Professional Documents
Culture Documents
التحليل الكمي - جديد
التحليل الكمي - جديد
من سلسلة
تأليف
2
المملكة األردنية الهاشمية
املمال
رقم اإليداع لدى دائرة المكتبة الوطنية
()2023/1/112
332.04
( )260ص.
3
اإلهداء
إلى أول بسمه يف حياتي التي أعلنت بمولدها أنني شخصًا آخر
إلى التي راقبتها كالزهرة تكبر أمامي وقلبي مليء بالحب واألمل
إلى غاليتي
لجــيـن
4
تمهيد
يف الطبعة األولى من كتاب التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول ،وما
القته من نجاحات كان أبرزها نشر الوعي لدى املتداول بشكل عام واملتداول
العربي بشكل خاص بنوع مختلف تمامًا من أنواع التحليل لحركة أسعار املشتقات
املالية ،وهو التحليل الكمي الذي يعتمد بشكل كبير ىلع تحليل كميات الحركة
واتجاهاتها ،والتعامل مع حركة املشتقات املالية بصورة مجردة يف محاولة جادة
وبعيدة قدر اإلمكان عن التوقعات والتنبؤات القائمة ىلع التحليل الفني أو
التحليل األساسي.
وهو األمر الذي يجعل من الصعوبة بمكان ىلع أي متداول أن يتنبأ بحركة
املشتقات املالية وفق البيانات االقتصادية الصادرة عن الجهات املختلفة ،فإن
جاءت حركة السعر متوافقة مع تلك البيانات فال بأس بذلك ،وإن جاءت بخالف ما
هو متوقع منها فما هي إال ساعات حتى يتصدر املشهد الكثير من املحللين عبر
وسائل اإلعالم والتواصل االجتماعي املختلفة يقدمون تفسيراتهم حول األسباب
التي دفعت بحركة املشتقات املالية بخالف املتوقع منها ،وبقدر عدد املنابر
5
اإلعالمية التي يتابعها املتداول فإنه يسمع وجهات نظر مختلفة فيما بينها
بنفس عدد تلك املنابر.
ويعود سر انتشار أدوات التحليل الفني ىلع نطاق واسع بين املحللين ،يعود
إلى صفة التكرار اإلحصائي للظاهرة املدروسة ،بمعنى أن تكرار حدوث أمر معين
وفق شروط محددة يجعلنا نؤمن بقوة بأنها قاعدة يف هذا السوق ،أي أنه بمجرد
أن تتحقق شروط معينة يجعلنا نعتقد بأن الحركة السعرية التالية ستكون باتجاه
معين بسبب تكرار حدوثها يف املاضي ،وتزداد شدة االعتقاد واإليمان بها كلما
كان التكرار أكثر ،وهذا االعتقاد بكل تأكيد ما هو إال مقبرة املتداولين ،وسر
خسارتهم الرئيسية .وليس معنى هذا الكالم أن استعمال أدوات التحليل الفني هو
أمر خاطئ؛ ال بل ىلع العكس تمامًا فإن أدوات التحليل الفني ما هي إال طرق
وحسابات رياضية يتم تمثيلها بشكل رسومات بيانية ىلع منصة التداول .إال أن
طريقة تعامل املتداولين مع تلك األدوات هو ما يجعلها أداة وسالح ذو حدين قد
يؤدي باملتداول إلى خسارة كل استثماراته.
فب سبب القناعة املترسخة لدى املتداول بأهمية ودقة التحليل الفني بسبب
التكرار اإلحصائي للظواهر الحركية للسعر وفق شروط محددة ،فإن تلك القناعة
سرعان ما تتحول إلى عالقة شبه عاطفية بين املتداول واألدوات التي يستخدمها
يف اتخاذ قرارات البيع والشراء ىلع املشتقات املالية املختلفة ،وهو األمر الذي
يجعل املتداول يغفل عن مالحظة عدد مرات التكرار التي يعاكس فيها السعر
للظاهرة التي يقوم برصدها ومراقبتها من أجل اتخاذ قرار البيع والشراء ،وبالتالي
6
فإنه وعند مخالفة السعر للظاهرة املدروسة فإن العاطفة تلعب دورها وتبدأ
بالضغط ىلع املتداول وتمنعه من وقف خسارة الصفقة املعنية ىلع أمل أن
يعود السعر للمسار املطلوب الذي يرغب فيه املتداول ،وقد ال يعود السعر ويستمر
يف نفس االتجاه إلى أن يخسر املتداول جميع األموال املوجدة يف حساب
التداول الخاص به.
ومما يزيد األمر صعوبة فوق بعضها البعض ،أن عودة السعر للمسار املطلوب
بعد أن يبتعد بمسافة كبيرة وتختفي الخسارة العائمة ،فإن القناعة تتعمق
بطريقة تجعل املتداول ىلع قناعة شبة مطلقة بأن السعر مهما عاكس الصفقة
فهو ال بد أن يعود ،وكل ما هو مطلوب هو الصبر ومالئمة حجم الصفقة لحجم
الحساب بحيث يتحمل الحساب االنعكاس إلى الحد األقصى املمكن .ويدخل
املتداول يف دوامة مختلفة تمامًا تحت ما يسمى بإدارة رأس املال ،بمعنى أن
القرار الذي يتم اتخاذه يف عمليات البيع والشراء باق ىلع حاله دون تعديل ،ولكن
املطلوب هو تعديل حجم الصفقات ورأس املال املناسب لكل زوج من العمالت أو
كل مشتق من املشتقات املالية.
وال يخطر يف بال املتداول أبدًا بأن يقوم بالتعديل أو التطوير ىلع
االستراتيجية التي يقوم باستخدامها ،مثل حساب عدد املرات التي يعاكس فيها
السعر للظاهرة التي يجري بناءً عليها اتخاذ قرار البيع أو الشراء ،ومن ثم قياس
املتوسط الحسابي والحدين األىلع واألدنى للمسافة التي يبتعد فيها السعر عن
نقطة البيع أو الشراء التي تمت وفق الظاهرة املدروسة .وبناءً عليها يمكن أن
يقوم باتخاذ قرار إيقاف الصفقة يف حال تجاوزت ابتعاد السعر عن نقطة الدخول
قيمة محددة من النقاط.
ولتبسيط ما سبق بمثال بسيط ،فلو أن أحد املتداولين يقوم ببيع السعر
عندما يالمس الخط العلوي ملؤشر البولنغر باند ىلع القياس الزمني (شارت) أربع
ساعات ( )Bolinger Bands H4وكذلك يقوم بشراء السعر عندما يالمس السعر
الخط السفلي للمؤشر نفسه .وعليه ففي حال المس السعر الخط العلوي ولم
يعود ،فيجب أن يقوم املتداول بحساب املتوسط الحسابي لعدد النقاط التي
يبعدها السعر متجاوزًا الخط العلوي أو السفلي للمؤشر ،وهذا املتوسط الحسابي
7
مضافًا إليه قيمة االنحراف املعياري يصلح ألنه يكون نقطة وقف خسارة الصفقة
التي يتم الدخول بها وانتظار فرصة أخرى.
غير أنه وبالرجوع إلى البنية الرئيسية ملؤشر البولنغر باند وطريقة حسابة
وتمثيلة ىلع الشارت ،ومالحظة أن السعر ال بد وأن يبقى محصورًا بين الخطين
العلوي والسلفي للمؤشر ،فإن قناعة املتداول بعودة السعر إلى مستوى الصفقة
التي قام بالدخول فيها تبقى مترسخة إلى حد كبير ،ولذلك يحافظ ىلع تلك
الصفقة بدون تحديد نقطة وقف خسارة للصفقة ،دون أن يأخذ بعين االعتبار
قضية ىلع درجة عالية من األهمية وهي أنه ومع افتتاح كل شمعة جديدة ىلع
الشارت بصرف النظر عن الوحدة الزمنية التي تمثلها ،ولنفترض أنها أربع ساعات،
فإنه ومع افتتاح الشمعة الجديدة يتم إلغاء الشمعة األولى وبذلك فإن الرسم
البياني يتحرك بشكل مستمر ويقوم بتعديل نفسه ليتوافق مع آخر عشرون
شمعة ،وكل شمعة جديدة تتولد تلغي معها أقدم شمعة يف املؤشر .ولذلك فإن
إطالق الصفقات بدون تحديد لنقاط وقفها هي من األمور التي تجعل أدوات
التحليل الفني تفقد فاعليتها بالكامل يف مساعدة املتداول ىلع اتخاذ قرارات
البيع والشراء وقرارات وقف الخسارة وجني األرباح ،ويبدأ مسلسل البحث عن
مؤشرات جديدة واملزيد من األخطاء يف التعامل معها.
وىلع الصعيد املقابل نجد أن عددًا غير قليل يقوم بمتابعة املحللين
األساسيين الذين يعتمدون يف تكهناتهم وتوقعاتهم التجاه أسعار العمالت
واملشتقات املالية ىلع البيانات االقتصادية التي تصدر من الدول املختلفة،
واألحداث السياسية التي تجري ىلع الساحة العاملية باستمرار ،ومن أمثلة البيانات
االقتصادية التي يجري متابعتها؛ سعر الفائدة ،ومستوى التضخم ،وامليزان التجاري،
والوظائف غير الزراعية التي يجري استحداثها يف الواليات املتحدة األمريكية ..الخ
من البيانات التي تصدر من الدول املختلفة ذات العالقة بأسعار عمالتها ،أو ىلع
األقل يعتقد املحللون بأن لها عالقة يف تحريك األسعار باتجاه معين وفق تلك
البيانات.
8
وىلع هذه الصعيد يجب لفت االنتباه أن كمية هذه البيانات من الكثرة بمكان
بحيث ال يمكن متابعتها جميعًا دفعة واحدة ،وبخاصة أنها تمشي مع حركة
الشمس ،فتبدأ من اليابان واستراليا وتنتهي بالواليات املتحدة األمريكية ،وال يمكن
ألي مضارب مهما كانت قدراته أن يحيط بها علمًا أو أن يتابعها جميعًا ويقوم
بالتداول بناء عليها ،وأكثر ما يقوم به هو أن يتابع مجموعة من التقارير التي
يقدمها املحللون ىلع القنوات اإلخبارية أو املنشورة ىلع املواقع اإللكترونية،
ولكن بعد فوات األوان ،أي أن السوق يكون فعليًا قد تفاعل مع هذه البيانات
وانتهى تأثيرها إن كان لها أي تأثير يذكر.
وال ننسى أيضًا أن السوق يف أغلبه ال يتحرك وفق هذه البيانات االقتصادية،
بمعنى أن هناك مجموعة من القوى قد تكون مصلحتها أال يتفاعل السوق أو أال
يستجيب للبيانات االقتصادية الصادرة عن الجهات املختلفة ،ال بل ىلع العكس
من ذلك ،فقد تصدر البيانات ىلع سبيل املثال لصالح الدوالر األمريكي ،ويجيب أن
تنخفض العمالت املقابلة له بالضرورة ،ولكننا نجد أن العكس تمامًا هو الذي حدث،
فنجد أن الدوالر األمريكي هو الذي تراجع وارتفعت العمالت املقابلة له .ونعود
للتأكيد ىلع أن تكرار حدوث ظاهرة معينة وفق شروط محددة يجعلنا نعتقد
بإلزامية الحدوث بالضرورة ،فتكرار انخفاض الدوالر يف كل مرة تكون فيها بيانات
التضخم مرتفعة يجعلنا نأخذ قرار البيع سريعًا بمجرد رؤيتنا أن قيمة التضخم
مرتفعة عن القيمة السابقة لها أو عن القيمة املتوقعة .وهي من املصائد التي
يقع فيها عدد ضخم من املتداولين الذين يخسرون حساباتهم الصغيرة نتيجة
قرارات مضاربة مثل هذه تعتمد ىلع مثل هذه البيانات.
9
ما دام االستثمار صغيرًا والنتيجة املرجوة ال تتعدى عن كونها قرارًا بالبيع أو الشراء
فقط ،فمهما كانت نوعية هذه البيانات ومصدرها فال يهم املتداول إال قضية
واحدة فقط واإلجابة ىلع سؤال واحد فقط وهو :هل يقوم بالبيع أو الشراء؟.
10
وبناء ىلع ما تقدم فإننا ال نقلل من أهمية التحليالت املختلفة سواء
الفنية أو األساسية ،إال أننا ال نؤمن بجدواها العملي وانعكاسها ىلع تحقيق
النتائج املتوقعة يف هذا السوق بالنسبة للمتداول البسيط ،ولذلك سنحاول مرة
أخرى تزويد املتداول العربي بمجموعة مختلفة كليًا من األدوات التي نعتمد يف
بعضها ىلع التحليل الفني ولكن بعد التعامل معها بطريقة كمية كما أشرنا،
والتي نتجاهل فيها جميع ما تعلمناه سابقًا ونحفر عميقًا وراء األرقام وتصنيفاتها
املختلفة ودالالتها الفريدة وآلية توظيفها بطريقة تجعل العمل يف التداول
بواسطها عمالً يف غاية التشويق واملتعة.
إذن هو التحليل الكمي مرة أخرى ،مضافًا إليه فن التعامل باألوامر املعلقة
املركبة واملعتمدة ىلع التحليل الكمي ،وصوالً إلى أىلع أداء ممكن يف التعامل
مع حركة املشتقات املالية ىلع اختالف أنواعها .ولذلك عزيز القارئ فبعد إطالق
الكتاب األول " التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول يف األسواق املالية
العاملية" ،والكتاب الثاني "فن التداول باألوامر املعلقة" ،والنجاحات التي تحققت
يف خلق جيل جديد من املتداولين الذين باتوا يتعاملون مع حركة املشتقات
املالية بصورة مجردة ،فقد آن األوان لتقديم املستوى الجديد من اإلستراتيجيات
املتقدمة والقائمة عل الدمج بين مختلف االستراتيجيات السابقة يف الكتابين
ىلع شكل دراسات متقدمة تساعد يف إحداث نقلة نوعية يف عالم التداول يف
عالم األسواق املالية العاملية وبخاصة أن األسواق تطلق مجموعة من األدوات
املالية الجديدة.
11
التي يمكن الحصول عليها ،وهامش الربح يكون من خالل الفارق بين سعري الشراء
والبيع ،غير أن أسواق املال العاملية العاملة وبخاصة العاملة بنظام العقود مقابل
الفرق لها ميزة فريدة وهي أنك تستطيع البيع أوالً ىلع أىلع األسعار ومن ثم
تقوم بالشراء ىلع أقل األسعار والحصول ىلع ذات النتيجة أيضًا.
وىلع ذلك فإن املتتبع لحركة أي مشتق مالي يجري التداول عليه يف
األسواق املالية العاملية ،وخالصة الحركة السعرية لذلك املشتق املالي ولنقل
يف نهاية يوم التداول والتي يتم تمثيلها بأكثر من طريقة وبخاصة الشموع
اليابانية ،يالحظ أن االتجاه النهائي وخالصة حركة اليوم والتي يتم تمثيلها
بشمعة واحدة تنتهي إما صعودًا وإما نزوالً ،مهما كانت املتغيرات التي حدثت
خالل األربع وعشرون ساعة التي تمثلها تلك الشمعة من أحداث أو أخبار أو
مضاربات أو أي شيء مما له تأثير ىلع حركة السعر .بمعنى أنه ال خيار ثالث أمام
أي عملة أو سلعة يجري التداول عليها سوى االنتهاء صعودًا أو االنتهاء نزوالً ،كما
نالحظ يف الرسم التالي للجنيه اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي:
ولكن بتدقيق النظر والتمعن يف الرسم املعروض وإطالق العنان للتفكير بشكل
مجرد وببساطة مطلقة ،سنجد بأنه سرعان ما يقفز إلى الذهن مجموعة من
األسئلة والتي منها:
12
ما عدد األيام التي انتهت فيها حركة السعر ىلع ارتفاع ،بمقابل عدد .1
األيام التي انتهت فيها ىلع انخفاض والنسبة املئوية لكل طرف منهما؟
وبطبيعة الحال فإن هذا السؤال يندرج ىلع جميع التوقيتات التي يمثلها
الرسم البياني أو الشارت ،فقد يكون بشكل يومي أو أربع ساعات أو أكثر أو
أقل بحسب ما هو متوفر ىلع منصة التداول.
.2ما هو معدل حركة السعر أو املتوسط الحسابي التي تمثله الشمعة
الواحدة بحسب التوقيت الذي تمثله الشموع ،سواء أكان بشكل يومي أو
أكثر أو أقل؟
.3ما هو املتوسط الحسابي لطول الظل العلوي واملتوسط الحسابي لطول
الظل السفلي ،وبحسب التوقيتات املختلفة التي تمثلها الشموع سواء
أكانت بشكل يومي أو أكثر أو أقل من ذلك؟
هذه األسئلة وغيرها الكثير تؤسس بصورة علمية لعملية بناء استراتيجيات
التداول املجردة والبعيدة كل البعد عن محاولة التنبؤ بمستقبل األسعار وما
ستكون عليه يف املستقبل القريب أو البعيد ،بحيث تصبح عمليات التداول ال
تخضع إال لقياسات كمية وإحصائية محسوبة ومجردة بشكل كلي عن العاطفة،
غير أن هذا الكالم ال يعني بأي شكل من األشكال التخلي عن ما توفره أدوات
التحليل الفني من معطيات مختلفة يمكن توظيفها يف بناء وتطوير استراتيجيات
التداول ،حيث أنه وكما أشرنا سابقًا بأن أدوات التحليل الفني املتوفرة ىلع
منصات التداول ما هي إال قياسات وأساليب كمية يتم تمثيلها ىلع شكل رسومات
متنوعة تسهل ىلع املتابع رؤيتها بشكل مباشر أمامه ،ولكن إذا ما قام املتداول
بالتعمق يف تلك األدوات وكيفية حسابها وفلسفة وجودها من األساس سيتوصل
بكل تأكيد إلى تغيير منهجية توظيفها بحيث ال يعتمد ىلع مجرد مشاهدة تلك
الرسوم البيانية التي تعكسها عملياتها الحسابية .وىلع ذلك فكلما طرح املتداول
ىلع نفسه أسئلة صحيحة أكثر ،وكان متمكنًا من توظيف أدوات البحث العملي
13
واألساليب اإلحصائية كلما كان قادرًا ىلع بناء إستراتيجيات متنوعة يمكن بكل
سهولة أن يتم املقارنة بينها يف ضوء النتائج املتحققة منها.
من هنا فإن ما سنقدمه يف هذا الكتاب وإن كان مبنيًا ىلع األسس التي تم
وضعها يف الكتابين السابقين وهما كتاب التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات
التداول ،وكتاب فن التداول باألوامر املعلقة ،إال أن املزيد من األبحاث العلمية
والتطبيقات العملية أفرزت مستوى متقدم من االستراتيجيات التي ال تبعد شبح
الخسارة عن املتداولين بشكل مطلق ،إال أن من شأنها تحقيق أىلع عائد
استثماري من عمليات التداول يف األسواق املالية بصرف النظر عن طبيعة
املشتقات أو األدوات املالية التي يتم التداول عليها.
وعودة ىلع ذي بدء وفيما يتعلق بالشكل السابق الذي يمثل عددًا من الشموع
اليابانية والتي تعكس حركة زوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي بشكل
يومي ،ويف ضوء األسئلة التي تم طرحها تاليًا فماذا لو أنه وبناء ىلع إجاباتها
قمنا بالتداول من خالل تنفيذ صفقة تداول واحدة يف بداية كل يوم من نفس
النوع سواء أكانت شراء أو بيع ،ويف نهاية اليوم قمنا بإغالق تلك الصفقة مهما
كانت نتيجتها وقمنا بفتح صفة أخرى من نفس النوع وبنفس االتجاه وبشكل
متكرر؟
14
مجموع الخسارة يف كل الصفقات الخاسرة .ثم تبدأ عملية بناء االستراتيجيات أو
التطوير عليها والتعديل فيها بما يضمن تحقيق أىلع عائد أو ربح من الصفقات،
وكذلك تخفيض كمية الخسارة إلى الحد األقصى املمكن بالنسبة للصفقات
الخاسرة ،والذي سينعكس بشكل مؤكد ىلع املجموع النهائي لصايف الربح أو
الخسارة مع التطور الزمني يف استخدام االستراتيجية.
كل هذا وأكثر بحاجة إلى تفصيالت إحصائية وحسابات كمية يجب أن يجتهد
املتداول يف فهمها واإلحاطة بها بشكل كامل ،وتطبيقها بشكل عملي قبل أن
يبدأ مرحلة التداول الحقيقي ،األمر الذي يعطي صورة بالسيناريوهات املتوقعة
التي يمكن أن يمر بها خالل عملية التداول التي قد تستمر ألشهر أو سنوات
طويلة ،تمامًا كحال الجندي الذي يقوم بالتدرب ىلع استخدام كافة أنواع األسلحة
والخض وع لتدريبات ومناورات عسكرية تحاكي العمليات الفعلية التي تجري يف
الحرب الحقيقية ،كي يكون مزودًا بأىلع املهارات الالزمة لالنتصار يف الحرب التي
قد يدخلها أثناء خدمته العسكرية ،ويكون قد جرب محاكاة فعلية ألي حدث
مفاجئ يف املستقبل.
15
املالي أو زوج العمالت ىلع ارتفاع بمقابل عدد األيام التي انتهي فيها ىلع
انخفاض والنسبة املئوية لكل طرف.
إن نظرة واحد بعين الناقد إلى الجدول السابق الذي وضعنا فيه العمالت
الدولية الرئيسية أو أكثر العمالت العاملية التي يجري عليها التداول حول العالم،
نالحظ أن الفارق بين عدد األيام أو يف النسبة املئوية لعدد األيام التي انتهت
فيها حركة السعر ىلع انخفاض باملقارنة مع عدد األيام أو النسبة لعدد األيام
التي انتهت فيها حركة السعر ىلع ارتفاع تكاد تكون منعدمة ،بمعنى أن هناك
شبة تساوي أو تطابق يف عدد األيام التي انتهى فيها السعر ىلع ارتفاع بمقابل
عدد األيام التي انتهي فيها السعر ىلع انخفاض.
وسريعًا ما سيقفز إلى ذهن املتداول الناقد ،سلسلة من األسئلة التي يمكن
تصنيفها بسهولة حول املعنى من مثل هذا الكالم وهذه النتائج ،وهل باإلمكان
أن نقوم بتوظيف هذه املعلومات اإلحصائية التي تبدو للوهلة األولى بسيطة
للغاية ،باإلضافة إلى التساؤل حول األساليب اإلحصائية األخرى التي يمكن
استخدامها يف الكشف عن املزيد من أسرار حركة املشتقات املالية ،وكيفية
االستفادة منها أو توظيفها يف بناء إستراتيجيات تداول قائمة بشكل مطلق ىلع
16
التحليل الكمي بعيدًا عن أدنى محاولة لتوقع اتجاه حركة السعر كما هو الحال يف
التحليل الفني ،أو تأثير البيانات االقتصادية املختلفة ىلع حركة تلك املشتقات
واألدوات املالية كما يفعل التحليل األساسي ،ومع أهمية هذه األنواع من التحليل
إال أنها يجب أن ال تخرج عن دائرة الحساب الكمي وتوظيف ما يمكن توظيفه منها
يف بناء االستراتيجيات التي يمكن من خاللها املحافظة ىلع توازن الحساب
وحمايته من الخسارة لتبدأ من بعده عمليه تعظيم العمليات الرابحة ،والحد من
العمليات أو الصفقات الخاسرة من أجل رفع قيمة الحساب ىلع شكل أرباح تراكمية
يتم قطفها من األسواق بسبب البناء املحكم ملثل هذه اإلستراتيجيات ،دون القلق
والشد العصبي والعاطفي يف متابعة السعر كمن يمشي يف الصحراء بال بوصلة
تحدد له االتجاه الذي يمشي فيه أو ما الذي يمكن أن يصادفه خالل ذلك املسير.
كلما كانت الفترة الزمنية املرصودة أطول يكون التطابق أكبر بين عدد أيام .1
االنخفاض يف السعر مع عدد أيام االرتفاع ،وبالعكس كلما كانت الفترة
الزمنية املرصودة أقل كلما كانت التطابق أقل ،وىلع ذلك فعند بناء
استراتيجية تداول بناء ىلع املعلومات السابقة يف الجدول فيجب أن
يتحلى الفرد بميزة الصبر وال ينتظر تحقيق أو قطف الثمار منذ اليوم األول
للعمل ،وهو األمر الواد الحدوث بكل تأكيد.
17
.2تميل النسبة املئوية أو عدد األيام إلى االنحراف باتجاه معين دون اآلخر إذا
كان هناك موجة سعرية صاعدة أو هابطة خالل فترة زمنية معينة ،فإن
اقتصرت الدراسة ىلع فترة قصيرة خالل حدوث موجة سعرية سنالحظ أن
النسبة املئوية ألحد الطرفين أكبر من األخرى ،ولذلك نحتاج إلى فترة
زمنية أطول ملوازنة هذه النسبة ،ىلع عكس الفترات التي يمشي فيها
السوق بشكل عرضي ،وتتناوب عمليات االرتفاع واالنخفاض فيها.
.3اعتمادًا ىلع ما ورد يف النقطة السابقة ،فإن هذه املعلومة يجب أن
نأخذها بيعن االعتبار عند التعمق يف بناء استراتيجيات التداول ،وسنرى
كيف يمكن استغالل هذه املعلومة بأىلع معايير الجودة.
