You are on page 1of 296

1

‫دراسات متقدمة يف استراتيجيات التحليل الكمي وفن‬


‫التداول باألوامر املعلقة‬

‫من سلسلة‬

‫التحليل الكمي يف بناء إستراتيجيات التداول يف األسواق‬


‫املالية العاملية‬

‫تأليف‬

‫الدكتور محمد مسلّم الروسان‬

‫إربد ‪2023 -‬‬

‫‪2‬‬
‫المملكة األردنية الهاشمية‬
‫املمال‬
‫رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية‬

‫(‪)2023/1/112‬‬
‫‪332.04‬‬

‫الروسان‪ ،‬محمد مسلم فالح‬

‫دراسات متقدمة في استراتيجيات التحليل الكمي وفن التداول باألوامر‬


‫المعلقة‪ /‬محمد مسلم فالح الروسان‪ – .‬أربد‪ :‬المؤلف‪2023،‬‬

‫(‪ )260‬ص‪.‬‬

‫ر‪ .‬أ‪.2023/1/112 : .‬‬

‫الواصفات‪/ :‬التحليل المالي‪//‬التداول النقدي‪//‬المؤسسات المالية‪//‬االقتصاد‪/‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلهداء‬

‫إلى أول بسمه يف حياتي التي أعلنت بمولدها أنني شخصًا آخر‬

‫إلى التي راقبتها كالزهرة تكبر أمامي وقلبي مليء بالحب واألمل‬

‫إلى التي أتنمى أن أراها نجمة المعة بالنجاح والعطاء‬

‫إلى غاليتي‬

‫لجــيـن‬

‫‪4‬‬
‫تمهيد‬

‫يف الطبعة األولى من كتاب التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول‪ ،‬وما‬
‫القته من نجاحات كان أبرزها نشر الوعي لدى املتداول بشكل عام واملتداول‬
‫العربي بشكل خاص بنوع مختلف تمامًا من أنواع التحليل لحركة أسعار املشتقات‬
‫املالية‪ ،‬وهو التحليل الكمي الذي يعتمد بشكل كبير ىلع تحليل كميات الحركة‬
‫واتجاهاتها‪ ،‬والتعامل مع حركة املشتقات املالية بصورة مجردة يف محاولة جادة‬
‫وبعيدة قدر اإلمكان عن التوقعات والتنبؤات القائمة ىلع التحليل الفني أو‬
‫التحليل األساسي‪.‬‬

‫حيث أن املتداول املتمرس كلما زادت خبرته يف التعامل مع حركة املشتقات‬


‫املالية ال يخفى عليه إطالقًا بأن التحليل األساسي الذي يعتمد يف الغالب ىلع‬
‫البيانات االقتصادية الصادرة من الحكومات والبنوك املركزية واملؤسسات ذات‬
‫العالقة كثيرًا ما تنعكس بصورة مخالفة ملا هو متوقع منها ىلع حركة املشتقات‬
‫املالية‪ ،‬وىلع سبيل املثال للتوضيح نجد بأنه ويف الوقت الذي يتوقع املتداولين‬
‫بأن ت نعكس قيمة أحد البيانات الصادرة ىلع الدوالر األمريكي مثل سعر الفائدة‬
‫مثالً بشكل إيجابي ىلع سعر الدوالر مقابل العمالت األساسية األخرى كاليورو أو‬
‫الباوند نجد بأنه ويف لحظة إصدار الخبر الذي يتضمن مقدار التغير يف قيمة سعر‬
‫الفائدة فإن حركة السعر تكون بشكل مخالف تمامًا ملا هو متوقع منها‪ .‬وبطبيعة‬
‫الحال فإن هذا ليس ىلع اإلطالق وليس هذا ما يحدث يف كل مرة‪ ،‬فأحيانًا نجد‬
‫بأن حركة املشتقات املالية تأتي متوافقة تمامًا مع قيم البيانات االقتصادية‬
‫الصادرة‪.‬‬

‫وهو األمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان ىلع أي متداول أن يتنبأ بحركة‬
‫املشتقات املالية وفق البيانات االقتصادية الصادرة عن الجهات املختلفة‪ ،‬فإن‬
‫جاءت حركة السعر متوافقة مع تلك البيانات فال بأس بذلك‪ ،‬وإن جاءت بخالف ما‬
‫هو متوقع منها فما هي إال ساعات حتى يتصدر املشهد الكثير من املحللين عبر‬
‫وسائل اإلعالم والتواصل االجتماعي املختلفة يقدمون تفسيراتهم حول األسباب‬
‫التي دفعت بحركة املشتقات املالية بخالف املتوقع منها‪ ،‬وبقدر عدد املنابر‬

‫‪5‬‬
‫اإلعالمية التي يتابعها املتداول فإنه يسمع وجهات نظر مختلفة فيما بينها‬
‫بنفس عدد تلك املنابر‪.‬‬

‫وىلع الصعيد املقابل نجد أن السواد األعظم من املتداولين يستخدمون‬


‫أدوات التحليل الفني املتوفرة ىلع منصات التداول املختلفة‪ ،‬وكلما مر عام جديد‬
‫نجد بأن قائمة تلك األدوات تأخذ يف الزيادة دون توقف‪ ،‬وكأن كثرة األدوات التي‬
‫تجعل من املتداول أو املحلل قادرًا ىلع التنبؤ بدقة عالية حول مستقبل أي‬
‫واحدة من املشتقات املالية‪ .‬وبدون تفصيالت كثيرة حول طبيعة عمل أدوات‬
‫التحليل الفني إال أنها وبشكل إجمالي ليست سوى رسم صورة املاضي بأكثر من‬
‫طريقة بحسب نوع املؤشر الفني الذي تم استخدامه يف الرسم‪ .‬وعليه فتبقى‬
‫التحليالت الفنية مجرد رد فعل ىلع حركة سعرية حدثت يف املاضي‪.‬‬

‫ويعود سر انتشار أدوات التحليل الفني ىلع نطاق واسع بين املحللين‪ ،‬يعود‬
‫إلى صفة التكرار اإلحصائي للظاهرة املدروسة‪ ،‬بمعنى أن تكرار حدوث أمر معين‬
‫وفق شروط محددة يجعلنا نؤمن بقوة بأنها قاعدة يف هذا السوق‪ ،‬أي أنه بمجرد‬
‫أن تتحقق شروط معينة يجعلنا نعتقد بأن الحركة السعرية التالية ستكون باتجاه‬
‫معين بسبب تكرار حدوثها يف املاضي‪ ،‬وتزداد شدة االعتقاد واإليمان بها كلما‬
‫كان التكرار أكثر‪ ،‬وهذا االعتقاد بكل تأكيد ما هو إال مقبرة املتداولين‪ ،‬وسر‬
‫خسارتهم الرئيسية‪ .‬وليس معنى هذا الكالم أن استعمال أدوات التحليل الفني هو‬
‫أمر خاطئ؛ ال بل ىلع العكس تمامًا فإن أدوات التحليل الفني ما هي إال طرق‬
‫وحسابات رياضية يتم تمثيلها بشكل رسومات بيانية ىلع منصة التداول‪ .‬إال أن‬
‫طريقة تعامل املتداولين مع تلك األدوات هو ما يجعلها أداة وسالح ذو حدين قد‬
‫يؤدي باملتداول إلى خسارة كل استثماراته‪.‬‬

‫فب سبب القناعة املترسخة لدى املتداول بأهمية ودقة التحليل الفني بسبب‬
‫التكرار اإلحصائي للظواهر الحركية للسعر وفق شروط محددة‪ ،‬فإن تلك القناعة‬
‫سرعان ما تتحول إلى عالقة شبه عاطفية بين املتداول واألدوات التي يستخدمها‬
‫يف اتخاذ قرارات البيع والشراء ىلع املشتقات املالية املختلفة‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يجعل املتداول يغفل عن مالحظة عدد مرات التكرار التي يعاكس فيها السعر‬
‫للظاهرة التي يقوم برصدها ومراقبتها من أجل اتخاذ قرار البيع والشراء‪ ،‬وبالتالي‬

‫‪6‬‬
‫فإنه وعند مخالفة السعر للظاهرة املدروسة فإن العاطفة تلعب دورها وتبدأ‬
‫بالضغط ىلع املتداول وتمنعه من وقف خسارة الصفقة املعنية ىلع أمل أن‬
‫يعود السعر للمسار املطلوب الذي يرغب فيه املتداول‪ ،‬وقد ال يعود السعر ويستمر‬
‫يف نفس االتجاه إلى أن يخسر املتداول جميع األموال املوجدة يف حساب‬
‫التداول الخاص به‪.‬‬

‫ومما يزيد األمر صعوبة فوق بعضها البعض‪ ،‬أن عودة السعر للمسار املطلوب‬
‫بعد أن يبتعد بمسافة كبيرة وتختفي الخسارة العائمة‪ ،‬فإن القناعة تتعمق‬
‫بطريقة تجعل املتداول ىلع قناعة شبة مطلقة بأن السعر مهما عاكس الصفقة‬
‫فهو ال بد أن يعود‪ ،‬وكل ما هو مطلوب هو الصبر ومالئمة حجم الصفقة لحجم‬
‫الحساب بحيث يتحمل الحساب االنعكاس إلى الحد األقصى املمكن‪ .‬ويدخل‬
‫املتداول يف دوامة مختلفة تمامًا تحت ما يسمى بإدارة رأس املال‪ ،‬بمعنى أن‬
‫القرار الذي يتم اتخاذه يف عمليات البيع والشراء باق ىلع حاله دون تعديل‪ ،‬ولكن‬
‫املطلوب هو تعديل حجم الصفقات ورأس املال املناسب لكل زوج من العمالت أو‬
‫كل مشتق من املشتقات املالية‪.‬‬

‫وال يخطر يف بال املتداول أبدًا بأن يقوم بالتعديل أو التطوير ىلع‬
‫االستراتيجية التي يقوم باستخدامها‪ ،‬مثل حساب عدد املرات التي يعاكس فيها‬
‫السعر للظاهرة التي يجري بناءً عليها اتخاذ قرار البيع أو الشراء‪ ،‬ومن ثم قياس‬
‫املتوسط الحسابي والحدين األىلع واألدنى للمسافة التي يبتعد فيها السعر عن‬
‫نقطة البيع أو الشراء التي تمت وفق الظاهرة املدروسة‪ .‬وبناءً عليها يمكن أن‬
‫يقوم باتخاذ قرار إيقاف الصفقة يف حال تجاوزت ابتعاد السعر عن نقطة الدخول‬
‫قيمة محددة من النقاط‪.‬‬

‫ولتبسيط ما سبق بمثال بسيط‪ ،‬فلو أن أحد املتداولين يقوم ببيع السعر‬
‫عندما يالمس الخط العلوي ملؤشر البولنغر باند ىلع القياس الزمني (شارت) أربع‬
‫ساعات (‪ )Bolinger Bands H4‬وكذلك يقوم بشراء السعر عندما يالمس السعر‬
‫الخط السفلي للمؤشر نفسه‪ .‬وعليه ففي حال المس السعر الخط العلوي ولم‬
‫يعود‪ ،‬فيجب أن يقوم املتداول بحساب املتوسط الحسابي لعدد النقاط التي‬
‫يبعدها السعر متجاوزًا الخط العلوي أو السفلي للمؤشر‪ ،‬وهذا املتوسط الحسابي‬

‫‪7‬‬
‫مضافًا إليه قيمة االنحراف املعياري يصلح ألنه يكون نقطة وقف خسارة الصفقة‬
‫التي يتم الدخول بها وانتظار فرصة أخرى‪.‬‬

‫غير أنه وبالرجوع إلى البنية الرئيسية ملؤشر البولنغر باند وطريقة حسابة‬
‫وتمثيلة ىلع الشارت‪ ،‬ومالحظة أن السعر ال بد وأن يبقى محصورًا بين الخطين‬
‫العلوي والسلفي للمؤشر‪ ،‬فإن قناعة املتداول بعودة السعر إلى مستوى الصفقة‬
‫التي قام بالدخول فيها تبقى مترسخة إلى حد كبير‪ ،‬ولذلك يحافظ ىلع تلك‬
‫الصفقة بدون تحديد نقطة وقف خسارة للصفقة‪ ،‬دون أن يأخذ بعين االعتبار‬
‫قضية ىلع درجة عالية من األهمية وهي أنه ومع افتتاح كل شمعة جديدة ىلع‬
‫الشارت بصرف النظر عن الوحدة الزمنية التي تمثلها‪ ،‬ولنفترض أنها أربع ساعات‪،‬‬
‫فإنه ومع افتتاح الشمعة الجديدة يتم إلغاء الشمعة األولى وبذلك فإن الرسم‬
‫البياني يتحرك بشكل مستمر ويقوم بتعديل نفسه ليتوافق مع آخر عشرون‬
‫شمعة‪ ،‬وكل شمعة جديدة تتولد تلغي معها أقدم شمعة يف املؤشر‪ .‬ولذلك فإن‬
‫إطالق الصفقات بدون تحديد لنقاط وقفها هي من األمور التي تجعل أدوات‬
‫التحليل الفني تفقد فاعليتها بالكامل يف مساعدة املتداول ىلع اتخاذ قرارات‬
‫البيع والشراء وقرارات وقف الخسارة وجني األرباح‪ ،‬ويبدأ مسلسل البحث عن‬
‫مؤشرات جديدة واملزيد من األخطاء يف التعامل معها‪.‬‬

‫وىلع الصعيد املقابل نجد أن عددًا غير قليل يقوم بمتابعة املحللين‬
‫األساسيين الذين يعتمدون يف تكهناتهم وتوقعاتهم التجاه أسعار العمالت‬
‫واملشتقات املالية ىلع البيانات االقتصادية التي تصدر من الدول املختلفة‪،‬‬
‫واألحداث السياسية التي تجري ىلع الساحة العاملية باستمرار‪ ،‬ومن أمثلة البيانات‬
‫االقتصادية التي يجري متابعتها؛ سعر الفائدة‪ ،‬ومستوى التضخم‪ ،‬وامليزان التجاري‪،‬‬
‫والوظائف غير الزراعية التي يجري استحداثها يف الواليات املتحدة األمريكية‪ ..‬الخ‬
‫من البيانات التي تصدر من الدول املختلفة ذات العالقة بأسعار عمالتها‪ ،‬أو ىلع‬
‫األقل يعتقد املحللون بأن لها عالقة يف تحريك األسعار باتجاه معين وفق تلك‬
‫البيانات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫وىلع هذه الصعيد يجب لفت االنتباه أن كمية هذه البيانات من الكثرة بمكان‬
‫بحيث ال يمكن متابعتها جميعًا دفعة واحدة‪ ،‬وبخاصة أنها تمشي مع حركة‬
‫الشمس‪ ،‬فتبدأ من اليابان واستراليا وتنتهي بالواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬وال يمكن‬
‫ألي مضارب مهما كانت قدراته أن يحيط بها علمًا أو أن يتابعها جميعًا ويقوم‬
‫بالتداول بناء عليها‪ ،‬وأكثر ما يقوم به هو أن يتابع مجموعة من التقارير التي‬
‫يقدمها املحللون ىلع القنوات اإلخبارية أو املنشورة ىلع املواقع اإللكترونية‪،‬‬
‫ولكن بعد فوات األوان‪ ،‬أي أن السوق يكون فعليًا قد تفاعل مع هذه البيانات‬
‫وانتهى تأثيرها إن كان لها أي تأثير يذكر‪.‬‬

‫وال ننسى أيضًا أن السوق يف أغلبه ال يتحرك وفق هذه البيانات االقتصادية‪،‬‬
‫بمعنى أن هناك مجموعة من القوى قد تكون مصلحتها أال يتفاعل السوق أو أال‬
‫يستجيب للبيانات االقتصادية الصادرة عن الجهات املختلفة‪ ،‬ال بل ىلع العكس‬
‫من ذلك‪ ،‬فقد تصدر البيانات ىلع سبيل املثال لصالح الدوالر األمريكي‪ ،‬ويجيب أن‬
‫تنخفض العمالت املقابلة له بالضرورة‪ ،‬ولكننا نجد أن العكس تمامًا هو الذي حدث‪،‬‬
‫فنجد أن الدوالر األمريكي هو الذي تراجع وارتفعت العمالت املقابلة له‪ .‬ونعود‬
‫للتأكيد ىلع أن تكرار حدوث ظاهرة معينة وفق شروط محددة يجعلنا نعتقد‬
‫بإلزامية الحدوث بالضرورة‪ ،‬فتكرار انخفاض الدوالر يف كل مرة تكون فيها بيانات‬
‫التضخم مرتفعة يجعلنا نأخذ قرار البيع سريعًا بمجرد رؤيتنا أن قيمة التضخم‬
‫مرتفعة عن القيمة السابقة لها أو عن القيمة املتوقعة‪ .‬وهي من املصائد التي‬
‫يقع فيها عدد ضخم من املتداولين الذين يخسرون حساباتهم الصغيرة نتيجة‬
‫قرارات مضاربة مثل هذه تعتمد ىلع مثل هذه البيانات‪.‬‬

‫وال ننسى أن غالبية املتداولين أو السواد األعظم منهم عبارة عن مضاربين‬


‫صغار الحجم ماليًا أوالً‪ ،‬فنجد أن استثمارات الواحد منهم ليست سوى بضع اآلف من‬
‫الدوالرات‪ ،‬إن لم تكن باملئات‪ ،‬وىلع ذلك فإن إحاطة هؤالء املتداولين بمعنى‬
‫ودالالت البيانات االقتصادية املختلفة والكثيرة أمرًا ال جدوى وال فائدة من خلفها‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫ما دام االستثمار صغيرًا والنتيجة املرجوة ال تتعدى عن كونها قرارًا بالبيع أو الشراء‬
‫فقط‪ ،‬فمهما كانت نوعية هذه البيانات ومصدرها فال يهم املتداول إال قضية‬
‫واحدة فقط واإلجابة ىلع سؤال واحد فقط وهو‪ :‬هل يقوم بالبيع أو الشراء؟‪.‬‬

‫وثانيًا‪ ،‬يجب أال ننسى أن الكثير إن لم تكن غالبية املتداولين ليسوا‬


‫متخصصين يف علم االقتصاد‪ ،‬فنجد منهم من ال يحمل مؤهالً علميًا أو نجد بينهم‬
‫الطبيب واملحامي واملهندس واملعلم واملزارع‪ ..‬الخ‪ ،‬من املهن التي ال عالقة لها‬
‫بمثل هذه البيانات وال جدوى من محاولة البحث فيها‪ .‬وهو األمر الذي يجعل من‬
‫املتداولين فريسة سهلة ملن يدعي امتالكه لألدوات املناسبة للربح يف أسواق‬
‫املال العاملية‪ ،‬سوء أكانت هذه األدوات هي علم متخصص يف دراسة االقتصاد أو‬
‫علم متخصص يف التحليل الفني الذي أشرنا إليه سابقًا‪ .‬ويغيب عن ذهن‬
‫املتداول البسيط أن مثل هؤالء األفراد لو كانوا فعالً يمتلكون األدوات التي‬
‫يحققون الربح من خاللها بشكل دائم‪ ،‬ملا احتاجوا للقيام بعمليات استمالة االفراد‬
‫واملستثمرين الصغار إلدارة حساباتهم وتحقيق العموالت الكثيرة من خلفهم‪ .‬والتي‬
‫غالبًا ما تنتهي بخسارة املستثمر أو املتداول لرأس املال املستثمر يف هذه‬
‫األسواق‪.‬‬

‫وعليه ف إن اإلحاطة بالتحليل الفني أو األساسي بشكل كلي هو من األمور‬


‫الجيدة جدًا ولكنها تحتاج لفترة زمنية طويلة جدًا‪ ،‬والتي يجب أخذها بعين‬
‫االعتبار يف التقييم من حيث الفائدة املرجوة منها‪ ،‬بمقابل رأس املال املستخدم‬
‫يف عمليات التداول‪ ،‬فإن كان رأس املال صغيرًا فما هي النتائج املرجوة من إضاعة‬
‫وقت يمتد لعدة سنوات بمقابل األرباح املتوقعة من عمليات التداول‪ ،‬والعكس‬
‫أيضًا فإن كان رأس املال املستخدم يف التداول كبيرًا فما هو الهدف من الدخول‬
‫يف مخاطر عالية جدًا والتداول يف أسواق ال يمكن حصر املؤثرات عليها أو‬
‫اإلحاطة بها جميعًا؟‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وبناء ىلع ما تقدم فإننا ال نقلل من أهمية التحليالت املختلفة سواء‬
‫الفنية أو األساسية‪ ،‬إال أننا ال نؤمن بجدواها العملي وانعكاسها ىلع تحقيق‬
‫النتائج املتوقعة يف هذا السوق بالنسبة للمتداول البسيط‪ ،‬ولذلك سنحاول مرة‬
‫أخرى تزويد املتداول العربي بمجموعة مختلفة كليًا من األدوات التي نعتمد يف‬
‫بعضها ىلع التحليل الفني ولكن بعد التعامل معها بطريقة كمية كما أشرنا‪،‬‬
‫والتي نتجاهل فيها جميع ما تعلمناه سابقًا ونحفر عميقًا وراء األرقام وتصنيفاتها‬
‫املختلفة ودالالتها الفريدة وآلية توظيفها بطريقة تجعل العمل يف التداول‬
‫بواسطها عمالً يف غاية التشويق واملتعة‪.‬‬

‫إذن هو التحليل الكمي مرة أخرى‪ ،‬مضافًا إليه فن التعامل باألوامر املعلقة‬
‫املركبة واملعتمدة ىلع التحليل الكمي‪ ،‬وصوالً إلى أىلع أداء ممكن يف التعامل‬
‫مع حركة املشتقات املالية ىلع اختالف أنواعها‪ .‬ولذلك عزيز القارئ فبعد إطالق‬
‫الكتاب األول " التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول يف األسواق املالية‬
‫العاملية"‪ ،‬والكتاب الثاني "فن التداول باألوامر املعلقة"‪ ،‬والنجاحات التي تحققت‬
‫يف خلق جيل جديد من املتداولين الذين باتوا يتعاملون مع حركة املشتقات‬
‫املالية بصورة مجردة‪ ،‬فقد آن األوان لتقديم املستوى الجديد من اإلستراتيجيات‬
‫املتقدمة والقائمة عل الدمج بين مختلف االستراتيجيات السابقة يف الكتابين‬
‫ىلع شكل دراسات متقدمة تساعد يف إحداث نقلة نوعية يف عالم التداول يف‬
‫عالم األسواق املالية العاملية وبخاصة أن األسواق تطلق مجموعة من األدوات‬
‫املالية الجديدة‪.‬‬

‫اإلحصاء وبناء إستراتيجيات التداول‬


‫ذكرنا يف الطبعة األول من كتاب التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات‬
‫التداول بأن أبسط قاعدة تجارية ال تحتاج إلى معرفة كبيرة يف أصول التجارة‪،‬‬
‫والتي تتلخص بأن يقوم الفرد بالشراء بأقل األسعار املمكنة ويبيع بأىلع األسعار‬

‫‪11‬‬
‫التي يمكن الحصول عليها‪ ،‬وهامش الربح يكون من خالل الفارق بين سعري الشراء‬
‫والبيع‪ ،‬غير أن أسواق املال العاملية العاملة وبخاصة العاملة بنظام العقود مقابل‬
‫الفرق لها ميزة فريدة وهي أنك تستطيع البيع أوالً ىلع أىلع األسعار ومن ثم‬
‫تقوم بالشراء ىلع أقل األسعار والحصول ىلع ذات النتيجة أيضًا‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن املتتبع لحركة أي مشتق مالي يجري التداول عليه يف‬
‫األسواق املالية العاملية‪ ،‬وخالصة الحركة السعرية لذلك املشتق املالي ولنقل‬
‫يف نهاية يوم التداول والتي يتم تمثيلها بأكثر من طريقة وبخاصة الشموع‬
‫اليابانية‪ ،‬يالحظ أن االتجاه النهائي وخالصة حركة اليوم والتي يتم تمثيلها‬
‫بشمعة واحدة تنتهي إما صعودًا وإما نزوالً‪ ،‬مهما كانت املتغيرات التي حدثت‬
‫خالل األربع وعشرون ساعة التي تمثلها تلك الشمعة من أحداث أو أخبار أو‬
‫مضاربات أو أي شيء مما له تأثير ىلع حركة السعر‪ .‬بمعنى أنه ال خيار ثالث أمام‬
‫أي عملة أو سلعة يجري التداول عليها سوى االنتهاء صعودًا أو االنتهاء نزوالً‪ ،‬كما‬
‫نالحظ يف الرسم التالي للجنيه اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي‪:‬‬

‫ولكن بتدقيق النظر والتمعن يف الرسم املعروض وإطالق العنان للتفكير بشكل‬
‫مجرد وببساطة مطلقة‪ ،‬سنجد بأنه سرعان ما يقفز إلى الذهن مجموعة من‬
‫األسئلة والتي منها‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫ما عدد األيام التي انتهت فيها حركة السعر ىلع ارتفاع‪ ،‬بمقابل عدد‬ ‫‪.1‬‬
‫األيام التي انتهت فيها ىلع انخفاض والنسبة املئوية لكل طرف منهما؟‬
‫وبطبيعة الحال فإن هذا السؤال يندرج ىلع جميع التوقيتات التي يمثلها‬
‫الرسم البياني أو الشارت‪ ،‬فقد يكون بشكل يومي أو أربع ساعات أو أكثر أو‬
‫أقل بحسب ما هو متوفر ىلع منصة التداول‪.‬‬
‫‪ .2‬ما هو معدل حركة السعر أو املتوسط الحسابي التي تمثله الشمعة‬
‫الواحدة بحسب التوقيت الذي تمثله الشموع‪ ،‬سواء أكان بشكل يومي أو‬
‫أكثر أو أقل؟‬
‫‪ .3‬ما هو املتوسط الحسابي لطول الظل العلوي واملتوسط الحسابي لطول‬
‫الظل السفلي‪ ،‬وبحسب التوقيتات املختلفة التي تمثلها الشموع سواء‬
‫أكانت بشكل يومي أو أكثر أو أقل من ذلك؟‬

‫هذه األسئلة وغيرها الكثير تؤسس بصورة علمية لعملية بناء استراتيجيات‬
‫التداول املجردة والبعيدة كل البعد عن محاولة التنبؤ بمستقبل األسعار وما‬
‫ستكون عليه يف املستقبل القريب أو البعيد‪ ،‬بحيث تصبح عمليات التداول ال‬
‫تخضع إال لقياسات كمية وإحصائية محسوبة ومجردة بشكل كلي عن العاطفة‪،‬‬
‫غير أن هذا الكالم ال يعني بأي شكل من األشكال التخلي عن ما توفره أدوات‬
‫التحليل الفني من معطيات مختلفة يمكن توظيفها يف بناء وتطوير استراتيجيات‬
‫التداول‪ ،‬حيث أنه وكما أشرنا سابقًا بأن أدوات التحليل الفني املتوفرة ىلع‬
‫منصات التداول ما هي إال قياسات وأساليب كمية يتم تمثيلها ىلع شكل رسومات‬
‫متنوعة تسهل ىلع املتابع رؤيتها بشكل مباشر أمامه‪ ،‬ولكن إذا ما قام املتداول‬
‫بالتعمق يف تلك األدوات وكيفية حسابها وفلسفة وجودها من األساس سيتوصل‬
‫بكل تأكيد إلى تغيير منهجية توظيفها بحيث ال يعتمد ىلع مجرد مشاهدة تلك‬
‫الرسوم البيانية التي تعكسها عملياتها الحسابية‪ .‬وىلع ذلك فكلما طرح املتداول‬
‫ىلع نفسه أسئلة صحيحة أكثر‪ ،‬وكان متمكنًا من توظيف أدوات البحث العملي‬

‫‪13‬‬
‫واألساليب اإلحصائية كلما كان قادرًا ىلع بناء إستراتيجيات متنوعة يمكن بكل‬
‫سهولة أن يتم املقارنة بينها يف ضوء النتائج املتحققة منها‪.‬‬

‫من هنا فإن ما سنقدمه يف هذا الكتاب وإن كان مبنيًا ىلع األسس التي تم‬
‫وضعها يف الكتابين السابقين وهما كتاب التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات‬
‫التداول‪ ،‬وكتاب فن التداول باألوامر املعلقة‪ ،‬إال أن املزيد من األبحاث العلمية‬
‫والتطبيقات العملية أفرزت مستوى متقدم من االستراتيجيات التي ال تبعد شبح‬
‫الخسارة عن املتداولين بشكل مطلق‪ ،‬إال أن من شأنها تحقيق أىلع عائد‬
‫استثماري من عمليات التداول يف األسواق املالية بصرف النظر عن طبيعة‬
‫املشتقات أو األدوات املالية التي يتم التداول عليها‪.‬‬

‫وعودة ىلع ذي بدء وفيما يتعلق بالشكل السابق الذي يمثل عددًا من الشموع‬
‫اليابانية والتي تعكس حركة زوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي بشكل‬
‫يومي‪ ،‬ويف ضوء األسئلة التي تم طرحها تاليًا فماذا لو أنه وبناء ىلع إجاباتها‬
‫قمنا بالتداول من خالل تنفيذ صفقة تداول واحدة يف بداية كل يوم من نفس‬
‫النوع سواء أكانت شراء أو بيع‪ ،‬ويف نهاية اليوم قمنا بإغالق تلك الصفقة مهما‬
‫كانت نتيجتها وقمنا بفتح صفة أخرى من نفس النوع وبنفس االتجاه وبشكل‬
‫متكرر؟‬

‫ملعرفة النتيجة فال بد أن يتدخل علم التحليل الكمي يف جانبه اإلحصائي‬


‫بالتحديد‪ ،‬حيث أننا نحتاج إلى تحليل بيانات أي سلعة نرغب يف التداول عليها‬
‫بصرف النظر عن طبيعتها سواء من العمالت أو املعادن والسلع املختلفة أو أي من‬
‫املشتقات املالية املختلفة‪ ،‬ثم نقوم بعمليات حساب عدد األيام التي انتهت‬
‫فيها حركة السعر ىلع ارتفاع مقابل عدد األيام التي انتهت فيها ىلع انخفاض‪،‬‬
‫ثم نقوم بحساب عدد الصفقات الرابحة بمقابل عدد الصفقات الخاسرة‪ ،‬ومن ثم‬
‫معرفة كمية أو مجموع الربح املتحقق يف كل الصفقات الرابحة‪ ،‬بمقابل كمية أو‬

‫‪14‬‬
‫مجموع الخسارة يف كل الصفقات الخاسرة‪ .‬ثم تبدأ عملية بناء االستراتيجيات أو‬
‫التطوير عليها والتعديل فيها بما يضمن تحقيق أىلع عائد أو ربح من الصفقات‪،‬‬
‫وكذلك تخفيض كمية الخسارة إلى الحد األقصى املمكن بالنسبة للصفقات‬
‫الخاسرة‪ ،‬والذي سينعكس بشكل مؤكد ىلع املجموع النهائي لصايف الربح أو‬
‫الخسارة مع التطور الزمني يف استخدام االستراتيجية‪.‬‬

‫وعملية التطور الزمني يف استخدام االستراتيجية يستلزم بالضرورة أن يتم‬


‫دراسة التطور الكمي لقيمة حساب التداول‪ ،‬بمعنى إذا ما تم خسارة سلسلة‬
‫متتالية من الصفقات نتيجة معاكسة السعر التجاه التداول فإلى أي مدى أو ما هو‬
‫الحد األقصى لقيمة التراجع يف قيمة الحساب قبل أن نحصل ىلع صفقات رابحة‬
‫تعيد الحساب إلى حالة التوازن والدخول يف مرحلة جني األرباح‪.‬‬

‫كل هذا وأكثر بحاجة إلى تفصيالت إحصائية وحسابات كمية يجب أن يجتهد‬
‫املتداول يف فهمها واإلحاطة بها بشكل كامل‪ ،‬وتطبيقها بشكل عملي قبل أن‬
‫يبدأ مرحلة التداول الحقيقي‪ ،‬األمر الذي يعطي صورة بالسيناريوهات املتوقعة‬
‫التي يمكن أن يمر بها خالل عملية التداول التي قد تستمر ألشهر أو سنوات‬
‫طويلة‪ ،‬تمامًا كحال الجندي الذي يقوم بالتدرب ىلع استخدام كافة أنواع األسلحة‬
‫والخض وع لتدريبات ومناورات عسكرية تحاكي العمليات الفعلية التي تجري يف‬
‫الحرب الحقيقية‪ ،‬كي يكون مزودًا بأىلع املهارات الالزمة لالنتصار يف الحرب التي‬
‫قد يدخلها أثناء خدمته العسكرية‪ ،‬ويكون قد جرب محاكاة فعلية ألي حدث‬
‫مفاجئ يف املستقبل‪.‬‬

‫وقبل أن نشرع يف تقديم االستراتيجيات املتقدمة يف التحليل الكمي التي‬


‫يقدمها الكتاب الحالي‪ ،‬وللتسهيل ىلع املتداول نضع بين يديه الجدول التالي‬
‫الذي يمثل نموذجًا لعملية تحليل إحصائي لعدد من املشتقات املالية خالل فترة‬
‫‪ 2050‬يوم سابقة‪ ،‬ويبين الجدول فقط عدد األيام التي انتهى فيها املشتق‬

‫‪15‬‬
‫املالي أو زوج العمالت ىلع ارتفاع بمقابل عدد األيام التي انتهي فيها ىلع‬
‫انخفاض والنسبة املئوية لكل طرف‪.‬‬

‫االنتهاء ىلع انخفاض‬ ‫االنتهاء ىلع ارتفاع‬


‫عدد أيام‬
‫النسبة‬ ‫عدد‬ ‫النسبة‬ ‫عدد‬ ‫العملة‬
‫الرصد‬
‫املئوية‬ ‫األيام‬ ‫املئوية‬ ‫األيام‬
‫‪%49.80‬‬ ‫‪1021‬‬ ‫‪%50.20‬‬ ‫‪1029‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪AUDUSD‬‬
‫‪%49.95‬‬ ‫‪1023‬‬ ‫‪%50.05‬‬ ‫‪1026‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪EURUSD‬‬
‫‪%50.93‬‬ ‫‪1044‬‬ ‫‪%49.07‬‬ ‫‪1006‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪GBPUSD‬‬
‫‪%48.73‬‬ ‫‪999‬‬ ‫‪%51.27‬‬ ‫‪1051‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪USDCAD‬‬
‫‪%48.29‬‬ ‫‪990‬‬ ‫‪%51.71‬‬ ‫‪1060‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪USDCHF‬‬
‫‪%54.34‬‬ ‫‪1114‬‬ ‫‪%46.97‬‬ ‫‪963‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪USDJPY‬‬
‫‪%48.63‬‬ ‫‪997‬‬ ‫‪%51.37‬‬ ‫‪1053‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪EURJPY‬‬
‫‪%48.93‬‬ ‫‪1003‬‬ ‫‪%51.07‬‬ ‫‪1047‬‬ ‫‪2050‬‬ ‫‪GBPJPY‬‬
‫*الفترة الزمنية التي تم الرصد خاللها تمتد من تاريخ ‪ 2012.02.11‬إلى تاريخ ‪2019.07.22‬‬

‫إن نظرة واحد بعين الناقد إلى الجدول السابق الذي وضعنا فيه العمالت‬
‫الدولية الرئيسية أو أكثر العمالت العاملية التي يجري عليها التداول حول العالم‪،‬‬
‫نالحظ أن الفارق بين عدد األيام أو يف النسبة املئوية لعدد األيام التي انتهت‬
‫فيها حركة السعر ىلع انخفاض باملقارنة مع عدد األيام أو النسبة لعدد األيام‬
‫التي انتهت فيها حركة السعر ىلع ارتفاع تكاد تكون منعدمة‪ ،‬بمعنى أن هناك‬
‫شبة تساوي أو تطابق يف عدد األيام التي انتهى فيها السعر ىلع ارتفاع بمقابل‬
‫عدد األيام التي انتهي فيها السعر ىلع انخفاض‪.‬‬

‫وسريعًا ما سيقفز إلى ذهن املتداول الناقد‪ ،‬سلسلة من األسئلة التي يمكن‬
‫تصنيفها بسهولة حول املعنى من مثل هذا الكالم وهذه النتائج‪ ،‬وهل باإلمكان‬
‫أن نقوم بتوظيف هذه املعلومات اإلحصائية التي تبدو للوهلة األولى بسيطة‬
‫للغاية‪ ،‬باإلضافة إلى التساؤل حول األساليب اإلحصائية األخرى التي يمكن‬
‫استخدامها يف الكشف عن املزيد من أسرار حركة املشتقات املالية‪ ،‬وكيفية‬
‫االستفادة منها أو توظيفها يف بناء إستراتيجيات تداول قائمة بشكل مطلق ىلع‬

‫‪16‬‬
‫التحليل الكمي بعيدًا عن أدنى محاولة لتوقع اتجاه حركة السعر كما هو الحال يف‬
‫التحليل الفني‪ ،‬أو تأثير البيانات االقتصادية املختلفة ىلع حركة تلك املشتقات‬
‫واألدوات املالية كما يفعل التحليل األساسي‪ ،‬ومع أهمية هذه األنواع من التحليل‬
‫إال أنها يجب أن ال تخرج عن دائرة الحساب الكمي وتوظيف ما يمكن توظيفه منها‬
‫يف بناء االستراتيجيات التي يمكن من خاللها املحافظة ىلع توازن الحساب‬
‫وحمايته من الخسارة لتبدأ من بعده عمليه تعظيم العمليات الرابحة‪ ،‬والحد من‬
‫العمليات أو الصفقات الخاسرة من أجل رفع قيمة الحساب ىلع شكل أرباح تراكمية‬
‫يتم قطفها من األسواق بسبب البناء املحكم ملثل هذه اإلستراتيجيات‪ ،‬دون القلق‬
‫والشد العصبي والعاطفي يف متابعة السعر كمن يمشي يف الصحراء بال بوصلة‬
‫تحدد له االتجاه الذي يمشي فيه أو ما الذي يمكن أن يصادفه خالل ذلك املسير‪.‬‬

‫ومن الجدول السابق سنبدأ بشكل تدريجي يف بناء إستراتيجيات التداول‬


‫اعتمادًا وانطالقًا من املعلومات اإلحصائية البسيطة‪ ،‬ثم نقوم بالتعمق بشكل أكثر‬
‫وأكثر يف كل مرة نواجه فيها جملة من االسئلة أو السيناريوهات املتوقعة التي‬
‫قد تؤثر ىلع نتيجة عمليات التداول‪ ،‬ولذلك وقبل كل شي وتسهيالً ىلع‬
‫املتداول نلفت نظر املتداول إن الكاتب قام بعمل سلسلة طويلة من عمليات‬
‫التحليل الكمي والتحليل اإلحصائي بمختلف أشكاله أثناء مسيرة بناء االستراتيجيات‬
‫املطرحة يف الكتاب الحالي‪ ،‬ولذلك نضع بين يدي املتداول النقاط التالية حتى ال‬
‫يضطر إلى إعادة البحث من أجل الوصول إلى النتائج التي نعرضها تاليًا وهي‪:‬‬

‫كلما كانت الفترة الزمنية املرصودة أطول يكون التطابق أكبر بين عدد أيام‬ ‫‪.1‬‬
‫االنخفاض يف السعر مع عدد أيام االرتفاع‪ ،‬وبالعكس كلما كانت الفترة‬
‫الزمنية املرصودة أقل كلما كانت التطابق أقل‪ ،‬وىلع ذلك فعند بناء‬
‫استراتيجية تداول بناء ىلع املعلومات السابقة يف الجدول فيجب أن‬
‫يتحلى الفرد بميزة الصبر وال ينتظر تحقيق أو قطف الثمار منذ اليوم األول‬
‫للعمل‪ ،‬وهو األمر الواد الحدوث بكل تأكيد‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .2‬تميل النسبة املئوية أو عدد األيام إلى االنحراف باتجاه معين دون اآلخر إذا‬
‫كان هناك موجة سعرية صاعدة أو هابطة خالل فترة زمنية معينة‪ ،‬فإن‬
‫اقتصرت الدراسة ىلع فترة قصيرة خالل حدوث موجة سعرية سنالحظ أن‬
‫النسبة املئوية ألحد الطرفين أكبر من األخرى‪ ،‬ولذلك نحتاج إلى فترة‬
‫زمنية أطول ملوازنة هذه النسبة‪ ،‬ىلع عكس الفترات التي يمشي فيها‬
‫السوق بشكل عرضي‪ ،‬وتتناوب عمليات االرتفاع واالنخفاض فيها‪.‬‬
‫‪ .3‬اعتمادًا ىلع ما ورد يف النقطة السابقة‪ ،‬فإن هذه املعلومة يجب أن‬
‫نأخذها بيعن االعتبار عند التعمق يف بناء استراتيجيات التداول‪ ،‬وسنرى‬
‫كيف يمكن استغالل هذه املعلومة بأىلع معايير الجودة‪.‬‬
‫‪ .4‬املعلومات املعروضة يف الجدول السابق؛ يتضمن تحليل يتعلق بالشموع‬
‫التي تمثل خالصة الحركة اليومية ‪ ،Daily Time Frame‬بمعنى أنك إذا‬
‫رغبت بالتداول ىلع شموع تمثل خالصة العمل كل ساعة أو أربع ساعات‬
‫أو أكثر أو أقل فأنت بحاجة إلى دراسة أخرى أو تحليل إحصائي آخر ملعرفة‬
‫النتائج املتحصلة منها‪ ،‬وما عليك سوى القيام بعملية تحميل البيانات‬
‫ىلع أحد البرامج اإلحصائية أو املحاسبية مثل األكسل أو برنامج ال ‪spss‬‬
‫ثم تقوم بعملية اإلحصاء للبيانات حتى تكون ىلع بينة من أمرك قبل‬
‫الشروع يف العمل املباشر ىلع منصة التداول سواء بحسابات حقيقية أو‬
‫تجريبية‪.‬‬
‫‪ .5‬بشكل عام فإن جميع إحصائيات الشموع بصرف النظر عن التوقيت‬
‫املستخدم أو الـ ‪ Time frame‬ستكون شبة متطابقة مع الجدول السابق‬
‫وبخاصة كلما كانت عدد الشموع املتتالية املرصودة أكثر‪.‬‬

‫وللتسهيل ىلع املتداول الكريم فهناك أحد املواقع العاملية املختصة قامت‬
‫بعمل تحليل شبه متكامل ملثل هذا النوع من البيانات‪ ،‬واسم هذا املوقع‬
‫‪ www.hexagon-fx.com‬وأطلق مؤشرًا خاصًا لهذا النوع من التحليل الكمي يطلق‬

‫‪18‬‬
‫عليه مؤشر ‪ ،)Rousan & Marashdy Details Index( ،RMDI‬حيث ستجد أن هذا‬
‫املؤشر يقدم سلسلة تفصيلية من الحسابات الكمية ألي مشتق مالي معروض‬
‫ىلع منصات التداول‪ ،‬سواء أكان املطلوب دراسة املعلومات الكمية بشكل يومي‬
‫أو ساعة أو أكثر أو أقل‪ ،‬وتتضمن هذه الحسابات ما يلي‪:‬‬

‫‪Type‬‬ ‫‪Details‬‬ ‫البيان‬ ‫النوع‬


‫‪Bars‬‬ ‫عدد الشموع‬
‫‪Candle Length‬‬ ‫متوسط طول الشموع‬
‫‪Body Length‬‬ ‫متوسط طول جسم الشموع‬
‫‪Upper Shadow‬‬ ‫متوسط طول الظل العلوي‬
‫‪Lower Shadow‬‬ ‫متوسط طول الظل السفلي‬
‫‪Longest Bullish‬‬ ‫أطول شمعة صاعدة‬
‫‪Longest Bullish Candle Date‬‬ ‫تاريخ أطول شمعة صاعدة‬
‫‪Longest Bearish Candle‬‬ ‫أطول شمعة هابطة‬
‫كل‬
‫‪All Candles‬‬ ‫‪Longest Bearish Candle Date‬‬ ‫تاريخ أطول شمعة هابطة‬
‫الشموع‬
‫‪Number Of Bullish Candles‬‬ ‫عدد الشموع الصاعدة‬
‫‪Bullish Candles Percentage‬‬ ‫النسبة املئوية لعدد الشموع الصاعدة‬
‫‪Number Of Bearish Candles‬‬ ‫عدد الشموع الهابطة‬
‫‪Bearish Candles Percentage‬‬ ‫النسبة املئوية لعدد الشموع الهابطة‬
‫‪Highest Price‬‬ ‫أىلع سعر‬
‫‪Highest Price Date‬‬ ‫تاريخ أىلع سعر‬
‫‪Lowest Price‬‬ ‫أدنى سعر‬
‫‪Lowest Price Date‬‬ ‫تاريخ أدنى سعر‬
‫‪Candle Length‬‬ ‫متوسط طول الشموع‬
‫‪Body Length‬‬ ‫متوسط طول جسم الشموع‬
‫‪Bullish‬‬ ‫‪Upper Shadow‬‬ ‫متوسط طول الظل العلوي‬ ‫الشموع‬
‫‪Candle‬‬ ‫‪Lower Shadow‬‬ ‫متوسط طول الظل السفلي‬ ‫الصاعدة‬
‫‪Consecutive Bullish Candles‬‬ ‫عدد الشموع الصاعدة املتتالية‬
‫‪Consecutive Bullish Candles Date‬‬ ‫تاريخ الشموع الصاعدة املتتالية‬
‫‪Candle Length‬‬ ‫متوسط طول الشموع الهابطة‬
‫‪Body Length‬‬ ‫متوسط طول جسم الشموع الهابطة‬
‫‪Bearish‬‬ ‫‪Upper Shadow‬‬ ‫متوسط طول الظل العلوي‬ ‫الشموع‬
‫‪Candle‬‬ ‫‪Lower Shadow‬‬ ‫متوسط طول الظل السفلي‬ ‫الهابطة‬
‫‪Consecutive Bearish Candles‬‬ ‫عدد الشموع الهابطة املتتالية‬
‫‪Consecutive Bearish Candles Date‬‬ ‫تاريخ الشموع الهابطة املتتالية‬

‫‪19‬‬
‫وكما نالحظ من الجدول السابق فإن املعلومات اإلحصائية والحسابات الكمية‬
‫التفصيلية التي يقدمها مؤشر ‪ ،RMDI‬تبدو شبه مستوفيه لكافة العناصر‬
‫اإلحصائية والكمية التي يمكن أن تخطر ببال املتداول لحسابها أو معرفتها‪ ،‬حتى‬
‫يكون أثناء عملية التداول عارفًا لكافة العناصر ولديه صورة شبه كاملة للتفاصيل‬
‫النوعية والكمية املتعلقة باملشتق املالي أو زوج العمالت التي يجري التداول‬
‫عليه‪ .‬ويمكن للمتداول وبكل سهولة أن يقوم بعمليات الربط ما بين االستراتيجية‬
‫التي سيجري بنائها أو التداول عليها والتفاصيل الالزمة لتلك االستراتيجية بناء‬
‫ىلع املعطيات التي يوفرها هذا املؤشر‪.‬‬

‫وبناء ىلع ما تقدم عزيزي املتداول فأثنا تقدمنا يف عرض اإلستراتيجيات يف‬
‫صفحات هذا الكتاب‪ ،‬يجب أن تضع نصب عينيك تفاصيل محتويات الجدول السابق‬
‫الذي يقدمها املؤشر الذي اصطلحنا ىلع تسميته مؤشر ‪ ،RMDI‬ألنه سيلزمنا‬
‫االستعانة به لتوضيح الكثير من تفاصيل االستراتيجيات املعروضة‪ ،‬حتى نعرف‬
‫كيف أننا سنقوم بتوظيف هذه التفاصيل وهذه الحسابات الكمية يف تطوير أي‬
‫استراتيجية يجري بحثها‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‬
‫وفق العرض السابق وحتى نبدأ باالرتقاء يف تقديم االستراتيجيات املتقدمة‬
‫القائمة ىلع التحليل الكمي‪ ،‬تعتبر استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ‪One Way‬‬
‫‪ ،Trading Strategy‬هي االستراتيجية األولى واملنطلق الرئيسي ملا يليها من‬
‫إستراتيجيات متقدمة ومبنية ىلع أسس محددة وواضحة‪ ،‬ويف كل تقدم يتم‬
‫يف هذه االستراتيجية فإن ذلك التقدم يأتي كنتيجة حتمية ملواجهة عيوب‬
‫االستراتيجية أو الخطوة والنسخة السابقة عليها‪.‬‬

‫وتعبر استراتيجية التداول باالتجاه الواحد استراتيجية فعّالة جداَ يف مواجهة‬


‫االحتماالت الالمحدودة يف تقلبات األسعار بمواجهة الصفقات التي يجري القيام‬
‫بها‪ ،‬وتقوم هذه اإلستراتيجية بالدرجة األولى ىلع حقيقة واقعيه يمكن التأكد‬
‫منها يف ضوء ما أشرنا إليه سابقًا يف عرض عدد أيام ارتفاع سعر أي واحد من‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬بمقابل عدد أيام انخفاض السعر‪ ،‬والنسبة املئوية لكل طرف‪،‬‬
‫وعليه فإنه وبالدرجة األولى نستطيع أن نقوم بترتيب املعطيات التي سنبني‬
‫عليها هذه االستراتيجية وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬املعطى األول يشير إلى أنه ال يمكن لسعر أي واحد املشتقات املالية‬
‫ومهما كانت نوعية البيانات أو املعطيات التي تؤثر عليه سواء أكانت‬
‫اقتصادية أو سياسية أو طبيعية‪ ،‬فإنه ال يوجد أمام ذلك السعر سوى واحد‬
‫من احتمالين وهما االرتفاع أو االنخفاض‪ ،‬بصرف النظر عن الحاالت الشاذة‬
‫التي تكاد ال تذكر وهي أن السعر لم يتحرك صعودًا أو نزوالً وبقي يف‬
‫مكانه نهاية يوم التداول بسبب العطالت يف دول معينة أو األعياد التي‬
‫يكون فيها السوق مفتوحًا ولكن الحركة ضعيفة جدًا‪.‬‬
‫‪ .2‬أما املعطى الثاني وكما أشرنا يف الجداول السابقة فإنه ومع التطور‬
‫الزمني فإن عدد مرات ارتفاع السعر سيكون مساوي تقريبًا لعدد مرات‬
‫انخفاض السعر قياسًا ىلع الوحدة الزمنية املدروسة أو املرغوب بالتداول‬

‫‪21‬‬
‫عليها‪ ،‬سواء أكان بشكل يومي أو أربع ساعات أو أكثر أو أقل ( ‪Time‬‬
‫‪ .)Frame‬ولكن وللتسهيل وعرض تفاصيل االستراتيجية فسيتم االكتفاء‬
‫بعرضها باستخدام الوحدة الزمنية اليومية ‪ .Daily Time Frame‬وكل ذلك‬
‫بسبب أن الظروف التي يمر بها أي مشتق مالي ال يمكن أن تكون ىلع نحو‬
‫إيجابي بشكل مستمر أو ىلع نحو سلبي كذلك‪ ،‬بل أن السعر يتأثر سلبًا‬
‫وإيجابًا بالتبادل بحسب نوعية املتغيرات التي تؤثر عليه‪ ،‬وإذا ما رصدنا‬
‫ذلك بشكل دقيق فسنجد بأن هناك توزان شبه مطلق يف حجم‬
‫املتغيرات التي تؤثر إيجابًا ىلع السعر وتؤدي إلى ارتفاعه‪ ،‬بمقابل حجم‬
‫املتغيرات التي تؤثر سلبًا وتؤدي إلى انخفاضه‪ .‬ويبقى الفارق يف سعر أي‬
‫مشتق مالي من النقطة األولى للرصد إلى النقطة النهائية متوقفًا ىلع‬
‫عدد من العوامل الكمية الهامة التي سنوضحها فيما بعد أثناء التقدم يف‬
‫بناء االستراتيجيات‪ ،‬مثل مقدار التأثير اإليجابي لبعض املتغيرات خالل‬
‫فترة معينة مقابل مقدار التأثير السلبي لبعض املتغيرات أو نفسها خالل‬
‫فترة أخرى‪.‬‬

‫وللتوضيح فقد تصدر سلسلة من البيانات االقتصادية اإليجابية التي تؤدي‬


‫إلى ارتفاع سعر أحد املشتقات املالية بمقدار ‪ 500‬نقطة ىلع مدار عشرون‬
‫يوم تداول‪ ،‬ويعقبها متغيرات أخرى تؤدي إلى هبوط السعر بمقدار ‪ 300‬نقطة‬
‫ىلع مدار عشرون يومًا أيضًا‪ ،‬وىلع ذلك وبالرغم من تساوي عدد األيام التي‬
‫تأثر بها سعر أحد املشتقات املالية بصورة إيجابية بمقابل عدد األيام التي‬
‫تأثر بها السعر سلبًا‪ ،‬إال أن مقدار التأثر اإليجابي كان أكبر من مقدار التأثر‬
‫السلبي‪ ،‬أو قد يحدث العكس‪ ،‬حيث يمكن أن تتساوى كميات التأثير صعودًا‬
‫وهبوطًا‪ ،‬يف حين أن عدد األيام يكون مختلفًا‪ ،‬حيث يحدث أن يكون التأثير‬
‫اإليجابي ممتدًا ىلع مدار عشرون يومًا‪ ،‬بمقابل سبعة أيام سلبية لنفس‬
‫السعر ‪ ،‬وغير ذلك من االحتماالت التي ال يمكن للمحلل الكمي أن يغفل عن‬

‫‪22‬‬
‫رصدها يف مسيرته نحو بناء استراتيجيات محكمة قائمة ىلع حسابات كمية‬
‫بعيدة كل البعد عن محاوالت التنبؤ بمستقبل السعر‪ ،‬إال يف حدود االتجاه‬
‫العام الذي يجري حسابه بطريقة كمية أساسها معطيات التحليل الفني‪.‬‬

‫إذا وبشكل أولي ومبسط للغاية نستطيع صياغة نتيجة محددة وواضحة‬
‫تنص ىلع القاعدة التالية‪ :‬إذا قمت بالشراء مع بداية كل شمعة والتي تمثل‬
‫الفترة الزمنية املرصودة سواء يومًا أو غيره‪ ،‬وقمت بأخذ نفس حجم الصفقة‬
‫كل يوم‪ ،‬وقمت بإغالق الصفقة مع إغالق الشمعة‪ ،‬فإن عدد الصفقات التي‬
‫ستكون قد ربحتها يساوي نفس عدد الصفقات التي خسرتها مع فارق بسيط‬
‫جدًا‪ ،‬والعكس صحيح تمامًا إذا قمت بالبيع مع بداية الشمعة وإغالق الصفقة‬
‫مع نهايتها‪ ،‬مع ثبات االتجاه وحجم الصفقة يف كل مرة‪.‬‬

‫ويبقى الرهان قائمًا حول النتيجة النهائية لهذه العمليات‪ ،‬هل هي‬
‫إيجابية بالنسبة للحساب الذي يجري التداول عليه أم سلبية‪ ،‬وإجابة هذا‬
‫السؤال تحتاج إلى املزيد من البحث والتطوير لضمان أن نخرج بنتيجة إيجابية‬
‫بشكل حتمي‪ .‬حيث أن أول سؤال يقفز إلى ذهن املتداول سيكون ىلع النحو‬
‫الذي ينص ىلع ما يلي‪“ :‬بما أن عدد الصفقات الرابحة تساوي عدد الصفقات‬
‫الخاسرة‪ ،‬فما الفائدة إذن من العملية من األساس؟"‪.‬‬

‫هنا يأتي دور التحليل الكمي الدقيق ملعرفة الطريقة السليمة للتعامل مع‬
‫هذه االستراتيجية‪ ،‬من أجل تعظيم األرباح أو تقليل الخسائر‪ ،‬أو تحقيق الطرفين‬
‫معًا ‪ ،‬وبخاصة يف ضوء معرفتنا األكيدة بأن اإلحصائيات التي سبق وتم عرضها يف‬
‫الجداول السابقة تبقى قاعدة ثابته ال يمكن كسرها بأي حال من األحوال‪ ،‬وال بد أن‬
‫نلفت انتباه املتداول بأن إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد ‪One Way Trading‬‬
‫‪ Strategy‬املعروضة من قبل املؤلف وما سيتم عرضه من أساليب متقدمة‬
‫لتطويرها ورفع كفاءتها؛ هي نهاية الطريق يف اشتقاق إستراتيجية قائمة ىلع‬

‫‪23‬‬
‫هذه املعلومات اإلحصائية‪ ،‬فقد تقفز إلى ذهن أي فرد يقرأ صفحات هذا الكتاب‬
‫فكرة عظيمة تكون بمثابة ثورة يف عالم التداول‪.‬‬

‫و كمثال من الواقع اإلحصائي والكمي سيتم عرض هذه االستراتيجية بكامل‬


‫تفصيالتها وتطويراتها سنأخذ أحد املشتقات املالية الهامة والتي تستحوذ ىلع‬
‫كمية هائلة من تداوالت املستثمرين حول العالم وهو زوج الجنيه االسترليني‬
‫مقابل الدوالر األمريكي والذي يرمز له بالرمز ‪.GBPUSD‬‬

‫حيث أنه وبالصورة األساسية فقط لهذه االستراتيجية‪ ،‬بدون التعديل‬


‫عليها أو إضافة إي فكرة أو تدخل ىلع البناء العام لهذه االستراتيجية‪ ،‬يشير‬
‫الجدول التالي إلى نتائج التداول بحجم عقد واحد مع بداية كل يوم‪ ،‬وإغالقه مع‬
‫نهاية اليوم خالل الفترة التي تمتد بين تاريخ (‪ )2018/1/17‬حتى تاريخ‬
‫(‪ ،)2019/11/23‬بما مجموعة (‪ )508‬أيام تداول علمًا بأن اتجاه الصفقة اليومي هو‬
‫البيع ‪.Sell‬‬

‫القيمة‬ ‫املوضوع‬
‫‪Sell‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪2018/01/17‬‬ ‫أول يوم تداول‬
‫‪2019/11/23‬‬ ‫آخر يوم تداول‬
‫‪508‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬حجم عقد واحد‬
‫‪$2,347‬‬ ‫أكبر قيمة للربح اليومي‬
‫‪$2,654-‬‬ ‫أكبر قيمة للخسارة اليومية‬
‫‪$16,465‬‬ ‫أىلع مجموع للربح التراكمي‬
‫‪$5,372-‬‬ ‫أىلع مجموع للخسارة التراكمية‬
‫‪$7,168‬‬ ‫صايف الربح‪/‬الخسارة‬

‫نالحظ من الجدول السابق بأن املحصلة النهائية للعمل وفق هذه‬


‫االستراتيجية بصورتها األساسية فقط دون أي أضافات عليها أو تعديل فيها‪ ،‬هي‬

‫‪24‬‬
‫الخروج بربح صايف خالل الفترة املاضية بما مقداره (‪ ،)$7,168‬وهي قيمة‬
‫متواضعة نوعًا ما‪ ،‬بالنظر إلى طول الفترة الزمنية التي جرى العمل خاللها والتي‬
‫تقارب من سنتين‪ .‬مع العلم بأننا لو قلبنا اآلية لخرجنا بصايف خسارة تساوي نفس‬
‫قيمة الربح املتحقق يف حال لو قمنا بالشراء مع بداية كل يوم بدالً من البيع‪.‬‬
‫وهذا ما سنقوم بطرحه حول األسباب التي تجعلنا نأخذ اتجاه معين دون اآلخر يف‬
‫الصفحات التالية ‪ ،‬إضافة إلى أن األرقام املجردة يف كما هي معروضة يف الجدول‬
‫السابق قد تحتاج إلى إعادة نظر وبخاصة يف ضوء بعض املتغيرات الهامة ومنها‬
‫ىلع سبيل املثال وليس الحصر هو فرق االسبرد بين سعري البيع والشراء‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي سنتطرق إلى توضيحه بطريقة خاصة عندما نتعمق يف بناء هذه‬
‫االستراتيجية بشكل تراكمي وصوالً إلى أفضل نتيجة مؤكدة منها‪.‬‬

‫ومما تجدر اإلشارة إليه يف الجدول السابق‪ ،‬بأننا لو قمنا بجمع الربح‬
‫والخسارة بشكل يومي وتراكمي‪ ،‬نجد بأن أىلع ربح تراكمي تم تحقيقه وصل إلى‬
‫نحو (‪ )$16,465‬وهي قيمة مرتفعة باملقارنة بأقصى خسارة تم تجميعها بشكل‬
‫تراكمي خالل نفس الفترة والتي وصلت إلى نحو (‪ .)$5,372‬وهذا ما يمثله الرسم‬
‫البياني التالي‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫وهنا يجب أن ال نغفل عن املسار الذي نسير فيه وهو أن الهدف الرئيسي‬
‫من البحث والتطوير يف موضوع التحليل الكمي‪ ،‬هو أن نصل إلى استراتيجية تداول‬
‫يمكن استخدامها وتوظيفها بأكثر من طريقة إيداعيه‪ ،‬متحررين بشكل كامل من‬
‫انتظار صدور أي بيانات اقتصادية نتوقع يف ضوئها مستقبل األسعار وما ستكون‬
‫عليه يف قادم األيام أو الساعات‪ ،‬وكذلك التحرر من الطرق التقليدية يف استخدام‬
‫مؤشرات التحليل الفني وتوظيف معطياتها بأفضل صورة ممكنة بما يخدم بناء‬
‫االستراتيجيات القائمة بشكل كامل ىلع حساب الكميات‪ ،‬وىلع ذلك فلكي نبدأ‬
‫مشور املتعة والتشويق واإلثارة بعمليات التداول يجب علينا إطالة النظر يف‬
‫املعلومات السابقة‪ ،‬ونبدأ بطرح األسئلة املناسبة حتى نضع أقدامنا ىلع طريق‬
‫تحقيق النجاح املؤكد‪ ،‬والذي يتطلب الخروج من الصندوق والتفكير من خارجه‪.‬‬

‫إن التعامل مع اإلستراتيجية السابقة‪ ،‬يتطلب املزيد من التفكير املجرد‬


‫ورؤية الصورة بشكل متعالي وشمولي‪ ،‬ومن ثم التفكير يف الجزيئات التي تتركب‬
‫منها عملية التداول‪ ،‬والتفاصيل الكمية التي يعرضها مؤشر ‪ RMDI‬الذي أشرنا إليه‬
‫سابقًا وعرضنا يف جدول خاص نوعية البيانات اإلحصائية والكمية التي ينطوي‬
‫عليها‪ ،‬وبالتالي يجب التفكير يف السلوك السعري لحركة املشتقات املالية بشكل‬
‫عام واملشتقات املالية التي املرغوبة بشكل خاص‪ ،‬ومن ثم كيفية توظيف‬
‫املعطيات الكمية يف زيادة وتعظيم أرباح االستراتيجية السابقة‪ ،‬والحد من‬
‫الخسارة يف األيام التي ستنتهي ىلع خسارة‪ ،‬لنصل إلى أن تكون النتيجة الكلية‬
‫أو اإلجمالية لعمليات التداول إيجابية بشكل كبير جدًا حتى لو كان اتجاه السوق‬
‫بشكل عام يسير ضد االتجاه الذي قررنا االستمرار‪ ،‬وهو األمر الذي يتطلب قليالً من‬
‫الذكاء والصبر‪ ،‬فكيف يتحقق لنا ذلك ونقوم بالتطوير أو التعديل ىلع هذه‬
‫اإلستراتيجية؟‪.‬‬

‫إن عدد املستويات أو الطرق التي سنبدأ بعرضها فيما يلي كما أشرنا‬
‫سابقًا تم بنائها بشكل تراكمي بحسب ما توفر للمؤلف من خبرة وبحث ودراسات‬

‫‪26‬‬
‫كمية‪ ،‬وهو ما نود التأكيد عليه بشدة للمتداول الذي يقرأ صفحات هذا الكتاب‪،‬‬
‫وهو أن استمرارية البحث والتجريب والتحليل الكمي لألرقام سيتولد عنها طرق‬
‫مختلفة للتعامل مع حركة املشتقات املالية بحيث نحقق أىلع عائد ممكن من‬
‫خالل استخدامها‪.‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬إطالق الربح وتحديد الخسارة‬

‫من األمور التي ال يعرفها إال القليل من املحترفين يف هذ النوع من العمل؛‬


‫أن أبرز أسباب خسارة املتداولين يف هذا السوق‪ ،‬هو عدم الصبر ىلع جني األرباح‪،‬‬
‫بمقابل الصبر ىلع الخسائر ىلع أمل عودة األسعار إلى املستويات التي تم‬
‫الدخول عندها‪ .‬وال يخفي املؤلف سرًا أنه ويف أثناء عمله كمحلل كمّي ىلع‬
‫بيانات الصفقات الخاصة باملتداولين لدى عدد كبير من شركات الوساطة املالية‪،‬‬
‫فقد كانت إحدى الدراسات التي تم تنفيذها تتلخص بفصل عمليات التداول تبعًا‬
‫لنوع املشتق املالي الذي يجري التداول عليه‪ ،‬حيث تم فصل عمليات التداول‬
‫لتسهيل إجراء الدراسات املقارنة‪ ،‬وتم فصل الصفقات الرابحة عن الصفقات‬
‫الخاسرة‪ ،‬ويكفي أن نشير يف هذا املوقع بأن النتائج كانت صادمة بدرجة ال يمكن‬
‫تخيلها‪ ،‬فعلى سبيل املثال تبين بأنه وىلع زوج الباوند االسترليني مقابل الدوالر‬
‫األمريكي ‪ ،GBPUSD‬ومن تحليل حوالي ربع مليون صفقة (‪ )250K‬تعود لنحو‬
‫(‪ )14‬الف متداول‪ ،‬تبين بأنه ويف الوقت الذي كان معدل ربح العقد الواحد بحدود‬
‫(‪ ،)$180‬مع انحراف معياري بحدود (‪ ،)$100‬تبين بأن معدل خسارة العقد الواحد‬
‫بحدود (‪ )$1200‬مع انحراف معياري بحدود (‪.)$300‬‬

‫وليس هذا فقط‪ ،‬فقد تبين بأن عدد الصفقات الرابحة كانت نحو (‪ )170‬ألف‬
‫صفقة‪ ،‬بمقابل نحو (‪ )80‬ألف صفقة خاسرة فقط‪ ،‬غير أن مجموع الخسارة يف‬
‫الصفقات الخاسرة‪ ،‬برغم قلة عددها بمقابل الصفقات الرابحة كانت تفوق مجموع‬
‫الربح بفارق كبير جدًا ورقم يصعب تخيله للمضارب العادي‪ .‬وهو األمر الذي يعزز من‬

‫‪27‬‬
‫ثقتنا بأن أحد أهم العوامل الرئيسية يف الخسارة الكلية للحسابات‪ ،‬هو أن‬
‫املتداول حين يكون باالتجاه الصحيح للسوق فإنه سرعان ما يقطف األرباح‬
‫املتحققة من عملية التداول ويهرب بها فرحًا؛ وهو ما يثبته العدد الهائل من‬
‫بعكس اتجاه‬ ‫الصفقات الرابحة‪ ،‬غير أنه ويف الوقت الذي يكون فيه السعر‬
‫الصفقة‪ ،‬فإن املتداول يبقى متعلقًا باألمل بأن يعود السعر مرة أخرى ويقوم‬
‫بتعويض الخسارة التي لحقت بالحساب‪ ،‬وهو الفخ الرئيسي الذي يسرق الحساب‬
‫يومًا بعد يوم‪ ،‬إلى أن يجد املتداول نفسه حائرًا كيف يفعل‪ ،‬أو بخسارة حسابه‬
‫بالكامل‪ ،‬وبالتالي هي العاطفة التي تسيطر بشكل كلي ىلع العقل وتمنعه من‬
‫اتخاذ القرار السليم يف الوقت السليم‪ ،‬وكل هذا طبعًا لن يكون متاحًا يف ضوء‬
‫نظره سطحية للسوق بشكل عام وخصائص حركة املشتقات املالية بشكل خاص‪.‬‬

‫وعودة إلى إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬وطريقة إطالق الربح‬


‫وتحديد الخسارة ‪ ، Release The Profit and Determine The Loss‬فماذا لو قمنا‬
‫بوضع أمر وقف خسارة ىلع قيمة معينة يف حال مشى السوق بعكس الصفقات‬
‫اليومية ذات االتجاه الواحد‪ ،‬يف حين حافظنا ىلع الربح دون تحديد حتى نهاية‬
‫يوم التداول‪ ،‬بمعنى أن نبقى محافظين ىلع فرصة جني األرباح يف حين نقوم‬
‫بوقف الخسارة عند قيمة معينة ولنفترض أنها مثالً (‪ )500‬دوالر خسارة للعقد‬
‫الواحد بمقابل ربح مفتوح‪.‬‬

‫أخرى‪ ،‬فماذا‬ ‫لو أعدنا حساب البيانات الوارد يف الجدول السابق مرة‬
‫ستكون النتيجة؟‪ ،‬النتيجة ربما ستكون صادمة‪ ،‬وسنعرضها يف الجدول التالي‪،‬‬
‫بنفس القيم ونفس الفترة الزمنية ونفس قيمة العقد‪ ،‬والشيء الذي قنما بتغييره‬
‫أو التالعب به هو تحديد قيمة الخسارة بقيمة (‪ )500‬دوالر يف كل مرة‪ ،‬وإطالق‬
‫العنان للربح إلى نهاية اليوم‪ ،‬بمعنى أننا وضعنا معادلة حسابية بحيث نوقف‬
‫الخسارة يف األيام التي مشى فيها السعر بعكس الصفقة عند حد (‪ )500‬دوالر‬
‫أمريكي كحد أقصى‪ ،‬يف حين حافظنا ىلع الصفقة عاملة حتى نهاية يوم‬

‫‪28‬‬
‫التداول بصرف النظر عن كمية الربح التي سنخرج بها نهاية اليوم‪ ،‬والجدول التالي‬
‫يوضح النتيجة التي خرجنا بها بعد أن قمنا بإعادة الحساب ىلع ملف البيانات‬
‫الحقيقية املستخرجة من منصة التداول وبإمكان أي فرد أن يقوم بالتأكد من تلك‬
‫القيم بشكلها الرئيسي قبل الخوض يف التفاصيل التالية لهذه اإلستراتيجية‪:‬‬

‫القيمة‬ ‫املوضوع‬
‫‪Sell‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪2018/1/17‬‬ ‫أول يوم تداول‬
‫‪2019/11/23‬‬ ‫آخر يوم تداول‬
‫‪508‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬حجم عقد واحد‬
‫‪$2,347‬‬ ‫أكبر قيمة للربح اليومي‬
‫‪$500-‬‬ ‫أكبر قيمة للخسارة اليومية‬
‫‪$49,037‬‬ ‫أىلع مجموع للربح التراكمي‬
‫‪$1,869-‬‬ ‫أىلع مجموع للخسارة التراكمية‬
‫‪$47,541‬‬ ‫صايف الربح‪/‬الخسارة‬

‫ال تحتاج األرقام الواردة يف الجدول السابق إلى تفسير‪ ،‬بمقابل الدهشة‬
‫التي تصيبنا عندما نقوم باملقارنة البسيطة بين الجدولين‪ ،‬والتي لم نغير يف‬
‫اإلستراتيجية شيئًا يذكر؛ سوى أننا قمنا بتحديد الحد األقصى للخسارة التي نقبلها‬
‫يف كل مرة‪ .‬فبينما كان صايف الربح يف املرة األولى (‪ ،)$7,168‬تضاعف يف املرة‬
‫الثانية بعد التعديل إلى سبعة أضعاف ليصل إلى (‪ ،)$47,541‬وقس ىلع باقي‬
‫البيانات يف الجدول‪.‬‬

‫ولكن لننتظر مرة أخرى قبل أن نتسرع يف إظهار الفرح والدهشة بهذا‬
‫االكتشاف‪ ،‬ف ماذا لو قلبنا اآلية وكان اتجاه الصفقات هو الشراء وليس البيع‪ ،‬حتى‬
‫نخرج من دائرة الشك بأن التي قد يكون املؤلف ربما قد تعمد عرض بيانات من‬

‫‪29‬‬
‫شأنها أن تؤكد صحة النظرية التي يطرحها يف إستراتيجية التداول باالتجاه‬
‫الواحد‪.‬‬

‫لإلجابة ىلع هذا السؤال‪ ،‬فإننا نستعرض نفس الجدول مع تغيير اتجاه‬
‫الصفقات من البيع إلى الشراء‪ ،‬والتي يوضحها الجدول التالي‪.‬‬

‫القيمة مع تحديد الخسارة‬ ‫القيمة بدون تعديل‬ ‫املوضوع‬


‫‪Buy‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪2018/1/17‬‬ ‫‪2018/1/17‬‬ ‫أول يوم تداول‬
‫‪2019/11/23‬‬ ‫‪2019/11/23‬‬ ‫آخر يوم تداول‬
‫‪508‬‬ ‫‪508‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬حجم عقد واحد‬
‫‪$2,654.00‬‬ ‫‪$2,654.00‬‬ ‫أكبر قيمة للربح اليومي‬
‫‪$500.00-‬‬ ‫‪$2,347.00-‬‬ ‫أكبر قيمة للخسارة اليومية‬
‫‪$29,922.00‬‬ ‫‪$5,372.00‬‬ ‫أىلع مجموع للربح التراكمي‬
‫‪$535.00‬‬ ‫‪$16,465.00-‬‬ ‫أىلع مجموع للخسارة التراكمية‬
‫‪$28,958.00‬‬ ‫‪$7,168.00-‬‬ ‫صايف الربح‪/‬الخسارة‬

‫نالحظ من الجدول السابق كمية اإلثارة والتشويق يف العمل‪ ،‬بسبب‬


‫النتائج التي خرجنا بها من جراء تعديل بسيط تم تنفيذه فقط من خالل تحديد‬
‫قيمة الخسارة وإطالق العنان للربح إلى الحد األقصى الذي حددنا موعد توقيفه‬
‫بزمن نهاية كل يوم تداول‪ ،‬وحتى مع أننا غيرنا اتجاه التداول من البيع إلى الشراء‪،‬‬
‫إال أننا بدالً من الخروج بمحصلة نهاية هي خسارة ما يقارب (‪ )7‬أالف دوالر‪ ،‬خرجنا‬
‫بربح يساوي تقريبًا (‪ )29‬الف دوالر‪ ،‬فقط من خالل تحديد قيمة الخسارة ب(‪)500‬‬
‫دوالر‪ ،‬ويبقى الخيال متاحًا للمتداول يف طريقة تخفيض قيمة الحد األقصى‬
‫للخسارة بأقل من (‪ )500‬للعقد الواحد‪ ،‬حيث سنجد أن كمية األرباح ستكون أكبر‬
‫بكثير‪ .‬وبإمكان أي مضارب أن يقوم بإجراء الدراسات املقارنة من هذا النوع ىلع‬
‫كافة املشتقات املالية والعمالت العاملية ليكتشف سهولة التخلص من الضغط‬
‫العاطفي والعصبي أثناء عمليات التداول القائمة ىلع هذا األساس‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫يف ضوء ما تقدم ربما تدفعنا الحماسة التي قد تسيطر ىلع أي متداول قام‬
‫بقراءة الصفحات السابقة بما تنطوي عليه من بيانات وجدال إلى التوقف عند هذا‬
‫الحد والذهاب فورًا إلى إجراء الحسابات اإلحصائية والكمية لعدد من املشتقات‬
‫املالية املرغوب أن نتداول بها‪ ،‬والتأكد من صدق ما سبق عرضه من إحصائيات‬
‫وحسابات كمية من خالل تحميل البيانات املتعلقة بأي مشتق من املشتقات‬
‫املالية ىلع برنامج األكسل‪ ،‬ومن ثم الذهاب فورًا إلى منصة التداول وبدء التطبيق‬
‫الفوري لهذه اإلستراتيجية بالصورة التي سبق ذكرها‪ .‬وهو األمر الذي يبدو معقوالً‬
‫يف أول األمر ومقبوالً أيضًا‪ ،‬ذلك ألن التجارب التطبيقية هي الطريق السليم‬
‫للكشف عن املشكالت التي قد تواجه توظيف هذه االستراتيجية وتحقيق أىلع‬
‫عائد متوقع منها‪.‬‬

‫ومع أن املؤلف يرى بأهمية وضرورة التطبيق التجريبي للكشف عن أية عيوب‬
‫تواجه أي استراتيجية مهما كان نوعها‪ ،‬ومنها هذه االستراتيجية‪ ،‬إال أنه واختصارًا‬
‫لوقت املتداول بسبب الدراسات الكثيرة والتحليالت الكمية التي تم تنفيذها فإن‬
‫كمية كبيرة من املالحظات والعيوب التي تم رصدها أثناء تنفيذ هذه االستراتيجية‬
‫وىلع ذلك فلو أعدنا النظر مرة أخرى يف النتائج السابقة وأعدنا التفكير فيها مرة‬
‫أخرى بعمق أكبر‪ ،‬وبخاصة يف ضوء معرفتنا بتفاصيل التداول عل املشتقات‬
‫املالية املختلفة‪ ،‬ويف ضوء املعطيات التي تقدمها التحليالت اإلحصائية التي‬
‫عرضنا يف جدول مؤشر ‪ RMDI‬الذي أشرنا إليه سابقًا‪ ،‬فإن كمية كبيرة من األسئلة‬
‫الصحيحة ستقفز إلى الذهن بشكل مباشر‪ .‬واإلجابة عليها ستجعلنا بشكل مطلق‬
‫قادرين ىلع رفع كفاءة االستراتيجية السابقة ومعالجة عيوبها مهما كان نوعها‪،‬‬
‫وطرح هذه األسئلة يجب أن تكون بأسلوب سقراط الحكيم‪ ،‬التي من شأنها أن‬
‫تضعنا ىلع الطريق الصحيح دون أن يدخل الشك يف قلوبنا أثناء العمل‪ .‬وكذلك‬
‫حتى ال نترك للعطافة أي مجال للتدخل والتغيير يف خطة العمل والتي قد تدمر‬
‫اإلستراتيجية برمتها‪ ،‬ومن هذه األسئلة‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫ما هو األساس العلمي الذي نستند عليه يف تحديد قيمة الخسارة التي‬ ‫‪.1‬‬
‫نتوقف عندها يف الصفقات التي يمشي السعر بعكسها؟‪.‬‬
‫‪ .2‬ماذا لو تحرك السوق بعكسنا يف أول األمر وقام بوقف الخسارة الذي قمنا‬
‫بتحديده‪ ،‬ثم عاد لالتجاه املطلوب قبل نهاية اليوم؟‬
‫‪ .3‬هل من املمكن أن نقوم بالتبديل بين اتجاه الصفقات كل فترة زمنية‬
‫معينة‪ ،‬وبخاصة أن السوق يمر أحيانًا بموجات ارتفاع أو انخفاض لفترات‬
‫زمنية طويلة قد تستمر ألشهر متتالية؟‬
‫‪ .4‬كيف يمكن التالعب يف تفاصيل االستراتيجية السابقة بحيث نحقق منها‬
‫أىلع عائد مع تقليل مخاطرها إلى الحد األقصى؟‬

‫يف أول األمر قد يبدو األمر مربكًا بعض الشيء وذلك بسبب كثرة‬
‫التفصيالت املتشابكة والتي تأتي ىلع عالقة مباشرة يف تفاصيل االستراتيجية‬
‫السابقة‪ ،‬ولكن تحليل املشكلة وتصنيف مكوناتها يضعنا بكل تأكيد ىلع الطريق‬
‫السليم يف التغلب ىلع أي إشكالية مهما كان نوعها‪ ،‬وبطبيعة الحال فال يمكن‬
‫أن نتخلص من هذا اإلرباك إال باللجوء إلى التحليل الكمي واملعالجات اإلحصائية‬
‫التي تجعلنا قادرين ىلع رصد اإلجابة ىلع أي سؤال تم طرحه فيما سبق أو قد‬
‫يظهر أثناء العمل‪.‬‬

‫ولتوضيح ذلك فإننا نحتاج إلى تحميل بيانات زوج العملة التي ننوي‬
‫التداول بها‪ ،‬أو أي مشتق مالي نرغب بالتداول عليه‪ ،‬ومن ثم نقوم بدراسة السلوك‬
‫السعري له‪ ،‬من حيث‪ ،‬طول جسم الشمعة‪ ،‬وطول ظلها‪ ،‬حيث نعلم تمامًا بأن الربح‬
‫املتحقق هو بالتحديد ناتج عن الجسم الرئيسي للشمعة ‪ ،Candle Body‬والذي‬
‫ينحصر ما بين سعر االفتتاح بداية اليوم والذي يمثل سعر الدخول إلى السوق‪،‬‬
‫وسعر اإلغالق للشمعة الذي يمثل سعر إغالق الصفقة يف نهاية اليوم الذي يمكن‬
‫التعبير عنه بالصيغة الرياضية (‪،Candle Body = ABS)Close Price – Open Price‬‬
‫مع مالحظة أننا وضعنا صيغة ‪ ،ABS‬بمعنى القيمة املطلقة لحاصل طرح سعر‬

‫‪32‬‬
‫االفتتاح من سعر اإلغالق بصرف النظر عن إشارة السالب أو املوجب‪ ،‬فاملطلوب هو‬
‫الحصول ىلع املتوسط الحسابي لطول جسم الشمعة املحصور بين سعري‬
‫االفتتاح واإلغالق‪ ،‬يف حين أن طول الشمعة ‪The length of the candle‬سيكون‬
‫هو الفارق ما بين أىلع سعر وأدنى سعر خالل يوم التداول الذي تمثله الشمعة‬
‫والذي يمكن التعبير عنه بالصيغة الرياضية‪:‬‬

‫)‪ Candle Length = (High Price – Low price‬مع مالحظة أننا هنا لم‬
‫نستخدم القيمة املطلقة ‪ ABS‬وذلك ألن النتيجة ستكون دائمًا بشكل موجب‪،‬‬
‫فال يمكن أن يكون السعر األدنى أىلع من السعر األىلع‪ .‬ويبقى الفارق ما بين طل‬
‫الشمعة وطول جسم الشمعة متوقفًا ىلع مجموع طول الظل العلوي للشمعة‬
‫‪ Upper Shadow‬وطول الظل السفلي للشمعة ‪ ،Lower Shadow‬وطول ظل‬
‫الشمعة سواء العلوي أو السفلي بالدرجة األولى هو ما يشكل الخطر الرئيسي ىلع‬
‫اإلستراتيجية السابقة‪.‬‬

‫فإذا كان اتجاهنا العام هو الشراء‪ ،‬فإن الظل السفلي يف األيام التي يرتفع‬
‫فيها السوق هو ما يشكل الخطر ىلع االستراتيجية‪ ،‬فقد يهبط السوق إلى‬
‫املستوى الذي حددنا الخسارة عنده‪ ،‬ومن ثم يعاود االرتفاع إلى مستويات مرتفعة‬
‫جدًا تكون بمثابة أرباح محققة ضاعت علينا فيما لو أننا حافظنا ىلع الصفقة‬
‫بشكلها األساسي ‪ ،‬والعكس صحيح أيضًا إذا كان اتجاهنا العام هو البيع مع بداية‬
‫كل يوم‪ ،‬فإن الظل العلوي للشمعة هو ما يشكل الخطر ىلع اإلستراتيجية‪ .‬مع‬
‫العلم بأن الخطر الذي نقصده هنا ليس خطرًا باملعنى العام للخطر‪ ،‬لكن بشكل‬
‫أساسي فإن قيمة طول ظل الشمعة إذا ما تجاوز قيمة املتوسط الحسابي لطول‬
‫الظل سواء العلوي أو السفلي‪ ،‬وكانت قيمة وقف الخسارة املحددة مساوية لقيمة‬

‫‪33‬‬
‫املتوسط الحسابي لطول ظل الشموع‪ ،‬فإن ذلك سيؤدي إلى توقف الصفقة عند‬
‫ذلك الحد األمر الذي يعني أننا سنبقى رهن احتمال ممكن الحدوث وهو أنه قد‬
‫يحدث وبعد أن يتم توقف الصفقة وخروجها ىلع قيمة الخسارة املحددة يعود‬
‫السعر مرة أخرى باالتجاه املطلوب األمر الذي يعني واحد من احتماالن‪ ،‬األول منهما‬
‫أننا قمنا بتقييد خسارة فعلية ربما كانت ستعود قبل نهاية يوم التداول الذي‬
‫تمثله الشمعة التي نعمل وفقًا لها باإلضافة إلى حرمان الحساب من ربح كان‬
‫محققًا لو لم نقم بإغالق الصفقة عند مستوى الخسارة املحدد‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يعني أن اإلحصائيات والحسابات الكمية التي سبق أن عرضناها يف الجداول‬
‫السابقة ستبقى عرضة للتعديل ىلع قيم الربح والخسارة الواردة فيها‪.‬‬

‫وهو األمر الذي قد يقود إلى االحتمال الثاني وهو أن التفكير قد يقود‬
‫املتداول وبخاصة املتحمسين منهم للفكرة‪ ،‬إلى إعادة فتح الصفقة من ذات‬
‫النقطة التي توقفت عندها الصفقة وخرجت من السوق ىلع خسارة‪ ،‬وهو ما‬
‫يضعنا مرة أخرى أمام واحد من احتمالين‪ ،‬عودة السعر باالتجاه املطلوب وهو ما‬
‫يطمح بحدوثه أي متداول‪ ،‬األمر الذي يعني أننا فتحنا الباب ىلع مصراعيه للتدخل‬
‫العاطفي يف سير العمل‪ ،‬وبالتالي الخسارة املحققة دون أدنى شك‪ ،‬وهو األمر‬
‫الذي نحاربه بشكل مطلق من خالل استخدام أساليب التحليل الكمي القائم ىلع‬
‫فلسفة إبعاد العاطفة ومحاولة التنبؤ بمستقبل السعر بأي طريقة كانت‪ .‬يف حين‬
‫أن االحتمال الثاني هو استمرار السعر بمعاكسة اتجاه الصفقة مرة أخرى‪ ،‬مما يعني‬
‫أننا تجاوزنا سقف الخسارة املحدد مرتين أو أكثر إذا ما بقي املتداول مصرًا ىلع‬
‫الدخول يف كل مرة تتوقف الصفقة عند الخسارة املحددة‪ ،‬األمر الذي يقود‬
‫بالضرورة إلى هدم أساسات االستراتيجية من جذورها وخروجنا عن املسار املحدد‬
‫لها بكل تفاصيلها بمجرد أن قادنا التفكير إلى إعادة فتح الصفقة مرة أخرى بعد أن‬
‫تتوقف عن العمل‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫إذًا هو فيض من االحتماالت القادرة ىلع إحداث اإلرباك يف التفكير والحد‬
‫من القدرة ىلع اتخاذ القرارات الصائبة يف سير عمليات التداول بسهولة ومرونة‪،‬‬
‫مضافًا إليها أجواء من املتعة يف لعبة التداول إن جاز لنا التعبير عن التداول‬
‫بلعبة مع األرقام واالحتماالت‪ ،‬كلعبة الشطرنج التي تتطلب من الالعب القيام‬
‫بحركة محددة محسوب عليها االحتماالت التي يمكن أن يقوم بها الالعب‬
‫املنافس عندما يأتي دوره بالحركة‪.‬‬

‫وىلع ذلك ومن خالل استخدام ما توفره أدوات التحليل الكمي فإن التغلب‬
‫ىلع جميع ما تقدم من معضالت واإلجابة ىلع كافة التساؤالت يصبح من‬
‫السهولة بمكان‪ ،‬بحيث يصل املتداول إلى أىلع مستوى من الفهم العميق‬
‫لسيناريوهات الحركة املتوقعة ألي من املشتقات املالية‪ ،‬ومن ثم يصل بشكل‬
‫تلقائي إلى استنتاج طرق متنوعة يمكن توظيفها يف تعديل نفس االستراتيجية‪،‬‬
‫بحيث نصل إلى النتيجة املرجوة التي تتلخص بقضية تعظيم األرباح والحد من‬
‫الخسائر‪ ،‬وأول األمر فإننا نجد أنفسنا بحاجة إلى معلومات تفصيلية عن أي واحدة‬
‫من املشتقات املالية أو العمالت التي املرغوبة بالتداول عليها‪ ،‬ومثال ذلك‪،‬‬
‫معدل طول جسم الشمعة أو املتوسط الحسابي لها‪ ،‬ومعدل طول الظل العلوي‬
‫والسفلي‪ ،‬وغير ذلك من التفصيالت والتي سبق وأن أشرنا بأن مؤشر ‪RMDI‬‬
‫يقدمها بأدق التفاصيل املمكنة‪ ،‬واملتوفر بياناته ىلع املوقع اإللكتروني األول‬
‫عامليا يف موضوع التحليل الكمي ‪ www.Hexagon-fx.com‬وحتى نقوم نستطرد‬
‫يف عرض تفاصيل الطرق املتنوعة واملبنية ىلع بعضها البعض يف بناء‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬نقدم الجدول التالي كنموذج بسيط يوضح‬
‫املتوسط الحسابي لطول جسم الشمعة األساسية محسوبًا بالفارق بين سعري‬
‫االفتتاح واإلغالق‪ ،‬ومتوسط طول الظل العلوي والظل السفلي للشمعة الواحدة‬
‫ىلع العمالت الرئيسية‪ ،‬وبإمكان املتداول الكريم أن يقوم بنفس الحسابات ىلع‬

‫‪35‬‬
‫أي من املشتقات املالية التي يرغب باملتاجرة عليها‪ ،‬أو الحصول عليها جاهزة من‬
‫املوقع اإللكتروني املشار إليه سابقًا‪.‬‬

‫متوسط طول جسم الشمعة متوسط طول الظل العلوي متوسط طول الظل السفلي‬ ‫الزوج‬
‫‪25‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪GBPUSD‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪AUDUSD‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪EURUSD‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪USDCAD‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪USDCHF‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪USDJPY‬‬

‫وقبل التقدم أكثر نشير إلى أن النتائج املعروضة يف الجدول السابق تمت‬
‫بناء ىلع أسعار السوق الفعلية خالل الفترة املمتدة بين عامي (‪ ،)2019-2018‬وقد‬
‫تتغير الشيء القليل إذا تغيرات الفترة الزمنية‪ ،‬بمعنى أنه وحتى تتغير القيم‬
‫املتوسطات الحسابية السابقة فنحن بحاجة إلى عدد كبير من األيام حتى نالحظ‬
‫أي تغيير يف تلك القيم‪ ،‬والذي سيكون بطبيعة الحال تغيير طفيف للغاية سواء‬
‫بالزيادة أو النقصان‪ .‬كما يجب مالحظة أننا لم نقم باستثناء الحاالت الشاذة‪ ،‬حيث‬
‫أن هناك الكثير من األيام التي لم يتحرك فيها السوق حركة فعلية أو حركة قوية‬
‫األمر الذي يؤثر ىلع حساب قيمة املتوسط الحسابي لطول الشمعة أو بياناتها‬
‫بشكل عام‪ ،‬ومرة أخرى يبقى التأثير طفيفًا للغاية‪.‬‬

‫وبناء ىلع التحليالت الكمية السابقة‪ ،‬فإن أول ما يمكن أن يتم استنتاجه‬
‫هو أننا وبشكل مبدئي بحاجة إلى تحديد حجم الخسارة بناء ىلع طول الظل‬
‫العلوي إذا كان اتجاه الصفقات يذهب باتجاه البيع ‪ ، Sell‬ومعدل طول الظل‬
‫السفلي إن كان اتجاه الصفقات ذات االتجاه الواحد هو الشراء ‪ ،Buy‬مع األخذ بعين‬
‫االعتبار قيمة االنحراف املعياري لتلك املتوسطات ‪ Standard Deviation‬وهي‬
‫مجموع انحرافات القيم عن متوسطاتها الحسابية‪ ،‬األمر الذي يستلزم زيادة يف‬
‫قيمة وقف الخسارة املحدد بناء ىلع الجدول السابق‪ ،‬والتي تعتبر مسافة أمان‬
‫كافية‪ ،‬وبشكل عام فإن قيمة االنحراف املعياري تساوي تقريبًا نصف قيمة‬

‫‪36‬‬
‫املتوسط الحسابي للظل بالنسبة للمشتقات املالية املدروسة فإن كان متوسط‬
‫طول الظل مثالً ‪ 20‬نقطة‪ ،‬فإن وقف الخسارة يجب أن يكون بعيدًا عن متوسط‬
‫الظل بمقدار ‪ 10‬نقاط إضافية‪ ،‬وهي قيمة االنحراف املعياري‪.‬‬

‫وخالصة القول بأنه وبحسب إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد مع تحديد‬


‫قيمة الخسارة وإطالق العنان للربح‪ ،‬فيحب ىلع املتداول قبل أن يقرر استخدام‬
‫هذه االستراتيجية أن يقوم بعمل دراسة واسعة ىلع جميع ما سبق ذكره من‬
‫معلومات حتى يكون ىلع يقين ودراية كافية للعمل الذي ينوي القيام به‪.‬‬

‫وملواصلة تطوير االستراتيجية السابقة‪ ،‬فإن سؤاالً صحيحًا حول املوضوع‬


‫الصحيح يؤدي بنا إلى التعديل ىلع االستراتيجية السابقة بشكلها األساسي بحيث‬
‫نحافظ ىلع الفلسفة من وجود االستراتيجية أساسًا‪ ،‬وهي التخلص من محاولة‬
‫التنبؤ بمستقبل االسعار بسبب صعوبة اإلحاطة بجميع املتغيرات التي تؤثر ىلع‬
‫حركة املشتقات املالية‪ ،‬سواء أكانت بيانات اقتصادية‪ ،‬أو متغيرات سياسية‪ ،‬أو‬
‫كوارث طبيعية‪ ،‬أو حتى تدخالت من البنوك املركزية واملؤسسات املالية‬
‫العمالقة التي قد تتخذ قرارات مفاجئة ببيع أو شراء أي من املشتقات املالية دون‬
‫سابق إنذار‪ ،‬والذي قد يذهب بأسعار املشتقات املالية ملستويات ال يتوقعها أي‬
‫متداول ىلع اإلطالق‪.‬‬

‫ىلع أن عامل الحسم الرئيسي يف االستراتيجية السابقة أو أي‬


‫استراتيجية هي النقطة التي يجب التوقف عندها والخروج من الصفقة يف حال‬
‫تعرضت للخسارة وليست الربح‪ ،‬فما دام الربح متواصل فهذا أمر ال يجب إيقافه‬
‫بالقدر املستطاع وتطوير أفضل إستراتيجيات لتعظيمه إلى الحد األقصى‪ ،‬أما‬
‫النقطة التي ال يمكن السكوت عنها هي الحالة التي تبدأ فيها الصفقة بالخسارة‪،‬‬
‫وكيفية اختيار النقطة األفضل ىلع اإلطالق يف وقف الخسارة‪ ،‬مع املحافظة‬

‫‪37‬‬
‫بالقدر املستطاع ىلع الصفقة حتى نهاية الفترة الزمنية املحددة لها ولنفترض‬
‫جدالً أنها تنتهي بنهاية يوم التداول‪.‬‬

‫ووفق ما تقدم يف استراتيجية التداول باالتجاه الواحد فلقد رأينا كيف أنه‬
‫وباستخدام بعض معطيات التحليل الكمي قمنا بتحديد نقطة وقف الخسارة‬
‫بطريقة علمية ال عالقة لها بأي نوع من أنواع التحليل الفني أو انتظار صدور أي‬
‫نوع من البيانات االقتصادية‪ ،‬معتمدين ىلع الحقائق العلمية اإلحصائية والكمية‪.‬‬
‫ولكن إال يمكن التطوير ىلع الطريقة السابقة بحيث نحقق جملة من األهداف يف‬
‫آن واحد‪ ،‬واإلجابة لن نجدها إال بين ثنايا التحليل الكمي واإلحصائي الذي سيؤكد لنا‬
‫بأننا ال زلنا يف بداية الطريقة لرسم إستراتيجية قادر ىلع تحقيق جميع األهداف‬
‫التي نطمح إليها‪ ،‬وفيما نعرض جملة من تلك الطرق العلمية‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬طريقة السلّم يف وقف الخسارة‬

‫كمقدمة لعرض الطرق املتقدمة يف بناء استراتيجيات التداول القائمة‬


‫ىلع التحليل الكمي‪ ،‬يجب أن نلفت انتباه املتداول بأن عملية التداول يف‬
‫األسواق املالية العاملية ىلع املشتقات املالية املختلفة‪ ،‬يتم تنفيذه بأكثر من‬
‫طريقة سواء يف الدخول إلى السوق أو يف الخروج منه‪ .‬وبشكل موجز وعام فإن‬
‫تلك الطرق تتلخص بواحدة من طريقتين‪ ،‬األولى تكون من خالل الدخول املباشر‬
‫للسوق أو الخروج منه أو كالهما معًا‪ ،‬أما الثانية فتكون من خالل األوامر املعلقة‬
‫التي تنتظر تفعليها يف حال وصول السعر إلى املستويات املحددة أو النقاط‬
‫املرغوب بالدخول عندها إلى السوق أو الخروج منه‪ .‬وهذه األنواع املختلفة تأتي‬
‫ىلع أربعة أنواع رئيسية‪ ،‬نوعان منهما للشراء واحد يأتي تحت مستوى السعر‬
‫ويحمل اسم ‪ ،Buy Limit‬والثاني يأتي فوق مستوى السعر ويحمل اسم ‪،Buy Stop‬‬
‫أما النوعان اآلخران فهما للبيع األول منهما تحت مستوى السعر ويحمل اسم ‪Sell‬‬
‫‪ ،Stop‬يف حين أن الثاني يأني فوق مستوى السعر ويحمل اسم ‪،Sell Limit‬‬

‫‪38‬‬
‫باإلضافة إلى نقطة جني األرباح التي هي من نوع ‪ ،Limit‬ونقطة وقف الخسارة‬
‫التي تأتي من نوع ‪.Stop‬‬

‫وقد قدم املؤلف كتابًا خاصًا بعنوان "فن التداول باألوامر املعلقة" كواحدة‬
‫من أبرز أساليب توظيف التحليل الكمي لبناء استراتيجيات التداول‪ ،‬وتم التطرق إلى‬
‫كيفية توظيف األوامر املعلقة يف تحقيق أىلع األرباح يف خمسة استراتيجيات‬
‫متنوعة‪ ،‬وىلع كل حال ففي الكتاب الحالي فإننا سنلجأ إلى الدمج بين ما ورد‬
‫يف كتاب التحليل الكمي وكتاب فن التداول باألوامر املعلقة‪ ،‬وذلك من أجل بناء‬
‫استراتيجيات متقدمة قائمة ىلع األسس الكمية الخالصة واملتحررة من أي‬
‫محاوالت للتنبؤ بمستقبل األسعار تحت تأثير أي نوع من البيانات أساسية كانت أم‬
‫فنية‪.‬‬

