You are on page 1of 22

‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫موج ة لطلبة السنة أو ماس ‪ ،‬جامعة م ة عبد الرحمن‪ -‬ﺑﺠاﻳة‪-‬‬

‫تخصص القانون ا نا ي و العلوم ا نائية‬

‫من إعداد ستاذة‪ :‬نوس أمال‬

‫‪1‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫مقدمة‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عد ا ر مة ِسمة من سمات ا تمع‪ ،‬و ﻻ ُ عيب ا تمع أن ترتكب فيه ا ر مة و إنما ُ عيبه‬
‫أن ُ َ ز عن إثبا ا و إسناد ا إ فاعل ا‪.‬‬
‫ُ‬
‫و عت نظر ة ثبات ساس الذي تقوم عليه قواعد جراءات ا نائية منذ ظة وقوع‬
‫ا رمة إ ح ن صدور ا كم ف ا من السلطة القضائية ﺑموجب السلطات اﳌمنوحة ل ا‪،‬‬

‫و ثبات اﳌواد ا نائية و ل ما ﻳؤذي إ إظ ار ا قيقة‪ ،‬و ﻷجل ا ُ كم ع اﳌ م‬


‫اﳌسائل ا نائية ﻳﺠب ثبوت وقوع ا ر مة ذا ا‪ ،‬و أن اﳌ م و اﳌرتكب ل ا‪ ،‬فاﻹثبات‬
‫ُ‬
‫ا نا ي و الن يﺠة ال تتحقق ﺑإستعمال وسائله و ط ُرقه ا تلفة للوصول إ الدليل الذي‬
‫ﻹستخﻼص حقيقة الوقا ع اﳌعروضة عليه ﻹعمال ُحكم القانون عل ا‪.‬‬ ‫ستع ن ﺑه القا‬

‫و س قواعد ثبات ا نا ي للوصول إ ا قيقة الواقعية‪ ،‬و ع ذلك فيﺠب ع‬


‫القا قبل أن ُﻳصدر حكمه أن ﻳ ون قد وصل إ ا قيقة‪ ،‬و ع ﺑا قيقة نا الوقوف‬
‫ع حقيقة الوقا ع كما حدثت ﻻ كما ﻳتصور ا ا صوم‪ ،‬و ذه ا قيقة ﻻ ُﻳمكن الوصول‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫التوصل ا إسناد ا للم م مادﻳا و معنو ا‪.‬‬ ‫إل ا إﻻ عد البحث ع ا و ثبو ا ﺑاﻷدلة و‬

‫فبدون ثبات ﻻ ُﻳمكن القول ﺑوجود ا ر مة و سب ا إ اﳌ م‪ ،‬و ﺑالتا ﻻ ُﻳمكن تطبيق‬


‫ّ‬
‫قانون العقو ات‪ ،‬فضﻼ ع أنه ﺑدون ثبات ﻳتعذر الكشف عن ظروف اﳌ م ال صية و‬
‫س تقدﻳر ا زاء السياسة ا نائية ا دﻳثة ‪.‬‬ ‫خطورته جرامية و ُ ما من ُا ُ‬
‫س‬
‫ِ‬
‫َْ‬
‫حوله قواعد جراءات ا نائية‬ ‫و ع ذلك فإن نظر ة ثبات ا نا ي ا ور الذي تدور‬
‫من ظة وقوع ا ر مة إ غاﻳة إصدار ا كم ال ا ي شأ ا‪ ،‬ذا ا كم ﻳ ون ن يﺠة‬
‫ً‬
‫ُ‬
‫السلطة اﳌمنوحة تقدﻳر دلة و ال‬ ‫العملية اﳌنطقية ال ُﻳمارس ا القا ﺑناءا ع‬
‫تختلف حسب نوع نظام ثبات ال ﻳت ناه اﳌشرع‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫جراءات ا نائية‬ ‫ومن نا ﻳ ب ّ ن لنا أن موضوع ثبات ا نا ي من أ م اﳌوضوعات‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫و ﻳدور مع ا وجودا و عدما‪ ،‬حيث أن جميع جراءات دف إ إثبات ا قيقة ﺑ اءة اﳌ م أو‬
‫إدانته‪ ،‬و الذي لن ﻳ ون إﻻ من خﻼل العملية ثباتية ال س إ إقامة الدليل لكشف‬
‫ا قيقة ُ غية تحقيق العدالة ا نائية‪.‬‬
‫ثبات ا نا ي وقتنا ا اضر أ مية خاصة و ُﻳحظى عناﻳة فائقة ّ‬
‫عما ان عليه‬ ‫ﻳك‬
‫الساﺑق خاصة عد التقدم العل الذي طرق ل ا اﻻت ﺑما ف ا أساليب إرت اب ا ر مة‪ ،‬و‬
‫ً‬
‫ع ذلك و نظرا لتطور الفكر جرامي و إرت اب ا رائم ﺑأساليب و طرق متطورة‪ ،‬ف ان‬
‫ﻳﺠب ع اﳌشرع إﺑت ار وسائل إثبات حدﻳثة وفق ضواﺑط علمية و قانونية لﻼستدﻻل ا ع‬
‫اﳌ م و كشف ا ر مة البصمات و الدليل لك و ي و غ ا‪. ......‬‬

‫جراءات ا زائية‪ ،‬ففي إطار‬ ‫ثبات ا نا ي ع أ ميته من ش اليات الرئ سية‬ ‫ُ عت‬
‫عقب ا رائم و‬ ‫البحث عن الدليل تظ ر مص ت ن متعارضت ن‪ :‬و مص ة ا تمع‬
‫معرفة مرتكب ا‪ .‬و الثانية ‪ :‬مص ة الفرد محل اﳌتا عة ا نائية إح ام حقوقه و عدم‬
‫ات اﳌعنية ﺑالبحث عن الدليل‪.‬‬ ‫اﳌساس ﺑكرامته من طرف ا‬
‫صونا ل قوق و ا ر ات‪ُ ،‬احيط ثبات ُ‬
‫ﺑﺠملة من‬
‫ً‬
‫و للتوفيق ﺑ ن ات ن اﳌص ت ن و‬
‫ات اﳌعنية ﺑالس ر‬ ‫ص محل اﳌتا عة و ا‬ ‫الضواﺑط لتخفف من وطأة عدم الت افؤ ﺑ ن ال‬
‫ع تحصيل الدليل‪ ،‬و تتﺠسد أ م ذه الضواﺑط ‪ :‬مبدأ حر ة ثبات و قتناع‪ ،‬مبدأ‬
‫ً‬
‫إف اض ال اءة‪ ،‬و ضرورة تحصيل دلة ﺑالوسائل اﳌشروعة وفقا للقانون‪.‬‬

‫من أجل حاطة ﺑموضوع ثبات ا نا ي قمنا ﺑتقسيم الدراسة إ محور ن ‪ ،‬و ذلك اﻵ ي‪:‬‬

‫ا ور ول‪ :‬طار النظري لﻺثبات ا نا ي‬

‫ا ور الثا ي‪ :‬وسائل ثبات ا نا ي‬

‫‪3‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ا ور ول‪ :‬طارالنظري لﻺثبات ا نا ي‬

‫سوف نتطرق إ مف وم ثبات ا نا ي ثم إ مبادئه ع النحو التا ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ -‬مف وم ثبات ا نا ي‪:‬‬

‫أ‪-‬اﳌقصود من ثبات ا نا ي‪:‬‬


‫ُ‬
‫‪ -1‬عر ف ثبات ا نا ي‪ :‬ثبات ﺑصفة عامة ُﻳقصد ﺑه إقامة الدليل أمام القضاء ﺑالطرق‬
‫القانونية ال حدد ا القانون ع وجود واقعة قانونية ترت ت آثار ا‪ ،‬أما ثبات اﳌواد‬
‫ا نائية ُﻳقصد ﺑه تلك الن يﺠة ال توصل إل ا القا عن طر ق دلة اﳌتاحة الدعوى ‪.‬‬
‫و ﻳمكن عر ف ثبات ا نا ي ﺑأنه‪ " :‬إقامة الدليل ع وقوع ا ر مة و ع إسناد ا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ل ص مع ن فاعﻼ أو شر ا‪ ".‬أي إثبات وقوع ا ر مة ذا ا ﺑوجه عام و أن اﳌ م و‬
‫اﳌرتكب ل ا ﺑوجه خاص‪.‬‬
‫أو ُ عرف ثبات ا نا ي ﺑأنه‪ ":‬ل ما ُﻳؤدي إ إظ ار ا قيقة‪ ،‬و ﻷجل ا كم ع اﳌ م‬
‫اﳌسائل ا نائية ﻳﺠب ثبوت وقوع ا ر مة ﺑوجه عام‪ ،‬و سب ا للم م ﺑوجه خاص‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً ً‬
‫و ُ عد ثبات موضوعا أﺑدﻳا أ ميته‪ ،‬ﻷنه ُمر ِتبط ع الدوام ﺑإظ ار ا قيقة ال‬
‫ُ‬
‫ﻷي دعوى قضائية‪ ،‬و ال ﻻ ُﻳمكن ظ ور ا إﻻ ﺑالبحث ع ا و ثبو ا ﺑاﻷدلة‪.‬‬ ‫الغرض ال ا ي ّ‬
‫ْ‬
‫و ع ذلك فإن ثبات و السند الرئ الذي ﻳقوم عليه ا كم ا نا ي‪ ،‬إذ من خﻼله‬
‫ﻳصل القا إ إصدار ا ُ كم إما ﺑاﻹدانة أو ﺑال اءة‪.‬‬
‫و مما سبق ستطيع القول أن ثبات و التنقيب عن الدليل و تقدﻳمه و تقدﻳره‪ ،‬و منه‬
‫لنا ماﻳ ‪:‬‬ ‫ﻳت‬
‫‪-1‬أن نطاق ثبات ا نا ي ﻻ ﻳقتصر ع إقامة الدليل أمام قضاة ا كم فقط‪ ،‬ﺑل ﻳ سع إ‬
‫ُ‬
‫سلطات الضبطية القضائية اﳌ لفة ﺑالتحري و ستدﻻل ‪ ،‬و سلطة ام )النياﺑة العامة( و‬
‫سلطة التحقيق‪ ،‬ﺑمع ح ﻳتحقق الدليل تمر عملية ثبات ﺑمراحل ثﻼث‪ :‬تبدأ و ﺑﺠمع‬
‫عناصر التحقيق) ستدﻻﻻت ( و توجيه ام ) من طرف النياﺑة العامة( و ﱡ‬
‫تمر ﺑالثانية‬
‫أم‬ ‫مرحلة التحقيق ﺑتدا ي لتمحيص دلة‪ ،‬و ت ت ﺑالثالثة مرحلة ا اكمة‪ ،‬و‬