.4املعلومات املعروضة يف الجدول السابق؛ يتضمن تحليل يتعلق بالشموع
التي تمثل خالصة الحركة اليومية ،Daily Time Frameبمعنى أنك إذا
رغبت بالتداول ىلع شموع تمثل خالصة العمل كل ساعة أو أربع ساعات
أو أكثر أو أقل فأنت بحاجة إلى دراسة أخرى أو تحليل إحصائي آخر ملعرفة
النتائج املتحصلة منها ،وما عليك سوى القيام بعملية تحميل البيانات
ىلع أحد البرامج اإلحصائية أو املحاسبية مثل األكسل أو برنامج ال spss
ثم تقوم بعملية اإلحصاء للبيانات حتى تكون ىلع بينة من أمرك قبل
الشروع يف العمل املباشر ىلع منصة التداول سواء بحسابات حقيقية أو
تجريبية.
.5بشكل عام فإن جميع إحصائيات الشموع بصرف النظر عن التوقيت
املستخدم أو الـ Time frameستكون شبة متطابقة مع الجدول السابق
وبخاصة كلما كانت عدد الشموع املتتالية املرصودة أكثر.
وللتسهيل ىلع املتداول الكريم فهناك أحد املواقع العاملية املختصة قامت
بعمل تحليل شبه متكامل ملثل هذا النوع من البيانات ،واسم هذا املوقع
www.hexagon-fx.comوأطلق مؤشرًا خاصًا لهذا النوع من التحليل الكمي يطلق
18
عليه مؤشر ،)Rousan & Marashdy Details Index( ،RMDIحيث ستجد أن هذا
املؤشر يقدم سلسلة تفصيلية من الحسابات الكمية ألي مشتق مالي معروض
ىلع منصات التداول ،سواء أكان املطلوب دراسة املعلومات الكمية بشكل يومي
أو ساعة أو أكثر أو أقل ،وتتضمن هذه الحسابات ما يلي:
19
وكما نالحظ من الجدول السابق فإن املعلومات اإلحصائية والحسابات الكمية
التفصيلية التي يقدمها مؤشر ،RMDIتبدو شبه مستوفيه لكافة العناصر
اإلحصائية والكمية التي يمكن أن تخطر ببال املتداول لحسابها أو معرفتها ،حتى
يكون أثناء عملية التداول عارفًا لكافة العناصر ولديه صورة شبه كاملة للتفاصيل
النوعية والكمية املتعلقة باملشتق املالي أو زوج العمالت التي يجري التداول
عليه .ويمكن للمتداول وبكل سهولة أن يقوم بعمليات الربط ما بين االستراتيجية
التي سيجري بنائها أو التداول عليها والتفاصيل الالزمة لتلك االستراتيجية بناء
ىلع املعطيات التي يوفرها هذا املؤشر.
وبناء ىلع ما تقدم عزيزي املتداول فأثنا تقدمنا يف عرض اإلستراتيجيات يف
صفحات هذا الكتاب ،يجب أن تضع نصب عينيك تفاصيل محتويات الجدول السابق
الذي يقدمها املؤشر الذي اصطلحنا ىلع تسميته مؤشر ،RMDIألنه سيلزمنا
االستعانة به لتوضيح الكثير من تفاصيل االستراتيجيات املعروضة ،حتى نعرف
كيف أننا سنقوم بتوظيف هذه التفاصيل وهذه الحسابات الكمية يف تطوير أي
استراتيجية يجري بحثها.
20
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد
وفق العرض السابق وحتى نبدأ باالرتقاء يف تقديم االستراتيجيات املتقدمة
القائمة ىلع التحليل الكمي ،تعتبر استراتيجية التداول باالتجاه الواحد One Way
،Trading Strategyهي االستراتيجية األولى واملنطلق الرئيسي ملا يليها من
إستراتيجيات متقدمة ومبنية ىلع أسس محددة وواضحة ،ويف كل تقدم يتم
يف هذه االستراتيجية فإن ذلك التقدم يأتي كنتيجة حتمية ملواجهة عيوب
االستراتيجية أو الخطوة والنسخة السابقة عليها.
.1املعطى األول يشير إلى أنه ال يمكن لسعر أي واحد املشتقات املالية
ومهما كانت نوعية البيانات أو املعطيات التي تؤثر عليه سواء أكانت
اقتصادية أو سياسية أو طبيعية ،فإنه ال يوجد أمام ذلك السعر سوى واحد
من احتمالين وهما االرتفاع أو االنخفاض ،بصرف النظر عن الحاالت الشاذة
التي تكاد ال تذكر وهي أن السعر لم يتحرك صعودًا أو نزوالً وبقي يف
مكانه نهاية يوم التداول بسبب العطالت يف دول معينة أو األعياد التي
يكون فيها السوق مفتوحًا ولكن الحركة ضعيفة جدًا.
.2أما املعطى الثاني وكما أشرنا يف الجداول السابقة فإنه ومع التطور
الزمني فإن عدد مرات ارتفاع السعر سيكون مساوي تقريبًا لعدد مرات
انخفاض السعر قياسًا ىلع الوحدة الزمنية املدروسة أو املرغوب بالتداول
21
عليها ،سواء أكان بشكل يومي أو أربع ساعات أو أكثر أو أقل ( Time
.)Frameولكن وللتسهيل وعرض تفاصيل االستراتيجية فسيتم االكتفاء
بعرضها باستخدام الوحدة الزمنية اليومية .Daily Time Frameوكل ذلك
بسبب أن الظروف التي يمر بها أي مشتق مالي ال يمكن أن تكون ىلع نحو
إيجابي بشكل مستمر أو ىلع نحو سلبي كذلك ،بل أن السعر يتأثر سلبًا
وإيجابًا بالتبادل بحسب نوعية املتغيرات التي تؤثر عليه ،وإذا ما رصدنا
ذلك بشكل دقيق فسنجد بأن هناك توزان شبه مطلق يف حجم
املتغيرات التي تؤثر إيجابًا ىلع السعر وتؤدي إلى ارتفاعه ،بمقابل حجم
املتغيرات التي تؤثر سلبًا وتؤدي إلى انخفاضه .ويبقى الفارق يف سعر أي
مشتق مالي من النقطة األولى للرصد إلى النقطة النهائية متوقفًا ىلع
عدد من العوامل الكمية الهامة التي سنوضحها فيما بعد أثناء التقدم يف
بناء االستراتيجيات ،مثل مقدار التأثير اإليجابي لبعض املتغيرات خالل
فترة معينة مقابل مقدار التأثير السلبي لبعض املتغيرات أو نفسها خالل
فترة أخرى.
22
رصدها يف مسيرته نحو بناء استراتيجيات محكمة قائمة ىلع حسابات كمية
بعيدة كل البعد عن محاوالت التنبؤ بمستقبل السعر ،إال يف حدود االتجاه
العام الذي يجري حسابه بطريقة كمية أساسها معطيات التحليل الفني.
إذا وبشكل أولي ومبسط للغاية نستطيع صياغة نتيجة محددة وواضحة
تنص ىلع القاعدة التالية :إذا قمت بالشراء مع بداية كل شمعة والتي تمثل
الفترة الزمنية املرصودة سواء يومًا أو غيره ،وقمت بأخذ نفس حجم الصفقة
كل يوم ،وقمت بإغالق الصفقة مع إغالق الشمعة ،فإن عدد الصفقات التي
ستكون قد ربحتها يساوي نفس عدد الصفقات التي خسرتها مع فارق بسيط
جدًا ،والعكس صحيح تمامًا إذا قمت بالبيع مع بداية الشمعة وإغالق الصفقة
مع نهايتها ،مع ثبات االتجاه وحجم الصفقة يف كل مرة.
ويبقى الرهان قائمًا حول النتيجة النهائية لهذه العمليات ،هل هي
إيجابية بالنسبة للحساب الذي يجري التداول عليه أم سلبية ،وإجابة هذا
السؤال تحتاج إلى املزيد من البحث والتطوير لضمان أن نخرج بنتيجة إيجابية
بشكل حتمي .حيث أن أول سؤال يقفز إلى ذهن املتداول سيكون ىلع النحو
الذي ينص ىلع ما يلي“ :بما أن عدد الصفقات الرابحة تساوي عدد الصفقات
الخاسرة ،فما الفائدة إذن من العملية من األساس؟".
هنا يأتي دور التحليل الكمي الدقيق ملعرفة الطريقة السليمة للتعامل مع
هذه االستراتيجية ،من أجل تعظيم األرباح أو تقليل الخسائر ،أو تحقيق الطرفين
معًا ،وبخاصة يف ضوء معرفتنا األكيدة بأن اإلحصائيات التي سبق وتم عرضها يف
الجداول السابقة تبقى قاعدة ثابته ال يمكن كسرها بأي حال من األحوال ،وال بد أن
نلفت انتباه املتداول بأن إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد One Way Trading
Strategyاملعروضة من قبل املؤلف وما سيتم عرضه من أساليب متقدمة
لتطويرها ورفع كفاءتها؛ هي نهاية الطريق يف اشتقاق إستراتيجية قائمة ىلع
23
هذه املعلومات اإلحصائية ،فقد تقفز إلى ذهن أي فرد يقرأ صفحات هذا الكتاب
فكرة عظيمة تكون بمثابة ثورة يف عالم التداول.
القيمة املوضوع
Sell اتجاه الصفقات بشكل يومي
2018/01/17 أول يوم تداول
2019/11/23 آخر يوم تداول
508 عدد أيام التداول /حجم عقد واحد
$2,347 أكبر قيمة للربح اليومي
$2,654- أكبر قيمة للخسارة اليومية
$16,465 أىلع مجموع للربح التراكمي
$5,372- أىلع مجموع للخسارة التراكمية
$7,168 صايف الربح/الخسارة
24
الخروج بربح صايف خالل الفترة املاضية بما مقداره ( ،)$7,168وهي قيمة
متواضعة نوعًا ما ،بالنظر إلى طول الفترة الزمنية التي جرى العمل خاللها والتي
تقارب من سنتين .مع العلم بأننا لو قلبنا اآلية لخرجنا بصايف خسارة تساوي نفس
قيمة الربح املتحقق يف حال لو قمنا بالشراء مع بداية كل يوم بدالً من البيع.
وهذا ما سنقوم بطرحه حول األسباب التي تجعلنا نأخذ اتجاه معين دون اآلخر يف
الصفحات التالية ،إضافة إلى أن األرقام املجردة يف كما هي معروضة يف الجدول
السابق قد تحتاج إلى إعادة نظر وبخاصة يف ضوء بعض املتغيرات الهامة ومنها
ىلع سبيل املثال وليس الحصر هو فرق االسبرد بين سعري البيع والشراء ،وهو
األمر الذي سنتطرق إلى توضيحه بطريقة خاصة عندما نتعمق يف بناء هذه
االستراتيجية بشكل تراكمي وصوالً إلى أفضل نتيجة مؤكدة منها.
ومما تجدر اإلشارة إليه يف الجدول السابق ،بأننا لو قمنا بجمع الربح
والخسارة بشكل يومي وتراكمي ،نجد بأن أىلع ربح تراكمي تم تحقيقه وصل إلى
نحو ( )$16,465وهي قيمة مرتفعة باملقارنة بأقصى خسارة تم تجميعها بشكل
تراكمي خالل نفس الفترة والتي وصلت إلى نحو ( .)$5,372وهذا ما يمثله الرسم
البياني التالي:
25
وهنا يجب أن ال نغفل عن املسار الذي نسير فيه وهو أن الهدف الرئيسي
من البحث والتطوير يف موضوع التحليل الكمي ،هو أن نصل إلى استراتيجية تداول
يمكن استخدامها وتوظيفها بأكثر من طريقة إيداعيه ،متحررين بشكل كامل من
انتظار صدور أي بيانات اقتصادية نتوقع يف ضوئها مستقبل األسعار وما ستكون
عليه يف قادم األيام أو الساعات ،وكذلك التحرر من الطرق التقليدية يف استخدام
مؤشرات التحليل الفني وتوظيف معطياتها بأفضل صورة ممكنة بما يخدم بناء
االستراتيجيات القائمة بشكل كامل ىلع حساب الكميات ،وىلع ذلك فلكي نبدأ
مشور املتعة والتشويق واإلثارة بعمليات التداول يجب علينا إطالة النظر يف
املعلومات السابقة ،ونبدأ بطرح األسئلة املناسبة حتى نضع أقدامنا ىلع طريق
تحقيق النجاح املؤكد ،والذي يتطلب الخروج من الصندوق والتفكير من خارجه.
إن عدد املستويات أو الطرق التي سنبدأ بعرضها فيما يلي كما أشرنا
سابقًا تم بنائها بشكل تراكمي بحسب ما توفر للمؤلف من خبرة وبحث ودراسات
26
كمية ،وهو ما نود التأكيد عليه بشدة للمتداول الذي يقرأ صفحات هذا الكتاب،
وهو أن استمرارية البحث والتجريب والتحليل الكمي لألرقام سيتولد عنها طرق
مختلفة للتعامل مع حركة املشتقات املالية بحيث نحقق أىلع عائد ممكن من
خالل استخدامها.
وليس هذا فقط ،فقد تبين بأن عدد الصفقات الرابحة كانت نحو ( )170ألف
صفقة ،بمقابل نحو ( )80ألف صفقة خاسرة فقط ،غير أن مجموع الخسارة يف
الصفقات الخاسرة ،برغم قلة عددها بمقابل الصفقات الرابحة كانت تفوق مجموع
الربح بفارق كبير جدًا ورقم يصعب تخيله للمضارب العادي .وهو األمر الذي يعزز من
27
ثقتنا بأن أحد أهم العوامل الرئيسية يف الخسارة الكلية للحسابات ،هو أن
املتداول حين يكون باالتجاه الصحيح للسوق فإنه سرعان ما يقطف األرباح
املتحققة من عملية التداول ويهرب بها فرحًا؛ وهو ما يثبته العدد الهائل من
بعكس اتجاه الصفقات الرابحة ،غير أنه ويف الوقت الذي يكون فيه السعر
الصفقة ،فإن املتداول يبقى متعلقًا باألمل بأن يعود السعر مرة أخرى ويقوم
بتعويض الخسارة التي لحقت بالحساب ،وهو الفخ الرئيسي الذي يسرق الحساب
يومًا بعد يوم ،إلى أن يجد املتداول نفسه حائرًا كيف يفعل ،أو بخسارة حسابه
بالكامل ،وبالتالي هي العاطفة التي تسيطر بشكل كلي ىلع العقل وتمنعه من
اتخاذ القرار السليم يف الوقت السليم ،وكل هذا طبعًا لن يكون متاحًا يف ضوء
نظره سطحية للسوق بشكل عام وخصائص حركة املشتقات املالية بشكل خاص.
أخرى ،فماذا لو أعدنا حساب البيانات الوارد يف الجدول السابق مرة
ستكون النتيجة؟ ،النتيجة ربما ستكون صادمة ،وسنعرضها يف الجدول التالي،
بنفس القيم ونفس الفترة الزمنية ونفس قيمة العقد ،والشيء الذي قنما بتغييره
أو التالعب به هو تحديد قيمة الخسارة بقيمة ( )500دوالر يف كل مرة ،وإطالق
العنان للربح إلى نهاية اليوم ،بمعنى أننا وضعنا معادلة حسابية بحيث نوقف
الخسارة يف األيام التي مشى فيها السعر بعكس الصفقة عند حد ( )500دوالر
أمريكي كحد أقصى ،يف حين حافظنا ىلع الصفقة عاملة حتى نهاية يوم
28
التداول بصرف النظر عن كمية الربح التي سنخرج بها نهاية اليوم ،والجدول التالي
يوضح النتيجة التي خرجنا بها بعد أن قمنا بإعادة الحساب ىلع ملف البيانات
الحقيقية املستخرجة من منصة التداول وبإمكان أي فرد أن يقوم بالتأكد من تلك
القيم بشكلها الرئيسي قبل الخوض يف التفاصيل التالية لهذه اإلستراتيجية:
القيمة املوضوع
Sell اتجاه الصفقات بشكل يومي
2018/1/17 أول يوم تداول
2019/11/23 آخر يوم تداول
508 عدد أيام التداول /حجم عقد واحد
$2,347 أكبر قيمة للربح اليومي
$500- أكبر قيمة للخسارة اليومية
$49,037 أىلع مجموع للربح التراكمي
$1,869- أىلع مجموع للخسارة التراكمية
$47,541 صايف الربح/الخسارة
ال تحتاج األرقام الواردة يف الجدول السابق إلى تفسير ،بمقابل الدهشة
التي تصيبنا عندما نقوم باملقارنة البسيطة بين الجدولين ،والتي لم نغير يف
اإلستراتيجية شيئًا يذكر؛ سوى أننا قمنا بتحديد الحد األقصى للخسارة التي نقبلها
يف كل مرة .فبينما كان صايف الربح يف املرة األولى ( ،)$7,168تضاعف يف املرة
الثانية بعد التعديل إلى سبعة أضعاف ليصل إلى ( ،)$47,541وقس ىلع باقي
البيانات يف الجدول.
ولكن لننتظر مرة أخرى قبل أن نتسرع يف إظهار الفرح والدهشة بهذا
االكتشاف ،ف ماذا لو قلبنا اآلية وكان اتجاه الصفقات هو الشراء وليس البيع ،حتى
نخرج من دائرة الشك بأن التي قد يكون املؤلف ربما قد تعمد عرض بيانات من
29
شأنها أن تؤكد صحة النظرية التي يطرحها يف إستراتيجية التداول باالتجاه
الواحد.
لإلجابة ىلع هذا السؤال ،فإننا نستعرض نفس الجدول مع تغيير اتجاه
الصفقات من البيع إلى الشراء ،والتي يوضحها الجدول التالي.
30
يف ضوء ما تقدم ربما تدفعنا الحماسة التي قد تسيطر ىلع أي متداول قام
بقراءة الصفحات السابقة بما تنطوي عليه من بيانات وجدال إلى التوقف عند هذا
الحد والذهاب فورًا إلى إجراء الحسابات اإلحصائية والكمية لعدد من املشتقات
املالية املرغوب أن نتداول بها ،والتأكد من صدق ما سبق عرضه من إحصائيات
وحسابات كمية من خالل تحميل البيانات املتعلقة بأي مشتق من املشتقات
املالية ىلع برنامج األكسل ،ومن ثم الذهاب فورًا إلى منصة التداول وبدء التطبيق
الفوري لهذه اإلستراتيجية بالصورة التي سبق ذكرها .وهو األمر الذي يبدو معقوالً
يف أول األمر ومقبوالً أيضًا ،ذلك ألن التجارب التطبيقية هي الطريق السليم
للكشف عن املشكالت التي قد تواجه توظيف هذه االستراتيجية وتحقيق أىلع
عائد متوقع منها.
ومع أن املؤلف يرى بأهمية وضرورة التطبيق التجريبي للكشف عن أية عيوب
تواجه أي استراتيجية مهما كان نوعها ،ومنها هذه االستراتيجية ،إال أنه واختصارًا
لوقت املتداول بسبب الدراسات الكثيرة والتحليالت الكمية التي تم تنفيذها فإن
كمية كبيرة من املالحظات والعيوب التي تم رصدها أثناء تنفيذ هذه االستراتيجية
وىلع ذلك فلو أعدنا النظر مرة أخرى يف النتائج السابقة وأعدنا التفكير فيها مرة
أخرى بعمق أكبر ،وبخاصة يف ضوء معرفتنا بتفاصيل التداول عل املشتقات
املالية املختلفة ،ويف ضوء املعطيات التي تقدمها التحليالت اإلحصائية التي
عرضنا يف جدول مؤشر RMDIالذي أشرنا إليه سابقًا ،فإن كمية كبيرة من األسئلة
الصحيحة ستقفز إلى الذهن بشكل مباشر .واإلجابة عليها ستجعلنا بشكل مطلق
قادرين ىلع رفع كفاءة االستراتيجية السابقة ومعالجة عيوبها مهما كان نوعها،
وطرح هذه األسئلة يجب أن تكون بأسلوب سقراط الحكيم ،التي من شأنها أن
تضعنا ىلع الطريق الصحيح دون أن يدخل الشك يف قلوبنا أثناء العمل .وكذلك
حتى ال نترك للعطافة أي مجال للتدخل والتغيير يف خطة العمل والتي قد تدمر
اإلستراتيجية برمتها ،ومن هذه األسئلة:
31
ما هو األساس العلمي الذي نستند عليه يف تحديد قيمة الخسارة التي .1
نتوقف عندها يف الصفقات التي يمشي السعر بعكسها؟.
.2ماذا لو تحرك السوق بعكسنا يف أول األمر وقام بوقف الخسارة الذي قمنا
بتحديده ،ثم عاد لالتجاه املطلوب قبل نهاية اليوم؟
.3هل من املمكن أن نقوم بالتبديل بين اتجاه الصفقات كل فترة زمنية
معينة ،وبخاصة أن السوق يمر أحيانًا بموجات ارتفاع أو انخفاض لفترات
زمنية طويلة قد تستمر ألشهر متتالية؟
.4كيف يمكن التالعب يف تفاصيل االستراتيجية السابقة بحيث نحقق منها
أىلع عائد مع تقليل مخاطرها إلى الحد األقصى؟
يف أول األمر قد يبدو األمر مربكًا بعض الشيء وذلك بسبب كثرة
التفصيالت املتشابكة والتي تأتي ىلع عالقة مباشرة يف تفاصيل االستراتيجية
السابقة ،ولكن تحليل املشكلة وتصنيف مكوناتها يضعنا بكل تأكيد ىلع الطريق
السليم يف التغلب ىلع أي إشكالية مهما كان نوعها ،وبطبيعة الحال فال يمكن
أن نتخلص من هذا اإلرباك إال باللجوء إلى التحليل الكمي واملعالجات اإلحصائية
التي تجعلنا قادرين ىلع رصد اإلجابة ىلع أي سؤال تم طرحه فيما سبق أو قد
يظهر أثناء العمل.
ولتوضيح ذلك فإننا نحتاج إلى تحميل بيانات زوج العملة التي ننوي
التداول بها ،أو أي مشتق مالي نرغب بالتداول عليه ،ومن ثم نقوم بدراسة السلوك
السعري له ،من حيث ،طول جسم الشمعة ،وطول ظلها ،حيث نعلم تمامًا بأن الربح
املتحقق هو بالتحديد ناتج عن الجسم الرئيسي للشمعة ،Candle Bodyوالذي
ينحصر ما بين سعر االفتتاح بداية اليوم والذي يمثل سعر الدخول إلى السوق،
وسعر اإلغالق للشمعة الذي يمثل سعر إغالق الصفقة يف نهاية اليوم الذي يمكن
التعبير عنه بالصيغة الرياضية (،Candle Body = ABS)Close Price – Open Price
مع مالحظة أننا وضعنا صيغة ،ABSبمعنى القيمة املطلقة لحاصل طرح سعر
32
االفتتاح من سعر اإلغالق بصرف النظر عن إشارة السالب أو املوجب ،فاملطلوب هو
الحصول ىلع املتوسط الحسابي لطول جسم الشمعة املحصور بين سعري
االفتتاح واإلغالق ،يف حين أن طول الشمعة The length of the candleسيكون
هو الفارق ما بين أىلع سعر وأدنى سعر خالل يوم التداول الذي تمثله الشمعة
والذي يمكن التعبير عنه بالصيغة الرياضية:
) Candle Length = (High Price – Low priceمع مالحظة أننا هنا لم
نستخدم القيمة املطلقة ABSوذلك ألن النتيجة ستكون دائمًا بشكل موجب،
فال يمكن أن يكون السعر األدنى أىلع من السعر األىلع .ويبقى الفارق ما بين طل
الشمعة وطول جسم الشمعة متوقفًا ىلع مجموع طول الظل العلوي للشمعة
Upper Shadowوطول الظل السفلي للشمعة ،Lower Shadowوطول ظل
الشمعة سواء العلوي أو السفلي بالدرجة األولى هو ما يشكل الخطر الرئيسي ىلع
اإلستراتيجية السابقة.
فإذا كان اتجاهنا العام هو الشراء ،فإن الظل السفلي يف األيام التي يرتفع
فيها السوق هو ما يشكل الخطر ىلع االستراتيجية ،فقد يهبط السوق إلى
املستوى الذي حددنا الخسارة عنده ،ومن ثم يعاود االرتفاع إلى مستويات مرتفعة
جدًا تكون بمثابة أرباح محققة ضاعت علينا فيما لو أننا حافظنا ىلع الصفقة
بشكلها األساسي ،والعكس صحيح أيضًا إذا كان اتجاهنا العام هو البيع مع بداية
كل يوم ،فإن الظل العلوي للشمعة هو ما يشكل الخطر ىلع اإلستراتيجية .مع
العلم بأن الخطر الذي نقصده هنا ليس خطرًا باملعنى العام للخطر ،لكن بشكل
أساسي فإن قيمة طول ظل الشمعة إذا ما تجاوز قيمة املتوسط الحسابي لطول
الظل سواء العلوي أو السفلي ،وكانت قيمة وقف الخسارة املحددة مساوية لقيمة
33
املتوسط الحسابي لطول ظل الشموع ،فإن ذلك سيؤدي إلى توقف الصفقة عند
ذلك الحد األمر الذي يعني أننا سنبقى رهن احتمال ممكن الحدوث وهو أنه قد
يحدث وبعد أن يتم توقف الصفقة وخروجها ىلع قيمة الخسارة املحددة يعود
السعر مرة أخرى باالتجاه املطلوب األمر الذي يعني واحد من احتماالن ،األول منهما
أننا قمنا بتقييد خسارة فعلية ربما كانت ستعود قبل نهاية يوم التداول الذي
تمثله الشمعة التي نعمل وفقًا لها باإلضافة إلى حرمان الحساب من ربح كان
محققًا لو لم نقم بإغالق الصفقة عند مستوى الخسارة املحدد ،وهو األمر الذي
يعني أن اإلحصائيات والحسابات الكمية التي سبق أن عرضناها يف الجداول
السابقة ستبقى عرضة للتعديل ىلع قيم الربح والخسارة الواردة فيها.
