You are on page 1of 21

‫"المحاسبة في إطار الشريعة اإلسالمية"‬

‫بين النظرية والواقع‬

‫‪‬‬
‫د‪ .‬عماد علي السويح‬

‫ملخص الدراسة‪:‬‬

‫في وسط تزايد إقبال الجمهور على منتجات الصيرفة اإلسالمية واقبال المؤسسات المالية العالمية‬
‫لخوض تجربة التعامل مع هذه المنتجات‪ ،‬ظهر مصطلح "المحاسبة اإلسالمية"‪ ،‬ولكن وفي نفس‬
‫الوقت يالحظ بأن كثيرون يتعاملون مع المصطلح بحذر ويرجع ذلك في تقدير الباحث لعدم‬
‫وجود مفهوم محدد لهذا المصطلح‪ ،‬وحالة عدم اتفاق حول تعريفها‪ .‬ووسط هذا االختالف تتبنى‬
‫هذه الورقة هدف مزدوج وهو الخوض في اإلطار النظري المحيط بمحاسبة المعامالت المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ومن جهة أخرى استطالع ما تم انجازه في هذا االتجاه أو الفرع من المحاسبة‪ .‬وفي‬
‫سبيل تحقيق الهدف يقوم الباحث بإجابة مجموعة من األسئلة النظرية والتي توفر مجتمعة مساحة‬
‫من المعرفة حول اإلطار المفاهيمي لهذه المحاسبة‪ ،‬دور هيئة المحاسبة والمراجعة اإلسالمية‪،‬‬
‫والموقف الدولي من المحاسبة‪ .‬نطاق العمل الذي قام به الباحث شمل أيضا إجراء مسح للتقارير‬
‫السنوية لعينة من أكبر المصارف اإلسالمية المنتمية لعدة بلدان إسالمية لبيان موقفها من‬
‫المعايير المستخدمة في إعداد المعلومات المحاسبية‪ .‬وأخي ار يتعرض الباحث للنقاش حول‬
‫التسمية المالءمة لهذا الفرع من المعرفة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫أستاذ مساعد احملاسبة يف كليةاالقتصاد جامعة طرابلس‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫مقدمة‬
‫صناعة التمويل اإلسالمي والتي يمثلها كل من المصارف اإلسالمية وشركات التأمين التكافلي‬
‫وصناديق االستثمار تعود في بداياتها إلى الستينيات من القرن العشرين‪ ،1‬ثم إلى تأسيس‬
‫مجموعة من المصارف اإلسالمية البارزة أهمها المصرف اإلسالمي للتنمية سنة ‪ 5791‬من قبل‬
‫دول منظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬والذي تاله تأسيس مصرف دبي اإلسالمي ومجموعة أخرى من‬
‫المصارف في مصر‪ ،‬السودان‪ ،‬الكويت والبحرين‪ .‬والشك بأنه منذ هذه الحقبة في السبعينيات‬
‫أسست الصيرفة اإلسالمية نفسها ليس فقط كبديل عملي مجدي للوساطة المالية ولكن أيضا‬
‫كأسلوب منتج وفعال ألخذ دور الوسيط بين الفائض والعجز للوحدات االقتصادية‪ .2‬ومن أهم‬
‫خصائص المعامالت المالية التي تمثل منتجات المؤسسات المالية اإلسالمية‪ :‬الخلو من الربا‪،‬‬
‫منع العائد الثابت‪ ،‬مشاركة الربح والخسارة (مشاركة المخاطر)‪ ،‬التمويل بالمشاركة‪ ،‬منع الغرر‪،‬‬
‫المضاربة في البورصات‪ ،‬والقمار‪ .‬والمؤسسات المالية اإلسالمية بشكل عام تشابه المؤسسات‬
‫المالية التقليدية في كونهم وسطاء بين مقدمي التمويل ومستخدمي التمويل‪ .3‬وتمثل المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية في وقتنا الحالي البيئة التي ينحصر فيها نشأة وتطور المحاسبة من منظور‬
‫إسالمي ما يعرف بـ"المحاسبة االسالمية"‪.‬‬

‫وتشهد صناعة التمويل االسالمي في السنوات األخيرة توسعا ونموا كبي ار أثار انتباه االقتصاديين‬
‫والماليين عبر العالم‪ .‬فمع نهاية سنة ‪ 3152‬وصل حجم األصول المالية لهذه الصناعة في كل‬
‫قطاعاتها من صيرفة‪ ،‬صكوك‪ ،‬صناديق استثمارية وتكافل إلى ‪ 5.1‬تريليون دوالر‪ ،‬بمعدل نمو‬
‫سنوي "مذهل" ‪ .18.6%4‬وهذا الحجم من األصول المالية موزع على حوالي ‪ 011‬مؤسسة مالية‬
‫في ‪ 91‬بلد‪ ،‬وتبرز أهمية هذا الرقم أكثر إذا ما قورن بحجم الصناعة خالل منتصف التسعينات‬
‫والبالغ ‪ 511‬مليار دوالر‪ .5‬علما بأن هذا الحجم الضخم لألصول المالية اإلسالمية يمثل ‪%5‬‬
‫فقط من إجمالي األصول المالية للعالم‪ ،‬ومع هذا يعد من منظور ايجابي مؤش ار على إمكانية‬
‫النمو المستقبلي المضطرد‪ ،‬إذا ما قورن بنسبة التعداد السكاني للمسلمين في العالم (‪%31‬‬
‫تقريبا)‪ .‬وتتعدد المنتجات المتداولة في صناعة التمويل اإلسالمي من نماذج بسيطة إلى أخرى‬

‫‪ 1‬اهلييت (‪ )1991‬والزعرتي (‪)2002‬‬


‫‪)2002( Iqbal & Molyneux 2‬‬
‫‪Archer (2013) 3‬‬
‫‪ 4‬تقرير )‪(MIFC, 2014‬‬
‫‪ 5‬اجلاموس (‪)2012‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫معقدة أكثرها شيوعا‪ :‬المرابحة‪ ،‬الصكوك االسالمية‪ ،‬المضاربة‪ ،‬المشاركة‪ ،‬اإلجارة‪ ،‬السلم‪،‬‬
‫واالستصناع‪.‬‬
‫كل ما سبق من تطور في صناعة التمويل اإلسالمي ساهم بشكل كبير في إثارة االهتمام‬
‫بموضوع "المحاسبة اإلسالمية" كأداة مهمة في توفير المعلومات لمتخذي الق اررات االستثمارية‬
‫والتمويلية التي تحرك هذه المؤسسة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رسم بياني‪ :‬التوزيع الجغرافي لألصول المالية للصيرفة اإلسالمية‬

‫‪40%‬‬
‫‪35%‬‬
‫‪30%‬‬
‫‪25%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪15%‬‬
‫‪10%‬‬
‫‪5%‬‬
‫‪0%‬‬

