You are on page 1of 9

‫الجمهوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫كلية العلوم االجتماعية واالنسانية‬
‫جامعة الشهيد زيان عاشور ‪-‬الجلفة‪-‬‬

‫قسم‪ :‬الفلسفة‬
‫تخصص‪ :‬فلسفة عامة‬
‫سنة‪ :‬ماستر‪1‬‬
‫الفوج رقم‪01 :‬‬

‫بحث عن‬

‫مشكلة الالنهاية في الرياضيات‬


‫المعاصرة‬

‫من اعداد الطالبة‪:‬‬


‫سوري نبيلة‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية‪2023/2024:‬‬
‫خطة البحث‬
‫مقدمة‬
‫‪ .I‬المبحث األول‪ :‬ضبط مفاهيمي‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬مفهوم الالنهاية ‪Infiniti‬‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الالمتناهي‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬النهايات في الرياضيات‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مشكلة الالنهاية في الرياضيات‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬التأصيل الفكري لمشكلة الالنهائي وتطوره‬
‫‪ .2‬المطلب الثاني‪ :‬الالنهائية عند كانتور وعالقته بنظرية المجموعات‬
‫‪ .3‬المطلب الثالث‪ :‬المفارقة الناجمة عن موقف الرياضيين وموقف الفالسفة‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫مقدمة‬
‫تعد الرياضيات ميداًنا مثيًرا للذهن البشري‪ ،‬حيث تنط وي على ألغ از وتح ديات تس تفز الفك ر وتث ير التس اؤالت‬
‫العميقة‪ .‬ومن بين هذه التحديات المعقدة ال تي تعكس جم ال وتعقي د العلم الرياض ي ي برز مفه وم الالنهاي ة‪ ،‬ال ذي‬
‫يشكل جزًء ا أساسًيا من خيوط الحبكة الرياضية‪.‬‬
‫الالنهاية‪ ،‬هذا المفهوم الذي يترنح على حدود الوجود والعدم‪ ،‬يمث ل نقط ة ارتب اط بين الرياض يات والفلس فة‪ .‬إنه‬
‫يتس لل إلى مختل ف ف روع الرياض يات‪ ،‬من الحس اب إلى الج بر‪ ،‬ويمت د إلى نظري ات المجموع ات والتحلي ل‬
‫الرياضي‪ .‬يبدو أن هذا المفهوم يندمج بشكل ال ينتهي مع هياكل األرق ام والتسلس الت‪ ،‬مم ا يث ير تس اؤالت ح ول‬
‫طبيعة الحقيقة وحدود الفهم البشري‪.‬‬
‫تهدف هذه الورقة إلى استكشاف عوالم الالنهاية في الرياضيات‪ ،‬تسليط الض وء على تعقيدات ه وتأثيرات ه‪ ،‬وكي ف‬
‫يتناغم هذا المفهوم الرياضي مع األفق الفلسفي‪ .‬يتيح تفحص هذا الجانب المثير من الرياضيات لن ا فرص ة فري دة‬
‫لفهم تفاعل العقل مع المفاهيم الالمتناهية وكيف يعزز ذلك تطور الفهم البشري للعالم من حولنا‪.‬‬
‫‪ .I‬المبحث األول‪ :‬ضبط مفاهيمي‬
‫‪ .1‬المطلب األول‪ :‬مفهوم الالنهاية ‪Infiniti‬‬
‫طابع ما هو ال متناه‪.‬‬
‫أي أنها صفة ونعت لالمتناهي سواء كان كما أو كيفا‪.‬‬
‫وفي معجم الرياض يات المعاص رة يع رف مص طلح "النه ائي‪ :‬يك ون أص لي النهائي ا‪ .‬إذا لم يكن منتهي ا تك ون‬
‫مجموعة غير منتهية إذا كان أصلها غير منتهيا"‪.‬‬
‫وقد تمثل المجموعات الالنهائية بوضع ثالث نقاط بعد العضو األخير الذي تج ري مالحظت ه وعلى س بيل المث ال‬
‫فإن مجموعة األعداد الزوجية التي تقع فوق الرقم صفر يمكن أن نكتب ‪ ... 8 ،6، 4، 2،‬والرمز ‪ 00‬يمثل أيضا‬
‫‪1‬‬
‫الالنهاية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الالمتناهي‬ ‫‪.2‬‬


