You are on page 1of 2

‫أسباب التوحد ‪:‬‬

‫لقد اختلف العلماء فيما بينهم حول األسباب المؤدية لحدوث التوحد‪ ،‬وبعض العلماء والباحثين يؤكدون أنه لم يتم التوصل بعد إلى تحديد‬
‫العوامل المباشرة واألساسية لحدوث التوحد إال أن البحوث والدراسات التي تناولت هذا الجانب أشارت إلى أنه ينشأ من مشكالت‬
‫وعوامل عديدة منها األسرية‪ ،‬النفسية البيولوجية والكيميائية‪ ،‬وسوف يتم عرض هذه العوامل كاآلتي‬
‫‪:‬أسباب نفسية وأسرية ‪1.3‬‬
‫يرى البعض أن أسباب اإلصابة بالتوحد إنما ترجع إلى أساليب التنشئة الوالدية الخاطئة وإلى شخصية الوالدين غير السوية و أسلوب‬
‫إلى ان اعراض اإلصابة بالتوحد لدى األطفال تعود إلى ‪" Leo Kanner‬التربية يسهم في حدوث اإلضطراب‪ .‬ويؤكد ذلك ليو كانر‬
‫عدم نضج وتطور األنا وهذا يحدث في الحالتين‬
‫‪:‬التاليتين‬
‫‪.‬نتيجة نمو االنا بطريقة خاطئة خالل الثالث سنوات األولى من حياة الطفل ‪-‬‬
‫‪.‬نتيجة المناخ النفسي السيء الذي يعيش فيه الطفل ‪-‬‬
‫كما وجد اباء االطفال المصابين بالتوحد يتسمون بالبرود االنفعالي والوسواسية‪ ،‬والعزوف عن اآلخرين‪ ،‬والذكاء والميل الى النمطية‪،‬‬
‫ونتيجة لهذا الجمود العاطفي واالنفعالي في شخصية الوالدين والمناخ االسري عامة يؤدي الى عدم تمتع الطفل باالستثارة الالزمة من‬
‫خالل العالقات الداخلية في األسرة‪ ،‬ومن هنا يظهر األساس المرضي الذي يكون نتيجة فشل انا الطفل في تكوين ادراكه لالم التي تعد‬
‫بمثابة المثل األول لعالمه الخارجي‪ ،‬فالطفل التوحدي لم تتح له الفرصة لتوجيه او تركيز طاقته النفسية نحو موضوع او شخص آخر‬
‫‪.‬منفصل عليه‪ ( .‬لورنا وينج‪ ،1994 ،‬ص‪)63‬‬
‫بان الفشل في تكوين عالقة عاطفية بين الطفل ووالديه قد تكون أحد أسباب اعاقة التوحد‪. "OGorman" ،‬وتؤكد دراسة "أوجرمان‬
‫فالطفل يعاني من التوحد من هجر االم له وطول فترة غيابها عنه‪ .‬وقد ترجع االعاقة الى عدم قبول كل من االم والطفل إلقامة عالقة‬
‫عاطفية بينهم‬
‫اسباب بيولوجية ‪2.3‬‬
‫بدا االهتمام يتجه الى دور العوامل البيولوجية في حدوث اضطراب التوحد‪ ،‬وبسبب ما تم نشره عن النظريات النفسية بأنها‬
‫لم تعد تفسر اسباب هذا االضطراب وبسببما يظهر على االطفال التوحديين من معاناة في انواع مختلفة من العالقات‬
‫البيولوجية‪ ،‬فإن هناك اهتمام بالنواحي البيولوجية كسبب في حدوث التوحد‪ ،‬ترجع اسباب اعاقة التوحد الى مشكلة‬
‫‪،‬بيولوجية‪ ،‬وليس نفسية‬
‫فقد تكون الحصبة االلمانية أو ارتفاع الحرارة المؤثرة اثناء الحمل‪ ،‬او وجود غير طبيعي لكروموسومات تحمل جينات‬
‫معينة‪ ،‬أو تلفا بالدماغ اثناء الحمل أو اثناء الوالدة الي سبب مثل نقص االكسجين مما يؤثر على الجسم والدماغ‪ ،‬وفيما يلي‬
‫‪:‬عرض لهذه االسباب‬
‫أ العوامل الجينية‪ :‬توصلت بعض الدراسات الى ان هناك ارتباط بين التوحد وشدود الكروموسومات مثل دراسة "زونالي‬
‫والتي اشارت نتائجها الى ان هناك ارتباط بين هذا االضطراب وبين كروموزوم )‪ Zonali et Dagett (1998‬وداجنت‬
‫فهذا الكروموزوم مسؤول عن حدوث خلل في الناحية العقلية حيث يؤدي الى التخلف العقلي‪ ،‬ويدخل‪" X Fragile‬يسمى‬
‫بنسبة ‪ %16‬في كل الحاالت‪ ،‬وقد يوضح هذا االرتباط زيادة عدد األوالد عن البنات في االصابة بالتوحد‪ .‬المضاعفات‬