‫هدف البحث‪:‬‬
‫يهدف هذا البحث بشكل رئيس إلى التعريف بمصطلح "المحاسبة اإلسالمية"‪ ،‬من حيث المفهوم‬
‫وما يمكن أن يقع في نطاقها‪ ،‬وبالنتيجة مدى مالئمة استخدام هذا المصطلح‪ .‬كذلك يهدف إلى‬
‫المساهمة في توسيع دائرة المعرفة حول ما تم انجازه في هذا االتجاه المحاسبي‪ ،‬وعلى األخص‬
‫في التقدم نحو أخذ مكانها دوليا في األوساط غير اإلسالمية‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬
‫تكتسب هذه الورقة أهميتها من المساهمة في إثراء األدب النظري الموجود حول مفهوم المحاسبة‬
‫اإلسالمية والذي ال يزال مثار جدل وال يزال مجال خصب للعمل البحثي‪ .‬كذلك تواكب الورقة‬
‫بدايات االهتمام الدولي في البيئة غير اإلسالمية بالمحاسبة عن المعامالت المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬املصدر‪ :‬بيانات تقرير املركز املايل اإلسالمي الدويل ماليزيا )‪(MIFC, 2014‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫لجأ الباحث في هذه الورقة إلى تحليل نظري يطرح وجهات النظر والمقدمات للوصول إلى رأي‬
‫بشأن ما يمكن أن تعنيه المحاسبة اإلسالمية‪ ،‬وذلك من خالل وضع مجموعة من األسئلة‬
‫ومحاولة وضع إجابات لتلك األسئلة والتي يتوقع بأنها في مجملها تحقق هدف الورقة الرئيس‬
‫بشأن توضيح ما هو مفهوم "المحاسبة اإلسالمية"‪ .‬فباإلضافة إلى استعراض األدب الموجود‪،‬‬
‫يلجأ الباحث أيضا إلى االطالع على التقارير المالية السنوية لعينة من أكبر المصارف اإلسالمية‬
‫من عدة دول الستقراء الخيارات الفعلية للمعايير المستخدمة في إعداد التقارير المالية‪ ،‬وكذلك‬
‫بيان الموقف الدولي بهذا الشأن‪.‬‬

‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫كما أشرنا أعاله فإن المنهجية المتبعة هي الوصول لهدف البحث من خالل محاولة تقديم إجابة‬
‫لمجموعة من األسئلة يمكن أن يتم صياغتها كاآلتي‪:‬‬
‫السؤال الرئيس‪ :‬ما الذي يعنيه مصطلح "المحاسبة اإلسالمية"؟‬
‫مجموعة األسئلة الفرعية‪:‬‬
‫‪ ‬هل يوجد جذور تاريخية للمحاسبة اإلسالمية؟‬
‫‪ ‬هل يوجد إطار مفاهيمي للمحاسبة اإلسالمية؟‬
‫‪ ‬هل يوجد مبادئ وفروض محاسبية خاصة بالمحاسبة اإلسالمية؟‬
‫‪ ‬هل يوجد مسائل محاسبية خاصة تثيرها المعامالت المالية اإلسالمية؟‬
‫‪ ‬هل توجد حاجة لمعايير محاسبة إسالمية؟‬
‫‪ ‬هل يوجد خصوصية للقوائم المالية للمؤسسات المالية اإلسالمية؟‬
‫‪ ‬هل يوجد منظمات راعية للمحاسبة االسالمية؟‬
‫‪ ‬ما هو الموقف الدولي بشأن المحاسبة في المؤسسات المالية اإلسالمية؟‬
‫‪ ‬هل "المحاسبة اإلسالمية" هي المصطلح المناسب؟‬

‫وجهات النظر حول مفهوم المحاسبة اإلسالمية‪:‬‬


‫تتعدد تعريفات "المحاسبة اإلسالمية" وتتنوع بشكل يعكس االختالف في وجهات النظر حول‬
‫مفهومها وما تعنيه لكل طرف‪ .‬وبدال من االستغراق في تعديد هذه التعريفات‪ ،‬يمكن اختصار‬

‫‪4‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫الطريق باالشارة إلى مراجعة ‪ Simon Archer1‬لألدب الموجود في هذا المجال والذي يشير إلى‬
‫أكثر من معنى للمحاسبة االسالمية‪:‬‬
‫معنى ضيق‪ :‬وهي المحاسبة القائمة على مقابلة المحاسبة التقليدية مع مبادئ وتعاليم الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وبحيث يتم قبول ما هو متفق مع الشريعة ورفض ما يتعارض معها‪.‬‬
‫معنى واسع‪ :‬وهي المحاسبة القائمة على تأسيس مفاهيم محاسبية تتماشى مع الشريعة اإلسالمية‪،‬‬
‫ووضع هذه المفاهيم في االعتبار عند التعامل مع متطلبات المحاسبة المعاصرة‪.‬‬
‫وما سبق يوضح اتجاهان في تعريف المحاسبة اإلسالمية‪:‬‬
‫األول‪ :‬االتجاه البسيط ويتناول "المحاسبة اإلسالمية" على أساس إنها التنظيم والممارسات التي‬
‫تهتم بالتقديم العادل للمعامالت المالية المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬عندما ال تستطيع معايير‬
‫أخرى كالدولية واألمريكية ذلك‪ .‬وهذا االتجاه يركز على القضايا الفنية مثل االعتراف‪ ،‬القياس‪،‬‬
‫التصنيف واإلفصاح‪ ،‬ويمكن اعتبار معايير المحاسبة اإلسالمية الصادرة عن هيئة ‪AAOIFI‬‬
‫نموذجا له‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬يتناول "المحاسبة اإلسالمية" على إنها "علم أو فن‪ "2‬مستقل عن المحاسبة التقليدية‬
‫(الرأسمالية) تحكمه مفاهيم ومبادئ مستقاة من الشريعة اإلسالمية وتعود نشأتها إلى بدايات‬
‫التاريخ اإلسالمي‪ .‬وهي المحاسبة التي تقترن بأفكار المحاسبة االجتماعية ضمن إطار‬
‫األخالقيات اإلسالمية‪ ،‬هي التي تركز على اإلفصاح االجتماعي والبيئي وتتأثر بمفهوم حوكمة‬
‫المؤسسات‪.‬‬
‫ويترك الباحث رأيه حول هذه االتجاهات إلى نهاية الورقة بعد على االجابة على اسئلة الدراسة‪،‬‬
‫والتي ربما تساهم مجتمعة في توضيح الصورة عن الواقع الموجود‪.‬‬

‫الجذور تاريخية للمحاسبة االسالمية‬


‫وفي هذه الجزئية نحاول أن نستنبط إجابة عن السؤال بشأن حقيقة وجود جذور تاريخية للمحاسبة‬
‫في الحضارة اإلسالمية‪ .‬المحاسبة كنشاط مجتمعي يرتبط بالحياة االقتصادية للمجتمعات‬
‫البشرية‪ ،‬يتوقع أن يكون لها وجود مع بداية الحضارة اإلسالمية مبك ار تبعا الستقرار المجتمع‬
‫اإلسالمي في المدينة المنورة‪ ،‬حيث بدأ التشريع اإلسالمي للحياة المدنية بعد ثالثة عشر سنة من‬
‫الدعوة إلى التوحيد في مكة‪ .‬وفي المدينة يمكن تتبع الكثير من مالمح الحياة المدنية المنظمة‪،‬‬
‫ورواج النشاط االقتصادي خصوصا مع حلول عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي اهلل‬
‫عنه‪ ،‬ومن أشهرها اعتماد التاريخ الهجري وفتح الدواوين وتنظيم بيت المال الذي كان ضروريا‬