‫وقبل أن نبدأ بعرض هذه الطريقة ىلع املتداول الكريم‪ ،‬نرغب يف لفت‬
‫انتباهه إلى موضوع يف غاية األهمية‪ ،‬وهي أن جميع الطرق املعروضة هنا هي‬
‫محض اجتهاد من واقع عملي للمؤلف‪ ،‬وهي من نتائج عمله الخاص دون اللجوء‬
‫إلى أي شخص آخر أو مرجع بعينه‪ .‬ولذلك فإن املؤلف ىلع يقين تام بأن‬
‫املعروض بين دفتي هذا الكتاب من أفكار كمية قد تشكل حجر الزاوية لبناء أفكار‬
‫عظيمة من طرف أحد املتداولين‪ ،‬بسبب اإليمان املطلق للمؤلف بقدرة العقل‬
‫البشري ىلع اكتشاف ما هو جديد من األفكار الرئيسية والبناء عليها‪.‬‬

‫ولذلك فعندما عرضنا إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬قمنا بالبناء‬


‫عليها واشتقاق إستراتيجيات تستفيد من الفكرة الرئيسية والخروج بإستراتيجيات‬
‫متطورة أكثر وأكثر يف كل مرة‪ ،‬كما ستجده يف الصفحات التالية‪ ،‬ولذلك ننصح‬
‫املتداول والقارئ الكريم بأن يتمعن جيدًا ويحفظ جيدًا يف ذاكرته ما يتم عرضه‬
‫بالتدريج حتى يكتمل البناء يف ذهنه‪ ،‬األمر الذي يساعده ربما يف اشتقاق طريقة‬
‫مختلفة كليًا عما سنقدمه يف الصفحات التالية‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫وعودة ىلع طريقة السلّم يف وقف الخسارة‪ ،‬املبنية ىلع استراتيجية‬
‫التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬فقد عرضنا يف الطريقة السابقة عليها‪ ،‬طريقة وقف‬
‫الخسارة للصفقة دفعة واحدة يف حال ذهب السوق بعكسنا إلى قيمة معينة‬
‫ووضحنا طريقة تحديد عدد النقاط من خالل‬ ‫حددناها بالدوالر أو بالنقاط‪،‬‬
‫الحسابات الكمية لتفاصيل السلوك السعري للمشتقات املالية‪ ،‬من حيث متوسط‬
‫طول الشمعة ومتوسط طول ظلها العلوي يف حال قررنا الدخول باتجاه البيع مع‬
‫بداية كل شمعة يومية‪ ،‬ومتوسط طول الظل السفلي يف حال قررنا الدخول‬
‫باتجاه الشراء مع بداية كل شمعة‪.‬‬

‫ولكن أليس من املمكن ولغايات إبعاد شبح العاطفة والقرارات غير‬


‫املدروسة يف اتخاذ قرارات البيع أو الشراء مرة أخرى خالل نفس اليوم وبخاصة‬
‫يف حال تم إيقاف الصفقة ىلع نقطة الخسارة املحسوبة بالنقاط املوضحة‬
‫سابقًا؟ بحيث نعطي أنفسنا أكبر فرصة ممكنة للحفاظ ىلع الصفقة عاملة‬
‫ألطول فترة أو ألطول مسافة ممكنة‪ ،‬بحيث نضمن أنه يف حالة كان طول الظل‬
‫طويالً بسبب تقلبات األسعار أو األحداث املفاجئة بصرف النظر عن طبيعتها‬
‫والتي تؤدي أحيانًا أن يذهب السعر مسافة طويلة قبل أن يقرر العودة باالتجاه‬
‫اآلخر املطلوب‪ .‬وهو األمر الذي يعاني منه الكثير من املتداولين وبخاصة عندما‬
‫يصفون أسواء كوابيسهم خالل عمليات التداول‪ ،‬حيث يشير عدد كبير منهم بأن‬
‫السوق قد المس أو وصل إلى مستوى وقف الخسارة املحدد ىلع الصفقة فقط ثم‬
‫عاد مرة أخرى باالتجاه الذي يتمناه املتداول‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال يجعل املتداولين‬
‫يف حيرة شديدة من أمرهم؛ ويقسمهم بشكل آلي إلى قسمين رئيسيين‪ ،‬القسم‬
‫األول منهم يقوم بإلغاء أو استبعاد ميزة وضع نقطة وقف خسارة للصفقة حتى ال‬
‫يتكرر معه نفس السيناريو السابق للحركة أي أن يصل السعر إلى تلك النقطة ثم‬
‫يعود من جديد‪ .‬أما القسم الثاني فيحافظ ىلع وجود نقطة وقف الخسارة‪ ،‬ولكنه‬
‫ي ذهب فورًا يف اتجاه آخر ويبحث عن أفضل الطرق الحتساب نقاط الدعم‬

‫‪40‬‬
‫واملقاومة حتى يضمن أن تكون نقطة وقف الخسارة التي يحددها يف أفضل‬
‫مكان ممكن ‪ ،‬أو أنه يقوم بتعزيز عملية الشراء أو البيع عند النقاط التي يعتقد أن‬
‫السعر سيعود منها نزوالً إذا كان اتجاه الصفقة لديه هو البيع ىلع شكل نقطة‬
‫مقاومة‪ ،‬أو سيعود السعر منها صعودًا إذا كان اتجاه الصفقة لديه هو الشراء ىلع‬
‫شكل نقطة دعم‪.‬‬

‫وال يعرف كال الطرفين حقيقية واضحة وضوح الشمس بأنه وبالنسبة‬
‫للقسم األول فإنه يضع نفسه يف مهب الريح‪ ،‬وأن أي حركة مفاجئة للسعر بعكس‬
‫اتجاه الصفقة قد تذهب بالحساب للخسارة الكاملة أو شبه الكاملة إذا ما قام‬
‫بالتدخل‪ ،‬أما القسم الثاني فإنه ال يعرف بأن مستويات الدعم واملقاومة ما هي إال‬
‫محض اجتهاد لتحديد مستويات تقريبية يعتقد واضعوها بأن السعر ربما يعود من‬
‫عندها‪ ،‬إال أن هذه النقاط أو املستويات هي مستويات وهمية للغاية ال يراها السعر‬
‫أثناء الحركة صعودًا أو هبوطًا‪ ،‬وأن رجوع السعر من تلك املستويات أو قريًا منها ال‬
‫يمثل سوى مصادفات إحصائية تزداد الثقة بها كلما كان تكرار حدوثها أكثر خالل‬
‫فترة زمنية محددة‪ ،‬ويأمل أن يتم تطبيق هذه القاعدة التي نجحت خالل فترة‬
‫زمنية محددة ىلع كامل مسيرة األسعار للمشتقات املالية املختلفة‪ ،‬إال أنه يف‬
‫حال أخذ السوق اتجاهًا هابطًا أو صاعدًا ىلع شكل موجة سعرية طويلة‪ ،‬نتيجة‬
‫أحداث سياسية أو اقتصادية محددة تمر بها الدول ذات العالقة باملشتق املالي‬
‫فإن من شأن تلك املوجة أن تقوم بتحطيم جميع تلك املستويات الوهمية مهما‬
‫كانت‪ ،‬وهو األمر الذي يعرفه كل من له خبرة طويلة من التداول ىلع املشتقات‬
‫املالية املختلفة وبخاصة العمالت الدولية‪.‬‬

‫ولجميع ما تقدم توضيحه‪ ،‬فإنه باستخدام التحليل الكمي فقد تم اشتقاق‬


‫طريقة السلّم أو التدرج يف وقف الخسارة مستفيدين من األوامر املعلقة بذلك من‬
‫أجل إعطاء الصفقة أطول مسافة ممكنة تزيد بكمية كبيرة عن متوسط طول‬
‫الظل املحسوب لنحافظ ىلع فرصة احتمالية عودة السعر إلى االتجاه املطلوب‪،‬‬

‫‪41‬‬
‫وبأكثر من وجه محدد لذلك‪ ،‬بحيث أننا ويف كل مرة يجب أال يتجاوز سقف خسارتنا‬
‫يف الصفقة الواحدة القيمة التي سبق تحديدها عند دراسة االستراتيجية‬
‫بتفاصيلها املعروضة سابقًا‪.‬‬

‫وتقوم إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد مع تركيب طريقة السلّم عليها‬


‫ىلع عملية تقسم وقف الخسارة للصفقة التي دخلنا فيها إلى أجزاء مختلفة أو‬
‫متساوية‪ ،‬بحيث نضع وقف أمر خسارة لجزء من الصفقة يف منطقة سعرية‬
‫مختلفة يف كل مرة ىلع شكل أمر معلق من نوع ‪ ،Stop Order‬ويكون مجموع‬
‫أحجام تلك األوامر املعلقة مساوي لحجم الصفقة األساسية التي دخلنا فيها بداية‬
‫يوم التداول‪.‬‬

‫ولتوضيح ذلك بمثال عملي‪ ،‬لنفترض أننا قررنا شراء الجنية اإلسترليني‬
‫مقابل الدوالر األمريكي ‪ GBPUSD‬بداية كل يوم بحجم عقد واحد‪ ،‬وفق‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬وقررنا استخدام طريقة السلّم يف وقف‬
‫الخسارة يف األيام التي يمشي فيها السعر بعكس االتجاه املراد‪ ،‬مع العلم بأننا ال‬
‫نقوم مطلقًا بتتبع أي تحليالت فنية أو أساسية أو حتى قراء تقارير من أي نوع‬
‫لتحديد اتجاه السعر املتوقع‪ .‬وكان سعر دخولنا يف أحد األيام ىلع سعر (‪،)1.2900‬‬
‫ىلع أمل أن ينتهي السعر نهاية اليوم ىلع ارتفاع‪.‬‬

‫وىلع ذلك فسنكون بطبيعة الحال أمام احتماالن ال ثالث لهما‪ :‬إما أن‬
‫ينتهي السعر مرتفعًا بحسب االتجاه املطلوب‪ ،‬وإما أن ينتهي السعر منخفضًا‬
‫بعكس االتجاه املطلوب‪ ،‬وما بين بداية اليوم ونهايته قد تحدث تقلبات يف‬
‫السعر ما بين الصعود والهبوط بطريقة ال يمكن توقعها‪ ،‬ولكن كمحصلة نهائية‬
‫يف نهاية اليوم سيغلق السعر إما مرتفعًا وإما منخفضًا‪ ،‬وىلع ذلك فسنقوم‬
‫بدراسة الحالتين يف حال أغلق السعر مرتف كما هو مطلوب أو يف حال أغلق‬
‫منخفضًا بعكس املطلوب‪.‬‬

‫ولنفترض أن أوالً أن السعر أغلق مرتفعًا‪ ،‬وىلع سعر تقريبي (‪،)1.3000‬‬


‫بمعنى أنه ارتفع بمقدار (‪ )100‬نقطة‪ ،‬سواء هبط السعر تحت مستوى افتتاح‬

‫‪42‬‬
‫الصفقة أو لم يهبط‪ ،‬فما هي احتماالت الربح والخسارة التي قد نخرج بها نهاية‬
‫اليوم ‪ ،‬ىلع افتراض أننا حددنا سقف الخسارة بناء ىلع املتوسط الحسابي لطول‬
‫الظل السفلي للشموع مع إضافة قيمة االنحراف املعياري ‪ 65‬نقطة؟‪.‬‬

‫وعليه سنعرض النتائج املتوقع الحصول عليها بالنظر إلى احتماالت عدم‬
‫هبوط السعر أو هبوطه ألي مستوى وعودة ارتفاعه مرة أخرى ليغلق مرتفعًا ىلع‬
‫سعر (‪ ،)1.3000‬وقبل ذلك يجب أن يدرك املتداول النقاط التالية‪:‬‬

‫بما أننا قررنا الشراء بداية كل يوم ‪ ،Buy‬وسنقوم باستخدام األوامر من نوع‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ Stop‬ىلع طريقة السلّم يف إيقاف الخسارة‪ ،‬فإن هذا النوع سيكون ‪Sell‬‬
‫‪ ، Stop‬بمعنى صفقات بيع معلقة بمقابل صفقة الشراء األساسية‪ ،‬وهي‬
‫عكس صفقة الشراء والتي تعمل بنظام الهدج‪.‬‬
‫‪ .2‬أن نقطة املتوسط الحسابي لنقطة البيع أو الشراء ‪Average Point‬‬
‫لسلسلة من األوامر املعلقة سواء بأحجام متساوية أو مختلفة‪ ،‬تكون عبارة‬
‫عن مجموع حاصل ضرب سعر دخول كل صفقة أو أمر معلق بجحم األمر‪،‬‬
‫مقسومًا ىلع الحجم الكلي لتلك الصفقات‪ ،‬والذي يمكننا من معرفة‬
‫الحاصل النهائي ملجموع الربح أو الخسارة‪ ،‬والتي يمكن توضيحها بالجدول‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪Order Type‬‬ ‫‪Size‬‬ ‫‪Price‬‬ ‫‪Size*price‬‬


‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2890‬‬ ‫‪-0.1289‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪1.2870‬‬ ‫‪-0.2574‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.3‬‬ ‫‪1.2840‬‬ ‫‪-0.3852‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.4‬‬ ‫‪1.2800‬‬ ‫‪-0.512‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-1.2835‬‬
‫‪Average Sell Price‬‬ ‫‪1.2835‬‬

‫وعليه فإذا ما نظرنا إلى الجدول السابق‪ ،‬فإن سلسلة األوامر املعلقة تم‬
‫تقسيمها إلى أربع أجزاء غير متساوية‪ ،‬تساوي يف مجموعها عقد واحد (‪،)1 lot‬‬
‫وإذا ما ضربنا كل حجم بالنقطة صفقة أو أمر معلق‪ ،‬بنقطة السعر املوجودة عليه‪،‬‬
‫ثم جمعنا الناتج من عمليات الضرب‪ ،‬وقسمنا الناتج ىلع مجموع الحجم سنجد بأن‬

‫‪43‬‬
‫نقطة متوسط عمليات البيع كلها ستكون هي (‪ ،(1.2835‬وذلك يف حال تم تفعيل‬
‫األوامر األربعة جميعها‪ .‬مع العلم بإن إشارة السالب تشير إلى أن العملية هي‬
‫عملية بيع‪ ،‬بينما اإلشارة املوجب تشير إلى عملية الشراء‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن استخدام استراتيجية التداول باالتجاه الواحد املشار إليها‬
‫سابقًا‪ ،‬فإنه وبدالً من وضع نقطة وقف خسارة محددة ىلع نقطة واحدة فقط‪،‬‬
‫فإنه باإلمكان إعطاء الصفقة أكبر قدر ممكن من احتمالية الربح مع خالل تقسيم‬
‫نقطة وقف الخسارة إلى سلسلة من النقاط يتم توزيعها ىلع مستويات مختلفة‪،‬‬
‫التي قد ال يذهب السعر إلى أي واحدة منها أو قد يذهب نتيجة وجود الظل‬
‫السفلي إلى جزء منها أو أكثر قبل أن يقرر السعر أن يعود باالتجاه املطلوب‪،‬‬
‫والجدول التالي يوضح التطبيق العملي لذلك‪:‬‬

‫‪Trade‬‬ ‫‪Size‬‬ ‫‪Open price‬‬ ‫‪close price‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Cumulative profit‬‬


‫‪Buy‬‬ ‫‪1.00‬‬ ‫‪1.2900‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.10‬‬ ‫‪1.2890‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-110.00‬‬ ‫‪890.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.20‬‬ ‫‪1.2870‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-260.00‬‬ ‫‪630.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.30‬‬ ‫‪1.2840‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-480.00‬‬ ‫‪150.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.40‬‬ ‫‪1.2800‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-800.00‬‬ ‫‪-650.00‬‬

‫إن نظرة واحدة بعمق نحو الجدول السابق‪ ،‬تكفي ألن نعرف بأن السعر لو‬
‫تحرك منذ أول األمر نحو سعر (‪ )1.3000‬من نقطة فتح الصفقة بداية اليوم؛ لكانت‬
‫املحصلة النهائية لذلك اليوم هي (‪ )1000.00‬ربح بقيمة ألف دوالر‪ ،‬يف حين لو‬
‫كان ظل الشمعة السفلي بطول (‪ )10‬نقاط ثم عاد السعر بعدها إلى (‪،)1.3000‬‬
‫لكانت النتيجة كما نالحظ يف العمود األخير هي ربح بقيمة (‪ )$890.00‬بسبب‬
‫خسارتها ملا قيمته (‪ )%10‬من حجم الصفقة‪ ،‬وهكذا دواليك فيما لو كان طول‬
‫الظل السفلي (‪ )30‬نقطة‪ ،‬لخسرنا ما مجموعة (‪ )%10‬من قيمة الصفقة ىلع بعد‬
‫(‪ )10‬نقاط و (‪ )%20‬من قيمة الصفقة ىلع بعد (‪ )30‬نقطة‪ ،‬وتكون محصلتنا من‬
‫األرباح هي (‪ ،) $630‬ويف النهاية فإن خسارة الصفقة بشكل كلي تحتاج من السعر‬

‫‪44‬‬
‫أن يرسم ظل للشمعة بقيمة (‪ )100‬نقطة حتى نقفل الصفقة ىلع خسارة كاملة‪،‬‬
‫وننتظر يوم جديد للتداول واملحاولة مرة أخرى وأخرى‪.‬‬

‫وهنا يجب أن نؤكد التأكيد ىلع املالحظات التالية للمتداول‪:‬‬

‫بالنظر إلى املتوسط الحسابي لطول الظل السفلي أو العلوي للجنية‬ ‫‪.1‬‬
‫االسترليني مقابل الدوالر األمريكي والذي سبق أن عرضنا سابقًا‪ ،‬والذي‬
‫يتراوح ما بين (‪ )26 -25‬نقطة‪ ،‬فإن تحقيق ظل سفلي أو علوي للشمعة‬
‫بقيمة (‪ ) 100‬نقطة كما عرضناه بطريقة السلم يف الجدول السابق هي‬
‫من األمور املتطرفة جدًا‪ ،‬أو القيم التي يصعب تحقيقها‪ ،‬وذلك يف حال‬
‫قرر السعر أن يهبط إلى األسفل ومن ثم يعود للتصحيح باتجاه الصفقة‬
‫قبل نهاية اليوم‪ ،‬وبالتالي فإننا نعطي أنفسنا الحد األقصى من الوقت‬
‫للمحافظة ىلع الصفقة ىلع احتمال أن يعود السعر إلى االتجاه‬
‫املطلوب‪ ،‬ولكن يف ظل اإلحصائيات املعروضة سابقًا فكما قلنا بأن‬
‫احتمالية نزول السعر هي بنفس احتمالية صعود السعر بالنظر إلى طول‬
‫الفترة الزمنية‪ .‬غير أننا نعلم باليقين بأننا إذا قررنا الدخول باتجاه معين‬
‫وفق هذه االستراتيجية فإن ولنفترض أنه الشراء‪ ،‬فإن كافة األيام التي‬
‫ينتهي فيها السعر ىلع ارتفاع هي ربح محقق‪.‬‬
‫‪ .2‬إن ما تم عرضه يف الطريقة الثانية وبحسب النتائج املعروضة يف‬
‫الجدول من إستراتيجية التداول أو املتاجرة باالتجاه الواحد‪ ،‬وفق وقف‬
‫الخسارة املتدرج هي واحدة من أساليب كثيرة يمكن استخدامها يف‬
‫تقسيم الصفقة إلى أجزاء مختلفة يف الحجم تساوي يف مجموعها حجم‬
‫الصفقة األساسية التي قررنا الدخول بها كل يوم مع افتتاح السوق أو‬
‫الشمعة‪ .‬فقد استخدم املؤلف طريقة تقسيم الصفقة إلى أربعة أجزاء‬
‫متدرجة حسب الترتيب (‪ )4 ،3 ،2 ،1‬والتي تساوي يف مجموعها (‪ )1‬وهو‬
‫قيمة العقد األساسي‪ ،‬ولكن قد يقوم فرد آخر بإجراء مزيد من التحليالت‬

‫‪45‬‬
‫ويستخدم مثالً طريقة تقسيم الصفقة إلى خمسة أجزاء متساوية وفق‬
‫التسلسل‪ )0.02 ،0.02 ،0.2 ،0.2 ،0.2( ،‬والتي تساوي يف مجموعها أيضًا (‪)1‬‬
‫وهو حجم الصفقة األساسية التي تساوي عقد واحد‪ ،‬ال بل يمكن تقسم‬
‫نفس الصفقة إلى عشرة أجزاء متساوية بقيمة (‪ .)0.1‬ويف كل مرة فإن‬
‫نقطة املتوسط الحسابي لخسارة الصفقات وفق االحتماالت املختلفة‬
‫لعدد األجزاء التي تم تفعيلها ستتغير‪ ،‬وطريقة تقسيم الصفقة تعتمد‬
‫ىلع املتداول نفسه يف كيفية اختيارها‪ ،‬الذي قد يبتكر طريقة مختلفة‬
‫تمامًا يف التقسيم تكون أكثر ربحية وأقل خسارة بالحد األقصى‪ .‬والجدول‬
‫التالي يوضح مثالً النتائج لنفس الصفقة ونفس األسعار مع تقسيم‬
‫مختلف للوقف‪ ،‬وكل جزء بقيمة (‪:)0.1‬‬

‫‪Trade‬‬ ‫‪Size‬‬ ‫‪Open price‬‬ ‫‪close price‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Cumulative profit‬‬


‫‪Buy‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.2900‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2890‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-110.00‬‬ ‫‪890.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2880‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-120.00‬‬ ‫‪770.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2870‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-130.00‬‬ ‫‪640.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2860‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-140.00‬‬ ‫‪500.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2850‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-150.00‬‬ ‫‪350.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2840‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-160.00‬‬ ‫‪190.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2830‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-170.00‬‬ ‫‪20.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2820‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-180.00‬‬ ‫‪-160.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2810‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-190.00‬‬ ‫‪-350.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2800‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-200.00‬‬ ‫‪-550.00‬‬

‫فكما نالحظ من الجدول السابق‪ ،‬بأننا لو أخذنا اتجاه يومي عام يقوم ىلع‬
‫الشراء بداية كل يوم‪ ،‬وكان نتيجة اليوم أن انتهى السعر بارتفاع (‪ )100‬نقطة وهو‬
‫سعر (‪ ،)1.3000‬بعد أن افتتح السعر ىلع نقطة (‪ ،)1.2900‬فإن معضلتنا التي تتمثل‬
‫بطول الظل السفلي قد تالعبنا بها من خالل تقسم حجم صفقة الشراء األساسية‬
‫إلى (‪ ) 10‬عشرة أجزاء متساوية وىلع شكل أوامر وقف معلقة‪ ،‬وكل جزء يبعد عن‬

‫‪46‬‬
‫اآلخر بمقدار (‪ ) 10‬نقاط‪ ،‬ولكن ال نعرف ىلع وجه التحديد كم جزء من تلك األجزاء‬
‫سيتم تفعيله قبل أن يقرر السعر أن يرتفع مرة أخرى ويغلق ىلع النقطة املشار‬
‫إليها وهي (‪ ،) 1.3000‬وعليه فإننا إذا ما حافظنا ىلع الصفقة حتى نهاية اليوم‪،‬‬
‫فإننا نالحظ بأننا سنكون ىلع معرفة دقيقة جدًا باالحتماالت التي يمكن أن‬
‫تنتهي عليها نتيجة يوم التداول‪.‬‬

‫فكما هو مبين يف الجدول السابق فإنه باإلضافة إلى االحتمال األول الذي يشير‬
‫إلى ربح كامل بقيمة (‪ )1000‬ألف دوالر يف حال لم ينزل السعر تحت مستوى‬
‫االفتتاح بقيمة (‪ ) 10‬بب الكافية لتفعيل أول أمر من أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬فإن عدد‬
‫احتماالت الربح ستكون ثماني احتماالت مقابل ثالث احتماالت للخسارة‪ ،‬وذلك يف‬
‫حال تم تفعيل أي أمر من األوامر املعلقة الثالثة األخيرة‪ .‬غير أن امللف للنظر بأنه‬
‫يف حال تم تفعيل األمر األخير من تلك األوامر املعلقة‪ ،‬أي الجزء العاشر‪ ،‬فإن قيمة‬
‫الخسارة الكلية للصفقة ستكون (‪ )550‬دوالر خسارة‪ ،‬بمقابل (‪ )650‬دوالر خسارة‬
‫وفق التقسيم األول إلى أربعة أجزاء‪ .‬وعليه فإن ما نود اإلشارة إليه هنا‪ ،‬بأننا أمام‬
‫سلسلة محددة من االختيارات التي سيتم ىلع أساسها تقسيم حجم الصفقة‬
‫األساسية التي سندخل بها بداية كل يوم إلى مجموعة من أوامر وقف الخسارة‬
‫املعلقة‪.‬‬

‫ومما يجب مالحظته هنا بأن مسافة الحركة املشار إليها يف املثال السابق‬
‫والتي كان بقيمة (‪ ) 100‬نقطة صعودًا‪ ،‬قد تكوت أكبر من ذلك وقد تكون أقل‪،‬‬
‫وعليه فإننا أمام مجموعة جديدة من االحتماالت حول قيمة تلك املسافة التي‬
‫تحركها السعر نحو األىلع أوالً‪ ،‬بمقابل عدد األجزاء التي تم تفعيلها من سلسلة‬
‫أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬فإن كانت كمية التغير يف السعر نحو األىلع أكبر من القيمة‬
‫املذكورة يف املثال السابق‪ ،‬فإن كمية الربح ستكون أكبر بكل تأكيد‪ ،‬وتتناسب‬
‫عكسيًا مع عدد أوامر الوقت التي سيتم تفعيلها من الجهة املقابلة‪ ،‬فلو تحرك‬
‫السعر بقيمة (‪ )150‬نقطة مثالً فإن االحتماالت ستكون وقف الجدول املبين تاليًا‪:‬‬

‫‪47‬‬
‫‪Trade‬‬ ‫‪Size‬‬ ‫‪Open price‬‬ ‫‪close price‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Cumulative profit‬‬
‫‪Buy‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.2900‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪1500.00‬‬ ‫‪1500.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2890‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-160.00‬‬ ‫‪1340.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2880‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-170.00‬‬ ‫‪1170.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2870‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-180.00‬‬ ‫‪990.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2860‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-190.00‬‬ ‫‪800.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2850‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-200.00‬‬ ‫‪600.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2840‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-210.00‬‬ ‫‪390.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2830‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-220.00‬‬ ‫‪170.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2820‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-230.00‬‬ ‫‪-60.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2810‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-240.00‬‬ ‫‪-300.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2800‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪-250.00‬‬ ‫‪-550.00‬‬

‫فكما نالحظ من الجدول السابق فعلى الرغم من ثبات عدد احتماالت الربح‬
‫مقابل عدد احتماالت الخسارة بالنظر إلى املسافة التي سيصل إليها طول الظل‬
‫السفلي للشمعة بما أننا قررنا الدخول بصفقة شراء‪ ،‬فإن كمية الربح يف كل مرة‬
‫هي أكبر بكثير من الجدول السابق يف حال تحرك السعر أكثر من (‪ )100‬نقطة‬
‫ووصل إلى (‪ )150‬نقطة‪ ،‬حيث ارتفعت كيمة الربح بدرجة ملفتة للنظر وهي‬
‫بالتأكيد ورادة الحدوث عدد كبير من املرات‪ .‬وباملقابل فإن الحد األقصى للخسارة‬
‫والبالغ (‪ )550‬دوالر لم يتغير ىلع اإلطالق‪.‬‬

‫وعليه فإن ما نود اإلشارة إليه هنا بأننا من خالل تحديد قيمة الخسارة بدقة‬
‫متناهية وفق االحتماالت املختلفة لعدد أوامر الوقف التي سيتم تفعيلها‪ ،‬فإننا‬
‫حققنا نتيجة مذهلة بأن الحد األقصى لخسارة الصفقة سيبقى ثابتًا بشكل‬
‫مطلق‪ .‬أي أننا أطلقنا العنان للربح وحددنا الخسارة بشكل محدد ودقيق‪ ،‬وإذا ما‬
‫أدخلنا البعد الزمني يف املوضوع‪ ،‬فإن كمية الربح التراكمي مع عدد األيام ستكون‬
‫كبيرة وعظيمة دون أدنى شك بذلك‪.‬‬

‫وقبل أن نتقدم خطوة يف تطوير االستراتيجية السابقة‪ ،‬بحيث نرفع من‬


‫كفاءتها إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬نجد أنه من الالزم أن نقوم بعرض نفس النتائج‬

‫‪48‬‬
‫السابقة يف حال تحرك السعر أقل من (‪ )100‬نقطة مرتفعًا منذ بداية اليوم‪ ،‬حتى‬
‫نستطيع أن نتقدم بخطوات ثابته نتيجة فتح آفاق واسعة أمام املتداول ليتحكم‬
‫بعليمات التداول بدون أدنى تدخل للعواطف أو حتى مجرد مراقبة البيانات‬
‫االقتصادية املختلفة وانعكاسها ىلع حركة األسعار‪ ،‬ولنفترض أن السوق تحرق‬
‫فقط بمقدار (‪ )60‬نقطة فقط كما يبينها الجدول التالي‪:‬‬

‫‪Trade‬‬ ‫‪Size‬‬ ‫‪Open price‬‬ ‫‪close price‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Cumulative profit‬‬


‫‪Buy‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.2900‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪600.00‬‬ ‫‪600.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2890‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-70.00‬‬ ‫‪530.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2880‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-80.00‬‬ ‫‪450.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2870‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-90.00‬‬ ‫‪360.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2860‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-100.00‬‬ ‫‪260.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2850‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-110.00‬‬ ‫‪150.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2840‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-120.00‬‬ ‫‪30.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2830‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-130.00‬‬ ‫‪-100.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2820‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-140.00‬‬ ‫‪-240.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2810‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-150.00‬‬ ‫‪-390.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2800‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-160.00‬‬ ‫‪-550.00‬‬

‫فكما نالحظ من الجدول السابق فإنه يف الوقت الذي انخفضت فيه كمية‬
‫الربح بمقابل كل احتمال من احتماالت هبوط السعر إلى مستوى مختلف من‬
‫مستويات أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬فإن الحد األقصى للخسارة البالغة قيمته (‪)550‬‬
‫دوالر الذي يأتي ىلع بعد (‪ )100‬نقطة من سعر افتتاح صفقة الشراء بداية اليوم‪،‬‬
‫والتي ستمثل الظل السفلي للشمعة املرتفعة‪ ،‬فإن الحد األقصى للخسارة بقي‬
‫ثابتًا ال يتغير كما أشرنا سابقًا وكما هو مبين يف الجداول الثالثة األخيرة املعروضة‪.‬‬
‫بنفس الوقت الذي يجب علينا فيه مالحظة أننا افترضنا يف الجدول السابق أن‬

‫‪49‬‬
‫السعر انتهي بارتفاع (‪ )60‬نقطة من سعر االفتتاح وكان طول الظل السفلي‬
‫للشمعة يبلغ (‪ ) 100‬نقطة‪ ،‬وهو من األمور الشاذة بطبيعة الحال‪ ،‬ولكن ومع ذلك‬
‫فأي شيء ممكن هو وارد الحدوث ولو ىلع نطاق قليل جدًا‪.‬‬

‫ولكن إلى أين يقودنا كل ذلك؟ بالتأكيد فإنه باإلضافة ملا تم عرضه يف‬
‫الجداول السابقة‪ ،‬فإننا أمام خيار جديد للتعامل بفعالية أكبر مع استراتيجية‬
‫التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬وهذا الخيار يقول بأنه وبدالً من أن أقوم بإغالق الصفقات‬
‫نهاية كل يوم تداول بصرف النظر عن كمية الحركة واتجاهها‪ ،‬والنقطة التي‬
‫سيغلق عليها يوم التداول الذي تمثله شمعة واحدة‪ ،‬فإنني اضع هدفًا يتم إغالق‬
‫الصفقات عنده‪ ،‬وهو إما أن يرتفع السعر بمقدار (‪ )100‬نقطة مثال أو (‪ )150‬نقطة‬
‫وهي نقطة جني األرباح املرادة من الصفقة‪ ،‬أو ينزل بمقدار (‪ )100‬نقطة والتي‬
‫تمثل تفعيل كل أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬وال أقوم بإغالق الصفقات حتى لو انتهى‬
‫يوم التداول بل أبقى منتظرًا حتى يصل السعر إلى واحد من الحدين العلوي أو‬
‫السفلي‪.‬‬

‫وهذا األمر بطبيعة الحال قد يأخذ وقتًا أقل من يوم أو أكثر من يوم حتى يتم‬
‫تحقيق ا لهدف املحدد بجني األرباح يف حال صعد السعر بمقابل صفقة الشراء‪،‬‬
‫أو هبط السعر مقابل نفس الصفقة وبدأ بتفعيل أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬حتى‬
‫ينتهي منها يف حال استمرار الهبوط‪ ،‬ولكن مع مالحظة أن الحد األقصى لخسارة‬
‫الصفقة محدد منذ البداية‪.‬‬

‫ومرة أخرى وقبل أن نواصل التقدم يف البناء‪ ،‬يجب ىلع املتداول إدراك‬
‫حقيقة مهمة جدًا وهي أنه بالعودة إلى مؤشر ‪ RMDI‬الذي أشرنا إليه سابقًا والذي‬
‫يعطيني التفاصيل الدقيقة والحسابات الكمية للسلوك السعري ألي واحد من‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬فيجب أن نالحظ بأنه يقوم برصد عدد أيام ارتفاع السعر‬
‫املتتالية مرصودًا بعدد الشموع املتشابهة واملتتالية بذات االتجاه‪ ،‬لنكتشف‬

‫‪50‬‬
‫حقيقة يف غاية األهمية وهي محدودية عدد الشموع املتتالية التي تنتهي‬
‫ىلع ارتفاع أو انخفاض‪ ،‬بمعنى أنه ويف خالل مسيرة التداول وفق االستراتيجية‬
‫املعروضة سابقًا فإنه وحتى يف الحركة املوجية للسعر الذي قد تستمر أليام أو‬
‫أشهر طويلة فإن شموعًا كثيرة خالل تلك املوجات السعرية ستكون بعكس‬
‫املوجة السعرية بشكل مؤكد ومطلق‪ ،‬وسنكشف عن ذلك املوضوع وكيفية‬
‫توظيفه واالستفادة منه للحد األقصى املمكن يف املكان املخصص له يف‬
‫صفحات هذا الكتاب‪.‬‬

‫وعودة مرة أخرى إلى حيث وقفنا يف بناء االستراتيجية‪ ،‬ونعيد طرح السؤال‬
‫الذي يدور حول توقف األمر إلى هذا املستوى من عدمه‪ ،‬بمعنى هل أننا بمجرد‬
‫تقسيم نقطة وقف الخسارة إلى مستويات مختلفة بأي طريقة مختارة نكون قد‬
‫وصلنا إلى نهاية املطاف أم أنه ال زال هناك الكثير مما يمكن عمله يف بناء هذه‬
‫االستراتيجية بحي ث نرفع من قيمة األرباح املتحققة مع كل احتمال‪ ،‬ونقلل من‬
‫الخسارة املتحققة إلى الحد األقصى املمكن؟‬

‫واإلجابة ىلع هذا السؤال يتطلب منا مرة أخرى إلى إعادة النظر والتفكير يف‬
‫املستوى األخير الذي وصلنا إليه سابقًا‪ ،‬ورؤية النقاط التي يمكن أن نتدخل فيها‬
‫بطريقة تساعدنا ىلع تعزيز بناء االستراتيجية وبما يضمن الحد من قيم الخسارة‬
‫وكيف سينعكس ذلك ىلع كمية الربح يف نهاية املطاف‪.‬‬

‫ال شك أن الكلمة املفتاحية يف املوضوع ستكون يف نقاط وقف خسارة‬


‫الصفقات ألوامر الوقف املعلقة‪ ،‬فبما أن نقطة وقف الخسارة الواحدة للصفقة‬
‫الرئيسية بناء ىلع حساب املتوسط الحسابي لطول ظل الشموع‪ ،‬حتى نقوم‬
‫بوضع نقطة وقف الخسارة بطريقة علمية سليمة بناء ىلع دراسات كمية كما‬
‫سبق وأن أوضحنا قد تم استبدالها من خالل تقسيم الحجم الكلي للصفقة‬

‫‪51‬‬
‫الرئيسية إل عدة أجزاء سواء متساوية أو غير متساوية‪ ،‬ووضحنا بالشرح املفصل‬
‫بأن احتمالية كمية الربح املتحققة تتوقف ىلع عدة نقاط وهي‪:‬‬

‫كمية الحركة التي تحركها السعر باالتجاه املطلوب‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫عدد أوامر الوقف املعلقة التي تم تفعليها باالتجاه املعاكس التجاه‬ ‫‪-‬‬
‫الصفقة قبل عودة السعر باالتجاه املطلوب‪.‬‬

‫وقد وضحنا بأن ذلك يضعنا أمام واحد من احتمالين للتعامل مع املوضوع‬
‫برمته‪ ،‬وهي إما أن يصل السعر إلى مستوى نحدده مسبقًا بغض النظر عن عدد‬
‫الشموع التي قد يحتاجها األمر بما أن كل شمعة تمثل يومًا كما وضحنا يف املثال‬
‫السابق‪ .‬وإما أن ننهي عملية التداول بنهاية كل يوم مع أغالق الشمعة بصرف‬
‫النظر عن النتيجة املتحققة ونبدأ بإعادة العملية من جديد وهكذا‪.‬‬

‫وعليه وبما أننا حددنا نقاط وقف الخسارة ىلع شكل أوامر معلقة بعكس‬
‫الصفقة العاملة ولكن نهايتها تكون بنهاية يوم التداول مع اإلغالق الكلي لجميع‬
‫الصفقات‪ .‬وعليه فإن التدخل هنا سيكون من خالل وضع نقاط وقف خسارة لألوامر‬
‫املعلقة باالتجاه املعاكس لها‪ ،‬ويف كل مرة يتم تفعيل أمر معلق وذهب السعر‬
‫باتجاه نقطة وقف الخسارة وتم تفعيلها نعيد بناء ذلك األمر مرة أخرى ىلع ذات‬
‫النقاط السابقة‪.‬‬

‫وللمزيد من التوضيح قبل أن نبدأ بعرض نتائج أمثلة هذه املرحلة من البناء‬
‫املتقدم لالستراتيجية‪ ،‬فإن الجميع يعلم بأن احتماالت حركة السعر باالتجاهين‬
‫غير محدودة‪ ،‬فقد يذهب السعر من بداية اليوم باتجاه واحد دون أن يسجل يف‬
‫االتجاه األخر أي حركة‪ ،‬وجميع الحركات خالل اليوم تكون فوق نقطة افتتاح السعر‬
‫أو تحت نقطة افتتاح السعر‪ ،‬وعليه فإذا كان االتجاه العام للصفقات وفق‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد هو الشراء‪ ،‬فإن أوامر الوقف املعلقة ستكون‬
‫باالتجاه املعاكس ىلع شكل أوامر بيع معلقة ‪ ،Sell Stop‬ولذلك فإنه وباالعتماد‬

‫‪52‬‬
‫ىلع عدد األوامر التي تم تفعيلها من أوامر البيع املعلقة قبل عودة السعر‬
‫باالتجاه املعاكس‪ ،‬أو باتجاه صفقة الشراء فإنها ستكون نقطة الفصل يف تحديد‬
‫كمية الربح املتحققة كما سبق وأن وضحنا ذلك بالتفصيل من الجداول السابقة‪.‬‬

‫وعليه فإن البناء الجديد يقول بأنه يجب أن نقوم بوضع نقطة وقف خسارة‬
‫ىلع أمر البيع املعلق‪ ،‬فوق مستوى صفقة الشراء الرئيسية التي هي نقطة‬
‫افتتاح السعر خالل يوم التداول‪ ،‬وبنفس املسافة‪ ،‬أي أنه إذا كان أمر البيع املعلق‬
‫األول تحت مستوى افتتاح صفقة الشراء بعشرة نقاط‪ ،‬فإن نقطة وقف خسارة ذلك‬
‫األمر يجب أن تكون فوق مستوى افتتاح صفقة الشراء بعشرة نقاط أيضًا‪ ،‬وكذلك‬
‫الحال بالنسبة لجميع األوامر املتبقية‪.‬‬

‫بمعنى وبما أن طول ظل الشموع هو العامل املهم الذي كان يهدد بناء‬
‫االستراتيجية يف أول األمر عند بناء استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬وبخاصة‬
‫عندما وضعنا نقطة وقف خسارة واحدة ىلع الصفقة الرئيسية اعتمادًا ىلع‬
‫املتوسط الحسابي لطول ظل الشموع مضافًا إليه قيمة االنحراف املعياري‪ ،‬فإن‬
‫وصول السعر إلى تلك النقطة والعودة مرة أخرى باالتجاه املطلوب كان يشكل‬
‫خطرًا من شأنه أن يقلل كمية األرباح التراكمية مع التقدم الزمني يف استخدام‬
‫اإلستراتيجية ويستبدلها بخسارة محددة‪ ،‬أي أن األيام التي كان لها من املفروض‬
‫أن تنتهي ىلع ربح ألن السعر أغلق يف االتجاه املطلوب‪ ،‬إال أن وصول السعر إلى‬
‫نقطة وقف خسارة الصفقة بشكل كلي قبل ذهاب السعر باالتجاه املطلوب قام‬
‫بحرمان الحساب من ربح محقق واستبدله بخسارة‪.‬‬

‫وعليه فإننا يف هذا املستوى املتقدم وبعد أن قمنا بتقسيم تلك النقطة‬
‫إلى سلسلة من النقاط ىلع شكل أوامر وقف معلقة‪ ،‬وىلع مستويات مختلقة‬
‫وشاهدنا كيف أننا باعدنا بشكل كبير جدًا احتمالية بين استمرارية فعالية الصفقة‬
‫وبين إيقافها دفعة واحدة وىلع نقطة واحدة‪ ،‬وكذلك وقللنا من خسارة الصفقات‬

‫‪53‬‬
‫التي يمكن أن يذهب فيها السعر إلى مستويات بعيدة قبل أن يعود باالتجاه‬
‫املطلوب‪ ،‬وعليه فبدالً من املحافظة ىلع األوامر املعلقة التي تم تفعيلها وعاد‬
‫السعر بعدها إلى االتجاه املطلوب حتى نهاية يوم التداول أو الوصول إلى الهدف‬
‫املنشود‪ ،‬فإننا يف هذا املستوى املتطور سنقوم أيضًا بإيقاف األوامر املعلقة‬
‫ىلع نقاط خسارة محددة يف حال عودة السعر إلى االتجاه املطلوب‪ ،‬مع إعادة‬
‫البناء مرة أخرى ملواجهة أية احتماالت قد تحدث بعدها بشكل متكرر‪.‬‬

‫وملعرفة انعكاس ذلك ىلع النتيجة بشكل عام‪ ،‬لنأخذ الجدول الذي قمنا فيه‬
‫بتقسم نقطة وقف الخسارة إلى عشرة مستويات مختلقة ويفصل بين املستوى‬
‫واآلخر (‪ )10‬نقاط وىلع امتداد (‪ )100‬نقطة كخسارة‪ ،‬بمقابل ربح (‪ )100‬نقطة يف‬
‫االتجاه املقابل املطلوب‪ ،‬ولكن مع تفعيل نقطة وقف الخسارة ىلع األوامر‬
‫املعلقة كل واحدة بمستوى مختلف عن اآلخر‪ ،‬وبنفس منهجية توزيعها عند‬
‫البناء‪ ،‬وقبل ذلك علينا بتدقيق النظر يف نتائج الجدول األول الذي قسمنا فيه‬
‫نقطة وقف الخسارة للصفقة الكلية إلى عشرة أجزاء متساوية وىلع عشرة‬
‫مستويات مختلفة‪ ،‬وفيما يلي النتائج الجديدة بعد أن تم وضع نقطة وقف خسارة‬
‫لكل أمر معلق ىلع مستويات مختلفة فوق نقطة الدخول‪:‬‬

‫‪Trade‬‬ ‫‪Size‬‬ ‫‪Open price‬‬ ‫‪close price‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Cumulative profit‬‬


‫‪Buy‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.2900‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2890‬‬ ‫‪1.2910‬‬ ‫‪-20.00‬‬ ‫‪980.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2880‬‬ ‫‪1.2920‬‬ ‫‪-40.00‬‬ ‫‪940.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2870‬‬ ‫‪1.2930‬‬ ‫‪-60.00‬‬ ‫‪880.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2860‬‬ ‫‪1.2940‬‬ ‫‪-80.00‬‬ ‫‪800.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2850‬‬ ‫‪1.2950‬‬ ‫‪-100.00‬‬ ‫‪700.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2840‬‬ ‫‪1.2960‬‬ ‫‪-120.00‬‬ ‫‪580.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2830‬‬ ‫‪1.2970‬‬ ‫‪-140.00‬‬ ‫‪440.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2820‬‬ ‫‪1.2980‬‬ ‫‪-160.00‬‬ ‫‪280.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2810‬‬ ‫‪1.2990‬‬ ‫‪-180.00‬‬ ‫‪100.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2800‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪-200.00‬‬ ‫‪-100.00‬‬

‫‪54‬‬
‫كما نالحظ من الجدول السابق وغني عن البيان مقدار التغير الجذري الذي‬
‫أحدثته عملية التدخل يف نقاط وقف الخسارة لألوامر املعلقة التي تلعب دورًا‬
‫أساسيًا كنقاط وقف خسارة مجزأة بديالً عن نقطة وقف الخسارة املنفردة ملرة‬
‫واحدة فقط‪ ،‬حيث وكما هو موضح يف الجدول السابق‪ .‬وحتى نعيد بصورة سريعة‬
‫التدرج يف بناء استراتيجية التداول باالتجاه الواحد حتى نبقى ىلع تواصل مع‬
‫مراحل تطوير االستراتيجية من خالل مراجعة كافة األفكار التي تم تنفيذها يف‬
‫البناء‪ ،‬فقد جاءت ىلع النحو التالي‪:‬‬

‫بناء ىلع اإلحصائيات الرئيسية تبين بأن عدد أيام هبوط السعر يساوي‬ ‫‪-‬‬
‫عدد أيام ارتفاع السعر وكذلك النسبة املئوية لكل طرف وبخاصة كلما‬
‫طالت الفترة الزمنية‪ .‬وهذا بطبيعة الحال ينطبق ىلع كافة أنواع الشموع‬
‫بغض النظر عن الفترة الزمنية التي تمثلها‪.‬‬
‫بناء ىلع النقطة السابقة فلو قررنا التداول باتجاه واحد فقط‪ ،‬وهو الشراء‬ ‫‪-‬‬
‫مثالً ويف نهاية اليوم قمنا بإغالق الصفقة وأعدنا الدخول مرة أخرى‪،‬‬
‫سنجد بأنه ومع التطور الزمني سنصل إلى تساوي يف عدد أيام الربح‬
‫مقابل عدد أيام الخسارة بصرف النظر عن كمية الربح أو الخسارة يف نهاية‬
‫كل يوم‪.‬‬
‫وعليه وبناء ىلع الحقيقة السابقة‪ ،‬فإن عامل الحسم يف املوضوع هو‬ ‫‪-‬‬
‫كمية الربح أو الخسارة التراكمية التي ستنعكس ىلع الحساب‪ ،‬وهذا‬
‫متوقف ىلع مقدار الحركة اليومية للسعر‪.‬‬
‫وبما أننا ال نعرف أيهما سيكون أكثر من حيث الكمية وليس من حيث عدد‬ ‫‪-‬‬
‫الصفقات الرابحة مقابل الصفقات الخاسرة‪ ،‬فإن النتيجة ستكون شبه‬
‫متقاربة ولن نلمس من استخدام هذه االستراتيجية أثرًا ملموسًا إال إذا كانت‬
‫كمية الحركة باتجاه الصعود يف األيام التي يتحرك فيها السعر نحو‬
‫األىلع‪ ،‬أكبر من كمية الحركة التي يتحرك فيها السعر نحو األسفل يف‬

‫‪55‬‬
‫اليام التي سيتحرك فيها السعر نحو األسفل وذلك يف حال كان قرارانا هو‬
‫الدخول للشراء بشكل يومي‪.‬‬
‫وبناء عليه فقد قمنا بالبناء ىلع االستراتيجية وتطويرها من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫استخدام خاصية إطالق الربح وتحديد الخسارة‪ ،‬أي أن الصفقة يف حال‬
‫كانت رابحة فإننا سنتركها تحقق الربح إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬يف حين‬
‫إذا تراجع السعر بعكس اتجاه الصفقة فإننا سنقوم بتحديد نقطة لوقف‬
‫خسارة الصفقة بحيث ال نسمح لها بأن تخسر أكبر من قيمة معينة محددة‬
‫بعدد النقاط‪.‬‬
‫وبما أن ظل الشموع يشكل خطرًا ىلع االستراتيجية أيضًا‪ ،‬بمعنى أنه قد‬ ‫‪-‬‬
‫يحدث أن يذهب السعر بعكس اتجاه الصفقة التي ندخل بها بشكل يومي‬
‫بحيث يقوم بتفعيل نقطة وقف الخسارة ثم يعود السعر إلى االتجاه‬
‫املطلوب قبل نهاية اليوم‪ ،‬األمر الذي يقلل من عدد أيام التي نحقق فيها‬
‫األرباح وكميتها‪ ،‬بمقابل زيادة عدد األيام التي نحقق فيها خسارة باإلضافة‬
‫إلى زيادة كمية إضافة من الخسارة‪.‬‬
‫وبما أننا ال نعرف ىلع وجه التحديد كيف نقوم باختيار نقطة وقف‬ ‫‪-‬‬
‫الخسارة‪ ،‬فقد تم اللجوء إلى التحليل اإلحصائي والتحليل الكمي الدقيق من‬
‫أجل توفير ميزة اختيار نقطة وقف الخسارة بطريقة علمية سليمة‪ ،‬بناء‬
‫ىلع حساب املتوسط الحسابي لطول ظل الشموع العلوي والسفلي‪،‬‬
‫مضافًا إليه قيمة االنحراف املعياري‪ .‬ومثل هذه البيانات متوفرة بشكل‬
‫مجاني ىلع مؤشر اصطلحنا ىلع تسميته ‪ ،RMDI‬والذي يوفره موقع‬
‫‪ ،www.hexagon-fx.com‬بحيث أن قيمة ذلك املتوسط الحسابي تمثل‬
‫أفضل خيار لنقطة وقف الخسارة‪.‬‬
‫وبما أن النتائج قد تغيرت بشكل جذري نحو اإليجابية الكبيرة‪ ،‬فقد تم‬ ‫‪-‬‬
‫االرتقاء باالستراتيجية من خالل دراسة إمكانية ضمان أن ال يتم إيقاف‬
‫الصفقة ىلع خسارة حتى لو كان اختيار نقطة وقف الخسارة تم بطريقة‬

‫‪56‬‬
‫علمية دقيقة‪ ،‬حيث تم اللجوء إلى استخدام فن التداول باألوامر املعلقة‪،‬‬
‫وبدالً من نضع قيمة وقف خسارة ىلع الصفقة ذاتها‪ ،‬فقد تم اللجوء إلى‬
‫تقسم حجم الصفقة األساسية إلى أحجام صغيرة سواء غير متساوية‬
‫الحجم أو متساوية يف الحجم‪ ،‬ونقوم بوضعها ىلع شكل أوامر معلقة‬
‫معاكسة التجاه الصفقة الرئيسية وهذه األوامر كانت من نوع ‪،Stop Orders‬‬
‫بحيث أنه وبدالً من مواجه وصول السعر إلى مستوى وقف الخسارة املحدد‬
‫ىلع نقطة واحدة ثابته بمقدار ثابت‪ ،‬وهذه النقطة تعتمد ىلع‬
‫املتغيرات التي تؤثر ىلع سعر املشتق املالي الذي نقوم بالتداول عليه‪،‬‬
‫فإننا لجأنا إلى عملية إلغاء تلك النقطة واستبدالها بسلسلة من األوامر‬
‫املعلقة ىلع مستويات مختلفة‪ ،‬بحيث نعطي الصفقة الرئيسية أكبر‬
‫فرصة للربح يف حال قرر السعر معاودة السير باالتجاه املطلوب للصفقة‪،‬‬
‫وبالتالي بدالً من خسارتها دفعة واحدة وىلع نقطة واحدة يتم تقسيم‬
‫عملية وقفها بالتدريج بحيث نضمن أن الخسارة ال تجتاز سقف معين يف‬
‫حال تم تفعيل جميع أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬أو أن جزء من الصفقة ال يتم‬
‫إغالقه وكفيل باستعادة الخسارة يف نهاية اليوم إذا ما عاد السعر باالتجاه‬
‫املطلوب‪ ،‬وقد ملسنا األثر اإليجابي الذي تم تحقيقه بناء ىلع ذلك‪.‬‬
‫وبما أن األوامر املعلقة سواء التي تم تفعيلها أو التي تبقى معلقة ال يتم‬ ‫‪-‬‬
‫إغالقها أو إلغائها إال يف نهاية يوم التداول الذي تمثله شمعة واحدة‪،‬‬
‫فإنه وللمزيد من التطوير فقد تم دراسة إمكانية تقليل احتماالت الخسارة‬
‫إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬بحيث إذا كان لدينا أحد عشر احتمالً للربح‬
‫والخسارة بحسب خصائص الشمعة من حيث طول جسمها وطول ظلها‪،‬‬
‫وعدد األوامر املعلقة ومستوياتها‪ ،‬بأن نضمن أن يكون هناك احتمال واحد‬
‫للخسارة فقط‪ ،‬بمقابل عشرة احتماالت للربح‪ .‬وهذا بالضبط ما تم عرضه‬
‫يف الجدول السابق‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫والجدول السابق يوضح بأن كل أمر معلق يجب أن يحتوي ىلع نقطة وقف‬ ‫‪-‬‬
‫خسارة خاصة به‪ ،‬ملواجه احتمالية عودة السعر باالتجاه املطلوب‪ ،‬ونقطة‬
‫وقف الخسارة تكون ىلع نفس املسافة من نقطة افتتاح سعر الصفقة‬
‫الرئيسية ولكن باالتجاه اآلخر‪ ،‬ومثالً إذا كانت لدينا صفقة شراء ىلع سعر‬
‫(‪ )1.3000‬وكان أول أمر معلق من نوع ‪ ،Sell Stop‬ىلع بعد ‪ 10‬نقاط تحت‬
‫نقطة افتتاح الصفقة أي ىلع نقطة (‪ ،)1.2990‬فإن نقطة وقف الخسارة‬
‫ىلع هذا األمر املعلق ستكون فوق مستوى افتتاح الصفقة ىلع بعد ‪10‬‬
‫نقاط أيضا‪ ،‬وهكذا بالنسبة لبقية األوامر املعلقة‪ ،‬فبنفس مقدار البعد عن‬
‫سعر افتتاح الصفقة تكون نقطة وقف الخسارة بنفس البعد من الجهة‬
‫املقابلة‪.‬‬

‫وىلع ذلك فبدل أن نحدد أنفسنا بنقطة واحدة لوقف الخسارة ىلع بعد ‪50‬‬
‫نقطة عن سعر افتتاح الصفقة الرئيسية مثالً‪ ،‬أو مجموعة أوامر معلقة املتوسط‬
‫الحسابي لها أيضًا يبعد ‪ 50‬نقطة عن مستوى افتتاح الصفقة الرئيسية وتبقى‬
‫هذه األوامر املفعلة عاملة حتى نهاية يوم التداول‪ ،‬فإننا نستبدل ذلك بنقاط‬
‫وقف خسارة ىلع أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬وفيما يلي جدول مقارنة بين آخر‬
‫طريقتين متبوعًا بالتعليق عليه وتوضح بعض األمور الهامة‪.‬‬

‫‪Trade‬‬ ‫‪Size‬‬ ‫‪Open‬‬ ‫‪One Stop‬‬ ‫‪Multi Stops‬‬ ‫‪Diff‬‬


‫‪price‬‬
‫‪Profit‬‬ ‫‪Cumulative‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Cumulative‬‬
‫‪profit‬‬ ‫‪profit‬‬
‫‪Buy‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.2900‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪1000.00‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪0.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2890‬‬ ‫‪-110.00‬‬ ‫‪890.00‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪980‬‬ ‫‪90.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2880‬‬ ‫‪-120.00‬‬ ‫‪770.00‬‬ ‫‪-40‬‬ ‫‪940‬‬ ‫‪170.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2870‬‬ ‫‪-130.00‬‬ ‫‪640.00‬‬ ‫‪-60‬‬ ‫‪880‬‬ ‫‪240.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2860‬‬ ‫‪-140.00‬‬ ‫‪500.00‬‬ ‫‪-80‬‬ ‫‪800‬‬ ‫‪300.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2850‬‬ ‫‪-150.00‬‬ ‫‪350.00‬‬ ‫‪-100‬‬ ‫‪700‬‬ ‫‪350.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2840‬‬ ‫‪-160.00‬‬ ‫‪190.00‬‬ ‫‪-120‬‬ ‫‪580‬‬ ‫‪390.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2830‬‬ ‫‪-170.00‬‬ ‫‪20.00‬‬ ‫‪-140‬‬ ‫‪440‬‬ ‫‪420.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2820‬‬ ‫‪-180.00‬‬ ‫‪-160.00‬‬ ‫‪-160‬‬ ‫‪280‬‬ ‫‪440.00‬‬

‫‪58‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2810‬‬ ‫‪-190.00‬‬ ‫‪-350.00‬‬ ‫‪-180‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪450.00‬‬
‫‪Sell stop‬‬ ‫‪-0.1‬‬ ‫‪1.2800‬‬ ‫‪-200.00‬‬ ‫‪-550.00‬‬ ‫‪-200‬‬ ‫‪-100‬‬ ‫‪450.00‬‬

‫نالحظ من الجدول السابق عددًا من املوضوعات ذات األهمية البالغة التي‬


‫تكشف لنا التطور الكبير الحاصل يف مستوى االستراتيجية يف كل مرة نقوم فيها‬
‫بإدخال بعض التعديالت ىلع التفصيالت الدقيقة ىلع مستوى الصفقة الواحدة‪،‬‬
‫وهو األمر الذي سنشاهده خالل املراحل القادمة بأن عملية التداول باستخدام‬
‫أساليب التحليل الكمي ليست أكثر من عملية تركيب عناصر دقيقة يف بناء‬
‫متكامل يعطي املتداول القدرة العالية جدًا ىلع التحكم بكافة عناصرها بدون‬
‫أدنى تدخل عاطفي أو انتظار صدور بيانات اقتصادية من اي جهة كانت‪ ،‬ويف‬
‫الوقت ذاته ال يتأمل املتداول أن يذهب السعر يف اتجاه معين متوافق مع‬
‫صفقاته‪ ،‬فمحاوالت معرف مستقبل السعر من وجهة نظر املؤلف ليست أكثر من‬
‫مسألة تضييع وقت دون أدنى جدوى يمكن الوصول فيها إلى نتيجة مرضية‪.‬‬

‫وعودة إلى الجدول السابق‪ ،‬فكما نالحظ بأننا عندما قمنا بوضع نقاط وقف‬
‫خسارة ألوامر الوقف املعلقة وىلع ذات املستويات املعاكسة ملستويات‬
‫تفعيلها‪ ،‬فإن عدد احتماالت خسارة الصفقة األساسية وفق هذا التعديل قد‬
‫انخفضت من ثالث احتماالت إلى احتمال واحد فقط‪ ،‬وذلك عند تفعيل املستوى‬
‫األمر املعلق األخير ىلع املستوى العاشر الذي يبتعد بمقدار (‪ )100‬نقطة كاملة‬
‫عن نقطة افتتاح الصفقة األساسية‪.‬‬

‫وللتوضيح أكثر فإذا كانت الصفقة األساسية هي الشراء‪ ،‬وانتهى السوق فعليًا‬
‫ىلع ارتفاع‪ ،‬وكان مصدر خوفنا من األساسي هو طول الظل السفلي للشمعة‬
‫اليومية‪ ،‬فسنجد بأننا قادرين ىلع الخروج من الصفقة ىلع ربح كبير مهما كان‬
‫طول الظل السفلي للشمعة‪ ،‬الذي قمنا بالتعامل معه مهما كانت كميته يف ذلك‬
‫اليوم‪ .‬والعكس كذلك يف حال كانت الصفقة األساسية هي البيع وكان مصدر‬
‫الخوف يأتي من طول الظل العلوي للشمعة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫باإلضافة لكل ما تقدم فإننا نجد بأنه يف الوقت الذي كان الحد األقصى‬
‫للخسارة يف حال وصل السعر إلى املستوى األخير وعاد السعر إلى االرتفاع مرة‬
‫أخرى بأنه قد وصل إلى مبلغ (‪ )550‬دوالر‪ ،‬يف حين نجد أنه وعند إدخال نقطة‬
‫وقف الخسارة ىلع كل أمر من أوامر الوقف املعلقة‪ ،‬بأن الحد األقصى للخسارة كان‬
‫بقيمة (‪ ) 100‬دوالر فقط‪ ،‬وهو بالتأكيد فرق شاسع جدًا‪ ،‬يعطي للمتداول إحساسًا‬
‫بالقوة والسيطرة ىلع عملية التداول بشكل تفصيلي وكامل‪ ،‬ويعطي الحساب‬
‫قدرة كبيرة جدًا ىلع املناورة مع حركة املشتقات املالية بصرف النظر عن طبيعة‬
‫املؤثرات التي تعمل ىلع تحريك األسعار باتجاهات مختلفة‪.‬‬

‫ولكن يبقى من األهمية القصوى بمكان أن يدرك املتداول بأن هناك فرقًا يف‬
‫طريقة التعامل بين آخر تعديلين ىلع اإلستراتيجية‪ ،‬وهي أننا يف حال قمنا‬
‫بوضع أوامر الوقف املعلقة وهي أومر ‪ Sell Stop‬املوجودة يف املثال السابق‬
‫بدون نقاط وقف خسارة ىلع كل واحد منها‪ ،‬فإننا ملزمون باملحافظة عليها‬
‫حتى نهاية يوم التداول وإغالق الجميع دفعة واحدة مع الصفقة األساسية‪،‬‬
‫بمعنى أن تفعيل أي واحد من تلك األوامر هو فعليا عبارة عن نقطة وقف خسارة‬
‫لجزء من الصفقة األساسية‪.‬‬

‫يف حين أن استخدام أوامر وقف الخسارة ‪ Stop Loss‬ىلع أوامر الوقف‬
‫املعلقة ‪ Sell Stop‬املشار إليها سابقًا فإن التعامل معها يكون مختلف تمامًا‪ ،‬فقد‬
‫يحدث أن يهبط السعر ويتم تفعيل واحد أو أكثر من أوامر الوقف املعلقة ثم يعود‬
‫السعر لالرتفاع مرة أخرى ويتم إغالق تلك الصفقات الفرعية وكأنها صفقات‬
‫مستقلة عن الصفقة األساسية‪ ،‬وإذا حدث ذلك فإنه يجب إعادة بنائها من جديد‬
‫بشكل مباشر حتى ينتهي يوم التداول الذي سيحدد لنا عدد األوامر التي تم‬
‫تفعيلها وإغالقها أو تكرر دخولها وخروجها من السوق خالل يوم التداول‪ ،‬ولفهم‬
‫هذا بشكل دقيق يرجى مالحظة الشكل التالي الذي يساعد املتداول ىلع‬
‫التعامل معها باحترافيه عالية‪:‬‬

‫‪60‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.3000‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2990‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2980‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2970‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2960‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2950‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2940‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2930‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2920‬‬
‫‪Stop Loss‬‬ ‫‪1.2910‬‬
‫‪Buy‬‬ ‫‪1.2900‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2890‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2880‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2870‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2860‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2850‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2840‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2830‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2820‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2810‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2800‬‬

‫ويف جميع الحاالت فإن السعر يف املثال السابق إذا تحرك وأغلق ىلع ارتفاع‬
‫فوق املستوى املحدد ب (‪ ) 100‬نقطة بمقابل ظل سفلي للشمعة كبير جدًا‬
‫ومساوي ملقدار سعر اإلغالق املحدد ب (‪ )100‬نقطة أيضًا فإن االحتمال الوحيد‬
‫للخسارة سينتفي أيضًا وستكون جميع االحتماالت محققة للربح‪ .‬أما إذا أغلق‬
‫السعر منخفضًا بعكس االتجاه املطلوب فإن الحد األقصى للخسارة لن يتجاوز سقف‬
‫الخسارة املوجود يف النموذج السابق وهو (‪ )550‬دوالر‪.‬‬

‫وهنا قد يخطر يف بال أي متداول متمرس تساؤل محدد حول كمية االحتماالت‬
‫التي يمكن أن يتم تفعيل أمر أو أكثر من أوامر الوقف املعلقة ثم يعود السعر‬
‫لالرتفاع وإغالق تلك األوامر ىلع نقاط وقف الخسارة املحددة‪ ،‬ثم يعود السعر مرة‬

‫‪61‬‬
‫أخرى لالنخفاض ويكرر العملية أكثر من مرة نتيجة تذبذب السعر حول منطقة‬
‫افتاح السعر بداية اليوم؟!!‬

‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن هذا األمر وارد الحدوث طبعًا بكل تأكيد‪ ،‬ولكن إذا‬
‫ما نظرنا إلى كمية الربح املتحققة من الصفقة األساسية فيما لو تحرك السعر‬
‫بمقدار (‪ ) 100‬نقطة ارتفاعًا‪ ،‬بمقابل خسارة كل أمر من األوامر املعلقة سنستطيع‬
‫بكل تأكيد أن نعرف عدد احتماالت الخسارة وفقًا لكل أمر والتي تغطيها كمية‬
‫األرباح املفترضة يف الصفقة السابقة‪ ،‬ومثال ذلك‪ ،‬فإذا كانت خسارة األمر األول‬
‫(‪ )20‬دوالرًا بمقابل أرباح (‪ )1000‬ألف دوالر يف الصفقة األساسية‪ ،‬فإن حاصل قسمة‬
‫كمية الربح ىلع كمية الخسارة تغطي لنا عدد (‪ )50‬تكرار لفتح وإغالق الصفقة‬
‫ىلع خسارة‪ ،‬وهكذا بالنسبة لبقية األوامر املعلقة مع مالحظة الحجم التراكمي‬
‫للخسارة يف حال تم تفعيل أكثر من أمر معلق يف الوقت ذاته‪.‬‬

‫ولكن ىلع الصعيد املقابل نطرح سؤاالً يف غاية األهمية وهو عدد مرات‬
‫حدوث مثل هذا األمر بمقابل الفترة الزمنية التي سيتم خاللها استخدام هذه‬
‫االستراتيجية‪ ،‬ولهذا السبب تم االرتقاء يف بناء االستراتيجية صعودًا ومرورًا بكل‬
‫مراحلها حتى يكون املتداول ىلع علم كامل باالحتماالت الواردة الحدوث أمامه‪،‬‬
‫حيث أن املستوى قبل األخير مقارنة باملستوى األخير يبعد عن املتداول شبح‬
‫تكرار تردد السعر بحيث يقوم بتفعيل أمر معلق أو أكثر ويقوم بإغالقها ومن ثم‬
‫يعود لتفعيلها مرة أخرى نتيجة التذبذب الذي قد يحدث يف السوق‪ ،‬ويكتفي‬
‫باالحتماالت الواردة يف املستوى السابق واملوضحة يف الجدول الخاص بها‪.‬‬

‫وليس هذا فحسب فكما أشرنا سابقًا فبإمكان املتداول أن يقوم باالختيار بين‬
‫أن يقوم بإغالق الصفقة األساسية وجميع األوامر املعلقة التي تم تفعيلها أو ال‬
‫زالت معلقة نهاية كل يوم مع أغالق الشمعة الخاصة بها‪ ،‬أو أن يقوم باختيار‬
‫مستوى اإلغالق وىلع سعر محدد باتجاه الربح سواء استغرق ذلك يوم تداول واحد‬

‫‪62‬‬
‫فقط تمثله شمعة واحدة فقط أو أكثر من شمعة‪ ،‬أو عند تفعيل جميع األوامر‬
‫املعلقة ىلع جميع املستويات‪ ،‬وعندها يقوم بإغالق الجميع والبدء من جديد‪.‬‬

‫وقبل أن نحكم أي الطرق أكثر فاعلية وهو األمر الذي ال يمكن الحكم عليه‬
‫ظاهريًا بسبب العدد الغير محدود من عشوائية الحركة للمشتقات املالية التي‬
‫يجري التداول عليها؛ فيجب علينا أال نتسرع باتخاذ القرار بدون تجربة تمتد لفترة‬
‫زمنية مناسبة‪ .‬باإلضافة إلى أنه يجب أن نتقدم يف بناء االستراتيجيات أو التطوير‬
‫عليها ملحاولة حصر احتماليات الخسارة قبل كل شيء إلى الحد األدنى املمكن‪.‬‬

‫وعند التفكير مرة أخرى وإعادة ربط األفكار السابقة بعضها ببعض‪ ،‬ال بد وأن‬
‫نعيد ىلع أنفسنا طرح املزيد من األسئلة التي من شأنها االرتقاء بمستوى العمل‬
‫إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬حيث أنه وبما أننا بتنا نعلم وبشكل مطلق بأنه كلما‬
‫طالت الفترة الزمنية التي نرصدها أو نتداول فيها‪ ،‬كلما كانت عدد األيام التي‬
‫ينتهي فيها السعر ىلع انخفاض‪ ،‬تساوي تمامًا عدد األيام التي ينتهي فيها‬
‫السعر ىلع ارتفاع‪ ،‬بمعنى أن عدد األيام التي سنحقق فيها الربح تكون مساوية‬
‫لعدد األيام التي سنحقق فيها الخسارة‪.‬‬

‫وبصرف النظر عن الطرق املتطورة التي عرضناها سابقًا‪ ،‬فكيف لنا أن نقوم‬
‫بمحاولة االبتعاد عن أو تقليل عدد األيام التي قد نخسر فيها‪ ،‬بمقابل املحافظة‬
‫ىلع أكبر عدد من األيام التي نحقق فيها األرباح‪ ،‬وبمعنى أدق كيف نتجنب‬
‫الدخول يف األيام التي من املرجح بشكل إحصائي أن تكون بعكس االتجاه الذي‬
‫قررنا الدخول فيه بشكل يومي؟!‬

‫وعليه وقبل الشروع يف التعمق أكثر والحفر يف العلم الكمي بشكل أكبر‬
‫وتوظيف معطيات التحليل الفني بعد أن نقوم بتحويلها إلى حسابات كمية‪،‬‬
‫سنبقى مجردين يف البداية من أية وسائل للتحليل الفني قدر املستطاع ونبقى‬
‫يف محاوالت السيطرة ىلع لعبة التداول من خالل الحسابات الكمية فقط‪ ،‬ومن‬

‫‪63‬‬
‫ثم التطوير تباعًا بحيث سنقوم بتوظف فن التداول باألوامر املعلقة بناء ىلع ما‬
‫سنصل إليه من نتائج واستنتاجات تفتح لنا آفاقًا مختلفة من التطوير والتحديث‬
‫املستمر‪.‬‬

‫وأول ما يخطر ببال املتداول املتمرس يف اإلجابة ىلع السؤال الذي طرحناه‬
‫سابقًا حول الكيفية التي يمكن من خاللها تقليل عدد األيام التي قد نخسر فيها‪،‬‬
‫بمقابل املحافظة ىلع أكبر عدد من األيام التي نحقق فيها األرباح؟ هو االبتعاد‬
‫عن التداول يف اليوم الذي يسبقه تحقيق أرباح‪ ،‬بمعنى آخر فلو قررنا استخدام‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬وليكن البيع صباح كل يوم‪ ،‬فإن ذلك ال يكون إال‬
‫يف األيام التي يسبقها ارتفاع بالسعر؟ وهي طريقة ثالثة يف استخدام‬
‫إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد كما يلي‪:‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬التداول باتجاه واحد يسبقه يوم باالتجاه املعاكس‬

‫إن ما نقصده بما سبق يف اإلجابة ىلع السؤال هو ملخص الطريقة التي‬
‫نحن بصد عرضها اآلن وتقوم ىلع أنه إذا تقرر استخدام استراتيجية التداول‬
‫باالتجاه الواحد‪ ،‬ولنفترض أننا أخذنا اتجاه البيع كل يوم‪ ،‬ولكن قبل ذلك أضفنا‬
‫شرط جديد هو ما نقصده بهذه الطريقة‪ ،‬والشرط يقول‪:‬‬

‫"سأقوم بالبيع بداية كل يوم يف حال أغلق السعر ىلع ارتفاع يف اليوم الذي‬
‫يسبقه"‪.‬‬

‫فلو بدأنا استخدام استراتيجية التداول باالتجاه الواحد وكان ذلك االتجاه‬
‫يقوم ىلع البيع ‪ Sell‬فإن الطريقة تقوم ىلع انتظار تحقق شرط أغالق السعر‬
‫ىلع ارتفاع نهاية اليوم‪ ،‬فإن أغلق السعر ىلع ارتفاع فتتم عملية البيع مع بداية‬
‫اليوم الجديد‪ ،‬أما إذا أغلق السعر ىلع انخفاض فال يتم الدخول إلى السوق ويتم‬
‫انتظار نهاية اليوم ملعرفة أين يغلق السعر‪ ،‬فإن أغلق ىلع انخفاض مرة أخرى فال‬

‫‪64‬‬
‫يتم الدخول إلى السوق أيضًا بل ننتظر نهاية يوم آخر وهكذا دواليك‪ ،‬حتى يتحقق‬
‫شرط اغالق السعر ىلع ارتفاع حتى أتمكن من البيع بداية اليوم الجديد‪.‬‬

‫وعليه فإن تحقق شرط اغالق السعر ىلع ارتفاع فيتم الدخول إلى السوق‬
‫وبيع السعر وفق أي طريقة من الطرق التي سبق وأن تم عرضها يف السابق‪،‬‬
‫وبخاصة فيما يتعلق بعملية وقف خسارة الصفقة التي دخلنا بها‪ ،‬سواء ىلع‬
‫نقطة واحدة أو نقاط متعددة وانتظار نهاية اليوم‪ ،‬أو أوامر وقف معلقة وكل أمر‬
‫يحمل نقطة وقف الخسارة الخاصة به‪.‬‬

‫وهنا ال من اإلجابة ىلع عدد من التساؤالت التي قد تخطر ببال املتداول‬


‫الذي يدرك الصورة الشمولية الستخدام مثل هذه الطريقة‪ ،‬وما يحيط بها من‬
‫مالحظات ذات أهمية كبيرة‪ ،‬وقبل ذلك سنقدم تحليل سريع لنفس الفترة الزمنية‬
‫التي أخذناها يف مثال سابق ىلع الجنية اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي‬
‫سابقًا‪ ،‬وسنقوم بإجراء املقارنة بين الطريقتين‪ ،‬ومن ثم نعقب هذا التحليل‬
‫بمجموعة املالحظات ذات األهمية البالغة لزيادة فاعلية استخدام هذه الطريقة‪،‬‬
‫والجدول التالي يوضح كل ذلك‪:‬‬

‫القيمة مع الشرط‬ ‫القيمة بدون شرط‬ ‫املوضوع‬


‫‪Sell‬‬ ‫‪Sell‬‬
‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪2018/01/17‬‬ ‫‪2018/01/17‬‬
‫أول يوم تداول‬
‫‪2019/11/23‬‬ ‫‪2019/11/23‬‬
‫آخر يوم تداول‬
‫‪245‬‬ ‫‪508‬‬
‫عدد أيام التداول‪ /‬حجم عقد واحد‬
‫‪$2,347‬‬ ‫‪$2,347‬‬
‫أكبر قيمة للربح اليومي‬
‫‪$2,654-‬‬ ‫‪$2,654-‬‬
‫أكبر قيمة للخسارة اليومية‬
‫‪13,098.00‬‬ ‫‪$16,465‬‬
‫أىلع مجموع للربح التراكمي‬
‫‪5,629.00-‬‬ ‫‪$5,372-‬‬
‫أىلع مجموع للخسارة التراكمية‬
‫‪9,808.00‬‬ ‫‪$7,168‬‬
‫صايف الربح‪/‬الخسارة‬

‫‪65‬‬
‫بقراءة بسيطة فإننا نالحظ من الجدول السابق بأن املقارنة بين املرة‬
‫التي عملنا فيها بدون شروط‪ ،‬ويف املرة التي أضفنا فيها شرط ارتفاع السعر قبل‬
‫أن نقرر البيع‪ ،‬أن عدد مرات الدخول إلى السوق قد انخفض من (‪ )508‬مرات‪ ،‬إلى‬
‫(‪ )245‬مرة‪ ،‬بمعنى انخفاض عدد مرات الدخول إلى السوق إلى أقل من النصف‪،‬‬
‫والشيء املميز يف املوضوع أن صايف الربح والخسارة قد ارتفع من حوالي (‪)7‬‬
‫أالف دوالر إلى حوالي (‪ )10‬أالف دوالر‪ .‬وباقي القيم غير مهمه كثيرًا بالنسبة لنا‬
‫ولكن التغير الذي حصل فيها هو بسبب انخفاض عدد األيام التي دخلنا فيها‬
‫بإستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬بطريقة تحقيق شرط االرتفاع قبل البيع‪.‬‬

‫ومرة أخرى قد يخطر ببالنا وبما أننا حققنا ارتفاعًا ملحوظًا يف كمية‬
‫صايف الربح املتحقق نهاية فترة التداول‪ ،‬حول الطريقة التي نستطيع من خاللها‬
‫تعظيم هذه األرباح‪ .‬وهنا ال بد من أن كل واحد فينا لديه من األفكار املختلفة التي‬
‫من شأنها أن تبني املزيد من النجاح يف العمل‪ ،‬ولكن ماذا لو عملنا باستراتيجية‬
‫التداول باالتجاه الواحد من خالل استخدام الطريقة الثالثة التي نقوم بعرضها هنا‪،‬‬
‫ولكن نقوم بدمج الطريقة الثانية‪ ،‬مع الطريقة الثالثة‪ ،‬بمعنى استخدام طريقة‬
‫السلّم يف وقف الخسارة‪ ،‬مع طريقة التداول باتجاه واحد يسبقه يوم باالتجاه‬
‫املعاكس؟‬

‫حتى نعرف النتائج املتحققة يتطلب منا ذلك العودة مرة أخرى إلى ذات‬
‫الفترة الزمنية ونقوم بدمج الشروط مجتمعة‪ ،‬والجدول التالي يوضح النتائج التي‬
‫خرجنا بها‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫الطريقة الثالثة والثانية‬ ‫الطريقة الثالثة‬ ‫املوضوع‬
‫‪Sell‬‬ ‫‪Sell‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪2018/1/17‬‬ ‫‪2018/1/17‬‬ ‫أول يوم تداول‬

‫‪2019/11/23‬‬ ‫‪2019/11/23‬‬ ‫آخر يوم تداول‬

‫‪245‬‬ ‫‪245‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬حجم عقد واحد‬

‫‪$2,347‬‬ ‫‪$2,347‬‬ ‫أكبر قيمة للربح اليومي‬

‫‪$-500‬‬ ‫‪$2,654-‬‬ ‫أكبر قيمة للخسارة اليومية‬

‫‪$29,325.00‬‬ ‫‪$13,098.00‬‬ ‫أىلع مجموع للربح التراكمي‬

‫‪$1,387.00-‬‬ ‫‪$5,629.00-‬‬ ‫أىلع مجموع للخسارة التراكمية‬

‫‪$28,565.00‬‬ ‫‪$9,808.00‬‬ ‫صايف الربح‪/‬الخسارة‬

‫نالحظ بما ال يدع مجاالً للشك حجم التقدم يف النتائج املتحققة من‬
‫إجراء بعض الحسابات الكمي ة التي ال عالقة لها باتجاهات أو أخبار‪ ،‬أو مجرد‬
‫تحليالت فنية مباشرة ىلع شاشات التداول برغم أهميتها وإمكانية استغاللها‬
‫بفاعلية كبيرة يف حال تم التعامل معها بطريقة كمية‪ .‬حيث نالحظ ارتفاع‬
‫صايف الربح من حوالي (‪ )10‬أالف دوالر‪ ،‬باستخدام الطريقة الثالثة‪ ،‬إلى نحو (‪)29‬‬
‫ألف دوالر من خالل دمج الطريقة الثانية معها‪ ،‬بمعنى قمنا بتحديد الحد األقصى‬
‫للخسارة ب (‪ )500‬دوالر‪ ،‬مع عدم التداول إال يف اليوم الذي يسبقه ارتفاع بالسعر‬
‫كوننا قررنا منذ البداية أن يكون اتجاهنا اليومي هو البيع‪ .‬مع مالحظة أن عدد أيام‬
‫التداول قد انخفض من (‪ )508‬إلى أقل من النصف ليصل إلى (‪ )245‬يوم‪ .‬وال ننسى‬
‫أيضًا أنه تم تحديد كمية الخسارة عند مستوى (‪ )500‬دوالر يف األيام التي يمشي‬
‫فيها السعر بعكس الصفقات التي دخلنا فيها‪ ،‬وهو األمر الذي قد يقوم أي مضارب‬
‫بالتالعب به وخفضه إلى أقل من ذلك بكثير‪ ،‬األمر الذي سينعكس ىلع قيمة‬
‫األرباح التراكمية بشكل كبير‪ ،‬أو استخدام طرق التجزئة املختلفة التي أشرنا إليها‬
‫سابقًا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وىلع كل حال‪ ،‬وحتى نخرج من دائرة الشك أيضًا‪ ،‬فماذا لو قرر مضارب آخر‬
‫أن يقوم بالشراء يف نفس الفترة الزمنية بدالً من البيع كما عرضنا يف نتائج‬
‫الجداول السابقة والتي تبدو متفائلة جدًا‪ ،‬وحتى نعرف ذلك فالجدول التالي يبين‬
‫تلك النتائج مع تغيير اتجاه الدخول إلى السوق‪ ،‬مرة باستخدام الطريقة الثالثة‬
‫منفردة‪ ،‬ومرة أخرى من خالل دمج الطريقة الثالثة بالطريقة الثانية‪.‬‬

‫الطريقة الثالثة‬ ‫الطريقة الثالثة‬ ‫املوضوع‬


‫والثانية‬
‫‪Buy‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪2018/1/17‬‬ ‫‪2018/1/17‬‬ ‫أول يوم تداول‬
‫‪2019/11/23‬‬ ‫‪2019/11/23‬‬ ‫آخر يوم تداول‬
‫‪259‬‬ ‫‪259‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬حجم عقد واحد‬
‫‪2,654.00‬‬ ‫‪2,654.00‬‬ ‫أكبر قيمة للربح اليومي‬
‫‪$-500‬‬ ‫‪1,634.00-‬‬ ‫أكبر قيمة للخسارة اليومية‬
‫‪20,066.00‬‬ ‫‪5,614.00‬‬ ‫أىلع نقطة للربح التراكمي‬
‫‪1,920.00-‬‬ ‫‪7,848.00-‬‬ ‫أىلع نقطة للخسارة التراكمية‬
‫‪19,349.00‬‬ ‫‪2,355.00‬‬ ‫صايف الربح‪/‬الخسارة‬

‫باملقارنة بين إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬كفكرة رئيسية‬


‫وبصورتها األساسية دون الدخول بأي تفصيالت أو تعديالت عليها بالطرق الثالثة‬
‫املعروضة‪ ،‬فإننا نالحظ حجم الفارق بينها وبين استخدام الطريقة الثالثة التي‬
‫يوجد بها شرط هبوط السعر يف اليوم السابق ىلع يوم التداول والدخول بصفقة‬
‫شراء‪ ،‬ففي حين كان املجموع بالصورة الرئيسية هو خسارة‪ ،‬كان العمل باستخدام‬
‫الطريقة الثالثة محققًا للربح‪ ،‬ولكن املميز يف األمر أننا باستخدام الطريقة الثالثة‬
‫ودمجها بالطريقة الثانية وهي تحديد قيمة الخسارة بطريقة السلّم‪ ،‬أو التدرج‪،‬‬
‫فقد تضخمت األرباح لتصل إلى حدود (‪ )19‬ألف دوالر أمريكي بدالً من (‪ )3‬أالف دوالر‬
‫تقريبًا من خالل استخدام الطريقة الثالثة منفردة‪ ،‬ال بل فإنها تبقى أفضل من‬
‫الدخول باإلستراتيجية الرئيسية بصورتها الخام بدون تدخل والتي كانت النتيجة‬

‫‪68‬‬
‫فيها لو دخلنا بالشراء اليومي بدالً من البيع تحقيق خسارة بحدود (‪ )7‬االف دوالر‪،‬‬
‫وربح (‪ )7‬االف دوالر فيما لو كانت التداول باالتجاه الواحد هو البيع بدالً من الشراء‪.‬‬

‫املوجات السعرية واستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‬

‫قبل االنتقال إلى مستويات متقدمة يف بناء استراتيجية التداول باالتجاه‬


‫الواحد‪ ،‬بصرف النظر عن الطريقة التي يتم استخدامها من الطرق التراكمية املشار‬
‫إليها سابقًا‪ ،‬فإنه وتعقيبًا ىلع الطريقة األخيرة التي تشترط وجود اغالق للسعر‬
‫باالتجاه املعاكس قبل اليوم الذي ننوي الدخول فيه‪ ،‬كاإلغالق ىلع ارتفاع كشرط‬
‫لدخول عمليات البيع إذا كان االتجاه املقرر هو البيع‪ ،‬أو اإلغالق ىلع انخفاض‬
‫كشرط لدخول عمليات الشراء إذا كان االتجاه العام املقرر للصفقات هو الشراء‪ .‬فإنه‬
‫يجب أن نعود إلى إدراج بعض املالحظات البالغة األهمية يف ذلك‪:‬‬

‫أول قضية يجب االنتباه لها بأنه وىلع الرغم من أننا نتجنب الكثير من‬ ‫‪-‬‬
‫األيام التي يذهب فيها السوق باتجاه الهبوط بشكل متتالي‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫إذا دخلنا يف صفقة بيع وهبط السعر كما نرغب‪ ،‬فإنه ومع نهاية اليوم‬
‫الذي سنقوم فيه بحني هذه األرباح‪ ،‬إال أن وجود هذا الشرط يمنعنا من‬
‫الدخول مرة أخرى إذا ما تحقق الربح‪ ،‬وذلك خوفًا من ارتداد السعر مرة أخرى‬
‫نحو األىلع ألي سبب كان وبالتالي إضاعة جزء من األرباح التي تم‬
‫تحقيقها يف اليوم السابق‪ ،‬وبناء ىلع ذلك وكما يعرف جمهور املتداولين‬
‫بأن السوق كما أشرنا سابقًا قد يمر بموجات سعرية تذهب باتجاه معين‬
‫كاالرتفاع مثالً‪ ،‬حيث قد نواجه احتمالية بأنه وىلع الرغم من أن السعر قد‬
‫يغلق ىلع ارتفاع واتجاهنا العام هو البيع إال أن عملية تكرار إغالق السعر‬
‫ىلع ارتفاع قد تأتي يف سلسلة أيام متتالية‪ ،‬وبالتالي فإن ذلك يعني‬
‫بأننا مضطرون للدخول بشكل متكرر كل يوم يغلق فيه السعر ىلع ارتفاع‪،‬‬
‫وىلع الرغم من تخلل هذه املوجات شمعات باالتجاه املطلوب إال أن عدد‬

‫‪69‬‬
‫األيام التي سنخسر فيها ستكون أىلع من عدد األيام التي سنربح فيها‪،‬‬
‫والسبب يف ذلك هو املوجه السعرية املرتفعة التي مر بها السوق أو‬
‫سعر املشتق املالي الذي يجري التداول عليه‪ ،‬كما هو يف الشكل التالي‪:‬‬

‫وعليه فكما نالحظ من يسار الصورة السابقة بأن هناك سلسلة من الشموع‬
‫امل تتالية التي أغلق عليها سعر اليورو مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬األمر الذي يعني بأنه‬
‫يتعين علينا الدخول يف نهاية كل يوم أو شمعة أغلق فيه السعر ىلع ارتفاع‪،‬‬
‫وىلع الرغم من وجود شمعات أو أيام مستقطعة هبط فيها السعر‪ ،‬إال أن كمية‬
‫هبوط السعر لم يكن باملستوى الذي قد يحقق لنا الربح الكبير الذي من شأنه أن‬
‫يعوض األيام التي حققنا فيها الخسارة‪ ،‬وىلع الرغم من وجود هبوط حاد للسعر‬
‫يف نهاية املطاف كما نالحظ يف يمين الصورة إال أن ذلك يقودنا بالضرورة إلى‬
‫املالحظة التالية‪.‬‬

‫املالحظة املهمة التالية التي نود أن نشير إليها هنا إلى أنه إذا ما كان االتجاه‬
‫العام للصفقات هو البيع‪ ،‬فمعنى ذلك بأنه وبمجرد أن ندخل يف أول يوم نحقق‬
‫فيه الربح نتيجة هبوط السعر‪ ،‬فإن ذلك يعني أننا لن ندخل مرة أخرى إلى السوق‬

‫‪70‬‬
‫والتداول ىلع نفس املشتق املالي حتى يأتي يوم أو شمعة يغلق فيه السعر‬
‫ىلع ارتفاع حتى نستطيع الدخول باتجاه البيع مرة أخرى‪ .‬ولكن إذا ما واجهنا‬
‫موجة سعرية هابطة ألي سبب كان وتكرر إغالق السعر أو الشموع ىلع انخفاض‬
‫لعدة أيام متتالية فإن ذلك يعني بكل بساطة حرماننا من كمية كبيرة من األرباح‬
‫نتيجة توقفنا عن التداول بانتظار يوم أو شمعة مستعرضة يغلق فيها السعر ىلع‬
‫ارتفاع حتى نجدد دخولنا للسوق‪ ،‬وهو ما نالحظه يف الشكل التالي الذي مر فيه‬
‫سعر اليورو مقابل الدوالر األمريكي بموجة سعرية هابطة استمرت لفترة زمنية‬
‫طويلة‪ ،‬وال نستطيع استثمارها بالشكل األمثل ألننا سنبقى بانتظار أي شمعة‬

‫معاكسة التجاه الصفقات حتى نقوم بالدخول إلى السوق وتحقيق األرباح‪.‬‬
‫فكما نالحظ من الشكل السابق‪ ،‬فإنه يف حال تكرر هبوط السعر ىلع عدة‬
‫أيام متتالية‪ ،‬فإنه وىلع الرغم من تحقيق ربح كبير يف اليوم الذي دخلنا فيه‬
‫الصفقة نتيجة املوجة السعرية ووجود شمعة أغلق فيها السعر ىلع ارتفاع إال أن‬
‫اليوم الذي نحقق فيه الربح يحرمنا من الدخول يف اليوم الذي يليه والذي قد‬
‫يشهد هبوطًا كبيرًا خسرناه كأرباح فائتة‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وقبل أن نتعمق أكثر من أجل معرفة طريقة التغلب ىلع هذا املوضوع‬
‫الحساس للغاية‪ ،‬فال بد من اإلشارة إلى أنه وحتى نقوم برصد دقيق لتأثير هذا‬
‫املوضوع وللتغلب ىلع هذا األمر وهذا بطبيعة الحال سيعيدنا مرة أخرى إلى‬
‫مؤشر ‪ RMDI‬الذي أشرنا إليه سابقًا والذي يوفر لنا معلومات إحصائية دقيقة‬
‫وىلع جميع األطر الزمنية والذي يقدم لنا أكبر تكرار لعدد الشموع الهابطة‬
‫املتتالية والتي أغلق فيها السعر ىلع انخفاض وتاريخ تكرارها أيضًا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عدد الشموع الصاعدة املتتالية التي أغلق فيها السعر ىلع ارتفاع وتاريخ حدوثها‪،‬‬
‫وذلك بدون وجود شمعة معترضة كانت ىلع عكس الشموع املتتالية من نفس‬
‫النوع؛ ويبقى السؤال املثير للجدل يف هذا املوضوع يدور حول وجود الشموع‬
‫املتكررة من نفس النوع سواء أكانت باالتجاه العام للصفقات أو بعكس االتجاه العام‬
‫للصفقات هل يعني بكل بساطة أن االستراتيجية غير فعالة أو ال ينصح‬
‫باستخدامها؟‪.‬‬

‫إن اإلجابة ىلع هذا السؤال سيكون ال ىلع سبيل القطع أو اإلطالق‪ ،‬حيث أنه‬
‫وىلع الرغم من وجود مستويات متقدمة سبق اإلشارة إليها يف معرض بناء‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬إال أن هذه الطريقة ستبقى فعالة للغاية‬
‫وبخاصة إذا قمنا بتركيب أو دمج الطرق السابقة التي قدمناها بالتفصيل مع هذه‬
‫الطريقة وبخاصة يف ضوء اإلحصائيات والحسابات الكمية التي يوفها مؤشر‬
‫‪ RMDI‬الذي أشرنا له يف السابق‪.‬‬

‫ومن ناحية أخرى فيجب ىلع املتداول إدراك حقيقة يف غاية األهمية وهي‬
‫أن السوق ال يكون يف حركة موجات سعرية بشكل مستمر‪ ،‬بل ىلع العكس تمامًا‬
‫حيث أن أغلب أيام السنة أو أغلب الساعات يكون السعر فيها يمشي بشكل عرضي‬
‫ولفترات زمنية طويلة قد تمتد ألشهر طويلة‪ ،‬وبناء عليه فإن تكرار هبوط السعر أو‬
‫ارتفاعه لعدة أيام متتالية يكون بشكل بسيط‪ ،‬األمر الذي يعني أن هذه الطريقة‬
‫ستكون يف غاية الفعالية حيث سنتجنب الدخول املتكرر وبخاصة بعد تحقيق‬

‫‪72‬‬
‫الربح‪ ،‬إضافة إلى أن الدخول بعد يوم يتحرك فيه السعر بعكس االتجاه العام‬
‫للصفقات تكون فيه الفرصة كبية لتحقيق الربح‪.‬‬

‫وال ننسى أيضًا حتى مع وجود موجات سعرية فإن السعر ال يتحرك فيها بشكل‬
‫عمودي صعودًا أو هبوطًا‪ ،‬حيث أنه ومع وجود املوجات السعرية فإن السعر قد‬
‫يذهب باتجاه املوجة السعري ملدة يوم أو عدة أيام متتالية ومن ثم يمشي بشكل‬
‫عرضي أليام طويلة قبل أن يواصل مسيرته لتحقيق مستويات أبعد استكماالً‬
‫للموجة السعرية الحاصلة‪ ،‬وىلع ذلك فإنه باإلضافة إلى أن استخدام الطرق‬
‫املتقدمة يف إيقاف خسارة الصفقات التي ستحقق خسارة والتي عرضناها‬
‫بالتفصيل سابقًا‪ ،‬فإن الحسابات الكمية واإلحصائية ال تخيب يف إثبات الحقيقة‬
‫املطلقة بأن عدد أيام ارتفاع السعر ستكون مساوية لعدد أيام هبوط السعر وذلك‬
‫بالنظر إلى طول الفترة الزمنية التي يتم فيها استخدام االستراتيجية نفسها‬
‫وبأكثر من وجه وأكثر من طريقة للحد من الخسارة وتعظيم األرباح‪.‬‬

‫وأخيرًا وبما أننا دخلنا يف معرض الحديث عن املوجات السعرية‪ ،‬وفن التداول‬
‫باألوامر املعلقة‪ ،‬سنبدأ اآلن بالتعمق أكثر يف تطوير وبناء هذه االستراتيجية إلى‬
‫الحد األقصى املمكن‪ ،‬حيث أننا وصلنا اآلن إلى مرحلة ال نقصد بها منع الخسارة أو‬
‫الحد منها‪ ،‬بل إلى مرحلة نعمل من خاللها ىلع تحقيق األرباح من عمليات‬
‫التداول وتعظيمها إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬وهنا نجد أننا نقف ىلع عوامل‬
‫رئيسية مررنا عليها سابقًا ولم نعطيها حقها من البحث الكايف والذي يكفل أن‬
‫نتخلص من أي سلبيات قد يراها املتداول فيما سبق من أطروحات‪ ،‬وهذه العوامل‬
‫هي‪:‬‬

‫املؤشرات الفنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫املوجات السعرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فن التداول باألوامر املعلقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪73‬‬
‫الحظنا يف كل ما تقدم بأننا حتى اآلن لم نعتمد ىلع أي موضوع خارجي‬
‫يتعلق بأي نوع من أنواع التحليل املعروفة‪ ،‬وهي التحليل الفني الذي يعتمد ىلع‬
‫املؤشرات الفنية الذي يعتمده السواد األعظم من املتداولين‪ ،‬وىلع ذلك فإننا‬
‫سنعمد إلى التقدم يف بناء استراتيجيات التداول املبنية ىلع أسس التحليل‬
‫الكمي من خالل توظيف أفضل معطيات مؤشرات التحليل الفني حتى نقوم‬
‫بالتطوير عليها والرفع من كفاءتها إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬باإلضافة إلى توظيف‬
‫ميزات فن التداول باألوامر املعلقة لنخرج بمنظومات تداول متقدمة للغاية‬
‫ومحققة ألىلع أرباح ممكنة من خالل تركيب تلك األنواع املختلفة من العلوم مع‬
‫بعضها البعض بنماذج بسيطة ذات بناء محكم للغاية‪.‬‬

