أىداف ومقومات التنمية المحمية وأجيزتيا‬


‫‪ -1-2‬اىداف التنمية المحمية‬
‫إف تحديد االىداؼ ألي تنمية يعني التخطط اليادؼ والواعي الذي يعتمد عمى‬
‫العقبلنية وأي تصور يريد االستمرار عميو تحديد أىدافو‪ ,‬ومف الصعب تحديدىا بدقة‬
‫الختبلؼ ظروؼ كؿ مجتمع محمي وانطبلقا مف اختبلؼ األوضاع والحاجيات التنموية‬
‫الحقيقية مف مجتمع إلى آخر‪ ,‬إال أنو يمكف أنو يمكف إبراز بعض األىداؼ األساسية التي‬

‫‪31‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أي كاف ىذا المجتمع الحمي في‬


‫لمتنمية المحمية و ّ‬
‫‪29‬‬
‫يجب أف تتبمور حوليا الخطة العامة‬
‫النقاط التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬إشباع الحاجات األساسية لألفراد‪ :‬إذ اشباع الحاجػات األساسػية لؤلفػراد ىػو مطمػب‬
‫شػػعبي كمػػا ىػػو واجػػب عمػػى الدولػػة لتحقيػػؽ اسػػتقرار افرادىػػا وا ازلػػة الف ػوارؽ االجتماعيػػة بػػيف‬
‫الم ػ ػواطنيف‪ ,‬إف األف ػ ػراد داخػ ػػؿ المجتمػ ػػع المحمػ ػػي مػ ػػف احتياجػ ػػاتيـ األساسػ ػػية واألمػ ػػف والسػ ػػكف‬
‫والمبػاس والمأكػػؿ والتعمػػيـ والعمػؿ وتسػػعى التنميػػة فػي ىػػذه الحالػػة الػى توفيرىػػا أو التخفيػػؼ مػػف‬
‫حػػدتيا‪ ,‬كانتشػػار األوبئػػة‪ ,‬وانتشػػار األمػػة والبطالػػة‪ ,‬والفقػػر‪ ,‬وكميػػا تعػػد شػػرط أساسػػي لتحسػػيف‬
‫حاجيػات الفػرد والمػواطف األساسػية والحقيقيػػة داخػؿ المجتمػػع مػع تػػوفر امكانيػة التطمػػع لمػا ىػػو‬
‫‪30‬‬
‫افضؿ‪.‬‬
‫ب‪ .‬تحقيــق الــذات وت كيــد الشــعور باالنتمــاء لةنســانية‪ :‬لقػػد انتشػػرت فػػي وقتنػػا الػراىف‬
‫سموكات تسود مختمؼ المجتمعات ذات نمط مادي‪ ,‬وىػذا بػبل شػؾ يػؤدي إلػى اخػتبلؼ طبيعػة‬
‫تقػدير الػػذات وأشػػكاؿ التعبيػػر عنيػا مػػف مجتمػػع محمػػي الػى آخػػر‪ ,‬وأضػػحى الرفػػاه االقتصػػادي‬
‫المػػادي الوجػػو المحبػػب ليػػذا الشػػعور بػػاحتراـ اآلخ ػريف وىػػذا لطبيعػػة المػػادة السػػائدة أصػػبحت‬
‫مؤش ار لممكانة االجتماعية‪.‬‬

‫والحقيقة أف المكانة تأتي ممػا يضػيفو الفػرد لمجتمعػو المحمػي والػوطني لػذا تحقيػؽ الػذات‬
‫تكػػوف بالعمػػؿ الػػذي يشػػعر بػػاالعتزاز واالنتمػػاء لممجتمػػع المحمػػي‪ ,‬والػوالء لئلنسػػانية وأف يشػػعر‬
‫الفرد أنو في كياف يحترـ و]اخذ في الحسباف التعامؿ معو مػف جانػب المسػؤوليف‪ ,‬واف تحػرص‬
‫‪31‬‬
‫ىذه القيـ عمى حمايتو واالعتراؼ بإنسانيتو في مواجية المجتمع‪.‬‬

‫محمد عبد العزيز عجمية وآخروف‪ .‬مقدمة في التنمية والتخطيط‪ .‬دوف ط‪ ,‬بيروت‪ ,‬دار النيضة العربية‪ ,1983.‬ص‪.49‬‬ ‫‪29‬‬

‫عمي ابراىيـ سبلمة‪ :‬اقتصاديات التنمية‪ ,‬دوف ط‪ .‬مصر‪ :‬منشأة المعارؼ االسكندرية‪ ,1991 .‬ص‪.110‬‬ ‫‪30‬‬

‫نفس المرجع‪ .‬ص‪.110‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪30‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ت‪ .‬تقميل التفاوت بين األفراد‪ :‬تعيش البمداف النامية في تمييػز وتفػاوت كبيػر بػيف أفػراد‬
‫مجتمعاتيا ىذا التفاوت الذي أساسو نصيب الفرد مف الدخؿ والثروة واسػتحواذ فئػة قميمػة عمييػا‬
‫وىذه المظاىر تمتد إلى المجتمعات المحمية الصغيرة ‪ ,‬فتكونت فئػة برجوازيػة محميػة أمػاـ ىػذه‬
‫الش ػ ػريحة الكبي ػ ػرة مػ ػػف المجتمػ ػػع‪ ,‬ينشػ ػػأ التفػ ػػاوت وتشػ ػػعر أغمبيػ ػػة مػ ػػف المجتمػ ػػع بعػ ػػدـ العدالػ ػػة‬
‫االجتماعيػة ممػػا يولػػد فػي المجتمػػع طبقػػات مختمفػػة‪ ,‬فيػا تت ازيػػد طمبػػات فئػة األغنيػػاء فػػي طمػػب‬
‫السػػمع الكماليػػة‪ ,‬وىنػػا تمجػػأ الدولػػة الػػى اسػػتراد بعػػض المسػػتمزمات الكماليػػة والتػػي تػػؤثر عمػػى‬
‫ميػ ػزاف الم ػػدفوعات‪ ,‬م ػػا يقم ػػؿ المش ػػاركة الفعمي ػػة الت ػػي ت ػػدعـ التنمي ػػة المحمي ػػة ونق ػػص التماس ػػؾ‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫اف تقميػػؿ التف ػػاوت ف ػػي توزي ػػع الػػدخوؿ والث ػػروات يع ػػد م ػػف بػػيف األى ػػداؼ الت ػػي يج ػػب اف‬
‫تسعى التنمية المحمية إلى تحقيقيا بوسيمة أو أخرى‪.32‬‬

‫ث‪ .‬بنــاء األســاس المــادي لمتقــدم‪ :‬إف بنػػاء األسػػاس المػػادي ميػػـ أليػػة تنميػػة تريػػد بمػػوغ‬
‫التقدـ الحقيقي فمعظـ الدوؿ المستقمة تعتمد عمػى بنػاء قاعػدة أساسػية واسػعة لمييكػؿ اإلنتػاجي‬
‫فالتنمية المحمية تكػوف فعميػة حينمػا ترتكػز عمػى خمفيػة بنػاء األسػاس المػادي لمتقػدـ واالنطبلقػة‬
‫الحقيقية لتوسيع القطاعات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫إف بن ػػاء القاع ػػدة الواس ػػعة لمييك ػػؿ اإلنت ػػاجي م ػػا ى ػػي إال بداي ػػة الطري ػػؽ لمتنمي ػػة المحمي ػػة‬
‫اليادف ػػة وبعػ ػػدما تختػ ػػار اتجاى ػػا تبعػ ػػا إلسػ ػػتراتيجية التنمي ػػة االقتصػ ػػادية واالجتماعيػ ػػة‪ 33‬التػ ػػي‬
‫يأخذىا المجتمع طبقا ألولوياتيا التنموية وحاجاتو االجتماعية‪.‬‬

‫ج‪ .‬زيادة الدخل المحمي‪ :‬إف زيادة الدخؿ المحمػي أو الػوطني جػد ميػـ أليػة تنميػة ويعػد‬
‫عصب التنمية ومحركيا األساسي تمؾ المداخيؿ التي عمى أساسػيا يػتـ برمجػة مشػاريع واقامػة‬

‫محمد عبد العزيز عجمية وآخروف‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص‪.49‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪33‬نفس المرجع‪ ,‬ص‪.54‬‬


‫‪30‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خطػػط‪ ,‬لػػذلؾ فػػإف الػػدخؿ المحمػػي م ػرتبط ارتباطػػا وثيقػػا بمػػدى تػػوفر األم ػواؿ والكفػػاءات التػػي‬
‫تساىـ بدورىا بتحقيؽ نسبة اعمى لمزيادة في الدخؿ الحقيقي المحمػي‪ ,34‬وتسػعى جيػود الػدوؿ‬
‫النامية إليجاد توازف حقيقي بيف معدؿ النمو الديموغرافي وزيادة الدخؿ المحمي‪.‬‬
‫ح‪ .‬الرفـــع مـــن مســـتوى المعيشـــة‪ :‬إف الرفػػع مػػف مسػػتوى المعيشػػة ىػػدؼ ومطمػػب كػػؿ‬
‫تنمي ػػة‪ ,‬وتعم ػػؿ التنمي ػػة المحمي ػػة عم ػػى تحقي ػػؽ لكاف ػػة أفػ ػراد المجتم ػػع المحم ػػي م ػػف خ ػػبلؿ تنمي ػػة‬
‫الم ػوارد البشػ ػرية والمادي ػػة‪ .‬فزي ػػادة ال ػػدخؿ القػػومي والمحم ػػي تص ػػاحب التغييػ ػرات الحاص ػػمة ف ػػي‬
‫ىيكػػؿ الزيػػادة السػػكانية وتنظيميػػا والػػتحكـ فػػي المواليػػد لتػػتبلءـ والمعػػدؿ المناسػػب الػػذي يحققػػو‬
‫رف ػع مسػػتوى المعيشػػة‪ ,‬والمعادلػػة تقتضػػي كممػػا كػػاف مسػػتوى المعيشػػة مػػنخفض كممػػا كػػاف فػػي‬
‫المقابػػؿ معػػدؿ نصػػيب الفػػرد مػػف الػػدخؿ القػػومي أو الػػدخؿ المحمػػي ىػػو اآلخػػر مػػنخفض‪ ,‬لػػذلؾ‬
‫مف األىداؼ العامة لمتنمية تحسيف والرفع مف مستوى المعيشة‪.‬‬
‫خ‪ .‬اتاحــة الحريــة والقــدرة عمــى االختيــار‪ :‬إف التنميػػة المحميػػة تسػػعى لبمػػوغ التحػػرر مػػف‬
‫قير ظروؼ البيئة والثقافة لئلنساف والتحرر مف العادات والتقاليد والمعتقدات التي تقػؼ عػائؽ‬
‫في سػبيؿ التنميػة‪ ,‬والقػدرة عمػى تجػاوز العوائػؽ الفكريػة اإلنسػانية لتحقيػؽ حيػاة أفضػؿ ويتحػرر‬
‫‪35‬‬
‫مف ذىنيات ضيقة محمية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مقومات التنمية المحمية‪:‬‬


‫نتطرؽ ىنػا إلػى المقومػات التػي تعتمػدىا التنميػة المحميػة والتػي ال يمكػف االسػتغناء عنيػا‬
‫وىػػي بمثابػػة عناصػػر ليػػذه التنميػػة‪ ,‬والتػػي تتعػػدد حسػػب وجيػػات نظػػر البػػاحثيف‪ ,‬فينػػاؾ مػػف‬
‫يجعمي ػػا ث ػػبلث مرتكػ ػزات وىن ػػاؾ م ػػف ي ارى ػػا أربع ػػة أساس ػػيات‪ ,‬وىن ػػاؾ م ػػف يحص ػػرىا ف ػػي س ػػتة‬
‫عناصر عرضيا في أربعة عناصر أساسية نستعرضيا كالتالي‪:‬‬

‫نفس الرجع‪ ,‬ص‪.53‬‬ ‫‪34‬‬

‫المقصود بيا تمؾ السمطات القائمة عمى الوجاىة والمادية‪ .‬والتي غالبا ما تكوف عوامؿ عانقة أماـ التنمية ألنيا تغير مف‬ ‫‪35‬‬

‫أدوارىا ووظائفيا‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ .‬التغير البنائي( البنياني)‪:‬‬

‫التغي ػػر البن ػػائي ي ػػؤثر ف ػػي أدوار وتنظيم ػػات اجتماعي ػػة جدي ػػدة تختم ػػؼ ع ػػف تم ػػؾ االدوار‬
‫والتنظيمات القائمة في المجتمع‪ ,‬ويقتضي أف يحدث ىذا النوع مف التغيػر تحػوؿ فػي الظػواىر‬
‫وال ػػنظـ والعبلق ػػات الس ػػائدة ف ػػي المجتم ػػع المحم ػػي‪ ,36‬واس ػػتحداث مؤسس ػػات انمائي ػػة وأس ػػموب‬
‫التنميػػة واألخصػػائي المتعػػدد االغػراض والميػػاـ‪ 37‬اف التنميػػة المحميػػة تػػؤدي إلػػى تغييػػر بنػػائي‪,‬‬
‫وال يمكػػف تصػػور مجتمػػع متخمػػؼ تحػػدث فيػػو تنميػػة وال يتغيػػر بنػػاءه االجتمػػاعي بػػؿ انطبلقػػة‬
‫التنميػػة المحميػػة وىػػدفيا أف تفضػػي الػػى تغيػػر بنيػػاني حقيقػػي بػػالمجتمع المحمػػي لتػػتخمص مػػف‬
‫المشكبلت االجتماعية التي ترسبت‪.‬‬

‫ب‪ .‬الدفعة القوية عمى المستوى الوطني‪:‬‬

‫لف يتأتى لممجتمعات المحمية الخروج مف دائرة التخمػؼ إال بحػدوث دفعػة قويػة‪ ,‬ودفعػات‬
‫متسمسمة ألحداث تغيرات كيفية في المجتمػع المحمػي‪ ,‬وتمتمػؾ الحكومػات فػي البمػداف المتخمفػة‬
‫امكانيػػات التغييػػر وىػػي المسػػؤولة عػػف ضػػماف حػػد أدنػػى لمسػػتويات المعيشػػة لؤلف ػراد‪ ,‬وأحػػداث‬
‫الدفعة القوية‪.‬‬

‫اف اح ػػداث الدفع ػػة القوي ػػة ف ػػي المج ػػاؿ االجتم ػػاعي ت ػػؤدي إل ػػى تغييػ ػرات تقم ػػؿ م ػػف ح ػػدة‬
‫التفػػاوت فػػي الثػػروات والػػدخوؿ بػػيف المػواطنيف ونشػػر التعمػػيـ بػػيف األىػػالي‪ ,‬وتوسػػيع مشػػروعات‬
‫اإلسكاف وتوزيع الخدمات عادال‪.‬‬

‫اف حػػدوث تنميػػة محميػػة يتطمػػب دفعػػة قويػػة والتػػي تتطمػػب قػػوة مدربػػة لتغطػػي احتياجػػات‬
‫التنمية في مجاالت العمؿ المختمفة‪.‬‬

‫عبد الباسط محمد حسف‪ .‬التنمية االجتماعية‪ .‬الطبعة الثانية‪ .‬القاىرة‪ :‬دار غريب‪ ,1977 .‬ص‪.110‬‬ ‫‪36‬‬

‫نبيؿ السمالوطي‪ .‬مرجع سابؽ‪ ,‬ص‪.204‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪32‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ت‪ .‬االستراتيجية المالئمة‪:‬‬

‫اف االس ػػتراتيجية ض ػػرورية لك ػػؿ عم ػػؿ وخط ػػة تنموي ػػة وتتح ػػدد االس ػػتراتيجية وف ػػؽ تحدي ػػد‬
‫األى ػػداؼ والتخط ػػيط العقبلن ػػي لتحق ػػؽ التنمي ػػة المحمي ػػة أى ػػدافيا ف ػػي التغيي ػػر البن ػػائي الش ػػامؿ‪.‬‬
‫فتػػدخؿ الدولػػة لمتغييػػر البنػػائي عبػػر مؤسسػػاتيا الوطنيػػة والمحميػػة ومشػػاركة الم ػواطنيف وأجي ػزة‬
‫المجتمػػع وىيئاتػػو‪ ,‬فتضػػافر الجيػػود فػػي حاجػػة الػػى وضػػع اسػػتراتيجية مبلئمػػة ومحكمػػة تنطمػػؽ‬
‫مػػف ذات المجتمػػع المحمػػي‪ ,‬كمػػا تقتضػػي االسػػتراتيجية المبلئمػػة ألحػػداث التنميػػة المحميػػة اف‬
‫تقػػوـ اسػػتراتيجية التخطػػيط عمػػى التكامػػؿ بػػيف مػػف التنميػػة االجتماعيػػة واالقتصػػادية‪ ,‬ميتػػديف‬
‫لعمميػػة التغيػػر االجتمػػاعي لمتنميػػة مػػف جيػػة وتنميػػة الم ػوارد البش ػرية مػػف جيػػة ثانيػػة واعتمػػاد‬
‫‪38‬‬
‫برامج االتصاؿ الفعالة بوسائؿ سمية وبصرية‪.‬‬

‫ث‪ .‬استحداث االنساق الديمقراطية داخل المجتمع المحمي‪:‬‬

‫اف التنمية المحمية في حاجة إلػى انشػاء وتعػاوف االنسػاؽ الديمقراطيػة معيػا والتػي تتمثػؿ‬
‫فػ ػػي التنظيمػ ػػات الشػ ػػعبية المحميػ ػػة ذات الصػ ػػبلحية القانونيػ ػػة والدسػ ػػتورية كالمجػ ػػالس المحميػ ػػة‬
‫والتنظيمػػات السياسػػية واالجتماعيػػة والثقافيػػة واالنسػػانية‪ ,‬وممثمػػي العشػػائر وأصػػحاب المكانػػة‬
‫االجتماعية المحمية‪ ,‬وبالتالي التنسيؽ الكامؿ بيف الجيود الحكومية والشعبية‪.‬‬

‫‪ -3-2‬اجيزة التنمية المحمية‪:‬‬


‫التنمية المحمية كظاىرة اجتماعية ألحداث تغيير بناي ضػمف المجتمػع المحمػي وىػذا مػف‬
‫خػ ػػبلؿ أجي ػ ػزة مسػ ػػاعدة لموص ػ ػوؿ الػ ػػى النتػ ػػائج المرسػ ػػومة وىػ ػػذه االجي ػ ػزة ىػ ػػي ب ػ ػرامج تتبعيػ ػػا‬
‫السياسيات التنموية‪ ,‬وكثي ار مف الدوؿ النامية تعتمدىا فػي تطبيقاتيػا وىػي ثبلثػة بػرامج أساسػية‬
‫نجمميا فيما يمي‪:‬‬

‫نبيؿ السالوطي‪ .‬مرجع سبؽ ذكره‪ ,‬ص‪.207‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪33‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ .‬البــرامج التكامميــة‪ :‬وىػػي تمػػؾ الب ػرامج المخططػػة عمػػى الصػػعيد الػػوطني وتيػػدؼ إي‬
‫تنميػػة المجتمػػع م ػػف مختمػػؼ القطاعػػات‪ ,‬وي ػػؤدي مثػػؿ ى ػػذه الب ػرامج فػػي مراحمي ػػا األولػػى ال ػػى‬
‫اح ػػداث تغي ػ ػرات جوىريػ ػػة لتحقيػ ػػؽ تػ ػوازف انمػ ػػائي يقػ ػػوـ عمػ ػػى التنس ػػيؽ والتعػ ػػاوف بػ ػػيف الجيػ ػػود‬
‫الحكوميػة والجيػػود الحكوميػة والجيػػود المحميػة الشػػعبية ‪ ,‬وفػػي ىػذه الحالػػة تمػر المػوارد الماليػػة‬
‫والفنيػػة واألساسػػية عبػػر ىػػذا التنظػػيـ لتحقيػػؽ اىػػداؼ التنميػػة المخططػػة مركزيػػا بالتنسػػيؽ مػػع‬
‫اإلدارة المحمية التي ىي امتداد لؤلجيزة المركزية الوطنية‪.‬‬

‫إف إيج ػػاد أجيػ ػزة خاص ػػة باإلنم ػػاء ولج ػػاف وىيئ ػػات يض ػػمف تػ ػوافر االتص ػػاؿ ب ػػيف أىػ ػراـ‬
‫مؤسسػ ػػات السػ ػػمطة المركزيػ ػػة وقواعػ ػػد المؤسسػ ػػة والجيػ ػػود المحميػ ػػة‪ ,‬وتعمػ ػػؿ المراقبػ ػػة القريبػ ػػة‬
‫‪,‬‬ ‫‪39‬‬
‫والمتابعة التي يتطمبيا تنفيذ ىذه البرامج االنمائية التي تػدخؿ ضػمف الخطػة العامػة لمدولػة‬
‫وتيدؼ البرامج التكاممية إلى تحقيؽ التنسيؽ في مستويات ثبلث‪ ,40‬يتمثؿ المسػتوى األوؿ فػي‬
‫الجانب اإلداري المركزي عف طريؽ مكاتب لمتخطػيط ومػديريات ‪ ,‬والمسػتوى الثػاني يتمثػؿ فػي‬
‫الجانػػب الفنػػي بتنسػػيؽ الخ ػػدمات‪ ,‬أمػػا المسػػتوى الثالػػث في ػػو يشػػمؿ الجانػػب الميػػداني لجي ػػود‬
‫التنظيمات االقميمية والمحمية‪.‬‬

‫ب‪ .‬البـرامج المكيفــة‪ :‬وىػػي بػرامج مركزيػػة تنشػػط عمػػى مسػػتوى المجتمػػع الػػوطني كػػامبل‪,‬‬
‫غيػر أنيػا ترتكػز عمػػى تنظػيـ المجتمػع المحمػػي ولمسػاعدة الذاتيػة‪ ,‬وتسػػعى إلػى توجيػو الجيػػود‬
‫المتطوعػػة نحػػو تحقيػػؽ االىػػداؼ المحػػددة عمػػى المسػػتوى المحمػػي‪ ,‬والب ػرامج المكيفػػة كونيػػا ال‬
‫تسعى الى تغيرات جذرية في التنظيـ اإلداري الحكومي العامؿ‪ ,‬بؿ قادر أف يتكيؼ مػع الػنظـ‬
‫اإلدارية القائمة‪ ,‬وتسػعى البػرامج المكيفػة إلػى إحػداث تطػوير فػي المجتمػع المحمػي عػف طريػؽ‬

‫سمير كامؿ محمد‪ .‬مرجع سبؽ ذكره‪ .‬ص‪.24‬‬ ‫‪39‬‬

‫محي الديف صابر‪ ,‬قضايا التنمية في الجتمع العربي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬تونس‪ :‬الدار التونسية لمنشر‪ ,1983 .‬ص‪.135‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪34‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الجيػػود المشػػتركة بػػيف المجتمػػع المحمػػي والمؤسسػػات الحكوميػػة مػػع تغيػرات طفيفػػة عمػػى الػػنظـ‬
‫الحكومية في بعض األحياف الموجودة عمى المستوى المحمي‪.‬‬

‫إف العامميف في تنميػة المجتمػع المحمػي عػادة مػف المػدربيف فنيػا عمػى اعمػاؿ التنميػة فػي‬
‫حػػيف ىػػـ عمػػاؿ لػػدى النظػػاـ الحكػػومي العػػاـ‪ ,‬فػػالبرامج المكيفػػة تتكيػػؼ مػػع الضػػرورة العمميػػة‬
‫والتكيؼ بسبب التكامؿ ( اإلداري والفني والمحمي) لتحقيؽ ىذا النوع مف البرامج‪.‬‬

‫ت‪ .‬برامج المشروعات‪ :‬وىي نوع مف برامج تنمية المجتمع المحمي ذات أىداؼ متعػددة‬
‫أما نطاقيا المجالي فيي محددة جغرافيا واقميميا وقػد تشػمؿ احػد القطاعػات االجتماعيػة ضػمف‬
‫المجتم ػػع ال ػػوطني‪ ,‬ويع ػػد بػ ػرامج المش ػػروعات م ػػف أكث ػػر بػ ػرامج تنمي ػػة المجتم ػػع نفع ػػا لمش ػػعوب‬
‫وشسػػاعة فػػي أقػػاليـ مناطقيػػا كمػػا ىػػو‬ ‫‪41‬‬
‫الناميػػة التػػي تعػػاني وحػػدتيا الوطنيػػة بعػػض التفكػػؾ‬
‫الح ػػاؿ ف ػػي بم ػػد ق ػػاري ك ػػالجرائر أو لت ػػوطيف الب ػػدو واس ػػتقرارىـ كم ػػا ح ػػدث ف ػػي الجزيػ ػرة العربي ػػة‬
‫وخصوصية المنطقة كبرامج التنمية في مشروع الجزيرة السوداف‪.‬‬

‫ولتحقيػػؽ ىػػذا الػػنمط مػػف ب ػرامج المشػػروعات ىنػػاؾ حاجػػة إلػػى وجػػود جيػػاز مسػػتقؿ إلػػى‬
‫ىيئ ػػة فني ػػة تابع ػػة لي ػػذا الجي ػػاز‪ ,‬متع ػػدد االى ػػداؼ وييم ػػؿ ض ػػمف نط ػػاؽ محم ػػي وطن ػػي ذا والء‬
‫لئلطار السياسي القومي‪.‬‬

‫‪ -4-2‬مراحل التنمية المحمية‬


‫إف الم ارح ػػؿ الت ػػي تعتم ػػدىا التنمي ػػة المحمي ػػة ى ػػي نفس ػػيا م ارح ػػؿ ك ػػؿ تنمي ػػة ذات ط ػػابع‬
‫اجتماعي ومف ىذه المراحؿ ما يمي‪:‬‬

‫نفس المرجع‪ ,‬ص‪.138‬‬ ‫‪41‬‬

‫‪35‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أ‪ .‬معرفة وفيم البيئة الطبيعية لممجتمع المحمي‪:‬‬

‫ال يمكػػف اجػراء تنميػػة مػػف فػراغ ضػػروري اف تقػػاـ د ارسػػات لممجتمػػع المحمػػي مػػف الناحيػػة‬
‫الجغرافيػػة والمناخيػػة والجيولوجيػػة‪ ,‬فمعرفػػة البيئػػة معروفػػة عميقػػة فػػي تنفيػػذ التنميػػة المحميػػة ال‬
‫يجعميا تقوـ عمى التكينات االىواء بؿ عمى مستوى مدروس ووفؽ الموارد المتاحػة لػدى البيئػة‬
‫المحمية‪.‬‬

‫ب‪ .‬دراسة السكان وتركيبتيم‪:‬‬

‫إف ىذه المرحمة تعد مقوـ أساسػي أمػاـ التنميػة المحميػة فػبل بػد مػف معرفػة مػف ىػـ ىػؤالء‬
‫السػ ػػكاف واالعم ػ ػػار الغالب ػ ػػة عم ػ ػػييـ‪ ,‬ونس ػ ػػبة الع ػ ػػامميف م ػ ػػنيـ‪ ,‬ومس ػ ػػتوياتيـ الثقافي ػ ػػة‪ ,‬والتواف ػ ػػؽ‬
‫االجتمػ ػػاعي‪ ,‬والتفػ ػػاوت الطبقػ ػػي كػ ػػؿ ىػ ػػذه المعمومػ ػػات تقػ ػػدـ لمتنميػ ػػة المحميػ ػػة‪ ,‬والتعػ ػػرؼ عمػ ػػى‬
‫الطبقات البشرية واإلمكانيات التي لدييـ‪ ,‬وكيفية مساىمتيـ في الفعؿ التنموي المحمي‪.‬‬

‫ت‪ .‬التعرف عمى مظاىر الحياة االجتماعية‪:‬‬

‫إف معرفػػة مظػػاىر الحيػػاة االجتماعيػػة المحميػػة ورموزىػػا جػػزء إلنجػػاح العمميػػة التنمويػػة ‪,‬‬
‫فمعرفة العادات المكونة لمحيػاة االجتماعيػة ومػدى تمسػؾ السػكاف بػأعرافيـ وتقاليػدىـ‪ ,‬ومعرفػة‬
‫ميػػوليـ وتطمعػػاتيـ إلػػى مػػا يريػػدونيا يعارضػػوف‪ ,‬وىػػؿ تتعػػارض ىػػذه الب ػرامج والػػنظـ السياسػػية‬
‫لممجتمػػع المحمػػي‪ ,‬ومػػا مػػدى انسػػجاـ ىػػذه الب ػرامج االنمائيػػة عمومػػا واألنظمػػة المحميػػة معيػػا‬
‫ضروري لكؿ تنمية لعدـ معارضتيا وتفيـ الناس ليا وسرعة االنجاز والتطوير‪.‬‬

‫ث‪ .‬دراسة النشاط االقتصادي المحمي‪:‬‬

‫م ػػا يمي ػػز المجتمع ػػات المحمي ػػة المنعزل ػػة أني ػػا مجتمع ػػات متناس ػػقة وذات تكام ػػؿ داخم ػػي‬
‫والتنمية المحمية عمييا التعرؼ عمى النظاـ االقتصادي القائـ في ىذا المجتمع‪ ,‬كمعرفة صػور‬
‫اإلنتػػاج الز ارعػػي والحرفػػي والصػػناعي والتعػػرؼ عمػػى انػواع الوظػػائؼ والميػػف التػػي توجػػد بيػػذا‬

‫‪36‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المجتمع‪ ,‬فمكونات النشاط االقتصػادي تختمػؼ مػف مجتمػع آلخػر وحتػى نتعػرؼ عمػى المػدخؿ‬
‫التنمػػوي ليػػذا المجتمػػع عمينػػا معرفػػة نظػػاـ األجػػور ومسػػتوى أىاليػػو لماليػػة ومسػػتوى التسػػاىمية‬
‫ألفراده‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التمويل والمشاركة في التنمية المحمية‬