وهو األمر الذي قد يقود إلى االحتمال الثاني وهو أن التفكير قد يقود
املتداول وبخاصة املتحمسين منهم للفكرة ،إلى إعادة فتح الصفقة من ذات
النقطة التي توقفت عندها الصفقة وخرجت من السوق ىلع خسارة ،وهو ما
يضعنا مرة أخرى أمام واحد من احتمالين ،عودة السعر باالتجاه املطلوب وهو ما
يطمح بحدوثه أي متداول ،األمر الذي يعني أننا فتحنا الباب ىلع مصراعيه للتدخل
العاطفي يف سير العمل ،وبالتالي الخسارة املحققة دون أدنى شك ،وهو األمر
الذي نحاربه بشكل مطلق من خالل استخدام أساليب التحليل الكمي القائم ىلع
فلسفة إبعاد العاطفة ومحاولة التنبؤ بمستقبل السعر بأي طريقة كانت .يف حين
أن االحتمال الثاني هو استمرار السعر بمعاكسة اتجاه الصفقة مرة أخرى ،مما يعني
أننا تجاوزنا سقف الخسارة املحدد مرتين أو أكثر إذا ما بقي املتداول مصرًا ىلع
الدخول يف كل مرة تتوقف الصفقة عند الخسارة املحددة ،األمر الذي يقود
بالضرورة إلى هدم أساسات االستراتيجية من جذورها وخروجنا عن املسار املحدد
لها بكل تفاصيلها بمجرد أن قادنا التفكير إلى إعادة فتح الصفقة مرة أخرى بعد أن
تتوقف عن العمل.
34
إذًا هو فيض من االحتماالت القادرة ىلع إحداث اإلرباك يف التفكير والحد
من القدرة ىلع اتخاذ القرارات الصائبة يف سير عمليات التداول بسهولة ومرونة،
مضافًا إليها أجواء من املتعة يف لعبة التداول إن جاز لنا التعبير عن التداول
بلعبة مع األرقام واالحتماالت ،كلعبة الشطرنج التي تتطلب من الالعب القيام
بحركة محددة محسوب عليها االحتماالت التي يمكن أن يقوم بها الالعب
املنافس عندما يأتي دوره بالحركة.
وىلع ذلك ومن خالل استخدام ما توفره أدوات التحليل الكمي فإن التغلب
ىلع جميع ما تقدم من معضالت واإلجابة ىلع كافة التساؤالت يصبح من
السهولة بمكان ،بحيث يصل املتداول إلى أىلع مستوى من الفهم العميق
لسيناريوهات الحركة املتوقعة ألي من املشتقات املالية ،ومن ثم يصل بشكل
تلقائي إلى استنتاج طرق متنوعة يمكن توظيفها يف تعديل نفس االستراتيجية،
بحيث نصل إلى النتيجة املرجوة التي تتلخص بقضية تعظيم األرباح والحد من
الخسائر ،وأول األمر فإننا نجد أنفسنا بحاجة إلى معلومات تفصيلية عن أي واحدة
من املشتقات املالية أو العمالت التي املرغوبة بالتداول عليها ،ومثال ذلك،
معدل طول جسم الشمعة أو املتوسط الحسابي لها ،ومعدل طول الظل العلوي
والسفلي ،وغير ذلك من التفصيالت والتي سبق وأن أشرنا بأن مؤشر RMDI
يقدمها بأدق التفاصيل املمكنة ،واملتوفر بياناته ىلع املوقع اإللكتروني األول
عامليا يف موضوع التحليل الكمي www.Hexagon-fx.comوحتى نقوم نستطرد
يف عرض تفاصيل الطرق املتنوعة واملبنية ىلع بعضها البعض يف بناء
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،نقدم الجدول التالي كنموذج بسيط يوضح
املتوسط الحسابي لطول جسم الشمعة األساسية محسوبًا بالفارق بين سعري
االفتتاح واإلغالق ،ومتوسط طول الظل العلوي والظل السفلي للشمعة الواحدة
ىلع العمالت الرئيسية ،وبإمكان املتداول الكريم أن يقوم بنفس الحسابات ىلع
35
أي من املشتقات املالية التي يرغب باملتاجرة عليها ،أو الحصول عليها جاهزة من
املوقع اإللكتروني املشار إليه سابقًا.
متوسط طول جسم الشمعة متوسط طول الظل العلوي متوسط طول الظل السفلي الزوج
25 26 48 GBPUSD
13 13 26 AUDUSD
15 18 32 EURUSD
17 19 36 USDCAD
15 13 26 USDCHF
18 13 29 USDJPY
وقبل التقدم أكثر نشير إلى أن النتائج املعروضة يف الجدول السابق تمت
بناء ىلع أسعار السوق الفعلية خالل الفترة املمتدة بين عامي ( ،)2019-2018وقد
تتغير الشيء القليل إذا تغيرات الفترة الزمنية ،بمعنى أنه وحتى تتغير القيم
املتوسطات الحسابية السابقة فنحن بحاجة إلى عدد كبير من األيام حتى نالحظ
أي تغيير يف تلك القيم ،والذي سيكون بطبيعة الحال تغيير طفيف للغاية سواء
بالزيادة أو النقصان .كما يجب مالحظة أننا لم نقم باستثناء الحاالت الشاذة ،حيث
أن هناك الكثير من األيام التي لم يتحرك فيها السوق حركة فعلية أو حركة قوية
األمر الذي يؤثر ىلع حساب قيمة املتوسط الحسابي لطول الشمعة أو بياناتها
بشكل عام ،ومرة أخرى يبقى التأثير طفيفًا للغاية.
وبناء ىلع التحليالت الكمية السابقة ،فإن أول ما يمكن أن يتم استنتاجه
هو أننا وبشكل مبدئي بحاجة إلى تحديد حجم الخسارة بناء ىلع طول الظل
العلوي إذا كان اتجاه الصفقات يذهب باتجاه البيع ، Sellومعدل طول الظل
السفلي إن كان اتجاه الصفقات ذات االتجاه الواحد هو الشراء ،Buyمع األخذ بعين
االعتبار قيمة االنحراف املعياري لتلك املتوسطات Standard Deviationوهي
مجموع انحرافات القيم عن متوسطاتها الحسابية ،األمر الذي يستلزم زيادة يف
قيمة وقف الخسارة املحدد بناء ىلع الجدول السابق ،والتي تعتبر مسافة أمان
كافية ،وبشكل عام فإن قيمة االنحراف املعياري تساوي تقريبًا نصف قيمة
36
املتوسط الحسابي للظل بالنسبة للمشتقات املالية املدروسة فإن كان متوسط
طول الظل مثالً 20نقطة ،فإن وقف الخسارة يجب أن يكون بعيدًا عن متوسط
الظل بمقدار 10نقاط إضافية ،وهي قيمة االنحراف املعياري.
37
بالقدر املستطاع ىلع الصفقة حتى نهاية الفترة الزمنية املحددة لها ولنفترض
جدالً أنها تنتهي بنهاية يوم التداول.
ووفق ما تقدم يف استراتيجية التداول باالتجاه الواحد فلقد رأينا كيف أنه
وباستخدام بعض معطيات التحليل الكمي قمنا بتحديد نقطة وقف الخسارة
بطريقة علمية ال عالقة لها بأي نوع من أنواع التحليل الفني أو انتظار صدور أي
نوع من البيانات االقتصادية ،معتمدين ىلع الحقائق العلمية اإلحصائية والكمية.
ولكن إال يمكن التطوير ىلع الطريقة السابقة بحيث نحقق جملة من األهداف يف
آن واحد ،واإلجابة لن نجدها إال بين ثنايا التحليل الكمي واإلحصائي الذي سيؤكد لنا
بأننا ال زلنا يف بداية الطريقة لرسم إستراتيجية قادر ىلع تحقيق جميع األهداف
التي نطمح إليها ،وفيما نعرض جملة من تلك الطرق العلمية.
38
باإلضافة إلى نقطة جني األرباح التي هي من نوع ،Limitونقطة وقف الخسارة
التي تأتي من نوع .Stop
وقد قدم املؤلف كتابًا خاصًا بعنوان "فن التداول باألوامر املعلقة" كواحدة
من أبرز أساليب توظيف التحليل الكمي لبناء استراتيجيات التداول ،وتم التطرق إلى
كيفية توظيف األوامر املعلقة يف تحقيق أىلع األرباح يف خمسة استراتيجيات
متنوعة ،وىلع كل حال ففي الكتاب الحالي فإننا سنلجأ إلى الدمج بين ما ورد
يف كتاب التحليل الكمي وكتاب فن التداول باألوامر املعلقة ،وذلك من أجل بناء
استراتيجيات متقدمة قائمة ىلع األسس الكمية الخالصة واملتحررة من أي
محاوالت للتنبؤ بمستقبل األسعار تحت تأثير أي نوع من البيانات أساسية كانت أم
فنية.
وقبل أن نبدأ بعرض هذه الطريقة ىلع املتداول الكريم ،نرغب يف لفت
انتباهه إلى موضوع يف غاية األهمية ،وهي أن جميع الطرق املعروضة هنا هي
محض اجتهاد من واقع عملي للمؤلف ،وهي من نتائج عمله الخاص دون اللجوء
إلى أي شخص آخر أو مرجع بعينه .ولذلك فإن املؤلف ىلع يقين تام بأن
املعروض بين دفتي هذا الكتاب من أفكار كمية قد تشكل حجر الزاوية لبناء أفكار
عظيمة من طرف أحد املتداولين ،بسبب اإليمان املطلق للمؤلف بقدرة العقل
البشري ىلع اكتشاف ما هو جديد من األفكار الرئيسية والبناء عليها.
39
وعودة ىلع طريقة السلّم يف وقف الخسارة ،املبنية ىلع استراتيجية
التداول باالتجاه الواحد ،فقد عرضنا يف الطريقة السابقة عليها ،طريقة وقف
الخسارة للصفقة دفعة واحدة يف حال ذهب السوق بعكسنا إلى قيمة معينة
ووضحنا طريقة تحديد عدد النقاط من خالل حددناها بالدوالر أو بالنقاط،
الحسابات الكمية لتفاصيل السلوك السعري للمشتقات املالية ،من حيث متوسط
طول الشمعة ومتوسط طول ظلها العلوي يف حال قررنا الدخول باتجاه البيع مع
بداية كل شمعة يومية ،ومتوسط طول الظل السفلي يف حال قررنا الدخول
باتجاه الشراء مع بداية كل شمعة.
40
واملقاومة حتى يضمن أن تكون نقطة وقف الخسارة التي يحددها يف أفضل
مكان ممكن ،أو أنه يقوم بتعزيز عملية الشراء أو البيع عند النقاط التي يعتقد أن
السعر سيعود منها نزوالً إذا كان اتجاه الصفقة لديه هو البيع ىلع شكل نقطة
مقاومة ،أو سيعود السعر منها صعودًا إذا كان اتجاه الصفقة لديه هو الشراء ىلع
شكل نقطة دعم.
وال يعرف كال الطرفين حقيقية واضحة وضوح الشمس بأنه وبالنسبة
للقسم األول فإنه يضع نفسه يف مهب الريح ،وأن أي حركة مفاجئة للسعر بعكس
اتجاه الصفقة قد تذهب بالحساب للخسارة الكاملة أو شبه الكاملة إذا ما قام
بالتدخل ،أما القسم الثاني فإنه ال يعرف بأن مستويات الدعم واملقاومة ما هي إال
محض اجتهاد لتحديد مستويات تقريبية يعتقد واضعوها بأن السعر ربما يعود من
عندها ،إال أن هذه النقاط أو املستويات هي مستويات وهمية للغاية ال يراها السعر
أثناء الحركة صعودًا أو هبوطًا ،وأن رجوع السعر من تلك املستويات أو قريًا منها ال
يمثل سوى مصادفات إحصائية تزداد الثقة بها كلما كان تكرار حدوثها أكثر خالل
فترة زمنية محددة ،ويأمل أن يتم تطبيق هذه القاعدة التي نجحت خالل فترة
زمنية محددة ىلع كامل مسيرة األسعار للمشتقات املالية املختلفة ،إال أنه يف
حال أخذ السوق اتجاهًا هابطًا أو صاعدًا ىلع شكل موجة سعرية طويلة ،نتيجة
أحداث سياسية أو اقتصادية محددة تمر بها الدول ذات العالقة باملشتق املالي
فإن من شأن تلك املوجة أن تقوم بتحطيم جميع تلك املستويات الوهمية مهما
كانت ،وهو األمر الذي يعرفه كل من له خبرة طويلة من التداول ىلع املشتقات
املالية املختلفة وبخاصة العمالت الدولية.
41
وبأكثر من وجه محدد لذلك ،بحيث أننا ويف كل مرة يجب أال يتجاوز سقف خسارتنا
يف الصفقة الواحدة القيمة التي سبق تحديدها عند دراسة االستراتيجية
بتفاصيلها املعروضة سابقًا.
ولتوضيح ذلك بمثال عملي ،لنفترض أننا قررنا شراء الجنية اإلسترليني
مقابل الدوالر األمريكي GBPUSDبداية كل يوم بحجم عقد واحد ،وفق
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،وقررنا استخدام طريقة السلّم يف وقف
الخسارة يف األيام التي يمشي فيها السعر بعكس االتجاه املراد ،مع العلم بأننا ال
نقوم مطلقًا بتتبع أي تحليالت فنية أو أساسية أو حتى قراء تقارير من أي نوع
لتحديد اتجاه السعر املتوقع .وكان سعر دخولنا يف أحد األيام ىلع سعر (،)1.2900
ىلع أمل أن ينتهي السعر نهاية اليوم ىلع ارتفاع.
وىلع ذلك فسنكون بطبيعة الحال أمام احتماالن ال ثالث لهما :إما أن
ينتهي السعر مرتفعًا بحسب االتجاه املطلوب ،وإما أن ينتهي السعر منخفضًا
بعكس االتجاه املطلوب ،وما بين بداية اليوم ونهايته قد تحدث تقلبات يف
السعر ما بين الصعود والهبوط بطريقة ال يمكن توقعها ،ولكن كمحصلة نهائية
يف نهاية اليوم سيغلق السعر إما مرتفعًا وإما منخفضًا ،وىلع ذلك فسنقوم
بدراسة الحالتين يف حال أغلق السعر مرتف كما هو مطلوب أو يف حال أغلق
منخفضًا بعكس املطلوب.
42
الصفقة أو لم يهبط ،فما هي احتماالت الربح والخسارة التي قد نخرج بها نهاية
اليوم ،ىلع افتراض أننا حددنا سقف الخسارة بناء ىلع املتوسط الحسابي لطول
الظل السفلي للشموع مع إضافة قيمة االنحراف املعياري 65نقطة؟.
وعليه سنعرض النتائج املتوقع الحصول عليها بالنظر إلى احتماالت عدم
هبوط السعر أو هبوطه ألي مستوى وعودة ارتفاعه مرة أخرى ليغلق مرتفعًا ىلع
سعر ( ،)1.3000وقبل ذلك يجب أن يدرك املتداول النقاط التالية:
بما أننا قررنا الشراء بداية كل يوم ،Buyوسنقوم باستخدام األوامر من نوع .1
Stopىلع طريقة السلّم يف إيقاف الخسارة ،فإن هذا النوع سيكون Sell
، Stopبمعنى صفقات بيع معلقة بمقابل صفقة الشراء األساسية ،وهي
عكس صفقة الشراء والتي تعمل بنظام الهدج.
.2أن نقطة املتوسط الحسابي لنقطة البيع أو الشراء Average Point
لسلسلة من األوامر املعلقة سواء بأحجام متساوية أو مختلفة ،تكون عبارة
عن مجموع حاصل ضرب سعر دخول كل صفقة أو أمر معلق بجحم األمر،
مقسومًا ىلع الحجم الكلي لتلك الصفقات ،والذي يمكننا من معرفة
الحاصل النهائي ملجموع الربح أو الخسارة ،والتي يمكن توضيحها بالجدول
التالي:
وعليه فإذا ما نظرنا إلى الجدول السابق ،فإن سلسلة األوامر املعلقة تم
تقسيمها إلى أربع أجزاء غير متساوية ،تساوي يف مجموعها عقد واحد (،)1 lot
وإذا ما ضربنا كل حجم بالنقطة صفقة أو أمر معلق ،بنقطة السعر املوجودة عليه،
ثم جمعنا الناتج من عمليات الضرب ،وقسمنا الناتج ىلع مجموع الحجم سنجد بأن
43
نقطة متوسط عمليات البيع كلها ستكون هي ( ،(1.2835وذلك يف حال تم تفعيل
األوامر األربعة جميعها .مع العلم بإن إشارة السالب تشير إلى أن العملية هي
عملية بيع ،بينما اإلشارة املوجب تشير إلى عملية الشراء.
وىلع ذلك فإن استخدام استراتيجية التداول باالتجاه الواحد املشار إليها
سابقًا ،فإنه وبدالً من وضع نقطة وقف خسارة محددة ىلع نقطة واحدة فقط،
فإنه باإلمكان إعطاء الصفقة أكبر قدر ممكن من احتمالية الربح مع خالل تقسيم
نقطة وقف الخسارة إلى سلسلة من النقاط يتم توزيعها ىلع مستويات مختلفة،
التي قد ال يذهب السعر إلى أي واحدة منها أو قد يذهب نتيجة وجود الظل
السفلي إلى جزء منها أو أكثر قبل أن يقرر السعر أن يعود باالتجاه املطلوب،
والجدول التالي يوضح التطبيق العملي لذلك:
إن نظرة واحدة بعمق نحو الجدول السابق ،تكفي ألن نعرف بأن السعر لو
تحرك منذ أول األمر نحو سعر ( )1.3000من نقطة فتح الصفقة بداية اليوم؛ لكانت
املحصلة النهائية لذلك اليوم هي ( )1000.00ربح بقيمة ألف دوالر ،يف حين لو
كان ظل الشمعة السفلي بطول ( )10نقاط ثم عاد السعر بعدها إلى (،)1.3000
لكانت النتيجة كما نالحظ يف العمود األخير هي ربح بقيمة ( )$890.00بسبب
خسارتها ملا قيمته ( )%10من حجم الصفقة ،وهكذا دواليك فيما لو كان طول
الظل السفلي ( )30نقطة ،لخسرنا ما مجموعة ( )%10من قيمة الصفقة ىلع بعد
( )10نقاط و ( )%20من قيمة الصفقة ىلع بعد ( )30نقطة ،وتكون محصلتنا من
األرباح هي ( ،) $630ويف النهاية فإن خسارة الصفقة بشكل كلي تحتاج من السعر
44
أن يرسم ظل للشمعة بقيمة ( )100نقطة حتى نقفل الصفقة ىلع خسارة كاملة،
وننتظر يوم جديد للتداول واملحاولة مرة أخرى وأخرى.
بالنظر إلى املتوسط الحسابي لطول الظل السفلي أو العلوي للجنية .1
االسترليني مقابل الدوالر األمريكي والذي سبق أن عرضنا سابقًا ،والذي
يتراوح ما بين ( )26 -25نقطة ،فإن تحقيق ظل سفلي أو علوي للشمعة
بقيمة ( ) 100نقطة كما عرضناه بطريقة السلم يف الجدول السابق هي
من األمور املتطرفة جدًا ،أو القيم التي يصعب تحقيقها ،وذلك يف حال
قرر السعر أن يهبط إلى األسفل ومن ثم يعود للتصحيح باتجاه الصفقة
قبل نهاية اليوم ،وبالتالي فإننا نعطي أنفسنا الحد األقصى من الوقت
للمحافظة ىلع الصفقة ىلع احتمال أن يعود السعر إلى االتجاه
املطلوب ،ولكن يف ظل اإلحصائيات املعروضة سابقًا فكما قلنا بأن
احتمالية نزول السعر هي بنفس احتمالية صعود السعر بالنظر إلى طول
الفترة الزمنية .غير أننا نعلم باليقين بأننا إذا قررنا الدخول باتجاه معين
وفق هذه االستراتيجية فإن ولنفترض أنه الشراء ،فإن كافة األيام التي
ينتهي فيها السعر ىلع ارتفاع هي ربح محقق.
.2إن ما تم عرضه يف الطريقة الثانية وبحسب النتائج املعروضة يف
الجدول من إستراتيجية التداول أو املتاجرة باالتجاه الواحد ،وفق وقف
الخسارة املتدرج هي واحدة من أساليب كثيرة يمكن استخدامها يف
تقسيم الصفقة إلى أجزاء مختلفة يف الحجم تساوي يف مجموعها حجم
الصفقة األساسية التي قررنا الدخول بها كل يوم مع افتتاح السوق أو
الشمعة .فقد استخدم املؤلف طريقة تقسيم الصفقة إلى أربعة أجزاء
متدرجة حسب الترتيب ( )4 ،3 ،2 ،1والتي تساوي يف مجموعها ( )1وهو
قيمة العقد األساسي ،ولكن قد يقوم فرد آخر بإجراء مزيد من التحليالت
45
ويستخدم مثالً طريقة تقسيم الصفقة إلى خمسة أجزاء متساوية وفق
التسلسل )0.02 ،0.02 ،0.2 ،0.2 ،0.2( ،والتي تساوي يف مجموعها أيضًا ()1
وهو حجم الصفقة األساسية التي تساوي عقد واحد ،ال بل يمكن تقسم
نفس الصفقة إلى عشرة أجزاء متساوية بقيمة ( .)0.1ويف كل مرة فإن
نقطة املتوسط الحسابي لخسارة الصفقات وفق االحتماالت املختلفة
لعدد األجزاء التي تم تفعيلها ستتغير ،وطريقة تقسيم الصفقة تعتمد
ىلع املتداول نفسه يف كيفية اختيارها ،الذي قد يبتكر طريقة مختلفة
تمامًا يف التقسيم تكون أكثر ربحية وأقل خسارة بالحد األقصى .والجدول
التالي يوضح مثالً النتائج لنفس الصفقة ونفس األسعار مع تقسيم
مختلف للوقف ،وكل جزء بقيمة (:)0.1
فكما نالحظ من الجدول السابق ،بأننا لو أخذنا اتجاه يومي عام يقوم ىلع
الشراء بداية كل يوم ،وكان نتيجة اليوم أن انتهى السعر بارتفاع ( )100نقطة وهو
سعر ( ،)1.3000بعد أن افتتح السعر ىلع نقطة ( ،)1.2900فإن معضلتنا التي تتمثل
بطول الظل السفلي قد تالعبنا بها من خالل تقسم حجم صفقة الشراء األساسية
إلى ( ) 10عشرة أجزاء متساوية وىلع شكل أوامر وقف معلقة ،وكل جزء يبعد عن
46
اآلخر بمقدار ( ) 10نقاط ،ولكن ال نعرف ىلع وجه التحديد كم جزء من تلك األجزاء
سيتم تفعيله قبل أن يقرر السعر أن يرتفع مرة أخرى ويغلق ىلع النقطة املشار
إليها وهي ( ،) 1.3000وعليه فإننا إذا ما حافظنا ىلع الصفقة حتى نهاية اليوم،
فإننا نالحظ بأننا سنكون ىلع معرفة دقيقة جدًا باالحتماالت التي يمكن أن
تنتهي عليها نتيجة يوم التداول.
فكما هو مبين يف الجدول السابق فإنه باإلضافة إلى االحتمال األول الذي يشير
إلى ربح كامل بقيمة ( )1000ألف دوالر يف حال لم ينزل السعر تحت مستوى
االفتتاح بقيمة ( ) 10بب الكافية لتفعيل أول أمر من أوامر الوقف املعلقة ،فإن عدد
احتماالت الربح ستكون ثماني احتماالت مقابل ثالث احتماالت للخسارة ،وذلك يف
حال تم تفعيل أي أمر من األوامر املعلقة الثالثة األخيرة .غير أن امللف للنظر بأنه
يف حال تم تفعيل األمر األخير من تلك األوامر املعلقة ،أي الجزء العاشر ،فإن قيمة
الخسارة الكلية للصفقة ستكون ( )550دوالر خسارة ،بمقابل ( )650دوالر خسارة
وفق التقسيم األول إلى أربعة أجزاء .وعليه فإن ما نود اإلشارة إليه هنا ،بأننا أمام
سلسلة محددة من االختيارات التي سيتم ىلع أساسها تقسيم حجم الصفقة
األساسية التي سندخل بها بداية كل يوم إلى مجموعة من أوامر وقف الخسارة
املعلقة.
ومما يجب مالحظته هنا بأن مسافة الحركة املشار إليها يف املثال السابق
والتي كان بقيمة ( ) 100نقطة صعودًا ،قد تكوت أكبر من ذلك وقد تكون أقل،
وعليه فإننا أمام مجموعة جديدة من االحتماالت حول قيمة تلك املسافة التي
تحركها السعر نحو األىلع أوالً ،بمقابل عدد األجزاء التي تم تفعيلها من سلسلة
أوامر الوقف املعلقة ،فإن كانت كمية التغير يف السعر نحو األىلع أكبر من القيمة
املذكورة يف املثال السابق ،فإن كمية الربح ستكون أكبر بكل تأكيد ،وتتناسب
عكسيًا مع عدد أوامر الوقت التي سيتم تفعيلها من الجهة املقابلة ،فلو تحرك
السعر بقيمة ( )150نقطة مثالً فإن االحتماالت ستكون وقف الجدول املبين تاليًا:
47
Trade Size Open price close price Profit Cumulative profit
Buy 1 1.2900 1.3050 1500.00 1500.00
Sell stop -0.1 1.2890 1.3050 -160.00 1340.00
Sell stop -0.1 1.2880 1.3050 -170.00 1170.00
Sell stop -0.1 1.2870 1.3050 -180.00 990.00
Sell stop -0.1 1.2860 1.3050 -190.00 800.00
Sell stop -0.1 1.2850 1.3050 -200.00 600.00
Sell stop -0.1 1.2840 1.3050 -210.00 390.00
Sell stop -0.1 1.2830 1.3050 -220.00 170.00
Sell stop -0.1 1.2820 1.3050 -230.00 -60.00
Sell stop -0.1 1.2810 1.3050 -240.00 -300.00
Sell stop -0.1 1.2800 1.3050 -250.00 -550.00
فكما نالحظ من الجدول السابق فعلى الرغم من ثبات عدد احتماالت الربح
مقابل عدد احتماالت الخسارة بالنظر إلى املسافة التي سيصل إليها طول الظل
السفلي للشمعة بما أننا قررنا الدخول بصفقة شراء ،فإن كمية الربح يف كل مرة
هي أكبر بكثير من الجدول السابق يف حال تحرك السعر أكثر من ( )100نقطة
ووصل إلى ( )150نقطة ،حيث ارتفعت كيمة الربح بدرجة ملفتة للنظر وهي
بالتأكيد ورادة الحدوث عدد كبير من املرات .وباملقابل فإن الحد األقصى للخسارة
والبالغ ( )550دوالر لم يتغير ىلع اإلطالق.
