You are on page 1of 8

‫إستمارة تققيم الرسائل البحثية لمقرر دراسي‬

‫أوال ‪:‬بيانات تمأل بمعرفة الطالب‬


‫اسم الطالبة‪ :‬منار أحمد صالح عبد العظيم‬
‫دار العلوم‬ ‫كليه ‪:‬‬
‫الفرقة \ المستوي‪ :‬الفرقة األولي‬
‫انتظام‬ ‫الشعبة ‪:‬‬
‫كود المقرر ‪ :‬ن ل ‪123‬‬ ‫البالغة العربية‬ ‫أسم المقرر ‪:‬‬
‫أستاذ المقرر‪ :‬د\ رجب أحمد‬
‫‪mnara7503@gmail.com‬‬ ‫البريد اإللكتروني للطالب ‪:‬‬
‫علم البديع‬ ‫عنوان الرسالة البحثية‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬بيانات تمأل بمعرفة لجنة الممتحنيين‪:‬‬

‫ال‪:‬‬ ‫نعم ‪:‬‬ ‫هل الرسالة البحثية المقدمة ملشابة جزئيا أو كليا‬
‫في حالة اإلجابة بنعم ال يتم تقييم المشروع البحثي ويعتبر غير مجتاز‬

‫تقييم المشروع البحثي‬

‫التقييم‬ ‫الوزن‬ ‫عناصر التقييم‬ ‫م‬


‫النسبي‬
‫الشكل العام للرسالة البحثية‬ ‫‪1‬‬
‫تحقق المتطلبات العلمية المطلوبة‬ ‫‪2‬‬
‫يذكر المراجع والمصادر العلمية‬ ‫‪3‬‬
‫الصياغة اللغوية وأسلوب الكتابة جيد‬ ‫‪4‬‬

‫راسب‪:‬‬ ‫ناجح‪:‬‬ ‫‪100/‬‬ ‫نتيجة التقييم النهائي‬

‫‪………………………………. -1‬‬ ‫توقيع لجنة التقييم‬

‫‪………………………………………… -2‬‬

‫‪…………………………………………….. -3‬‬
‫المقدمة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫صنف المؤرخين البالغة في ثالث علوم " المعاني – والبيان – والبديع " وجعلو‬
‫علم البديع مختص بوجوه تحسين الكالم بعد رعاية المطابقه ووضوح الداللة وبهذا‬
‫أنزلوه بعد علمي المعاني والبيان ووضعوه في ذيل البالغة وحكمو علي مباحثه‬
‫بأنها محسنات عرضيه ال ذاتيه وحلى للتزيين والتجميل ال دخل لها في بالغة‬
‫االسلوب وال تتوقف عليها مطابقته لمقتضيات األحوال ‪.‬‬

‫العناصر‬

‫‪ -1‬معني البديع‬
‫‪ -2‬ورادعلم البديع‬
‫‪ -3‬المحسنات المعنوية والمحسنات اللفظية‬
‫‪ -4‬نشأة علم البديع‬
‫‪ -5‬تتطورعلم البديع‬
‫‪ -1‬معني البديع‬

‫أهم فرع من علوم البالغة يختص بتحسين أوجه الكالم اللفظية والمعنوية‪ .‬أول من‬
‫وضع قواعد هذا العلم الخليفة العباسي األديب عبد هللا بن المعتز‬

‫في كتابه الذي يحمل عنوان البديع‪ ،‬ثم تاله قدامة بن جعفر الذي تحدث عن‬
‫محسنات أخرى في كتابه نقد الشعر‪ ،‬ثم تتابعت التأليفات في هذا العلم وأصبح‬
‫األدباء يتنافسون في اختراع المحسنات البديعية‪ ،‬وزيادة أقسامها‪ ،‬ونظمها في‬
‫قصائد حتى بلغ عددها عند المتأخرين مائة وستين نوعاً‪ .‬أما الخطيب القزويني‬
‫محمد بن عبد الرحمن فع ّرف علم البديع في كتابه «التلخيص» بأنه «علم يعرف به‬
‫وجوه تحسين الكالم بعد رعاية المطابقة ووضوح الداللة»‪ .‬ويعرفه ابن خلدون‬
‫بأنه «هو النظر في تزيين الكالم وتحسينه بنوع من التنميق‪ :‬إما بسجع يفصله‪ ،‬أو‬
‫تجنيس يشابه بين ألفاظه‪ ،‬أو ترصيع يقطع أوزانه‪ ،‬أو تورية عن المعنى المقصود‬
‫بإيهام معنى أخفى منه‪ ،‬الشتراك اللفظ بينهما‪ ،‬أو طباق بالتقابل بين األضداد‬
‫وأمثال ذلك»‪ .‬وقد أشار الجاحظ إلى البديع بقوله‪« :‬والبديع مقصور على العرب‪،‬‬
‫ومن أجله فاقت لغتهم كل لغة‪ ،‬وأربت على كل لسان‪ ،‬والشاعر الراعي كثير البديع‬
‫في شعره‪ ،‬وبشار حسن البديع‪ ،‬والعتابي يذهب في شعره في البديع مذهب بشار‪.‬‬