‫‪4‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ُ‬
‫ﻹدانة اﳌ م أو عدم توافر أي دليل‬ ‫اﳌراحل ﻷ ا مرحلة ا زم ﺑتوافر دليل ﻳقتنع ﺑه القا‬
‫ﺑ اءته‪.‬‬ ‫فيق‬
‫ثبات ا نا ي ﻻ دف فقط إ إثبات ال ُ مة ع اﳌ م‪ ،‬ﺑل أن ثبات‬ ‫‪-2‬إن الدليل‬
‫ُ‬
‫شمل أدلة الدعوى سواء النفي أو الثبوت ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-3‬أن الدليل اﳌواد ا نائية ﻳﺠب أن ﻳ ون مشروعا‪ ،‬فﻼ ﻳﺠوز س ناد إدانة‬
‫اﳌ م ع دليل غ مشروع تم تحصيله ﺑطر قة ُمخالفة للقانون‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-4‬أن الدليل ا نا ي ﻳﺠب أن ﻳ ون ﻳقي يا أي مؤسسا ع أدلة يحة القانون و طرحت‬
‫للمناقشة ا لسة‪.‬‬
‫ص‬ ‫‪ -2‬دف ثبات ا نا ي‪ :‬من اﳌعلوم أن ل إ ام ﻳبدأ صورة "شك" فيما إذا ان ال‬
‫قد أرتكب ا ر مة‪ ،‬و ذا الصدد فإن لﻺثبات ا نا ي دف أسا ﻳتمثل تمحيص‬
‫ُ‬
‫ذا "الشك" و تحري الوقا ع ال أنبعث م ا ‪ ،‬للوصول ال اﻳة إ تحو له إ ﻳق ن تب عليه‬
‫زت قواعد ثبات للوصول إ اليق ن‪ ،‬ﻳبقى الشك ع حاله و‬ ‫دانة‪ ،‬أما حالة ما إذا‬
‫ُﻳفسر الشك لصا اﳌ م‪.‬‬
‫‪ -3‬موضوع ثبات ا نا ي‪ :‬موضوع ثبات و الوقا ع و ل س القانون‪ ،‬فأطراف الدعوى‬
‫َ‬
‫علم‬ ‫ا نائية غ ُ ملزم ن ﺑإثبات ُحكم القانون الواقعة اﳌراد إثبا ا‪ ،‬ﺑحيث أن القا‬
‫ﺑالقانون و ح اﳌ م ﻻ ُ عذر ﺑﺠ له للقانون‪.‬‬
‫ﱡ‬
‫ﻳنصب ع‬ ‫ﺑإعتبار أن عمل القا‬‫كما أن ثبات ا نا ي ِﻳرد ع واقعة ت ت إ اﳌا‬
‫ا رمة و اﳌسؤولية ال شأت ع ا‪ ،‬و ع ذلك فﻼ ﻳﺠوز أن ﻳ ون موضوع ثبات الت بؤ‬
‫ﺑوقا ع مستقبلية‪.‬‬
‫ُ‬
‫ثبات ا نا ي‬ ‫‪ -4‬نظم ثبات ا نا ي‪ :‬ناك ثﻼثة نظم‬
‫أ‪-‬نظام دلة القانونية‪ :‬ﻳرتكز ذا النظام ع سس ال ﻳرسم ا اﳌشرع إذ ﻳقوم ﺑتحدﻳد‬
‫ً‬
‫الدليل سلفا و ُﻳو طرق ثبات ال سلك ا القا ليصل إ ا قيقة ُليصدر حكمه‪ ،‬و‬
‫ً‬
‫ع ذلك وفقا ل ذا النظام فالقا ﻳتقيد حكمه ﺑاﻹدانة أو ﺑال اءة ﺑاﻷدلة ال رسم ا‬
‫ة دلة اﳌقدمة له‪ ،‬إذ ﻳقوم إقتناع اﳌشرع مقام‬ ‫ﺑ‬ ‫اﳌشرع دون إعمال ﻻقتناعه ال‬

‫‪5‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ُملزم ﺑإدانة‬ ‫‪ ،‬ﺑمع إذا توافرت أدلة دانة ال ُﻳحدد ا القانون فإن القا‬ ‫إقتناع القا‬
‫ﺑت ئة اﳌ م و لو‬ ‫اﳌ م ح و ن لم ﻳكن ع قناعة تامة‪ ،‬أما إذا لم تتوافر دلة إل م القا‬
‫ان ع إقتناع ﺑإدانته‪.‬‬
‫تقييم نظام دلة القانونية‪ " :‬اﳌقيد" ﻳقوم ذا النظام ع عض ا صائص و العيوب ‪:‬‬
‫‪--1‬ﻳرى البعض أن من مم ات ذا النظام أنه ُﻳوفر ستقرار و ال ساطة إذ ﻳؤدي إ سرعة‬
‫الفصل ال اع اﳌنظور أمام القضاء‪.‬‬
‫‪-‬أن اﳌشرع و الذي ﻳقوم ﺑالدور ﻳﺠا ي عملية ثبات حيث أنه و الذي ُﻳنظم قبول‬
‫دلة‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب النظام‪ :‬من أ م نتقادات اﳌوج ة ل ذا النظام‪:‬‬
‫من وظيفته الطبيعية و اﳌتمثلة فحص الدليل و تقدﻳره‪ ،‬و أقحم اﳌشرع‬ ‫‪-‬أنه أخرج القا‬
‫ذا مر الذي ﻻ عﻼقة له ﺑه‪.‬‬
‫ً‬
‫سلبيا من ال اع اﳌعروض عليه‪ّ ،‬‬
‫ﻷن القانون قد ّ‬ ‫ً‬
‫حدد دوره‬ ‫‪-‬أنه جعل القا ﻳقف موقفا‬
‫ستماع ِلعرض ا صوم ﻷدل م ال قد ت ون غ افية‪ ،‬و ع ذلك فإن ذا النظام ﻳؤدي‬
‫ُ‬
‫إ أح ام ال اءة أو دانة ال ﻻ ع عن إقتناع القا و و ذلك ﻻ ﻳ م مع سياق‬
‫العدالة ا نائية ‪.‬‬
‫ب‪-‬نظام ثبات ا ر‪ :‬اﳌعنوي أو ا ر‬
‫ُ ً‬ ‫ّ‬
‫ﻳ سم ذا النظام ﺑأنه ﻻ ﻳرسم طرقا محددة لﻺثبات ﺑل ﻳ ك حر ة ثبات ﻷطراف ا صومة‬
‫أن ُﻳقدموا ما َﻳ َرون أنه ُمناسب ﻹقناع القا ‪ ،‬و من ناحية أخرى ُﻳ ك للقا حر ة‬
‫ت و ن عقيدته أي دليل ُﻳطرح أمامه‪.‬‬
‫ا نا ي‪،‬‬ ‫ﻳقوم ذا النظام ع رك ت ن أساس ت ن ما‪ -1 :‬حر ة ثبات ل صوم و للقا‬
‫ﺑمع أن ثبات اﳌسائل ا نائية ﻳ ون ﺑ افة الطرق ميع أطراف ا صومة ا نائية‪.‬‬
‫قتناع ‪.‬‬ ‫ا نا ي‬ ‫‪ -2‬حر ة القا‬
‫خصائص نظام ثبات ا ر‪:‬من أ م خصائص ذا النظام ماﻳ ‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫‪-‬أنه منح للقا ا ر ة أن ستع ن ﺑ افة طرق ثبات للبحث عن ا قيقة و الكشف‬
‫ً‬
‫ع ا‪ ،‬كما لدﻳه افة السلطات ال تمكنه من إتخاذ ما ﻳراه مفيدا ﻹظ ار ا قيقة‪.‬‬
‫ام أن تث ت ال مة‬ ‫ة‬ ‫ثبات‪ ،‬حيث أن‬ ‫ذا النظام ﺑحرة أطراف ا صومة‬ ‫‪ -‬ﻳتم‬
‫ﺑ افة وسائل ثبات اﳌشروعة و للم م أن ﻳنفي ذا ام ﺑ ل الوسائل اﳌمنوحة له‪.‬‬
‫ظل ذا النظام دور فعال و إﻳﺠا ي أمام الدليل الذي ّ‬
‫ﻳقدم له‪ ،‬و ذلك ﺑأن أعطى‬ ‫‪-‬للقا‬
‫ُ‬
‫ُحرة تقدﻳر قيمة ل دليل طرح أمامه و إستخﻼص ن يﺠة منطقية من جمع دلة‬ ‫للقا‬
‫ل كم ﺑناء عل ا ﺑاﻷدلة أو ال اءة‪.‬‬
‫ج‪-‬نظام ثبات ا نا ي ا تلط‪:‬‬
‫ﻳتم ذا النظام ﺑا مع ﺑ ن نظام ثبات اﳌقيد و ثبات ا ر‪،‬و و النظام الذي اعتنقته‬
‫ً‬
‫جميع نظمة تقر با و منه اﳌشرع ا زائري‪.‬‬
‫ً‬
‫ة حد ذاته إﻻ إذا اقتنع القا ﺑذلك‬ ‫و تطبيقا ل ذا النظام‪ ،‬فإن وجود الدليل ﻻ ُ عت‬
‫الدليل‪.‬‬
‫و ﺑالنظر إ اﳌادة ‪ 212‬من قانون جراءات ا زائية نﺠد أن غلبية‬
‫الساحقة من ا رائم ُﻳمكن إثبا ا ﺑ ل طرق ثبات‪ ،‬وأن اﳌبدأ السائد و حر ة ثبات‪ ،‬إﻻ‬
‫أنه قد أخذ عض ا رائم ﺑنظام دلة القانونية كما و ا ال جر مة الزنا‪ .‬فمثل ذا‬
‫ً‬
‫اﳌن ُﻳمثل نوعا من خذ ﺑالنظام ا تلط‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫و ُ‬
‫تﺠدر شارة إ أن أغلبية ال شر عات قد أخذت موقفا و سطا ﺑ ن نظام ثبات ا ر و‬
‫سبة ما تأخذه من النظام ن و ميل ا إ أحد ما أك‬ ‫القانو ي‪ ،‬و لك ما تختلف فيما ﺑي ا‬
‫من غ ه‪.‬‬