‫‪ -1‬تمويل التنمية المحمية‬
‫‪ -1-1‬تعريف التمويل‪:‬‬
‫لقد استخدـ ىذا المصطمح مف قبؿ االقتصادييف ويقصد بو تمؾ النفقػات الماليػة والماديػة‬
‫التػي تتفػؽ إلنجػاز خطػػط التنميػة المحميػة وعمميػػة التمويػؿ أساسػية‪ ,‬فػػبل يمكػف لمبػرامج التنمويػػة‬
‫أف تػػدخؿ حيػػز التنفيػػذ مػػا لػػـ تتػػوفر السػػيولة الماليػػة البلزمػػة وغالبػػا مػػا يػػدخؿ فػػي ىػػذه العمميػػة‬
‫رجاؿ االمػواؿ واألعمػاؿ( كمسػتثمريف)‪ ,‬أو التمويػؿ المشػروع ومػف قبػؿ البنػوؾ ‪ ,‬أو بمػا يرصػد‬
‫مف أغمفة مخصصة لتغطية نفقات وتكاليؼ المشروع المراد انجازه مف قبؿ الييئات الوصية‪.‬‬

‫ويدخؿ ضمف التمويؿ الموارد الحقيقيػة‪ ,‬التػي يجػب تخصيصػيا ألىػداؼ التنميػة المحميػة‬
‫وتشػػمؿ الم ػوارد والسػػمع والخػػدمات البلزمػػة لبنػػاء الطاقػػات االنتاجيػػة المحميػػة فػػي مجػػاؿ إنتػػاج‬
‫السمع والخدمات المحمية‪.42‬‬

‫ولقد عرؼ عجمية التمويػؿ عمػى انػو تقػدـ فػي إعػداد بػرامج تتركػز عمػى الوسػائؿ الماديػة‬
‫الض ػػرورية إلنج ػػاح المش ػػروع وتتض ػػمف تكمف ػػة المش ػػروع ومص ػػدر االمػ ػواؿ الض ػػرورية وكيفي ػػة‬
‫‪43‬‬
‫استعماليا ‪ ,‬ومف ىذه الناحية تسمى العممية بالتمويؿ‪.‬‬

‫بشير نافع وآخروف( تمويؿ التنمية المحمية)‪ :‬مجمة قراءات سياسية‪ .‬العدد الثالث‪ .‬تصدر عف مركز دراسات االسبلـ‬ ‫‪42‬‬

‫واالعبلـ‪ .‬فموريدا‪ ,‬الواليات المتحدة االمريكية‪ ,1993 ,‬ص‪.20‬‬


‫محمد عبد العزيز عجمية‪ .‬مجع سابؽ‪ ,‬ص‪.121‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪37‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2-1‬مصادر تمويل التنمية المحمية‪:‬‬


‫إف تمويؿ عممية التنمية لػو جػانبيف جانػب بشػري سػنتطرؽ لػو فػي المشػاركة فػي التنميػة‬
‫المحية‪ ,‬ولكف الجانب الميـ وىو العصب الرئيسي لمتنفيذ الخطط التنموية ويتمثػؿ فػي الجانػب‬
‫المم ػػي الم ػػادي إذ أف التنمي ػػة تحت ػػاج إل ػػى ت ػػوفر رؤوس أمػ ػواؿ وتنقس ػػـ مص ػػادر التموي ػػؿ إل ػػى‬
‫قسميف ىما‪:‬‬

‫أ‪ .‬مصــادر التمويــل الخاصــة‪ :‬تعتمػػد معظػػـ المنظمػػات غيػػر الحكوميػػة التطوعيػػة عمػػى‬
‫جيػػود وىبػػات الجمػػاىير فػػي تمويميػػا لممشػػروعات‪ ,‬إذ تتجػػو كػػؿ منيػػا إلػػى الػػدائرة التػػي تسػػتمد‬
‫منيا التأييد ولعبت منظمات ووكاالت كاثوليكية بصفة منتظمة وبتأييد مف األسػاقفة الػى طمػب‬
‫‪44‬‬
‫وتجميع المساىمات المالية مف جميور المؤمنيف‪.‬‬

‫كما لعبت في العديد مف دوؿ العالـ الثالث منظمات غير حكومية أدوار مماثمػة ارتكػزت‬
‫عمى سواعد الجماىير والشباب ومػرت الج ازئػر فػي السػبعينات بمسػاىمة أفػراد الخدمػة الوطنيػة‬
‫ف ػػي ش ػػؽ الط ػػرؽ وبن ػػاء الس ػػدود وعممي ػػة التش ػػجير الواس ػػعة ض ػػد التص ػػحر‪ ,‬ولعب ػػت جم ػػاىير‬
‫الجامعات الدور نفسو وكذا منتسبي الكشافة اإلسبلمية الجزائرية‪ ,‬واليبلؿ األحمر فػي التوعيػة‬
‫الصحية‪.‬‬

‫إف ىػػذا النػػوع مػػف التمويػػؿ الموجػػو إلػػى مشػػروعات محػػددة فػػي حاجػػة الػػى ايجػػاد شػػعور‬
‫أكثر قوة لدى المتبرعيف بتضامنيـ الفعمي إلػى جانػب عمميػات التنميػة‪ ,‬ويسػاىـ ىػذا النػوع مػف‬
‫التمويؿ في تحقيؽ فيـ أفضؿ لموقؼ ىذه المجتمعات واحتياجاتيػا وقػد أار تقريػر نشػرتو لجنػة‬
‫مس ػػاعدات التنمي ػػة ف ػػي ج ػػانفي ‪ 1985‬ال ػػى أف تعبئ ػػة المػ ػوارد م ػػف األفػ ػراد المتب ػػرعيف بواس ػػطة‬
‫المنظمات غير الحكوميػة لػـ تعػد تمثػؿ عنصػ ار ديناميكيػا فػي تمويػؿ المشػروعات وبجانػب ىػذا‬

‫برتراف شنايدر‪ .‬ثورة حفاة االقداء‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬عماف‪ /‬منتدى الفكر العربي‪ ,1987 .‬ص‪.175‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪41‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫التبػػاطؤ فػػي نمػػو الم ػوارد التػػي تجػػيء مػػف األف ػراد ثمػػة اتجػػاه مماثػػؿ لممسػػاىمات الرسػػمية مػػف‬
‫الدوؿ األعضاء في لجنة مساعدات التنمية‪ ,45‬وضمف الصناديؽ الدولية‪.‬‬

‫ب‪ .‬مصادر التمويل العام‪ :‬ىناؾ نوعيف مػف المصػادر النػوع األوؿ‪ :‬ويتمثػؿ فػي االنفػاؽ‬
‫الحك ػػومي‪ ,‬وى ػػو الميزاني ػػة الت ػػي توج ػػو ف ػػي ش ػػكؿ س ػػيولة نقدي ػػة إلنج ػػاز المش ػػاريع ومني ػػا م ػػف‬
‫الميزانيػػة العامػػة الموجيػػة نحػػو الجماعػػات المحميػػة والمخصصػػة لمتسػػيير والتجييػػز لك ػؿ واليػػة‬
‫‪46‬‬
‫والتي تشكؿ ( الحد االعمى لمنفقات المسموح بيا الستعماليا مف قبؿ اآلمر بالصرؼ)‪.‬‬

‫كما أنشئت الجماعات المحمية وىو مؤسسة عمومية ذات طابع اداري يتمتػع بالشخصػية‬
‫المعنويػ ػػة واالسػ ػػتقبلؿ المػ ػػالي‪ ,‬يخضػ ػػع ىػ ػػذا الصػ ػػندوؽ لوصػ ػػاية و ازرة الداخميػ ػػة والجماعػ ػػات‬
‫المحمية‪.47‬‬

‫وتتكػػوف م ػوارد الصػػندوؽ مػػف حصػػص الض ػرائب والرسػػوـ المحػػددة فػػي ق ػوانيف الجبائيػػة‬
‫والمعدلػػة عنػػد االقتضػػاء مػػف قبػػؿ ق ػوانيف الماليػػة‪ ,‬وتتمثػػؿ الم ػوارد الحاليػػة ليػػذا الصػػندوؽ مػػف‬
‫الرسـ عمى النشاط الميني مميار دينار جزائري‪ ,‬والرسـ عمى القمة المضػافة سػتة عشػر مميػار‬
‫دينار جزائري‪ ,‬والدفع الجزافي ممياري دينار جزائري‪ ,‬والقسػيمة ( الخاصػة بالسػيارات) بػ ػ ‪205‬‬
‫‪48‬‬
‫مميار دينار جزائري‪.‬‬

‫نفس المرجع‪ ,‬ص‪.176‬‬ ‫‪45‬‬

‫الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ .‬القانوف رقـ ‪ 90/21‬المتعمؽ بالمحاسبة العمومية‪ .‬الجريدة الرسمية‪ .‬العدد‬ ‫‪46‬‬

‫‪ )1990/8/15(35‬ص‪.1131‬‬
‫الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ .‬المرسوـ رقـ ‪ 266-86‬المتضمف تنظيـ صندوؽ الجماعات المحمية المشترؾ‬ ‫‪47‬‬

‫وعممو‪ .‬الجريدة الرسمية‪ ,‬عدد ‪ .)1986/11/05 (.45‬ص‪.1838‬‬


‫الجميورية الجزائرية الدمقراطية الشعبية‪ .‬المجمس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ .‬التطور الذي يجب اضفاؤه عمى‬ ‫‪48‬‬

‫المالية المحمية في منظور اقتصاد السوؽ‪ .‬المجنة الخاصة بالمالية المحمية‪ .‬جويمية ‪ .2001‬ص‪.19‬‬
‫‪40‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫النــوع الثــاني مــن المصــادر‪ :‬ويشػػمؿ ىػػذا النػػوع االسػػتثمارات التػػي ىػػي توظيػػؼ رؤوس‬
‫األمواؿ إلنجاز المشاريع‪ ,‬مف تجييزات ومرافؽ عامة‪ ,‬ووضع الشبكات التقنية‪.‬‬

‫ويعػػرؼ االقتصػػاديوف االسػػتثمار بأنػػو توظيػػؼ االمػواؿ سػواء كانػػت خاصػػة أو عامػػة مػػف‬
‫أجؿ تحقيؽ األرباح عموما‪ ,‬ولبلستثمار تػأثير باشػر فػي إحػداث تغيػرات بنائيػة وجغرافيػة عمػى‬
‫حد سواء في الميداف االجتماعي أو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ -3-1‬الموارد األجنبية كمصدر لتمويل التنمية المحمية‪:‬‬


‫فػػي ظػػؿ العبلقػػات القائمػػة بػػيف مختمػػؼ بمػػداف اعػػالـ الثالػػث والعػػالـ المتقػػدـ فػػإف التنميػػة‬
‫المحمية في حاجة إلى موارد أجنبية والتي تأخذ صور متعددة منيا‪:‬‬

‫أ‪ .‬تعتبر قمة الموارد الوطنية والمحمية غير التضخمية مطمب لتغطية الرؼ األجنبي‪.‬‬
‫ب‪ .‬التنميػػة المحميػػة ال تسػػتغني عػػف مػػنح إعانػػات التػػي تمػػنح فػػي شػػكؿ عمػػبلت وسػػمع‬
‫وخدمات استيبلكية واستثمارية أو خبرات فنية‪.‬‬
‫ت‪ .‬حاج ػػة التنمي ػػة اؿ الق ػػروض األجنبي ػػة الت ػػي تك ػػوف فيم ػػا ب ػػيف الحكوم ػػات‪ ,‬والييئ ػػات‬
‫الدوليػة الحكوميػػة وغيػر الحكوميػػة كالبنػػؾ الػدولي‪ ,‬الييئػػات الدوليػػة لمتنميػة‪ ,‬وصػػناديؽ التمويػػؿ‬
‫االقميمية ومنظمات التمويؿ الدولية‪.‬‬
‫ث‪ .‬التنمية المحمية في مجمؿ البمداف النامية في حاجة الى االستثمار االجنبػي المباشػر‬
‫وغي ػػر المباش ػػر وال ػػذي م ػػف خبلل ػػو تف ػػتح ف ػػرص لمتنمي ػػة الوطني ػػة والمحمي ػػة‪ ,‬بزي ػػادة المنش ػػآت‬
‫الرئيس ػػية كالمصػ ػػانع والصػ ػػناعات البتروكيماويػ ػػة وانش ػػاء الم ارفػ ػػؽ األساسػ ػػية كمعاىػ ػػد لتػ ػػدريب‬
‫‪49‬‬
‫األيدي العالة عمى الصعيد المحمي‪.‬‬
‫ج‪ .‬كمما كانت المشاركة الشعبية معتبرة كمما اندفعت عجمة التنمية الػى األمػاـ وان ازحػت‬
‫المخاوؼ تجاه المشروعات وقبوؿ القيـ السائدة ليا وىذه أفضؿ وسيمة لمتغيير‪.‬‬

‫رضوانية رابح‪ ,‬مرجع سابؽ‪ ,‬ص‪.46‬‬ ‫‪49‬‬

‫‪40‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ح‪ .‬وتكم ػػف المش ػػاركة م ػػف خ ػػبلؿ الييئ ػػات الش ػػعبية والمج ػػالس المحمي ػػة الرقاب ػػة وض ػػبط‬
‫عممية التنمية المحميػة واكتشػاؼ الخػؿ وتمنػع وقػوع أخطػاء مػف المسػؤوليف التنفيػذييف فػي حالػة‬
‫‪50‬‬
‫احتماؿ اإلنحراؼ‪.‬‬

‫‪ -2‬أنماط المشاركة في التنمية المحمية‪:‬‬


‫تتعدد انماط المشاركة ف دولة ألخرى ومػف مجتمػع آلخػر وفقػا لفػرص المشػاركة المتاحػة‬
‫لمم ػواطنيف‪ ,‬كم ػػا تختم ػػؼ المارك ػػة ب ػػاختبلؼ أنماطي ػػا ودرجػػة ك ػػؿ مرحم ػػة م ػػف م ارح ػػؿ التنمي ػػة‪,‬‬
‫ويمكف التفريؽ بيف اثنيف والمتمثمة فيما يمي‪:‬‬

‫‪-1-2‬التمثيل عبر السمطات المحمية‪:‬‬


‫يعػػد ىػػذا الػػنمط مػػف أىػػـ وسػػائؿ تنظػػيـ المػواطنيف لممشػػاركة فػػي التنميػػة‪ ,‬حيػػث تتػػابع مػػف‬
‫الم ارحػؿ األوليػػة التػػي رأيناىػػا ىػػي م ارحػػؿ إعػداد التخطػػيط لمتنميػػة‪ ,‬والم ارحػػؿ المختمفػػة لمعمميػػة‪,‬‬
‫الػػى جانػػب فعاليتيػػا ‪ ,‬حيػػث غالبػػا مػػا يكػػوف ليػػذه السػػمطات قػ اررات تنفيذيػػة‪ ,‬وتػػأثير مباشػػر فػػي‬
‫ادارة شؤوف التنمية المحمية‪.‬‬

‫‪ -2-2‬عضوية ىيئات تنمية المجتمع‪:‬‬


‫اف مثػػؿ ىػػذا النػػوع مػػف الييئػػات والتنظيمػػات تعػػد احػػدى أنمػػاط المشػػاركة غيػػر المباش ػرة‬
‫وتس ػػعى ال ػػى تنظ ػػيـ جي ػػود المػ ػواطنيف وتك ػػوينيـ وت ػػدريبيـ وتض ػػطمع بي ػػذه المي ػػاـ العدي ػػد م ػػف‬
‫ىيئ ػػات المجتمػ ػػع المػ ػػدني كجمعي ػػات األحيػ ػػاء‪ ,‬االنديػ ػػة الريفي ػػة جمعيػ ػػة التعاونيػ ػػات الزراعيػ ػػة‪,‬‬
‫والتنظيمات السياسية‪.‬‬

‫سميرة كامؿ محمد‪ .‬مرجع سبؽ ذكره‪ ,‬ص‪.137‬‬ ‫‪50‬‬

‫‪41‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3‬عوائق المشاركة في التنمية المحمية‪:‬‬


‫إف عمميػػة المشػػاركة فػػي التنميػػة المحميػػة أم ػ ار سػػيبل بالنسػػبة لواقػػع المجتمعػػات المحميػػة‬
‫الت ػػي تع ػػيش عم ػػى اعػ ػراؼ ومعتق ػػدات ق ػػد تتع ػػارض والعممي ػػة التنموي ػػة واى ػػـ معوق ػػات مش ػػاركة‬
‫المواطنيف في التنمية المحمية ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬العائق األول‪ :‬الشعور باليأس مف إمكانية تغيير الواقػع‪ ,‬وىػذا نتيجػة تػراكـ المشػكبلت‬
‫اجتماعية وأخر المعالجة وعدـ التدخؿ في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪ -‬العــــائق الثــــاني‪ :‬قمػ ػػة التفػ ػػرغ لػ ػػدى الم ػ ػواطف‪ ,‬فالمجتمعػ ػػات المعاص ػ ػرة تشػ ػػيد تشػ ػػابؾ‬
‫االعم ػػاؿ مم ػػا تجع ػػؿ م ػػف وق ػػت المػ ػواطف مم ػػيء ف ػػي س ػػبيؿ تحص ػػيؿ الم ػػادة وت ػػأميف حاجيات ػػو‬
‫واىماؿ مشاركتو في التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪ -‬العائق الثالث‪ :‬تأثير العوامػؿ االجتماعيػة عمػى المشػاركة‪ ,‬حيػث إف مشػاركة المػواطف‬
‫تػ ػرتبط بمس ػػتواه العمم ػػي‪ ,‬ودرج ػػة الرفػ ػاه المس ػػتوى االقتص ػػادي وى ػػذا م ػػا يجعمي ػػـ يقبم ػػوف عم ػػى‬
‫المشاركة بالجيد والفكر والماؿ والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬العائق الرابع‪ :‬تأثير النتائج عمى مشاركة المواطنيف فكمما كانػت مشػاريع نالػت نجاحػا‬
‫مف قبؿ‪ ,‬كمما أقدـ المواطنيف عمى العممية بسرور وفرح‪ ,‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫‪ -‬العـــائق الخـــامس‪ :‬شػػعور الم ػواطف بػػالتيميش واالغت ػراب فإنػػو يتػػرؾ لديػػو أث ػ ار نفسػػيا‬
‫عدائيا ومعنويا منيارة تجاه العممية التنموية وعدائية‪.‬‬
‫‪ -‬العــــائق الســــادس‪ :‬ضػ ػػعؼ ىيئػ ػػات المجتمػ ػػع المػ ػػدني وانعػ ػػداميا يحػ ػػوؿ دوف ماركػ ػػة‬
‫المواطنيف كونيا تأطره وتييئو لممشاركة وانعداميا يقمؿ مف نسبة المشاركة‪.‬‬

‫‪ -4‬المتابعة وتقييم العممية التنموية‪:‬‬


‫إف عجمة التنميػة المحميػة لػف تتقػدـ مػف فػراغ وطالمػا ىنػاؾ مشػاركة شػعبية فمعنػاه ىنػاؾ‬
‫متابعة وتقييـ لمعممية التنموية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬المقصــود بالمتابعــة والتقيــيم‪ :‬تعػػد ىػػذه الخطػػوة األخي ػرة مػػف م ارحػػؿ العمميػػة التنمويػػة‬
‫وىي ميمة كونيا بوابة لبلنطبلقة في مشروعات جديدة‪ ,‬فيي وسيمة لزادة العممية االنتاجية‪.‬‬

‫التقييـ ىو تنظيـ العممية التنموية ومنيج عممي يستخدمو المختصوف لتحديد مػدى نجػاح‬
‫قيمػة ألمػر مػف االمػور عمػى ضػوء مقػاييس معينػة يمكػف تصػميميا مقػدما واتخاذىػا مي ازنػا نػػزف‬
‫نتيجة الجيد الذي بذؿ‪.51‬‬

‫اف اليػػدؼ الرئيسػػي لمتقيػػيـ ىػػو الحكػػـ الموضػػوعي عمػػى العمػػؿ المقػػوـ‪ ,‬صػػاحا وفسػػادا‪,‬‬
‫نجاحا وفشبل‪ ,‬بتحميؿ المعمومات المتيسرة عنو وتفسيرىا في ضوء العوامؿ والظروؼ مػف أنيػا‬
‫أف تػ ػػؤثر عمػ ػػى العمػ ػػؿ س ػ ػواء مػ ػػف حيػ ػػث التصػ ػػور والتخطػ ػػيط‪ ,‬أف اإلدارة والتمويػ ػػؿ‪ ,‬التوقيػ ػػت‬
‫وأسموب التنفيذ وقد يكوف التقييـ شامبل يتناوؿ العممية مف كؿ جوانبيػا أو جزئيػا فيقتصػر عمػى‬
‫‪52‬‬
‫بعضيا‪.‬‬

‫‪-1-4‬موضوعات التقييم‪:‬‬
‫ىي تمؾ الموضوعات التي يمكػف اف يعتمػدىا التقيػيـ متعػددة وكثيػرة‪ ,‬فقػد يتنػاوؿ التقيػيـ‬
‫البرامج في حد ذاتيا‪ ,‬أو األدوات واألساليب وغيرىا ومف ىذه الموضوعات ما يمي‪:‬‬

‫أ‪ .‬تقييم البرامج في حد ذاتيا‪ :‬وىذا النوع مػف التقيػيـ يقػوـ عمػى الد ارسػة النقديػة لمبػرامج‬
‫والتحقيؽ فييا ىؿ أخذت وقتيا في التفكير‪ ,‬وفي التخطيط وفي التنفيذ‪...‬الخ‪.‬‬
‫ب‪ .‬تقييم عمـى مسـتوى األدوات واألسـاليب والنتـائج‪ :‬ويقػوـ ىػذا النػوع مػف التقيػيـ عمػى‬
‫م ػػدى مبلئم ػػة األدوات المس ػػخرة لمتنفي ػػذ البػ ػرامج واألس ػػاليب المس ػػتعممة فيي ػػا‪ ,‬ألف األداة ى ػػي‬
‫مسقط النتيجة فإذا كانت األداة بسػيطة فالنتيجػة المنفػذة بسػيطة‪ ,‬واذا كانػت معقػدة ودقيقػة فػإف‬
‫مستوى اإلنجاز يكوف دقيقا ومحكما‪.‬‬

‫محمد عبد الحميد المنعـ نور‪ .‬الحضارة والتحضر‪ ,‬الطبعة األولى‪ ,‬القاىرة‪ .1977 .‬ص‪.221‬‬ ‫‪51‬‬

‫محي الديف صابر‪ ,‬مرجع سبؽ ذكره‪ .‬ص‪.99‬‬ ‫‪52‬‬

‫‪43‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ت‪ .‬تقييم اإلدارة واإلشـراف والعـاممين‪ :‬ويقػوـ عمػى تحػري التخصػص والخبػرة‪ ,‬والتنسػيؽ‬
‫ومس ػػتوى التكام ػػؿ ف ػػي عممي ػػة التنفي ػػذ‪ ,‬ومراقب ػػة الع ػػامميف وظ ػػروفيـ الص ػػحية والنفس ػػية وم ػػدى‬
‫تشجيع مبادراتيـ‪ ,‬ومدى االستعانة بقدراتيـ وميوالتيـ المينية والفيزيولوجية‪.‬‬
‫ث‪ .‬تقييم التوقيت‪ :‬ويشمؿ تقييـ مختمػؼ م ارحػؿ عمميػة التنميػة المحميػة مػف بػدء العمميػة‬
‫لنيايتيا فيمػا مػدى اعطػاء لكػؿ مرحمػة الميمػة الزمنيػة الكافيػة‪ ,‬عمػى اعتبػار أف العامػؿ الزمنػي‬
‫ميػػـ ف ػػي د ارسػػة الم ػػروع وتداول ػػو ومناقشػػتو ب ػػيف مختمػػؼ الييئ ػػات والف ػػاعميف‪ ,‬ثػػـ زم ػػف مرحم ػػة‬
‫االنجاز والتنفيذ و أي عيب وخمؿ فػي النتػائج قػد يكػوف سػببو عػدـ اعطػاء الوقػت الكػافي ومػف‬
‫ثـ غمؽ المشروع أو ظيور بعض أعراض الخمؿ والفشؿ فيما بعد‪.‬‬
‫ج‪ .‬تقيـــيم التمويـــل‪ :‬حي ػػث يمع ػػب التموي ػػؿ الج ػػزء األكب ػػر ف ػػي نج ػػاح أو اخف ػػاؽ التنفي ػػذ‬
‫وتػػأخره‪ ,‬وجػػؿ ب ػرامج التنميػػة المحميػػة تعػػاني مػػف العجػػز المػػادي وعػػدـ التقػػدير الجيػػد لمتكػػاليؼ‬
‫ونفقات االنجاز مما يعيؽ البرامج وييدر فييا أمػواال وجيػودا فػي الم ارحػؿ السػابقة‪ ,‬وىنػا تكػوف‬
‫ميمػ ػػة المخططػ ػػيف والميندسػ ػػيف المػ ػػالييف تػ ػػدقيؽ االحتياجػ ػػات الماديػ ػػة والماليػ ػػة التػ ػػي يتطمبيػ ػػا‬
‫المشروع‪.‬‬
‫ح‪ .‬تقيــيم اتجاىــات المســتفيدين‪ :‬ويشػػمؿ ىػػذا التقيػػيـ اسػػتطبلع رأي الم ػواطنيف لمعرفػػة‬
‫أراءىـ ومواقفيـ مف البرامج قبؿ التنفيػذ وبعػده‪ ,‬ومػدى الرضػا وىػو ميػـ كػوف المػواطف مشػارؾ‬
‫في العممية التنموية مف جية ومستفيد مف جية أخرى‪.‬‬

‫‪ -2-4‬أداة التقييم‪:‬‬
‫يعتمد التقييـ عمى مجموعػة مػف األدوات والتػي يحػددىا موضػوع التقيػيـ وطبيعتػو فػإذا مػا‬
‫تعمػػؽ االمػػر بالمسػػتفيديف ففػػي ىػػذه الحالػػة يسػػتخدـ أدوات البحػػوث االجتماعيػػة منيػػا المسػػح‬
‫االجتمػػاعي مػػنيج د ارسػػة الحالػػة‪ ,‬والمػػنيج اإلحصػػائي‪...‬الخ‪ ,‬معتمػػدا عمػػى أسػػموب المبلحظػػة‬
‫والمقابمػػة واالسػػتمارة‪ ,‬واالسػػتفتاء‪...‬الخ‪ ,‬واذا مػػا كػػاف تقيػػيـ تماسػػؾ المنفػػذ مػػف خػػبلؿ صػػبلبتو‬

‫‪44‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ونسػػبة م ػػا رس ػػـ ل ػػو فيينػػا يمج ػػأ إل ػػى أدوات تقني ػػة ومخبريػػة وتحمي ػػؿ عين ػػات ومركب ػػات الص ػػرح‬
‫المنجز ومدى تماشيو المقاييس التي سطرت لو‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تطور مراحل التنمية في الجزائر‬


‫لق ػػد م ػػرت التنمي ػػة ف ػػي الج ازئ ػػر عب ػػر م ارح ػػؿ مختمف ػػة ولك ػػؿ مرحم ػػة ميػ ػزات وخص ػػائص‪,‬‬
‫وسػػنعترض فػػي ىػػذا الفصػػؿ إلػػى م ارحػػؿ تطػػور التنميػػة بصػػفة عامػػة فػػي الج ازئػػر خػػبلؿ مرحمػػة‬
‫االحتبلؿ الفرنسي ثـ أىـ المحطات فػي ظػؿ السػيادة الوطنيػة مػف عيػد االسػتقبلؿ واإلضػافات‬
‫التػ ػػي اعتمػ ػػدتيا الدولػ ػػة الجزائريػ ػػة الحديثػ ػػة لمقضػ ػػاء عمػ ػػى التخمػ ػػؼ بكػ ػػؿ مظػ ػػاىره االجتماعيػ ػػة‬
‫االنسانية والمادية ضمف مباحث ىذا الفصؿ حيث نستق أر االسػتراتيجية ثػـ نسػتنتج منيػا النقػاط‬
‫األساسية‪.‬‬

‫‪ -1‬مدخل تاريخي لمتنمية في الجزائر‪:‬‬


‫يعػػد االسػػتعمار ظػػاىرة قديمػػة‪ ,‬ولبلسػػتعمار أشػػكاؿ متنوعػػة وييمنػػا منيػػا مػػا وقػػع عمػػى‬
‫الج ازئ ػػر وى ػػو ش ػػكؿ قمي ػػؿ الح ػػدوث إذ طابع ػػو اس ػػتيطاني إذ ال يف ػػرؽ ف ػػي تعامم ػػو ب ػػيف األرض‬
‫والبش ػػر إس ػػتدمار البم ػػداف المستض ػػعفة ل ػػذلؾ نتع ػػرؼ عم ػػى ميػ ػزات ى ػػذه المرحم ػػة وى ػػؿ عرف ػػت‬
‫الجزائر تنمية خبلؿ الحقبة االستعمارية؟‬

‫‪ -1-1‬الفمسفة االستعمارية في الجزائر‪:‬‬


‫إف المتتبػع لمفمسػػفة االسػػتعمارية فػي الج ازئػػر فإنػػو كمػػا أسػمفنا يبلحػػظ الطػػابع االسػػتيطاني‬
‫وحسب مولود قاسـ نايػت بمقاسػـ فقػد اسػتبدؿ كممػة اسػتعمار بمصػطمح اسػتدمار‪ ,‬وىػي المفظػة‬
‫المناس ػػبة ألف أص ػػؿ كمم ػػة اس ػػتعمر البم ػػد تعن ػػي عم ػػر وبن ػػى وش ػػيد أض ػػاؼ أم ػػا النق ػػيض في ػػو‬
‫االستدمار الذي يعني الخراب و االستنزاؼ واالستبعاد وفمسفة االستيطاف الفرنسي قامت عمػى‬
‫عدة نقاط منيا‪:‬‬

‫أ‪ .‬القضاء عمى حرية الشعوب ومصادرتيا‪.‬‬


‫‪45‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ب‪ .‬التفرقة العنصرية بيف االىالي والمستوطنيف األوربييف‬