‫‪ -2‬رواد علم البديع‬

‫ابن المعتز‬ ‫•‬


‫وهو الخليفة هو أبو العباس عبد هللا بن المعتز بن المتوكل بن المعتصم بن‬
‫هارون الرشيد‪ ،‬والمولود سنة ‪ 247‬هجرية‪ .‬كان شاعراً مجيداً مغرما ً‬
‫بالبديع في شعره‪ .‬له بضعة عشر مؤلفا ً في فنون شتى‪ ،‬منها‪ :‬ديوانه‪،‬‬
‫وطبقات الشعراء‪ ،‬وكتاب البديع‪ .‬تنسب له أول محاولة علمية جادة في‬
‫علم البديع؛ فهو واضع علم البديع‪ ،‬كما يفهم ذلك من كتابه "كتاب البديع"‬
‫الذي ألفه سنة ‪ 274‬للهجرة‪ ،‬حيث يشير في الكتاب إلى أنه أول من نظم‬
‫وجمع فنون هذا العلم فيقول‪« :‬وما جمع فنون البديع وال سبقني إليه أحد‪،‬‬
‫وألفته سنة أربع وسبعين ومائتين»‪ .‬اشتمل الكتاب على خمسة مواضيع‬
‫هي االستعارة‪ ،‬والجناس‪ ،‬والمطابقة‪ ،‬ورد أعجاز الكالم على ما تقدمها‬
‫سم هذه المواضيع الخمس إلى ‪ 13‬ف ّنا ً بديعيا ً هي‪:‬‬
‫والمذهب الكالمي‪ .‬ثم ق ّ‬
‫اللتفات‪ ،‬اعتراض كالم في كالم لم يتمم الشاعر معناه ثم يعود إليه فيتممه‬
‫في بيت واحد‪ ،‬الرجوع‪ ،‬حسن الخروج من معنى إلى معنى‪ ،‬تأكيد المدح‬
‫بما يشبه الذم‪ ،‬تجاهل العارف‪ ،‬هزل يراد به الجد‪ ،‬حسن التضمين‪،‬‬
‫التعريض والكناية‪ ،‬اإلفراط في الصفة «المبالغة»‪ ،‬حسن التشبيه‪ ،‬إعنات‬
‫الشاعر نفسه في القوافي وتكلفه من ذلك ما ليس له‪ ،‬وهو ما عرفه‬
‫البالغيون المتأخرون بلزوم ما ال يلزم من القوافي‪ ،‬حسن االبتداءات‪.‬‬

‫قدامة بن جعفر‪:‬‬ ‫•‬


‫وضع كتابا ً في نقد الشعر بصفة عامة‪ ،‬تع ّرض فيه للمحسنات البديعية كعنصر من‬
‫العناصر التي منها تألف منهاجه في نقد الشعر‪.‬‬
‫والمحسنات البديعية التي أوردها قدامة في تضاعيف كتابه «نقد الشعر» بلغت‬
‫أربعة عشر نوعاً‪ ،‬وهي حسب ترتيب ورودها في الكتاب‪ :‬الترصيع‪ ،‬الغلو‪ ،‬صحة‬
‫التقسيم‪ ،‬صحة المقابالت‪ ،‬صحة التفسير‪ ،‬التتميم‪ ،‬المبالغة‪ ،‬اإلشارة‪ ،‬اإلرداف‪،‬‬
‫التمثيل‪ .‬التكافؤ‪ ،‬التوشيح‪ ،‬اإليغال‪ ،‬االلتفات‪.‬‬