وعليه فإن ما نود اإلشارة إليه هنا بأننا من خالل تحديد قيمة الخسارة بدقة
متناهية وفق االحتماالت املختلفة لعدد أوامر الوقف التي سيتم تفعيلها ،فإننا
حققنا نتيجة مذهلة بأن الحد األقصى لخسارة الصفقة سيبقى ثابتًا بشكل
مطلق .أي أننا أطلقنا العنان للربح وحددنا الخسارة بشكل محدد ودقيق ،وإذا ما
أدخلنا البعد الزمني يف املوضوع ،فإن كمية الربح التراكمي مع عدد األيام ستكون
كبيرة وعظيمة دون أدنى شك بذلك.
48
السابقة يف حال تحرك السعر أقل من ( )100نقطة مرتفعًا منذ بداية اليوم ،حتى
نستطيع أن نتقدم بخطوات ثابته نتيجة فتح آفاق واسعة أمام املتداول ليتحكم
بعليمات التداول بدون أدنى تدخل للعواطف أو حتى مجرد مراقبة البيانات
االقتصادية املختلفة وانعكاسها ىلع حركة األسعار ،ولنفترض أن السوق تحرق
فقط بمقدار ( )60نقطة فقط كما يبينها الجدول التالي:
فكما نالحظ من الجدول السابق فإنه يف الوقت الذي انخفضت فيه كمية
الربح بمقابل كل احتمال من احتماالت هبوط السعر إلى مستوى مختلف من
مستويات أوامر الوقف املعلقة ،فإن الحد األقصى للخسارة البالغة قيمته ()550
دوالر الذي يأتي ىلع بعد ( )100نقطة من سعر افتتاح صفقة الشراء بداية اليوم،
والتي ستمثل الظل السفلي للشمعة املرتفعة ،فإن الحد األقصى للخسارة بقي
ثابتًا ال يتغير كما أشرنا سابقًا وكما هو مبين يف الجداول الثالثة األخيرة املعروضة.
بنفس الوقت الذي يجب علينا فيه مالحظة أننا افترضنا يف الجدول السابق أن
49
السعر انتهي بارتفاع ( )60نقطة من سعر االفتتاح وكان طول الظل السفلي
للشمعة يبلغ ( ) 100نقطة ،وهو من األمور الشاذة بطبيعة الحال ،ولكن ومع ذلك
فأي شيء ممكن هو وارد الحدوث ولو ىلع نطاق قليل جدًا.
ولكن إلى أين يقودنا كل ذلك؟ بالتأكيد فإنه باإلضافة ملا تم عرضه يف
الجداول السابقة ،فإننا أمام خيار جديد للتعامل بفعالية أكبر مع استراتيجية
التداول باالتجاه الواحد ،وهذا الخيار يقول بأنه وبدالً من أن أقوم بإغالق الصفقات
نهاية كل يوم تداول بصرف النظر عن كمية الحركة واتجاهها ،والنقطة التي
سيغلق عليها يوم التداول الذي تمثله شمعة واحدة ،فإنني اضع هدفًا يتم إغالق
الصفقات عنده ،وهو إما أن يرتفع السعر بمقدار ( )100نقطة مثال أو ( )150نقطة
وهي نقطة جني األرباح املرادة من الصفقة ،أو ينزل بمقدار ( )100نقطة والتي
تمثل تفعيل كل أوامر الوقف املعلقة ،وال أقوم بإغالق الصفقات حتى لو انتهى
يوم التداول بل أبقى منتظرًا حتى يصل السعر إلى واحد من الحدين العلوي أو
السفلي.
وهذا األمر بطبيعة الحال قد يأخذ وقتًا أقل من يوم أو أكثر من يوم حتى يتم
تحقيق ا لهدف املحدد بجني األرباح يف حال صعد السعر بمقابل صفقة الشراء،
أو هبط السعر مقابل نفس الصفقة وبدأ بتفعيل أوامر الوقف املعلقة ،حتى
ينتهي منها يف حال استمرار الهبوط ،ولكن مع مالحظة أن الحد األقصى لخسارة
الصفقة محدد منذ البداية.
ومرة أخرى وقبل أن نواصل التقدم يف البناء ،يجب ىلع املتداول إدراك
حقيقة مهمة جدًا وهي أنه بالعودة إلى مؤشر RMDIالذي أشرنا إليه سابقًا والذي
يعطيني التفاصيل الدقيقة والحسابات الكمية للسلوك السعري ألي واحد من
املشتقات املالية ،فيجب أن نالحظ بأنه يقوم برصد عدد أيام ارتفاع السعر
املتتالية مرصودًا بعدد الشموع املتشابهة واملتتالية بذات االتجاه ،لنكتشف
50
حقيقة يف غاية األهمية وهي محدودية عدد الشموع املتتالية التي تنتهي
ىلع ارتفاع أو انخفاض ،بمعنى أنه ويف خالل مسيرة التداول وفق االستراتيجية
املعروضة سابقًا فإنه وحتى يف الحركة املوجية للسعر الذي قد تستمر أليام أو
أشهر طويلة فإن شموعًا كثيرة خالل تلك املوجات السعرية ستكون بعكس
املوجة السعرية بشكل مؤكد ومطلق ،وسنكشف عن ذلك املوضوع وكيفية
توظيفه واالستفادة منه للحد األقصى املمكن يف املكان املخصص له يف
صفحات هذا الكتاب.
وعودة مرة أخرى إلى حيث وقفنا يف بناء االستراتيجية ،ونعيد طرح السؤال
الذي يدور حول توقف األمر إلى هذا املستوى من عدمه ،بمعنى هل أننا بمجرد
تقسيم نقطة وقف الخسارة إلى مستويات مختلفة بأي طريقة مختارة نكون قد
وصلنا إلى نهاية املطاف أم أنه ال زال هناك الكثير مما يمكن عمله يف بناء هذه
االستراتيجية بحي ث نرفع من قيمة األرباح املتحققة مع كل احتمال ،ونقلل من
الخسارة املتحققة إلى الحد األقصى املمكن؟
واإلجابة ىلع هذا السؤال يتطلب منا مرة أخرى إلى إعادة النظر والتفكير يف
املستوى األخير الذي وصلنا إليه سابقًا ،ورؤية النقاط التي يمكن أن نتدخل فيها
بطريقة تساعدنا ىلع تعزيز بناء االستراتيجية وبما يضمن الحد من قيم الخسارة
وكيف سينعكس ذلك ىلع كمية الربح يف نهاية املطاف.
51
الرئيسية إل عدة أجزاء سواء متساوية أو غير متساوية ،ووضحنا بالشرح املفصل
بأن احتمالية كمية الربح املتحققة تتوقف ىلع عدة نقاط وهي:
وقد وضحنا بأن ذلك يضعنا أمام واحد من احتمالين للتعامل مع املوضوع
برمته ،وهي إما أن يصل السعر إلى مستوى نحدده مسبقًا بغض النظر عن عدد
الشموع التي قد يحتاجها األمر بما أن كل شمعة تمثل يومًا كما وضحنا يف املثال
السابق .وإما أن ننهي عملية التداول بنهاية كل يوم مع أغالق الشمعة بصرف
النظر عن النتيجة املتحققة ونبدأ بإعادة العملية من جديد وهكذا.
وعليه وبما أننا حددنا نقاط وقف الخسارة ىلع شكل أوامر معلقة بعكس
الصفقة العاملة ولكن نهايتها تكون بنهاية يوم التداول مع اإلغالق الكلي لجميع
الصفقات .وعليه فإن التدخل هنا سيكون من خالل وضع نقاط وقف خسارة لألوامر
املعلقة باالتجاه املعاكس لها ،ويف كل مرة يتم تفعيل أمر معلق وذهب السعر
باتجاه نقطة وقف الخسارة وتم تفعيلها نعيد بناء ذلك األمر مرة أخرى ىلع ذات
النقاط السابقة.
وللمزيد من التوضيح قبل أن نبدأ بعرض نتائج أمثلة هذه املرحلة من البناء
املتقدم لالستراتيجية ،فإن الجميع يعلم بأن احتماالت حركة السعر باالتجاهين
غير محدودة ،فقد يذهب السعر من بداية اليوم باتجاه واحد دون أن يسجل يف
االتجاه األخر أي حركة ،وجميع الحركات خالل اليوم تكون فوق نقطة افتتاح السعر
أو تحت نقطة افتتاح السعر ،وعليه فإذا كان االتجاه العام للصفقات وفق
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد هو الشراء ،فإن أوامر الوقف املعلقة ستكون
باالتجاه املعاكس ىلع شكل أوامر بيع معلقة ،Sell Stopولذلك فإنه وباالعتماد
52
ىلع عدد األوامر التي تم تفعيلها من أوامر البيع املعلقة قبل عودة السعر
باالتجاه املعاكس ،أو باتجاه صفقة الشراء فإنها ستكون نقطة الفصل يف تحديد
كمية الربح املتحققة كما سبق وأن وضحنا ذلك بالتفصيل من الجداول السابقة.
وعليه فإن البناء الجديد يقول بأنه يجب أن نقوم بوضع نقطة وقف خسارة
ىلع أمر البيع املعلق ،فوق مستوى صفقة الشراء الرئيسية التي هي نقطة
افتتاح السعر خالل يوم التداول ،وبنفس املسافة ،أي أنه إذا كان أمر البيع املعلق
األول تحت مستوى افتتاح صفقة الشراء بعشرة نقاط ،فإن نقطة وقف خسارة ذلك
األمر يجب أن تكون فوق مستوى افتتاح صفقة الشراء بعشرة نقاط أيضًا ،وكذلك
الحال بالنسبة لجميع األوامر املتبقية.
بمعنى وبما أن طول ظل الشموع هو العامل املهم الذي كان يهدد بناء
االستراتيجية يف أول األمر عند بناء استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،وبخاصة
عندما وضعنا نقطة وقف خسارة واحدة ىلع الصفقة الرئيسية اعتمادًا ىلع
املتوسط الحسابي لطول ظل الشموع مضافًا إليه قيمة االنحراف املعياري ،فإن
وصول السعر إلى تلك النقطة والعودة مرة أخرى باالتجاه املطلوب كان يشكل
خطرًا من شأنه أن يقلل كمية األرباح التراكمية مع التقدم الزمني يف استخدام
اإلستراتيجية ويستبدلها بخسارة محددة ،أي أن األيام التي كان لها من املفروض
أن تنتهي ىلع ربح ألن السعر أغلق يف االتجاه املطلوب ،إال أن وصول السعر إلى
نقطة وقف خسارة الصفقة بشكل كلي قبل ذهاب السعر باالتجاه املطلوب قام
بحرمان الحساب من ربح محقق واستبدله بخسارة.
وعليه فإننا يف هذا املستوى املتقدم وبعد أن قمنا بتقسيم تلك النقطة
إلى سلسلة من النقاط ىلع شكل أوامر وقف معلقة ،وىلع مستويات مختلقة
وشاهدنا كيف أننا باعدنا بشكل كبير جدًا احتمالية بين استمرارية فعالية الصفقة
وبين إيقافها دفعة واحدة وىلع نقطة واحدة ،وكذلك وقللنا من خسارة الصفقات
53
التي يمكن أن يذهب فيها السعر إلى مستويات بعيدة قبل أن يعود باالتجاه
املطلوب ،وعليه فبدالً من املحافظة ىلع األوامر املعلقة التي تم تفعيلها وعاد
السعر بعدها إلى االتجاه املطلوب حتى نهاية يوم التداول أو الوصول إلى الهدف
املنشود ،فإننا يف هذا املستوى املتطور سنقوم أيضًا بإيقاف األوامر املعلقة
ىلع نقاط خسارة محددة يف حال عودة السعر إلى االتجاه املطلوب ،مع إعادة
البناء مرة أخرى ملواجهة أية احتماالت قد تحدث بعدها بشكل متكرر.
وملعرفة انعكاس ذلك ىلع النتيجة بشكل عام ،لنأخذ الجدول الذي قمنا فيه
بتقسم نقطة وقف الخسارة إلى عشرة مستويات مختلقة ويفصل بين املستوى
واآلخر ( )10نقاط وىلع امتداد ( )100نقطة كخسارة ،بمقابل ربح ( )100نقطة يف
االتجاه املقابل املطلوب ،ولكن مع تفعيل نقطة وقف الخسارة ىلع األوامر
املعلقة كل واحدة بمستوى مختلف عن اآلخر ،وبنفس منهجية توزيعها عند
البناء ،وقبل ذلك علينا بتدقيق النظر يف نتائج الجدول األول الذي قسمنا فيه
نقطة وقف الخسارة للصفقة الكلية إلى عشرة أجزاء متساوية وىلع عشرة
مستويات مختلفة ،وفيما يلي النتائج الجديدة بعد أن تم وضع نقطة وقف خسارة
لكل أمر معلق ىلع مستويات مختلفة فوق نقطة الدخول:
54
كما نالحظ من الجدول السابق وغني عن البيان مقدار التغير الجذري الذي
أحدثته عملية التدخل يف نقاط وقف الخسارة لألوامر املعلقة التي تلعب دورًا
أساسيًا كنقاط وقف خسارة مجزأة بديالً عن نقطة وقف الخسارة املنفردة ملرة
واحدة فقط ،حيث وكما هو موضح يف الجدول السابق .وحتى نعيد بصورة سريعة
التدرج يف بناء استراتيجية التداول باالتجاه الواحد حتى نبقى ىلع تواصل مع
مراحل تطوير االستراتيجية من خالل مراجعة كافة األفكار التي تم تنفيذها يف
البناء ،فقد جاءت ىلع النحو التالي:
بناء ىلع اإلحصائيات الرئيسية تبين بأن عدد أيام هبوط السعر يساوي -
عدد أيام ارتفاع السعر وكذلك النسبة املئوية لكل طرف وبخاصة كلما
طالت الفترة الزمنية .وهذا بطبيعة الحال ينطبق ىلع كافة أنواع الشموع
بغض النظر عن الفترة الزمنية التي تمثلها.
بناء ىلع النقطة السابقة فلو قررنا التداول باتجاه واحد فقط ،وهو الشراء -
مثالً ويف نهاية اليوم قمنا بإغالق الصفقة وأعدنا الدخول مرة أخرى،
سنجد بأنه ومع التطور الزمني سنصل إلى تساوي يف عدد أيام الربح
مقابل عدد أيام الخسارة بصرف النظر عن كمية الربح أو الخسارة يف نهاية
كل يوم.
وعليه وبناء ىلع الحقيقة السابقة ،فإن عامل الحسم يف املوضوع هو -
كمية الربح أو الخسارة التراكمية التي ستنعكس ىلع الحساب ،وهذا
متوقف ىلع مقدار الحركة اليومية للسعر.
وبما أننا ال نعرف أيهما سيكون أكثر من حيث الكمية وليس من حيث عدد -
الصفقات الرابحة مقابل الصفقات الخاسرة ،فإن النتيجة ستكون شبه
متقاربة ولن نلمس من استخدام هذه االستراتيجية أثرًا ملموسًا إال إذا كانت
كمية الحركة باتجاه الصعود يف األيام التي يتحرك فيها السعر نحو
األىلع ،أكبر من كمية الحركة التي يتحرك فيها السعر نحو األسفل يف
55
اليام التي سيتحرك فيها السعر نحو األسفل وذلك يف حال كان قرارانا هو
الدخول للشراء بشكل يومي.
وبناء عليه فقد قمنا بالبناء ىلع االستراتيجية وتطويرها من خالل -
استخدام خاصية إطالق الربح وتحديد الخسارة ،أي أن الصفقة يف حال
كانت رابحة فإننا سنتركها تحقق الربح إلى الحد األقصى املمكن ،يف حين
إذا تراجع السعر بعكس اتجاه الصفقة فإننا سنقوم بتحديد نقطة لوقف
خسارة الصفقة بحيث ال نسمح لها بأن تخسر أكبر من قيمة معينة محددة
بعدد النقاط.
وبما أن ظل الشموع يشكل خطرًا ىلع االستراتيجية أيضًا ،بمعنى أنه قد -
يحدث أن يذهب السعر بعكس اتجاه الصفقة التي ندخل بها بشكل يومي
بحيث يقوم بتفعيل نقطة وقف الخسارة ثم يعود السعر إلى االتجاه
املطلوب قبل نهاية اليوم ،األمر الذي يقلل من عدد أيام التي نحقق فيها
األرباح وكميتها ،بمقابل زيادة عدد األيام التي نحقق فيها خسارة باإلضافة
إلى زيادة كمية إضافة من الخسارة.
وبما أننا ال نعرف ىلع وجه التحديد كيف نقوم باختيار نقطة وقف -
الخسارة ،فقد تم اللجوء إلى التحليل اإلحصائي والتحليل الكمي الدقيق من
أجل توفير ميزة اختيار نقطة وقف الخسارة بطريقة علمية سليمة ،بناء
ىلع حساب املتوسط الحسابي لطول ظل الشموع العلوي والسفلي،
مضافًا إليه قيمة االنحراف املعياري .ومثل هذه البيانات متوفرة بشكل
مجاني ىلع مؤشر اصطلحنا ىلع تسميته ،RMDIوالذي يوفره موقع
،www.hexagon-fx.comبحيث أن قيمة ذلك املتوسط الحسابي تمثل
أفضل خيار لنقطة وقف الخسارة.
وبما أن النتائج قد تغيرت بشكل جذري نحو اإليجابية الكبيرة ،فقد تم -
االرتقاء باالستراتيجية من خالل دراسة إمكانية ضمان أن ال يتم إيقاف
الصفقة ىلع خسارة حتى لو كان اختيار نقطة وقف الخسارة تم بطريقة
56
علمية دقيقة ،حيث تم اللجوء إلى استخدام فن التداول باألوامر املعلقة،
وبدالً من نضع قيمة وقف خسارة ىلع الصفقة ذاتها ،فقد تم اللجوء إلى
تقسم حجم الصفقة األساسية إلى أحجام صغيرة سواء غير متساوية
الحجم أو متساوية يف الحجم ،ونقوم بوضعها ىلع شكل أوامر معلقة
معاكسة التجاه الصفقة الرئيسية وهذه األوامر كانت من نوع ،Stop Orders
بحيث أنه وبدالً من مواجه وصول السعر إلى مستوى وقف الخسارة املحدد
ىلع نقطة واحدة ثابته بمقدار ثابت ،وهذه النقطة تعتمد ىلع
املتغيرات التي تؤثر ىلع سعر املشتق املالي الذي نقوم بالتداول عليه،
فإننا لجأنا إلى عملية إلغاء تلك النقطة واستبدالها بسلسلة من األوامر
املعلقة ىلع مستويات مختلفة ،بحيث نعطي الصفقة الرئيسية أكبر
فرصة للربح يف حال قرر السعر معاودة السير باالتجاه املطلوب للصفقة،
وبالتالي بدالً من خسارتها دفعة واحدة وىلع نقطة واحدة يتم تقسيم
عملية وقفها بالتدريج بحيث نضمن أن الخسارة ال تجتاز سقف معين يف
حال تم تفعيل جميع أوامر الوقف املعلقة ،أو أن جزء من الصفقة ال يتم
إغالقه وكفيل باستعادة الخسارة يف نهاية اليوم إذا ما عاد السعر باالتجاه
املطلوب ،وقد ملسنا األثر اإليجابي الذي تم تحقيقه بناء ىلع ذلك.
وبما أن األوامر املعلقة سواء التي تم تفعيلها أو التي تبقى معلقة ال يتم -
إغالقها أو إلغائها إال يف نهاية يوم التداول الذي تمثله شمعة واحدة،
فإنه وللمزيد من التطوير فقد تم دراسة إمكانية تقليل احتماالت الخسارة
إلى الحد األقصى املمكن ،بحيث إذا كان لدينا أحد عشر احتمالً للربح
والخسارة بحسب خصائص الشمعة من حيث طول جسمها وطول ظلها،
وعدد األوامر املعلقة ومستوياتها ،بأن نضمن أن يكون هناك احتمال واحد
للخسارة فقط ،بمقابل عشرة احتماالت للربح .وهذا بالضبط ما تم عرضه
يف الجدول السابق.
57
والجدول السابق يوضح بأن كل أمر معلق يجب أن يحتوي ىلع نقطة وقف -
خسارة خاصة به ،ملواجه احتمالية عودة السعر باالتجاه املطلوب ،ونقطة
وقف الخسارة تكون ىلع نفس املسافة من نقطة افتتاح سعر الصفقة
الرئيسية ولكن باالتجاه اآلخر ،ومثالً إذا كانت لدينا صفقة شراء ىلع سعر
( )1.3000وكان أول أمر معلق من نوع ،Sell Stopىلع بعد 10نقاط تحت
نقطة افتتاح الصفقة أي ىلع نقطة ( ،)1.2990فإن نقطة وقف الخسارة
ىلع هذا األمر املعلق ستكون فوق مستوى افتتاح الصفقة ىلع بعد 10
نقاط أيضا ،وهكذا بالنسبة لبقية األوامر املعلقة ،فبنفس مقدار البعد عن
سعر افتتاح الصفقة تكون نقطة وقف الخسارة بنفس البعد من الجهة
املقابلة.
وىلع ذلك فبدل أن نحدد أنفسنا بنقطة واحدة لوقف الخسارة ىلع بعد 50
نقطة عن سعر افتتاح الصفقة الرئيسية مثالً ،أو مجموعة أوامر معلقة املتوسط
الحسابي لها أيضًا يبعد 50نقطة عن مستوى افتتاح الصفقة الرئيسية وتبقى
هذه األوامر املفعلة عاملة حتى نهاية يوم التداول ،فإننا نستبدل ذلك بنقاط
وقف خسارة ىلع أوامر الوقف املعلقة ،وفيما يلي جدول مقارنة بين آخر
طريقتين متبوعًا بالتعليق عليه وتوضح بعض األمور الهامة.
58
Sell stop -0.1 1.2810 -190.00 -350.00 -180 100 450.00
Sell stop -0.1 1.2800 -200.00 -550.00 -200 -100 450.00
وعودة إلى الجدول السابق ،فكما نالحظ بأننا عندما قمنا بوضع نقاط وقف
خسارة ألوامر الوقف املعلقة وىلع ذات املستويات املعاكسة ملستويات
تفعيلها ،فإن عدد احتماالت خسارة الصفقة األساسية وفق هذا التعديل قد
انخفضت من ثالث احتماالت إلى احتمال واحد فقط ،وذلك عند تفعيل املستوى
األمر املعلق األخير ىلع املستوى العاشر الذي يبتعد بمقدار ( )100نقطة كاملة
عن نقطة افتتاح الصفقة األساسية.
وللتوضيح أكثر فإذا كانت الصفقة األساسية هي الشراء ،وانتهى السوق فعليًا
ىلع ارتفاع ،وكان مصدر خوفنا من األساسي هو طول الظل السفلي للشمعة
اليومية ،فسنجد بأننا قادرين ىلع الخروج من الصفقة ىلع ربح كبير مهما كان
طول الظل السفلي للشمعة ،الذي قمنا بالتعامل معه مهما كانت كميته يف ذلك
اليوم .والعكس كذلك يف حال كانت الصفقة األساسية هي البيع وكان مصدر
الخوف يأتي من طول الظل العلوي للشمعة.
59
باإلضافة لكل ما تقدم فإننا نجد بأنه يف الوقت الذي كان الحد األقصى
للخسارة يف حال وصل السعر إلى املستوى األخير وعاد السعر إلى االرتفاع مرة
أخرى بأنه قد وصل إلى مبلغ ( )550دوالر ،يف حين نجد أنه وعند إدخال نقطة
وقف الخسارة ىلع كل أمر من أوامر الوقف املعلقة ،بأن الحد األقصى للخسارة كان
بقيمة ( ) 100دوالر فقط ،وهو بالتأكيد فرق شاسع جدًا ،يعطي للمتداول إحساسًا
بالقوة والسيطرة ىلع عملية التداول بشكل تفصيلي وكامل ،ويعطي الحساب
قدرة كبيرة جدًا ىلع املناورة مع حركة املشتقات املالية بصرف النظر عن طبيعة
املؤثرات التي تعمل ىلع تحريك األسعار باتجاهات مختلفة.
ولكن يبقى من األهمية القصوى بمكان أن يدرك املتداول بأن هناك فرقًا يف
طريقة التعامل بين آخر تعديلين ىلع اإلستراتيجية ،وهي أننا يف حال قمنا
بوضع أوامر الوقف املعلقة وهي أومر Sell Stopاملوجودة يف املثال السابق
بدون نقاط وقف خسارة ىلع كل واحد منها ،فإننا ملزمون باملحافظة عليها
حتى نهاية يوم التداول وإغالق الجميع دفعة واحدة مع الصفقة األساسية،
بمعنى أن تفعيل أي واحد من تلك األوامر هو فعليا عبارة عن نقطة وقف خسارة
لجزء من الصفقة األساسية.