‫ت‪ .‬القضاء عمى روح االنتماء وثوابت الشعب الجزائري‪.‬‬

‫وقػ ػػد عمػ ػػؿ إلػ ػػى جانػ ػػب ىػ ػػذه النقػ ػػاط عمػ ػػى امتصػ ػػاص الضػ ػػغوط االجتماعيػ ػػة وارضػ ػػاء‬
‫مس ػػتوطنيو ع ػػف طري ػػؽ الترحي ػػؿ والتيجي ػػر إل ػػى الج ازئ ػػر وايج ػػاد امتي ػػازات لممس ػػتوطنيف عم ػػى‬
‫حساب الشعوب األصمية( األىالي) وتحويؿ ممتمكػاتيـ إلػى المسػتوطنيف مػف عقػارات وأمػبلؾ‪,‬‬
‫كما سعت اإلدارة الفرنسية إلى بنػاء مشػاريع سػكنية وايجػاد أحيػاء خاصػة لممسػتوطنيف‪ ,‬واقامػة‬
‫مشاريع تنموية تقضي عمى البطالة ال سيما ضمف قطاع الزراعة واالدارة‪ ,‬وفػي مقابػؿ ىػذا لػـ‬
‫يحظػػى الجزائريػػوف بػػأي اىتمػػاـ مػػف قبػػؿ اإلدارة الفرنسػػية التػػي كانػػت تسػػتحوذ عمػػى ممتمكػػاتيـ‬
‫ولـ تعطي ليػـ أىميػة إلػى غايػة سػنة ‪ 1958‬أيػف اقتػرح أوؿ برنػامج تنمػوي لمج ازئػر‪ ,‬وقػد جػاء‬
‫نتيج ػػة تخ ػػوؼ اإلدارة الفرنس ػػية م ػػف االنتفاض ػػة والث ػػورة الجزائري ػػة‪ ,‬وك ػػاف مخط ػػط أو مش ػػروع‬
‫قسػػنطينة أوؿ مشػػروع فرنسػػي يتبنػػى مطالػػب اجتماعيػػة لتحسػػيف الظػػروؼ الماديػػة واالنسػػانية‬
‫جػ ػػاء ىػ ػػذا المشػ ػػروع مػ ػػع زيػ ػػادة الػ ػ ػرئيس الفرنسػ ػػي ديغػ ػػوؿ لمج ازئػ ػػر والػ ػػذي رد عمػ ػػى الحرك ػ ػػة‬
‫االحتجاجي ػػة بي ػػذا البرن ػػامج الجدي ػػد وال ػػذي ي ػػرى ان ػػو كفي ػػؿ بامتص ػػاص ت ػػذمر األى ػػالي نتيج ػػة‬
‫البطالة واالمية والتيميش والضغط‪.‬‬

‫‪ -2-1‬تقييم المرحمة االستعمارية‪:‬‬


‫إف تقي ػػيـ المرحم ػػة االس ػػتعمارية ى ػػو بمثاب ػػة قػ ػراءة سوس ػػيولوجية لمتنمي ػػة‪ ,‬فكم ػػا رأين ػػا أف‬
‫الفمس ػػفة االس ػػتعمارية إنم ػػا قام ػػت عم ػػى اس ػػتعباد األم ػػـ الض ػػعيفة وشػ ػعوبيا‪ ,‬واس ػػتعباد أي ػػة أم ػػة‬
‫يتطم ػب القضػػاء عمػػى كيانيػػا بعػػدة أدوات منيػػا التجييػػؿ والتفقيػػر والتعػػذيب‪...‬الخ‪ ,‬وكمػػا يحمػػؿ‬
‫عبد اهلل ركيبي الفمسفة االستعمارية فيو ال يكفي‪ -‬االستعمار‪ -‬باالستغبلؿ وامتصػاص العػرؽ‬
‫والدـ‪ ...‬ولكنو يعمؿ عمى ابتبلع شخصية الشعوب التي احتميا فيبتمع ثقافتيػا‪ ,‬تاريخيػا لغتيػا‪,‬‬
‫وطنيتي ػػا‪ ,‬كياني ػػا وذاتيتي ػػا‪ ...‬ووس ػػيمتو لئلب ػػتبلع ى ػػي الق ػػوة وال ػػبطش‪ ,‬ف ػػبل إرادة لآلخػ ػريف م ػػع‬

‫‪46‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وعمػػى ضػػوء مػػا سػػبؽ فػػإف المرحمػػة االسػػتعمارية أوصػػمت الج ازئػػر إلػػى مسػػتوى غيػػر‬ ‫‪53‬‬
‫ارادتػػو‬
‫مرض ػػي ف ػػي مج ػػبلت التنمي ػػة وترك ػػت السياس ػػة االس ػػتعمارية ال ػػدمار والخػ ػراب ف ػػي العدي ػػد م ػػف‬
‫المجبلت والتي منيا‪:‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ .1‬انتشار األمية عند الجزائرييف في سنوات االحتبلؿ األخيرة إلى ‪. %90‬‬
‫‪ .2‬آالؼ اليتامى وآالؼ األرامؿ‪.‬‬
‫‪ .3‬آالؼ المعطوبيف والمنفييف‪.‬‬
‫‪ .4‬القضاء عمى النظاـ االجتماعي العشائري الذي كاف سائدا قبؿ االستعمار‪.‬‬
‫‪ .5‬السعي إلى طمس الثقافة واليوية الجزائرية بمحو معالميا ورموزىا‪.‬‬
‫‪ .6‬تحويؿ األرض الزراعية مف زراعة القمح إلى زراعة الكروـ وانتاج الكحوؿ‪.‬‬
‫‪ ‬استنتاج‪:‬‬

‫نس ػػتنتج م ػػف م ارح ػػؿ االح ػػتبلؿ لمج ازئ ػػر أف فرنس ػػا االس ػػتعمارية ل ػػـ تس ػػعى ف ػػي تاريخي ػػا‬
‫االحتبللػػي الػػى تبنػػي أي مشػػروع تنمػػوي وأنمػػا كانػػت تسػػعى إلػػى بنػػاء مجتمػػع ودولػػة بأكمميػػا‬
‫اليدؼ األساسي مف إنشائيا إيجاد مساحة جديد لتنفيس الضغط عػف فرنسػا األـ وبنػاء مػوطف‬
‫جديػػد لمفرنسػػييف يتماشػػى وأفكػػارىـ وطموحػػاتيـ وتيجيػػر الج ازئ ػرييف وفرنسػػتيـ في ػ ار وبػػالقوة فػػي‬
‫ىػػذه األثنػػاء لػػـ تكػػف السػػمة الجزائريػػة قػػد تأسسػػت إال مػػع مطمػػع السػػتينات وىػػي امتػػداد لسػػمطة‬
‫الثورة التحريرية (التي فجرت الثورة التحريرية في نوفمبر‪ ,)1954‬وعميو فإف السمطة الجزائريػة‬
‫قبؿ االستقبلؿ كػاف ىػدفيا تحقيػؽ االسػتقبلؿ التػاـ‪ ,‬امػا وظيفػة الدولػة الجزائريػة بعػد االسػتقبلؿ‬
‫فتطمعت إلى البناء والتشييد إلتماـ االسػتقبلؿ الػوطني والتقميػؿ مػف نسػبة التبعيػة الموروثػة عػف‬
‫االستعمارية‪.‬‬

‫عبد اهلل ركيبي‪ .‬الفرنكفونية مشرقا ومغربا‪ .‬الجزائر‪ :‬دار األمة برج الكيفاف‪ ,1993 .‬ص‪.21‬‬ ‫‪53‬‬

‫نفس الرجع‪ ,‬ص‪.21‬‬ ‫‪54‬‬

‫‪47‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3-1‬التنمية في االستقالل (‪:)1966-1962‬‬


‫سنعرج ىنا عمى البوادر االولية لمتنميػة منػذ فجػر االسػتقبلؿ وقيػاـ السػيدة الجزائريػة وبػبل‬
‫شػػؾ اف أيػػة دولػػة مسػػتقمة حديثػػة سػػتبحث عػػف اآلليػػات الكفيمػػة بػػالتخفيؼ مػػف عوامػػؿ التخمػػؼ‬
‫والمعاناة وىذه الوظيفة تبنتيا الجزائر سياستيا الوطنية فما ىي االستراتيجية التي تبنتيا الدولػة‬
‫الجزائرية لتقميؿ مف المعاناة الموروثة عف الفترة االستعمارية؟‬

‫أ‪ .‬اسراتيجية التنمية المتعمدة‪:‬‬

‫منػػذ تأسػػيس السػػمطة الجزائريػػة بعػػد قيػػاـ الثػػورة التحريريػػة بػػدأ التفكيػػر الجػػاد فػػي تسػػيير‬
‫الجزائر بعد خروج المستعمر‪ ,‬ولقد سارعت السمطة الجزائرية في مػؤتمر طػرابمس سػنة ‪1962‬‬
‫الى تبني النظاـ االشتراكي الذي يتبلءـ ووضع العديد مف الدوؿ المستقمة حػديثا والتػي بحاجػة‬
‫إلػػى جي ػػاز دولػػة مرك ػػزي وموجػػو لممش ػػاريع والق ػ اررات ف ػػي إطػػار تػ ػوازف وطنػػي ض ػػمف مب ػػادئ‬
‫وثوابػػت الصػػورة التحريريػػة ( بيػػاف أوؿ نػػوفمبر ‪ ,)1954‬إلػػى جانػػب النظػػاـ االشػػتراكي عمػػدت‬
‫الج ازئػػر فػػي السػػنوات األولػػى مػػف االسػػتقبلؿ الػػى تأسػػيس ن ػواة الصػػناعات الثقيمػػة والمركبػػات‬
‫الصػػناعية‪ ,‬واقتضػػت اتفاقيػػات إفيػػاف (‪ )1962‬سياسػػة التعػػاوف لمػػدة سػػنتيف واالنسػػحاب عمػػى‬
‫م ارحػػؿ وىػػذا مػػف أجػػؿ أال يعيػػؽ الخػػروج التػػاـ لمفرنسػػييف مػػف الج ازئػػر‪ ,‬فيػػؤدي إلػػى أزمػػة توقػػؼ‬
‫ىػػذه المنشػػآت واليياكػػؿ الصػػناعية وجػػاء فػػي ىاتػػو االتفاقػػات‪ ,‬عمػػى إبقػػاء اعػػداد ضػػخمة مػػف‬
‫الجزائرييف لمعمؿ في فرنسا ‪ ,‬كما بقيػت الج ازئػر تعتمػد بشػؾ خػاص عمػى فرنسػا فػي الحصػوؿ‬
‫عمػػى الخب ػرة الفني ػػة والثقافيػػة وانشػػاء المص ػػانع‪ .55‬وضػػمف االسػػتراتيجية التنموي ػػة عمػػدت إل ػػى‬
‫اعتماد بػرامج سػنوية كبرنػامج سػنة ‪ 1963‬الػذي اسػتمد مػف مخطػط قسػنطينة‪ ,‬ثػـ برنػامج سػنة‬
‫‪ 1964‬باستثمار قدر بػػ‪ 2.919 :‬مميوف فرنػؾ فرنسػي‪ ,‬موزعػة عمػى بعػض القطاعػات ‪ ,‬منيػا‬

‫عبد الطيؼ بف أشينو‪ .‬تجربة الجزائر الدينامية االقتصادية والتطور االجتماعي‪.‬الجزائر‪ :‬ديواف المطبوعات الجامعية‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫‪ .1980‬ص‪.89‬‬
‫‪51‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ %54‬لقطػ ػػاع السػ ػػمع‪ ,‬و ‪ %30.2‬لقطػ ػػاع الز ارعػ ػػة و ‪ %18.8‬لقطػ ػػاع الصػ ػػناعة‪ .56‬ومػ ػػف‬
‫االستراتيجيات المتبعة أيضا عمػدت الدولػة الجزائريػة إلػى تػأميـ االمػواؿ المكتسػبة بطرقػة غيػر‬
‫شػػرعية بعػػد صػػدور قػػانوف ‪26‬جويميػػة ‪ ,1963‬وجػػاء تػػأميـ ثػػاني مػػع األمػػر الػػذي صػػدر فػػي‬
‫‪ 1964/08/27‬يص ػػادر امػ ػواؿ األش ػػخاص المحك ػػوـ عم ػػييـ باإلس ػػاءة ال ػػى الدول ػػة وتأميم ػػات‬
‫مست عدد مف مختمؼ المؤسسات‪.‬‬
‫ّ‬

‫واعتم ػػدت الج ازئ ػػر عم ػػى الص ػػناعة من ػػذ س ػػنة ‪ 1965‬وربطي ػػا ربط ػػا وثيق ػػا بقط ػػاع ال ػػنفط‬
‫والغاز كمصادر لمطاقة وشريانيف أساسييف لبناء اقتصاد جزائري عصري‪.‬‬

‫ب‪ .‬معوقات التنمية في ىاتو المرحمة‪:‬‬

‫عمى رغـ مف االستراتيجية التي تبنتيا الجزائر في السنوات األولى مف االسػتقبلؿ إال أف‬
‫ىنػػاؾ واقعػػا كػػاف أكبػػر م ػػف مسػػتوى التطمعػػات‪ ,‬وتمثػػؿ فػػي ع ػػدة أشػػكاؿ وىػػي بمثابػػة عوائ ػػؽ‬
‫جوىرية إلبقاء الجزائر دوف المستوى المنشود ومف ىذه نسجؿ ما يمي‪:‬‬

‫‪ -‬مستوى التدىور وحجـ التخمؼ غداة االستقبلؿ وتبعية لمييكمة االستعمارية‪.‬‬


‫‪ -‬االزدواجية االقتصادية والتبعية بنسػبة كاممػة لفرنسػا فػي التجػارة الخارجيػة والمؤسسػات‬
‫‪57‬‬
‫التعميمية والثقافية‪.‬‬
‫‪ -‬توقي ػػؼ العدي ػػد م ػػف المؤسس ػػات الص ػػناعية ع ػػف العم ػػؿ واإلنت ػػاج ال س ػػيما الص ػػناعات‬
‫التجييزية والمعدنية والتحويمية‪.‬‬

‫اسماعيؿ العربي‪ .‬التنمية االقتصادية في الدوؿ العربية وفي المغرب‪ .‬دوف طبعة‪ .‬اجزائر‪ :‬الشركة الونية لمنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫دوف تاريخ‪ .‬ص‪.170‬‬


‫محمد الحمص‪ .‬خطط التنمية العربية واتجاىاتيا التكاممية والتنافرية‪ .‬الطبعة الرابعة‪ .‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الموحدة‬ ‫‪57‬‬

‫العربية‪ .1986.‬ص‪.155‬‬
‫‪50‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬ت ارجػػع اإلنتػػاج بصػػورة واضػػحة خػػبلؿ سػػنوات( ‪ )1965-1963‬وىػػذا بسػػبب الف ػراغ‬
‫الذي تركو التقنيوف واليد التشغيمة التي لـ تحترـ ما جاء في بنود اتفاقيات إيفياف‪.‬‬
‫‪ -‬اعتمػػاد التسػػيير الػػذاتي لمػزارع مػػف سػػنة ‪ ,1963‬وقػػد تحولػػت فػػي التطبيػػؽ إلػػى ىيمنػػة‬
‫‪58‬‬
‫بيروقراطية عمى قطاع الزراعية نتيجة تدخؿ العديد مف الييئات الحكومية‪.‬‬

‫‪ -2‬استراتيجية الدولة لمتنمية الشاممة‬


‫سعت الدولة الجزائرية منػذ عػاـ ‪ 1965‬إلػى توجيػو االقتػاد الػوطني والمؤسسػة العموميػة‪,‬‬
‫ولع ػػب الح ػػزب السياس ػػي الواح ػػد دو ار ب ػػار از ف ػػي توجي ػػو السياسػ ػية الوطني ػػة وام ػػدادىا ب ػػالموارد‬
‫البشػرية البلزمػة ‪ ,‬لػذا تػـ تبنػي مجموعػة مػف المخططػات المرحميػة تحػاوؿ تقسػيميا عبػر عقػػود‬
‫زمنية متتالية كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1-2‬المخططات الموجية‪:‬‬
‫أ‪ .‬المخطط الثالثي االول( ‪:)1969-1967‬‬

‫تع ػػد ى ػػذه المرحم ػػة أساسػ ػية ف ػػي ت ػػاريخ الج ازئ ػػر الحديث ػػة‪ ,‬حي ػػث ت ػػـ فيي ػػا إرس ػػاء القواع ػػد‬
‫األساسػػية لمتص ػػنيع ‪ ,‬وتػػأميـ الث ػػروات المنجمي ػػة فػػي م ػػاي م ػػف عػػاـ ‪ ,1966‬وانش ػػاء ش ػػركات‬
‫وطنية لتحقيؽ سيطرة كاممػة عمػى النشػاط االقتصػادي وعمػى لسػاف محمػد الحمػص فػإف الدولػة‬
‫أخذت تقوـ بدور متزايد في الحياة االقتصادية واالجتماعية‪ ,‬في توجيو إدارة حركة التنميػة وقػد‬
‫بمغ معدؿ استثمار ‪ 9.142‬مميوف دينار جزائري‪.‬‬

‫إف التركيػػز عمػػى التصػػنيع يػػدخؿ ضػػمف سياسػػة الدولػػة لمحاولػػة الػػتخمص مػػف االرتبػػاط‬
‫الوثيؽ باألسواؽ الرأسمالية الدوليػة‪ ,‬وتقميػؿ التبعيػة إلػى الخػارج وخاصػة الدولػة الفرنسػية‪ ,‬غيػر‬

‫عادؿ حاسوف‪ .‬تجربة الجزائر في التعاونيات الزراعية ودورىا في التخطيط لمتنمية الزراعية والريفية المتكاممة في‬ ‫‪58‬‬

‫الكويت‪ .‬المويت‪ :‬المعيد العربي لمتخطيط‪.1988 .‬ص‪.117‬‬


‫‪50‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أف المبلحػػظ عمػػى ىػػذه المرحمػػة بعػػض النقػػائص المسػػجمة واإلخفاقػػات فػػي المشػػروع التنمػػوي‬
‫الوطني‪ ,‬يعزى منيا إلى قصر عمر التجربة الجزائرية‪ ,‬ومف ىذه المبلحظات تسجؿ ما يمي‪:‬‬

‫* تخمؼ قطاع الزراعة مقابؿ تزايد عدد السكاف اماـ االنتساب لمقطاع الصناعي‪.‬‬

‫معاناة اليد الصناعية مف الضعؼ الشديد في استغبلؿ الطاقات اإلنتاجية‪.‬‬

‫مشاكؿ التسيير والتحكـ في أدوات اإلنتاج وانخفاض إنتاجية العمؿ‪.‬‬

‫ونسػػتنتج مػػف ىػػذه المرحمػػة أف الخطػػوة األولػػى فػػي سػػبيؿ تحقيػػؽ تنميػػة وطنيػػة اسػػتفادات‬
‫مػف الثػروة الطبيعيػػة‪ ,‬ثػـ تمتيػا الخطػػوة الثانيػة والتػي تتمثػػؿ فػي تنظػيـ الصػػناعة التحويميػة وىػػي‬
‫مكممة لمصناعات االستراتيجية المختمفة‪.‬‬

‫ونسػػجؿ أف القطػػاع العػػاـ االقتصػػادي أصػػبح يمثػػؿ ‪ %80‬مػػف رقابػػة الدولػػة لممشػػروعات‬
‫الصناعية لتحقيؽ التنمية االقتصادية‪.59‬‬

‫ب‪ .‬المخطط الرباعي االول(‪:)1973-1970‬‬

‫فػػي ىػػذه الفت ػرة عرفػػت توجيػػا جديػػدا فػػي سياسػػة الدولػػة الحديثػػة لينصػػب االىتمػػاـ نحػػو‬
‫تطوير الريؼ‪ ,‬ووضع قاعدة أساسية لمتصنيع مف اجؿ إقامة اقتصاد حػديث وتػوفير متطمبػات‬
‫الصناعة والزراعة‪ ,‬لرفع معدالت التنمية والتركيز عمى الموارد الطبيعية‪.‬‬

‫كمػػا جػػاء االىتمػػاـ بتطػػوير التعمػػيـ والتػػدريب لتحقيػػؽ مسػػتوى ثقػػافي وفنػػي أعمػػى لجميػػع‬
‫المواطنيف‪ ,‬وتوفير فرص عمؿ أحسف خارج الزراعة‪ ,‬والتوسػيع ؼ إنتػاج الصػمب ومػواد البنػاء‬
‫واألسػػمدة‪ ,‬وقػػد تػػـ لتحقيػػؽ ىػػذا الغػػرض اسػػتثمار فػػي ىػػذه المرحمػػة ثبلثػػيف مميػػار‪ ,‬منيػػا خمسػػة‬

‫محمد محمود اإلماـ‪ .‬دراسة نقدية لمتجارب التنموية في األقطار العربية‪ .‬الجزء الثاني‪ .‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة‬ ‫‪59‬‬

‫العربية‪ .1991 .‬ص‪.461‬‬


‫‪51‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عشػػر مميػػار دينػػار لقطػػاع المحروقػػات‪ ,60‬واس ػتيدؼ ىػػذا المخطػػط اسػػتكماؿ صػػورة االقتصػػاد‬
‫الوطني وتوسيع االستثمارات االنمائية حيث حظي قطاع الصناعة بدعـ قػدر بػ ػ ‪ %41.4‬مػف‬
‫مجمؿ استثمار المخطط الرباعي‪.‬‬

‫وق ػػد أممػ ػػت خػ ػػبلؿ ى ػػذه الفت ػ ػرة االسػ ػػتثمارات الزراعيػ ػػة وت ػػأميـ الثػ ػػروة الزراعيػ ػػة بموجػ ػػب‬
‫المرسوـ الصادر في ‪ ,1971/11/08‬واعبلف الثروة الزراعية مف نفس السنة‪.‬‬

‫مالحظات عن مرحمة (‪:)1973-1970‬‬

‫* معان ػػاة القط ػػاع الع ػػاـ وخاص ػػة الصػ ػناعة بانخف ػػاض الكفاي ػػة وارتف ػػاع تك ػػاليؼ االنت ػػاج‬
‫وارتفاع نسػبة الطاقػات المعطمة‪...‬صػعوبات التسػويؽ وضػيؽ السػوؽ الداخميػة أمػاـ المنتوجػات‬
‫الوطنية‪.‬‬

‫* صعوبة المنافسة في األسواؽ الخارجية السيما في الصناعات الثقيمة‪.‬‬

‫* ظيور فئة تقنوقراطية بيروقراطية( برجوازيػة بيروقراطيػة) ات مصػالح خاصػة ارتبطػت‬


‫بالرأسمالية العالمية بإقامة مشروعات اقتصادية والتعاقد مع شركات أجنبية‪.61‬‬

‫* بمغت نسبة النمو في ىذه الفترة حوالي ‪. %08‬‬

‫ج‪ .‬المخطػػط الربػػاعي الثػػاني(‪ :)1977-1974‬جػػاء المخطػػط الربػػاعي الثػػاني بعػػد تقيػػيـ‬
‫المعضبلت والنقائص السابقة في المخطط‪ ,‬لذلؾ نجد سياسة المخططػات تمثػؿ تطػور التنميػة‬
‫تطػػو ار عقبلنيػػا رشػػيدا‪ ,‬ولقػػد أوليػػت عنايػػة خاصػػة لقطػػاع الصػػناعات التحويميػػة وصػػب اىتمػػاـ‬
‫ثػػاني لقطػػاع السػػكف واألشػػغاؿ العموميػػة‪ ,‬وقػػد سػػجمت زيػػادة فػػي اإلنتػػاج بمغػػت ‪ , %11‬وفػػتح‬

‫أحمد ىني‪ .‬اقتصاد الجزائر المستقمة‪ .‬الجزائر‪ :‬ديواف المطبوعات الجامعية‪ ,1991 .‬ص‪.26‬‬ ‫‪60‬‬

‫خير عزيز‪ .‬التجربة الجزائرية في التنمية والتحديث‪ .‬مصر‪ :‬سمسمة مركز الدراسات السياسية واإلستراتيجية‪.‬‬ ‫‪61‬‬

‫األىراـ‪.1978.‬ص‪.09‬‬
‫‪52‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المجاؿ لميد العاممة والتي وصػمت غمػى أربعمئػة وخمسػوف ألػؼ موظػؼ جديػد ذا تأىيػؿ مقبػوؿ‬
‫ومنيـ العماؿ المغتربيف الذيف عادوا إي الوطف‪ ,‬وتحسف المسػتوى المعيشػي واإلىتمػاـ بالفئػات‬
‫االجتماعيػػة األكثػػر حرمانػػا‪ ,‬كمػػا اتجػػو التركيػػز الػػى المنػػاطؽ النائيػػة واتبػػاع سياسػػة المركزيػػة‬
‫التصػػنيع‪ ,‬واسػػتثمر فػػي قطػػاع الصػػناعة مػػا يربػػو عػػف ‪ ,%43.5‬واعتبػػرت سػػنة ‪1978‬سػػنة‬
‫لتحقيؽ التنمية الصناعية في الجزائر‪.‬‬

‫وتسػ ػػتخير نظػ ػػاـ تربيػ ػػة وتكػ ػػويف موجيػ ػػا يحمػ ػػؿ عمػ ػػى عاتقػ ػػو تمبيػ ػػة الحاجيػ ػػات الجديػ ػػدة‬
‫لبلس ػػتثمار ‪ ,‬وتحس ػػيف مس ػػتوى معيش ػػة األفػ ػراد والجماع ػػات ف ػػي مختم ػػؼ جي ػػات ال ػػوطف‪ ,‬وت ػػـ‬
‫‪62‬‬
‫حوؿ نصفيا لتقوـ قطاع المحروقات‪.‬‬
‫اعتماد ما قيمتو مئة مميار دينار جزائري ّ‬

‫كم ػػا زاد االىتم ػػاـ بالص ػػناعات الييدروكربوني ػػة‪ ,‬واع ػػادة تنظ ػػيـ البن ػػوؾ‪ ,‬وتنظ ػػيـ التب ػػادؿ‬
‫الخارجي‪.‬‬

‫‪ -‬استنتاجات مرحمة (‪:)1977-1967‬‬

‫* ما يربو عف إحدى عشػر سػنة متواصػمة مػف التنميػة الوطنيػة الموجيػة وضػعت الدولػة‬
‫الجزائري ػػة خبللي ػػا التجربػ ػة األول ػػى ض ػػمف االس ػػتراتيجية الوطني ػػة لمتنمي ػػة الش ػػاممة فيم ػػا يع ػػرؼ‬
‫بالتخطيط لمتنمية –المخططات‪:-‬‬

‫* تػػـ التركيػػز فػػي سياسػػة المخططػػات بتػػأمـ األ ارضػػي وىػػي خطػػوة ايجابيػػة لبلسػػتقرار‬
‫وتقميؿ التبعية االقتصادية‪.‬‬

‫ثـ جاء االىتماـ بالصناعات التحولية والتكممية وايجاد القػوانيف المنظمػة ليػا وىػي خطػوة‬
‫ايجابية‪ ,‬عمى اعتبار جػؿ البمػداف المسػتقمة حػديثا تمجػأ الػى الصػناعات التحوليػة عمػى أىميتيػا‬
‫وضرورتيا‪.‬‬

‫ىني‪ .‬مرجع سابؽ‪ ,‬ص‪.26‬‬


‫أحمد ّ‬
‫‪62‬‬

‫‪53‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* ج ػػاء بع ػػد ذل ػػؾ االىتم ػػاـ ب ػػالريؼ والمن ػػاطؽ النائي ػػة بتحس ػػيف األوض ػػاع فيي ػػا كخط ػػوة‬
‫أساسية لتوطيف واضفاء التوازف الجيوي مف الناحية االقتصادية‪.‬‬

‫* زيػػادة االسػػتثمار فػػي قطػػاع المحروقػػات الػػذي انعكػػس بػزادة التأىيػػؿ والتعمػػيـ والتػػدريب‬
‫إلعداد العمالة الوطنية وتحسيف األوضاع المادية لئلنساف و والمواطف الجزائري‪.‬‬

‫د‪ -‬فترة ما بين ‪1978‬و ‪:1979‬‬

‫عرف ػػت ى ػػذه الفتػ ػرة ح ػػدثا تمث ػػؿ ف ػػي وف ػػاة الػ ػرئيس ىػ ػواري بوم ػػديف ال ػػذي يمث ػػؿ المرجعي ػػة‬
‫األساس ػػية لمتص ػػنيع ف ػػي الج ازئ ػػر والرج ػػؿ الكػ ػارزمي ال ػػذي ل ػػو طم ػػوح ل ػػيس ف ػػي قي ػػادة الج ازئ ػػر‬
‫فحسب بؿ إلى حد المساىمة في االتحادات الدولية والتجمعات اإلقميمية المناىضة لمسياسػات‬
‫اإلحتبلؿ‪ ,‬ووفاتو في ىذه األثناء مف عمر الدولػة الجزائريػة ليسػت محػؿ فػراغ أو خػبلؼ بقػدر‬
‫ما ىي مسألة مف يخمفو؟ او بعبارة اخرى مف ىو األقرب الى سياستو وتطمعاتو؟ وىؿ يواصػؿ‬
‫مػػف يػػأتي بعػػده فػػي نيجػػو؟‪ ,‬أـ ينػػتيج سياسػػة بديمػػة تبلئػػـ الدولػػة الجزائريػػة والمجتمػػع الج ازئػػري‬
‫الفتي‪ ,‬الذي لـ يمضي عمى انعتاقو سوى سنيف قميمة‪ ,‬والجزائر عمػى أبػواب عتبػة العقػد الثػاني‬
‫لمرحم ػػة الثمانين ػػات‪ ,‬فم ػػا ى ػػي السياس ػػة القادم ػػة؟ أو ب ػػاألحرى م ػػا ى ػػي االس ػػتراتيجية القادم ػػة‪-‬‬
‫السياسة التنموية‪ -‬الجزائر بعد رحيؿ منظرىا األوؿ؟‬