‫يحيى بن حمزة‪:‬‬ ‫•‬


‫هو يحيى بن حمزة العلوي اليمني المتوفى سنة ‪ 349‬للهجرة‪ .‬اشتهر‬
‫بعلوم النحو والبالغة وأصول الفقه‪ ،‬وله فيها مصنفات مختلفة‪ ،‬منها كتاب‬
‫«الطراز المتضمن ألسرار البالغة وعلوم حقائق اإلعجاز» والذي يقع في‬
‫ثالثة أجزاء؛ وكان ما قدّمه يحيى بن حمزة عن علم البديع في هذا الكتاب‬
‫مستوحى من كتاب "المصباح في المعاني والبيان والبديع" لبدر الدين بن‬
‫سم علم البديع إلى‪ :‬الفصاحة اللفظية والفصاحة المعنوية‪ ،‬حيث‬ ‫مالك‪ .‬ق ّ‬
‫سنا ً لفظيا ً منها الجناس‪ ،‬والترصيع‪ ،‬والتوشيح‪ ،‬واإللغاز‪،‬‬‫ساق عشرين مح ّ‬
‫والطباق مع أنه من المحسنات المعنوية ال اللفظية‪ .‬أما في الفصاحة‬
‫المعنوية فقد أورد خمسة وثالثين محسنا ً معنويا ً منها التشبيه‪ ،‬والسرقات‬
‫الشعرية مستوحيا ً ما قاله فيها من كالم ابن األثير‪ .‬ثم ختم حديثه عن‬
‫البديع بتحديد معناه وبيان أقسامه إجما ًال‪.‬‬

‫التنوخي‪:‬‬ ‫•‬
‫وهو هو محمد بن عمرو التنوخي المتوفى سنة ‪ 749‬للهجرة‪ ،‬صاحب‬
‫كتاب "األقصى القريب في علم البيان"‪ ،‬تناول فيه بعضا ً عن علم البديع‬
‫كاالعتراض وتأكيد المدح بما يشبه الذم الذي يعده صورة من صور‬
‫الكناية‪ ،‬واالشتقاق‪ ،‬والتكرار‪ ،‬والتقسيم‪ ،‬والمبالغة‪ ،‬والتضمين‪،‬‬
‫واالستدراج‪ ،‬والسجع‪ ،‬ولزوم ما ال يلزم‪ ،‬والجناس وقد أطال فيه‪ .‬كما ذكر‬
‫أنواعا ً من البديع يمكن أن تُر ّد إلى البيان‪ .‬مثل التوشيح أو الموشحات‪.‬‬

‫ابن قيم الجوزية‪:‬‬ ‫•‬


‫وهو شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي‪ ،‬توفي‬
‫سنة ‪ 751‬للهجرة‪ .‬من مؤ ّلفاته كتاب «الفوائد المشوق إلى علوم القرآن‬
‫وعلوم البيان»‪ ،‬تناول في المقدمة بعض مباحث البيان من حقيقة ومجاز‬
‫واستعارة وتمثيل‪ .‬أما في القسم األول من الكتاب فتحدث عن الكناية ثم‬
‫محسنات البديع المعنوية والتي شملت ثمانين نوعاً‪ ،‬أما القسم الثاني‬
‫فخصصه للمحسنات البديعية اللفظية والتي شملت أربعة وعشرين نوعاً‪.‬‬
‫‪-3‬المحسنات المعنوية والمحسنات اللفظية‬