‫املؤشرات الفنية واستغالل املوجات السعرية‬

‫تطرق كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول يف األسواق‬


‫املالية العاملية" إلى عرض ثالث طرق رئيسية ملعرف اتجاه حركة أسعار‬
‫املشتقات املالية املختلفة بغض النظر عن طبيعتها‪ ،‬وهذه الطرق الثالث تعتمد‬
‫بشكل رئيسي ىلع ما توفره املؤشرات الفنية من بيانات وقراءات يمكن التعامل‬
‫معها بطريقة كمية محكمة‪ ،‬وبطبيعة الحال لم يتم اختيار تلك املؤشرات بشكل‬
‫عشوائي‪ ،‬وكل طريقة من هذه الطرق تعتمد ىلع مجموعة من املؤشرات الفنية‬
‫التي تم اختيارها بعد أن تم إجراء كافة االختبارات اإلحصائية والكمية ىلع‬
‫معطياتها ‪ ،‬وكل واحدة من هذه الطرق جاءت ىلع شكل استراتيجية رئيسية‬
‫ينطوي تحتها طرق مختلفة لكيفية التداول باالعتماد عليها‪ ،‬وللمهتمين‬
‫بتفاصيلها بإمكانهم الرجوع إلى ذلك الكتاب الغني جدًا باملعلومات واألساليب‬
‫املتنوعة للتحليل الكمي والذي يشكل املنطلق الرئيسي والخطوة األولى بالنسبة‬
‫للمهتمين ببناء مسيرة تداول غير تقليدية قائمة ىلع التحليل الكمي واإلحصائي‬
‫الدقيق‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫وقبل التطرق إلى كيفية استغالل تلك االستراتيجيات يف موضوعنا‬
‫الحالي ‪ ،‬ال بد من اإلشارة إلى حقيقة ىلع درجة عالية جدًا من األهمية والتي يجب‬
‫ىلع أي متداول يأخذ من التداول مهنة رئيسية له‪ ،‬ويريد الوصول إلى أىلع‬
‫مستويات االحتراف أن يعرفها حق املعرفة‪ ،‬وهي أن السعر عند انطالقه بداية كل‬
‫يوم ال يوجد أمامه إال خيارات محددة للحركة وهي إما االرتفاع أو االنخفاض‬
‫والتذبذب بين االرتفاع واالنخفاض خالل أي وحدة زمنية يتم رصدها‪ ،‬والتي يتم‬
‫تمثيلها بأشكال مختلفة وأبرزها الشموع اليابانية‪ ،‬وبناء ىلع ذلك فإن نقطة‬
‫بداية السعر ونقطة نهايته وأىلع نقطة يصلها وأقل نقطة يصلها يتم رصدها‬
‫وتمثيلها كما سبق وأشرنا‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن جميع التحليالت واملؤشرات الفنية ىلع اختالق أنواعها‬
‫ومسمياتها ال يمكن لها إال أن تعتمد ىلع تلك البيانات أو القيم التي تم تسجيلها‬
‫ورصدها يف إجراء الحسابات التي تعتمد عليها تلك املؤشرات من أجل إعادة‬
‫تمثيلها وتقديمها للمتداول بشكل مبسط‪ ،‬وىلع ذلك وحتى نفهم الصورة‬
‫الشمولية أو الكاملة للموضوع‪ ،‬فلو استخدمنا أبسط مؤشر فني وهو الوسط‬
‫الحسابي املتحرك للسعر ‪ Moving Average‬فإن فلسفته تقول بأن قيمة الوسط‬
‫املتحرك يتم تمثيله بنقطة واحدة تمثل مجموع قيم معينة مقسومًا ىلع‬
‫عددها‪ ،‬فإن كانت نقطة الوسط الحسابي تعتمد ىلع سعر اإلغالق لعدد من‬
‫الوحدات الزمنية‪ ،‬وألي قياس زمني سواء أكان ىلع مستوى الدقيقة أو ساعة أو‬
‫أكثر من ذلك‪ ،‬ولعدد معين من اإلغالقات ولنفترض بأنها عشرون نقطة‪ ،‬فإنه ومع‬
‫أغالق كل شمعة أو وحدة زمنية فيتم استبدال النقطة األولى يف الحساب‬
‫بالنقطة الجديدة أو األخيرة التي تم رصدها‪ ،‬وعليه فأنه ومع كل ‪ 20‬نقطة جديدة‬
‫فسيكون هناك تجديد كامل لقيم املتوسط الحسابي املتحرك الذي يجري‬
‫مراقبته‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫وبناء ىلع ذلك فملخص ما يجري ىلع منصة التداول يتلخص بالوصل بين‬
‫تلك النقاط بخط متصل يمشي مع السعر بشكل دائم‪ ،‬ويمكن مراقبه ذلك الخط‬
‫جنبًا إلى جنب مع حركة السعر وتبيان فيما إذا كان السعر يمشي تحت الخط‬
‫الواصل بين تلك النقاط أو فوقها‪ ،‬أو أن السعر يصعد فوق ذلك الخط الذي يمثل‬
‫الوسط املتحرك إلغالقات آخر عشرون نقطة ثم يهبط تحت ذلك الخط بشكل‬
‫متكرر‪ ،‬وكذلك عدد الشموع أو الفترة الزمنية التي يقضيها السعر تحت خط الوسط‬
‫املتحرك قبل أن يقطعه باالتجاه اآلخر‪ ،‬أو العكس‪ .‬وكذلك أقصى مسافة يبتعد‬
‫فيها خط السعر عن خط الوسط املتحرك‪ ،‬وبناء ىلع ذلك فهناك جملة من‬
‫اإلحصائيات والحسابات الكمية يمكن اشتقاقها واستنتاجها ودراستها بشكل‬
‫تفصيلي ملجرد متابعة خط الوسط املتحرك كواحد من بين عدد كبير من‬
‫املؤشرات الفنية التي تشكل دعامة التحليل الفني‪.‬‬

‫وال نغفل عن اإلشارة أن قيمة الوسط الحسابي املتحرك ملجموعة من‬


‫القيم التي يتم رصدها مهما كان مصدرها يمثل كذلك دعامة رئيسية يدخل يف‬
‫حساب أي واحد من املؤشرات الفنية مهما كان اسمها‪ ،‬وكذلك فإن نقطة افتتاح‬
‫السعر ونقطة إغالقه وأىلع قيمة وأقل قيمة هي البيانات الرئيسية التي يتم‬
‫االعتماد عليها فقط يف حساب أي واحد من املؤشرات الفنية‪.‬‬

‫ويف كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول" املشار إليه تم‬
‫تقديم ثالث نماذج أو ثالث استراتيجيات لكيفية توظيف قيم املؤشرات الفنية‬
‫بطريقة كمية لبناء استراتيجيات تداول وتدخل يف عمق تلك املؤشرات وتقوم‬
‫بتفصيل محتواها‪ .‬وكان من بين تلك االستراتيجيات هي استراتيجيات املتوسطات‬
‫املتحركة العشرة‪ ،‬وإستراتيجية املؤشرات اإلثني عشر املتنوعة‪ ،‬واستراتيجية‬
‫املؤشرات اإلثني عشر املتجانسة‪ .‬وكان الهدف منها جميعًا هو إبعاد املتداول‬
‫عن االعتماد ىلع رأي واحد يف اتخاذ قرار البيع أو الشراء‪ .‬وقدمنا لذلك مثاالً محددًا‬
‫ىلع زوج اليورو مقابل الدوالر األمريكي وقلنا بأنه لو تخيلنا بأن حجم الصفقة التي‬

‫‪76‬‬
‫تنوي الدخول بها يف كل مرة هي عقد واحد (‪ )1 Lot‬وىلع زوج اليورو دوالر مثالً‬
‫‪ ،EURUSD‬وقمنا باستشارة أحد املحللين أو قرأنا تقريرًا ىلع أحد املواقع التي‬
‫تعرض مثل هذه التقارير‪ ،‬وكانت النتيجة هي النصيحة بالشراء نظرًا لتوقع املحلل‬
‫الذي تم استشارته أو التقرير الذي تمت قراءته أن سعر زوج اليورو دوالر سيرتفع‬
‫خالل الساعات القادمة‪.‬‬

‫ولكن ماذا لو قمنا باستشارة عشرة محللين أو عشرون‪ ،‬أو قمنا بقراءة عشرة‬
‫تقارير أو عشرون تقريرًا‪ ،‬ويف كل مرة نستشير محلالً ولنفترض مثالً أن عددهم‬
‫عشرة محللين‪ ،‬نقوم بإعطاء كل نصيحة قيمة تتراوح ما بين (‪ )10+‬إذا كانت‬
‫النصيحة بالشراء‪ ،‬وقيمة (‪ )10-‬إذا كانت النصيحة بالبيع؟ ويف نهاية األمر لو قمنا‬
‫بتجميع هذه القيم لنحصل ىلع ما نسميه وزن أو قوة االتجاه القائم ىلع تلك‬
‫االستشارات أو القراءات‪ ،‬والذي سيتراوح ما بين (‪ )100+‬للشـراء و (‪ )100-‬للبيع‪،‬‬
‫فعلى سبيل املثال لو كانت النتيجة هي (‪ )%80+‬بسبب وجود نصيحة واحدة‬
‫بالبيع قامت بإلغاء نصيحة بالشراء عند القيام بعملية جمع النصائح التي أعيطنا‬
‫كل واحدة منها نسبة (‪)%10‬؛ ففي هذه الحالة سيكون قرارنا بالشراء أكثر دقة من‬
‫قرارنا بالبيع‪ ،‬ألن تسعة محللين من أصل عشرة يرون بأن سعر اليورو دوالر‬
‫‪ EURUSD‬مرجح لالرتفاع‪.‬‬

‫ولكن بإعادة التفكير مرة أخرى بالعمل الذي قمنا به‪ ،‬وطرحنا ىلع أنفسنا‬
‫أسئلة محددة ملخصها يكون بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬من يعرف عشرة محللين موثوقين يقوم باستشارتهم يف كل مرة ينوي‬


‫فيها الدخول إلى السوق‪ ،‬أو من لديه الوقت الكايف لقراءة عشرة تقارير عن‬
‫زوج اليورو دوالر يف كل مرة ننوي التداول فيها؟‬
‫‪ .2‬إذا كان املتداول يعرف عشرة محللين فعليًا‪ ،‬كيف يمكن له معرفة فيما إذا‬
‫كانوا ال يستخدمون طريقة واحدة فقط ولو بالصدفة يف التحليل حتى‬

‫‪77‬‬
‫خرجوا بهذا القرار‪ ،‬فماذا لو أنهم يستخدمون تقاطع املتوسط املتحرك‬
‫(‪ ،)20‬مع املتوسط املتحرك (‪ ،)50‬ألن املحللين ال يمكن أن يقولوا لك عن‬
‫الطريقة التي يستخدمونها يف التحليل حتى وإن كانت بسيطة‪ ،‬فإن‬
‫كشف لك عن أوراقه فما الداعي الستشارته مرة أخرى؟‬
‫‪ .3‬كيف يمكن معرفه أن هؤالء املحللين ال يوجد لديهم صفقات فعلية يف‬
‫السوق‪ ،‬وأن السوق يمشي بعكسهم اآلن‪ ،‬وأنهم تحت التأثير العاطفي وال‬
‫زالوا ينتظرون تصحيح املسار‪ ،‬وبالتالي يقمون بإغراق الجميع معهم؟‬
‫‪ .4‬يف ضوء معرفتنا بأن ‪ %90‬من املتداولين يف هذا السوق مصيرهم‬
‫املؤكد هو الخسارة الكلية لحساباتهم‪ ،‬وهذه املعلومة مستمدة من واقع‬
‫عملي للمؤلف يف دراسته وتحليله لعشرات االف الحسابات حول العالم‪،‬‬
‫فما الضامن بأن آراء هؤالء املحللين وأمثالهم كانت السبب يف خسارة‬
‫الكثير منهم‪ ،‬وبخاصة أن جميع املحللين يعملون تحت مظلة أحد‬
‫الشركات التي تستقطب الزبائن للمتاجرة ىلع منصاتها؟‬

‫إن عدد األسئلة التي يمكن طرحها ىلع شاكلة هذه األسئلة كثيرة للغاية‪،‬‬
‫والتي ستقود يف النهاية إلى قناعة واحدة وهي‪ :‬أننا لم نغير شيئًا يف أسلوب‬
‫العمل‪ ،‬ولم نحقق سوى املزيد من ضياع الوقت‪ ،‬وغيرنا يف أسلوب اتخاذ القرار‬
‫ليكون صادر عن أكثر من جهة بدل جهة واحدة‪ .‬ويقفز إلى الذهن مباشرة السؤال‬
‫املتشعب والذي يضعنا ىلع الطريق الصحيح‪ :‬ما هو الضامن بأن يكون قرار البيع أو‬
‫قرار الشراء يستند إلى آراء متعددة ومختلفة كليًا عن بعضها‪ .‬ويف نفس الوقت‬
‫نستثني الرأي الشخصي الذي تغلبه العاطفة حتمًا والتي نحاربها ونعرف أنها تقف‬
‫خلف خسارة أعدا د مهولة من املتداولين‪ ،‬ونحقق أىلع ربحيه ممكنة من خالل‬
‫ضمان أننا نمشي باالتجاه الذي سيسلكه السوق يف الفترة القادمة حتمًا؟‬

‫ولجميع ما تقدم تم وضع ثالث استراتيجيات مختلفة للمتداول ال تعرف‬


‫العاطفة وال تتعامل معها‪ ،‬وتضمن للمتداول بأنه يف االتجاه الصحيح للسوق‪،‬‬

‫‪78‬‬
‫ويبقى الرهان حول الطريقة التي يتبعها املتداول نفسه يف التعامل بطرق‬
‫متعددة ال يمكن بأي حال أن تؤدي إلى الخسارة‪.‬‬

‫وحتى نعيد تذكير املتداولين الحاصلين ىلع كتاب "التحليل الكمي ‪"...‬‬
‫ونقدم له ولغير الحاصلين ىلع الكتب فلسفة استخدام املتوسطات العشرة أو‬
‫الطرق األخرى املشار إليها أعاله يف معرفة املوجات السعرية‪ ،‬تمهيدًا لتوظيفها‬
‫يف البناء الذي بدأنا فيه منذ أول الكتاب الحالي‪ ،‬حيث تقوم هذه الطريقة ىلع‬
‫اختيار عشرة متوسطات متحركة للسعر‪ ،‬واملتوسطات التي عرضناها تبدأ من‬
‫(‪ )Moving Average 20‬وترتقي يف كل مرة بقيمة (‪ ،)20‬لنصل إلى املتوسط‬
‫(‪ .)MA 200‬أي أننا سنقوم بالبدء باملتوسط املتحرك البسيط (‪ SMA )20‬الذي‬
‫يعتمد سعر اإلغالق يف حسابه‪ ،‬ثم نقوم بالزيادة يف كل مرة (‪ )20‬والتي‬
‫سنوضحها بعد قليل‪.‬‬

‫من خالل القيام بالطريقة السابقة‪ ،‬نالحظ أنه وبطريقة غير مباشرة تم‬
‫استخدام عشرة خبراء ال يعرفون العاطفة وال يتعاملون معها مطلقًا‪ ،‬وجميعهم‬
‫يتعاملون باستقاللية تامة عن بعضهم البعض‪ ،‬وجميعهم يف مواجهة السعر‬
‫فقط‪ ،‬وليس يف مواجهة بعضهم البعض‪ .‬وىلع ذلك فإذا ما كان سعر السلعة أو‬
‫العملة التي يجري التداول عليها‪ ،‬فوق املتوسط الحسابي املستخدم فإننا‬
‫نعطيه عالمة (‪ ) 10+‬داللة ىلع نصيحة الشراء‪ ،‬وإذا ما كان السعر أسفل املتوسط‬
‫الحسابي املتحرك املحسوب فإننا نعطيه عالمة (‪ )10-‬داللة ىلع نصيحة البيع‪.‬‬
‫ويف النهاية نقوم بجمع العالمات لنعرف قوة قرار البيع أو الشراء استنادًا إلى آراء‬
‫عشرة خبراء مستقلين يف االتجاه املرجح لحركة السعر القادمة‪.‬‬

‫ويجب ىلع املتداول حتى يفهم قوة هذه االستراتيجية بدقة كبيرة‪ ،‬فأمامه‬
‫واحد من خيارين نظرًا للطريقة التي سيقوم بالتداول فيها باستخدام هذه‬
‫االستراتيجية‪ ،‬والخياران هما‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫استخدام جداول األكسل‪ ،‬وذلك من خالل تحميل سعر اإلغالق بشكل يومي‬ ‫‪.1‬‬
‫ألطول فترة زمنية ممكنة ثم يقوم بحساب املتوسط الحسابي يف عشرة‬
‫أعمدة متتالية‪ ،‬ثم يقوم باملقارنة بين آخر سعر إغالق مع املتوسطات‬
‫العشرة املحسوبة التي تمتد من (‪ )200 -20‬يوم‪ .‬وحساب قوة االتجاه‬
‫باالستناد إلى ذلك‪ ،‬كما هو موضح يف الجدول التالي ىلع سعر اليورو‬
‫دوالر ‪ ،EURUSD‬حيث كان سعر إغالق اليورو بتاريخ مثالً (‪ )2019.11.22‬هو‬
‫(‪ )1.10120‬وكانت قيم املتوسطات الحسابية كما هو يف الجدول التالي‪:‬‬

‫‪EURUSD‬‬ ‫‪Value‬‬ ‫‪UP/DOWN‬‬


‫‪SMA 20‬‬ ‫‪1.1058‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 40‬‬ ‫‪1.1060‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 60‬‬ ‫‪1.1040‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 80‬‬ ‫‪1.1054‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 100‬‬ ‫‪1.1080‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 120‬‬ ‫‪1.1114‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 140‬‬ ‫‪1.1128‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 160‬‬ ‫‪1.1137‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 180‬‬ ‫‪1.1150‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 200‬‬ ‫‪1.1168‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪-100% Down‬‬

‫حيث نالحظ أن إغالق سعر اليورو يف ذلك التاريخ املشار إليه قبل الجدول‬
‫كان أقل من كافة قيم املتوسطات الحسابية‪ ،‬ويف كل مرة نستشير أحد‬
‫املتوسطات الحسابية املتحركة كان يعطينا رأيه بأن السعر مرجح للهبوط بدرجة‬
‫أكبر من ميله نحو االرتفاع‪ ،‬وكنا نعطي كل متوسط متحرك بناء ىلع ذلك قيمة‬
‫(‪ )% 10-‬من قوة قرار االتجاه املرجح‪ ،‬وحصلنا يف نهاية الجدول ىلع مجموع‬
‫(‪ )%100-‬كقرار أجمعت عليه جميع املتوسطات املستخدمة يف اإلستراتيجية‪.‬‬

‫وهنا يجيب أن نلفت انتباه املتداول الكريم‪ ،‬بأن قيمة ال(‪ )%10‬التي‬
‫نعطيها لقرار البيع أو الشراء‪ ،‬ما هي إال عبارة عن مقدار الوزن النسبي ملشاركة‬

‫‪80‬‬
‫املتوسط الحسابي املستخدم يف قرار البيع والشراء‪ ،‬أو تحديد االتجاه املرجح‬
‫للسعر‪ ،‬وقد يقل هذا الوزن أو يزيد تبعًا لعدد املتوسطات املستخدمة‪.‬‬

‫‪ .2‬اللجوء إلى الرسم البياني أو الشارت ‪ Chart‬وتمثيل املتوسطات ىلع شكل‬


‫خطوط يف مواجه سعر السوق‪ ،‬وحساب قوة االتجاه من خالل النظر‬
‫املباشر‪ .‬أو يمكنه اللجوء إلى برمجه معادلة آلية تقبلها منصة التداول‬
‫التي يجري التداول عليها بحيث يمكنه من حساب ذلك كميًا باإلضافة إلى‬
‫الرسم املتوفر بشكل طبيعي‪ ،‬والشكل التالي يوضح هذه املتوسطات‬
‫نفسها ىلع سعر اليورو دوالر ‪.EURUSD‬‬

‫ونلفت انتباه املتداول الكريم‪ ،‬بأن استخدام الرسم البياني بشكل مباشر‬
‫يبدو أسهل بكثير من استخدام الجدول‪ ،‬ولكن بحسب الطريقة التي سيجري العمل‬
‫بها وفق إستراتيجية ‪ ،Multi Moving Average Strategy‬فهذه اإلستراتيجية تحمل‬
‫يف طياتها أكثر من طريقة للتداول بصورة احترافية‪ ،‬ولكن استخدام الشارت بشكل‬
‫مباشر يسمح للمضارب بمجرد تغيير العملة أو السعلة ىلع الشارت تظهر النتيجة‬

‫‪81‬‬
‫مباشرة دون الحاجة إلى إجراء معامالت حسابية طويلة نوعًا ما‪ ،‬ولكن لوال‬
‫استخدام املعامالت الحسابية الكمية ملا توصلنا إلى اكتشاف سر القوة التي‬
‫تتمتع بها هذه اإلستراتيجية‪.‬‬

‫بناء ىلع ما تقدم من شروحات حول استخدام املتوسطات العشرة‪ ،‬فإن‬


‫الخالصة التي نريد الخروج بها‪ ،‬بأنه كلما كانت القوة تميل بدرجة كبيرة نحو‬
‫اإليجابية املطلقة (‪ ،)100+‬أو نحو السلبية املطلقة (‪ ،)100-‬كلما توفرت لدينا قراءة‬
‫كمية متخلصة بشكل كامل من العاطفة وتعطينا بصورة شبة مؤكده أن هناك‬
‫موجة سعرية صاعدة أو موجة سعرية هابطة‪ ،‬وىلع ذلك فإن تلك القراءة الكمية‬
‫الدقيقة تساعدنا بشكل هام ورئيسي يف التطوير ىلع بناء استراتيجية التداول‬
‫باالتجاه الواحد‪.‬‬

‫وحتى نتجنب السرد النظري اململ والطويل فقد قدمنا يف كتاب‬


‫"التحليل الكمي‪ "....‬املشار إليه باإلضافة الستراتيجية املتوسطات العشرة‬
‫استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر‪ ،‬وذلك من خالل تركيبتين مختلفتين‪ ،‬األولى‬
‫منهما تعتمد ىلع جملة من املؤشرات الفنية غير املتجانسة والتي يعتمد عليها‬
‫غالية املحللين الفنيين‪ ،‬ومجموعة متجانسة من املؤشرات الفنية‪ ،‬وذلك يف‬
‫محاولة لرصد وجود أي موجات سعرية مؤكده يف السوق‪ ،‬وبشكل شخصي متعلق‬
‫باملؤلف فإنه يعتمد ىلع جملة املؤشرات املتجانسة اإلثني عشر‪ ،‬للمراقبة‬
‫والرصد‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن الوزن النسبي لكل مؤشر من مجموعة املؤشرات‬


‫املتجانسة يف املجموعة تبلغ قوته (‪ )8.33‬باالتجاهين‪ ،‬ويبدأ رصد بداية أي‬
‫موجة صاعدة إذا كان مجموع الوزن النسبي للمؤشرات أكبر من (‪ ،)30+‬ورصد أي‬
‫موجة هابطة إذا كان مجموع الوزن النسبي أقل من (‪ ،)30-‬أما املنطقة املحصورة‬
‫بين القوتين (‪ )30+‬و (‪ ،)30-‬فهي منطقة رمادية يتم التعامل معها إما وفق اتجاه‬

‫‪82‬‬
‫الصفقات العام املقرر سلفًا أو االبتعاد عن التداول ىلع ذلك املشتق املالي‬
‫املحدد حتى تتبين وتتأكد معالم وجود موجة سعرية صاعدة أو هابطة‪ .‬وذلك‬
‫ىلع خالف ما ورد يف كتاب التحليل الكمي الذي كنا نعتمد فيه ىلع القوة التي‬
‫تزيد عن (‪ ،)80+‬أو تقل عن (‪ ،)80-‬وذلك من أجل الدخول يف الصفقات‪.‬‬

‫وما يهمنا من كل ما تقدم هو أنه باإلضافة إلى االستراتيجيات والطرق‬


‫الواردة يف كتاب التحليل الكمي التي تعتمد ىلع املتوسطات املتحركة العشرة‪،‬‬
‫أو املؤشرات اإلثني عشر غير املتجانسة أو املتجانسة‪ ،‬هو إعادة بنائها من جديد‬
‫وفق نظام أكثر فاعلية وأكثر ربحية ويحمل أقل درجات املخاطرة‪ ،‬هذا باإلضافة‬
‫إلى مواصلة بناء ما يرد يف هذا الكتب من بدايته إلى نهايته وفق نسق محدد‪،‬‬
‫نفتح من خالله آفاق مختلفة لتداول أكثر فاعلية‪ ،‬باإلضافة إلى توظيف ما ورد يف‬
‫كتاب فن التداول باألوامر املعلقة بطريقة جديدة مختلفة كليًا‪.‬‬

‫وعودة إلى البداية والحديث عن استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪،‬‬


‫ومراجعة تسلسل كافة األفكار والطرق التي تم ذكرها سابقًا‪ ،‬فقد كان الحديث‬
‫مستقالً تمامًا عن وجود أي مؤشرات فنية يمكن استغاللها أو توظيفها يف رفع‬
‫كفاءة االستراتيجية املذكورة‪ ،‬ولكن وكما تم ذكره سابقًا فماذا لو تم التنقل يف‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد بين عمليات البيع وعمليات الشراء بحسب‬
‫املوجات السعرية املوجودة يف السوق؟‬

‫بكل بساطة فإن فاعلية التداول باالتجاه الواحد ستكون ذات فاعلية‬
‫منقطعة النظير من خالل رصد املوجات السعرية حال حدوثها والدخول يف‬
‫صفقات ذات اتجاه واحد متوافق مع املوجة السعرية املتحققة يف السوق‪ ،‬وعند‬
‫نهاية املوجه السعرية نتوقف عن عملية التداول بانتظار موجة سعرية جديدة‬
‫لنبدأ عملية التداول معها‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫وحتى نفهم ذلك بصورة عملية لنأخذ مثال محدد خالل العام ‪ 2022‬ىلع‬
‫زوج االسترليني دوالر ‪ GBPUSD‬حيث تشكلت موجة سعرية هابطة من بداية‬
‫سعر آذار وحتى شهر تشرين األول أو لنقل من تاريخ (‪ )2002/3/1‬وحتى تاريخ‬
‫(‪ .) 2022/10/20‬وعليه لنأخذ مثال عملي يف حال قمنا بأخذ صفقة بيع بداية كل‬
‫يوم‪ ،‬وكيف كانت ستكون النتيجة ثم نأخذ عكس الصفقة بمعنى أن نقوم الشراء‬
‫بداية كل يوم واإلغالق يف الحالتين يف نهاية اليوم‪ ،‬ونرى كيف كانت ستكون‬
‫املحصلة النهائية للعمل‪ ،‬والشكل التالي يوضح تلك املوجة التي تم رصدها بناء‬
‫ىلع املتوسطات العشرة املشار إليها سابقًا‪:‬‬

‫وإن كان الشكل السابق يحتوي ىلع رسم املتوسطات املتحركة العشرة إال‬
‫أنه للتوضيح فقط تم االكتفاء بخمسة متوسطات‪ ،‬ورسم العشرة ستخرج بذات‬

‫‪84‬‬
‫الشكل ولكن بطريقة أكثر انسيابية‪ .‬وىلع كل حال لنعرف كيف كانت النتيجة‬
‫خالل الفترة املحصورة خالل املوجة السعرية السابقة يف حال كان قرارانا هو‬
‫البيع كل يوم مع املوجه السعرية‪ ،‬وكيف كانت النتيجة لو كان قرارانا بدون‬
‫االستعانة باملوجة السعرية لتحديد اتجاه الصفقات‪ ،‬والجدول التالي يوضح‬
‫النتيجة يف الحالتين وذلك بدون أن نقوم بعمل أي إضافة او استخدام أي طريقة‬
‫من الطرق التي سبق وأن قدمناها سابقًا مثل تحديد حجم الخسارة وإطالق الربح‬
‫بمختلف األشكال التي سبق وأن قدمناها‪:‬‬

‫يف حالة الشراء‬ ‫يف حالة البيع‬ ‫البيان‬


‫‪2022.03.01‬‬ ‫‪2022.03.01‬‬ ‫أول يوم تداول‬
‫‪2022.10.20‬‬ ‫‪2022.10.20‬‬ ‫آخر يوم تداول‬
‫‪168‬‬ ‫‪168‬‬ ‫عدد الصفقات‬
‫)‪(4,052.00‬‬ ‫)‪(2,353.00‬‬ ‫أىلع خسارة يومية‬
‫‪2,353.00‬‬ ‫‪4,052.00‬‬ ‫أكبر ربح يومي‬
‫‪4.00‬‬ ‫‪19,849.00‬‬ ‫أىلع ربح تراكمي‬
‫)‪(13,867.00‬‬ ‫‪13,867.00‬‬ ‫صايف الربح أو الخسارة‬

‫إن معطيات الجدول السابق كفيلة بأن تجيب ىلع أية استفسارات تدور‬
‫يف ذهن املتداول املحترف‪ ،‬وبالتأكيد بـأنه وبمجرد أن تم االستعانة باملؤشرات‬
‫الفنية وبأبسط صورة لها‪ ،‬وبأبسط صورة لتطبيق استراتيجية التداول باالتجاه‬
‫الواحد كشفت لنا عن حجم األرباح الهائلة التي تم حصدها يف نهاية املوجة‬
‫السعرية التي تم رصدها‪.‬‬

‫ولكن ماذا لو تم تطبيق أبسط صورة من اإلضافات ىلع هذه االستراتيجية‪،‬‬


‫وهي تحديد الخسارة بقيمة معينة ولنفترض بأنها (‪ )500‬دوالر بما أننا ندخل‬
‫بقيمة عقد واحد بداية كل يوم ونغلق نهاية كمل يوم‪ ،‬وإطالق الربح خالل هذه‬

‫‪85‬‬
‫املوجة‪ ،‬فكيف سيكون انعكاس ذلك ىلع النتائج الواردة يف الجدول السابق؟‬
‫وملعرفة ذلك يرجى مالحظة الجدول التالي‪:‬‬

‫يف حالة الشراء‬ ‫يف حالة البيع‬ ‫البيان‬


‫‪2022.03.01‬‬ ‫‪2022.03.01‬‬ ‫أول يوم تداول‬
‫‪2022.10.20‬‬ ‫‪2022.10.20‬‬ ‫آخر يوم تداول‬
‫‪168‬‬ ‫‪168‬‬ ‫عدد الصفقات‬
‫)‪(500.00‬‬ ‫)‪(500.00‬‬ ‫أىلع خسارة يومية‬
‫‪2,353.00‬‬ ‫‪4,052.00‬‬ ‫أكبر ربح يومي‬
‫‪16,992.00‬‬ ‫‪37,240.00‬‬ ‫أىلع ربح تراكمي‬
‫‪16,428.00‬‬ ‫‪36,978.00‬‬ ‫صايف الربح أو الخسارة‬
‫من مالحظة تفاصيل الجدول السابق‪ ،‬ومقارنته بالجدول الذي سبقه‪ ،‬ال بد‬
‫وأن نصاب بالصدمة من التغير الهائل يف النتائج‪ ،‬فما بين القفزة الهائلة يف كمية‬
‫الربح املتحققة يف حال كانت الصفقات اليومية متوافقة مع املوجه السعرية‪،‬‬
‫فقد انقلبت النتيجة من الخسارة إلى الربح يف حال تم معاكسه االتجاه والدخول‬
‫يف صفقات شراء يومية أيضًاََ ولكن مع تحديد قيمة الخسارة املسموح بها‬
‫بشكل يومي‪ .‬وىلع ذلك فإننا أمام تغيير جذري يف منهجية التفكير والعمل‬
‫بالتحليل الكمي الذي يجمع يف طياته أساليب التداول املجردة من التحليل الفني‬
‫واملحققة للربح الكبير بحسب التسلسل الواد سابقًا‪ ،‬مضافًا إليه استغالل أفضل ما‬
‫يمكن الحصول عليه من أساليب التحليل الفني بعد تحويلها أو التعامل معها ىلع‬
‫أساس كمي‪.‬‬

‫وعودة إلى ما حصل يف الجدولين السابقين‪ ،‬والفرق الكبير جدًا يف حال‬


‫كانت الصفقات تأخذ اتجاه البيع‪ ،‬واالنقالب الذي حصل واالنتقال من الخسارة إلى‬
‫الربح يف حال كانت الصفقات شراء‪ ،‬نجد انفسنا مطالبين بتقديم تفسير ما حصل‬
‫من أجل كشف النقاب عن أسرار ما تخفيه األرقام‪ ،‬وهو ما يمهد الطريق أمام‬
‫املتداول الباحث عن االحتراف يف اشتقاق أساليب تداول متنوعة يتم فيها‬

‫‪86‬‬
‫استغالل كل ما يمكن استغالله من معطيات تعمل ىلع تعظيم األرباح والحد من‬
‫الخسائر وعدم إضاعة الوقت يف محاوالت التنبؤ بمستقبل أسعار العمالت‬
‫واملشتقات املالية املختلفة‪.‬‬

‫لفهم ما حصل يف الجدولين السابقين ال بد لنا من العودة إلى التذكير‬


‫ببعض املتغيرات التي سبق وأن ذكرناها عددًا من املرات ولكن ينبغي أن نعود‬
‫إليها ألنها أصبحت مرتبطة أشد االرتباط بمثال عملي يعمل ىلع ترسيخ فهم تلك‬
‫املتغيرات وعدم نسيانها يف كل استراتيجية يتم تطويرها مستقبالً وتكون‬
‫معطيات التحليل أو التطوير تمشي وفق نسق محدد متحرر من أي قيود ومنطلق‬
‫يف كل اتجاه من أرضية صلبة ال تتغير‪ ،‬ألنها أصبحت من مسلمات العمل الذي ال‬
‫يمكن أن نقول بأن هناك تداول إال بوجود هذه املتغيرات‪ ،‬ويف البداية يرجى‬
‫مالحظة الجدول التالي الذي يتضمن التفصيل الكمية لسعر االسترليني مقابل‬
‫الدوالر األمريكي خالل الفترة التي كان فيها السوق يشكل موجه سعرية هابطه‪:‬‬

‫القيمة‬ ‫املتغير‬
‫‪168‬‬ ‫عدد أيام التداول‬
‫‪)%55( 92‬‬ ‫عدد أيام هبوط السعر والنسبة املئوية‬
‫‪)%45( 76‬‬ ‫عدد أيام صعود السعر والنسبة املئوية‬
‫‪0.0071‬‬ ‫متوسط طول الشمعة يف األيام الهابطة‬
‫‪0.0066‬‬ ‫متوسط طول الشمعة يف األيام الصاعدة‬
‫‪0.0405‬‬ ‫أىلع قيمة هبوط يومي للسعر‬
‫‪0.0235‬‬ ‫أىلع قيمة صعود يومي للسعر‬
‫‪-0.6490‬‬ ‫مجموع قيم الهبوط التراكمية‬
‫‪0.5103‬‬ ‫مجموع قيم االرتفاع التراكمية‬
‫‪-0.1387‬‬ ‫صايف قيمة التغير التراكمي للسعر‬
‫‪-0.0405‬‬ ‫أىلع هبوط يومي للسعر‬
‫‪0.0235‬‬ ‫أىلع ارتفاع يومي للسعر‬

‫‪87‬‬
‫ال يمكن املرور ىلع تفاصيل األرقام الواردة يف الجدول السابق مرورًا‬
‫سطحيًا دون أن التعقيب ىلع املالحظات الهامة التي يجب أن تترسخ يف عقل‬
‫املتداول الباحث عن االحتراف يف عالم التحليل الكمي وهي ىلع النحو التالي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬لقد سبق وأن أشرنا يف بداية الكتاب بأن السعر أمامه واحد من احتمالين يف‬
‫نهاية كل يوم تداول وال احتمال ثالث لهذا األمر‪ ،‬وهو إما اإلغالق ىلع ارتفاع وإما‬
‫اإلغالق ىلع انخفاض‪ ،‬وأنه كلما طالت الفترة الزمنية املرصودة نجد بأن عدد‬
‫األيام التي يغلق فيها السعر ىلع ارتفاع تتطابق مع عدد األيام التي انخفض فيها‬
‫السعر‪ ،‬وإذا ما الحظنا الجدول السابق نجد أن عدد األيام التي انخفض فيها السعر‬
‫يبلغ (‪ )92‬يومًا وبنسبة (‪ )%55‬من مجموع األيام املرصودة‪ ،‬يف حين أن عدد األيام‬
‫التي ارتفع فيها السعر تبلغ (‪ )76‬يومًا وبما نسبته (‪ )%45‬تقريبًا‪ ،‬أي أن هناك فارق‬
‫بسيط بين النسبتين ولو استمر األمر لعدة أيام قادمة لوجدنا بأن الفارق بين‬
‫الجهتين سيكون أقل بكثير إن لم يكن هناك تطابق بينهما‪ .‬وهذا األمر هو سالحنا‬
‫األول يف بناء االستراتيجيات الكمية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أشرنا أكثر من مرة بأنه وكما أنه ال يوجد أمامه سوى واحد من احتمالين‬
‫لإلغالق نهاية كل يوم وهو االرتفاع أو االنخفاض‪ ،‬كذلك الحال وبشكل شمولي‬
‫خالل فترات زمنية متعاقبة فنجد بأن السعر أيضًا ال يوجد أمامه سوى واحدة من‬
‫ثالث احتماالت‪ ،‬وهي املسير بموجه سعرية هابطة‪ ،‬أو السير بموجه سعرية‬
‫صاعدة‪ ،‬أو املسير بشكل عرضي محصورة بين منطقتين سعريتين‪ ،‬وبالرغم من‬
‫هذه االحتماالت الثالث إال أن ما ورد يف النقطة األولى فيما يتعلق بالسعر اليومي‬
‫الذي يغلق عليه السعر والنسبة املئوية خالل أي فترة حركة موجية أو عرضية‬
‫سيبقى ثابتًا و يخضع لنفس النسبة اإلحصائية وىلع أي إطار زمني يتم دراسته‪،‬‬
‫وىلع ذلك وبالرغم مما ورد يف النقطة السابقة وبأن عدد أيام هبوط السعر كان‬
‫قريبًا لعدد أيام ارتفاع السعر إال أننا قمنا برصد موجة سعرية هابطة حتى قمنا‬
‫باختيار اتجاه الصفقات لتكون بيعًا ‪ Sell‬وليست شراءً ‪ ، Buy‬ولذلك فقد قمنا‬

‫‪88‬‬
‫باختيار اتجاه الصفقات اليومية بناء ىلع تحديد أو رصد موجة سعرية وليس‬
‫اختيار عشوائي‪.‬‬

‫ولكن نجد أنفسنا هنا نقف أمام معضلة فكرية بحاجة إلى املزيد من‬
‫التفصيل تدور حول طرح السؤال املحدد الذي يقول‪ :‬كيف تكون عدد أيام هبوط‬
‫السعر مساوية من حيث العدد والنسبة املئوية مساوية لعدد أيام صعود السعر‪،‬‬
‫ومع ذلك نجد أنفسنا محققين للربح يف حال كان اتجاه الصفقات هو البيع‪ ،‬ونجد‬
‫أنفسنا محققين للخسارة يف حال كان اتجاه الصفقات هو الشراء؟‬

‫إن اإلجابة ىلع هذا السؤال ال تتم بشكل نظري مجرد بدون النظر يف‬
‫تفاصيل الجدول السابق والحسابات الكمية التي يمكن دراستها لنفهم الصورة‬
‫بالشكل الذي ينبغي أن نفهمها فيه‪ ،‬وهو أنه وبما أننا قمنا برصد موجة سعرية‬
‫هابطة اعتمادًا ىلع املتوسطات املتحركة‪ ،‬علينا إذًا أن نقوم بدراسة الخصائص‬
‫الكمية لحركة السعر اليومية (الشموع اليومية) لنفهم كيف تكون الصورة‪ .‬حيث‬
‫نجد أنه وخالل الفترة التي حدثت فيها املوجة السعرية الهابطة بأن املتوسط‬
‫الحسابي لطول الشموع الهابطة واملحصورة بين افتتاح السعر وحتى إغالقه‬
‫بحدود (‪ )71‬بب‪ ،‬يف حين أن املتوسط الحسابي لطول الشموع الصاعدة هو بحدود‬
‫(‪ )66‬بب‪.‬‬

‫هذا بشكل عام‪ ،‬ولكن ما يحدث بشكل تراكمي هو املتغير األبرز يف‬
‫تحديد قيمة الربح والخسارة التراكمية‪ ،‬حيث نجد بأن أىلع قيمة هبوط للسعر‬
‫كانت بحدود (‪ )405‬بب هبوطًا‪ ،‬بمقابل أىلع قيمة ارتفاع تبلغ (‪ )235‬بب‪ ،‬وىلع‬
‫ذلك فقد يحدث أن يكون لدينا يومين هبوط بقيم مرتفع للغاية‪ ،‬ويليها يومين‬
‫ارتفاع للسعر ولكن بقيم منخفضة‪ ،‬وىلع ذلك نجد بأن عدد أيام ارتفاع السعر‬
‫مساوي لعدد أيام هبوط السعر ولكن هناك فرق كبير جدًا يف قيمة الهبوط‬

‫‪89‬‬
‫وقيمة الصعود ىلع الرغم من تساوي عدد األيام من الناحية اإلحصائية ولكن من‬
‫الناحية الكمية نجد أن هناك فارق كبير للغاية‪.‬‬

‫إن النقطة األبرز التي نريد التأكيد عليها هنا‪ ،‬وهي أن هناك فرق شاسع‬
‫بين املقارنات اإلحصائية واملقارنات الكمية‪ ،‬وىلع الرغم من أن املقارنات‬
‫اإلحصائية ذات فاعلية كبيرة جدًا يف تحقيق الربح كما أثبتنا يف الجداول‬
‫السابقة‪ ،‬حيث يمكننا مثالً أن نقوم بعملية الشراء بشكل يومي بالرغم من وجود‬
‫موجة سعرية هابطة وتحقيق الربح من ذلك‪ ،‬بناء ىلع البيانات اإلحصائية التي‬
‫تقول بأن هناك شبة تطابق بين عدد أيام ارتفاع السعر مقارنة بعدد أيام هبوط‬
‫السعر بصرف النظر عن نوع الحركة السعرية سواء أكانت عرضية أو موجة صاعدة أو‬
‫موجة هابطة‪ ،‬إال أن املتغير الكمي الذي تم توظيفه هنا واملتعلق بحساب كميات‬
‫التغير السعري بناء ىلع رصد املوجات السعرية سيحدث فرقًا هائالً يف النتائج‪،‬‬
‫وذلك من أجل الحصول ىلع أىلع كمية ربح خالل أقل فترة زمنية ممكنة‪.‬‬

‫ولنفهم ذلك بشكل عملي فنظرة خاطفة ىلع الجدول السابق نجد بأن‬
‫مجموع التغير التراكمي خالل فترة املوجة السعرية املرصودة هي (‪ )1387‬نقطة‬
‫هبوط‪ ،‬مما يدل بشكل قاطع بأن األيام التي كان يهبط فيها السعر كان التغير يف‬
‫السعر بحجم أكبر بكثير من األيام التي ارتفع فيها السعر‪ .‬ويمكن معرفة هذه‬
‫القيمة من حساب مجموع هبوط السعر بشكل يومي ونقارنه بمجموع صعود‬
‫السعر‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن بناء استراتيجية التداول باالتجاه الواحد بعد توظيف‬
‫الحسابات الكمية فيها بعد الحسابات اإلحصائية‪ ،‬ستقودنا إلى أن التداول باالتجاه‬
‫الواحد يكون بمنظور مختلف تمامًا وهو أننا سنقوم بالتقلب ما بين التداول اليومي‬
‫بصفقات شراء يليها التداول اليومي بصفقات بيع بحسب املوجات السعرية‬
‫املرصودة‪ ،‬وباقي األيام فنحن أمام خياران ال ثالث لهما‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫الخيار األول‪ :‬اإلقالع عن التداول بهذا الزوج من العمالت أو املشتق املالي املحدد‪،‬‬
‫والذهاب لزوج عمالت آخر عليه موجه سعرية‪.‬‬

‫الخيار الثاني‪ :‬إقرار اتجاه تداول ثابت يتم استخدامه خالل مسير السعر يف الحركات‬
‫العرضية التي ال يوجد فيها موجات سعرية‪ ،‬وتكون حرك السعر بشكل عرضي‬
‫محصورة بين منطقتين سعريتين‪.‬‬

‫إن ما يذهب إليه املؤلف بشكل دائم هو الخيار األول بطبيعة الحال‪ ،‬ولذلك‬
‫سبب مهم للغاية‪ ،‬وهو التنوع الكبير يف عدد املشتقات املالية التي يمكن العمل‬
‫عليها‪ ،‬من حيث تعدد أزواج العمالت واملعادن والسلع وغيرها من املشتقات‬
‫املالية التي يمكن التداول عليها‪ ،‬ويستحيل بطبيعة الحال أن نجد السوق فارغاُ‬
‫من املوجات السعرية أوالً‪ ،‬وألنه ال توجد أي عالقة عاطفية (إن جاز لنا التعبير) بين‬
‫املتداول وبين زوج محدد بعينه‪ ،‬فأي مشتق مالي أو زوج من العمالت محقق‬
‫للشروط هو بالنسبة للمحلل الكمي فرصة لالستفادة وتحقيق الربح‪ ،‬وال يهمنا‬
‫بالدرجة األولى اسم املشتق املالي بقدر ما يهمنا وجود موجة سعرية ىلع ذلك‬
‫املشتق‪ ،‬ولذلك تجد أغلب املحللين وبخاصة الفنيين منهم يتحدثون عن‬
‫اختصاصهم بتحليل مشتق مالي أو زوج من العمالت دون غيره‪ ،‬ويقول بكل صراحة‬
‫بأنه مختص بتحليل الذهب مثالً أو أنه يفضل التداول ىلع الذهب دون غيره‪،‬‬
‫بالرغم أن التحليل الكمي ال عالقة له بأي شيء من هذا القبيل بقدر ما يهتم‬
‫بتفاصيل الحركة السعرية التي تجري‪.‬‬

‫وقبل االنتقال إلى مستوى متقدم ال بد من الوقوف ىلع قضية هامة‪،‬‬


‫سبق وأن تم إثارتها أثناء صدور كتاب "التحليل الكمي يف بناء إستراتيجيات‬
‫التداول يف‪ ".. ...‬وتتعلق بموضوع التداول باالتجاه الواحد بشكل يومي‪ ،‬فلو كان‬
‫االتجاه شراء مثالً بحيث تتم عملية الشراء بداية اليوم واإلغالق نهاية اليوم‪ ،‬فإننا‬
‫كما نعلم بأن هناك فرق سبرد بقيمة (‪ )3‬بب ىلع سبيل املثال بين سعر اإلغالق‬

‫‪91‬‬
‫وسعر االفتتاح‪ ،‬ألن الشراء يتم ىلع سعر العرض ‪ ASK‬يف حين البيع يتنم ىلع‬
‫سعر الطلب ‪ ،Bid‬وىلع ذلك فإذا ما تم إغالق صفقة شراء ىلع سعر مثالً (‪)1.3000‬‬
‫فإن إعادة عملية الشراء ستكون ىلع سعر (‪ )1.3003‬وعليه فإنه ويف املجموع‬
‫الكلي سنجد بأنه وما بين اغالق الصفقة واعادة فتحتها فإننا نخسر ما قيمته (‪)3‬‬
‫بب بشكل يومي‪ ،‬وستكون قيمتها كبيرة بشكل تجميعي‪ .‬ولكن الحل سهل للغاية‬
‫وهو استخدام األمر املعلق ‪ ،Buy Limit‬بعد أن تتم عملية اإلغالق يتم وضع أمر‬
‫شراء معلق ىلع سعر اإلغالق أو حتى أدنى منه‪ ،‬وىلع ذلك فيتم إضافة ربح‬
‫يومي ما بين اإلغالق واالفتتاح بدالً من الخسارة‪ ،‬وكونه يكاد يكون من النادر وجود‬
‫شموع ال ذيول لها بداية اليوم فإن استخدام األوامر املعلقة يف هذه الحالة‬
‫سيكون فعال للغاية‪.‬‬

‫وبما أن الحديث هنا بدأ بالتداخل مع موضوع األوامر املعلقة‪ ،‬فال بد لنا من‬
‫فتح باب الحديث يف هذا املوضوع بالذات حتى يكون العمل مكتمالً من جميع‬
‫الجوانب‪ ،‬حيث أفرد املؤلف كتابًا خاصًا بعنوان "فن التداول باألوامر املعلقة" وذلك‬
‫من سلسلة التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول‪ ،‬وقد تناول الكتاب‬
‫خمسة استراتيجيات رئيسية تقوم ىلع توظيف واستخدام األوامر املعلقة يف‬
‫عمليات التداول اعتمادًا ىلع الحسابات الكمية ال أكثر وال أقل وتم شرح تلك‬
‫االستراتيجيات بشكل مستقل دون أن يتطرف املؤلف إلى موضوع الدمج بين‬
‫استراتيجيات التحليل الكمي وفن استخدام األوامر املعلقة من أجل الخروج بمنظور‬
‫مختلف تمامًا أو مستويات وآفاق جديدة للتداول‪.‬‬

‫وعليه ففي الصفحات التالية سنقوم بالعودة إلى كتاب فن التداول باألوامر‬
‫املعلقة‪ ،‬من ثالثة أبواب مختلفة‪ ،‬الباب األول هو إعادة التذكير بنوعيات األوامر‬
‫املعلقة التي يمكن وضعها ىلع األسعار‪ ،‬والباب الثاني سيتم الحديث عن‬
‫املستويات املتقدمة ألهم تلك االستراتيجيات والتي لم يرد ذكرها يف كتاب "فن‬
‫التداول باألوامر املعلقة" ويف الباب الثالث سيتم الحديث عن الكيفية التي سيتم‬

‫‪92‬‬
‫من خاللها القيام بعملية الدمج بين استخدام أفضل ما يف األوامر املعلقة وبين‬
‫استراتيجيات التحليل الكمي التي سبق وأن تم اإلشارة إليها أعاله‪ ،‬أو التي سيتم‬
‫التطرق إليها يف الفصول القادمة من هذا الكتاب‪.‬‬

‫ىلع أننا لن نستخدم من كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" إال ما يلزمنا‬
‫وباألخص أول استراتيجيتين من ذلك الكتاب‪ ،‬بعد املقدمة الخاصة بالتذكير يف‬
‫نوعية األوامر‪ ،‬ومن ثم الحديث عن املستويات املتقدمة يف تلك االستراتيجيات‬
‫ومن ثم الربط مع استراتيجيات التحليل الكمي‪.‬‬

‫التداول باألوامر املعلقة وأنواعها‬


‫قلنا فيما سبق بأن األوامر املوجودة يف السوق ال تخرج عن نوعين من‬
‫أوامر الشراء ‪ Buy‬أو البيع ‪ ،Sell‬حتى وإن اختلفت املسميات يف منصات التداول‬
‫لتسهيل فهم التعامل معها بحسب رغبة املتداول‪ ،‬حتى أوامر وقف الخسارة ‪Stop‬‬
‫‪ ،Loss‬أو جني األرباح ‪ ،Take Profit‬هي يف حقيقة األمر أوامر بيع وشراء ىلع‬
‫أوامر شراء وبيع سابقة عليها ىلع نفس الصفقة‪ ،‬فإذا كانت صفقتي األساسية‬
‫هي صفقة شراء‪ ،‬فإن أمر وقف الخسارة أو جني األرباح عبارة عن أوامر بيع لصفقة‬
‫الشراء األساسية‪ ،‬ففي حين تكون واحدة ىلع بيع مع خسارة تكون الثانية بيع مع‬
‫ربح‪ ،‬ولهذا ولتسهيل التعامل مع ذلك تم تغيير هذه املسميات إلى أوامر وقف‬
‫خسارة أو جني أرباح حتى يعرف املتداول وبخاصة قليلي الخبرة الغاية من وجود‬
‫هذه الخانات‪ .‬ىلع أن أحد أهم عوامل التضليل أو عوامل ضياع املتداول قليل‬
‫الخبرة هو عدم خوضه يف التفاصيل الدقيقة للغاية من هذه املسميات أو‬
‫دالالتها ىلع وجه الحقيقة‪.‬‬

‫وىلع كل حال فباستثناء الدخول املباشر بالسوق من خالل تنفيذ عمليات‬


‫بيع وشراء لحظي‪ ،‬هناك ما يسمى باألوامر املعلقة التي يضعها املتداول بانتظار‬
‫وصول السعر املطلوب إليها‪ ،‬وهذه األوامر هي أربعة أنواع كما يلي‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ Buy Limit .1‬وهو أمر شراء معلق تحت السعر الحالي؛ ويقوم املتداول‬
‫بوضعه يف حال اعتقاده بأن السعر سيهبط من املستوى الذي هو فيه‬
‫اآلن إلى نقطة معينة أو بمحيطها ومن ثم يعاود الصعود مرة أخرى‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا االعتقاد مبنيًا ىلع نقاط الدعم بالدرجة األساسية وهو الغالب‬
‫ىلع وضع هذا األمر‪ ،‬أو من خالل دراسات إحصائية محددة يعتقد فيها‬
‫املتداول بأن السوق يسير بشكل عرضي هبوطًا وصعودًا وبالتالي فإنه‬
‫يرغب يف تنفيذ عمليات الشراء من أفضل نقطة ممكنه تحت السعر‬
‫الحالي‪.‬‬
‫‪ Buy Stop .2‬وهو أمر شراء معلق فوق السعر الحالي؛ وهو أمر يقوم املتداول‬
‫بوضعه يف أغلب األحيان فوق مستوى املقاومة الذي يعتقد املتداول‬
‫بأنه يف حال قام السعر بكسر نقطة معينة فإنه سيواصل التقدم صعودًا‬
‫نحو النقطة التالية‪ ،‬وكما أشرنا فإن استخدام هذا األمر وغيره يعتمد ىلع‬
‫التحليل الفني بالدرجة األساس‪.‬‬
‫‪ Sell Limit .3‬وهو أمر بيع معلق فوق السعر الحالي؛ ويقوم املتداول بوضعه‬
‫يف حال اعتقاده بأن السعر سيصعد من املستوى الذي هو فيه اآلن إلى‬
‫نقطة معينة أو بمحيطها ومن ثم يعاود الهبوط مرة أخرى‪ ،‬و ىلع عكس‬
‫األمر األول ‪ Buy Limit‬فقد يكون هذا االعتقاد مبنيًا ىلع نقاط املقاومة‬
‫بالدرجة األساسية وهو الغالب ىلع وضع هذا األمر‪ ،‬أو من خالل دراسات‬
‫إحصائية محددة يعتقد فيها املتداول بأن السوق يسير بشكل عرضي‬
‫هبوطًا وصعودًا وبالتالي فإنه يرغب يف تنفيذ عمليات البيع من أىلع‬
‫نقطة ممكنه فوق السعر الحالي‪.‬‬
‫‪ Sell Stop .4‬وهو أمر بيع معلق تحت السعر الحالي‪ ،‬وهو أمر يقوم املتداول‬
‫بوضعه يف أغلب األحيان أسفل مستوى الدعم املزعوم‪ ،‬والذي يعتقد‬
‫املتداول بأنه يف حال قام السعر بكسر نقطة معينة وهي نقطة الدعم‪،‬‬
‫هبوطًا فإنه سيواصل الهبوط نحو النقطة التالية‪ ،‬وكما أشرنا فإنه يعتمد‬
‫ىلع التحليل الفني بالدرجة األساس‪ ،‬وىلع عكس األمر الثاني الذي‬
‫يعتمد ىلع نقاط املقاومة‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫بالنتيجة هناك أمران واحد للبيع وواحد للشراء فوق السعر الحالي‪ ،‬وأمران‬
‫أحدهما للبيع وآخر للشراء تحت السعر الحالي؛ وتختلف فلسفة استخدام كل واحد‬
‫من هذه األوامر بحسب االستراتيجية التي يستخدمها‪ ،‬والتي ال تخرج ىلع األغلب‬
‫عن التحليل الفني الذي قدمنا بعض أسبابه يف شرح أنواع األوامر أعاله‪.‬‬

‫وال ننسى أن نشير هنا بأن بعض املضاربين يقومون باستخدام هذه األوامر‬
‫وبخاصة أوامر الوقف ‪ Sell Stop & Buy Stop‬من أجل القيام بعمليات عكسية يف‬
‫حال مشى السعر بعكس االتجاه املطلوب‪ ،‬فيقوم بعمل ما يسمى الهيدج‬
‫للصفقة الحالية‪ ،‬حتى ال يقوم بإغالق الصفقة الرئيسية ويمشي بعكسها‪ ،‬فيقوم‬
‫بدالً من ذلك باستمرار املراهنة ىلع أن الصفقة األساسية األولى هي صفقة‬
‫ستحقق الربح‪ ،‬ولكن السعر مشى بعكسها لسبب أو آلخر‪ ،‬ولذلك حتى ال يندم‬
‫ىلع ضياعها فيقوم بأخذ صفقة معاكسة من خالل وضع أمر معلق بعكس اتجاه‬
‫الصفقة‪ ،‬وينتظر‪ ،‬ويف حال تحقق هذا األمر ودخل السوق فأمامه احتماالن‪:‬‬

‫االحتمال األول‪ :‬أن يمشي السوق مع اتجاه الصفقة الجديدة املحددة بأمر ‪،Stop‬‬
‫ويف هذه الحالة يعتقد املتداول بأنه قد حقق نجاحًا بحماية الصفقة األولى من‬
‫الخسارة املتزايدة‪ ،‬وينتظر أو بلغة دقيقة يقع يف حيرة حول النقطة التي يغلق‬
‫فيها هذه الصفقة ويعود للمراهنة ىلع عودة السعر باتجاه الصفقة األساسية‪،‬‬
‫ومما يعزز الشعور بالنجاح لديه بأنه يف حال أخذ قرار بنقطة اإلغالق وتم له ذلك‬
‫فيحدث زيادة رقمية أو كمية يف ميزان الحساب ‪ ،Balance‬الذي ال يتعدى عن‬
‫كونه ربح وهمي غير محقق ىلع رصيد الحساب‪ ،‬وسرعان ما يتبدد هذا الشعور‬
‫يف حال مشى السوق بنفس االتجاه األول‪ ،‬وواصل املسيرة بعكس اتجاه الصفقة‬
‫األولى‪ ،‬ويقع املتداول يف حيرة من أمره حول القرار الذي يجب أن يتخذه يف مثل‬
‫هذه الحالة‪ ،‬هل هو بأخذ صفقة معاكسة أخرى أو إقفال الصفقة األولى والبدء من‬
‫جديد؟؟!!‬

‫‪95‬‬
‫االحتمال الثاني‪ :‬أن يقوم السوق بتفعيل أمر ال ‪ stop‬املوجود لحماية الصفقة‬
‫األولى‪ ،‬ومن ثم يتراجع باتجاه الصفقة األولى األساسية‪ ،‬وهذا االحتمال يؤدي‬
‫بالعادة إلى حدوث أسوأ مشاعر الندم التي تصيب املتداول ىلع وضع مثل هذا‬
‫األمر‪ ،‬ويبدأ بالحديث مع نفسه بأنه لو قام بإبعاد األمر قليالً عن موقعه األصلي أو‬
‫لو أنه تحلى بالشجاعة الكافية بأن ال يضع هذا األمر من األساس ألن الصفقة‬
‫األساسية األولى كانت سليمة‪ .‬ويف هذه الحالة فإنه يحتاج لفترة زمنية قد تكون‬
‫طويلة نوعًا ما يف بعض األحيان حتى يقوم السعر بأخذ اتجاه معين يؤدي إلى‬
‫تحقيق ربح يف أحد الصفقتين ليقوم باختيار نقطة مناسبة للخروج من واحدة‬
‫منهما ويترقب األخرى عسى أن يعود السوق باتجاه الصفقة التي قرر االحتفاظ‬
‫بها‪ ،‬والتي سيختارها السوق حتمًا وليس هو‪.‬‬

‫النتيجة التي نصلها مما سبق أننا سنعيش يف عالم من االحتماالت‪،‬‬


‫ودوامة من التفكير املتواصل حتى أثناء النوم حول الطريقة التي يمكن التصرف‬
‫بها‪ ،‬وتضمن ىلع أقل تقدير سالمة رأس املال‪ .‬وهنا يجب التركيز ىلع كلمة رأس‬
‫املال؛ وهي نتيجة مؤملة نجد أنها تمثل التحول الرئيسي يف هدف املتداول‪،‬‬
‫فبدالً من التفكير يف آلية تحقيق األرباح وفق أي استراتيجية يجري التداول بها‪،‬‬
‫نجد أن الهدف تحول بشكل تلقائي من تحقيق األرباح إلى هدف املحافظة ىلع‬
‫رأس املال من الخسارة‪.‬‬

‫وهذا بطبيعة الحال من الخطوات التي إن جاز التعبير عنها وتسميتها‬


‫بخطوات الشيطان املتمثلة باالحتماالت الكثيرة لحركة السوق‪ ،‬وتحويل الهدف من‬
‫تحقيق األرباح إلى املحافظة ىلع رأس املال األساسي‪ ،‬وبالتدريج يتحول تفكير‬
‫املتداول عند أخذ أي صفقة إلى اإلجابة ىلع سؤال محدد‪ :‬ماذا أفعل لو مشى‬
‫السوق بعكس الصفقة؟!! وهي السمة التي ستكون غالبة ىلع العدد األكبر من‬
‫الصفقات‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫وقبل الخوص يف تفاصيل استراتيجيات استخدام األوامر املعلقة يجب‬
‫االنتباه إلى حقيقة إحصائية من دراسة مئات االف الصفقات الحقيقية‪ ،‬وبخاصة‬
‫تلك التي مشى السوق بعكسها أول األمر ثم عاد لتحقيق الربح‪ ،‬حيث تبين بأن‬
‫السواد األعظم من املضاربين ينتظرون ويصبرون ىلع أن يمشي السوق بعكسهم‬
‫بحد أدنى أربعة أضعاف أن يمشي السوق باالتجاه الذي يحقق لهم الربح‪ ،‬ولذلك‬
‫وبمجرد أن يعود السوق لسعر الصفقة محققًا بعض النقاط الرابحة فسرعان ما‬
‫يدخل الفرح والسرور إلى قلب املضارب وعقله األمر الذي يدفعه إلى املسارعة يف‬
‫إغالق الصفقة‪ ،‬لتبدأ دوامة التفكير من جديد يف اختيار نقطة أخرى وصفقة‬
‫أخرى يعيش معها ذات الحال السابق بالترقب واالنتظار وشد األعصاب الذي ال‬
‫يتوقف عند حد معين‪.‬‬

‫ولذلك كله؛ وبناء ىلع دراسة كافة سيناريوهات حركة السعر‪،‬‬


‫وسيناريوهات ردة فعل املضاربين تجاه سيناريوهات حركة السعر‪ ،‬تم بناء مجموعة‬
‫من االستراتيجيات الكمية الخالصة التي تعتبر مجردة كليًا من مشاعر الترقب‬
‫واالنتظار‪ ،‬وال تتطلب إال مواصلة تعبئة الصفقات فقط ال غير‪ ،‬بطريقة األوامر‬
‫املعلقة محكمة اإلغالق ربحًا وخسارةً‪ ،‬وكل أمر يتم إدراجه يف منصة التداول فال‬
‫تحتاج إال إلى االنتظار‪ ،‬فإما أن يدخل السوق وتنتظر تحقيق ربحه أو خسارته‪ ،‬وإما‬
‫أن ال يدخل السوق وقد تحتاج إلى شطبه من السوق وتجديده بأمر آخر يتبع حركة‬
‫السعر‪.‬‬

‫وعندما نقول أوامر معلقة محكمة اإلغالق‪ ،‬فإننا نعني بذلك أن أمر البيع‬
‫أو الشراء محدد فيه مسبقًا نقطة الدخول‪ ،‬ونقطة الخروج بالربح أو الخسارة‪ ،‬وال‬
‫يجوز لك تحت أي ظرف أن تتدخل وتقوم باإلغالق اليدوي أو جني األرباح أو وقف‬
‫الخسارة ملجرد شعورك بأن ما تقوم به هو الصواب‪ ،‬ألن االستمرارية يف العمل‬
‫وااللتزام بشروط هذه االستراتيجيات هي أهم عامل يف نجاحها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫استراتيجية الحدود‬
‫أول استراتيجية تم تقديمها يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" هي‬
‫‪Limit‬‬ ‫استراتيجية الحدود‪ ،‬املشتق اسمها من اسم أحد أنواع األوامر وهي‬
‫‪ ، Orders‬وهذا ما يتعلق باالسم فقط‪ ،‬وليس أسلوب اشتقاق آلية العمل الفعلية‪،‬‬
‫حيث أن أسلوب العمل والرقص ىلع وتر هذا النوع من األوامر يعتمد ىلع التحليل‬
‫اإلحصائي والكمي لحركة املشتقات املالية وأزواج العمالت املختلفة‪.‬‬

‫وقد أشرنا يف الدراسات التي قدمنا يف بداية الكتاب وأثبتنا بطريقة‬


‫علمية ىلع أنه كلما كانت الفترة الزمنية املدروسة أطول؛ كلما كانت نتيجة‬
‫إحصائية عدد ساعات أو أيام أو أسابيع هبوط السعر مساوية تمامًا لعدد أيام ارتفاع‬
‫السعر‪ ،‬وتقل نسبة التطابق بطبيعة الحال كلما كانت الفترة الزمنية املدروسة‬
‫أقصر‪ ،‬ألن الفترة الزمنية القصيرة املدروسة قد تكون خالل فترة موجة سعرية‬
‫بأحد االتجاهات نتيجة عارض طارئ أو حدث عاملي غير متوقع‪ ،‬أو بيانات‬
‫اقتصادية ذات تأثير طويل األمد نوعًا ما تؤثر ىلع أحد األزواج أو املشتقات املالية‬
‫الخاضعة للدراسة‪.‬‬

‫لذلك فإن شرط نجاح هذه االستراتيجية تعتمد بالدرجة األساسية ىلع‬
‫طول الفترة الزمنية التي يلتزم فيها املتداول بشروطها املحددة‪ ،‬إال يف حال قرار‬
‫االبتعاد عن السوق لفترة زمنية محددة ألي سبب كان‪ ،‬مثل وجود حروب أو وباء‬
‫عاملي كوباء كورونا ‪ ،Covid-19‬الذي أرهق االقتصاد العاملي بشكل عام‪.‬‬

‫وحتى نقوم بتبسيط تقديم هذه االستراتيجية‪ ،‬فلو أخذنا مثالً عدد (‪)4‬‬
‫آالف ساعة لحركة سعر أحد األزواج مثل الجنيه االسترليني مقابل الدوالر األمريكي‬
‫‪ ،GBPUSD‬وقمنا بإخضاعها للفحص الدقيق سنجد أن عدد الساعات التي هبط‬
‫فيها السعر ما بين سعر االفتتاح وسعر اإلغالق‪ ،‬مساوي تقريبًا لعدد الساعات التي‬
‫ارتفع فيها السعر‪ ،‬وبنسبة شبة متطابقة‪ ،‬وهنا يأتي مربط الفرس وأساس فكرة‬

‫‪98‬‬
‫استراتيجية الحدود التي تم استثمارها بنجاح كبير‪ ،‬وهذا ما ينطبق تمام االنطباق‬
‫ىلع حركة كافة العمالت واملشتقات املالية مهما كان نوعها أو جنسها‪ .‬من‬
‫حيث أن احتمالية صعود السعر مساوي تمامًا الحتمالية الهبوط‪ ،‬وكلما طالت الفترة‬
‫الزمنية التي يتم إخضاعها للدراسة والبحث والتحليل كلما وجدنا بأن التطابق يصل‬
‫إلى مرحلة التطابق من حيث أن ظروف التداول تعيد نفسها ويتم تناوبها بين‬
‫املوجات الصاعدة والهابطة واملسير العرضي بشكل دائم‪.‬‬

‫واستراتيجية الحدود قائمة ىلع استخدام نوعين فقط من األوامر وهما‬


‫‪Buy Limit‬تحت السعر‪ ،‬و‪ Sell Limit‬فوق السعر‪ ،‬وتستند ىلع مجموعة من‬
‫الشروط وهي‪:‬‬

‫لنفترض أننا سنقوم بتطبيق األوامر املعلقة وفق استراتيجية الحدود‬


‫ىلع الباوند اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي ‪ ،GBPUSD‬وكان فرق االسبرد‬
‫نقطتان‪ ،2pips ،‬إذا كان العمل وفق أربعة منازل عشرية بعد الفاصلة‪ ،‬أو ‪،20pips‬‬
‫إذا كان العمل وفق خمسة منازل عشرية بعد الفاصلة‪ ،‬وعليه تكون الشروط كما‬
‫يلي‪ ،‬مع االنتباه دائمًا إلى فرق االسبرد الذي يفضل أن يكون ثابتًا‪ ،‬وإن كان متحركًا‬
‫فيجب وضع املتوسط الحسابي لقيمة فرق االسبرد‪.‬‬

‫تثبيت حجم الصفقة دائمًا وأبدًا‪ ،‬وال يتم التالعب أو تغيير الحجم بين‬ ‫‪.1‬‬
‫األوامر‪ ،‬فإن كان الحساب ذو قيمة (‪ )100‬دوالر أمريكي‪ ،‬فإن حجم الصفقة‬
‫املناسب سيكون (‪ )0.01‬لوت بشكل دائم ومستمر‪.‬‬
‫‪ .2‬وضع األمر األول ‪ ،Buy Limit‬تحت السعر ب ‪ 13‬نقطة‪ .‬ووضع األمر الثاني‬
‫‪ ،Sell Limit‬فوق السعر ب ‪ 12‬نقطة‪ ،‬استنادًا وقياسًا ىلع سعر ‪ Bid‬فقط‪،‬‬
‫وهو مرجعنا للعمل‪ ،‬مع االنتباه إلى إمكانية تغيير هذه املسافات وفق‬
‫معدل حركة زوج العمالت أو املشتق املالي الذي يجري التداول عليه‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫وتعقيبًا ىلع النقطة السابقة فإننا نجد أن املسافة بين أمر الشراء أسفل‬
‫السعر وأمر البيع فوق السعر هو (‪ )25‬نقطة‪ ،‬فكل أمر ‪ Limit‬يدخل يكون هناك‬
‫أمر ‪ Limit‬مخالف له ويبتعد عنه مسافة (‪ )25‬نقطة بشكل دائم‪ .‬أو بحسب‬
‫البناء الجديد الذي تم اعتماده بحسب زوج العمالت أو املشتق املالي‪.‬‬

‫‪ .3‬وضع أمر وقف خسارة بقيمة (‪ )26‬نقطة بشكل ودائم ىلع أي أمر ‪،Limit‬‬
‫سواء بيع أو شراء‪ ،‬محسوب من نقطة الدخول‪.‬‬
‫‪ .4‬وضع أمر جني أرباح بقيمة (‪ )35‬نقطة بشكل ثابت ودائم ىلع أي أمر‬
‫‪ ،Limit‬سواء بيع أو شراء‪ ،‬محسوب أيضًا من نقطة الدخول‪.‬‬
‫‪ .5‬كل أمر يدخل وليكن مثالً ‪ ،Sell Limit‬نقوم بوضع أمر ‪ ،Sell limit‬فوق هذا‬
‫األمر بفارق (‪ )24‬نقطة محسوبة من سعر األمر املوجود يف السوق‪ ،‬وثابتة‬
‫ال تتغير‪ ،‬والعكس إذا كان األمر املوجود الداخل يف السوق هو ‪،Buy Limit‬‬
‫نقوم ىلع الفور بوضع أمر آخر ‪ ،Buy Limit‬تحته وبفارق (‪ )24‬نقطة ال‬
‫تتغير محسوبة من سعر دخول األمر املوجود يف السوق من نفس النوع‪.‬‬
‫وتوضيحًا لهذه النقطة‪ ،‬فكما نعرف فإن فرق االسبرد املفترض الذي حددناه‬
‫بنقطتين )‪ ،(2pips‬هو نفسه ذات الفارق بين املسافة الفاصلة بين أي أمرين‬
‫متشابهين من نفس النوع وبذات االتجاه وهو (‪ )24‬نقطة‪ ،‬وأمر وقف الخسارة‬
‫املحدد سلفًا ب (‪ ) 26‬نقطة‪ .‬حتى نضمن بشكل دائم ومستمر بأن نبقى ىلع‬
‫تواصل مع السوق‪ ،‬وأي أمر يخرج من السوق ىلع خسارة‪ ،‬فال يخرج إال بدخول أمر‬
‫آخر مشابه له بنفس اللحظة‪.‬‬
‫وهذا األمر من جانب آخر يعطيك الحماية املطلقة من أي تالعب من قبل‬
‫شركات الوساطة املالية التي قد ترفع السعر أو تخفضه‪ ،‬والذي يسمى ‪add‬‬
‫‪ ، tick‬أو أي انزالق سعري بشكل فجائي تقوم الشركة بناء عليه بتطبيق قاعدة‬
‫‪ ، Slippage‬فلو أردت الشركة أن تقوم بنقل أمر وقف الخسارة فوق الرقم املحدد‬
‫بعشرين نقطة مثالً أو أكثر فال يمكنها فعل ذلك إال بنقل األمر الجديد نفس‬
‫الكمية بنفس االتجاه‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫وكمثال توضيحي‪ ،‬فبما أن فرق االسبرد هو نقطتان (‪ ،)2pips‬فلو كان سعر‬
‫وقف الخسارة ىلع سعر الشراء ألمر البيع ‪ Sell‬هو ‪ ،1.2420‬فإن أمر البيع الجديد‬
‫‪ Sell limit‬سيكون حكمًا ىلع سعر ‪ ،1.2418‬أي أقل من سعر وقف الخسارة‬
‫بنقطتين‪ ،‬ولذلك إذا حدث انزالق سعري باتجاه األىلع بمقدار مثالً (‪ )40‬نقطة‬
‫ورغبت الشركة بتطبيق قاعدة االنزالق فإن أمر وقف الخسارة سيكون ىلع سعر‬
‫‪ ، 1.2460‬ولذلك ال يمكن لهم تحت أي ظرف تنفيذ هذا األمر إال إذا قاموا بنقل‬
‫األمر الجديد نفس املساقة وهي ‪ 40‬نقطة ىلع أمر ‪ ،sell limit‬الجديد‪ ،‬أي‬
‫نقله إلى سعر ‪ ،1.2458‬رغمًا عنهم‪ ،‬ولذلك سيتجنبون الدخول يف هذه املتاهة‬
‫ويعطونك ىلع األغلب نفس السعر املحدد سلفًا؛ وذلك نتيجة إدراكهم بأنك‬
‫مسيطر ىلع املفاجآت بشكل حتمي‪.‬‬

‫ولذلك ستقوم بكل راحة مطلقة بوضع أمر شراء جديد ‪ Buy Limit‬تحت‬
‫السعر بفارق (‪ )25‬نقطة‪ ،‬وأمر بيع جديد ‪ ،Sell Limit‬فوق السعر براحة مطلقة‪.‬‬

‫‪ .6‬الشرط املهم هنا هو ضرورة املتابعة املستمرة ومالحقة السعر أينما ذهب‬
‫صعودًا ونزوالً‪ ،‬فكل ‪ ،Buy Limit‬يدخل فال بد من وجود أمرين تابعين له‪،‬‬
‫األمر األول ‪ ،Buy limit‬تحت أمر الشراء املوجود بمسافة (‪ )24‬نقطة‪ ،‬وأمر‬
‫آخر مخالف ‪ ،Sell Limit‬يبعد مسافة (‪ )25‬نقطة‪ ،‬وكلها محسوبة بإحكام‬
‫كما سيتم تقديمه الحقًا بمثال تفصيلي‪.‬‬
‫ولنأتي اآلن ىلع شيء من التفصيل يف بعض املحاور‪ ،‬وهو سؤال قد يدور يف‬
‫رأس أي متداول‪ ،‬وهو السؤال عن السبب يف وجود هذه الفوارق وهذه القيم‪،‬‬
‫وىلع رأسها الفارق ما بين كمية الخسارة وكمية الربح فهي بدقة (‪ )9‬نقاط‬
‫بالتحديد‪ ،‬ولفهم ذلك سنبدأ بتوضيح ما يلي‪:‬‬

‫إذا كان لدينا رأس مال (‪ )100‬دوالر‪ ،‬فإنه وفق االستراتيجية السابقة فإن خسارة‬
‫رأس املال بالكامل تتطلب أن يمشي السوق بنفس االتجاه املقدار التالي‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ -‬خسارة الصفقة الواحدة التي حجمها (‪ )0.01‬لوت‪ ،‬هو بالتحديد (‪ )2.6‬دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬وذلك كل مسافة (‪ )26‬نقطة يمشيها السوق باتجاه واحد‪ ،‬مع‬
‫خصم (‪ )2‬نقطتين فارق سبرد‪ ،‬لذلك فإن ناتج قسمة (‪ )100‬دوالر‪ ،‬ىلع (‪)2.6‬‬
‫دوالر يساوي تقريبًا (‪ )39‬صفقة مستمرة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ما ضربنا حاصل عدد الصفقات بكمية النقاط التي تخسرها الصفقة‬
‫وهي (‪ ) 24‬نقطة وإضافة نقطتين لفرق االسبرد فإنه سيكون مطلوبًا من‬
‫السوق أن يمشي مسافة (‪ )936‬نقطة بنفس االتجاه وبدون أي تراجع باتجاه‬
‫اآلخر بشكل نهائي مسافة (‪ )25‬نقطة فقط‪ ،‬وهي املسافة الكافية‬
‫لتفعيل صفقة واحدة باالتجاه املعاكس‪ ،‬األمر الذي يرفع عدد الصفقات‬
‫التي يجب خسارتها مرة وثلث املرة‪ ،‬ألن الربح املحقق بالصفقة الرابحة‬
‫يزيد بمقدار (‪ )9‬نقاط‪ ،‬أي أن كل ثالث صفقات رابحة ستقوم بتغطية (‪)4‬‬
‫صفقات خاسرة‪ ،‬وسيحتاج السوق إلى مسافة إضافية قيمتها (‪ )96‬نقطة‬
‫نضيفها للرقم السابق (‪ )936‬نقطة حتى نخسر ال‪ 100‬دوالر‪.‬‬
‫‪ -‬للمزيد من التوضيح فلو فرضنا بأن أول صفقة دخلت السوق كانت هي ‪Buy‬‬
‫‪ Limit‬ىلع سعر ‪ ،1.3000‬لذلك فإن خسارة ال ‪ 100‬دوالر تعني أن يتحرك‬
‫السوق نحو األسفل حتى سعر )‪ ،(1.2064‬دون أن يحقق أي ارتداد بقيمة‬
‫(‪ ) 25‬نقطة فقط باالتجاه اآلخر نهائيًا‪ ،‬وهو األمر املستحيل باملطلق إال إذا‬
‫حدثت كارثة عاملية لم يحسب حسابها أحد‪ .‬غير أن كل ارتداد ملسافة‬
‫(‪ ، (25‬نقطة فإن هذا األمر يتطلب أن تنخفض نقطة خسارة الحساب بمقدار‬
‫(‪ (30‬نقطه تقريبًا‪ ،‬أي إلى سعر (‪ ،)1.2034‬وهكذا دواليك؛ فما بالنا إذا مشى‬
‫سعر أي زوج من العمالت أو أي مشتق مالي بشكل عرضي صعودًا ونزوالً‬
‫واستمر لفترة زمنية طويلة باألشهر؟‪ ،‬هذا يعني بكل بساطة أن عدد‬
‫الصفقات التي سيتم ربحها أىلع بكثير من عدد الصفقات التي يتم‬
‫خسارتها‪ ،‬وهو ما ينقلنا إلى النقطة التالية‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيسًا ىلع ما أوردناه يف مقدمة الكتاب‪ ،‬وما قدمنا له يف كتاب التحليل‬
‫الكمي الذي يستند إلى معلومات كمية وإحصائية دقيقة‪ ،‬فإنه كلما طالت‬
‫الفترة الزمنية مع ثبات العمل بنفس الشروط فإن عدد الصفقات التي‬
‫سيتم خسارتها‪ ،‬سيكون مساويًا تمامًا لعدد الصفقات التي سيتم ربحها‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫وإذا ما جمعنا عدد النقاط التي تم خسارتها مع عدد النقاط التي يتم‬
‫ربحها عندها سيشكل فارقًا كبيرًا يف الحساب‪ .‬فعلى سبيل املثال لو‬
‫أخذنا (‪ )200‬صفقة كان نصفها خاسر ونصفها رابح فإن النتيجة ستكون‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪No.‬‬ ‫‪Loss‬‬ ‫‪Deal‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Total‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Loss‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪-2.6$‬‬ ‫‪-260$‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪+3.5$‬‬ ‫‪+350$‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪+0.90$‬‬ ‫‪+90$‬‬

‫نالحظ من الجدول السابق وبكل بساطة بأن رأس املال األساسي الذي تم‬
‫البدء به وقيمته (‪ )100‬دوالر فقط؛ قد تضاعف تقريبًا ليصبح (‪ )190‬دوالرًا‪ ،‬بعد‬
‫إضافة األرباح لرأس املال األساسي‪ ،‬ولكن يجب االنتباه إلى أنه ليس بالضرورة أنه‬
‫وبعد تنفيذ (‪ ) 200‬صفقة ستكون النتيجة املتحصلة هي نفسها املعروضة‬
‫بالجدول السابق‪ ،‬فقد تكون عدد الصفقات الرابحة أىلع من الخاسرة‪ ،‬أو العكس‬
‫بأن تكون عدد الصفقات الخاسرة أىلع من عدد الصفقات الرابحة‪ ،‬ولذلك يقتضي‬
‫التنويه إلى ركيزتين ىلع درجة عالية من الحساسية وهما‪:‬‬

‫الركيزة األولى‪ :‬عدم الشعور بالفرح الغامر يف حال كانت عدد الصفقات الرابحة‬
‫أىلع من عدد الصفقات الخاسرة‪ ،‬ألن أيام قادمة متتالية ستكون فيها عدد‬
‫الصفقات الخسارة أىلع من عدد الصفقات الرابحة‪ ،‬وبالتالي فإن كمية صايف الربح‬
‫املتحقق ستقل‪ ،‬ولكن ىلع وجه الدقة ستعود األمور لطبيعتها وتبدأ الصفقات‬
‫الرابحة بمعادلة ميزان الصفقات من حيث عددها ونسبتها املئوية من املجموع‬
‫الكلي للصفقات‪.‬‬

‫الركيزة الثانية‪ :‬عدم الشعور بالحزن أو الخوف أو حتى القلق‪ ،‬يف حال كانت عدد‬
‫الصفقات الخاسرة أىلع من عدد الصفقات الرابحة‪ ،‬ألن الصفقات الرابحة ستعمل‬
‫مجددًا ىلع معادلة امليزان مرة تلو املرة حتى نصل بالحد األدنى إلى التعادل يف‬

‫‪103‬‬
‫عدد الصفقات الرابحة مقابل عدد الصفقات الخاسرة‪ ،‬وهو هدفنا الرئيسي بالدرجة‬
‫األولى‪ ،‬األمر الذي سيقود إلى مضاعفة رأس املال كل مرة بعد تنفيذ عدد مناسب‬
‫من الصفقات املتتالية دون انقطاع وبال تردد‪.‬‬

‫إن طريقة اختيار االبعاد بين الصفقات املتشابهة‪ ،‬وبين آخر صفقتين‬
‫متعاكستين‪ ،‬وكمية الربح املحددة كما أسلفنا سابقًا وكمية الخسارة الثابتة ىلع‬
‫كل صفقة‪ ،‬تعطي املتداول قدرة بنسبة ‪ %100‬ىلع إعطاء الصفقات نفس قيمة‬
‫االحتمال بتحقيق الربح أو تحقيق الخسارة‪ ،‬وتبقى املفارقة الرائعة والجميلة أنه‬
‫يف كل مرة نصل إلى التعادل يف عدد الصفقات الرابحة والخاسرة وبنسبة (‪)%50‬‬
‫لكل طرف‪ ،‬فإن كمية الربح املتحققة ستكون مدهشة إلى حد بعيد‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫اللعب مع السوق وفق هذا الفن من تعبئة الصفقات يجعل املضارب قادر ىلع‬
‫إيقاع السوق يف حيرة تامة حول اآللية التي يمكنه فيها أن يفقده قيمة رأس‬
‫املال الذي يعتبر من ضروب املستحيل إال يف حالة الكوارث ال سمح الله كما قلنا‬
‫سابقًا‪.‬‬

‫ويجب االنتباه هنا ومن ناحية رقمية أو كمية صرفه‪ ،‬فإنه وبالعودة إلى‬
‫الجدول السابق‪ ،‬فلو كانت عدد الصفقات الخاسرة أىلع بكثير من الصفقات‬
‫الرابحة‪ ،‬فإلى أي مستوى من تفاوت النسب املئوية سيكون كافيًا للمحافظة ىلع‬
‫قيمة رأس املال‪ ،‬وهذا لو حسبناه رياضيًا لوجدنا النتيجة املعروضة كما يلي‪:‬‬

‫لو قمنا بقسمة صايف الربح املقدر ب (‪ )90‬دوالرًا يف عدد (‪ )200‬صفقة‪،‬‬


‫ىلع قيمة الخسارة يف كل صفقة خاسرة لوجدنا بأنها تكفي لتغطية ما يقارب‬
‫(‪ ) 34‬صفقة‪ ،‬ومن ثم بقسمة هذا العدد إلى جزئين نحصل ىلع ما يقارب (‪)15‬‬
‫صفقة نضيفها لعدد الصفقات الخاسرة‪ ،‬ليصبح عددها (‪ )115‬صفقة خاسرة‪ ،‬ثم‬
‫نخصم نفس العدد من الصفقات الرابحة لتصبح (‪ )85‬صفقة رابحة فقط‪ ،‬وسنجد‬
‫حينها أن النتيجة ستكون كما يف الجدول‪:‬‬

‫‪104‬‬
‫املجموع‬ ‫الربح‪/‬الخسارة‬ ‫النسبة‬ ‫العدد‬ ‫البيان‬
‫‪$ 299-‬‬ ‫‪$ 2.6 -‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪115‬‬ ‫صفقة خاسرة‬
‫‪$ 298 +‬‬ ‫‪$ 3.5 +‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪85‬‬ ‫صفقة رابحة‬
‫‪$1-‬‬ ‫‪0.90 +‬‬ ‫‪%100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫املجموع‬
‫نالحظ من الجدول السابق أنه يكفي املتداول للحفاظ ىلع رأس ماله‪،‬‬
‫بأن تكون عدد الصفقات الرابحة أقل من عدد الصفقات الخاسرة بنسبة (‪،)%16‬‬
‫وبفارق (‪ ) 30‬صفقة بين الطرفين لصالح الصفقات الخاسرة‪ ،‬وهو أمر يف غاية‬
‫الروعة وركيزة هامة جدًا للحفاظ ىلع رأس املال من أي خسارة محتملة لرأس‬
‫املال إذا ما تجاوزنا الكوارث ال سمح الله‪ .‬وكل ذلك ىلع الرغم من إعطاء أي صفقة‬
‫فرصة متساوية تمامًا بين تحقيق الربح وتحقيق الخسارة‪ ،‬دون اللجوء ألي نوع من‬
‫أنواع التحليل فنيًا كان أم أساسيًا وتحت أي ظرف كان‪.‬‬

‫وىلع كل حال؛ ففي الجدول التالي مثال لعملية تعبئة األوامر باملسافات‬
‫األولى التي ذكرناها وتناسب ‪ %90‬من املشتقات املالية وأزواج العمالت املختلفة‪:‬‬

‫‪No.‬‬ ‫‪Type‬‬ ‫‪Comment Price Stop 26‬‬ ‫‪Profit 35‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪Stop2-2‬‬ ‫‪1.2460 1.2486‬‬ ‫‪1.2425‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Sell limit‬‬ ‫‪Stop1-2‬‬ ‫‪1.2436 1.2462‬‬ ‫‪1.2401‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪+12 pip‬‬ ‫‪1.2412 1.2438‬‬ ‫‪1.2377‬‬
‫‪Price‬‬ ‫‪1.2400‬‬ ‫‪25 pips between Buy and Sell Limit‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Buy Limit‬‬ ‫‪-13 pip‬‬ ‫‪1.2387 1.2361‬‬ ‫‪1.2422‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Buy Limit‬‬ ‫‪Stop1+2‬‬ ‫‪1.2363 1.2337‬‬ ‫‪1.2398‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Buy Limit‬‬ ‫‪Stop2+2‬‬ ‫‪1.2339 1.2313‬‬ ‫‪1.2374‬‬

‫بكل بساطة ومن باب التسهيل ىلع املتداول‪ ،‬فمن املمكن أن يتم نقل مثل‬
‫هذا امللف إلى جدول إكسل حتى تتم عمليات التحديث اآللي من خالل ربط‬
‫األسعار ببعضها البعض‪ ،‬ومن ثم فإن كل أمر يدخل السوق يجب أن يتم يكون له‬

‫‪105‬‬
‫أمران تابعان له ومرتبطان به‪ ،‬األول مخالف لألمر العامل؛ بمعنى إذا دخل أمر شراء‬
‫يكون هناك أمر بيع ‪ Sell Limit‬يبعد بمقدار (‪ )25‬نقطة‪ ،‬وأمر مماثل ‪Buy Limit‬‬
‫له يبعد عنه بمسافة (‪ )24‬نقطة‪ ،‬وهذا املسافات يجب أن تكون قائمة وموجودة‬
‫بشكل مستمر مع كل أمر يدخل‪ .‬وتجدر املالحظة هنا أنه باإلمكان تغيير نقطة‬
‫دخول األمر املعاكس لألمر العامل واستبدالها بنقطة خروج األمر العامل ىلع ربح‪،‬‬
‫بمعنى بأن األمر العامل سيكون له أمران مرتبطان به وىلع النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬األول من نفس النوع العامل مرتبط بنقطة خروج األمر العامل ىلع خسارة‪،‬‬
‫مع حساب فرق االسبرد‪ ،‬فإن كان األمر العامل شراء فإن األمر املماثل سيكون‬
‫من نوع ‪ Buy Limit‬ىلع نقطة خروج األمر العامل يف السوق مضافًا إليها‬
‫قيمة فرق االسبرد‪ ،‬وإذا كان األمر العامل بيع‪ ،‬فإن األمر املماثل سيكون من‬
‫نوع ‪ Sell Limit‬ىلع نقطة خروج األمر العامل ىلع خسارة مطروحًا منها‬
‫قيمة فرق االسبرد‪ ،‬وذلك من أجل ضمان التزامن يف خروج أمر ودخول أمر‬
‫بنفس اللحظة‪.‬‬
‫‪ -‬الثاني وهو األمر املعاكس وسيكون بالضبط ىلع نقطة خروج األمر العامل‬
‫ىلع ربح‪ ،‬ألن نقطة خروج صفقة الشراء ىلع ربح هي نفسها نقطة أمر‬
‫البيع‪ ،‬ونقطة خروج صفقة البيع ىلع ربح هي نفسها نقطة أمر الشراء‪.‬‬
‫حيث أننا يف هذه الحالة ال يكون لدينا سوى صفقة واحدة عاملة يف‬
‫السوق‪.‬‬
‫ومرة أخرى وأخرى نعود للتأكيد ىلع النقاط التالية‪:‬‬
‫تسلسل األوامر املتشابهة فوق بعضها أو تحت بعضها وبمسافة (‪)24‬‬ ‫‪.1‬‬
‫نقطة‪ ،‬وهي حاصل طرح فرق االسبرد املفترض (‪ )2‬نقطة من مسافة‬
‫وقف الخسارة (‪ )26‬نقطة‪.‬‬
‫‪ .2‬تتابع ملء األوامر املخالفة لألمر الفاعل يف السوق وبمسافة (‪ )25‬نقطة‪،‬‬
‫فإذا ما ممشى السعر باتجاه أوامر البيع صعودًا‪ ،‬فإن أوامر الشراء من أسفل‬
‫يجب أن تالحق السعر برفعها نحو األىلع‪ ،‬من خالل وضع أمر شراء جديد‬
‫يبعد مسافة (‪ ) 25‬نقطة عن آخر أمر بيع دخل السوق‪ ،‬وشطب األمر األخير‬
‫من أسفل‪ ،‬للحفاظ مثالً ىلع وجود ثالث أوامر من كل اتجاه بحد أدنى‪ ،‬مع‬

‫‪106‬‬
‫أنه باإلمكان أن تكون عدد األوامر املوجودة يف كل اتجاه أكثر من ذلك‪،‬‬
‫وهو األمر الذي ال يحبذه املؤلف وذلك تحسبًا ألي خبر مفاجئ قد يجعل‬
‫السعر يتحرك بأي اتجاه بشكل سريع وقوي‪.‬‬

‫بعد أن عرفنا كل ما تقدم‪ ،‬فهل استخدامنا لالستراتيجية السابقة يعني أننا‬


‫وصلنا للنهاية؟ أن املنهجية السابقة يف ملء األوامر املعلقة ال تعني بأي حال‬
‫من األحوال أنه بمجرد أن يقوم املتداول بتعبئة األوامر سواء بشكل يدوي أو بشكل‬
‫آلي يعني بكل بساطة انتظار حصد األرباح بهذه البساطة‪ ،‬فصحيح أن هذا األمر‬
‫يصدق بنسبة كبيرة يف حاالت معينة‪ ،‬إال أنه وبالنظر إلى طبيعة أو تعدد‬
‫سيناريوهات الحركة السعرية واختالفها بين مشتق مالي وآخر‪ ،‬أو بين زوج من‬
‫العمالت وزوج آخر من حيث مقدار الحركة اليومية‪ ،‬وقيمة الترددات السعرية‬
‫(مناطق التذبذب) فقد تتغير األمور بالنسبة لهذه االستراتيجية وربما تحتاج فترات‬
‫زمنية طويلة لحصد األرباح منها بالصورة املرضية بالحد األدنى‪ ،‬وذلك للكثير من‬
‫األسباب‪.‬‬

‫وحتى نزيل عالمات االستفهام حول جدوى وفاعلية االستراتيجية السابقة‬


‫فقد يتبادر إلى ذهن أي متداول‪ ،‬وبخاصة ممن لديهم خبرة طويلة يف مجال‬
‫العمل‪ ،‬تساؤل يدور حول املوجات السعرية الطويلة‪ ،‬أو الحركات العنيفة التي‬
‫يرافقها ترددات قصيرة بحيث ال تسمح بدخول األوامر املخالفة لألوامر التي يتم‬
‫تفعيلها وإقفالها ىلع خسارة‪.‬‬

‫يف هذه الحالة فإن مجموعة كبيرة من الصفقات الخاسرة التي ستتراصف‬
‫بشكل منتظم ومتتالي ىلع كشف الحساب‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يجعل‬
‫املتداول يشعر باإلحباط وتبدأ رحلة الشكوك بالدخول إلى تفكيره يف عدم‬
‫جدوى هذه اإلستراتيجية من األساس‪ ،‬إضافة إلى فقدان القدرة ىلع الصبر إلى‬
‫حين تتحسن األحوال وتبدأ األمور باالنتظام من جديد‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫وعليه فإننا بحاجة إلى إعادة التفكير يف بنية اإلستراتيجية بشكل جذري‬
‫واضعين نصب أعيننا السيناريوهات غير املحدودة لحركة املشتقات املالية‬
‫املختلفة وأزواج العمالت‪ ،‬ونعمل ىلع املطابقة بين ما تتحدث به استراتيجية‬
‫الحدود وبين ما يجري ىلع أرض الواقع من حركات متنوعة تختلف بين يوم وآخر‪،‬‬
‫حيث أنه وىلع ما يبدو للناظر بأن االستراتيجية السابقة ستكون فعالة للغاية‬
‫يف الفترات التي يتحرك فيها السوق بشكل عرض ومحصور بين منطقتين‬
‫سعريتين‪ ،‬ولكن بمجرد أن تتجاوز قيمة التغير يف السعر قيمة الخسارة املحددة‬
‫يف الصفقة أو األمر املعلق فإن ذلك يعني بكل بساطة يعني تحقق أوامر وقف‬
‫الخسارة بال أدنى شك‪ ،‬وإذا كان معدل الحركة اليومية للسعر ىلع زوج االسترليني‬
‫دوالر ىلع سبيل املثال بين أدنى سعر وأىلع سعر تساوي (‪ )120‬نقطة‪ ،‬وكانت‬
‫قيمة الخسارة املحددة ىلع الصفقة ىلع سبيل املثال (‪ )26‬نقطة بين أدنى‬
‫نقطة وصلها السعر وأىلع نقطة يف نطاق التداول اليومي تعني تحقق ما بين‬
‫أربعة إلى خمسة صفقات خاسرة بشكل شبه مؤكد‪ .‬وعليه فإن تحقق األرباح خالل‬
‫مسيرة السعر اليومية من لحظة االفتتاح وحتى لحظة اإلغالق تعتمد ىلع مقدار‬
‫التذبذبات الحاصلة بين النقطتين‪.‬‬

‫ولنفهم ذلك بصورة أدق‪ ،‬لنفترض بأن سعر افتتاح االسترليني دوالر بداية‬
‫اليوم كان ىلع سعر (‪ ،)1.3000‬وأغلق نهاية اليوم ىلع سعر (‪ )1.3100‬وكان أدنى‬
‫سعر وصله السوق هو (‪ )1.2985‬وأىلع سعر هو (‪ )1.3105‬وعليه سنجد أن نطاق‬
‫التداول بين أىلع نقطة وأدنى نقطة هو (‪ )120‬نقطة‪ ،‬فإن تحقق لدينا أمر شراء‬
‫بداية اليوم عند حدود أدنى نقطة‪ ،‬فإن صفقة رابحة واحدة نعرف بالحد األدنى‬
‫أنها تحققت‪ ،‬ولكن يف مسيرة السعر نحو األىلع‪ ،‬ما الذي فعله السعر خالل رحلة‬
‫الصعود؟ هل صعد بشكل مباشر دون تراجعات؟ أم هل اخذ بالتذبذب صعودًا‬
‫وهبوطًا حتى وصل تلك الن قطة؟ هل كانت قيمة التذبذبات السعرية كافية أو‬
‫باملقدار الذي من شأنه أن يحقق أو يضمن تفعيل أوامر الشراء املعلقة التي يتم‬

‫‪108‬‬
‫مالحقة السعر بها من أسفل؟ وهل قيمة التذبذب هي نفسها سنجدها كل يوم‬
‫بنفس الكميات والكيفيات سواء تحرك السعر صعودًا أو هبوطًا؟‬

‫فيض من األسئلة ال يمكن ألي متداول أن يجيب عليه بالصورة التي يمكن‬
‫من خاللها حصر أو تحديد نمط ثابت للحركة تحت أي ظرف كان‪ ،‬ألن األمر لو كان‬
‫ىلع هذا النحو فإن تحقيق الربح سيصبح شيئًا مؤكدًا ومضمونا ما دمنا قد‬
‫سيطرنا أو استنتجنا القالب الذي يتحرك فيه االسترليني دوالر أو أي واحدة من‬
‫املشتقات املالية‪ .‬ولذلك فإن محاولة ذلك هو ضرب من املستحيالت‪ ،‬ولكن‬
‫الشيء الذي يقع يف حوزة املتداول هو اإلستراتيجية التي يتحرك بها بمقابل‬
‫الحركة السعرية‪ ،‬سواء أكانت طويلة أو كانت قصيرة‪ ،‬وسواء أكان التذبذب كبيرًا أو‬
‫صغيرًا‪.‬‬

‫وكمقدمة ملا نريد أن نصل إليه من هذا الشرح الطويل‪ ،‬فمن املعلوم لدى‬
‫املتداولين بأن حركة أي واحدة من املشتقات املالية بصرف النظر عن نوعها أو‬
‫اسمها‪ ،‬لها ثالث أنماط محددة‪ ،‬وهي موجة صاعدة‪ ،‬وموجة هابطة‪ ،‬وحركة‬
‫عرضية‪ ،‬وبطبيعة الحال هناك النماذج املركبة‪ ،‬بمعنى أن تكون هناك موجة‬
‫سعرية هابطة وطويلة‪ ،‬يتخللها حركة عرضية تمتد لفترة من الزمن قبل أن يواصل‬
‫السعر املوجة التي كان يمشي بها‪ ،‬والعكس بالعكس أيضًا يف حال وجود موجة‬
‫صاعدة يتخللها حركات عرضية لفترات زمنية قبل استئناف املوجة الصاعدة مرة‬
‫أخرى‪ ،‬وال نستطيع القول بطبيعة الحال بأن هناك موجات سعرية صاعدة طويلة‬
‫يتخللها موجة سعرية هابطة قصيرة بالقدر الذي ينطبق عليها نموذج الحركة‬
‫العرضية‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإننا حتى نصل إلى الحد األقصى من الفائدة املرجوة من‬
‫إستراتيجية الحدود التي سبق ذكرها‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار جميع ما سبق وأن‬
‫ذكرناه بالنسبة الستراتيجية التداول باالتجاه الواحد فال بد من إعادة النظر بشكل‬