‫‪ 11‬من تعليقه حول الكتاب الذي حرره ‪ Nabier & Haniffa‬بتجميع جمموعة من املقاالت اهلامة حول احملاسبة اإلسالمية‬
‫‪ 2‬تفاديا عن اجلدل عن احملاسبة هل هي علم أم فن‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫على إثر تزايد الخراج القادم من البالد المفتوحة‪ .‬ويبدو من المنطقي هنا أن نتوقع أن يؤدي هذا‬
‫كله إلى الحاجة إلى نوع من التسجيل والتنظيم لغرض إحكام الرقابة التي يفرضها أمانة الخلفاء‬
‫في حفظ أموال الدولة‪ .‬وهذه الحقبة اهتم أيضا بالزكاة كثالث ركن من أركان االسالم‪ .‬فجباية‬
‫الزكاة والجزية ساهمت في توريد األموال لبيت المال مما دعا للرقابة على التدفقات الداخلة‬
‫والخارجة منها‪ .‬يذكر أيضا أن حساب الزكاة يقوم على تحديد مجموعة من المفاهيم مثل رأس‬
‫المال‪ ،‬الدخل‪ ،‬النماء‪ ،‬التكلفة وقيمة السوق وهي ال زالت موضع اهتمام في التقارير المالية‬
‫للمؤسسات المالية اإلسالمية حديثا‪.‬‬
‫قنطقجي‪ 1‬بدوره اقترح ما أسماه "مراحل تطور المحاسبة في الفقه اإلسالمي" وهي ‪ .5‬مرحلة‬
‫اإلحصاء والعد‪ .3 ،‬مرحلة التدوين‪ .2 ،‬مرحلة تعريب الدواوين‪ .4 ،‬مرحلة التأصيل‪ ،‬وان لم يكن‬
‫قد قدم شرحا جيدا أو توضيحا مقنعا لهذه المراحل‪ .‬وملخص شروحه لتلك المراحل هو أن بدايات‬
‫وجود مالمح للمحاسبة قد ظهرت مع بداية الفتح اإلسالمي بتوريد الخراج وفتح الدواوين في عهد‬
‫عمر بن الخطاب‪ ،‬وبعد ذلك تطوير الدواوين وتوظيف المسلمين العرب فيها في عهد عبد الملك‬
‫بن مروان‪ .‬ونضيف لذلك بأنه في عهد الملك بن مروان أيضا قد تم سك أول عملة إسالمية بلغة‬
‫عربية مما يعني وحدة قياس مرتبطة بالبيئة مما يسهل وينظم العمل المحاسبي‪ .‬أما ما ذكر في‬
‫مرحلة التأصيل ففيه إشارة إلى اسهام بعض أدباء ومؤرخي العربية كالنويري (‪5222-5391‬‬
‫م)‪ ،‬القلقشندي (‪ 5451-5211‬م) والحريري (‪ 5553- 5114‬م) في التركيز على المحاسبة‬
‫كصناعة لها فن وأهمية‪ ،‬كذلك وصف ممارساتها وتطبيقاتها على غرار ما فعله ‪Luca Pacioli‬‬
‫(‪ 5159-5441‬م)‪.‬‬

‫مدى وجود إطار مفاهيمي للمحاسبة اإلسالمية‬


‫وهذا هو السؤال الثاني في بحثنا هذا وذلك بشأن مدى وجود إطار للمفاهيم يمثل نظرية معيارية‬
‫للمحاسبة اإلسالمية‪ .‬فالمتتبع لنظرية المحاسبة التقليدية يعرف جيدا أهمية اإلطار المفاهيمي‬
‫ومراحل التطور التي مر بها سواء بالنسبة للمحاسبة في الواليات المتحدة أو للمحاسبة الدولية‪.‬‬
‫وهذا الضبط ما يثير التساؤل عن مدى وجود إطار مشابه لمحاسبة المعامالت اإلسالمية‪ .‬فهناك‬
‫وجهات نظر ترى أن اإلطار المفاهيمي للمحاسبة التقليدية قد نشأ في بيئة عمل رأسمالية مختلفة‬
‫عن بيئة عمل المؤسسات المالية اإلسالمية وبالتالي البد من استحداث إطار مفاهيمي خاص‬
‫بالمحاسبة في هذه المؤسسات‪ .2‬والبحث في هذا الشأن وفي ضوء ما هو موجود بالنسبة لكل من‬

‫‪ 1‬قنطقجي (‪ ،2002‬ص‪)22‬‬
‫‪ 2‬بومطاري وسليمان (‪)2001‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫المحاسبة األمريكية والمعايير الدولية يقودنا إلى ما أصدرته هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية ‪ AAOIFI1‬من البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪ .5‬بيان المحاسبة المالية رقم ‪" :5‬أهداف المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية"‬
‫‪ .3‬بيان المحاسبة المالية رقم ‪" :3‬مفاهيم المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية"‬
‫ولقد كان أمام الهيئة ‪ FAOIBFI( AAOIFI‬آنذاك‪ )2‬خيارين للمداخل التي يمكن تبنيها في‬
‫تحديد أهداف المحاسبة المالية وهما‪:3‬‬
‫‪ .5‬استنتاج أهداف من مبادئ وتعاليم اإلسالم ومن ثم النظر إليها بالربط مع الفكر‬
‫المحاسبي المعاصر ليستمد منه (إن لزم األمر) ما يتماشى مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ويهدف هذا المدخل إلى التقليل من تأثير المحاسبة المعاصرة غير المرتبطة بأي ديانة‬
‫(مطابق بالمعنى الواسع للمحاسبة أعاله)‪.‬‬
‫‪ .3‬البدء بأهداف موضوعة على أساس الفكر المحاسبي المعاصر ثم اختبارها في ضوء‬
‫الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فيتم قبول ما يتفق مع الشريعة ورفض ما يخالفها (المعنى الضيق)‪.‬‬
‫والخيار الثاني هو ما استقر عليه رأي الهيئة في صياغة أهداف محاسبة المؤسسات اإلسالمية‪.‬‬
‫وفي نفس النسق اختارت الهيئة مدخل مشابه لتحديد قائمة المفاهيم وفق المنهجية التالية‪:‬‬
‫تحديد المفاهيم المحاسبية التقليدية والتي تتوافق مع المثل اإلسالمية من المصداقية والعدالة‬
‫ويشمل ذلك خصائص المعلومات المفيدة ومنها المالئمة والموثوقية‪.‬‬
‫‪ .5‬تحديد مفاهيم المحاسبة التقليدية التي ال تتوافق مع الشريعة ومن ثم تعديلها بما يتناسب‬
‫الشريعة (مثل مفهوم القيمة الزمنية للنقود)‪ ،‬أو رفضها إن لم تكن مناسبة‪.‬‬
‫‪ .3‬تطوير المفاهيم الخاصة بجوانب معينة من محاسبة المعامالت اإلسالمية‪ .‬ومن ذلك‬
‫تحديد المخاطر والعوائد لمعامالت النشاط‪ ،‬وتكبد التكاليف واكتساب الربح‪.‬‬
‫وفي حدود ما يمكن أن يشكل إطار مفاهيمي أيضا يسمي البيان رقم ‪ 54‬ما يعتبره المستخدمين‬
‫االساسييون للتقارير المالية للمؤسسات اإلسالمية وهم‪:‬‬
‫‪ .2‬أصحاب حقوق الملكية‬
‫‪ .4‬أصحاب حسابات االستثمار‬
‫‪ .1‬أصحاب الحسابات الجارية واالدخار‬

‫‪Accounting and Auditing Organization for Islamic Financial Institution 1‬‬


‫‪ 2‬االسم األصلى للهيئة‬
‫‪ :)p.289 ،1992( AbdelKarim 3‬علما بأن املؤلف ‪ Rifaat AbdelKarim‬هو سكرتري عام اهليئة يف ذلك الوقت‪.‬‬
‫‪ 4‬مت االشارة إليه سابقا وهو بيان "أهداف احملاسبة املالية يف املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية"‬

‫‪7‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫‪ .0‬المتعاملين اآلخرين مع المصرف‬
‫‪ .9‬مؤسسات الزكاة‬
‫‪ .1‬الجهات اإلشرافية‬
‫ومع تنوع هؤالء المستخدمين وما يتحتم وراء ذلك من تنوع في احتياجاتهم من المعلومات‬
‫يحدد نفس البيان مجموعة من ما يقترح بأنه الحد األدنى من االحتياجات المشتركة‬
‫للمستخدمين الذين ليس لهم سلطة الحصول على معلومات إضافية‪.‬‬
‫وبالرغم من وجود قائمتي األهداف والمفاهيم إال أن اإلطار المفاهيمي يظل غير مكتمال ليثير‬
‫التساؤل عن وجه اإلشكال في ذلك‪ .‬وفي هذا الصدد هناك‪ 1‬من يرى بأن العقبة األساسية لوضع‬
‫إطار مفاهيمي للمحاسبة اإلسالمية هي اختالف التفسيرات بموجب المذاهب األربعة والذي قد‬
‫يؤدي إلى تنوع في المعالجات المحاسبية التي تتأثر بالشريعة ومنها على سبيل المثال االعتراف‬
‫بااليراد‪ ،‬إعادة تقييم االستثمارات‪ ،‬معامالت العملة األجنبية‪ ،‬احتياطي الديون المشكوك فيها‪.‬‬