‫َسنات البديعية إلى قسمين‪:‬‬


‫ويقسم علماء البالغة ال ُمح ّ‬

‫‪-1‬محسنات معنوية مثل (الطباق والمقابلة)‬

‫‪ -2‬ومحسنات لفظية مثل (الج َناس وال َّ‬


‫سجع)‪.‬‬

‫‪-1‬محسنات معنوية‪:‬‬
‫هي التي يكون التحسين بها راجعا إلى المعنى‪ ،‬وإن كان بعضها قد يفيد تحسين‬
‫اللفظ أيضًا والمحسنات المعنوية كثيرة‪ ،‬من بينها‬
‫• الطباق ‪:‬وهو اما طباق سلبي وإما ايجابي الجمع بين الشيء وضده في الكالم‪ ،‬مثل‬
‫قوله تعالى ﴿ وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ﴾ الكهف‪.18 :‬‬
‫• المقابلة‪ :‬هي أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر‪ ،‬ثم يؤتى بما يقابـل ذلك على‬
‫الترتيـب‪ ،‬مثـل قوله تعـالى‪ ﴿ :‬فليضحكوا قليال وليبكوا كثيرا ﴾ التوبة‪82 :‬‬
‫• التورية ‪:‬هي أن يذكر لفظ له معنيان؛ أحدهما قريب ظاهر غير مراد‪ ،‬والثاني بعيد خفي‬
‫هو المراد كقول الشاعر‪:‬‬
‫أبيات شعرك كالقصور وال قصور بها يعوق‪ ...‬ومن العجائب لفظهـا حر ومعناها رقـيـق‬
‫• حسن التعليل ‪:‬هو أن ينكر القائل صراحة أو ضمنا علة الشيء المعروفة ويأتي بعلة‬
‫أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه‪.‬‬
‫• المشاكلة ‪:‬هي أن يذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الشيء‪.‬‬
‫• التوجية أو اإليهام‪ :‬هو أن يؤتى بكالم يحتمل‪ ،‬على السواء‪ ،‬معنيين متباينين‪ ،‬أو‬
‫متضادين كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما ال يؤخذ عليه‪.‬‬
‫• المبالغة‪:‬وهو وصف الشيء وصفا مستبعدا أو مستحيال‪.‬‬
‫• التبليغ‪ :‬وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقال وعادة‪.‬‬
‫• اإلغراق‪ :‬وهو وصف الشيء بما هو ممكن عقال ال عادة‪.‬‬
‫• الغلو‪ :‬وهو وصف الشيء بما هو مستحيل عقال وعادة‪.‬‬
‫• اإلقتباس‪.‬‬
‫• مراعاة النظير‪.‬‬
‫• المدح بما يشبه الذم وعكسه‪.‬‬
‫‪ -2‬المحسنات اللفظيه‪:‬‬
‫هي التي يكون التحسين بها راجعا ً إلى اللفظ أصالة‪ ،‬وإن حسنت المعنى تبعا ً‬
‫لتحسين اللفظ‪ ،‬ومن المحسنات اللفظية‪:‬‬

‫الجناس ‪:‬هو أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى‪ .‬وهو نوعان ‪:‬‬ ‫•‬
‫تام ‪:‬وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي‪ :‬نوع الحروف‪ ،‬وشكلها‪ ،‬وعددها‪،‬‬
‫وترتيبها قال هللا‪﴿ ]3[:‬ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير‬
‫ساعة﴾ ‪.‬ناقص ‪:‬وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من األمور األربعة المتقدمة‪.‬‬
‫السجع ‪:‬هو توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد في اآلخر‪ ،‬ومثاله قول النبي‬ ‫•‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪:‬اللهم أعط منفقا خلفا‪ ،‬وأعط ممسكا تلفا»‪.‬‬
‫رد العجز على الصدر ‪:‬هو أن يجعل أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين في اللفظ‬ ‫•‬
‫دون المعنى‪ ،‬في أول الفقرة واآلخر في آخرها‪ ،‬مثل قوله تعالى‪﴿ ]4[:‬وتخشى الناس‬
‫وهللا أحق أن تخشاه﴾‪.‬‬
‫التصريع‪.‬‬ ‫•‬
‫حسن التقسيم‪.‬‬ ‫•‬
‫اإلزدواج‪.‬‬ ‫•‬