‫‪ -2-2‬المرحمة الثانية لمتنمية الموجية‪:‬‬


‫أ‪ .‬المخطط الخماسي األول(‪:)1984-1980‬‬

‫إف فترة الثمانينات تمثػؿ عتبػة ثانيػة فػي سػمـ التنميػة الموجيػة‪ ,‬فػإذا طبػع فتػرة السػبعينات‬
‫كما رأينا بناء المؤسسة واستراد كؿ ما يستمزـ لتسيير المؤسسػة الوطنيػة مػف عتػاد وأجيػزة‪ ,‬أمػا‬
‫العتب ػػة الثاني ػػة فق ػػد ج ػػاءت بع ػػارات تخ ػػدـ الحي ػػاة االجتماعي ػػة لمف ػػرد بمعن ػػى تحقي ػػؽ الحاجي ػػات‬
‫االجتماعيػػة‪ .‬ولقػػد عمػػدت الدولػػة إلػػى مػػا يعػػرؼ بمبػػدأ البلمركزيػػة‪ ,‬وتػػدخمت أيضػػا فػػي إعػػادة‬
‫ىيكمػػة بعػػض المؤسسػػات الوطنيػػة فػػي اكتػػوبر ‪ ,1980‬ولقػػد أولػػى المخطػػط الخماسػػي االوؿ‬
‫‪54‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اىتمام ػػا بالس ػػكف والنق ػػؿ ومعالج ػػة البطال ػػة وى ػػي مش ػػاكؿ أص ػػبحت تطب ػػع المن ػػاطؽ الحضػ ػرية‬
‫وتتطمػب حمػوال اسػػتعجاليو اليػوـ قبػػؿ الغػد‪ ,‬وأي تػراكـ سػيزيد فػػي اختنػاؽ األوضػػاع السػيما بعػػد‬
‫إخفػػاؽ المؤسسػػة الصػػناعية بعػػض الشػػيء‪ .‬ورغػػـ الشػػعار الػػذي رفػػع فػػي ىػػذه الفت ػرة مػػف أجػػؿ‬
‫حيػػاة أفضػػؿ إال أف الواقػػع كػػاف أكثػػر مػػف مسػػتوى التطمعػػات لػػذلؾ أصػػبحت الج ازئػػر فػػي دوامػػة‬
‫يطبعي ػػا تف ػػاقـ التض ػػخـ ال ػػذي أدى إل ػػى عج ػػز م ػػزمف ف ػػي الميػ ػزاف التج ػػاري‪ ,‬وت ػػدىور الغنت ػػاج‬
‫الز ارعػػي ممػػا أدى لبلسػػترداد المت ازيػػد لمحبػػوب‪ ,‬وكمػػا عبػػر عنػػو محمػػد محمػػود الشػػافعي" فػػإف‬
‫ى ػػذه امرحم ػػة عرف ػػت ت ػػدريب العم ػػاؿ خػ ػبلؿ التنفي ػػذ واس ػػتيعاب التكنولوجي ػػا ع ػػف طري ػػؽ تس ػػميـ‬
‫‪.63‬‬
‫المفاتيح"‬

‫أمػػاـ ىػػذه الصػػعوبات والمشػػاكؿ االجتماعيػػة واالقتصػػادية الناتجػػة عػػف التوجيػػو المفػػرط‬
‫نحو التصنيع فإف الدولة الجزائرية منذ استقبلليا لـ تعطي اىتماما متوازنػا لمقطػاع الخػاص إال‬
‫فػػي ىػػذه الفتػرة الزمنيػػة‪ ,‬وعرفػػت إعػػادة الييكمػػة العضػػوية والماليػػة لممؤسسػػة العموميػػة بتفكيػػؾ‬
‫المؤسسػػة الوطنيػػة إلػػى مؤسسػػات صػػغيرة‪ ,‬قصػػد الػػتحكـ فػػي جيػػاز اإلنتػػاج والتخصػػص فػػي‬
‫النشاط االقتصادي وتبسيط عممية التسيير لتنسجـ مع الوحدات اإلنتاجية‪.‬‬

‫وتحقيؽ البلمركزية الحقيقية تكمف في اتخاذ القػ اررات وتثمػيف المػوارد البشػرية واسػتغبلليا‬
‫‪64‬‬
‫بصفة عقبلنية‪ ,‬ودعـ التوازف الجيوي‪.‬‬

‫ولق ػػد تجنب ػػت الج ازئ ػػر أزم ػػة محقق ػػة س ػػنة ‪ ,1982‬ول ػػـ تس ػػتدرؾ نيائي ػػا كم ػػا س ػػبؽ ذكػ ػره‪,‬‬
‫فػ ػػالواقع كػ ػػاف اعتػ ػػى تحػ ػػدي امػ ػػاـ سياسػ ػػة الدولػ ػػة التنمويػ ػػة‪ ,‬وأصػ ػػبحت الحمػ ػػوؿ االسػ ػػتعجالية‬
‫والترقيع ػػات الظرفي ػػة غالب ػػة لمواجي ػػة الحػ ػوادث والت ازي ػػد المس ػػتمر لبلس ػػتيراد الغ ػػذائي‪ ,‬وت ػػدىور‬
‫المؤسسات العمومية‪ ,‬وبوادر إفبلس بعضيا الحت في االفؽ فقد وصؿ اسػتراد الغػذاء إلػى مػا‬

‫محمد محمود الغماـ‪ .‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص‪.462‬‬ ‫‪63‬‬

‫نفس المرجع‪ .‬ص‪.27‬‬ ‫‪64‬‬

‫‪55‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫قيمتػػو ‪ %20‬مػػف جيػػة ال ػواردات‪ ,‬واسػػتيبلؾ ‪ %50‬وتكبػػدت الج ازئػػر خسػػائر ضػػخمة بسػػبب‬
‫عجزىػػا فػػي إدارة اإلنتػػاج مػػف السػػمع الزراعيػػة وتصػػنيعيا‪ ,65‬ولقػػد طبػػع ىػػذه الفت ػرة ت ارجػػع فػػي‬
‫نسبة النمو والتي بمغت ‪ %5.2‬نتيجة تراجع أسعار النفط في األسواؽ العالمية‪.‬‬

‫ب‪ .‬المخطط الخماسي الثاني( ‪:)1989-1985‬‬

‫لقػػد اعتمػػدت الدولػػة فػػي ىػػذه المرحمػػة سياسػػة االحتفػػاظ بػػوتيرة نمػػو مدعمػػة بجيػػاز انتػػاج‬
‫يضمف مستوى اسػتثمار ىػاـ يقػدر بػ ػ ‪ 550:‬مميػار (دينػار ج ازئػري)‪ ,‬وواصػمت الدولػة سياسػتيا‬
‫تجػػاه تسػػديد ال ػػديواف الخارجيػػة‪ ,66‬وتش ػػجيع الصػػادرات واالعتنػػاء بالجان ػػب المػػادي واس ػػتعماؿ‬
‫أدوات التنظػػيـ اسػػتعماال جيػػدا‪ .‬ولقػػد شػػيدت سػػنة ‪ 1986‬انييػػار تػػاـ لبلقتصػػاد حيػػث لػػـ تػػزد‬
‫نسػػبة النمػػو سػػوى ‪ , %0.6‬أمػػا مػػا ميػػز ىػػذه السػػنة صػػدور الميثػػاؽ الػػوطني الػػذي جػػاء يؤكػػد‬
‫عمػػى مواصػػمة عمميػػة التنميػػة‪ -‬وأنيػػا عمميػػة تغيػػر شػػامؿ تشػػمؿ الحيػػاة السياسػػية واالجتماعيػػة‬
‫والثقافيػة واالقتصػػادية‪ -‬وقػػد نظػر إلػػى تحقيػػؽ التنميػة المسػػتقى مػػف أربعػة زوايػػا أساسػػية تتجمػػى‬
‫فيما يمي‪:‬‬

‫*الزاوية االولى‪ :‬ترتكز عمى بناء قاعدة صناعية متنوعة ومتكاممة ومتوازنة جغرافيا‪.‬‬

‫*الزاويــة الثانيــة‪ :‬ترتكػػز عمػػى تقػػديـ نظػػاـ جديػػد لػػئلدارة االقتصػػادية ييػػدؼ الػػى تحسػػيف‬
‫الكفػ ػػاءة االقتصػ ػػادية عمػ ػػى أسػ ػػاس مركزيػ ػػة التخطػ ػػيط والبلمركزيػ ػػة االقميميػ ػػة وال مركزيػ ػػة إدارة‬
‫المشروعات ومشاركة العماؿ في اإلدارة والثورة الزراعية‪.‬‬

‫*الزاويــــة الثالثــــة‪ :‬ترك ػػز عم ػػى إح ػػداث زي ػػادة تدريجي ػػة ف ػػي ال ػػدخؿ م ػػع محاول ػػة زي ػػادة‬
‫المدخرات وتقميؿ االعتماد عمى الموارد الخارجية‪.‬‬

‫خير عزيز‪ .‬مرجع سبؽ ذكره‪ .‬ص‪.48‬‬ ‫‪65‬‬

‫ىني ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.21‬‬


‫احمد ّ‬
‫‪66‬‬

‫‪56‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* الزاوية الرابعة‪ :‬ترتكز عمى الحث السرير في التوسيع مف التعميـ والتدريب لبلسػتجابة‬
‫لطمب القوى العاممة المدربة واستثمارىا في خمؽ بيئة اجتماعية وثقافية مناسبة‪.‬‬

‫وش ػ ػػيدت س ػ ػػنة ‪ 1986‬انعق ػ ػػاد ن ػ ػػدوة وطني ػ ػػة خصص ػ ػػت لد ارس ػ ػػة مس ػ ػػتوى اإلص ػ ػػبلحات‬
‫االقتصػػادية‪ ,‬وحػػؿ المشػػكبلت االقتصػػادية التػػي تعػػاني منيػػا بعػػض المؤسسػػات وركػػزت عمػػى‬
‫قائمة النقائص والمشاكؿ كما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬نقص التحكـ في تسيير المؤسسات وتشغيميا وفؽ طاقة استيعابيا الحقيقية‪.‬‬


‫‪ .2‬ضعؼ فعالية مؤسسات التجارة الداخمية والتوزيع‪.‬‬
‫‪ .3‬ضعؼ التحكـ في عممية البرمجة والتخطيط‪.‬‬
‫‪ .4‬بروز ظاىرة التبذير في مختمؼ المجاالت‪.‬‬

‫كما شيدت سنة ‪ 1986‬انييار في أسعار المحروقات أيف كانػت المػوارد النفطيػة تغطػي‬
‫كػػؿ عجػػز فػػي االقتصػػاد الج ازئػػري وبعػػد ىػػذه السػػنة يطمػػب مػػف االقتصػػاد الج ازئػػري مراجعػػة‬
‫سياس ػػاتو ونفقات ػػو بزي ػػادة س ػػمطة اإلداري ػػة المركزي ػػة وتفتي ػػت أدوات اإلنت ػػاج إل ػػى وح ػػدات أقػ ػػؿ‬
‫ووجيػػت األعمػػاؿ إلػػى و ازرات وصػػية يتعمػػؽ منيػػا بالتسػػويؽ واالسػػتغبلؿ والتطػػوير ممػػا يضػػمف‬
‫مركزية أعـ لمنظاـ االقتصادي‪ ,‬وتغيير دور التسيير االشتراكي ووظيفتو‪.‬‬

‫فيمػػا شػػيدت سػػنة ‪ 1987‬مصػػادقة المجمػػس الشػػعبي الػػوطني عمػػى مشػػروعيف أساسػػيف‪,‬‬
‫وتمثػ ػػؿ المشػ ػػروع األوؿ فػ ػػي مػ ػػنح اسػ ػػتقبللية اإلدارة لشػ ػػركات القطػ ػػاع العػ ػػاـ‪ ,‬وتمػ ػػارس ىػ ػػذه‬
‫االستقبللية في حدود االىداؼ الوطنية لمتنمية حسب الخطػط القوميػة‪ ,‬ويمػارس القػانوف حظػر‬

‫‪57‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫عمػػى بيػػع أسػػيـ الشػػركات العامػػة‪ ,‬وسػػمح ليػػا المسػػامة مػػع بعضػػيا رسػػميا بإش ػراؼ صػػناديؽ‬
‫‪67‬‬
‫قابضة‪.‬‬

‫أما المشروع الثاني الذي حظي بمصادقة المجمس يتمثؿ في إعػادة تنظػيـ مػزارع القطػاع‬
‫العػػاـ و اسػػتقبلؿ إدارة ىػػذه المػزارع ومػػنح المسػػؤولية الكاممػػة فػػي إدارتيػػا لعماليػػا الػػذي أعطػػى‬
‫ليػػـ حػػؽ دائػػـ فػػي اسػػتغبلليا‪ ,‬مقابػػؿ دفػػع العمػػاؿ أقسػػاط سػػنوية‪ ,‬وبمقتضػػى القػػانوف الخػػاص‬
‫قسػمت المػزارع الكبيػرة إلػى مسػتثمرات فبلحيػػة تضػػـ بػػيف ثػػبلث إلػى خمسػػة عمػػاؿ وتقسػػـ عمػػى‬
‫‪68‬‬
‫أساس عدد العماؿ والمساحة والوصوؿ الرأسمالية المتاحة‪.‬‬

‫ت‪ .‬تقييم فترة الصمانينات‪:‬‬

‫إف تقييـ فترة الثمانينيات يجعمنا نحصرىا في خمسة مبلحظات أساسية وىي‪:‬‬

‫‪ -‬لقد عرفت فترة الثمانينيات ارتفاع التكاليؼ المستمر في اإلنتاج وفي االستيبلؾ‪.‬‬
‫‪ -‬إف مصػػادر التمويػػؿ خػػبلؿ ىػػذه العشػرية لػػـ تتنػػوع بػػؿ عرفػػت مصػػد ار واحػػدا تمثػػؿ فػػي‬
‫المحروقات فقط‪.‬‬
‫‪ -‬كمػػا عرفػػت ىػػذه الفت ػرة تقمػػيص دور المشػػاركة العماليػػة فػػي التسػػيير االقتصػػادي عمػػى‬
‫اعتبار ممفات التسويؽ والتطوير تعالج عمػى مسػتوى الػو ازرة ممػا انعكػس عمػى مسػتوى التسػيير‬
‫وتفاقـ التصرفات البيروقراطية السمبية‪.‬‬
‫‪ -‬اسػػتمرار عػػدـ التػوازف الجيػػوي فػػي مجػػاؿ النمػػو االقتصػػادي واالجتمػػاعي األمػػر الػػذي‬
‫يحػػد مػػف توزيػػع األنشػػطة االقتصػػادية توزيعػػا عػػادال وفعػػاال عمػػى الت ػراب الػػوطني‪ ,‬بػػالرغـ مػػف‬

‫ابراىيـ العيسوي‪ .‬قياس التبعية في الوطف العربي‪ .‬الطبعة األولى‪ .‬بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.1989 ,‬‬ ‫‪67‬‬

‫ص‪.91‬‬
‫نفس المرجع‪ .‬ص‪.92‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪61‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشروع في برامج ىامة لصالح الواليات والبمديات المحرومػة والتركيػز فػي األنشػطة الصػناعية‬
‫عمى الشريط الساحمي‪.‬‬
‫‪ -‬عرفت ىذه الفترة ظاىرة مالية أثرت حتما عمى الوضع السياسي واالقتصػادي وتمثمػت‬
‫فػػي التطػػور المػػذىؿ لمديونيػػة الجزائريػػة الخارجيػػة والتػػي قػػدرت فػػي أواخػػر الثمانينػػات بخمسػػة‬
‫وعشروف مميار دوالر ودخوؿ الجزائر مرحمة ضغوط المؤسسات الدولية البنكية‪.‬‬

‫‪ -3‬وضع التنمية فترة التسعينات‪:‬‬


‫تعتبػػر مرحمػػة التسػػعينات مػػف أصػػعب الفت ػرات فػػي مسػػيرة التنميػػة الوطنيػػة حيػػث عرفػػت‬
‫العديد مف األزمػات واإلصػبلحات رغػـ تفػاقـ الوضػع األمنػي وعػدـ االسػتقرار السياسػي‪ ,‬وكميػا‬
‫عوامؿ انعكست ال محالة عمى مستوى التنمية بوجػو عػاـ ونتطػرؽ خػبلؿ ىػذه العشػرية لمعرفػة‬
‫الوضع وتأثيره عمى التنمية‪:‬‬

‫‪ -1-3‬الوضع االقتصادي‪:‬‬
‫إف المتتبػػع لعشػرية الثمانينػػات يبلحػػظ االصػػبلحات فػػي قطػػاع الصػػناعة والز ارعػػة إال أف‬
‫ىذه االصبلحات كانت تتطمب مزيدا مف السيولة المادية‪ ,‬وأماـ ىذه الرؤية كاف عمػى الج ازئػر‬
‫اف تقػػيـ اتفاقيػػات مػػع المؤسسػػات الدوليػػة لممسػػاعدة وتقػػديـ بعػػض القػػروض‪ ,‬وبدايػػة مػػف سػػنة‬
‫‪ 1990‬منح البنؾ الدولي ما يعػادؿ ‪ 99.5‬مميػار دينػار ج ازئػري ال عػادة ىيكمػة ثبلثػة شػركات‬
‫حكومية‪ ,‬وانشاء مكاتب لبلستثمارات‪.69‬‬

‫ومف نفسو السنة عقدت اتفاقية مع صندوؽ النقد الدولي‪.-bay staud -‬‬

‫تقرير مناخ واالستثمار في الدوؿ العربية‪.1992 .‬ص‪.100‬‬ ‫‪69‬‬

‫‪60‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إف لجػػوء الج ازئ ػػر ف ػػي ى ػػذه المرحم ػػة لممؤسس ػػات الدوليػػة ل ػػـ يك ػػف خي ػػار ب ػػؿ ك ػػاف نتيج ػػة‬
‫لضغوط داخمية‪ ,‬والمتمثمة في األزمة وارتفاع عجز الميزانية العامة الذي وصؿ إلػى‪192.2 :‬‬
‫مميار دينار جزائري سنة ‪.1993‬‬

‫كما قدرت الدولة العجز المسػجؿ بمػا يعػادؿ ‪ 130‬مميػار دينػار ج ازئػري سػنة ‪ 1994‬أي‬
‫‪70‬‬
‫ما يعادؿ بالدوالر خمسة مبليير دوالر‪.‬‬

‫وبمغػػت مخصصػػات االنفػػاؽ االسػػتثماري سػػنة ‪ 1993‬نحػػو ‪ 75.9‬مميػػار دينػػار ج ازئػػري‬


‫مقارنػػة بسػػنة ‪ 1991‬حيػػث بمػػغ‪ 54.2 :‬مميػػار دينػػار ج ازئػػري‪ ,‬وخػػبلؿ ىػػذه الفت ػرة ظػػؿ االنتػػاج‬
‫الز ارعػػي منخفضػػا فإنتػػاج الحبػػوب فػػي سػػنة ‪ 1962‬ىػػو نفسػػو سػػنة ‪ 1992‬رغػػـ تطػػور النمػػو‬
‫ممػا جعػؿ الج ازئػر تمجػأ إلػى االسػتراد الغػذائي‬ ‫‪71‬‬
‫الديمغرافي لمسكاف ثػبلث مػرات سػنة ‪1992‬‬
‫خاصة الحبوب لمواجية الحاجيات االستيبلكية المتػزادة‪ ,‬كمػا أف االنتػاج الغػذائي منػذ ‪1984‬‬
‫شػػيد انخفاضػػا قياسػػيا قػػدر بنسػػبة ‪ %79‬ممػػا جعػػؿ ىػػذا المعػػدؿ أقػػؿ مػػف المعػػدالت العالميػػة‪,‬‬
‫‪72‬‬
‫وبعد الدوؿ الفرقية الفقيرة‪.‬‬

‫لقػػد عػػرؼ إنتػػاج الحبػػوب تذبػػذبا كبيػػر فقػػد بمػػغ سػػنة ‪ 1996‬إلػػى تسػػعة وأربعػػوف مميػػوف‬
‫قنطار ثػـ أخػذ فػي االنخفػاض الػى مسػتوى ثمانيػة مميػوف قنطارنػة ‪ 1997‬ثػـ قفػز سػنة ‪1999‬‬
‫ليصؿ إلى عشروف مميار قنطار‪.‬‬

‫ويرجػػع سػػبب ىػػذا التذبػػذب حسػػب المختصػػيف إلػػى العوامػػؿ المناخيػػة غيػػر أف الحقيق ػػة‬
‫تكمف في غياب سياسية فبلحية واضحة المعالـ واألىداؼ وغير المتواصمة‪.‬‬

‫عبد الحميد جفاؿ‪ ( .‬مف سياسة التشغيؿ إلى عممية تسريح العماؿ في الجزائر)‪ .‬مجمة التواصؿ‪.‬العدد السادس‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫جواف‪ .2000‬جامعة عنابة‪ .‬ص‪.310‬‬


‫تقرر التنمية البشرية لسنة ‪.1992‬ص ‪.161‬‬ ‫‪71‬‬

‫محمد محمود اإلماـ‪ .‬مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.462‬‬ ‫‪72‬‬

‫‪60‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إف قطػػاع الز ارعػػة فػػي الج ازئػػر عػػرؼ تحػوالت واصػػبلحات عديػػدة فػػي فتػرة زمنيػػة قصػػيرة‬
‫اعطت ليذا القطاع دو ار ثانويا فػي اسػتراتيجية التنميػة الوطنيػة بػرز عمػى مسػتوى االسػتثمارات‬
‫‪73‬‬
‫المنخفضة‪.‬‬

‫إف ىذا التذبذب عرفتو مختمؼ القطاعات الحيويػة كمػا شػيدنا خػبلؿ سػنوات الثمانينػات‪,‬‬
‫كقطاع الصناعة وما رافقو مف مشاكؿ وأزمات‪ ,‬والكبلـ عف قطاع السػياحة الػذي شػيد تراجعػا‬
‫بعد ما كانت الجزائر قبمة لمسياحة العالمية والسباقات السياحية تراجعت في عدد األسرة حيػث‬
‫لػػـ تصػػؿ إل ػػى خمسػػيف أل ػػؼ س ػرير س ػػنة ‪ ,1994‬منيػػا س ػػتة آالؼ درجػػة دولي ػػة‪ ,‬فمػػثبل ع ػػدد‬
‫الفنػػادؽ خمسػػة نجػػوـ وصػػؿ إلػػى خمسػػة سػػنة ‪ 1990‬وفػػي ‪ 1991‬ارتفعػػت الػػى سػػبعة فنػػادؽ‬
‫سػػنة ‪,1994‬أمػػا الزيػػادة الحقيقيػػة فبمغتيػػا سػػنة ‪ 1999‬بعشػػر فنػػادؽ‪ ,‬امػػا درجػػة أربعػػة نجػػوـ‬
‫فبمغت في ‪ 1992‬إثناني وعشروف فنػدؽ وفػي سػنة ‪ 1994‬بمغػت تسػعة وعشػروف فنػدؽ‪ ,‬وفػي‬
‫‪ 1996‬وصمت إلى ثبلثة وثبلثيف فندؽ‪ ,‬فيما تراجعت فػي ‪ 1999‬إلػى عشػروف فنػدؽ‪ ,‬فالعػدد‬
‫إجمػػاال إلػػى سػػنة ‪ 1990‬بمػػغ ثبلثمئػػة واثنػػاني وثمػػانوف فنػػدقا عمػػى مسػػتوى الج ازئػػر‪ ,‬ويعػػد ىػػذا‬
‫الرقـ ضئيؿ إذا ما قورف بدوؿ المغرب العربي‪.‬‬

‫فتواف ػػد السػ ػواح االجان ػػب س ػػنة ‪ 1990‬بم ػػغ س ػػتمئة وأرب ػػع وعش ػػروف ألف ػػا وس ػػتة وتس ػػعوف‬
‫سػائح‪ ,‬بينمػػا ت ارجػع ىػػذا العػػدد سػنة ‪ 1995‬إلػػى سػبعة وتسػػعوف ألفػػا وسػتمئة وثمانيػػة وأربعػػوف‪,‬‬
‫والى غايػة ‪ 1997‬بأربعػة وتسػعوف ألفػا وثمػاف مئػة و اثنػاف وثبلثػوف سػائحا‪ ,‬أمػا بالمقارنػة مػع‬
‫دوؿ الجوار المغاربية فبمغ في المغػرب سػنة ‪ 1997‬مػا يقػدر بثبلثػة مميػوف واحػد وسػبعوف ألفػا‬
‫وسػػتمئة وثمانيػػة سػػائح امػػا فػػي تػػونس فبمػػغ ثبلثػػة مميػػوف ومئتػػيف وواحػػد وسػػبعوف ألفػػا وسػػتمئة‬
‫وثبلث وعشروف سائحا‪ ,‬بينما الجزائر لـ يتعدى سػتمئة وأربعػة وثبلثػوف ألػؼ وسػبعمائة واثنػاف‬

‫فوزية غربي‪ (.‬واقع إنتاج الحبوب في الجزائر)‪ .‬مجمة العموـ اإلنسانية‪ .‬العدد الخامس‪ .‬جامعة بسكرة‪ .‬ديسمبر ‪.2003‬‬ ‫‪73‬‬

‫ص‪.280‬‬
‫‪61‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وخمسػػوف سػػائح ‪ ,‬وترجػػع أساسػػا إلػػى الوضػػع االمنػػي وحالػػة الئلسػػتقرار ‪ ,‬فػػي حػػيف تمثػػؿ سػػنة‬
‫‪ 1997‬سػػنة بدايػػة التػػدفؽ السػػياحي لمج ازئػػر وقػػد بمػػغ عػػدد عمػػاؿ السػػياحة فػػي الج ازئػػر سػػنة‬
‫‪ 1990‬عشػ ػرة آالؼ وثمانمائ ػػة وس ػػبعة وتس ػػعوف ع ػػامبل وف ػػي س ػػنة ‪ 1995‬ت ارج ػػع إل ػػى س ػػبعة‬
‫أالؼ وسػػبعمئة وثػػبلث وعشػػروف عػػامبل‪ ,‬وفػػي سػػنة ‪ 1999‬قفػػز العػػدد إلػػى إثنػػا عشػػر ألػػؼ‬
‫وسػػبعة وسػػتوف عػػامبل‪ ,‬السػػبب فػػي تػػدني عمػػاؿ السػػياحة ‪ 1996/95‬حػػؿ وخصخصػػة العديػػد‬
‫‪74‬‬
‫مف المؤسسات السياحية والفندقية‪ ,‬ولمراجعة ىذه األرقاـ والتعمؽ أكثر راجع خالد كواش‪.‬‬

‫وف ػػي ظ ػػؿ االص ػػبلحات ق ػػدمت الدول ػػة عم ػػى أل ػػؼ ومئت ػػي مؤسس ػػة ب ػػيف س ػػنة( ‪ 1993‬و‬
‫‪ ,)1996‬وستمئة وست وتسعوف مؤسسة‪ ,‬ح ّػوؿ منيػا إلػى مؤسسػات صػغيرة ومتوسػطة‪ ,‬وق ّػدر‬
‫عدد المؤسسات بمئة وسبعة وسػبعوف ألػؼ وسػتمئة وخمسػوف مؤسسػة‪ :‬منيػا ‪ %50‬فػي قطػاع‬
‫الص ػػنعة لوح ػػده‪ ,‬و ‪ %16‬ف ػػي قط ػػاع الخ ػػدمات‪ ,‬و ‪ %24‬قط ػػاع البن ػػاء واألش ػػغاؿ العمومي ػػة‬
‫والػػري‪ ,‬إال أف المبلحػػظ عمػػى ىػػذه القطاعػػات أنيػػا لػػـ تسػػاىـ فػػي اإلنتػػاج الػػوطني الخػػاـ إال مػػا‬
‫نسبتو ‪.%20‬‬

‫ولقد اشار البنؾ العالمي في شير جويمية ‪ 1998‬في تقرير لػو بػأف القطػاع الخػاص فػي‬
‫الج ازئػر ميمػش ضػمف االقتصػػاد الػوطني‪ ,‬وال يمثػؿ إال مػا نسػػبتو ال تتجػاوز ‪ %10‬مػف النػػاتج‬
‫المحمي الخاـ‪ ,‬كما تعطػؿ بعػض الشػيء مسػعي خوصصػة المؤسسػة البمديػة المحميػة حيػث لػـ‬
‫تشػػيد تنػػازؿ مقبػػوؿ كمػػا كشػػؼ عنػػو مجمػػس الخوصصػػة الػػى سػػنة ‪ 1998‬مػػف مجمػػوع ألفػػيف‬
‫وسبعمئة وخمسة عشر مؤسسة خوصصت منيا مئة وستة عشر أي بمعدؿ ‪ %01‬سنويا‪.‬‬

‫خالد كواش‪ ( .‬مقومات ومؤشراتالسياحة في الجزائر) مجمة اقتصاديات شماؿ افريقيا‪ .‬العدد األوؿ جامعة حسيبة بف‬ ‫‪74‬‬

‫بوعمي‪ .‬الشمؼ‪ .‬السداسي الثاني‪ .2004‬ص‪.229‬‬


‫‪62‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وضػػمف متابعػػة إصػػبلحات الدولػػة فػػي عمميػػة التييػػر المػػالي سػػاىمت بػػأكثر مػػف أربعمئػػة‬
‫وثمػػانوف مميػػار دينػػار ج ازئػػري خػػبلؿ سػػنوات التسػػعينات رغػػـ مػػا يقابميػػا مػػف تػػدني فػػي مؤشػػر‬
‫االنتاج الصناعي و اإلصبلحات الييكمة التي شرع فييا خبلؿ ىذه العشرية‪.‬‬

‫واماـ كؿ ىذه التحػديات الداخميػة وجػدت الج ازئػر نفسػيا أمػاـ ظػاىرة باتػت تتنػامى وتمقػي‬
‫بآثارىا عمى التنمية المحمية‪ ,‬وتتمثؿ ىذه الظاىرة فػي ظػاىرة التيػرب الضػريبي‪ ,‬حيػث ارتفعػت‬
‫مػػف ‪ 50.5‬مميػػار دينػػار ج ازئػػري سػػنة ‪ 1997‬إلػػى ‪ 77.87‬مميػػار دينػػار ج ازئػػري سػػنة ‪19.98‬‬
‫أي بنسػػبة ‪ %54‬وىػػي جبايػػة ضػػعيفة‪ ,‬ولقػػد وصػػمت الجبايػػة العاديػػة إلػػى مػػا مقػػداره ‪667.77‬‬
‫مميػػار دينػػار ج ازئػػري تػػدخؿ ضػػمنيا الجبايػػة البتروليػػة‪ ,‬وىػػذا الػػرقـ ضػػئيؿ جػػدا مقارنػػة بالػػدوؿ‬
‫‪75‬‬
‫المغاربية الدوؿ األوروبية ‪ ,‬إذ تصؿ إلى ‪ %25‬و ‪ %30‬دوف الجباية البترولية‪.‬‬