‫الفروض والمبادئ المحاسبية‬


‫في إطار الجدل حول وجود "محاسبة إسالمية" من عدمه‪ ،‬يجب أن تأخذ الفروض المحاسبية‬
‫نصيبا من هذا البحث والنقاش وهو ما يوفر إجابة ألحد أهم أسئلة البحث‪ .‬فوجود أصول فقهية‬
‫لما يعرف في المحاسبة التقليدية بالفروض المحاسبية يدعم موقف من يجادل لصالح وجود‬
‫"محاسبة إسالمية"‪ .‬ومع إننا هنا سنعتمد الفروض التي اعتمدتها منظمة ‪ AAOIFI‬في بيان‬
‫المفاهيم رقم (‪ )3‬تحت عنوان الفروض المحاسبية‪ ،‬إال الشرح حول هذه الفروض قد يتجاوز ما‬
‫قدمته المنظمة في هذا البيان‪.‬‬
‫فرض الوحدة المحاسبية‪:‬‬
‫أفتى مجمع الفقه اإلسالمي في دورته السابعة سنة ‪ 5773‬بجواز إنشاء الشركات ذات المسئولية‬
‫المحدودة وبالتالي استقاللية ذمة المالك عن ذمة الشركة‪ .‬وقد يختلف مفهوم الوحدة المحاسبية‬
‫عن مفهوم الوحدة القانونية كأن تكون هناك استقاللية محاسبية لوحدات داخل المؤسسة الواحدة‬
‫مثل صندوق الزكاة أو صندوق القرض أو محافظ االستثمار المقيدة‪.‬‬

‫فرض االستمرارية‪:‬‬
‫وال يوجد في طبيعة المعامالت اإلسالمية ما يتعارض مع استخدام هذه الفرضية كما هي في‬
‫المحاسبة التقليدية‪ .‬كما أن الفقه قد فرق بين عروض التجارة (أصول متداولة) وعروض القنية‬

‫‪ 1‬املرجع السابق‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫(األصول الثابتة) التي ترتبط بطول الفترة‪ .‬ويرتبط هذا الفرض بشكل وثيق مع مجموعة فروض‬
‫أخرى يأتي ذكرها أدناه‪.‬‬

‫فرض الدورية‪:‬‬
‫هذا الفرض يتفق مع ما جاء في الفقه اإلسالمي بخصوص حولية (سنوية) الزكاة حيث يجب‬
‫أن يتم حسابها مع مرور الحول‪ ،‬مما يجيز عرض المعلومات المالية للمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية حول فترات زمنية منتظمة يتم في نهاية كل منها إظهار الحقوق المترتبة لذوي العالقة‪.‬‬

‫فرض ثبات القوة الشرائية لوحدة القياس المحاسبي‪:‬‬


‫ينقسم رأي الفقهاء بخصوص هذه المسألة إلى وجهتين األولى هي األخذ في االعتبار التغير‬
‫الحاصل نتيجة التضخم أو االنكماش‪ ،‬والثاني هو أن يتم تجاهل التغير‪ ،‬واألخير هو الرأي الذي‬
‫اعتمده مجمع الفقه اإلسالمي في دورته الخامسة بالكويت سنة ‪ ،5711‬وبناء على ذلك اعتمدته‬
‫هيئة ‪.AAOIFI‬‬

‫المبادئ المحاسبية المعتمدة في محاسبة المؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫مبدأ تحقق االيراد‪:‬‬


‫تحقق االيراد حسب الفقرة ‪ 12‬من بيان المفاهيم للهيئة يكاد يكون مطابقا لما في المحاسبة‬
‫التقليدية وال يوجد به أي خصوصية فقهية‪.‬‬

‫تحقق المصروفات‪:‬‬
‫تتحقق المصروفات في المؤسسات المالية اإلسالمية وفق مبدأين‪:‬‬
‫األول‪ :‬االرتباط المباشر بإيرادات متحققة قد تم إثباتها وهو مبدأ مؤسس على قاعدة فقهية تسمى‬
‫"الخراج بالضمان" ومفادها الحق في الحصول على العائد مرتبط بتحمل المسئولية عن الخسارة‪،‬‬
‫وهي مرادفة في المعنى لقاعدة الغرم بالغنم‪.1‬‬
‫الثاني‪ :‬الربط بالفترة الزمنية لعدم االرتباط المباشر باإليرادات‪.‬‬
‫وكما هو الحال مع اإليرادات‪ ،‬نجد أن المصروفات تعالج بطريقة مشابهة لما هو موجود في‬
‫المحاسبة التقليدية‪.‬‬
‫المكاسب والخسائر‪ :‬تم تعريفها آنفا ولكن يشترط فيها أن اكتمال التحويالت التبادلية وغير‬
‫التبادلية التي ينتج عنها هذه المكاسب والخسائر‪ ،‬ووجود قرائن موضوعية كافية على حدوث‬

‫‪ 1‬مشعل (‪ )2012‬جملة االقتصاد اإلسالمي العاملية عدد ديسمرب ‪( 2012‬أون الين)‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫الزيادة (أو النقص) في قيمة الموجودات (أو المطلوبات)‪ ،‬وهذا يتم تحديد بتطبيق التنضيض‬
‫الحكمي (مبين الحقا)‪.‬‬

‫أرباح وخسائر االستثمارات المقيدة‪ :‬تخضع لنفس المبادئ السابقة بما فيها‪ ،‬وتنقسم إلى فعلية‬
‫وتقديرية (مقدرة بالتنضيض الحكمي)‪.‬‬

‫مبدأ مقابلة اإليرادات بالمصروفات‪ :‬سبق وأن أشرنا سابقا عند الحديث عن المصروفات إلى‬
‫تبني هذا المبدأ من قبل المحاسبة في المؤسسات اإلسالمية‪ .‬وقد أشارت الهيئة إلى أن القاعدة‬
‫الفقهية التي يمكن االستئناس بها في اعتماد هذا المبدأ هي قاعدة "الغرم بالغنم"‪ ،‬وتفيد في أن من‬
‫يستفيد من الشيء كسبا وانتفاعا هو من يتكبد التكاليف والخسارة‪.‬‬

‫أسس القياس (الخصائص الجديرة بالقياس المحاسبي)‪:‬‬


‫يوجد عدة أسس لقياس الموجودات والمطلوبات أو ما سماه بيان المفاهيم للهيئة بـ"الخصائص‬
‫الجديرة بالقياس المحاسبي"‪ ،‬ويتم االختيار من بينها بمراعاة معياري المالئمة والموثوقية‪:‬‬
‫القيمة النقدية المتوقع تحقيقها‪ :‬عدد وحدات النقد الممكن تحصيلها مقابل تحويل موجود‬
‫(أصل)‪ ،‬أو الالزم دفعها لسداد التزام معين‪ .‬ويتم استخدام هذه الخصيصة متى ما كانت‬
‫المؤسسة‪:‬‬
‫أ‪ .‬مستثم ار في عقود المضاربة المطلقة أو ألموال من مصادره الذاتية‪.‬‬
‫ب‪ .‬مدي ار الستثما ارت مقيدة وما في حكمها‪.‬‬