‫موقف اﳌشرع ا زائري‪ :‬ﻳظ ر موقف اﳌشرع ا زائري من مراجعة الكتاب الثـا ي مـن قـانون‬
‫جـ ـراءات ا زائي ــة ﻻس ــيما الفص ــل ول م ــن الب ــاب ول وال ــذي عنوان ــه " ـ ـ ط ــرق ثب ــات"‬
‫والـ ــذي شـ ـمل ع ـ ـ اﳌـ ــواد )مـ ــن ‪ 212‬إ ـ ـ ‪ 235‬ق‪.‬ا‪.‬ج ‪.‬ج( والـ ــذى سـ ــتفاد مـ ــن ذلـ ــك أن اﳌشـ ــرع‬
‫ا زائــري أخــذ ﺑنظــام ثبــات ا ــر أي ﺑحر ــة ثبــات ـ اﳌــادة ‪ 212‬الفقــرة و ـ ـ شــطر ا‬
‫ول ﺑ ــالقول" ﻳﺠ ــوز اثب ــات ا ـرائم ﺑ ــأي طر ــق م ــن ط ــرق ثب ــات و ــذا اﳌب ــدأ أخ ــذه اﳌش ــرع‬

‫‪7‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ا زائــري مــن نظــام ثبــات ا ــر‪ ،‬و ـ شــطر ا الثــا ي نصــت ع ـ ســت ناءات مــن مبــدأ حر ــة‬
‫ثب ــات ﺑ ــالقول‪ " :‬م ــا ع ــدا ح ــوال ال ـ ﻳ ــنص ف ــا الق ــانون ع ـ غ ـ ذل ــك" ‪ ،‬حي ــث أن اﳌش ــرع‬
‫ا زائ ــري ـ ـ إثب ــات ع ــض ا ـ ـرائم ح ــدد س ــلفا وس ــائل إثبا ــا‪ ،‬كﺠر م ــة الزن ــا ال ـ ـ ن ــص ع ـ ـ‬
‫تﺠر م ــا ـ اﳌ ــادة ‪ 339‬م ــن ق‪.‬ع ‪ ،‬و أورد وس ــائل اثبا ــا ﺑاﳌ ــادة ‪ 341‬م ــن ذات الق ــانون ‪.‬و ــذا‬
‫اﳌســلك ســتطيع القــول أن اﳌشــرع ا زائــري اســت ناءا و ـ حــاﻻت محــددة قــد أخــذ مــن نظــام‬
‫دلة القانونية‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ -‬مبادئ ثبات ا نا ي‪:‬‬
‫ناك العدﻳد من اﳌبادئ أو القواعد العامة ال تحكم ثبات اﳌواد ا نائية‪ ،‬فم ا ما‬
‫ﻳتعلق ﺑاﻹثبات ذاته كقاعدة حر ة ثبات ا نا ي‪ ،‬و م ا ما ﻳتعلق ﺑالدليل ا نا ي كقاعدة‬
‫مشروعية الدليل‪ ،‬و م ا ما ﻳتعلق ﺑالقا الفاصل الدعوى ا نائية كقاعدة قتناع‬
‫ُ‬
‫للقا ‪ ،‬ﺑاﻹضافة إ قر نة ال اءة ال عت دعامة جو رة تقوم عل ا نظر ة‬ ‫ال‬
‫ثبات ا نا ي ﺑرم ا‪.‬‬
‫ذه اﳌبادئ ع النحو التا ‪:‬‬ ‫و سوف نتطرف إ‬
‫أ‪-‬قاعدة حر ة ثبات ا نا ي ‪:‬‬
‫ً‬
‫أوﻻ‪ -‬مضمون قاعدة حر ة ثبات ا نا ي‪:‬‬
‫ا نا ي) و كذلك أطراف ا صومة ا نائية( ٌ‬
‫حر أن‬ ‫ع ذه القاعدة أن القا‬
‫ُ‬
‫ستع ن ﺑ افة طرق ثبات للبحث عن ا قيقة و الكشف ع ا‪ .‬و ذه القاعدة أصبحت من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫اﳌبادئ العامة اﳌسلم ا فق ا و قضاءا و شر عا‪ ،‬و ال تفيد أن ا رمة ُﻳمكن إثبا ا ﺑ افة‬
‫ُ‬
‫الوسائل اﳌمكنة‪ ،‬إﻻ ما أس ث ﺑنص القانون‪.‬‬
‫‪-‬و قد نصت ع القاعدة الفقرة و من اﳌادة ‪ 212‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج شطر ا ول ‪ ":‬ﻳﺠوز‬
‫إثبات ا رائم ﺑأي طر ق من طرق ثبات" ‪.‬‬
‫و قاعدة حر ة ثبات ا نا ي أورد ا اﳌشرع الباب ا اص ﺑاﻷح ام اﳌش كة و اﳌتعلقة‬
‫ﺑطرق ثبات أمام قسام ا زائية و ذا ع أ ا تطبق أمام ل الفروع ا زائية‬
‫) جناﻳات‪ ،‬جنح‪ ،‬مخالفات(‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫و ع ذلك فحسب اﳌادة ‪ 212‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج فأن ﻷطراف الدعوى ا نائية ا ر ة إثبات‬
‫قيد ان‪ ،‬و دون أن ﻳحدد ل م‬ ‫إدعاءا م ﺑ ل دلة اﳌشروعة دون أن ُﻳ ّ‬
‫قيد م اﳌشرع ﺑأي ٍ‬
‫ً‬
‫دليﻼ ﻳﺠب ال وء إليه دون دليل آخر‪.‬‬
‫م رات اﳌبدأ‪ :‬ناك العدﻳد من سباب ال ت ر خذ ﺑمبدأ حر ة ثبات ا نا ي‪ ،‬م ا أن‬
‫ُ‬
‫حر ة ثبات عد ن يﺠة منطقية ﳌبدأ قضاء القا ﺑمحض إقتناعه الذا ي و ال ستلزم‬
‫ﺑاﻻستعانة ﺑﺠميع وسائل ثبات ال ﻳقتنع و ﻳطم ن إل ا ح‬ ‫ﺑالضرورة منح ا ر ة للقا‬
‫ﻳ س له أداء رسالته إرساء العدالة ا نائية‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن ذا اﳌبدأ ﻳﺠد سنده أن ثبات ا نا ي ِﻳر ُد ع وقا ع مادﻳة و نفسية) الركن‬
‫اﳌادي و اﳌعنوي ل ر مة( ﻳصعب ﺑل ستحيل ا صول ع دليل ُمسبق ل ا‪ ،‬و ذلك عكس‬
‫ثبات اﳌسائل اﳌدنية ال ﻳرد ثبات ف ا ع تصرفات و أعمال قانونية َ س ل إعداد‬
‫ُ‬
‫ُمسبق شأ ا ) القانون اﳌد ي ُﻳحدد اﳌشرع وسائل ثبات و قواعد قبول ا و قو ا‪ ،‬ﺑ نما‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ثبات ا نا ي نظرا ِلتعلقه ﺑوقا ع مادﻳة و نفسية مر الذي جعل اﳌشرع ﻻ ﻳحصر طرق‬
‫و وسائل ثبات(‪.‬‬
‫‪-‬إن محل ثبات الدعوى ا نائية ِﻳر ُد ع وقا ع ت ت إ اﳌا ‪ِ ،‬لذلك ﻻ ُﺑد للمحكمة‬
‫ُ‬
‫أن ستع ن ﺑ ل الوسائل اﳌمكنة ي عيد ل ا ِرواﻳة ما حدث خاصة و أن ا ناة َ سعون إ‬
‫طمس آثار سلوك م جرامي‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪-‬من اﳌتعارف عليه أن قر نة ال اءة تلقي عبء ثبات ع عاتق سلطة ام ممل جعل‬
‫ً‬ ‫م مة ذه خ ة ّ‬
‫جد صعبة‪ ،‬لذلك ان من الضروري سليح ا تمع ) ُممثﻼ سلطة‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ام( ﺑمختلف الوسائل اﳌتاحة ﻹك شاف ا ا ي شرط أن ت ِبع جراءات القانونية ﻷجل‬
‫كشف ا قيقة‪.‬‬
‫‪-‬كذلك من ﺑ ن اﳌ رات الداعية إ خذ ﺑمبدأ حر ة ثبات ظ ور دلة العلمية ا دﻳثة‬
‫ال كشف ع ا العلم ا دﻳث البصمات ‪ ،‬و ع ذلك ُ عت ذا اﳌبدأ إقرار ضم من‬
‫اﳌشرع عدم قدرة دلة التقليدﻳة ) اﻹع اف و الش ادة‪ (...‬و ال لو تم حصر ا أدلة إثبات‬