‫‪ -4‬نشأه علم البديع‬

‫أساليب بيان ّية ُمتعددة‪،‬‬


‫َ‬ ‫نشأة علم البديع كان العرب بفطرتهم األدب ّية ُيوردون في شعرهم‬
‫باإلضافة إلى ال ُمصطلحات البالغ ّية التي استخدموها دون معرفة أنواعها‪ ،‬إنّما هي‬
‫الت ّلقائيّة األدبيّة في شُعرائهم‪ّ ،‬إال أنّ هناك العديد منهم تنبّه إلى هذه األساليب وأهميّتها‬
‫البالغي‪ ،‬ومن الشُّعراء الذين اشت ُهروا بتلك‬‫ّ‬ ‫البالغة في الت ّعبير عن الشّعر ورفع مستواه‬
‫المرحلة الشّاعر زُ هير بن أبي سلمى‪ ،‬فقد أشاد العرب إلى أساليبه المليئة بأساليب‬
‫الت ّشبيه واالستعارة وغيرها من األساليب البالغيّة‪.‬‬
‫إنّ العرب كانوا يميلون إلى استحسان هذه األساليب دون معرفة ب ُمصطلحاتها‪ ،‬كحال‬
‫استخدامهم للفاعل المرفوع‪ ،‬والمفعول به المنصوب‪ ،‬فلم تظهر هذه القواعد ّإال بعد‬
‫وضعها الحقا ً من قبل عُلماء النّحو‪ ،‬والحال هُنا نفسه بالنّسبة لألساليب البالغيّة‪ ،‬فقد‬
‫عُرفت الحقا ً بعُلوم البالغة العربيّة‪ ،‬وهي ثالثة علوم‪( :‬عل ُم المعاني‪ ،‬وعل ُم البيان‪،‬‬
‫وعل ُم البديع)‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫من الجدير بالذكر أنّ اهتمام عُلماء اللغة العربيّة بعلم البالغة بدأ بعد اإلسالم؛ انطالقا ً‬
‫البياني في القُرآن الكريم‪ ،‬وهذا ما‬
‫ّ‬ ‫من اهتمامهم بفهم المعاني ال ُمرادة من اإلعجاز‬
‫ق العلوم بالت ّعلمُ‬
‫العسكري في كتابه "الصّناعتيْن"‪ ،‬فقد قال‪" :‬أح ّ‬‫ّ‬ ‫أشار إليه أبو هالل‬
‫وأوالها بالت ّحفُظ ‪-‬بعد المعرفة باهلل ج ّل ثناؤه‪ -‬علم البالغة ومعرفة الفصاحة الذي به‬
‫يُعرف إعجاز كتاب هللا تعالى"‪ ،‬ويجب اإلشارة إلى أنّ اإلسراف في استخدام علم البديع‬
‫سنات البديعيّة في العصور الحديثة أنشأ حالة من الضّعف في ال ُمنتج‬ ‫وألوانه من ال ُمح ّ‬
‫األدبي‪ ،‬وهذا ناتج عن عيب في كيفيّة استخدام هذا العلم‪ ،‬وليس في العلم بح ّد ذاته‪،‬‬ ‫ّ‬
‫إنّما لعدم القدرة على فهمه‪ ،‬و ُحسن إدراة استعماله كعُنصر مه ّم في بالغة العمل‬
‫العسكري‪ ،‬فقد قال‪" :‬إنّ هذا النّوع من الكالم‬‫ّ‬ ‫األدبي‪ ،‬كما أنّه أشير إلى ذلك في كتاب‬‫ّ‬
‫سلم من الت ّكلُّف وبرئ من العُيوب‪ ،‬كان في غاية ال ُحسن ونهاية الجَودة"‪.‬‬
‫إذا َ‬