‫التنضيض الحكمي‪ :‬التنضيض الحكمي اصطالحا هو عملية تقييم تتضمن تقدير المقابل النقدي‬
‫للعروض والديون كما لو تم بيع الموجودات وتحصيل الديون فعال كأساس للقياس وتحديد حقوق‬
‫الشركاء أو حساب زكاة المال‪ .1‬ولقد جوز فقهاء المجمع الفقهي لرابطة العالم اإلسالمي العمل‬
‫بالتنضيض الحكمي من أجل تحديد أرباح المضاربة في الشركات المساهمة والصناديق‬
‫االستثمارية أو الشركات بوجه عام ويكون توزيع األرباح بموجبه نهائيا‪ .2‬كما سبق وأن أشار‬
‫المجمع الفقهي في دورته الرابعة أن "محل القسمة هو الربح بمعناه الشرعي‪ ،‬وهو الزائد عن رأس‬
‫المال وليس االيراد بالغلة ويعرف مقدار الربح إما بالتنضيض أو بالتقويم للمشروع بالنقد‪ ،‬وما زاد‬
‫عن رأس المال عند التنضيض أو التقويم فهو الربح الذي يوزع بين حملة الصكوك وعامل‬

‫‪ 1‬استنادا ملا ورد يف القرار رقم ‪ 4‬جملمع الفقهه اإلسالمي‪ ،‬الدورة السادسة عشر ‪ ،2002‬جمموعة القرارات (‪ ،2004‬ص‪)222 .‬‬
‫‪ 2‬الدورة السادسة عشر املنعقدة يف مكة املكرمة سنة ‪ 1422‬هجري‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫المضاربة وفقا لشروط العقد"‪ ،1‬وجدير بالذكر أنه يشترط الستخدام التنضيض الحكمي‬
‫لالستثمارات أن ينتج عنه معلومات موثوقة قابلة للمقارنة‪ ،‬وذلك بإتباع مجموعة من المبادئ‪.2‬‬

‫خصوصية للقوائم المالية في المؤسسات المالية اإلسالمية‬


‫من خالل هذه الجزئية يمكن التأكد ما إذا كانت القوائم المالية للمؤسسات المالية اإلسالمية لها‬
‫خصوصية تميزها بشكل كبير عن تلك في المؤسسات التقليدية أم ال‪.‬‬

‫ربط البيان رقم ‪ 3‬لهيئة ‪ AAOIFI‬مجموعة القوائم المالية بمجموعة من الوظائف المقترحة‬
‫للمصرف‪:‬‬

‫قائمة المركز المالي‬ ‫المصرف كمستثمر‪:‬‬


‫قائمة الدخل‬
‫قائمة التدفقات النقدية‬
‫قائمة األرباح المبقاة (التغيرات في حقوق أصحاب‬
‫الملكية)‬

‫قائمة التغيرات في االستثمارات المقيدة‬ ‫المصرف كمدير لالستثمارات‬


‫المقيدة‪:‬‬

‫قائمة مصادر واستخدامات أموال صندوق الزكاة‬ ‫المصرف كمدير أموال الزكاة‬
‫والصدقات‬ ‫والقروض االجتماعية‪:‬‬
‫قائمة مصادر واستخدامات أموال صندوق القرض‬

‫تعريفات مختصرة ألهم أنواع الحسابات الموجودة بالقوائم المالية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قائمة المركز المالي وحدد مكوناتها‪ :‬الموجودات‪ ،‬المطلوبات‪ ،‬حقوق أصحاب االستثمار‬
‫المطلقة وما في حكمها‪ ،‬حقوق أصحاب الملكية (القيمة المتبقية ألصحاب حقوق الملكية‪ .‬وفي‬
‫الوقت الذي يتشابه فيه تعريف الموجودات والمطلوبات بما هو موجود في المحاسبة التقليدية‪.‬‬
‫بينما يعرف حسابات االستثمار المطلقة بأنها النقدية التي يستلمها المصرف الستثمارها ضمن‬
‫استثمارات المصرف دون فصل ودون قيد أو شرط‪ ،‬وذلك على أساس عقد المضاربة المطلقة‪،‬‬

‫‪ 1‬قرار جملس جممع الفقه اإلسالمي الدويل رقم (‪ ،)20‬الدورة الرابعة يف جدة سنة ‪ 1401‬هـ (جملة اجملمع‪ ،‬ج‪ .4.‬ص‪.)1109 .‬‬
‫‪ 2‬يرجع هلذه املباديء يف الفقرة ‪ 92‬من البيان رقم ‪ 2‬هليئة ‪.AAOIFI‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫ومن أمثلتها سندات المقارضة‪ .‬أما عن حقوق الملكية فهي الحقوق المتبقية من موجودات‬
‫المصرف بعد استبعاد المطلوبات وحقوق أصحاب االستثمار المطلقة وما في حكمها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬عناصر قائمة الدخل ويحددها بأنها‪ :‬اإليرادات‪ ،‬المصروفات‪ ،‬المكاسب والخسائر‪ ،‬وعائد‬
‫أصحاب حسابات االستثمار المطلقة وما في حكمها‪ .‬ويتشابه تعريف اإليرادات والمصروفات مع‬
‫مفهومها في المحاسبة التقليدية مع التشديد على انسجامها مع الشرع‪ .‬ويستثنى من المكاسب‬
‫والخسائر ما ينشأ عن التحويالت بين المصرف والمالك وبين المصرف وأصحاب االستثمارات‬
‫غير المقيدة وما في حكمها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬عناصر قائمة التغيرات في حقوق أصحاب الملكية‪:‬وال يبدو وجود اختالف في مكونات‬
‫هذه القائمة ومفهومها عن ما هو موجود في المحاسبة التقليدية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قائمة األرباح المبقاة‪ :‬وهي بديل وليس إضافة لقائمة التغيرات أعاله‪ 1‬وعناصرها تشمل‬
‫صافي الربح (أو الخسارة) مخصوم منه التوزيعات على المالك‪ ،‬تحويل األرباح إلى حسابات‬
‫أخرى كاالحتياطيات النظامية أو االختيارية أو إلى حسابات رأس المال‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬قائمة التدفقات النقدية‪ :‬وهي في العموم مشابهة للقائمة التقليدية مع التأكيد على أن‬
‫التدفقات النقدية من التمويل تتضمن النقدية الواردة من أصحاب حقوق الملكية وايداعات كل من‬
‫أصحاب حسابات االستثمار المطلقة وأصحاب الحسابات الجارية واالدخار‪ .‬كذلك التدفقات‬
‫النقدية الخارجة في صورة توزيعات للمالك‪ ،‬أو مسحوبات أصحاب حسابات االستثمار‬
‫والحسابات الجارية وحسابات االدخار‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬قائمة التغيرات في االستثمارات المقيدة وما في حكمها‪ :‬وتشمل‬
‫‪ ‬االستثمارات المقيدة‬
‫‪ ‬ايداعات ومسحوبات أصحاب حسابات االستثمارات المقيدة وما في حكمها‬
‫‪ ‬األرباح (أو الخسائر) الناتجة من االستثمارات‬
‫‪ ‬نصيب المصرف في أرباح االستثمارات المقيدة بصفته مضاربا أو أجره بصفته وكيل‬
‫سابعا‪ :‬قائمة مصادر واستخدامات أموال صندوق الزكاة والصدقات‪ :‬وتشتمل هذه القائمة على‬
‫ثالث عناصر أساسية هي المصادر‪ ،‬االستخدامات‪ ،‬رصيد األموال الباقية في الصندوق‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬قائمة مصادر واستخدامات أموال صندوق القرض‪ :‬ويقصد هنا القرض الحسن (بدون‬
‫فوائد) لألغراض االجتماعية‪ .‬وعناصر القائمة هي المصادر‪ ،‬االستخدامات ورصيد الصندوق‪.‬‬
‫من الواضح في ما سبق أن القوائم المالية التي تحددها معايير ‪ AAOIFI‬حتى وان تقاطعت مع‬
‫مجموعة القوائم التقليدية في جزء مهم منها‪ ،‬إال أنها تشتمل على مجموعة من القوائم التي‬

‫‪ 1‬استنادا ملا ورد يف الفقرة ‪ 11‬من البيان رقم (‪ )2‬واليت ورد هبا ”قائمة األرباح املبقاة أو قائمة التغريات يف حقوق أصحاب امللكية”‬