‫‪ -2-3‬الوضع االجتماعي من ‪:1990-1990‬‬


‫إف الوضػػع االجتمػػاعي لػػـ يكػػف بمعػػزؿ عػػف االحػػداث العامػػة‪ ,‬بػػؿ يتػػداخؿ مػػع الوضػػع‬
‫االقتص ػػادي‪ ,‬وكممنيم ػػا ي ػػؤثر ف ػػي اآلخ ػػر‪ ,‬ب ػػؿ ك ػػاف م ػػف المفت ػػرض أف تقس ػػـ ى ػػذه الفتػ ػرة إل ػػى‬
‫مرحمتيف أو أكثر‪ ,‬ولكف أرتيت ىذا التقسيـ لمػا لموضػع االقتصػادي مػف انعكػاس عمػى الوضػع‬
‫االجتماعي العاـ بالجزائر وىي بمثابة مؤشرات لؤلزمة التنموية في ىذه العشرية ونورد أىميػا‪:‬‬
‫لقد عرفت فترة التسعينات ارتفاع عدد البطالة والتي تجاوزت مميػوف ومئتػي وسػتيف ألػؼ بطػاؿ‬
‫مػػف أصػػؿ سػػتة مبليػػيف الػػذيف يمثمػػوف فئػػة السػػكاف الناشػػطة‪ .‬وىػػذا سػػنة ‪ ,761991‬وتقػػدر عنػػد‬
‫الشباب دوف سف الثبلثيف ب ػ‪ %30‬وعند الػذيف تتػراوح أعمػارىـ دوف عشػريف سػنة بمغػت ‪%42‬‬
‫مف فئة البطالة‪.‬‬

‫صادؽ‪.‬ب‪ .‬الوضع الجبائي في الجزائر‪ .‬جريدة الخبر‪16.‬فيفري‪ .‬عدد ‪ .2580‬سنة ‪.1999‬‬ ‫‪75‬‬

‫عبد الحميد جفاؿ‪ .‬مرجع سابؽ‪ ,‬ص‪.312‬‬ ‫‪76‬‬

‫‪63‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كمػػا شػػيدت سػػنة ‪ 1995‬بدايػػة التنفيػػذ التحقيػػؽ لبلتفاقيػػات التػػي أبرمػػت مػػع المؤسسػػات‬
‫الدولية‪ ,‬والتي تمثؿ توجييػات خارجيػة إلصػبلح االقتصػاد الج ازئػري وخروجػو مػف دائػرة العجػز‬
‫المػػادي‪ ,‬فشػػيدت ب ػػذلؾ ظػػاىرة تسػ ػريح جمػػاعي لمعمػػاؿ‪ ,‬والت ػػي تػػدخؿ ض ػػمف نطػػاؽ إص ػػبلح‬
‫لمؤسسػات وخوصصػة مؤسسػػات القطػاع العػاـ‪ ,‬وصػػمت ىػذه العمميػة مػػا بػيف سػػنتي( ‪-1995‬‬
‫‪ )1997‬إلى ما يناىز ثمانيف ألؼ عامػؿ مسػرح‪ ,‬وارتفػع ىػذا العػدد فػي آخػر شػير مػارس مػف‬
‫سنة ‪ 1998‬ليصػؿ عػدد المسػرحيف مئتػي ألػؼ مسػرح‪ ,‬شػمؿ عػدة قطاعػات منيػا قطػاع البنػاء‬
‫حيث تـ تسريح مئة واثنا عشػر ألػؼ خمسػة وعشػروف عامػؿ‪ ,‬أمػا القطػاع الصػناعي فسػرح مػا‬
‫عدد سبعة وعشروف ألؼ وتسعة وستوف عامبل‪ ,‬وحيث مس التسريح فػي قطػاع الفبلحػة ألفػيف‬
‫وعشروف عامبل مسرحا‪.‬‬

‫إف التس ػريح الجمػػاعي ىػػو إجػػراء يتخػػذه صػػاحب العمػػؿ‪ ,‬عنػػدما يتعػػرض لصػػعوبات‬
‫مالية او تجارية أو تقنية تفرض عميو التخفيؼ او لتقميؿ مف عػدد العمػاؿ الػذيف يشػغموف عنػده‬
‫كحػػؿ وحيػػد لئلعػػادة توازنػػو االقتصػػادي المػػادي‪ 77‬ثػػـ إف تسػريح العمػػاؿ أفػػرز ظػػاىرة اجتماعيػػة‬
‫جديػػدة ف ػػي المجتم ػػع الج ازئ ػػري‪ ,‬لي ػػا آث ػػار نفس ػػية واجتماعي ػػة‪ ,‬فالعم ػػاؿ اص ػػبحوا مي ػػدديف بي ػػذا‬
‫اإلج ػراء ومنػػو تكػػوف الخ ػػوؼ والتػػردد الػػذي ي ػػؤدي الػػى تػػوتر العام ػػؿ واخػػتبلؿ توازنػػو التقن ػػي‪,‬‬
‫وانعكػس التسػريح عمػى األسػرة الجزائريػة ذات الخصػائص المميػزة ليػػا مػف حجميػا الكبيػر‪ ,‬مػػف‬
‫أف العماؿ عادة واحد واآلخريف يعيشوف في كنفػو‪ ,‬فػاآلف كيػؼ يصػبح وضػع األسػرة أمػاـ ىػذه‬
‫الظاىرة التي تبارى ليا الباحثيف النفسييف وعمماء االجتماع لئلعادة دمج اعامؿ وتقػدـ الحمػوؿ‬
‫المناسبة‪.‬‬

‫حامية سميماف‪ .‬التنظيـ القانوف لعبلقات العمؿ في التشريع الجزائري‪ .‬الجزائر ديواف المطبوعات الجامعية‬ ‫‪77‬‬

‫‪.1992‬ص‪.292‬‬
‫‪64‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ومنػػذ سػػنة ‪ 19.93‬بػػدأ ارتفػػاع التكػػاليؼ وعػػدـ كفايػػة مػػا تػػـ رصػػده مػػف أم ػواؿ ألغمػػب‬
‫المشػػاريع وىػػذا مػػا أثػػر عمػػى وتي ػرة اإلنجػػاز وتأخرىػػا‪ ,‬واضػػافة أغمفػػة ماليػػة ىػػذا عمػػى صػػعيد‬
‫المؤسسات‪ ,‬أما الصعيد الثاني فإف رفػع دعػـ الػدوؿ لمسػمع جعػؿ القػدرة الشػرائية لػدى المػواطف‬
‫تقػػؿ ففػػي سػػنة ‪ 1997‬تػػـ الغػػاء كػػؿ الػػدعـ عمػػى المنتوجػػات الغذائيػػة والطاقويػػة لتتماشػػى مػػع‬
‫األسعار العالمية فأدى إلى ارتفاع ىذه األسعار بمعدؿ ‪.78%100‬‬

‫إف رفع الدولة يدىا عف الدعـ شمؿ قطاعػات أخػرى حيويػة كالصػحة‪ ,‬ومػا انعكػس عمػى‬
‫المنظوم ػػة الص ػػحية بالت ػػدىور والتقيق ػػر ف ػػي مس ػػتوى التجيي ػػز‪ ,‬وى ػػو م ػػا س ػػاعد عم ػػى ظيػ ػػور‬
‫البيروقراطي ػػة‪ ,‬وس ػػوء التس ػػيير لج ػػؿ المستش ػػفيات وغ ػػبلء مم ػػا يعن ػػي زي ػػادة االمػ ػراض النفس ػػية‬
‫والصحية‪.‬‬

‫ما قيؿ عف الصحة يقاؿ عف السكف والتعميـ‪ ,‬فأغمب مؤسسات قطاع البنػاء أفمسػت كمػا‬
‫رأينا‪ ,‬وىو ما عني زيادة الطمب عمػى السػكف وغػبلء مػواد البنػاء واإلجػار وارتفػاع فػواتير المػاء‬
‫والغػػاز والكيربػػاء وسػػبب عجػػز مػػزمف لمدولػػة الجزائر‪...‬امػػا التعمػػيـ فػػي الج ازئػػر فعػػاش مسػػايرة‬
‫التحػ ػوالت االقتص ػػادية واالجتماعي ػػة ون ػػو ش ػػاىد تس ػػرب عشػ ػرات ب ػػؿ مئ ػػات التبلمي ػػذ ‪ ,‬وغم ػػؽ‬
‫عشرات المدارس في المناطؽ التي طاليا األمف كالمدية والشمؼ‪...‬‬

‫‪ -3-3‬فترة الخماسي األول ( ‪2000‬و‪:)2005‬‬


‫لقػػد شػػيدت بػػدايات ىػػذه المرحمػػة الجديػػدة العديػػد مػػف اإلصػػبلحات ومشػػاريع إلصػػبلحات‬
‫وأىـ ما سجؿ ىنا مرحمػة التيدئػة واالسػتقرار السياسػي الػذي انطمػؽ مػف سػنة ‪ 1997‬بػدءا مػف‬
‫االنتخابات الرئاسية ‪ ,‬ثـ تصػويت الشػعب الج ازئػري باألغمبيػة عمػى قػانوف الوئػاـ المػدني الػذي‬
‫قُػػدـ لبلسػػتفتاء عػػاـ ‪ ,1999‬كميػػا عوامػػؿ ميػػدت لياتػػو المرحمػػة اف تشػػيد االسػػتقرار السياسػػي‪,‬‬

‫بطاىر عمي(سياسات التحرير واإلصبلح االقتصادي في الجزائر)‪ .‬مجمة االقتصاديات شماؿ افريقيا‪ .‬مرجع سابؽ‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫ص‪.198‬‬
‫‪65‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫واسػػتكماؿ بنػػاء الصػػرح المؤسسػػاتي بإنشػػاء البرلمػػاف بغرفتيػػو‪ ,‬وظيػػور مجػػالس استشػػارية تابعػػة‬
‫لمصالح رئاسة الجميورية‪.‬‬

‫وطبػع ىػػذه الفتػرة انتعػػاش فػػي االقتصػػاد الػوطني نتيجػػة تطػػور العبلقػػات الدبموماسػػية بػػيف‬
‫الجزائر ومختمؼ الدوؿ وابػراـ اتفاقيػات لبلسػتثمار األجنبػي فمنػذ عػاـ ‪ 1993‬تعػزز االسػتثمار‬
‫بقػػانوف يض ػػمف معامم ػػة المسػػتثمر األجنب ػػي بمعامم ػػة ش ػػبيية بمعاممػػة المس ػػتثمر ال ػػوطني‪ ,‬إل ػػى‬
‫‪79‬‬
‫جانب ضماف المنافع التي اكتسبيا المستثمروف المباشروف االجانب‪.‬‬

‫ولقػػد شػػيدت الج ازئػػر فػػي ىػػذه الفت ػرة بمػػورة واالنطػػبلؽ فػػي بعػػض األنشػػطة االقتصػػادية‬
‫لتحقيؽ تنمية مستقبمية فعرفت عدة قطاعات حراكا وقػد اشػار االسػتاذ بػف أشػنيو عبػد المطيػؼ‬
‫الى أىميا كما يمي‪:‬‬

‫أ‪ -‬قطاع الزراعة والماء‪:‬‬

‫االنطبلؽ في سياسة زراعية جديدة مف شير ايموؿ ‪ 2000‬تبنى عمى أربعة وجيات نظر‪:‬‬

‫‪ .1‬ترقية المزارع‪ :‬بفضؿ إنعاش االستثمار الزراعي وترقية افاؽ انتفاخ السوؽ الوطنية‪.‬‬
‫‪ .2‬تقسػػيـ مخػػاطر التمويػػؿ‪ :‬التركيػػب الض ػرائبي بتسػػيير المخػػاطر المشػػترؾ بػػيف الم ػزارع‬
‫والبنوؾ والتأمينات والدولة‪.‬‬
‫‪ .3‬التكييؼ واتساع اإلنتاج الرامي إلى استعماؿ الموارد الطبيعة‪.‬‬
‫‪ .4‬مشػػاركة المزرعػػة الزراعيػػة فػػي خيػػار االسػػتثمار بفضػػؿ البلمركزيػػة وتشػػجيع الييئػػات‬
‫اإلدارية مشاركة المزارع وتعزيز المنظمات المينية‪.‬‬
‫‪ .5‬أما النتائج المحققة في قطاع الزراعة فيي عمى مستوى حجـ مزارع االشجار وز ارعػة‬
‫الكػػروـ ‪ 81000‬ىكت ػػار ع ػػاـ ‪ 2001‬وبم ػػغ الحج ػػـ ف ػػي أواخ ػػر س ػػبتمبر ‪ 2002‬إل ػػى ‪90000‬‬

‫عبد المطيؼ بف أشنيو‪ .‬الجزائر اليوـ بمد ناجح‪ .‬ص‪.53‬‬ ‫‪79‬‬

‫‪66‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ىكت ػػار وخم ػػؽ ‪ 445000‬منص ػػب عم ػػؿ خ ػػبلؿ ع ػػاميف ومن ػػو ‪171000‬ع ػػاـ ‪ ,802001‬ام ػػا‬
‫بالنسبة لقطاع الميػاه فقػد عػرؼ ىػو اآلخػر التفاتػة مػف خػبلؿ تعزيػز مػا يقػارب مػف سػتيف ثقػب‬
‫في سيؿ متيجة حجػـ ‪ 17000‬متػر يوميػا‪ ,‬والوصػؿ بػيف السػدود الموجػودة فػي غػرب الج ازئػر‬
‫العاص ػػمة بنظ ػػاـ التزوي ػػد بالم ػػاء القاب ػػؿ لمش ػػرب لمدين ػػة الج ازئ ػػر بتعبئ ػػة حج ػػـ إجم ػػالي قدرت ػػو‬
‫‪ 150000‬متػػر يوميػػا‪ ,‬وتحقيػػؽ ‪ 48000‬متػػر مػػف الثقػػوب وتسػػعة (‪ )9‬محطػػات لتحميػػة ميػػاه‬
‫البحر ألربعة واليات ساحمية( تيبازة‪ ,‬بومرداس‪ ,‬سكيكدة‪ ,‬تممساف)‪.‬‬

‫ب‪ -‬قطاع المواصالت‪:‬‬

‫وقػػد عػػرؼ صػػدور قػػانوف فػػي اوت ‪ 2000‬لتأىيػػؿ ىػػذا القطػػاع وتحريػره تحريػ ار تامػػا عػػاـ‬
‫‪ ,2005‬وسجؿ في سنة ‪ 2001‬تفريؽ البريد والمواصبلت وتأسيس المواصبلت الجزائريػة فػي‬
‫سػػبتمبر ‪ 2001‬كشػػركة تجاريػػة‪ ,‬وتطػػوير مػػزودي المواقػػع عمػػى الشػػبكة الدوليػػة مػػف القطػػاع‬
‫الخاص عاـ ‪ .2002‬كما عرفت سنة ‪ 2003‬تشغيؿ شبكة الياتؼ البلسمكي النقػاؿ أو ارسػكوـ‬
‫ىػػاتؼ الج ازئػػر‪ ,‬إلػػى جانػػب فػػتح قطػػاع البريػػد الػػى التنػػافس الػػوطني والعػػالمي‪ ,‬إضػػافة الػػى بيػػع‬
‫رخصػ ػػة جديػ ػػدة بنظػ ػػاـ عػ ػػالمي لميػ ػػاتؼ النقػ ػػاؿ‪ ,‬وتحػ ػػديث شػ ػػبكة اليػ ػػاتؼ الثابػ ػػت مػ ػػف طػ ػػرؼ‬
‫مواصػ ػػبلت الج ازئػ ػػر‪ ,‬وشػ ػػيدت سػ ػػنة ‪ 2004‬بيػ ػػع رخصػ ػػتيف مػ ػػف حمقػ ػػة إذاعػ ػػة محميػ ػػة يشػ ػػمؿ‬
‫األصوات والمعمومات‪ ,‬وفتح ميػداف اليػاتؼ البلسػمكي النقػاؿ الػى التنػافس والبحػث عػف شػريؾ‬
‫استراتيجي لمعامؿ التاريخي‪.‬‬

‫ج‪ -‬قطاع المحروقات‪:‬‬

‫وقػػد عػػرؼ تسػػيير األ ارضػػي المنجميػػة الوطنيػػة الشػػفاؼ والفعػػاؿ بإعػػادة حقػػوؽ صػػاحب‬
‫األراضي المنجمية ومسيرىا الى الدولة‪ ,‬تسيير اقتصػادي الممكيػة العامػة الفعالػة‪ ,‬وتقويػة نظػاـ‬

‫نفس المرجع‪ .‬ص‪.54‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪67‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الض ػرائب النفطيػػة والم ػوارد العامػػة‪ .‬وتمثػػؿ شػػركة سػػوناطراؾ الشػػركة النفطيػػة الكبػػرى بالنسػػبة‬
‫لمجزائر وقد وصؿ انتاجيا إلى أكثر مف ‪ % 80‬مف اإلنتاج وحصػص تمميكيػا فػي العديػد مػف‬
‫المؤسسات وسيطرتيا عمى ‪ 42‬مف حدود األراضي المنجمية‪.‬‬

‫طمبت الجزائر حصة مميوف برميػؿ يوميػا‪ ,‬ممػا سػيجعميا تصػؿ إلػى ‪ 301‬مميػوف برميػؿ‪,‬‬
‫أما مبررات ليذا الرفع مف قبؿ الجزائر وىو بمثابة حؽ إذ انخفضت قسػمة الج ازئػر فػي حصػة‬
‫منظم ػ ػػة البم ػ ػػداف المص ػ ػػدرة لم ػ ػػنفط‪ .‬إذ حص ػ ػػة الج ازئ ػ ػػر ل ػ ػػـ تتج ػ ػػاوز م ػ ػػا نس ػ ػػبتو ‪ %28‬مقاب ػ ػػؿ‬
‫فنزويبل‪ ,%43‬والعربية السعودية ‪ %17‬عاـ ‪.1986‬‬

‫ويمثػػؿ الغػػاز مكمػػف آخػػر لمطاقػػة واالقتصػػاد الج ازئػػري إذ وصػػؿ سػػوؽ الغػػاز الطبيعػػي‬
‫المسػػيؿ الػػى الواليػػات المتحػػدة األمريكيػػة مػػف ‪ 6‬مميػػار مػػف االمػػار المكعبػػة إلػػى ‪ 20‬مميػار فػػي‬
‫عػػاـ ‪ ,2005‬واال أف مؤش ػرات أزمػػة كانػػت أقػػوى مػػف كػػؿ التطمعػػات‪ ,‬وعرفػػت بػػذلؾ الج ازئػػر‬
‫شابؾ الظواىر واالزمات والتالي منيا‪:‬‬

‫‪ .1‬اخػػتبلؿ فػػي توزيػػع الػػدخؿ الػػوطني حيػػث يصػػعب عمػػى الفئػػات التػػي تتسػػـ بػػبطء فػػي‬
‫جمود دخوليا وىي المنتمية لمجياز الخدمي الحكػومي ومػا تبقػى مػف شػركات القطػاع العػامي‪,‬‬
‫حيػػث يبلحػػظ عػػدـ قػػدرتيا عمػػى مبلحقػػة التغي ػرات الس ػريعة والمرتفعػػة فػػي األسػػعار وىػػذا عمػػى‬
‫العكس مف الفئات االخػرى التػي تتغيػر دخوليػا بوتػائر سػريعة مطػردة مػف التغيػر فػي المسػتوى‬
‫العاـ لؤلسعار‪81.‬‬
‫‪ .2‬توزيػػع الثػػورة بػػيف مختمػػؼ فئػػات المجتمػػع ال تخضػػع لمعػػايير منطقيػػة وعقبلنيػػة وانمػػا‬
‫يكوف طريقة عشوائية لفائدة المضاربيف والمغامريف والطفيميف‪.‬‬
‫‪ .3‬وضوح التمايز االجتماعي بيف الطبقات المجتمػع وفئاتػو‪ ,‬حيػث تػزداد بعػض الفئػات‬
‫ثراء مقابؿ زواؿ طبقات بأكمميا مثمما يحدث لمطبقة المتوسطة‪.‬‬

‫عمي غربي‪ :‬معالـ اقتصادية بارزة في التنمية المفقودة بالجزائر‪ ( .‬مجمة المتواصؿ) مرجع سابؽ‪ .‬ص‪.113‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪71‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ .4‬ارتف ػػاع س ػػبة ىجػ ػرة الكف ػػاءات الجزائري ػػة لمعم ػػؿ ف ػػي الخ ػػارج نتيج ػػة ت ػػدىور ال ػػدخوؿ‬
‫الحقيقة لمثؿ ىذه الفئات التي تنتمي عموما الى الطبقة الوسطى‪.‬‬
‫‪ .5‬تفضػػي الظ ػواىر البلأخبلقيػػة كانتشػػار الرشػػوة‪ ,‬والفسػػاد اإلداري معػػدالت التضػػخـ‪,‬‬
‫وانخفاض قيمة العممة الوطنية‪.‬‬
‫‪ .6‬ترسػػيخ التبعيػػة الخارجيػػة ال سػػيما لمبمػػداف األوربيػػة نتيجػػة إتبػػاع سياسػػات متناقضػػة‬
‫أحيانػػا ورؤى نظريػػة و اسػػتراتيجية محػػدودة بعػػد ت ارجػػع أسػػعار الػػنفط فػػي األسػواؽ العالميػػة ممػػا‬
‫أدى بتراجع احتياط الصرؼ بأقؿ مف ستة مميار دوالر سنة ‪.1999‬‬
‫‪ .7‬فقداف قيمة العمؿ حيث بػدأ الشػباب يعػزؼ عػف العمػؿ وانتشػرت فػي مقابميػا عػادات‬
‫س ػػمبية بديم ػػة محاول ػػة الكس ػػب السػ ػريع بط ػػرؽ ممتوي ػػة‪ ,‬والنظػ ػرة الدوني ػػة لمعم ػػـ ولج ػػوء المعمم ػػيف‬
‫واألس ػػاتذة إل ػػى الحص ػػص الخصوص ػػية‪ -‬س ػػاعات الت ػػدعيـ‪ -‬واألعم ػػاؿ الحػ ػرة‪ ,‬وتغي ػػر الق ػػيـ ‪,‬‬
‫فمكانة الفرد تستمد مف مالو ومركزه االجتماعي‪.‬‬
‫‪ .8‬انتشػػار ظػػاىرة العنػػؼ التػػي أدت إحجػػاـ أصػػحاب رؤوس االمػواؿ واليػػروب بيػػا إلػػى‬
‫خارج الوطف‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫التنمية المحمية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‬
‫لقد رأينا مف خبلؿ مباحث ىذا الفصؿ أف التنمية المحمية تعتمد عمى مقومات‬
‫ومرتك ازت أساسية وىي بمثابة أجيزة تترجـ التنمية المحمية مف تفكير مجرد الى عمؿ مجسد‬
‫وتعرفنا عمى الظواىر التي أدت إلى االىتماـ بالتنمية المحمية‪ ,‬واألىداؼ التي تسعى إلى‬
‫تحقيقيا‪.‬‬
‫وتعد مراحؿ التنمية المحمية أىـ ركف فبل األمواؿ وحدىا وال اإلمكانيات الطبيعية‬
‫والمادية بإمكانيا توفير ما يحتاجو االنساف لذلؾ ضرورة اشراؾ المواطف في التنمية المحمية‬
‫بكؿ مراحميا واشكاليا‪.‬‬
‫إف التنمية المحمية تقوـ عمى مدى التكامؿ واالنسجاـ بيف اإلمكانيات البشرية‬
‫والمعطيات المادية والمالية المتاحة عمى الصعيد المجمي والوطني‪ ,‬ومدى المتابعة الحقيقية‬
‫لمتنفيذ وايجاد تقييـ يوجو العممية التنموية ويجعميا انسانية قبؿ أف تكوف مظي ار احصائيا‬
‫وىيكبل جامدا دوف تفاعؿ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الجانب الميداني‬

‫الجانب الميداني‬
‫الفصل الرابع‪ :‬اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬

‫أوال ‪ :‬منيج الدراسة‬

‫ثانيا‪ :‬أدوات جمع البيانات‬

‫ثالثا ‪:‬مجاالت الدراسة‬

‫رابعا‪ :‬العينة وكيفية اختيارىا‬

‫خبلصة الفصؿ‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أوال ‪ :‬منيج الدراسة‬


‫ال يمكف ألي دراسة الوصوؿ إلى تحقيؽ أىدافيا إال إذا اتبع الباحث مجموعة مف‬
‫اإلجراءات المنيجية التي تمكنو مف الوصوؿ إلى المعطيات االزمة لمدراسة ‪ ,‬وتتمثؿ ىذه‬
‫اإلجراءات بداية ف ي اختيار المنيج المناسب وتحديد األدوات التي يتطمبيا ىذا المنيج والتي‬
‫تساعده في عممية جمع البيانات والحقائؽ حوؿ الظاىرة المدروسة ‪.‬‬
‫ويعرؼ المنيج العممي بأنو جممة المبادئ والقواعد واإلرشادات التي يجب عمى الباحث‬
‫إلتباعيا مف بداية البحث إلى نيايتو‪ ,‬لمكشؼ عف العبلقات العامة والجوىرية والضرورية‬
‫‪1‬‬
‫التي تخضع ليا الظواىر الدراسية ‪.‬‬
‫ولما كاف المنيج الذي يتبعو أي باحث اجتماعي في دراستو ألي ظاىرة البد وأف يرتبط‬
‫بطبيعة الموضوع ‪ ,‬فإنو مف العسير اختيار منيج معيف مناسب لمظاىرة موضوع الدراسة‪,‬‬
‫وانطبلقا مف طبيعة موضوع الدراسة وفرضياتو وأىدافو فقد اعتمدت الدراسة الحالية عمى‬
‫المنيج الوصفي والذي يعتبر طريقة منتظمة لدراسة حقائؽ راىنة متعمقة بظاىرة أو موقؼ أو‬
‫أفراد أو األحداث أو أوضاع معينة ‪ ,‬بيدؼ اكتشاؼ حقائؽ جديدة أو التحقؽ مف صحة‬
‫‪2‬‬
‫حقائؽ قديمة وأثارىا والعبلقات التي تتصؿ بيا ‪ ,‬وتغييرىا وكشؼ الجوانب التي تحكميا ‪.‬‬
‫ويعرؼ أيضا بأنو طريقة مف الطرؽ التحميؿ والتفسير بشكؿ عممي منظـ مف أجؿ‬
‫الوصوؿ إلى أغراض محددة لوضعية اجتماعية أو مشكمة اجتماعية أو سكاف معينيف كما‬
‫أنو وصؼ لمظاىرة وتصويرىا كميا عف طريؽ جمع معمومات مقننة عف المشكمة وتصنيفيا‬
‫‪3‬‬
‫وتحميميا واخضاعيا لمدراسة الدقيقة ‪.‬‬
‫وفي درستنا ىذه يستخدـ المنيج الوصفي التحميمي كمنيج أساسي ‪ .‬ذات طبيعة الموضوع‬
‫وأىداؼ الدراسة الذي يستمزـ الوصؼ والتحميؿ لممظاىر تأثير السياحة عمى التنمية المحمية‬
‫بمدينة الوادي ‪..‬‬

‫‪1‬‬
‫بمقاسـ جساف جيبلني ‪ :‬منيجية العموـ االجتماعية ‪.‬دار اليدي لمطباعة والنشر ‪ ,‬بدوف طبعة ‪ , 2004 ,‬ص‪27 :‬‬
‫‪ 2.‬نفس المرجع السابؽ ‪ ,‬ص‪168:‬‬
‫األردف‪ 3‬عمار الطيب كشرود ‪ :‬البحث العممي ومناىجو في العموـ االجتماعية ‪ ,‬الطبعة األولى ‪ ,‬دار المناىج لمنشروالتوزيع‪,‬‬
‫‪3‬األردف ‪ ,‬ص‪2007. 228 :‬‬
‫‪73‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كما نستعيف بالطريقة اإلحصائية كطريقة مساعدة عمى تحميؿ البيانات التي يتـ جمعيا‬
‫عف طريؽ أدوات جمع البيانات مف خبلؿ تفريغيا وتبوبيا في الجداوؿ وتمثيميا بيانيا ىذا ما‬
‫يسمح بإظيار نتائج الدراسة بصورة تقديرية واضحة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أدوات جمع البيانات‬


‫يؤكد عمماء المنيجية بأنو كمما استخدـ الباحث أدوات أكثر في عممية جمع البيانات كمما‬
‫توصؿ إلى نتائج أكثر موضوعية ودقة ‪ ,‬ونظر لمطبيعة الموضوع والتي فرضت عمينا‬
‫استخداـ األدوات التالية لجمع البيانات والمعطيات حوؿ الظاىرة ‪.‬‬
‫‪ -1‬المالحظة ‪:‬‬
‫لقد أجمع عمماء المنيجية عمى أف عممية المبلحظة العممية ليست مف العمميات البسيطة‬
‫والم باشرة بؿ ىي مف العمميات المعقدة التي تتطمب تخطيطا دقيقا وتقوـ عمى أساس االختيار‬
‫المعتمد لبعض المظاىر أو الجوانب اليامة التي يرغب الباحث في مبلحظتيا في موقؼ‬
‫‪11‬‬
‫معيف وفي فترة معينة‪.‬‬
‫وقد كاف الدافع األساسي الختيار المبلحظة كأداة لبحث باعتبار أف السياحة والتنمية في‬
‫المدف الجزائرية ىي ظاىرة مرئية بالدرجة األولي تستدعي مبلحظة الشكؿ العاـ لممناطؽ‬
‫السكنية والطراز العمراني ‪.‬‬
‫كما ساعدتنا أداة المبلحظة في المقارنة بيف المعطيات الواقعية والميدانية وبيف تمؾ التي‬
‫استقيناىا مف المصادر األخرى كالمقابمة باإلستمارة والوثائؽ والسجبلت ‪.‬‬
‫وبما أف الباحث معايش ليذه الظاىرة ومجاؿ الدراسة ىو مكاف إقامة الباحث األمر‬
‫الذي يسيؿ القياـ بعممية المبلحظة وقد استمرت عممية طيمة الدراسة وذلؾ لرصد مختمؼ‬
‫المظاىر العمرانية والسكنات وكيفية تنقؿ األفراد إلييا ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عمار الطيب كشرود ‪ ,‬مرجع سابؽ ‪ ,‬ص‪188:‬‬