يف حين أن استخدام أوامر وقف الخسارة Stop Lossىلع أوامر الوقف
املعلقة Sell Stopاملشار إليها سابقًا فإن التعامل معها يكون مختلف تمامًا ،فقد
يحدث أن يهبط السعر ويتم تفعيل واحد أو أكثر من أوامر الوقف املعلقة ثم يعود
السعر لالرتفاع مرة أخرى ويتم إغالق تلك الصفقات الفرعية وكأنها صفقات
مستقلة عن الصفقة األساسية ،وإذا حدث ذلك فإنه يجب إعادة بنائها من جديد
بشكل مباشر حتى ينتهي يوم التداول الذي سيحدد لنا عدد األوامر التي تم
تفعيلها وإغالقها أو تكرر دخولها وخروجها من السوق خالل يوم التداول ،ولفهم
هذا بشكل دقيق يرجى مالحظة الشكل التالي الذي يساعد املتداول ىلع
التعامل معها باحترافيه عالية:
60
Stop Loss 1.3000
Stop Loss 1.2990
Stop Loss 1.2980
Stop Loss 1.2970
Stop Loss 1.2960
Stop Loss 1.2950
Stop Loss 1.2940
Stop Loss 1.2930
Stop Loss 1.2920
Stop Loss 1.2910
Buy 1.2900
Sell Stop 1.2890
Sell Stop 1.2880
Sell Stop 1.2870
Sell Stop 1.2860
Sell Stop 1.2850
Sell Stop 1.2840
Sell Stop 1.2830
Sell Stop 1.2820
Sell Stop 1.2810
Sell Stop 1.2800
ويف جميع الحاالت فإن السعر يف املثال السابق إذا تحرك وأغلق ىلع ارتفاع
فوق املستوى املحدد ب ( ) 100نقطة بمقابل ظل سفلي للشمعة كبير جدًا
ومساوي ملقدار سعر اإلغالق املحدد ب ( )100نقطة أيضًا فإن االحتمال الوحيد
للخسارة سينتفي أيضًا وستكون جميع االحتماالت محققة للربح .أما إذا أغلق
السعر منخفضًا بعكس االتجاه املطلوب فإن الحد األقصى للخسارة لن يتجاوز سقف
الخسارة املوجود يف النموذج السابق وهو ( )550دوالر.
وهنا قد يخطر يف بال أي متداول متمرس تساؤل محدد حول كمية االحتماالت
التي يمكن أن يتم تفعيل أمر أو أكثر من أوامر الوقف املعلقة ثم يعود السعر
لالرتفاع وإغالق تلك األوامر ىلع نقاط وقف الخسارة املحددة ،ثم يعود السعر مرة
61
أخرى لالنخفاض ويكرر العملية أكثر من مرة نتيجة تذبذب السعر حول منطقة
افتاح السعر بداية اليوم؟!!
وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن هذا األمر وارد الحدوث طبعًا بكل تأكيد ،ولكن إذا
ما نظرنا إلى كمية الربح املتحققة من الصفقة األساسية فيما لو تحرك السعر
بمقدار ( ) 100نقطة ارتفاعًا ،بمقابل خسارة كل أمر من األوامر املعلقة سنستطيع
بكل تأكيد أن نعرف عدد احتماالت الخسارة وفقًا لكل أمر والتي تغطيها كمية
األرباح املفترضة يف الصفقة السابقة ،ومثال ذلك ،فإذا كانت خسارة األمر األول
( )20دوالرًا بمقابل أرباح ( )1000ألف دوالر يف الصفقة األساسية ،فإن حاصل قسمة
كمية الربح ىلع كمية الخسارة تغطي لنا عدد ( )50تكرار لفتح وإغالق الصفقة
ىلع خسارة ،وهكذا بالنسبة لبقية األوامر املعلقة مع مالحظة الحجم التراكمي
للخسارة يف حال تم تفعيل أكثر من أمر معلق يف الوقت ذاته.
ولكن ىلع الصعيد املقابل نطرح سؤاالً يف غاية األهمية وهو عدد مرات
حدوث مثل هذا األمر بمقابل الفترة الزمنية التي سيتم خاللها استخدام هذه
االستراتيجية ،ولهذا السبب تم االرتقاء يف بناء االستراتيجية صعودًا ومرورًا بكل
مراحلها حتى يكون املتداول ىلع علم كامل باالحتماالت الواردة الحدوث أمامه،
حيث أن املستوى قبل األخير مقارنة باملستوى األخير يبعد عن املتداول شبح
تكرار تردد السعر بحيث يقوم بتفعيل أمر معلق أو أكثر ويقوم بإغالقها ومن ثم
يعود لتفعيلها مرة أخرى نتيجة التذبذب الذي قد يحدث يف السوق ،ويكتفي
باالحتماالت الواردة يف املستوى السابق واملوضحة يف الجدول الخاص بها.
وليس هذا فحسب فكما أشرنا سابقًا فبإمكان املتداول أن يقوم باالختيار بين
أن يقوم بإغالق الصفقة األساسية وجميع األوامر املعلقة التي تم تفعيلها أو ال
زالت معلقة نهاية كل يوم مع أغالق الشمعة الخاصة بها ،أو أن يقوم باختيار
مستوى اإلغالق وىلع سعر محدد باتجاه الربح سواء استغرق ذلك يوم تداول واحد
62
فقط تمثله شمعة واحدة فقط أو أكثر من شمعة ،أو عند تفعيل جميع األوامر
املعلقة ىلع جميع املستويات ،وعندها يقوم بإغالق الجميع والبدء من جديد.
وقبل أن نحكم أي الطرق أكثر فاعلية وهو األمر الذي ال يمكن الحكم عليه
ظاهريًا بسبب العدد الغير محدود من عشوائية الحركة للمشتقات املالية التي
يجري التداول عليها؛ فيجب علينا أال نتسرع باتخاذ القرار بدون تجربة تمتد لفترة
زمنية مناسبة .باإلضافة إلى أنه يجب أن نتقدم يف بناء االستراتيجيات أو التطوير
عليها ملحاولة حصر احتماليات الخسارة قبل كل شيء إلى الحد األدنى املمكن.
وعند التفكير مرة أخرى وإعادة ربط األفكار السابقة بعضها ببعض ،ال بد وأن
نعيد ىلع أنفسنا طرح املزيد من األسئلة التي من شأنها االرتقاء بمستوى العمل
إلى الحد األقصى املمكن ،حيث أنه وبما أننا بتنا نعلم وبشكل مطلق بأنه كلما
طالت الفترة الزمنية التي نرصدها أو نتداول فيها ،كلما كانت عدد األيام التي
ينتهي فيها السعر ىلع انخفاض ،تساوي تمامًا عدد األيام التي ينتهي فيها
السعر ىلع ارتفاع ،بمعنى أن عدد األيام التي سنحقق فيها الربح تكون مساوية
لعدد األيام التي سنحقق فيها الخسارة.
وبصرف النظر عن الطرق املتطورة التي عرضناها سابقًا ،فكيف لنا أن نقوم
بمحاولة االبتعاد عن أو تقليل عدد األيام التي قد نخسر فيها ،بمقابل املحافظة
ىلع أكبر عدد من األيام التي نحقق فيها األرباح ،وبمعنى أدق كيف نتجنب
الدخول يف األيام التي من املرجح بشكل إحصائي أن تكون بعكس االتجاه الذي
قررنا الدخول فيه بشكل يومي؟!
وعليه وقبل الشروع يف التعمق أكثر والحفر يف العلم الكمي بشكل أكبر
وتوظيف معطيات التحليل الفني بعد أن نقوم بتحويلها إلى حسابات كمية،
سنبقى مجردين يف البداية من أية وسائل للتحليل الفني قدر املستطاع ونبقى
يف محاوالت السيطرة ىلع لعبة التداول من خالل الحسابات الكمية فقط ،ومن
63
ثم التطوير تباعًا بحيث سنقوم بتوظف فن التداول باألوامر املعلقة بناء ىلع ما
سنصل إليه من نتائج واستنتاجات تفتح لنا آفاقًا مختلفة من التطوير والتحديث
املستمر.
وأول ما يخطر ببال املتداول املتمرس يف اإلجابة ىلع السؤال الذي طرحناه
سابقًا حول الكيفية التي يمكن من خاللها تقليل عدد األيام التي قد نخسر فيها،
بمقابل املحافظة ىلع أكبر عدد من األيام التي نحقق فيها األرباح؟ هو االبتعاد
عن التداول يف اليوم الذي يسبقه تحقيق أرباح ،بمعنى آخر فلو قررنا استخدام
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،وليكن البيع صباح كل يوم ،فإن ذلك ال يكون إال
يف األيام التي يسبقها ارتفاع بالسعر؟ وهي طريقة ثالثة يف استخدام
إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد كما يلي:
إن ما نقصده بما سبق يف اإلجابة ىلع السؤال هو ملخص الطريقة التي
نحن بصد عرضها اآلن وتقوم ىلع أنه إذا تقرر استخدام استراتيجية التداول
باالتجاه الواحد ،ولنفترض أننا أخذنا اتجاه البيع كل يوم ،ولكن قبل ذلك أضفنا
شرط جديد هو ما نقصده بهذه الطريقة ،والشرط يقول:
"سأقوم بالبيع بداية كل يوم يف حال أغلق السعر ىلع ارتفاع يف اليوم الذي
يسبقه".
فلو بدأنا استخدام استراتيجية التداول باالتجاه الواحد وكان ذلك االتجاه
يقوم ىلع البيع Sellفإن الطريقة تقوم ىلع انتظار تحقق شرط أغالق السعر
ىلع ارتفاع نهاية اليوم ،فإن أغلق السعر ىلع ارتفاع فتتم عملية البيع مع بداية
اليوم الجديد ،أما إذا أغلق السعر ىلع انخفاض فال يتم الدخول إلى السوق ويتم
انتظار نهاية اليوم ملعرفة أين يغلق السعر ،فإن أغلق ىلع انخفاض مرة أخرى فال
64
يتم الدخول إلى السوق أيضًا بل ننتظر نهاية يوم آخر وهكذا دواليك ،حتى يتحقق
شرط اغالق السعر ىلع ارتفاع حتى أتمكن من البيع بداية اليوم الجديد.
وعليه فإن تحقق شرط اغالق السعر ىلع ارتفاع فيتم الدخول إلى السوق
وبيع السعر وفق أي طريقة من الطرق التي سبق وأن تم عرضها يف السابق،
وبخاصة فيما يتعلق بعملية وقف خسارة الصفقة التي دخلنا بها ،سواء ىلع
نقطة واحدة أو نقاط متعددة وانتظار نهاية اليوم ،أو أوامر وقف معلقة وكل أمر
يحمل نقطة وقف الخسارة الخاصة به.
65
بقراءة بسيطة فإننا نالحظ من الجدول السابق بأن املقارنة بين املرة
التي عملنا فيها بدون شروط ،ويف املرة التي أضفنا فيها شرط ارتفاع السعر قبل
أن نقرر البيع ،أن عدد مرات الدخول إلى السوق قد انخفض من ( )508مرات ،إلى
( )245مرة ،بمعنى انخفاض عدد مرات الدخول إلى السوق إلى أقل من النصف،
والشيء املميز يف املوضوع أن صايف الربح والخسارة قد ارتفع من حوالي ()7
أالف دوالر إلى حوالي ( )10أالف دوالر .وباقي القيم غير مهمه كثيرًا بالنسبة لنا
ولكن التغير الذي حصل فيها هو بسبب انخفاض عدد األيام التي دخلنا فيها
بإستراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،بطريقة تحقيق شرط االرتفاع قبل البيع.
ومرة أخرى قد يخطر ببالنا وبما أننا حققنا ارتفاعًا ملحوظًا يف كمية
صايف الربح املتحقق نهاية فترة التداول ،حول الطريقة التي نستطيع من خاللها
تعظيم هذه األرباح .وهنا ال بد من أن كل واحد فينا لديه من األفكار املختلفة التي
من شأنها أن تبني املزيد من النجاح يف العمل ،ولكن ماذا لو عملنا باستراتيجية
التداول باالتجاه الواحد من خالل استخدام الطريقة الثالثة التي نقوم بعرضها هنا،
ولكن نقوم بدمج الطريقة الثانية ،مع الطريقة الثالثة ،بمعنى استخدام طريقة
السلّم يف وقف الخسارة ،مع طريقة التداول باتجاه واحد يسبقه يوم باالتجاه
املعاكس؟
حتى نعرف النتائج املتحققة يتطلب منا ذلك العودة مرة أخرى إلى ذات
الفترة الزمنية ونقوم بدمج الشروط مجتمعة ،والجدول التالي يوضح النتائج التي
خرجنا بها:
66
الطريقة الثالثة والثانية الطريقة الثالثة املوضوع
Sell Sell اتجاه الصفقات بشكل يومي
2018/1/17 2018/1/17 أول يوم تداول
نالحظ بما ال يدع مجاالً للشك حجم التقدم يف النتائج املتحققة من
إجراء بعض الحسابات الكمي ة التي ال عالقة لها باتجاهات أو أخبار ،أو مجرد
تحليالت فنية مباشرة ىلع شاشات التداول برغم أهميتها وإمكانية استغاللها
بفاعلية كبيرة يف حال تم التعامل معها بطريقة كمية .حيث نالحظ ارتفاع
صايف الربح من حوالي ( )10أالف دوالر ،باستخدام الطريقة الثالثة ،إلى نحو ()29
ألف دوالر من خالل دمج الطريقة الثانية معها ،بمعنى قمنا بتحديد الحد األقصى
للخسارة ب ( )500دوالر ،مع عدم التداول إال يف اليوم الذي يسبقه ارتفاع بالسعر
كوننا قررنا منذ البداية أن يكون اتجاهنا اليومي هو البيع .مع مالحظة أن عدد أيام
التداول قد انخفض من ( )508إلى أقل من النصف ليصل إلى ( )245يوم .وال ننسى
أيضًا أنه تم تحديد كمية الخسارة عند مستوى ( )500دوالر يف األيام التي يمشي
فيها السعر بعكس الصفقات التي دخلنا فيها ،وهو األمر الذي قد يقوم أي مضارب
بالتالعب به وخفضه إلى أقل من ذلك بكثير ،األمر الذي سينعكس ىلع قيمة
األرباح التراكمية بشكل كبير ،أو استخدام طرق التجزئة املختلفة التي أشرنا إليها
سابقًا.
67
وىلع كل حال ،وحتى نخرج من دائرة الشك أيضًا ،فماذا لو قرر مضارب آخر
أن يقوم بالشراء يف نفس الفترة الزمنية بدالً من البيع كما عرضنا يف نتائج
الجداول السابقة والتي تبدو متفائلة جدًا ،وحتى نعرف ذلك فالجدول التالي يبين
تلك النتائج مع تغيير اتجاه الدخول إلى السوق ،مرة باستخدام الطريقة الثالثة
منفردة ،ومرة أخرى من خالل دمج الطريقة الثالثة بالطريقة الثانية.
68
فيها لو دخلنا بالشراء اليومي بدالً من البيع تحقيق خسارة بحدود ( )7االف دوالر،
وربح ( )7االف دوالر فيما لو كانت التداول باالتجاه الواحد هو البيع بدالً من الشراء.
أول قضية يجب االنتباه لها بأنه وىلع الرغم من أننا نتجنب الكثير من -
األيام التي يذهب فيها السوق باتجاه الهبوط بشكل متتالي ،بمعنى أنه
إذا دخلنا يف صفقة بيع وهبط السعر كما نرغب ،فإنه ومع نهاية اليوم
الذي سنقوم فيه بحني هذه األرباح ،إال أن وجود هذا الشرط يمنعنا من
الدخول مرة أخرى إذا ما تحقق الربح ،وذلك خوفًا من ارتداد السعر مرة أخرى
نحو األىلع ألي سبب كان وبالتالي إضاعة جزء من األرباح التي تم
تحقيقها يف اليوم السابق ،وبناء ىلع ذلك وكما يعرف جمهور املتداولين
بأن السوق كما أشرنا سابقًا قد يمر بموجات سعرية تذهب باتجاه معين
كاالرتفاع مثالً ،حيث قد نواجه احتمالية بأنه وىلع الرغم من أن السعر قد
يغلق ىلع ارتفاع واتجاهنا العام هو البيع إال أن عملية تكرار إغالق السعر
ىلع ارتفاع قد تأتي يف سلسلة أيام متتالية ،وبالتالي فإن ذلك يعني
بأننا مضطرون للدخول بشكل متكرر كل يوم يغلق فيه السعر ىلع ارتفاع،
وىلع الرغم من تخلل هذه املوجات شمعات باالتجاه املطلوب إال أن عدد
69
األيام التي سنخسر فيها ستكون أىلع من عدد األيام التي سنربح فيها،
والسبب يف ذلك هو املوجه السعرية املرتفعة التي مر بها السوق أو
سعر املشتق املالي الذي يجري التداول عليه ،كما هو يف الشكل التالي:
وعليه فكما نالحظ من يسار الصورة السابقة بأن هناك سلسلة من الشموع
امل تتالية التي أغلق عليها سعر اليورو مقابل الدوالر األمريكي ،األمر الذي يعني بأنه
يتعين علينا الدخول يف نهاية كل يوم أو شمعة أغلق فيه السعر ىلع ارتفاع،
وىلع الرغم من وجود شمعات أو أيام مستقطعة هبط فيها السعر ،إال أن كمية
هبوط السعر لم يكن باملستوى الذي قد يحقق لنا الربح الكبير الذي من شأنه أن
يعوض األيام التي حققنا فيها الخسارة ،وىلع الرغم من وجود هبوط حاد للسعر
يف نهاية املطاف كما نالحظ يف يمين الصورة إال أن ذلك يقودنا بالضرورة إلى
املالحظة التالية.
املالحظة املهمة التالية التي نود أن نشير إليها هنا إلى أنه إذا ما كان االتجاه
العام للصفقات هو البيع ،فمعنى ذلك بأنه وبمجرد أن ندخل يف أول يوم نحقق
فيه الربح نتيجة هبوط السعر ،فإن ذلك يعني أننا لن ندخل مرة أخرى إلى السوق
70
والتداول ىلع نفس املشتق املالي حتى يأتي يوم أو شمعة يغلق فيه السعر
ىلع ارتفاع حتى نستطيع الدخول باتجاه البيع مرة أخرى .ولكن إذا ما واجهنا
موجة سعرية هابطة ألي سبب كان وتكرر إغالق السعر أو الشموع ىلع انخفاض
لعدة أيام متتالية فإن ذلك يعني بكل بساطة حرماننا من كمية كبيرة من األرباح
نتيجة توقفنا عن التداول بانتظار يوم أو شمعة مستعرضة يغلق فيها السعر ىلع
ارتفاع حتى نجدد دخولنا للسوق ،وهو ما نالحظه يف الشكل التالي الذي مر فيه
سعر اليورو مقابل الدوالر األمريكي بموجة سعرية هابطة استمرت لفترة زمنية
طويلة ،وال نستطيع استثمارها بالشكل األمثل ألننا سنبقى بانتظار أي شمعة
معاكسة التجاه الصفقات حتى نقوم بالدخول إلى السوق وتحقيق األرباح.
فكما نالحظ من الشكل السابق ،فإنه يف حال تكرر هبوط السعر ىلع عدة
أيام متتالية ،فإنه وىلع الرغم من تحقيق ربح كبير يف اليوم الذي دخلنا فيه
الصفقة نتيجة املوجة السعرية ووجود شمعة أغلق فيها السعر ىلع ارتفاع إال أن
اليوم الذي نحقق فيه الربح يحرمنا من الدخول يف اليوم الذي يليه والذي قد
يشهد هبوطًا كبيرًا خسرناه كأرباح فائتة.
71
وقبل أن نتعمق أكثر من أجل معرفة طريقة التغلب ىلع هذا املوضوع
الحساس للغاية ،فال بد من اإلشارة إلى أنه وحتى نقوم برصد دقيق لتأثير هذا
املوضوع وللتغلب ىلع هذا األمر وهذا بطبيعة الحال سيعيدنا مرة أخرى إلى
مؤشر RMDIالذي أشرنا إليه سابقًا والذي يوفر لنا معلومات إحصائية دقيقة
وىلع جميع األطر الزمنية والذي يقدم لنا أكبر تكرار لعدد الشموع الهابطة
املتتالية والتي أغلق فيها السعر ىلع انخفاض وتاريخ تكرارها أيضًا ،باإلضافة إلى
عدد الشموع الصاعدة املتتالية التي أغلق فيها السعر ىلع ارتفاع وتاريخ حدوثها،
وذلك بدون وجود شمعة معترضة كانت ىلع عكس الشموع املتتالية من نفس
النوع؛ ويبقى السؤال املثير للجدل يف هذا املوضوع يدور حول وجود الشموع
املتكررة من نفس النوع سواء أكانت باالتجاه العام للصفقات أو بعكس االتجاه العام
للصفقات هل يعني بكل بساطة أن االستراتيجية غير فعالة أو ال ينصح
باستخدامها؟.
إن اإلجابة ىلع هذا السؤال سيكون ال ىلع سبيل القطع أو اإلطالق ،حيث أنه
وىلع الرغم من وجود مستويات متقدمة سبق اإلشارة إليها يف معرض بناء
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،إال أن هذه الطريقة ستبقى فعالة للغاية
وبخاصة إذا قمنا بتركيب أو دمج الطرق السابقة التي قدمناها بالتفصيل مع هذه
الطريقة وبخاصة يف ضوء اإلحصائيات والحسابات الكمية التي يوفها مؤشر
RMDIالذي أشرنا له يف السابق.
ومن ناحية أخرى فيجب ىلع املتداول إدراك حقيقة يف غاية األهمية وهي
أن السوق ال يكون يف حركة موجات سعرية بشكل مستمر ،بل ىلع العكس تمامًا
حيث أن أغلب أيام السنة أو أغلب الساعات يكون السعر فيها يمشي بشكل عرضي
ولفترات زمنية طويلة قد تمتد ألشهر طويلة ،وبناء عليه فإن تكرار هبوط السعر أو
ارتفاعه لعدة أيام متتالية يكون بشكل بسيط ،األمر الذي يعني أن هذه الطريقة
ستكون يف غاية الفعالية حيث سنتجنب الدخول املتكرر وبخاصة بعد تحقيق
72
الربح ،إضافة إلى أن الدخول بعد يوم يتحرك فيه السعر بعكس االتجاه العام
للصفقات تكون فيه الفرصة كبية لتحقيق الربح.
وال ننسى أيضًا حتى مع وجود موجات سعرية فإن السعر ال يتحرك فيها بشكل
عمودي صعودًا أو هبوطًا ،حيث أنه ومع وجود املوجات السعرية فإن السعر قد
يذهب باتجاه املوجة السعري ملدة يوم أو عدة أيام متتالية ومن ثم يمشي بشكل
عرضي أليام طويلة قبل أن يواصل مسيرته لتحقيق مستويات أبعد استكماالً
للموجة السعرية الحاصلة ،وىلع ذلك فإنه باإلضافة إلى أن استخدام الطرق
املتقدمة يف إيقاف خسارة الصفقات التي ستحقق خسارة والتي عرضناها
بالتفصيل سابقًا ،فإن الحسابات الكمية واإلحصائية ال تخيب يف إثبات الحقيقة
املطلقة بأن عدد أيام ارتفاع السعر ستكون مساوية لعدد أيام هبوط السعر وذلك
بالنظر إلى طول الفترة الزمنية التي يتم فيها استخدام االستراتيجية نفسها
وبأكثر من وجه وأكثر من طريقة للحد من الخسارة وتعظيم األرباح.
وأخيرًا وبما أننا دخلنا يف معرض الحديث عن املوجات السعرية ،وفن التداول
باألوامر املعلقة ،سنبدأ اآلن بالتعمق أكثر يف تطوير وبناء هذه االستراتيجية إلى
الحد األقصى املمكن ،حيث أننا وصلنا اآلن إلى مرحلة ال نقصد بها منع الخسارة أو
الحد منها ،بل إلى مرحلة نعمل من خاللها ىلع تحقيق األرباح من عمليات
التداول وتعظيمها إلى الحد األقصى املمكن ،وهنا نجد أننا نقف ىلع عوامل
رئيسية مررنا عليها سابقًا ولم نعطيها حقها من البحث الكايف والذي يكفل أن
نتخلص من أي سلبيات قد يراها املتداول فيما سبق من أطروحات ،وهذه العوامل
هي:
73
الحظنا يف كل ما تقدم بأننا حتى اآلن لم نعتمد ىلع أي موضوع خارجي
يتعلق بأي نوع من أنواع التحليل املعروفة ،وهي التحليل الفني الذي يعتمد ىلع
املؤشرات الفنية الذي يعتمده السواد األعظم من املتداولين ،وىلع ذلك فإننا
سنعمد إلى التقدم يف بناء استراتيجيات التداول املبنية ىلع أسس التحليل
الكمي من خالل توظيف أفضل معطيات مؤشرات التحليل الفني حتى نقوم
بالتطوير عليها والرفع من كفاءتها إلى الحد األقصى املمكن ،باإلضافة إلى توظيف
ميزات فن التداول باألوامر املعلقة لنخرج بمنظومات تداول متقدمة للغاية
ومحققة ألىلع أرباح ممكنة من خالل تركيب تلك األنواع املختلفة من العلوم مع
بعضها البعض بنماذج بسيطة ذات بناء محكم للغاية.