‫ُيعرف بالقول نقيض المتناهي وهو ما ال حد وال نهاية له‪.‬‬
‫وينبغي فهم الحد هنا في معناه المطلق ال كما هو بالنسبة لألمحدود الذي يمكن أن تكون له حدود ممكنة‪.‬‬
‫والالمتناهي إما أن يكون موجود بالفعل وهو الالمتناهي المطلق اإليجابي‪ ،‬كالكمية التي تكون أكبر بالفعل من كل‬
‫كمية أخرى معلومة أو موجود بالقوة وهو الالمتناهي السلبي كالكمية التي هي ‪ :‬ب القوة يمكن أن تص بح أك بر من‬
‫كل كمية‪.‬‬
‫الالمتناهي في الصغر ‪Infiniment petit :‬‬
‫كمية يقل مقدارها عن أية كمية معلومة وهي تقترب من الصفر ولكنها ال تبلغه‪.‬‬
‫فهو إذن أصغر مقدار معلوم يؤول دائما إلى الصفر لكن ال ُيطابقه‪.‬‬
‫الالمتناهي في الكبر‪Infiniment grand :‬‬
‫هو أكبر مق دار على اإلطالق على غ رار ك ل المق ادير المعلوم ة‪ ،‬فه و أك بر من ك ل كم معطى ال يق ال إال على‬
‫‪2‬‬
‫المقادير المعتبرة القابلة للتغيير‪ ،‬وحتى بنحو أخص على عدد يزداد إلى ما ال نهاية‪.‬‬
‫المتسلسلة الالنهائية‪:‬‬
‫في الرياضيات هي مجموعة متتالية من الحدود تتعاقب حدودها حسب قانون أو ترتيب معين‪ ،‬وال تنتهي ح دودها‬
‫أبدا مهما تضاءلت قيم تلك الحدود‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النهايات في الرياضيات‬ ‫‪.3‬‬


‫يعرفها برتراند راسل في كتابه أصول الرياضيات بقوله بوجه عام يمكن تعريف النهاية بأنها حد يتل و مباش رة أو‬
‫يسبق حسب األحوال أي حد واحد من المتسلسلة مثل متسلسلة األعداد الص حيحة المتناهي ة والمتص اعدة‪،2 ،1 :‬‬
‫‪5 ،4 ،3‬‬

‫‪ 1‬أندريه الالند"‪ :‬موسوعة الالند الفلسفية ترجمة خليل أحمد خليل إشراف‪ :‬أحمد عويدات (‪ )۲۰۰۸‬دار عويدات للنشر والترجمة والطباعة‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪.‬‬
‫‪ 2‬مرجع نفسه‪.‬‬
‫وقد ظن بعض الرياضيين وبعض الفالسفة أن نظرية النهايات بطلت بظه ور الحس اب الالنه ائي‪ ،‬ال ذي أثبت أن‬
‫الالنهائي ات الص غر الحقيقي ة مفروض ة قبال في النهاي ات‪ ،‬ولكن الرياض يات الحديث ة ق د بينت خط أ ه ذا ال رأي‬
‫وبرزت طريقة النهايات أكثر فأكثر باعتبار أنها أساسية‪ ،‬وباختص ار إن األع داد المتناهي ة هي األع داد الطبيعي ة‬
‫والصحيحة‪.‬‬
‫مع العلم أن األع داد في الرياض يات أنواع هي األع داد الص حيحة‪ ،‬األع داد الس البة واألع داد الكس رية األع داد‬
‫الجذرية واألعداد الصماء‪ ،‬األعداد العالية‪ ،‬األعداد الخيالية‪ ،‬العدد الالمتناهي (فكرة القوة)‪.‬‬
‫إن فكرة العدد ال تصلح لدراسة مجال الالمتناهي ب ل ينبغي أن تس تعين الدراس ة بفك رة الق وة‪ ،‬وهي فك رة توس ع‬
‫‪3‬‬
‫معنى العدد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مشكلة الالنهاية في الرياضيات‬ ‫‪.II‬‬