‫‪12‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫تفرضها طبيعة األنشطة الخاصة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬وهي الثالث قوائم األخيرة‪ .‬هذا‬
‫فضال عن األثر الناتج عن حسابات االستثمار المقيدة على عرض القوائم األخرى‪.‬‬

‫المسائل المحاسبية التي يمكن أن تثيرها الطبيعة الخاصة للمعامالت المالية اإلسالمية‬
‫يشير الواقع العملي وكما أشرنا أعاله إلى وجود تباين في اختيار المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫عبر العالم للمعايير المحاسبية المالءمة لمعالجة معامالتها ذات الطبيعة الخاصة‪ .‬وقد أثبت‬
‫االطالع الفعلي على تقارير هذه المؤسسات أن المعايير الصادرة من قبل هيئة ‪ AAOIFI‬ليست‬
‫المعايير الوحيدة التي يتم استخدامها في هذه المؤسسات وأن المعايير الدولية ‪ IFRSs‬تمثل خيا ار‬
‫آخر إلى جانب وجود معايير محلية إسالمية كما في الباكستان‪ .‬وهذا ما يثير التساؤل الحقيقي‬
‫عن خصوصية المعامالت المالية اإلسالمية التي تتطلب محاسبة متخصصة يسميها البعض‬
‫"المحاسبة اإلسالمية"‪ .‬لذلك قد يكون من المفيد أن نستعرض وباختصار المسائل التي حددتها‬
‫اجتماعات المائدة المستديرة التي أدارتها شراكة ‪ ACCA‬و‪ KPMG‬في مابين سنتي ‪3151‬‬
‫و‪ 3153‬في إطار العمل على دعم التوافق المحاسبي بين المؤسسات المالية اإلسالمية في الدول‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫بعض المعالجات المحاسبية تقوم على مفهوم القيمة الزمنية للنقود والذي يتطلب بدوره استخدام‬
‫معدل الفائدة (حتى وان لم يكن تحميال فعليا للفائدة)‪ ،‬وهذا ما يشكل مصدر قلق لمن يتحفظون‬
‫على استخدام المعايير التقليدية للمحاسبة‪ .‬ومن أهم التطبيقات التي تحتاج الستخدام الفائدة‬
‫"التدفقات النقدية المخصومة"‪ ،‬والتي نحتاجها في معالجات مثل تحديد القيمة العادلة‪ .‬كما يفيد‬
‫التقرير بأن عدة من المنتجات اإلسالمية تتطابق مع المنتجات التقليدية في جوهر المعاملة حتى‬
‫وان اختلف الشكل وهذا قد يستدعي محاسبيا استخدام نفس المعالجات المحاسبية ولكن في وجود‬
‫محاذير شرعية‪ .‬فنجد تطابق بين بعض عقود اإلجارة وعقود اإليجار طويل األجل (حيث ال‬
‫تعتبر السيطرة على األصل دليل على الملكية في الشريعة اإلسالمية كما هي في المحاسبة‬
‫التقليدية)‪ .‬أيضا يوجد تطابق بين أسلوب معاملة احتياطيات األرباح المحتجزة لغرض تعديل‬
‫األرباح الموزعة عن حسابات االستثمار (في أوقات الركود وتراجع هذه األرباح)‪ ،‬يثير جدال حول‬
‫الرؤية الشرعية لهذه االحتياطيات ما إذا كانت التزاما أم حقوق ملكية‪ .‬وهذا ما يثير تساؤال فرعيا‬
‫آخر عن وجود حاجة فعلية لمعايير محاسبة إسالمية متطورة‪.‬‬

‫الحاجة إلى معايير محاسبة إسالمية متطورة‬


‫وقد أشارت مؤسسة ‪ IFRS‬إلى أن المعايير المحاسبية إلعداد التقارير المالية في المؤسسات‬
‫باإلسالمية يجب أن يتم تطويرها ألنه في بعض الحاالت تواجه المؤسسات المالية اإلسالمية‬
‫‪12‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫مشاكل ناتجة عن كون المعايير المحاسبية الموجودة مثل ‪ IFRSs‬والمعايير المحلية قد تم‬
‫تط ويرها بناء على المؤسسات التقليدية‪ ،‬المنتجات والتطبيقات التقليدية وبالتالي من الممكن أن ال‬
‫تكون مناسبة للمحاسبة واعداد التقارير في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬الحاجة إلى معايير‬
‫محاسبة إسالمية تأتي من حقيقة أن المعامالت المالية الموافقة للشريعة ال يوجد مثيالتها في‬
‫المصارف التقليدية وأن صناعة التمويل اإلسالمي تقع تحت ضغط كبير من أجل تحسين‬
‫التطبيق وتحسين أنظمة إدارة المخاطر وحماية المستثمرين )‪.(IASPLUS, 2013‬‬

‫المنظمات الراعية للمحاسبة في المؤسسات المالية االسالمية‬


‫البحث في هذا الشأن ال يؤدي بنا إلى مؤسسة واحدة بارزة في هذا المجال وهي منظمة المحاسبة‬
‫والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية )‪ .(AAOIFI‬هذه المنظمة دولية مستقلة غير هادفة للربح‬
‫تأسست في البحرين بموجب التوقيع على اتفاقية إنشاء الهيئة من قبل األعضاء المؤسسين في‬
‫سنة ‪ ،5717‬وبدأت عملها في سنة ‪ .5775‬أسسها مجموعة من كبار المصارف اإلسالمية على‬
‫رأسها البنك اإلسالمي للتنمية‪ .‬وحسب نظامها األساسي تهدف هذه المنظمة بشكل عام إلى‬
‫تطوير ونشر فكر المحاسبة والمراجعة والمجاالت المصرفية ذات العالقة بأنشطة المؤسسات‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬واعداد واصدار وتطوير معايير المحاسبة والمراجعة المناسبة لها‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى البيانات واإلرشادات المالءمة لطبيعة هذه المؤسسات وترويج هذه المعايير واإلرشادات‪.‬‬
‫وحتى منتصف ‪ 3152‬قامت هذه الهيئة بإصدار ‪ 11‬معيار موضحة أدناه‪:‬‬

‫العدد‬ ‫ت مجموعة المعايير‬


‫‪30‬‬ ‫‪ .5‬معايير المحاسبة المالية )‪(FAS‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪ .3‬معايير المراجعة‬
‫‪9‬‬ ‫‪ .2‬معايير الضبط (الحوكمة)‬
‫‪3‬‬ ‫‪ .4‬معايير أخالقيات العمل‬
‫‪41‬‬ ‫‪ .1‬معايير الشريعة‬

‫مدى انتشار وقبول المعايير المحاسبة المالية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪:‬‬


‫وصدور مجموعة المعايير المحاسبية ‪ FAS‬ووجودها جنبا إلى جنب مع معايير المحاسبة الدولية‬
‫‪ IFRSs‬جدير بأن يدفع بنا للبحث حول مدى انتشار معايير المراجعة الصادرة عن ‪AAOIFI‬‬
‫وقبولها من قبل المصارف اإلسالمية حول العالم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫في هذا الصدد قام الكاتب باستطالع التقارير السنوية لعينة عشوائية من المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية من جنسيات مختلفة‪ ،‬وكانت النتيجة أن هناك تنوع في أسلوب تبني المعايير‬
‫المحاسبية نلخصه في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫الدول‬ ‫المعايير المستخدمة حسب المصرح به في التقرير السنوي‬


‫الباكستان‬ ‫المعايير الدولية مع معايير إسالمية محلية‬
‫ماليزيا‪ ،‬اندونيسيا‬ ‫المعايير الدولية مع معايير محلية ومراعاة مبادئ الشريعة‬
‫بروناي‬ ‫معايير محلية مع مراعاة مبادئ الشريعة‬
‫البحرين‪ ،‬قطر واألردن‬ ‫معايير هيئة ‪ ،AAOIFI‬مبادئ الشريعة والمعايير الدولية كمكمل‬
‫االمارات‬ ‫المعايير الدولية مع مراعاة مبادئ الشريعة‬
‫السعودية‬ ‫المعايير الدولية (مع متطلبات إضافية لكل المصارف)‬