‫‪109‬‬
‫جذري بالكيفية التي نقوم فيها بالتركيب أو الدمج ما بين التحليل الكمي‬
‫واإلستراتيجيات التي سبق وذكرناها وبين فن التداول باألوامر املعلقة وفق‬
‫منهجية وإستراتيجيات التحليل الكمي‪.‬‬

‫وحتى نفهم ذلك بلغة أخرى‪ ،‬فلو كان لدينا موجة سعرية هابطة طويلة‪،‬‬
‫فإن ذلك يعني بكل بساطة بأن معدل التغير التراكمي اليومي لحركة السعر‬
‫سيكون بمجموع سالب بكل تأكيد‪ ،‬وذلك ألن معدل طول الشموع الهابطة سيكون‬
‫أكبر من معدل طول الشموع الصاعدة حتى وإن كانت متساوية من حيث العدد من‬
‫الناحية اإلحصائية‪ ،‬ولكن من الناحية الكمية ستكون مختلفة تمامًا‪ ،‬وقد سبق وأن‬
‫قدمنا مثاالً لذلك يف معرض حديثنا عن استراتيجية التداول باالتجاه الواحد أثناء‬
‫رصد املوجات السعرية‪ ،‬والنتائج املترتبة ىلع ذلك يف حال كان اتجاه التداول هو‬
‫البيع‪ ،‬ومقارنتها يف حال كان االتجاه شراء‪.‬‬

‫وىلع ذلك وبنفس الطريقة واملنهجية‪ ،‬فلو كانت هناك موجة سعرية‬
‫هابطة وقوية يف الوقت ذاته‪ ،‬وقام أحد املتداولين باستخدام استراتيجية الحدود‬
‫كأول استراتيجية من إستراتيجيات فن التداول باألوامر املعلقة‪ ،‬القائمة ىلع‬
‫تعليق أوامر البيع وأوامر الشراء وفق التسلسل السابق‪ ،‬فكيف كانت ستكون‬
‫النتيجة واملحصلة التي سنخرج بها؟‬

‫بكل بساطة فإن التفكير بمنهجية إستراتيجية الحدود بشكل مجرد سنجد‬
‫بأنها ستكون أكثر مالئمة للفترات التي يمشي فيها السوق بشكل عرضي‪ ،‬أما يف‬
‫الفترات التي يمشي فيها السوق بشكل موجي فقد تحتاج منا فترات زمنية‬
‫طوي لة لتحقيق الفائدة املرجوة منها‪ ،‬ويف حال وجود موجة سعرية هابطة كما‬
‫ذكرنا سنجد وبشكل مؤكد بأن عدد أوامر الشراء التي دخلت السوق ستكون‬
‫مرتفعة وأكبر بكثير من عدد أوامر البيع التي دخلت السوق‪ ،‬وهذا من ناحية‪ ،‬ومن‬
‫ناحية أخرى لو أخذنا أوامر الشراء التي دخلت السوق وهي ذات العدد األكبر سنجد‬

‫‪110‬‬
‫بأن عدد األوامر التي خرجت ىلع خسارة أكبر بكثير من عدد األوامر التي خرجت‬
‫ىلع ربح بسبب املوجة السعرية الهابطة‪ .‬يف حين لو أخذنا أوامر البيع التي‬
‫دخلت السوق وهي ذات العدد األقل باملقارنة بعدد أوامر الشراء فسنجد بأن عدد‬
‫األوامر التي خرجت ىلع ربح أكبر بكثير من عدد أوامر البيع التي خرجت ىلع‬
‫خسارة‪.‬‬

‫إذن نحن نتحدث عن موجة سعرية هابطة ىلع سبيل املثال‪ ،‬وما تنطوي‬
‫عليه من تفاصيل إحصائية وكمية سبق ذكرها‪ ،‬ولدينا إستراتيجية الحدود التي‬
‫ستخرج بمحصلة عدد أوامر شراء تم تفعيلها أكبر من عدد أوامر البيع‪ ،‬وأوامر الشراء‬
‫بشكل مستقل ستنقسم إلى قسمين ستكون الغلبة فيها لألوامر الخاسرة بشكل‬
‫مؤكد بمقابل األوامر الرابحة‪ ،‬يف حين سنجد بأن عدد أوامر البيع التي تم تفعيلها‬
‫ستكون أقل‪ ،‬يف حين أن عدد األوامر الرابحة ستكون صاحبة األغلبية ىلع حساب‬
‫األوامر الخاسرة‪ ،‬ويف النهاية سنجد أننا أمام جملة من الحسابات الكمية التي‬
‫تفرض علينا التعديل يف استراتيجية العمل وفق ما تفرضه الحركة السعرية‪.‬‬

‫ففي املوجة السعرية الهابطة فإن املنطق يقول بأنه ينبغي أال يتم‬
‫استخدام أوامر الشراء واالبتعاد عنها ما أمكن‪ ،‬وتوظيف أومر البيع فقط سواء بيع‬
‫بشكل مباشر أو ىلع شكل أوامر بيع معلقة ‪ ،Sell Limit‬والعكس تمامًا يف حال‬
‫املوجة السعرية الصاعدة‪ ،‬أما يف حالة الحركة العرضية للسعر فيتم استخدام‬
‫النوعين معًا يف الوقت ذاته أي أوامر البيع وأوامر الشراء‪.‬‬

‫هذه الحقيقة الثابتة واملثبتة علميًا‪ ،‬تضعنا أمام جملة من التطويرات‬


‫التي من شأنها االرتقاء بمستوى االستراتيجيات املستخدمة إلى الدرجة التي يمكن‬
‫القول بعدها بأن املتداول يفرض ىلع السوق أىلع معايير الجودة العلمية يف‬
‫اتخاذ قرارات البيع والشراء البعيدة كل البعد عن محاولة التنبؤ بمستقبل السعر أو‬
‫الشد العصبي والعاطفي يف متابعة نتائج أي صفقة عاملة يف السوق‪ .‬وبناء‬

‫‪111‬‬
‫ىلع ذلك فإننا سنبدأ باالرتقاء يف مستوى االستراتيجيات السابقة‪ ،‬سواء أكانت‬
‫قائمة ىلع التحليل الكمي‪ ،‬أو التحليل الكمي الذي أضفنا إليه التحليل الفني‪ ،‬أو‬
‫فن التداول باألوامر املعلقة‪ .‬وذلك يف نسق متكامل يجعل من‬

‫وقبل الدخول يف عرض اآللية التي سيتم استخدام نوع واحد فقط من‬
‫األوامر املعلقة مع املوجات السعرية‪ ،‬نجد أنه من الضرورة بمكان أن نتوقف هنا‪،‬‬
‫ونرجع إلى استراتيجية الحدود التي شرحناها سابقًا‪ ،‬واملوجودة بنسختها األولى‬
‫يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" وذلك من أجل أن نعرض ملستوياتها‬
‫املختلفة قبل دمجها مع أساليب التحليل الكمي وتوظيف التحليل الفني معها‪.‬‬

‫بنظرة مستقلة ىلع إستراتيجية الحدود بدون التفكير بأس شيء خارجها‬
‫مع ال تمعن بالقاعدة الفلسفية التي تقول‪" :‬كل ما هو ممكن الحدوث فال بد أن‬
‫يحدث حتمًا"‪ ،‬فصحيح بأن استراتيجية الحدود توفر أكبر قدر ممكن من الحماية‬
‫للحساب‪ ،‬وتكاد خسارة الحساب مهمة شبه مستحيلة أمام السوق‪ ،‬مهما كان حجم‬
‫الحساب إذا ما تم استخدام حجم عقد يتناسب معه‪ ،‬إال أن التفكير يف أبعاد‬
‫االستراتيجية السابقة يقودنا إلى نتيجة واحدة وهي‪:‬‬

‫إن تحقيق الربح يعتمد ىلع تراجع السعر من نقطة دخول الصفقة إلى‬
‫االتجاه املعاكس بنفس قيمة الفارق بين أمر البيع وأمر الشراء‪ ،‬ويف حالتنا‬
‫السابقة هي (‪ ) 25‬نقطة بين األمرين املتعاكسين‪ ،‬والتي قد نقوم بتغييرها‬
‫لتصبح بنفس قيمة الربح املطلوب للصفقة العاملة‪ ،‬بمعنى (‪ )35‬نقطة‪ ،‬ويف‬
‫الوقت الذي تخرج يف صفقة ىلع ربح‪ ،‬تدخل صفقة معاكسه بنفس القيمة‪.‬‬
‫وىلع ذلك فإن "معامل التصحيح" املطلوب بعد أي حركة للسعر يجب أن يكون‬
‫بنفس القيمة املحددة بين كل أمرين متعاكسين وبعد تفعيل أي واحد منهما‪.‬‬

‫إذًا وصلنا إلى مصطلح جديد وهو ما وضعناه بين مزدوجتين باسم "معامل‬
‫التصحيح" والتي يطلق عليها الكاتب اسم آخر وهو "نغمة التردد" بسبب أن‬

‫‪112‬‬
‫عمليات التداول وفق استراتيجيات األوامر املعلقة ال تتعدى عن كونها عمليات‬
‫عزف ىلع األرقام‪ .‬ولذلك فماذا لو أن السوق مشى من نقطة معينة بعد تفعيل‬
‫أحد الصفقات مسافة طويل وقبل نقطة وقف الخسارة تراجع السعر من تلك‬
‫النقطة مسافة مساوية للقيمة املطلوبة‪ ،‬بمعنى أن معامل التصحيح حقق‬
‫الهدف املطلوب من نقطة تسبق نقطة وقف الخسارة؟ وكمثال توضيحي‪ ،‬فلو‬
‫كان لدينا صفقة بيع ىلع سعر (‪ ،)1.2450‬وكانت نقطة وقف الخسارة ىلع سعر‬
‫(‪ ،)1.2476‬ونقطة جني األرباح كانت ىلع سعر (‪ ،)1.2415‬فماذا لو ارتفع السعر‬
‫ووصل إلى نقطة (‪ ،)1.2470‬ومن هناك عاد إلى سعر (‪ ،)1.2435‬ثم عاد مرة أخرى إلى‬
‫سعر (‪ ،)1.2490‬وهكذا دواليك؟‬

‫هنا فإن نهرًا من األسئلة ستمطر عقولنا‪ ،‬وسنجد بأن صفقة البيع فعليًا‬
‫قد حققت أرباح من سعر (‪ ،)1.2450‬حتى سعر (‪ ،)1.2435‬غير أنه الصفقة ال زالت‬
‫بحاجة إلى (‪ )20‬نقطة إضافية إلغالقها والخروج منها ىلع ربح ىلع سعر‬
‫(‪ ،)1.2415‬وكذلك فتح صفقة شراء معاكسة من نفس نقطة جني األرباح ثم العودة‬
‫للربح املتوقع باتجاه األىلع‪ ،‬إال أن ما حدث هو أن السعر عاكس الصفقة ثم مشى‬
‫معها بنفس القيمة املطلوبة‪ ،‬ويف نهاية األمر عاد السعر وأغلق الصفقة ىلع‬
‫خسارة وفتحنا صفقة أخرى من نقطة مختلفة‪ .‬وقد يتكرر هذا األمر عددًا غير‬
‫محدود من املرات‪ ،‬األمر الذي سيؤثر ىلع سير اإلستراتيجية بشكل عام‪ ،‬وقد ال‬
‫نصل لنقطة التعادل يف عدد الصفقات الخاسرة مع الصفقات الرابحة بحيث نجني‬
‫بالحد األدنى الفارق ما بين قيمة الخسارة وقيمة الربح كما سبق وأن قدمنا يف‬
‫بداية االستراتيجية‪.‬‬

‫وإضافة ىلع ما تقدم سنجد بأن السوق فعليًا قد حقق الهدف املطلوب‬
‫منه وهو التراجع بقيمة (‪ )35‬نقطة املطلوبة‪ ،‬ولكن لألسف الشديد فإن ذلك‬

‫‪113‬‬
‫التراجع كان من نقطة مختلفة وأىلع من النقطة التي تم تنفيذ الصفقة عليها‪،‬‬
‫ويف املثال السابق‪ ،‬فإن السعر تراجع (‪ )35‬ولكن من سعر (‪ ،)1.2470‬حتى سعر‬
‫(‪ ،)1.2435‬يف حين أن التراجع املطلوب كان من سعر (‪ )1.2450‬إلى سعر(‪،)1.2415‬‬
‫وكذلك الحال قد يتكرر معنا عند كل صفقة‪ ،‬وسنقع يف حيرة شديدة حول اآللية‬
‫التي يمكن من خاللها أن نعرف عند أي نقطة يجب أن تكون الصفقة والتي من‬
‫عندها سيتراجع السوق باملقدار املطلوب بصرف النظر عن قيمة ذلك التراجع‬
‫املطلوب‪.‬‬

‫وحتى نكون أكثر واقعية وأقرب إلى املنهج العلمي يف التفكير‪ ،‬وأكثر‬
‫إتقانًا للعمل الدقيق الذي من خالله نقوم بإحكام السيطرة ىلع عمليات التداول‪،‬‬
‫فيجب علينا أن نعترف بحقيقة واضحة جدًا تفرض نفسها بالقوة ىلع السلوك‬
‫السعري‪ ،‬بصرف النظر عن نوعية االستراتيجية التي يتم استخدامها‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫"ال يمكن ألي محلل كان ومهما كان نوع التحليل الذي يستخدمه يمكنه من معرفة‬
‫النقطة التي سيعود منها السعر يف حالة البيع‪ ،‬أو سيرتد أو ينطلق منها السعر‬
‫باتجاه الهدف املحدد للصفقة "‪.‬‬

‫وهذه القاعدة الهامة جدًا تتطلب منا أن نقوم بالتغيير والتعديل‪ ،‬وإطالق‬
‫العنان للمخيلة يف محاولة لكسر الجمود الحاصل يف استراتيجية الحدود السابقة‪،‬‬
‫بحيث نتمكن من التقاط الهدف املطلوب بصرف النظر عن النقطة التي سيعود‬
‫السوق منها‪ ،‬وبنفس املنهجية السابقة حكمًا‪ ،‬فكيف السبيل إلى ذلك؟‬

‫للتعامل مع مسألة ضبط النقطة التي سيتحقق من عندها الهدف‬


‫املطلوب‪ ،‬بصرف النظر عن حجم ذلك الهدف‪ ،‬يقدم الكاتب الطرق التالية التي‬
‫أثبتت قوتها يف مواجهة عدم القدرة ىلع معرفة "نغمة التردد " والتي من‬
‫شأنها إحكام السيطرة ىلع أي سيناريو متوقع للسلوك السعري‪:‬‬

‫‪114‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬الصفقة املجزأة مع تعدد األهداف‬

‫قبل البدء بتقديم الشرح التفصيلي لهذه الطريقة املشتقة من‬


‫استراتيجية الحدود‪ ،‬يجب أن نشير قبل كل شيء بأن هذه االستراتيجية تتطلب أن‬
‫يكون رأس املال كافيًا للتعامل مع هذه الطريقة‪ ،‬وليس معنى هذا الكالم بأي حال‬
‫من األحوال بأنه ال يمكن العمل وفق هذه الطريقة إال برأس مال مرتفع؛ بل ىلع‬
‫العكس من ذلك تمامًا‪ ،‬ألننا سنقوم يف موقع آخر من هذا الكتاب ويف نهاية هذه‬
‫االستراتيجية‪ ،‬بتقديم ذلك بطريقة مستقلة تالئم أي رأس مال مهما كان صغيرًا‪.‬‬
‫وحتى نستوعب بشكل كامل ما نقصده بطريقة الصفقة املجزأة مع تعدد‬
‫األهداف‪ ،‬يرجو الكاتب التأمل يف الشكل التالي حتى نقوم بعده بتفصيل الطريقة‪:‬‬

‫‪59‬‬
‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪57‬‬
‫‪56‬‬
‫‪55‬‬
‫‪54‬‬
‫‪53‬‬
‫‪52‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪22‬‬
‫‪21‬‬
‫‪20‬‬
‫‪19‬‬
‫‪18‬‬
‫‪17‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪Buy Limit‬‬
‫‪15‬‬

‫‪115‬‬
‫كوننا ال نعرف ىلع وجه الدقة من أي نقطة سيقوم السعر بالتراجع أو‬
‫االنطالق ليحقق الهدف الذي حددناه ىلع مستوى الصفقة الواحدة‪ ،‬فكما نالحظ‬
‫من الشكل السابق وكأرقام افتراضية يمكن تطبيقها ىلع أي زوج من العمالت‬
‫الدولية أو أي من املشتقات املالية املختلفة‪ ،‬فإن كان لدينا صفقة بيع كأمر‬
‫معلقة ‪ ،Sell Limit‬من نقطة (‪ )50‬فإن هدف هذه النقطة سيكون هو النقطة‬
‫(‪ ،)15‬كوننا قد حددنا هدف الصفقة الواحدة ب (‪ )35‬نقطة‪ .‬غير أننا كثيرًا سنواجه‬
‫قضية هامة جدًا وهي؛ بأن السوق قد يصعد نحو نقطة (‪ )54‬ومن هناك يتراجع‬
‫نحو النقطة (‪ ،) 19‬وبالتالي فإن نغمة التردد التي نبحث عنها قد تحققت من‬
‫نقطة أىلع من النقطة التي قررنا الدخول عليها بصفقة البيع من خالل أمر‬
‫معلق بـ(‪ )4‬نقاط‪ ،‬وارتد منها نحو نقطة أىلع من نقطة هدف الصفقة بـ(‪)4‬‬
‫نقاط أيضًا‪ .‬ومن تلك النقطة فإن السوق قد يكون عاد للصعود مجددًا بحيث‬
‫يحقق نقطة وقف الخسارة املحددة ىلع ذلك األمر‪.‬‬

‫والعكس صحيح تمامًا‪ ،‬فلو تأملنا الشكل السابق مرة أخرى‪ ،‬وكانت الصفقة‬
‫املوجودة لدينا هي صفقة شراء من خالل أمر معلق ‪ Buy Limit‬ىلع سعر (‪،)24‬‬
‫فإن هدف هذه الصفقة إذا كان بقيمة (‪ )35‬نقطة‪ ،‬فإن الهدف املحدد لهذه‬
‫الصفقة سيكون ىلع سعر (‪ ،)59‬وبالتالي فإن السعر قد يهبط إلى مستوى أقل من‬
‫نقطة الدخول ولنفترض مثالً ىلع سبيل املثال إلى نقطة (‪ )19‬ومن ثم ينطلق‬
‫لتحقيق نغمة التردد املطلوبة عند نقطة (‪ ،)53‬وبالتالي فإن تفعيل صفقة الشراء‬
‫الذي حصل‪ ،‬وارتداد السعر نحو األىلع ليحقق القيمة املطلوبة أو "نغمة التردد"‬
‫لم يحقق لنا الهدف املطلوب وهو إغالق الصفقة ىلع الربح املحدد ألن السعر‬
‫وصل إلى النقطة (‪ ،)53‬وعاد للهبوط ولكن لم يبلغ الهدف املراد وهو نقطة (‪)59‬؛‬
‫بمعنى أن السلوك السعري قد يحقق لنا "نغمة التردد" املطلوبة والتي نتحكم‬
‫بها كليًا ولكن يف منطقة أخرى‪ ،‬أو بين نقطتين مختلفتين عن النقطتان التي‬
‫نريدهما‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫وبالتأكيد ليس هذا ما سيحصل بالضبط وبنفس الكميات التي شرحناها‬
‫يف املثال السابق‪ ،‬ولكن الشيء املؤكد بدقة بأن هذا السيناريو للسلوك السعري‬
‫سيصيب املتداول باإلحباط والخيبة‪ ،‬وقد يتكرر عدد ال محدود من املرات‪ .‬ولذلك‬
‫فإن استخدام طريقة الصفقة املجزأة واألهداف املتعددة تأتي كعالج فعّال لهده‬
‫اإلشكالية‪ ،‬ومن خاللها سنستطيع ضبط النغمة التي نريدها مهما كانت أبعادها‪.‬‬

‫وكمثال تطبيقي ىلع ذلك‪ ،‬والتزمًا بالشروط املوضوعة يف بداية هذه‬


‫االستراتيجية من حيث قيمة الربح وقيمة الخسارة ىلع مستوى الصفقة الواحدة‪،‬‬
‫فلنفترض بأن حجم األمر املعلق الواحد الذي سأقوم بوضعه يف كل مرة بحجم‬
‫عقد (‪ .)0.2‬وكان سعر السوق ىلع خام البترول (‪ )49.85‬دوالر للبرميل‪ ،‬فبدالً من أن‬
‫أقوم بدخول هذا الحجم من نقطة واحدة وىلع هدف واحد‪ ،‬فإنني سأقوم‬
‫بتقسيم الحجم السابق إلى (‪ )20‬جزء متساوي‪ ،‬وكل جزء سأقوم بوضعه ىلع‬
‫نقطة أىلع من النقطة السابقة عليها‪ ،‬وكل جزء من الصفقة الكلية سيكون لها‬
‫هدف مختلف عن هدف الجزء الذي قبله‪ ،‬والجدول التالي يوضح ذلك بدقة ىلع‬
‫الصفقات من نوع ‪:Sell Limit‬‬

‫‪117‬‬
‫‪Nu.‬‬ ‫‪order‬‬ ‫‪price‬‬ ‫‪Lot‬‬ ‫‪Stop‬‬ ‫‪Profit‬‬
‫‪20 Sell Limit‬‬ ‫‪50.20‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.46‬‬ ‫‪49.85‬‬
‫‪19 Sell Limit‬‬ ‫‪50.19‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.45‬‬ ‫‪49.84‬‬
‫‪18 Sell Limit‬‬ ‫‪50.18‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.44‬‬ ‫‪49.83‬‬
‫‪17 Sell Limit‬‬ ‫‪50.17‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.43‬‬ ‫‪49.82‬‬
‫‪16 Sell Limit‬‬ ‫‪50.16‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.42‬‬ ‫‪49.81‬‬
‫‪15 Sell Limit‬‬ ‫‪50.15‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.41‬‬ ‫‪49.80‬‬
‫‪14 Sell Limit‬‬ ‫‪50.14‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.40‬‬ ‫‪49.79‬‬
‫‪13 Sell Limit‬‬ ‫‪50.13‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.39‬‬ ‫‪49.78‬‬
‫‪12 Sell Limit‬‬ ‫‪50.12‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.38‬‬ ‫‪49.77‬‬
‫‪11 Sell Limit‬‬ ‫‪50.11‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.37‬‬ ‫‪49.76‬‬
‫‪10 Sell Limit‬‬ ‫‪50.10‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.36‬‬ ‫‪49.75‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.09‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.35‬‬ ‫‪49.74‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.08‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.34‬‬ ‫‪49.73‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.07‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.33‬‬ ‫‪49.72‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.06‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.32‬‬ ‫‪49.71‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.05‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.31‬‬ ‫‪49.70‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.04‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.30‬‬ ‫‪49.69‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.03‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.29‬‬ ‫‪49.68‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.02‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.28‬‬ ‫‪49.67‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪50.01‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.27‬‬ ‫‪49.66‬‬

‫كما نالحظ من الجدول السابق ما يلي‪:‬‬

‫نجد أنه وبدالً من وضع صفقة واحدة بالحجم الكلي وهو (‪ )0.20‬لوت‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وىلع نقطة واحدة فقط‪ ،‬فقد قمنا بتقسيم ذلك الحجم إلى (‪ )20‬جزءًا‪،‬‬
‫وكل جزء من تلك الصفقة ىلع نقطة أىلع من النقطة السابقة عليها‬
‫بقيمة (‪ )1‬نقطة‪.‬‬
‫‪ .2‬يف الوقت الذي قد يرتفع فيه السعر من نقطة (‪ ،)50.01‬الذي كان سيحمل‬
‫كامل الحجم وهو (‪ ،)0.2‬إلى نقطة وقف الخسارة وهي (‪ )50.27‬ونخسر‬
‫كامل الصفقة‪ ،‬نجد أن خسارة الحجم الكلي للصفقة يتطلب من السوق أن‬
‫يمشي إلى مستوى (‪.)50.46‬‬
‫‪ .3‬يف الوقت الذي لو قمنا فيها بوضع الحجم الكلي للصفقة ىلع سعر واحد‬
‫أو نقطة واحد وهي نقطة (‪ ،)50.01‬والتي ستكون نقطة جني األرباح فيها‬
‫ىلع سعر (‪ ،)49.66‬وهي "نغمة التردد" املطلوبة من السلوك السعري‪،‬‬
‫نجد بأننا قمنا بوضع عشرين هدفًا مختلفًا للسعر كيف يحقق منها ما‬

‫‪118‬‬
‫يريد‪ ،‬فلو ارتفع السعر فوق نقطة الدخول األولى بمقدار خمسة‪ ،‬أو عشرة‬
‫أو خمسة عشر نقطة أخرى‪ ،‬كما سبق وقدمنا بالشرح التفصيلي سابقًا‪ ،‬ثم‬
‫تراجع السعر من أىلع نقطة وصلها بمقدار (‪ )35‬نقطة وهي الهدف‬
‫امل طلوب‪ ،‬فسنجد بأن لدينا هدفًا بانتظاره ىلع تلك النقطة‪ ،‬ولو قرر‬
‫السعر مواصلة الهبوط فسنجد بأن أهدافًا أخرى ال زالت بانتظاره‪.‬‬

‫والعكس صحيح تمامًا يف حالة كان األوامر املعلقة من نوع ‪ ،Buy Limit‬التي‬
‫ستكون يف مواجهة هبوط السعر واالنطالق نحو األىلع من أي نقطة ال نعلمها‪،‬‬
‫وبالتأكيد ال نريد أن نعملها ألن جميع جهودنا ستكون عبارة عن خسارة للوقت‬
‫والجهد بال فائدة‪ ،‬حيث أنه ال يمكن ألي محلل وبأي طريقة كانت أن يعرف من أي‬
‫نقطة سينطلق السوق منها أو يتراجع من عندها‪ .‬وبالتالي فإن التداول وفق هذه‬
‫الطريقة املشتقة من استراتيجية الحدود سيوفر علينا عناء البحث أو القلق يف‬
‫كيفية اختيار النقاط التي سنقوم بوضع أوامرنا املعلقة عليها‪.‬‬

‫وال يفوتنا طبعًا بأن نشير إلى مجموعة من النقاط ىلع درجة عالية من األهمية‬
‫وهي‪:‬‬

‫يف الوقت الذي يرتفع فيه السوق ويقوم بتفعيل األوامر املعلقة من نوع‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،Sell Limit‬فإن الصفقات من نوع ‪ Buy Limit‬ستقوم بالزحف خلفها‬
‫وترتفع نحو األىلع صفقة بصفقة‪ ،‬بمعنى لو كان الفارق بين أمر البيع‬
‫وأمر الشراء (‪ )35‬نقطة وهي قيمة الربح املطلوب ىلع مستوى الصفقة‬
‫الواحدة أو ما قمنا بإطالق اسم "نغمة التردد" عليه فإن كل صفقة بيع‬
‫يتم تفعيلها‪ ،‬يجب علينا أن نقوم بحذف آخر أمر شراء من األسفل‪ ،‬ووضعه‬
‫فوق أول أمر شراء من األىلع‪ ،‬والعكس صحيح تمامًا‪ ،‬فعندما يبدأ السعر‬
‫بتفعيل أوامر الشراء فإن أوامر البيع ستزحف نحو األسفل صفقة بصفقة‪،‬‬
‫وكل أمر شراء يتم تفعيله‪ ،‬يجب حذف أىلع أمر بيع من نوع ‪،Sell Limit‬‬
‫ووضع أمر جديد تحت أدنى سعر أمر بيع‪ .‬وللمزيد من التوضيح فلو كان‬

‫‪119‬‬
‫لدينا عشرة أوامر بيع مفعلة‪ ،‬وكل صفقة عليها نقطة جني أرباح بمقدار‬
‫(‪ ) 35‬نقطة‪ ،‬فعند كل نقطة جني أرباح يجب أن يكون هناك أمر شراء من‬
‫نوع ‪ Buy Limit‬بانتظار السعر‪.‬‬
‫‪ .2‬كما سبق وأن شرحنا يف أول االستراتيجية بأنه وقبل نقطة وقف الخسارة‬
‫وبمقدار فرق االسبرد‪ ،‬يجب أن يكون هناك أمر جديد من نفس النوع‪،‬‬
‫لنضمن دخول صفقة جديدة من أفضل نقطة ممكنة يتزامن لحظيًا مع‬
‫خروج أي صفقة مفعلة ىلع نفس النقطة‪ ،‬بحيث يحمل األمر الجديد‬
‫هدفًا جديدًا ونقطة وقف خسارة جديدة‪.‬‬
‫‪ .3‬إن تقسيم الحجم الكلي ألي صفقة متناسبة مع رأس املال‪ ،‬ال يشترط‬
‫تقسيمها إلى عشرين جزءا مختلفًا‪ ،‬بل يمكن أن يتم تقسيمها إلى عشرة‬
‫أجزاء أو أكثر أو أقل‪ ،‬بحيث يبتعد كل أمر عن اآلخر مقدار معين من النقاط‬
‫سواء أكان نقطة واحدة أو أكثر من ذلك‪ .‬وعليه فإن كل متداول له حرية‬
‫التقسيم التي يراها مناسبه له وبإمكانه السيطرة ىلع مدخالتها ومتابعة‬
‫وضع األوامر بما يتالءم مع حركة السعر صعودًا وهبوطًا‪.‬‬
‫‪ .4‬كل صفقة مجزأة إلى مجموعة من األوامر وىلع نقاط مختلفة‪ ،‬تشكل يف‬
‫مجموعها حزمة واحدة‪ ،‬بمعنى إذا قمنا بتقسيم الصفقة إلى عشرين جزءًا‬
‫يجب أن ندرك بأن األوامر املعلقة العشرون تشكل يف مجموعها صفقة‬
‫واحدة‪ ،‬وبالتالي فإن التعامل معها يجب أن يتم ىلع هذا األساس‪.‬‬

‫ويف النهاية يجب أن نعلم بأننا عندما نفعل ذلك فإن عملنا ال يتعدى عن‬
‫كونه معزوفة موسيقية إن جاز لنا التعبير عن ذلك‪ ،‬وأننا نختار نغمة التردد التي‬
‫نريد أن نراها يف السوق والتي بحكم املطلق سيتم تحقيقها‪ .‬ولكن هل انتهى‬
‫األمر عند هذا الحد سؤال قد يخطر يف بال أي متداول تعمق يف حفريات‬
‫املعرفة الكمية يف األسواق املالية العاملية‪ ،‬ليعرف أن األمر ال يتوقف هنا‪ ،‬وال زال‬
‫هناك املزيد الذي يمكن عمله مع هذه االستراتيجية‪ ،‬وذلك من أجل زيادة السيطرة‬
‫ىلع عمليات التداول‪ ،‬واملقصود بذلك هو التداول بطريقة أقل جهدًا وأكثر متعة‪،‬‬

‫‪120‬‬
‫وأكثر تحقيقًا للربح وأقل خسارة يف حال حدوثها‪ .‬ولكن ما الذي يمكن عمله‬
‫وملاذا؟‬

‫إذا أجبنا عن سؤال ملاذا نحتاج للمزيد من التطوير؟ سنتمكن حتمًا من‬
‫اإلجابة عن السؤال األول وهو ما الذي يمكن أن نعمله‪ .‬ولذلك فإن األسطر التالية‬
‫ستقدم اإلجابة ىلع سؤال ملاذا نقوم باملزيد من التطوير؟‬

‫إذا ما قمنا بمراجعة طريقة الصفقة املجزأة واألهداف املتعددة السابقة‪،‬‬


‫والتسلسل الذي مشينا فيه‪ ،‬سنجد بأن الذي دفعنا إليها هو من أجل تحقيق هدف‬
‫محدد وهو ضبط نغمة التردد‪ ،‬أو باألحرى إعطاء السعر عدد غير محدود من‬
‫األهداف التي يمكن له من خاللها أن يقوم بتحقيقها أو عزف نغمة التردد التي‬
‫وضعناها من أجله واملتمثلة باالرتداد السعري أو االنطالق السعري من أي نقطة‬
‫يصل إليها إلى املستوى الذي نريده واملتمثل بنقطة جني األرباح والدخول يف‬
‫بصفقة معاكسه بنفس الوقت‪.‬‬

‫ولكن إذا ما دققنا النظر فنجد بأن السلوك السعري الذي قد تعاني منه‬
‫استراتيجية الحدود يف شكلها األساسي أو الشكل األم لها‪ ،‬قد تعاني منه أجزاء‬
‫من الصفقة عند تقسيمها‪ ،‬فأول جزء أو مجموعة أجزاء من الصفقة بعد تقسيمها‬
‫ستخضع ملا كانت تخضع له االستراتيجية األم‪ .‬ولذلك فإننا هنا نجد أنفسنا‬
‫ملتزمين باملزيد من التفكير والتطوير وتقديم طريقة أخرى تعالج بدرجة كبيرة أي‬
‫سلوكيات سعرية غير مرغوبة أثناء عمليات التداول‪ ،‬وبالتالي يقدم الكاتب الطريقة‬
‫الثانية املشتقة من استراتيجية الحدود ومطورة ىلع طريقة الصفقة املجزأة ذات‬
‫األهداف املتعددة‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫الطريقة الثانية‪ :‬الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد‬

‫ببساطة وبشكل مباشر‪ ،‬فإن كان لدى املتداول القدرة ىلع الشعور بحركة‬
‫السعر سيعرف مباشرة ما املقصود بطريقة الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد‪.‬‬
‫فبدالً من البحث عن أهداف متعددة يف الطريقة األولى‪ ،‬فإن هذه الطريقة تطلب‬
‫من السعر‪ ،‬وملرة واحدة فقط أن يعزف النغمة املحددة له‪ ،‬ومن أي نقطة يريدها‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فبما أننا ال نعرف وال يمكن أن نعرف‪ ،‬من أي نقطة سيقوم‬
‫السوق باالرتداد منه عندها‪ ،‬أو االنطالق منها لتحقيق الهدف املحدد له‪ ،‬والذي‬
‫فإننا وبمقابل تقسيم الصفقة الواحدة يف‬ ‫اتفقنا ىلع تسميته بنغمة التردد‬
‫االستراتيجية األم لنضمن دخولها يف نقاط متعددة وليس نقطة واحدة كما‬
‫شرحنا يف الطريقة األولى‪ ،‬فإننا يف الطريقة الثانية سنقوم بتوحيد هدف هذه‬
‫الصفقات يف كل مرة يدخل جزء جديد من الصفقة التي تم تقسيمها‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإذا ما قمنا بتقسيم الصفقة الواحدة إلى عشرين جزءًا‪ ،‬وكل‬
‫جزء يف نقطة أىلع من النقطة السابقة عليها إذا كانت من نوع ‪ ،Sell Limit‬أو‬
‫يف نقطة أدنى من النقطة السابقة عليها إذا كانت من نوع ‪ ،Buy Limit‬وتم‬
‫تفعيل نصف هذه الصفقات‪ ،‬فإنه وبدالً من أن يكون لكل جزء من الصفقة هدفًا‬
‫مختلفًا عن الجزء الذي قبله فإننا سنقوم بتحريك هدف الصفقة أو الصفقات‬
‫األولى ليصبح مساوي لهدف آخر صفقة يتم تفعيلها والذي بطبيعة الحال سيكون‬
‫األقرب من سعر السوق والذي يحمل نسبة كبيرة من احتمالية تحقيقه وأكثر من‬
‫أهدف الصفقات السابقة عليه‪ .‬وعندما يقرر السوق أن يعزف النغمة املطلوبة‬
‫منه‪ ،‬فإن إغالق الصفقات ىلع ربح سيكون لجميع الصفقات دفعة واحدة أو‬
‫بالجملة ويتفعل جزء واحد من الصفقة املعاكسة التي تكون نقطة دخولها‬
‫تالحق السوق وتكون ىلع ذات النقطة التي يتم عليها جني أرباح جميع أجزاء‬
‫الصفقة العاملة‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫وكمثال عملي تطبيقي يرجى التدقيق يف الجدول التالي الذي يبين ذلك‬
‫بوضوح‪ ،‬يف حال كان سعر السوق صاعدًا نحو األىلع ويقوم بتفعيل صفقات من‬
‫مجموعة أوامر معلقة من نوع ‪:Sell Limit‬‬
‫‪Sell Limit‬‬ ‫‪Lot‬‬ ‫‪Stop Target1 Target2‬‬ ‫‪Target3 Target4 Target5 Target6 Target7 Target8 --------- Target20‬‬
‫‪50.20‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.46 49.74‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.19‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.45 49.73‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.18‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.44 49.72‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.17‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.43 49.71‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.16‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.42 49.70‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.15‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.41 49.69‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.14‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.40 49.68‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.13‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.39 49.67‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.12‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.38 49.66‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.11‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.37 49.65‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.10‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.36 49.64‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.09‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.35 49.63‬‬ ‫‪--------- 49.74‬‬
‫‪50.08‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.34 49.62‬‬ ‫‪49.62 --------- 49.74‬‬
‫‪50.07‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.33 49.61‬‬ ‫‪49.61 49.62 --------- 49.74‬‬
‫‪50.06‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.32 49.60‬‬ ‫‪49.60 49.61 49.62 --------- 49.74‬‬
‫‪50.05‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.31 49.59‬‬ ‫‪49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74‬‬
‫‪50.04‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.30 49.58‬‬ ‫‪49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74‬‬
‫‪50.03‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.29 49.57‬‬ ‫‪49.57 49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74‬‬
‫‪50.02‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.28 49.56 49.56‬‬ ‫‪49.57 49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74‬‬
‫‪50.01‬‬ ‫‪-0.01‬‬ ‫‪50.27 49.55 49.56‬‬ ‫‪49.57 49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74‬‬

‫نالحظ من الجدول السابق وجود صفقة بيع مجزأة إلى عشرين قسمًا‬
‫مختلفًا‪ ،‬وأول جزء من تلك الصفقة موجود ىلع سعر (‪ ،)50.01‬وله نقطة وقف‬
‫خسارة ىلع سعر (‪ ،)50.27‬وله نقطة هدف لجني األرباح عند مستوى (‪،)49.55‬‬
‫وىلع ذلك فإذا ما تم تفعيل هذا الجزء فقط فإن هدفه سيبقى ثابتًا يف مكانه‬
‫ولن يتحرك‪ ،‬ولكن وعند تفعيل كل جزء من الصفقة طبقًا لألوامر العلوية من نوع‬
‫‪ ،Sell Limit‬باتجاه السهم الصاعد سنجد بأن الهدف لجميع الصفقات التي يتم‬
‫تفعيلها يتغير يف كل مرة ليوازي هدف آخر أمر تم تفعيله من األوامر املعلقة‪ ،‬كما‬
‫نالحظ السهم الذي يتجه نحو اليمين‪ ،‬وكيفية تغيير األهداف لجميع الصفقات‬
‫التي يتم تفعيلها لتصبح واحدة ومساوي ألمر جني أرباح آخر صفقة تم تفعيلها‪،‬‬
‫مع ثبات نقطة وقف الخسارة طبعًا لكل صفقة ىلع حدا‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫وحتى ال نطيل ىلع املتداول الكريم يف الشروحات فإن ما نحققه‬
‫باستخدام طريقة الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد يتلخص بالنقاط التالية‪:‬‬

‫عند مالحظة الجدول السابق سنجد بأنه ويف الوقت الذي يوجد لدينا (‪)20‬‬ ‫‪.1‬‬
‫نقطة وقف خسارة متتالية ومختلفة عن بعضها البعض‪ ،‬فقد ال يحققها‬
‫السوق مجتمعة أو قد يحقق مجموعة منها فقط‪ ،‬إال أننا يف كل جزء‬
‫جديد من أجزاء الصفقة الكلية يدخل السوق فإننا نقوم بتغيير أهداف‬
‫الصفقات السابقة ليصبح هدفًا واحدًا لجميع الصفقات‪ ،‬بحيث يكون هو‬
‫نفسه هدف آخر أمر تم تفعيله‪ .‬وبعبارة أوضح فيكون لدينا (‪ )20‬نقطة‬
‫وقف خسارة بمقابل نقطة واحدة فقط لجني األرباح ىلع عدد كبير من‬
‫الصفقات‪.‬‬
‫‪ .2‬إن استخدام طريقة الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد تعمل ىلع تقريب‬
‫الهدف يف كل مرة يبتعد فيها السعر عن الهدف األول‪.‬‬
‫‪ .3‬بمقابل تحقيق هدف واحد لعدد كبير من أجزاء الصفقة الواحدة املجزأة‬
‫سيتم تفعيل جزء واحد فقط من الصفقة املقابلة واملعاكسة يف االتجاه‪.‬‬
‫‪ .4‬إن استخدام هذه الطريقة يحقق للمتداول القدرة الكبيرة ىلع امتصاص أي‬
‫موجه يف السوق من خالل التقسيم ويكون جاهزًا الستغالل أول تردد‬
‫للسعر لإلغالق الكلي ملجموع الصفقات العاملة والتي تشكل أجزاء من‬
‫صفقة واحدة‪.‬‬
‫واآلن وبعد أن وصلنا لهذا املستوى املتقدم واالشتقاقات املتتالية التي تتالءم‬
‫مع أي سلوك سعري قد يحدث‪ ،‬قد يواجهنا أي متداول بسؤال محدد حول إشكالية‬
‫رأس املال الذي أشرنا إليه سابقًا قبل عرض طريقة الصفقة املجزأة ذات األهداف‬
‫املتعددة‪ ،‬وقلنا بأننا نحتاج إلى رفع رأس املال لتتالءم مع استخدام هذه الطرق‪.‬‬
‫وقلنا أيضًا بأن هذه ليست إشكالية وأن يف حوزتنا طريقة أخرى مبتكرة لهذا‬
‫املوضوع يبعد عنا شبح زيادة رأس املال الذي قد ال يكون متوفرًا لكل املتداولين‪،‬‬
‫وهذا السبب فإننا نضع بين يدي املتداول الكريم الطريقة الثالثة املشتقة من‬
‫الطريقتين األولى والثانية‪ ،‬وذلك من أجل توفير الفرصة الكاملة للمتداول كي‬

‫‪124‬‬
‫يعمل بمهارة عالية جدًا ويستغل جميع نقاط القوة يف الطرق السابقة دون‬
‫الحاجة لزيادة رأس املال العامل أبدًا‪.‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬الصفقة الواحدة ذات الهدف املتحرك‬

‫عودة لبداية عرض االستراتيجية الرئيسية بشكلها األم‪ ،‬ومع استخدام كافة‬
‫اإلحصائيات واالحتماالت والجداول التي أرفقناها يف محاولة إلثبات قوة هذه‬
‫االستراتيجية‪ ،‬وبعد عرض الطريقتين التي من خاللهما استعرضنا كيف يمكن‬
‫التغلب ىلع أي سلوك سعري محتمل قد يعيق أو يقلل من فاعلية االستراتيجية‪،‬‬
‫إال أن االصطدام بإشكالية رأس املال دفعتنا إلى العودة للخلف قليالً من أجل‬
‫معالجة تلك اإلشكالية‪ ،‬ال بل وتخفيف ضغط العمل ىلع املتداول ليتعامل مع‬
‫صفقة واحدة فقط بدالً من التعامل مع إجزاء متعددة لنفس الصفقة‪ ،‬األمر الذي‬
‫قد يتطلب من املتداول الجلوس ساعات طويلة والتعامل مع كمية كبيرة من‬
‫الصفقات‪ .‬أو قد يضطر إلى حلول تقنية من أجل تحقيق االستفادة القصوى من‬
‫الطرق السابقة‪.‬‬

‫حيث أنه ويف حال عدم توفر القدرة ىلع العمل املتواصل‪ ،‬أو الوسائل‬
‫التقنية‪ ،‬أو توفر الوقت‪ ،‬أو توفر رأس املال‪ ،‬فإن شعورًا باليأس قد يتسلل إلى نفس‬
‫املتداول ألي سبب منفرد من األسباب السابقة أو ألكثر من سبب يف الوقت ذاته‪.‬‬
‫وىلع ذلك فإن تفكيرًا عميقًا يف منهج اإلستراتيجية األم‪ ،‬من ثم التأمل يف‬
‫الطريقة األولى ذات األجزاء املتعددة واألهداف املتعددة‪ ،‬أو الهدف الواحد‬
‫املتحرك ملجموع الصفقات العاملة‪ .‬نجد أن هناك اشتقاق جديد يوفر جميع ما‬
‫تقدم ويعالج جميع ما تقدم من إشكاليات مرت علينا يف االستراتيجية الرئيسية‬
‫بشكل األم أو الطرق املشتقة منها‪.‬‬

‫وهذه الطريقة هي طريقة الصفقة الواحدة ذات الهدف املتحرك‪ ،‬والتي‬


‫تتلخص بكل بساطة بأننا نقوم بوضع صفتين متقابلتين واملسافة الفارقة بينهما‬

‫‪125‬‬
‫هي قيمة الهدف املطلوب من كل صفقة‪ ،‬ولنفترض أن الهدف ىلع أي صفقة‬
‫هو (‪ )35‬نقطة‪ ،‬وقيمة وقف الخسارة ىلع أي صفقة (‪ )26‬نقطة‪ ،‬وىلع ذلك فإن‬
‫الفارق ما بين أمر ‪ ،Buy Limit‬وأمر ‪ Sell Limit‬سيكون بقيمة (‪ )35‬نقطة‪.‬‬

‫وعند تفعيل أي أمر منهما ولنفترض أن السوق قام بتفعيل أمر البيع ىلع‬
‫البترول ىلع سعر (‪ )50.50‬دوالر للبرميل‪ ،‬وعليه فإن نقطة وقف الخسارة ىلع‬
‫هذه الصفقة سيكون ىلع سعر (‪ )50.76‬دوالر للبرميل‪ ،‬ونقطة جني األرباح ىلع‬
‫نقطة (‪ )50.15‬دوالر للبرميل‪ ،‬وكذلك الحال سنجد أن أمر الشراء ‪ Buy Limit‬املعلق‬
‫سيكون ىلع سعر (‪.)50.15‬‬

‫يف الحالة السابقة سنكون بطبيعة الحال أمام احتمالين ال ثالث لهما‪ ،‬فإما‬
‫أن يمشي السوق لصالح الصفقة ويبدأ بالهبوط مع صفقة البيع‪ ،‬وإما أن يمشي‬
‫السوق بعكس اتجاه تلك الصفقة ويبدأ مشوراه بالصعود‪ .‬ففي الحالة األولى فال‬
‫يتطلب منا أن نفعل أي شيء ىلع اإلطالق سوى مراقبة السعر وانتظار نقطة‬
‫تحقيق األرباح وتفعيل أمر الشراء املعلق وينتظر هبوط السعر إليه كيف يتم‬
‫تفعيله‪ ،‬وعندها نقوم بإعادة بناء أمر البيع ‪ ،Sell Limit‬من نفس النقطة التي‬
‫سيتم جني األرباح عليها بالنسبة ألمر الشراء الذي تم تفعيله‪.‬‬

‫أما يف الحالة الثانية فإن التدخل سيكون هنا سيد املوقف‪ ،‬وعلينا اتباع‬
‫الخطوات التالية‪:‬‬

‫أوالً وقبل كل شيء يجب أال ننسى بأنه ويف حال تفعيل أمر من نوع ‪Sell‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ، Limit‬فيجيب أن يكون هناك أمران‪ ،‬األول من نفس النوع ىلع نقطة‬
‫وقف الخسارة مطروحًا منها قيمة فرق االسبرد‪ ،‬ويف املثال السابق وعند‬
‫تفعيل أمر البيع ىلع سعر (‪ ،)50.50‬وعليه نقطة وقف خسارة ىلع سعر‬
‫(‪ ،)50.76‬فإن أمر البيع الجديد سيكون ىلع سعر (‪ ،)50.74‬يف حال كان‬
‫فرق االسبرد نقطتان‪ .‬أما إذا كان لدينا صفقة شراء فإن أمر جديد من نوع‬

‫‪126‬‬
‫‪ ،Buy Limit‬يجب أن يكون ىلع نقطة وقف الخسارة مضافًا إليها قيمة‬
‫فرق االسبرد‪.‬‬
‫‪ .2‬كل نقطة يمشيها السوق بعكس صفقة البيع التي تم تفعيلها‪ ،‬يجب أن‬
‫يتغير الهدف بالضبط نحو األىلع بنفس مقدار التغير الذي حصل‪ ،‬فلو‬
‫تحرك السعر بعد تفعيل الصفقة نحو سعر (‪ )50.60‬فإن هدف هذه الصفقة‬
‫‪ Take Profit‬يجب أن يتحرك نحو األىلع بنفس املقدار ليتحرك من سعر‬
‫(‪ ،)50.15‬إلى سعر (‪.)50.25‬‬
‫‪ .3‬كل نقطة يتم تحريك هدف الصفقة إليها بعد أن يقوم السعر بمعاكسة‬
‫اتجاه الصفقة التي تم تفعيلها‪ ،‬يجب أن يتم الزحف بأمر الشراء املعلق‬
‫املقابل بنفس القيمة وىلع ذات النقطة مع كافة مدخالته من حيث‬
‫نقطة جني األرباح ونقطة وقف الخسارة‪ .‬ويف املثال السابق فإن أمر‬
‫الشراء ‪ ،Buy Limit‬سيتحرك من نقطة (‪ ،)50.15‬إلى نقطة (‪ ،)50.25‬وكذلك‬
‫الحال بالنسبة لنقطة جني األرباح ونقطة وقف الخسارة تتحركان نحو‬
‫األىلع بنفس املقدار‪.‬‬
‫وهكذا بشكل مستمر دون انقطاع دائمًا وأبدًا‪ ،‬نبقى محافظين ىلع مالحقة‬
‫السعر أينما ذهب صعودًا ونزوالً‪ .‬حيث توفر هذه الطريقة عددًا من املميزات التي‬
‫يمكن أن نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫باإلضافة إلى ما تقدم يف مبررات استخدام هذه الطريقة‪ ،‬فإن أهم ما يميز‬ ‫‪.1‬‬
‫هذه الطريقة هو أنه يف الوقت الذي قد يمشي يف السعر بعكس‬
‫الصفقة التي تم تقسيمها إلى أجزاء متساوية ويقوم بإغالق مجموعة‬
‫كاملة من األجزاء املتتالية ففي هذه الطريقة فإن السعر سيقوم‬
‫بمعاكسة صفقة واحدة فقط‪ ،‬وهو األمر الذي يالئم رأس املال الصغير‬
‫مهما كان حجمه‪.‬‬
‫‪ .2‬باإلضافة إلى تجميع مميزات الطريقة األولى والطريقة الثانية من هذه‬
‫االستراتيجية‪ ،‬فإن طريقة الصفقة الواحدة ذات الهدف املتحرك تتميز‬
‫باملرونة العالية جدًا‪ ،‬واملقصود بذلك بأنه ويف الوقت الذي كانت‬
‫االستراتيجية األم شبه جامدة وثابته ىلع نقاط دخول وخروج محددة ال‬

‫‪127‬‬
‫تقبل التغيير‪ ،‬فإن الطريقة الحالية ىلع درجة عالية جدًا من املرونة‪،‬‬
‫حيث أن كل نقطة من نقاط السعر هي نقطة محتملة لجني األرباح‬
‫وتفعيل صفقة جديدة‪ ،‬يف حين أن نقاط وقف الخسارة تبقى ثابته‬
‫ومحددة بعد تفعيل أي صفقة‪.‬‬
‫‪ .3‬كون الهدف متحرك بالنسبة ألي صفقة وتتحرك الصفقة املقابلة مع‬
‫الهدف‪ ،‬باإلضافة إلى أن قيمة الربح املحدد ىلع مستوى الصفقة الواحدة‬
‫أكبر من قيمة الخسارة‪ ،‬فإن أي صفقة يمشي السوق باتجاهها بعد أن‬
‫مشى بعكسها‪ ،‬لن تخرج ىلع خسارة بشكل مطلق‪ ،‬وسيكون هناك مزيج‬
‫كميات أرباح مختلفة ىلع الصفقات بمقابل قيمة خسارة ثابتة يف كل‬
‫مرة‪.‬‬
‫إلى هذا املستوى يكتفي الكاتب بعرض هذه الطريقة التي من املفترض‬
‫بالنسبة للمتداول أن يكون مدركًا لكافة أبعاد‪ ،‬وبخاصة املتداول الذي قام‬
‫بالتطبيق ىلع كافة الطرق السابقة من هذه االستراتيجية‪ ،‬ولديه معلومات كمية‬
‫كافية ليقوم بالحسابات الرياضية البسيطة‪.‬‬

‫ويف النهاية وقبل االنتقال إلى االستراتيجية الثانية وهي استراتيجية الوقف‪،‬‬
‫والتي سنعرض فيها أمورًا مختلفة يف منطق التعامل مع األسواق وتؤدي نفس‬
‫الغرض الذي تؤديه استراتيجية الحدود‪ ،‬فقد يتبادر إلى ذهن أي متداول سؤال‬
‫حول مستقبل التحديث والتطوير ىلع هذه االستراتيجية سواء بشكلها الرئيسي‬
‫أو بأشكالها الفرعية املعروضة بالطرق الثالثة السابقة‪ ،‬وهل هناك مجال للمزيد‬
‫من التطوير والتحديث ىلع هذه االستراتيجية؟ واإلجابة ستكون بنعم طبعًا‪،‬‬
‫فالعقل البشري الذي ال يسعى دائمًا إلى بلوغ الكمال يف كل شيء‪ ،‬ال يتوقف عن‬
‫التفكير ليفرض سيطرته ىلع كل ما يحيط به‪ .‬ولذلك فسيتم طرح مستويات‬
‫متقدمة للغاية بعد عرض ما نرغب يف عرضه يف االستراتيجيات القائمة ىلع‬
‫فن التداول باألوامر املعلقة‪ ،‬حيث سنعمد إلى توظيف كافة املعلومات اإلحصائية‬
‫والحسابات الكمية‪ ،‬باإلضافة إلى جملة من التحليالت الفنية لنخرج بقوالب دقيقة‬
‫للغاية ومحققة ألىلع معايير الجودة العلمية يف اتخاذ قرارات البيع والشراء‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الطريقة الرابعة‪ :‬الصفقة املجزأة ذات األحجام املتغيرة‬

‫يف عرضنا إلستراتيجية الحدود سواء بشكلها الرئيسي أو من خالل طرقها‬


‫الفرعية‪ ،‬فقد تناول الباحث بالتفصيل كافة ما يتعلق بهذه االستراتيجية من حيث‬
‫نقاط الدخول والخروج والطرق التي يمكن من خاللها تحريك هذه االستراتيجية‬
‫وتجميع نقاط القوة يف كل طريقة وحصرها بطريقة واحدة ومبسطة قدر‬
‫املستطاع‪ .‬إال أن الشيء الوحيد الذي لم يتطرق له الكاتب هو التالعب يف حجم‬
‫الصفقات تبعًا للتغير يف حركة السعر بمقابل الصفقات التي يتم تفعيلها من‬
‫األوامر التي يتم وضعها يف السوق‪.‬‬

‫فكما نعلم بأنه ومن طبيعة السلوك السعري ألي من املشتقات املالية أنه‬
‫كلما كانت حركة السعر باتجاه معين طويلة‪ ،‬فإن فرصة التراجع إلى نقطة سابقة‬
‫عليها تكون أىلع‪ ،‬وبالتالي فإن هذه االستراتيجية يتالءم معها مسألة رفع حجم‬
‫الصفقة‪ ،‬والبدء بالحجم األقل ثم الزيادة عليه يف كل مرة تخرج فيها الصفقة ىلع‬
‫خسارة‪ ،‬وكون الخسارات تأتي بشكل منتظم خلف بعضها البعض تبعًا لهبوط‬
‫السعر أو ارتفاعه‪ ،‬فإن كل صفقة تالية تحمل فرصة أىلع للخروج ىلع ربح أكبر‬
‫من نسبة االحتمال الذي تحمله الصفقة السابقة عليها‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن الكاتب لن يدخل يف تفاصيل مسألة التالعب بأحجام‬


‫الصفقات‪ ،‬وذلك لسببين رئيسيين وهما‪:‬‬

‫أن فلسفة بناء هذا الكتاب كانت باألساس تهدف إلى توفير طرق تداول‬ ‫‪.1‬‬
‫محترفة ال تتطلب رأس مال كبير من أجل استخدامها‪ ،‬وبإمكان أي متداول أن‬
‫يبدأ بأي رأس مال مناسب له وال يؤثر ىلع مستوى معيشته‪.‬‬
‫‪ .2‬أن الدخول يف موضوع تغيير أحجام الصفقات والتالعب بها‪ ،‬يتطلب‬
‫مراجعة شاملة لتفاصيل كافة الطرق السابقة‪ ،‬وشرح الطريقة التي من‬
‫خاللها يمكن تغيير أحجام الصفقات والشروط العلمية املطلوبة يف كل‬
‫طريقة‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫وىلع كل حال‪ ،‬فإن كان لدى املتداول الذي يقرأ هذه األسطر ويتوفر لديه‬
‫اإلمكانيات املالية واألدوات البحثية أن يبحث يف هذا املوضوع‪ ،‬ىلع أن يأخذ‬
‫بعين االعتبار أن التغيير يف أحجام الصفقات يأتي تحت نوعين؛ األول منهما‬
‫متعلق بحجم الصفقات ىلع مستوى الصفقة الواحدة كمجموعة مجزأة‪ ،‬والثاني‬
‫يتعلق بحجم الصفقات ىلع مستوى املجموعات املتالحقة والتي تمثل كل‬
‫مجموعة صفقة واحدة‪ ،‬وبذات الوقت يجب االنتباه إلى أن قضية تغيير أحجام‬
‫الصفقات تمشي باتجاهين‪ ،‬اتجاه هبوط يف الحجم واتجاه صعود بالحجم‪.‬‬

‫ويف النهاية فإن استخدام هذه االستراتيجية بأي من الطرق املعروضة‬


‫عليها‪ ،‬من خالل استخدام حجم عقد ثبات يكفي ألي واحد فينا‪ ،‬ال بل ويمكن زيادة‬
‫أحجام الصفقات بالتتابع مع الزيادة يف األرباح ىلع رأس املال‪ ،‬بمعنى أننا إذا‬
‫بدأنا بالتداول بحجم عقد ثابت بقيمة (‪ )0.01‬عقد مثالً‪ ،‬فإنه وعند مضاعفة رأس‬
‫املال يمكن استخدام حجم أىلع مثل (‪ ،)0.02‬وهكذا‪.‬‬

‫ويعتمد الكاتب يف هذا الباب ىلع عقل املتداول الكريم الذي يبحث عن‬
‫التطوير املتواصل يف كافة تفاصيل هذه اإلستراتيجية‪ ،‬حيث أن الشرح الطويل‬
‫والتفاصيل الدقيقة التي سبق وأن قدمناها يف هذه اإلستراتيجية‪ ،‬تشكل أساسًا‬
‫قويًا لفهم كافة أنواع السلوك السعري‪ ،‬الذي يمكن من خالله فهم كافة‬
‫االستراتيجيات التالية بسهولة تامة‪ ،‬وتعطيه القدرة ىلع البناء والتطوير يف كل‬
‫جزئيات ما سيأتي من استراتيجيات أو طرق مشتقة منها‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫التوفيق بين استراتيجية الحدود والتداول باالتجاه الواحد‬

‫عودة ىلع ذي بدء والتفكير مليًا يف جميع ما تقدم‪ ،‬ومطابقة بين ما ورد‬
‫ذكره يف استراتيجية التداول باالتجاه الواحد بعد أن تقدمنا بها لعدد من املراحل‬
‫التي كان من شأنها أن ترفع من كفاءة تلك االستراتيجية إلى الحد األقصى املمكن‪،‬‬
‫وبعد أن تم إدخال عناصر التحليل الفني بأبسط صورة لها رأينا كيف تغير مجرى‬
‫األمر بالكامل وأصبح استراتيجية التداول باالتجاه الواحد تعمل بالتناوب بين‬
‫االتجاهين‪ ،‬فمرة يكون التداول باتجاه الشراء ومرة أخرى باتجاه البيع بعد أن تم رصد‬
‫وجود أي موجات سعرية يف السوق‪.‬‬

‫وهذا يقودنا بالضرورة إلى التفكير يف استراتيجية الحدود التي تمثل أول‬
‫استراتيجية من استراتيجيات التداول باألوامر املعلقة‪ ،‬حيث تم عرضها بالصورة‬
‫األساسية كما وردت يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" ومن ثم عرضنا‬
‫املستويات املتقدمة منها‪ ،‬ملعرفة الكيفية التي يمكن من خاللها أن نصل بها‬
‫إلى أىلع معايير الجودة العلمية وبما يحقق أىلع عائد ممكن ىلع اإلطالق وبما‬
‫يضمن تحقيق األهداف املرجوة منها من خالل ضبط ما أطلقنا عليه "نغمة‬
‫التردد" التي تعتمد عليها االستراتيجية بالدرجة األساسية‪.‬‬

‫وىلع ذلك ويف ضوء ما تقدم فهذا يضعنا أمام مطلب وضع الخالصات‬
‫السابقة حتى نستطيع من خالل تلك الخالصات أن نقوم ببناء استراتيجية تعتمد‬
‫ىلع جميع ما تقدم من تحليل كمي ومركب مع التحليل الفني ونقوم بمطابقة‬
‫استراتيجية الحدود عليها‪ ،‬لنعرف أين نقف يف حقيقة الواقع ونكشف عن‬
‫الثغرات التي يمكن أن تكون عائقًا أمام عملية املطابقة‪ ،‬وىلع ذلك فإن ما يهمنا‬
‫ذكره هنا كخالصات رئيسية أو نقاط بارزة تهما يف هذا الباب وهي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬يف موضوع التحليل الكمي وصلنا إلى قناعة مطلقة بأن السلوك السعري ألي‬
‫زوج من أزواج العمالت أو أي من املشتقات املالية له ثالث احتماالت رئيسية وهي‬

‫‪131‬‬
‫السير العرضي بين منطقتين‪ ،‬أو موجة سعرية صاعدة أو موجة سعرية هابطة‪،‬‬
‫وبناء عليه وبصرف النظر عن ذلك السلوك فإنه من الناحية اإلحصائية كلما طالت‬
‫الفترة الزمنية للتداول كلما كان هناك تطابق يف عدد أيام صعود السعر مع عدد‬
‫أيام هبوط السعر‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حتى وإن كان هناك تطابق يف عدد أيام هبوط السعر مع عدد أيام صعود‬
‫السعر من الناحية اإلحصائية‪ ،‬التي تعني تساوي يف عدد أيام الربح مع عدد أيام‬
‫الخسارة بصرف النظر عن الطريقة املستخدمة من الطرق التي سبق وأن تم‬
‫تقديمها سابقًا‪ ،‬فإنه ويف ظل وجود موجة سعرية فإن ما يحدد كمية الربح أو‬
‫الخسارة التراكمية هو الخصائص الكمية لحركة السعر اليومية كما سبق وأن وضحنا‬
‫يف املواقع املخصصة لذلك‪ ،‬ففي حال وجود موجة سعرية هابطة فإن معدل‬
‫طول الشموع الهابطة واملحسوب بين سعر االفتتاح وسعر اإلغالق سيكون أىلع‬
‫من معدل طول الشموع الصاعدة‪ ،‬وبالتالي فإن التغير التراكمي سيكون بالسالب‪،‬‬
‫وإذا ما توافق ذلك مع وجود صفقات بيع بشكل إحصائي يومي أو بشكل كمي‬
‫رياضي‪ ،‬فإن انعكاس ذلك ىلع معدل الربح سيكون مرتفع للغاية وبفارق جوهري‬
‫ويزيد بشكل ملفت للنظر فيما لو كان اتجاه التداول هو الشراء‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬بالنظر إلى استراتيجية الحدود بشكلها الرئيسي أو مستوياتها املتقدمة‪،‬‬


‫فإنه وبالنظر يف فلسفتها الرئيسية سنجد بأنها ستكون ذات فاعلية يف حالة‬
‫واحدة فقط ىلع األغلب‪ ،‬وهي أن يمشي السعر أو يمر بمرحلة حركة عرضية‬
‫للسعر‪ ،‬بحيث تتساوى فرص الربح لطريف اإلستراتيجية بمعنى البيع والشراء‪ ،‬ولكن‬
‫يف حالة كان السوق يمشي بشكل موجة صاعدة فإن دخول أومر البيع سيكون‬
‫أىلع بكثير من أوامر الشراء‪ ،‬وهذا الفارق يقود بالضرورة إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة ألوامر البيع التي دخلت مع املوجة السعرية الصاعدة وهي‬


‫بالضرورة ستكون أىلع من عدد أوامر الشراء‪ ،‬فإنها ستنقسم إلى قسمين‪،‬‬

‫‪132‬‬
‫قسم حقق الربح وقسم حقق خسارة‪ ،‬وعليه فإن عدد األوامر الخاسرة‬
‫ستكون أىلع وبفارق جوهري عن عدد أوامر البيع التي حققت الربح‪،‬‬
‫بسبب املجموع التراكمي للتغير يف السعر اليومي يف املوجة الصاعدة‪،‬‬
‫والعكس تمامًا يف حال كانت هناك موجة سعرية هابطة فإن عدد أوامر‬
‫الشراء املعلقة التي ستدخل السوق ستكون أىلع بكثير من عدد أوامر‬
‫البيع‪ ،‬وبالتالي فإن عدد األوامر التي ستخرج ىلع خسارة ستكون أىلع من‬
‫عدد األوامر التي ستخرج ىلع ربح‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة ألوامر الشراء التي دخلت مع املوجة السعرية الصاعدة‪ ،‬وهي‬
‫األقل بطبيعة الحال فإن عدد األوامر التي سيتم تفعيلها وتحقق الربح‬
‫ستكون أىلع وبفارق جوهري عن عدد أوامر الشراء التي سيتم تفعيلها‬
‫وتخرج ىلع خسارة‪ ،‬وذلك تحت تأثير املوجة السعرية الصاعدة‪ ،‬التي‬
‫ستعمل ىلع تفعيل أوامر شراء أقل ولكنها ذات األغلبية يف تحقيق الربح‪،‬‬
‫والعكس تمامًا يف حالة املوجة السعرية الهابطة والتي ستعمل ىلع‬
‫تفعيل عدد أقل من أوامر البيع إال أن القسم الذي سيحقق األرباح منها‬
‫سيكون أىلع بكثير من عدد أوامر البيع التي ستخرج ىلع خسارة‪.‬‬

‫وهنا يجب أن نعيد للتذكير بأن ما تم ذكره يف النقاط السابقة‪ ،‬يتعلق بأوامر‬
‫البيع والشراء املعلقة من نوع الحدود ‪ Limit Orders‬فقط وليس أوامر البيع‬
‫والشراء من نوع الوقف ‪ Stop Orders‬والسبب يف ذلك بأن أوامر الشراء من نوع‬
‫‪ Limit‬تكون تحت السعر بشكل مستمر‪ ،‬وبالتالي ففي حالة وجود موجة سعرية‬
‫هابطة فإن تحقق هذه األوامر يكون بشكل شبه مؤكد‪ ،‬وعليه فإن استمرارية‬
‫هبوط السعر يعني بكل بساطة تفعيل املزيد من أوامر الشراء املعلقة تحت‬
‫السعر وخروج العدد األكبر منها ىلع خسارة‪ ،‬يف حين أن أوامر البيع املعلقة من‬
‫نوع ‪ Sell Limit‬التي تكون فوق سعر السوق ففي ظل وجود موجة هابطة‬

‫‪133‬‬
‫واستمرار هبوط السعر فإن عددًا قليالً من هذه األوامر ستدخل السوق ىلع الرغم‬
‫من أن العدد األكبر من التي تدخل السوق ستكون محققة للربح‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإننا نصل هنا إلى ما نريده يف هذا الباب‪ ،‬وهو التفكير يف كيفية‬
‫إسقاط فن التداول باألوامر املعلقة ىلع استراتيجيات التداول العاملة بالتحليل‬
‫الكمي‪ ،‬وىلع رأسها إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬وهو األمر الذي يأخذنا يف‬
‫باب مختلف تمامًا من تنفيذ عمليات التداول بطريقة أكثر مرونة وأكثر سالسة‬
‫وأكثر متعة ألننا نجمع نقاط القوة من كل ما تقدم يف قالب واحد سهل‬
‫االستخدام‪ ،‬يحقق أىلع فائدة ممكنة بأقل جهد ممكن وبأقل مخاطر ىلع‬
‫اإلطالق‪ ،‬فيكف يتم ذلك‪.‬‬

‫األمر بسيط للغاية‪ ،‬وهو أننا إذا استوعبنا جميع ما تقدم يف الحديث حول‬
‫موضوع التحليل الكمي لحركة املشتقات املالية‪ ،‬وعرفنا الفروقات بين القياسات‬
‫الكمية لحركة أسعار املشتقات املالية‪ ،‬والخصائص الكمية لحركة تلك األسعار‪ ،‬ومن‬
‫ثم إذا عرفنا الكيفية التي نقوم بها برصد وجود املوجات السعرية يف السوق‬
‫القائمة ىلع استخراج قيمة قوة تلك املوجة السعرية التي تم شرحها يف كتاب‬
‫التحليل الكمي‪ ،‬مضافًا إلى جميع ما تقدم فهم إستراتيجية الحدود كأول‬
‫استراتيجية من استراتيجيات فن التداول باألوامر املعلقة بكل مستوياتها التي‬
‫سبق شرحها‪ ،‬فإننا سنصبح جاهزين للتداول بشكل احترايف للغاية يقول ما يلي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬يف حال لم تكن هناك موجة سعرية ىلع زوج العمالت أو أي واحدة من‬
‫املشتقات املالية املرصودة أو املرغوب التداول عليها‪ ،‬فإننا سنقوم باستخدام‬
‫استراتيجية الحدود بشكلها الرئيسي القائمة ىلع استخدام أوامر البيع والشراء‬
‫يف الوقت ذاته‪ ،‬ومن خالل أي طريقة مناسبة للمتداول من طرق استخدام هذه‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬سواء بشكلها الرئيسي أو بمستوياتها املختلفة القائمة ىلع‬

‫‪134‬‬
‫التجزئة أو التجزئة مع الهدف الثابت‪ ،‬أو مع الهدف املتحرك‪ ،‬أو الصفقة الواحدة مع‬
‫هدف متحرك‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬يف حال وجود موجة سعرية هابطة فإن أول إجراء يجب القيام به هو‬
‫استبعاد جميع أوامر الشراء ىلع اإلطالق‪ ،‬وعليه فال يصح استخدام أوامر الشراء‬
‫يف ظل معرفتنا األكيدة باملعلومات اإلحصائية التي تقول بأن عدد أوامر الشراء‬
‫التي سيتم تفعيلها وتدخل السوق ستكون أىلع بكثير من أوامر البيع‪ ،‬وأوامر‬
‫الشراء التي ستدخل السوق ذات األغلبية ستنقسم إلى قسمين أحدهما رابح‬
‫واآلخر خاسر‪ ،‬وستكون نسبة األوامر الخاسرة أىلع بكثير من األوامر الرابحة‪ ،‬األمر‬
‫الذي سيؤخر يف جني الربح التراكمي الذي يطمح إليه املتداول ويبذل جهدًا‬
‫ووقتًا يف تجميعه‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬وىلع العكس تمامًا مما ورد يف النقطة السابقة ففي حال وجود موجة‬
‫سعرية صاعدة فإن أول إجراء يجب القيام به هو استبعاد جميع أوامر البيع ىلع‬
‫اإلطالق‪ ،‬وعليه فال يصح استخدام أوامر البيع يف ظل معرفتنا األكيدة باملعلومات‬
‫اإلحصائية التي تقول بأن عدد أوامر البيع التي سيتم تفعيلها وتدخل السوق‬
‫ستكون أىلع بكثير من أوامر الشراء‪ ،‬وأوامر البيع التي ستدخل السوق ذات‬
‫األغلبية ستنقسم إلى قسمين أحدهما رابح واآلخر خاسر‪ ،‬وستكون نسبة األوامر‬
‫الخاسرة أىلع بكثير من األوامر الرابحة‪ ،‬األمر الذي سيؤخر يف جني الربح التراكمي‬
‫الذي يطمح إليه املتداول ويبذل جهدًا ووقتًا يف تجميعه‪.‬‬

‫وىلع ذلك ففي ظل االحتماالت الثالثة السابقة‪ ،‬فإننا نرى كيف يمكن التقلب‬
‫أو التنويع يف عملية استخدام أوامر البيع وأوامر الشراء بالتناوب وبحسب معطيات‬
‫السوق أو معطيات حركة السعر‪ ،‬سواء أكانت حركة عرضية أو حركة موجية‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫وبعد ىلع كل ما تقدم والنظر يف تفاصيل ما تم شرحه سابقًا‪ ،‬يبقى هناك‬
‫شيء يسترعي االنتباه والتعقيب الهام وبخاصة يف ضوء استخدام األوامر املعلقة‬
‫الواردة يف استراتيجية الحدود وهي من نوع واحد فقط وهي األوامر من نوع‬
‫‪ Limit Orders‬وهذا األمر هو أنه وبالنظر إلى طبيعة تعليق أوامر البيع والشراء‪ ،‬فإن‬
‫تعليق أوامر الشراء يكون أسفل السعر‪ ،‬وبالتالي ففي حال وجود موجه سعرية‬
‫صاعدة وكانت األوامر أسفل سعر السوق‪ ،‬فلو أننا قمنا بوضع أمر الشراء تحت سعر‬
‫السوق ب‪ 10‬نقاط ىلع سبيل املثال‪ ،‬فإن استمرار ارتفاع السعر يعني بكل بساطة‬
‫بأن األمر املعلق لم يتم تفعيله ولم يدخل إلى السوق‪.‬‬

‫وبناء عليه فإننا كي نضمن الدخول إلى السوق فإننا بحاجة إلى االستمرار يف‬
‫تعديل نقطة أمر الشراء املعلق وذلك برفع نقطة الدخول‪ ،‬مع كل ارتفاع للسعر‪،‬‬
‫فلو كان سعر السوق ىلع نقطة ‪ 40‬وأمر الشراء املعلق ‪ Buy Limit‬ىلع سعر ‪30‬‬
‫فإنه ومع كل ارتفاع للسعر فوق نقطة ‪ 40‬فإننا بحاجة إلى رفع نقطة دخول األمر‬
‫املعلق مع تعديل مدخالتها من حيث نقطة وقف الخسارة ونقطة جني األرباح‪.‬‬
‫والتداول بهذه الطريقة سيحرمنا بكل تأكيد من فرصة الدخول يف حال ارتفاع‬
‫السعر واستمراره بذلك‪.‬‬

‫وعليه فإن كل املسافة التي سيصعدها السعر قبل أن يهبط ليقوم بتفعيل‬
‫أمر الشراء املعلق هي بالنسبة لنا مسافة ربح فائتة كان ضياعها بسبب وجود أمر‬
‫الشراء تحت سعر السوق يف الوقت الذي كان فيه السعر يرتفع بشكل متواصل‪.‬‬
‫فما هي الحلول للتغلب ىلع هذا األمر؟ وهل أوامر الشراء املعلقة تحت السعر يف‬
‫حال كانت هناك موجة سعرية صاعدة هي أفضل الحلول؟ مع األخذ بعين االعتبار‬
‫بأن العكس تمامًا ينطبق يف حال كانت هناك موجة سعرية هابطة‪ ،‬وكان األوامر‬
‫هي أوامر بيع معلقة ‪ Sell Limit‬تأتي فوق سعر السوق ونحتاج إلى تعديل‬
‫دخولها‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫بالتأكيد ليست هي أفضل الحلول وليست هي الخيار املناسب‪ .‬ولذلك فنحن‬
‫بحاجة إلى القليل من التعديل وبخاصة إذا كان اعتمادنا ىلع أوامر الشراء املعلقة‬
‫التي يكون موقعها تحت سعر السوق والتي هن من نوع ‪ Buy Limit‬يف حال‬
‫كانت هناك موجة سعرية صاعدة‪ .‬فما هي تلك الحلول؟‬

‫إن الحل األفضل للتغلب ىلع هذا املوضوع يف حال وجود موجة سعرية‬
‫صاعدة‪ ،‬هو أن نقوم بالدخول املباشر للسوق من خالل صفقة شراء لحظية‪ ،‬ومن‬
‫ثم نقوم بوضع نقطة جني األرباح ونقطة وقف الخسارة وفق أي استراتيجية أو‬
‫طريقة مما تم عرضه سابقًا‪ ،‬ومن ثم نبدأ برصف أوامر الشراء املعلقة التي يكون‬
‫مكانها تحت السعر والتي ال تحتاج إلى أي تحريك من طرفنا‪ ،‬ألن نقطة وقف‬
‫الخسارة ستكون مرتبطة بكل تأكيد بنقطة تفعيل أمر شراء جديد مع األخذ بعين‬
‫االعتبار قيمة فارق االسبرد بين سعر خروج صفقة الشراء ىلع خسارة وتفعيل أمر‬
‫الشراء املعلق الجديد وكما تم شرحه سابقًا يف املكان املخصص لذلك ويف‬
‫بداية استراتيجية الحدود بشكلها األم‪ ،‬والعكس صحيح تمامًا يف حال وجود‬
‫موجة سعرية هابطة‪.‬‬

‫وعليه فإننا نجد بأن الدخول املباشر للسوق يحل لدينا معضلة كبيرة للغاية‬
‫وهي عدم تفويت فرصة ارتفاع السعر بشكل مباشر دون تفعيل أوامر الشراء‬
‫املعلقة التي تقوم بمتابعة السعر بشكل مستمر‪ ،‬والعكس كذلك صحيح تمامًا‬
‫يف حال وجود موجة سعرية هابطة‪ .‬أما يف حال عدم وجود موجات سعرية فإن‬
‫استخدام طريف طريقة األوامر املعلقة يف استراتيجية الحدود سواء بشكلها‬
‫الرئيسي أو الشكل األساسي‪ ،‬أو من خالل استخدام الطرق واألشكال املتقدمة منها‬
‫سيكون هو الحل األمثل للتداول بأىلع درجات الفاعلية‪ .‬سواء من خالل طريقة‬
‫التجزئة بأهداف متغيرة‪ ،‬أو هدف واحد متحرك‪ ،‬أو صفقة واحدة بهدف متحرك كما‬
‫سبق وتم توضيحه يف السابق‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫وقبل االنتقال إلى مستوى مختلف تمامًا من العمل‪ ،‬وكشف الستار عن رؤية‬
‫شمولية لحركة املشتقات املالية‪ ،‬فإننا يف هذا املوقع نرغب طرح تساؤل ىلع‬
‫ذهن املتداول يجب أن يضعه نصب عينية بشكل مستمر‪ ،‬بأنه ويف حال وجود‬
‫موجة سعرية هابطة أو صاعدة وكان التداول لدينا من خالل استراتيجية التداول‬
‫باالتجاه الواحد املتوافقة مع اتجاه املوجة السعرية‪ ،‬بمعنى أن اتجاه الصفقات‬
‫ستكون إما شراء مع املوجة الصاعدة‪ ،‬وإما بيع مع املوجة الهابطة‪ ،‬فما هي‬
‫الجدوى من وضع نقاط وقف الخسارة أو نقاط جني األرباح؟‬

‫فما دمنا باتجاه موجة سعرية صاعدة فإن الخروج من أي صفقة شراء ال معنى‬
‫ما دمنا سندخل يف صفقة شراء مرة أخرى‪ ،‬وبخاصة يف ظل بقاء نفس الشروط‬
‫من حيث وجود املوجة السعرية‪ ،‬سواء الخروج ىلع نقطة جني أرباح أو نقطة‬
‫وقف خسارة‪ ،‬حيث أن اإلغالق وإعادة فتح أي صفقة بنفس االتجاه ال فائدة من‬
‫خلفه إال خسارة فرق سبرد جديد بين إغالق وإعادة فتح الصفقة من جديد‪ ،‬فلو‬
‫كان لدينا صفقة شراء وكان سعر الخروج منها ىلع سعر العرض ‪ BID‬هو ىلع‬
‫نقطة ‪ 50‬وكان فرق االسبرد (‪ )3‬نقاط فإن إعادة فتح الصفقة مرة أخرى سيتم‬
‫ىلع سعر الطلب ‪ ASK‬وهو ىلع سعر ‪ .53‬وعليه فإن االغالق ىلع سعر ‪ 50‬وفتح‬
‫الصفقة مرة أخرى بنفس اللحظة ىلع سعر ‪ 53‬ما هو إال تضيع (‪ )3‬نقاط بين‬
‫العمليتين‪ ،‬إال إذا كان املتداول سينتظر هبوط سعر الطلب إلى ما دون نقطة ‪50‬‬
‫كشرط للدخول مرة أخرى‪ ،‬ويكون هناك تحقيق فائدة بدالً من الخسارة‪.‬‬

‫وىلع كل حال فإننا نضع هذه املتناقضة الفكرية بين يدي املتداول ليفكر بها‬
‫أثناء مسيرته يف بناء استراتيجيات التداول‪ ،‬والتقدم بها‪ ،‬غير أننا سنقوم باإلجابة‬
‫عن هذه املتناقضة يف املكان املخصص لها يف نهاية هذا الكتاب الذي يطمح‬
‫املؤلف بأن يكون نقطة التغيير يف عالم التداول يف األسواق املالية العاملية‬
‫ويف جميع املشتقات املالية من أي نوع وأي صنف‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫ويف إطار املتابعة ملشوار بناء االستراتيجيات القائمة ىلع الدمج بين التحليل‬
‫اإلحصائي والتحليل الكمي‪ ،‬واالستفادة من خصائص التحليل الفني‪ ،‬لبناء‬
‫استراتيجيات التداول التي تبتعد باملتداول بشكل كلي عن شبح الخسارة وتحقيق‬
‫أىلع عائد ممكن‪ ،‬سنبدأ بطرح االستراتيجية التالية من استراتيجيات "فن التداول‬
‫باألوامر املعلقة" بمستوياتها املختلفة ومن ثم إسقاط نتائجها ىلع استراتيجية‬
‫التداول السابقة وهي التداول باالتجاه الواحد املتوافق مع املوجات السعرية‪.‬‬

‫إستراتيجية الوقف‬

‫يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة عرضنا االستراتيجية الثانية من‬
‫إستراتيجيات األوامر املعلقة‪ ،‬والتي تقوم ىلع استخدام النوع الثاني من أوامر‬
‫البيع والشراء وهي أوامر الوقت ‪ Stop Orders‬وقد قلنا فيها ما يلي‪ :‬بأنه وىلع‬
‫عكس االستراتيجية األولى تمامًا‪ ،‬فإن استراتيجية الوقف ‪Stop orders Strategy‬‬
‫من حيث منهجية العمل تختلف يف التعامل مع سيناريوهات حركة أسعار‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬إال أنها تتطابق مع استراتيجية الحدود من حيث قدرتها ىلع‬
‫توفير نفس الشروط املنهجية وتكافؤ الفرصة أمام الصفقة الواحدة يف تحقيق‬
‫الربح بنفس مستوى تحقيق الربح‪.‬‬

‫ويبقى الرهان قائم ىلع عامل الزمن حتى نصل إلى التطابق يف عدد‬
‫الصفقات الرابحة بمقابل عدد الصفقات الخاسرة‪ ،‬حيث أننا بمجرد أن نصل إلى ذلك‬
‫التطابق بعدد ‪ 100‬صفقة لكل احتمال‪ ،‬فإننا بذلك نكون قد حصلنا ىلع مضاعفة‬
‫لرأس املال العامل إذا كان تداولنا بحجم (‪ )0.01‬لوت لكل مائة دوالر‪.‬‬

‫وحتى نبتعد قد اإلمكان عن الشروحات النظرية‪ ،‬ألننا سبق وقدمنا لها‬


‫باالستراتيجية األولى؛ فإننا سندخل يف صلب شرح طريقة عمل هذه استراتيجية‬
‫الوقف‪ ،‬التي ستكون بوابة عبور ومقدمة لالستراتيجية التالية عليها‪ ،‬بالرغم من‬
‫استقاللية كل استراتيجية عن األخرى‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫لنفترض أننا سنقوم بتطبيق األوامر املعلقة وفق استراتيجية الوقف مرة‬
‫أخرى ىلع الجنية اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي ‪ ،GBPUSD‬وكان فرق االسبرد‬
‫نقطتان‪ ، 2pips ،‬إذا كان العمل وفق أربعة منازل عشرية بعد الفاصلة‪ ،‬وعليه تكون‬
‫الشروط كما يلي‪:‬‬

‫مع االنتباه دائمًا إلى فرق االسبرد الذي يفضل أن يكون ثابتًا‪ ،‬وإن كان‬ ‫‪.1‬‬
‫متحركًا فيجب وضع املتوسط الحسابي لقيمة فرق االسبرد الذي يكون‬
‫بالغالب ىلع العمالت الرئيسية ال يتجاوز النقطتين‪.‬‬
‫‪ .2‬تثبيت حجم الصفقة دائمًا وأبدًا‪ ،‬وال يتم التالعب أو تغيير الحجم بين‬
‫األوامر إال إذا كان بشكل كلي وبعد فترة زمنية طويلة من تحقيق األرباح‬
‫التي تسمح برفع حجم الصفقة‪ ،‬فإن كان الحساب ذو قيمة (‪ )100‬دوالر‬
‫أمريكي‪ ،‬فإن حجم الصفقة املناسب سيكون (‪ )0.01‬لوت بشكل دائم‬
‫ومستمر‪.‬‬
‫‪ .3‬وضع األمر األول ‪ ،Sell Stop‬تحت السعر ب (‪ )8‬نقاط‪ .‬ووضع األمر الثاني‬
‫‪ ،Buy Stop‬فوق السعر ب (‪ )9‬نقاط‪ ،‬استنادًا وقياسًا ىلع سعر ‪ Bid‬فقط‪،‬‬
‫وهو مرجعنا للعمل‪.‬‬
‫وتعقيبًا ىلع النقطة السابقة فإننا نجد أن املسافة بين أمر الشراء فوق‬
‫السعر‪ ،‬وأمر البيع تحت السعر‪ ،‬هو (‪ )17‬نقطة‪ .‬وهذه املسافة بين أمر البيع والشراء‬
‫يجب أال تتغير ضمن هذه اإلستراتيجية بشكلها األساسي غير أن التالعب يف‬
‫املسافات سيأتي شرحه الحقًا يف أبواب أو طرق استثمار هذه استراتيجية بطريق‬
‫أكثر احترافية‪ ،‬فكل أمر ‪ Stop‬يدخل يكون هناك أمر ‪ Stop‬مخالف له ويبتعد عنه‬
‫مسافة (‪ ) 17‬نقطة بشكل ثابت‪ ،‬وذلك بشكل مبدئي كما ذكرنا حتى نتقن عملية‬
‫متابعة الصفقات وتعليق األوامر تبعًا لحركة السعر‪.‬‬

‫‪ .4‬وضع أمر وقف خسارة بقيمة (‪ )27‬نقطة بشكل ثابت ودائم ىلع أي أمر‬
‫‪ ،Stop‬سواء بيع أو شراء‪ ،‬محسوب من نقطة الدخول‪.‬‬
‫‪ .5‬وضع أمر جني أرباح بقيمة (‪ )34‬نقطة بشكل ثابت ودائم ىلع أي أمر‬
‫‪ ،Stop‬سواء بيع أو شراء‪ ،‬محسوب أيضًا من نقطة الدخول‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ .6‬كل أمر يدخل وليكن مثالً ‪ ،Sell Stop‬نقوم بوضع أمر ‪ ،Sell Stop‬تحت هذا‬
‫األمر بفارق (‪ )36‬نقطة محسوبة من سعر األمر املوجود يف السوق‪ ،‬وثابتة‬
‫ال تتغير‪ ،‬والعكس إذا كان األمر املوجود الداخل يف السوق هو ‪،Buy Stop‬‬
‫نقوم ىلع الفور بوضع أمر آخر ‪ ،Buy Stop‬فوقه وبفارق (‪ )36‬نقطة ال‬
‫تتغير محسوبة من سعر دخول األمر املوجود يف السوق من نفس النوع‪.‬‬
‫وتوضيحًا لهذه النقطة‪ ،‬فكما نعرف فإن فرق االسبرد املفترض الذي حددناه‬
‫بنقطتين )‪ ،(2pips‬هو نفسه ذات الفارق بين املسافة الفاصلة بين أي أمرين‬
‫متشابهين من نفس النوع وبذات االتجاه وهو (‪ )36‬نقطة‪ ،‬وأمر جني األرباح املحدد‬
‫سلفًا ب (‪ ) 34‬نقطة‪ .‬حتى نضمن بشكل دائم ومستمر بأن نبقى ىلع تواصل مع‬
‫السوق‪ ،‬وأي أمر يخرج من السوق ىلع ربح‪ ،‬فال يدخل أمر جديد إال بإغالق األمر‬
‫السابق عليه بنفس اللحظة‪ ،‬بمعنى قبل أن ندخل يف صفقة جديدة من نوع‬
‫الشراء‪ ،‬فال بد أن تخرج الصفقة السابقة عليها ىلع ربح‪.‬‬

‫‪ .7‬الشرط املهم هنا هو ضرورة املتابعة املستمرة ومالحقة السعر أينما‬


‫ذهب صعودًا ونزوالً‪ ،‬فكل مثالً ‪ ،Buy Stop‬يدخل فال بد من وجود أمرين‬
‫تابعين له‪ ،‬األمر األول ‪ ،Buy Stop‬فوق أمر الشراء املوجود بمسافة (‪)36‬‬
‫نقطة‪ ،‬وأمر آخر مخالف وهو ‪ ،Sell Stop‬يبعد مسافة (‪ )17‬نقطة‪ ،‬وكلها‬
‫محسوبة بإحكام كما سيتم تقديمه الحقًا بمثال‪.‬‬
‫ولكن قد يدور يف رأس أي متداول‪ ،‬وهو السؤال عن السبب يف وجود هذه الفوارق‬
‫وهذه القيم‪ ،‬وىلع رأسها الفارق ما بين كمية الخسارة وكمية الربح فهي بدقة (‪)7‬‬
‫نقاط بالتحديد لصالح الربح طبعًا‪ ،‬ولفهم ذلك سنبدأ بتوضيح ما يلي‪:‬‬

‫إذا كان لدينا رأس مال (‪ )100‬دوالر‪ ،‬فإنه وفق هذا االستراتيجية التي أسميناها‬
‫باستراتيجية الوقف‪ ،‬وىلع عكس االستراتيجية السابقة عليها الخاصة بالحدود‪،‬‬
‫فإن خسارة رأس املال بالكامل تتطلب أن يتذبذب السوق بين نقطتين كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬خسارة الصفقة الواحدة التي حجمها (‪ )0.01‬لوت‪ ،‬هو بالتحديد (‪ )2.7‬دوالر‬


‫أمريكي‪ ،‬وذلك من خالل التراجع مسافة (‪ )27‬نقطة يتذبذب السوق فيها‬

‫‪141‬‬
‫بين نقطتين‪ ،‬واحد‪ ،‬لذلك فإن ناتج قسمة (‪ )100‬دوالر‪ ،‬ىلع (‪ )2.7‬دوالر‬
‫يساوي تقريبًا (‪ )37‬صفقة مستمرة ومزدوجة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ما نظرنا إلى الفارق بين أي أمرين متقابلين فسنجد أنه يساوي (‪)17‬‬
‫نقطة ثابتة ودائمة بينهما‪ ،‬وعليه فإنه وعند تنفيذ أي أمر وقف خسارة‬
‫فإن األمر الثاني الذي يكون فعاالً يف السوق يكون قد قطع مسافة (‪)10‬‬
‫نقاط أرباح فعليه كأمر مستقل بذاته وهو حاصل طرح املسافة بين قيمة‬
‫أمر وقف الخسارة وهو (‪ )27‬نقطة‪ ،‬وبين القيمة الفاصلة بين األوامر‬
‫املتقابلة وهو (‪ )17‬نقطة‪ ،‬وال يحتاج هذا األمر إال إلى (‪ )24‬نقطة لتفعيل أمر‬
‫جني األرباح املقدر ب (‪ )34‬نقطة‪.‬‬
‫‪ -‬تأسيسًا ىلع ما أوردناه يف مقدمة الكتاب‪ ،‬وما قدمنا له يف كتاب التحليل‬
‫الكمي الذي يستند إلى معلومات كمية وإحصائية دقيقة‪ ،‬فإنه كلما طالت‬
‫الفترة الزمنية مع ثبات العمل بنفس الشروط فإن عدد الصفقات التي‬
‫سيتم خسارتها‪ ،‬سيكون مساويًا تمامًا لعدد الصفقات التي سيتم ربحها‪.‬‬
‫وإذا ما جمعنا عدد النقاط التي تم خسارتها مع عدد النقاط التي يتم‬
‫ربحها سيكون الربح يشكل فارقًا كبيرًا يف الحساب‪ .‬فعلى سبيل املثال لو‬
‫أخذنا (‪ )200‬صفقة كان نصفها خاسر ونصفها رابح فإن النتيجة ستكون‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫‪No.‬‬ ‫‪Loss‬‬ ‫‪Deal‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪Total‬‬
‫‪1.‬‬ ‫‪Loss‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪-2.7$‬‬ ‫‪-270$‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪Profit‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪+3.4$‬‬ ‫‪+340$‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪+0.70$‬‬ ‫‪+70$‬‬

‫نالحظ من الجدول السابق وبكل بساطة بأن رأس املال األساسي الذي تم‬
‫البدء به وقيمته (‪ )100‬دوالر فقط؛ قد وصل تقريبًا ليصبح (‪ )170‬دوالرًا‪ ،‬بعد إضافة‬
‫األرباح لرأس املال األساسي‪ ،‬ولكن يجب االنتباه إلى أنه ليس بالضرورة أنه وبعد‬
‫تنفيذ (‪ ) 200‬صفقة ستكون النتيجة املتحصلة هي نفسها املعروضة بالجدول‬
‫السابق‪ ،‬فقد تكون عدد الصفقات الرابحة أىلع من الخاسرة‪ ،‬أو العكس بأن تكون‬

‫‪142‬‬
‫عدد الصفقات الخاسرة أىلع من عدد الصفقات الرابحة‪ ،‬ولذلك يقتضي التنويه‬
‫إلى ذلك األمر‪.‬‬

‫إال أن امللفت للنظر‪ ،‬ويسترعي االهتمام البالغ‪ ،‬فإن كل أمر جني أرباح‬
‫يتحقق يف السوق فإن السعر مطالب بأن يزيد عدد مرات التذبذب دورة أخرى‬
‫بالحد األدنى‪ ،‬إضافة إلى أن جميع النتائج املفترضة واملعروضة يف الجدول‬
‫السابق خاصة بحساب قيمته (‪ )100‬دوالر فقط‪ ،‬بمعنى أنه لو كان الحساب يحتوي‬
‫ىلع مبلغ أكبر من ذلك ولنفترض بأنه (‪ )200‬دوالر‪ ،‬وتم املحافظة ىلع نفس‬
‫حجم العقد‪ ،‬فإن السوق مطالب بالتذبذب ضعف عدد املرات التي أشرنا إليها‬
‫سابقًا لتصبح (‪ )74‬مرة صعودًا ونزوالً بين نقطتين‪.‬‬

‫وحتى نبدأ بالجانب التطبيقي ففي الجدول التالي مصفوفة األوامر‬


‫املعلقة‪ ،‬وكيفية تعبئتها ومالحقة السعر باستمرار أينما ذهب‪ ،‬ونعود للتذكير بأن‬
‫هذه الطريقة تناسب غالبية العمالت الرئيسية التي يجري التداول عليها بمقابل‬
‫الدوالر األمريكي‪ ،‬ويكون فرق االسبرد فيها ال يتجاوز النقطتان‪:‬‬

‫‪Nu.‬‬ ‫‪Type‬‬ ‫‪Comment Price Stop 27 Profit 34‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪Prifit2+2‬‬ ‫‪1.2480 1.2453‬‬ ‫‪1.2514‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪Profit1+2 1.2444 1.2417‬‬ ‫‪1.2478‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪+8 pip‬‬ ‫‪1.2408 1.2381‬‬ ‫‪1.2442‬‬
‫‪Price‬‬ ‫‪1.2400‬‬ ‫‪17 pips between Buy and Sell Stop‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪-9 pip‬‬ ‫‪1.2391 1.2418‬‬ ‫‪1.2357‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪Profit1-2‬‬ ‫‪1.2355 1.2382‬‬ ‫‪1.2321‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪Stop2+2‬‬ ‫‪1.2319 1.2346‬‬ ‫‪1.2285‬‬

‫وكما ذكرنا يف االستراتيجية السابقة‪ ،‬فمن املمكن وبكل بساطة ومن باب‬
‫التسهيل ىلع املتداول‪ ،‬نقل هذا امللف إلى جدول إكسل حتى تتم عمليات‬
‫التحديث اآللي من خالل ربط األسعار ببعضها البعض‪ ،‬ومن ثم فإن كل أمر يدخل‬
‫السوق يجب أن يكون له أمران تابعان فورًا‪ ،‬األول مخالف‪ ،‬بمعنى إذا دخل أمر شراء‬
‫يكون هناك أمر بيع ‪ Sell Stop‬يبعد بمقدار (‪ )17‬نقطة‪ ،‬وأمر مماثل ‪ Buy Stop‬له‬

‫‪143‬‬
‫يبعد عنه بمسافة (‪ )36‬نقطة‪ ،‬وهذه املسافات يجب أن تكون قائمة وموجودة‬
‫بشكل مستمر مع كل أمر يدخل‪.‬‬

‫ومرة أخرى وأخرى نعود للتأكيد ىلع النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تسلسل األوامر املتشابهة فوق بعضها أو تحت بعضها وبمسافة (‪)36‬‬


‫نقطة‪ ،‬وهي حاصل جمع عدد نقاط الربح مضافًا إليها فرق االسبرد‬
‫املفترض (‪ )2‬نقطة من نقطة جني األرباح‪.‬‬
‫‪ .2‬تتابع ملء األوامر املخالفة لألمر الفاعل يف السوق وبمسافة (‪ )17‬نقطة‪،‬‬
‫فإذا ما مشى السعر باتجاه أوامر الشراء صعودًا‪ ،‬فإن أوامر البيع من أسفل‬
‫يجب أن تالحق السعر برفعها نحو األىلع‪ ،‬من خالل وضع أمر بيع جديد‬
‫يبعد مسافة (‪ )17‬نقطة عن آخر أمر شراء تم تفعيله ودخل السوق‪،‬‬
‫وشطب األمر األخير من أسفل‪ ،‬للحفاظ مثالً ىلع وجود ثالث أوامر من كل‬
‫اتجاه بحد أدنى‪ ،‬مع أنه باإلمكان أن تكون عدد األوامر املوجودة يف كل‬
‫اتجاه أكثر من ذلك‪.‬‬
‫من هنا ومن باب التخفيف ىلع املتداول الكريم‪ ،‬من حيث عدم اإلطالة يف‬
‫الشروحات النظرية‪ ،‬برغم أهميتها‪ ،‬ولكن يكفي أن يتم اإلشارة إلى أهمية إتقان‬
‫عملية التطبيق العملي من خالل تكرارها مرات ومرات للوصول إلى مستوى‬
‫االحترافية يف ملء األوامر املحسوبة بطريقة رياضية دقيقة‪ ،‬وذلك قبل اللجوء‬
‫إلى أي برنامج للتداول اآللي بعيدًا عن فهم كافة التفاصيل املحيطة بالعملية‪.‬‬