‫‪74‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -2‬المقابمة ‪:‬‬
‫تستعمؿ ىذه األد اة في عممية جمع المعمومات و البيانات حيف يتعذر عمى الباحث‬
‫إرساؿ االستمارة بالنظ ار لممستوي التعميمي لبعض المبحوثيف التي تتعذر عمييـ فيـ األسئمة‬
‫واإلجابة عمييا دوف شرح ‪.‬‬
‫وىي نوع مف أنواع االستمارة حيث يقوـ الباحث بمقابمة المبحوثيف ومؤل االستمارة وفقا‬
‫ألجوب تيـ عمييا حيث تتيح إمكانية الشرح وتسجيؿ مباشرة إجابة المبحوث وىي وسيمة ميمة‬
‫ألنيا تجمع بيف االستمارة والمقابمة وقد تـ تطبيؽ ىذه األداة مع الموظفيف العامميف في‬
‫مديرية السياحة‪.‬‬
‫وقد اشتممت محاور االستمارة بالمقابمة عمى محاور الدراسة وفرضياتيا التي تتمحور‬
‫حوؿ السياحة ودورىا في تحقيؽ تنمية محمية حيث قمنا بإجراء مقاببلت مع اإلدارات السالفة‬
‫الذكر‪.‬‬
‫‪ -3‬االستمارة ‪:‬‬
‫ىو وسيمة مف الوسائؿ التي يستخدميا الباحث في جمع المعمومات والجيد األكبر في‬
‫‪1‬‬
‫االستبياف ينصب عمى بناء الفقرات الجيدة والحصوؿ عمى استجابات كاممة‪.‬‬

‫ويعرفو محمد عبد الحميد ( عمى أنو أسموب لجمع البيانات يستيدؼ استشارة أفراد العينة‬
‫بطريقة منيجية ومتقنة لتقديـ حقائؽ أو آراء أو افكار معينة في إطار البيانات المرتبطة في‬
‫موضوع الدراسة وأىدافيا دوف تدخؿ مف الباحث في التقرير الذاتي ألفراد العينة في ىذه‬
‫البيانات‪2.‬حيث قمنا باختيار اإلستمارة و تعديؿ بعض األسئمة والغاء البعض األخر واضافة‬
‫بعض األسئمة التي اكتشفناىا وىذا بعد توزيعيا عمى المحكميف لتصؿ إلى شكميا النيائي‬
‫بصياغة ‪ 24‬سؤاؿ ‪.‬‬

‫وقد شممت ‪ 24‬سؤال وقسما إلى ‪ 4‬محاور وىذا كتالي ‪:‬‬

‫‪1‬منذر عبد الحميد الضامف‪ ,‬أساسيات البحث العممي‪,‬ط‪ ,1‬دار المسيرة‪ ,‬عماف‪ ,2007 ,‬ص ‪.91‬‬
‫‪2‬محمد عبد الحميد ‪ ,‬دراسات الجميور في بحوث االعبلـ‪ ,‬د‪.‬ط‪ ,‬عالـ الكتاب‪ ,‬القاىرة‪ ,1993 ,‬ص ‪133.‬‬
‫‪75‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المحور األول ‪ :‬البيانات الشخصية‬


‫وتضمنت ‪ 4‬أسئمة تدور حوؿ البيانات الشخصية مثؿ‪ ,‬السف‪ ,‬الجنس‪ ,‬والمينة‪,‬‬
‫والمستوي التعميمي ‪.,‬‬
‫المحور الثاني ‪ :‬يتعمق بفرضية األولي‬
‫وقد ضـ ىذا المحور ‪ 06‬أسئمة تدور حوؿ المقومات المادية في مدينة الوادي وأثرىا‬
‫عمى السياحة مثؿ‪ :‬أسئمة حوؿ الخدمات االقتصادية والحيوية بالمدينة وضعية ايجار‬
‫الوحدات السكنية والفنادؽ بالمدينة ‪,‬إضافتا إلى كيفية تقييـ دور السمطات المحمية فيما‬
‫يخص عممية التييئة العمرانية المسكف ووضعية الخدمات الصحية واألمنية بالمدينة ‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬يتعمق بفرضية الثانية‬
‫ضـ ىذا المحور عمى ‪ 06‬أسئمة خاصة بمدى تأييد السكاف لمسياحة واحياء االحتفاالت‬
‫والفعاليات الثقافية و مستوى تغطية الخدمات لؤلنشطة التجارية و الخدماتية‬
‫المحور الرابع ‪ :‬يتعمق بفرضية الثالثة‬
‫ويشتمؿ ىذا المحور عمى ‪ 08‬أسئمة متعمقة بدور السياحة في تحقيؽ تنمية محمية‬
‫ووضعية الطرقات ونوعية الخدمات كتوفير وسائؿ النقؿ‪.‬‬
‫‪ -4‬الوثائق والسجالت‪:‬‬
‫وتـ اإلستعانة بيا لجمع المعمومات التي يتعذر الحصوؿ عمييا باستعماؿ األدوات األخرى‬
‫وتستيدؼ ىذه األداة المعمومات الموجودة داخؿ المصالح والييئات المختصة وتتصؿ عامة‬
‫بالجانب الديمغرافي لممدينة واإلحصاءات المتعمقة بعدد السكاف في المدينة ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ثالثا ‪:‬مجاالت الدراسة‪:‬‬


‫‪ -1‬المجال المكاني‬

‫أ‪ -‬لمحة عامة عن مدينة الوادي‪:‬‬


‫والية الوادي مف الواليات الحديثة النشأة اذ ظيرت بمقتضى التقسيـ اإلداري لسنة ‪1984‬‬
‫وتتكوف مف ‪ 12‬دائرة‪ ,‬و ‪ 30‬بمدية‪ ,‬بمجموع سكاف يبمغ ‪ 652210‬ف يقطنوف مساحة‬
‫إجمالية تقدر بػ ػ ‪ 44586‬كمـ‪ ,‬وتتميز الوالية بوجود منطقتيف متباينتيف جغرافيا‪ ,‬منطقة وادي‬
‫سوؼ التي تمثؿ الجزء األكبر مف مساحة الوالية‪ .‬ومنطقة وادي ريغ الواقعة بغرب الوالية‬
‫عمى محور بسكرة تقرت‪ ,‬وتقع والية الوادي في الجنوب الشرقي لمجزائر وبالتحديد في قمب‬
‫العرؽ ال شرقي‪ ,‬يحدىا مف الشمػػاؿ الشرقي والية تبسة‪ ,‬ومف الشماؿ والية خنشمة ومف الشماؿ‬
‫الغربي والية بسكرة‪ ,‬ومف الغرب والية الجمفة‪ ,‬ومف الجنوب والية ورقمة‪ ,‬ومف الشرؽ‬
‫الجميورية التونسية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجذور واألصول التاريخية لموالية‪:‬‬
‫قبؿ التاريخ كاف التجمع األوؿ لشماؿ الصحراء عموما ومنطقة الوادي عمى‪ 1‬وجو‬
‫الخصوص متكونة مف قبائؿ أثنية ذات أصوؿ متوسطية‪ ,‬ىذه الشعوب نازحة مف أعالي‬
‫مصر والتي بقيت محافظة ثقافتيا الحجرية‪ ,‬عاصرت التكويف التدريجي لمصحراء الحالية وقد‬
‫انتقمت ىذه التجمعات السكانية الى وادي سوؼ عبر القروف الغابرة بسبب توفر الكؤل والصيد‬
‫وقد حافظت األرض عمى البقايا االثرية ففي سنة ‪ 1975‬عثر بشرؽ حاسي خميفة عمى‬
‫ىيكؿ عظمي لماموث (فيؿ كبير) المنقرض وقد تـ تسميمو لممتحؼ باردو بالجزائر‬
‫العاصمة‪ ,‬وتوالت بعدىا االكتشافات حيث عثر أيضا عمى عدة اصداؼ رخوية‪ ,‬وبيض‬
‫النعاـ بالعرؽ الشرقي الكبير‪ ,‬باإلضافة لمعثور عمى الصواف المنحوت في شكؿ أدوات كثيرة‬
‫‪1‬‬
‫مثؿ الشفرات‪ ,‬المكاشط‪ ,‬المجارؼ‪ ,‬الفؤوس والسياـ‪.‬‬
‫وصؿ اإلسبلـ لمنقطة وادي سوؼ ووادي ريغ بعد الفتح اإلسبلمي باعتبار المنطقتيف‬
‫امتدادا إقميميا وطبيعيا إلقميـ الزاب فاعتنقو السكاف بدوف عناء ألنيـ وجدو في الديف الجديد‬

‫‪:1‬المجمة الثقافية الشاممة‪ .‬ص ‪ 12:‬العدد السادس جواف ‪ 2007‬دار الثقافة الوادي‬
‫‪77‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫العدؿ وفي اىمو الصبلح والعفة إلى جانب الشبو الكبير بيف اىؿ الببلد وبيف العرب الفاتحيف‬
‫مف حيث بساطة الحياة البدوية والعادات والتقاليد القبمية‪.‬‬
‫االحتبلؿ الفرنسي وطأت أقدامو ارض الوطف ‪ ,1830‬وبعد سقوط بسكرة ‪ ,1844‬حاوؿ‬
‫االحتبلؿ بسط سطرتو عمى منطقتي وادي سوؼ ووادي ريغ عف طريؽ االمارات والمشايخ‬
‫الذيف يحكموف المنطقة لكف السكاف رفضوا الخضوع لمييمنة‪ ,‬وظيرت مقاومات شعبية‬
‫عديدة‪ ,‬مثؿ مقاومة محمد بف عبد اهلل وثورة بوشوشة الذي بدأ حركتو مف عيف صالح‬
‫وانتشرت في كؿ مف ورقمة وتقرت ووادي سوؼ‪.‬‬
‫ت‪ -‬الخصائص العمرانية لموالية الوادي‪:‬‬
‫تتصؼ أغمبية المنازؿ مصفوفة بقياي نصؼ كروية‪ ,‬في سوؼ القبة ينظر ليا عموما‬
‫عمى‪1‬انيا بناية دينية وىي ال تستعمؿ في البيوت العادية إال في منطقة الوادي‪1,‬ولتفسير‬
‫تقبيب السقوؼ يمكف الحديث عف شح الخشب‪ ,‬وارادة السوافة بعدـ بناء الطابؽ العموي وذلؾ‬
‫لحماية الحريـ مف نظرات الرجاؿ األجانب‪ ,‬ويجب أف نضع أيضا في االعتبار إضافة لشح‬
‫االخشاب في المنطقة وتوفر منتوج طبيعي بكثرة وىو الجبس‪ ,‬واعتماد القباب لو فضؿ كبير‬
‫في إضفاء خصوصيات لقرى المنطقة‪.‬‬
‫ىذا إضافة لكوف القباب أكثر تيوية وتعمر أطوؿ الف مياه األمطار تسيؿ مف عمييا‬
‫وتجعؿ الرياح تحدث تيا ار دائريا يمنع تراكـ الرماؿ الزاحفة مف أف تغمر المنزؿ‪,‬أف أصؿ ىذه‬
‫الطريقة المعمارية يوجد في مدينة (قـ) بإيراف وفي بعض الضواحي مف مدينة حمب في‬
‫سوريا والتي يقاؿ أف السوافة األوائؿ ليـ عبلقة نسب بيا‪ ,‬أما المنازؿ الحديثة فيي اليوـ‬
‫مسقوفة با لقباب المستطيمة عمى شكؿ الميد‪ ,‬وىذا النوع (األدماس) استعمؿ مف قبؿ في‬
‫الجنوب التونسي‬
‫ث‪ -‬القباب بين تحديات الطبيعة والبعد الروحي‪:‬‬
‫تفرض البيئة عمى اإلنساف تحديات متعددة ممجأ إلى اختراع أو جمب الحموؿ المناسبة‪,‬‬
‫وىكذا كاف عمى اإلنساف في منطقة سوؼ إف يستجيب إلى تمؾ التحديثات التي واجيتو بيا‬
‫تغيرات البيئة خاصة الرياح والح اررة‪ ,‬فاتخذ القبة درعا لو يمنعو مف تركز الح اررة داخؿ‬

‫‪1‬المجمة الثقافية الشاممة ص ص‪ 52.53 :‬العدد السادس جواف ‪ 2007‬دار الثقافة الوادي‬
‫‪011‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الغرفة ويشتت ضربات الرياح‪ ,‬لكف القبة لـ تكف مجرد ضرورة بيئية بؿ ىي اختيار نابع مف‬
‫األعماؽ لو في حنايا الروح شواىد تربطو بعالميا البلمتناىي‪.‬‬
‫ج‪ -‬الخصائص الجغرافية والمناخية‪:‬‬
‫تبعد الوادي (عاصمة وادي سوؼ) عف البحر ب ػ ‪ 390‬كمـ‪ ,‬ويبمغ متوسط ارتفاع المنطقة‬
‫عف سطح البحر ‪80‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬الحرارة‪ :‬يصؿ المتوسط الحراري في فصؿ الصيؼ إلى ‪ ° 34‬وقد يتعدى في بعض‬
‫االحياف ‪ °50‬حيث تكوف الرماؿ شبو ممتيبة و في فصؿ الشتاء يكوف المتوسط‬
‫الحراري ‪ °10‬وعندما تشتد البرودة و خاصة ليبل تنخفض إلى ما دوف الصفر‪.‬‬
‫‪ -‬الرياح ‪ :‬تمتاز منطقة وادي سوؼ بحركة ىوائية نشطة عمى مدار السنة‬
‫فتيب رياح شمالية وشمالية غربية ( الظواىري ) مف فيفري إلى أفريؿ‬
‫وتيب رياح شرقية وتسمى البحري و ىي منعشة مف أوت إلى أكتوبر‬
‫وتيب رياح جنوبية وتسمى الشييمي وىي حارة ويكوف ذلؾ خبلؿ الصيؼ‬
‫‪ -‬االمطار ‪ :‬وىي قميمة ونادرة بسبب المنطقة عمى البحار ويصؿ المتوسط السنوي‬
‫لمتساقط بالمنطقة الى ‪ 80.3‬ممـ ‪.‬‬
‫‪ -‬الغطاء النباتي ‪ :‬يتميز الغطاء النباتي بسوؼ بالجفاؼ وكثرة الرماؿ ‪ ,‬ومع ذلؾ توجد‬
‫نباتات طبي عية متنوعة ذات جذور طويمة تنمو في االودية و اطراؼ الكثباف الرممية ‪ ,‬ويعتمد‬
‫عمييا البدو في رعي حيواناتيـ ‪ ,‬وقد ذكر منيا صاحب الصروؼ أكثر مف ‪ 80‬نوعا‬
‫منيا ‪:‬‬
‫الحمفاء ‪,‬البشنة ‪ ,‬العضيد ‪ ,‬السعد ‪ ,‬الشيح ‪ ,‬اضافة الى اشجار مف الحطب كاالزاؿ ‪,‬‬
‫العمندي ‪ ,‬الزيتاء ‪ ,‬المرخ ‪ ,‬الرتـ ‪ ,‬الطرفاء وغيرىا‪...‬‬
‫‪1 1‬‬
‫نسمو ‪ ,‬واجمالي عدد المساكف ب ‪ 6526‬مسكف ‪.‬‬
‫‪ -2‬المجال الزمني ‪:‬‬
‫ويتمثؿ في فتر جميع المواد العممية وىو الجانب النظري و قد استغرؽ ثبلثة أشير مف‬
‫شير جواف ‪2016‬إلى شيرستمبر‪ 2017‬أما بالنسبة إلى فترة جمع البيانات فقد استغرقت‬

‫‪1‬مديرية التعمير و اليندسة لوالية الوادي‬


‫‪010‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شيريف ‪ ,‬في فترة مابيف شير أوت ‪2017‬إلى غاية شير سبتمبر ‪ 2017‬وكاف ذلؾ عبر‬
‫عدة مراحؿ فبعد عممية جمع البيانات الخاصة بموضوع الدراسة والمجاؿ المكاني وىذا مف‬
‫قبؿ بعض المؤسسات العمومية و الخاصة ‪ ,‬وبعدما تـ النزوؿ الى الميداف وتوزيع االستمارة‬
‫‪ -3‬المجال البشري ‪:‬‬
‫اجريت د ارستنا في مدينة الوادي وقد شممت دراستنا جميع الوحدات الجوارية التابعة‬
‫لممدينة‪ ,‬فتـ في فترة الدراسة توزيع االستمارة عمى سكاف المدينة باختبلؼ أجنسيـ كذلؾ تـ‬
‫أجراء بعض المقاببلت باستعماؿ أسئمة االستمارة واعطاء أكبر قدر مف المعمومات حوؿ‬
‫طبيعة السكف في المدينة ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العينة وكيفية اختيارىا‬


‫مف المعروؼ أنو في جميع البحوث االجتماعية ال يستطيع الباحث أف يدرس ويستجوب‬
‫جميع أفراد المجتمع الذي يدرسو لذلؾ فإنو يقوـ بأخذ عينة ممثمة ليذا المجتمع ‪ ,‬لذلؾ يعتبر‬
‫تحديد العينة مف أصعب الخطوات التي تواجو الباحث خبلؿ عممية جمع البيانات الميدانية‬
‫لبحثو حيث أنيا تتطمب دقة كبيرة في اختيارىا وتحديد حجميا ‪.‬‬
‫كما أف طبيعة الوحدات اإلحصائية وحجميا ومدي تجانسيا مف حيث الظاىرة التي‬
‫ندرسيا والبيانات المطموبة واإلمكانات البشرية الفنية المتوافره كميا تساعد مصمـ البحث عمى‬
‫اختيار النوع المناسب مف العينات كالعينة البسيطة أو الطبقية أو المنتظمة ‪ ,‬ويجب عمى‬
‫الباحث أف يختار العينة بدقة حيث تعطية نتائج ممثمة لمواقع نظ ار ألف ىذه النتائج تختمؼ‬
‫‪11‬‬
‫مف نوع ألخر بسبب األساليب المختمفة التي يتبعيا الباحثوف في االختيار والتقدير ‪.‬‬
‫ونظ ار لمطبيعة الموضوع المتمثؿ في دراسة تأثير السياحة عمى ظاىرة التنمية في المدينة‬
‫والتي تستوجب عمينا جمع أكبر قدر ممكف مف المعطيات حوؿ مظاىر التنمية المحمية وآتراء‬
‫المختصيف نحوىا باإلضافة إلى أراء السكاف المعايشيف ليا فإنو مف الصعب إتباع تقنية‬
‫معينة سوء لكف العينة المناسبة ليذه الدراسة ىي العينة العشوائية الغير منتظمة والتي تتمثؿ‬
‫في أختيار بسيطة مف مجتمع البحث وتعميمو عمى مجتمع البحث ككؿ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الفتاح مراد ‪ ,‬مرجع سابؽ ‪ ,‬ص‪. 125 :‬‬
‫‪010‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫فالعينة العشوائية الغير منتظمة ىي عينة مكونة مف العناصر البحث الغير منتقأة وتـ‬
‫الحصوؿ عمييا بطريقة عشوائية لؤلفراد السكاف داخؿ الحي ‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫اإلجراءات المنيجية لمدراسة‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫اف االجراءات المنيجية التي تـ تطبيقيا في ىذا الدراسة‪ ,‬كانت بمثابة تنفيذ الخطة العامة‬
‫لمبحث عف طريؽ تطبيؽ المنيج الوصفي التحميمي و األدوات التي جمعنا بيا البيانات تؤكد‬
‫العينة المختارة ‪ ,‬وكانت ايضا كوسيط بيف الجانب النظري لمدراسة و استخبلص لمنتائج‬
‫النيائية ‪ ,‬اي بمثابة المفصؿ الذي يربط بينيما و ىذا لموصوؿ الى نتائج أثر يقينية و قريبة‬
‫مف الواقع ‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬تحميل البيانات وتفسيرىا‬
‫واالستنتاجات العامة‬

‫تمييد‬

‫أوال‪ :‬عرض وتحميؿ النتائج‬

‫ثانيا‪ :‬االستنتاجات العامة لمدراسة‬


‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫تمييد‬
‫تناولت الدراسة الحالية السياحة وعبلقتيا بالتنمية المحمية وذلؾ مف خبلؿ مجموعة مف‬
‫التساؤالت التي وضعيا الباحث مف أجؿ تحقيؽ األىداؼ المرجوة مف الدراسة‪ ,‬فجاء ىذا‬
‫الفصؿ كمحاولة لئلجابة عف ىذه التساؤالت مف خبلؿ عرض البيانات المتحصؿ عمييا مف‬
‫ميداف الدراسة الخاص بيذه الدراسة‪.‬‬

‫لذ اعتمدنا في عرض وتحميؿ البيانات عمى األسموب الكمي مف خبلؿ األرقاـ والنسب‬
‫المئوية واستخداـ مجموعة مف األساليب اإلحصائية البسيطة ثـ قمنا بتحميميا مف خبلؿ‬
‫األسموب الكيفي الذي يعتمد عمي القراءة السوسيولوجي لؤلرقاـ والنسب المجدولة وكذلؾ‬
‫تحميؿ األساليب اإلحصائية األخرى وتوظيفيا كيفيا بما يخدـ الدراسة‪.‬‬

‫‪014‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫أوال‪ :‬عرض وتحميل النتائج‬


‫‪ -1‬عرض وتحميل البيـــــــانات الشخصية‪:‬‬

‫جدول ‪ :7‬يوضح الجنس لمعينة‬


‫النسبـــة‬ ‫التكـــــــرار‬ ‫الفئــــات‬
‫‪89%‬‬ ‫‪89‬‬ ‫ذكر‬
‫‪11%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أنثى‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػ ػػوع‬
‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ يتضح جنس الذكور كاف بنسبة ‪ 89%‬أي أنو‬
‫اعتمدنا عمييـ بنسبة كبيرة كونيـ أكثر قدرة عمى مزاولة األعماؿ وتسييرىا واالستثمار والتنقؿ‬
‫باإلضافة إلى كونيـ أكثر دراية ووعي فيما يخص السياحة وبرامج السمطات التنموية‪ ,‬وكانت‬
‫نسبة اإلناث ب ػ ‪ 11%‬وتعود ىذه النسبة لمتغيير الحاصؿ في المجتمعات حيث أصبحت‬
‫المرأة تخرج إلى العمؿ والدراسة وتقوـ بمعظـ األعماؿ كاف يقوـ بيا الرجاؿ كذلؾ تعكس‬
‫مستوى الوعي ليذه الفئة‪.‬‬

‫جدول ‪ :8‬يوضح الفئات العمرية لمعينة‬


‫النسبة‬ ‫التكــــرار‬ ‫الفئــــات‬
‫‪13%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪20 – 30‬‬
‫‪37%‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪31 – 40‬‬
‫‪38%‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪41 – 50‬‬
‫‪12%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫أكثرمف‪50‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫‪015‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫يتضح مف خبلؿ الجدوؿ تقسيـ فئات عمر األفراد إلى ‪ 4‬تصنيفات عمرية فحسب‬
‫العمر ‪:‬الفئة األولى مف ‪ 30-20‬سنة وقد كانت بنسبة ‪ 13%‬وقد مثمت ىذه الفئة الشباب‬
‫التي تتمتع بالحيوية إما مف ناحية التنقؿ أو مزاولة األنشطة ولسبلستيا في التفاعؿ مع‬
‫الفعاليات والمسارات السائدة في المجتمع‪ ,‬أما الفئة الثانية مف‪ 40-31‬فكانت بنسبة‬
‫‪37%‬وىي الفئة األكثر تك ار ار وىذا راجع لىمواصفات ىذه الفئة النشطة‪ ,‬لما ليا مف القدرة‬
‫عمى األعماؿ واالش ارؼ عمييا ‪ ,‬ىذا وتتصؼ أيضا بكثرة حركتيا وذلؾ لمتطمباتيا اليومية‬
‫التي تستوجب كثرة التنقؿ والقياـ بنشاطات والتي بدورىا تخدـ السياحة‪ ,‬أما الفئة الثالثة‬
‫‪50-41‬فقد كانت بنسبة ‪ 38%‬وىي الفئة ذات أعمى نسبة ‪ ,‬وكانت فئة ‪ 50‬فما فوؽ‬
‫بنسبة ‪ %12‬وىاتيف األخيرتيف تتميزاف بمحدودية الحيوية في مزاولة النشاطات االقتصادية‬
‫لكف وبالمقابؿ تتميزاف عمى أنيما أكثر الفئات فيما ووعيا في ما يخص استحداث المشاريع‬
‫االستثمارية وتسييرىا واالشراؼ عمييا‪.‬‬

‫جدول ‪ :9‬يوضح المينة ‪.‬‬


‫النسبة‬ ‫التكــــرار‬ ‫الفئــــة‬
‫‪62%‬‬ ‫‪62‬‬ ‫موظؼ‬
‫‪19%‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أعمؿ الحرة‬
‫‪%6‬‬ ‫‪06‬‬ ‫متقاعد‬
‫‪%13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫طالب جامعي‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ يتضح أف النسبة األعمى ىي فئة الموظفيف وكانت‬
‫بنسبة ‪ , 62%‬يمييا فئة أصحاب األعماؿ الحرة بحيث كانت بنسبة ‪ , % 19‬وكانت نسبة‬
‫الطمبة ‪ ,% 13‬وأخي ار كانت نسبة المتقاعديف وىي النسبة األقؿ‪ ,‬بػ نسبة ‪.%06‬‬

‫‪016‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول ‪ :10‬يوضح المستوي التعميمي‬


‫النسبة‬ ‫التكــــرار‬ ‫الفئــــات‬
‫‪11%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫متوسط‬
‫‪16%‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪73%‬‬ ‫‪73‬‬ ‫جامعي‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫يتضح مف البيانات الواردة في الجدوؿ أف المستوى العممي ألفراد العينة مقسـ إلى ‪ 3‬فئات‬
‫حيث كانت الفئة األعمى ىي فئة الجامعييف وكانت بنسبة ‪ % 73‬وىي ضمت بشكؿ كبير‬
‫الطمبة والموظفيف ذوي االختصاص كوننا اعتمدنا بشكؿ كبير عمى ىذه الشريحة في ىذه‬
‫الدراسة‪ ,‬وقد كانت نسبة أفراد العينة ذات المستوى الدراسي الثانوي ‪ , % 16‬ونسبة األفراد‬
‫ذات المستوى الدراسي المتوسط ‪ %11‬وىاتيف األخيرتيف ضمت بسبة كبيرة أصحاب‬
‫األعماؿ الحرة والمتقاعديف‪.‬‬

‫‪ -2‬يتعمق بفرضية األولى‪:‬‬

‫جدول ‪ :11‬يوضح وضعية الخدمات االقتصادية والحيوية بالمدينة‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪06%‬‬ ‫‪06‬‬ ‫سيئة‬
‫‪08%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫حسنة‬
‫‪86%‬‬ ‫‪86‬‬ ‫جيدة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف النسبة األعمى ىي نسبة الفئة‬
‫التي ترى أف الخدمات االقتصادية والحيوية بالمدينة جيدة‪ ,‬ومثمت نسبة ‪ 86%‬وترى أف‬
‫الخدمات االقتصادية والحيوية كفيمة بتغطية احتياجات السكاف والزائريف بشكؿ جيد مف حيث‬
‫التمويف الغذائي والنقؿ وغيره‪ ,‬وكانت الفئة التي ترى أنيا حسنة بنسبة ‪ % 08‬ويرى ىؤالء‬

‫‪017‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫أنو يوجد نقص في بعض الخدمات والتي قد تكوف ضرورية وذات أىمية ‪ ,‬كما ذىب ىؤالء‬
‫إلى االستشياد ومقارنة المدينة بمدف أخرى متطورة في ما يخص جودة ىذه الخدمات ‪ ,‬أما‬
‫الفئة التي ترى أف الخدمات سيئة فكانت بنسبة ‪ %06‬ويبدو عمى أفراد ىذه الفئة التذمر مف‬
‫رداءة الخدمات كونيـ يعيشوف بأطراؼ المدينة في أحياء معزولة نوعا ما ال تحتوي عمى أي‬
‫معالـ أو مراكز جاذبة‪.‬‬

‫جدول ‪ :12‬يوضح تقييم أيجار الوحدات السكنية والفنادق بالمدينة‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪6%‬‬ ‫‪6‬‬ ‫سيئة‬
‫‪18%‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حسنة‬
‫‪76%‬‬ ‫‪76‬‬ ‫جيدة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف األغمبية ّيروف أف إيجار الوحدات‬
‫السكنية والفنادؽ جيدة وكانت ىذه الفئة بنسبة ‪ %76‬وىذا راجع إلى توفر المدينة بشكؿ جيد‬
‫عمى مرافؽ اإلقامة الفردية والجماعية وبمتوسط أجر في متناوؿ الجميع سواء لمسكاف أو‬
‫الزائريف مف داخؿ وخارج الوطف‪ ,‬وكانت نسبة الفئة التي ترى أنيا حسنة بػ ‪ , %18‬أما‬
‫النسبة األقؿ فيي التي تعطي تقييما عمى أنيا سيئة وكانت بنسبة ‪ % 06‬وىاتيف األخيرتيف‬
‫تضـ بشكؿ كبير ذوي الدخؿ المحدود أو األقؿ مف المتوسط ‪.‬‬

‫جدول ‪ :13‬يوضح تقييم آداء الخدمات الطبية واألمنية‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪29%‬‬ ‫‪29‬‬ ‫سيئة‬
‫‪48%‬‬ ‫‪48‬‬ ‫حسنة‬
‫‪23%‬‬ ‫‪23‬‬ ‫جيدة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫‪001‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف األغمبية ّيروف أف اداء الخدمات‬
‫الطبية و االمنية حسنة وكانت ىذه الفئة بنسبة ‪ % 48‬بحيث يروف أف انتشار الخدمات‬
‫الطبية العبلجية أو الدوائية سواء التابعة لمقطاع الخاص أو العاـ يغطي نوعا ما احتياجات‬
‫السكاف والزوار الوافديف وكذلؾ األمر في الخدمات األمنية‪ ,‬تمييا نسبة عدد الفئة التي ترى‬
‫أنيا سيئة بنسبة ‪ %29‬وتبرر ذلؾ بنقص لمتغطية األمنية ببعض المناطؽ مف جية و تدني‬
‫جودة الخدمات الطبية مقارنة بمدف أخرى واضطرار السكاف أحيانا لمتنقؿ إلى واليات أخرى‬
‫أو خارج الوطف قصد الحصوؿ عمى خدمات طبية ناجعة ‪ ,‬وترى نسبة ‪ % 23‬أف الخدمات‬
‫ومف جية أخرى يروف أف‬ ‫األ منية ذات تغطية جيدة وذات استجابة سريعة مف جية‬
‫الخدمات الطبية جيدة بحكـ ما تشيده المدينة مف تزايد لممصحات الكبيرة والمتطورة وتوفر‬
‫العيادات في جميع االختصاصات باالضافة لممستشفيات الجيوية وىو األمر الذي يستقطب‬
‫الزوار بقصد العبلج مف خارج الوالية بشكؿ دوري عمى مدار السنة ‪.‬‬