‫المطلب األول‪ :‬التأصيل الفكري لمشكلة الالنهائي وتطوره‬ ‫‪.1‬‬
‫لقد بدأت مسألة الالنهاية من تعريف طاليس ‪ "Thales‬ال ذي ق ال في ه تل ك ال تي ليس له ا بداي ة أو نهاي ة"‪ ،‬ومن‬
‫ناحية تاريخية يمكن القول إن مسألة الالنهائية في الفكر الغربي بدأت بمراحل ثالث األولى يطل ق عليه ا م ا قب ل‬
‫األرسطية" والثانية هي المتمثلة في تحليل الالنهائية عند أرسطو نفس ه المرحل ة األرس طية‪ ،‬واألخ يرة تتمث ل في‬
‫أعمال العالم األلماني جورج كانتور ‪ ،)George Cantor 1918-1845‬وآخرين‪.‬‬
‫صحيح أن مشكلة الالنهائي تعود بجذورها إلى الفلسفة اليونانية‪ ،‬لكن المساهمة البارزة والمتميزة ك انت م ع أح د‬
‫رياضي القرن التاسع عشر وهو "جورج كانتور"‪ ،‬ولذلك سنحاول التركيز على هذه المرحلة‪.‬‬
‫لقد مهد فيثاغورس وتالمذته الطري ق إلى مس ألة الالنهائي ة لكن فيم ا بع د اس تبدل التص ور الفيث اغوري بمفه وم‬
‫االستمرارية وهو أن كل خط مستقيم يمكن تقسيمه إلى ما ال نهاية من األجزاء وعدد نقاطه تكون ال نهائية أيض ا‪.‬‬
‫وما مفارقات زينو األيلي الشهيرة التي تق وم على فرض ية ك ل من الزم ان والمك ان قاب ل للتقس يم الالنه ائي‪ ،‬إال‬
‫تاريخ لمفاهيم االستمرارية والالنهائية مع العلم أن أول من أخ ل رم ز الالنهائي ة (∞) ه و الرياض ي اإلنجل يزي‬
‫جون والس )‪.Jhon Wallis (1703-1616‬‬
‫وهكذا نجد أن مفهوم الالمتناهي لعب دورا بالغ األهمية في الفكر اليوناني واألرسطي واستمر ه ذا المفه وم ع بر‬
‫التاريخ الفلسفي والعلمي من اليونان حتى عصر النهضة‪.‬‬
‫هذا وظهرت نظرية المجاميع لجورج كانتور لتدعم المذهب الحسابي وذلك من جهتين‪:‬‬
‫تعمقت هذه النظرية الحساب نفسه وكشفت عن نظريات جديدة ومعقدة‪ ،‬أض فت علي ه ق درة عظيم ة على‬ ‫‪‬‬
‫حل الكثير من أعوص مشاكل الرياضيات‬
‫‪4‬‬
‫وسعت من أفق فكرة العدد‪ ،‬حيث أضافت األعداد العابرة أو المتجاوزة للمنتهي‪ ،‬أي األعداد الالمتناهية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الالنهائية عند كانتور وعالقته بنظرية المجموعات‬ ‫‪.2‬‬