‫إن ما سبق تقديمه يف استراتيجية الوقف ليس إال شكلها الثابت أو الشكل‬
‫الجامد لها‪ ،‬بمعنى أن الهدف من شرحها وتقديمها بهذه الطريقة هو طباعة‬
‫صورة هذه االستراتيجية يف مخيلة املتداول الذي يقرر الدخول إلى السوق‬
‫باستخدام إستراتيجية الوقف بدقة متناهية‪ ،‬حيث أن اإلحاطة بكافة تفصيالتها‬
‫سيقود حتمًا إلى رفع مستوى جاهزية املتداول العقلية ملعرفة آلية التدخل فيها‬
‫وتطويرها إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬وذلك بإضافة عنصر املرونة لها يف التالؤم‬
‫مع حركة السوق بعد التعمق يف فهم روح هذه االستراتيجية‪ ،‬ولذلك سيقدم‬

‫‪144‬‬
‫الكاتب فيما يلي طرق مشتقة من إستراتيجية الوقف والتي ترفع من قدرة‬
‫املتداول ىلع التأقلم مع كافة أوضاع السوق سواء أكان متحركًا بشكل عرضي أو‬
‫بشكل موجي طويل‪.‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬طريقة الزحف باألمر املعاكس‬

‫قد يتبادر إلى ذهن أي متداول حول املسافة الفاصلة بين أمري البيع‬
‫والشراء عند وضعهما يف السوق‪ ،‬وهل هذه املسافة كافية ملنع السوق من‬
‫تفعيل أمرين متعاكسين األمر الذي يعني بكل بساطة أن أول عملية ستخرج من‬
‫السوق ستكون باملطلق ىلع خسارة محققة‪ ،‬يف الوقت الذي لم تصل فيه‬
‫الصفقة التالية إلى هدفها من الربح‪ ،‬وىلع الرغم من أن الصفقة املعاكسة‬
‫ستكون محققة لجزء من الربح املطلوب منها ‪ ،‬إال أنه ال يوجد ما يضمن استمرار‬
‫السوق أو السعر بنفس االتجاه الذي أقفل الصفقة الخاسرة من أجل أن يتم إقفال‬
‫الصفقة التي ال تزال يف السوق ىلع ربح أىلع من خسارة الصفقة التي تم‬
‫إغالقها‪ ،‬ويف املثال التالي توضيح للمقصود بلغة األرقام‪.‬‬

‫‪Order‬‬ ‫‪Price‬‬ ‫‪Stop‬‬ ‫‪Profit‬‬


‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.53‬‬ ‫‪50.26‬‬ ‫‪50.87‬‬

‫‪Buy‬‬ ‫‪50.17‬‬ ‫‪49.90‬‬ ‫‪50.51‬‬


‫‪Sell‬‬ ‫‪50.00‬‬ ‫‪50.27‬‬ ‫‪49.66‬‬

‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.64‬‬ ‫‪49.91‬‬ ‫‪49.30‬‬

‫يف املثال السابق الوارد يف الجدول فلو تم تفعيل صفقتان ىلع أسعار‬
‫البترول املوضحة بجانب كل صفقة‪ ،‬وواصل السعر صعوده نحو األىلع سنجد بأن‬
‫نقطة وقف الخسارة بالنسبة لصفقة البيع ستكون ىلع نقطة (‪ )50.27‬دوالر‬
‫للبرميل‪ ،‬سيتم تحقيقها قبل نقطة جني األرباح لصفقة الشراء ىلع سعر (‪،)50.51‬‬
‫فعند نقطة وقف الخسارة ستكون صفقة الشراء محققة لربح يقارب (‪ )10‬نقاط مع‬

‫‪145‬‬
‫تجاهل فرق االسبرد طبعًا‪ ،‬فعند إقفال صفقة البيع صحيح أننا سنقوم بوضع‬
‫صفقة بيع جديدة ىلع شكل أمر معلق ىلع سعر (‪ )50.10‬أي فوق صفقة البيع‬
‫التي تم إغالقها ىلع نقطة وقف الخسارة ويصبح شكل األوامر املوجودة يف‬
‫السوق ىلع النحو التالي‪:‬‬

‫‪Order‬‬ ‫‪Price‬‬ ‫‪Stop‬‬ ‫‪Profit‬‬


‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.53‬‬ ‫‪50.26‬‬ ‫‪50.87‬‬

‫‪Buy‬‬ ‫‪50.17‬‬ ‫‪49.90‬‬ ‫‪50.51‬‬

‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪50.10‬‬ ‫‪50.37‬‬ ‫‪49.76‬‬

‫إال أنه ال يوجد ما يضمن استمرار السعر بمواصلة االرتفاع من أجل إغالق صفقة‬
‫الشراء ىلع ربح‪ ،‬ويقد يعود السوق أدراجه نحو األسفل ويقوم بتفعيل صفقة‬
‫البيع من جديد‪ ،‬وهكذا بشكل مستمر‪.‬‬

‫وىلع الرغم من تقدم الصفقة التي يتم إغالقها يف كل مرة بمقدار (‪)10‬‬
‫نقاط‪ ،‬تشكل منطقة دخول أفضل من سابقتها األمر الذي يعني بأنه وبعد ثالث‬
‫صفقات متعاكسة سنضمن خروج صفقة رابحة‪ ،‬إال أن هذا األمر سيبدو مزعجًا جدًا‬
‫وبخاصة يف حال مسيرة السوق بشكل عرض لفترة طويلة‪.‬‬

‫غير أنه يجب مالحظة أنه ويف حاالت نادرة جدًا يتم تفعيل أمر من نوع‬
‫‪ ، Stop‬ثم يعود السعر بشكل مباشر بعد تفعيل األمر املعلق‪ ،‬حيث أن الغالب عند‬
‫تفعيل األوامر أن يمشي السوق معها عددًا من النقاط ودخولها يف الربح قبل أن‬
‫يقرر السوق التراجع وإدخال الصفقة يف حالة الخسارة‪ ،‬وقد يبقى السوق أو السعر‬
‫يف حالة من التذبذب بين ربح وخسارة للصفقة لفترة زمنية ليست بالقصيرة‪،‬‬
‫ولهذا فإن طريقة الزحف باألمر املعاكس تأتي كعالج فعّال ملشكلة تذبذب السعر‬
‫بين نقطتين تؤديان يف املحصلة إلى تفعيل أوامر متعاكسة ىلع خسارة‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫وعليه فإن ملخص طريقة الزحف باألمر املعاكس تتلخص بأن يقوم‬
‫املتداول بمراقبة السعر بشكل متواصل‪ ،‬وعند دخول الصفقة التي تم تفعيلها‬
‫يف مرحلة الربح فيجب أن يقوم بالزحف باألمر املعلق املعاكس نقطةً بنقطة‬
‫كلما أمكن ذلك‪ ،‬واستغالل تحسين موقع األمر املعاكس مع كل نقطة يتحركها‬
‫السوق لصالح الصفقة العاملة‪ .‬حيث أننا سنجد بمرور الوقت أن الكثير من الصفقات‬
‫املتعاكسة التي تم تفعيلها قد حدثت ىلع ربح وليست ىلع خسارة‪ ،‬األمر الذي‬
‫يعني بكل بساطة بأن نقطة خروج أحد الصفقتين ىلع ربح سيكون سابقًا ىلع‬
‫خروج الصفقة األخرى ىلع خسارة‪.‬‬

‫وقبل أن نختم عرض هذه الطريقة قد يتبادر سؤال إلى ذهن أي متداول‬
‫يقول‪ :‬ما دمنا نقوم بعملية الزحف باألمر املعلق املعاكس للصفقة التي تم‬
‫تفعيلها‪ ،‬ملاذا ال ندخل بصفقتين شراء وبيع يف نفس الوقت وكأننا قمنا بالزحف‬
‫ملسافة (‪ ) 17‬نقطة مع أحد الصفقتين قبل أن يتراجع السعر ويقول بتفعيل‬
‫الصفقة املعاكسة؟‬

‫واإلجابة ىلع هذا السؤال تتلخص بأنه وىلع فرض صحة هذا الكالم‬
‫بشكل نظري‪ ،‬إال أن الواقع العملي يقول بأنك حكمت ىلع السوق مسبقًا بعملية‬
‫إدخال صفقات متعاكسة للسوق‪ ،‬وقدمت االفتراض الذي يقول بأن السعر‬
‫سيتذبذب بين نقطتين تعمالن ىلع تفعيل أوامر متعاكسة يف كل مرة‪.‬‬

‫وهذا االفتراض يف هذا السوق غير علمي وغير منطقي ىلع اإلطالق‪،‬‬
‫فأنت بدخولك صفقتان متعاكستان بنفس الوقت‪ ،‬فأن تحرم الصفقة التي يتم‬
‫تفعيلها بالوضع الطبيعي لهذه االستراتيجية من احتمالية أن يمشي السوق‬
‫لصالحها وتخرج ىلع ربح كامل دون أن يتم تفعيل الصفقة املعاكسة‪ ،‬أو قد يتم‬
‫تفعيل الصفقة املعاكسة ىلع ربح محقق من الصفقة األولى التي دخلت السوق‪،‬‬
‫وهذه االحتماالت قمت باستبعادها منذ البداية وحكمت بهذا التصرف ىلع إخراج‬

‫‪147‬‬
‫صفقة خاسرة قبل الصفقة الرابحة التي قد تتكرر عدد غير محدود من املرات‪ ،‬أو‬
‫قد يمشي السوق ملسافة طويلة صعودًا أو هبوطًا ويحقق عددًا كبيرًا من األهداف‬
‫املتتالية لصفقات متتالية‪ ،‬دون أن يتراجع ملسافة كافية لتفعيل األمر املعاكس‬
‫للصفقة العاملة‪.‬‬

‫وىلع كل حال فإن عنصر التطوير يف هذه االستراتيجية لم يتوقف هنا‪،‬‬


‫فال زال هناك أمور تتضح للمتداول من خالل التجارب املستمرة والتعمق يف فهم‬
‫روح هذه االستراتيجية والتعرف ىلع مشكالتها وإطالق العنان للمخيلة يف‬
‫كيفية التغلب عليها بما يضمن تحقيق االستفادة القصوى وتقليل عنصر املخاطرة‬
‫إلى الدرجة التي نضمن فيها عدم خسارة الحساب مهما كان صغيرًا أومهما كانت‬
‫ظروف السوق‪ ،‬ولهذا نقدم للمتداول الكريم الطريقة الثانية من إستراتيجية الوقف‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬إطالق الربح والزحف باألمر املعاكس‬

‫إن التفكير املتواصل يف استراتيجية الوقف سواء بشكلها األساسي‬


‫والثابت‪ ،‬أو من خالل الطريقة األولى التي تتلخص بالزحف باألمر املعاكس للصفقة‬
‫العاملة‪ ،‬نجد بأن هناك إشكالية تجعلنا نخسر ما قيمته فرق االسبرد بين كل‬
‫صفقتين متتاليتين من نفس النوع‪.‬‬

‫وللتوضيح فإذا ما قمت بوضع أمر ‪ ،Buy Stop‬ىلع البترول مثالً وىلع‬
‫سعر (‪ ) 50.00‬دوالر للبرميل‪ ،‬وكنت نقطة جني األرباح ىلع هذا األمر هي (‪)34‬‬
‫نقطة‪ ،‬فإن ذلك يعني بأن نقطة جني األرباح ستكون ىلع سعر (‪ )50.34‬دوالر‬
‫للبرميل‪ ،‬وباملقابل فستكون صفقة الشراء التالية تنتظر ىلع سعر (‪ )50.36‬دوالر‬
‫للبرميل‪ ،‬أي بعد نقطة جني األرباح بقيمة فرق االسبرد بين سعري البيع والشراء‬
‫والذي افترضنا بأنه نقطتان‪ .‬ولو واصل السعر الصعود بذات االتجاه ملسافة طويلة‬
‫بمقدار (‪ ) 200‬نقطة مثالً‪ ،‬فإنه يف كل مرة نقوم فيها بجني األرباح وتكرار الدخول‬
‫بصفقة شراء جديدة‪ ،‬فإن مقدارًا كبيرًا من النقاط سنخسرها بين إغالق صفقة‬

‫‪148‬‬
‫الشراء ىلع سعر الطلب ‪ ،Bid‬وإعادة فتح صفقة شراء جديدة ىلع سعر العرض‬
‫‪ ،Ask‬وسيؤدي إلى تقليل قيمة الربح فيما لو كانت لدينا صفقة واحدة متصلة‪ ،‬وال‬
‫ننسى بأن بعض املشتقات أو بعض الشركات تفرض ىلع عمالئها مبلغ إضايف‬
‫كعمولة ىلع كل صفقة عاملة‪ ،‬ويف هذه الحالة سنكون قد وفرنا ىلع أنفسنا‬
‫عددًا كبيرًا من فروقات االسبرد بين إغالق الصفقة وإعادة فتحها بنفس االتجاه‪،‬‬
‫وكذلك توفير مبلغ كبير جدًا من العموالت التي قد يتم اقتطاعها ىلع كل صفقة‬
‫والتراكم الحاصل نتيجة استمرارية العمل‪.‬‬

‫وبكالم أوضح فإن صفقة واحدة متصلة من سعر (‪ ،)50.00‬وحتى سعر‬


‫(‪ ،)52.00‬تجني ربحًا أكبر فيما لو كانت لدينا سبع صفقات مثالً والفارق بين كل‬
‫صفقة وأخرى بقيمة (‪ )36‬نقطة‪ ،‬وقيمة جني األرباح (‪ )34‬نقطة‪ .‬وكذلك الحال‬
‫بالنسبة لنقطة وقف الخسارة التي يجب أن تتحرك بشكل إلزامي مع حركة‬
‫الصفقة أثناء موافقة السعر لها وتبدأ بالربح املتتالي‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن هذه الطريقة تتلخص بما يلي‪:‬‬

‫عند وضع أمرين متعاكسين من نوع ‪ Stop Orders‬والفارق بينهما (‪(17‬‬ ‫‪.1‬‬
‫نقطة مثالً والتي هي غير إلزامية يف حالتنا هذه فقد يتم استبدالها بأي‬
‫رقم آخر بحسب طبيعة زوج العمالت أو املشتق املالي الذي يجري التداول‬
‫عليه‪ ،‬فإن وباللحظة التي يتم تفعيل أحد األمرين ودخوله للسوق‪ ،‬فإن األمر‬
‫املعاكس يبدأ بالتحرك مباشرةً باللحظة التي تبدأ فيها الصفقة التي تم‬
‫تفعيلها بجني األرباح‪ ،‬فلو دخلت أمر شراء مثالً ىلع سعر (‪ ،)50.20‬وكانت‬
‫أمر البيع ىلع سعر (‪ ،)50.03‬فإنه وبالوقت الذي قد يذهب فيه السعر‬
‫باتجاه صفقة الشراء نحو األىلع‪ ،‬فإن أمر البيع املعلق يجب أن يبدأ‬
‫بالزحف الفوري خلف السعر ليحافظ ىلع مسافة (‪ )17‬نقطة سعر السوق‪.‬‬
‫فلو وصل السعر إلى (‪ )50.80‬دوالر للبرميل مثالً‪ ،‬فإن أمر البيع املعلق يجب‬
‫أن يكون عند نقطة (‪ )50.63‬دوالر للبرميل‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ .2‬إذا كانت قيمة خسارة الصفقة الواحدة (‪ )27‬نقطة مثالً‪ ،‬فإنه وبنفس‬
‫طريقة زحف األمر املعاكس للصفقة العاملة يف السوق‪ ،‬فإن نقطة وقف‬
‫الخسارة يجب أن تزحف خلف السعر بنفس الطريقة التي يزحف فيها األمر‬
‫املعاكس لتبقى نقطة وقف الخسارة محافظة ىلع مسافة (‪ )27‬نقطة من‬
‫سعر السوق‪ ،‬ويف املثال السابق الوارد يف النقطة رقم (‪ )1‬فإن نقطة وقف‬
‫الخسارة ىلع صفقة الشراء التي دخلت السوق ىلع سعر (‪ ،)50.20‬ستكون‬
‫ىلع سعر (‪ ،)49.93‬وعند بلوغ السعر ملستوى (‪ ،)50.80‬فإن نقطة وقف‬
‫الخسارة يجب أن تكون ىلع سعر (‪ )50.53‬دوالر للبرميل‪ ،‬كوننا نتداول ىلع‬
‫البترول‪ ،‬ويمكن القياس السابق ىلع جميع العمالت واملشتقات املالية‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫‪ .3‬إذًا ويف جميع الحاالت هناك نقطتان يجب االنتباه لهما‪ ،‬األولى وهي‬
‫املحافظة ىلع املسافة الفاصلة بين األمر املعاكس للصفقة العاملة‬
‫وسعر السوق باملقدار املحدد يف بناء االستراتيجية والذي وضعناه يف‬
‫بدايتها ب (‪ ) 17‬نقطة‪ ،‬والثانية‪ ،‬هي املحافظة ىلع املسافة الفاصلة بين‬
‫نقطة وقف الخسارة للصفقة العاملة وسعر السوق‪ ،‬والتي حددناها‬
‫باالستراتيجية الرئيسية ب (‪(27‬نقطة‪.‬‬
‫وىلع ذلك فإن إطالق الربح والزحف باألمر املعاكس‪ ،‬والزحف بنقطة وقف الخسارة‬
‫تتغلب ىلع الطريقة األولى بعدد من اإليجابيات التي يمكن للمتداول أن يحددها‬
‫بنفسه‪.‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬الزحف بنقاط الخسارة وأوامر الوقف املتعددة‬

‫يف الطريقة الثالثة من استراتيجية الوقف‪ ،‬ال بد أن نعود خطوة للوراء‬


‫ونستذكر ما أطلق عليه الكاتب اسم "نغمة التردد"‪ ،‬أثناء عرض الطرق املختلفة‬
‫لتوظيف استراتيجية الحدود‪ ،‬والتي نقصد بها بلغة أخرى هي بأن السوق قد يمر‬
‫بمرحلة سير عرضية‪ ،‬أو حتى أثناء السير بصورة موجية ويأخذ اتجاه هبوط أو‬
‫صعود ملسافات طويلة‪ ،‬فإن هذا االتجاه ال يأتي ىلع شكل متواصل أو بشكل‬

‫‪150‬‬
‫خطّي منتظم دون أن يكون هناك تراجعات تأتي ىلع شكل تذبذب قد يكون‬
‫طويالً يف بعض األحيان أو متوسط أو قصير يف أحيانًا أخرى‪.‬‬

‫وبلغة األرقام‪ ،‬فإنه قد يحدث أن يتحرك الجنية اإلسترليني مقابل الدوالر‬


‫األمريكي ‪ ،GBPUSD‬من نقطة (‪ )1.3250‬إلى نقطة (‪ ،)1.4350‬بحركة موجية‬
‫طويلة بعيدًا عن األحداث الغير عادية أو الكوارث الغير متوقعة‪ ،‬ولكن مسيرته‬
‫خالل هذه الرحلة التي قد تستغرق أشهرًا طويلة ال تكون بشكل مستمر دون‬
‫تراجع يف السعر خالل تلك الرحلة‪ .‬ولنفهم هذا الكالم بدقة متناهية فإنه‬
‫وبالعودة إلى كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول"‪ ،‬فلو قمنا‬
‫بمراقبة البيانات اليومية ىلع الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي خالل‬
‫فترة معينة تحرك فيها السوق صعودًا مسافة طويلة‪ ،‬سنجد بأنه قد يكون عدد‬
‫الشموع الصاعدة أكثر عددًا من عدد الشموع الهابطة من الناحية اإلحصائية أو قد‬
‫تكون األعداد متقاربة وبخاصة إذا كانت فترة الحركة املوجية طويلة‪ ،‬وكلما كانت‬
‫أطول كلما كان عدد أيام صعود السعر مساويًا تقريبًا لعدد أيام هبوط السعر‪ ،‬غير‬
‫أن العامل الحاسم سيبقى يف الناحية الكمية وليست اإلحصائية‪ ،‬حيث سنجد أن‬
‫متوسط طول الشموع الصاعدة أكبر حجمًا من متوسط طول الشموع الهابطة‪.‬‬
‫وتباعًا فإن الحركة املوجية الصاعدة للسعر ستكون ناتج املجموع التراكمي للتغير‬
‫يف السعر اليومي‪.‬‬

‫وبذات الوقت لو أخذنا مجموعة من الشموع الصاعدة املتتالية بشكل‬


‫يومي خالل فترة معينة‪ ،‬ثم قمنا برصد الشموع التي تمثل حركة السعر كل أربع‬
‫ساعات أو خالل ساعة أو أقل بمعنى تغيير توقيت العرض يف اإلطار الزمني ‪Time‬‬
‫‪ Fraim‬سنجد بأن تلك الشموع الصاعدة واملتتالية تخللها خالل ساعات معينة‬
‫تراجعات وهبوط يف السعر نحو األسفل ثم عاد السعر ليغلق مرتفعًا يف نهاية‬
‫يوم التداول‪ ،‬وليس أدل ىلع ذلك األمر من ظالل الشموع ‪Candle Shadow‬التي‬
‫تتركها الشموع ىلع اختالف الفترات الزمنية التي تمثلها تلك الشموع‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫وبما أن املحلل الكمي يبتعد بنفسه كليًا عن محاولة التنبؤ أو توقع ما‬
‫ستكون عليه األسعار يف املستقبل‪ ،‬بل يتعامل معها بصرف النظر عن شكلها وال‬
‫يطلب منها اتجاهًا أو شكالً محددًا‪ ،‬فإن إطالق املخيلة يف كيفية التصرف تصل‬
‫به حتمًا إلى بناء االستراتيجيات التي تتعامل مع كافة أشكال الحركة املوجية‬
‫والعرضية بنفس الوقت‪ .‬ولذلك فإن استخدام الطريقة الثالثة من إستراتيجية‬
‫الوقف ستتعامل مع هذا النوع من الحركة من خالل تعداد نغمات التردد املزدوجة‬
‫التي نضعها أمام السعر ليحقق منها ما يريد ويترك منها ما يريد‪.‬‬

‫وتتلخص هذه الطريقة بوضع سلسلة من األوامر املعلقة واملتعاكسة أىلع‬


‫السعر وأسفل منه‪ ،‬واملحافظة ىلع تلك املسافة الفارقة بين كل أمرين‬
‫متعاكسين يف حال تم تفعيل أحدهما كما يلي‪:‬‬

‫لو فرضنا بأننا سنقوم بالتداول ىلع أسعار البترول مرة أخرى كمثال وكان‬ ‫‪.1‬‬
‫سعر البترول يف تلك اللحظة (‪ )50.00‬دوالر للبرميل‪ ،‬فإن الخطوة األولى‬
‫تكون من خالل وضع سبع أوامر معلقة مزدوجة ومتعاكسة من نوع ‪Stop‬‬
‫‪ ،Orders‬بحيث نتدرج يف املسافات الفاصلة بين كل أمرين متعاكسين‬
‫فنبدأ مثالً بمسافة (‪ )20‬نقطة فاصلة بين أول أمرين متعاكسين ىلع‬
‫شكل ‪ ،Buy Stop‬و‪ .Sell Stop‬ثم نقوم بوضع أمرين متعاكسين واملسافة‬
‫الفاصلة بينهما (‪ )40‬نقطة‪ ،‬ومن ثم (‪ )60‬نقطة‪ ،‬ثم (‪ ... )80‬الخ‪ .‬بزيادة‬
‫منتظمة يف كل مرة‪.‬‬
‫‪ .2‬إن عدد األوامر املزدوجة واملتعاكسة واملسافة الفاصلة قابلة للزيادة أو‬
‫النقصان تبعًا لعدد من العوامل منها مثالً نوع املشتق املالي ومعدل‬
‫حركته اليومية‪ ،‬وكذلك قوة اتجاه الزوج يف الصعود أو الهبوط‪ ،‬األمر الذي‬
‫يعيدنا إلى كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول" الذي‬
‫ننصح مرة تلو املرة باالستفادة منه وتوظيف املعلومات التي يحتوي‬
‫عليها يف خدمة استراتيجيات فن التداول باألوامر املعلقة‪.‬‬
‫‪ .3‬عند تفعيل أحد األوامر املعلقة وبدأ السوق بالسير لصالح األمر الذي تم‬
‫تفعيله‪ ،‬فإن األمر املعاكس له يبدأ ىلع الفور بالزحف خلف األمر الذي‬

‫‪152‬‬
‫دخل السوق وبدأ بجني األرباح‪ ،‬ويبقى محافظًا ىلع املسافة الفاصلة‬
‫املحددة له ويف مثالنا السابق (‪ )20‬نقطة بالنسبة لألمر األول‪ ،‬أي أن‬
‫يبقى األمر املعلق املعاكس للصفقة التي تم تفعيلها محافظًا ىلع هذه‬
‫املسافة بينه وبين سعر السوق‪ ،‬أما إذا تراجع السوق ضد الصفقة العاملة‬
‫فإن األمر املعاكس يبقى ثابتًا يف مكانه ويبدأ بالزحف بنفس اللحظة‬
‫التي يتجاوز فيها السعر املسافة املحددة له‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب أن تكون نقطة وقف خسارة كل أمر يتم تفعيله من قبل السوق هي‬
‫نفسها نقطة دخول األمر املعاكس‪ ،‬وهي أيضًا نقطة زاحفة بالتوازي مع‬
‫األمر املعلق الذي بدأ بعملية الزحف خلف األمر الذي دخل السوق‪ ،‬بمعنى‬
‫أنه ويف اللحظة التي توقف السعر عن السير لصالح الصفقة العاملة وبدأ‬
‫بالتراجع نحو األمر املعلق املعاكس لذات األمر‪ ،‬فإن نقطة وقف خسارة‬
‫الصفقة العاملة تكون ىلع ذات النقطة‪ ،‬وكأننا قمنا بتفعيل خاصية‬
‫‪ ،Trailing Stop‬للصفقة العاملة نقطة بنقطة‪ .‬وعند بلوغ السعر لألمر‬
‫املعاكس سيتم أقفاله ىلع ربح أو ىلع خسارة بصرف النظر وسيتم‬
‫تفعيل األمر املعاكس‪.‬‬
‫‪ .5‬عند تحقيق السيناريو الوارد يف النقطة رقم (‪ )4‬السابقة‪ ،‬فإننا ىلع الفور‬
‫نقوم بوضع أمر معاكس بدل األمر الذي تم إغالقه ويبدأ مسيرته الخاصة‬
‫بالزحف خلف األمر الذي تم إغالقه‪ ،‬ومواجه كافة السيناريوهات التي يمكن‬
‫أن تحدث للصفقة العاملة‪.‬‬
‫‪ .6‬بعد فترة زمنية من وضع سلسلة األوامر املعلقة املزدوجة واملتعاكسة‪،‬‬
‫سنجد بأن جميع األوامر التي وضعها ولنفترض بأن عددها سبعة ستكون‬
‫جميعها عاملة يف السوق بنفس الوقت‪ ،‬وهناك سبعة أوامر معلقة‬
‫معاكسة لها يف االتجاه تزحف خلفها نقطة بنقطة‪ ،‬وكذلك نقاط وقف‬
‫الخسارة ‪.Trailing Stops‬‬
‫وفيما يلي جدول يوضح طريقة بناء تلك األوامر املعلقة املزدوجة واملتعاكسة‪،‬‬
‫لتوضيح الصورة إلى أقرب حد ممكن‪ ،‬قبل أن نقوم بعرض اإليجابية التي تتمتع بها‬
‫هذه الطريقة‪ ،‬حيث قمنا يف الجدول التالي بوضع سبع أوامر معلقة مزدوجة‬

‫‪153‬‬
‫ومتعاكسة‪ ،‬ىلع سعر البترول ىلع افتراض أن سعر السوق لحظة تعليق هذه‬
‫األوامر كان (‪ )50.00‬دوالر للبرميل‪.‬‬

‫‪Order‬‬ ‫‪Price‬‬ ‫‪Stop‬‬ ‫‪Profit‬‬


‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.70‬‬ ‫‪49.30‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.60‬‬ ‫‪49.40‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.50‬‬ ‫‪49.50‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.40‬‬ ‫‪49.60‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.30‬‬ ‫‪49.70‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.20‬‬ ‫‪49.80‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Buy Stop‬‬ ‫‪50.10‬‬ ‫‪49.90‬‬ ‫‪open‬‬

‫‪Market‬‬ ‫‪50.00‬‬

‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.90‬‬ ‫‪50.10‬‬ ‫‪open‬‬


‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.80‬‬ ‫‪50.20‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.70‬‬ ‫‪50.30‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.60‬‬ ‫‪50.40‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.50‬‬ ‫‪50.50‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.40‬‬ ‫‪50.60‬‬ ‫‪open‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪49.30‬‬ ‫‪50.70‬‬ ‫‪open‬‬

‫يف الجدول السابق نالحظ أن الفارق بين أول أمر ‪ ،Buy Stop‬وأول أمر ‪Sell‬‬
‫‪ ،Stop‬باعتبار أنهما أمران مزدوجان ومتعاكسان هو (‪ )20‬نقطة‪ ،‬وكذلك فإن نقطة‬
‫وقف خسارة كل أمر منهما هي نقطة دخول األمر املعاكس أيضًا‪ ،‬يف حين نجد أن‬
‫األمرين اآلخرين تفصل بينهما مسافة (‪ )40‬نقطة‪ ،‬وكذلك نقطة الوقف الخاصة‬
‫بكل واحد منهما هي نقطة دخول األمر املعاكس له وهكذا‪.‬‬

‫وهذه املسافة الفاصلة بين كل أمرين يجب أن تبقى ثابته بشكل دائم‪،‬‬
‫مع مالحظة أنه ويف لحظة تفعيل أي أمر من األمرين املتقابلين‪ ،‬فإن املقارنة‬
‫تنتقل مباشرةً ما بين األمر املعاكس الذي لم يتم تفعيله وبين سعر السوق‬
‫اللحظي‪ ،‬فعلى سبيل املثال فعند تفعيل أمر الشراء األول وىلع سعر (‪ ،)50.10‬ثم‬
‫مشى السوق إلى سعر (‪ ،)50.50‬فإن األمر املعاكس الذي يوجد ىلع نقطة‬

‫‪154‬‬
‫(‪ ،)49.90‬يجب أن يكون تحرك إلى نقطة (‪ ،)50.30‬وكذلك نقطة وقف الخسارة لألمر‬
‫العامل الذي يجب أن تكون أيضًا ىلع سعر (‪ ،)50.30‬أي فوق نقطة دخول الصفقة‬
‫العاملة‪.‬‬

‫ويف الحالة السابقة‪ ،‬فإذا تراجع السوق ووصل إلى سعر (‪ ،)50.30‬سنجد‬
‫بأن الصفقة العاملة قد أغلقت ىلع ربح (‪ )20‬نقطة صافية من خالل تفعيل‬
‫خاصية ‪ ،Trailing Stop‬وتم ىلع ذات النقطة دخول األمر املعاكس‪ .‬وال ننسى أنه‬
‫ويف تلك اللحظة سيتم إعادة بناء األمر الذي خرج من السوق وىلع بعد (‪)20‬‬
‫نقطة من األمر الذي تم تفعيله‪ ،‬أي ىلع نقطة (‪ ،)50.50‬وهي آخر نقطة وصل‬
‫إليها السعر قبل أن يتراجع نحو نقطة (‪.)50.30‬‬

‫أما عن فوائد هذه الطريقة التي يمكن للمتداول املتمرس أن يقوم بحصر‬
‫أكبر قدر منها فإن النقاط التي يرغب الكاتب يف ذكرها هنا تتلخص بما يلي‪:‬‬

‫إن أطالق الربح للصفقات العاملة يحمي املتداول من عمليات اإلغالق‬


‫املتكرر وإعادة فتح الصفقات مرة أخرى وخسارة فرق االسبرد يف كل مرة يتم‬
‫اإلغالق وإعادة فتح الصفقات‪.‬‬

‫إن وجود عدة صفقات متتالية من نفس النوع وىلع مسافات متنوعة‪،‬‬
‫تعني بكل بساطة بأنه ويف اللحظة التي يتم فيها تفعيل آخر أمر معلق من‬
‫نفس االتجاه‪ ،‬فإن الصفقات األولى ستكون محتفظة بكمية ربح كبيرة جدًا‪ ،‬وإذا ما‬
‫قرر السعر أن يتراجع عن آخر نقطة وصل إليها فإن بعض الصفقات ستقوم بجني‬
‫األرباح وحماية الصفقات التي ال زالت عاملة‪ ،‬لتعمل ما يعرفه املتداول باسم الهدج‬
‫‪ . Hedge‬ويف املرحلة التي سيعود فيها السوق إلغالق أىلع صفقة تم تفعيلها‬
‫ىلع نقطة وقفها ستكون الصفقات األولى والقريبة محققة لربح كبير جدًا أثناء‬
‫مسيرة العودة‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫وأخيرًا وحتى ال نطيل يف السرد النظري فيكفي أن نذكر نقطة ىلع‬
‫درجة عالية من األهمية وهي أن ما أطلق عليه الكاتب اسم "نغمة التردد"‬
‫يستحيل أن تكون متكررة ىلع أكثر من مسافة‪ ،‬فقد يكون اتجاه السوق صاعدًا أو‬
‫هابطًا بشكل موجي طويل‪ ،‬والترددات تكون مختلفة يف كل مرة‪ ،‬فقد تكون‬
‫قصيرة أو متوسطة‪ ،‬ويصعب جدًا أن تقوم بتفعيل جميع الصفقات املتعاكسة‬
‫دفعة واحدة‪ ،‬بمعنى أن هناك بعض الصفقات بعد تفعيلها ستبقى محافظة‬
‫ىلع عمليات جني األرباح ملسافات طويلة وبخاصة إذا كان السوق يف مرحلة‬
‫موجة طويلة‪ ،‬وقوة ذلك االتجاه عالية جدًا‪.‬‬

‫إضافات نوعية يف دمج إستراتيجية الوقف مع التداول باالتجاه الواحد‬

‫بعد أن قمنا باستعراض استراتيجية الوقف كأحد أبرز إستراتيجيات "فن‬


‫التداول باألوامر املعلقة" سواء كما وردت يف شكلها الرئيسي يف كتابنا السابق أو‬
‫يف الصور املرك بة أو املطور لهذه االستراتيجية كما تم عرضها يف الصفحات‬
‫السابقة من هذا الكتاب‪ ،‬ال بد لنا اآلن من االنتقال ملستوى مختلف تمامًا من‬
‫التفكير يف الكيفية التي نقوم من خاللها بتوظيف إستراتيجية الوقف واالستفادة‬
‫من مميزاتها من خالل إسقاطها ىلع استراتيجية التداول باالتجاه الواحد بعد أن‬
‫قدمنا لها سابقاُ وعرفنا األوجه املتعددة لها والكيفية التي قمنا من خاللها‬
‫بتوظيف بعض املؤشرات الفنية البسيطة من أجل رفع كفاءة استراتيجية التداول‬
‫باالتجاه الواحد من خالل تحديد الفترات التي نقوم بالتركيز ىلع صفقات الشراء‬
‫خالل املوجه السعرية الصاعدة‪ ،‬والتركيز ىلع صفقات البيع خالل املوجة‬
‫السعرية الهابطة‪.‬‬

‫وبناء ىلع ما تقدم فإن محاولة التجريد العقلي لكل ما تقدم ومحاولة‬
‫إسقاط أو توظيف استراتيجية الوقف من فن التداول باألوامر املعلقة مع‬

‫‪156‬‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ستكشف لنا عن مميزات إضافية لم يكن من‬
‫املمكن الكشف عنها ما لم نمر بالخطوات السابقة جميعها حتى يكون البناء قائم‬
‫ىلع مراحل تعتمد ىلع بعضها البعض يف املسيرة نحو بناء استراتيجيات‬
‫متقدمة للغاية‪ ،‬ولذلك يجب التركيز ىلع النقاط التالية يف ضوء محاولة الدمج أو‬
‫الربط ما بين استراتيجية الوقف واستراتيجية التداول باالتجاه الواحد وهي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬بدون الخوض يف التفصيالت السابقة الستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‬


‫واملراحل أو األوجه املتعددة واملتقدمة التي عرضنا لها‪ ،‬يجب ىلع املتداول أن‬
‫يدرك بأن التداول باالتجاه الواحد يعني بأن جميع الصفقات يجب أن تبقى تأخذ‬
‫نفس االتجاه أو نفس الطابع‪ ،‬فهي إما أن تكون شراء أو بيع فقط ال غير‪ ،‬وبصرف‬
‫النظر عن طريقة الدخول إلى السوق الذي يأخذ ثالثة أشكال وهي‪ ،‬الدخول‬
‫املباشر للسوق ىلع السعر اللحظي املتوفر‪ ،‬وإما الدخول من خالل أمر معلق من‬
‫نوعية أوامر الحدود ‪ Limit Orders‬وإما من خالل أمر معلق من نوعية أوامر الوقف‬
‫‪ Stop Orders‬وال يوجد أي شكل ثالث للدخول إلى السوق يخرج عن هذا النطاق‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬إن األوامر من النوع األخير وهو نوعية الوقف ‪ Stop Orders‬تأتي متقدمة ىلع‬
‫السعر بشكل مستمر‪ ،‬وبشكل أوضح فأوامر الشراء من نوع ‪ Stop‬سيكون موقعها‬
‫فوق سعر السوق اللحظي بشكل دائم وال تأتي أسفل منه ىلع اإلطالق‪ ،‬والعكس‬
‫تمامًا بالنسبة ألوامر البيع التي ستكون دائمًا تحت سعر السوق‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬إن توظيف التحليل الفني يف تحديد الوجهة األقوى يف حركة السعر من‬
‫خالل واحدة من الطرق الثالثة التي سبق وأن قدمناها يف كتاب "التحليل الكمي‬
‫يف بناء استراتيجيات التداول" وضحنا بأن قوة اتجاه السوق تتراوح ما بين القوة‬
‫(‪ )100‬والقوة (‪ ) 100-‬من خالل إعطاء وزن نسبي لكل مؤشر تم توظيفه يف أي‬
‫طريقة من الطرق الثالث‪ ،‬سواء املتوسطات العشرة أو التركيبة األولى من‬
‫املؤشرات الفنية أو التركيبة الثانية من املؤشرات املتجانسة‪ .‬وعليه فقد حددنا‬

‫‪157‬‬
‫بأن الدخول يف صفقة الشراء تكون إذا تجاوزت القوة النسبية للمؤشرات فوق‬
‫القوة (‪ ) 30+‬وال ندخل أي صفقة بيع فوق هذه القوة ألن احتمالية وجود موجة‬
‫سعرية صاعدة ستكون كبيرة للغاية‪ ،‬يف حين أن صفقات البيع ال تدخل السوق إال‬
‫تحت القوة (‪ ) 30-‬دون أن يتخللها صفقة شراء‪ .‬أم املسافة الفاصلة أو الرمادية بين‬
‫هاتين القوتين فنحن أمام خياران وهما االبتعاد عن التداول يف تلك املنطقة أو‬
‫توظيف واحدة من الخيارات املتعددة من االستراتيجيات الكثيرة كاستراتيجية‬
‫الحدود ويف أي شكل من أشكالها املتعددة‪.‬‬

‫وعليه فإن مراقبة حركة السعر بنظرة شمولية التي نلحظ فيها وجود‬
‫موجات سعرية صاعدة أو هابطة‪ ،‬ومحاولة التفكير يف استراتيجية الوقف فإننا‬
‫سنقف حتمًا أمام مميزات ال تتوفر لنا يف أي إستراتيجية أخرى سبق وأن تم‬
‫شرحها وبخاصة يف استراتيجية الحدود السابقة التي قدمنا لها بالكثير من‬
‫التفصيالت‪.‬‬

‫ولكي نستوعب ذلك فإن أكثر ما يخيف املتداول عند تنفيذ أي صفقة هو‬
‫أن يمشي السعر بعكس االتجاه الذي يرغب به‪ .‬فإن كانت الصفقة شراء فإن أشد ما‬
‫يخيف املتداول هو أن يبدأ السعر بالهبوط ويكون قرار املتداول خاطئ بشكل‬
‫قطعي بحسب ما يعتقد‪ .‬مع أنه ليس بالضرورة أن يكون قراره خطاء وإنما كان‬
‫صائبًا بشكل مطلق وفق املعطيات والحسابات الفنية والكمية‪ ،‬وكل ما حدث هو‬
‫عبارة عن تردد أو تذبذب لحركة السعر أو قد تكون نقطة جني أرباح لبعض كبار‬
‫املستثمرين املؤثرين يف حركة املشتقات املالية‪.‬‬

‫وىلع ذلك وحتى نبدأ بفهم إستراتيجية الوقف واملميزات التي توفرها‬
‫لنا‪ ،‬ال بد من إعادة التذكير باستراتيجية الحدود السابقة وقلنا بأنه وىلع سبيل‬
‫املثال إذا كان لدينا موجة سعرية صاعدة فإن أوامر الشراء املعلقة ستكون بشكل‬
‫حتمي أسفل السعر‪ ،‬ويف حال مواصلة السعر باالرتفاع فإننا سنحتاج بشكل دائم‬

‫‪158‬‬
‫إلى تعديل نقطة دخول األمر املعلق من نوع ‪ Limit‬وذلك من خالل رفعه بشكل‬
‫مستمر ومتواصل مع كل مدخالته إن وجدت وبخاصة نقطة وقف الخسارة‪ .‬وىلع‬
‫ذلك فإن كل املسافة ما بين نقطة األمر املعلق واملسافة التي قطعها السعر‬
‫صعودًا بالتوافق مع املوجة السعرية الصاعدة هي مسافة ضائعة بالنسبة‬
‫للمتداول وكان من األفضل لو أنه قام بالدخول إلى السوق بشكل مباشر ومحققًا‬
‫للربح خالل كل تلك املسافة‪.‬‬

‫من باب آخر فإن وبالنظر إلى طبيعة أوامر الحدود أو األوامر من نوع ‪Limit‬‬
‫التي تكون أسفل السعر مع املوجة الصاعدة‪ ،‬وفوق السعر مع املوجة الهابطة‪،‬‬
‫فإنه ويف اللحظة التي يقرر يف السعر أن يمشي باالتجاه املعاكس فإننا بذلك‬
‫نحكم وبشكل مسبق ىلع إدخال صفقات للسوق محكوم عليها بالفشل‪ ،‬وكأننا‬
‫نعاند حركة السعر من خالل التصدي له بأوامر الشراء املعلقة التي تأتي أسفل‬
‫السعر‪ .‬بينما ىلع الصعيد املقابل نجد بأن األوامر املعلقة من نوع ‪ Stop‬والتي‬
‫تأتي متقدمة ىلع السعر فإنه لو تحقق منها أمر أو أكثر وعاد السعر باالتجاه اآلخر‬
‫فإنه ومع وجود نقطة وقف الخسارة املحددة سلفاُ ىلع الصفقة فإن خروج‬
‫الصفقة من السوق ال يكون محكومًا بدخول صفقة أخرى مطلقًا وبإمكان السعر أن‬
‫يواصل مسيرته دون أن يكون لدى املتداول أي صفقات‪ ،‬بمعنى أن السعر سيمشي‬
‫بعكس املوجة السعرية مع حمولة فارغة من الصفقات حتى يقرر السعر العودة‬
‫باالتجاه املرغوب أو املتوافق مع املوجة السعرية وبالتالي مع الصفقات أو األوامر‬
‫التي يضعها املتداول متقدمة ىلع السعر يف كل مرة يتغير فيها السعر ليضع‬
‫نقطة دخول أفضل مع كل تراجع‪.‬‬

‫وحتى نفهم املوضوع بشكل تطبيقي سنضع الخطوات التالية التي تبين‬
‫بشكل واضح اآللية التي يجري فيها التداول بفاعلية مطلقة وفق هذا املنظور‬
‫املتقدم للغاية‪ ،‬وهذه الخطوات هي‪:‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ .1‬الخطوة األولى هي رصد وجود موجة سعرية صاعدة أو هابطة‪ ،‬بحيث‬
‫تكون قوة تلك املوجة السعرية أكبر أو تساوي (‪ )30+‬للصاعدة أو أقل أو‬
‫تساوي (‪ )30-‬بالنسبة للموجة الهابطة‪.‬‬
‫‪ .2‬ىلع افتراض رصد موجة سعرية صاعدة‪ ،‬فإن الخطوة التالية تكون من‬
‫خالل وضع أمر أو أوامر معلقة فوق سعر السوق بمسافة معينة‬
‫ولنفترض بأنها (‪ )20‬نقطة‪ ،‬فلو كان سعر الجنية االسترليني مقابل‬
‫الدوالر األمريكي ىلع سعر (‪ )1.3500‬فإن نقطة أمر الشراء املعلق من‬
‫نوع ‪ Stop‬سيكون ىلع سعر (‪.)1.3570‬‬
‫‪ .3‬وضع نقطة وقف خسارة ىلع األمر املعلق ولنفترض بأنها ‪ 35‬نقطة‬
‫والتي ستكون ىلع سعر (‪ .)1.3535‬وكذلك نقطة جني أرباح ولنفترض‬
‫بأنها (‪ )50‬نقطة والتي ستكون ىلع سعر (‪.)1.3620‬‬
‫‪ .4‬إذا ارتفع السعر وذهب باتجاه األمر املعلق فيبقى الحال كما هو عليه‪،‬‬
‫دون أي تغيير‪ ،‬ولكن يف حال هبوط السعر نحو األسفل قبل تفعيل‬
‫األمر املعلق فإننا يجب أن نقوم ىلع الفور بتعديل نقطة دخول أمر‬
‫الشراء املعلق والهبوط به نحو األسفل خلف السعر مع كل مدخالت‬
‫األمر املعلق من حيث نقطة وقف الخسارة ونقطة جني األرباح كذلك‪.‬‬
‫وهنا يمكن اعتماد أكثر من وسيلة يف ذلك كاملشي خلف السعر‬
‫نقطة بنقطة أو كل خمسة نقاط أو عشرة‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإننا سنكون أمام حالة مستقرة من التداول املرن‪ ،‬الذي سيحقق لنا‬
‫عددًا من الفوائد التي سنذكرها تاليًا بعد استكمال السيناريوهات التي يمكن أن‬
‫تحدث فيما بعد بالنسبة للصفقة أو األمر املعلق وهذه السيناريوهات هي ما يلي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬إذا صعد السعر وقام بتفعيل أمر الشراء املعلق ‪ Buy Stop‬ىلع سعر ‪1.3570‬‬
‫فإن السعر إما أن يواصل صعوده باتجاه الهدف وإما أن يهبط قليالً ويواصل الصعود‬
‫نحو الهدف‪ ،‬ويف هذا السيناريو سنفترض بأن السعر واصل الصعود وقام بتحقق‬

‫‪160‬‬
‫الهدف املطلوب واملحدد ىلع نقطة (‪ )1.3620‬وهو ما يريده أو يفضله املتداول‪.‬‬
‫ويف حال تحقق هذا األمر فإنه التصرف السليم يقول بأنه يجب أن نقوم بوضع أمر‬
‫شراء ملعق آخر فوق سعر السوق ب (‪ )20‬نقطة أخرى أي ىلع سعر (‪ ،)1.3640‬ومن‬
‫ثم نقوم باملراقبة فإن هبط السعر فإننا نكون قد حققن الهدف املنشود من‬
‫الصفقة ومن ثم هبط السعر بحمولة فارغة دون صفقات عاملة‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫يستدعي أن نبدأ بالهبوط بنقطة دخول أمر الشراء املعلق املوجود ىلع سعر‬
‫(‪ ) 1.3640‬هبوطًا نحو األسفل لنضمن الدخول إلى السوق مرة أخرى من أفضل مكان‬
‫ممكن والذي قد يكون تحت نقطة الهدف األول الذي خرجنا عنده وهو (‪)1.3620‬‬
‫وهو أفضل ما يقد يحصل عليه املتداول من تكرار الدخول يف صفقات الشراء من‬
‫مناطق أدنى من مناطق الخروج بعد تحقيق األهداف ىلع الصفقات السابقة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬السيناريو الثاني الذي يمكن أن يتحقق هو أن السعر بعد أن يتم تفعيل أمر‬
‫الشراء املعلق ىلع سعر (‪ )1.3570‬أن يهبط إلى نقطة وقف خسارة الصفقة ىلع‬
‫سعر (‪ ،) 1.3535‬وهو األمر الذي ال يرغب به املتداول ولكن بما أن العمل يجري وفق‬
‫ضوابط علمية دقيقة فأننا ىلع الفور سنحتاج إلى وضع أمر شراء معلق جديد‬
‫فوق سعر السوق ب (‪ )20‬نقطة وسيكون ىلع سعر (‪ )1.3555‬أي تحت نقطة الشراء‬
‫السابقة للصفقة التي خرجت من السوق ب (‪ )15‬نقطة نحو األسفل‪ ،‬وعليه فإما أن‬
‫يعود السعر لالرتفاع من أجل تفعيل أمر الشراء الجديد الذي سيكون هدفه ىلع‬
‫سعر (‪ ) 1.3605‬وأقرب من هدف الصفقة األولى التي خرجت‪ ،‬وإما أن يهبط السعر‬
‫بحمولة فارغة ونبدأ معها بالهبوط بنقطة أمر الشراء املعلق نحو األسفل بشكل‬
‫تدريجي من أجل ضمان دخول السوق من أفضل نقطة ممكنة مستفيدين من‬
‫تراجع السعر يف ظل املوجة الصاعدة ولكن بدون أي انعكاس سلبي ىلع رأس‬
‫املال العامل ألنه ال يوجد أي صفقة عاملة‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫والعكس صحيح تمامًا يف حال وجود موجة سعرية هابطة تم رصدها‪ ،‬فسيتم‬
‫العمل من خالل استخدام أوامر البيع املعلقة من نوع ‪ Sell Stop‬التي ستكون‬
‫أسفل السعر بشكل مستمر‪.‬‬

‫إستراتيجية العالقات بين املشتقات املالية‬

‫يف كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول يف األسواق‬


‫املالية العاملية" قدمنا الوجه الرئيسي الستراتيجية العالقات بين املشتقات‬
‫املالية‪ ،‬وأنها تمثل إحدى أفضل االستراتيجيات التي يمكن استخدامها يف تداوالت‬
‫آمنة للغاية ملا لها من دور يف املحافظة ىلع رأس املال العامل مستغلين‬
‫العالقات البينية التي تربط حركة املشتقات املالية بعضها ببعض‪ ،‬وحتى ال‬
‫يضطر املتداول أو الباحث إلى العودة إلى ذلك الكتاب مرة أخرى‪ ،‬فال بد من إعادة‬
‫شرح املفهوم الرئيسي لهذه اإلستراتيجية بصورتها التي وردت يف ذلك الكتاب‬
‫مع بعض اإلضافات الهامة‪ ،‬ومن ثم سنتطرق إلى تقديم وجه جديد متقدم لهذه‬
‫االستراتيجية تزيد من كفاءتها وترفع من مقدار الربحية املتوقعة منها‪.‬‬

‫وأشرنا يف كتاب "التحليل الكمي يف بناء إستراتيجيات التداول" إلى أنه‬


‫وحتى نفهم طبيعة هذه اإلستراتيجية ودورها يف تحقيق األرباح املتوقعة‬
‫للمضارب يف األسواق املالية العاملية‪ ،‬ال بد من املرور السريع ىلع بعض‬
‫املعلومات األساسية حتى تكتمل الصورة يف ذهن القارئ الكريم‪ ،‬الذي ينوي‬
‫الدخول يف عالم التحليل الكمي‪ ،‬ذلك العالم املليء بالسحر والدهشة تمامًا مثل‬
‫الذي يكتشف جزيرة أو قارة جديدة غير موجودة ىلع خارطة العالم‪.‬‬

‫فلقد تعلمنا يف دراستنا الجامعية األولى ىلع األقل‪ ،‬وأثناء دراستنا‬


‫ألساليب البحث العلمي وطرق جميع البيانات وتحليلها‪ ،‬بأن هناك شيء أسمه‬
‫معامل االرتباط بين املتغيرات‪ ،‬كالعالقة مثالً بين مستوى الذكاء ومستوى‬

‫‪162‬‬
‫التحصيل الدراسي‪ ،‬أو العالقة بين معدل تحصيل الطالب يف مادة الرياضيات‬
‫بمعدل تحصيل الطالب يف مادة الفيزياء‪ .‬وقد تعلمنا بأن معامل االرتباط له‬
‫نوعين‪ ،‬هما االرتباط اإليجابي‪ ،‬واالرتباط السلبي‪ ،‬ويتم التعبير عنه كميًا بين (‪،)1+‬‬
‫و(‪ ،)1-‬فكلما اقتربت قيمة معامل االرتباط من القيمة (‪ ،)1+‬كلما كانت العالقة‬
‫إيجابية وتقترب من الكمال‪ .‬والشكل التالي يوضح ذلك‬

‫ومثال ذلك فلو تبين أن قيمة العالقة االرتباطية بين مستوى تحصيل‬
‫الطالبة يف مادة الرياضيات ومستوى تحصيله يف مادة الفيزياء بلغت (‪،)0.92+‬‬
‫فإننا نعرف بأن العالقة إيجابية وتقترب من الكمال‪ ،‬بمعنى أنه كلما ارتفع مستوى‬
‫تحصيل الطالب يف مادة الرياضيات كلما ارتفع مستوى تحصيله يف مادة الفيزياء‬
‫والعكس صحيح‪ .‬وباملقابل إذا كان مستوى العالقة بين عالمة الطالب ىلع‬
‫مقياس الذكاء ومستوى تحصيله العلمي يف املعدل العام مثالً تساوي (‪،)0.80-‬‬
‫فإننا نعرف مباشرةً بأن الطالب الذكي يبحث عن أمور تشغله عقله أكثر من قراءة‬
‫وحفظ املقررات الدراسية‪ ،‬وأن مستوى ذكاءه يرتبط بشكل سلبي مع مستوى‬
‫التحصيل الدراسي‪ ،‬بمعنى أنه كلما ارتفع مستوى الذكاء لديه كلما انخفض‬
‫مستوى تحصيله الدراسي بشكل عام أو يف مقررات دراسية بعينها‪ ،‬بسبب‬
‫انشغاله بأمور أخرى ربما‪ .‬وهذا طبعًا ىلع سبيل املثال وليس الحقيقة‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫ىلع أن أشهر معادالت كمية إحصائية للتعبير عن مستوى العالقة بين أي‬
‫متغيرات يتم التعبير عنها بطريقة كمية هي معامل ارتباط بيرسون ‪Person‬‬
‫‪ ،Correlation Coefficient‬ومعامل ارتباط سبيرمان ‪Spearman Correlation‬‬
‫‪ ،Coefficient‬وبإمكان املتداول الكريم الحصول ىلع تفاصيل أو طريقة حساب‬
‫معامل االرتباط بين أي متغيرات بالرجوع إلى أي كتاب إحصائي‪ ،‬أو استخدام الشبكة‬
‫العنكبوتية يف الحصول ىلع املعلومات التفصيلية‪.‬‬

‫واآلن لنرجع إلى عالم التداول الذي نحاول أن نخترق أسراره من خالل‬
‫توظيف كافة املهارات واملعلومات التي لدينا يف هذه املهمة‪ ،‬وقبل ذلك يجب‬
‫ىلع املتداول الكريم أن يعلم بأنه فعليًا يقوم باستخدام معامل االرتباط من حيث‬
‫ال يعلم‪ ،‬ولكن بطريقة عشوائية وغير علمية‪ ،‬بل يقوم بذلك من خالل التوقع سواء‬
‫أكان يعتمد ىلع التحليل الفني أو التحليل األساسي‪ ،‬وقد يسأل واحد منكم كيف‬
‫يتم ذلك؟‬

‫فمن ناحية التحليل الفني فإن املتداول عندما يتوقع هبوط سعر أحد‬
‫العمالت الرئيسية أو أحد املشتقات املالية بناء ىلع حدوث أمر معين يف الرسم‬
‫البياني أو الشارت‪ ،‬كتقاطع املتوسط (‪ )20‬مع املتوسط (‪ ،)50‬فإنك تفعل ذلك‬
‫بناء ىلع تكرار مشاهدتك لهذا األمر‪ ،‬حيث تالحظ مثالً بأنه إذا كان املتوسط‬
‫املتحرك (‪ ) 20‬الذي يتم التعبير عنه بخط معين ىلع الشارت يقطع خط‬
‫املتوسط املتحرك (‪ ) 50‬باتجاه األسفل فإنك تفترض بأن السعر سوف يهبط خالل‬
‫الفترة الزمنية القادمة بعد حصول هذا األمر‪ ،‬وتأخذ قرارك بالبيع بناء ىلع هذه‬
‫املشاهدة‪ ،‬بمعنى أنك تفترض وجود عالقة إيجابية بين هذا التقاطع وبين هبوط‬
‫السعر يف هذه الحالة‪ ،‬أو ارتفاع السعر يف حال حدوث العكس‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫ولكن السؤال‪ :‬هل قمت بالتعبير أو فحص هذه العالقة بطريقة كمية‪،‬‬
‫وقمت بحساب معامل االرتباط بين حدوث هذه الظاهرة‪ ،‬وبين هبوط السعر أو‬
‫ارتفاعه‪ ،‬من خالل فحص تاريخ السلوك السعري وتكرار حدوث هذه الظاهرة؟‬

‫أما من ناحية التحليل األساسي الذي يعتمد ىلع البيانات االقتصادية‪،‬‬


‫فإنك كمضارب تقوم باستخدام العالقات الثنائية من حيث ال تعلم‪ ،‬ولتوضيح ذلك‬
‫لنفترض أنك من املتداولين الذين يعتمدون ىلع التحليل األساسي يف التداول‪،‬‬
‫وتنتظر دائمًا صدور البيانات االقتصادية املختلفة ألخذ قراراتك بالبيع والشراء‬
‫بحسب قيمة تلك البيانات كبيانات التضخم وامليزان التجاري‪ ،‬والوظائف‬
‫املستحدثة‪ ،‬ومعدل الفائدة‪ ...‬الخ ‪ ،‬ولنأخذ ىلع سبيل املثال الوظائف غير‬
‫الزراعية ‪ Nonfarm Payrolls‬التي يتم استحداثها يف الواليات املتحدة والتي‬
‫يفترض وجود عالقة بينها وبين قوة أو ضعف الدوالر األمريكي بمقابل بقية‬
‫العمالت‪.‬‬

‫لنقل بأن الخبر الذي يتوقعه املحللون وهو الوظائف غير الزراعية كان‬
‫بزيادة بقيمة ‪ 50‬ألف وظيفة عن السابق‪ ،‬وهذا يدل ىلع أو يفترض أنه يعكس‬
‫قوة يف الدوالر األمريكي‪ ،‬أي أنه إذا صدق املحللون يف توقع هذا الرقم فإن‬
‫املفترض أن يحصل هو هبوط قوي وكبير يف كافة العمالت العاملية بمقابل‬
‫الدوالر األمريكي‪ ،‬أي أنك كمتابع ومضارب تعتمد ىلع التحليل األساسي فإنك‬
‫بشكل فوري وطبيعي ستقوم ببيع أحد العمالت الرئيسية مثل اليورو دوالر‬
‫‪ ، EURUSD‬ألنك تفترض وجود هذه العالقة القوية بين عدد الوظائف التي تم‬
‫استحداثها وقوة الدوالر يف مواجهة باقي العمالت العاملية األخرى‪ .‬أي أنك من‬
‫حيث ال تعلم تقوم باستخدام العالقة بين املتغيرات املختلفة بطريقة أو بأخرى‬
‫دون وعي كامل بالتفاصيل‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫ولكن مرة أخرى هل قمت بعملية رصد لبيانات الوظائف غير الزراعية‬
‫املستحدثة يف الواليات املتحدة األمريكية لفترة زمنية طويلة سابقة‪ ،‬وقمت‬
‫برصد السلوك السعري للعمالت العاملية بمقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬أو مقدار التغير‬
‫يف السعر بمقابل التغير يف عدد الوظائف املستحدثة؟ اإلجابة املنطقية التي‬
‫نفترضها هنا‪ ،‬ومن واقع عملي مبني ىلع مشاهدات املؤلف أن لم تقم بذلك‪،‬‬
‫ولتعلم بأن الغالبية العظمي من املتداولين لم يقوموا بذلك ىلع وجه القطع إن‬
‫لم يكن جميعهم؛ ألن الجميع أخذ األمر كواقع مسلم به أو أن افتراص أن هذه‬
‫العالقة هو من األمور البديهية التي بات الجميع يؤمن بها دون أن يقوموا‬
‫بدراستها وتحليلها بشكل شخصي‪ ،‬مثل اعتقاد الجميع بأن األرض كروية الشكل‪،‬‬
‫وأي فرد يقول بأنها مسطحة قد يتم اتهامه بالجنون‪ ،‬دون أن نكلف أنفسنا عناء‬
‫البحث أو االستماع حتى لألدلة التي يقدمها من يقول بأن األرض ثابتة ومسطحة‬
‫الشكل‪.‬‬

‫باملقابل‪ ،‬لو كان افتراض وجود هذه العالقة صحيح تمامًا‪ ،‬وهو األمر الذي ال‬
‫ينفيه املؤلف باملناسبة‪ ،‬لكان تحقيق األرباح بناءً ىلع نتائج البيانات االقتصادية‬
‫الصادرة من كافة الدول التي لها تأثير ىلع ما يحدث يف أسعار املشتقات املالية‬
‫أمرًا يف غاية السهول‪ ،‬ولكن ما نشاهده وما يحدث ىلع أرض الواقع أمر مختلف‬
‫تمامًا‪ ،‬فالسواد األعظم من املتداولين يخسرون حساباتهم بالكامل بعد فترة زمنية‬
‫سواء أكانت طويلة أو قصيرة‪ ،‬بحسب متغيرات عديدة‪ .‬فأين الخلل إذن؟‬

‫قد يكون الخلل بأن البيانات االقتصادية التي صدرت عن جهة معينة مثل‬
‫خبر الوظائف غير الزراعية يف الواليات املتحدة األمريكية جاء باالتجاه املطلوب‪،‬‬
‫وبحسب ما يتوقعه املحللون‪ ،‬غير أن استجابة األسعار لهذا الخبر وتفاعلها معه‬
‫كان بعكس املتوقع تمامًا‪ ،‬وخسر جميع من راهن ىلع هذا الخبر حساباتهم‪،‬‬
‫ألنهم لم ينتبهوا مثالً إلى أن هناك بيانات أخرى تزامنت مع صدور الخبر الذي‬
‫تنتظره‪ ،‬وكانت البيانات األخرى لها تأثير سلبي وكبير ىلع استجابة السعر وتأثيرها‬

‫‪166‬‬
‫ىلع السلوك السعري للعمالت مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬أكبر من تأثير خبر الوظائف‬
‫غير الزراعية املستحدثة ىلع السلوك السعري‪ .‬وهو األمر الذي يربك املتداول‬
‫ويجعله يخسر حسابه‪ ،‬ألنه كان بحاجة إلى تحليل من نوع آخر ومختلف تمامًا وال‬
‫يقتصر ىلع مجرد افتراض وجود عالقة إيجابية أو سلبية مفترضة بين صدور أحد‬
‫البيانات االقتصادية والسلوك السعري‪.‬‬

‫فقد يكون نوع التحليل الذي يحتاجه املتداول‪ ،‬يختلف عن الوجه البسيط‬
‫للعالقات السطحية املفترضة بين قيمة البيانات االقتصادية الصادرة‪ ،‬والسلوك‬
‫السعري الذي قد يذهب عكس املتوقع تمامًا‪ ،‬وهذا النوع من التحليل معقد جدًا‬
‫بالطبع‪ ،‬وهو ما نطلق عليه اسم التحليل العاملي ‪ ، Factor Analysis‬أو تحليل‬
‫االنحدار الخطي أو املتعدد ‪ ،Liner or Multi Regression‬بمعنى أن تحديد اتجاه‬
‫السعر يحتاج إلى األخذ بعين االعتبار مجموعة كبيرة من البيانات االقتصادية ذات‬
‫العالقة املباشرة بالسلوك السعري‪ ،‬ومدى أو قيمة مساهمة كل نوع من هذه‬
‫البيانات بتحديد قيمة السعر‪.‬‬

‫ال نريد التوسع أكثر من ذلك يف هذا الباب‪ ،‬ألننا نبحث عن تحليل كمي‬
‫سهل وبإمكان أي مضارب أن يقوم باستخدامه بذكاء ويحقق الربح إذا ما أحسن‬
‫التعامل مع لغة األرقام‪ ،‬وبإمكان املتداول الكريم املهتم بالتحليل األساسي أن‬
‫يقوم بإجراء املزيد من البحث املتخصص حول التحليل العاملي أو تحليل االنحدار‬
‫الذي أشرنا إليه أعاله‪.‬‬

‫إن كل ما سبق ذكره يعيدنا إلى السؤال عن عدد املتداولين املحترفين‬


‫واملختصين بعمليات التحليل اإلحصائي‪ ،‬أو من ممن لديهم الوقت الكايف للقيام‬
‫بمثل هذه العمليات املعقدة من التحليل العاملي أو تحليل االنحدار‪ ،‬والتي قد‬
‫تختلف كليًا عن طبيعة عمل أي واحد فينا‪ ،‬فقد يكون عملي كمضارب هو‬
‫املحاماة‪ ،‬أو الزراعة‪ ،‬أو البناء‪ ...‬الخ من املهن التي ال يدخل يف صلبها مثل هذه‬

‫‪167‬‬
‫العمليات املحاسبية املعقدة‪ ،‬وما يقوم به من مضاربات ال يتعدى عن باب استثمار‬
‫تعرف عليه بطريقة أو بأخرى ووصل األمر إلى أن أصبحت مهووسًا بهذا السوق‬
‫بسبب عنصر التشويق واألمل الكبير بتحقيق الربح‪ ،‬ما دام العمل يف هذا السوق‬
‫ىلع مدار الساعة ولخمسة أيام يف األسبوع‪.‬‬

‫إذن نحن بحاجة إلى تبسيط األمر علينا بحيث ال يصبح التحليل والتداول‬
‫أمرًا معقدًا للغاية‪ ،‬ويف نفس الوقت ال نريد أن تصبح عمليات التداول ال تتعدى‬
‫عن كونها مجرد رهان أو مقامرة أو ضربة حظ‪ ،‬بل نحتاج إلى طريقة من النوع‬
‫العلمي والسهل يف الوقت نفسه‪ .‬والتي يعتقد املؤلف بأنها ال يمكن أن تتحقق‬
‫إال من خالل التحليل الكمي‪ .‬وأحد أهم هذه التحليالت هي العالقات الثنائية بين‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬أو بين العمالت املختلفة‪.‬‬

‫وتقوم استراتيجية العالقات بين املشتقات املالية ببساطة مطلقة ىلع‬


‫الدخول يف صفقتين أو عمليتي مضاربة يف الوقت ذاته ىلع سلعتين أو زوجين‬
‫من العمالت‪ ،‬بناء ىلع العالقة القائمة بين الطرفين‪.‬‬

‫هذا هو اإلطار العام لهذه اإلستراتيجية‪ ،‬قبل الدخول يف تفصيالتها‬


‫واآلليات أو الطرق التي يمكن استخدامها من خالل توظيف هذه اإلستراتيجية‪،‬‬
‫وكيفية ربطها بما سبقها من اإلستراتيجيات‪ .‬غير أن هذه االستراتيجية يف‬
‫صورتها األساسية تتطلب بشكل رئيسي التعرف ىلع العالقات بين املشتقات‬
‫املالية‪ ،‬ووضعها يف جدول واضح‪ ،‬والتعرف ىلع املشتقات التي تربطها عالقة‬
‫قوية جدًا سواء أكانت إيجابية أو سلبية‪ ،‬بمعنى أن حركة أي مشتق مالي بالضرورة‬
‫يجب أن تؤثر ىلع حركة مشتق مالي آخر بنفس االتجاه أو يف االتجاه املعاكس‪،‬‬
‫والجدول التالي قد يساعد املتداول الكريم يف التعرف ىلع مستوى العالقة بين‬
‫أهم األزواج الرئيسية‪ ،‬ويمكن ألي مضارب يرغب يف التوسع أو البحث عن العالقات‬
‫بين أي نوعين من أنواع املشتقات املالية فما عليه إال القيام بعملية تحميل‬

‫‪168‬‬
‫بيانات تلك املشتقات‪ ،‬والتي يجب أن تكون متوافقة تاريخيًا‪ ،‬بمعنى يجب أن تتم‬
‫املطابقة بين تاريخ كل قراءتين ألي من املشتقات املالية‪ ،‬مثل العالقة بين اليورو‬
‫دوالر واالسترالي دوالر ‪ ،EURUSD/AUDUSD‬حيث يجب قبل قياس العالقة أن‬
‫ي تم تحميل البيانات لنفس الفترة الزمنية ولنفس األيام ومن ثم إجراء العمليات‬
‫الحسابية الستخراج قيمة معامل االرتباط بين الزوجين‪.‬‬

‫وصحيح أن العالقة بين أي زوجين من العمالت أو أي مشتقين من‬


‫املشتقات املالية يتراوح ما بين (‪ )1+‬إلى (‪ ،)1-‬إال أننا ولغايات التسهيل ىلع‬
‫املتداول الكريم قمنا بتحويلها إلى النظام املئوي‪ ،‬لتصبح العالقة تتراوح ما بين‬
‫(‪ ،)100+‬إلى (‪ .)100-‬وىلع ذلك فإن للمتداول الكريم حرية تقدير املستوى‬
‫املناسب للعالقة بين أي زوجين من العمالت يتم استثماره يف عمليات التداول‬
‫بصرف النظر عن طريقة توظيف العالقة يف عملية التداول‪ ،‬والجدول التالي يقدم‬
‫صورة لقيم معامل االرتباط واتجاهاتها بين بعض أهم أزواج العمالت العاملية التي‬
‫يجري عليها التداول بشكل دائم‪:‬‬

‫‪Item‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪CAD‬‬ ‫‪CAD‬‬ ‫‪CHF‬‬ ‫‪EUR‬‬ ‫‪EUR‬‬
‫‪CAD‬‬ ‫‪CHF‬‬ ‫‪JPY‬‬ ‫‪NZD‬‬ ‫‪USD‬‬ ‫‪CHF‬‬ ‫‪JPY‬‬ ‫‪JPY‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪CAD‬‬
‫‪AUDCAD‬‬ ‫**‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-38‬‬ ‫‪-21‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-73‬‬ ‫‪-54‬‬ ‫‪-36‬‬ ‫‪-40‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪AUDCHF‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫**‬ ‫‪1‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪-36‬‬ ‫‪-41‬‬
‫‪AUDJPY‬‬ ‫‪-38‬‬ ‫‪1‬‬ ‫**‬ ‫‪51‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪AUDNZD‬‬ ‫‪-21‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪51‬‬ ‫**‬ ‫‪41‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪AUDUSD‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪41‬‬ ‫**‬ ‫‪2‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪83‬‬
‫‪CADCHF‬‬ ‫‪-73‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪2‬‬ ‫**‬ ‫‪41‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪-20‬‬
‫‪CADJPY‬‬ ‫‪-54‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪41‬‬ ‫**‬ ‫‪96‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪79‬‬
‫‪CHFJPY‬‬ ‫‪-36‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪96‬‬ ‫**‬ ‫‪95‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪EURAUD‬‬ ‫‪-41‬‬ ‫‪-36‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪95‬‬ ‫**‬ ‫‪95‬‬
‫‪EURCAD‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-41‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪92‬‬ ‫‪95‬‬ ‫**‬
‫‪EURCHF‬‬ ‫‪-45‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪EURGBP‬‬ ‫‪-51‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪EURJPY‬‬ ‫‪-34‬‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪EURNZD‬‬ ‫‪-43‬‬ ‫‪-18‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪EURUSD‬‬ ‫‪-29‬‬ ‫‪-26‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪87‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪91‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪96‬‬

‫‪169‬‬
‫‪Item‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪CAD‬‬ ‫‪CAD‬‬ ‫‪CHF‬‬ ‫‪EUR‬‬ ‫‪EUR‬‬
‫‪CAD‬‬ ‫‪CHF‬‬ ‫‪JPY‬‬ ‫‪NZD‬‬ ‫‪USD‬‬ ‫‪CHF‬‬ ‫‪JPY‬‬ ‫‪JPY‬‬ ‫‪AUD‬‬ ‫‪CAD‬‬
‫‪GBPAUD‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪-31‬‬ ‫‪-89‬‬ ‫‪-73‬‬ ‫‪-71‬‬ ‫‪-58‬‬ ‫‪-91‬‬ ‫‪-81‬‬ ‫‪-66‬‬ ‫‪-54‬‬
‫‪GBPCAD‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪-27‬‬ ‫‪-85‬‬ ‫‪-65‬‬ ‫‪-59‬‬ ‫‪-68‬‬ ‫‪-91‬‬ ‫‪-77‬‬ ‫‪-67‬‬ ‫‪-48‬‬
‫‪GBPCHF‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-93‬‬ ‫‪-59‬‬ ‫‪-74‬‬ ‫‪-39‬‬ ‫‪-95‬‬ ‫‪-91‬‬ ‫‪-81‬‬ ‫‪-70‬‬
‫‪GBPJPY‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-43‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪-27‬‬ ‫‪68‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪86‬‬ ‫‪93‬‬
‫‪GBPNZD‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪-18‬‬ ‫‪-91‬‬ ‫‪-53‬‬ ‫‪-73‬‬ ‫‪-54‬‬ ‫‪-94‬‬ ‫‪-85‬‬ ‫‪-76‬‬ ‫‪-63‬‬
‫‪GBPUSD‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪-38‬‬ ‫‪-68‬‬ ‫‪-72‬‬ ‫‪-39‬‬ ‫‪-75‬‬ ‫‪-76‬‬ ‫‪-59‬‬ ‫‪-47‬‬ ‫‪-26‬‬
‫‪NZDCAD‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪-32‬‬ ‫‪-60‬‬ ‫‪-75‬‬ ‫‪-27‬‬ ‫‪-77‬‬ ‫‪-70‬‬ ‫‪-52‬‬ ‫‪-41‬‬ ‫‪-17‬‬
‫‪NZDCHF‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪-51‬‬ ‫‪-47‬‬ ‫‪-37‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪-49‬‬ ‫‪-60‬‬ ‫‪-54‬‬ ‫‪-54‬‬
‫‪NZDJPY‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪-11‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪NZDUSD‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪-35‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪-33‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪-35‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪76‬‬

‫حيث نالحظ من الجدول السابق‪ ،‬والذي يمكن إخراجه بأكثر من طريقة‬


‫وأكثر من صورة‪ ،‬العدد الكبير من العالقات القوية جدًا بين أزواج العمالت املختلفة‪،‬‬
‫بعضها إيجابي وبعضها سلبي‪ ،‬وكما أشرنا سابقًا فإن العالقة اإليجابية تعني أن‬
‫الزوجين يرتفعان معًا أو ينخفضان معًا كالعالقة بين اليورو دوالر واالسترالي دوالر‬
‫‪ ،EURUSD/AUDUSD‬أما العالقة السلبية فتعني أن حركة ذلك الزوج باتجاه‬
‫معين‪ ،‬يساوي تحرك الزوج املقابل باالتجاه املعاكس الذي يرتبط به بطريقة‬
‫سلبية‪ ،‬كالعالقة بين زوجي االسترليني استرالي‪ ،‬واالسترالي مقابل الين الياباني‬
‫‪.GBPAUD/AUDJPY‬‬

‫ولكن ما هي الطرق املتاحة لالستفادة من هذه العالقات‪ ،‬والبدء بمشوار‬


‫مختلف من التشويق واإلثارة دون القلق ال باألخبار أو البيانات االقتصادية أو‬
‫التحليالت الفنية؟‬

‫هنا يأتي دور الذكاء يف التعامل مع األرقام‪ ،‬واملؤلف ىلع ثقة عمياء بأن‬
‫بين املتداول ين عقول تتمتع بقدر ال يوصف من العبقرية‪ ،‬وال يحتاجون إال ملجرد‬
‫لفت انتباههم إلى بعض النقاط كالكشف عن العالقة بين املشتقات املالية حتى‬
‫يقوم ببناء استراتيجيات ال يمكن لها أن يكون تفشل يف مواجهة أي تقلبات‬

‫‪170‬‬
‫سعرية من أي نوع كان‪ ،‬وفيما يلي يعرض املؤلف بعض الطرق املستقلة التي قام‬
‫بتطويرها واستخدامها بنفسه وحقق منها نجاحات متقدمة جدًا‪ ،‬وأخرى مركبة‬
‫ومرتبطة بما سبقها من استراتيجيات‪ ،‬حتى نعرف بأن التحليل الكمي عبارة عن‬
‫سلسلة من الحلقات التي يمكن ربطها معًا‪ ،‬أو استخدام كل حلقة لوحدها بطريقة‬
‫مستقلة‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬الطريقة العشوائية البسيطة‬

‫كمثال لتوضيح هذه االستراتيجية ‪ Simple Random Strategy‬بطرقها‬


‫املختلفة سنقوم باستخدام العالقة بين زوجي اليورو دوالر‪ ،‬واالسترالي دوالر‪،‬‬
‫‪ EURUSD/AUDUSD‬حتى نقوم بتوضيح الصورة ألقرب درجة ممكنة خالل‬
‫الفترة الزمنية املمتدة بين (‪ 2018-01-17‬حتى ‪ ،)2019-11-29‬ويتضح من الجداول‬
‫السابقة ىلع أن العالقة بين الزوجين هي عالقة طردية قوية للغاية بلغت‬
‫حوالي (‪ ،)%87‬أو بالنظام األساسي للتعبير عن مستوى العالقة (‪.)0.87‬‬

‫وتقوم الطريقة العشوائية البسيطة ىلع القيام ببيع الطرف األىلع من‬
‫الزوجين‪ ،‬وشراء الطرف األقل سعرًا من الزوجين‪ ،‬ويف مثالنا فإننا سنقوم بداية كل‬
‫يوم ببيع زوج اليورو دوالر‪ ،‬وشراء زوج االسترالي دوالر‪ ،‬ونقوم بإقفالها مع نهاية يوم‬
‫التداول‪ ،‬ونعيد التداول مرة خرى وهكذا دواليك‪ ،‬والجدول التالي يوضح نتائج هذه‬
‫العملية‪:‬‬

‫‪171‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪AUDUSD‬‬ ‫‪EURUSD‬‬ ‫الموضوع‬
‫‪-‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪Sell‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪-‬‬ ‫‪513‬‬ ‫‪513‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬عقد‬
‫‪$1,226.00‬‬ ‫‪$1,316.00‬‬ ‫‪$2,226.00‬‬ ‫الحد األعلى للربح اليومي‬
‫‪-$1,359.00‬‬ ‫‪-$1,166.00‬‬ ‫‪-$1,254.00‬‬ ‫الحد األدنى للخسارة اليومية‬
‫‪$2,996.00‬‬ ‫‪$1,268.00‬‬ ‫‪$13,924.00‬‬ ‫أقصى ربح تراكمي‬
‫‪-$4,207.00‬‬ ‫‪-$13,405.00‬‬ ‫‪-$2,506.00‬‬ ‫أدنى خسارة تراكمية‬
‫‪$15.000‬‬ ‫‪-$12,594.00‬‬ ‫‪$12,609.00‬‬ ‫صافي الربح‪ /‬الخسارة‬

‫إن نظرة فاحصة للبيانات التي حصلنا عليها يف الجدول السابق‪ ،‬توضح ىلع‬
‫وجه الدقة قوة العالقة بين الزوجين الذين قمنا باستخراجها‪ ،‬ومن ثم التداول بناءً‬
‫ىلع نتائجها‪ ،‬ففي حين كان أقصى ربح تراكمي لزوج ‪ EURUSD‬الذي قمنا ببيعه‬
‫بشكل يومي بحدود (‪ )14‬ألف دوالر‪ ،‬نجد أن أقصى ربح تراكمي لزوج ‪AUDUSD‬‬
‫الذي قمنا بشرائه بشكل يومي كذلك بحدود (‪ )1300‬دوالر فقط‪ ،‬بمعنى أنه يف‬
‫الفترة التي كنا نجمع فيها األرباح من زوج ‪ ،EURUSD‬كنا نحقق الخسائر من‬
‫التداول ىلع زوج ‪ ،AUDUSD‬وهو األمر الذي يدل ىلع قوة العالقة الطردية بين‬
‫الزوجين‪ ،‬وهو األمر الذي حافظ ىلع ثبات حساب التداول وحمايته من الخسارة‬
‫الكلية‪ .‬وذلك دون اللجوء ألي نوع من أنواع التحليل الفني أو األساسي‪ ،‬ولم نقم‬
‫سوى بإجراء بعض الحسابات الكمية وقمنا بالعمل طوال عامين كاملين دون أن‬
‫نكلف أنفسنا أي عناء ملتابعة أي أخبار أو بيانات أو قراءة تقارير فنية ورسومات‬
‫بيانية من أي نوع كان‪ .‬وهذا هو سر التحليل الكمي‪ ،‬فانت تتعب يف بداية األمر‬
‫ليوم أو يومين يف إجراء الحسابات الكمية ومن ثم تقوم بالعمل والتداول طوال‬
‫الفترات التالية متفرغًا بشكل كلي للمراقبة يف الوقت الذي تسمح به طبيعة‬
‫عملك اليومية‪ ،‬وتذهب العاطفة والقلق أدراج الرياح فال مكان لها يف مثل هذا‬
‫النوع من التحليل والتداول‪.‬‬

‫‪172‬‬
‫ولكن وىلع الرغم من أن إستراتيجية العالقات وفق الطريقة البسيطة قامت‬
‫بحماية حسابي من الخسارة‪ ،‬الذي هو أمر يف غاية الروعة‪ ،‬فهل املطلوب مني أن‬
‫أنتظر عامين كاملين حتى أقوم بتحقيق ربح لم يتجاوز ال (‪ )20‬دوالر كما شاهدنا‬
‫يف الجدول السابق يف نهاية مدة التداول؟؟!‬

‫بما أننا ننشد األرباح وإدخال عنصر اإلثارة والتشويق يف تحقيق الربح الكبير‪،‬‬
‫يجب علينا التركيز جيدًا وإعادة التفكير مرة أخرى‪ ،‬ونقوم بربط املعلومات التي‬
‫عرضناها وتعلمنها سابقًا يف اإلستراتيجية األولى املعروضة يف هذا الكتاب وهي‬
‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬بالطرق املتعددة التي عرضناها يف توظيف‬
‫االستراتيجية‪ ،‬ونقوم باملقارنة بين ما تعلمناه‪ ،‬وبين ما هو موجود بين أيدينا‪،‬‬
‫ونكشف عن بعض الجوانب املرتبطة ببعضها البعض‪ ،‬لنعرف أن التحليل الكمي‬
‫عبارة عن سلسلة متصلة يمكن تشكيل حلقاتها بأكثر من طريقة وأكثر من قالب‪،‬‬
‫بحيث نحقق أىلع ربحية ممكنة‪ .‬فإن كنت عزيزي املتداول مستعد للتوسع‪ ،‬فإننا‬
‫سننتقل بك إلى مستوى آخر من اإلثارة والتشويق‪ ،‬والكشف عن املزيد من األسرار‬
‫التي تجعلك يف الطريق الصحيح‪ ،‬ونخلصك من ضياع سنوات طويلة من عمرك‬
‫يف محاولة التنبؤ بمستقبل األسعار للمشتقات املالية بأي طريقة كانت‪ ،‬سواء‬
‫فنية أو أساسية‪.‬‬

‫إذا الحظانا يف الجدول السابق بأن اتجاه كل صفقات ‪ EURUSD‬كانت بيع‬


‫بشكل يومي ومستمر يف حين‪ ،‬كان اتجاه كل صفقات ‪ AUDUSD‬شراء بشكل‬
‫يومي ومستمر أيضًا طمعًا يف استغالل العالقة بين الطرفين‪ ،‬غير أن املحصلة‬
‫النهائية لم تكن مرضية‪ ،‬ولكن هناك وجه شبه كبير بين استراتيجية العالقات بين‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬وبي إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد من حيث اتجاه التداول‬
‫ىلع األزواج‪ ،‬والفارق الوحيد أننا كشفنا عن العالقات بي األزواج وقمنا بالتداول‬
‫ىلع زوجين بدالً من زوج واحد‪ ،‬فماذا لو قمنا باستخدام الطرق التي ساعدتنا يف‬
‫زيادة أرباحنا وتقليل خسائرنا يف إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬ووظفناها‬

‫‪173‬‬
‫يف إستراتيجية العالقات بين املشتقات املالية؟! ولنعرف الجواب ننتقل إلى‬
‫الطريقة الثانية وهي طريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة‪.‬‬

‫يف العرض السابق كان هو الوجه األصلي ملا تم طرحه يف كتاب "التحليل‬
‫الكمي" ولكن ما نرغب يف إضافته هنا هو أمر مختلف تمامًا‪ ،‬حيث أننا قد قمنا‬
‫باختيار فترة زمنية لتوظيف االستراتيجية بصورة عشوائية مطلقة‪ ،‬ولكن بصورة‬
‫أكثر شمولية وأكثر دقة من خالل الربط بين ما ورد من تفصيالت يف هذه‬
‫االستراتيجية وبين ما تقدم عرضه يف بداية هذا الكتاب من توظيف معطيات‬
‫التحليل اإلحصائي ومعطيات التحليل الكمي مضافًا إليه ما استطعنا من توظيفه‬
‫من معطيات التحليل الفني يف تحديد اتجاه السعر ومعرفة فيما إذا كان سعر أي‬
‫مشتق مالي يشير بصورة عرضية أو بصورة موجة سعرية صاعدة أو موجة سعرية‬
‫هابطة‪ .‬وىلع ذلك فبعد استكمال عرض جميع الطرق التي سبق عرضها يف‬
‫الكتاب األول من كتب التحليل الكمي سنعمد إلى وضع املتداول يف صورة بعض‬
‫املتغيرات التي يجب عليه أن يدركها وأن يعي كيفية توظيفها وصوالً إلى‬
‫تداوالت أكثر فاعلية وأكثر ربحية وأقل مخاطرة‪.‬‬

‫وأول ما نرغب يف لفت االنتباه إليه هنا هو قضية ىلع درجة عالية من‬
‫الحساسية وهي أن قيم معامالت االرتباط الوراد يف الجدول السابق هي قيم‬
‫مأخوذة ىلع بشكل إجمالي أو شكل مطلق تمثل فترة زمنية طويلة تم تحميلها‬
‫ومطابقتها دفعة واحدة ىلع اإلطار اليومي للزمن‪ ،‬بمعنى أن سعر زوج العمالت‬
‫الذي تم رصده بشكل يومي كان هو سعر إغالق ذلك الزوج نهاية كل يوم‪.‬‬

‫وبناء ىلع ذلك فإن املتداول بإمكانه أن يقوم بحساب معامل االرتباط بين أي‬
‫زوجين من العمالت أو أي إثنين من املشتقات املالية بطريقة مختلفة متحدثة‬
‫بشكل مستمر‪ ،‬واستغالل الشذوذ الذي يحصل ىلع تلك العالقة يف أي مرحلة من‬
‫املراحل‪ .‬وبلغة أوضح فيمكن حساب قيمة معامل االرتباط بين زوجي العمالت‬

‫‪174‬‬
‫خالل آخر (‪ )100‬أو (‪ ) 200‬يوم مثالً‪ ،‬وتبقى هذه العالقة تخضع للمراقبة والتحديث‬
‫املستمر بنفس املنهجية التي يتم بها حساب قيمة الوسط املتحرك (‪ ،)100‬فقد‬
‫ومن ثم الوصل بين تلك القيم بخط متصل نراقب من خالله التغير الحاصل يف‬
‫قيمة معامل االرتباط بين أي زوجين يرغب بهما املتداول والتي ستتراوح ما بين‬
‫(‪ )1+‬إلى (‪ .)1-‬وىلع أي إطار زمني يرغب به املتداول‪.‬‬

‫فمن الباب األول فهذا األمر هو فرصة كبيرة جدًا للمهتمين من املتداولين‬
‫املبدعين يف برمجة املؤشرات الفنية يف إطالق مؤشر جديد يف غاية‬
‫االحتراف‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإنه يمثل رصدًا دقيقًا للعالقة بين أي زوجين من‬
‫العمالت أو املشتقات املالية املختلفة‪ ،‬واستغالل الشذوذ الذي قد يظهر يف‬
‫نهاية أي إطار زمني يتم التداول عليه‪.‬‬

‫وللتوضيح فإذا عرفنا بوجود معامل ارتباط موجب بين زوجين من العمالت‬
‫وبشكل شبه دائم ىلع اإلطار اليومي وآلخر (‪ )200‬يوم مثالً‪ ،‬فإن إخضاع تلك‬
‫العالقة للمراقبة الدائمة فإن انخفاض أو جنوح تلك العالقة إلى الهبوط والدخول‬
‫يف القيمة السالبة فإنها مؤشر مهم للغاية ىلع وجود شذوذ واضح يف حركة‬
‫أحد طريف العالقة‪ ،‬بمعنى أن أحد الزوجين قام سعره باالرتفاع يف حين أن الزوج‬
‫املقابل قد انخفض سعره وهو األمر املناقض لطبيعة العالقة االرتباطية بين‬
‫الزوجين‪ ،‬وسنجد بأن هذه العالقة سرعان ما ستعود إلى طبيعتها‪ ،‬أي أن الشذوذ‬
‫الحاصل سرعان ما سينتهي ويعود سعر الزوج الذي ارتفع إلى االنخفاض أو أن سعر‬
‫الزوج الذي انخفض سيرتفع من أجل العودة إلى الطبيعة التي تحكم سير العالقة‬
‫بين الزوجين‪ .‬ويف النهاية فإنها ستشكل فرصة كبيرة الستغالل ذلك الشذوذ من‬
‫خالل بيع الزوج الذي ارتفع سعره وشراء الزوج الذي انخفض سعره‪ ،‬األمر الذي يعني‬
‫بأن أحد الزوجين سيقوم بتعديل مساره ليتالءم من سعر الزوج الذي يرتبط به‬
‫بشكل كبير وهو ما سيمثل نقطة جني األرباح بالنسبة للمتداول باإلضافة إلى‬
‫توفير الحماية للمتداول حتى لو بقي الزوجان محافظان ىلع ذلك الشذوذ‬

‫‪175‬‬
‫الظاهري يف العالقة الرابط فيما بينهما‪ .‬ويف الطرق التالية سنأتي ىلع املزيد‬
‫من الشرح التفصيلي يف كيفية استغالل تلك العالقات بطريقة فعالة للغاية‬
‫وىلع أي إطار زمني يرغب فيه املتداول يف ضوء معرفتنا التراكمية يف كل من‬
‫النواحي الكمية واإلحصائية والفنية والربط فيما بين تلك املعارف وإخراجها‬
‫بصورة استراتيجية محددة للغاية‪.‬‬

‫استراتيجية العالقات الثنائية بطريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة‬

‫تعتبر طريقة العالقات الثنائية بطريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة‪،‬‬


‫‪ Release profit and determine loss Strategy‬من الطرق التي يمكن تركيبها‬
‫واستغاللها أو توظيفها يف أكثر من استراتيجية‪ ،‬وقد عرضنا فيما سبق تفاصيل‬
‫هذه االستراتيجية‪ ،‬ولكن حتى نعرف جدوى هذه الطريقة‪ ،‬علينا أن نعيد مرة أخرى‬
‫ونقوم بتطبيقها ىلع البيانات السابقة‪ ،‬واستغالل العالقة بين زوجي ‪EURUSD‬‬
‫و ‪ ، AUDUSD‬حتى يتضح لنا جدوى استعمال هذه الطريقة مع العالقات الثنائية‪،‬‬
‫والجدول التالي يوضح ذلك‪ ،‬لنفس الزوجين من العمالت ولنفس الفترة الزمنية‪ ،‬مع‬
‫تحديد الحد األقصى للخسارة بقيمة (‪ )400‬دوالر أمريكي للعقد الواحد‪.‬‬

‫‪Total‬‬ ‫‪AUDUSD‬‬ ‫‪EURUSD‬‬ ‫املوضوع‬


‫‪-‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪Sell‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪513‬‬ ‫‪513‬‬ ‫‪513‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬عقد‬
‫‪$1,826.00‬‬ ‫‪$1,316.00‬‬ ‫‪$2,226.00‬‬ ‫الحد األىلع للربح اليومي‬
‫‪-$800.00‬‬ ‫‪-$400.00‬‬ ‫‪-$400.00‬‬ ‫الحد األدنى للخسارة اليومية‬
‫‪$32,517.00‬‬ ‫‪$3,600.00‬‬ ‫‪$32,114.00‬‬ ‫أقصى ربح تراكمي‬
‫‪-$480.00‬‬ ‫‪-$1,642.00‬‬ ‫‪-$1,125.00‬‬ ‫أدنى خسارة تراكمية‬
‫‪$31,632.00‬‬ ‫‪$660.00‬‬ ‫‪$30,972.00‬‬ ‫صايف الربح‪ /‬الخسارة‬

‫ال يحتاج األمر إلى الكثير من التفكير لنكتشف حجم التغيير بين نتائج‬
‫التداول باستخدام إستراتيجية العالقات الثنائية بين املشتقات املالية‪ ،‬بالطريقة‬

‫‪176‬‬
‫العشوائية البسيطة‪ ،‬وطريقة العالقات الثنائية بإضافة شرط إطالق الربح وتحديد‬
‫الخسارة‪ .‬ال بل فإن الوقوف عند كل خانة من خانات الجدول السابق يضيف إلى‬
‫املتداول كمية وافرة من الدهشة‪ ،‬وبنفس الوقت ترسم االبتسامة ىلع وجهه‬
‫بسبب اكتشاف طرق ذكية جدًا يف التعامل مع األسواق املالية العاملية التي‬
‫يوجد بها عدد ال حصر له من السيناريوهات املتوقعة لحركة السعر‪ .‬ولكن ىلع‬
‫رغم الذكاء املستخدم فيها إال أنها تبقى من النوع الذي يسميه املؤلف‪ :‬السهل‬
‫املمتنع‪.‬‬

‫فبدالً من التداول ىلع زوج واحد من العمالت‪ ،‬أو مشتق مالي واحد‪ ،‬بصرف‬
‫النظر عن طريقة استغالله من حيث تعظيم األرباح وتقليل فرص الخسائر‪ ،‬قمنا‬
‫باستخدام العالقات الثنائية بين املشتقات املالية‪ ،‬وقمنا بتوفير قدرًا أكبر من‬
‫الحماية للحساب من الخسارة‪ ،‬وبنفس الوقت أطلقنا يد تحقيق األرباح إلى أبعد‬
‫حد ممكن‪ ،‬فكما نالحظه بأن أقصى خسارة تم تحققيها بشكل تراكمي من خالل‬
‫هذه الطريقة وىلع الزوجين معًا هي (‪ )480‬دوالر أمريكي فقط‪ ،‬وهي قيمة‬
‫منخفضة جدًا إذا ما تم مقارنتها بأقصى خسارة تم تحقيقها ىلع زوج منفرد من‬
‫العمالت التي تم التداول عليها يف الوقت ذاته‪.‬‬

‫بمعنى أننا بتوظيف طريقة العالقات الثنائية مع تحديد الحد األقصى‬


‫لخسارة كل زوج من العمالت املستخدمة‪ ،‬فإنه يف الوقت الذي كان فيه زوج‬
‫‪ EURUSD‬يحقق الخسارة‪ ،‬كان زوج ‪ AUDUSD‬يقوم بتعويضها‪ ،‬والعكس كذلك‪،‬‬
‫ولكن مع وقف الخسارة عند حد معين لكل منهما‪ ،‬قمنا بتعظيم األرباح إلى الحد‬
‫األقصى‪.‬‬

‫وحتى نفهم الصورة جيدًا‪ ،‬لنتأمل يف الرسم التالي الذي يوضح مسيرة‬
‫تطور األرباح باستخدام هذه االستراتيجية بالطريقة املركبة التي قدمناها فيما‬
‫سبق ووضحنا تفصيالتها يف الجدول أعاله‪:‬‬

‫‪177‬‬
‫حيث نالحظ أن التطور يف مسيرة تحقيق األرباح كانت بصورة نموذجية جدًا‪،‬‬
‫وال مجال للتشتت فيها‪ ،‬أي أن التراجع يف قيمة األرباح التراكمية كان بنسبة‬
‫ضئيلة جدًا بمقابل املسيرة التي استمرت ىلع مدار عامين كاملين‪.‬‬

‫وهنا نرغب يف لفت انتباه املتداول الكريم‪ ،‬أال يأخذ أي معلومة بطريقة‬
‫التسليم‪ ،‬حيث بإمكان أي واحد فيكم‪ ،‬وهي دعوة من املؤلف للقارئ الكريم أن‬
‫يقوم بفحص هذه العالقات‪ ،‬وتطبيقها ىلع أكثر من فترة زمنية‪ ،‬ويقوم باستغالل‬
‫أكثر من زوجين يف الدراسة‪ ،‬حتى تكتمل الصورة بطريقة نموذجية لدى املتداول‬
‫الكريم الذي يقرر التداول من خالل استخدام إستراتيجية التداول بالعالقات الثنائية‬
‫بالطرق املتنوعة التي نعرضها‪.‬‬

‫وال ننسى نقطة ىلع درجة عالية من األهمية والحساسية يف الوقت نفسه‬
‫أيضًا أن نلفت انتباه املتداول الكريم‪ ،‬أن يأخذ بعين االعتبار وعند تحديده للحد‬
‫األقصى لخسارة الزوج‪ ،‬أال ينسى املواصفات اإلحصائية للسلوك السعري ألي زوج أو‬
‫مشتق مالي يجري استخدامه‪ ،‬كما عرضناه سابقًا من حيث طول جسم شمعة‬
‫التداول‪ ،‬وطول الظل الخاص بها‪ ،‬وتنويع تحديد الحد األقصى لخسارة الزوج الواحد‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫وقد يبتكر أي مضارب يقرأ صفحات هذا الكتاب طريقة لم تخطر ىلع بال‬
‫املؤلف‪ ،‬ولم يقم باستخدامها عمليًا يف تحديد الحد األقصى لخسارة الزوج الواحد‪،‬‬
‫سواء بطريقة السلّم أو غيرها‪ ،‬مما سبق شرحه يف هذا الكتاب‪.‬‬

‫ولكن هل توقفت اإلثارة عند هذا القدر؟! بالطبع ال فال زلنا مع بداية حفريات‬
‫األرقام واكشاف املزيد حتى نحقق أقصى ما يمكن تحقيقه يف هذا السوق‬
‫املليء باألموال واإلثارة‪ ،‬ولكننا ال نعرف كيف نقوم بجمعها‪ .‬وبما أننا نتحدث عن‬
‫استراتيجية العالقات الثنائية‪ ،‬ونريد توظيف أقصى ما يمكن من معارفنا األساسية‬
‫يف ذلك‪ ،‬فإننا سنقوم يف الطريقة التالية بتركيب طريقة سابقة من طرق‬
‫إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬ىلع استراتيجية العالقات الثنائية بين‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬لنخرج بطريقة نموذجية أخرى‪.‬‬