‫‪ -5‬تطور علم البديع‬

‫مر علم البديع بمراحل ُمتعدّدة ُمنذ بدايات ظهوره عند العرب وحت ّى االنتهاء من‬ ‫ّ‬
‫تطويره واالعتناء بتفاصيله‪ ،‬وفيما يلي هذه المراحل بصُورة ُموجزة‪ [:‬القرن‬
‫األصفهاني أشار إلى أنّ‬
‫ّ‬ ‫الهجري ذُكر في كتاب "بديع القُرآن" أنّ أبا فرج‬ ‫ّ‬ ‫الثّالث‬
‫العباسي ( ُمسلم بن الوليد) كان‪" :‬أو ّل من قال الشّعر المعروف بالبديع"‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الشّاعر‬
‫وهذا في عام ‪208‬هـ‪ ،‬ث ّم جاء الجاحظ بعده ليُشير إلى ُمصطلح (البديع) وأنواعه‪،‬‬
‫ولكن بال تحديد لتفصيالته‪ ،‬ث ّم تبعه بعد ذلك ال ُمؤسس األو ّل لهذا العلم‬
‫عتز)‪ ،‬وقد كان كتابه ال ُمس ّمى بـ(البديع) أو ّل ُمصنّف في‬ ‫و ُمصطلحاته‪ ،‬وهو (ابن ال ُم ّ‬
‫علم البديع‪ ،‬وذلك عام ‪274‬هـ‪ ،‬كما ذكر فيه أنّ "ليُعلَم أنّ بشاراً‪ ،‬و ُمسلماً‪ ،‬وأبا‬
‫نواس‪ ،‬ومن قبلهم ومن سلك سبيلهم لم يسبقوا إلى هذا الفنّ ‪ ،‬لكنّه كثر في‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫أشعارهم فعُرف في زمانهم حت ّى سُ ّمي بهذا االسم‪ ،‬فأعرف عنه و ُد ّل عليه"‪ ،‬ومن‬
‫طورين لهذا العلم في هذه ال ُمدّة ال ُمبَ ّرد وابن قُتيبة‪ .‬القرن‬ ‫الجدير بالذّكر أنّ من ال ُم ّ‬
‫الهجري ت ّم تطوير علم البديع في هذه المرحلة‪ ،‬وكان (قُدامة بن جعفر)‬ ‫ّ‬ ‫الرابع‬
‫ّ‬
‫عتز‪ ،‬فألّف كتابه "نقد الشّعر" ليتحدّث فيه عن‬ ‫طورين على كتاب ابن ال ُم ّ‬ ‫م‬
‫ُ ّ‬ ‫ال‬ ‫أشهر‬
‫طور أكثر فيه ليكتشف أنواعا ً‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ل‬ ‫)‬ ‫العسكري‬
‫ّ‬ ‫هالل‬ ‫(ابن‬ ‫ذلك‬ ‫بعد‬ ‫وتاله‬ ‫ّطوير‪،‬‬ ‫هذا الت‬
‫لقيرواني) أشهر‬
‫ّ‬ ‫الهجري يُع ّد (ابن رشيق ا‬‫ّ‬ ‫أخرى في هذا العلم‪ .‬القرن الخامس‬
‫ألوان جديدة في هذا العلم لم‬ ‫ٍ‬ ‫طورين لعلم البديع في هذه المرحلة‪ ،‬فقد أشار إلى‬ ‫ال ُم ّ‬
‫يُشر إليها أحد من قبله‪ ،‬ومن الذين اشت ُهروا كذلك في هذه المرحلة‪( :‬ابن سنان‬
‫سادس‬ ‫الجرجاني)‪ .‬القرن ال ّ‬
‫ّ‬ ‫المصري)‪ ،‬و(عبد القادر‬
‫ّ‬ ‫الخفاجي)‪ ،‬و(ابن أبي اإلصبع‬
‫الهجري ت ُع ّد هذه المرحلة هي المرحلة التي ازدهر فيها علم البديع‪ ،‬وعلى رأس‬ ‫ّ‬
‫مخشري) في كتابه "الكشّاف"‪ ،‬فقد أوجد أنواعا ً جديدة أُخرى لعلم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫(الز‬ ‫ريه‬ ‫طو‬
‫ُم ّ‬
‫العمري) المعروف‬‫ّ‬ ‫رواد هذه المرحلة أيضا ً (رشيد الدّين‬ ‫البديع‪ ،‬ومن ّ‬
‫الخاتمة‬

‫علم البديع أهم فرع من علوم البالغة العربية يختص بتحسين أوجة الكالم اللفظية‬
‫والمعنوية وأول من وضع قواعد هذ اعم الخليفة العباسي األديب عبدهللا بن المعتز‬
‫في كتابة الذي يحمل عنوان البديع ثم تتابعت التأليفات في هذا العلم وأصبح االدباء‬
‫يتنافسون في أختراع المحسنات البديعية‬

‫المراجع‬
‫درسات منهجية في علم البديع " الشحات محمد أبو ستيت"‬ ‫•‬
‫علم البديع " لعبدالعزيز عتيق" <<بنك المعرفه‬ ‫•‬
‫علم البديع وفن الفصاحة " الطيببي _ الحسن بن عبدهللا" <<بنك‬ ‫•‬
‫المعرفة‬
‫المحسنات البديعية في العشر األخير من القرآن الكريم " رماح‬ ‫•‬
‫صالح عبدالماجد"‬
‫علم البديع " لوليد إبراهيم قصاب"‬ ‫•‬

You might also like