‫‪9‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ع مواج ة ا رائم اﳌستحدثة‪ ،‬و ﺑالتا ستطيع القول أن نظام ثبات ا ر ُﻳواكب جميع‬
‫الظروف و ا اﻻت و ا رائم اﳌستحدثة‪.‬‬
‫شروط تطبيق قاعدة حر ة ثبات‪ :‬من أ م شروط تطبيق قاعدة حر ة ثبات ماﻳ ‪ :‬وجود‬
‫يحة‪ .‬و ذا ما سوف‬ ‫الدليل ضمن ملف الدعوى‪ ،‬و ا صول ع الدليل ﺑإجراءات‬
‫نتطرق إليه كما ﻳ ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪-1‬وجود الدليل ضمن ملف الدعوى و مناقشته ﺑا لسة‪ :‬طبقا للفقرة الثانية من م ‪ 212‬من‬
‫ّ‬
‫ق‪.‬إج‪.‬ج " ‪ ......‬وﻻ سوغ للقا أن ﻳب قراره إﻻ ع دلة اﳌقدمة له معرض اﳌرافعات و‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ال حصلت اﳌناقشة ف ا حضور ا أمامه" ‪ .‬فإن القا ﻻ ُﻳمكن له أن َ س ند إﻻ ع دليل‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫له أصل ثاﺑت ملف الدعوى و طرح جلسات ا اكمة و خضع ر ة مناقشته من طرف‬
‫أطراف الدعوى‪ ،‬و ذا الشأن قضت ا كمة العليا ع ما ﻳ ‪ ":‬ﻻ ُﻳمكن ُلقضاة اﳌوضوع‬
‫دلة اﳌقدمة ل م أثناء اﳌرافعات و ال تتم ُمناقش ا حضور ا و‬ ‫ؤسسوا قرار م إﻻ ع‬ ‫ُ‬
‫أن ﻳ ِ‬
‫ً‬
‫ذلك عمﻼ ﺑاﳌادة ‪ 212‬من ق‪.‬إج‪.‬ج" ‪ ) .‬نقض جنا ي ‪(1982‬‬
‫ً‬
‫‪-‬و ع ذلك ُ ش ط لتطبيق قاعدة ُحر ة ثبات ا نا ي أن ﻳ ون الدليل موجودا ضمن ملف‬
‫ُ‬
‫الدعوى و تم مناقشته ﺑا لسة‪ ،‬وأن ﻳ ون الدليل قد أتيح ل صوم طﻼع عليه و مناقشته‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ﺑا لسة‪ ،‬و ستوي عد ذلك أن ﻳ ونوا قد ناقشوا الدليل فعﻼ أم ﻻ مادام فرصة اﳌناقشة‬
‫ُ‬
‫قد اتيحت ل م‪.‬‬
‫‪-2‬ا صول ع الدليل ﺑإجراء يح ‪ :‬ﺑاﻹضافة إ وجوب طرح الدليل ا لسة‬
‫ً‬
‫ُحكمه ُمستمدا من إجراء‬ ‫للمناقشة‪ ،‬ﻳتع ن أن ﻳ ون الدليل الذي أس ند إليه القا‬
‫قانو ي يح غ ُمخالف للقانون‪ ،‬و ع ذلك فإنه ﻳتوجب ع القا أن ﻻ س ند‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫أح امه إﻻ ﺑأدلة ناجمة عن إجراءات مشروعة تح م ف ا كرامة سان و حقوقه ساسية‬
‫ال كفل ا الدسات و القوان ن‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ -‬ست ناءات الواردة ع قاعدة حر ة ثبات ا نا ي‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ً‬
‫طبقا للمادة ‪ 212‬من ق‪.‬إج‪.‬ج فإنه ‪ ":‬ﻳﺠوز إثبات ا رائم ﺑأي طر ق من طرق ثبات ماعدا‬
‫حوال ال ﻳنص ف ا القانون ع غ ذلك‪ُ " .‬ﻳف م من ذلك أن صل و جواز إثبات‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ا رائم ع إختﻼف أنواع ا ﺑ افة الطرق القانونية إﻻ ما س ث م ا ﺑنص خاص القانون‪.‬‬
‫ّ‬
‫و لكن ع الرغم من أن اﳌشرع ا زائري أخذ ﺑمبدأ حر ة ثبات أصل عام‪ ،‬إﻻ أنه أوجب‬
‫ل ام ﺑبعض دلة أو ترك عض ا حاﻻت معينة ع النحو التا ‪:‬‬ ‫ع القا‬
‫‪-1‬إس بعاد عض وسائل ثبات‪ :‬إ جانب إس بعاد الدليل غ اﳌشروع‪ ،‬ف ناك عض‬
‫ً‬
‫ثبات ا نا ي وذلك ﳌا تمثله إخﻼﻻ ﺑحق الدفاع الذي و حق‬ ‫دلة ﻻ ﻳﺠوز خذ ا‬
‫ذا الصدد تنص اﳌادة‬ ‫مقدس للم م‪ ،‬و ع ذلك ﻳﺠب إس بعاد ا من وسائل ثبات‪ ،‬و‬
‫ُ‬
‫‪ 217‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ع أنه ‪ ":‬ﻻ ُ ست بط الدليل الكتا ي من اﳌراسلة اﳌتبادلة ﺑ ن اﳌ م و‬
‫محاميه‪".‬و ذلك حماﻳة قوق الدفاع‪.‬‬
‫‪-2‬تحديد أدلة ُمعينة ﻹثبات جرائم معينة‪ :‬القاعدة العامة أن افة ا رائم ﻳﺠوز إثبا ا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ﺑ ل الطرق القانونية ) ا ة و الش ادة‪ ،‬ع اف‪ (.....‬إﻻ أن اﳌشرع ا زائري خرج عن ذه‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫القاعدة و إس ث عض ا رائم من حر ة ثبات‪ ،‬ﺑأن ّ‬
‫حدد ل ا سلفا طرق معينة تص‬
‫ﻹثبا ا‪ ،‬من أ م ا جر مة الزنا حيث حدد اﳌشرع ا زائري ثﻼثة أنواع من دلة ﻹثبا ا و‬
‫ذلك ما نصت عليه صراحة اﳌادة ‪ 341‬من قانون العقو ات و ‪ - :‬محضر إثبات ﺑالزنا ُﻳحرره‬
‫ضاﺑط من ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬
‫للم م(‪.‬‬ ‫‪-‬إقرار وارد رسائل و مس ندات صادرة من اﳌ م ) ع اف ال‬
‫‪ -‬قرار القضا ي‪ :‬و نقصد ﺑه ع اف أمام القضاء ‪ .‬تﺠدر شارة نا أن اﳌشرع و إن ان‬
‫ّ‬
‫قد ب من القا ا ر ة قبول الدليل الذي ﻳطم ن إليه ﻹثبا ا إﻻ أنه لم ُﻳحرمه من‬
‫حر ته تقدﻳر ذا الدليل ) راجع اﳌادة ‪ 213‬من ق‪.‬إج‪.‬ج(‪.‬‬
‫‪-3‬القوة الثبوتية لبعض ا اضر‪ :‬تقت قاعدة حر ة ثبات أن وسائل ثبات ل ا نفس‬
‫ّ‬
‫ا ية أو القوة الثبوتية ﺑمع ﻻ ﻳوجد دليل له ية أو قوة أك من دليل آخر‪ ،‬إﻻ أنه‬
‫ُ‬
‫ناك إست ناءات لبعض ا اضر ل ا ية مطلقة ) إﻻ إذا طعن ا ﺑال و ر كبعض‬
‫ذا الشأن تنص‬ ‫ية س ية ﻳﺠوز إثبات عكس ا‪ ،‬و‬ ‫ا اضر ا مركية(‪ ،‬و محاضر ل ا‬