‫يعتبر الرياضي األلماني جورج كانتور المؤسس الفعلي لنظرية المجموعات‪ ،‬ويرى بعض المؤرخين أن م ا دف ع‬
‫كانتور إلدخال نظرية المجموعات في الرياضيات قد يكون مرّد ذلك توجه كانتور نفسه نحو الفلسفة ودراسته لال‬
‫‪ 3‬صالح أحمد وآخرون‪ ،‬معجم الرياضيات المعاصرة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1983 ،1‬‬
‫‪ 4‬برتراند رسل (‪ :)۱۹۰۳‬أصول الرياضيات" ‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد ‪ .‬مرسي أحمد‪ ،‬أحمد فؤاد األهواني‪ ,‬دار المعارف‪ ,‬مصر‪.1958 ,‬‬
‫نهايات بصورة خاصة‪ ،‬ومن ناحية أخرى بسبب توجهه نحو تحليل نظرية األعداد وتفرقته بين مجموعة األع داد‬
‫الطبيعي ة ومجموع ة األع داد الحقيقي ة‪ ،‬ه ذا وتعت بر نظري ة المجموع ات ‪ Set theory‬من الهام ة في ت اريخ‬
‫الرياضيات ‪ ،‬حيث أنها تعتبر من أهم المنعرجات الحاسمة في تاريخ الفكر‬
‫الرياضي وتطوره‪ ،‬وهذا ما جعل الرياض ي األلم اني ديفي د هيل برت (‪ ) ١٩٤٣-١٨٦٢‬حيث يق ول عنه ا " إنه ا‬
‫الجنة التي خلقها كانتور فى العالم الرياضي" أو بمعنى آخر لن يخرجنا أحد من الجن ة ال تي أوج دها ك انتور لن ا‪.‬‬
‫ويعرف كانتور المجموعة بأنها تعني تجمعًا في وحدة تامة ألشياء واض حة عن طري ق إلدراك الحس ي أو العقلي‬
‫هذه الوحدة تفترض وجود رابطة أو صفة مشتركة بين عناصر المجموعة في حياتنا اليومية ك ل كلم ة ت دل على‬
‫تجمع تعبر عن مجموعة مثل الكلمات اآلتية‪ :‬أسرة ‪ ،‬فريق أمة مدرسة‪......‬وتنطلق نظرية المجموع ات من ثالث‬
‫حدود أولية ال معرفة هي (المجموعة‪ ،‬والعنصر‪ ،‬واالنتماء إلى ) والج دير بال ذكر أن ك ل من الفص ل ‪ Class‬أو‬
‫الفئة والمجموعة ‪ Set‬يعبران عن نفس المعنى أو المض مون‪ ،‬حيث إن الفئ ة ‪ Class‬هي مفه وم أساس ى ورد في‬
‫كتابات علماء المنطق‪ ،‬أما كلمة المجموعة ‪ set‬فهو مفهوم مماثل ورد في كتابات علماء الرياض يات‪ ،‬وكلم ة فئ ة‬
‫أو مجموعة تشير إلى نفس المعنى وهي المجموعة المكونة من أعضاء مع ضرورة اشتراك األعض اء في ص فة‬
‫معلومة معروفة واحدة‪ ،‬ومن المعروف أن جورج بول ‪ .G Boole‬كان أول من اهتم بمعالجة حساب الفئات وله‬
‫يرجع الفضل في اکتشاف ما عرف بجبر الفئات‪ ،‬فقد قدم بيان مفص ل عن الفئ ات أوض ح من خالل ه أن الفئ ة م ا‬
‫هي إال مجموعة أو عدد من األشياء يجمعها صفات مماثلة أو متشابهة‪ ،‬وعبر عنه ا باس تخدام الرم وز الجبري ة‪،‬‬