‫جدول ‪ :14‬يوضح مدي قيام السمطات بتثمين والحفاظ عمى المعالم السياحية‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪34%‬‬ ‫‪34‬‬ ‫نعـ‬
‫‪10%‬‬ ‫‪10‬‬ ‫ال‬
‫‪56%‬‬ ‫‪56‬‬ ‫نوعا ما‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ %56‬ترى أف السمطات‬
‫المحمية المعنية نوعا ما تؤدي دورىا ذلؾ أنو مما ال شؾ فيو أف السمطات تثمف ىذه المعالـ‬
‫السياحية كونيا تعتبر ارثا ثقافيا شعبيا يدخؿ في ىوية سكاف المنطقة ولكف يبدو عمييا سوء‬
‫وضعؼ السياسات والبرامج المنتيجة نحو الحفاظ عمييا‪ ,‬تمييا نسبة ‪ %34‬ويروف أف‬
‫السمطات يتمثؿ دورىا في اعادة ترميـ صرحيا مف جية و عدـ طمس اليندسة المعمارية‬
‫ليذه المعالـ حتى عند استغبلليا ‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %10‬أف السمطات المعنية ال تقوـ بدورىا‬
‫بالحفاظ عمى المعالـ السياحية وذلؾ لما تشيده بعض المعالـ مف تيميش وذلؾ ألنيا‬

‫‪000‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫أصب حت ميجورة وتحوؿ البعض منيا إلى بؤر لمفساد ناىيؾ عف امتبلء محيطيا الداخمي‬
‫والخارجي باألوساخ ‪.‬‬

‫جدول ‪ :15‬يوضح تقييم دور السمطات المحمية فيما يخص عممية التييئة العمرانية‬
‫والحفاظ عمى المحيط البيئي‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫الفئــة‬
‫‪56%‬‬ ‫‪56‬‬ ‫نعـ‬
‫‪44%‬‬ ‫‪44‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ 56 %‬مف إجمالي العينة‬
‫أكدت أف السمطات المحمية تقوـ بدورىا فيما يخص عممية التييئة العمرانية والحفاظ عمى‬
‫المحيط البيئي في وذلؾ مف خبلؿ تييئة الطرقات وتدعيميا باألرصفة وتجنيد فرؽ تنظيؼ‬
‫وجمع األتربة باإلضافة إلى دعـ مشاريع خاصة مصغرة بوصاية منيا تحضى بدعـ مادي‪,‬‬
‫دورىا تجنيد أفراد لتنظيؼ الطرقات والمساحات الخضراء وغيرىا‪ ,‬باإلضافة لتوفر دوريات‬
‫عماؿ النظافة بشكؿ دوري منتظـ داخؿ األحياء ‪ ..‬الخ‪ ,‬أما نسبة ‪ %44‬يروف أف السمطات‬
‫المحمية ال ت ؤدي دورىا وذلؾ يرجع لسوء تطبيؽ سياساتيا في ىذا المجاؿ أي أف جودة‬
‫تطبؽ‬
‫الخدمات ال ترتقي الى ما تـ التخطيط لو وذلؾ لمتسيب وغياب الرقابة التي يجب أف ّ‬
‫عمى الييئات التنفيذية ‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول ‪ :16‬يوضح توفر المدينة عمى جممة من المقومات التي تجعل منيا قبمة‬
‫سياحية‪:‬‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪88%‬‬ ‫‪88‬‬ ‫نعـ‬
‫‪12%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬
‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ % 88‬مف إجمالي العينة‬
‫تأكد أف المدينة تحتوي عمى جممة مف المقومات تجعؿ منيا قبمة سياحية و ذلؾ لتوفر‬
‫الخدمات مف جية ومف جية أخرى يروف أف تزايد نسب السياحة سواء الداخمية او الخارجية‬
‫ليس عبثا‪ ,‬و انما ىو انعكاس لتوفر مجموعة المقومات والخدمات التي عممت عمى جذب‬
‫السواح ك ّؿ حسب دوافعو و بناء عمى ىذا يروف أف المدينة مؤخ ار أصبحت تحوي جميع‬
‫أنواع السياحة الداخمية و الخارجية‪ ,‬الثقافية‪ ,‬الطبية‪ ,‬التجارة و األعماؿ‪....‬الخ‪ ,‬ويرى نسبة‬
‫‪ %12‬أف المدينة ال تتوفر عمى المقومات التي تجعؿ منيا قبمة سياحية وذلؾ مقارنة مع‬
‫مدف سياحية أخرى كبرى كالمدف الساحمية‪.‬‬

‫‪ -3‬يتعمق بفرضية الثانية‪:‬‬

‫جدول ‪ :17‬يوضح مدى ت ييد السياحة بالمدينة‪.‬‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪95%‬‬ ‫‪95‬‬ ‫نعـ‬
‫‪5%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ 95 %‬تؤيد السياحة في‬
‫المدينة ذلؾ أنو األمر الذي ينعكس عمى أىؿ المنطقة باكتساب ثقافات جديدة ومتنوعة‬
‫باإلضافة لما يترتب عف ىذا االحتكاؾ مف نيوض اقتصادي ومالي مف خبلؿ الرواج‬
‫والتبادؿ بيف السكاف والسواح مف داخؿ الوطف وخارجو وىو األمر الذي يؤدي إلى خمؽ ثورة‬

‫‪001‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫خدماتية توفر التنوع لمسكاف بصفة عامة وخمؽ فرص دخؿ لشريحة مف المجتمع بصفة‬
‫ال يؤيدوف السياحة بالمدينة وذلؾ لتذمرىـ مف كثرة الزوار وىو‬ ‫خاصة‪ ,‬وكانت نسبة ‪5%‬‬
‫األمر الذي يترتب عميو خمؽ االزدحاـ في األماكف الحيوية كاألسواؽ والمتاجر والعيادات ‪..‬‬
‫إلخ ويروف أنو األمر الذي يؤدى إلى تعطيؿ قضاء حاجياتيـ اليومية ‪.‬‬

‫جدول ‪ :18‬يوضح مدى إحياء االحتفاالت والفعاليات الثقافية بالمدينة‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪88%‬‬ ‫‪88‬‬ ‫نعـ‬
‫‪05%‬‬ ‫‪05‬‬ ‫ال‬
‫‪07 %‬‬ ‫‪07‬‬ ‫أحيانا‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجموع‬
‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ 88 %‬مف أجمالي العينة أنيـ‬
‫يروف أف السمطات تقوـ بأحياء االحتفاالت والفعاليات الثقافية ويمكف تفسير ىذا إلي طبيعة‬
‫المدينة وتوفرىا عمى العديد مف المرافؽ االجتماعية والثقافية والترفييية األمر الذي يشجع‬
‫القياـ بمثؿ ىده الفعاليات ويساىـ في جدب السياح ليا بينما جاءت نسبة ‪ 07 %‬و ‪05%‬‬
‫مف سكاف المدينة أقؿ حيث تري الفئة األولي أف الفعاليات تقاـ أحيانا بينما تري الفئة الثانية‬
‫أف ال وجود لمثؿ ىده الفعاليات في المدينة ويمكف تفسير ىدا لموقع السكاف في المدينة‬
‫حيث أف المدينة تشيد مجموعة مف الفعاليات السنوية والصيفية‪.‬‬

‫جدول ‪ :19‬يوضح مدى مشاركة السكان في ىذه الفعاليات‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪67%‬‬ ‫‪67‬‬ ‫نعـ‬
‫‪33%‬‬ ‫‪33‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف أغمبية السكاف في المدينة بنسبة‬
‫‪ % 67‬يقوموف بالمشاركة في احياء ىذه الفعاليات وذلؾ لما تقوـ بخمقو مف أجواء ترفييية‬

‫‪002‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫وخدماتية طيمة المواسـ التي يتـ تنطمؽ فييا ىذه الفعاليات بحيث ترى السكاف يقبموف عمييا‬
‫إما بدافع الترفيو واما باستغبلؿ ىذه المواسـ لمزاولة نشاطات تجارية وخدماتية بجميع‬
‫أنواعيا‪ ,‬وكانت نسبة ‪ % 33‬ال يشاركوف في ىذه الفعاليات واالحتفاالت وذلؾ مف باب‬
‫االنشغاؿ في العمؿ وغيره حيث نبلحظ أف أغمب أفراد ىذه الفئة ىـ مف عماؿ ال يحضوف‬
‫بعطؿ أثناء ىذه المواسـ سواء لدى الخواص أو في بعض قطاعات الوظيؼ العمومي‪.‬‬

‫جدول ‪ :20‬يوضح مدى تغطية الخدمات واألنشطة التجارية في المناطق التي تعتبر معالم‬
‫سياحية‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪33%‬‬ ‫‪33‬‬ ‫سيئة‬
‫‪11%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫جيدة‬
‫‪56 %‬‬ ‫‪56‬‬ ‫نوعا ما‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ 56 %‬ترى أف األنشطة‬
‫التجارية والخدمات تغطي نوعا ما االماكف التي تعتبر معالـ سياحية ويروف أنيا باألساس‬
‫أقطاب لؤلنشطة التجارية والخدماتية وذلؾ كونيا مناطؽ تجمع لمسكاف منذ القدـ خاصة‬
‫األسواؽ القديمة والزوايا والمساجد ‪ ,‬ويرى نسبة ‪ % 33‬أنيا سيئة وذلؾ لبعض المعالـ التي‬
‫يرى سكانيا أنيا تعتبر معالـ سياحية وارث ثقافي تـ صرؼ النظر كونيا تقع في أماكف‬
‫عميقة في أحياء بعيدة كمواقع بعض المساجد العتيقة والزوايا وغيرىا‪ ,‬ويرى نسبة ‪% 11‬‬
‫أف مدى تغطية الخدمات واالنشطة التجارية لممعالـ ىو جيد عموما‪.‬‬

‫‪003‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول ‪ :21‬يوضح المواسم السنوية التي يكثر فييا الزوار في المدينة‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪02%‬‬ ‫‪02‬‬ ‫عطمة الصيؼ‬
‫‪55%‬‬ ‫‪55‬‬ ‫عطمة الربيع‬
‫‪43 %‬‬ ‫‪43‬‬ ‫عمى مدار السنة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ %55‬يروف أف عطمة الربيع‬
‫ىي الفترة التي يتزايد فييا عدد الزوار لممدينة بشكؿ كبير وممحوظ وذلؾ لمجموع الفعاليات‬
‫الكبرى المبرمج ة في ىذه الفترة (عيد المدينة‪ ,‬عرس البادية‪ ,‬األنشودة المدرسية ‪ )..‬حيث‬
‫تشيد وفود ورحبلت منظمة مف كافة أنحاء الوطف ويدخؿ كؿ ىذا في إطار السياحة‬
‫الثقافية‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %43‬يروف أف الزوار يترددوف عمى المدينة عمى مدار السنة مف داخؿ‬
‫الوطف وخارجو بشكؿ دوري كؿ حسب احتياجاتو خصوصا لمعمؿ والتبادؿ التجاري ‪ ,‬ويرى‬
‫نسبة ‪ %02‬أنيا تتزايد بعطمة الصيؼ وىي نسبة تكاد تكوف منعدمة ربما لطبيعة المنطقة‬
‫والمناخ القاسي ناىيؾ عف توجو السكاف عموما نحو السياحة الساحمية‪ ,‬بينما يعمؿ ىؤالء أف‬
‫موسـ الح اررة ىو موسـ يأتي فيو الزوار بغرض التداوي بالدفف بالرماؿ وغيرىا‪.‬‬

‫جدول ‪ :22‬يوضح مدى استجابة المواطنين والتجار وأصحاب الخدمات في توفير‬


‫متطمبات الزوار في ىذه المواسم‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪06%‬‬ ‫‪06‬‬ ‫سيئة‬
‫‪25%‬‬ ‫‪25‬‬ ‫حسنة‬
‫‪69 %‬‬ ‫‪69‬‬ ‫جيدة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ % 69‬يروف أف استجابة‬
‫المواطنيف والتجار وأصحاب الخدمات في توفير الخدمات لمزوار جيدة وتساير بشكؿ سريع‬

‫‪004‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫احتياجات الزوار‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %25‬أف مدى االستجابة حسنة ومقبولة نوعا ما بحيث أنيـ‬
‫يروف أنيـ يوفروف الحاجات الضرورية فقط سواء مف سمع وذلؾ بما يخدـ سيرورة نشاطيـ‬
‫التجاري بشكؿ سمس ويتغاضوف عف التنوع في الخدمات‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %06‬أف االستجابة‬
‫سيئة وىي نسبة ضئيمة جدا‬

‫‪ -4‬يتعمق بفرضية الثالثة‪:‬‬

‫جدول ‪ :23‬يوضح مدي مساىمة السكان في عممية لمتنمية‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪72%‬‬ ‫‪72‬‬ ‫نعـ‬
‫‪28%‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ %72‬يروف أف السكاف‬
‫يساىموف في عممية التنمية وذلؾ العتماد السكاف بشكؿ كبير عمى أنفسيـ في جميع‬
‫المجاالت سواء االقتصادية واالجتماعية وغيرىا مف المجاالت‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %28‬أف السكاف‬
‫ال يساىموف في التنمية وربما يقصد بيا ىؤالء البرامج التنموية النظامية المسطرة مف قبؿ‬
‫السمطات المعنية والتي يعتقدوف أنيا توفر عمى السكاف عبئ التنمية والتخطيط ليا‪.‬‬

‫جدول ‪ :24‬يوضح مدى توفر مشاريع استثمارية بالمدينة‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪77%‬‬ ‫‪77‬‬ ‫نعـ‬
‫‪23%‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ %77‬يروف أف المدينة‬
‫تتوفر عمى مشاريع استثمارية وبشكؿ كبير‪ ,‬وذلؾ الف المدينة تعتبر باألساس قطب تجاري‬
‫وفبلحي كبير عمى المستوى الوطني ويضـ عدد ىائؿ مف رجاؿ األعماؿ ذوي رؤوس‬

‫‪005‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫األمواؿ اليائمة الذيف يعمدوف لبلستثمار في مشاريع حيوية تقوـ عمييا متطمبات واحتياجات‬
‫المجتمع كػ(قطع الغيار‪ ,‬المبلبس‪ ,‬الموالت‪ ,‬مواد البناء‪ ,‬األثاث‪ ,‬المحاصيؿ الزراعية ‪,)..‬‬
‫ناىيؾ عف توجو المستثمريف مؤخ ار لبلستثمار العقاري مف خبلؿ ما شيدتو الفترة األخيرة مف‬
‫تزايد ممحوظ في تشييد الفنادؽ والمراقد والشقؽ المفروشة وغيرىا‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %23‬أف‬
‫المدينة ال تتوفر مشاريع استثمارية‪ ,‬بحث يعتقد ىؤالء أف المشاريع تفتقر لمضخامة ولبعض‬
‫المعايير التي تمكنيا مف مضاىاة مشاريع استثمارية في أقطار أخرى‪.‬‬

‫‪ -19‬من ينجز المشاريع التنموية واالستثمارية بالمدينة ‪:‬‬

‫مف خبل ؿ تحميؿ االجابات نرى أف جميع الفئات تتفؽ عمى أف مف يقوـ بإنجاز‬
‫واستحداث المشاريع التنموية بالمدينة يتمثؿ أساسا في السمطات المحمية و كذلؾ المستثمريف‬
‫‪ ,‬الجمعيات‪ ,‬السكاف‪ ,‬ومف خبلؿ التحميؿ الحظنا أف األغمبية يشيروف باف المستثمريف‬
‫والسكاف ىـ اكثر مف يقوموف باستحداث المشاريع التنموية‪ ,‬وكاف ذلؾ بنسبة كبيرة مقارنة‬
‫بدور السمطات المحمية والجمعيات‪.‬‬

‫‪ -20‬المشاريع التي تنقص المدينة‪:‬‬

‫مف خبلؿ تحميؿ االجابات نرى أف جميع الفئات تتفؽ تقريبا عمى أف المدينة تعاني نقصا‬
‫في بعض المشاريع التنموية والتي يروف انيا ذات أىمية كبيرة وانعكاس كبير عمى التنمية‬
‫المحمية لممجتمع واألفراد ويتفقوف عمى أنيا تعاني نقص مؤخ ار مع التزايد الواضح في األحياء‬
‫في المراكز الثقافية ودور‬ ‫والتجمعات السكنية المستحدثة ويروف أف ىذا النقص يتمثؿ‬
‫الشباب والتي حسب رأييـ ليا دور ميـ مف حيث بث القيـ االجتماعية والبيئية في المجتمع‪,‬‬
‫كذلؾ يروف أنو ىناؾ نقص إلى حد ما في المراكز الصحية العمومية‪ ,‬ىذا ويروف أنو ىناؾ‬
‫افتقار حاد في انشاء المصانع والتي مف دورىا خمؽ جو تنموي ىائؿ مف حيث توفير السمع‬
‫التي تسمح لمسكاف باستيبلكيا بجودة جيدة وأسعار مناسبة بعيدا عف ما يترتب عف عممية‬
‫النقؿ مف تردي في ىذا السياؽ‪ ,‬وكذلؾ لما يترتب عنيا مف خمؽ لفرص عمؿ وامتصاص‬
‫مستويات البطالة‪ ,‬وأيضا لما ينعكس عف توفرىا مف استقطاب لمزوار قصد التبادؿ التجاري‬
‫مف الواليات األخرى وحتى مف خارج الوطف‪.‬‬
‫‪006‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫جدول ‪ :25‬يوضح مستوى تعامل المسئولين مع انشغاالت المواطنين‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪65%‬‬ ‫‪65‬‬ ‫جدية‬
‫‪28%‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ب ػ قميؿ مف الجدية‬
‫‪7%‬‬ ‫‪7‬‬ ‫بػ ػ المباالة‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫يروف أف تعامؿ‬ ‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪%65‬‬
‫تكوف بشكؿ جدي ويمكف تفسير ىداّ إلى حرص‬ ‫المسئوليف مع انشغاالت المواطنيف‬
‫السمطات عمى المحافظة عمى استقرار المدينة وسكانيا ويروف أف المسؤوليف عمى وعي تاـ‬
‫أف تقريب اإلدارة مف المواطف وامتصاص الضغوطات واحتواء معاناة المواطنيف يؤدي إلى‬
‫تماسؾ بنية المجتمع وىو األمر الذي يؤدي إلى المواطنة اإليجابية والتي تساعد في انصيار‬
‫ومواكبة المواطنيف لعممية التنمية‪ ,‬ويرى نسبة‪ %28‬بأف المسؤوليف يتعامموف بقميؿ مف‬
‫الجدية مع المواطنيف‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %7‬بأف المسؤوليف يتعامموف بػ المباالة مع انشغاالت‬
‫المواطنيف‪ ,‬ونفسر ىذا عمى أف بعض انشغاالت المواطنيف أحيانا تتطمب وقتا مطوال في‬
‫الد ارسة المعمقة وتتطمب اجراءات تدرجية وىو األمر الذي يؤدي إلى امتعاض المواطنيف‬
‫وشعورىـ بقمة جدية والمباالة المسؤوليف في االىتماـ بانشغاالتيـ‪.‬‬

‫جدول ‪ :26‬يوضح ىل أن وضعية الطرقات من حيث التعبيد و اإلنارة جيدة ؟‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪44%‬‬ ‫‪44‬‬ ‫نعـ‬
‫‪56%‬‬ ‫‪56‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ % 56‬يروف أف وضعية‬
‫الطرقات مف حيث التعبيد واالنارة ليست بالجودة الكافية وذلؾ الف بعض الطرؽ تشيد اىماؿ‬
‫و ذلؾ لكونيا طرؽ غير شريانية او ألنيا ال تعتبر خط نقؿ رئيسي باإلضافة لتغاضي‬

‫‪007‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫المسؤوليف عف االىتماـ بيذه الطرؽ واىماليا‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %44‬بأف الطرقات جيدة الى حد‬
‫ما وذلؾ النيـ يروف بأف وضعيتيا تدخؿ في انشغاالت المواطنيف الدائمة الذيف يسعوف‬
‫دائما الى الحصوؿ عمى احسف المواصفات مف خبلؿ التقرب ورفع انشغاالتيـ الى‬
‫المسؤوليف فيما يخص وضعية الطرقات‪ ,‬وىو األمر الذي يجعؿ السمطات المعنية تضع‬
‫نصب اعينيا حالة الطرقات‪.‬‬

‫جدول ‪ :27‬يوضح مدى توفر سيارات األجرة ووسائل النقل الحضري‬


‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫االحتماالت‬
‫‪87%‬‬ ‫‪87‬‬ ‫نعـ‬
‫‪13%‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ال‬
‫‪100%‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المجم ػػوع‬

‫مف خبلؿ البيانات الواردة في الجدوؿ أعبله يتضح أف نسبة ‪ %87‬يروف أف سيارات‬
‫األجرة ووسائؿ النقؿ متوفرة وبشكؿ كبير فالمدينة ويرجع ىذا إلى تزايد الشركات التي تدعـ‬
‫وتوفر خطوط النقؿ الحضري بعروض مناسبة ناىيؾ عف االتساع الكبير في محيط المدينة‬
‫ونسيج الطرقات مؤخ ار وىو األمر الذي أدى زيادة الحاجة لوسائؿ النقؿ وىو األمر الذي‬
‫دفع ببعض األطراؼ لبلستثمار في ىذا المجاؿ‪ ,‬ويرى نسبة ‪ %13‬أف وسائؿ النقؿ غير‬
‫كافية وذلؾ ربما راجع الختبلؿ التوازف فيما يخص تغطية الطرقات بالنقؿ مف خط آلخر‬
‫بحيث تشيد تضخـ في بعض الخطوط وافتقار وندرة في خطوط أخرى‪.‬‬

‫‪ -24‬مقترحات من أجل التنمية المحمية ‪:‬‬

‫أكد أغمبية سكاف المدينة أنيا تتوفر عمى جميع المرافؽ االجتماعية والترفييية ىدا مما‬
‫يشجع تنميتيا الداخمية وتشجيع مختمؼ المشاريع مف أىميا تعبيد مختمؼ الطرقات‬
‫والممررات الرابطة بيف واليات والبمديات وىدا باإلضافة إلى أنشاء المراكز الصحية وثقافية‬
‫وتشجيع أنشاء المصانع بمختمؼ المناطؽ ىده مف شأنو خمؽ فرص عمؿ مف جية ومف‬
‫جية أخري تشجيع السياحة بدخميا كونيا تضـ مختمؼ المرافؽ والمؤسسات اإلدارية وغيرىا‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫ثانيا‪ :‬االستنتاجات العامة لمدراسة‬


‫تيدؼ أي دراسة إلى التوصؿ لنتائج ذات قيمة عممية وذلؾ قصد االجابة عمى التساؤالت‬
‫والبرىنة عف أىداؼ الدراسة فيما يخص الدراسة الراىنة والمتمثمة في دور السياحة في دفع‬
‫التنمية المحمية بمدينة الوادي تـ التوصؿ إلى مجموعة مف النتائج وىي كالتالي‪:‬‬
‫الفرضية االولى‪:‬‬
‫تعتبر اإلمكانيات المادية بمثابة الحجر األساس الذي يقوـ عميو القطاع السياحي ولعؿ‬
‫مف أىميا الخدمات االقتصادية والحيوية‪ ,‬الخدمات الطبية واألمنية‪ ,‬ايجار الوحدات السكنية‬
‫والفنادؽ‪ ,‬باإلضافة الوضع الجيد لممحيط البيئي‪ ,‬ومف خبلؿ تحميمنا لمبيانات نجدا أف المدينة‬
‫تتوفر عمى بنية اقتصادية حيوية جيدة وىو ما يؤكده الجدوؿ رقـ ‪ 05‬وذلؾ بنسبة ‪%86‬‬
‫بحيث يؤكدوف أف الخدمات االقتصادية والحيوية كفيمة بتغطية احتياجات السكاف والزوار‬
‫بشكؿ جيد مف حيث التمويف الغذائي والنقؿ وغيره‪ ,‬لكف نأخذ بعيف االعتبار أنو يوجد نقص‬
‫في بعض الخدمات والتي قد تكوف ضرورية وذات أىمية مقارنة بمدف أخرى متطورة في ما‬
‫يخص جودة ىذه الخدمات‪ ,‬وكذلؾ رداءة الخدمات بأطراؼ المدينة واألحياء المعزولة نوعا‬
‫ما التي ال تحتوي عمى أي معالـ أو مراكز جاذبة‪ ,‬وتعتبر الوحدات السكانية والفنادقفي‬
‫المدينة احدى أىـ المقومات التي ترتكز حوليا السياحة فمف خبلؿ الجدوؿ رقـ (‪ )06‬نجد‬
‫أف أغمب السكاف يروف أف إيجار الوحدات السكنية والفنادؽ في متناوؿ الفرد سواء في السكف‬
‫الجماعي أو الفردي وأنو يتبلءـ والدخؿ المتوسط لؤلفراد سواء داخؿ أو خارج المدينة وذلؾ‬
‫بسبة ‪ ,% 76‬ويعتبر ىذا بطبيعة الحاؿ مشجعا لمسياحة‪ ,‬أما فيما يخص الرعاية الصحية‬
‫ومف خبلؿ الجدوؿ رقـ (‪ )07‬ترى نسبة ‪ % 48‬وىي النسبة الغالبة أف الخدمات الطبية‬
‫واألمنية حسنة وىو ما يعني أنيا مقبولة نوعا ما تميؿ إلى الجيد عموما وذلؾ مف حيث‬
‫التوفر والتغطية وكذلؾ لما تشيده المدينة مف حركة استحداث لممصحات والمستشفيات‬
‫والعيادات العامة منيا والخاصة ومراكز الرعاية الصحيةوىو األمر الذي يستقطب الزوار‬

‫‪000‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫بقصد العبلج مف خارج الوالية بشكؿ دوري عمى مدار السنةوكذلؾ نأخذ بعيف االعتبار‬
‫نقص الخدمات مف حيث التغطية والجودة في بعض المناطؽ‪.‬‬
‫أما فيما يخص التييئة العمرانية والبيئية ونظافة المحيط الذي يمعب دو ار كبي ار في‬
‫استقرارىـ والتمتع بيوميـ اذا تعتبر التييئة العمرانية في مجاؿ الطرقات وتعبيدىا وترميميا‬
‫واعادة ىندستيا وتنظيفيا والمحافظة عمييا دافع كبير الستقطاب السياح مف داخؿ وخارج‬
‫الببلد‪ ,‬ومف خبلؿ الجدوؿ (‪ )9‬فقد اكد ‪ %56‬مف المبحوثيف أف السمطات تيتـ بجانب تييئة‬
‫الطرقات وتدعيميا باألرصفة وتجنيد فرؽ تنظيؼ وجمع األتربة باإلضافة إلى دعـ مشاريع‬
‫خاصة مصغرة بوصاية منيا تحظى بدعـ مادي‪ ,‬دورىا تجنيد أفراد لتنظيؼ الطرقات‬
‫والمساحات الخضراء وغيرىا‪ ,‬باإلضافة لتوفر دوريات عماؿ النظافة بشكؿ دوري منتظـ‬
‫داخؿ األحياء‪.‬‬
‫مف خبلؿ ما سبؽ ذكره وما صرح بو المبحوثيف في الجدوؿ رقـ (‪ )10‬بنسبة ‪ %88‬أف‬
‫مدينة الوادي تتوفر عمى جممة مف المقومات التي تجعؿ منيا قطبا سياحيا ذلؾ لتوفر‬
‫الخدمات مف جية ومف جية أخرى يروف أف تزايد نسب السياحة سواء الداخمية او الخارجية‬
‫ليس عبثا‪ ,‬و انما ىو انعكاس لتوفر مجموعة المقومات والخدمات التي عممت عمى جذب‬
‫السواح ك ّؿ حسب دوافعو و بناء عمى ىذا يروف أف المدينة مؤخ ار أصبحت تحوي جميع‬
‫أنواع السياحة الداخمية و الخارجية‪ ,‬الثقافية‪ ,‬الطبية‪ ,‬التجارة و األعماؿ وىذا ما أده الجدوؿ‬
‫رقـ (‪ )06‬و (‪ )07‬في توفر الخدمات‪.‬‬
‫وعميو يمكف القوؿ أف الفرضية محققة‬