‫‪11‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ُ‬
‫ي ا إ أن ﻳطعن ف ا‬ ‫اﳌادة ‪ 218‬من ق‪.‬إج‪.‬ج ع أن‪ " :‬اﳌواد ال تحرر ع ا محاضر ل ا‬
‫ُ‬
‫ﺑال و ر تنظم ا قوان ن خاصة‪ " .‬و كذلك ما نصت عليه اﳌادة ‪ 400‬من ق‪.‬إج‪.‬ج فيما ﻳخص‬
‫إثبات ا الفات‪.‬‬
‫ً‬
‫و ذا ما أكدته أﻳضا ا كمة العليا إحدى قرارا ا ﺑقول ا‪":‬إن ا اضر ا مركية تث ت‬
‫ة اﳌعاﻳنات اﳌادﻳة ال تضمن ا ما لم ﻳطعن عدم ال ة عندما ُﻳحرر ا موظفان تا عان‬
‫ً‬
‫لﻺدارة طبقا للمادة ‪ 254‬من قانون ا مارك "‪.‬‬
‫ً‬
‫و أﻳضا ‪ ":‬إن محاضر مف العمل اﳌث تة ل رائم اﳌتعلقة ﺑقانون العمل ل ا ي ا إ أن‬
‫ُﻳطعن ف ا ﺑال و ر "‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-4‬إثبات اﳌسائل غ ا نائية اﳌتعلقة بالدعوى العمومية‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عندما تطرح الدعوى العمومية ع القا للفصل ف ا قد ِتقف طرقه عض اﳌسائل‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫الفصل ف ا ضرور ا للفصل الدعوى العمومية ذا ا‪ ،‬و من ذه اﳌسائل ما‬ ‫العا ِرضة ﻳ ون‬
‫فيو ِقف الفصل الدعوى العمومية إ غاﻳة الفصل‬‫ﻻ ﻳختص القا ا زا ي ﺑحسم ا‪ُ ،‬‬
‫ُ ّ ً‬
‫تقيدا ﺑما قررته ذه ا كمة‪ ،‬و ن ون ذه ا الة‬‫ذه اﳌسائل من ا كمة ا تصة م ِ‬
‫ﺑصدد اﳌسائل الفرعية‪.‬‬
‫إﻻ ّأن ناك من اﳌسائل ما ﻳملك القا ا زا ي إختصاص النظر ف ا ﺑصفة تبعية للدعوى‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫وجب‬
‫الدفع"‪ ،‬ذه القاعدة ت ِ‬ ‫صل و قا‬ ‫صلية) العمومية( تﺠسيدا لقاعدة " قا‬
‫ا زا ي أن ﻳتحقق من قيام جميع العناصر اﳌ ونة ل ر مة‪ ،‬و لكن اذا إصطدم‬ ‫ع القا‬
‫ﺑمسائل ذات طبيعة غ جنائية فله الصﻼحية ﺑتقييم ا دون أن ﻳ أ شأ ا إ رأي ا اكم‬
‫ُ ُ‬ ‫ً‬
‫ا تصة أصﻼ ﺑالنظر ف ا‪ .‬و ذا ما ُ س ﺑاﳌسائل ولية ) و ال عرف ﺑأ ا تلك اﳌسائل‬
‫ﻳمل ُك القا ا زا ي‬
‫العارضة ال ﻳتوقف عل ا ا كم الدعوى ا زائية‪ ،‬و ال ِ‬
‫إختصاص النظر ف ا ﺑصفة تبعية للدعوى صلية(‪.‬‬
‫و لقد نظر اﳌشرع ا زائري اﳌسائل ولية اﳌادة ‪ 330‬ق إج ج و ال تنص ع أنه ‪":‬‬
‫تختص ا كمة اﳌطروحة أمام ا الدعوى العمومية ﺑالفصل جميع الدفوع ال ُﻳبد ا‬
‫ً‬
‫اﳌ م ِدفاعا عن نفسه ما لم ﻳنص القانون ع غ ذلك" ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ُ‬
‫ومن أمثلة اﳌسائل ولية‪ :‬البحث طبيعة العقد جر مة خيانة مانة‪ ،‬و البحث ملكية‬
‫ُ‬
‫اﳌنقول جر مة السرقة‪ ،‬ف ل ذه اﳌسائل إذا أث ت دفوع شأ ا أمام القا ا زا ي‬
‫صل انت من إختصاص‬ ‫فإنه ﻳفصل ف ا قبل الفصل موضوع الدعوى‪ ،‬ح و لو أ ا‬
‫ج ات قضائية أخرى‪ .‬غ أن ما ﻳﺠب التن يه إليه نا أنه ﻻ ُﻳوجد أي نص ضمن أح ام‬
‫عرض صراحة ﳌسألة وسائل ثبات ال س ُ‬
‫ند‬ ‫ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ُﻳدل ع أن اﳌشرع ا زائري قد ّ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫إل ا القا ا زا ي للفصل اﳌسائل ولية ) غ أنه عمليا عندما تثار أمام القا‬
‫مسألة غ جنائية‪ :‬مدنية‪ ،‬تﺠار ة‪ ،‬أحوال صية‪ ،....‬ﺑصورة تا عة للدعوى ا نائية‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫و انت ذه اﳌسألة تحتاج إ إثبات‪ ،‬فع القا أن ﻳ بع طرق ثبات ا اصة ال تطبق‬
‫ذه اﳌسائل فيما لو ان ال اع غ منظور أمام ا كمة ا زائية(‪.‬‬ ‫ع‬
‫شروط إل ام القا ا نا ي بطرق إثبات غ جنائية‪:‬‬
‫ً ً‬
‫‪-1‬أن ت ون الواقعة اﳌتعلقة ﺑالقوان ن غ ا نائية ُعنصرا ﻻزما من عناصر ا ر مة‪ ،‬و ذلك‬
‫الوجود اﳌسبق لعمل قانو ي العقود ا اصة جر مة خيانة‬ ‫ُ‬ ‫إذا انت ا ر مة تتطلب‬
‫ً‬
‫مانة‪ ،‬و قيام الراﺑطة الزوجية جر مة الزنا‪ ،‬فإذا ما آثار اﳌ م دفعا ﻳتعلق ا ﻳتع ن ع‬
‫ً‬
‫القا أن ﻳفصل ف ا وفقا لطر قة ثبات ا اصة ذه القوان ن) و ع ذلك فا كمة غ‬
‫ّ‬
‫مقيدة ﺑقواعد ثبات القانون اﳌد ي إﻻ إذا ان قضا ُ ا الواقعة ا نائية ﻳتوقف ع‬
‫ً‬
‫وجود الفصل مسألة مدنية ت ون عنصرا من عناصر ا ر مة اﳌطلوب م ا الفصل ف ا(‪.‬‬
‫‪-2‬أن ﻻ ت ون الواقعة محل ثبات ﺑذا ا الواقعة محل التﺠر م‪ :‬أي أن ت ون الواقعة‬
‫ً‬
‫) اﳌتعلقة ﺑالقوان ن غ ا نائية( عنصر مف ض ل ر مة و ل س م ّونا من م ونات السلوك‬
‫جرامي للركن اﳌادي ل ر مة‪ ،‬فإذا انت ذه الواقعة ُ‬
‫أحد العناصر اﳌ ونة للسلوك‬
‫جرامي تحررت ا كمة من الطرق ا اصة لﻺثبات و أخضع ا لقواعد ثبات ا نا ي‪.‬‬
‫ً‬
‫مثال‪ :‬جر مة خيانة مانة طبقا للمادة ‪ 376‬من ق‪.‬ع‪ ،‬فإن الواقعة محل ثبات و اﳌتعلقة‬
‫ﺑالقوان ن غ ا نائية قيام العقد الذي وقع سليم ال ء ُﺑمقتضاه إ اﳌ م و ف ا ﻳل م‬
‫واقعة ختﻼس و‬ ‫القا ﺑأح ام القانون اﳌد ي‪ ،‬ح ن أن الواقعة محل التﺠر م‬
‫التبدﻳد فيمكن للنياﺑة العامة أن تقوم ﺑإثبا ا ّ‬
‫ﺑأي طر قة من طرق ثبات ﻷن تصرف اﳌ م‬