74
وقبل التطرق إلى كيفية استغالل تلك االستراتيجيات يف موضوعنا
الحالي ،ال بد من اإلشارة إلى حقيقة ىلع درجة عالية جدًا من األهمية والتي يجب
ىلع أي متداول يأخذ من التداول مهنة رئيسية له ،ويريد الوصول إلى أىلع
مستويات االحتراف أن يعرفها حق املعرفة ،وهي أن السعر عند انطالقه بداية كل
يوم ال يوجد أمامه إال خيارات محددة للحركة وهي إما االرتفاع أو االنخفاض
والتذبذب بين االرتفاع واالنخفاض خالل أي وحدة زمنية يتم رصدها ،والتي يتم
تمثيلها بأشكال مختلفة وأبرزها الشموع اليابانية ،وبناء ىلع ذلك فإن نقطة
بداية السعر ونقطة نهايته وأىلع نقطة يصلها وأقل نقطة يصلها يتم رصدها
وتمثيلها كما سبق وأشرنا.
وىلع ذلك فإن جميع التحليالت واملؤشرات الفنية ىلع اختالق أنواعها
ومسمياتها ال يمكن لها إال أن تعتمد ىلع تلك البيانات أو القيم التي تم تسجيلها
ورصدها يف إجراء الحسابات التي تعتمد عليها تلك املؤشرات من أجل إعادة
تمثيلها وتقديمها للمتداول بشكل مبسط ،وىلع ذلك وحتى نفهم الصورة
الشمولية أو الكاملة للموضوع ،فلو استخدمنا أبسط مؤشر فني وهو الوسط
الحسابي املتحرك للسعر Moving Averageفإن فلسفته تقول بأن قيمة الوسط
املتحرك يتم تمثيله بنقطة واحدة تمثل مجموع قيم معينة مقسومًا ىلع
عددها ،فإن كانت نقطة الوسط الحسابي تعتمد ىلع سعر اإلغالق لعدد من
الوحدات الزمنية ،وألي قياس زمني سواء أكان ىلع مستوى الدقيقة أو ساعة أو
أكثر من ذلك ،ولعدد معين من اإلغالقات ولنفترض بأنها عشرون نقطة ،فإنه ومع
أغالق كل شمعة أو وحدة زمنية فيتم استبدال النقطة األولى يف الحساب
بالنقطة الجديدة أو األخيرة التي تم رصدها ،وعليه فأنه ومع كل 20نقطة جديدة
فسيكون هناك تجديد كامل لقيم املتوسط الحسابي املتحرك الذي يجري
مراقبته.
75
وبناء ىلع ذلك فملخص ما يجري ىلع منصة التداول يتلخص بالوصل بين
تلك النقاط بخط متصل يمشي مع السعر بشكل دائم ،ويمكن مراقبه ذلك الخط
جنبًا إلى جنب مع حركة السعر وتبيان فيما إذا كان السعر يمشي تحت الخط
الواصل بين تلك النقاط أو فوقها ،أو أن السعر يصعد فوق ذلك الخط الذي يمثل
الوسط املتحرك إلغالقات آخر عشرون نقطة ثم يهبط تحت ذلك الخط بشكل
متكرر ،وكذلك عدد الشموع أو الفترة الزمنية التي يقضيها السعر تحت خط الوسط
املتحرك قبل أن يقطعه باالتجاه اآلخر ،أو العكس .وكذلك أقصى مسافة يبتعد
فيها خط السعر عن خط الوسط املتحرك ،وبناء ىلع ذلك فهناك جملة من
اإلحصائيات والحسابات الكمية يمكن اشتقاقها واستنتاجها ودراستها بشكل
تفصيلي ملجرد متابعة خط الوسط املتحرك كواحد من بين عدد كبير من
املؤشرات الفنية التي تشكل دعامة التحليل الفني.
ويف كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول" املشار إليه تم
تقديم ثالث نماذج أو ثالث استراتيجيات لكيفية توظيف قيم املؤشرات الفنية
بطريقة كمية لبناء استراتيجيات تداول وتدخل يف عمق تلك املؤشرات وتقوم
بتفصيل محتواها .وكان من بين تلك االستراتيجيات هي استراتيجيات املتوسطات
املتحركة العشرة ،وإستراتيجية املؤشرات اإلثني عشر املتنوعة ،واستراتيجية
املؤشرات اإلثني عشر املتجانسة .وكان الهدف منها جميعًا هو إبعاد املتداول
عن االعتماد ىلع رأي واحد يف اتخاذ قرار البيع أو الشراء .وقدمنا لذلك مثاالً محددًا
ىلع زوج اليورو مقابل الدوالر األمريكي وقلنا بأنه لو تخيلنا بأن حجم الصفقة التي
76
تنوي الدخول بها يف كل مرة هي عقد واحد ( )1 Lotوىلع زوج اليورو دوالر مثالً
،EURUSDوقمنا باستشارة أحد املحللين أو قرأنا تقريرًا ىلع أحد املواقع التي
تعرض مثل هذه التقارير ،وكانت النتيجة هي النصيحة بالشراء نظرًا لتوقع املحلل
الذي تم استشارته أو التقرير الذي تمت قراءته أن سعر زوج اليورو دوالر سيرتفع
خالل الساعات القادمة.
ولكن ماذا لو قمنا باستشارة عشرة محللين أو عشرون ،أو قمنا بقراءة عشرة
تقارير أو عشرون تقريرًا ،ويف كل مرة نستشير محلالً ولنفترض مثالً أن عددهم
عشرة محللين ،نقوم بإعطاء كل نصيحة قيمة تتراوح ما بين ( )10+إذا كانت
النصيحة بالشراء ،وقيمة ( )10-إذا كانت النصيحة بالبيع؟ ويف نهاية األمر لو قمنا
بتجميع هذه القيم لنحصل ىلع ما نسميه وزن أو قوة االتجاه القائم ىلع تلك
االستشارات أو القراءات ،والذي سيتراوح ما بين ( )100+للشـراء و ( )100-للبيع،
فعلى سبيل املثال لو كانت النتيجة هي ( )%80+بسبب وجود نصيحة واحدة
بالبيع قامت بإلغاء نصيحة بالشراء عند القيام بعملية جمع النصائح التي أعيطنا
كل واحدة منها نسبة ()%10؛ ففي هذه الحالة سيكون قرارنا بالشراء أكثر دقة من
قرارنا بالبيع ،ألن تسعة محللين من أصل عشرة يرون بأن سعر اليورو دوالر
EURUSDمرجح لالرتفاع.
ولكن بإعادة التفكير مرة أخرى بالعمل الذي قمنا به ،وطرحنا ىلع أنفسنا
أسئلة محددة ملخصها يكون بما يلي:
77
خرجوا بهذا القرار ،فماذا لو أنهم يستخدمون تقاطع املتوسط املتحرك
( ،)20مع املتوسط املتحرك ( ،)50ألن املحللين ال يمكن أن يقولوا لك عن
الطريقة التي يستخدمونها يف التحليل حتى وإن كانت بسيطة ،فإن
كشف لك عن أوراقه فما الداعي الستشارته مرة أخرى؟
.3كيف يمكن معرفه أن هؤالء املحللين ال يوجد لديهم صفقات فعلية يف
السوق ،وأن السوق يمشي بعكسهم اآلن ،وأنهم تحت التأثير العاطفي وال
زالوا ينتظرون تصحيح املسار ،وبالتالي يقمون بإغراق الجميع معهم؟
.4يف ضوء معرفتنا بأن %90من املتداولين يف هذا السوق مصيرهم
املؤكد هو الخسارة الكلية لحساباتهم ،وهذه املعلومة مستمدة من واقع
عملي للمؤلف يف دراسته وتحليله لعشرات االف الحسابات حول العالم،
فما الضامن بأن آراء هؤالء املحللين وأمثالهم كانت السبب يف خسارة
الكثير منهم ،وبخاصة أن جميع املحللين يعملون تحت مظلة أحد
الشركات التي تستقطب الزبائن للمتاجرة ىلع منصاتها؟
إن عدد األسئلة التي يمكن طرحها ىلع شاكلة هذه األسئلة كثيرة للغاية،
والتي ستقود يف النهاية إلى قناعة واحدة وهي :أننا لم نغير شيئًا يف أسلوب
العمل ،ولم نحقق سوى املزيد من ضياع الوقت ،وغيرنا يف أسلوب اتخاذ القرار
ليكون صادر عن أكثر من جهة بدل جهة واحدة .ويقفز إلى الذهن مباشرة السؤال
املتشعب والذي يضعنا ىلع الطريق الصحيح :ما هو الضامن بأن يكون قرار البيع أو
قرار الشراء يستند إلى آراء متعددة ومختلفة كليًا عن بعضها .ويف نفس الوقت
نستثني الرأي الشخصي الذي تغلبه العاطفة حتمًا والتي نحاربها ونعرف أنها تقف
خلف خسارة أعدا د مهولة من املتداولين ،ونحقق أىلع ربحيه ممكنة من خالل
ضمان أننا نمشي باالتجاه الذي سيسلكه السوق يف الفترة القادمة حتمًا؟
78
ويبقى الرهان حول الطريقة التي يتبعها املتداول نفسه يف التعامل بطرق
متعددة ال يمكن بأي حال أن تؤدي إلى الخسارة.
وحتى نعيد تذكير املتداولين الحاصلين ىلع كتاب "التحليل الكمي "...
ونقدم له ولغير الحاصلين ىلع الكتب فلسفة استخدام املتوسطات العشرة أو
الطرق األخرى املشار إليها أعاله يف معرفة املوجات السعرية ،تمهيدًا لتوظيفها
يف البناء الذي بدأنا فيه منذ أول الكتاب الحالي ،حيث تقوم هذه الطريقة ىلع
اختيار عشرة متوسطات متحركة للسعر ،واملتوسطات التي عرضناها تبدأ من
( )Moving Average 20وترتقي يف كل مرة بقيمة ( ،)20لنصل إلى املتوسط
( .)MA 200أي أننا سنقوم بالبدء باملتوسط املتحرك البسيط ( SMA )20الذي
يعتمد سعر اإلغالق يف حسابه ،ثم نقوم بالزيادة يف كل مرة ( )20والتي
سنوضحها بعد قليل.
من خالل القيام بالطريقة السابقة ،نالحظ أنه وبطريقة غير مباشرة تم
استخدام عشرة خبراء ال يعرفون العاطفة وال يتعاملون معها مطلقًا ،وجميعهم
يتعاملون باستقاللية تامة عن بعضهم البعض ،وجميعهم يف مواجهة السعر
فقط ،وليس يف مواجهة بعضهم البعض .وىلع ذلك فإذا ما كان سعر السلعة أو
العملة التي يجري التداول عليها ،فوق املتوسط الحسابي املستخدم فإننا
نعطيه عالمة ( ) 10+داللة ىلع نصيحة الشراء ،وإذا ما كان السعر أسفل املتوسط
الحسابي املتحرك املحسوب فإننا نعطيه عالمة ( )10-داللة ىلع نصيحة البيع.
ويف النهاية نقوم بجمع العالمات لنعرف قوة قرار البيع أو الشراء استنادًا إلى آراء
عشرة خبراء مستقلين يف االتجاه املرجح لحركة السعر القادمة.
ويجب ىلع املتداول حتى يفهم قوة هذه االستراتيجية بدقة كبيرة ،فأمامه
واحد من خيارين نظرًا للطريقة التي سيقوم بالتداول فيها باستخدام هذه
االستراتيجية ،والخياران هما:
79
استخدام جداول األكسل ،وذلك من خالل تحميل سعر اإلغالق بشكل يومي .1
ألطول فترة زمنية ممكنة ثم يقوم بحساب املتوسط الحسابي يف عشرة
أعمدة متتالية ،ثم يقوم باملقارنة بين آخر سعر إغالق مع املتوسطات
العشرة املحسوبة التي تمتد من ( )200 -20يوم .وحساب قوة االتجاه
باالستناد إلى ذلك ،كما هو موضح يف الجدول التالي ىلع سعر اليورو
دوالر ،EURUSDحيث كان سعر إغالق اليورو بتاريخ مثالً ( )2019.11.22هو
( )1.10120وكانت قيم املتوسطات الحسابية كما هو يف الجدول التالي:
حيث نالحظ أن إغالق سعر اليورو يف ذلك التاريخ املشار إليه قبل الجدول
كان أقل من كافة قيم املتوسطات الحسابية ،ويف كل مرة نستشير أحد
املتوسطات الحسابية املتحركة كان يعطينا رأيه بأن السعر مرجح للهبوط بدرجة
أكبر من ميله نحو االرتفاع ،وكنا نعطي كل متوسط متحرك بناء ىلع ذلك قيمة
( )% 10-من قوة قرار االتجاه املرجح ،وحصلنا يف نهاية الجدول ىلع مجموع
( )%100-كقرار أجمعت عليه جميع املتوسطات املستخدمة يف اإلستراتيجية.
وهنا يجيب أن نلفت انتباه املتداول الكريم ،بأن قيمة ال( )%10التي
نعطيها لقرار البيع أو الشراء ،ما هي إال عبارة عن مقدار الوزن النسبي ملشاركة
80
املتوسط الحسابي املستخدم يف قرار البيع والشراء ،أو تحديد االتجاه املرجح
للسعر ،وقد يقل هذا الوزن أو يزيد تبعًا لعدد املتوسطات املستخدمة.
ونلفت انتباه املتداول الكريم ،بأن استخدام الرسم البياني بشكل مباشر
يبدو أسهل بكثير من استخدام الجدول ،ولكن بحسب الطريقة التي سيجري العمل
بها وفق إستراتيجية ،Multi Moving Average Strategyفهذه اإلستراتيجية تحمل
يف طياتها أكثر من طريقة للتداول بصورة احترافية ،ولكن استخدام الشارت بشكل
مباشر يسمح للمضارب بمجرد تغيير العملة أو السعلة ىلع الشارت تظهر النتيجة
81
مباشرة دون الحاجة إلى إجراء معامالت حسابية طويلة نوعًا ما ،ولكن لوال
استخدام املعامالت الحسابية الكمية ملا توصلنا إلى اكتشاف سر القوة التي
تتمتع بها هذه اإلستراتيجية.
82
الصفقات العام املقرر سلفًا أو االبتعاد عن التداول ىلع ذلك املشتق املالي
املحدد حتى تتبين وتتأكد معالم وجود موجة سعرية صاعدة أو هابطة .وذلك
ىلع خالف ما ورد يف كتاب التحليل الكمي الذي كنا نعتمد فيه ىلع القوة التي
تزيد عن ( ،)80+أو تقل عن ( ،)80-وذلك من أجل الدخول يف الصفقات.
بكل بساطة فإن فاعلية التداول باالتجاه الواحد ستكون ذات فاعلية
منقطعة النظير من خالل رصد املوجات السعرية حال حدوثها والدخول يف
صفقات ذات اتجاه واحد متوافق مع املوجة السعرية املتحققة يف السوق ،وعند
نهاية املوجه السعرية نتوقف عن عملية التداول بانتظار موجة سعرية جديدة
لنبدأ عملية التداول معها.
83
وحتى نفهم ذلك بصورة عملية لنأخذ مثال محدد خالل العام 2022ىلع
زوج االسترليني دوالر GBPUSDحيث تشكلت موجة سعرية هابطة من بداية
سعر آذار وحتى شهر تشرين األول أو لنقل من تاريخ ( )2002/3/1وحتى تاريخ
( .) 2022/10/20وعليه لنأخذ مثال عملي يف حال قمنا بأخذ صفقة بيع بداية كل
يوم ،وكيف كانت ستكون النتيجة ثم نأخذ عكس الصفقة بمعنى أن نقوم الشراء
بداية كل يوم واإلغالق يف الحالتين يف نهاية اليوم ،ونرى كيف كانت ستكون
املحصلة النهائية للعمل ،والشكل التالي يوضح تلك املوجة التي تم رصدها بناء
ىلع املتوسطات العشرة املشار إليها سابقًا:
وإن كان الشكل السابق يحتوي ىلع رسم املتوسطات املتحركة العشرة إال
أنه للتوضيح فقط تم االكتفاء بخمسة متوسطات ،ورسم العشرة ستخرج بذات
84
الشكل ولكن بطريقة أكثر انسيابية .وىلع كل حال لنعرف كيف كانت النتيجة
خالل الفترة املحصورة خالل املوجة السعرية السابقة يف حال كان قرارانا هو
البيع كل يوم مع املوجه السعرية ،وكيف كانت النتيجة لو كان قرارانا بدون
االستعانة باملوجة السعرية لتحديد اتجاه الصفقات ،والجدول التالي يوضح
النتيجة يف الحالتين وذلك بدون أن نقوم بعمل أي إضافة او استخدام أي طريقة
من الطرق التي سبق وأن قدمناها سابقًا مثل تحديد حجم الخسارة وإطالق الربح
بمختلف األشكال التي سبق وأن قدمناها:
إن معطيات الجدول السابق كفيلة بأن تجيب ىلع أية استفسارات تدور
يف ذهن املتداول املحترف ،وبالتأكيد بـأنه وبمجرد أن تم االستعانة باملؤشرات
الفنية وبأبسط صورة لها ،وبأبسط صورة لتطبيق استراتيجية التداول باالتجاه
الواحد كشفت لنا عن حجم األرباح الهائلة التي تم حصدها يف نهاية املوجة
السعرية التي تم رصدها.
85
املوجة ،فكيف سيكون انعكاس ذلك ىلع النتائج الواردة يف الجدول السابق؟
وملعرفة ذلك يرجى مالحظة الجدول التالي:
86
استغالل كل ما يمكن استغالله من معطيات تعمل ىلع تعظيم األرباح والحد من
الخسائر وعدم إضاعة الوقت يف محاوالت التنبؤ بمستقبل أسعار العمالت
واملشتقات املالية املختلفة.
القيمة املتغير
168 عدد أيام التداول
)%55( 92 عدد أيام هبوط السعر والنسبة املئوية
)%45( 76 عدد أيام صعود السعر والنسبة املئوية
0.0071 متوسط طول الشمعة يف األيام الهابطة
0.0066 متوسط طول الشمعة يف األيام الصاعدة
0.0405 أىلع قيمة هبوط يومي للسعر
0.0235 أىلع قيمة صعود يومي للسعر
-0.6490 مجموع قيم الهبوط التراكمية
0.5103 مجموع قيم االرتفاع التراكمية
-0.1387 صايف قيمة التغير التراكمي للسعر
-0.0405 أىلع هبوط يومي للسعر
0.0235 أىلع ارتفاع يومي للسعر
87
ال يمكن املرور ىلع تفاصيل األرقام الواردة يف الجدول السابق مرورًا
سطحيًا دون أن التعقيب ىلع املالحظات الهامة التي يجب أن تترسخ يف عقل
املتداول الباحث عن االحتراف يف عالم التحليل الكمي وهي ىلع النحو التالي:
أوالً :لقد سبق وأن أشرنا يف بداية الكتاب بأن السعر أمامه واحد من احتمالين يف
نهاية كل يوم تداول وال احتمال ثالث لهذا األمر ،وهو إما اإلغالق ىلع ارتفاع وإما
اإلغالق ىلع انخفاض ،وأنه كلما طالت الفترة الزمنية املرصودة نجد بأن عدد
األيام التي يغلق فيها السعر ىلع ارتفاع تتطابق مع عدد األيام التي انخفض فيها
السعر ،وإذا ما الحظنا الجدول السابق نجد أن عدد األيام التي انخفض فيها السعر
يبلغ ( )92يومًا وبنسبة ( )%55من مجموع األيام املرصودة ،يف حين أن عدد األيام
التي ارتفع فيها السعر تبلغ ( )76يومًا وبما نسبته ( )%45تقريبًا ،أي أن هناك فارق
بسيط بين النسبتين ولو استمر األمر لعدة أيام قادمة لوجدنا بأن الفارق بين
الجهتين سيكون أقل بكثير إن لم يكن هناك تطابق بينهما .وهذا األمر هو سالحنا
األول يف بناء االستراتيجيات الكمية.
ثانيًا :أشرنا أكثر من مرة بأنه وكما أنه ال يوجد أمامه سوى واحد من احتمالين
لإلغالق نهاية كل يوم وهو االرتفاع أو االنخفاض ،كذلك الحال وبشكل شمولي
خالل فترات زمنية متعاقبة فنجد بأن السعر أيضًا ال يوجد أمامه سوى واحدة من
ثالث احتماالت ،وهي املسير بموجه سعرية هابطة ،أو السير بموجه سعرية
صاعدة ،أو املسير بشكل عرضي محصورة بين منطقتين سعريتين ،وبالرغم من
هذه االحتماالت الثالث إال أن ما ورد يف النقطة األولى فيما يتعلق بالسعر اليومي
الذي يغلق عليه السعر والنسبة املئوية خالل أي فترة حركة موجية أو عرضية
سيبقى ثابتًا و يخضع لنفس النسبة اإلحصائية وىلع أي إطار زمني يتم دراسته،
وىلع ذلك وبالرغم مما ورد يف النقطة السابقة وبأن عدد أيام هبوط السعر كان
قريبًا لعدد أيام ارتفاع السعر إال أننا قمنا برصد موجة سعرية هابطة حتى قمنا
باختيار اتجاه الصفقات لتكون بيعًا Sellوليست شراءً ، Buyولذلك فقد قمنا
88
باختيار اتجاه الصفقات اليومية بناء ىلع تحديد أو رصد موجة سعرية وليس
اختيار عشوائي.
ولكن نجد أنفسنا هنا نقف أمام معضلة فكرية بحاجة إلى املزيد من
التفصيل تدور حول طرح السؤال املحدد الذي يقول :كيف تكون عدد أيام هبوط
السعر مساوية من حيث العدد والنسبة املئوية مساوية لعدد أيام صعود السعر،
ومع ذلك نجد أنفسنا محققين للربح يف حال كان اتجاه الصفقات هو البيع ،ونجد
أنفسنا محققين للخسارة يف حال كان اتجاه الصفقات هو الشراء؟
إن اإلجابة ىلع هذا السؤال ال تتم بشكل نظري مجرد بدون النظر يف
تفاصيل الجدول السابق والحسابات الكمية التي يمكن دراستها لنفهم الصورة
بالشكل الذي ينبغي أن نفهمها فيه ،وهو أنه وبما أننا قمنا برصد موجة سعرية
هابطة اعتمادًا ىلع املتوسطات املتحركة ،علينا إذًا أن نقوم بدراسة الخصائص
الكمية لحركة السعر اليومية (الشموع اليومية) لنفهم كيف تكون الصورة .حيث
نجد أنه وخالل الفترة التي حدثت فيها املوجة السعرية الهابطة بأن املتوسط
الحسابي لطول الشموع الهابطة واملحصورة بين افتتاح السعر وحتى إغالقه
بحدود ( )71بب ،يف حين أن املتوسط الحسابي لطول الشموع الصاعدة هو بحدود
( )66بب.
هذا بشكل عام ،ولكن ما يحدث بشكل تراكمي هو املتغير األبرز يف
تحديد قيمة الربح والخسارة التراكمية ،حيث نجد بأن أىلع قيمة هبوط للسعر
كانت بحدود ( )405بب هبوطًا ،بمقابل أىلع قيمة ارتفاع تبلغ ( )235بب ،وىلع
ذلك فقد يحدث أن يكون لدينا يومين هبوط بقيم مرتفع للغاية ،ويليها يومين
ارتفاع للسعر ولكن بقيم منخفضة ،وىلع ذلك نجد بأن عدد أيام ارتفاع السعر
مساوي لعدد أيام هبوط السعر ولكن هناك فرق كبير جدًا يف قيمة الهبوط
89
وقيمة الصعود ىلع الرغم من تساوي عدد األيام من الناحية اإلحصائية ولكن من
الناحية الكمية نجد أن هناك فارق كبير للغاية.
إن النقطة األبرز التي نريد التأكيد عليها هنا ،وهي أن هناك فرق شاسع
بين املقارنات اإلحصائية واملقارنات الكمية ،وىلع الرغم من أن املقارنات
اإلحصائية ذات فاعلية كبيرة جدًا يف تحقيق الربح كما أثبتنا يف الجداول
السابقة ،حيث يمكننا مثالً أن نقوم بعملية الشراء بشكل يومي بالرغم من وجود
موجة سعرية هابطة وتحقيق الربح من ذلك ،بناء ىلع البيانات اإلحصائية التي
تقول بأن هناك شبة تطابق بين عدد أيام ارتفاع السعر مقارنة بعدد أيام هبوط
السعر بصرف النظر عن نوع الحركة السعرية سواء أكانت عرضية أو موجة صاعدة أو
موجة هابطة ،إال أن املتغير الكمي الذي تم توظيفه هنا واملتعلق بحساب كميات
التغير السعري بناء ىلع رصد املوجات السعرية سيحدث فرقًا هائالً يف النتائج،
وذلك من أجل الحصول ىلع أىلع كمية ربح خالل أقل فترة زمنية ممكنة.
ولنفهم ذلك بشكل عملي فنظرة خاطفة ىلع الجدول السابق نجد بأن
مجموع التغير التراكمي خالل فترة املوجة السعرية املرصودة هي ( )1387نقطة
هبوط ،مما يدل بشكل قاطع بأن األيام التي كان يهبط فيها السعر كان التغير يف
السعر بحجم أكبر بكثير من األيام التي ارتفع فيها السعر .ويمكن معرفة هذه
القيمة من حساب مجموع هبوط السعر بشكل يومي ونقارنه بمجموع صعود
السعر.
وىلع ذلك فإن بناء استراتيجية التداول باالتجاه الواحد بعد توظيف
الحسابات الكمية فيها بعد الحسابات اإلحصائية ،ستقودنا إلى أن التداول باالتجاه
الواحد يكون بمنظور مختلف تمامًا وهو أننا سنقوم بالتقلب ما بين التداول اليومي
بصفقات شراء يليها التداول اليومي بصفقات بيع بحسب املوجات السعرية
املرصودة ،وباقي األيام فنحن أمام خياران ال ثالث لهما:
90
الخيار األول :اإلقالع عن التداول بهذا الزوج من العمالت أو املشتق املالي املحدد،
والذهاب لزوج عمالت آخر عليه موجه سعرية.