‫وبمقارنة النتائج أعاله مع استطالع مشابه قامت به ‪ ACCA1‬و‪ KPMG‬نجد أن هناك تشابه‬
‫مطمئن في هذه النتائج‪.‬‬

‫االهتمام الدولي بالمحاسبة االسالمية‬


‫وهنا أيضا محاولة لالجابة عن سؤال آخر من اسئلة الدراسة‪ .‬فبعد أكثر من أربعة عقود من‬
‫نشاط المؤسسات المالية اإلسالمية واالنتشار المتزايد للمعامالت المالية ذات الصبغة اإلسالمية‪،‬‬
‫دخل موضوع المحاسبة المالءمة للعمل في بيئة هذه المؤسسات في دائرة اهتمام مؤسسات‬
‫محاسبية ذات تأثير وأهمية في عالم المحاسبة الدولية ونستعرض ذلك في محورين‪:‬‬
‫أوال‪ :‬مشروع مؤسستي ‪ ACCA‬و‪KPMG2‬‬
‫في إطار االهتمام الدولي المتزايد بالمعامالت المالية اإلسالمية‪ ،‬يبرز هذا المشروع المشترك بين‬
‫هاتين المؤسستين بهدف دعم المحاسبة في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬ويتركز مضمون هذا‬
‫المشروع في اإلشراف على مجموعة من الموائد المستديرة تعقد في أهم ثالث مراكز للتمويل‬
‫اإلسالمي وهي كوااللمبور‪ ،‬البحرين ولندن لتحقيق الهدف المذكور‪ .3‬ومع نهاية سنة ‪3153‬‬
‫وصلت هذه األنشطة إلى تقرير نهائي يتضمن مجموعة من التوصيات انقسمت إلى مجموعتين‪:‬‬
‫‪ .5‬توصيات إلى مجلس معايير المحاسبة الدولية )‪(IASB‬‬

‫‪ ACCA 1‬و‪(2010, p 9) KPMG‬‬


‫‪ KPMG 2‬أحد الكبار األربعة يف عامل احملاسبة و‪ ACCA‬هي منظمة دولية للمحاسبني القانونني (انظر الفصل األول)‪.‬‬
‫‪ACCA & KPMG (2010) 3‬‬
‫‪12‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫من أجل دعم توافق محاسبي أكبر بين المؤسسات المالية التي تقدم منتجات إسالمية‪ ،‬على‬
‫المجلس أن ينظر في إصدار توجيه بشأن تطبيق معايير المحاسبة الدولية بشأن معامالت‬
‫معينة‪ ،‬وأن ينظر في إصدار توجيه بشأن افصاحات إضافية والتي من الممكن أن تفيد أصحاب‬
‫المصالح الساعين إلى معلومات عن عمليات الكيان المتوافقة مع الشريعة‪ .‬كما يجب على‬
‫المجلس أن يعمل مع منظمات مثل ‪ AAOIFI‬وغيرها من الهيئات الرائدة في مجال التمويل‬
‫اإلسالمي من أجل تسهيل تحليل الفجوة بين المعايير الدولية ومعايير المحاسبة اإلسالمية السائدة‬
‫بما في ذلك األطر الشاملة وتقييم حاجات المستخدم‪ .‬وهذا يجب أن يتضمن أيضا مراجعة‬
‫المصطلحات والتسميات الموجودة في المعايير الدولية‪ ،‬والنظر في إمكانية اإلضافة أو التعديل‬
‫لمصطلحات حساسة مثل ”الفائدة"‪.‬‬

‫‪ .3‬توصيات موجهة لصناعة التمويل اإلسالمي‬


‫على صناعة التمويل اإلسالمي أن تقدم الدعم الفوري لمجلس معايير المحاسبة الدولية‪ ،‬في حالة‬
‫أنها ستكون جزء من جدول أعماله‪ ،‬وذلك من خالل تشكيل فريق استشاري من الخبراء والفقهاء‬
‫من كل المذاهب‪ .‬زيادة الشفافية والتفاهم خصوصا بالنسبة لمجتمع المستثمرين‪ ،‬وزيادة أنشطة‬
‫التوعية‪ ،‬والتثقيف من قبل صناعة التمويل اإلسالمي‪ .‬كذلك يوصي المشاركون الصناعة‬
‫بالتواصل أكثر مع الهيئات التنظيمية المحلية لفهم توقعاتهم من المحاسبة واإلفصاح عن األدوات‬
‫المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬موقف مجلس معايير المحاسبة الدولية )‪(IASB‬‬


‫شهدت السنة الماضية نشاط ملحوظ في محور اهتمام مجلس معايير المحاسبة الدولية بموضوع‬
‫المحاسبة اإلسالمية وذلك من خالل انعقاد اجتماع أولى في يوليو ‪ 3152‬مع كل من الهيئة‬
‫السعودية للمحاسبين القانونيين‪ ،‬المعهد الباكستاني للمحاسبين القانونيين‪ ،‬مجلس الخدمات المالية‬
‫اإلسالمية )‪ ،(IFSB‬المعهد الماليزي للمحاسبين )‪ ،(IAI‬سلطة دبي للخدمات المالية )‪،(DFSA‬‬
‫وذلك لمناقشة األدوات والمعامالت المالية الخاضعة للشريعة اإلسالمية‪ .‬وقد شارك في االجتماع‬
‫مراقبين نيابة عن‪ :‬مجلس معايير المحاسبة الماليزي )‪ ،(MASB‬الهيئة الماليزية األوراق المالية‪،‬‬
‫البنك المركزي الماليزي‪ ،‬ممثلي الشركات المحاسبة الكبرى‪ ،‬منظمة المحاسبين المعتمدين‬
‫)‪ ،(AACA‬المعهد الماليزي للمحاسبين القانونيين‪.‬‬