‫‪13‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫و ذاته السلوك جرامي اﳌ ون ل ر مة‪ ،‬ﺑمع إثبات سليم ال ء ا تلس أو اﳌبدد قد‬
‫ً‬
‫حصل ﺑناءا ع عقد من العقود الواردة ع س يل ا صر اﳌادة ‪ 376‬من ق‪.‬ع أن ﻳ بع‬
‫ً‬
‫ذلك طرق ثبات طبقا للقانون اﳌد ي‪ ،‬أما إثبات العناصر خرى ل ر مة كفعل‬ ‫القا‬
‫ختﻼس و القصد ا نا ي ف ما ﻳخضعان لقواعد ثبات اﳌواد ا نائية أي ر ة ثبات‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫و ﺑتوافر الشرط ن الساﺑق ن ﻳتع ّ ن ع ا كمة أن ت ون إقتناع ا إس نادا لطرق ثبات‬
‫اﳌقررة القوان ن ا اصة ﺑاﳌواد غ ا نائية‪.‬‬
‫ب‪-‬قاعدة مشروعية الدليل ا نا ي‪:‬‬
‫ﻻ ت ون دلة ا نائية مقبولة أمام القضاء إﻻ إذا انت مشروعة‪ ،‬و ت ون دلة غ‬
‫ً‬
‫سان أو تتضمن إعتداءا ع‬‫مشروعة إذا ان من شأ ا أن تؤدي إ إن اك أدمية و كرامة‬
‫ً‬
‫حقوقه ساسية‪ ،‬و من ثم ﻻ ﻳﺠوز للقا مثﻼ أن ُﻳؤسس حكمه ع إع اف ناجم عن‬
‫يل ا ادثات ال اتفية ﺑدون سند قانو ي‪.‬‬ ‫إكراه أو دليل ناتج عن‬
‫ً‬
‫لدراسة قاعدة مشروعية الدليل سوف نتطرق أوﻻ إ مف وم الدليل ا نا ي تم ثانيا‪ :‬إ‬
‫مضمون قاعدة مشروعية الدليل ا نا ي ع النحو التا ‪:‬‬
‫أوﻻ‪-‬مف وم الدليل ا نا ي‪ :‬سوف نحاول ت يان عر ف الدليل ا نا ي‪ ،‬أ ميته و تقسيماته‪:‬‬
‫‪ -1‬عر ف الدليل ا نا ي‪ ُ :‬عرف الدليل ا نا ي ﺑأنه‪" :‬ا ُ ة أو الب ِّ نة ال ستمد‬
‫م ا القا ال ُ ان ع إقتناعه ﺑا ُ كم الذي ُﻳصدره"‪ .‬أو و " الوسيلة ال ستع ن‬
‫ت و ن إقتناعه للوصول إ ا قيقة من خﻼل تقدﻳره السليم ل ا"‪ .‬و‬ ‫ا القا‬
‫ا قيقة اﳌقصودة نا و ل ما ﻳتعلق ﺑالوقا ع و تختلف ذه الوقا ع عن العلم‬
‫وﻻ ﻳحتاج إ دليل‪ ،‬و ع ذلك فإن الدليل و‬ ‫ﺑالقانون ﻷنه مف ض عند القا‬
‫الن يﺠة ال ائية ل ل مراحل ثبات ا تلفة‪ ،‬أي و ثمرة ثبات‪.‬‬
‫عملية ثبات للوقا ع‬ ‫‪-2‬أ يمته‪ :‬تبدو أ مية الدليل ا نا ي ﺑإعتباره ا ور سا‬
‫ا نائية‪ ،‬إذ ﺑدونه لن ﻳتمكن القضاء من إسناد ا ر مة إ م م مع ن) ﺑمع قد تث ت‬
‫ا ر مة و ﻻ ﻳث ُ ت إسناد ا إ م م مع ن لعدم وجود الدليل أو عدم كفاﻳته(‪ ،‬كما قد ﻻ ﻳتم‬
‫ً‬
‫أصﻼ‪ .‬و ع ذلك فإن أ مية الدليل ُ‬
‫تكمن أنه مطلوب لﻺثبات ا نا ي ل ي‬ ‫إثبات وقوع ا‬

‫‪14‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ﻳ ون ثمة فصل الدعوى ا نائية سواء ﺑال اءة أو ﺑاﻹدانة‪ ،‬و من ثمة فإن ثبات ﻳحتاج‬
‫إ دليل ذلك أن الدليل ا نا ي و الوسيلة ال ُﻳراد ا إرشاد القا ﺑأن ا رمة قام ا‬
‫اﳌ م‪.‬‬
‫‪-3‬تقسيمات الدليل ا نا ي‪ :‬ناك العدﻳد من ا اوﻻت الفق ية ال حاولت وضع تص يفات‬
‫للدليل ا نا ي‪ ،‬نذكر م ا ما ﻳ ‪:‬‬
‫‪-‬تقسيم الدليل من حيث وظيفته إ ‪ :‬أدلة إ ام و أدلة نفي‪.‬‬
‫‪-‬تقسيم الدليل من حيث قيمته ثباتية إ ‪ :‬دلة ال املة مثل ع اف‪ ،‬ش ادة الش ود‪،...‬‬
‫و دلة الناقصة كما حالة تواجد ش ادة شا د واحد‪.‬‬
‫ال تنصب‬ ‫‪-‬تقسيم الدليل من حيث صلته ﺑالواقعة اﳌراد إثبا ا إ ‪ :‬دلة اﳌباشرة‪ :‬و‬
‫ُ‬
‫مباشرة ع الواقعة اﳌراد إثبا ا اﻹع اف و اﳌعاﻳنة و ش ادة الش ود‪ ،‬أما دلة غ‬
‫ال ﻻ تدل ﺑذا ا ع الواقعة اﳌراد إثبا ا و إنما تحتاج إ إعمال ستدﻻل و‬ ‫اﳌباشرة‪:‬‬
‫ست تاج العق و الفحص العميق ﻻستخﻼص ا مثال ا القرائن و الدﻻئل ) مثل تواجد اﳌ م‬
‫م ان ا ر مة ظة وقوع ا أو أضبط سﻼح مملوك للم م م ان ا ر مة(‪.‬‬
‫‪-‬تقسيم الدليل من حيث س ته إ مصدره إ أر عة أنواع‪-1 :‬الدليل القانو ي‪ُ :‬ﻳقصد ﺑه‬
‫ّ‬
‫حدد ا اﳌشرع و ع ّ ن قوة ل م ا‪ ،‬ﺑحيث ﻻ ﻳمكن ثبات غ ا‪ ،‬و و صل‬ ‫دلة ال‬
‫اﳌواد اﳌدنية‪ ،‬أما اﳌواد ا نائية ّ‬
‫فإن دلة غ محصورة‪ ،‬و القا حر ت و ن إقتناعه‬
‫من ّ‬
‫أي دليل الدعوى‪.‬‬
‫اص أدر وا معلومات مفيدة لﻺثبات ﺑإحدى‬ ‫‪-2‬الدليل القو ‪ :‬و الدليل الذي ﻳ بعث من أ‬
‫حواس م‪ ،‬و تتمثل ع اف و أقوال الش ود‪ ،‬و ناك من سم ا ﺑاﻷدلة اﳌعنو ة‪.‬‬
‫‪ -3‬الدليل اﳌادي‪ :‬و ما ُ ع عليه ا تص ن م ان ا ر مة ) مسرح ا ر مة(أو ع جسم‬
‫عليه‪ ،‬أو داة اﳌستخدمة ا ر مة‪.‬‬ ‫اﳌ م أو ع ا‬
‫أو و‪ :‬حالة قانونية ت شأ من العثور ع ثر اﳌادي مسرح ا ر مة أو ع جسم اﳌ م أو‬
‫ً‬
‫عليه‪ ،‬ثم ضبط ذه ثار و رفع ا و تحرز ا ﺑطر قة فنية يحة ثم فحص ا مخ ﻳا‪،‬‬ ‫ا‬
‫و ع ن يﺠة ذا الفحص تت ون صلة أو راﺑطة ﺑي ا و ﺑ ن اﳌ م‪ ،‬و الراﺑطة نا قد ت ون‬

‫‪15‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫إﻳﺠاﺑية فتث ُ ت الصلة ﺑ ن اﳌ م و ثر أو سلبية فتنفي الصلة‪ ،‬مثال‪ :‬عند العثور ع ﺑصمة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ما مسرح ا ر مة فإ ا عت أثرا مادﻳا‪ ،1‬و لكن عند إنطباق ذه البصمة ع ما ُﻳقاﺑل ا من‬
‫ﺑصمات اﳌ م ا رمة فإن التطبيق ُﻳحول ثر إ دليل مادي و الذي ﺑدوره أوجد عﻼقة‬
‫قانونية ﺑ ن اﳌ م و مسرح ا رمة و موضوع ا ر مة‪ ،‬و ع اﳌ م أن ُﻳ ر س ب وجود‬
‫ﺑصماته م ان ا ر مة‪.‬‬
‫‪-4‬الدليل الف ‪ :‬و ذلك النوع من دلة الذي ﻳ بعث من رأي ا ب الف ّ حول تقدﻳر دليل‬
‫ة‬ ‫مادي أو قو قائم الدعوى وفق معاﻳ و وسائل علمية معتمدة‪ ،‬و ﻳتمثل عادة ا‬
‫فنية تصدر من ا ب شأن رأﻳه الف ّ وقا ع معينة‪.‬‬ ‫عبا ة عن تقا ر ّ‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ال‬
‫ً‬
‫ثانيا‪-‬مضمون قاعدة مشروعية الدليل ا نا ي‪:‬‬
‫إن أ م عر ف جاء ﺑه الفقه لقاعدة مشروعية الدليل ﺑأ ا ‪ ":‬تلك ال ع ضرورة إتفاق‬
‫عملية البحث عن الدليل أو ا صول عليه و عملية تقدﻳمه إ القضاء مع القواعد القانونية‬
‫و نظمة الثاﺑتة ِوجدان ا تمع اﳌتحضر "‪.‬‬
‫أي ّأن قاعدة مشروعية الدليل ﻻ تقتصر فقط مع ّ‬
‫مﺠرد اﳌطاﺑقة مع القاعدة القانونية ال‬
‫ً‬
‫ُﻳنص عل ا اﳌشرع ﺑل أﻳضا ﻳﺠب مراعاة إعﻼنات حقوق سان و اﳌواثيق و تفاقيات‬
‫الدولية و قواعد النظام العام و ُحسن داب السائدة ا تمع‪ .‬ﺑاﻹضافة إ اﳌبادئ ال‬
‫إستقرت عل ا أح ام محاكم الطعن آخر درجة) ا كمة العليا ا زائر(‪.‬‬
‫و ع ذلك فمصط مشروعية أوسع من مصط شرعية‪ ،‬ذلك أن ذه خ ة متعلقة‬
‫ﺑالتوافق مع القاعدة القانونية اﳌكتو ة و أن اﳌشروعية ﻻ تقتصر ع القواعد القانونية‬
‫ْ‬
‫اﳌكتو ة فقط اذ قد شمل نطاق ا افة مصادر القواعد القانونية‪.‬‬
‫مما سبق نقول‪ ،‬أن اﳌشروعية ِوعاء تتفق فيه افة القواعد القانونية م ما ان مصدر ا‬
‫أقر ا ظل نظام ُﻳح م فيه حقوق و كرامة سان و التا ﻻ ُﻳقبل‬‫مادام ا تمع قد ﱠ‬
‫ثبات دلة غ قانونية أو مستمدة من مصادر غ نز ة اح اما للقانون ﺑمف ومه الواسع‪.‬‬