‫‪000‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫الفرضية الثانية‪:‬‬
‫يعتبر سكاف المدينة المحفز االوؿ الستقطاب السياح واحدى العوامؿ التي تساعد في‬
‫زيادة نسبة السياحة في المدينة وذلؾ بتقبميـ فكرة اف السياحة مكسب كبير ليا وليـ وىذا ما‬
‫يوضح الجدوؿ رقـ (‪ )11‬أف أغمب المبحوثيف يؤيدوف السياحة في المدينة ذلؾ أنو األمر‬
‫الذي ينعكس عمى أىؿ المنطقة باكتساب ثقافات جديدة ومتنوعة باإلضافة لما يترتب عف‬
‫ىذا االحتكاؾ مف نيوض اقتصادي ومالي مف خبلؿ الرواج والتبادؿ بيف السكاف والسواح‬
‫مف داخؿ الوطف وخارجو وىو األمر الذي يؤدي إلى خمؽ ثورة خدماتية توفر التنوع لمسكاف‬
‫بصف ة عامة وخمؽ فرص دخؿ لشريحة مف المجتمع بصفة خاصة‪ ,‬حيث يوكد الجدوؿ رقـ‬
‫(‪ ) 12‬أف أحياء االحتفاالت والفعاليات الثقافية مف قبؿ السمطات المعنية يساىـ بشكؿ كبير‬
‫في جذب السياح حيث أقر ما نسبتو ‪ %88‬مف المبحوثيف أف السمطات تسعى جاىدة لذلؾ‬
‫وتوفر العديد مف المرافؽ االج تماعية والثقافية والترفييية األمر الذي يشجع القياـ بمثؿ ىده‬
‫الفعاليات الموسمية والتراثيةيساىـ في جدب السياح‪ ,‬وعمى غرار ما تساىـ فيو السمطات مف‬
‫احياء لتمؾ االحتفاالت والفعاليات فإف ألفراد المجتمع دور كبير إلنجاحيا والتأثير في مدى‬
‫انتشارىا وخمؽ نوع مف االستم اررية وىذا ما أكده المبحوثيف في الجدوؿ رقـ (‪ )13‬بنسبة‬
‫‪ % 67‬بأنيـ يقوموف بالمشاركة في احياء ىذه الفعاليات وذلؾ لما تقوـ بخمقو مف أجواء‬
‫ترفييية وخدماتية طيمة المواسـ التي يتـ تنطمؽ فييا ىذه الفعاليات بحيث ترى السكاف يقبموف‬
‫عمييا إما بدافع الترفيو واما باستغبلؿ ىذه المواسـ لمزاولة نشاطات تجارية وخدماتية بجميع‬
‫أنواعيا‪ ,‬وتعتبر ىذه الفعاليات التي تقوـ بيا السمطات نقطة جذب لمسياح مف داخؿ او خارج‬
‫المدينة وتكوف موسمية كما أده عدد المبحوثيف في الجدوؿ رقـ (‪ )15‬بنسبة ‪ %55‬أف الزوار‬
‫األكثر ترددا لممدينة يكوف في فصؿ الربيع وذلؾ العتداؿ الجو فييا‪ ,‬ولما تشيده مف حر‬
‫شديد وبرد جاؼ في الفصوؿ األخرى‪ ,‬وأيضا يكثر في فصؿ الربيع عديد الفعاليات كعيد‬
‫المدينة وعرس البادية‪ ,‬األنشودة المدرسية ‪..‬وغيرىا مف االحتفاالت الثقافية التي تخص‬

‫‪001‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫المنطقة والتي تجمب السياح لبلستمتاع بيا‪ ,‬وىذا أيضا يستدعي مف المواطنيف والتجار‬
‫وأصحاب الميف التحرؾ وتقديـ وما يممكوف إلنجاح ىذه الفعاليات كأصحاب الحرؼ والتجار‬
‫وأصحاب الخدمات المختمفة وىذا ما أكده الجدوؿ رقـ (‪ )16‬أف ما نسبتو ‪ %69‬يروف أف‬
‫القطاع الخدماتي والحرفي وكالمواطنيف والتجار يوفروف متطمبات السياح والزوار في تمؾ‬
‫المواسـ التي يكثر فييا مثمؾ تمؾ الفعاليات والميرجانات وذلؾ سعيا إلرضاء السياح واعطاء‬
‫صوره إيجابية لممدينة وانطباع جيد لمزوار لتكرار تمؾ التجربة في المواسـ القادمة‪.‬‬
‫المبلحظ أنو السياحة وتوافد السياح يفرض وبقوة خمؽ جممة مف الممارسات االجتماعية‬
‫والثقافية واالقتصادية في المدينة بشكؿ تمقائي تماشيا مع متطمباتيا يكوف ذلؾ مف خبلؿ‬
‫جممة النشاطات االستثمارية في جميع المجاالت وكذلؾ النشاطات الثقافية وما إلى غير ذلؾ‬
‫وبناء عميو يمكف القوؿ أف الفرضية محققة‪.‬‬

‫‪002‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫الفرضية الثالثة‬
‫يعتبر القطاع الغير رسمي الخدماتي محركا أساسيا لمتنمية المحمية ‪ ,‬فبغض النظر عف‬
‫سياسات الدولة ومخططاتيا ومجيوداتيا الدائمة المبذولة قصد تحقيؽ التنمية المحمية‪ ,‬فإف‬
‫القطاع الغير رسمي المتمثؿ في المستثمريف ورجاؿ األعماؿ قد يمعب الدور األكبر مف‬
‫خبلؿ مجموعة الممارسات التي تعمؿ عمى تحريضيا جممة مف التحركات والسموكيات‬
‫االجتماعية والثقافية المتعددة ومف أىميا السياحة‪ ,‬ومف خبلؿ تحميمنا لمبيانات حوؿ دور‬
‫ومساىمة القطاع الغير رسمي في التنمية المحمية يوضح الجدوؿ رقـ (‪ )18‬أف نسبة‬
‫‪% 77‬يؤكدوف أف المدينة تتوفر عمى مشاريع استثمارية و بشكؿ كبير وذلؾ بأف المدينة‬
‫أصبحت تعتبر قطب تجاري كبير ويضـ عدد ىائؿ مف رجاؿ األعماؿ ذوي رؤوس االمواؿ‬
‫اليائمة الذيف يعمدوف لبلستثمار في المشاريع الحيوية التي تقوـ عمييا متطمبات واحتياجات‬
‫المجتمع ك ػ (قطع الغيار ‪ ,‬المبلبس‪ ,‬الموالت ‪ ,‬مواد البناء ‪ )....‬ناىيؾ عف توجو‬
‫المستثمريف مؤخرا في االستثمار العقاريمف خبلؿ ما شيدتو الفترة األخيرة مف تزايد ممحوظ‬
‫في تشييد الفنادؽ والمراقد والشقؽ المفروشة وغيرىا تولد عف الزيادة الكبيرة في نسب السواح‬
‫لممدينة‪.‬‬
‫و يتضح مف خبلؿ الجدوؿ رقـ (‪ )17‬أف نسبة مساىمة السكاف في عممية التنمية المحمية‬
‫ذات نسب كبيرة ‪ ,‬بحيث أف نسبة ‪ %72‬يروف أف السكاف يساىموف بشكؿ واضح وذلؾ‬
‫لتعود السكاف االعتماد عمى انفسيـ بشكؿ كبير في جميع المجاالت االقتصادية واالجتماعية‬
‫وغيرىا‪ ,‬ىذا ويوضح تحميؿ السؤاؿ المفتوح رقـ (‪ )19‬أف المستثمريف الخواص والسكاف‬
‫يتغمبوف فيما يخص المساىمة في عممية التنمية المحمية‪.‬‬
‫ومما ال شؾ فيو أف عممية التنمية المحمية ومبلمحيا ال تتـ فقط مف خبلؿ مساىمة‬
‫القطاع الغير الرسمي والخدماتي‪ ,‬فقد تبمغ مساىمتو األوج ولكف ال تتضح مبلمح التنمية‬
‫المحمية إال مف خبلؿ الوصاية واالحتواء والتنظيـ مف قبؿ الييئات الرسمية أي أف حيوية‬

‫‪003‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫ال قطاع الغير رسمي يعمؿ عمى تحفيز ىذه الييئات وىو األمر الذي ينعكس عمى المدينة‬
‫بظيور مبلمح التطور التدريجي في شتي المجاالت الحيوية‪.‬‬
‫مف خبلؿ تحميؿ نتائج الجدوؿ (‪)22‬و(‪ )23‬نجد أف تقارب نسب ما بيف ‪ %56‬يروف أف‬
‫وضعية الطرقات مف حيث التعبيد واإلنارة ليست بالجودة الكافية و نسبة ‪ %44‬يروف أف‬
‫جيدة إلى حد ما أي أف السمطات تسعى بشكؿ متواصؿ وتقوـ بدورىا فيما يخص استحداث‬
‫الطرقات وشؽ الطرؽ الحيوية الرابطة ولكف في نفس الوقت تفتقر إلى المعايير المثمي جراء‬
‫غياب المراقبة‪ ,‬أما فيما يخص وفرة وسائؿ النقؿ‪ ,‬يرى نسبة ‪ %87‬أف وسائؿ النقؿ متوفرة‬
‫بشكؿ كبير جراء الرخص المدعومة مف السمطات نحو تأسيس شركات مصغرة لبلستثمار‬
‫في مجاؿ النقؿ‪ ,‬وعميو وبناء عمى كؿ ىذا ال يسعنا إال القوؿ أف السمطات والييئات تضع‬
‫نصب أعينيا استراتيجيات تنموية تماشيا مع ما يتطمبو المجتمع وتعمؿ باستمرار نحو‬
‫تجسيدىا ولكف يظير عمييا شيء مف النقصاف‪ ,‬وىو األمر الذي يشير إلى امكانية وجود‬
‫نقص في مجاالت أخرى عمى غرارىذا المجاؿ وىو ما يؤكده تحميؿ اجابات السؤاؿ المفتوح‬
‫رقـ (‪ )20‬بحيث يتفؽ األغمبية أف ىناؾ نقص في المشاريع التنموية‪ ,‬أي أنو يتـ إنجازىا‬
‫ولكف قد تفتقر إلى الدقة والجودة احي انا في بعض جوانبيا‪ ,‬وبطبيعة الحاؿ إف ىذا النقص‬
‫ليس بالقدر الذي ينفي وجود التنمية المحمية وتوطنيا في المدينة ولكف يمكف القوؿ أنو‬
‫يعمؿ عمى بث شيء مف البطيء في السيرورة التنموية‪.‬‬
‫وبناء عمى ىذا يمكف القوؿ أف الفرضية محققة‪.‬‬

‫‪004‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫االستنتاج العام‬
‫بعد تحميؿ وتفس ير البيانات المتعمقة بالفرضيات تتضح عندنا مجموعة مف النتائج المتعمقة‬
‫بالسياحة ودورىا الفاعؿ بالنيوض بالتنمية المحمية نذكر منيا النتائج عمى شكؿ النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬استقطاب السياح فالبداية يتطمب بنية اقتصادية حيوية كفيمة بتغطية احتياجات‬
‫السكاف والزوار بشكؿ جيد التمويف الغذائي‪ ,‬والتجاري‪ ,‬النقؿ والمواصبلت ‪...‬الخ‬
‫‪ -‬لكي تكوف المدينة قبمة سياحية يجب أف تتوفر عمى جممة مف مرافؽ اإلقامة وبمعايير‬
‫جيدة مف حيث الرفاىية والقيمة المادية‪.‬‬
‫‪ -‬لكي تكوف المدينة قبمة سياحية يجب أف تتوفر عمى خدمات طبية وأمنية جيدة مف‬
‫حيث التوزيع الجيد ليا وتغطية احتياجات السكاف والزوار بحد سواء واحتوائيـ‪.‬‬
‫‪ -‬لكي تكوف المدينة قبمة سياحية يجب اف تتوفر عمى مجموعة عمى المعالـ السياحية‬
‫واألثرية‪.‬‬
‫‪ -‬تقبؿ السكاف لفكرة السياحة والذي يكوف مف خبلؿ المساىمة في الفعاليات واألنشطة‬
‫الخدماتية‪ ,‬ومف خبلؿ الحضور والتفرغ إلحيائيا يؤدي إلى خمؽ جو مف االرتياح لدى‬
‫السواح والزائريف‪ ,‬وىو األمر الذي يؤدي خمؽ زيادة طردية‪ ,‬ما بيف زيادة التوافد وكذلؾ زيادة‬
‫الخدمات واألنشطة الداعمة لمسياحة مف طرؼ السكاف‪.‬‬
‫‪ -‬األنشطة التجارية والخدماتية غالبا ما تتركز في األماكف التي ىي تعتبر معالـ‬
‫استراتيجية لممدينة‪.‬‬
‫‪ -‬أف عممية التنمية المحمية ال تقتصر عمى السمطات المحمية فقط‪ ,‬وقد يكوف دور‬
‫السكاف أكبر نحو تحقيقيا ويكوف ذلؾ مف خبلؿ المواطنة اإليجابية مف جية‪ ,‬ومف خبلؿ‬
‫تجسيد ىذه المساىمة مف خبلؿ استحداث النشاطات المشاريع وغيرىا‪.‬‬

‫‪005‬‬
‫تحميل البيانات وتفسيرىا واإلستنتاجات العامة‬ ‫الفصل السابع‬

‫‪ -‬النقائص في المشاريع االستثمارية والتنموية ال يؤدي بالضرورة لتعويؽ التنمية المحمية‬


‫ولكف لضماف سيرورة سريعة وجيدة لمتنمية المحمية‪ ,‬وجب األخذ بعيف االعتبار ىذه النقائص‬
‫واحتوائيا‪.‬‬
‫‪ -‬أف تقميص الفجوة بيف السكاف والسمطات المحمية يؤدي إلى خمؽ الثقة بينيما وبالتالي‬
‫يودي إلى خمؽ الم واطنة اإليجابية في ذىنيات السكاف وىو األمر الذي يؤدي إلى استجابة‬
‫السكاف لبرامج السمطات وتيسير تطبيقيا فيما يخص التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪ -‬المقومات المادية ووفرتيا وجودة أدائيا بصفة عامة تؤدي إلى استقطاب السياحة‬
‫بشتى أنواعيا سواء الداخمية أو الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬تزايد معدالت الزائريف والسواح لمنطقة ما يؤدي إلى تجاوب وخمؽ بيئة مف‬
‫الممارسات االقتصادية والثقافية واالجتماعية وىو األمر الذي يؤدي بالضرورة إلى خمؽ‬
‫وبَنى تنموية محمية في ىذه المنطقة‪.‬‬
‫أساسات ُ‬

‫‪006‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬
‫تبيف مف خبلؿ البحث أغف السياحة اليوـ نشاط حيوي يبعث باالقتصاديات المحمية‬
‫والمناطؽ السياحية إلى تنمية معتبرة في حاؿ العناية بيذا القطاع‪ ,‬مف خبلؿ عائداتو المادية‬
‫مف النقؿ األجنبي وزيادة الدخؿ المحمي بالضافة إلى حؿ مشكؿ البطالة كونيا مف اكبر‬
‫النشاطات االقتصادية التي تتيح فرص ىامة في التشغيؿ‪ ,‬وذلؾ بإنفاؽ السياح بالبمد‬
‫المضيؼ‪ ,‬ويؤدي ىذا القطاع وظيفتو السياحية مف خبلؿ تناسؽ وتكامؿ لمختمؼ مكوناتيا‬
‫التي تعرؼ بالمنتوج السياحي‪ ,‬الذي يشمؿ مقومات الجذب السياحي ومختمؼ التجييزات‬
‫واليياكؿ القاعدية الخاصة‪ ,‬كذلؾ لو تأثيرات سمبية كتغيير عادات المجتمع وتمويث البيئة إذا‬
‫لـ يتـ مراعات ىذه العوامؿ‪.‬‬
‫مما لمسناه في بحثنا ىذا اف التناسؽ ما بيف مختمؼ المكونات لـ يقوـ إال مف خبلؿ‬
‫تسيير ناجع وفعاؿ يعرؼ بالمنتوج السياحي الثقافي‪ ,‬الذي يقتضي دراسة وتحميؿ كؿ‬
‫المقومات وايجاد أحسف الطرؽ الستغبلليا والحفاظ عمييا‪ ,‬إلى جانب تحميؿ السوؽ السياحية‬
‫لمعرفة رغبات السياح واشباعيا‪.‬‬
‫والجزائر عمى الرغـ مف امتبلكيا لمقومات سياحية ىامة تؤىميا وتمكنيا اف تصبح مف‬
‫أىـ دوؿ العالـ جذبا لمسياح إال اف نسبة العائدات مف السياحة العالمية ال تتجاوز ‪%7.2‬‬
‫سنة ‪ , 2772‬بحيث تعد ىذه الحصة مف السياحة العالمية ال تتناسب مع ما تزخر بو‬
‫الجزائر مف ثروات طبيعية وثقافية ومعالـ سياحية ىامة‪ ,‬والتي تعود إلى التنوع في طبيعتيا‬
‫إلى أف تستغؿ كافة امكانياتيا الطبيعة والبشرية التي تزخر بيا لدعـ ىذا القطاع مع العمـ أف‬
‫ىذا القطاع تواجو منافسة كبيرة فعمى الجزائر أف تولي اىتماما كبي ار بالسياحة الثقافية‬
‫وادماجيا ضمف النشاطات بالسياحة لرفع االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ومما ال شؾ فيو انو مف اجؿ ضماف سيرورة القطاع السياحي وجب وضع وتوطيف‬
‫مخططات لمتسيير السياحي‪ ,‬التي تمعب دور ميـ جدا في بعث ذلؾ التكامؿ والتناسؽ بيف‬
‫مختمؼ مكونات القطاع السياحي وتوفير أحسف الخدمات السياحية التي تمقى رضا السياح‬
‫الوافديف‪ ,‬فػ لمتسيير السياحي مكانتو الخاصة في تنشيط السياحة مف خبلؿ تحميؿ كؿ‬
‫المقومات السياحية ودراستيا وتكييفيا مع المدينة السياحية ‪ ,‬فيو يقوـ ايضا بتوفير سبؿ‬

‫‪007‬‬
‫خاتمة‬

‫الوصوؿ والتدفؽ السياحي عمى المنطقة‪ ,‬و كذلؾ خمؽ اليياكؿ والتجييزات بالتكامؿ مع‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية في ضؿ التنمية المستدامة والحفاض عمى الموارد‬
‫الطبيعية االجياؿ القادمة ‪.‬‬
‫وفي االخير كؿ ما تـ تناولو يعطي صورة ألىمية التنمية السياحية المستدامة و مساىمتيا‬
‫في التنمية المحمية لبلقتصاديات العديد مف الدوؿ في العالـ بصفة خاصة السياحة الثقافية‬
‫واحياء الموروث الحضاري والمحافظة عميو لؤلجياؿ القادمة في اطار التنمية المستدامة ‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫قائمة المراجع‬
‫*الكتب‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد ماىر‪ ,‬عبد السبلـ أبو قحؼ‪ ,‬تنظيـ وادارة المنئآت السياحية والفندقية‪ ,‬المكتب‬
‫العربي الحديث‪ ,‬ط‪ ,2‬مصر‪.1999 ,‬‬
‫‪ .2‬بمقاسـ ج ساف جيبلني ‪ :‬منيجية العموـ االجتماعية ‪.‬دار اليدي لمطباعة والنشر ‪ ,‬بدوف‬
‫طبعة ‪. 2004 ,‬‬
‫‪ .3‬رىاـ كماؿ خضراوي‪ ,‬الحفاظ عمى التراث العمراني لتحقيؽ التنمية السياحية المستدامة‬
‫مف خبلؿ مؤسسات المجتمع المدني‪ ,‬دراسة حالة سيوه‪. 2012 ,‬‬
‫‪ .4‬صبري عبد السميع‪ ,‬نظرية السياحة‪ ,‬مطبعة كمية الحقوؽ والفنادؽ‪ ,‬جامعة حمواف‪,‬‬
‫مصر‪.1994 ,‬‬
‫‪ .5‬عمار الطيب كشرود ‪ :‬البحث العممي ومناىجو في العموـ االجتماعية ‪ ,‬الطبعة األولى ‪,‬‬
‫دار المناىج لمنشر والتوزيع‪ ,‬األردف‪2007.‬‬
‫‪ .6‬فتحي أبو عيانة ‪ ,‬جغرافية العمراف ‪ ,‬دار النيضة العربية ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬دوف طبعة ‪.‬‬
‫‪ .7‬لصبلح سميـ رزنوقو‪ :‬تحديد القيادة والتنمية في الوطف العربي ‪ ,‬مركز دراسات وبحوث‬
‫الدوؿ النامية ‪ ,‬القاىرة‬
‫‪ .8‬ماىر عبد العزيز توفيؽ‪ ,‬صناعة السياحية ‪,‬دار اليدي لمنشر والتوزيع ‪,2004.,‬‬
‫‪ .9‬ماىر عبد العزيز توفيؽ‪ ,‬صناعة السياحة‪ ,‬دار ىزاف لمنشر والتوزيع‪. 1997 ,‬‬
‫‪ .10‬مثنى طو الحوري واسماعيؿ محمد عمي الدباغ‪ ,‬مبادئ السفر والسياحة‪ ,‬مؤسسة‬
‫الوراؽ لمنشر والتوزيع‪ ,‬ط‪ ,1‬األردف‪.2001 ,‬‬
‫‪ .11‬محمد عبد الحميد ‪ ,‬دراسات الجميور في بحوث االعبلـ‪ ,‬د‪.‬ط‪ ,‬عالـ الكتاب‪,‬‬
‫القاىرة‪1993 ,‬‬
‫‪ .12‬محيى زيتوف‪ ,‬السياحة ومستقبؿ مصر بيف امكانيات التنمية ومخاطر اليدر‪ ,‬دار‬
‫الشروؽ القاىرة‪.,2002 ,‬‬
‫‪ .13‬مرواف السكر‪ :‬مختارات مف االقتصاد السياحي‪ ,‬دار مجدالوي لمنشر‪ ,‬ط‪ , 1‬األردف‬
‫‪.1999 ,‬‬

‫‪010‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫دار المسيرة‪ ,‬عماف‪,‬‬ ‫‪ .14‬منذر عبد الحميد الضامف‪ ,‬أساسيات البحث العممي‪,‬ط‪,1‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪ .15‬نبيؿ الروبي‪ ,‬اقتصاديات السياحة‪ ,‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ,‬االسكندرية ‪-‬مصر‪,‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ .16‬نبيؿ الروبي‪ ,‬نظرية السياحة‪ ,‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ,‬االسكندرية ‪.1997 ,‬‬
‫*الرسائل واألطروحات الجامعية‪:‬‬
‫‪ .17‬أمينة بف المجاف‪ :‬التنمية السياحية في قسنطينة ‪,‬مذكرة تخرج لنيؿ شيادة الماجستير‬
‫‪ ,‬كمية األرض ‪,2001 ,‬‬
‫‪ .18‬بوسناف ببلؿ وبازيف صالح‪ :‬التنمية الحضرية واالستدامة حالة مدينة سكيكدة ‪,‬‬
‫مذكرة تخرج لمنيؿ شيادة ميندس دولة في تسيير التقنيات الحضرية ‪,‬جامعة أـ البواقي‬
‫‪.2009_2008.‬‬
‫‪ .19‬تومية عمروش‪ ,‬السياحة المستدامة في الجزائر حالة بومرداس‪ ,‬مذكرة مكممة لنيؿ‬
‫شيادة الماجستير في تسيير التقنيات الحضرية‪ ,‬جامعة محمد بوضياؼ بالمسيمة‪,‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪ .20‬ري اف دروش‪ ,‬االستثمارات السياحية في األردف‪ ,‬رسالة ماجستير كمية العموـ‬
‫االقتصادية جامعة الجزائر‪.1997 ,‬‬
‫‪ .21‬صميحة عشة‪ ,‬اآلثار التنموية السياحية‪ ,‬دراسة مقارنة بيف الجزائر وتونس والمغرب‪,‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيؿ شيادة الماجستير في العموـ االقتصادية تخصص اقتصاد تنمية‪,‬‬
‫جامعة باتنة ‪.2005 ,‬‬
‫‪ .22‬عامر عيساني‪ ,‬األىمية االقتصادية لتنمية السياحة المستدامة حالة الجزائر‪ ,‬أطروحة‬
‫لنيؿ شيادة الدكتوراه في عموـ التسيير شعبة تسيير المؤسسات‪ ,‬جامعة الحاج لخضر‬
‫باتنة‪.2010 ,‬‬

‫‪011‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫*المعاجم‪:‬‬
‫‪ .23‬معجـ مجاني لمطبلب ‪ ,‬منشورات دار المجاني ‪ ,‬بيروت ‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪.1996,‬‬
‫*المجاالت والجرائد‪:‬‬
‫‪ .24‬أحمد جموؿ ‪ ,‬المدينة ومجاؿ تطويرىا فضاءىا الحياتية ‪ ,‬مجمة الباحث االجتماعي ‪,‬‬
‫منشورات جامعة باتنو ‪.‬‬
‫‪ .25‬الجريدة الرسمية ‪,‬العدد ‪, 11‬فيفري ‪.2003‬‬
‫‪ .26‬لمجمة الثقافية الشاممة العدد السادس جواف ‪ 2007‬دار الثقافة الوادي‬
‫‪ .27‬المجمة الثقافية الشاممة العدد السادس جواف ‪ 2007‬دار الثقافة الوادي‬
‫‪ .28‬المجمة الثقافية الشاممة‪ .‬العدد السادس جواف ‪ 2007‬دار الثقافة الوادي‬
‫* المديريات‪:‬‬
‫‪ .29‬مديرية التعمير و اليندسة لوالية الوادي‬

‫‪012‬‬
‫المالحق‬

‫المالحق‬
‫وزارة التكويـــن والتعمــيم المهنييـــــن‬

‫المعهد الوطني لتكوين المهني والتمهين والتسيير الشمف‬

‫إستمارة إستبيان‬

‫تقوم الباحثتين بإعداد مذكرة ماستر حول موضوع ‪ " :‬السياحة ودورها في دفع التنمية‬

‫المحمية " ‪ ،‬لذا الرجاء من المبحوثين االجابة عمى كل عبارات المقياس بوضع عالمة( ×)‬

‫في الخانة التي ترون أنها تتماشى و أراءكم و تعبر عمى مدى موافقتكم لها ‪ ،‬كما نعممكم أن‬

‫المعمومات المتحصل عميها لن توظف اال لغرض البحث العممي فقط ‪ ،‬و ليس ألغراض‬

‫أخرى‪.‬‬

‫تقبموا منا فائق االحترام و التقدير‬

‫و شك ار‬

‫اشراف األستاذ ‪:‬‬ ‫المتربصان ‪:‬‬

‫أ‪ /‬مصطفاوي أحمد‬ ‫مخانق محمد‬

‫عكمون حكيمة‬

‫دفعة ‪0002-0002:‬‬
‫المحور األول ‪ :‬البيانات الشخصية‬

‫□أنثي □‬ ‫‪ -1‬الجنس ‪ :‬ذكر‬


‫‪ -2‬السف ‪ □ 20-30‬سنة ‪□ . 31-40‬سنة ‪□ . 41-50‬سنة‪□ .‬‬
‫أكثر مف ‪ 50‬سنة □‬
‫‪□ .‬موظؼ ‪□ .‬أعماؿ حرة ‪□ .‬متقاعد ‪□ .‬طالب ‪□ .‬‬ ‫‪ -3‬المينة ‪ :‬بطاؿ‬
‫□ثانوي ‪□ .‬‬ ‫‪ -4‬المستوي التعميمي ‪ :‬أمي ‪□ .‬إبتدائي ‪□ .‬متوسط‬
‫المحور الثاني ‪ :‬يتعمق بفرضية األولي‬
‫‪ -5‬كيؼ تقيـ الخدمات االقتصادية والحيوية بالمدينة ؟‬
‫□‬ ‫سيئة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫حسنة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫جيدة‬ ‫•‬
‫‪ -6‬كيؼ تقيـ أيجار الوحدات السكنية والفنادؽ بالمدينة ؟‬
‫□‬ ‫سيئة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫حسنة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫جيدة‬ ‫•‬
‫‪ -7‬كيؼ تقيـ آداء الخدمات الطبية واألمنية بالمدينة ؟‬
‫□‬ ‫سيئة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫حسنة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫جيدة‬ ‫•‬
‫‪ -8‬ىؿ تقوـ السمطات المحمية بدورىا في التثميف والحفاظ عمى المعالـ السياحية ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫□‬ ‫نوعا ما‬ ‫•‬
‫‪ -9‬كيؼ تقيـ دور السمطات المحمية فيما يخص عممية التييئة العمرانية والحفاظ عمى‬
‫المحيط البيئي في المدينة ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫‪ -10‬ىؿ ترى أف المدينة تحتوي عمى جممة مف المقومات التي تجعؿ منيا قبمة سياحية ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫المحور الثالث ‪ :‬يتعمق بفرضية الثانية‬
‫‪ -11‬ىؿ تؤيد السياحة بالمدينة‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫‪ -12‬ىؿ يتـ أحياء االحتفاالت والفعاليات الثقافية بالمدينة ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫أحيانا □‬ ‫•‬
‫‪ -13‬يقوـ السكاف بالمشاركة في ىده الفعاليات ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫‪ -14‬كيؼ تقيـ تغطية الخدمات واألنشطة التجارية في المناطؽ التي تعتبرىا معالـ لممدينة ؟‬
‫□‬ ‫جيدا‬ ‫•‬
‫□‬ ‫سيئة‬ ‫•‬
‫نوعا ما □‬ ‫•‬
‫‪ -15‬ماىي المواسـ السنوية التي يكثر فييا الزوار في المدينة ؟‬
‫□‬ ‫عطمة الربيع‬ ‫•‬
‫□‬ ‫عطمة الصيؼ‬ ‫•‬
‫عمى مدار السنة □‬ ‫•‬
‫‪ -16‬كيؼ تقيـ استحابة المواطنيف والتجار وأصحاب الخدمات في توفير متطمبات الزوار‬
‫في ىذه المواسـ ؟‬
‫□‬ ‫سيئة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫حسنة‬ ‫•‬
‫□‬ ‫جيدة‬ ‫•‬
‫المحور الرابع ‪ :‬يتعمق بفرضية الثالثة‬
‫‪ -17‬ىؿ تري أف السكاف يساىموف في عممية التخطيط لمتنمية ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫‪ -18‬ىؿ توجد مشاريع صناعية واستثمارية بالمدينة ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫‪ -19‬حسب رأيؾ ماىي المشاريع التي تراىا تنقص المدينة ؟‬
‫……………………………………………………………………………‬
‫‪ -20‬في رايؾ مف ينجز المشاريع التنموية بالمدينة ؟‬
‫……………………………………………………………………………‬
‫‪ -21‬مارأيؾ في مستوى تعامؿ المسؤوليف مع انشغاالت المواطنيف ؟‬
‫□‬ ‫جدية‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ب ػ ػ قميؿ مف الجدية‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ب ػ ػ المباالة‬ ‫•‬
‫‪ -22‬ىؿ ترى أف وضعية الطرقات مف حيث التعبيد واالنارة جيدة ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫‪ -23‬ىؿ ترى أف سيارات األجرة ووسائؿ النقؿ الحضري كافية ؟‬
‫□‬ ‫نعـ‬ ‫•‬
‫□‬ ‫ال‬ ‫•‬
‫‪ -24‬ماىي المقترحات لتنمية المدينة ؟‬
‫‪........................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................‬‬
‫‪..............................................................‬‬

You might also like