‫استراتيجية العالقات الثنائية بشرط شمعة باالتجاه املعاكس‬

‫‪Partial correlations on condition of a candle in the opposite direction‬‬

‫سبق أن شرحنا أحد طرق استخدام استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪،‬‬


‫التي تنص ىلع التداول باتجاه واحد يسبقه يوم باالتجاه املعاكس‪ ،‬وقلنا إن‬
‫استخدام هذه الطريقة يوفر لنا عددًا من املميزات الهامة‪ ،‬منها ىلع سبيل املثال‬
‫تخفيض عدد مرات دخول السوق وتقليل عدد الشمعات التي سيكون مصيرها‬
‫الفشل‪ ،‬وبالتالي انعكس كل ذلك ىلع كمية األرباح التي تم الحصول عليها يف‬
‫نهاية املدة الزمنية؛ بمعنى أن تأثيرها كان إيجابيًا بدرجة كبيرة‪ ،‬كما وضحنا ذلك‬
‫باألمثلة املعروضة سابقًا‪ .‬ولكن فإن السؤال الذ يطرح نفسه يدور حول إمكانية‬
‫تطبيق نفس املنهجية ىلع استراتيجية العالقات بين املشتقات املالية‪ ،‬وهل‬
‫يمكن توظيف ذلك هنا‪ ،‬والكيفية التي يمكن لنا االستفادة من هذه الطريقة‬
‫وتوظيفها يف إستراتيجية العالقات الثنائية؟ وما هي النتائج املترتبة عليها؟‬

‫‪179‬‬
‫قبل اإلجابة ىلع هذه األسئلة يجب علينا تذكير املتداول الكريم‪ ،‬بما‬
‫قدمنا يف أول الكتاب حول عمليات التداول واإلحصاء البسيط‪ ،‬وأشرنا إلى أنه كلما‬
‫طالت الفترة الزمنية‪ ،‬كلما كان عدد أيام ارتفاع السعر يساوي عدد أيام انخفاضه‪،‬‬
‫للكثير من األسباب منها تشابه الظروف اإليجابية والسلبية وتناوبها ىلع أي من‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬وكما أن هناك موجات سعرية صاعدة فهناك موجات سعرية‬
‫معاكسة أيضًا‪ ،‬وبالتالي فإن طول الفترة الزمنية يجعل من عدد أيام ارتفاع السعر‬
‫يساوي عدد أيام انخفاضه بالنسبة ألي مشتق مالي‪.‬‬

‫وىلع هذه األساس‪ ،‬فإذا ما قمنا بتركيب هذه الطريقة‪ ،‬وهي طريقة‬
‫إضافة شرط االتجاه املعاكس قبل الدخول‪ ،‬مع العالقات الثنائية فإن املزيد من‬
‫النجاح والتميز سيتم إضافته لطريقتنا يف التداول‪ ،‬واألهم من ذلك كله هو توفير‬
‫الحماية القصوى للحساب بأكثر من طريقة‪ .‬وحتى نتعرف ىلع إجابة األسئلة‬
‫سنعود لتطبيقها ىلع نفس زوجي العمالت الذين أخذناهما يف مثالنا السابق‬
‫وكشفنا عن العالقة الطردية القوية بينهما وهما زوجي ‪EURUSD / AUDUSD‬‬
‫والجدول التالي يوضح نتائج هذه الطريقة‪:‬‬

‫‪Total‬‬ ‫‪AUDUSD‬‬ ‫‪EURUSD‬‬ ‫املوضوع‬


‫‪-‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪Sell‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪-‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪250‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬عقد‬
‫‪$4,045.00‬‬ ‫‪$1,316.00‬‬ ‫‪$2,226.00‬‬ ‫الحد األىلع للربح اليومي‬
‫‪-$1,359.00‬‬ ‫‪-$1,153.00‬‬ ‫‪-$1,161.00‬‬ ‫الحد األدنى للخسارة اليومية‬
‫‪$7,952.00‬‬ ‫‪$1,734.00‬‬ ‫‪$8,843.00‬‬ ‫أقصى ربح تراكمي‬
‫‪-$5,264.00‬‬ ‫‪-$4,779.00‬‬ ‫‪-$4,001.00‬‬ ‫أدنى خسارة تراكمية‬
‫‪$4,045.00‬‬ ‫‪-$2,576.00‬‬ ‫‪$6,621.00‬‬ ‫صايف الربح‪ /‬الخسارة‬

‫باملقارنة البسيطة بين النتائج املعروضة يف الجدول السابق‪ ،‬وبين‬


‫الطريقة األولى املستخدمة مع استراتيجية العالقات الثنائية‪ ،‬وهي الطريقة‬
‫العشوائية البسيطة‪ Simple Random Strategy ،‬يتضح لنا الفرق الكبير يف بيانات‬

‫‪180‬‬
‫الطرفين‪ ،‬بمجرد إدخال عنصر واحد فقد‪ ،‬وهو شرط الدخول إلى السوق باتجاه‬
‫واحد يسبقه يوم باالتجاه املعاكس‪ ،‬حيث انخفضت عدد مرات الدخول إلى السوق‬
‫إلى النصف تقريبًا‪ ،‬وهو األمر الذي يوفر لنا مساحة واسعة من استخدام وتوظيف‬
‫رأس املال يف إستراتيجيات أخرى‪ ،‬أو يف أزواج أخرى من العمالت بنفس الطريقة‪.‬‬

‫غير أن امللفت للنظر يف املوضوع‪ ،‬بأنه يف الوقت الذي كانت فيه‬


‫محصلة األرباح يف املرة األولى بالطريقة العشوائية البسيطة بدون أي شروط‪ ،‬كان‬
‫بحدود (‪ )15‬دوالر فقط‪ ،‬وبعدد (‪ )513‬عقد مزدوج‪ ،‬كانت محصلة األرباح يف املرة‬
‫الثانية بعد إضافة الشرط إلى (‪ )4‬اآلف دوالر‪ ،‬مع انخفاض عدد مرات الدخول إلى‬
‫السوق إلى النصف تقريبًا وبطبيعة الحال نترك للمضارب أو القارئ الكريم حرية‬
‫املقارنة بين النتائج يف الحالتين‪ ،‬ويستخلص منها املفارقات الكبيرة‪.‬‬

‫ولكن ماذا لو تم إدخال طريقة تحديد الخسارة وإطالق الربح‪ ،‬بالتزامن مع‬
‫هذا األمر‪ ،‬بمعنى باستخدام هذه اإلستراتيجية من خالل الطريقة الثالثة‪ ،‬قمنا‬
‫بإدخال عنصر أو طريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة‪ ،‬التي سبق وأن شرحناها‬
‫بطريقة منفصلة ومستقلة يف االستراتيجية األولى تحت هذا العنوان؟‬

‫اإلجابة ىلع السؤال السابق يتم من خالل الجدول التالي‪ ،‬مع ضرورة‬
‫التذكير بأن الخسارة املحددة هي (‪ )400‬دوالر للعقد الواحد‪ ،‬وبإمكان أي مضارب أن‬
‫يقوم بتحديدها بالكمية أو بالطريقة التي يراها مناسبة‪ ،‬سواء دفع واحدة‪ ،‬أو‬
‫بطريقة السلّم‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪AUDUSD‬‬ ‫‪EURUSD‬‬ ‫املوضوع‬
‫‪-‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪Sell‬‬ ‫اتجاه الصفقات بشكل يومي‬
‫‪-‬‬ ‫‪262‬‬ ‫‪250‬‬ ‫عدد أيام التداول‪ /‬عقد‬
‫‪$2,226.00‬‬ ‫‪$1,316.00‬‬ ‫‪$2,226.00‬‬ ‫الحد األىلع للربح اليومي‬
‫‪-$800.00‬‬ ‫‪-$400.00‬‬ ‫‪-$400.00‬‬ ‫الحد األدنى للخسارة اليومية‬
‫‪$23,688.00‬‬ ‫‪$8,300.00‬‬ ‫‪$19,145.00‬‬ ‫أقصى ربح تراكمي‬
‫‪-$1,191.00‬‬ ‫‪-$40.00‬‬ ‫‪-$1,797.00‬‬ ‫أدنى خسارة تراكمية‬
‫‪$21,246.00‬‬ ‫‪$4,150.00‬‬ ‫‪$17,096.00‬‬ ‫صايف الربح‪ /‬الخسارة‬

‫نالحظ وبما ال يدع مجاالً للشك بالتطور الكبير الذي حصلنا عليه يف‬
‫النتائج‪ ،‬عندما قمنا بتوظيف الطرق الكمية‪ ،‬وتركيبها ىلع بعضها البعض‪ ،‬فكما‬
‫نالحظ فإن خالصة النتائج التي حصلنا عليها نتيجة تركيب اإلستراتيجيات ىلع‬
‫بعضها‪ ،‬كما نفعل يف لعبة اللوغو‪ ،‬كانت كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬انخفاض يف عدد مرات دخول السوق إلى النصف‪ .‬وهذا يوفر من استخدام‬
‫رأس املال الذي يتم توظيفه باستراتيجيات كمية أخرى‪ ،‬أو أزواج أخرى‬
‫بنفس الطريقة‬
‫‪ -‬الشراء يف كل مرة من أخفض نقطة بسبب إضافة شرط االنعكاس قبل‬
‫الدخول‪ ،‬والبيع من أىلع نقطة كذلك‪.‬‬
‫انخفاض يف نسبة تراجع األرباح التراكمية التي يتم إضافتها لنتيجة األيام‬ ‫‪-‬‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬الخروج بربح مرضي من كال طريف املعادلة الكمية‪ ،‬حيث أنه إذا تتبعنا‬
‫نتائج استخدامنا الستراتيجية العالقات الثنائية بين املشتقات املالية‪،‬‬
‫ويف كل طرق استخدامها املختلفة‪ ،‬خرجنا من أحد طريف التداول وهما‬
‫‪ EURUSD/AUDUSD‬حيث كنا يف كل مرة تقريبًا نخرج بخسارة محققة‬
‫ىلع أحد طريف العالقة؛ بسبب أن العالقة بين الزوجين هي عالقة‬
‫طردية قوية جدًا‪ ،‬ويتوجب أن تكون الصفقات متعاكسة بينهما لتوفير‬

‫‪182‬‬
‫الحماية للحساب أوالً والخروج بأفضل طريقة للربح‪ .‬ولكن عندما أدخلنا‬
‫الشروط بالتسلسل وجدنا وكما هو موضح يف الجدول السابق بأننا حصلنا‬
‫ىلع ربح من طريف العالقة‪ ،‬وهي بال شك إضافة نوعية ال بد من التركيز‬
‫عليها عند قيامنا بالتداول باستغالل العالقات بين األزواج املختلفة أو‬
‫املشتقات املالية ىلع اختالف أنواعها‪.‬‬

‫وإذا قام أي واحد فينا باملقارنة بين نتائج طريقة إطالق الربح وتحديد‬
‫الخسارة والتي حصلنا بموجبها ىلع ربح يقارب (‪ )31‬ألف دوالر‪ ،‬وبين طريقة إطالق‬
‫الربح وتحديد الخسارة بعد إضافة شرط االنعكاس التي شرحناها أعاله والتي‬
‫حصلنا بموجبها ىلع ربح يقارب (‪ )21‬ألف دوالر‪ ،‬نجد أن الطريقة األخيرة هي أفضل‬
‫ىلع الرغم من انخفاض كمية األرباح‪ ،‬والسبب يف ذلك هو أن عدد أيام التداول‬
‫انخفض إلى النصف كما أشرنا سابقًا‪ .‬وبطبيعة الحال فلكل واحد فينا وجهة نظره‬
‫الخاصة يف اختيار الطريقة التي يراها مناسبة للتداول بعد دراسة سلبيات‬
‫وإيجابيات كل طريقة‪ ،‬ودراسة املعطيات املتوفرة بين يديه‪.‬‬

‫بعد كل ما تقدم يجد الكاتب أنه من الالزم أن يتم إضافة املالحظات التالية‬
‫ىلع الطريقة السابقة حتى يكون املتداول ىلع وعي شبه كامل وتصور شمولي‬
‫إذا ما قرر استخدام استراتيجية العالقات الثنائية بين املشتقات املالية بأي صورة‬
‫من الصور وبخاصة استراتيجية العالقات بشرط شمعة باالتجاه املعاكس وهي‬
‫املالحظات هي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬لتحقيق أىلع ربحية من استخدام هذه الطريقة فإنه وبالنظر إلى توظيف‬
‫مؤشرات التحليل الفني التي يمكن من خاللها تحديد ومعرف فيما إذا كان السعر‬
‫يمشي بصورة عرضية أو بصورة موجة سعرية هابطة أو موجة سعرية صاعدة‪،‬‬
‫والتي قلنا بأن تلك القوة تتراوح ما بين (‪ )100-‬و (‪ )100+‬فإن أفضل نطاق الستخدام‬
‫هذه االستراتيجية هي الفترات التي يمشي فيها السوق بشكل عرضي وليس‬

‫‪183‬‬
‫بشكل موجي بحيث تكون القوة محصورة ما بين القوة أكبر من (‪ )30-‬وأقل من‬
‫(‪.)30+‬‬

‫ثانيًا‪ :‬وفق املعلومات اإلحصائية فإنه حتى لو تم استخدام أو توظيف هذه‬


‫الطريقة خالل الفترات التي يمشي فيها السوق بشكل موجي‪ ،‬فإنه وبالنظر إلى‬
‫طول الفترة الزمنية فإن عدد أيام ارتفاع السعر (أو عدد الشموع بصرف النظر عن‬
‫النطاق الزمني) ستكون مساوية مع عدد أيام أو عدد الشموع التي انخفض فيها‬
‫السعر‪ ،‬وبالتالي فإن املتداول يجب أن يحرص ىلع اختيار أكثر األزواج أو املشتقات‬
‫املالية التي ترتبط حركتها ببعضها البعض بأكبر درجة ممكنة‪.‬‬

‫والسؤال األبرز اآلن‪ ،‬هل انتهى استغالل طريقة العالقات الثنائية عند هذا‬
‫الحد؟ بالتأكيد ال‪ ،‬فكما أشرنا يف موقع سابق من هذا الكتاب‪ ،‬بأن القدرات العقلية‬
‫لدى املتداولين ال حدود لها‪ ،‬وبمجرد أن تطرح فكرة بسيطة ىلع أي مضارب فإن‬
‫هذه الفكرة تكون أحيانًا كفيله بأن تفتح له بابًا من اإلبداع يف بناء اإلستراتيجيات‬
‫ما أنها لم تخطر ألحد ىلع بال‪ .‬وفيما يلي نقدم الطريقة الرابعة يف استراتيجية‬
‫العالقات الثنائية بين املشتقات املالية‪:‬‬

‫استراتيجية العالقات الثنائية بطريقة العامل املشترك‬

‫‪Partial correlations in a common factor‬‬

‫يف كافة الطرق التي قدمناها سابقًا وفق استراتيجية العالقات الثنائية بين‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬كان العمل يتم بالتعامل مع ظاهر األرقام فقط‪ ،‬بمعنى فحص‬
‫مستوى العالقة بين الطرفين‪ ،‬ومن ثم الدخول يف آلية العمل بينهما من خالل‬
‫شراء أحد الطرفين وبيع اآلخر بصفة مستمرة‪ ،‬أو وفق شروط وضوابط محددة‪،‬‬
‫ولكننا لم ندخل يف موضوع العامل املشترك بين الطرفين‪ .‬ففي مثالنا السابق كنا‬
‫نعمل ىلع العالقة بين زوجي اليورو دوالر‪ ،‬واالسترالي دوالر ‪EURUSD/AUDUSD‬‬

‫‪184‬‬
‫بشكل كلي وليس بشكل تفصيلي‪ .‬ولكن األمر الذي أجلنا الحديث عنه هو العامل‬
‫املشترك بين الطرفين‪ ،‬وإذا ما تأملنا جيدًا يف العامل املشترك بين الطرفين يف‬
‫املثال السابق من حيث االسم فقط‪ ،‬لوجدنا بأن الدوالر األمريكي هو نقطة االرتكاز‬
‫التي يجري الحديث عنها هنا‪.‬‬

‫وتقوم إستراتيجية العالقات الثنائية بطريقة العامل املشترك‪ ،‬ىلع التركيز‬


‫يف الفارق بين طريف املعادلة يف قيمة ذلك العامل‪ .‬ويف حالتنا هذه هو الدوالر‬
‫األمريكي‪.‬‬

‫وللمزيد من التوضيح‪ ،‬فبما أننا نعلم بأن العالقة بين زوجي العمالت يف‬
‫املثال السابق هي عالقة طردية قوية جدًا‪ ،‬بمعنى أن حركة أحدها بأي اتجاه‬
‫يرافقها أو يتبعها بالضرورة حركة اآلخر بنفس االتجاه ولكن قد تختلف كمية أو‬
‫قيمة الحركة‪ .‬وبما السعر محدد بالدوالر األمريكي‪ ،‬فما هو الفارق أو معدل الفارق‬
‫يف قيمة العقد الواحد بين الطرفين محسوبًا بالدوالر األمريكي‪ .‬وعليه فإذا وجدنا‬
‫أن معدل الفارق يف قيمة العقد الواحد بين الطرفين يتحرك يف نطاق محدد‪،‬‬
‫فإنه باإلمكان استغالل هذا األمر لتحديد أي الطرفين نقوم بشرائه بمقابل الطرف‬
‫الذي نقوم ببيعه‪ ،‬حتى تنقلب اآلية ونعكس عمليات التداول‪ ،‬أي أن التداول‬
‫بموجب العامل املشترك يتقلب بين البيع والشراء ىلع نفس الزوج الواحد‪ ،‬ولفهم‬
‫الصورة نوضح ذلك بالجدول التالي‪:‬‬

‫بالنقاط‬ ‫بالدوالر األمريكي‬ ‫املوضوع‬


‫‪429.06‬‬ ‫‪$42,906.42‬‬ ‫معدل الفرق‬
‫‪399.25‬‬ ‫‪$39,925.00‬‬ ‫الحد األدنى للفرق‬
‫‪472.35‬‬ ‫‪$47,235.00‬‬ ‫الحد األىلع للفرق‬
‫‪73.10‬‬ ‫‪$7,310.00‬‬ ‫نطاق الفرق‬

‫‪185‬‬
‫وحتى نفهم البيانات الواردة يف الجدول وكيفية استغاللها‪ ،‬يجب أن نعرف أن‬
‫قيمة العقد الواحد من العمالت هي (‪ )100k‬أي مائة ألف من العملة األساس‪ ،‬ويف‬
‫مثالنا السابق قمنا املقارنة بين قيمة (‪ )100‬ألف يورو بعد تحويلها إلى الدوالر‬
‫األمريكي‪ ،‬بمقابل (‪ )100‬ألف دوالر أسترالي بعد تحويلها إلى الدوالر األمريكي‪.‬‬
‫وعليه كل ما عليك فعله عزيزي املتداول هو أن تقوم بتحويل قيمة العقد الواحد‬
‫من كل طرف من طريف العالقة إلى قيمته األساسية‪ ،‬ومن ثم تقوم بحساب‬
‫الفارق بين الطرفين‪ ،‬بطرح أحدها من اآلخر‪ ،‬وتأخذ بيعن االعتبار معدل الفارق‪،‬‬
‫والحدين األىلع واألدنى لهذا الفارق ومن ثم تقوم بتوظيف هذه املعلومات يف‬
‫التداول‪.‬‬

‫وىلع ذلك فكما نرى يف الجدول السابق‪ ،‬فكلما كان الفرق قريبًا من الحد‬
‫األىلع‪ ،‬نقوم ببيع طرف العالقة املرتفع‪ ،‬ويف حالتنا هذه زوج اليورو دوالر‪،‬‬
‫ونشتري طرف العالقة املنخفض وهو زوج االسترالي دوالر‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فكلما‬
‫اقتربنا من الحد األدنى للفرق بين الطرفين نشتري نقوم بشراء طراف العالقة‬
‫املرتفع ونبيع طرف العالقة املنخفض‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال فإن إغالق الصفقات التي يتم بموجب هذا العمل ال تتم بشكل‬
‫يومي وعشوائي‪ ،‬بل يتم البناء عليها بالتدريج للخروج باملحصلة املطلوبة يف‬
‫نهاية عمليات التداول‪ .‬والشكل التالي يوضح نطاق الفرق بين زوجي العالقة يف‬
‫مثالنا السابق‪:‬‬

‫‪186‬‬
‫وال ننسى لفت انتباه املتداول الكريم‪ ،‬إلى أنه تعذر عرض أمثلة تطبيقية‬
‫هنا‪ ،‬بسبب أنها تحتاج إلى عمليات محاسبية طويلة نوعًا ما‪ ،‬يصعب عرضها هنا‪،‬‬
‫وبإمكان املتمكن من استخدام برامج املحاسبة مثل األكسل أن يقوم بالتطبيق‬
‫املباشر عليها‪ ،‬ولكن اقتضى التنويه عليها ىلع هذه الطريقة‪ ،‬مع العلم بأن‬
‫املؤلف قام باستخدام هذه الطريقة يف االستراتيجية وبخاصة ىلع معدني‬
‫الذهب والفضة للعالقة القوية بينهما‪ ،‬وكذلك ىلع البترول بنوعية‪ ،‬وىلع‬
‫املؤشرات األمريكية وبخاصة الناسداك وستاندرد آند بورز‪.‬‬

‫إستراتيجية االنحدار يف تحديد نطاق التداول‬

‫يف كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول يف األسواق املالية‬


‫العاملية" قدمنا الستراتيجية االنحدار الخطي املتعدد يف تحديد نطاق التداول‪،‬‬
‫وقبل أن نقوم بإضافة بعض املالحظات والتطويرات ىلع بنية هذه االستراتيجية‬
‫ال بد من املرور عليها مرة أخرى للتذكير بكل تفصيالتها كما وردت يف كتاب‬
‫التحليل الكمي املشار إليه سابقًا‪.‬‬

‫وقد قلنا بأنه وقبل أن ننتقل باملتداول الكريم إلى تغيير كبير يف طريقة‬
‫تفكيره من خالل تقديم استراتيجيات كمية‪ ،‬أكثر تقدمًا وتحديدًا للمخاطر وتحقيقًا‬

‫‪187‬‬
‫لألرباح‪ ،‬يجد املؤلف نفسه ملزمًا بأن يقدم للمضارب الكريم واحدة من‬
‫اإلستراتيجيات الكمية التي كان يستخدمها وبخاصة يف سنواته األولى من التداول‬
‫يف األسواق املالية العاملية‪ ،‬وحقق من خاللها نجاحات مميزة يف تحقيق عوائد‬
‫كانت ممتازة يف حينه‪ ،‬قبل أن ترتقي أساليب التحليل الكمي ملستويات متقدمة‬
‫أكثر نضجًا وأكثر مراعاة للعديد من العوامل أهمها‪ ،‬حصر املخاطر وتعظيم األرباح‪،‬‬
‫وتنويع التداول‪.‬‬

‫وهذه اإلستراتيجية هي معادالت تحليل االنحدار الخطي يف تحديد نطاق‬


‫التداول اليومي الذي يكون محصورًا بين أىلع سعر وأدنى سعر متوقع لليوم التالي‬
‫بناءً ىلع معطيات اليوم السابق‪ .‬وما نقصده بتحليل االنحدار هو حصر العوامل‬
‫الكمي ة التي تكون ىلع عالقة قوية جدًا طردية أو سلبية يف تحديد قيمة كمية‬
‫معينة‪.‬‬

‫وللتوضيح أكثر؛ فإن القيم األساسية التي نحصل عليها يف نهاية أي يوم‬
‫للتداول هي أربعة قيم وهي‪ :‬سعر االفتتاح‪ ،‬وأىلع سعر‪ ،‬وأدنى سعر‪ ،‬وسعر‬
‫اإلغالق‪ .‬مع مراعاة أن سعر اإلغالق لليوم هو ذاته سعر افتتاح اليوم الذي يليه‪.‬‬
‫وبناء عليه فإن معادالت تحليل االنحدار تبحث يف مدى مساهمة هذه القيم‬
‫األربعة يف تحديد القيم التي تليها يف اليوم التالي‪ ،‬ووضعها يف معادلة خطية‬
‫تحتوي ىلع بعض القيم الثابتة التي يتم اشتقاقها إحصائيًا‪ ،‬وبعض القيم‬
‫املجهولة التي تعتمد ىلع بيانات السعر األساسية التي أشرنا إليها وهي سعر‬
‫االفتتاح وأىلع سعر وأدنى سعر‪ ،‬وسعر اإلغالق‪ ،‬وبمجرد التعويض مكان القيم‬
‫املجهولة بالقيم التي نحصل عليها فإنه باإلمكان أخذ تصور واضح حول نطاق‬
‫التداول الرئيسي لليوم الذي نقرر فيه الدخول والذي ينحصر بين أىلع سعر وأدنى‬
‫سعر‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫أما توقع سعر اإلغالق فإنه من الصعوبة بمكان أن نعرفه أو نبني له معادلة‬
‫خطية‪ ،‬وذلك ألن السعر قد ينتهي إما باالرتفاع أو االنخفاض‪ ،‬أي أن القيمة إما أن‬
‫تكون سالبة وإما أن تكون موجبه‪ ،‬وهو ما لم يستطع املؤلف أن يقوم ببناء‬
‫معادلة خاصة به حتى لحظة تأليف هذا الكتاب‪ ،‬وال يخفي املؤلف سرًا من حيث‬
‫أنه يقوم فعليًا بإجراء تجارب قائمة ىلع معدالت التغيير يف القيم األساسية‬
‫لبناء تلك املعادلة التي تساعد يف تحديد سعر اإلغالق سواء أكان موجبًا أو سالبًا‪،‬‬
‫وذلك من خالل حساب الفرق بين أسعار االفتتاح واإلغالق وباقي القيم األخرى‬
‫حتى تراعي التغير يف االتجاه واملساعدة يف توقع سعر اإلغالق لليوم التالي‪،‬‬
‫وهو ما يتوقع املؤلف أن ينتهي منه ويعرضه يف الطبعة الثانية من هذا الكتاب‪،‬‬
‫إذا وصل إلى معادالت كمية تستحق عرضها يف طبعة أخرى‪.‬‬

‫وعودة إلى موضوعنا الرئيسي وهو تحديد نطاق التداول الذي ينحصر بين‬
‫أىلع سعر وأدنى سعر‪ .‬والذي بناءً عليه يقوم أي واحد فينا ببناء االستراتيجية‬
‫التي يراها مناسبة للتداول ضمن هذا النطاق والتي سنوضحها الحقًا‪ .‬أما بالنسبة‬
‫ملعادالت تحديد أىلع سعر (‪ )High Price‬وأدنى سعر (‪ )Low price‬فهي كما هي‬
‫موضحه يف الجدول التالي بالنسبة ألهم العمالت التي يجري التداول عليها‬
‫بحسب خبرة املؤلف‪:‬‬

‫‪Item‬‬ ‫‪Range‬‬ ‫‪Formula‬‬


‫‪AUDUSD‬‬ ‫‪High‬‬ ‫)‪= 0.0022+(-0.0461*Low)+(1.0474*Close‬‬
‫‪Low‬‬ ‫)‪= (0.8396*Close)+(0.1571*Low‬‬
‫‪GBPUSD‬‬ ‫‪High‬‬ ‫)‪= 0.0077+(1.0562*Close)+(-0.0583*Low‬‬
‫‪Low‬‬ ‫)‪= -0.0062+(1.1584*Close)+(-0.1572*High‬‬
‫‪USDCAD‬‬ ‫‪High‬‬ ‫)‪= -0.0018+(0.9074*Close)+(0.0972*High‬‬
‫‪Low‬‬ ‫)‪= 0.0039+(1.0914*Close)+(-0.0976*High‬‬
‫‪USDCHF‬‬ ‫‪High‬‬ ‫)‪= 0.0077+((0.8990*Close)+(0.0962*High‬‬
‫‪Low‬‬ ‫)‪= 0.0090+(1.1615*Close)+(-0.1740*High‬‬
‫‪USDJPY‬‬ ‫‪High‬‬ ‫)‪= 0.2339+(1.1570*Close)+(-0.1562*Low‬‬
‫‪Low‬‬ ‫)‪= 0.0743+(1.1445*Close)+(-0.1486*High‬‬
‫‪EURJPY‬‬ ‫‪High‬‬ ‫)‪= 0.7493+(1.1424*Close)+(-0.1448*Low‬‬
‫‪Low‬‬ ‫)‪= -0.3442+(1.1174*Close)+(-0.1180*High‬‬

‫‪189‬‬
‫‪Item‬‬ ‫‪Range‬‬ ‫‪Formula‬‬
‫‪GBPJPY‬‬ ‫‪High‬‬ ‫)‪= 0.4926+(1.1690*Close)+(-0.1685*Low‬‬
‫‪Low‬‬ ‫)‪= -0.1829+(1.1811*Close)+(-0.1840*High‬‬

‫تبدو األرقام الواردة يف الجدول أعاله مربكة بعض الشيء‪ ،‬ولكنها بالفعل‬
‫أخذت وقتًا طويالً يف بنائها‪ ،‬ألنها تتطلب توافر عدد من الشروط العلمية‬
‫املعتمدة يف أساليب التحليل اإلحصائي ومناهج البحث العلمي‪ ،‬فقد تطلب‬
‫إعدادها القيام بعملية تحميل البيانات التاريخية األساسية لكل زوج من أزواج‬
‫العمالت املعروضة يف الجدول‪ ،‬ومن ثم عملية تكرارها يف أعمدة موازية مع‬
‫سحب اليوم األول منها‪ ،‬ومن ثم القيام بإجراء عمليات التحليل اإلحصائي عدة مرات‬
‫لحصر العناصر التي لها عالقة وثيقة يف تحديد نطاق التداول املتوقع واملحصور‬
‫بين أىلع سعر وأدنى سعر‪.‬‬

‫وحتى نقدم صورة واضحة عن نتائج الجدول السابق‪ ،‬نقدم يف الشكلين‬


‫التاليين املقارنة بين أىلع سعر وصل إليه سعر الجنية اإلسترليني مقابل الدوالر‬
‫األمريكي ‪GBPUSD‬الحقيقي‪ ،‬وأىلع سعر متوقع خالل فترة زمنية تمتد ما بين‬
‫(‪ 2018/1/17‬وحتى ‪:)2019/12/5‬‬

‫‪190‬‬
‫يتضح من الجدول السابق‪ ،‬بأن هناك شبه تطابق بين أىلع سعر متوقع‬
‫للجنية االسترليني ‪ GBPUSD‬وأىلع سعر حققه فعليًا خالل عمليات التداول‬
‫اليومية‪ ،‬وبحساب الفرق بطريقة كمية فقد كان معدل الفارق بالنقاط بين أىلع‬
‫سعر حقيقي وصل إليه سعر السوق بشكل يومي‪ ،‬وأىلع سعر متوقع هو بحدود‬
‫(‪ )0.0030‬نقطة‪.‬‬

‫أما عن املقارنة بين أدنى سعر وصل إليه سعر التداول اليومي بشكل‬
‫فعلي‪ ،‬وبين أدنى سعر متوقع وفق الحسابات الكمية بطريقة تحليل االنحدار فهو‬
‫ما نراه يف الشكل التالي‪:‬‬

‫حيث نالحظ أيضًا حجم التطابق الكبير بين أدنى سعر متوقع‪ ،‬وأدنى سعر‬
‫وصل إليه السعر بشكل حقيقي‪ ،‬باستثناء بعض الحاالت الشاذة‪ ،‬وعند حساباها‬
‫كميًا فإن معدل الفرق بين أدنى سعر حقيقي وأدى سعر متوقع للجنية‬
‫االسترليني ‪ GBPUSD‬هو أيضًا بحدود (‪ )0.0030‬نقطة‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى نقطة ىلع درجة عالية من األهمية‪ ،‬وهي أن معدل‬
‫الفارق بين األسعار املتوقعة يف معادالت تحليل االنحدار‪ ،‬وبين األسعار الحقيقية‬
‫التي حققها السوق يعتبر يف نظر البعض كبيرًا نوعًا ما‪ ،‬غير أن املهم يف‬
‫املوضوع والذي وصل بمعدل الفارق كميًا إلى هذا املستوى هو أنه ليس بالضرورة‬
‫أن يحقق السوق أىلع سعر وأدنى سعر متوقع بنفس اليوم‪ ،‬مقارنه بما حصل‬
‫فعالً ىلع أرض الواقع‪ ،‬وبناء عليه‪ ،‬فقد يحدث أن يحقق السوق نقطة مقاربة جدًا‬
‫بين الحد األىلع املتوقع والحد األىلع الحقيقي‪ ،‬ولكن باملقابل لم ينزل السوق‬
‫نحو األسفل ويحدث أن يصبح الفارق بين الحد األدنى املتوقع والحد األدنى‬
‫الحقيقي كبيرًا‪ ،‬وهو ما يؤثر ىلع قيمة املتوسط الحسابي ملعدل الفارق بين‬
‫الحقيقي واملتوقع ألىلع سعر وأدنى سعر‪.‬‬

‫ويف حال تم التدقيق واستبعاد األيام التي انخفض فيها السعر‪ ،‬وقمنا‬
‫بحساب معدل الفارق بين أىلع سعر متوقع‪ ،‬وأىلع سعر حقيقي نجد أنه‬
‫ينخفض إلى نحو (‪ )0.0015‬نقطة فقط‪ ،‬وكذلك الحال إذا ما عكسنا اآلية‪ ،‬وقمنا‬
‫باستبعاد األيام التي ارتفع فيها السعر‪ ،‬وحسبنا معدل الفارق بين أدنى سعر‬
‫متوقع وأدنى سعر حقيقي للسوق نجد أنه يبلغ أيضًا نحو (‪ .)0.0015‬وىلع ذلك‬
‫فاملحلل الكمي يجب أن يكون ىلع درجة مناسبة من الوعي والحساسية الكمية‬
‫ليعرف مصدر بعض البيانات التي ال تبدو منطقية بعض األحيان‪.‬‬

‫وعودة إلى آلية استفادة املتداول من هذه املعادالت‪ ،‬فكل مضارب لديه‬
‫قدرة ىلع توظيفها بطريقة مختلفة‪ ،‬كما يمكن ألي فرد أيضًا أن يراجع آلية‬
‫استخراج هذه املعادالت باستخدام برامج التحليل اإلحصائي وىلع رأسها برنامج‬
‫‪ .SPSS‬ومن طرق توظيف هذه املعادالت يف عمليات التداول هي‪ :‬أن يقوم‬
‫املتداول بعمل ما يسمى ‪ Limit Orders‬أو أوامر معلقة باالتجاهين‪ ،‬بحيث يضع‬
‫أوامر البيع فوق سعر افتتاح السوق بطريقة سلمية وبكميات متفرقة‪ ،‬وال ينسى‬
‫أن يضع عليها أوامر وقف خسارة فوق الحد األىلع املتوقع للسعر‪ ،‬وكلما كانت‬

‫‪192‬‬
‫موقع األوامر بعيدًا بالقدر املناسب عن سعر االفتتاح كلما كانت فرصته بتحقيق‬
‫األرباح أىلع‪ .‬ويجب أيضًا أال ينسى دراسة السلوك السعري ألي زوج أو مشتق مالي‬
‫يجري التداول عليه‪ ،‬من حيث معدل طول الشمعة‪ ،‬ومعدل طول الظل العلوي‬
‫والظل السفلي حتى يستطيع أن يقوم بتوزيع األوامر املعلقة بطريقة منهجية‬
‫وسليمة‪.‬‬

‫العالقة بين املوجات السعرية واستراتيجية االنحدار الخطي املتعدد‬

‫بعد كل ما تقدم من شروحات متعلقة بهذه االستراتيجية ال بد من توضيح‬


‫بعض النقاط الهامة متعلقة بهذه االستراتيجية والتي تتعلق بقدرتها ىلع التنبؤ‬
‫بالحدين األىلع واألدنى للسعر القادم من خالل املتغيرات األخرى الواردة يف‬
‫الجدل السابق‪ ،‬والذي سنقدم طريقة مختلفة للتعامل معه بصورة مبسطة للغاية‪،‬‬
‫فإن أي متداول يقوم بتطبيق املعادالت الواردة يف الجدول السابق سيجد بكل‬
‫تأكيد بأن هناك فروق بين أىلع سعر متوقع وبين أىلع سعر حققه السوق فعليًا‬
‫ىلع أي زوج من األزواج التي يقوم املتداول بالتطبيق أو التداول عليها‪ ،‬ولهذا عدة‬
‫أسباب هامة وهي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬إن املعادالت املوجودة يف الجدول السابق أخذت فترة زمنية طويلة للغاية‪،‬‬
‫ومن املفترض أن يتم تحديد نطاق متغير لهذه الفترة الزمنية‪ ،‬بمعنى يجب أن‬
‫يتم تحديث هذه القيم بحيث تشمل ىلع سبيل املثال آخر (‪ )200‬يوم من أيام‬
‫التداول‪ ،‬والسبب يف ذلك أن نطاق التداول يتغير كل فترة نتيجة الكثير من‬
‫املتغيرات التي تدخل يف عالم التداول كالبيانات االقتصادية والظروف املحيطة‬
‫باالقتصاد العاملي ككل‪ ،‬وحجم السيولة التي يتم ضخها يف األسواق الرسمية‬
‫والتي تنعكس بشكل فوري ىلع تحديد أسعار العقود الفورية‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن املعادالت السابقة شمولية كاملة‪ ،‬ولم تأخذ بعين االعتبار الفصل بين‬
‫الفترات الزمنية التي كان يمشي فيها السعر بحركة عرضية محصورة بين‬
‫منطقتين سعريتين‪ ،‬والفترات التي كان فيها السعر يمشي بشكل موجة سعرية‬
‫هابطة أو موجة سعرية صاعدة‪ ،‬وىلع ذلك فيجب التمييز هنا بين هذه الفترات أو‬
‫األشكال الثالثة للحركة والتي ستقودنا حتمًا إلى الخيارات التالية‪:‬‬

‫أن السعر إذا كان يمشي بشكل عرضي محصور بشكل تقريبي بين‬ ‫‪.1‬‬
‫منطقتين سعريتين‪ ،‬فإن معادالت التنبؤ تصلح ألن يتم من خاللها توقع‬
‫أىلع سعر وأدنى سعر متوقع من خالل بيانات الشمعة التي تمثل بيانات‬
‫اليوم السابق أو النطاق الزمني السابق الذي تمثله الشمعة الواحدة‪ .‬وهو ما‬
‫يدفعنا أيضًا للتفكير يف أن أفضل وسيلة للتداول وفق هذا املنظور هو‬
‫استخدام أوامر البيع املعلقة من نوع ‪ Limit‬أو انتظار وصول السعر إلى أحد‬
‫الحدين املتوقعين للسعر بحيث تتم عملية البيع عند اقتراب السعر من‬
‫محيط أىلع سعر متوقع‪ ،‬أو عملية الشراء عند اقتراب السعر من أدنى‬
‫سعر متوقع‪.‬‬
‫‪ .2‬أن السعر إذا كان يمشي بصورة موجة سعرية صاعدة فإن املعادالت‬
‫املستخدمة ستكون فعالة للغاية يف قدرتها ىلع التنبؤ بأىلع سعر‬
‫يمكن أن يصل إليه السوق ىلع زوج العمالت املعني أو املشتق املالي‬
‫الذي يجري التداول عليه‪ .‬وال تصلح املعادالت بطبيعة الحال أو ال تكون‬
‫فعالة يف القدرة ىلع التنبؤ بأدنى سعر يمكن أن يحققه السوق والسبب‬
‫هو املوجة السعري الصاعدة املوجودة يف السوق‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا كان السعر يمشي بصورة موجة سعرية هابطة فإن املعادالت‬
‫املستخدمة ستكون فعالة للغاية يف قدرتها ىلع التنبؤ بأدنى سعر‬
‫يمكن أن يصل إليه السوق ىلع زوج العمالت املعني أو املشتق املالي‬
‫الذي يجري التداول عليه‪ .‬وال تصلح املعادالت بطبيعة الحال أو ال تكون‬

‫‪194‬‬
‫فعالة يف القدرة ىلع التنبؤ بأىلع سعر يمكن أن يحققه السوق والسبب‬
‫هو املوجة السعري الصاعدة املوجودة يف السوق‪.‬‬

‫ويف الحالتين الثانية والثالثة فإن الدخول املباشر للسوق سيكون هو األفضل‬
‫بكل تأكيد مع وضع هدف بمحيط السعر املتوقع بلوغه صعودًا يف حالة الشراء‬
‫يف املوجة السعرية الصاعدة‪ ،‬أو هبوطًا يف حالة البيع يف املوجة السعري‬
‫الهابطة‪.‬‬

‫ويف جميع الحاالت يبقى السؤال أو التحدي الذي قد يواجه أي متداول هو‬
‫عدم إملامه أو عدم قدرته ىلع إجراء الحسابات الرقمية أو الحسابات الكمية‬
‫املتعلقة باستخراج معادالت االنحدار الخطي يف حساب أو توقع مستويات السعر‬
‫التي قد يبلغها السعر صعودًا أو هبوطًا‪ ،‬بسبب عدم اإلملام بمناهج البحث العلمي‬
‫أو ببرامج التحليل املتخصصة‪ ،‬ولذلك فإن أبسط طريقة للتغلب ىلع هذا‬
‫املوضوع هو حساب متوسط حركة السعر املحسوبة بين أىلع سعر وأدنى سعر‬
‫خالل آخر خمسة أيام تداول‪.‬‬

‫وعليه فإن كانت هناك موجة سعرية صاعدة فإن حساب املتوسط الحسابي‬
‫لنطاق التداول آلخر خمسة أيام تداول ستمثل الهدف بالنسبة لصفقة الشراء‪ ،‬أو‬
‫الهدف بالنسبة لصفقة البيع إن كانت هناك موجة سعرية هابطة‪ .‬أما إذا كان‬
‫السعر يمشي بصورة عرضية فإن الدخول ومن حيث قلنا بأنه سيكون بشكل‬
‫مختلف عن الدخول املباشر‪ ،‬وسيأتي بصورة مؤجلة حتى يبلغ السعر أحد الحدين‬
‫األىلع أو األدنى املتوقعين فإن النطاق املحسوب بناء ىلع متوسط حركة السعر‬
‫ألخر خمسة أيام سيمثل الهدف من الصفقة‪.‬‬

‫ويبقى لدينا سؤالين هامين جدًا‪ ،‬يدور األول منهما حول تحديد نقطة وقف‬
‫الخسارة‪ ،‬والثاني حول الطريقة التي نعرف من خاللها إن كان السعر يمشي بصورة‬
‫عرضية أو بصورة موجة سعرية صاعدة أو هابطة‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫ولإلجابة ىلع السؤال األول فإن تحديد نقطة وقف الخسارة ستعيدنا إلى‬
‫املربع األول يف إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬ويجب علينا استذكار الطرق‬
‫املتقدمة التي قدمناها يف اآللية التي يمكن من خاللها الحد من قيمة خسارة‬
‫الصفقة من خالل توظيف مجموعة متنوعة من الطرق والتي بدأت من خالل‬
‫تحديد نقطة واحدة كنقطة وقف خسارة تبلغ يف أقصى مدى لها هو نصف قيمة‬
‫الهدف املحدد يف االستراتيجية الحالية‪ .‬وتنتهي باستخدام طرق التجزئة‬
‫املتنوعة يف تحديد قيمة الخسارة والهبوط بها إلى الحد األقصى املمكن‪.‬‬

‫وقبل االنتقال إلى اإلجابة ىلع السؤال الثاني‪ ،‬ال بد من التنبيه ىلع نقطة‬
‫وهي أنه ويف نهاية يوم التداول إذا لم تحقق الصفقة الهدف املنشود أو املحدد‬
‫لها‪ ،‬ولم تخرج ىلع نقطة وقف الخسارة املحدد أيضًا فإننا سنقف أمام واحد من‬
‫خيارين‪:‬‬

‫الخيار األول‪ :‬انتهاء يوم التداول وتكون الصفقة ىلع ربح عائم ولكن لم تصل‬
‫الهدف‪ ،‬ففي مثل هذه الحالة يجب أال يتم إغالق الصفقة بل يجب تحريك نقطة‬
‫وقف الخسارة ‪ ،‬من خالل تحريكها لتصبح محسوبة من بداية اليوم الجديد‪ ،‬وىلع‬
‫سبيل املثال لو كان لدينا صفقة شراء ىلع زوج االسترليني دوالر ىلع سعر‬
‫(‪ )1.3600‬وكان هدفها (‪ )1.3780‬وكانت نقطة وقف الخسارة بقيمة (‪ )90‬نقطة‬
‫وىلع سعر (‪ ،)1.3510‬وأغلق السوق ىلع سعر (‪ ،)1.3720‬فأن نقطة وقف الخسارة‬
‫يجب أن يتم تحريكها لتصبح ىلع سعر (‪ ،)1.3630‬أي تحت سعر السوق الجديد ب‬
‫(‪ )90‬نقطة‪ .‬األمر الذي يعني حجز ربح بمقدار (‪ )30‬نقطة يف حال تراجع السعر‬
‫مرة أخرى‪ .‬وستكون التفاصيل ىلع النحو التالي‪:‬‬

‫‪Item‬‬ ‫‪Type‬‬ ‫‪Price‬‬ ‫‪SL‬‬ ‫‪TP‬‬ ‫‪price‬‬


‫‪GBPUSD‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1.3600‬‬ ‫‪1.3510‬‬ ‫‪1.3780‬‬ ‫‪1.3600‬‬
‫‪GBPUSD Modify‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1.3600‬‬ ‫‪1.3630‬‬ ‫‪1.3780‬‬ ‫‪1.3720‬‬

‫‪196‬‬
‫الخيار الثاني‪ :‬انتهاء يوم التداول وتكون الصفقة ىلع خسارة عائمة ولكن لم تصل‬
‫إلى نقطة وقف الخسارة املحددة‪ ،‬ويف هذه الحالة فيجب أن ال يتم التدخل من‬
‫خالل تحريك الهدف أو نقطة وقف الخسارة‪ ،‬بل يجب االنتظار وإعطاء الصفقة‬
‫الفرصة الكامل فإما أن تعود باتجاه الهدف وإما أن تكمل باتجاه نقطة وقف‬
‫الخسارة‪ ،‬غير أن التدخل سيكون يف حال وصل السعر إلى نقطة وقف الخسارة‪،‬‬
‫فإن تحققت نقطة وقف الخسارة فإننا نقوم بتجديد الدخول مرة أخرى من سعر‬
‫إغالق الصفقة ونضع هدف جديد ونقطة وقف خسارة جديدة‪ ،‬محققين ميزة‬
‫هامة جدًا وهي أننا قمنا بالدخول من أفضل نقطة ممكن يف الصفقة الجديدة‪ ،‬أي‬
‫تجديد الشراء يف اليوم الجديد ولكن من أدنى نقطة وصل إليها ظل الشمعة‬
‫السفلي‪.‬‬

‫أما السؤال الثاني املتعلق بالطريقة التي نعرف من خاللها بأننا يف‬
‫مرحلة موجة سعرية هابطة أو موجة سعرية صاعدة أو يف حالة حركة عرضية‪،‬‬
‫فإننا وكما أشرنا يف أكثر من موقع من هذه الكتاب يتم من خالل رصد قوة اتجاه‬
‫السعر من خالل مجموعة من املؤشرات الفنية البسيطة أو املركبة‪ ،‬بحيث نعطي‬
‫كل مؤشر من تلك املؤشرات قوة نسبة اعتمادًا ىلع عدد املؤشرات املستخدمة‬
‫يف النموذج‪ ،‬وبالتالي فاملؤشر الذي يعطي قوة موجبة يأخذ بطريقة املؤشر‬
‫الذي يعطي قوة سالبة‪ ،‬وبالجمع البسيط نستطيع معرفة قوة اتجاه السعر وفيما‬
‫إذا كانت هناك موجة سعرية أو حركة عرضية‪ ،‬وأشرنا بأن املؤلف يستخدم القوة‬
‫(‪ ) 30+‬فأىلع ملعرفة وجود موجة سعرية صاعدة‪ ،‬و القوة (‪ )30-‬لرصد وجود‬
‫موجة سعرية هابطة‪ ،‬واملسافة املحصورة بين القوتين (‪ )30+‬و (‪ )30-‬هي‬
‫منطقة حركة عرضية للسعر‪.‬‬

‫وأخيرًا وقبل االنتقال باملتداول الكريم إلى طرق مبتكرة للغاية أو‬
‫استراتيجيات متقدمة للتداول بالتحليل الكمي والفني واإلحصائي‪ ،‬ال بد من إعادة‬
‫املرور ىلع أهم طرق حساب املوجات السعرية أو الحركات العرضية والتي تم‬

‫‪197‬‬
‫تقديمها ىلع شكل استراتيجيات تداول مستقلة يف كتاب "التحليل الكمي يف‬
‫بناء استراتيجيات التداول"‪.‬‬

‫استراتيجية املتوسطات العشرة املتحركة‬


‫لم يكن يف نية املؤلف أن يعرض الطرق التي يتم من خاللها رصد حركة‬
‫أسعار املشتقات املالية‪ ،‬ومعرفة فيما إذا كان السعر يمر بمرحلة حركة عرضية أو‬
‫يف مرحلة موجة سعريه هابطة أو صاعدة‪ ،‬والسبب يف ذلك بأنه قد تم تقديمها‬
‫يف الكتاب األول املشار إليه سابقًا ىلع شكل استراتيجيات تداول بعناوين‬
‫مستقلة‪ ،‬والدافع الحقيقي الذي وقف خلف عرضها من جديد هو توقع املؤلف‬
‫أنه ربما أن من يقرأ الكتاب الحالي قد ال يكون ىلع إطالع بالكتاب األول وما ورد‬
‫فيه من تفصيالت ولذلك فمن الواجب املرور ىلع تلك االستراتيجيات ليكون هذا‬
‫الكتاب كوحدة مستقلة تمامًا ال يحتاج املتداول أن يعيد قراءة الكتاب األول ىلع‬
‫أهميته للباحث عن مراحل بناء استراتيجيات تداول مبنية بطريقة تراكمية وفق‬
‫تسلسل مترابط‪.‬‬

‫أشرنا سابقًا بأنه ال يكاد يخلو أي نوع من أنواع التحليل الفني‪ ،‬إال ويدخل‬
‫حساب املتوسط الحسابي املتحرك يف تركيبته‪ ،‬فمن يراجع كافة املؤشرات‬
‫الفنية التي يستخدمها كافة املحللون ىلع اختالف مستوياتهم يجد أن حساب‬
‫املتوسط الحسابي املتحرك مع السعر ال بد أن يكون حاضرًا فيها‪ ،‬وذلك ألن‬
‫املتوسطات بالعادة تعطي صورة تقريبية لنطاق أي شيء يجري التعبير عنه‬
‫بصورة كمي ة‪ ،‬وما من شيء يجري التعامل معه بلغة األرقام أكثر من األسواق املالية‬
‫العاملية بما تشتمل عليه من مشتقات مالية كثيرة جدًا‪.‬‬

‫إال أن طريقة استخدام املحللين الفنيين لهذه املتوسطات تختلف بين محلل‬
‫وآخر‪ ،‬وتكاد طرق استخدامها أن تكون ال حصر لها‪ ،‬فبينما نجد محلل يقوم‬
‫باستخدام التقاطعات السعرية بين متوسط وآخر‪ ،‬نجد أن محلل آخر يقوم‬

‫‪198‬‬
‫باستخدام التقاطعات بين السعر نفسه ومتوسط معين أو أكثر من متوسط‪ ،‬ىلع‬
‫اعتبار أنها ربما تكون إشارة يفهمها هو بأن السعر املعني سيقوم باالرتفاع أو‬
‫االنخفاض بناءً ىلع هذه اإلشارات املبنية ىلع تلك التقاطعات‪ ،‬وليس غريبًا‬
‫القول بأن كل محلل لديه طريقته الخاصة التي يعتبرها سرًا من أسرار قوته يف‬
‫كتابته للتقارير التي ينشرها هنا وهناك ىلع اعتبار أنه يعرف مسبقًا االتجاه الذي‬
‫سيأخذه السوق خالل الفترة التالية ىلع التقرير الذي قام به‪ ،‬والذي تم االعتماد‬
‫فيه ىلع اإلشارات املبنية ىلع تلك املتوسطات‪.‬‬

‫وكما أشرنا سابقًا يف أكثر من موقع فإن تكرار ارتفاع السعر أو انخفاضه بعد‬
‫حدوث ظاهرة معينة يف التحليل الفني يجعل املحلل أو املتداول يعتقد بقوة‬
‫التحليل املوجود بين يديه‪ ،‬وبخاصة إذا كانت هذه الظاهرة مشتقه من تجارب‬
‫طويلة ومحاوالت للتنبؤ باالتجاه الذي سيسلكه السعر بعد حدوث الظاهرة‪ ،‬وما هي‬
‫إال تحقيق سلسلة من النجاحات يف تحقيق أرباح قصيرة املدى حتى تتولد‬
‫القناعة املطلقة يف عقل املتداول أو املحلل بأن السلوك السعري مرتبط تمامًا‬
‫بحدوث شروط معينة منها التقاطعات بين املتوسطات املتحركة‪ ،‬أو التقاطعات‬
‫بين السعر واملتوسط الحسابي املستخدم يف الرسم البياني‪ ،‬وكلما كان تكرار‬
‫حدوث الظاهرة أكثر من الناحية اإلحصائية كلما زاد اليقين بصدقها‪ ،‬وهو ما يعزز‬
‫العامل النفسي الذي سيقود املتداول حتميًا للتعاطف مع الصفقات التي يذهب‬
‫السوق بعكسها عندما يقوم بتنفيذها وقت حدوث الظاهرة‪ ،‬معتقدًا بأن الخلل‬
‫يف السوق‪ ،‬وال يخطر يف باله بأن املصادفات املتكررة للظاهرة ال تعني باملطلق‬
‫أنها قاعدة‪ ،‬وأن هذه الظاهرة ال تتحكم بالسلوك السعري ألي مشتق مالي‪.‬‬

‫فما يتحكم بالسلوك السعري جملة طويلة جدًا من املتغيرات االقتصادية‬


‫والعوامل واملؤثرات وتضارب املصالح بين صانعي السوق‪ .‬والنتيجة التي نحصل‬
‫عليها يف النهاية أن التعاطف مع الصفقات التي يمشي السوق بعكسها وانتظار‬

‫‪199‬‬
‫عودة السعر إلى مستوى الصفقات هو ما يؤدي باملتداول إلى الخسارة الكلية لرأس‬
‫املال املستخدم‪.‬‬

‫ولعلنا نجد العذر لكافة املتداولين الذين يتعاطفون مع صفقاتهم‪ ،‬فهم ما‬
‫بين مضارب مشوش األفكار ال يمتلك سوى هذه الطريقة يف اتخاذ قرارات البيع‬
‫والشراء‪ ،‬أو غير قادر ىلع تحديد نوعية القرار التالي‪ ،‬بالبيع أو الشراء للقرار الذي‬
‫أخذ بموجبه صفقة فعلية عاملة يف السوق‪ .‬ولهذا فإن التحليل الكمي يخرجنا‬
‫بصورة كلية من هذا النوع من املشاعر التي ال يجب أن يكون لها مكانًا يف هذا‬
‫النوع من العمل‪.‬‬

‫وما الرسم البياني الذي نشاهده ىلع الشارت للمتوسط الحسابي إال عبارة عن‬
‫خط توصيل بين قيم املتوسط الحسابي املستخدم‪ ،‬باالستناد إلى التوقيت أو ال‬
‫‪Time Frame‬املستخدم‪ ،‬سواء أكان بالساعة أو أكثر أو أقل‪ .‬وحتى نبتعد عن‬
‫السرد النظري وندخل يف صلب املوضوع‪ ،‬وهو بناء اإلستراتيجية القائمة ىلع‬
‫استخدام املتوسطات املتحركة العديدة‪ ،‬كما يسميها املؤلف ‪Multi Moving‬‬
‫‪Average Strategy‬يجب علينا تذكير املتداول بأن التعامل مع األرقام هي لغة ال‬
‫تعرف العاطفة‪ ،‬وإن كانت اتجاهات السوق تمشي بطريقة أو بأخرى مع قرارات كبار‬
‫املتداولين فإن التنوع أو التنقل بين اإلستراتيجيات الكمية سيقودنا حتمًا إلى‬
‫ركوب املوجات السعرية يف أي اتجاه كان‪.‬‬

‫وتقوم إستراتيجية املتوسطات املتحركة ‪Multi Moving Average Strategy‬‬


‫ىلع استخدام أكثر من متوسط حسابي للسعر وتفكيك قرار البيع أو الشراء إلى‬
‫أجزاء يجري تجميعها مرة أخرى باالستناد إلى نتائج هذه املتوسطات يف مواجه‬
‫السعر‪ ،‬وهنا يجيب التركيز ىلع النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن األساس يف تحديد اتجاه القرار هو سعر السوق الحقيقي‪ ،‬وبالتالي يجب‬
‫علينا اليقين بأن املتوسط الحسابي ليس إال رد فعل قائم ىلع ما فعله‬

‫‪200‬‬
‫السعر فعليًا‪ ،‬وليس اتجاه السعر رد فعل ىلع فعل املتوسطات الحسابية‪،‬‬
‫وهذا فرق كبير يف النظرة واملفهوم‪ ،‬فإذا ما أدركنا ذلك فإنه كفيل بنقل‬
‫املتداول من مرحلة انتظار رد الفعل لسعر السعلة إلى مرحلة الجري وراء‬
‫الفعل الذي يقوم به السعر‪ ،‬أي أن قرارك بالبيع أو الشراء هو رد الفعل‬
‫وليس العكس‪.‬‬
‫‪Multi Moving‬‬ ‫‪ -‬أن استخدام طريقة املتوسطات املتحركة املتعددة‬
‫‪ Average Strategy‬تقوم أساسًا ىلع املواجهة بين القائمة بين السعر‬
‫الحقيقي ونقاط املتوسط الحسابي املتغير والتي يجري التوصيل بينها‬
‫بخط متصل‪ ،‬وليست مواجهة بين املتوسطات نفسها‪ ،‬وهو ما سنقوم‬
‫بتقديمه يف إستراتيجية مختلفة كليًا عن املعروضة هنا‪.‬‬
‫‪ -‬يجب علينا معرفة أن املحللين ىلع اختالف مستوياتهم ال بد وأن يقوموا‬
‫باستخدام واحدًا أو أكثر من املتوسطات املعروضة يف هذه االستراتيجية‪،‬‬
‫وبناء عليه فإن استخدامك لهذه اإلستراتيجية سيجعل قرارك بالبيع أو‬
‫الشراء متوافقًا بشكل مؤكد مع قرارات أكبر املحللين شهرةً يف العالم‪ ،‬ال‬
‫بل فإن كانت تربطك عالقات صداقة مع مضاربين آخرين ستجد أن قرارك‬
‫بالبيع أو الشراء سيكون مختلفًا عن ما ال يقل عن ‪ %90‬من قرارات‬
‫املتداولين حول العالم‪ ،‬وهي النسبة املفترضة لعدد الخاسرين يف‬
‫األسواق املالية العاملية بمقابل عدد الرابحين الذين ال تتجاوز نسبتهم‬
‫ال‪ %10‬املتبقية يف أحسن الحاالت‪ ،‬وهذا ما يمكنك التثبت منه عمليًا‬
‫وبشكل مستمر‪ ،‬وال نواري حين نقول لك بأن املؤلف قد عمل يف املكاتب‬
‫الخلفية لشركات الوساطة املالية ‪ Back Offices‬وأجرى مئات الدراسات‬
‫الرقيمة املختلفة ىلع كافة السلوكيات التي يتبعها املتداولين حول‬
‫العالم‪ ،‬وكانت النتائج نفسها لدى جميع الشركات‪.‬‬
‫‪ -‬وأخيراُ نود التأكيد للمضارب بأن استخدام هذه اإلستراتيجية ستجعلك‬
‫دائمًا وأبدًا ىلع استعداد لركوب أي موجة سعرية منذ بدايتها وحتى‬

‫‪201‬‬
‫نهايتها وىلع أي مشتق من املشتقات املالية التي يجري التداول عليها‬
‫عامليًا وبخاصة العمالت العاملية وأسواق الفوركس ‪ Forex‬بشكل عام‪.‬‬

‫وحتى نقوم بتبسيط عرض هذه االستراتيجية تخليل أن حجم الصفقة التي‬
‫تنوي الدخول بها يف كل مرة هي عقد واحد (‪ )1 Lot‬وىلع زوج اليورو دوالر مثالً‬
‫‪ ،EURUSD‬وقمت باستشارة أحد املحللين أو قرأت تقريرًا ىلع أحد املواقع التي‬
‫تعرض مثل هذه التقارير‪ ،‬وكانت النتيجة هي النصيحة بالشراء نظرًا لتوقع املحلل‬
‫الذي تم استشارته أو التقرير الذي تمت قراءته أن سعر زوج اليورو دوالر سيرتفع‬
‫خالل الساعات القادمة‪.‬‬

‫اآلن ماذا لو قمنا باستشارة عشرة محللين أو عشرون‪ ،‬أو قمنا بقراءة عشرة‬
‫تقارير أو عشرون تقريرًا‪ ،‬ويف كل مرة نستشير محلالً ولنفترض مثالً أن عددهم‬
‫عشرة محللين‪ ،‬نقوم بإعطاء كل نصيحة قيمة تتراوح ما بين (‪ )10+‬إذا كانت‬
‫النصيحة بالشراء‪ ،‬وقيمة (‪ )10-‬إذا كانت النصيحة بالبيع؟ ويف نهاية األمر قمنا‬
‫بتجميع هذه القيم لنحصل ىلع املجموع الذي سيتراوح ما بين (‪ )100+‬للشراء و (‪-‬‬
‫‪ )100‬للبيع‪ ،‬فعل سبيل املثال لو كانت النتيجة هي (‪ )%80+‬بسبب وجود نصيحة‬
‫واحدة بالبيع قامت بإلغاء نصيحة بالشراء عند القيام بعملية جمع النصائح التي‬
‫أعيطنا كل واحدة منها نسبة (‪)%10‬؛ ففي هذه الحالة سيكون قرارنا بالشراء أكثر‬
‫دقة من قرارنا بالبيع‪ ،‬ألن تسعة محللين من أصل عشرة يرون بأن سعر اليورو دوالر‬
‫‪ EURUSD‬مرجح لالرتفاع‪.‬‬

‫ولكن لحظة‪ :‬لنعيد التفكير مرة أخرى بالعمل الذي قمنا به‪ ،‬ونطرح ىلع‬
‫أنفسنا األسئلة التالية‪:‬‬

‫من منا يعرف عشرة محللين موثوقين يقوم باستشارتهم يف كل مرة ننوي‬ ‫‪.1‬‬
‫فيها الدخول إلى السوق‪ ،‬أو من منا لديه الوقت الكايف لقراءة عشرة تقارير‬
‫عن زوج اليورو دوالر يف كل مرة ننوي التداول فيها؟‬

‫‪202‬‬
‫‪ .2‬إذا كنا نعرف عشرة محللين فعليًا‪ ،‬كيف نعرف أنهم ال يستخدمون نفس‬
‫الطريقة يف التحليل حتى خرجوا بهذا القرار‪ ،‬فماذا لو أنهم يستخدمون‬
‫تقاطع املتوسط املتحرك (‪ ،)20‬مع املتوسط املتحرك (‪ ،)50‬ألن املحللين‬
‫ال يمكن أن يقولوا لك عن الطريقة التي يستخدمونها يف التحليل حتى‬
‫وإن كانت بسيطة‪ ،‬فإن كشف لك عن أوراقه فما الداعي الستشارته مرة‬
‫أخرى؟‬
‫‪ .3‬كيف نعرف أن هؤالء املحللين ال يوجد لديهم صفقات فعلية يف السوق‪،‬‬
‫وأن السوق يمشي بعكسهم اآلن‪ ،‬وأنهم تحت تأثير العاطفة القوى وال زالوا‬
‫ينتظرون تصحيح املسار‪ ،‬وبالتالي يقمون بإغراق الجميع معهم؟‬
‫‪ .4‬يف ضوء معرفتنا بأن ‪ %90‬من املتداولين يف هذا السوق مصيرهم‬
‫املؤكد هو الخسارة الكلية لحساباتهم‪ ،‬وهذه املعلومة مستمدة من واقع‬
‫عملي للمؤلف يف دراسته وتحليله لعشرات اآلف الحسابات حول العالم‪،‬‬
‫فما الضامن بأن آراء هؤالء املحللين وأمثالهم كانت السبب يف خسارة‬
‫الكثير منهم‪ ،‬وبخاصة أن جميع املحللين يعملون تحت مظلة أحد‬
‫الشركات التي تستقطب الزبائن للمتاجرة ىلع منصاتها؟‬

‫إن عدد األسئلة التي يمكن طرحها ىلع شاكلة هذه األسئلة حول العمل الذي‬
‫طرحناه سابقًا كثيرة‪ ،‬والتي ستقودنا يف النهاية إلى قناعة واحدة وهي‪ :‬أننا لم‬
‫نغير شيئًا يف أسلوب العمل‪ ،‬سوى املزيد من ضياع الوقت‪ ،‬وغيرنا يف أسلوب‬
‫اتخاذ القرار ليكون صادر عن أكثر من جهة بدل جهة واحدة‪.‬‬

‫ويقفز إلى الذهن مباشرة السؤال األهم والكفيل بتغيير النظرة من جذورها‬
‫و يضعنا ىلع الطريق الصحيح‪ :‬ما هو الضامن بأن يكون قرار البيع أو قرار الشراء‬
‫يستند إلى آراء متعددة ومختلفة كليًا عن بعضها‪ .‬ويف نفس الوقت الذي‬
‫نستثني من خالله الرأي الشخصي الذي تغلبه العاطفة حتمًا والتي نحاربها‬
‫ونعرف أنها تقف خلف خسارة أعدد مهولة من املتداولين‪ ،‬ونحقق أىلع ربحيه‬

‫‪203‬‬
‫ممكنة من خالل ضمان أننا نمشي باالتجاه الذي سيسلكه السوق يف الفترة‬
‫القادمة حتمًا؟‬

‫لكل ما تقدم نضع بين يدي املتداول أحد اآلراء الكمية التي ال تعرف العاطفة‬
‫وال تتعامل معها‪ ،‬وتضمن لك أنك باالتجاه الصحيح للسوق‪ ،‬ويمكن تطوير هذه‬
‫الطريقة أو التعامل معها بطرق متعددة ال يمكن بأي حال أن تؤدي بك إلى الخسارة‬
‫يف حال أحسنت التعامل معها‪.‬‬

‫وتقوم هذه الطريقة ىلع اختيار عشرة متوسطات متحركة للسعر‪ ،‬ويمكن ألي‬
‫مضارب أن يقوم بالزيادة عليها بعد أن يفهم تفاصيلها‪ ،‬ويف نفس الوقت سنقدم‬
‫يف نهايتها إستراتيجيات مشتقة منها ولكن بشكل موجز قدر اإلمكان كونها‬
‫وردت يف كتاب "التحليل الكمي‪ :‬بصورة مفصلة‪.‬‬

‫واملتوسطات التي يعرضها املؤلف هنا تبدأ من (‪)Moving Average 20‬‬


‫وترتقي يف كل مرة بقيمة (‪ ،)20‬لنصل إلى املتوسط (‪ .)MA 200‬أي أننا سنقوم‬
‫بالبدء باملتوسط املتحرك البسيط (‪ SMA )20‬الذي يعتمد سعر اإلغالق يف‬
‫حسابه‪ ،‬ثم نقوم بالزيادة يف كل مرة (‪ )20‬والتي سنوضحها بعد قليل‪.‬‬

‫من خالل قيامنا بالطريقة السابقة‪ ،‬نالحظ أننا نقوم باستخدام عشرة خبراء ال‬
‫يعرفون العاطفة وال يتعاملون معها مطلقًا‪ ،‬وجميعهم يتعاملون باستقاللية تامة‬
‫عن بعضهم البعض‪ ،‬وجميعهم يف مواجهة السعر فقط‪ ،‬وليس يف مواجهة‬
‫بعضهم البعض‪ ،‬وهذا املوضوع سنتناوله يف مكان آخر من الكتاب يف عرض‬
‫إستراتيجية رقيمة مختلفة‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإذا ما كان سعر السلعة أو العملة التي يجري التداول عليها‪ ،‬فوق‬
‫املتوسط الحسابي املستخدم فإننا نعطيه عالمة (‪ )10+‬داللة ىلع نصيحة‬
‫الشراء‪ ،‬وإذا ما كان السعر أسفل املتوسط الحسابي املتحرك املحسوب فإننا‬
‫نعطيه عالمة (‪ ) 10-‬داللة ىلع نصيحة البيع‪ .‬ويف النهاية نقوم بجمع العالمات‬

‫‪204‬‬
‫لنعرف قوة قرار البيع أو الشراء استنادًا إلى آراء عشرة خبراء مستقلين يف االتجاه‬
‫املرجح لحركة السعر القادمة‪.‬‬

‫ويجب ىلع املتداول حتى يفهم قوة هذه االستراتيجية بدقة كبيرة‪ ،‬فأمامه‬
‫واحد من خيارين نظرًا للطريقة التي سيقوم بالتداول فيها باستخدام هذه‬
‫االستراتيجية‪ ،‬والخياران هما‪:‬‬

‫استخدام جداول األكسل‪ ،‬وذلك من خالل تحميل سعر اإلغالق بشكل يومي‬ ‫‪.1‬‬
‫ألطول فترة زمنية ممكنة ثم يقوم بحساب املتوسط الحسابي يف عشرة‬
‫أعمدة متتالية‪ ،‬ثم يقوم باملقارنة بين آخر سعر إغالق مع املتوسطات‬
‫العشرة املحسوبة التي تمتد من (‪ )200 -20‬يوم‪ .‬وحساب قوة االتجاه‬
‫باالستناد إلى ذلك‪ ،‬كما هو موضح يف الجدول التالي ىلع سعر اليورو‬
‫دوالر ‪ EURUSD‬لحظة كتابة هذه اإلستراتيجية‪ ،‬حيث كان سعر إغالق‬
‫اليورو بتاريخ (‪ )2019.11.22‬هو (‪ )1.10120‬وكانت قيم املتوسطات الحسابية‬
‫كما هو يف الجدول التالي‪:‬‬

‫‪EURUSD‬‬ ‫‪Value‬‬ ‫‪UP/DOWN‬‬


‫‪SMA 20‬‬ ‫‪1.1058‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 40‬‬ ‫‪1.1060‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 60‬‬ ‫‪1.1040‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 80‬‬ ‫‪1.1054‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 100‬‬ ‫‪1.1080‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 120‬‬ ‫‪1.1114‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 140‬‬ ‫‪1.1128‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 160‬‬ ‫‪1.1137‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 180‬‬ ‫‪1.1150‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪SMA 200‬‬ ‫‪1.1168‬‬ ‫‪-10%‬‬
‫‪Total‬‬ ‫‪-100% Down‬‬

‫حيث نالحظ أن إغالق سعر اليورو يف ذلك التاريخ املشار إليه قبل الجدول‬
‫كان أقل من كافة قيم املتوسطات الحسابية‪ ،‬ويف كل مرة نستشير أحد‬

‫‪205‬‬
‫املتوسطات الحسابية املتحركة كان يعطينا رأيه بأن السعر مرجح للهبوط بدرجة‬
‫أكبر من ميله نحو االرتفاع‪ ،‬وكنا نعطي كل متوسط متحرك بناء ىلع ذلك قيمة‬
‫(‪ )% 10-‬من قوة قرار االتجاه املرجح‪ ،‬وحصلنا يف نهاية الجدول ىلع مجموع‬
‫(‪ )%100-‬كقرار أجمعت عليه جميع املتوسطات املستخدمة يف اإلستراتيجية‪.‬‬

‫وهنا يجيب أن نلفت انتباه املتداول الكريم‪ ،‬بأن قيمة الـ(‪ )%10‬التي‬
‫نعطيها لقرار البيع أو الشراء‪ ،‬ما هي إال عبارة عن مقدار الوزن النسبي ملشاركة‬
‫املتوسط الحسابي املستخدم يف قرار البيع والشراء‪ ،‬أو تحديد االتجاه املرجح‬
‫للسعر‪ ،‬وقد يقل هذا الوزن أو يزيد تبعًا لعدد املتوسطات املستخدمة‪.‬‬

‫‪ .2‬اللجوء إلى الرسم البياني أو الشارت ‪ Chart‬وتمثيل املتوسطات ىلع شكل‬


‫خطوط يف مواجه سعر السوق‪ ،‬وحساب قوة االتجاه من خالل النظر‬
‫املباشر‪ .‬أو يمكنه اللجوء إلى برمجه معادلة آلية تقبلها منصة التداول‬
‫التي يجري التداول عليها بحيث يمكنه من حساب ذلك كميًا باإلضافة إلى‬
‫الرسم املتوفر بشكل طبيعي‪ ،‬والشكل التالي يوضح هذه املتوسطات‬
‫نفسها ىلع سعر اليورو دوالر ‪EURUSD‬‬

‫\‬

‫‪206‬‬
‫ونلفت انتباه املتداول الكريم‪ ،‬بأن استخدام الرسم البياني بشكل مباشر‬
‫يبدو أسهل بكثير من استخدام الجدول‪ ،‬ولكن بحسب الطريقة التي سيجري العمل‬
‫بها وفق إستراتيجية ‪ ،Multi Moving Average Strategy‬فهذه اإلستراتيجية تحمل‬
‫يف طياتها أكثر من طريقة للتداول بصورة احترافية‪ ،‬ولكن استخدام الشارت بشكل‬
‫مباشر يسمح للمضارب بمجرد تغيير العملة أو السعلة ىلع الشارت تظهر النتيجة‬
‫مباشرة دون الحاجة إلى إجراء معامالت حسابية طويلة نوعًا ما‪ ،‬ولكن لوال‬
‫استخدام املعامالت الحسابية الكمية ملا توصلنا إلى اكتشاف سر القوة التي‬
‫تتمتع بها هذه اإلستراتيجية‪.‬‬

‫ونطرح أمام املتداول الخياران املشار إليهما أعاله بسبب وجود أكثر طريقة‬
‫للعمل ىلع إستراتيجية املتوسطات املتحركة املتعددة‪ ،‬وجميع هذ الطرق تقود‬
‫للنجاح بشكل مؤكد إذا التزم بها املتداول ولم يتدخل يف مجرياتها وسمح‬
‫للعاطفة بالتدخل يف سيرها‪ .‬ومن طرق استخدام استراتيجية ‪Multi Moving‬‬
‫‪ Average Strategy‬سنعرض ملخصًا ألبرز الطرق التي يمكن البناء عليها وتطويرها‬
‫بالقدر الذي تتشكل يف مخيلة املتداول صورة شمولية مليكانيزمات حركة‬
‫املشتقات املالية والتوافق بينها وبين حركة املتوسطات املتحركة املشار إليها‬
‫سابقًا‪:‬‬

‫‪207‬‬
‫الطريقة األولى‪ :‬طريقة الصفقة الكاملة املستمرة‬

‫مع إجراء بعض التعديالت ىلع القيم الواردة يف كتاب "التحليل الكمي‪ "..‬فيما‬
‫يتعلق بالنسبة أو مقدار القوة النسبية التي نقرر الدخول إلى السوق بصفقات بيع‬
‫أو شراء‪ ،‬قلنا بأن طريقة الصفقة الكاملة املستمرة تقوم ىلع أخذ كامل قيمة‬
‫الصفقة دفعة واحدة عند املستوى الذي يعتقد املتداول أنه مناسب للدخول‬
‫بالبيع أو الشراء‪ ،‬فلو كان الحجم املنوي الدخول به هو حجم عقد واحد (‪)1Lot‬‬
‫وقررنا الدخول بالبيع أو الشراء عند مستوى (‪ )30+‬للشراء‪ ،‬و (‪ )30-‬للبيع وهو‬
‫املستوى املعدل الذي يرصد تشكل موجة سعرية فإنه وعند تحقيق هذا الشرط‬
‫نقوم بالبيع أو الشراء بحسب االتجاه‪ ،‬ومن ثم نحافظ ىلع الصفقة بشكل دائم وال‬
‫نقوم بإغالقها إال يف حاله انخفاض قوة االتجاه إلى أقل من املستوى الذي دخلنا‬
‫عنده‪ ،‬فمثالً إذا دخلت عن مستوى (‪ )60-‬للبيع‪ ،‬فإنني أحافظ ىلع الصفقة فعاّلة‬
‫إلى أن يصل مستوى القوة إلى أىلع من القيمة (‪ )30-‬أو أكثر حتى أقوم باإلغالق‪.‬‬
‫ولتقديم مثال فعلي ىلع ذلك يرجى مالحظة الشكل التالي‪:‬‬

‫‪208‬‬
‫نالحظ من الشكل أعاله‪ ،‬بأنه ويف تاريخ (‪ )2019-5-14‬قام السعر باإلغالق‬
‫تحت كافة املتوسطات املتحركة العشرة املستخدمة يف اإلستراتيجية الحالية‪،‬‬
‫وهو األمر الذي يدفعنا لالعتقاد بأن هبوط السعر نحو األسفل مرجح بقوة ألن‬
‫تجميع األوزان النسبية للمتوسطات العشرة كان بوزن (‪ ،)100-‬وعند سعر إغالق‬
‫(‪ ،)1.2900‬واستمر الحال بالهبوط إلى تاريخ إغالق (‪ ،)2019-9-5‬حتى بدأ بالتراجع‬
‫ووصلت قوة االتجاه إلى (‪ )%60-‬فقط‪ ،‬وعند سعر (‪ ،)1.2335‬وعليه فلو كان لدينا‬
‫صفقة واحدة ومستمرة منذ ذلك التاريخ بقيمة عقد واحد لوجدنا بأننا خرجنا‬
‫باملحصلة التالية‪:‬‬

‫)‪Profit = (close price – open price)*(lot size * contract size‬‬

‫‪Profit = (1.2335-1.2900)*(-1lot *100,000)= 5650$‬‬

‫أي أننا خرجنا بربح صايف مقداره (‪ )$5650‬بصفقة واحدة مستمرة دون اللجوء‬
‫إلى أي نوع من أنواع االستشارات أو التقارير‪ ،‬أو حتى مجرد االستماع إلى نشرات‬
‫األخبار التي تأكل الوقت دون جدوى‪.‬‬

‫وهنا يجب أن نلفت انتباه املتداول الكريم إلى نقطة قد يتبادر يف ذهن أي‬
‫متداول السؤال حولها‪ ،‬وهي أنه قد يطرح أحدهم سؤاالً عن موقع أو نقطة وقف‬
‫الخسارة يف حال ذهب السوق بعكس االتجاه املطلوب أو املتوقع؟ وهنا يجب‬
‫ىلع املتداول الكريم أن يعلم بأن نقطة وقف الخسارة هي نقطة موجودة ولكنها‬
‫تتمتع بخاصيتين وهما‪:‬‬

‫‪ -‬الخاصية األولى‪ :‬أنها نقطة مخفية ويمكن حسابها بسهولة‪ :‬وللتوضيح‬


‫فإن التوقيت الذي يعتمد عليه املؤلف يف استراتيجية املتوسطات‬
‫املتحركة ‪ Time Frame‬هو التوقيت اليومي‪ ،‬أي أنه يأخذ بحسابه لهذه‬
‫املتوسطات سعر اإلغالق لكل يوم‪ ،‬وبناء عليه يتم حساب املتوسط‬
‫املتحرك بحسب قيمته التي تتراوح ما بين آخر (‪ )20‬سعر إغالق إلى آخر‬

‫‪209‬‬
‫(‪ )200‬سعر إغالق‪ .‬وبالتالي فإن نقطة الدخول إلى السوق هي يف حاله‬
‫أغلق السعر فوق أو تحت (‪ )7‬متوسطات من أصل عشرة‪ ،‬أي بقوة اتجاه‬
‫(‪ ) 40‬باالتجاهين‪ ،‬أما نقطة الخروج إذا كان االتجاه هو البيع أن يكون سعر‬
‫إغالق آخر شمعة فوق أدنى ثالث متوسطات متحركة‪.‬‬

‫فعلى سبيل املثال إذا عدنا إلى الجدول املعروض يف بداية مناقشة‬
‫هذه االستراتيجية واملتعلقة بحساب قيمة املتوسطات العشرة لسعر اليورو‬
‫دوالر ‪ EURUSD‬نجد أن سعر إغالق اليورو دوالر هو أسفل جميع املتوسطات‬
‫املتحركة املحسوبة‪ ،‬وعليه إذا دخلنا يف صفقة بيع فإننا نبقى محافظين‬
‫ىلع تلك الصفقة حتى يعود السعر باالتجاه اآلخر ويقطع أقرب متوسطين‬
‫محسوبين ويغلق السعر فوقهما‪ ،‬وعندها نقوم بإغالق الصفقة‪ ،‬التي قد‬
‫تكون رابحة بمقدار كبير أو خاسرة بشيء بسيط‪ .‬وهو األمر الذي نوضحه يف‬
‫الخاصية الثانية‪.‬‬

‫‪ -‬الخاصية الثانية‪ :‬أنها نقطة متحركة بطريقة إيجابية مع السعر‪ ،‬وللتوضيح‬


‫وبإمكانك االستعانة بالشكل األخير املعروض عن الجنية االسترليني مقابل‬
‫الدوالر األمريكي‪ ،‬حيث دخلنا عند نقطة (‪ ،)1.2900‬وبقي السوق متماسكًا‬
‫ومحافظًا ىلع االتجاه ملدة طويلة‪ ،‬ويف كل يوم كان السعر يغلق أسفل‬
‫غالبية املتوسطات‪ ،‬وبناء ىلع ذلك فإن الخطوط التي تمثل املتوسطات‬
‫العشرة املستخدمة تبدأ بالتحرك نحو األسفل‪ ،‬وتتبع السعر‪ ،‬بمعنى أنه‬
‫ويف كل يوم يغلق السوق ىلع نقطة أسفل من اليوم الذي قبله‪ ،‬فإن‬
‫حساب املتوسط املتحرك يقوم بحذف قيمة أول شمعة تدخل يف‬
‫حساب املتوسط‪ ،‬ويضيف سعر اإلغالق آلخر شمعة‪ ،‬وقس ىلع ذلك لبيقة‬
‫املتوسطات املستخدمة‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫وبناء عليه نكون قد حصلنا ىلع نقطة وقف خسارة متحركة باالتجاه‬
‫املطلوب‪ ،‬وإذا ما استمر الحال ىلع ما هو عليه فإننا وبعد فترة قصيرة تكون‬
‫نقطة الوقف الكلي للصفقة تجاوزت نقطة الدخول يف الصفقة‪ ،‬ويف مثالنا‬
‫السابق أسفل منها‪ ،‬ويف هذه الحالة فإن نقطة وقف الخسارة املتحركة تعمل‬
‫بمثابة سد منيع تقوم باحتجاز األرباح خلفها‪ ،‬وتزداد كل يوم مع استمرار املوجة‬
‫السعرية بنفس االتجاه‪ .‬وهو ما حصل فعليًا معنا يف مثالنا السابق‪ .‬حيث خرجنا‬
‫عند نقطة (‪ ) 1.2335‬التي كانت تمثل نقطة وقف الخسارة املخفية واملتحركة‬
‫أيضًا‪ .‬وهذا هو أفضل تشخيص واستخدام ملا يطلق عليه يف عالم التداول اسم‬
‫‪ ،Trailing Stop‬أو الوقف املوجب‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال فقد تختلف طريقة استغالل هذه الطريقة من متداول إلى‬
‫آخر‪ ،‬ويمكن من خالل هذه االستراتيجية اشتقاق طرق أكثر من التي يعرضها‬
‫املؤلف هنا‪ ،‬ولكن بالحد األدنى فإن املؤلف يقدم إستراتيجيات رئيسية وطرق‬
‫توظيفها التي قام باستخدامها بشكل فعلي ىلع حسابات حقيقية‪ ،‬وهنا ننتقل‬
‫إلى الطريقة الثانية التي عالج املؤلف من خاللها ما تعانيه الطريقة األولى من‬
‫سلبيات‪.‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬الصفقة املجزأة املستمرة‬

‫يف الطريقة األولى من هذه االستراتيجية استخدمنا طريقة الصفقة‬


‫الكلية أو الكاملة املستمرة‪ ،‬وذلك باالعتماد ىلع قوة الوزن النسبي لعشرة‬
‫متوسطات متحركة‪ ،‬وقررنا أن الدخول ال يكون إال عندما يكون لدينا سبعة من‬
‫عشرة متوسطات باتجاه واحد سواء بالبيع أو الشراء بما يشكل قوة أكبر من (‪)30+‬‬
‫للشراء وأقل من (‪ )30-‬للبيع‪ ،‬وال يكون الخروج من تلك الصفقة إال إذا وصلت قوة‬
‫الوزن النسبي إلى أقل من (‪ )30+‬أو أكبر من (‪.)30-‬‬

‫‪211‬‬
‫وىلع الرغم من جدوى وفاعلية هذه الطريقة يف التداول‪ ،‬يف ظل وجود‬
‫عدد كبير من املشتقات املالية التي تسمح بتنويع التداول‪ ،‬إال أن لها بعض‬
‫السلبيات منها‪ ،‬الدخول يف صفقة كاملة ملرة واحدة‪ ،‬وأن مثل هذه الصفقة قد‬
‫تستمر لفترة طويلة جدًا قد تمتد لعدة أشهر حتى يتم إقفالها‪ ،‬كما وضحنا ذلك‬
‫يف املثال املستخدم بالطريقة األولى ىلع زوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر‬
‫األمريكي ‪ ،GBPUSD‬والتي استمرت ىلع ما يقارب أربعة أشهر حتى تم إقفالها‪،‬‬
‫وبالتالي فإن متعة التداول والتداول املتقلبة قد تنخفض إلى حد كبير جدًا‪.‬‬

‫وال ننسى قضية هامة جدًا وهي أن السعر ربما يعطينا كمية ربح عالية‬
‫جدًا وال نقوم بجمعها ألن قوة الوزن النسبي ال زالت شبة كاملة‪ ،‬وقد تكون كمية‬
‫الربح ضعف رأس املال املستخدم يف التداول‪ ،‬فإذا عدنا للمثال املعروض يف‬
‫الطريقة األولى‪ ،‬نجد أننا خرجنا عند مستوى (‪ ،)1.2335‬أي عند النقطة التي وصل‬
‫فيه الوزن النسبي إلى (‪ ،)%60‬وذلك بعد أن ارتد السعر من نقطة منخفضة جدًا‬
‫وهي سعر (‪ )1.1960‬تقريبًا‪.‬‬

‫ففي حين كان الربح املتحقق عند أدنى نقطة هو (‪ ،)$9600‬وقد انتظرنا‬
‫حتى خرجنا بربح (‪ )$ 5560‬فقط‪ .‬وصحيح أننا أعطينا أنفسنا فرصة ملتابعة ركوب‬
‫املوجة السعرية إلى أبعد ما يمكن‪ ،‬إال أنه وبالنظر إلى الفارق ما بين كمية الربح‬
‫التي تحققت فعليًاَُ‪ ،‬وكمية الربح التي خرجنا بها فإنها تثير ندمًا وأسفًا ىلع ما‬
‫فات من أرباح كانت متحققة بشكل فعلي‪ .‬وهي بطبيعة الحال من سلبيات‬
‫العاطفة اإلنسانية التي نحاول أن نحاربها ونتخلص منها يف هذا النوع من العمل‬
‫الذي ال يعترف بوجود أي مكان لها فيه‪ .‬ولذلك نستخدم لغة األرقام يف التعامل‬
‫معها ىلع أمل تحييدها بأي صورة أو طريقة من الطرق‪ ،‬وهو السر الذي يقف وراء‬
‫سعي املؤلف خالل سنوات خبرته يف السوق أن يقوم بتطوير طرق كمية ال‬
‫تعترف بأي نوع من أنواع العاطفة‪ ،‬وهي الطرق التي نعرضها ىلع املتداول الكريم‬
‫بين دفتي هذا الكتاب‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫وتتلخص طريقة الصفقة املجزأة املستمرة بأنها وبالنظر إلى اعتمدنا‬
‫ىلع عشرة متوسطات حسابية متحركة من أجل تنفيذ صفقة واحدة كلية‪ ،‬فلماذا‬
‫ال يتم تقسيم تلك الصفقة الكلية إلى أجزاء‪ ،‬بحيث نقوم بتنفيذ (‪ )10‬صفقات‬
‫مختلفة‪ ،‬وكل صفقة تتبع متوسط حسابي متحرك مستقل عن اآلخر‪ ،‬حيث أننا‬
‫يف هذه الحالة نحقق مجموعة من الفوائد نلخصها بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬بما أن املتوسطات املتحركة العشرة تختلف عن بعضها من حيث املدة‬


‫الزمنية يف حسابها‪ ،‬لذلك فمن األفضل أن يتبع كل متوسط منها صفقة‬
‫جزئية من مجموع الصفقة الكلية‪.‬‬
‫يف حال ارتداد السعر من أىلع نقطة نحو األسفل أو من أدنى نقطة نحو‬ ‫‪-‬‬
‫األىلع كما يف مثالنا السابق‪ ،‬فبما أننا ال نعرف أي االتجاهات التي‬
‫سيسلكها السعر بعدها من حيث إكمال مسيرة العودة باالتجاه اآلخر‪ ،‬أو إن‬
‫كان االرتداد مجرد عمليات جني أرباح سريعة ومن ثم سيعود السعر‬
‫ملواصلة املوجة السعرية‪ ،‬وبما أن استجابة املتوسطات املتحركة للتغير‬
‫يف السعر تختلف عن بعضها البعض بسبب عدد األيام التي تدخل يف‬
‫حساب كل واحد منها‪ ،‬فإنه من املنطقي أن نقوم بتقسيم الصفقة‬
‫الكلية إلى أجزاء صغيرة بنفس عدد املتوسطات املستخدمة‪ ،‬بحيث أن‬
‫الصفقة تتبع متوسطها سواء بالبيع أو الشراء‪.‬‬
‫‪ -‬يف حال كانت هناك موجة سعرية طويلة وغالبية أو كل املتوسطات‬
‫باتجاه واحد بالبيع أو الشراء‪ ،‬فإن تخصيص صفقة جزئية لكل متوسط‬
‫متحرك يسمح للصفقات التي تتبع املتوسطات املتحركة قصيرة املدى‬
‫باالستجابة السريعة لالنقالب يف السعر‪ ،‬وبالتالي عكس اتجاه التداول من‬
‫البيع إلى الشراء أو العكس‪ ،‬وبالتالي فإن عكس اتجاه التداول يف صفقة‬
‫جزئية تحقق لنا هدفين‪ :‬األول وهو االستجابة النقالب حركة السعر‬
‫وبالتالي يتم الدخول بصفقات معاكسة بشكل تدريجي‪ ،‬فإن كانت املوجة‬

‫‪213‬‬
‫السعرية قد انتهت وبدأت بتغيير مسار حركتها فنكون قد بدأنا بالتداول‬
‫من أفضل نقطة ممكنة‪ ،‬وهكذا دواليك‪ ،‬حيث تبدأ الصفقات العشرة‬
‫املكونة للصفقة الكلية بتغيير مسيرتها من السعر تدريجيًا من خالل جني‬
‫االرباح املتحققة وعكس االتجاه مرة أخرى‪ ،‬أما الهدف الثاني وهو أن كل‬
‫صفقة تداول جزئية تتغير من البيع إلى الشراء أو العكس‪ ،‬تعمل ىلع‬
‫حجز ربح صفقة أخرى ال زالت تحافظ ىلع نفس االتجاه‪ ،‬وما أن تتغير‬
‫جميع الصفقات وتتراصف باالتجاه اآلخر نكون قد بدأنا بعملية التداول يف‬
‫املسار املطلوب من أفضل النقاط ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬يف حال كان االرتداد يف السعر بشكل يؤثر ىلع مسيرة املوجة السعرية‬
‫وكان هذا االرتداد مجرد عمليات جني أرباح‪ ،‬أو استجابة ألخبار أو أحداث أو‬
‫بيانات اقتصادية محددة‪ ،‬ومن ثم عودة املوجة السعرية إلى نفس االتجاه‬
‫السابق‪ ،‬فإن استخدام هذه الطريقة يجعلنا نحافظ ىلع نفس االتجاه‬
‫ألطول فترة زمنية ممكنة‪ ،‬وبالتالي نعطي أنفسنا فرصة مضاعفة األرباح‬
‫من أمكن‪.‬‬

‫ولكونه يتعذر ىلع املؤلف تقديم ملف كامل أو جداول تبين نتائج هذه‬
‫االستراتيجية باستخدام هذه الطريقة كما سبق وفعلنا مع غيرها من‬
‫اإلستراتيجيات السابقة‪ ،‬بالطرق املختلفة يف توظيفها‪ ،‬كونها تحتاج إلى عرض‬
‫ملفات أكسل من النوع الطويل واملستمر‪ ،‬فبإمكان أي متداول أي يقوم بتطبيق‬
‫هذه اإلستراتيجية ومتابعة نتائجها بسهولة مطلقة‪ ،‬وكل ما عليه فعله هو أن‬
‫يقوم بتحديث اتجاه الصفقات كل يوم ملرة واحدة مع إغالق السوق وافتتاح يوم‬
‫تداول جديد أو افتتاح شمعة يوم جديد‪ .‬فهو يعرف بأن لديه ىلع الزوج الواحد‬
‫من العمالت صفقة واحدة تتبع متوسط متحرك واحد‪ ،‬وبالتالي فيقوم يف نهاية‬
‫كل يوم بالتأكد من تلك الصفقات العشرة‪ ،‬بحيث يقوم بالتغيير من البيع إلى‬

‫‪214‬‬
‫الشراء يف حال كان السعر فوق املتوسط املتحرك‪ ،‬ومن الشراء إلى البيع إذا كان‬
‫السعر تحت املتوسط املتحرك‪.‬‬

‫و مما تجدر اإلشارة إليه هنا هو أن املتداول الذي يقوم باستخدام هذه الطريقة‬
‫سيالحظ بأن وكنتيجة للصفقات التي يجري تغيير مسارها من البيع إلى الشراء أو‬
‫العكس ستكون يف بداية األمر ىلع خسارات بسيطة ربما‪ ،‬ولذلك فإن التطور‬
‫ىلع تفاصيل الحساب سيكون بانخفاض قيمة ميزان الحساب يف الوقت الذي‬
‫يرتفع فيه قيمة الرصيد الفعلي للحساب‪.‬‬

‫وىلع عكس ما يقوم به جميع املتداولين بصرف النظر عن اإلستراتيجيات‬


‫التي يقومون باستخدامها‪ ،‬حيث يقومون بإغالق الصفقة الرابحة ويتركون الصفقة‬
‫الخاسرة ىلع أمل أن يعود السعر إلى النقطة التي يرغبون بها‪ ،‬أو التي تم افتتاح‬
‫الصفقة من عندها‪ .‬وتكون النتيجة أن قيمة ميزان الحساب أىلع من قيمة الرصيد‬
‫الفعلي املوجود بالحساب‪ ،‬وبالتالي فلن يتعلق املتداول بحبال الوهم ويـتأمل‬
‫يف أن يصل رصيد الحساب إلى ميزانه‪ ،‬ولكن يف هذا السوق فإن التعلق باألمل ال‬
‫يأتي بفائدة‪ ،‬فكما يقبل املتداول جني األرباح‪ ،‬عليه أن يتعلم وقف الخسارة مثالً‬
‫بمثل‪ ،‬وسواء بسواء‪.‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬التداول باالتجاه اليومي املوحد مع االتجاه العام‬

‫شرحنا يف بداية الكتاب استراتيجية التداول باالتجاه الواحد وأشرنا يف أكثر‬


‫من موقع ىلع أهمية هذه االستراتيجية‪ ،‬وأنه من الالزم للمتداول أن يفهم أدق‬
‫تفاصيلها ألن التحليل الكمي عبارة عن سلسلة من الحلقات املتصلة التي يمكن‬
‫ربطها مع بعضها البعض‪ ،‬وأن يمكن توظيف بعض االستراتيجيات الكلية‪ ،‬أو بعض‬
‫طرق استخدامها‪ ،‬يف بناء أو تطوير إستراتيجية هي من الدقة بمكان ما أنها تعمل‬
‫ىلع تحقيق ثالث أهداف رئيسية غاية يف األهمية وهذه األهداف هي‪:‬‬

‫‪215‬‬
‫‪ -‬الهدف األول وهو أن يكون اتجاه القرار بالبيع أو الشراء متوافق بشكل‬
‫فعلي مع االتجاه الذي سيذهب به السوق‪ ،‬وبأكبر درجات الدقة‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف الثاني وهو تقليل الخسارة يف أي قرار بالبيع أو الشراء إلى الحد‬
‫األدنى‪ ،‬ما دام العمل بطريقة كمية خالصة‪ ،‬وتتقبل اإلشارة السالبة بنفس‬
‫تقبلها لإلشارة املوجبة‪ ،‬وما دام فعلنا عبارة عن رد فعل حركة السعر أيًا‬
‫كان نوعها واتجاهها‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف الثالث وهو تعظيم األرباح إلى الحد األقصى املمكن‪ ،‬وعدم قطعها‬
‫يف أي نقطة ما دام هناك فرصة الستمرارية تجميعها‪ ،‬وهي باملناسبة‬
‫النقطة املفصلية باملوضوع‪ ،‬حيث أن األسلوب أو املنهج السائد لدى‬
‫النسبة العظمى من املتداولين أنهم يقومون بالحصاد املبكر جدًا لألرباح‪،‬‬
‫يف حين ينتظرون أيامًا وليالي طويلة جدًا يف انتظار أن تعود الصفقات‬
‫الخاسرة إلى سعر افتتاحها أو حتى إلى نقطة قريبة منها‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫هذا يقودنا إلى أن تكون قراراتنا بعكس قرارات الغالبية العظمي من‬
‫املتداولين‪ ،‬والتي ستكون بنتيجة حتمية محققة لألرباح‪.‬‬