‫أما عند كانتور‪ ،‬فإننا نج د أن من أهم المف اهيم األساس ية لنظري ة المجموع ات عن د ك انتور " األع داد األص لية‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫األعداد الترتيبية ‪ ،‬المجموعة الفارغة المجموعة الفرعية ‪ ،‬االتحاد ‪ ،‬المتناهي ‪ ،‬الالمتناهي ‪..... ،‬‬
‫وقد انطلق ك انتور في نظريت ه من مب دأ التن اظر ( واح د ‪ - .‬واح د )‪ ،‬حيث يعت بر ک انتور أن أي مجموع تين ال‬
‫متناهيتين يكونان متساويتين فق ط في حال ة أن خض وعهما لقاع دة المطابق ة أو التن اظر ()‪ ،‬وفيم ا ع دا ذل ك ف إن‬
‫المجموعتين ال بد أن تكونا عناصر إحداهما أكبر أو أص غر من عناص ر األخ رى‪ .‬ومن المع روف أن موض وع‬
‫نظرية المجموعات عند كانتور هو المجموعات الالنهائية‪ ،‬وقد ربط كانتور نظرية المجموعات بالالتناهي مع ًا ‪.‬‬
‫من خالل فكرة األعداد وربما ك ان ذل ك يع د من براع ة ك انتور ال تي ال يتم يز به ا الكث يرين من الرياض يين أن‬
‫مجموعة األعداد الطبيعية ‪ .......٣,٢,١‬هي مجموعة ال متناهية وك ذلك مجموع ة األع داد الص حيحة‪-۲-۳-......‬‬
‫‪ .....,۳,۲,۱,۰,۱‬و هذا ‪ .....,,, .‬و هذا يعني أنه يمكن استخدام طريقة التن اظر بين المجموع تين ‪ -‬ال تي ق ال به ا‬
‫بولزانو ولكن لم يطبقها بشكل واضح – أي أننا يمكننا أن نسير في إقام ة عالق ة واح د بواح د إلى م ا النهاي ة ل ه‬
‫األمر الذي األعداد الطبيعية بقدر ما هناك من األعداد الصحيحة على الرغم من أن هناك يع ني ه ذه ض عف تل ك‬
‫وبعبارة أخرى فالمجموعتان متساويتان من حيث عدد العناصر على ال رغم من أن الثاني ة تح وي ض عف األولى‬
‫من حيث عدد العناصر أو األعداد نفسها فالمجموعة األولى األعداد الطبيعية ال تشتمل على الس والب ‪ -‬ومن هن ا‬
‫كان انطالق كانتور نحو نظريته في الالتناهي ‪ .‬هذا وقد عالج كانتور مفهومًا آخر ‪ -‬في إط ار تناول ه لالتن اهي ‪-‬‬
‫وهو مفهوم األعداد الموغل ة أو المتج اوزة أو الالمتناهي ة ‪ ، Transfinite Numbers‬وه ذه األع داد هي ال تي‬
‫تكون سلسلة العناصر فيها متناظرة إلى م ا ال نهاي ة أي ك ل عنص ر ‪ -‬ع دد " يقابل ه آخ ر أي له ا نفس الخاص ية‬
‫الالنهائية التي يفترضها كانتور في التقابل بين سلسلة األعداد الطبيعية واألعداد الحقيقي ة واألع داد المتج اوزة أو‬
‫‪6‬‬
‫الالمتناهية أو الموغلة تختلف عن األعداد الطبيعية‪.‬‬