‫الوالدية قبل الوالدة يشير بعض العلماء على ان الدراسات والتحاليل الطبية تؤكد على معاناة طفل التوحد من حاالت قصور‬
‫عضوي اوحيوي‪ ،‬منها ما يحدث اثناء فترة الحمل وبالتالي يؤثر على الجنين ومن امثلتها اصابة االم بالحصبة االلمانية‪.‬‬
‫وفي مرحلة الحمل قد يؤثر نزيف االم بعد الشهور الثالث األولى على الجنين‪ ،‬وايضا المواد الموجودة في بطن الجنين‪،‬‬
‫‪.‬والسائل الداخلي المحيط بالجنين‪ ،‬كما تشير بعض األدلة الى حدوث عالي التأثير للعقاقير التي تتناولها االم اثناء فترة الحمل‬
‫‪ :‬خلل في الجهاز العصبي المركزي ‪3.3‬‬
‫قد ترجع إعاقة التوحد على خلل في بعض وظائف الجهاز العصبي المركزي‪ ،‬قد يكون هناك قصورا معينا في الوظائف‬
‫الفيزيولوجية والكهربائية وقد اثبتت دراسة بلوتين واخرين "(‪ )1998‬أن صورة الرنين المغناطيسي التي تقارن االشخاص‬
‫التوحديين والمجموعة الضابطة من االشخاص العاديين‪ ،‬وجدت بان الحجم الكلي للمخ يتزايد لدى المصابين بالتوحد والنسبة‬
‫‪.‬الكبرى للزيادة في الحجم حدثت في كل من ‪ :‬الفص القفوي‪ ،‬الفص الجداري والفص الصدغي‬
‫‪:‬تأثير التلوث البيئي ‪4.3‬‬
‫في دراسته انه ال يوجد برهان علمي حتى هذا الوقت عن التاثير البيئي على التوحد‪ Edelson"(1998) ،‬یری ادلسون‬
‫رغم انتشار السموم في البيئة يمكن ايضا ان يؤدي الى حدوث التوحد‪ ،‬حيث وجد معدل عالي للسموم في بلدة صغيرة تسمى‬
‫حيث يوجد مصنع نظارات شمسية‪ ،‬ووجد ان ‪ Massachusetts"،‬تابعة لوالية ماساشوستس "‪" Leomenster‬ليومنستر‬
‫اعلنسبة لحاالت اضطراب التوحد كانت في البيوت التييهب لها رياح دخان هذا المصنع‪ .‬لمياء عبد الحميد بيومي ‪،2008 ،‬‬
‫‪).‬ص ‪36-31‬‬
‫اسباب وراثية ‪5.3‬‬
‫والدي أكد فيها أن السبب وراء هذا االضطراب يكمن في خلل في العقل "‪ "Kanner‬تشير نتائج األبحاث التي قام بها "كائر‬
‫‪ ،‬وأن هؤالء االطفال يعدون من فئات المعوقين عقليا‪ ،‬ويرجع ذلك إلى الناحية الوراثية او الجينية في عائلة الطفل ‪ ،‬ويؤكد‬
‫على صحة هذا االفتراض‪ ،‬زيادة نسبة هذا االضطراب بين التوائم المتماثلة أكثر من التوائم الكاذبة‪ ،‬كما اظهرت بعض‬
‫الصور الشعاعية الحديثة وجود بعض العالمات الغير طبيعية في تركيبة المخ‪ ،‬مع وجود اختالفات طفيفة في المخيخ ‪ ،‬وفي‬
‫‪ "Parkinje Cells".‬عدد من الخاليا المسماة "خاليا بيركنجي‬
‫أسباب اجتماعية ‪6.3‬‬
‫يرى بعض الباحثين ان رفض الوالدين لسلوك الطفل في البداية يؤدي الى انسحابه وهروبه‪ ،‬أوان الوالدين ال يرغبان في‬
‫وجود مثل هذا الطفل‪ ،‬وان تفاعل الوالدين مع طفلهم قليل الى حد ما‪ ،‬بينما يشير بعض الباحثين الى ان هذا االضطراب‬
‫ناجم عن إحساس الطفل بالرفض من والديه وعدم إحساسه بعطفهم نحوه فضال عن وجود بعض المشكالت األسرية‪ ،‬وهذا‬
‫األمر يؤدي الى خوف الطفل وانسحابه من الجو األسري المضطرب وانطوانه على ذاته‪ ،‬وبالتالي تظهر عليه عالمات‬
‫‪.‬التوحد‬
‫‪ :‬اسباب ادراكية وعقلية ‪7.3‬‬
‫يرى بعض الباحثين أن هذا االضطراب ناتج عن اضطراب إدراكي نمائي‪ ،‬والذي يؤدي إلى انخفاض في نشاط القدرات‬
‫العقلية المختلفة‪ ،‬والتي ترجع بدورها الى انخفاض في قدرتهم اإلدراكية واللغوية‪( .‬د‪ .‬دعد الشيخ د‪ .‬رياض العاسمي‬
‫‪ ،2006‬ص‪)33-32‬‬

You might also like