‫ً‬
‫ية‬ ‫‪ -1‬ثر اﳌادي‪ :‬و ل ما ُﻳمكن إدراكه و معاﻳ ته ﺑا واس‪ ،‬ف و قد ﻳ ون ِجسما ُﻳرى ﺑالع ن وجود سيج أو خيوط من مﻼ س ال‬
‫ﺑمﻼ س اﳌ م ‪ ،‬و كذلك البقع الدمو ة و الشعر‪. .......‬‬

‫‪16‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ً‬
‫‪-‬لدراسة مشروعية الدليل ا نا ي نتطرق أوﻻ إ مشروعية جراء أساس ﳌشروعية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الدليل‪ ،‬ثم نتطرق ثانيا إ مشروعية عض الوسائل العلمية ا دﻳثة‪ ،‬و أخ ا إ قيمة‬
‫ثبات ا نا ي‪.‬‬ ‫الدليل غ اﳌشروع‬
‫‪-1‬مشروعية جراء أساس ﳌشروعية الدليل‪:‬‬
‫إﻻ إذا ان وليد إجراءات مشروعة‪ ،‬مر الذي ﻳ تب عليه ّأن ﱡ‬ ‫ً ّ‬
‫أي‬ ‫إن الدليل ﻻ ﻳ ون مشروعا‬
‫سواء مرحلة جمع ستدﻻﻻت أو التحقيق أو‬ ‫إجراء مختلف مراحل ا صومة ا نائية ٌ‬
‫ً‬
‫ا اكمة ﻳﺠب ضرورة مراعاة مشروعيته‪ ،‬و ع ذلك فاقتناع القا ﻳﺠب أن ﻳ ون مب يا‬
‫ع دليل مستمد من إجراء يح و مشروع أما إذا ُﺑ قتناع ع أدلة ﺑاطلة أو إجراءات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غ مشروعة ان ذلك مؤدﻳا إ ﺑطﻼن ا كم تطبيقا لقاعدة ما ُﺑ َ ع ﺑاطل ف و ﺑاطل‪.‬‬
‫ً ُ‬ ‫ً‬
‫و ﺑناءا ع ذلك فﻼ ﻳﺠوز مثﻼ أن ستمد عقيدة القا من استﺠواب جرى ع وجه‬
‫ُﻳخالف القانون و دن إح ام ما جاء ﺑاﳌادة ‪ 100‬و ما ﻳل ا‪ .‬أو عن طر ق التﺠسس أو اس اق‬
‫يل ا ادثات ِخلسة دون مراعاة أح ام اﳌادة ‪ 65‬مكرر‪ 5‬و ماﻳل ا‪ ،‬كما ﻻ ﻳﺠوز‬ ‫السمع أو‬
‫ء جاء ن يﺠة تفت ش ﺑاطل دون مراعاة اﳌادة ‪ 44‬و ماﻳل ا‪.‬‬
‫أن ﻳب القا عقيدته ع ضبط‬
‫ّ‬ ‫و ع ذلك فللقا أن ستمد و ُﻳ ون عقيدته من أي ّ‬
‫أي عنصر من عناصر الدعوى إﻻ إذا‬
‫ّ‬
‫مستمد من إجراء ﺑاطل‪.‬‬ ‫ان ذا العنصر‬
‫‪-2‬مشروعية عض الوسائل العلمية ا ديثة‪:‬‬
‫ُﻳقصد ا دلة ال ُﻳمكن ا صول عل ا ﺑإستخدام ج زة و الوسائل العلمية ا دﻳثة و‬
‫ثبات ا نا ي‪ ،‬ﺑمع آخر فأن‬ ‫ال أفرز ا العلم ا دﻳث ن يﺠة تطور العلوم ا دﻳثة‬
‫الوسائل العلمية تلك الطرق و جراءات العلمية ال ساعد الكشف عن ا قيقة) أي‬
‫ُ‬
‫ساع ُد‬
‫ِ‬ ‫الكشف عن ا ر مة و تحدﻳد فاعل ا(‪ ،‬وأن تضع أمام القا العناصر اﳌقنعة ال‬
‫سواء علقت ذه الطرق ﺑﺠسم و نفس سان أو حياته ا اصة‪.‬‬ ‫ع إدانة اﳌ م ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جدﻻ واسعا ﺑ ن العلماء و فق اء القانون‬ ‫و لقد آثار إستخدام ذه الوسائل ثبات ا نا ي‬
‫ما ﺑ ن مؤ د و معا ِرض ل ا‪ ،‬كما ثار ا دل مدى مشروعية إستخدام ا‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫وعندما نتحدث عن مشروعية الوسائل العلمية ﻳأ ي ع رأس ذه الوسائل‪ :‬ج از كشف‬


‫ً‬
‫الكذب‪ ،‬التنو م اﳌغنط ‪ 2‬و التحليل التخدﻳري‪ .3‬و من أك الوسائل مساسا ﺑحقوق‬
‫سان خاصة حقه الصمت ذلك أ ا تقوم ﺑاﻻعتداء ع إرادة اﳌ م‪.‬‬
‫و ع ذلك فإن معظم ال شر عات تمنع إستخدام التحليل التخدﻳري و التنو م اﳌغناط‬
‫لتعا ُرض ما مع الضمانات القانونية اﳌقررة للم م و إعتدا ما ع حقوقه و حر اته‬
‫ً‬
‫كراه اﳌادي و اﳌعنوي‪ ،‬ذا من ج ة‪ ،‬ومن ج ة أخرى تمنع أﻳضا‬ ‫صية و إنطوا ما ع‬ ‫ال‬
‫ذه ال شر عات إستخدام ج از كشف الكذب مﺠال ثبات ا نا ي س ب عدم قطعية‬
‫نتائﺠه‪ ،‬و كذلك س ب إعتدائه ع حق اﳌ م الكﻼم أو الصمت‪.‬‬
‫ﺑصفة عامة‪ ،‬ذه الوسائل فيما ﻳخص النتائج ال ﻳتم التوصل إل ا مازالت محل نقاش و‬
‫ً‬
‫ل ست ثاﺑتة علميا‪.‬‬
‫ا زائر‪ ،‬الدستور ﻳرفض العمل ذه الوسائل و ذا ما ُﻳف م من اﳌادة ‪ 40‬منه و ال تنص‬
‫سان‪ .‬و ُﻳحظر أي عنف ﺑد ي أو معنوي أو ّ‬
‫أي‬ ‫ع أنه ‪ ":‬تضمن الدولة عدم إن اك حرمة‬
‫مساس ﺑالكرامة‪ .‬اﳌعاملة القاسية أو الﻼإ سانية أو اﳌ ينة ﻳقمع ا القانون‪" .‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫و أﻳضا اﳌادة ‪ 100‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج ‪ ،‬و ﺑالتا فإن ع اف اﳌستمد من ذه ج زة عد ﺑاطﻼ‪،‬‬
‫ً‬
‫ﻷن من شروط ة ع اف أن ﻳ ون اﳌع ف متمتعا ﺑاﻹدراك و التمي ‪.‬‬
‫ثبات ا نا ي‬ ‫‪-‬مما سبق نقول أنه ﻻ ما ع من إستخدام الوسائل العلمية ا دﻳثة‬
‫سان أو تؤثر ع‬‫ﺑإعتبار ا ثمرة التقدم العل طاﳌا أ ا ﻻ تنطوي ع إن اك حقوق‬
‫ً‬
‫إرادته و وعيه ِوفقا لشروط معينة‪ ،‬أ م ا‪:‬‬
‫‪-1‬أن ت ون الوسيلة العلمية ا دﻳثة ثبات ا نا ي مع ف ا عند الدوائر العلمية‬
‫اﳌتخصصة‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪-2‬أن تحظى نتائﺠ ا ع القبول و ستقرار و الثقة‪.‬‬