‫الخالصة (نتيجة الدراسة)‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫سعى الباحث من خالل هذه الورقة إلى اإلجابة عن سؤال رئيس يبحث عن مفهوم المحاسبة‬
‫اإلسالمية وهو ما نحاول أن نصل إليه بعد استعراض إجابة مجموعة األسئلة الفرعية الواردة في‬
‫بداية الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬الجذور التاريخية للمحاسبة اإلسالمية‪ :‬الكثير من الدالئل ونتائج الدراسات تشير لذلك‪.‬‬
‫‪ ‬وجو إطار مفاهيمي للمحاسبة اإلسالمية‪ :‬من الواضح وجود اجزاء مهمة من ما يمكن‬
‫أن يمثل إطار مفاهيمي لمعايير المحاسبة اإلسالمية الصادرة من قبل ‪ AAOIFI‬ولكنه‬
‫وبالتأكيد غير مكتمل‪ ،‬باإلضافة إلى انه مشابه في معظمه لإلطار التقليدي‪.‬‬
‫‪ ‬وجود مبادئ وفروض محاسبية خاصة بالمحاسبة اإلسالمية‪ :‬معظم الفروض والمبادئ‬
‫التي تستند عليها الممارسات المحاسبية لمعالجة المعامالت المالية اإلسالمية هي نفس‬
‫الفروض والمبادئ في المحاسبة التقليدية مع بعض قيود الشريعة المشار إليها في سلفا‪.‬‬
‫‪ ‬المسائل المحاسبية الخاصة التي تثيرها المعامالت المالية اإلسالمية‪ :‬على الرغم من‬
‫التشابه الكبير في الجوهر بين الكثير من المعامالت المالية اإلسالمية وبين مثيالتها‬
‫التقليدية إال أن هنكا عدة محاذير شرعية تحيط هذه المقارنة‪ .‬كذلك يوجد إشكالية بالنسبة‬
‫لمفهوم القيمة الزمنية المؤسس على الفائدة‪ .‬الخالصة هي أن هناك خصوصية تمثل قيدا‬
‫على استخدام المعايير التقليدية كما هي‪.‬‬
‫‪ ‬الحاجة لمعايير محاسبة إسالمية‪ :‬هناك تضارب في االراء بالخصوص‪.‬‬
‫‪ ‬خصوصية للقوائم المالية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ :‬تتشابه مع القوائم التقليدية ولكن‬
‫تختلف معها في بعض الجزئيات المتعلقة ببعض الحسابات التي تفرضها طبيعة النشاط‪،‬‬
‫ومع وجود عدد أكبر من القوائم المطلوبة‪.‬‬
‫‪ ‬المنظمات الراعية للمحاسبة االسالمية‪ :‬أبرزها (إن لم تكن الوحيدة) منظمة المحاسبة‬
‫والمراجعة اإلسالمية )‪ .(AAOIFI‬وقد أنجزت عدد ال بأس به من معايير المحاسبة‬
‫والمراجعة والحوكمة وأخالقيات العمل ولكنها ما زالت تفتقد إلى اإللزام‪.‬‬
‫‪ ‬الموقف الدولي بشأن المحاسبة في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ :‬يوجد اهتمام دولي‬
‫متزايد ولكنه ال يزال في البداية كالمشروع المشترك بين ‪ ACCA‬و‪ ،KPMG‬باالضافة‬
‫إلى وجود ما يشير الحتمالية تبني مجلس المعايير الدولية ‪ IASB‬لهذا االتجاه‪.‬‬
‫بعد اإلجابات السابقة‪ ،‬نعود للسؤال الرئيس حول حقيقة مفهوم متفق عليه للمحاسبة اإلسالمية‪،‬‬
‫فقد اتضح أن هناك اتجاهين رئيسين في هذا الشأن‪ ،‬وان كان الباحث يميل إلى االتجاه األول‬
‫ويرى أن المحاسبة المستخدمة في بيئة التمويل اإلسالمي هي المحاسبة التقليدية ولكن مضاف‬
‫إليها مجموعة المعالجات المحاسبية للمسائل المحاسبية الخاصة بالمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫أما عن االتجاه الثاني وهو األجدر بأن يحصل على مسمى "المحاسبة اإلسالمية" فال يتوافق مع‬
‫الواقع بشكل ملموس‪.‬‬
‫أخيرا‪ ،‬يود الباحث اختتام هذه الورقة بوجهة نظر حول ما يمكن أن يعد بتسمية مالئمة لهذا‬
‫الفرع من المحاسبة المتخصص في االهتمام بمعالجة اإلشكاليات الناشئة عن المعامالت المالية‬
‫اإلسالمية‪ .‬ووجهة النظر هذه تتلخص في أن أهم ما يميز هذه المعامالت هو التزامها بمتطلبات‬
‫وحدود الشريعة اإلسالمية‪ ،‬كما وأن المحاسبة المتخصصة في معالجة هذه المعامالت تلتزم في‬
‫بعض مبادئها وفروضها بما تمليه أقوال الفقهاء وعلماء الشريعة‪ ،‬وبالتالي فإن إطار الشريعة‬
‫يضع الحدود على مستويين األول مستوى المؤسسة والثاني مستوى المحاسبة نفسها‪ .‬لذلك قد‬
‫يكون من المالئم أن تكون التسمية لهذا االتجاه في المحاسبة هو "المحاسبة في إطار الشريعة‬
‫اإلسالمية"‪ ،‬مع عدم تحفظ الباحث على تسمية "المحاسبة في المؤسسات المالية اإلسالمية"‪.‬‬
‫وهذا يحد من اإلطالق الذي يصحب تسمية "المحاسبة اإلسالمية" خصوصا بعد أن علمنا بأنها‬
‫غير مستقلة عن المحاسبة التقليدية وأنها تعتمد عليها إلى حد كبير‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫قائمة المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ .5‬الهيتي‪ ،‬عبد الرزاق رحيم (‪ ،)5771‬المصارف اإلسالمية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪،5‬‬
‫األردن‪.‬‬
‫‪ .3‬الزعتري‪ ،‬عالء الدين (‪ ،)3113‬الخدمات المصرفية وموقف الشريعة اإلسالمية منها‪ ،‬دار‬
‫الكلم الطيب‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪.‬‬
‫‪ .2‬قنطقجي‪ ،‬سامر مظهر (‪ ،)3114‬فقه المحاسبة اإلسالمية‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫‪ .4‬سليمان‪ ،‬مراجع غيث وبومطاري‪ ،‬فرج عبد الرحمن (‪ ،)3111‬خصائص وأهداف المحاسبة‬
‫في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المؤتمر الدولي في فقه المعامالت واالقتصاد والمالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ماليزيا‪.‬‬
‫‪ .1‬مشعل‪ ،‬عبد الباري (‪ .)3152‬العوامل التي تحدد توزيع األرباح على المودعين في البنوك‬
‫اإلسالمية ونموذج بنك اإلنماء في احتساب الربح في حال خلط أموال المضاربة بأموال‬
‫المضارب‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية‪ ،‬ديسمبر ‪ 3152‬على الوصلة‪:‬‬
‫‪http://www.giem.info/writer/details/ID/21‬‬
‫‪ .0‬هيئة المحاسبة والمراجعة اإلسالمية (‪ ،)5777‬معايير المحاسبة والمراجعة‪ ،‬سلسلة الدراسات‬
‫والبحوث‪ ،‬رقم (‪ ،)9‬جامعة االزهر وهيئة المحاسبة والمراجعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .9‬المجمع الفقهي اإلسالمي بمكة المكرمة (‪ ،)3114‬مجموعة الق اررات من األول إلى الثاني‬
‫بعد المائة‪ ،‬رابطة العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ .1‬مجلس مجمع الفقه اإلسالمي الدولي (‪ ،)5711‬ق اررات الدورة الرابعة‪-‬جدة‪ ،‬مجلة المجمع‪،‬‬
‫ج‪.4.‬‬
‫‪ .7‬الجاموس‪ ،‬محم (‪ ،)3152‬التدقيق الشرعي يشكل أبرز تحديات الصيرفة اإلسالمية‪،‬‬
‫على‬ ‫‪3154‬‬ ‫أبريل‬ ‫في‬ ‫االطالع‬
‫‪http://www.alraimedia.com/Articles.aspx?id=473006‬‬

‫قائمة المراجع باللغة االنجليزية‬


‫‪10. Iqbal, M., and Molyneux, P. (2005). Thirty Years of Islamic Banking: History,‬‬
‫‪Performance and Prospects. Palgrave, Macmillan: Basingstoke, Hampshire (UK).‬‬
‫‪11. Archer, Simon (2013). “Islamic accounting” a book review, The Accounting‬‬
‫‪Review, American Accounting Association.‬‬
‫‪12. ACCA & KPMG. (2010), Harmonising financial reporting of Islamic finance, The‬‬
‫‪Association of Chartered Certified Accountants.‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
13. ACCA & KPMG. (2012), Global alignment: bringing consistency to reporting of
Islamic finance through IFRS, The Association of Chartered Certified
Accountants.
14. MIFC. (2014), Islamic Finance Industry outperforms in 2013.
15. Deloitte & IASPLUS. (2014), Islamic Accounting. Retrieved: Mar, 13, 2014, from
http://www.iasplus.com/en/resources/topics/islamic-accounting
16. Napier., Christopher and Haniffa., Roszaini (editors), Islamic Accounting,
Edward Elgar Publishing Limited, ISBN 978-1- 84844-220-7, pp. xx, 740).

20
‫ عماد السويح‬.‫د‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬
‫‪21‬‬
‫د‪ .‬عماد السويح‬ ‫المحاسبة في إطار الشريعة االسالمية‬

You might also like