‫المطلب الثـــالث‪ :‬المفارقـــة الناجمـــة عن موقـــف الرياضـــيين وموقـــف‬ ‫‪.3‬‬


‫الفالسفة‬

‫‪ 5‬عبد اللطيف يوسف الصديقي‪ ،‬مسألة الالنهائية في الرياضيات‪ ،‬نظرية جورج كانتور‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫‪ 6‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫من الناحية الفلسفية نجد أنه كان هناك رفضًا من قبل العديد من الفالسفة لمفه وم الالتن اهي‪ ،‬فنج د أن أرس طو ق د‬
‫رفض مفهوم الالنهائي ة الكامل ة أو الحقيقي ة‪ ،‬واعتبره ا موج ودة بالفع ل أو خ ارج األذه ان‪ ،‬وك ذلك الالهوت يين‬
‫ورجال الدين المسيحي أنذاك رفضوا مفهوم الالتناهي‪ ،‬واعت بروه تح ديًا لوح دة هللا المطلق ة والالنهائي ة‪ ،‬وك ذلك‬
‫الرياضيين كان هناك البعض له نفس الموقف من الالتناهي عند كانتور من أمثال كرونكر وغيره ‪ ،‬وق د نجم عن‬
‫تلك المواقف بعض المفارقات فضًال عن مفارقة رسل التي أشرنا إليها مثل مفارقة ب ورالي ‪ -‬ف ورتى والمرتبط ة‬
‫في أسمها باسم المنطقي والرياضي اإليطالي (بورالي ‪ -‬فورتي ‪ )Bali-Forti ۱۹‬أولى المفارقات التي اعتمدت‬
‫في ظهوره ا على تحلي ل نظري ة المجموع ات الكانتوري ة ) ‪ ،‬فض ًال عن غيره ا من المواق ف والمفارق ات ال تي‬
‫وض حها العدي د من الرياض يين والفالس فة بش أن تل ك النظري ة أو المفه وم الجدي د ال ذي طغي على الدراس ات‬
‫واألبحاث الرياضية آنذاك‪ ،‬ولكن ذلك ال يعني أنه ليس هناك من مؤيدين لنظري ة ك انتور‪ ،‬ب ل على العكس هن اك‬
‫العدي د من الرياض يين والمناطق ة من آمن وا بمفه وم ک انتور‪ ،‬ب ل واعت بروه األس اس ال ذي يجب أن تب نى علي ه‬
‫‪7‬‬
‫الرياضيات المعاصرة بأسرها من أمثال الرياضي األلماني هيلبرت ‪ ،‬وغيره‪.‬‬
‫ومن هنا نجد أن أي نظرية جديدة تظهر على الساحة العلمية بشكل ع ام ال ب د أن يظه ر من يؤي دها ويناص رها‪،‬‬
‫وكذلك من يعارضها ويعتبرها أنها دخيلة على المفاهيم واألصول التراثية التي نش أ العلم اء ووعرفوه ا وتعلم وا‬
‫من خاللها‪ ،‬وهذا ما سنحاول عرضه وتناوله بش يء من التفص يل والتوض يح في تل ك الدراس ة من خالل تناولن ا‬
‫لمفهوم الالتناهي الرياضي وأصوله الفلسفية وطبيعة هذا المفهوم عند كانتور وكيف استطاع تطبيق ه‪ ،‬وك ذلك أهم‬
‫المواقف واإلسهامات والتطورات التي لحقت بهذا المفهوم الجديد‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫صالح عثمان‪ ,‬مشكالت فلسفة العلم‪ :‬االتصال والال تناهي بين العلم والفلسفة"‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ,‬‬
‫خاتمة‬
‫في استكش اف ع والم الالنهاي ة في الرياض يات‪ ،‬ندرك أن ه ذا المفه وم ليس مج رد مجموع ة من األرق ام‬
‫والتسلسالت‪ ،‬بل هو بوابة تفتح أمامنا نحو فهم أعماق الوجود وطبيعة الك ون‪ .‬إن مفه وم الالنهاي ة يتن اغم بش كل‬
‫متقن مع هياكل الرياضيات‪ ،‬يترجمها إلى لغة منطقية وجمالية في آن واحد‪.‬‬
‫مع مرور الزمن‪ ،‬أصبحنا شهوًدا على تطور مفه وم الالنهاي ة وتفاعل ه م ع تح والت الفلس فة والعل وم‪ .‬من خالل‬
‫مبحثنا الثاني‪ ،‬تعلمنا كيف قادت نظرية المجموعات وأفكار عباقرة الرياضيات مثل كانتور إلى فتح أبواب جدي دة‬
‫من الفهم‪.‬‬
‫في النهاية‪ ،‬يظل الالنهاية لغًز ا محيًر ا يدفعنا للتفكير بمدى قدرتنا على فهم العالم من حولنا‪ .‬إنه يمث ل تح دًيا دائًم ا‬
‫وفرصة الستكشاف أبعاد جديدة للفهم واإلدراك‪ .‬يترك هذا االكتشاف الرياضي والفلس في ال رحب الب اب مفتوًح ا‬
‫للباحثين والعلماء لمواصلة رحلتهم في ه ذا الع الم الالمتن اهي‪ ،‬حيث يعكس الالنهاي ة جم ال الرياض يات وعم ق‬
‫التفكير البشري‪.‬‬
‫قائمة المصادر و المراجع‬
‫أندريه الالند"‪ :‬موسوعة الالند الفلسفية ترجمة خليل أحمد خلي ل إش راف‪ :‬أحم د عوي دات (‪ )۲۰۰۸‬دار‬ ‫‪)1‬‬
‫عويدات للنشر والترجمة والطباعة‪ ,‬بيروت‪ ,‬لبنان‪.‬‬
‫صالح أحمد وآخرون‪ ،‬معجم الرياضيات المعاصرة‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1983 ،1‬‬ ‫‪)2‬‬
‫عبد اللطيف يوسف الصديقي‪ ،‬مس ألة الالنهائي ة في الرياض يات‪ ،‬نظري ة ج ورج ك انتور‪ ،‬دار الش روق‬ ‫‪)3‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪،1999 ،1‬‬
‫ص الح عثم ان‪ ,‬مش كالت فلس فة العلم‪ :‬االتص ال والال تن اهي بين العلم والفلس فة"‪ ،‬منش أة المع ارف‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫اإلسكندرية‪.2000 ,‬‬
‫برتراند رسل (‪ :)۱۹۰۳‬أصول الرياضيات" ‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد ‪ .‬مرسي أحم د‪ ،‬أحم د ف ؤاد‬ ‫‪)5‬‬
‫األهواني‪ ,‬دار المعارف‪ ,‬مصر‪.1958 ,‬‬

You might also like