الخيار الثاني :إقرار اتجاه تداول ثابت يتم استخدامه خالل مسير السعر يف الحركات
العرضية التي ال يوجد فيها موجات سعرية ،وتكون حرك السعر بشكل عرضي
محصورة بين منطقتين سعريتين.
إن ما يذهب إليه املؤلف بشكل دائم هو الخيار األول بطبيعة الحال ،ولذلك
سبب مهم للغاية ،وهو التنوع الكبير يف عدد املشتقات املالية التي يمكن العمل
عليها ،من حيث تعدد أزواج العمالت واملعادن والسلع وغيرها من املشتقات
املالية التي يمكن التداول عليها ،ويستحيل بطبيعة الحال أن نجد السوق فارغاُ
من املوجات السعرية أوالً ،وألنه ال توجد أي عالقة عاطفية (إن جاز لنا التعبير) بين
املتداول وبين زوج محدد بعينه ،فأي مشتق مالي أو زوج من العمالت محقق
للشروط هو بالنسبة للمحلل الكمي فرصة لالستفادة وتحقيق الربح ،وال يهمنا
بالدرجة األولى اسم املشتق املالي بقدر ما يهمنا وجود موجة سعرية ىلع ذلك
املشتق ،ولذلك تجد أغلب املحللين وبخاصة الفنيين منهم يتحدثون عن
اختصاصهم بتحليل مشتق مالي أو زوج من العمالت دون غيره ،ويقول بكل صراحة
بأنه مختص بتحليل الذهب مثالً أو أنه يفضل التداول ىلع الذهب دون غيره،
بالرغم أن التحليل الكمي ال عالقة له بأي شيء من هذا القبيل بقدر ما يهتم
بتفاصيل الحركة السعرية التي تجري.
91
وسعر االفتتاح ،ألن الشراء يتم ىلع سعر العرض ASKيف حين البيع يتنم ىلع
سعر الطلب ،Bidوىلع ذلك فإذا ما تم إغالق صفقة شراء ىلع سعر مثالً ()1.3000
فإن إعادة عملية الشراء ستكون ىلع سعر ( )1.3003وعليه فإنه ويف املجموع
الكلي سنجد بأنه وما بين اغالق الصفقة واعادة فتحتها فإننا نخسر ما قيمته ()3
بب بشكل يومي ،وستكون قيمتها كبيرة بشكل تجميعي .ولكن الحل سهل للغاية
وهو استخدام األمر املعلق ،Buy Limitبعد أن تتم عملية اإلغالق يتم وضع أمر
شراء معلق ىلع سعر اإلغالق أو حتى أدنى منه ،وىلع ذلك فيتم إضافة ربح
يومي ما بين اإلغالق واالفتتاح بدالً من الخسارة ،وكونه يكاد يكون من النادر وجود
شموع ال ذيول لها بداية اليوم فإن استخدام األوامر املعلقة يف هذه الحالة
سيكون فعال للغاية.
وبما أن الحديث هنا بدأ بالتداخل مع موضوع األوامر املعلقة ،فال بد لنا من
فتح باب الحديث يف هذا املوضوع بالذات حتى يكون العمل مكتمالً من جميع
الجوانب ،حيث أفرد املؤلف كتابًا خاصًا بعنوان "فن التداول باألوامر املعلقة" وذلك
من سلسلة التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول ،وقد تناول الكتاب
خمسة استراتيجيات رئيسية تقوم ىلع توظيف واستخدام األوامر املعلقة يف
عمليات التداول اعتمادًا ىلع الحسابات الكمية ال أكثر وال أقل وتم شرح تلك
االستراتيجيات بشكل مستقل دون أن يتطرف املؤلف إلى موضوع الدمج بين
استراتيجيات التحليل الكمي وفن استخدام األوامر املعلقة من أجل الخروج بمنظور
مختلف تمامًا أو مستويات وآفاق جديدة للتداول.
وعليه ففي الصفحات التالية سنقوم بالعودة إلى كتاب فن التداول باألوامر
املعلقة ،من ثالثة أبواب مختلفة ،الباب األول هو إعادة التذكير بنوعيات األوامر
املعلقة التي يمكن وضعها ىلع األسعار ،والباب الثاني سيتم الحديث عن
املستويات املتقدمة ألهم تلك االستراتيجيات والتي لم يرد ذكرها يف كتاب "فن
التداول باألوامر املعلقة" ويف الباب الثالث سيتم الحديث عن الكيفية التي سيتم
92
من خاللها القيام بعملية الدمج بين استخدام أفضل ما يف األوامر املعلقة وبين
استراتيجيات التحليل الكمي التي سبق وأن تم اإلشارة إليها أعاله ،أو التي سيتم
التطرق إليها يف الفصول القادمة من هذا الكتاب.
ىلع أننا لن نستخدم من كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" إال ما يلزمنا
وباألخص أول استراتيجيتين من ذلك الكتاب ،بعد املقدمة الخاصة بالتذكير يف
نوعية األوامر ،ومن ثم الحديث عن املستويات املتقدمة يف تلك االستراتيجيات
ومن ثم الربط مع استراتيجيات التحليل الكمي.
93
Buy Limit .1وهو أمر شراء معلق تحت السعر الحالي؛ ويقوم املتداول
بوضعه يف حال اعتقاده بأن السعر سيهبط من املستوى الذي هو فيه
اآلن إلى نقطة معينة أو بمحيطها ومن ثم يعاود الصعود مرة أخرى ،وقد
يكون هذا االعتقاد مبنيًا ىلع نقاط الدعم بالدرجة األساسية وهو الغالب
ىلع وضع هذا األمر ،أو من خالل دراسات إحصائية محددة يعتقد فيها
املتداول بأن السوق يسير بشكل عرضي هبوطًا وصعودًا وبالتالي فإنه
يرغب يف تنفيذ عمليات الشراء من أفضل نقطة ممكنه تحت السعر
الحالي.
Buy Stop .2وهو أمر شراء معلق فوق السعر الحالي؛ وهو أمر يقوم املتداول
بوضعه يف أغلب األحيان فوق مستوى املقاومة الذي يعتقد املتداول
بأنه يف حال قام السعر بكسر نقطة معينة فإنه سيواصل التقدم صعودًا
نحو النقطة التالية ،وكما أشرنا فإن استخدام هذا األمر وغيره يعتمد ىلع
التحليل الفني بالدرجة األساس.
Sell Limit .3وهو أمر بيع معلق فوق السعر الحالي؛ ويقوم املتداول بوضعه
يف حال اعتقاده بأن السعر سيصعد من املستوى الذي هو فيه اآلن إلى
نقطة معينة أو بمحيطها ومن ثم يعاود الهبوط مرة أخرى ،و ىلع عكس
األمر األول Buy Limitفقد يكون هذا االعتقاد مبنيًا ىلع نقاط املقاومة
بالدرجة األساسية وهو الغالب ىلع وضع هذا األمر ،أو من خالل دراسات
إحصائية محددة يعتقد فيها املتداول بأن السوق يسير بشكل عرضي
هبوطًا وصعودًا وبالتالي فإنه يرغب يف تنفيذ عمليات البيع من أىلع
نقطة ممكنه فوق السعر الحالي.
Sell Stop .4وهو أمر بيع معلق تحت السعر الحالي ،وهو أمر يقوم املتداول
بوضعه يف أغلب األحيان أسفل مستوى الدعم املزعوم ،والذي يعتقد
املتداول بأنه يف حال قام السعر بكسر نقطة معينة وهي نقطة الدعم،
هبوطًا فإنه سيواصل الهبوط نحو النقطة التالية ،وكما أشرنا فإنه يعتمد
ىلع التحليل الفني بالدرجة األساس ،وىلع عكس األمر الثاني الذي
يعتمد ىلع نقاط املقاومة.
94
بالنتيجة هناك أمران واحد للبيع وواحد للشراء فوق السعر الحالي ،وأمران
أحدهما للبيع وآخر للشراء تحت السعر الحالي؛ وتختلف فلسفة استخدام كل واحد
من هذه األوامر بحسب االستراتيجية التي يستخدمها ،والتي ال تخرج ىلع األغلب
عن التحليل الفني الذي قدمنا بعض أسبابه يف شرح أنواع األوامر أعاله.
وال ننسى أن نشير هنا بأن بعض املضاربين يقومون باستخدام هذه األوامر
وبخاصة أوامر الوقف Sell Stop & Buy Stopمن أجل القيام بعمليات عكسية يف
حال مشى السعر بعكس االتجاه املطلوب ،فيقوم بعمل ما يسمى الهيدج
للصفقة الحالية ،حتى ال يقوم بإغالق الصفقة الرئيسية ويمشي بعكسها ،فيقوم
بدالً من ذلك باستمرار املراهنة ىلع أن الصفقة األساسية األولى هي صفقة
ستحقق الربح ،ولكن السعر مشى بعكسها لسبب أو آلخر ،ولذلك حتى ال يندم
ىلع ضياعها فيقوم بأخذ صفقة معاكسة من خالل وضع أمر معلق بعكس اتجاه
الصفقة ،وينتظر ،ويف حال تحقق هذا األمر ودخل السوق فأمامه احتماالن:
االحتمال األول :أن يمشي السوق مع اتجاه الصفقة الجديدة املحددة بأمر ،Stop
ويف هذه الحالة يعتقد املتداول بأنه قد حقق نجاحًا بحماية الصفقة األولى من
الخسارة املتزايدة ،وينتظر أو بلغة دقيقة يقع يف حيرة حول النقطة التي يغلق
فيها هذه الصفقة ويعود للمراهنة ىلع عودة السعر باتجاه الصفقة األساسية،
ومما يعزز الشعور بالنجاح لديه بأنه يف حال أخذ قرار بنقطة اإلغالق وتم له ذلك
فيحدث زيادة رقمية أو كمية يف ميزان الحساب ،Balanceالذي ال يتعدى عن
كونه ربح وهمي غير محقق ىلع رصيد الحساب ،وسرعان ما يتبدد هذا الشعور
يف حال مشى السوق بنفس االتجاه األول ،وواصل املسيرة بعكس اتجاه الصفقة
األولى ،ويقع املتداول يف حيرة من أمره حول القرار الذي يجب أن يتخذه يف مثل
هذه الحالة ،هل هو بأخذ صفقة معاكسة أخرى أو إقفال الصفقة األولى والبدء من
جديد؟؟!!
95
االحتمال الثاني :أن يقوم السوق بتفعيل أمر ال stopاملوجود لحماية الصفقة
األولى ،ومن ثم يتراجع باتجاه الصفقة األولى األساسية ،وهذا االحتمال يؤدي
بالعادة إلى حدوث أسوأ مشاعر الندم التي تصيب املتداول ىلع وضع مثل هذا
األمر ،ويبدأ بالحديث مع نفسه بأنه لو قام بإبعاد األمر قليالً عن موقعه األصلي أو
لو أنه تحلى بالشجاعة الكافية بأن ال يضع هذا األمر من األساس ألن الصفقة
األساسية األولى كانت سليمة .ويف هذه الحالة فإنه يحتاج لفترة زمنية قد تكون
طويلة نوعًا ما يف بعض األحيان حتى يقوم السعر بأخذ اتجاه معين يؤدي إلى
تحقيق ربح يف أحد الصفقتين ليقوم باختيار نقطة مناسبة للخروج من واحدة
منهما ويترقب األخرى عسى أن يعود السوق باتجاه الصفقة التي قرر االحتفاظ
بها ،والتي سيختارها السوق حتمًا وليس هو.
96
وقبل الخوص يف تفاصيل استراتيجيات استخدام األوامر املعلقة يجب
االنتباه إلى حقيقة إحصائية من دراسة مئات االف الصفقات الحقيقية ،وبخاصة
تلك التي مشى السوق بعكسها أول األمر ثم عاد لتحقيق الربح ،حيث تبين بأن
السواد األعظم من املضاربين ينتظرون ويصبرون ىلع أن يمشي السوق بعكسهم
بحد أدنى أربعة أضعاف أن يمشي السوق باالتجاه الذي يحقق لهم الربح ،ولذلك
وبمجرد أن يعود السوق لسعر الصفقة محققًا بعض النقاط الرابحة فسرعان ما
يدخل الفرح والسرور إلى قلب املضارب وعقله األمر الذي يدفعه إلى املسارعة يف
إغالق الصفقة ،لتبدأ دوامة التفكير من جديد يف اختيار نقطة أخرى وصفقة
أخرى يعيش معها ذات الحال السابق بالترقب واالنتظار وشد األعصاب الذي ال
يتوقف عند حد معين.
وعندما نقول أوامر معلقة محكمة اإلغالق ،فإننا نعني بذلك أن أمر البيع
أو الشراء محدد فيه مسبقًا نقطة الدخول ،ونقطة الخروج بالربح أو الخسارة ،وال
يجوز لك تحت أي ظرف أن تتدخل وتقوم باإلغالق اليدوي أو جني األرباح أو وقف
الخسارة ملجرد شعورك بأن ما تقوم به هو الصواب ،ألن االستمرارية يف العمل
وااللتزام بشروط هذه االستراتيجيات هي أهم عامل يف نجاحها.
97
استراتيجية الحدود
أول استراتيجية تم تقديمها يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" هي
Limit استراتيجية الحدود ،املشتق اسمها من اسم أحد أنواع األوامر وهي
، Ordersوهذا ما يتعلق باالسم فقط ،وليس أسلوب اشتقاق آلية العمل الفعلية،
حيث أن أسلوب العمل والرقص ىلع وتر هذا النوع من األوامر يعتمد ىلع التحليل
اإلحصائي والكمي لحركة املشتقات املالية وأزواج العمالت املختلفة.
لذلك فإن شرط نجاح هذه االستراتيجية تعتمد بالدرجة األساسية ىلع
طول الفترة الزمنية التي يلتزم فيها املتداول بشروطها املحددة ،إال يف حال قرار
االبتعاد عن السوق لفترة زمنية محددة ألي سبب كان ،مثل وجود حروب أو وباء
عاملي كوباء كورونا ،Covid-19الذي أرهق االقتصاد العاملي بشكل عام.
وحتى نقوم بتبسيط تقديم هذه االستراتيجية ،فلو أخذنا مثالً عدد ()4
آالف ساعة لحركة سعر أحد األزواج مثل الجنيه االسترليني مقابل الدوالر األمريكي
،GBPUSDوقمنا بإخضاعها للفحص الدقيق سنجد أن عدد الساعات التي هبط
فيها السعر ما بين سعر االفتتاح وسعر اإلغالق ،مساوي تقريبًا لعدد الساعات التي
ارتفع فيها السعر ،وبنسبة شبة متطابقة ،وهنا يأتي مربط الفرس وأساس فكرة
98
استراتيجية الحدود التي تم استثمارها بنجاح كبير ،وهذا ما ينطبق تمام االنطباق
ىلع حركة كافة العمالت واملشتقات املالية مهما كان نوعها أو جنسها .من
حيث أن احتمالية صعود السعر مساوي تمامًا الحتمالية الهبوط ،وكلما طالت الفترة
الزمنية التي يتم إخضاعها للدراسة والبحث والتحليل كلما وجدنا بأن التطابق يصل
إلى مرحلة التطابق من حيث أن ظروف التداول تعيد نفسها ويتم تناوبها بين
املوجات الصاعدة والهابطة واملسير العرضي بشكل دائم.
تثبيت حجم الصفقة دائمًا وأبدًا ،وال يتم التالعب أو تغيير الحجم بين .1
األوامر ،فإن كان الحساب ذو قيمة ( )100دوالر أمريكي ،فإن حجم الصفقة
املناسب سيكون ( )0.01لوت بشكل دائم ومستمر.
.2وضع األمر األول ،Buy Limitتحت السعر ب 13نقطة .ووضع األمر الثاني
،Sell Limitفوق السعر ب 12نقطة ،استنادًا وقياسًا ىلع سعر Bidفقط،
وهو مرجعنا للعمل ،مع االنتباه إلى إمكانية تغيير هذه املسافات وفق
معدل حركة زوج العمالت أو املشتق املالي الذي يجري التداول عليه.
99
وتعقيبًا ىلع النقطة السابقة فإننا نجد أن املسافة بين أمر الشراء أسفل
السعر وأمر البيع فوق السعر هو ( )25نقطة ،فكل أمر Limitيدخل يكون هناك
أمر Limitمخالف له ويبتعد عنه مسافة ( )25نقطة بشكل دائم .أو بحسب
البناء الجديد الذي تم اعتماده بحسب زوج العمالت أو املشتق املالي.
.3وضع أمر وقف خسارة بقيمة ( )26نقطة بشكل ودائم ىلع أي أمر ،Limit
سواء بيع أو شراء ،محسوب من نقطة الدخول.
.4وضع أمر جني أرباح بقيمة ( )35نقطة بشكل ثابت ودائم ىلع أي أمر
،Limitسواء بيع أو شراء ،محسوب أيضًا من نقطة الدخول.
.5كل أمر يدخل وليكن مثالً ،Sell Limitنقوم بوضع أمر ،Sell limitفوق هذا
األمر بفارق ( )24نقطة محسوبة من سعر األمر املوجود يف السوق ،وثابتة
ال تتغير ،والعكس إذا كان األمر املوجود الداخل يف السوق هو ،Buy Limit
نقوم ىلع الفور بوضع أمر آخر ،Buy Limitتحته وبفارق ( )24نقطة ال
تتغير محسوبة من سعر دخول األمر املوجود يف السوق من نفس النوع.
وتوضيحًا لهذه النقطة ،فكما نعرف فإن فرق االسبرد املفترض الذي حددناه
بنقطتين ) ،(2pipsهو نفسه ذات الفارق بين املسافة الفاصلة بين أي أمرين
متشابهين من نفس النوع وبذات االتجاه وهو ( )24نقطة ،وأمر وقف الخسارة
املحدد سلفًا ب ( ) 26نقطة .حتى نضمن بشكل دائم ومستمر بأن نبقى ىلع
تواصل مع السوق ،وأي أمر يخرج من السوق ىلع خسارة ،فال يخرج إال بدخول أمر
آخر مشابه له بنفس اللحظة.
وهذا األمر من جانب آخر يعطيك الحماية املطلقة من أي تالعب من قبل
شركات الوساطة املالية التي قد ترفع السعر أو تخفضه ،والذي يسمى add
، tickأو أي انزالق سعري بشكل فجائي تقوم الشركة بناء عليه بتطبيق قاعدة
، Slippageفلو أردت الشركة أن تقوم بنقل أمر وقف الخسارة فوق الرقم املحدد
بعشرين نقطة مثالً أو أكثر فال يمكنها فعل ذلك إال بنقل األمر الجديد نفس
الكمية بنفس االتجاه.
100
وكمثال توضيحي ،فبما أن فرق االسبرد هو نقطتان ( ،)2pipsفلو كان سعر
وقف الخسارة ىلع سعر الشراء ألمر البيع Sellهو ،1.2420فإن أمر البيع الجديد
Sell limitسيكون حكمًا ىلع سعر ،1.2418أي أقل من سعر وقف الخسارة
بنقطتين ،ولذلك إذا حدث انزالق سعري باتجاه األىلع بمقدار مثالً ( )40نقطة
ورغبت الشركة بتطبيق قاعدة االنزالق فإن أمر وقف الخسارة سيكون ىلع سعر
، 1.2460ولذلك ال يمكن لهم تحت أي ظرف تنفيذ هذا األمر إال إذا قاموا بنقل
األمر الجديد نفس املساقة وهي 40نقطة ىلع أمر ،sell limitالجديد ،أي
نقله إلى سعر ،1.2458رغمًا عنهم ،ولذلك سيتجنبون الدخول يف هذه املتاهة
ويعطونك ىلع األغلب نفس السعر املحدد سلفًا؛ وذلك نتيجة إدراكهم بأنك
مسيطر ىلع املفاجآت بشكل حتمي.
ولذلك ستقوم بكل راحة مطلقة بوضع أمر شراء جديد Buy Limitتحت
السعر بفارق ( )25نقطة ،وأمر بيع جديد ،Sell Limitفوق السعر براحة مطلقة.
.6الشرط املهم هنا هو ضرورة املتابعة املستمرة ومالحقة السعر أينما ذهب
صعودًا ونزوالً ،فكل ،Buy Limitيدخل فال بد من وجود أمرين تابعين له،
األمر األول ،Buy limitتحت أمر الشراء املوجود بمسافة ( )24نقطة ،وأمر
آخر مخالف ،Sell Limitيبعد مسافة ( )25نقطة ،وكلها محسوبة بإحكام
كما سيتم تقديمه الحقًا بمثال تفصيلي.
ولنأتي اآلن ىلع شيء من التفصيل يف بعض املحاور ،وهو سؤال قد يدور يف
رأس أي متداول ،وهو السؤال عن السبب يف وجود هذه الفوارق وهذه القيم،
وىلع رأسها الفارق ما بين كمية الخسارة وكمية الربح فهي بدقة ( )9نقاط
بالتحديد ،ولفهم ذلك سنبدأ بتوضيح ما يلي:
إذا كان لدينا رأس مال ( )100دوالر ،فإنه وفق االستراتيجية السابقة فإن خسارة
رأس املال بالكامل تتطلب أن يمشي السوق بنفس االتجاه املقدار التالي:
101
-خسارة الصفقة الواحدة التي حجمها ( )0.01لوت ،هو بالتحديد ( )2.6دوالر
أمريكي ،وذلك كل مسافة ( )26نقطة يمشيها السوق باتجاه واحد ،مع
خصم ( )2نقطتين فارق سبرد ،لذلك فإن ناتج قسمة ( )100دوالر ،ىلع ()2.6
دوالر يساوي تقريبًا ( )39صفقة مستمرة.
-إذا ما ضربنا حاصل عدد الصفقات بكمية النقاط التي تخسرها الصفقة
وهي ( ) 24نقطة وإضافة نقطتين لفرق االسبرد فإنه سيكون مطلوبًا من
السوق أن يمشي مسافة ( )936نقطة بنفس االتجاه وبدون أي تراجع باتجاه
اآلخر بشكل نهائي مسافة ( )25نقطة فقط ،وهي املسافة الكافية
لتفعيل صفقة واحدة باالتجاه املعاكس ،األمر الذي يرفع عدد الصفقات
التي يجب خسارتها مرة وثلث املرة ،ألن الربح املحقق بالصفقة الرابحة
يزيد بمقدار ( )9نقاط ،أي أن كل ثالث صفقات رابحة ستقوم بتغطية ()4
صفقات خاسرة ،وسيحتاج السوق إلى مسافة إضافية قيمتها ( )96نقطة
نضيفها للرقم السابق ( )936نقطة حتى نخسر ال 100دوالر.
-للمزيد من التوضيح فلو فرضنا بأن أول صفقة دخلت السوق كانت هي Buy
Limitىلع سعر ،1.3000لذلك فإن خسارة ال 100دوالر تعني أن يتحرك
السوق نحو األسفل حتى سعر ) ،(1.2064دون أن يحقق أي ارتداد بقيمة
( ) 25نقطة فقط باالتجاه اآلخر نهائيًا ،وهو األمر املستحيل باملطلق إال إذا
حدثت كارثة عاملية لم يحسب حسابها أحد .غير أن كل ارتداد ملسافة
( ، (25نقطة فإن هذا األمر يتطلب أن تنخفض نقطة خسارة الحساب بمقدار
( (30نقطه تقريبًا ،أي إلى سعر ( ،)1.2034وهكذا دواليك؛ فما بالنا إذا مشى
سعر أي زوج من العمالت أو أي مشتق مالي بشكل عرضي صعودًا ونزوالً
واستمر لفترة زمنية طويلة باألشهر؟ ،هذا يعني بكل بساطة أن عدد
الصفقات التي سيتم ربحها أىلع بكثير من عدد الصفقات التي يتم
خسارتها ،وهو ما ينقلنا إلى النقطة التالية.
-تأسيسًا ىلع ما أوردناه يف مقدمة الكتاب ،وما قدمنا له يف كتاب التحليل
الكمي الذي يستند إلى معلومات كمية وإحصائية دقيقة ،فإنه كلما طالت
الفترة الزمنية مع ثبات العمل بنفس الشروط فإن عدد الصفقات التي
سيتم خسارتها ،سيكون مساويًا تمامًا لعدد الصفقات التي سيتم ربحها.
102
وإذا ما جمعنا عدد النقاط التي تم خسارتها مع عدد النقاط التي يتم
ربحها عندها سيشكل فارقًا كبيرًا يف الحساب .فعلى سبيل املثال لو
أخذنا ( )200صفقة كان نصفها خاسر ونصفها رابح فإن النتيجة ستكون
كما يلي:
No. Loss Deal Profit Total
1. Loss 100 -2.6$ -260$
2. Profit 100 +3.5$ +350$
Total 200 +0.90$ +90$
نالحظ من الجدول السابق وبكل بساطة بأن رأس املال األساسي الذي تم
البدء به وقيمته ( )100دوالر فقط؛ قد تضاعف تقريبًا ليصبح ( )190دوالرًا ،بعد
إضافة األرباح لرأس املال األساسي ،ولكن يجب االنتباه إلى أنه ليس بالضرورة أنه
وبعد تنفيذ ( ) 200صفقة ستكون النتيجة املتحصلة هي نفسها املعروضة
بالجدول السابق ،فقد تكون عدد الصفقات الرابحة أىلع من الخاسرة ،أو العكس
بأن تكون عدد الصفقات الخاسرة أىلع من عدد الصفقات الرابحة ،ولذلك يقتضي
التنويه إلى ركيزتين ىلع درجة عالية من الحساسية وهما:
الركيزة األولى :عدم الشعور بالفرح الغامر يف حال كانت عدد الصفقات الرابحة
أىلع من عدد الصفقات الخاسرة ،ألن أيام قادمة متتالية ستكون فيها عدد
الصفقات الخسارة أىلع من عدد الصفقات الرابحة ،وبالتالي فإن كمية صايف الربح
املتحقق ستقل ،ولكن ىلع وجه الدقة ستعود األمور لطبيعتها وتبدأ الصفقات
الرابحة بمعادلة ميزان الصفقات من حيث عددها ونسبتها املئوية من املجموع
الكلي للصفقات.