‫ُ َ‬ ‫ً‬
‫ﻳحاء‪ ،‬فتغيب عنه عض مل ات العقل أي شل‬ ‫‪ -2‬و إفتعال الة النوم‪ ،‬ﺑمع ال ص ﻻ ﻳنام فعﻼ و إنما ُﻳﺠ ع النوم تحت تأث‬
‫ﺑصورة س ية الوظيفة ساسية للعقل‪ ،‬و ﻳ ون ذلك من طرف ص مختص‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬التحليل التخديري هو حقن المتهم بمادة مخدرة تكون الغاية منه التأثير على العقل الباطن للمحقون و يكون الغرض منه هو إحداث نوع من‬
‫التعطيل في التحكم اﻹرادي للفرد و نزع حواجز عقله الباطن للتعرف على المعلومات ال ُمختزنة في داخل نفسه‪ ،‬و فيه يكون الشخص أكثر‬
‫إستعداداً للتعبير عن مشاعره الداخلية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ُ‬
‫‪-3‬أن ﻻ تحظى نتائﺠ ا ع القبول و ستقرار من ا تص ن‪.‬‬
‫سان‪ ،‬و ع ذلك عت‬ ‫‪-4‬أن ﻻ ﻳ تب ع إستخدام ذه الوسائل أﻳة أضرار سم‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫صية للم م و اﳌساس‬ ‫الوسائل العلمية مشروعة إذا انت ﻻ تمثل إعتداءا ع ا ر ة ال‬
‫سﻼمة ا سم ال شري و عر ض حياة اﳌ م ل طر‪.‬‬
‫ثبات ا نا ي‪:‬‬ ‫‪-3‬قيمة الدليل غ اﳌشروع‬
‫نا ﻳﺠب التمي ﺑ ن ما إذا ان الدليل غ اﳌشروع ﻳفيد ﺑراءة أو إدانة اﳌ م ع النحو التا ‪:‬‬
‫ً‬
‫أ‪-‬بال سبة لدليل دانة‪ :4‬إنطﻼقا من قر نة ال اءة فإن اﳌ م ﻳﺠب أن عامل ع‬
‫أساس أنه ﺑريء مختلف مراحل الدعوى إ أن ُ‬
‫ﻳصدر ﺑحقه حكم ﺑات‪ ،‬و ذا ﻳقت أن‬
‫ت ون ﻷدلة ال ُﻳؤسس عل ا حكم دانة مشروعة‪ ،‬و أي دليل غ مشروع ﻳ ون غ مقبول‬
‫عملية ثبات ا نا ي و القول غ ذلك) أي قبول دلة ال ت ون وليدة إجراءات ﺑاطلة(‬
‫فإن الضمانات ال كفل ا القانون ماﻳة حقوق اﳌواطن و كرامته ﻻ قيمة ل ا‪.‬‬
‫و ع ذلك فإذا ما حصل ع دليل ﺑطر قة غ مشروعة ﻳتم إﺑطاله و عدم إنتاج‬
‫جراء الباطل ثار ال ترت ت عليه مباشرة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ب‪-‬بال سبة لدليل ال اءة‪ : 5‬كما رأﻳنا ساﺑقا‪ ،‬فإنه ﻻ ﻳﺠوز أن تب دانة ع دليل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺑاطل‪ ،‬إﻻ أنه دليل ال اءة نلمس إختﻼفا فق يا حول مدى إش اط اﳌشروعية ﺑوجه عام‬
‫دليل ال اءة‪ ،‬و ُﻳمكن رد ذا ا ﻼف إ ثﻼثة اتﺠا ات‪ ،‬كما ﻳ ‪:‬‬
‫تﺠاه ول‪ :‬ﻳرى أن اﳌشروعية ﻻزمة ل دليل سواء أ ان دليل إدانة أو ﺑراءة‪ ،‬و‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫القول غ ذلك ﻳﺠعل من مبدأ " الغاﻳة ﻳ ر الوسيلة " مبدأ قانونيا يحا‪.‬‬
‫تﺠاه الثا ي‪ :‬ﻳرى أن مشروعية الدليل ﻻزمة دليل دانة دون ال اءة‪ ،‬ذلك أن‬
‫سان ال اءة وﻻ حاجة للمحكمة ﺑأن تث ت ﺑراءته و ل ما تحتاج إليه و أن‬ ‫صل‬

‫دلة ال تؤدي أو تمكن من رفع دعوى ضد اﳌ م و محاكمته و ذلك ﺑإثبات وقوع الواقعة جرامية و سب ا إ اﳌ م‬ ‫‪ -4‬أدلة دانة‬
‫و كذا الظروف ال تؤدي إ شدﻳد العقو ة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫دلة ال تمكن من ت ئة اﳌ م‪ ،‬أو تخفيف مسؤوليته أو إثبات توافر الظروف ا ففة و ﻻ ش ط‬ ‫‪ -5‬و س أﻳضا ﺑأدلة النفي‪ ،‬و‬
‫ذه دلة القطع و اليق ن و إنما فقط أن تزعزع ثقة القا ) الشك(‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫شكك إدانته‪ ،‬من ج ة أخرى فإن ﺑطﻼن دليل دانة الذي تولد من إجراء غ مشروع إنما‬
‫شرع لضمان حر ة اﳌ م‪ ،‬فﻼ ﻳﺠوز أن ﻳنقلب ذا الضمان ضده‪.‬‬
‫تﺠاه الثالث‪ :‬ﻳرى ضرورة التفرقة ما إذا ان دليل ال اءة قد تم ا صول عليه ن يﺠة‬
‫سلوك عد جر مة جنائية و ما إذا ان قد تم ا صول عليه ن يﺠة سلوك عد مخالفة‬
‫لقاعدة إجرائية‪ ،‬فإذا ان ول وجب إ دار الدليل و عدم عتداد ﺑه‪ ،‬ﻷن القول غ ذلك‬
‫مفاده إست ناء عض ا رائم من العقاب‪ ،‬و الدعوى إ إرت ا ا و و ما ﻻ ﻳﺠوز و تأﺑاه‬
‫س ناد‬ ‫القوان ن‪ ،‬أما إذا ان ا صول ع الدليل ُﻳخالف قاعدة إجرائية فحسب ف نا ﻳ‬
‫ً‬
‫إ ذا الدليل ت ئة اﳌ م تحقيقا للغاﻳة من شر ع البطﻼن‪ ،‬و ﻷن الفرض أن البطﻼن‬
‫الذي شاب وسيلة التوصل إ الدليل إنما ﻳرجع إ فعل من قام ﺑاﻹجراء الباطل‪ ،‬و ﺑالتا ﻻ‬
‫أن ﻳضار اﳌ م س ب ﻻ دخل له فيه‪.‬‬ ‫ﻳ‬
‫ما ﻳﺠب التن يه إليه نا‪ ،‬و أن اﳌشرع ا زائري و ﻻ القضاء ا نا ي لم ﻳفصل‬
‫ً‬
‫مسألة قبول دليل ال اءة غ اﳌشروع ثبات ا نا ي‪ ،‬إﻻ أننا نرى إس نادا إ قر نة‬
‫ال اءة ﻳمكن قبول خذ ﺑالدليل غ اﳌشروع ﻹثبات ﺑراءة اﳌ م و ذلك لعدة أسباب‪ ،‬أ م ا‪:‬‬
‫جراءات ا زائية أن ل م م ﻳتمتع ﺑقر نة ال اءة إ أن‬ ‫‪-‬من اﳌبادئ ساسية‬
‫ﻳحكم ﺑإدانته ﺑحكم قضا ي ﺑات‪ ،‬وقد ترتب عن ذا اﳌبدأ حق اﳌ م الدفاع عن نفسه‪،‬‬
‫وأصبح حقا مكرسا دستور ا ﻷن العدالة ﻻ ﻳضر ا ت ئة مذنب ﺑقدر ما ﻳضر ا إدانة ﺑريء‪.‬‬
‫ا زا ي ملزم ﺑالبحث عن أدلة ال اءة ﺑنفس القدر الذي ﻳبحث فيه عن‬ ‫‪-‬إن القا‬
‫صية‪.‬‬ ‫أدلة دانة‪ ،‬و توجب عليه اﳌوازنة ﺑ ن دلة وفقا لقناعته ال‬
‫ا زا ي مقيدا شرعية أدلة دانة‪ ،‬ف و أﻳضا ملزم ﺑإعمال مبدأ‬ ‫‪-‬إذا ان القا‬
‫اف ض ال اءة ) قر نة ال اءة( وا فاظ عليه‪.‬‬
‫ا زا ي ﺑوجوب أن ﻳ ون دليل ال اءة مشروعا‪ ،‬مما ُﻳفيد‬ ‫‪ -‬إن اﳌشرع لم ﻳقيد القا‬
‫أنه ﻳمكن للم م أن ﻳقوم ﺑدور إﻳﺠا ي و قدم دليل ﺑراءته ﺑأﻳة وسيلة انت‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫ً‬
‫أخ ا إن مخالفة الشروط اﳌقررة الدليل ا نا ي ﻳنﺠر عنه البطﻼن ا زا ي أثر‬
‫ل اته ا الفة‪. 6‬‬

‫ﻳ بع‪.....‬‬

‫موضوع البطﻼن ‪.‬‬ ‫ول إ‬ ‫‪ -6‬سبق و أن تطرقنا السدا‬

‫‪21‬‬
‫محاضرات مقياس ثبات ا نا ي‬

‫‪22‬‬

You might also like