‫وتقوم إستراتيجيات املتوسطات العشرة املتحركة‪ ،‬بطريقة التداول باالتجاه‬


‫اليومي املوحد مع االتجاه العام للمتوسطات العشرة املستخدمة‪ ،‬ىلع ذات النهج‬
‫الذي قدمناه سابقًا يف اإلستراتيجية األولى‪ ،‬وهي أن نقوم صباح كل يوم بالتداول‬
‫بنفس االتجاه‪ ،‬ونقفل الصفقة يف نهاية اليوم‪ ،‬ومن ثم نعود لنأخذ نفس‬
‫الصفقة بنفس الحجم أو يزيد وفق ضوابط معينه وبنفس االتجاه السابق‪ ،‬وذلك‬
‫تحت شرط واحد‪ ،‬وهي أن تبقى قوة االتجاه العام الناتجة من مجموع الوزن‬
‫النسبي للمتوسطات العشرة بالكامل فوق (‪ )30+‬للشراء أو أقل من (‪ )30-‬للبيع‬
‫بمعنى أن تكون (‪ )7‬متوسطات متحركة من أصل (‪ )10‬عشرة متوسطات مستخدمة‬
‫لها ذات االتجاه بالبيع أو الشراء‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫وقبل أن نعرض نتيجة التداول باستخدام هذه الطريقة نجد من الواجب أن‬
‫نعيد التأكيد ىلع ما شرحناه يف أول الكتاب حول موضوع التداول واإلحصاء‬
‫البسيط‪ ،‬وقدمنا ىلع ذلك إحصائيات لعدد األيام التي ينتهي فيها السعر ىلع‬
‫انخفاض مقابل عدد األيام التي ينتهي فيها السعر ىلع ارتفاع‪ ،‬لبعض العمالت‬
‫الرئيسية التي يجري عليها التداول‪ ،‬وقلنا بأنه كلما كانت الفترة الزمنية‬
‫املستخدمة يف رصد السلوك السعري ألي مشتق من املشتقات املالية‪ ،‬وبخاصة‬
‫إحصاء عدد األيام التي ينتهي فيها السوق ىلع ارتفاع مقابل عدد األيام التي‬
‫ينتهي فيها السوق ىلع انخفاض كلما كان التطابق أكبر سواء من حيث العدد او‬
‫النسبة املئوية لعدد األيام‪.‬‬

‫ونعود إلى إزالة الغبار ىلع قضية الفترة الزمنية التي أشرنا إليه دون تفصيل‪،‬‬
‫وهي نقطة الربط بين االستراتيجية الحالية وفق هذه الطريقة‪ ،‬وبين اإلستراتيجية‬
‫املشروحة أول الكتاب‪ ،‬وملاذا قلنا كلما طالت الفترة الزمنية كلما كان التطابق‬
‫أكبر؟ حيث أن أسعار أي زوج من العمالت أو أي مشتق من املشتقات املالية التي‬
‫يجري التداول عليها عامليًا تخضع يف تقلبات أسعارها إلى متغيرات ال يمكن ألي‬
‫فرد أن يقوم بحصرها جميعًا‪ ،‬وهو األمر الذي يترتب عليه يف بعض األوقات أن‬
‫تكون هناك موجات سعرية طويلة األمد‪ ،‬فإن كانت موجة هابطة فإن عدد أيام‬
‫اغالق السعر ىلع انخفاض من املمكن أن يكون أىلع من عدد أيام إغالق السعر‬
‫ىلع ارتفاع‪ ،‬والعكس صحيح إذا كانت املوجة صاعدة‪ ،‬أو أن يكون املجموع‬
‫التراكمي للتغير يف السعر منذ بداية تشكل املوجة السعرية وحتى نهايتها‬
‫بقيمة سالبة كبيرة يف املوجة الهابطة‪ ،‬أو بقيمة موجبة كبيرة يف املوجة‬
‫السعرية الصاعدة‪ ،‬بالرغم من تساوي أو تقارب عدد أيام ارتفاع السعر بمقابل عدد‬
‫أيام انخفاض السعر‪ .‬بسبب السير العرضي للسعر املتزامن مع املوجة السعرية‪.‬‬

‫وعليه ومع بذل املزيد من األحافير الكمية‪ ،‬وربط االستراتيجيات ببعضها‬


‫البعض‪ ،‬واستحضار القليل من التركيز والذكاء يف ربط األمور‪ ،‬نجد أنه وباستخدام‬

‫‪217‬‬
‫املتوسطات العشرة املشروحة يف هذه االستراتيجية فإنها كفيلة بأن تعطينا‬
‫مؤشر كبير جدًا وقوي يف وجود موجة سعرية ذات اتجاه محدد هابط أو صاعد‪،‬‬
‫األمر الذي يقودنا إلى ثالث أوجه للتعامل مع كل مشتق مالي‪:‬‬

‫‪ -‬االبتعاد عن التداول يف زوج العمالت التي يكون فيها السوق يمشي‬


‫بشكل عرضي بمعنى أن مجموع الوزن النسبي للمتوسطات العشرة يتراوح‬
‫ما بين (‪ )30-‬إلى (‪ ،)30+‬بحسب ما يستخدمه املؤلف بشكل ذاتي‪.‬‬
‫‪ -‬الدخول بالشراء بداية كل يوم‪ ،‬وإغالق الصفقة مع نهاية كل يوم عندما‬
‫يكون مجموع الوزن النسبي للمتوسطات العشرة أكبر أو يساوي القيم‬
‫املحددة بأىلع من (‪ )30+‬أو أقل من (‪ .)30-‬ويف هذه الحالة فإننا وبشكل‬
‫مؤكد ونتيجة التغيير بين صفقات البيع وصفقات الشراء واالبتعاد عن‬
‫السوق‪ ،‬سنكون مع اتجاه السوق دائمًا‪ ،‬وعكس السواد األعظم من‬
‫املتداولين‪ ،‬ودون أن نلقي باالً ألي نوع من أنواع التحليل الفني أو األساسي‬
‫املعقد‪ ،‬والذي يستنزف الوقت والجهد واملال‪.‬‬

‫وال ننسى أن نقوم بالتأكيد ىلع نقطة هامة جدًا وهي أنه يف الفترة التي‬
‫يمشي يف السوق بشكل عرضي ىلع أحد أزوج العمالت‪ ،‬أو أي مشتق من‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬ونقوم بإخراجها من دائرة التداول فإننا نجد باملقابل بأن بعض‬
‫العمالت أو املشتقات املالية بدأت باتخاذ موجة سعرية هابطة أو صاعدة‪،‬‬
‫وبالتالي فإن العدد الكبير من الخيارات املطروحة أمام املتداول من حيث عدد‬
‫أزواج العمالت واملشتقات املالية التي يجري التداول عليها عامليًا‪ ،‬تضمن‬
‫للمتداول بأن يكون دائمًا يف دائرة التداول املليء بالتشويق واإلثارة وجني األرباح‪،‬‬
‫دون االهتمام بأي نوع من التقارير أو متابعة األحداث والبيانات االقتصادية حتى‬
‫يتمكن من التداول‪.‬‬

‫‪218‬‬
‫ونجد لزامًا اآلن أن نقدم للمتداول الكريم جانبًا من النتائج التي يمكن تحقيقهًا‬
‫وفق استخدام إستراتيجية املتوسطات املتحركة العشرة وفق هذه الطريقة بعد‬
‫دمجها مع استراتيجية املضاربة باالتجاه الواحد‪ ،‬ولذلك يرجى متابعة الجدول‬
‫التالي وقراءة بياناته بدقة وتركيز للخروج بالخالصة أو الناتج املعريف املطلوب‪.‬‬
‫وهي نتائج التطبيق ىلع زوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي خالل‬
‫نفس الفترة املمتدة بين تاريخ (‪ )2019-5-14‬وحتى تاريخ (‪ ،)2019-9-5‬والتي‬
‫عرضناها سابقًا‪ ،‬وبإمكان أي متداول أن يقوم بتطبيق ما نتحدث عنه هنا خالل أي‬
‫فترة زمنية سابقة يكون فيها سعر السوق بشكل يومي‪ ،‬فوق أو تحت كافة‬
‫املتوسطات التي يجري الحديث عنها هنا‪.‬‬

‫القيمة مع تحديد الخسارة‬ ‫القيمة دون تدخل‬ ‫املوضوع‬


‫‪-‬‬ ‫‪%100-‬‬ ‫قوة الوزن النسبي للمتوسطات‬
‫‪-‬‬ ‫‪Sell‬‬ ‫االتجاه العام للتداول‬
‫‪-‬‬ ‫‪83‬‬ ‫عدد أيام التداول‬
‫‪-‬‬ ‫‪)%61( 50‬‬ ‫عدد أيام هبوط السعر والنسبة‬
‫‪-‬‬ ‫‪)%39( 33‬‬ ‫عدد أيام ارتفاع السعر والنسبة‬
‫‪$9,316.000‬‬ ‫‪$5,465.000‬‬ ‫صايف األرباح الكلية‬
‫‪$10,497.000‬‬ ‫‪$8,845.000‬‬ ‫أىلع نقطة أرباح‬
‫‪$527.000‬‬ ‫‪$527.000‬‬ ‫أدنى نقطة أرباح‬

‫حاولنا يف الجدول املعروض أعاله أن نختصر املعلومات التي يحتوي‬


‫عليها إلى الحد األقصى‪ ،‬حتى نتمكن من تقديم الفكرة بأقصر الطرق املمكنة‪،‬‬
‫فعلى عكس البيانات اإلحصائية التي قدمناها يف بداية الكتاب حول عدد األيام‬
‫التي أغلق فيها السعر ىلع انخفاض مقابل عدد األيام التي أغلق فيها ىلع‬
‫ارتفاع‪ ،‬حيث كانت متساوية تقريبًا بالنظر إلى الفترة الزمنية املدروسة‪ ،‬نجد هنا‬
‫أنه مع إدخال استراتيجية املتوسطات املتحركة العشرة من أجل تحديد االتجاه‬
‫الذي سنسلكه يف املضاربة اليومية وفق استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬بأن‬
‫النسبة قد تغيرت كليًا‪ ،‬حيث تبين أن النسبة أصبحت (‪ )%61‬انخفاض‪ ،‬مقابل‬

‫‪219‬‬
‫(‪ )% 39‬ارتفاع‪ ،‬وبناء عليه فإن عدد األيام سنربحها مع إغالق اليوم بما أن االتجاه‬
‫العام يشير إلى قوة يف االنخفاض سيكون أىلع من عدد األيام التي سنخسرها‪.‬‬
‫وبالتالي وكما نشاهد فإنه وبعد (‪ )83‬يوم من التداول خرجنا بمحصلة ربح صايف‬
‫بمقدار (‪ )$ 5500‬تقريبًا‪ ،‬علمًا بأن أىلع نقطة وصلت إليها األرباح التراكمية كانت‬
‫بحدود (‪ ،)$ 9000‬غير أننا ال نهتم بما يضيع من األرباح التي تم تجميعها‪ ،‬والسبب‬
‫يف ذلك أننا نترك الفرصة ألنفسنا وال نعاكس التيار أبدًا‪ ،‬وما فعل التداول الذي‬
‫نقوم به سوى رد فعل ىلع ما يقوم به السوق‪ ،‬وليس أن السوق يقوم برد فعل‬
‫ىلع عمليات التداول التي نقوم به أو نتوهم بأن السعر يتبع قيم املتوسطات‬
‫التي نستخدمها‪ ،‬فهي ليست أكثر من توصيف ملا تم فعليًا فقط‪.‬‬

‫وال يقف األمر عند هذا الحد مطلقًا‪ ،‬فلو تتبعنا ما قام به املتداولون خالل‬
‫نفس الفترة‪ ،‬وهو ما يعلمه املؤلف تمام العلم وأجرى اتصاالت مع الشركات بهذا‬
‫الخصوص‪ ،‬لوجدنا بأن ما يفوق عن (‪ )%90‬من املتداولين حول العالم كانت‬
‫صفقاتهم تتمركز حول الشراء وليس البيع‪ ،‬أي أنهم يسيرون بعكس التيار تمامًا‪،‬‬
‫وبإمكان أي متداول يقرأ صفحات هذا الكتاب أن يـتأكد مع هذه املعلومات بشكل‬
‫شخصي من العالقات التي قد يتمتع بها هنا وهناك مع متداولين أو شركات‪.‬‬

‫وبالعودة إلى ذات الجدول املعروض أعاله‪ ،‬لوجدنا بأن الحساب لم يدخل‬
‫يف الخسارة يومًا واحدًا خالل املوجة السعرية التي قمنا بالتداول فيها باستخدام‬
‫استراتيجية املتوسطات العشرة املتحركة‪ ،‬ودمجها مع استراتيجية التداول‬
‫باالتجاه الواحد‪ ،‬والشكل التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪220‬‬
‫حيث نالحظ من الشكل أعاله تفاصيل ما عرضناه يف الجدول بكل وضوح‪،‬‬
‫حيث نالحظ التطور الزمني الذي يسير بشكل عرضي‪ ،‬وتطور األرباح بين الصعود‬
‫والهبوط‪ ،‬إلى أن انتهت املوجة السعرية التي تتبعناها باستراتيجية املتوسطات‬
‫العشرة املتحركة‪.‬‬

‫ثم نعود للسؤال مرة أخرى‪ ،‬هل يمكن تعظيم األرباح أكثر من ذلك‪ ،‬مع‬
‫املحافظة ىلع الشروط السابقة بهذه الطريقة؟‬

‫لإلجابة ىلع هذا السؤال الذي أجبنا عنه مسبقًا يف الجدول السابق ولكن‬
‫قبل أن نطرحه أيضًا‪ ،‬حيث نتذكر جميعًا الطرق التي عرضناها يف استراتيجية‬
‫التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬حيث كانت إحدى هذه الطرق تتحدث عن التداول باالتجاه‬
‫الواحد بطريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة‪ .‬فهل يمكن توظيفها هنا أيضًا بحيث‬
‫تصبح الشروط كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬مجموع الوزن النسبي للمتوسطات املتحركة العشرة أىلع من (‪)30+‬‬


‫لشرط الشراء‪ ،‬وأقل من (‪ )30-‬لشرط البيع‪.‬‬
‫‪ -‬التداول من خالل استخدام استراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫‪ -‬استخدام طريقة تحديد الخسارة وإطالق الربح يف إستراتيجية التداول‬
‫باالتجاه الواحد‪.‬‬

‫وبناء ىلع الشروط الثالثة السابقة يتركب لدينا طريقة جديدة تعتمد ىلع‬
‫الدمج ما بين استراتيجيتين مختلفتين تمامًا من حيث البناء والتركيب واملفهوم‪،‬‬
‫وللتعرف ىلع نتائج هذا الدمج يجب علينا العودة مرة أخرى للجدول السابق‬
‫والنظر إلى محصلة الربح النهائي لنفس الفترة الزمنية وبنفس شروط التداول‪،‬‬
‫ولكن مع إضافة طريقة تحديد الخسارة وإطالق الربح‪ ،‬حيث نجد أن املحصلة كانت‬
‫بحدود (‪ )$9500‬تقريبًا‪ ،‬وأىلع نقطة أرباح وصلنا إليها كانت (‪ )$10500‬تقريبًا‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي يضيف املزيد من العناصر التي تساعد املتداول ىلع إحكام السيطرة‬
‫ىلع عمليات التداول‪ ،‬من خالل استخدام أساليب التحليل الكمي‪ ،‬دون أن نتعب‬
‫أنفسنا ونلهث وراء التحليالت بأنواعها الكثيرة واملعقدة والتي ال يمكن حصرها‬
‫مطلقًا‪ ،‬والشكل التالي يوضح نتائج الدمج وفق الشروط الثالثة األخيرة‪:‬‬

‫حيث نالحظ من الشكل السابق الفرق الواضح يف تراكم األرباح‪ ،‬بين‬


‫الطريقة العادية املعروضة يف الشكل قبل األخير وهذا الشكل بمجرد إضافة شرط‬

‫‪222‬‬
‫واحد فقط وهو تحديد الخسارة وإطالق الربح للحد األقصى‪ ،‬ما دامت املوجة‬
‫العامة للسوق تأخذ نفس االتجاه‪.‬‬

‫كملخص ملا سبق تقديمه‪ ،‬وقبل االنتقال إلى طريقة أكثر إثارة‪ ،‬أرجو قبلها‬
‫أن أجد العذر لدى القار ئ الكريم الستخدام هذا التعبير املجازي لوصف املوضوع‪،‬‬
‫حيث أن التقلبات السعرية‪ ،‬واالحتماالت التي ال حصر لها يف السلوك السعري ألي‬
‫من املشتقات املالية هي يف حقيقة األمر بمثابة حقل ألغام يسير فيه املتداول‬
‫ىلع غير هدى أو إشارات تحذيريه‪ ،‬والغالبية العظمى من املتداولين يقعون‬
‫ضحية هذا الكم الهائل من السلوكيات السعرية التي تقع تحت تأثيرات ال حصر لها‬
‫من البيانات واألحداث ومصالح الدول الكبرى والشركات التي تتحكم بالسلوك‬
‫السعري للمشقات املالية ىلع اختالف انواعها‪ .‬لذلك فإننا باستخدام التحليل‬
‫الكمي نضع كل هذه املؤثرات جانبًا ونريح عقلنا منها‪ ،‬وما تقربنا لألحداث أو صدور‬
‫البيانات االقتصادية إال ىلع سبيل املتعة ملعرفة متى سيتحرك السوق دون أن‬
‫نلقي باالً باالتجاه الذي سيتحرك إليه‪.‬‬

‫ويكون املتداول يف هذه الحالة بمثابة الصياد الذي يتحين الفرصة‬


‫املناسبة للهجوم ىلع فريسته‪ ،‬وليس العكس عندما يكون املتداولين عبارة عن‬
‫طرائد سهلة للسوق وأصحاب الشركات الذين ال يهتمون بأي شيء من أمرك‪ ،‬سوى‬
‫كمية النقد التي يمكن أن تضعها ىلع طاولة اللعب الكبيرة يف هذا الفضاء‬
‫املمتد‪.‬‬

‫الطريقة الرابعة‪ :‬التداول قصير األمد املتوافق مع االتجاه العام‬

‫قبل البدء بشرح هذه الطريقة التي تحتوي ىلع حد كبير من اإلثارة‪ ،‬ال بد من‬
‫تقديم املبررات وراء قيام املؤلف بتطويرها واستغاللها إلى أقصى حد ممكن‪،‬‬
‫حيث أنه ومن الطبيعي جدًا؛ أن يترافق مع تطور القدرات الفنية لدى املتداول‬
‫وبخاصة إذا كان يعمل بطريقة كمية خالصة‪ ،‬شعورًا بالسيطرة أو القدرة ىلع‬

‫‪223‬‬
‫الدخول يف عمليات التداول بدون أدنى تردد أو خوف للكثير من األسباب‪ ،‬وىلع‬
‫رأسها أنه يعلم يقينًا بأنه ال يتعامل بالعاطفة التي تقتل كافة املتداولين‬
‫وتفقدهم حساباتهم‪ ،‬حيث يصبح املتداول بالطريقة الكمية مجردًا من مشاعر‬
‫الخوف والتردد ويتعامل مع األرقام ىلع أنها أرقام فقط‪ ،‬وال يبني آماله ىلع خبر‬
‫من هنا أو من هناك ىلع أمل أن يتحرك السعر باالتجاه الذي يرغب فيه‪ .‬بل أن‬
‫القيمة السالبة لديه هي بنفس القيمة املوجبة‪ ،‬غير أنه يعلم علم اليقين بأن‬
‫القيمة السالبة محدودة جدًا ويتم التخلص منها عند انطباق الشروط الكمية‬
‫املحددة لها‪.‬‬

‫والقضية الثانية التي ترافق تطور القدرات الفنية الكمية لدى املتداول هي أنه‬
‫وبمجرد إتقانه ألحد الطرق أو اإلستراتيجيات املطروحة سابقًا ىلع سبيل املثال‪،‬‬
‫فسرعان ما يجد كيمة كبيرة من األفكار التي تعتمد يف بناءها ىلع ما تخفيه‬
‫األرقام التي يقوم بتحليلها واكتشاف ما تخفيه من معلومات يمكن توظيفها يف‬
‫بناء إستراتيجيات تضمن له النجاح بأىلع درجات الدقة‪.‬‬

‫إال أن العامل األهم من كل ذلك والذي يترافق مع التطور يف التحليل الكمي‪،‬‬


‫هو عدم قدرة املحلل الكمي ىلع كبح جماح نفسه من الدخول يف عمليات‬
‫التداول بشكل مستمر ومتواصل بسبب ارتفاع مستوى الثقة بالنفس‪ ،‬ويبحث دائمًا‬
‫عن وسيلة تضمن له الدخول إلى السوق والخروج بشكل مستمر وبما يضمن له‬
‫تحقيق األرباح‪ ،‬ما دام يعرف كيف يسيطر ىلع الخسائر‪.‬‬

‫وإذا ما تتبعنا جميع االستراتيجيات السابقة‪ ،‬بالطرق املختلفة التي قمنا‬


‫بتوظيفها من خاللها‪ ،‬لوجدنا قضية ىلع درجة عالية من األهمية وهي‪ :‬أن‬
‫التداول يجري إما بشكل يومي‪ ،‬وإما أن تحديث الصفقات يتم أيضًا بشكل يومي؛‬
‫وبالتالي فإن املتداول وبخاصة املحترف بأساليب التحليل الكمي يفقد جزءًا كبيرًا‬
‫من اإلثارة والتشويق يف اللعب مع األرقام‪ ،‬وبخاصة أن يوم التداول يمتد ىلع مدار‬

‫‪224‬‬
‫‪ 24‬ساعة ولخمسة أيام متواصلة‪ ،‬وبالتالي فإن التقلبات التي تشهدها األسعار‬
‫كثيرة وكبيرة‪ ،‬ويشعر املتداول معها برغبه جامحة للدخول من أجل اقتناص‬
‫الفرص التي يعتقد بوجودها‪ ،‬والخروج من السوق بأسرع ما يمكن وبأىلع حصيلة‬
‫من الربح‪.‬‬

‫وألجل تلبيه هذا الشعور وتلك الحاجة يف النفس البشرية‪ ،‬والتي عاشها‬
‫وعايشها املؤلف لحظةً بلحظة‪ ،‬ومن أجل ذلك الشعور وتلبية لتلك الحاجة قام‬
‫بتطوير هذه الطريقة بالتزامن مع هذه االستراتيجية‪ ،‬وقام بتركيب جملة من الطرق‬
‫يف طريقة واحدة نقدمها ونضعها بين يدي املتداول الكريم‪.‬‬

‫وتقوم هذه الطريقة ىلع التداول املستمر بداية كل ساعة أو بداية كل‬
‫شمعة تمثل ساعة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار السعر الذي انتهت عنده الساعة‬
‫السابقة عليها‪ ،‬ولنفهم آلية العمل فإننا نلخصها بالشروط التالية‪:‬‬

‫أن يكون مجموع الوزن النسبي للمتوسطات العشرة املتحركة املستخدمة‬ ‫‪.1‬‬
‫يف هذه االستراتيجية أىلع من (‪ )30+‬للشراء‪ ،‬وأقل من (‪ )30-‬للبيع‪ ،‬وذلك‬
‫باالعتماد ىلع التوقيت اليومي‪ ،‬أي أن قرار الدخول بالتداول يجب أن يضع‬
‫باعتباره هذا الشرط الرئيسي كقاعدة عامة ال يتم نسيانها أو إغفالها‪.‬‬
‫‪ .2‬بعد أن يتحقق الشرط السابق‪ ،‬يتم االنتقال للتداول ىلع التوقيت األقل أو‬
‫التوقيت الرئيسي الذي يعتمده الغالبية العظمى من املتداولين‪ ،‬وهو‬
‫توقيت الساعة‪.‬‬
‫‪ .3‬جميع الصفقات يجب أن تكون باتجاه واحد‪ ،‬وفق استراتيجية املضاربة‬
‫باالتجاه الواحد التي شرحناها سابقًا يف بداية هذا الكتاب‪ .‬وتتماشي مع‬
‫االتجاه العام للمتوسطات العشرة املتحركة‪.‬‬
‫‪ .4‬ال يتم الدخول يف أي صفقة إال ىلع رأس كل ساعة‪ ،‬وعند إقفال الشمعة‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫‪ .5‬إذا كان االتجاه العام املوحد مثالً هو البيع‪ ،‬فال يتم الدخول مع الشمعة‬
‫الجديدة‪ ،‬ومع بداية الساعة إال إذا أقفلت الشمعة التي تسبقها ىلع‬
‫ارتفاع فقط‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬فإذا كان االتجاه العام املوحد هو الشراء‪ ،‬فال‬
‫يتم الدخول مع الشمعة الجديدة ومع بداية الساعة إال إذا أقفلت الشمعة‬
‫التي تسبقها ىلع انخفاض فقط‪.‬‬
‫‪ .6‬أما بالنسبة لإلغالق فإنا لها وجهان‪ ،‬يف حالة الخسارة فال يتم اإلقفال إال‬
‫إذا أصبح مجموع الوزن النسبي للمتوسطات العشرة املتحركة أقل من‬
‫(‪ )30+‬للشراء‪ ،‬وأكبر من (‪ )30-‬للبيع‪ ،‬وذلك باالعتماد ىلع القراءات اليومية‪،‬‬
‫أما يف حالة األرباح فإن إقفالها يتم بحسب الرغبة‪ ،‬غير أن الطريقة التي‬
‫يفضلها املؤلف واستخدمها بشكل شخصي هو اإلقفال ىلع نسبة ربح‬
‫محددة من رأس مال البداية‪ ،‬دون أن نحسب األرباح املحققة عند اإلقفال‬
‫مع رأس املال‪.‬‬

‫وللمزيد من التوضيح بطريقة فلسفية نوعًا ما‪ ،‬فجميعنا يعرف بأن الغالبية‬
‫العظمى من املضاربين دائمًا ما يسبحون عكس التيار‪ ،‬والتيار هنا يمثل املوجات‬
‫السعرية الطويلة‪ ،‬وكلما كانت طول املوجة أىلع كلما كان عدد الخاسرين أكثير‬
‫وخسارتهم أكبر‪ ،‬ولذلك فإن استخدام هذه الطريقة القائمة ىلع الدمج ما بين‬
‫املوجات السعرية التي نعلبها بإستراتيجيتين مختلفتين هما مفتاح النجاح‪.‬‬

‫فمن باب أول فإننا نستخدم املتوسطات العشرة املتحركة‪ ،‬لتحديد اتجاه‬
‫املوجة السعرية العامة من خالل مجموع الوزن النسبي للمتوسطات‪ ،‬ومن ثم‬
‫نستخدم استراتيجية املضاربة باالتجاه الواحد التي يكون فيها عدد الشمعات‬
‫التي نرغب بها أىلع بكثير من الشمعات التي ال نرغب بها‪.‬‬

‫فإذا ما قمنا بتفكيك الشمعات التي نرغب بها وتتماشى مع االتجاه العام إلى‬
‫شمعات أقل من حيث التوقيت‪ ،‬سنجد أن عدد الشمعات التي نرغب بها أيضًا‬

‫‪226‬‬
‫أىلع من عدد الشمعات التي ال نغرب بها‪ ،‬وذلك عند تفصيل الشمعات اليومية‬
‫إلى شمعات الساعة‪.‬‬

‫وحتى نحقق أىلع استفادة ممكنة‪ ،‬ونقلل من احتمالية التعرض لعكس‬


‫االتجاه‪ ،‬فإننا ال ندخل السوق إال يف نهاية الشمعات التي ال نرغب بها‪ ،‬بمعنى إذا‬
‫كان اتجاهنا العام هو البيع دائمًا‪ ،‬فإننا ال ندخل إال يف نهاية الساعة التي يغلق‬
‫فيها السعر ىلع ارتفاع‪ ،‬حتى نأخذ أفضل نقطة للبيع‪ ،‬والتي سنجد أنها مناطق‬
‫شراء لبقية املضاربين السابحين عكس التيار‪ .‬وعليه فإننا نقوم بتجميع صفقات‬
‫صغيرة الحجم شيئًا فشيئًا ومن أفضل مناطق الدخول حتى نقوم بتجميع األرباح‬
‫بالنسبة التي نعتقد بأنها مناسبة للخروج‪.‬‬

‫وكمثال ىلع ما تقدم سابقًا‪ ،‬فإنه وقياسًا ىلع نفس الفترة الزمنية التي‬
‫قدمناها ىلع الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬ففيما يلي نتائج‬
‫املضاربة وفق الطريقة التي شرحناها بالتفصيل‪:‬‬

‫‪227‬‬
‫نالحظ من الشكل السابق االنتظام يف تطور األرباح بشكل يتمنى أن يحققه‬
‫أي متداول‪ ،‬حيث أن التراجع يف الحساب يكاد يكون شبه منعدم‪ ،‬والصورة أقرب ما‬
‫تكون للمثالية‪ ،‬غير أن التحليل الكمي يجعلها بدون أدنى شك واقعية وليست‬
‫مثالية‪.‬‬

‫وليس هذا فحسب‪ ،‬فهناك جملة من املالحظات التي يجب ىلع املتداول أن‬
‫يضعها نصب عينيه‪ ،‬حتى يعرف القوة التي يتمتع بها أثناء عمليات التداول دون‬
‫أن يشعر بأدنى درجات الرهبة‪ ،‬إضافة إلى أنه يصبح عاملًا علم اليقين بأن أي‬
‫خسارة يتعرض لها ال تتعدى عن كونها أمورًا فوق العادة فقط‪ ،‬وهذه املالحظات‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ -‬بدالً من الدخول يف صفقة واحدة كبيرة يف بداية اليوم وإغالقها يف‬


‫نهايته‪ ،‬فإننا نقوم بتقسيمها إلى صفقات صغيرة متفرقة تراعي الدخول‬
‫يف أفضل نقطة ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬بما أن التداول يجري يف اتجاه واحد‪ ،‬وهذا االتجاه يتبع وجود موجة‬
‫سعرية بالضرورة‪ ،‬فإن املوجة السعرية ال تقتصر ىلع زوج واحد من‬
‫العمالت‪ ،‬أو مشتق مالي بعينه‪ ،‬بل تكون املوجة عامة‪ ،‬فعندما تكون مثالً‬
‫موجة سعرية ىلع الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬فإن جميع‬
‫األزواج ذات العالقة بالجنية االسترليني ستأخذ نفس املسار‪ .‬وبناء عليه‬
‫فيمكن تنويع التداول من خالل تخفيض حجم الصفقة الواحدة ىلع الزوج‬
‫الواحد‪ ،‬وباملقابل يكون التداول ىلع مجموعة متنوعة من األزواج أو‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬ويكون تحقيق الهدف الذي حددناه بنسبة مئوية من‬
‫مجموعة متنوعة من املشتقات‪ ،‬أسرع كثيرًا من انتظار تحقيق الهدف من‬
‫زوج واحد أو مشتق مالي واحد‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫وال يعتقد املؤلف أن املوضوع بحاجة إلى املزيد من الشروحات وتبيان‬
‫كيفية الربط بين االستراتيجيات املختلفة‪ ،‬وتوظيف عوامل القوة يف كل‬
‫استراتيجية وإضافته كشرط فرعي ضمن شروط استراتيجية أخرى‪.‬‬

‫استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر‬

‫تعرضنا فيما سبق إلى استراتيجية املتوسطات املتحركة املتعددة‪ ،‬ووضحنا‬


‫طرق استخدام وتوظيف هذه االستراتيجية‪ ،‬سواء بطريقة منفردة‪ ،‬أو من خالل‬
‫دمجها مع طرق تم اشتقاقها من استراتيجيات أخرى‪ ،‬ووضحنا األسباب التي دفعت‬
‫باملؤلف إلى االعتماد ىلع مجموعة املتوسطات املتحركة يف سبيل تحقيق‬
‫االستفادة القصوى من الطرق الكمية التي قام بتطويرها‪ .‬ولكن ماذا عن بقية‬
‫املؤشرات الفنية األخرى‪ ،‬هل يتم إهمالها بشكل كلي أم يمكن االستفادة منها‬
‫بطريقة أو بأخرى؟‬

‫من أجل ذلك‪ ،‬وكما سبق وأن شرحنا فإن سبب اعتماد املؤلف ىلع تلك‬
‫املجموعة من املتوسطات‪ ،‬والتي قد يقوم أي مضارب باختيار أو تركيب مجموعة‬
‫أخرى منها؛ هو أن جميع املؤشرات الفنية ىلع اختالف مسمياتها‪ ،‬ال بد وأن‬
‫يدخل املتوسط الحسابي يف بناءها الرياضي من الناحية الكمية‪ ،‬وأن الرسم‬
‫البياني ما هو إال عبارة عن تمثيل لها بصورة مبسطة‪ .‬وىلع كل حال فإن جميع‬
‫املؤشرات التي يدخل املتوسط الحسابي املتحرك يف حسابها تنطوي ىلع‬
‫بعض اإلضافات الرياضية التي قد تقدم مزيدًا من الوضوح يف الرؤية من حيث‬
‫االتجاه املتوقع الذي قد يسلكه سعر أي زوج من العمالت‪ ،‬أو أي واحد من‬
‫املشتقات املالية التي يجري التداول عليها عامليًا‪.‬‬

‫ولذلك وحتى ال نطيل يف الشروحات النظرية‪ ،‬فقد وجد املؤلف ىلع امتداد‬
‫سنوات العمل‪ ،‬وقراءة الكثير من التقارير اعتماد املحللين وبخاصة الفنيين منهم‬
‫ىلع واحد أو أكثر من املؤشرات الفنية‪ ،‬ال بل فإن عددًا من املواقع املشهورة‬

‫‪229‬‬
‫تقوم بتقديمها بصورة نمطية ممنهجة‪ ،‬مثل موقع ‪ Bar Chart‬العاملي‪ ،‬ولذلك‬
‫قام املؤلف بتقديم تركيبتين من تلك املؤشرات الفنية‪ ،‬تعتمد ىلع ذات‬
‫اإلستراتيجية التي شرحناها سابقًا يف املتوسطات املتعددة املتحركة‪.‬‬

‫التركيبة األولى‪ :‬املؤشرات املتنوعة‬

‫تقوم التركيبة األولى ىلع اختيار مجموعة متنوعة من املؤشرات الفنية‬


‫وعددها (‪ ) 12‬مؤشر‪ ،‬مقسمة إلى ثالث أقسام؛ قصيرة املدى ومتوسطة املدى‬
‫وطويلة املدى‪ ،‬ويتم االعتماد عليها يف قياس قوة االتجاه الذي قد يسلكه أي زوج‬
‫من العمالت‪ ،‬أو أي من املشتقات املالية وذلك بحساب مجموع الوزن النسبي‬
‫للمؤشرات جميعها‪ ،‬بنفس األسلوب الذي تم تقديمه يف استراتيجية املتوسطات‪.‬‬

‫غير أن مقدار مشاركة كل مؤشر يف حساب مجموع الوزن النسبي لالتجاه‬


‫املتوقع الذي سنبني عليه طرق توظيف هذه االستراتيجية يختلف قليالً بسبب‬
‫عدد املؤشرات‪ ،‬ويبلغ مقدار مشاركة كل مؤشر يف حساب مجموع الوزن النسبي‬
‫لالتجاه (‪ ،)%8.33‬وهو حاصل قسمة (‪ )%100‬ىلع عدد املؤشرات املستخدمة‪،‬‬
‫والجدول التالي يوضح تفاصيل هذه املؤشرات‪:‬‬

‫الرقم‬ ‫اسم املؤشر‬ ‫نوع املؤشر‬


‫‪1.‬‬ ‫‪7 Day Average Directional Indicator‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪10 - 8 Day Moving Average Hilo Channel‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪20 Day Moving Average vs Price‬‬ ‫قصير املدى‬
‫‪4.‬‬ ‫‪20 - 50 Day MACD Oscillator‬‬
‫‪5.‬‬ ‫‪20 Day Bollinger Bands‬‬
‫‪6.‬‬ ‫‪40 Day Commodity Channel Index‬‬
‫‪7.‬‬ ‫‪50 Day Moving Average vs Price‬‬
‫‪8.‬‬ ‫‪20 - 100 Day MACD Oscillator‬‬ ‫متوسط املدى‬
‫‪9.‬‬ ‫‪50 Day Parabolic Time/Price‬‬
‫‪10.‬‬ ‫‪60 Day Commodity Channel Index‬‬
‫‪11.‬‬ ‫‪100 Day Moving Average vs Price‬‬ ‫طويل املدى‬
‫‪12.‬‬ ‫‪50 - 100 Day MACD Oscillator‬‬

‫‪230‬‬
‫يوضح الجدول السابق مجموعة املؤشرات الفنية التي يمكن استخدامها‬
‫يف التركيبة األولى من هذه االستراتيجية‪ ،‬غير أنه يجب ىلع املتداول الكريم أن‬
‫ينتبه إلى نقطة هامة جدًا‪ ،‬وهي أن طريقة استخدام كل مؤشر من املؤشرات‬
‫الفنية السابقة يختلف من متداول إلى آخر‪ ،‬فعلى سبيل املثال فقد نجد أن أحد‬
‫املحللين يقوم بالبيع إذا كان السعر أكبر أو يساوي ‪ ،High Band‬ويقوم بالشراء إذا‬
‫كان السعر أقل أو يساوي ‪ ،Low Band‬يف املؤشرات القصيرة املدى‪ ،‬بينما نجد‬
‫العكس لدى متداول آخر‪.‬‬

‫وىلع كل حال‪ ،‬فإن مجموعة املؤشرات الفنية السابقة يف التركيبة‬


‫األولى لكل منها طريقة معينة يف االستخدام‪ ،‬وبعض هذه املؤشرات لديه‬
‫احتماالن فقط‪ ،‬إما وزن موجب (‪ )%8.33+‬لإلشارة إلى الشراء‪ ،‬وإما (‪ )%8.33-‬لإلشارة‬
‫إلى البيع‪ ،‬وبعضها لديه احتمال ثالث وهو أال يكون يف اتجاه الشراء وال اتجاه البيع‬
‫ويكون ال وزن له أي (‪ .)%0.00‬ويف كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات‬
‫التداول" سيجد الباحث تفصيالً لكل مؤشر من تلك املؤشرات الفنية من حيث‬
‫طبيعته وفلسفة بناءه من األساس‪.‬‬

‫أما استراتيجيات التداول أو الطرق التي يمكن التداول بها باستخدام هذه‬
‫التركيبة فإنا ال تخرج عن الطرق األربعة التي تم عرضها سابقًا يف معرض حديثنا‬
‫عن املتوسطات العشرة ذاتها‪.‬‬

‫التركيبة الثانية‪ :‬املؤشرات املتجانسة‬

‫تقوم فكرة التركيبة الثانية ىلع مجموعة من املؤشرات املتجانسة‪،‬‬


‫واملتساوية يف قياس الفترات الزمنية القصيرة‪ ،‬واملتوسطة‪ ،‬والطويلة املدى‪،‬‬
‫وتأخذ بعين االعتبار ما يذهب إليه الكثير من املحللين يف التعامل مع تفاعل‬
‫املؤشرات مع بعضها البعض‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫وكما قلنا يف بداية هذا الكتاب بأن بعض املحللين يعتمد يف قراراته‬
‫وتوقعاته لالتجاه الذي يمكن أن يذهب فيه السعر‪ ،‬ىلع التفاعالت بين املؤشرات‪،‬‬
‫واملقصود بالتفاعالت هنا هو ما يحدث من تقاطعات بين املؤشرات والسعر‪ ،‬وبين‬
‫املؤشرات بذاتها‪ ،‬وبناء ىلع ذلك تم بناء هذه التركيبة التي أطلق عليها املؤلف‬
‫طريقة (‪ ،) 4x4x4‬أي أن لكل فترة زمنية سواء أكانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة‬
‫أربعة مؤشرات خاصة بها‪ ،‬ويتم التعامل معها بنفس املنهجية الوارد يف التركيبة‬
‫األولى‪ ،‬من حيث الوزن النسبي لكل مؤشر‪ ،‬وكيفية حساب املجموع الكلي للوزن‬
‫النسبي لتحديد قوة االتجاه املتوقع لسعر أي مشتق من املشتقات املالية‪،‬‬
‫وكذلك طرق توظيف هذه التركيبة واستغاللها يف عمليات املضاربة‪ ،‬وهي الطرق‬
‫األربعة التي شرحناها سابقًا‪ ،‬وفيما يلي تفاصيل هذه التركيبة‪:‬‬

‫الرقم‬ ‫اسم املؤشر‬ ‫نوع املؤشر‬


‫‪1.‬‬ ‫‪20 Day Moving Average‬‬
‫‪2.‬‬ ‫‪20 - 50 Day MACD Oscillator‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪20 - 100 Day MACD Oscillator‬‬ ‫قصير املدى‬
‫‪4.‬‬ ‫‪20 - 200 Day MACD Oscillator‬‬
‫‪5.‬‬ ‫‪50 Day Moving Average‬‬
‫‪6.‬‬ ‫‪50 - 100 Day MACD Oscillator‬‬ ‫متوسط املدى‬
‫‪7.‬‬ ‫‪50 - 150 Day MACD Oscillator‬‬
‫‪8.‬‬ ‫‪50 - 200 Day MACD Oscillator‬‬
‫‪9.‬‬ ‫‪100 Day Moving Average‬‬
‫‪10.‬‬ ‫‪150 Day Moving Average‬‬
‫‪11.‬‬ ‫‪200 Day Moving Average‬‬ ‫طويل املدى‬
‫‪12.‬‬ ‫‪100 - 200 Day MACD Oscillator‬‬

‫ومن حيث أننا ال نحتاج هنا لشرح املؤشرات الفنية املستخدمة يف هذه‬
‫التركيبة‪ ،‬والتي تستخدمها بعض أكبر الشركات العاملية املتخصصة بتحليل حركة‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬إال أن املتتبع لتفاصيل املؤشرات الفنية يجد أنها تعمل وفق‬
‫ضوابط محددة‪ ،‬فإن توافقت فيما بينها فهي حتمًا ستعطي املتداول أكبر قدر‬
‫ممكن من الدقة يف توقع اتجاه حركة السعر‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫فإذا نظرنا إلى مجموعة املؤشرات القصيرة املدى األربعة‪ ،‬وجدنا أن الفترة‬
‫الزمنية (‪ ) 20‬يومًا هو العامل الرئيسي يف املوضوع‪ ،‬ففي حين نجد أن أول مؤشر‬
‫يعتمد ىلع التفاعل بين السعر واملتوسط املتحرك‪ ،‬نجد أن تفاعل هذا املتوسط‬
‫بوصفه سريع التأثر بحركة السعر‪ ،‬مع مؤشر (‪ )50‬يومًا‪ ،‬ثم مع (‪ )100‬يوم‪ ،‬ثم مع‬
‫(‪ ) 200‬يوم هو األساس يف إعطاء اتجاه الوزن النسبي لكل مؤشر‪ ،‬ويكفي يف‬
‫حاالت تغيير املوجة السعرية التجاهها أن يـتأثر املتوسط املتحرك (‪ )20‬ويقلب‬
‫اتجاه أول مؤشرين ذوات الفترة الزمنية القصيرة حتى نحمي املؤشرين األخيرين‬
‫يف املجموعة نفسها‪.‬‬

‫وىلع صعيد آخر فإننا وباالعتماد ىلع متوسط متحرك ذو حساسية عالية‬
‫لحركة السعر‪ ،‬ومن ثم تفاعل قيمة هذا املتوسط مع ثالث متوسطات أطول منه‬
‫يف الفتر الزمنية‪ ،‬كفيل بأن يجنبنا اإلشارات الكاذبة يف انقالب املوجة السعرية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمجموعة الثانية من التركيبة وهي الخاصة بالفترة الزمنية‬


‫متوسطة املدى‪ ،‬فنجد أن املتوسط املتحرك (‪ )50‬هو العامل األساس يف التنبؤ‬
‫باالتجاه املتوقع لحركة السعر‪ ،‬وكما هو الحال يف مجموعة املؤشرات قصيرة‬
‫املدى فإنه يف الوقت الذي يعتمد فيه املؤشر األول ىلع التفاعل بين املتوسط‬
‫املتحرك والسعر‪ ،‬نجد أن املؤشرات الثالثة املتبقية تعتمد ىلع التفاعل بين‬
‫قيمة هذا املتوسط ومتوسطات أىلع منها بضعف واحد‪ ،‬ثم بضعفين ثم بثالث‬
‫أضعاف أي ىلع التوالي (‪ ،)200- 150 – 100‬والتي يتم التعبير عنها باملؤشر‬
‫‪.MACD‬‬

‫وأخيرًا نجد أن طريقة عمل مجموعة املؤشرات طويلة املدى مختلفة بعض‬
‫الشيء‪ ،‬حيث إذا تتبعنا املجموعتين السابقتين‪ ،‬القصيرة واملتوسطة املدى نجد‬
‫أنه تم االعتماد ىلع املتوسط املتحرك يف بداية األمر‪ ،‬ومن ثم تفاعل هذا‬
‫املتوسط يف أول املجموعة مع املتوسط املتحرك لفترات زمنية أطول‪ .‬غير أنه‬

‫‪233‬‬
‫يبقى لدينا تفاعل السعر مع املتوسطات املتحركة التي أخذناها يف‬
‫املجموعتين القصيرة واملتوسطة‪ ،‬وهذا ما تم معالجته يف مجموعة املؤشرات‬
‫طويلة املدى من حيث تفاعل السعر مع املتوسطات املتحركة (‪)200-150-100‬‬
‫ىلع التوالي‪ ،‬وال يتبقى لنا سوى تفاعل املتوسط املتحرك (‪ )100‬مع املتوسط‬
‫املتحرك (‪ )200‬الذي يتم التعبير عنه باملؤشر ‪ ،MACD‬املوجود يف نهاية‬
‫سلسلة مجموعة املؤشرات طويلة املدى يف هذه التركيبة‪.‬‬

‫استراتيجيات تداول مدمجة‬

‫بعد العرض السابق من بداية هذا الكتاب وحتى هذا العنوان حاولنا قدر‬
‫املستطاع أن نقدم بين يدي املتداول الطرق واالستراتيجيات املختلفة للتداول‬
‫املبنية بأساليب التحليل الكمي وما يتضمنه من بيانات وتحليل إحصائي‪،‬‬
‫واإلضافات النوعية املتعلقة بمؤشرات التجليل الفني‪ ،‬وكيفية التداول من خالل‬
‫استخدام األوامر املعلقة بأفضل صورة ممكنة‪ ،‬حيث حاولنا تقديم هذه الطرق‬
‫واالستراتيجيات بصورة متسلسلة بحيث يكون البناء متماسك يف تقديم وبناء‬
‫املعلومات لدى املتداول وهو ما يسمح له بتنفيذ عمليات التداول بأكبر قدر‬
‫ممكن من الوعي بتفاصيل قرار البيع والشراء‪.‬‬

‫وىلع كل حال فما بين التحليل الكمي‪ ،‬والتحليل اإلحصائي‪ ،‬واملؤشرات‬


‫الفنية‪ ،‬وفن التداول باألوامر املعلقة واإلحاطة بها بشكل شمولي يف إطار واحد‬
‫يجعل من اشتقاق استراتيجيات تداول تجمع يف تفاصيلها كل هذه التفصيالت‬
‫ممكنًا بالدرجة التي ال يمكن أن نقوم بإدراج تلك االستراتيجية تحت واحدة فقط‬
‫من تلك األفرع املتشعبة من أنواع التحليل‪ .‬ولذلك فسيتم فيما يلي طرح مجموعة‬
‫من االستراتيجيات التي تجمع يف طياتها كل ما تقدم بأبسط صورة ممكنة وبأكبر‬
‫قدر من الفاعلية العملية متدرجين فيها من األدنى إلى األىلع بثالث‬
‫استراتيجيات متدرجة‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫االستراتيجية األولى‪ :‬التداول املحدد قصير األجل‬

‫تقوم هذه االستراتيجية يف تنفيذ الصفقات ىلع مجموعة من العوامل الهامة‬


‫والتي تجمع يف طياتها أساليب متنوعة من التحليل وهي ىلع النحو التالي‪:‬‬

‫حساب الكميات املتعلق بحركة أسعار املشتقات املالية كاملتوسطات‬ ‫‪.1‬‬


‫الحسابية املتحركة ملعدل حركة السعر خالل أي نطاق زمني‪ ،‬ومعدالت‬
‫طول ظالل الشموع العلوية والسفلية‪ ،‬وغير ذلك من الكميات التي تدخل‬
‫يف صلب االستراتيجية كما سيأتي ذكره الحقًا‪.‬‬
‫‪ .2‬التحليل اإلحصائي الذي يعتمد ىلع معرفة الفروقات يف اتجاهات حركة‬
‫املشتقات املالية‪ ،‬سواء بشكل كلي أو بشكل جزئي خالل أي نطاق زمني‪،‬‬
‫ونسبة كل طرف باملقارنة باألطراف األخرى كالصعود والهبوط خالل فترة‬
‫الحركة العرضية للسعر أو خالل موجات السعر الهابطة أو الصاعدة‪.‬‬
‫‪ .3‬التحليل الفني الذي يقوم ىلع استخدام واحدة من التركيبات السابقة من‬
‫يف حساب قوة يف استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر‪ ،‬وبخاصة التركيبة‬
‫الثانية السابقة‪.‬‬

‫وبناء ىلع ما تقدم فإن خطوات بناء االستراتيجية تقوم وفق الخطوات التالية‪:‬‬

‫من خالل التركيبة الثانية من إستراتيجية املؤشرات اإلثني عشر التي سبق‬ ‫‪.1‬‬
‫شرحها يف هذا الكتاب‪ ،‬يتم رصد مقدار قوة اتجاه السعر يف حال تبين‬
‫وجود موجة سعرية صاعدة بعد أن يتجاوز مقدار القوة (‪ ،)30+‬أو موجة‬
‫سعرية هابطة يف حال كانت القوة أقل من (‪ ،)30-‬واملسافة الفاصلة بين‬
‫القوتين هي مرحلة حركة عرضية للسعر وال يتم الدخول بها‪.‬‬
‫‪ .2‬يف حال توافرت موجة سعرية هابطة ىلع سبيل املثال‪ ،‬فيتم رصد‬
‫املتوسط الحسابي ملعدل حركة السعر خالل آخر خمسة أيام تداول‬
‫محسوبة بالفارق بين أىلع سعر وأدنى سعر يسجله املشتق املالي يف‬

‫‪235‬‬
‫كل يوم تداول من األيام الخمسة األخيرة‪ ،‬ولنفهم ذلك لنأخذ الجنيه‬
‫اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬ونحسب قيمة الفارق بين أىلع سعر‬
‫وأدنى سعر من خالل طرح قيمة أدنى سعر من قيمة أىلع سعر‪ ،‬ومن ثم‬
‫نحسب املتوسط الحسابي آلخر خمسة أيام تداول‪ ،‬وكما هو موضح يف‬
‫الجدول التالي الذي يمثل بداية رصد موجة سعرية هابطة من تاريخ (‪-10‬‬
‫‪:)2022-3‬‬

‫‪Date‬‬ ‫‪Open‬‬ ‫‪High‬‬ ‫‪Low‬‬ ‫‪Close‬‬ ‫‪High-Low‬‬ ‫‪Average‬‬


‫‪2022.03.10‬‬ ‫‪1.3177‬‬ ‫‪1.3194‬‬ ‫‪1.3080‬‬ ‫‪1.3082‬‬ ‫‪0.0113‬‬
‫‪2022.03.11‬‬ ‫‪1.3083‬‬ ‫‪1.3124‬‬ ‫‪1.3027‬‬ ‫‪1.3035‬‬ ‫‪0.0097‬‬
‫‪2022.03.14‬‬ ‫‪1.3036‬‬ ‫‪1.3078‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪1.3000‬‬ ‫‪0.0078‬‬
‫‪2022.03.15‬‬ ‫‪1.3003‬‬ ‫‪1.3088‬‬ ‫‪1.2999‬‬ ‫‪1.3040‬‬ ‫‪0.0089‬‬
‫‪2022.03.16‬‬ ‫‪1.3034‬‬ ‫‪1.3156‬‬ ‫‪1.3025‬‬ ‫‪1.3146‬‬ ‫‪0.0131‬‬
‫‪2022.03.17‬‬ ‫‪1.3146‬‬ ‫‪1.3210‬‬ ‫‪1.3087‬‬ ‫‪1.3148‬‬ ‫‪0.0123‬‬ ‫‪0.0105‬‬
‫‪2022.03.18‬‬ ‫‪1.3145‬‬ ‫‪1.3196‬‬ ‫‪1.3110‬‬ ‫‪1.3179‬‬ ‫‪0.0086‬‬ ‫‪0.0101‬‬
‫‪2022.03.21‬‬ ‫‪1.3166‬‬ ‫‪1.3209‬‬ ‫‪1.3126‬‬ ‫‪1.3167‬‬ ‫‪0.0083‬‬ ‫‪0.0098‬‬
‫‪2022.03.22‬‬ ‫‪1.3153‬‬ ‫‪1.3273‬‬ ‫‪1.3119‬‬ ‫‪1.3261‬‬ ‫‪0.0154‬‬ ‫‪0.0111‬‬
‫‪2022.03.23‬‬ ‫‪1.3260‬‬ ‫‪1.3298‬‬ ‫‪1.3174‬‬ ‫‪1.3203‬‬ ‫‪0.0124‬‬ ‫‪0.0117‬‬
‫‪2022.03.24‬‬ ‫‪1.3202‬‬ ‫‪1.3213‬‬ ‫‪1.3156‬‬ ‫‪1.3186‬‬ ‫‪0.0057‬‬ ‫‪0.0105‬‬
‫‪2022.03.25‬‬ ‫‪1.3171‬‬ ‫‪1.3224‬‬ ‫‪1.3158‬‬ ‫‪1.3181‬‬ ‫‪0.0066‬‬ ‫‪0.0095‬‬
‫‪2022.03.28‬‬ ‫‪1.3184‬‬ ‫‪1.3184‬‬ ‫‪1.3066‬‬ ‫‪1.3093‬‬ ‫‪0.0118‬‬ ‫‪0.0100‬‬
‫‪2022.03.29‬‬ ‫‪1.3090‬‬ ‫‪1.3159‬‬ ‫‪1.3050‬‬ ‫‪1.3092‬‬ ‫‪0.0109‬‬ ‫‪0.0105‬‬
‫‪2022.03.30‬‬ ‫‪1.3079‬‬ ‫‪1.3182‬‬ ‫‪1.3079‬‬ ‫‪1.3134‬‬ ‫‪0.0103‬‬ ‫‪0.0096‬‬
‫‪2022.03.31‬‬ ‫‪1.3127‬‬ ‫‪1.3175‬‬ ‫‪1.3105‬‬ ‫‪1.3141‬‬ ‫‪0.0070‬‬ ‫‪0.0087‬‬
‫‪2022.04.01‬‬ ‫‪1.3131‬‬ ‫‪1.3151‬‬ ‫‪1.3086‬‬ ‫‪1.3112‬‬ ‫‪0.0065‬‬ ‫‪0.0088‬‬
‫‪2022.04.04‬‬ ‫‪1.3090‬‬ ‫‪1.3136‬‬ ‫‪1.3090‬‬ ‫‪1.3113‬‬ ‫‪0.0047‬‬ ‫‪0.0085‬‬
‫‪2022.04.05‬‬ ‫‪1.3110‬‬ ‫‪1.3166‬‬ ‫‪1.3066‬‬ ‫‪1.3071‬‬ ‫‪0.0100‬‬ ‫‪0.0082‬‬
‫‪2022.04.06‬‬ ‫‪1.3075‬‬ ‫‪1.3107‬‬ ‫‪1.3045‬‬ ‫‪1.3067‬‬ ‫‪0.0063‬‬ ‫‪0.0075‬‬
‫‪2022.04.07‬‬ ‫‪1.3063‬‬ ‫‪1.3106‬‬ ‫‪1.3051‬‬ ‫‪1.3073‬‬ ‫‪0.0055‬‬ ‫‪0.0067‬‬

‫كما نالحظ من الجدول السابق‪ ،‬فإنه وقياسًا ىلع مقدار القوة الذي تم رصده ىلع‬
‫سعر الباوند االسترليني مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬فيتم يف العمود األزرق حساب‬
‫معدل الحركة اليومية من خالل طرح قيمة أدنى سعر من قيمة أىلع سعر خالل‬

‫‪236‬‬
‫نفي اليوم‪ ،‬ومن ثم بمقابل وبداية اليوم السادس يتم حساب املتوسط الحسابي‬
‫ملعدل الحركة لأليام الخمسة السابقة والتي تبين بأنها بمقدر (‪ )105‬نقاط مثالً‬
‫ويف العمود الذهبي‪.‬‬

‫‪ .3‬قياسيًا ىلع ما تقدم‪ ،‬فإنه ومع بداية اليوم السادس للتداول أو يف ساعة‬
‫خالل يوم التداول يتم الدخول بصفقة بيع ويكون هدفها (‪ )105‬نقاط‬
‫كهدف لجني األرباح‪ ،‬ونقطة وقف الخسارة هي (‪ )105‬نقطة بنفس قيمة‬
‫الهدف املطلوب‪.‬‬

‫وىلع ذلك فيتم االحتفاظ بالصفقة عاملة يف السوق حتى تخرج من أحد‬
‫طرفيها‪ ،‬إما من خالل تحقيق هدفها‪ ،‬وإما من خالل خروجها ىلع نقطة وقف‬
‫خسارة‪ .‬بحيث يتم تجديد الدخول بشكل مباشر مع هدف جديد ونقطة وقف‬
‫خسارة جديدة بناء ىلع معدل الحركة آلخر خمسة أيام سابقة ىلع يوم التداول‪.‬‬

‫وكما أشرنا يف غير مكان من هذا الكتاب‪ ،‬فإنه وبسبب املعلومات اإلحصائية‬
‫املتوفرة لدينا والحسابات الكمية التي تم تنفيذها واإلشارة إليها سابقًا‪ ،‬فإنه‬
‫وخالل حدوث موجة سعرية هابطة أو صاعدة‪ ،‬فإنه حتى وإن تساوت عدد أيام‬
‫هبوط السعر مع عدد أيام ارتفاعه بسبب طول الفترة الزمنية التي قد تأخذها‬
‫املوجة السعرية قبل أن تنتهي‪ ،‬فإن املجموع التراكمي ملعدل التغير يف السعر‬
‫سيكون بشكل حتمي وقطعي لصالح الصفقات ذات االتجاه املوحد واملتوافق مع‬
‫املوجة السعرية الحاصلة‪ ،‬وهذا ما يوضحه الشكل التالي ملا حدث مع الباوند‬
‫االسترليني من بعد أن تم رصد وجود موجة سعرية هابطة بتاريخ (‪:)2022-3-10‬‬

‫‪237‬‬
‫حيث أنه ومن نظرة واضحة وفاحصة للشكل السابق الذي يمثل رصد‬
‫املوجة السعرية الهابطة منذ بدايتها يف التاريخ املشار إليه سابقًا وموضحًا ىلع‬
‫الشكل‪ ،‬فإنه وىلع الرغم من التساوي النظري بين عدد الشموع الحمراء الهابطة‬
‫بمقابل الشموع الخضراء الصاعدة فإننا نرى بكل وضوح أن السعر يسير بموجة‬
‫هبوط حادة واضحة‪ ،‬والسر يف ذلك أن معدل التغير التراكمي يف سعر الباوند‬
‫مقابل الدوالر كان يميل باالنخفاض املستمر وذلك يف حال قمنا بعمل مجموع‬
‫تراكمي يمثل تراكم التغير يف السعر محسوبًا من سعر اإلغالق مطروحًا منه سعر‬
‫االفتتاح بشكل يومي‪ .‬وبناء عليه فإن كمية األهداف املتحققة وفق هذه‬
‫االستراتيجية ستكون أىلع بكثير من كمية نقاط الوقف التي تحققت‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال فيجب أال يغفل املتداول الذي يستخدم هذه االستراتيجية‬
‫عن النقاط التالية‪:‬‬

‫املراقبة الدائمة ملستوى قوة اتجاه السعر مع بداية كل يوم جديد‪ ،‬فإن‬ ‫‪.1‬‬
‫حدث هناك كسر ملقدار القوة التي قررنا استخدامها كمؤشر رصد لوجود‬

‫‪238‬‬
‫موجة سعرية هابطة أو صاعدة‪ ،‬فإن تغير مقدار القوة وأصبحت يف‬
‫املنطقة املحصورة ما بين القوة (‪ )30+‬والقوة (‪ )30-‬فيجب التوقف فورًا‬
‫عن إجراء عمليات التداول‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا حدث ب أن تخرج الصفقة ىلع نقطة وقف الخسارة أو ىلع هدفها قبل‬
‫نهاية يوم التداول وخالل أي وقت من األوقات‪ ،‬فإن هذا األمر الذي يعني‬
‫وجوب الدخول املباشر إلى السوق مرة أخرى يف ظل استمرارية تحقق‬
‫الشروط املوضوعية لعملية التداول‪.‬‬
‫‪ .3‬إن نقطة وقف الخسارة املحددة بنفس مقدار الهدف يمكن أن يتم‬
‫التالعب بها أو تخفيضها إلى الحد األقصى املمكن من خالل مراجعة ما‬
‫سبق وأن تم توضيحه يف االستراتيجيات السابقة‪ ،‬سواء بطريقة كلية أو‬
‫بطريقة التجزئة أو بطريقة األوامر املعلقة الفرعية ذات نقاط وقف‬
‫الخسارة والتي تم االستفاضة يف شرحها يف مواقع متقدمة من هذا‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫إن نظرة فاحصة يف فلسفة هذه االستراتيجية التي تجمع يف طياتها الكثير‬
‫من نقاط القوة الهامة جدًا والتي تعطي املتداول السيطرة شبه الكاملة ىلع‬
‫مدخالت عملية التداول‪ ،‬وبأقل مجهود ممكن وبنا يتالءم مع طبيعة عمل أي‬
‫متداول ما دامت العملية ال تأخذ سوى بضع دقائق يف تحديد اتجاه التداول من‬
‫خالل مؤشر القوة‪ ،‬واملتوسط الحسابي ملعدل التغير الذي سنقوم ىلع أساسه‬
‫بتحديد نقطة الهدف ونقطة وقف الخسارة‪ ،‬وطريقة التعامل مع نقطة وقف‬
‫الخسارة سواء برقم ثابت محدد أو من خالل أحد الطرق املتقدمة يف ذلك‪ ،‬وبذلك‬
‫فإن املتداول يكون قد كسر الجمود يف عملية اتخاذ القرار وبالتالي تخلص من‬
‫التدخالت العاطفية يف اتخاذ قرارات البيع والشراء‪ ،‬ويكون أكثر جرأة يف إيقاف‬
‫الصفقات التي تحقق خسارة دون أدنى تردد أو خوف‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫ولكن وكما قلنا سابقًا ومن خالل إطالة النظر يف تفاصيل هذه االستراتيجية‬
‫فقد يخطر ىلع بال أي متداول بـأنه ويف الوقت الذي قد يتفهم املتداول أن‬
‫خروج الصفقة ىلع نقطة وقف الخسارة يتبعه بالضرورة الدخول إلى السوق‬
‫بهدف جديد أقرب من السابق‪ ،‬ونقطة وقف خسارة أبعد من السابقة‪ ،‬ما دامت‬
‫شروط التداول متحققة‪ ،‬إال أنه قد ال يجد تبريرًا للسبب الذي يدفعه إلى تكرار‬
‫الدخول إلى السوق بعد أن يحقق الهدف من الصفقة‪.‬‬

‫إن تكرار الدخول إلى السوق بنفس االتجاه الذي خرجت عليه الصفقة السابقة‬
‫ىلع هدف ال معنى منطقي له إال خسارة فرق االسبرد بين عملية الخروج وعملية‬
‫الدخول وبالتالي فإذا كانت املوجة السعرية طويلة األجل تمتد ألشهر طويلة‪،‬‬
‫ولنفترض بأنها ىلع مدار ستة أشهر‪ ،‬وكان عدد مرات تكرار الدخول بعد تحقق‬
‫صفقة رابحة هو ‪ 60‬صفقة مثالً‪ ،‬وكانت قيمة فرق االسبرد ثالثة نقاط مثالً‪ ،‬فإن‬
‫ذلك يعني بكل بساطة خسارة أو تضييع (‪ )180‬نقطة بالحد األدنى بين عملية‬
‫اإلغالق وتكرار عملية الدخول دون أن نتطرق إلى حدوث انزالقات سعرية أو تغير‬
‫يف السعر بنفس االتجاه السابق األمر الذي يعني الدخول بعد عدد كبير من‬
‫النقاط ولكن ما يمثله الحد األدنى من النقاط الضائعة هو ‪ 180‬نقطة بالحد األدنى‬
‫بين عملية اإلغالق وإعادة عملية فتح الصفقة‪ .‬وهذا األمر نجده أيضًا عند الخروج‬
‫ىلع نقطة وقف الخسارة وتكرار الدخول يف ظل استمرار الشروط الكمية التي‬
‫تعني تكرار الدخول إلى السوق بصفقة جديدة‪.‬‬

‫وىلع ذلك فال بد من إعادة النظر مرة أخرى ومحاولة وضع منهجية جديدة‬
‫للتغلب ىلع هذه الجزئيات البسيطة يف نظر املتداولين‪ ،‬ما دمنا يف معرض‬
‫الحديث عن تحقيق أىلع فائدة متوقعة من السوق وتخفيض املخاطر إلى الحد‬
‫األدنى املمكن‪ ،‬وهو ما يقودنا بالضرورة إلى االستراتيجية التالية والتي نضعها بين‬
‫يدي املتداول وذلك يف إضافة نوعية كبيرة للغاية تحقق أىلع عائد ممكن‬

‫‪240‬‬
‫متغلبين ىلع جميع النقاط والسلبيات التي يكشفها املؤلف وال ينتبه لها إال‬
‫القلة القليلة من املحترفين يف عمليات التداول والتحلي الكمي‬

‫االستراتيجية الثانية‪ :‬التداول طويل األجل واملحدد قصير األجل‬

‫تمثل هذه االستراتيجية وتجمع يف تفاصيلها عددًا كبيرًا من املميزات‬


‫التي تعتبر بمثابة قيمة مضافة إلى االستراتيجية السابقة عليها‪ ،‬فهي تعمل‬
‫ىلع تحقيق األهداف التالية القائمة ىلع تجاوز سلبيات ما سبقها‪:‬‬

‫استخدام نقطة وقف خسارة متحركة واحدة لجميع الصفقات التي يتم‬ ‫‪.1‬‬
‫فتحها ىلع مستوى الزوج الواحد‪ ،‬وهذه النقطة تتمثل بنهاية يوم‬
‫التداول الذي تتغير فيه قوة أتجاه السوق‪ ،‬فإن كانت الصفقات هي البيع‬
‫بسبب وجود موجة سعرية هابطة‪ ،‬فإن ذلك يعني بأن الدخول إلى السوق‬
‫كان تحت القوة (‪ ،)30-‬وعليه فعندما تعود القوة من جديد لتصد فوق‬
‫(‪ )30-‬مثل أن تصبح (‪ )20-‬فيتم الخروج من جميع الصفقات ىلع الزوج‬
‫املعني‪.‬‬
‫‪ .2‬يف النقطة األولى السابقة يجري الحديث عن صفقات متعددة وليست‬
‫صفقة واحدة ىلع مستوى الزوج الواحد‪ ،‬بمعنى أنه يقد يكون هناك‬
‫سلسلة من الصفقات املتتالية ىلع هذا الزوج وفق شروط محددة سيجري‬
‫الحديث عنها يف عرض خطوات عمل هذه االستراتيجية‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقق هذه االستراتيجية نقطة خروج ىلع هدف واحد لصفة واحدة أو‬
‫عدد كبير من الصفقات دفعة واحدة دون االضطرار إلى تكرار الدخول مرة‬
‫أخرى بعد خروج تلك الصفقات‪.‬‬
‫‪ .4‬مهما كان طول املوجة السعرية التي تم استثمارها يف عمليات التداول‪،‬‬
‫فإن هناك صفقة واحدة رئيسية ستحقق هدفًا كبيرًا يبدأ من لحظة‬

‫‪241‬‬
‫الدخول إلى السوق وحتى انكسار القوة املحددة يف املوجة السعرية‬
‫والتي أشرنا إلى أنها تبدأ من القوة (‪ )30‬باالتجاهين‪.‬‬
‫‪ .5‬ال يتم فتح أي صفقة فرعية ىلع مستوى الزوج الواحد إال يف حال كانت‬
‫الصفقة الرئيسية يف حال ربح‪.‬‬

‫وبناء ىلع ما تقدم فإن مبدأ عمل هذه االستراتيجية يقوم ىلع خطوات‬
‫عملية محددة للغاية تقوم وفق التسلسل التالي والتي سنوضحها بمثل أو‬
‫بصورة مباشرة من حركة أحد املشتقات املالية أو أحد أزواج العمالت الرئيسية‪:‬‬

‫عند الدخول إلى السوق يجب البحث عن أي زوج من العمالت أو أي من‬ ‫‪.1‬‬
‫املشتقات املالية الذي يشهد تشكالً لوجود موجة سعرية معينة قياسًا‬
‫ىلع مقدار القوة املحددة بحسب التركيبة الثانية من استراتيجية‬
‫املؤشرات اإلثني عشر التي سبق وأن تم شرحها‪ ،‬والتي قلنا إنها تبدأ من‬
‫القوة (‪ )30+‬ملوجة الصعود‪ ،‬والقوة (‪ )30-‬ملوجة الهبوط‪.‬‬
‫‪ .2‬إذا وجدنا ىلع سبيل املثال وجود موجة سعرية صاعدة ومقدار القوة‬
‫فوق القوة (‪ )30+‬فإننا نبدأ املشوار من خالل فتح صفقة شراء يجب‬
‫تمييزها واإلشارة إليها بأنها الصفقة األم أو الصفقة الرئيسية‪.‬‬
‫‪ .3‬هذه الصفقة ال تحمل لها هدفًا محددًا بل نبقى محافظين عليها إلى‬
‫أقصى فترة زمنية ممكنة‪ ،‬وهذه الفترة محددة بطبيعة الحال باستمرار‬
‫وجود املوجة السعرية‪ ،‬فما دامت قوة املوجة السعرية فوق القوة (‪)30+‬‬
‫الواردة يف املثال السابق فإننا نبقى محافظين ىلع تلك الصفقة‪ ،‬األمر‬
‫الذي يعني بأننا ومع بداية كل يوم تداول جديد بحاجة إلى النظر يف‬
‫مقدار القوة بعد إغالق شمعة اليوم السابق فإن بقيت فوق القوة (‪)30+‬‬
‫للشراء كما هي تركنا الصفقة مفتوحة دون تغيير‪ ،‬يف حين أننا إذا وجدنا‬
‫بأن مقدار القوة قد هبط وأصبح تحت القوة (‪ )30+‬فإننا نقوم ىلع الفور‬
‫بإغالق الصفقة بصرف النظر عن النتيجة املترتبة عليها‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫‪ .4‬وبناء ىلع النقطة السابقة فإنه ويف املرحلة التي تنكسر فيها القوة‬
‫ونقوم بإغالق الصفقة‪ ،‬فإننا نستنتج بأن نقطة وقف الخسارة تعلب دورًا‬
‫مزدوجًا يف الوقت ذاته‪ ،‬فهي تمثل الهدف ونقطة الوقف يف آن واحد‬
‫بطريقة الوقف املتحرك‪ .‬حيث أنه وبالنظر إلى طبيعة حركة املؤشرات‬
‫يف التركيبة الثانية من استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر‪ ،‬فإن تحديثًا‬
‫يوميًا يحصل ىلع جميع القيم الداخل يف حساب تلك القوة نظرًا لتحرك‬
‫السعر مع املوجة السعرية أو ثباته لعدة أيام حول نفس النقطة والذي‬
‫يسحب معه نقطة وقف الخسارة إلى نقطة أقرب يف كل مرة‪ .‬ولهذا‬
‫السبب فإننا نبقى محافظين ىلع الصفقة ذاتها ألطول فترة زمنية‬
‫تماشيًا مع استمرار وجود املوجة السعرية دون أن نضطر إلى إغالق‬
‫الصفقة وعادة فتحها من جديد وخسارة كمية من النقاط التي ستلعب‬
‫دورًا بارزًا يف التقليل من كمية األرباح التراكمية التي يطمح إليها املتداول‪.‬‬
‫‪ .5‬قياسًا ىلع نقطة دخول الصفقة الرئيسية أو الصفقة األم كما قمنا‬
‫بتسميتها‪ ،‬فإننا بحاجة إلى رصد أىلع نقطة يصل إليها السعر تماشيًا مع‬
‫صفقة الشراء‪ ،‬أو أدنى نقطة تماشيًا مع نقطة البيع‪ ،‬أي أننا كمثال إذا‬
‫دخلنا صفقة شراء مثالً ىلع الدوالر ين ىلع سعر (‪ )115.00‬فإننا بحاجة‬
‫ملعرفة إلى معرفة أىلع نقطة وصلها السعر بعد الدخول يف هذه‬
‫الصفقة ولنفترض بأنها كانت (‪ ،)118.00‬وهذه النقطة ستكون متحدثة‬
‫بطبيعة الحال إذا تجاوزها السعر‪.‬‬
‫‪ .6‬وبناء عليه وىلع القياس اليومي‪ ،‬فإن الدخول يف الصفقات الفرعية‬
‫سيكون يف أي يوم يغلق فيه السعر ىلع انخفاض تحت مستوى سعر‬
‫(‪ )118.00‬وبنفس الوقت فوق نقطة الشراء ء الرئيسية التي هي (‪،)115.00‬‬
‫ولنفترض بأنها نقطة (‪)117.00‬‬
‫‪ .7‬أن الصفقة الفرعية التي قمنا بالدخول عليها سيكون عليها نقطة وقف‬
‫خسارة متحرك مع نقطة خسارة الصفقة األم والتي تتمثل بالنقطة التي‬

‫‪243‬‬
‫سيغلق عندها السعر يف نهاية أي يوم وتنكسر القوة لتصبح تحت‬
‫مستوى (‪ ،)30+‬وبلغة أوضح فإن خروج الصفقة األم وجميع الصفقات‬
‫الفرعية سيكون ىلع نفس النقطة املحددة بانكسار القوة‪.‬‬
‫‪ .8‬وكذلك الحال فإن الصفقة الفرعية سواء أكانت واحدة أو أكثر وىلع خالف‬
‫الصفقة األم تحمل نقطة هدف محددة وهي تساوي‪ :‬أىلع نقطة وصل‬
‫إليها السعر قبل أن يتراجع ونقوم بفتح الصفقة وسيكون يف مثالنا‬
‫السابق هو سعر (‪.)118.00‬‬

‫وبناء ىلع ما تقدم ففي أي يوم ينتهي أو يغلق فيه السعر تحت أىلع‬
‫نقطة وصلها يف موجة الشراء‪ ،‬وفوق نقطة الصفقة الرئيسية نقوم بالدخول‬
‫يف صفقة فرعية جديدة لها نفس الهدف املحدد للصفقات الفرعية ونقطة‬
‫خروج واحدة محددة بالنقطة التي ستنكسر فيها مقدار القوة املحددة‬
‫للحفاظ ىلع املوجة السعرية‪.‬‬

‫وهنا يجب ىلع علينا التذكير بأن الصفقات الفرعية يجب أن تكون‬
‫متراصفة ىلع شكل سلم‪ ،‬بمعنى أنه يجب أن تكون الصفقة الرئيسية‬
‫محققة للربح‪ ،‬والصفقة الفرعية األخيرة يجب أن تكون ىلع خسارة عند بداية‬
‫أي يوم جديد‪ ،‬وىلع سبيل املثال‪ ،‬وقياسًا ىلع املثال السابق‪ ،‬فلو كانت‬
‫الصفقة الرئيسية ىلع سعر (‪ )115.00‬وأىلع نقطة وصلها السعر كانت‬
‫(‪ )118.00‬وكانت أوصل صفقة شراء جديدة ىلع سعر (‪ )117.00‬فإن الصفقة‬
‫الفرعية الثانية ستكون تحت مستوى (‪ )117.00‬وبنفس الوقت فوق مستوى‬
‫(‪ )115.00‬كنقطة (‪ ،)116.00‬وهكذا دواليك‪ ،‬ويكون هدف جميع الصفقات‬
‫الفرعية هو أىلع نقطة التي وصل إليها السعر قبل أن يتراجع‪.‬‬

‫وفلسفة هذه االستراتيجية تقوم ىلع أنه وباإلضافة إلى ما سبق وأن تم‬
‫شرحه يف بداية هذه اإلستراتيجية‪ ،‬فإنه وعند تشكل موجات سعرية طويلة‪،‬‬

‫‪244‬‬
‫فإن السعر كثيرًا ما يحقق نقطة بعيدة نوعًا ما ثم يتراجع عنها لفترة من‬
‫الزمن قبل أن يقرر الرجوع إليها مرة أخرى وكسرها من أجل تسجيل نقطة‬
‫جديدة أىلع من النقطة السابقة يف املوجات السعري الصاعدة‪ ،‬وأدنى من‬
‫النقطة السابقة يف املوجات السعرية الهابطة‪ ،‬يرجى مالحظة الشكل التالي‬
‫لفهم الصورة بشكل شمولي‪.‬‬

‫حيث نالحظ بأننا لو دخلنا الصفقة الرئيسية عند نقطة العالمة الخضراء‬
‫أسفل يسار الصورة‪ ،‬وكانت العالمة الخضراء الثانية تمثل أىلع نقطة وصلها السعر‪،‬‬
‫فإن العالمات الزرقاء املحصورة بين العالمتين الخضراوين تمثل نقاط دخول‬
‫الصفقات الفرعية التالية‪ ،‬ونقطة خروج جميع الصفقات الفرعية يكون ىلع نفس‬
‫نقطة العالمة الخضراء العلوية‪ .‬وبناء عليه ال يجوز وتحت أي ظرف كان أن ندخل‬
‫يف صفقات فرعية إذا تجاوز السعر نقطة الدخول الرئيسية املحددة بالعالمة‬
‫الخضراء األولى‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫وكوننا ال نعرف ىلع وجه الدقة إلى أي مدى قد تكون املسافة الفاصلة‬
‫بين أىلع نقطة وصلها السعر وعدد مرات أو عدد األيام التي سيغلق فيه السعر‬
‫ىلع انخفاض قبل أن يواصل مسيرته نحو األىلع من جديد‪ ،‬األمر الذي يترتب‬
‫عليه زيادة يف عدد الصفقات الفرعية‪ ،‬الذي قد يترافق مع التداول ىلع عدد كبير‬
‫من األزواج‪ ،‬فإن املؤلف يقترح أن الصفقات الفرعية يكون حجم كل واحدة منها‬
‫بقيمة (‪ )%10‬من قيمة الصفقة الرئيسية‪ ،‬وعليه فإن كانت الصفقة الرئيسية‬
‫بقيمة (‪ ) 0.1‬عقد‪ ،‬فإن الصفقات الفرعية يجب أن يكون كل واحدة منها بحجم‬
‫(‪ )0.01‬عقد‪.‬‬

‫من ناحية أخرى فإن كان حجم الحساب مناسبًا للدخول يف صفقات ذوات‬
‫أحجام متساوية فإن ذلك سينعكس ىلع مقدار الربحية املتحقق مع أول موجة‬
‫سعرية تمشي يف الطريق‪ ،‬بعيدًا عن املخاطرة والقلق‪.‬‬

‫االستراتيجية الثالثة‪ :‬التداول بأوامر الوقف الزاحفة املستمرة‬

‫إن استعراض الطرق السابقة وتجربتها بصورة عملية فعلية كما حدث مع‬
‫املؤلف بشكل شخصي‪ ،‬فإنه إحساسًا بالسيطرة يفرض نفسه ىلع واقع عمليات‬
‫التداول‪ ،‬وبمرور الوقت يعرف املتداول بأن الحديث عن خسارة رأس املال العامل‬
‫يف حساب التداول أصبح شيئًا من املاضي‪ ،‬ويكون التركيز منصبًا بشكل أساسي‬
‫ىلع كمية الربح التي يمكن تحقيقها خالل مسيرة التداول‪.‬‬

‫ىلع أن اإلحساس بالسيطرة ىلع عمليات التداول بعد إخضاعها للمنطق‬


‫العلمي بعيدًا عن املقامرة والسير بخطى ثابته من شأنه أن يعطي للمتداول الذي‬
‫يتمتع بمهارات التفكير العلمي ولديه الحد األدنى من القدرة ىلع تحليل البيانات‬
‫مزيدًا من الوقت للتفكير بصورة عميقة‪ ،‬فيجد بأن صورًا متقطعة من‬
‫االستراتيجيات السابقة بدأت تنتظم يف مخيلته بطريقة طبيعية وشبه آليه‪ ،‬األمر‬
‫الذي يدفعه إلى التساؤل حول الطريقة التي تمكنه من جمع طل الطرق السابقة‬

‫‪246‬‬
‫بأفضل صورة ممكنه بحيث ال يتسلل امللل إلى نفسه تحت تأثير سيطرة الروتين‬
‫ىلع عمليات التداول‪ ،‬ويضمن يف الوقت نفسه تحقيق أىلع ربحيه ممكنه بأقل‬
‫مخاطرة ممكنة ويبقى ىلع تواصل مستمر مع السوق يتداول وقتما يشاء ويتوقف‬
‫وقتما يشاء‪ .‬وىلع ذلك فإن الكاتب يضع بين يدي املتداول الكريم واحدة من أكثر‬
‫طرق التداول فاعلية القائمة ىلع دمج جميع االستراتيجيات السابقة يف قالب‬
‫واحد‪ ،‬يقوم ىلع استخدام األوامر املعلقة من نوعية محددة ويتم يف الوقت‬
‫ذاته االعتماد ىلع مؤشرات التحليل الفني والتحليل الكمي والتحليل اإلحصائي‪،‬‬
‫وهذه هي طريقة التداول بأوامر الوقف الزاحفة‪.‬‬

‫ومن اسم االستراتيجية يتضح بأن نوعية األوامر التي سيتم استخدامها‬
‫هي من نوع أوامر الوقف ‪ Stop Orders‬سواء للبيع أو للشراء‪ ،‬نظرًا ملا توفره من‬
‫ميزات ال تتوفر يف النوع الثاني من أوامر البيع والشراء املعلقة‪ ،‬وتقوم هذه‬
‫االستراتيجية ىلع الخطوات التالية‪:‬‬

‫أول خطوة تتركز حول مراقبة مقدار قوة اتجاه السعر صعودًا أو هبوطًا‬ ‫‪.1‬‬
‫ورصد وجود موجة سعرية محسوبة اعتمادًا ىلع التركيبة الثانية من‬
‫استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر السابقة‪ .‬وكما أشرنا يف أكثر من موقع‬
‫من هذا الكتاب فإن القوة التي ينصح بها املؤلف لرصد وجود موجة‬
‫سعرية صاعدة هو عندما تكون القوة النسبية ملجموع املؤشرات تبلغ‬
‫(‪ ) 30+‬فأىلع‪ ،‬أما املوجة السعرية الهابطة فتبدأ عندما تبلغ القوة‬
‫النسبية ملجموع املؤشرات الفنية (‪ )30-‬فما دون‪.‬‬
‫‪ .2‬اعتمادًا ىلع حساب معدل أو املتوسط الحسابي لحركة السعر اليومية‬
‫آلخر خمسة أيام تداول‪ ،‬محسوباُ باملسافة املحصورة بين أىلع سعر‬
‫وأدنى سعر‪ ،‬يتم حساب نطاق التداول اليومي ولنفترض ىلع سبيل‬
‫املثال بأنه ‪ 120‬نقطة ىلع االسترليني مقابل الدوالر األمريكي‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫‪ .3‬بالنظر إلى رأس املال املتوفر ولنفترض بأنه ألف دوالر فقط فإننا نقوم‬
‫بتحديد حجم الصفقة التي سيتم استخدامها ملجموع األوامر املعلقة‬
‫التي يمكن تفعيلها دفعة واحدة ولنفترض بأنها (‪ )0.2‬لكل األوامر التي‬
‫سنسمح بأن تكون فاعلة يف الوقت نفسه‪.‬‬
‫‪ .4‬نقوم بحساب عدد األوامر التي سنقوم بوضعها أمام السعر ونسمح له‬
‫بتفعيلها يف وقت واحد وذلك من خالل معرفة الحد األدنى املسموح‬
‫للتداول وهو (‪ ،)0.01‬وعليه فإننا نقسم مجموع الحجم الكلي الوارد يف‬
‫النقطة السابقة وهو (‪ )0.2‬ىلع الحد األدنى املسموح به فتكون محصلة‬
‫قسمة الحجم الكلي (‪ )0.2‬ىلع الحد األدنى املسموح (‪ )0.01‬فيكون الناتج‬
‫(‪ )20‬أمر فعال يف الوقت ذاته‪.‬‬
‫‪ .5‬نقوم بحساب املسافة الفاصلة بين كل أمر واألمر الذي يليه‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل قسمه معدل حركة السعر اليومية والتي قلنا إنها (‪ )120‬نقطة‪ ،‬ىلع‬
‫عدد األوامر املحسوبة يف النقطة السابقة وهي (‪ )20‬أمر‪ ،‬فيكون الناتج‬
‫هو (‪ )6‬نقاط‪.‬‬
‫‪ .6‬بناء ىلع اتجاه املوجة السعري ولنفترض بأنها موجة سعرية هابطة فإن‬
‫األوامر ستكون من نوع ‪ Sell Stop‬وعليه‪ ،‬فإننا نبتعد عن سعر السوق‬
‫بمقدار (‪ ) 15‬نقطة ونبدأ بتعليق األوامر املعلقة بمسافة فاصلة بين كل‬
‫أمر واألمر الذي يليه (‪ )6‬نقاط كما تم حسابها يف النقطة رقم (‪ )5‬السابقة‪.‬‬
‫والعكس إذا كانت لدينا موجة سعرية صاعدة‪.‬‬
‫‪ .7‬بعد أن يتم وضع (‪ ) 20‬أمر معلق يف اتجاه واحد تحت السعر كما قلنا يف‬
‫املثال السابق‪ ،‬فبما أننا نعرف بأننا ابتعدنا عن سعر السوق بمقدار (‪)15‬‬
‫نقطة واملسافة الفاصلة بين كل أمر معلق واألمر الذي يليه هو (‪ )6‬نقاط‪،‬‬
‫فعليه فكلما ابتعد السعر عن أقرب أمر معلق أو تم تفعيله بما مجموعة‬
‫املسافة الفاصلة بين سعر السوق وبين كل أمرين فإننا نضع أمر معلق‬
‫جديد فوق آخر أمر مفعل أو معلق‪ ،‬فلو كان سعر السوق مثالً ىلع سعر‬

‫‪248‬‬
‫(‪ )1.3000‬وكان أول أمر معلق هو ىلع سعر (‪ )1.2985‬فإذا وصل سعر السوق‬
‫إلى سعر (‪ ) 1.3006‬فأن املسافة الفاصلة بين سعر السوق وأول أمر سيكون‬
‫بمقدار (‪ ) 21‬نقطة األمر الذي يعني أنه يتحتم علينا وضع أمر معلق جديد‬
‫ىلع سعر (‪ )1.2991‬لنحافظ ىلع مسافة (‪ )15‬نقطة بين سعر السوق وأول‬
‫أمر معلق أو مفعل‪.‬‬

‫وىلع ذلك وحتى نفهم املوضوع عمليًا بصورة أوضح فيما يلي ترتيب األوامر‬
‫بحسب املثال السابق‪:‬‬

‫‪Price‬‬ ‫‪1.3000‬‬
‫‪Order‬‬ ‫‪price‬‬ ‫‪Lot‬‬ ‫‪P*lot‬‬ ‫‪close price‬‬ ‫‪Profit‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2985 0.01‬‬ ‫‪0.0130‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪11.4000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2979 0.01‬‬ ‫‪0.0130‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪10.8000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2973 0.01‬‬ ‫‪0.0130‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪10.2000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2967 0.01‬‬ ‫‪0.0130‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪9.6000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2961 0.01‬‬ ‫‪0.0130‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪9.0000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2955 0.01‬‬ ‫‪0.0130‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪8.4000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2949 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪7.8000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2943 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪7.2000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2937 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪6.6000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2931 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪6.0000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2925 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪5.4000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2919 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪4.8000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2913 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪4.2000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2907 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪3.6000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2901 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪3.0000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2895 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪2.4000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2889 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪1.8000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2883 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪1.2000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2877 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪0.6000‬‬
‫‪Sell Stop‬‬ ‫‪1.2871 0.01‬‬ ‫‪0.0129‬‬ ‫‪1.2871‬‬ ‫‪0.0000‬‬
‫‪114.0000‬‬
‫‪Average‬‬ ‫‪0.2000 0.2586 1.2928‬‬

‫‪249‬‬
‫نالحظ يف الجدول السابق بأننا قمنا بوضع املزيد من األعمدة التوضيحية‬
‫التي تساعد ىلع الشرح التالي‪ ،‬حيث أننا نجد بأن ترتيب أوامر البيع سيكون‬
‫وفق التسلسل السابق بعد أن نبتعد عن سعر السوق بمسافة (‪ )15‬نقطة‪ ،‬ومن‬
‫ثم نبدأ بوضع مسافة فاصلة بين كل أمر واألمر الذي يليه بمقدار (‪ )6‬نقاط‪،‬‬
‫وهنا يجب معرفة ما يلي‪:‬‬

‫كلما ابتعد السعر عن أول أمر معلق أو مفعل باتجاه األىلع وأصبحت‬ ‫‪.1‬‬
‫املسافة الفاصلة تساوي املسافة البادئة واملسافة الفاصلة (‪ )6+15‬نقوم‬
‫بوضع أمر معلق جديد‪.‬‬
‫‪ .2‬يف حال تم بدأ السوق بالسير نحو األوامر املعلقة‪ ،‬فإنه مع تفعيل كل أمر‬
‫معلق‪ ،‬يجب أن يتم بناء أمر معلق جديد تحت أسفل أو آخر أمر‪ ،‬حتى‬
‫نحافظ ىلع بقاء (‪ )20‬أمر معلق أمام السوق يف كل األحوال‪.‬‬
‫‪ .3‬إذا قام السوق بتفعيل ما مجموعه (‪ )20‬أمر‪ ،‬وكان النتيجة هي الربح‪ ،‬فمن‬
‫خالل مراقبة متوسط سعر البيع لألوامر املفعلة فيتم إغالق جميع األوامر‬
‫التي يكون سعر افتتاحها أىلع من معدل البيع لألوامر العشرون املفعلة‪،‬‬
‫ويف املثال السابق املوضح يف الجدول‪ ،‬فإن معدل سعر البيع لألوامر‬
‫العشرون بعد أن تم تفعيلها هو (‪ ،)1.2928‬بمعنى أن جميع األوامر التي‬
‫يزيد سعر افتتاحها عن هذا السعر يجب إغالقها واالحتفاظ بالربح املحقق‬
‫منها ويف املثال السابق فإن ما مجموعه (‪ )10‬أوامر بيع رابحه يجب‬
‫إغالقها‪ ،‬ومن ثم انتظار أن تتجمع عشرون أمر مفعل جديد حتى تتم‬
‫معاملتها بنفس الطريقة‪.‬‬
‫‪ .4‬يف حال تردد السعر بين الصعود والهبوط‪ ،‬وبعد تفعيل عدد (‪ )20‬أمر‬
‫وكانت املحصلة لألوامر املفعلة ىلع خسارة‪ ،‬فإننا وبنفس الطريقة‬
‫السابقة نقوم بإغالق جميع األوامر التي تقع تحت املتوسط الحسابي أو‬
‫معدل سعر البيع‪ ،‬حتى نحدد من مخاطر ارتفاع السعر بصورة مستمرة‪،‬‬

‫‪250‬‬
‫وجميع األوامر التي يتم إغالقها يتم إعادة تعليقها ىلع شكل أوامر‬
‫معلقة من جديد بحيث ال نترك فراغًا بين الصفقات املفعلة واألوامر‬
‫املعلقة‪.‬‬
‫‪ .5‬يف جميع الحاالت وبصرف النظر عن عدد األوامر املعلقة‪ ،‬فإننا ومع بداية‬
‫كل يوم جديد‪ ،‬نقوم ىلع الفور بالنظر إلى نتيجة الصفقات أو األوامر‬
‫العاملة يف السوق‪ ،‬فإن كان املجموع هو الربح‪ ،‬فإننا نقوم بإغالق جميع‬
‫الصفقات التي تكون فوق معدل سعر البيع واالحتفاظ بالربح املتحقق‪ ،‬أما‬
‫إذا كان مجموع الصفقات العاملة هو الخسارة فإننا نقوم بإغالق جميع‬
‫الصفقات التي تقع تحت معدل سعر البيع‪.‬‬
‫‪ .6‬مع بداية كل يوم يجب أن نقوم بالتدقيق ىلع معدل قوة االتجاه ملعرفة‬
‫فيما إذا كانت املوجة السعرية مستمرة أم أنها انتهت‪ ،‬فإن انتهت املوجة‬
‫السعري فإننا ىلع الفور نقوم بإغالق جميع الصفقات العاملة بصرف النظر‬
‫عن نتيجتها‪ ،‬وحذف جميع األوامر املعلقة التي لم يتم تفعيلها بعد‪،‬‬
‫وننتظر بداية موجة سعرية جديدة أو استخدام استراتيجية مختلفة‪ ،‬أو‬
‫االنتقال إلى مشتق مالي أو أحد أزواج العمالت التي يوجد عليها موجة‬
‫سعرية عاملة‪.‬‬

‫وهكذا فإن الديناميكية املتحققة من استخدام هذه االستراتيجية تعطي املجال‬


‫للمتداول من تحقيق أفضل نتائج ممكنة وبأىلع ربحيه ممكنة‪ ،‬وبخاصة يف حال‬
‫كانت هناك موجة سعرية طويلة تمتد لفترة زمنية طويلة‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫الصفقات قصيرة األجل بالحسابات الكمية‬

‫بعد كل الشروحات السابقة تجدر اإلشارة إلى قضية ىلع درجة عالية من‬
‫الحساسية واألهمية ويدركها بطبيعة الحال املتداولين املحترفين وبخاصة من‬
‫كانت لديه خبرة يف التداول بعقود الخيارات املستقبلية ‪ ،Options‬حيث أن‬
‫املتداول املحترف أو الذي يتمتع بخبرات طويلة املدى ال بد أن يدرك بأن عمليات‬
‫التداول بشكل عام تنقسم إلى قسمين‪ ،‬قسم مرافق لالتجاه وقسم معاكس‬
‫لالتجاه‪ ،‬وبكلمات أوضح فهي ىلع النحو التالي‪:‬‬

‫القسم املعاكس لالتجاه‪ :‬وهو الغالب ىلع صفقات املتداولين لدى جميع‬ ‫‪.1‬‬
‫شركات الوساطة املالية‪ ،‬حيث نجد بأن القسم األعظم منهم يقومون‬
‫بالشراء مع كل انخفاض للسعر بقيمة منتظمة أو عشوائية غير منتظمة‬
‫تخضع للتقدير العشوائي فقط‪ ،‬ويبتكر املتداولين وفق هذه الطريقة‬
‫العديد من االستراتيجيات أو التراكيب الحسابية بحثًا عن أي ارتداد يف‬
‫السعر للخروج بأقل ربح ممكن أو بأقل األضرار‪ .‬والعكس صحيح تمامًا فنجد‬
‫أنه مع كل ارتفاع للسعر يقوم الغالبية العظمى من املتداولين بتنفيذ‬
‫عمليات البيع لالستفادة من ارتداد السعر نحو األسفل من أي نقطة‪،‬‬
‫ويطبقون ذات االستراتيجية التي تم تطبيقها يف حالة انخفاض السعر‪.‬‬
‫وهذه الطريقة يف تنفيذ عمليات البيع والشراء محفوفة بمخاطر كبيرة‬
‫جدًا سنوضح أسبابها بعد التطرق للقسم التالي من التداول‪.‬‬
‫‪ .2‬القسم املصاحب لالتجاه‪ :‬وهو األسلوب األكثر فاعلية ولكنه بذات الوقت‬
‫األقل استخدامًا من قبل املتداولين‪ ،‬حيث يلجأ قلة من املتداولين إلى‬
‫الشراء املرافق الرتفاع السعر عندما يتجاوز منطقة معينة أو وفق حسابات‬
‫محددة‪ ،‬ويقومون بإقفال صفقة أو صفقات الشراء يف حال تراجع السعر‬
‫إلى ما دون منطقة معينة معاكسة للحسابات الكمية التي تم بموجبها‬
‫الدخول يف صفقات الشراء‪ ،‬وىلع عكس الطريقة أو القسم األول‬

‫‪252‬‬
‫املعاكس لالتجاه فإن هذه الطريقة يف التعامل أو يف تنفيذ صفقات‬
‫البيع والشراء تنطوي ىلع أرباح كبيرة ومخاطرها أقل ما يمكن‪ ،‬إال أن ما‬
‫يعاني منه مستخدمي هذه الطريقة هو تحديد النقطة التي يجب أن يتم‬
‫عندها تنفيذ صفقاتهم أو اختيار النقطة التي يجب أن تتوقف عندها‬
‫الصفقة املحققة للربح‪ .‬وهو ما سنوضحه تاليًا يف معرض الحديث عن‬
‫هذا املوضوع الذي اخترنا له عنوان الصفقات قصيرة املدى بالحسابات‬
‫الكمية‪.‬‬

‫و للتمييز بين القسمين ومعرفة الفرق بينهما يجب النظر إلى قضية واحدة‬
‫فقط‪ ،‬وهي القضية التي تلعب الدور الرئيسي يف تحديد أي من القسمين‬
‫يجب أن تكون فيه تداوالتنا‪ ،‬وهذه القضية تكون يف اإلجابة ىلع السؤال‬
‫التالي‪:‬‬

‫أي من القسمين يحقق لي محدودية يف الخسارة وبنفس الوقت غير محددة‬


‫األرباح ‪Limited Loss and Unlimited Profit‬؟‬

‫ال شك أن اإلجابة ىلع السؤال السابق تكون بديهية للمتداول املحترف‬


‫حتى بدون إدراكه لذلك‪ ،‬فالكثير من أتباع القسم الثاني يف التداول املصاحب‬
‫أو املرافق لالتجاه يفعلون ذلك ولكن دون إدراك باملزايا التي يحققها لهم‬
‫استخدام هذا النوع من التداوالت‪ ،‬للدرجة التي تصبح فيها األخبار واألحداث‬
‫السياسية واالقتصادية الضخمة عبارة عن فرص عظيمة لتحقيق أرباح طائلة‬
‫ألن طبيعة التداوالت التي يتم تنفيذها تتبع السعر إينما ذهب وتحت أي ظرف‬
‫سياسي أو اقتصادي أو غير ذلك‪ .‬ولكن يصعب ىلع الكثير من املتداولين‬
‫وبخاصة املحترفين منهم تحديد النقاط التي يجب أن تكون الصفقة تأخذ‬
‫منحى الشراء أو منحى البيع‪ .‬وهو ما سنوضحه يف املثال التالي وذلك‬
‫بتفصيل الفروقات بين القسمين يف كيفية تنفيذ الصفقات‪.‬‬

‫‪253‬‬
‫وعودة ىلع القسم األول من التداوالت فلو كان لدينا متداول يقوم‬
‫باستخدام ىلع سبيل املثال مؤشر ‪ ،Bollinger Bands‬فسنجد أنه وبشكل‬
‫متكرر يقوم بتنفيذ صفقات البيع عندما يالمس السعر الخط العلوي ‪High‬‬
‫‪ Band‬لهذا املؤشر أو يتجاوزه قليالً وىلع أي إطار زمني وبخاصة الساعة أو‬
‫األربع ساعات‪ ،‬وىلع العكس من ذلك نجده يقوم بتنفيذ صفقات الشراء عندما‬
‫يالمس السعر الخط السفلي ‪ Low Bans‬لهذه املؤشر أو يجاوزه بقليل نحو‬
‫األسفل‪ ،‬ويف كلتا الحالتين يكون هدف املتداول واحد من إثنان‪ ،‬وهو عودة‬
‫السعر إلى خط املنتصف هبوطًا من الخط العلوي يف حاالت البيع أو صعودًا‬
‫نحو خط املنتصف يف حاالت الشراء‪ ،‬أما الهدف الثاني فيكون الخط املقابل‬
‫للخط الذي تم وفقًا له تنفيذ عملية البيع أو الشراء‪ ،‬فإذا ما تم البيع عند الخط‬
‫العلوي فيكون الهدف األكبر للمتداول هو الخط السفلي‪ ،‬والعكس صحيح‬
‫فيكون الهدف هو الخط العلوي إذا ما تم الشراء عند الخط السفلي‪ .‬والشكل‬
‫التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪254‬‬
‫يف الشكل السابق وكما تم شرحه سابقًا‪ ،‬فإن املتداول من أتباع القسم األول‬
‫من سلوكيات التداول سنجده باستخدام هذه املؤشر يلجأ لتنفيذ عمليات أو‬
‫صفقات البيع عند النقاط الزرقاء العلوية املساوية أو التي تزيد عن الخط العلوي‬
‫للمؤشر‪ ،‬ويكون هدفه األقرب هو خط املنتصف أو الهدف األبعد وهو الخط‬
‫السفلي‪ ،‬يف حين نجد أنه يقوم بتنفيذ صفقات الشراء عندما يالمس السعر أو‬
‫ينخفض تحت خط املؤشر السفلي ويكون له هدفان إما هدف قريب وهو خط‬
‫املنتصف أو هدف بعيد والخط العلوي للمؤشر‪.‬‬

‫ىلع أن الدافع الرئيسي الذي يقف خلف استخدام مثل هذه الطريقة أو مثل‬
‫هذا املؤشر ىلع سبيل املثال وغيره الكثير من املؤشرات املماثلة هو ظاهرة‬
‫التكرارات اإلحصائية لعدد مرات مالمسة السعر للخط العلوي للمؤشر والعودة منه‬
‫نحو الخط السفلي للمؤشر خالل فترة زمنية قام بدراستها‪ ،‬والعكس كذلك‪ ،‬ولذلك‬
‫ال يجد املتداول يف نفسه أي تردد يف اتباع هذا األسلوب يف التداول وتنفيذ‬
‫صفقات البيع والشراء معتقدًا بأن ما حدث خالل فترة زمنية معنية سابقة قام‬
‫بدراستها تنطبق بشكل مماثل ىلع طول الفترة الزمنية القادمة وأن النمط‬
‫الحركي للسعر سيبقى بنفس الوتيرة أو متبعًا نفس السلوك‪.‬‬

‫وبناء ىلع ذلك نجد بأن املراقبة البصرية لحركة السعر بمقابل خطوط املؤشر‬
‫هي العامل الفاصل يف اتخاذ القرارات بالدخول يف الصفقات أو الخروج منها بربح‬
‫قليل أو كثير بحسب القناعة‪ ،‬إال أن املتداول وفق هذه الطريقة سرعان ما يجد‬
‫نفسه قد انزلق أو تعرض ملصيدة الصعود املتكرر فوق خط املؤشر العلوي‬
‫ويجلس فترات زمنية طويلة بنفس املسار أو العكس من خالل الهبوط املتكرر‬
‫للسعر تحت الخط السفلي للمؤشر‪ ،‬وال يجد املتداول أمامه أي خيار إال واحد من‬
‫خياران‪ ،‬األول هو تكرار الدخول يف صفقات البيع عند صعود السعر بشكل متكرر‬
‫فوق الخط العلوي للمؤشر‪ ،‬وبذلك يعرض نفسه ملخاطر خسارة الحساب بشكل‬
‫كامل‪ ،‬علمًا بأن صفقة واحدة بدون حساب املخاطر املترتبة عليها كفيلة بأن‬

‫‪255‬‬
‫تكون قيمة خساراتها مساوية أو أىلع من أرباح عدد كبير من الصفقات الرابحة‬
‫املتتالية التي تم تجميعها خالل فترة زمنية طويلة‪.‬‬

‫أما الخيار الثاني أمام املتداول هو البقاء يف حالة الترقب واالنتظار ىلع أمل‬
‫أن يعود السعر إلى النقطة التي بدأت منها الصفقة‪ ،‬فإن كانت الصفقة هي‬
‫صفقة بيع فوق الخط العلوي للمؤشر املستخدم فينتظر املتداول أن يعود السعر‬
‫إلى الخط السفلي أو خط املنتصف من النقطة التي بدأ منها‪ ،‬وىلع ذلك فيجد‬
‫بأنه وىلع الرغم من عودة السعر إلى الخط السفلي أو خط املنتصف إال أن‬
‫الصفقة تبقى خاسرة ألنه أهمل القضية الرئيسية أو العامل الفاصل يف استخدام‬
‫هذا املؤشر أو هذا األسلوب من التداول‪ ،‬وهو أن القيمة السعرية أو النقطة التي‬
‫يكون عندها قرار البيع هي نقطة مرحلية تمت يف زمن محدد فقط‪ ،‬ويف‬
‫الساعات التالية ستتغير تلك النقطة أو تلك القيمة ألنه سيتم إهمال الوحدة‬
‫الزمنية األولى يف حساب املؤشر وتبديلها بنقطة جديدة يف ذلك الحساب‪،‬‬
‫وعليه فإن الخيار الثاني بالنسبة للمتداول والذي يتلخص باالنتظار إلى حين عودة‬
‫السعر إلى نقطة الدخول هو محض استسالم ولعبة مقامرة تكون خاسرة جدًا يف‬
‫بعض الحاالت وبخاصة تلك التي تشهد وجود موجة سعرية قوية أشبه بتيار جارف‬
‫لجميع الصفقات املعاكسة له مهما كانت‪.‬‬

‫وبطبيعة الحال هناك خيارات أخرى ال تقل يف السوء عن الخياران اللذان قدمنا‬
‫لهما أعاله‪ ،‬مثل الدخول يف صفقات معاكسه والتي ال تعني بالنسبة للمتداول‬
‫املحترف سوى إغالق للصفقات العاملة‪ ،‬والخروج من أحد طريف الصفقات يحتاج‬
‫إلى مجرد حظ وحسابات كبيرة‪.‬‬

‫ووفق هذا املنظور فكيف يكون العمل؟ والسؤال البديهي هنا‪ ،‬هل استخدام‬
‫املؤشر أو املؤشرات أو استخدام مثل هذه الطرق يف التداول هو أسلوب خاطئ؟‬
‫أم أن األمر ينطوي ىلع ما هو أبعد من ذلك؟‬

‫‪256‬‬
‫ال شك بأن كمية التكرارات اإلحصائية التي أشرنا إليها يف بداية الحديث عن‬
‫هذا األسلوب تفرض نفسها بشكل تلقائي ىلع املتداولين الباحثين عن تنفيذ‬
‫الصفقات قصيرة األجل من أجل استخدامها‪ ،‬ولذاك فإجابة السؤال السابق بالتأكيد‬
‫ستكون بال وأن استخدام املؤشر بهذه الطريقة ال يحمل أي خطأ‪ ،‬ولكن الخطأ‬
‫يبقى يف تجاوز العقبة التي تتلخص بالكيفية التي يمكن معها االحتفاظ بالربح‬
‫من الضياع يف حالة وجود موجة سعرية سحبت معها صفقة ملسافات طويلة؟‬
‫بحيث نضمن أال تضيع األرباح التي تم تجميعها بعد جهد وعناء ومراقبة طويلة‬
‫بسبب سوء فهمنا أو تصرفنا مع أحد الصفقات السلبية‪.‬‬

‫واإلجابة بال أدنى شك تكون من خالل فهم ميكانيزم أو اآللية التي يعمل بها‬
‫املؤشر املستخدم يف تنفيذ الصفقات من هذا النوع املعاكس لالتجاه‪ ،‬ومعرفة‬
‫مصدر الخطر الذي يواجهنا يف استخدام مثل هذا املؤشر أو هذه النوعية من‬
‫الصفقات‪ ،‬ومن ثم التفكير يف طريقة حركة املؤشر التي تم بناء عليها اتخاذ‬
‫القرارات‪ ،‬وبالتأكيد سنجد الحل الفوري لطريقة الحد من مخاطر هذه الطريقة‬
‫بصورة فعالة قدر املستطاع‪.‬‬

‫وعليه سنجد أن مصدر الخطر يكون يف حالة واحدة فقط وهي استمرار ارتفاع‬
‫السعر بعد القيام بعملية البيع‪ ،‬أو استمرار انخفاض السعر بعد القيام بعملية‬
‫الشراء‪ ،‬وبالتتابع وبالتحليل املنطقي سنجد بأنه‪:‬‬

‫‪ -‬بصرف النظر عن النطاق الزمني املستخدم ولنفترض بأنه نطاق الساعة أو‬
‫األربع ساعات‪ ،‬فإن ومع انقضاء كل ساعة يتم تعديل بناء املؤشر من حيث‬
‫أنه يتم حذف الوحدة األولى يف حساب املؤشر‪ ،‬وإضافة وحدة زمنية‬
‫جديدة (استبدال شمعة قديمة بشمعة جديدة)‪ ،‬وعليه فإذا ما نظرنا إلى‬
‫بنية املؤشر املستخدم ولنفترض أنه مؤشر البولنفر باند ‪Bolinger Band‬‬
‫القائم ىلع استخدام آخر (‪ )20‬شمعة‪ ،‬فهذا يعني بكل بساطة بأنه وبعد‬

‫‪257‬‬
‫مضي (‪ ) 20‬ساعة كاملة فإن جميع الشموع أو الوحدات الزمنية التي تم‬
‫خاللها أو يف نهايتها الدخول يف صفقة البيع أو الشراء قد تم استبدالها‬
‫بالكامل‪ ،‬ولم يتبقى منها أي شمعة تربطها عالقة باملنطقة السعرية‬
‫التي تم الدخول فيها‪ .‬وأننا فعليا نعمل يف منطقة سعرية مختلفة تمامًا‬
‫عن املنقطة التي تم الدخول فيها‪ ،‬وبخاصة يف حالة استمرار السعر‬
‫باالرتفاع بمقابل صفقة البيع بعكس االتجاه‪ ،‬أو استمرار انخفاض السعر‬
‫بمقابل صفقة الشراء التي تعمل بعكس االتجاه‪ .‬وهو ما يقودنا إلى الركن‬
‫الثاني يف العملية‪.‬‬
‫‪ -‬أي صفقة يتم الدخول وفق النظام السابق أو النظام عكس االتجاه‪ ،‬تقوم‬
‫ىلع صفقة بيع عندما يكون السعر مثالً مساويًا أو أىلع من الحد األىلع‬
‫للمؤشر املستخدم‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬وعليه فمع استمرار تأرجح السعر بين‬
‫املنطقين أو بين خطي الدخول هو صفقات متكررة تعمل ىلع تراكم‬
‫كميات الربح يف الحساب‪ ،‬ألن منطقة البيع هي منطقة جني أرباح‬
‫لصفقة الشراء‪ ،‬ومنطقة الشراء هي نقطة جنبي أرباح ملنطقة البيع‪ ،‬إلى‬
‫أن تأتي صفقة ال تستجيب للنمط السلوكي الذي يعتقد املتداول بأنه‬
‫ثابت غير متغير‪ ،‬وعليه تتكشف عند هذه املرحلة احترافية املتداول يف‬
‫التعامل مع هذه النوعية من الصفقات السلبية وكيفية التخلص منها‬
‫بذكاء وهو ما يقودنا إلى الركن التالي يف العملية‪.‬‬
‫كل صفقة باإلضافة إلى حجمها لها ثالث أركان رئيسية وهذه األركان هي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نقطة الدخول‪ ،‬ونقطة وقف الخسارة‪ ،‬ونقطة جني األرباح‪ ،‬وبناء ىلع ذلك‬
‫وبالنظر إلى األسلوب املستخدم يف التداول وفق أسلوب عكس االتجاه‬
‫وكما فصلناه سابقًا‪ ،‬فيجب النظر إلى األركان الثالثة كما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬الركن األول ويتمثل بنقطة الدخول يف الصفقة وهي بطبيعة الحال‬
‫محددة ومعروفة للجميع‪ ،‬غير أن هذه النقطة يجب أن تلعب دورًا مزدوجًا‬
‫بالنسبة للباحثين عن االحتراف‪ ،‬فإن كانت أول صفقة تم الدخول فيها‬

‫‪258‬‬
‫هي البيع‪ ،‬فإن نقطة إغالق الصفقة ىلع الصعيد املقابل يجب أن تكون‬
‫من جهة هي ذاتها نقطة الشراء‪ ،‬ونقطة إغالق صفقة الشراء هي ذاته‬
‫نقطة الدخول يف صفقة البيع‪.‬‬
‫‪ .2‬الركن الثاني وهي نقطة وقف الخسارة‪ ،‬وهنا العامل الحاسم يف املوضوع‪،‬‬
‫فيكف يتم تحديد نقطة الخسارة ولدينا صفقة معاكس لالتجاه وفق‬
‫األسلوب الذي قدمنا له‪ ،‬حيث أنه من الواضح بأن كثرة األساليب‬
‫املستخدمة يف تحديد نقطة الخسارة تجعل من استخدام أي أسلوب هو‬
‫محض صدفة ال أكثر وال أقل ويخضع للتقدير الشخصي الذي قد يتغير يف‬
‫أي لحظة‪ ،‬سواء أكانت نقطة وقف الخسارة ثابته وفق حسابات من أي نوع‪،‬‬
‫أو نقطة وقف خسارة متحركة تعمل ىلع حجز كمية ربح أو التقليل من‬
‫قيمة الخسارة مع كل حركة للسعر باتجاه الصفقة املرغوبة‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫التصرف األمثل يف هذه الحالة هو التخلي عن هذا الركن باملطلق‪ ،‬وعدم‬
‫تحديد أي نقطة لوقف الخسارة وترك هذا الركن فارغًا بشكل كامل‬
‫واستبداله بركن آخر سنقوم بتوضيحه عند التطرق للركن األخير يف هذا‬
‫األسلوب من التداول‪.‬‬
‫‪ .3‬الركن الثالث واألخير والحاسم هو نقطة جني األرباح‪ ،‬وهي العامل الحاسم‬
‫الذي يحد من مخاطر هذا األسلوب يف التداول‪ ،‬ويزيد من فاعليته ويحافظ‬
‫ىلع األرباح املتحققة من الضياع كما ويحقق لنا الخروج عند أول منطقة‬
‫يجب الخروج منها سواء بربح أو خسارة‪ ،‬حيث ال نعني بنقطة جني األرباح‬
‫مطلقًا بأن الصفقة ال بد لها من الخروج ىلع ربح‪ ،‬بل ىلع العكس تمامًا‪،‬‬
‫فيجب أن تلعب نقطة جني األرباح دورًا مزدوجًا‪ ،‬فقط يكون الخروج ىلع‬
‫ربح أو ىلع خسارة‪ ،‬بنفس الوقت الذي تمثل نقطة الخروج ذاتها ىلع ربح‬
‫أو خسارة نقطة الدخول بالصفقة املعاكسة للصفقة التي تم إغالقها‪،‬‬
‫فكما علمنا سابقًا بأنه وبعد انقضاء عدد (‪ )20‬وحدة زمنية (شمعة) فإن‬
‫جميع الشموع التي دخلت يف حساب املؤشر ستكون قد تم استبدالها‬

‫‪259‬‬
‫بالكامل‪ ،‬وعليه فإن املؤشر سيقوم بتعديل ذاته بشكل تلقائي بما‬
‫يتناسب مع حركة السعر الجديدة أو الشموع التي تمثل الوحدات الزمنية‬
‫الجديدة‪ ،‬وعليه فإن تأرجح أو مالمسة السعر للطرف املقابل للطرق الذي‬
‫تم الدخول عليه سيتحقق بحكم املطلق‪ ،‬وعليه فإن نقطة جني األرباح‬
‫التي تلعب ذلك الدور املزدوج يجب أن يتم تعديلها يف نهاية كل وحدة‬
‫زمنية بحيث تساوي النقطة املقابلة للصفقة التي تم الدخول فيها‪،‬‬
‫والشكل التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪260‬‬
‫يف الشكل السابق لو كانت نقطة الدخول بصفقة البيع هي عند املربع‬
‫األخضر اللون‪ ،‬والتي تمثل نقطة مالمسة السعر لخط املؤشر العلوي‪ ،‬سنجد بأن‬
‫نقطة جني األرباح يجب أن تكون عند النقطة الحمراء التي تمثل نقطة جني‬
‫األرباح بالضرورة‪ ،‬وبنفس الوقت يجب أن تكون نقطة الدخل بصفقة الشراء‪ ،‬غير أن‬
‫السعر مشى بعكس صفقة البيع وواصل مسيرته نحو األىلع‪ ،‬ولذلك فمهما كانت‬
‫طريقة حساب نقطة وقف الخسارة فستكون خاطئة بالضرورة‪ ،‬ولذلك وكما قلنا‬
‫يجب أن نتخلى عن مفهوم نقطة وقف الخسارة بشكل كلي‪ ،‬واستبدالها بنقطة‬
‫جني األرباح التي تعلب الدور الثالثي يف الوقت ذاته‪ ،‬فهي نقطة جني األرباح‬
‫يف حالة مشى السعر يف اتجاه الصفقة‪ ،‬وهي نقطة وقف الخسارة يف حال‬
‫مشى السعر بعكس الصفقة‪ ،‬وكذلك هي نقطة الدخول يف صفقة معاكسه‪ ،‬وإذا‬
‫ما أمعنا النظر يف الشكل السابق‪ ،‬سنجد بأن املؤشر قد قام بتعديل ذاته‬
‫والنقطة الحمراء املتغيرة يجب أن تعدل من نفسها يف كل مرة تنتهي وحدة‬
‫زمنية (شمعة) وسنجد بأن نقطة تالمس السعر للخط السفلي كان عند املربع‬
‫األصفر الذي يعني أن صفقة البيع التي تم الدخول فيها عند املربع األزرق قد‬
‫خرجت ىلع خسارة بسبب تعديل منطقة جني األرباح فأصحبت نقطة وقف‬
‫خسارة‪ ،‬وبذات الوقت فإن املربع األصفر يمثل نقطة شراء جديدة‪.‬‬

‫والخالصة من كل ما تقدم نفهم بأنه ويف الوقت الذي يقوم جمهور‬


‫املتداولين باستخدام هذا األسلوب يف التداول املعاكس لالتجاه‪ ،‬إال أنهم يفشلون‬
‫يف رؤية الصورة الشاملة للطريقة ومصادر الخطر الذي يتهددها ىلع الدوام والذي‬
‫يتمثل بانفالت السعر من أحد طريف املعادلة املستخدمة‪ ،‬والتي تمثل بالضرورة‬
‫محدودية يف الربح‪ ،‬وغير محدودة يف الخسارة‪ ،‬ويتكشف لدينا بالضرورة ملاذا نجد‬
‫بأن صفقة خسارة واحدة كفيلة بأن تقضي ىلع كل األرباح التي تم تجميعها يف‬
‫سلسلة طويلة من الصفقات الرابحة‪ ،‬وقد تكون الصفقة الواحدة مع سوء اإلدارة‬
‫املرافق ملا يسمى بتكرار الدخول أو املتوسط كفيلة بالقضاء ىلع الحساب بشكل‬

‫‪261‬‬
‫كلي وإخراج املتداول من ساحة التداول بخسارة فادحة‪ ،‬دون أن يدرك أنه وبمجرد‬
‫انتظاره لعودة السعر إلى نقطة الدخول بناء ىلع مؤشر متغير هو ضرب من‬
‫املقامرة الخسارة بالضرورة‪ ،‬ويف حال فعل ذلك فسيجد نفسه بأنه قد استخدم‬
‫املؤشر يف عملية فتح الصفقات ولكنه تخلى عنه فورًا بعد أن واصل السعر‬
‫مسيرته بعكس اتجاه الصفقة العاملة‪ ،‬وبرغم أن املؤشر قد أعطاه فرصًا كثيرة‬
‫للخروج وتغير مسار الصفقة إال أنه لم يتقبل فكرة إغالق الصفقة ىلع خسارة‬
‫وتعديل مسار التداول وفق ما يفرضه التعديل الذي حصل يف املؤشر املستخدم‬
‫ذاته‪.‬‬

‫وعليه وحتى نحقق الفائدة القصوى من اتباع هذا األسلوب يف التداول يف‬
‫تنفيذ صفقات قصيرة األجل بالحسابات الكمية‪ ،‬فيجب أن يتوفر لدينا رصد دقيق‬
‫للقيمة التي يكون عندها قيم املؤشر املستخدم بصرف النظر عن ماهيته‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬القسم املصاحب لالتجاه‪:‬‬

‫ىلع العكس تمامًا من الشروحات السابقة‪ ،‬فإن القسم األقل من املتداولين‬


‫هم أولئك الذي يحاولون مصاحبه السعر بشكل دائم‪ ،‬ويحاولون بشكل دائم تطوير‬
‫أساليب ومؤشرات والبحث فيها من أجل اكتشاف الطرق التي تساعدهم يف السير‬
‫مع حركة السعر صعودًا أو هبوطًا‪ ،‬إيمانًا منهم بأن األسلوب االضمن لتحقيق الربح‬
‫أو بالحد األدنى تجنب الخسارة هو مصاحبة السعر ألطول مسافة سعرية ممكنة‪،‬‬
‫ولذلك نجدهم ىلع الدوام تنقلب صفقاتهم من الشراء إلى البيع أو من البيع إلى‬
‫الشراء يف محاولة مستمرة ملجاراة السعر يف أي اتجاه كان‪.‬‬

‫بوعي أو بدون وعي من طرف املستخدمين لهذا األسلوب يف التداول‪ ،‬وىلع‬


‫األغلب بحسب رؤيتي فهي بدون وعي ملحاسن هذه الطريقة ومخاطرها‬
‫املحدودة‪ ،‬إال أن الدافع الحقيقي وراء استخدام بعض املتداولين لهذه الطريقة هو‬
‫ما يتردد ىلع ألسنة الكثير منهم بأن السوق يمشي بعكس األغلبية‪ ،‬أو ما يقوله‬

‫‪262‬‬
‫البعض بأنه يقوم بالشراء عندما يكسر السعر قمة جديدة‪ ،‬أو يقوم بالبيع عندما‬
‫يكسر السوق قاعدة جديدة‪ .‬ولذلك فإن عدم الوعي بتفاصيل هذا األسلوب يقف‬
‫بالضرورة خلف أي إخفاقات قد تحصل يف التعامل مع هذا األسلوب يف التداول‪،‬‬
‫ىلع الرغم من صحته وقوته وفاعليته يف حصر املخاطر وتحقيق األرباح‪.‬‬

‫وبدون السرد الطويل للموضوع‪ ،‬وحتى يدرك املتداول الذي يقرأ صفحات هذا‬
‫الكتاب الفرق بين أسلوب التداول عكس االتجاه‪ ،‬وأسلوب التداول املرافق لالتجاه‬
‫فعلينا العودة من جديد إلى اإلشارة إلى املؤشر الذي قمنا باستخدامه يف شرح‬
‫تفاصيل العمل أو التداول يف صفقات قصيرة األجل باالعتماد عليه‪ ،‬وهو مؤشر‬
‫البولنغر باند ‪ ،Bollinger Band‬وكان األسلوب يعتمد ىلع الدخول يف صفقة بيع‬
‫عند مالمسة السعر للخط العلوي للمؤشر والشراء عند مالمسة الخط السفلي‬
‫للمؤشر‪ ،‬وفصلنا يف املوضوع من كل جوانبه‪.‬‬

‫ولكن األسلوب هنا مختلف تمامًا وىلع العكس تمامًا‪ ،‬فهنا فإن األسلوب‬
‫املصاحب لالتجاه يقتضي منا أن ندخل يف صفقة بيع عندما يكون سعر اإلغالق‬
‫أقل أو يساوي قيمة الخط السفلي للمؤشر ‪ ،Low Band‬وتبقى الصفقة عاملة‬
‫حتى يكون سعر اإلغالق أىلع أو يساوي الخط العلوي للمؤشر ‪ ،High Band‬فيتم‬
‫إغالق صفقة البيع والدخول يف صفقة شراء‪ ،‬وهكذا دواليك فكل صفقة تقوم‬
‫بتسليم الصفقة املقابلة لها‪.‬‬

‫وحتى نفهم هذا املوضوع بشكل عملي‪ ،‬فيرجى أن نبقي يف أذهاننا األركان‬
‫الرئيسية التي تتكون منها أي صفقة يتم تنفيذها يف السوق‪ ،‬وذلك باستثناء‬
‫موضوع حجم الصفقة‪ ،‬وكما أشرنا إليها سابقًا عند الحديث عن أسلوب التداول‬
‫املعاكس لالتجاه‪ ،‬وهي نقطة الدخول ونقطة وقف الخسارة ونقطة جني األرباح‪،‬‬
‫وكيف أننا يف األسلوب املعاكس لالتجاه قد قمنا باالستغناء عن الركن الخاص‬
‫بنقطة وقف الخسارة وجعلنا من ركن نقطة جني األرباح هي التي تلعب الدور‬

‫‪263‬‬
‫املحوري أو الدور املزدوج يف تحديد نقطة وقف الخسارة أو كمية الربح التي يتم‬
‫الخروج بها‪ ،‬مع أننا يف حقيقة األمر فإن هذه النقطة تلعب دورًا ثالثي األبعاد‪،‬‬
‫فهي نقطة وقف خسارة ونقطة جني أرباح ونقطة تغيير اتجاه الصفقة من البيع‬
‫للشراء أو العكس‪.‬‬

‫وىلع ذلك فما يحدث يف أسلوب التداول املصاحب لالتجاه هو العكس تمامًا‬
‫من حيث ميكانيزم أو طريقة التعامل مع املؤشر وكيفيك تغيير أسلوب التعامل مع‬
‫أركان الصفقة الثالث‪ ،‬ولذلك يرجى مالحظة الشكل التالي‪:‬‬

‫‪264‬‬
‫بالتدقيق يف الشكل السابق سنجد بأنه ويف الوقت الذي كان التداول‬
‫باألسلوب املعاكس لالتجاه يقرض علينا الدخول بصفقة شراء عند املربع األصفر‬
‫يسار الصورة بعد أن وصل السعر وأصبح مساويًا أو أقل من الخط السفلي للمؤشر‪،‬‬
‫فإن األسلوب املصحاب لالتجاه يفرض أن ندخل يف صفقة بيع‪ ،‬وستبقى الصفقة‬
‫مفتوحة وعاملة إلى الوقت الذي يعود يف السعر ليصبح مساويًا أو أكبر من الخط‬
‫العلوي للمؤشر‪ ،‬وعليه سنجد بأن الصفقة بقيت مفتوحة لفترة زمنية طويلة‬
‫ممثلة بعدد الشموع التي تمثل كل شمعة فيه وحدة زمنية من أربع ساعات‪،‬‬
‫وبقيت الصفقة عاملة وخرجت حتى المس السعر وأصبح مساويًا أو اكبر من الخط‬
‫العلوي للمؤشر املستخدم‪ ،‬وعند النقطة الخضراء تم إغالق صفقة البيع ىلع ربح‪،‬‬
‫والدخول يف صفقة شراء واالستمرار فيها حتى النقطة الزرقاء أيضًا وأغالقها ىلع‬
‫ربح كذلك‪.‬‬

‫وىلع ذلك وبالنظر مرة أخرى إلى التفاصيل املوضحة يف الشكل السابق‪،‬‬
‫والنظر إلى أركان الصفقة الثالث‪ ،‬فنجد أننا أمام نوعية من الصفقات تحقق لنا‬
‫مبدأ الخسارة املحددة والربح الكبير غير املحدود يف حالة انفالت السعر مع أحد‬
‫طريف املؤشر أو استمراريه هبوط السعر يف حال وجود صفقة بيع وبقاء السعر‬
‫يتذبذب نحو األسفل دون أن يالمس الخط العلوي للمؤشر‪ ،‬وهو ما يستمر يف‬
‫الكثير من األحيان ملسافات سعرية طويلة للغاية‪ ،‬وصفقة واحدة ناجحة تعادل‬
‫يف أرباحها كميات كبيرة خسائر الصفقات ذات املسافات الضيقة التي تمثل‬
‫الخروج بخسارة‪.‬‬

‫و السؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬ما هو مقدار الخسارة املحدود التي يجري الحديث‬
‫عنها؟ واإلجابة ىلع السؤال يجب أن تكون واضحة للعيان وهي تمثل مقدار‬
‫املسافة الفاصلة بين خط املؤشر السفلي وخط املؤشر العلوي‪ ،‬وهي بطبيعة‬
‫الحال تكون مسافة أقصر ما يكون‪ .‬وهذا ما يوصلنا بالضرورة إلى إعادة النظر يف‬
‫األركان الرئيسية الثالثة املكونة ألي صفقة تداول بصرف النظر عن حجمها والذي‬

‫‪265‬‬
‫يمثل الركن الرابع‪ ،‬والذي له عالقة بإدارة رأس املال الذي سنفرد له عنوان خاص‬
‫بعد االنتهاء من هذا املوضوع‪.‬‬

‫حيث أنه وبالنظر إلى أركان الصفقة الثالثة الرئيسية فقد قمنا باالستغناء عن‬
‫نقطة وقف الخسارة بشكل مطلق‪ ،‬وجعلنا من نقطة جني األرباح هي املحور أو‬
‫املركز الذي يلعب الدور املزدوج فأحيانًا يتم إغالق الصفقة ىلع ربح وأحيانًا يتم‬
‫إغالقها ىلع خسارة‪ ،‬من ذات النقطة‪ ،‬أما هنا فإن العكس تمامًا هو ما يحدث‪،‬‬
‫والركن الذي نستغني عنه هو بالتأكيد نقطة جني األرباح‪ ،‬ونترك نقطة وقف‬
‫الخسارة هي التي تلعب الدور املحوري أو الدور املزدوج يف الخروج من الصفقة‬
‫ىلع ربح أو ىلع خسارة وتغيير اتجاه الصفقة من الشراء إلى البيع أو العكس من‬
‫البيع إلى الشراء‪.‬‬

‫وال أعتقد من حيث املبدأ بأنه يجب أن نتعمق يف التفصيل أكثر من ذلك‪،‬‬
‫وبخاصة بأننا قمنا بتفصيل القسم األول بالقدر الكايف واملستفيض‪ ،‬والذي يعني‬
‫تطبيق عكسه تمامًا هو ما ينطبق ىلع القسم الخاص بالتداول املصاحب لالتجاه‪.‬‬
‫إال أنه يجب اإلشارة فقط إلى أن الخطر الوحيد الذي يتهدد هذه الطريقة هو فقط‬
‫بقاء السعر يتأرجح بين الصعود والهبوط لفترة زمنية طويلة‪ ،‬وهو بطبيعة الحال‬
‫سيكون مؤقتا بصرف النظر عن عدد الصفقات املتتالية الخاسرة والتي يجري‬
‫تعويضها بشكل متسارع بمجرد انفالت السعر ومسيرته املصاحبة الحد الصفقات‬
‫املتقابلة‪.‬‬

‫ولكن يجب علينا من حيث املبدأ أن نعرف أنه وباإلضافة إلى كل ما تقدم‬
‫ومعرفتنا بتفاصيل كال األسلوبين يف التداول بما لهما وما عليهما‪ ،‬هو أنا السوق‬
‫يمشي أحيانًا بصورة عرضية وأحيانًا بصورة موجية طويلة‪ ،‬ولذلك فإذا نجح‬
‫املتداول بالربط ما بين األسلوبين والتنويع بينهما أو التبديل فيما بينهما بذات‬
‫الوقت الذي يتالءم مع طبيعة الحركة السعرية إن كانت موجية أو عرضية فإنه‬

‫‪266‬‬
‫سيجمع يف أسلوبه مزايا كال الطريقتين ويتخلص مع عيوبهما بكل سهولة ويسر‪،‬‬
‫وهذا األمر بطبيعة الحال وطريقة رصد وجود موجات سعرية من عدمها قد‬
‫شرحناه بالتفصيل يف مواضع متقدمة من هذا الكتاب‪ ،‬ويبقى ىلع املتداول أن‬
‫يقوم فقط بعلميات الربط بين املوضوعات‪.‬‬

‫نظرة جديدة ملفهوم إدارة رأس املال‬

‫يف حقيقية األمر فقد تعرضت خالل مسيرة التداول التي زادت عن‬
‫العشرون عامًا وقت كتابة صفحات هذا الكتاب لسؤال يتكرر بشكل دائم ومستمر‬
‫حول أفضل طريقة إلدارة رأس املال يف عملية التداول‪ ،‬وقد سمعت وقرأت الكثير‬
‫من األفكار والطروحات التي تناولت املوضوع بطريقة أو بأخرى‪ ،‬وكانت يف مجملها‬
‫تدور حول موضوع حجم العقد‪ ،‬وكمية الخسارة أو الربح ىلع مستوى الصفقة‬
‫الواحدة بمقابل رأس املال العامل يف عملية التداول‪.‬‬

‫ولكن وبدون مقدمات طويلة فإني لم أجد لكل هذه الطروحات أي معنى‬
‫أو فائدة عملية ىلع اإلطالق بحيث تنعكس ىلع أداء املتداول بشكل إيجابي‪،‬‬
‫والسبب يف ذلك يتبين لنا يف املثال التالي‪ :‬فلو كان لدينا متداول يمتلك حساب‬
‫بقيمة (‪ ) 10‬اآلف دوالر‪ ،‬وبنفس الوقت ال يملك أي استراتيجية محددة ومنضبطة‬
‫وفق قواعد علمية ال تتغير إال بالحد األدنى لتتالءم مع بعض املتغيرات‪ ،‬ويف كل‬
‫مرة كان يدخل بصفقة بحجم عقد (‪ )0.2‬عقد‪ ،‬وإن حققت الصفقة ربحًا بمقدار‬
‫(‪ ) 50‬نقطة خرج من السوق‪ ،‬وأن خسرت الصفقة يبقى منتظرًا حتى يعود له‬
‫السعر من جديد حتى لو بلغت خسارة الصفقة (‪ )200‬نقطة ليقرر بعدها وقف‬
‫الخسارة أو الدخول يف صفقة معاكسة ىلع أمل أن تعود الصفقة األولى إلى‬
‫سابق عهدها‪ .‬وبعد طول تردد وانتظار اغلقها ىلع خسارة (‪ )300‬نقطة مع‬
‫صفقاتها املعاكسة‪ .‬ثم تكررت العملية مرات ومرات‪ .‬فما هو مفهوم إدارة رأس‬
‫املال هنا بالنسبة لهذا املتداول؟‬

‫‪267‬‬
‫بالتأكيد ال يعني شيئًا بالنسبة لي ىلع األقل‪ ،‬من حيث أن أي مبلغ يتم‬
‫وضعه يف حساب للتداول‪ ،‬هو يف األساس عرضه للخسارة الكاملة حتى مع وجود‬
‫أفضل استراتيجيات التداول‪ ،‬وما من شيء يستطيع املتداول أن يفعله سوى أن‬
‫يتالعب بحجم الصفقة‪ ،‬فلو كانت البداية برأس مال (‪ )10‬اآلف دوالر‪ ،‬وكان حجم‬
‫الصفقة (‪ )0.2‬عقد يف كل مرة‪ ،‬فإنه وبعد خسارة (‪ )%20‬من رأس املال ربما أقوم‬
‫بخفض قيمة الصفقة الواحدة إلى (‪ )0.1‬وهكذا دواليك‪ ،‬أما ما دون ذلك فال معنى‬
‫لهذا الكالم مطلقًا إال من حيث مالئمة حجم العقد لحجم الحساب‪ ،‬وما دمت قد‬
‫قررت الدخول يف صفقة بيع أو شراء فأن السعر معرض للهبوط مقابل صفقة‬
‫الشراء ومعرض لالرتفاع مقابل صفقة البيع‪ ،‬وبالتالي فمقدار حجم العقد ومقدار‬
‫حجم الخسارة التي أقتنع بالخروج بها هي فقط األركان املسيطرة ىلع مفهوم‬
‫إدارة رأس املال‪.‬‬

‫ولكن هل هناك منظور آخر إلدارة رأس املال غير ذلك وبصورة غير تقليدية‬
‫لم يعرفها أحد‪ ،‬وىلع عالقة مباشرة بأي استراتيجية تداول مستخدمه؟ هذا ما‬
‫سأحاول أن أقدم فيه وجه نظري كباحث متخصص يف هذا املجال‪.‬‬

‫وعليه فإن املنظور الذي أرى فيه إدارة رأس املال هنا مختلف تمامًا‪،‬‬
‫ويتعلق بأنني مثالً كمتداول أمتلك رأس مال ولنفترض بأنه (‪ )10‬عشرة اآلف دوالر‬
‫ال أريد أن أخسرها إال يف حاله واحدة فقط‪ ،‬هو أن يصل سعر املشتق املالي‬
‫كالذهب أو الجنية االسترليني أو اليورو مقابل الدوالر إلى الصفر‪ ،‬وعليه فإنني أول‬
‫ما أنظر إليه هو قيمة عقد الذهب الذي يجري التداول عليه عامليًا والذي يبلغ‬
‫(‪ ) 100‬أونصة للذهب‪ ،‬وهنا أتكلم عن حجم العقد وليس قيمة الصفقة التي أدخل‬
‫بها‪ ،‬بينما نجد أن حجم عقد االسترليني مقابل الدوالر هو (‪ )100‬مئة ألف جنية‬
‫استرليني‪ ،‬وكذلك اليورو وبقية األزواج األخرى‪.‬‬

‫‪268‬‬
‫وبناء ىلع ذلك فلو كان سعر أونصة الذهب حاليًا هو (‪ )1800‬دوالر لكل‬
‫أونصة‪ ،‬وحجم عقد الذهب (‪ )100‬أونصة‪ ،‬فإن القيمة النقدية لحجم العقد الكامل‬
‫العقد‬ ‫حجم‬ ‫يف‬ ‫الواحدة‬ ‫األونصة‬ ‫سعر‬ ‫ضرب‬ ‫حاصل‬ ‫هو‬ ‫لوت‬ ‫(‪) 1‬‬
‫(‪ )180,000=100x1800‬دوالر أمريكي‪ ،‬مئة وثمانون ألف دوالر أمريكي‪.‬‬

‫وعليه فكيف سأقوم بالتداول ىلع الذهب البالغ قيمته (‪ )180‬ألف دوالر‬
‫للعقد الواحد‪ ،‬وأقوم بإدارة رأس مال يف حساب التداول البالغ (‪ )10‬عشرة اآلف‬
‫دوالر؟ وال شك أنني إذا لم أرغب يف خسارة هذا املبلغ فيجب أن أضع رهاني‬
‫بالكامل ىلع أنني لن أخسر هذا املبلغ إال يف حالة وصول سعر الذهب إلى‬
‫القيمة (صفر) وهو األمر املستحيل نظريًا ىلع األقل‪ ،‬ولكن ىلع فرض ذلك فإن‬
‫إدارة رأس املال إذا ما رغبت بشراء الذهب مستغالً لكل هبوط حاصل يف سعره‬
‫دون أن أخسر رأس املال‪ ،‬فيجب علي معرفة مقدار ما يتحمله رأس املال من‬
‫صفقات شراء متتالية حتى لو وصل سعر الذهب إلى الصفر‪ ،‬وبهذه الحالة يلزمنا‬
‫ملف أكسل يقوم بعمل هذا الحساب‪ ،‬ولكن وقبل عرض الجدول الذي يقوم بذلك‬
‫يجب علي أن أعرف مسبقًا بالقيمة النقدية الفعلية التي أريد استغاللها وأقدر‬
‫عليها يف خطة التداول التي سأقوم ببنائها‪ ،‬فلو كنت سأقوم بالدخول يف‬
‫صفقة شراء عند كل نزول يف سعر الذهب بقيمة (‪ )25‬دوالر وأريد االحتفاظ‬
‫بالصفقة حتى النهاية وال أريد إغالقها ىلع خسارة ألنني أرى وأعتقد بأن‬
‫مستقبل سعر الذهب هو االرتفاع كما هو مثبت تاريخيًا ىلع األقل‪ ،‬فيجب أن أنظر‬
‫إلى مقدار الخسارة املترتبة ىلع مثل هذا القرار وهو ما يمكن حسابه باستخدام‬
‫جداول األكسل بكل سهول وإجراء العمليات املحاسبية‪ ،‬والجدول التالي يوضح‬
‫نتائج قرار الدخول يف صفقات شراء ذهب بمقابل كل انخفاض يف قيمته بمقدار‬
‫(‪ )25‬دوالر لألونصة‪:‬‬

‫‪269‬‬
‫‪no‬‬ ‫‪Type‬‬ ‫‪Open Price‬‬ ‫‪Lot‬‬ ‫‪close Price‬‬ ‫‪Profit‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,800.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,800.00‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,775.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,775.00‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,750.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,750.00‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,725.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,725.00‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,700.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,700.00‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,675.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,675.00‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,650.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,650.00‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,625.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,625.00‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,600.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,600.00‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,575.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,575.00‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,550.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,550.00‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,525.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,525.00‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,500.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,500.00‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,475.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,475.00‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,450.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,450.00‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,425.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,425.00‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,400.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,400.00‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,375.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(1,375.00‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪25.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(25.00‬‬

‫)‪(65,700.00‬‬

‫يف الجدول السابق وكما هو موضح يتبين لنا بأننا بحاجة إلى تنفيذ ما‬
‫مجموعة (‪ )72‬صفقة بالحد األقصى يفصل كل صفقة عن األخرى (‪ )25‬دوالر‬
‫لألونصة‪ ،‬حتى يصل سعر أونصة الذهب إلى الصفر ومع الرغبة يف عدم إغالق أي‬
‫صفقة ىلع خسارة فإنه ويف حالة وصول سعر الذهب إلى الصفر فإننا نتحدث‬
‫عن ما قيمته (‪ )65,700‬خمسة وستون ألفًا وسبعمائة دوالر هي املبلغ الكامل‬
‫لخسارة كل الصفقات دفعة واحدة بوصول سعر الذهب إلى الصفر‪ ،‬وهو األمر‬
‫املستحيل نظريًا ومنطقيًا ولم يحدث عبر التاريخ‪ ،‬ولكن نحن نضع هذا االحتمال‬
‫حتى يتشكل لدى املتداول الوعي الكامل بالواقع الفعلي أثناء التطبيق‪ ،‬حتى‬

‫‪270‬‬
‫يتمكن من بناء خطة تداول طويلة األجل ناجحة ومثمرة مستغالً كل ارتفاع يف‬
‫سعر الذهب لتحقيق الربح من الصفقات التي تحقق الربح‪ ،‬حيث يمكن من حيث‬
‫املبدأ مثالً أن يتم فقط القيام بإغالق كل صفقة تحقق ربحًا بقيمة (‪ )100‬أونصة‬
‫من نقطة الدخول‪.‬‬

‫وال ننسى قبل أن ننتقل إلى العشرة اآلف دوالر والتي تمثل كامل املبلغ‬
‫الذي خصصه الشخص للتداول‪ ،‬أن نشير إلى أن معطيات الجدول السابق يمكن‬
‫التغيير فيها واإلبداع يف التالعب بمعطياتها مثل املسافة الفاصلة بين كل‬
‫صفقة والتي تليها‪ ،‬أو االستعاضة عن الدخول املباشر إلى السوق مع كل انخفاض‬
‫بقيمة (‪ ) 25‬دوالر‪ ،‬وذلك من خالل استخدام منظومة األوامر املعلقة من نوعية‬
‫أوامر الوقف‪ ،‬بحيث أننا نضع أمر ‪ Buy Stop‬ىلع مسافة (‪ )25‬دوالر السابقة وذلك‬
‫بعد أن يبتعد السوق مسافة (‪ ) 40‬دوالر مثالً تحت آخر أمر شراء تم تفعيله أو تحت‬
‫آخر أمر تم تعليقه‪ ،‬فلو كان لدينا أول أمر مفعل أو معلق ىلع سعر (‪ )1800‬دوالر‬
‫لألونصة‪ ،‬فإننا ننتظر إلى أن يصل سعر الذهب إلى سعر (‪ )1600‬دوالر ومن ثم نقوم‬
‫بوضع أمر ‪ Buy Stop‬ىلع سعر (‪ )1775‬مبتعدين عن تفعيل صفقات متتالية أثناء‬
‫رحلة الذهب يف الهبوط‪ ،‬وننتظره يف طريقه برحلة الصعود فلو واصل الذهب‬
‫رحلته يف الهبوط ملسافات طويلة فإننا نوفر ىلع أنفسنا عددًا ال بأس به من‬
‫الصفقات التي يبلغ عددها األقصى (‪ )72‬صفقة ونوفر ىلع أنفسنا قيمة خسارتها‬
‫يف حال وصل سعر الذهب إلى الصفر كما أشرنا وهو األمر الغير منطقي نظريًا‬
‫ىلع األقل كما سبق وقلنا‪.‬‬

‫ووفق هذا املنظور املتطور يف العمل تبدأ تتشكل لدينا نظرة جديدة‬
‫ومختلفة كلياُ ملفهوم إدارة رأس املال‪ ،‬وذلك من أجل بناء خطة تداول تالئم مبلغ‬
‫العشرة اآلف دوالر التي خصصتها للدخول يف خطة تداول محكمة ومثمرة بشكل‬
‫كبير للغاية‪ ،‬وهذا األمر يفرض عليما التعامل مع املوضوع بواحد من خيارين‪:‬‬

‫‪271‬‬
‫الخيار األول‪ :‬وهو أستخدم ذات الجدول السابق يف تقسم الصفقات ولكن مع وضع‬
‫نقطة وقف خسارة بعيدة نوعًا ما بمقدار (‪ )100‬دوالر لألونصة‪ ،‬بمقابل ربح (‪)100‬‬
‫دوالر أيضًا‪ ،‬وسنجد بأن النتيجة ستكون كما هي يف الجدول التالي‪:‬‬

‫‪no‬‬ ‫‪Type‬‬ ‫‪Open Price‬‬ ‫‪Lot‬‬ ‫‪close Price‬‬ ‫‪Profit‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,800.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,700.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,775.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,675.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,750.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,650.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,725.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,625.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,700.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,600.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,675.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,575.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,650.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,550.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,625.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,525.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,600.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,500.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,575.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,475.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,550.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,450.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,525.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,425.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,500.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,400.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,475.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,375.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,450.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,350.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,425.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,325.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,400.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,300.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,375.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,275.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪100.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫)‪(6,900.00‬‬

‫ضمن نفس املسافات السابقة ولكن مع وضع نقطة وقف خسارة لكل‬
‫صفقة تخسر (‪ )100‬أونصة سنجد بأن مجموع الخسارة الكلية للصفقات وصوالً‬
‫بالذهب إلى سعر (صفر) هو (‪ )6,900‬ستة اآلف وتسعمائة دوالر فقط يف حال‬
‫رحلة الذهب بالهبوط الكامل إلى السعر (صفر) بدون تراجع‪ .‬ويمكن بطبيعة الحال‬
‫التالعب باملسافات أيضًاََ والتالعب يف نوعية الصفقات وكيفية إدخالها للسوق‬
‫بما يتالءم وطبيعة حركة السعر‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫الخيار الثاني‪ :‬وهو بما أنني قد خصصت مبلغ العشرة اآلف دوالر من األساس للتداول‬
‫ىلع معدن الذهب مثالً بخطة تداول محكمة تعتمد ىلع عدم إغالق أي صفقة‬
‫ىلع خسارة‪ ،‬فإنني من دراسة السعر أقوم بافتراض حد أدنى للسعر يتم عنده‬
‫تصفية كافة الصفقات والخروج من السوق‪ ،‬ولنفترض أن السعر هو (‪ )1000‬ألف‬
‫دوالر لألونصة‪ ،‬أو بمعنى أنني سأقوم بفتح صفقات بصرف النظر عن طريقة‬
‫تنفيذها سواء بالدخول املباشر أو باألوامر املعلقة‪ ،‬مستمرًا بذلك النمط حتى‬
‫يصل سعر الذهب إلى (‪ )1000‬دوالر وهو الحد املفترض الذي سأتوقف عنده بشكل‬
‫كامل‪ ،‬وعليه سأجد بأن مخاطرتي القصوى ستكون وفق الجدول التالي‪:‬‬

‫‪No‬‬ ‫‪Type‬‬ ‫‪Open Price‬‬ ‫‪Lot‬‬ ‫‪close Price‬‬ ‫‪Profit‬‬


‫‪1‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,800.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(800.00‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,765.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(765.00‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,730.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(730.00‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,695.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(695.00‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,660.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(660.00‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,625.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(625.00‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,590.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(590.00‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,555.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(555.00‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,520.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(520.00‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,485.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(485.00‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,450.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(450.00‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,415.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(415.00‬‬
‫‪13‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,380.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(380.00‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,345.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(345.00‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,310.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(310.00‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,275.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(275.00‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,240.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(240.00‬‬
‫‪18‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,205.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(205.00‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,170.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(170.00‬‬
‫‪20‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,135.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(135.00‬‬
‫‪21‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,100.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(100.00‬‬
‫‪22‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,065.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(65.00‬‬
‫‪23‬‬ ‫‪Buy‬‬ ‫‪1,030.00‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪1,000.00‬‬ ‫)‪(30.00‬‬
‫)‪(9,545.00‬‬

‫‪273‬‬
‫نالحظ من الجدول السابق‪ ،‬بأنه وىلع فرض وصول سعر الذهب بدون‬
‫تراجع وإغالق أي صفقة ىلع ربح‪ ،‬فإن وصول الذهب إلى سعر (‪ )1000‬دوالر‬
‫لألونصة نزوالً من (‪ ) 1800‬دوالر لألونصة مع مسافة فاصل بين كل صفقة والتي‬
‫تليها (‪ )35‬دوالر قد كانت (‪ )9,545‬تسعة اآلف وخمسمائة وخمسة وأربعون دوالرًا‪،‬‬
‫أو العشرة اآلف دوالر كاملة‪ ،‬وهو األمر الذي أشرنا إليه أكثر من مرة بأنه يكاد يكون‬
‫شبه مستحيل نظريًا ما يكن هناك كارثة عاملية تنهي معها فكرة التداول من‬
‫جذورها‪ ،‬ولكن يجب علينا أن نفترض ذلك ولو يف مخيلتنا‪.‬‬

‫وىلع كل حال ووفق املنظور السابق ملفهوم إدارة رأس املال‪ ،‬فإنه ال‬
‫معنى للحديث عن هذا املوضوع ما لم يكن هناك استراتيجية محكمة األبعاد‬
‫والحسابات الكمية التي تجعل من عملية التداول رحلة مشوقة نعرف حدودها‬
‫القصوى األمر الذي يجعلنا بعيدين كل البعد عن عمليات الشد العصبي واملراقبة‬
‫املستمرة لألسعار‪ ،‬وال ننسى أن نشير إلى أنه باإلضافة إلى ما تقدم ومع وضع حد‬
‫أدنى للسعر الذي سيتم عنده إيقاف عمليات التداول‪ ،‬فإن تذبذب السعر ما بين‬
‫الهبوط واالرتفاع مع التركيز ىلع عدم إغالق أي صفقة خاسرة‪ ،‬وإغالق أي صفقة‬
‫رابحه فقط باملقدار املحدد سيرافقه عدد مرات إغالق ربح غير محدودة ىلع‬
‫اإلطالق‪ ،‬األمر الذي يعني النمو املستمر لقيمة الحساب والذي يسمح لنا بالتعديل‬
‫ىلع االستراتيجية من حيث حجم العقد أو املسافات الفاصلة أو قيمة الحد األدنى‬
‫لسعر املشتق املالي الذي سيتم عنده إيقاف كافة الصفقات‪.‬‬

‫وبناء ىلع كل ما تقدم فإن هذا املفهوم يف إدارة رأس املال‪ ،‬قابل‬
‫للتطبيق واإلسقاط ىلع أي واحد من املشتقات املالية‪ ،‬وباالتجاهين أيضًا‪،‬‬
‫كالدخول يف صفقات بيع ىلع زوج اليورو مقابل الدوالر ووضع حد أقصى له مثالً‪.‬‬

‫وأخيرًا قد يسأل أحدنا عن كيفية إدارة رأس املال املالئمة الستخدام‬


‫املؤشرات الفنية يف التداول‪ ،‬وهو سؤال يقتضي منا التنويه مرة أخرى ىلع أن‬

‫‪274‬‬
‫الحسابات الكمية لعملية التداول بمقابل االستراتيجية املستخدمة سواء من خالل‬
‫استخدام املؤشرات الفنية أو غيرها هي من تفرض نفسها يف تحديد منظور‬
‫املتداول ملفهوم رأس املال‪ ،‬فلو تطرقنا ىلع سبيل املثال إلى املؤشر الفني‬
‫الذي قمنا باستخدامه تحت عنوان الصفقات قصيرة األجل بالحسابات الكمية وهو‬
‫مؤشر البولنغر باند ‪ Bolinger Band‬فإن مفهوم إدارة رأس املال هنا تقتضي منا أن‬
‫نقوم بحساب املتوسط الحسابي الفاصل بين الخط العلوي للمؤشر والخط‬
‫السفلي للمؤشر خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬ومن ثم ينبغي علينا القيام بعمليتين‬
‫حسابيتين‪ ،‬األولى خاصة بالتداول بعكس االتجاه والتي قوامها البيع عند مالمسة‬
‫السعر للخط العلوي للمؤشر والخروج عند مالمسة الخط السفلي له‪ ،‬والشراء عند‬
‫الخط السفلي للمؤشر والخروج عند مالمسة الخط العلوي‪ ،‬سواء أكانت الصفقة‬
‫رابحه أو خاسرة‪ ،‬وعليه وخالل سنة تداول كاملة مقسمة إلى وحدات زمنية كاألربع‬
‫ساعات‪ ،‬يتبين لدينا عدد الصفقات الرابحة املتتالية واملتوسط الحسابي للربح‬
‫يف الصفقات‪ ،‬مقابل عدد الصفقات الخاسرة املتتالية واملتوسط الحسابي‬
‫للخسارة يف الصفقات‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه تحديد حجم الصفقة املناسب‬
‫لتنفيذ الصفقات لنعرف مقدار كفاية رأس املال لصفقات خاسرة متتالية‪ .‬والعكس‬
‫كذلك صحيح يف حال كان التداول قائمًا ىلع التداول املصاحب لالتجاه‪ ،‬وهو ما‬
‫يبين لنا بالضبط أي الطريقين أفضل الستخدامه يف عمليات التداول‪.‬‬

‫‪275‬‬
‫إضاءات ىلع طريق املستقبل‬

‫قد يخطر يف بال أي متداول يستخدم منهج البحث العلمي يف الدراسة‬


‫واالستقصاء والتحقق من البيانات‪ ،‬وبعد أن تعمق يف دراسة صفحات هذا الكتاب‬
‫سؤال محدد ينص ىلع‪ :‬هل توقف التحليل الكمي عند هذا املستوى وال يوجد‬
‫آفاق للتطوير إال بما سبق عرضه بين صفحات هذا الكتاب؟‬

‫إن اإلجابة املنطقية التي تفرض نفسها هنا هي أنه يستحيل أن يتوقف‬
‫البحث العلمي عند مستوى معين‪ ،‬وبالتالي فلو توقف البحث العملي أو توقفت‬
‫آفاق التطوير ىلع ملا وصلنا إلى هذا إخراج هذا الكتاب بعد أن سبقه كتابين يف‬
‫إطار موضوع التحليل الكمي لألسواق املالية العاملية‪ ،‬لغاية الخروج باستراتيجيات‬
‫غير تقليدية تمنح املتداول أفضل الطرق والوسائل التي تمكنه من السيطرة ىلع‬
‫عمليات التداول أو التداول عن وعي مطلق يف املجريات أو األسس التي يتم‬
‫بموجبها اتخاذ قرارات البيع والشراء‪ .‬وىلع كل حال ففي الصفحات التالية فإننا‬
‫سنعطي إضاءات ىلع اآلفاق التي سيتم بموجبها أنتاج سلسلة مختلفة من‬
‫أساليب التداول القائمة ىلع منهج التحليل الكمي‪.‬‬

‫إال أن ما يميز املرحلة القادمة من أساليب التحليل الكمي قائمة ىلع‬


‫منطق مختلف ليس بشكل جذري بل بشكل كبير عن جميع ما تقدم‪ ،‬وسيتم‬
‫الحديث أو تقدم الرؤية الخاصة بهذه االساليب أو االستراتيجيات بحيث تقوم ىلع‬
‫منطق فلسفي خالص‪ ،‬إال أن ما يلف االنتباه يف هذه األساليب هي أنه لوال جميع‬
‫ما تقدم من طرق قائمة ىلع البحث العلمي الدقيق ألدق تفاصيل حركة‬
‫املشتقات املالية الواردة يف هذا الكتاب والكتب السابقة عليه ملا تشكلت الرؤية‬
‫املتعلقة باآلفاق الجديدة التي سنحاول سبر أغوارها بأفضل صورة ممكنة والتعبير‬
‫عنها بأقل الكلمات املمكنة التي تحقق هدفين يف الوقت ذاته‪ ،‬يركز فيها الهدف‬
‫األول ىلع إيصال الصورة الحقيقية للفكرة إلى ذهن املتداول‪ ،‬والهدف الثاني‬

‫‪276‬‬
‫يكون منصبًا ىلع إعطاء املتداول الخطوات التنفيذية املباشرة للتطبيق املباشر‬
‫ىلع أي زوج من أزواج العمالت الدولية أو أي مشتق من املشتقات املالية التي‬
‫يجري التداول عليها بشكل كبير‪.‬‬

‫اإلضاءة األولى‪ :‬مفاتيح البيانو‬

‫قد يخطر يف بال من يقرأ هذه الكلمات باملعنى املقصود بمفاتيح‬


‫البيانو‪ ،‬وما عالقة هذا املوضوع بعالم التداول يف األسواق املالية العاملية‪ ،‬غير‬
‫أنه ويف حقيقة األمر فإن األمر مع فارق التشبيه جرى ىلع األقل بطريق‬
‫املصادفة أثناء االستماع ألحد معزوفات بتهوفن ىلع البيانو‪ .‬حيث إن املتذوق‬
‫للمقطوعات املوسيقية التي يتم عزفها ىلع آلة البيانو ويتابع حركة أصابع‬
‫العازف ىلع تلك اآللة املوسيقية الرائعة يالحظ أن العازف يقوم بالضغط ىلع‬
‫بعض املفاتيح لفترات أطول من ضغطه ىلع بعض املفاتيح األخرى‪ ،‬وتجده‬
‫يفعل ذلك بتناغم كبير والذي ينتج عنه يف نهاية املطاف أصوات جميلة جدًا‬
‫يخلدها التاريخ لشدة جمالها‪ ،‬الحظ الصورة التالية قبل االستطراد يف تبيان مالمح‬
‫هذه اإلضاءة‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫وبناء ىلع ذلك فلو تخيلنا بأن آلة البيانو الرائعة والجميلة لها مفتاحان‬
‫فقط‪ ،‬يتم تبادل الضغط عليهما بطرق مختلفة‪ ،‬وأحيانا لفترة قصيرة وأحيانا لفترة‬
‫متوسطة وأحيانًا لفترة أطول‪ .‬وعليه ففي التصور السابق لو تخيلنا بأن الضغط‬
‫ىلع هذان املفتاحان يرسمان لنا حركة الشموع ىلع شاشة التداول‪ ،‬وكان أحد‬
‫املفتاحان لرسم الشمعة الصاعدة ويكون طولها بمقدار الفترة الزمنية التي يتم‬
‫الضغط عليها‪ ،‬وكلما كان الفترة الزمنية أطول كلما كان طول الشمعة الصاعدة‬
‫أطول‪ ،‬والعكس تمامًا بالنسبة للمفتاح الثاني الذي يرسم لنا الشمعة الهابطة‪،‬‬
‫ويكون طولها بمقدار الفترة الزمنية التي يستمر فيها العازف بالضغط ىلع مفتاح‬
‫الهبوط‪.‬‬

‫يصل بنا التصور السابق إلى تخيل شكل أو صوت املقطوعة املوسيقية‬
‫التي يمكن أن نحصل عليها بناء ىلع ذلك التصور‪ ،‬فهل سنجد فيها نمطًا‬
‫موسيقيًا محددًا يتم تكراره أم أن العشوائية ستبقى سيدة املوقف وسنحصل‬
‫ىلع مجرد أصوات عشوائية ال يربطها شيء أو نغم محدد يمكن أن نغنيه بشكل‬
‫مستمر؟‬

‫يف املثال األول كان مؤلف املعزوفة املوسيقية هو شخص واحد اسمه‬
‫بتهوفن‪ ،‬وأصبح العازفون يتفننون يف تطبيق أو إعادة عزف تلك املقطوعات‬
‫الجميلة بطرق مختلفة‪ ،‬غير أنه يف حالة حركة املشتقات املالية املختلفة‬
‫كالعمالت العاملية وفق هذا املنظور فإن مؤلف املقطوعة املوسيقية التي تمثل‬
‫حركة السعر بين شموع صاعدة وأخرى هابطة بقياسات مختلفة ليس فردًا واحدًا‬
‫بل أوركسترا كاملة من العازفين كالشركات املالية العمالقة والبنوك املركزية‬
‫وصانعي القرارات السياسية‪ ،‬ولكن يف نهاية املطاف ودون أن نفكر يف عدد‬
‫العازفين أو هوياتهم فإننا نرى نتائج اتفاقهم أو اختالفهم ىلع اللحن الذي‬
‫سنسمعه ممثالً بشمعة صاعدة أو هابطة طويلة أو متوسطة أو قصيرة‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫فهل من املمكن أن نجد نمطًا موسيقيًا منتظمًا بين هذه الشموع يتم‬
‫عزفه بشكل مستمر بصرف النظر عن العازفين أو مؤلفي تلك التوليفة من‬
‫الحركات؟ بالتأكيد ال نعرف‪ ،‬ولكن يحق لنا من حيث املبدأ أن نتخيل الصورة التالية‬
‫لحركة الباوند االسترليني مقابل الدوالر األمريكي كمقطوعة موسيقية قامت‬
‫املتغيرات املختلفة التي تتحكم يف مسيرة السعر بعزفها ىلع أسماعنا‪:‬‬

‫من باب آخر ففي الوقت الذي نسمع فيه املعزوفات املوسيقية بآذاننا‬
‫فإننا بالتأكيد نسمع معزوفة حركة املشتقات املالية بأعيننا‪ ،‬ولو قيض لنا تحويل‬
‫تلك األشكال أو الحركات إلى نغمات وواصلنا االستماع إليها ربما سنصل إلى معرفة‬
‫الصوت القادم وقوته‪ ،‬تمامًا كما يحصل لك عند سماعك ألغنية معينة وتكرر‬
‫سماعها مرة تلو املرة‪ ،‬فستجد نفسك تغني مع املطرب بال وعي ألنك تعرف‬
‫ترتيب األلحان التي سيعقبها كلمات معينة أو ستعرف ما هو اللحن القادم ىلع‬
‫اللحن الذي تستمع إليه يف كل لحظة‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫وحتى نكمل اإلضاءة بصورتها التي نريد‪ ،‬فال بد لنا من التفكير يف اآللية أو‬
‫التسلسل الذي يتم فيه تحديد شكل وطول الشموع وفق هذا املنظور ملعرفة‬
‫فيما إذا كانت هناك أي أنماط مترابطة أو متراصفة تعطينا توافقًا قادر ىلع‬
‫تشكيل ما يتبعها من أنماط بالضرورة‪ ،‬وهو ما سيشكل بالنسبة للمؤلف ىلع أقل‬
‫تقدير بوابة البحث الجديدة يف هذا املوضوع‪.‬‬

‫وىلع كل حال وتمهيدا ملا سيتم بحثه بالتفصيل مستقبال إن كانت‬


‫الظروف مواتيه فال بد لنا من وضع ملحه للمستوى الذي تم الوصول إليه وفق هذا‬
‫املنظور لحركة أسعار املشتقات املالية دون أدنى محاول الستخدام أي نوع من‬
‫أنواع التحليل الفني أو األساسي‪ ،‬حيث تقوم الفكرة الرئيسية ىلع سؤال منطقي‬
‫ىلع وزن لحن املعزوفات املوسيقية‪ ،‬ونبدأ بعدها بالعد كخطوة أولى لنسأل‪:‬‬

‫‪ -‬كم عدد املرات التي كانت لدينا شمعة صاعدة تسبقها شمعة هابطة‪ ،‬أو‬
‫العكس؟‬
‫‪ -‬كم مرة كمان لدينا شمعتين صاعدتين متتاليتين يسبقهما شمعة هابطة‬
‫أو أكثر أو العكس؟‬
‫وهكذا يتكرر السؤال مع زيادة شمعة يف كل مرة حتى نصل إلى نمط‬ ‫‪-‬‬
‫أقصى ال يمكن أن يتكرر أن يكون لدينا مثالً عشرة شموع صاعدة متتالية‬
‫يسبقها شمعة هابطة أو العكس؟‬

‫وحتى نجيب ىلع هذه األسئلة ال بد من لفت االنتباه إلى أننا هنا ال زلنا‬
‫يف الطور األول من البحث وما نتحدث به اآلن هو مجرد إضاءات توضح معالم‬
‫البحث العلمي يف املستقبل يف هذا اإلطار ‪ ،‬وبناء عليه وحتى نعطي إضافة‬
‫وافية عن هذا املوضوع‪ ،‬سنعرض يف الجدول التالي‪ ،‬تحليل لحركة سعر‬
‫الباوند االسترليني مقابل الدوالر األمريكي ىلع اإلطار الزمني اليومي لعدد‬
‫(‪ ) 8314‬يومًا متتاليًا‪ ،‬لنعرف ىلع تفاصيل أو أكثر األنماط شيوعًا وفق ترتيب‬

‫‪280‬‬
‫الصعود والهبوط للشموع املتتالية أو املتخالفة‪ ،‬تمهيدًا لبناء استراتيجيات‬
‫تداول أو معرفة إن كانت هناك أيه إمكانية للبناء وفقًا لهذه اإلضاءة‪:‬‬

‫النسبة من‬ ‫املجموع‬ ‫عدد الشموع الهابطة املتتالية‬


‫النسبة‬ ‫عدد‬
‫العدد الكلي‬ ‫التراكمي‬ ‫التي يسبقها شمعة صاعدة‬
‫‪52%‬‬ ‫‪2117‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪2117‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪76%‬‬ ‫‪3113‬‬ ‫‪%47‬‬ ‫‪996‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪89%‬‬ ‫‪3632‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪519‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪95%‬‬ ‫‪3867‬‬ ‫‪%45‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪97%‬‬ ‫‪3981‬‬ ‫‪%49‬‬ ‫‪114‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪99%‬‬ ‫‪4029‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪48‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪99%‬‬ ‫‪4057‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4071‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4081‬‬ ‫‪%71‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4086‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4088‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4089‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12‬‬
‫املجموع الكلي للشموع‬
‫‪4089‬‬
‫الهابطة‬

‫قبل أن نستطرد يف عرض باقي تفاصيل هذه اإلضاءة وفيما يتعلق‬


‫بالشموع الصاعدة‪ ،‬فكما نعرف بأن عدد الشموع الكلية التي خضعت للتحليل هي‬
‫(‪ ،) 8314‬وتبين بأن عدد الشموع الهابطة منها كما هو موضح يف الجدول السابق‬
‫(‪ )4089‬أي بما نسبته تقريبًا (‪ ،)%49‬وعليه فعند إخضاع هذه الشموع لوحدة لهذه‬
‫اإلضاءة يف التحليل سنجد وكما هو موضح يف الجدول السابقة بأن عدد (‪)2117‬‬
‫شمعة هابطة من املجموع الكلي لعدد الشموع الهابطة كان يسبقها شمعة‬
‫صاعدة واحد ىلع األقل وبما نسبته (‪ )%52‬كما هو يف الشكل التالي‪:‬‬

‫‪281‬‬
‫ولكن إلى أين يوصلنا هذا النوع من التحليل وماذا تعني هذه القراءة‬
‫بالنسبة لنا؟ إن اإلجابة ىلع هذا السؤال تقوم بكل بساطة ىلع الهدف من‬
‫التحليل الكمي للبيانات‪ ،‬حيث ال يمكن القيام بأي نوع من أنوع التصور بدون أن‬
‫يسبقه تصور أو فرضية معينة يتم بناء ىلع اختبارها وإثبات صحة التصور أو خطأه‬
‫إلى معرفة قدرتنا ىلع بناء استراتيجية تداول قائمة ىلع إثباتات علمية موثوقة‪،‬‬
‫وعليه ففي الشكل السابق الذي سنجده متكرر يف كافة األطر الزمنية وليس ىلع‬
‫اإلطار اليومي للشارت‪ ،‬وكذلك سنجد نفس النسبة يف جميع املشتقات املالية‪،‬‬
‫وعليه فإن اإلضاءة األولى تقول‪:‬‬

‫إذا كان لدي شمعة صاعدة‪ ،‬فهناك احتمال (‪ )%52‬أن تكون الشمعة التالية‬
‫هي شمعة هابطة‪ ،‬وإذا ما ربطنا هذه اإلضاءة بما تقدم عرضه من استراتيجيات‬
‫يف الكتاب الحالي وبخاصة إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد‪ ،‬سنجد أنفسنا أمام‬
‫بوابة كاملة من البحث العلمي وبناء استراتيجيات قائمة ىلع الدمج ما بين هذه‬
‫النتيجة وما سبق أن تم التوصل إليه من نتائج سابقة‪ ،‬وهي بحاجة إلى إفراد بحث‬
‫علمي كامل متعلق بهذه اإلضاءة لوحدها‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫وىلع كل حال وحتى ال نبتعد كثيرًاََ عن موضوع اإلضاءة ونأخذ الشق‬
‫الثاني منها‪ ،‬فإنه وبالنظر إلى املواصفات أو الخصائص الكمية للشموع اليومية‬
‫لزوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬فلو افترضنا بأن املتداول قام‬
‫بعملية البيع يف نهاية كل شمعه صاعدة وعند أىلع سعر لهذه الشمعة‪ ،‬سنجد‬
‫بأن عدد العمليات الرابحة التي خرج بها ستكون بمجموع (‪ )2117‬صفقة نجح فيها‬
‫املتداول وحقق فيها ربحًا مؤكدًا‪.‬‬

‫وعليه فإنه بالعودة إلى البيانات التي يكشف عنها الجدول السابق‪ ،‬سنجد‬
‫بأن هذا العدد املقدر ب (‪ )2117‬شمعة والتي كان يسبقها شمعة صاعدة‪ ،‬نجد أن‬
‫هناك (‪ ) 996‬حالة واصل فيها السعر الهبوط وسجل شمعتين هبوط وبما نسبته‬
‫(‪ )%47‬من العدد (‪ ،)2117‬بمعنى أننا حصلنا ىلع الشكل التالي‪:‬‬

‫وعليه سنجد بأن هذه الشكل تكرر (‪ )996‬مرة‪ ،‬وعليه إذا أضفنا هذه الحاالت إلى‬
‫الحالة األولى سنجد بأننا نقف أمام ما مجموعة (‪ )3113‬شمعة هبوط وبما نسبته‬
‫(‪ )% 76‬من العدد الكلي للشموع الهابطة كانت ىلع نحو شمعتين هابطتين‬

‫‪283‬‬
‫متتاليتين‪ ،‬وبمعنى أكثر وضوحًا نجد أن هناك احتمالية بقيمة (‪ )%47‬أن تكون‬
‫الشمعة التالية للشمعة الهابطة هي شمعة هابطة أيضًا‪ ،‬أي فرصة لرفع قيمة‬
‫أرباح الصفقة السابقة إذا كانت ال تزال عاملة يف السوق‪.‬‬

‫وهكذا نجد أنه ومع زيادة شمعة هابطة ىلع الشكل السابق‪ ،‬فيصبح‬
‫لدينا قراءة أكثر وضوحًا لعدد الحاالت التي كانت لدينا فيها ‪ 3‬شموع هابطة‪ ،‬غير أن‬
‫احتمالية االستمرار يف نفس االتجاه مقابل كل عدد تنخفض بشكل مستمر‪ ،‬لنصل‬
‫إلى نهاية الجدول ونجد أن أكبر عدد من الشموع الهابطة املتتالية وصل إلى (‪)12‬‬
‫شمعة هابطة متتالية‪.‬‬

‫وإذا أخذنا الشق املقابل واملتعلق بالشموع الصاعدة‪ ،‬سنجد بأن الجدول‬
‫سيكون ىلع النحو التالي‪:‬‬

‫النسبة من‬ ‫املجموع‬ ‫عدد الشموع الصاعدة املتتالية‬


‫النسبة‬ ‫عدد‬
‫العدد الكلي‬ ‫التراكمي‬ ‫التي يسبقها شمعة هابطة‬
‫‪50%‬‬ ‫‪2116‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪2116‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪75%‬‬ ‫‪3165‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪1049‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪88%‬‬ ‫‪3730‬‬ ‫‪54%‬‬ ‫‪565‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪95%‬‬ ‫‪4003‬‬ ‫‪48%‬‬ ‫‪273‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪98%‬‬ ‫‪4134‬‬ ‫‪48%‬‬ ‫‪131‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪99%‬‬ ‫‪4184‬‬ ‫‪38%‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4207‬‬ ‫‪46%‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4215‬‬ ‫‪35%‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4220‬‬ ‫‪63%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4224‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4225‬‬ ‫‪25%‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪4225‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬
‫املجموع الكلي للشموع‬
‫‪4225‬‬
‫الصاعدة‬

‫‪284‬‬
‫بدون الدخول يف الشروحات النظرية مرة أخرى‪ ،‬فإن فهم املعنى الكامن‬
‫وراء هذه اإلضاءة كفيل بأن يفتح اآلفاق أمام املتداول الواعي الباحث عن التميز‬
‫لبناء استراتيجيات تداول ال تعتمد بأي حال من األحوال ىلع أي نوع من أنواع‬
‫التحليل الفني أو األساسي‪ ،‬وخالية تمامًا من محاول التنبؤ بمستقبل السعر أو‬
‫االتجاه الذي يمكن أن يذهب فيه سواء ىلع املدى القصير أو املتوسط أو الطويل‪.‬‬

‫ويف النهاية نرجع للتذكير بأن هذه ال تشكل إال مجرد إضاءة آلفاق البحث‬
‫العلمي املستقبلي الذي ينوي املؤلف أن يطرق بابه بصورة أكثر شمولية وتفصيالً‬
‫والخروج بأفضل استراتيجيات قائمة ىلع هذا التصور والفرضيات التي تم بنائها‬
‫وفقًا له‪.‬‬

‫اإلضاءة الثانية‪ :‬الطريق املستقيم واملتعرج والعزف العشوائي‬

‫تقوم فكرة هذه اإلضاءة أو انطلقت أساسًا من خالل مراقبة العشوائية التي‬
‫تحكم حركة السعر والتذبذب الدائم لتلك الحركة‪ ،‬والتي تترافق بالضرورة مع‬
‫اإلحصائيات السابقة‪ ،‬حيث أن كل حركة يقوم بها السعر ال تتعدى عن واحدة من‬
‫أمرين ال ثالث لهما‪ ،‬إما حركة صاعدة بصرف النظر عن طولها‪ ،‬وإما حركة هابطة‬
‫بصرف النظر عن طولها أيضًا‪ ،‬ولكن للتسهيل وضبط عملية املراقبة والرصد لحركة‬
‫السعر يتم استخدام األطر الزمنية ملحاولة تأطير حركة السعر وفهمها وفق العديد‬
‫من الضوابط ووجهات النظر املختلفة‪.‬‬

‫وعليه فإن جميع أساليب التحليل الفني بصرف النظر عن طبيعة‬


‫املدخالت الحسابية التي يتم استخدامها للتعبير عن تلك التحليالت الفنية‬
‫واألساليب ال تخرج مطلقًا عن توظيف النقاط املرجعية التي يتم تحديدها للنقاط‬
‫ىلع يصل إليها السعر خالل الوحدات الزمنية التي يم استخدامها‪.‬‬

‫‪285‬‬
‫وىلع كل حال وحتى ال نطيل يف السرد النظري‪ ،‬فإن املتتبع لحركة أي‬
‫زوج من أزواج العمالت أو أي من املشتقات املالية‪ ،‬سيجد بأن تلك الحركة محصورة‬
‫يف منطقة سعرية محدودة جدًا لفترة زمنية طويلة للغاية يف كثير من األحيان‪،‬‬
‫بمعنى آخر قد يستمر زوج اليورو مقابل الدوالر األمريكي يتراوح صعودًا وهبوطًا‬
‫بشكل عشوائي بين منطقتين سعريتين الفاصل بينهما ال يتجاوز ‪300 – 200‬‬
‫نقطة كاملسافة بين سعر ‪ 1.0500‬و ‪ ،1.0800‬ويستمر يف هذه املنطقة لفترة‬
‫تمتد عددًا من األشهر‪.‬‬

‫وعليه وضمن ما تقدم فإن املسافة الفاصلة بين السعرين يف املثال‬


‫السابق املقدرة بـ ‪ 300‬نقطة سنجد ىلع األغلب بأنها كانت تقف خلف خسارة‬
‫الكثير من الحسابات بسبب عدم اإلحاطة باملنطقة السعرية ومعرفة أن تنفيذ‬
‫صفقة بيع من أدنى نقطة وإغالقها يف أىلع نقطة يجب أن ال تساوي خسارتها‬
‫أكثر من الـ (‪ ) 300‬نقطة‪ ،‬ولكن وبسبب العشوائية املطلقة التي تحكم سير عملية‬
‫التداول يف غالب األوقات نجد بأن هذه املسافة القصيرة حملت يف طياتها عدد‬
‫غير محدود من الصفقات أو القرارات الخاطئة يف عملية التداول األمر الذي جعل‬
‫الخسارة يف هذه املنطقة املحدودة كبيرة للغاية‪.‬‬

‫وعودة ىلع بداية هذه اإلضاءة التي أشرنا فيها إلى أن حركة السعر‬
‫العشوائية التي ال يمكن التنبؤ بمستقبلها يف أغلب األوقات‪ ،‬فإن الحل الوحيد‬
‫الذي يشكل املنطلق ألي نوع من أنواع التحليل بالنسبة ألي محلل يكون من خالل‬
‫رصد تلك الحركة ووضعها يف إطارات زمنية محددة الدقيقة والخمسة والنصف‬
‫ساعة وغيرها‪ ،‬ويتم بناءً ىلع تلك األطر الزمنية اشتقاق مختلف أنواع التحليالت‬
‫بشتى صنوفها‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن ما ثبت بالتجربة العلمية والعملية القائمة ىلع‬


‫اإلحصائيات الدقيقة لحركة أي واحد من املشتقات املالية والتي قدمناها يف أكثر‬

‫‪286‬‬
‫من موقع يف سلسلة كتب التحليل الكمي‪ ،‬فإنه وباإلضافة إلى التساوي يف عدد‬
‫الشموع الهابطة بمقابل عدد الشموع الصاعدة والوصول إلى حالة التطابق التام‬
‫يف العدد كلما طالت الفترة الزمنية املدروسة وىلع أي إطار زمني‪ ،‬وذلك بصرف‬
‫النظر عن الكمية فإن ذلك يوصلنا إلى قلب هذه اإلضاءة بصورة دقيقة والتي تقول‬
‫بأن الخط املستقيم الواصل بين أي منطقتين سعريتين بينهما فاصل زمني‪،‬‬
‫سيكون أقصر بكثير من خط متعرج يصل بين الحد األىلع للسعر يف الشموع‬
‫الصاعدة والسعر األدنى يف الشموع الهابطة‪.‬‬

‫وللتفصيل أكثر فلو كان لدينا صفقة بيع عند أىلع سعر تصل إليه‬
‫الشمعة الصاعدة عند إغالقها‪ ،‬ولدينا صفقة شراء عند أدنى سعر تصل إليه‬
‫الشمعة الهابطة عند إغالقها‪ ،‬وذلك ىلع أي إطار زمني مدروس‪ ،‬سنجد بأن‬
‫املتوسط الحسابي لسعر البيع سيكون أىلع من املتوسط الحسابي لسعر الشراء‪،‬‬
‫واملسافة الفاصلة بين املتوسطين ستمثل كمية ربح مؤكدة يتم جنيها كلما‬
‫تساوت عدد صفقات الشراء مع عدد صفقات البيع‪ ،‬مع توحيد حجم الصفقات‬
‫بشكل دائم ومستمر‪.‬‬

‫ولتنفيذ ذلك فإنه ومع إغالق كل شمعه صاعدة سيتم وضع أمر بيع معلق‬
‫عند الحد األىلع سعر الشمعة‪ ،‬وأمر شراء معلق عند الحد األدنى لسعر أي شمعة‬
‫هابطة‪ ،‬إذا سمحت املنقطة السعرية بذلك‪ ،‬أما إذا كان سعر افتتاح الشمعة‬
‫الجديدة أىلع من الحد األىلع لسعر الشمعة املغلقة فيتم فتح صفقة بيع‬
‫بشكل مباشر دون الحاجة إلى األمر املعلق للبيع‪ ،‬والعكس صحيح يف حال كان‬
‫سعر الشمعة الجديدة أدنى من الحد األدنى لسعر الشمعة املغلقة فيتم فتح‬
‫صفقة شراء مباشرة دون الحاجة ألمر الشراء املعلق‪.‬‬

‫ويبقى متطلب املراقبة الدائمة واملستمرة موجود للقيام بعملية اإلغالق‬


‫الجماعي للصفقات املفتوحة كلها دفعة واحدة كلما تساوت عدد صفقات الشراء‬

‫‪287‬‬
‫مع عدد صفقات البيع‪ ،‬ومن ثم القيام بإلغاء أي أوامر لم يتم تفعيلها بسبب تراجع‬
‫السعر‪.‬‬

‫وحتى نعطي للمتداول فرصة القيام بالعمليات الحسابية الدقيقة‬


‫فبإمكان أي متداول القيام بعملية تحميل بيانات أي واحدة من املشتقات املالية‬
‫وىلع أي إطار زمني مطلوب‪ ،‬ومن ثم القيام بعملية حساب املتوسط الحسابي‬
‫للحد األىلع لسعر الشموع الصاعدة‪ ،‬واملتوسط الحسابي للحد األدنى لسعر‬
‫الشموع الهابطة ىلع ملف األكسل ليجد املفاجأة التي ستفتح أمامه آفاق التفكير‬
‫يف هذه اإلضاءة وذلك يف إطار ابتكار استراتيجية ذات ربحية عالية جدًا دون‬
‫أدنى محاولة للتنبؤ بمستقبل السعر أو اللجوء إلى أي نوع من أنواع التحليل الفني‪،‬‬
‫والصورة التالية توضح ذلك من خالل تدقيق النظر بمسار السعر بين الخطين األصفر‬
‫العلوي والنهدي السفلي‪:‬‬

‫‪288‬‬
‫اإلضاءة الثالثة‪ :‬قاعدة عدم التناقض‬

‫قبل أن نتطرق إلى عرض الفكرة الرئيسية لهذه اإلضاءة التي أشرنا إلى أنها‬
‫ستكون واحدة من ضمن سلسلة من املنطلقات التي ستشكل بالنسبة للكاتب‬
‫آفاقًا مستقبلية للبحث العلمي املتخصص يف هذا الباب‪ ،‬بإنه وبعد ختام‬
‫املوضوعات التي تم عرضها يف هذا الكتاب عاد الكاتب مرة أخرى لعرض هذه‬
‫اإلضاءات كي ال تذهب أدراج النسيان بسبب ما يتعرض له الكاتب من ظروف‬
‫حياتية يتعرض لها أي إنسان أخر قد ال يستطيع أن يكمل معها مسيرة معينة‪،‬‬
‫ولذلك وجد الكاتب أنه من الالزم أن يتم عرضها هنا لتحقيق هدفين يف الوقت‬
‫ذاته‪ :‬األول منهما هو إثراء املحتوى املقدم بين يدي من يقرأ صفحات هذا الكتاب‬
‫من خالل تزويده بسلسلة من األدوات القابلة للتطبيق العملي املباشرة وفتح‬
‫اآلفاق أمامه من أجل بدء مسيرة مستقلة بالبحث العلمي القائم ىلع هذه‬
‫اإلضاءات‪ ،‬أما الهدف الثاني هو توثيق هذه اإلضاءة من أجل ترك الباب مفتوحًا‬
‫للبحث يف تلك اإلضاءات بأدوات قد تختلف بتطور أساليب وأدوات البحث العلمي‬
‫املترافق بالضرورة مع التطبيق العملي‪.‬‬

‫وتقوم فكرة عدم التناقض كفكرة فلسفية خالصة‪ ،‬دون أن ندخل يف‬
‫مدلوالتها العميقة‪ ،‬ولكن بالقياس ىلع واقع األسواق املالية العاملية فإنها تنص‬
‫ىلع أن السعر يف مسيرته خالل األيام ال يمكن له أن يكون يف نقطتين يف‬
‫وقت واحد‪ ،‬وهو صلب قانون عدم التناقض األزلي‪.‬‬

‫وبمثال واضح فلو كان سعر الجنية اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي اليوم‬
‫هو (‪ )1.2200‬ورسمنا له نقطتين؛ األولى أىلع منه ىلع بعد (‪ )150‬نقطة أي عند‬
‫سعر (‪ )1.2350‬وأخرى أسفل منه عند سعر (‪ )1.2050‬فإنه ومع التطور الزمني فإن‬
‫سعر االسترليني ال يمكن له أن يصل إلى النقطة العلوية أو السفلية يف الوقت‬
‫ذاته‪ ،‬بصرف النظر عن طبيعة الحركات السعرية التي يمكن أن تحدث بين‬

‫‪289‬‬
‫النقطتين قبل أن يصل إلى واحدة منهما‪ ،‬ولكن الشيء املؤكد هو سعر الجنية‬
‫االسترليني ال يمكن له أن يكون يف النقطتين معًا يف وقت واحد‪ ،‬أو أن يصلهما‬
‫يف الوقت ذاته‪ ،‬فإما أن يصل إلى النقطة العلوية أوالً ويعود باتجاه النقطة‬
‫السفلية أو قد ال يعود من األساس ويبقى يف مسيرة سعرية مختلفة فوق‬
‫النقطة السفلية‪ ،‬أو العكس تمامًا هو ما قد يحصل‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن الفكرة األساسية لهذه اإلضاءة تقوم هنا ىلع أنه وبدون‬
‫الدخول يف تفصيالت سيجري بحثها مستقبالً بطريقة متعمقة ومفصلة للغاية‪،‬‬
‫ماذا لو كان لدينا صفقة مزدوجة يف الوقت ذاته‪ ،‬األولى تقوم ىلع اختطاف‬
‫السعر نحو األىلع من نقطة الصفر فما دون‪ ،‬والصفقة األخرى تعمل ىلع اختطاف‬
‫السعر نحو األسفل من نقطة الصفر فما فوق؟ بحيث نحافظ ىلع الدوام ىلع‬
‫وجود صفتين إما بذات االتجاه أو باتجاهين مختلفين بحسب متغيرات حركة‬
‫السعر‪.‬‬

‫وحتى نفهم هذا املوضوع بصورة أدق‪ ،‬فلو كان لدينا صفقتين شراء يف‬
‫الوقت ذاته ىلع سعر (‪ )1.2200‬وكان هدف الصفقتين هو ‪ 100‬نقطة أي عند‬
‫(‪ ،) 1.2300‬فإن الخيارات أمام السعر هي أن يصعد السوق باتجاه الصفقتين ليصل‬
‫الهدف الكامل بكامل الصفقتين‪ ،‬والخيار الثاني هو أن يهبط السعر باتجاه األسفل‬
‫ضد الصفقتين فما العمل؟‬

‫ىلع بعد ‪ 20‬نقطة يكون لدينا نقطة وقف خسارة للصفقة األولى مع أمر‬
‫بيع معاكس ‪ ،Sell Stop‬وعليه سيكون لدينا صفقة شراء ىلع سعر ‪1.2200‬‬
‫وصفقة بيع ىلع سعر ‪ ،1.2180‬وىلع بعد ‪ 40‬نقطة سيكون لدينا نقطة وقف‬
‫خسارة ثانية لصفقة الشراء األولى وىلع سعر ‪ 1.2160‬مع أمر بيع معاكس ‪Sell‬‬
‫‪.Stop‬‬

‫‪290‬‬
‫إذا تحققت نقطة وقف الخسارة األولى‪ ،‬سنضع– عليها نقطة هدف هي‬
‫‪ ،1.2080‬ونقطة وقف خسارة ىلع بعد ‪ 40‬نقطة أي ىلع سعر ‪ 1.2220‬مع أمر شراء‬
‫معاكس‪ ،‬وعليه إذا استمر السعر بالهبوط فإن أمر وقف خسارة صفقة الشراء الثانية‬
‫سيتحقق ىلع سعر ‪ 1.2160‬مع تفعيل أمر بيع ثاني ىلع ذات النقطة‪ ،‬والهدف هو‬
‫‪ 1.2180‬أيضًا‪.‬‬

‫وإذا تحقق أمر البيع الثاني نضع نقطة وقف خسارة لهذه الصفقة (‪)1.2180‬‬
‫مع أمر شراء معاكس‪ ،‬فإذا صعد السوق يمون لدينا صفقة شراء ىلع سعر (‪)1.2180‬‬
‫وصفقة بيع ىلع سعر (‪ )1.2180‬أيضًا‪ ،‬ولكن إذا استمر السوق باالرتفاع فسيتم‬
‫توقف صفقة البيع والدخول يف صفقة شراء من سعر (‪ ،)1.2220‬وهدف صفقتي‬
‫الشراء سيكون هو (‪ )1.2300‬املحدد سلفًا بفكرة هذه اإلضاءة‪.‬‬

‫وىلع ذلك ومع االستمرارية سنجد أننا سنبقى يف مرحلة اختطاف السعر‬
‫وشراءه من مناطق أسفل نقطة الصفر‪ ،‬وبيعه من مناطق فوق نقطة الصفر حتى‬
‫نصل إلى واحدة من نقطتي الهدف املحددة لنقطة الصفر‪ ،‬وسيكون لدينا الشكل‬
‫التالي بالضبط‪.‬‬

‫‪291‬‬
‫خاتـــمة‬

‫بعد أن وصلنا إلى نهاية املوضوعات التي أرادنا تقديمها يف هذا الكتاب‪،‬‬
‫حاولنا بقدر املستطاع أن نمهد أو نحاول تقديم بناء متكامل بطريقة متسلسلة‬
‫تؤسس لبناء جيل جديد من املتداولين وفق منظور مختلف تمامًا وغير تقليدي‬
‫ىلع اإلطالق‪ .‬وهذا البناء بحسب ما نرى سيكون بمثابة بوابة عبور للمزيد من‬
‫األبحاث العلمية املتقدمة التي يمكن تنفيذها وتطويرها وتقديمها يف عالم‬
‫تداول املشتقات املالية يف أسواق املال العاملية ىلع شكل منتجات جديدة‬
‫كليًا‪.‬‬

‫غير أن ما تجدر اإلشارة إليه هنا وهو أننا وأثناء تقدمنا يف عرض‬
‫املوضوعات بصورة متسلسلة بقدر اإلمكان‪ ،‬فإن منحنيات جديدة وآفاق متطورة‬
‫للغاية بدأت تتشكل من جديد يف ذهن املؤلف‪ ،‬إلى الدرجة التي كانت تعيق‬
‫عملية التقديم يف عرض املوضوعات املطروحة يف هذا الكتاب‪ ،‬بسبب إشغالها‬
‫ملساحة كبيرة من التفكير والتحليل والتطبيق العملي املباشر ىلع منصات‬
‫التداول‪ ،‬حتى جاء اليوم الذي تم فيه قرار التوقف عن السعي وراء الطرق الجديدة‬
‫التي ظهرت بشكل إجباري ال إرادي وفرضت نفسها بقوة ىلع منطقة التفكير‬
‫العملي املباشر‪ .‬والسبب بكل تأكيد هو أن جميع ما تم تقديمه يف الكتاب الحالي‬
‫عبارة عن استراتيجيات فعلية يقوم املؤلف ىلع استخدامها وتوظيفها بأكثر من‬
‫أسلوب ليقدم من خاللها تجاربه ونصائحه لجمهور املتداولين يف معلومات‬
‫وقوالب جاهزة لجمهور املتداولين من خالل املنصات املتاحة سواء من خالل‬
‫موقع إلكتروني متخصص أو من خالل منصات التواصل االجتماعي املتوفرة يف‬
‫الفترة التي تم تأليف هذا الكتاب فيها‪.‬‬

‫وىلع ذلك فإن كان ثمة مستوى جديد أو كتاب جديد سيتم إطالقه‬
‫مستقبالً سيكون بكل تأكيد متحرر بشكل كلي من الكثير مما ورد يف الكتاب‬

‫‪292‬‬
‫الحالي‪ ،‬وذلك باالعتماد ىلع الحساب الرقمي أو الكمي املطلق من خالل توظيف‬
‫املفاهيم الرئيسية أو األساسية يف الرياضيات أو مواد الجبر‪ ،‬دون أدنى محاولة‬
‫لتوقع حركة السعر أو رصد وجود موجات سعرية من عدمها‪ ،‬األمر الذي يعني بأن‬
‫املؤشرات الفنية ىلع اختالف مسمياتها أو أهميتها ستكون خارج نطاق العمل أو‬
‫املستوى الجديد الذي يجري الحديث عنه هنا‪.‬‬

‫ولعل بوابة العبور إلى ذلك املستوى ستكون من خالل ما ال يمكن لحركة‬
‫املشتقات املالية أن تفعله ىلع اإلطالق‪ ،‬كأن يكون سعر أي زوج من العمالت أو‬
‫أي من املشتقات املالية يف مكانين مختلفين يف الوقت ذاته‪ ،‬وهذا بطبيعة‬
‫الحال مشتق من التصورات الفلسفية ملنطق الحركة يف الحياة العامة‪ ،‬وهو ما‬
‫يحتاج إلى ترجمة فعلية ىلع شكل استراتيجيات تداول قابلة للتطبيق ىلع‬
‫منصات التداول‪.‬‬

‫وأخيرًا فإن من نأمل تحقيقه ملن يقرأ هذا الكتاب هو أن نكون قد نجحنا‬
‫يف االرتقاء بمستوى تفكير املتداول من التفكير أو العمل التطبيقي العشوائي‬
‫املبعثر‪ ،‬إلى مستوى من التفكير التجريدي ونقل منصة التداول إلى مخيلة‬
‫املتداول ومراقبة حركة املشتقات املالية كميكانيكية مجرده دون النظر يف‬
‫األرقام الفعلية‪ ،‬وذلك من منطلق التشابه املطلق يف ميكانزيم حركة األسعار‬
‫وتمثيلها ىلع شكل شموع ىلع منصة التداول؛ ألن نجاح املتداول يف عبور هذه‬
‫العتبة واالنتقال من املحسوس إلى التجريد ستكون بدقة هي نقطة البداية أو‬
‫بوابة العبور لالنتقال إلى مستوى مختلف كلياً من االحتراف يف عالم التداول‬
‫املليء باإلثارة والتشويق‪.‬‬

‫تم بحمد الله‪،‬‬

‫‪293‬‬
‫فهرس املحتويات‬

‫اإلهداء ‪4 ........... ................................ ................................ ................................‬‬

‫تمهيد ‪5 ........... ................................ ................................ ................................‬‬

‫اإلحصاء وبناء استراتيجات التداول ‪11....................................... ................................‬‬

‫استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ‪21..................................... ................................‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬إطالق الربح وتحديد الخسارة ‪27........................ ................................‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬طريقة السلّم يف وقف الخسارة ‪38................... ................................‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬التداول باتجاه واحد يسبقه يوم باالتجاه املعاكس ‪64...........................‬‬

‫املوجات السعرية واستراتيجية التداول باالتجاه الواحد ‪69........... ................................‬‬

‫املؤشرات الفنية واستغالل املوجات السعرية ‪74...................... ................................‬‬

‫التداول باألوامر املعلقة وأنواعها ‪93....................................... ................................‬‬

‫استراتيجية الحدود ‪98.......................... ................................ ................................‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬الصفقة املجزأة مع تعدد األهداف ‪115 ............... ................................‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد ‪122 ............. ................................‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬الصفقة الواحدة ذات الهدف املتحرك ‪125 .........................................‬‬

‫الطريقة الرابعة‪ :‬الصفقة املجزأة ذات األحجام املتغيرة ‪129 ........................................‬‬

‫التوفيق بين استراتيجية الحدود والتداول باالتجاه الواحد ‪131 ......................................‬‬

‫أستراتيجة الوقف ‪139 .......................... ................................ ................................‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬طريقة الزحف باألمر املعاكس ‪145 .................... ................................‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬إطالق الربح والزحف باألمر املعاكس ‪148 ........... ................................‬‬

‫‪294‬‬
‫الطريقة الثالثة‪ :‬الزحف بنقاط الخسارة وأوامر الوقف املتعددة ‪150 ................................‬‬

‫أستراتيجة العالقات بين املشتقات املالية ‪162 ........................ ................................‬‬

‫أوالً‪ :‬الطريقة العشوائية البسيطة ‪171 ..................................... ................................‬‬

‫استراتيجية العالقات الثنائية بطريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة ‪176 ........................‬‬

‫استراتيجية العالقات الثنائية بطريقة العامل املشترك ‪184 .........................................‬‬

‫إستراتيجية االنحدار يف تحديد نطاق التداول ‪187 ..................... ................................‬‬

‫استراتيجية املتوسطات العشرة املتحركة ‪198 ......................... ................................‬‬

‫الطريقة الثالثة‪ :‬التداول باالتجاه اليومي املوحد مع االتجاه العام ‪215 ............................‬‬

‫الطريقة الرابعة‪ :‬التداول قصير األمد املتوافق مع االتجاه العام ‪223 ...............................‬‬

‫استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر ‪229 .................................... ................................‬‬

‫التركيبة األولى‪ :‬املؤشرات املتنوعة ‪230 ................................. ................................‬‬

‫استراتيجيات تداول مدمجمة ‪234 ........... ................................ ................................‬‬

‫االستراتيجية األولى‪ :‬التداول املحدد قصير األجل ‪235 ................. ................................‬‬

‫االستراتيجية الثانية‪ :‬التداول طويل األجل واملحدد قصير األجل ‪241 ..............................‬‬

‫االستراتيجية الثالثة‪ :‬التداول بأوامر الوقف الزاحفة املستمرة ‪246 ..................................‬‬

‫الصفقات قصيرة األجل بالحسابات الكمية ‪252 ........................... ................................‬‬

‫نظرة جديدة ملفهوم إدارة رأس املال ‪267 ............................... ................................‬‬

‫إضاءات ىلع طريق املستقبل ‪276 ......................................... ................................‬‬

‫اإلضاءة األولى‪ :‬مفاتيح البيانو ‪277 ........... ................................ ................................‬‬

‫اإلضاءة الثانية‪ :‬الطريق املستقيم واملتعرج والعزف العشوائي ‪285 ...............................‬‬

‫اإلضاءة الثالثة‪ :‬قاعدة عدم التناقض ‪289 .................................. ................................‬‬

‫خاتـــمة ‪292 ..................................... ................................ ................................‬‬

‫‪295‬‬
296

You might also like