الركيزة الثانية :عدم الشعور بالحزن أو الخوف أو حتى القلق ،يف حال كانت عدد
الصفقات الخاسرة أىلع من عدد الصفقات الرابحة ،ألن الصفقات الرابحة ستعمل
مجددًا ىلع معادلة امليزان مرة تلو املرة حتى نصل بالحد األدنى إلى التعادل يف
103
عدد الصفقات الرابحة مقابل عدد الصفقات الخاسرة ،وهو هدفنا الرئيسي بالدرجة
األولى ،األمر الذي سيقود إلى مضاعفة رأس املال كل مرة بعد تنفيذ عدد مناسب
من الصفقات املتتالية دون انقطاع وبال تردد.
إن طريقة اختيار االبعاد بين الصفقات املتشابهة ،وبين آخر صفقتين
متعاكستين ،وكمية الربح املحددة كما أسلفنا سابقًا وكمية الخسارة الثابتة ىلع
كل صفقة ،تعطي املتداول قدرة بنسبة %100ىلع إعطاء الصفقات نفس قيمة
االحتمال بتحقيق الربح أو تحقيق الخسارة ،وتبقى املفارقة الرائعة والجميلة أنه
يف كل مرة نصل إلى التعادل يف عدد الصفقات الرابحة والخاسرة وبنسبة ()%50
لكل طرف ،فإن كمية الربح املتحققة ستكون مدهشة إلى حد بعيد ،وبالتالي فإن
اللعب مع السوق وفق هذا الفن من تعبئة الصفقات يجعل املضارب قادر ىلع
إيقاع السوق يف حيرة تامة حول اآللية التي يمكنه فيها أن يفقده قيمة رأس
املال الذي يعتبر من ضروب املستحيل إال يف حالة الكوارث ال سمح الله كما قلنا
سابقًا.
ويجب االنتباه هنا ومن ناحية رقمية أو كمية صرفه ،فإنه وبالعودة إلى
الجدول السابق ،فلو كانت عدد الصفقات الخاسرة أىلع بكثير من الصفقات
الرابحة ،فإلى أي مستوى من تفاوت النسب املئوية سيكون كافيًا للمحافظة ىلع
قيمة رأس املال ،وهذا لو حسبناه رياضيًا لوجدنا النتيجة املعروضة كما يلي:
104
املجموع الربح/الخسارة النسبة العدد البيان
$ 299- $ 2.6 - %58 115 صفقة خاسرة
$ 298 + $ 3.5 + %42 85 صفقة رابحة
$1- 0.90 + %100 200 املجموع
نالحظ من الجدول السابق أنه يكفي املتداول للحفاظ ىلع رأس ماله،
بأن تكون عدد الصفقات الرابحة أقل من عدد الصفقات الخاسرة بنسبة (،)%16
وبفارق ( ) 30صفقة بين الطرفين لصالح الصفقات الخاسرة ،وهو أمر يف غاية
الروعة وركيزة هامة جدًا للحفاظ ىلع رأس املال من أي خسارة محتملة لرأس
املال إذا ما تجاوزنا الكوارث ال سمح الله .وكل ذلك ىلع الرغم من إعطاء أي صفقة
فرصة متساوية تمامًا بين تحقيق الربح وتحقيق الخسارة ،دون اللجوء ألي نوع من
أنواع التحليل فنيًا كان أم أساسيًا وتحت أي ظرف كان.
وىلع كل حال؛ ففي الجدول التالي مثال لعملية تعبئة األوامر باملسافات
األولى التي ذكرناها وتناسب %90من املشتقات املالية وأزواج العمالت املختلفة:
بكل بساطة ومن باب التسهيل ىلع املتداول ،فمن املمكن أن يتم نقل مثل
هذا امللف إلى جدول إكسل حتى تتم عمليات التحديث اآللي من خالل ربط
األسعار ببعضها البعض ،ومن ثم فإن كل أمر يدخل السوق يجب أن يتم يكون له
105
أمران تابعان له ومرتبطان به ،األول مخالف لألمر العامل؛ بمعنى إذا دخل أمر شراء
يكون هناك أمر بيع Sell Limitيبعد بمقدار ( )25نقطة ،وأمر مماثل Buy Limit
له يبعد عنه بمسافة ( )24نقطة ،وهذا املسافات يجب أن تكون قائمة وموجودة
بشكل مستمر مع كل أمر يدخل .وتجدر املالحظة هنا أنه باإلمكان تغيير نقطة
دخول األمر املعاكس لألمر العامل واستبدالها بنقطة خروج األمر العامل ىلع ربح،
بمعنى بأن األمر العامل سيكون له أمران مرتبطان به وىلع النحو التالي:
-األول من نفس النوع العامل مرتبط بنقطة خروج األمر العامل ىلع خسارة،
مع حساب فرق االسبرد ،فإن كان األمر العامل شراء فإن األمر املماثل سيكون
من نوع Buy Limitىلع نقطة خروج األمر العامل يف السوق مضافًا إليها
قيمة فرق االسبرد ،وإذا كان األمر العامل بيع ،فإن األمر املماثل سيكون من
نوع Sell Limitىلع نقطة خروج األمر العامل ىلع خسارة مطروحًا منها
قيمة فرق االسبرد ،وذلك من أجل ضمان التزامن يف خروج أمر ودخول أمر
بنفس اللحظة.
-الثاني وهو األمر املعاكس وسيكون بالضبط ىلع نقطة خروج األمر العامل
ىلع ربح ،ألن نقطة خروج صفقة الشراء ىلع ربح هي نفسها نقطة أمر
البيع ،ونقطة خروج صفقة البيع ىلع ربح هي نفسها نقطة أمر الشراء.
حيث أننا يف هذه الحالة ال يكون لدينا سوى صفقة واحدة عاملة يف
السوق.
ومرة أخرى وأخرى نعود للتأكيد ىلع النقاط التالية:
تسلسل األوامر املتشابهة فوق بعضها أو تحت بعضها وبمسافة ()24 .1
نقطة ،وهي حاصل طرح فرق االسبرد املفترض ( )2نقطة من مسافة
وقف الخسارة ( )26نقطة.
.2تتابع ملء األوامر املخالفة لألمر الفاعل يف السوق وبمسافة ( )25نقطة،
فإذا ما ممشى السعر باتجاه أوامر البيع صعودًا ،فإن أوامر الشراء من أسفل
يجب أن تالحق السعر برفعها نحو األىلع ،من خالل وضع أمر شراء جديد
يبعد مسافة ( ) 25نقطة عن آخر أمر بيع دخل السوق ،وشطب األمر األخير
من أسفل ،للحفاظ مثالً ىلع وجود ثالث أوامر من كل اتجاه بحد أدنى ،مع
106
أنه باإلمكان أن تكون عدد األوامر املوجودة يف كل اتجاه أكثر من ذلك،
وهو األمر الذي ال يحبذه املؤلف وذلك تحسبًا ألي خبر مفاجئ قد يجعل
السعر يتحرك بأي اتجاه بشكل سريع وقوي.
يف هذه الحالة فإن مجموعة كبيرة من الصفقات الخاسرة التي ستتراصف
بشكل منتظم ومتتالي ىلع كشف الحساب ،األمر الذي من شأنه أن يجعل
املتداول يشعر باإلحباط وتبدأ رحلة الشكوك بالدخول إلى تفكيره يف عدم
جدوى هذه اإلستراتيجية من األساس ،إضافة إلى فقدان القدرة ىلع الصبر إلى
حين تتحسن األحوال وتبدأ األمور باالنتظام من جديد.
107
وعليه فإننا بحاجة إلى إعادة التفكير يف بنية اإلستراتيجية بشكل جذري
واضعين نصب أعيننا السيناريوهات غير املحدودة لحركة املشتقات املالية
املختلفة وأزواج العمالت ،ونعمل ىلع املطابقة بين ما تتحدث به استراتيجية
الحدود وبين ما يجري ىلع أرض الواقع من حركات متنوعة تختلف بين يوم وآخر،
حيث أنه وىلع ما يبدو للناظر بأن االستراتيجية السابقة ستكون فعالة للغاية
يف الفترات التي يتحرك فيها السوق بشكل عرض ومحصور بين منطقتين
سعريتين ،ولكن بمجرد أن تتجاوز قيمة التغير يف السعر قيمة الخسارة املحددة
يف الصفقة أو األمر املعلق فإن ذلك يعني بكل بساطة يعني تحقق أوامر وقف
الخسارة بال أدنى شك ،وإذا كان معدل الحركة اليومية للسعر ىلع زوج االسترليني
دوالر ىلع سبيل املثال بين أدنى سعر وأىلع سعر تساوي ( )120نقطة ،وكانت
قيمة الخسارة املحددة ىلع الصفقة ىلع سبيل املثال ( )26نقطة بين أدنى
نقطة وصلها السعر وأىلع نقطة يف نطاق التداول اليومي تعني تحقق ما بين
أربعة إلى خمسة صفقات خاسرة بشكل شبه مؤكد .وعليه فإن تحقق األرباح خالل
مسيرة السعر اليومية من لحظة االفتتاح وحتى لحظة اإلغالق تعتمد ىلع مقدار
التذبذبات الحاصلة بين النقطتين.
ولنفهم ذلك بصورة أدق ،لنفترض بأن سعر افتتاح االسترليني دوالر بداية
اليوم كان ىلع سعر ( ،)1.3000وأغلق نهاية اليوم ىلع سعر ( )1.3100وكان أدنى
سعر وصله السوق هو ( )1.2985وأىلع سعر هو ( )1.3105وعليه سنجد أن نطاق
التداول بين أىلع نقطة وأدنى نقطة هو ( )120نقطة ،فإن تحقق لدينا أمر شراء
بداية اليوم عند حدود أدنى نقطة ،فإن صفقة رابحة واحدة نعرف بالحد األدنى
أنها تحققت ،ولكن يف مسيرة السعر نحو األىلع ،ما الذي فعله السعر خالل رحلة
الصعود؟ هل صعد بشكل مباشر دون تراجعات؟ أم هل اخذ بالتذبذب صعودًا
وهبوطًا حتى وصل تلك الن قطة؟ هل كانت قيمة التذبذبات السعرية كافية أو
باملقدار الذي من شأنه أن يحقق أو يضمن تفعيل أوامر الشراء املعلقة التي يتم
108
مالحقة السعر بها من أسفل؟ وهل قيمة التذبذب هي نفسها سنجدها كل يوم
بنفس الكميات والكيفيات سواء تحرك السعر صعودًا أو هبوطًا؟
فيض من األسئلة ال يمكن ألي متداول أن يجيب عليه بالصورة التي يمكن
من خاللها حصر أو تحديد نمط ثابت للحركة تحت أي ظرف كان ،ألن األمر لو كان
ىلع هذا النحو فإن تحقيق الربح سيصبح شيئًا مؤكدًا ومضمونا ما دمنا قد
سيطرنا أو استنتجنا القالب الذي يتحرك فيه االسترليني دوالر أو أي واحدة من
املشتقات املالية .ولذلك فإن محاولة ذلك هو ضرب من املستحيالت ،ولكن
الشيء الذي يقع يف حوزة املتداول هو اإلستراتيجية التي يتحرك بها بمقابل
الحركة السعرية ،سواء أكانت طويلة أو كانت قصيرة ،وسواء أكان التذبذب كبيرًا أو
صغيرًا.
وكمقدمة ملا نريد أن نصل إليه من هذا الشرح الطويل ،فمن املعلوم لدى
املتداولين بأن حركة أي واحدة من املشتقات املالية بصرف النظر عن نوعها أو
اسمها ،لها ثالث أنماط محددة ،وهي موجة صاعدة ،وموجة هابطة ،وحركة
عرضية ،وبطبيعة الحال هناك النماذج املركبة ،بمعنى أن تكون هناك موجة
سعرية هابطة وطويلة ،يتخللها حركة عرضية تمتد لفترة من الزمن قبل أن يواصل
السعر املوجة التي كان يمشي بها ،والعكس بالعكس أيضًا يف حال وجود موجة
صاعدة يتخللها حركات عرضية لفترات زمنية قبل استئناف املوجة الصاعدة مرة
أخرى ،وال نستطيع القول بطبيعة الحال بأن هناك موجات سعرية صاعدة طويلة
يتخللها موجة سعرية هابطة قصيرة بالقدر الذي ينطبق عليها نموذج الحركة
العرضية.
وىلع ذلك فإننا حتى نصل إلى الحد األقصى من الفائدة املرجوة من
إستراتيجية الحدود التي سبق ذكرها ،مع األخذ بعين االعتبار جميع ما سبق وأن
ذكرناه بالنسبة الستراتيجية التداول باالتجاه الواحد فال بد من إعادة النظر بشكل
109
جذري بالكيفية التي نقوم فيها بالتركيب أو الدمج ما بين التحليل الكمي
واإلستراتيجيات التي سبق وذكرناها وبين فن التداول باألوامر املعلقة وفق
منهجية وإستراتيجيات التحليل الكمي.
وحتى نفهم ذلك بلغة أخرى ،فلو كان لدينا موجة سعرية هابطة طويلة،
فإن ذلك يعني بكل بساطة بأن معدل التغير التراكمي اليومي لحركة السعر
سيكون بمجموع سالب بكل تأكيد ،وذلك ألن معدل طول الشموع الهابطة سيكون
أكبر من معدل طول الشموع الصاعدة حتى وإن كانت متساوية من حيث العدد من
الناحية اإلحصائية ،ولكن من الناحية الكمية ستكون مختلفة تمامًا ،وقد سبق وأن
قدمنا مثاالً لذلك يف معرض حديثنا عن استراتيجية التداول باالتجاه الواحد أثناء
رصد املوجات السعرية ،والنتائج املترتبة ىلع ذلك يف حال كان اتجاه التداول هو
البيع ،ومقارنتها يف حال كان االتجاه شراء.
وىلع ذلك وبنفس الطريقة واملنهجية ،فلو كانت هناك موجة سعرية
هابطة وقوية يف الوقت ذاته ،وقام أحد املتداولين باستخدام استراتيجية الحدود
كأول استراتيجية من إستراتيجيات فن التداول باألوامر املعلقة ،القائمة ىلع
تعليق أوامر البيع وأوامر الشراء وفق التسلسل السابق ،فكيف كانت ستكون
النتيجة واملحصلة التي سنخرج بها؟
بكل بساطة فإن التفكير بمنهجية إستراتيجية الحدود بشكل مجرد سنجد
بأنها ستكون أكثر مالئمة للفترات التي يمشي فيها السوق بشكل عرضي ،أما يف
الفترات التي يمشي فيها السوق بشكل موجي فقد تحتاج منا فترات زمنية
طوي لة لتحقيق الفائدة املرجوة منها ،ويف حال وجود موجة سعرية هابطة كما
ذكرنا سنجد وبشكل مؤكد بأن عدد أوامر الشراء التي دخلت السوق ستكون
مرتفعة وأكبر بكثير من عدد أوامر البيع التي دخلت السوق ،وهذا من ناحية ،ومن
ناحية أخرى لو أخذنا أوامر الشراء التي دخلت السوق وهي ذات العدد األكبر سنجد
110
بأن عدد األوامر التي خرجت ىلع خسارة أكبر بكثير من عدد األوامر التي خرجت
ىلع ربح بسبب املوجة السعرية الهابطة .يف حين لو أخذنا أوامر البيع التي
دخلت السوق وهي ذات العدد األقل باملقارنة بعدد أوامر الشراء فسنجد بأن عدد
األوامر التي خرجت ىلع ربح أكبر بكثير من عدد أوامر البيع التي خرجت ىلع
خسارة.
إذن نحن نتحدث عن موجة سعرية هابطة ىلع سبيل املثال ،وما تنطوي
عليه من تفاصيل إحصائية وكمية سبق ذكرها ،ولدينا إستراتيجية الحدود التي
ستخرج بمحصلة عدد أوامر شراء تم تفعيلها أكبر من عدد أوامر البيع ،وأوامر الشراء
بشكل مستقل ستنقسم إلى قسمين ستكون الغلبة فيها لألوامر الخاسرة بشكل
مؤكد بمقابل األوامر الرابحة ،يف حين سنجد بأن عدد أوامر البيع التي تم تفعيلها
ستكون أقل ،يف حين أن عدد األوامر الرابحة ستكون صاحبة األغلبية ىلع حساب
األوامر الخاسرة ،ويف النهاية سنجد أننا أمام جملة من الحسابات الكمية التي
تفرض علينا التعديل يف استراتيجية العمل وفق ما تفرضه الحركة السعرية.
ففي املوجة السعرية الهابطة فإن املنطق يقول بأنه ينبغي أال يتم
استخدام أوامر الشراء واالبتعاد عنها ما أمكن ،وتوظيف أومر البيع فقط سواء بيع
بشكل مباشر أو ىلع شكل أوامر بيع معلقة ،Sell Limitوالعكس تمامًا يف حال
املوجة السعرية الصاعدة ،أما يف حالة الحركة العرضية للسعر فيتم استخدام
النوعين معًا يف الوقت ذاته أي أوامر البيع وأوامر الشراء.
111
ىلع ذلك فإننا سنبدأ باالرتقاء يف مستوى االستراتيجيات السابقة ،سواء أكانت
قائمة ىلع التحليل الكمي ،أو التحليل الكمي الذي أضفنا إليه التحليل الفني ،أو
فن التداول باألوامر املعلقة .وذلك يف نسق متكامل يجعل من
وقبل الدخول يف عرض اآللية التي سيتم استخدام نوع واحد فقط من
األوامر املعلقة مع املوجات السعرية ،نجد أنه من الضرورة بمكان أن نتوقف هنا،
ونرجع إلى استراتيجية الحدود التي شرحناها سابقًا ،واملوجودة بنسختها األولى
يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" وذلك من أجل أن نعرض ملستوياتها
املختلفة قبل دمجها مع أساليب التحليل الكمي وتوظيف التحليل الفني معها.
بنظرة مستقلة ىلع إستراتيجية الحدود بدون التفكير بأس شيء خارجها
مع ال تمعن بالقاعدة الفلسفية التي تقول" :كل ما هو ممكن الحدوث فال بد أن
يحدث حتمًا" ،فصحيح بأن استراتيجية الحدود توفر أكبر قدر ممكن من الحماية
للحساب ،وتكاد خسارة الحساب مهمة شبه مستحيلة أمام السوق ،مهما كان حجم
الحساب إذا ما تم استخدام حجم عقد يتناسب معه ،إال أن التفكير يف أبعاد
االستراتيجية السابقة يقودنا إلى نتيجة واحدة وهي:
إن تحقيق الربح يعتمد ىلع تراجع السعر من نقطة دخول الصفقة إلى
االتجاه املعاكس بنفس قيمة الفارق بين أمر البيع وأمر الشراء ،ويف حالتنا
السابقة هي ( ) 25نقطة بين األمرين املتعاكسين ،والتي قد نقوم بتغييرها
لتصبح بنفس قيمة الربح املطلوب للصفقة العاملة ،بمعنى ( )35نقطة ،ويف
الوقت الذي تخرج يف صفقة ىلع ربح ،تدخل صفقة معاكسه بنفس القيمة.
وىلع ذلك فإن "معامل التصحيح" املطلوب بعد أي حركة للسعر يجب أن يكون
بنفس القيمة املحددة بين كل أمرين متعاكسين وبعد تفعيل أي واحد منهما.
إذًا وصلنا إلى مصطلح جديد وهو ما وضعناه بين مزدوجتين باسم "معامل
التصحيح" والتي يطلق عليها الكاتب اسم آخر وهو "نغمة التردد" بسبب أن
112
عمليات التداول وفق استراتيجيات األوامر املعلقة ال تتعدى عن كونها عمليات
عزف ىلع األرقام .ولذلك فماذا لو أن السوق مشى من نقطة معينة بعد تفعيل
أحد الصفقات مسافة طويل وقبل نقطة وقف الخسارة تراجع السعر من تلك
النقطة مسافة مساوية للقيمة املطلوبة ،بمعنى أن معامل التصحيح حقق
الهدف املطلوب من نقطة تسبق نقطة وقف الخسارة؟ وكمثال توضيحي ،فلو
كان لدينا صفقة بيع ىلع سعر ( ،)1.2450وكانت نقطة وقف الخسارة ىلع سعر
( ،)1.2476ونقطة جني األرباح كانت ىلع سعر ( ،)1.2415فماذا لو ارتفع السعر
ووصل إلى نقطة ( ،)1.2470ومن هناك عاد إلى سعر ( ،)1.2435ثم عاد مرة أخرى إلى
سعر ( ،)1.2490وهكذا دواليك؟
هنا فإن نهرًا من األسئلة ستمطر عقولنا ،وسنجد بأن صفقة البيع فعليًا
قد حققت أرباح من سعر ( ،)1.2450حتى سعر ( ،)1.2435غير أنه الصفقة ال زالت
بحاجة إلى ( )20نقطة إضافية إلغالقها والخروج منها ىلع ربح ىلع سعر
( ،)1.2415وكذلك فتح صفقة شراء معاكسة من نفس نقطة جني األرباح ثم العودة
للربح املتوقع باتجاه األىلع ،إال أن ما حدث هو أن السعر عاكس الصفقة ثم مشى
معها بنفس القيمة املطلوبة ،ويف نهاية األمر عاد السعر وأغلق الصفقة ىلع
خسارة وفتحنا صفقة أخرى من نقطة مختلفة .وقد يتكرر هذا األمر عددًا غير
محدود من املرات ،األمر الذي سيؤثر ىلع سير اإلستراتيجية بشكل عام ،وقد ال
نصل لنقطة التعادل يف عدد الصفقات الخاسرة مع الصفقات الرابحة بحيث نجني
بالحد األدنى الفارق ما بين قيمة الخسارة وقيمة الربح كما سبق وأن قدمنا يف
بداية االستراتيجية.
وإضافة ىلع ما تقدم سنجد بأن السوق فعليًا قد حقق الهدف املطلوب
منه وهو التراجع بقيمة ( )35نقطة املطلوبة ،ولكن لألسف الشديد فإن ذلك
113
التراجع كان من نقطة مختلفة وأىلع من النقطة التي تم تنفيذ الصفقة عليها،
ويف املثال السابق ،فإن السعر تراجع ( )35ولكن من سعر ( ،)1.2470حتى سعر
( ،)1.2435يف حين أن التراجع املطلوب كان من سعر ( )1.2450إلى سعر(،)1.2415
وكذلك الحال قد يتكرر معنا عند كل صفقة ،وسنقع يف حيرة شديدة حول اآللية
التي يمكن من خاللها أن نعرف عند أي نقطة يجب أن تكون الصفقة والتي من
عندها سيتراجع السوق باملقدار املطلوب بصرف النظر عن قيمة ذلك التراجع
املطلوب.
وحتى نكون أكثر واقعية وأقرب إلى املنهج العلمي يف التفكير ،وأكثر
إتقانًا للعمل الدقيق الذي من خالله نقوم بإحكام السيطرة ىلع عمليات التداول،
فيجب علينا أن نعترف بحقيقة واضحة جدًا تفرض نفسها بالقوة ىلع السلوك
السعري ،بصرف النظر عن نوعية االستراتيجية التي يتم استخدامها ،وهي:
"ال يمكن ألي محلل كان ومهما كان نوع التحليل الذي يستخدمه يمكنه من معرفة
النقطة التي سيعود منها السعر يف حالة البيع ،أو سيرتد أو ينطلق منها السعر
باتجاه الهدف املحدد للصفقة ".
وهذه القاعدة الهامة جدًا تتطلب منا أن نقوم بالتغيير والتعديل ،وإطالق
العنان للمخيلة يف محاولة لكسر الجمود الحاصل يف استراتيجية الحدود السابقة،
بحيث نتمكن من التقاط الهدف املطلوب بصرف النظر عن النقطة التي سيعود
السوق منها ،وبنفس املنهجية السابقة حكمًا ،فكيف السبيل إلى ذلك؟
114
الطريقة األولى :الصفقة املجزأة مع تعدد األهداف
59
Sell Limit 58
57
56
55
54
53
52
51 24
50 23
22
21
20
19
18
17
16 Buy Limit
15
115
كوننا ال نعرف ىلع وجه الدقة من أي نقطة سيقوم السعر بالتراجع أو
االنطالق ليحقق الهدف الذي حددناه ىلع مستوى الصفقة الواحدة ،فكما نالحظ
من الشكل السابق وكأرقام افتراضية يمكن تطبيقها ىلع أي زوج من العمالت
الدولية أو أي من املشتقات املالية املختلفة ،فإن كان لدينا صفقة بيع كأمر
معلقة ،Sell Limitمن نقطة ( )50فإن هدف هذه النقطة سيكون هو النقطة
( ،)15كوننا قد حددنا هدف الصفقة الواحدة ب ( )35نقطة .غير أننا كثيرًا سنواجه
قضية هامة جدًا وهي؛ بأن السوق قد يصعد نحو نقطة ( )54ومن هناك يتراجع
نحو النقطة ( ،) 19وبالتالي فإن نغمة التردد التي نبحث عنها قد تحققت من
نقطة أىلع من النقطة التي قررنا الدخول عليها بصفقة البيع من خالل أمر
معلق بـ( )4نقاط ،وارتد منها نحو نقطة أىلع من نقطة هدف الصفقة بـ()4
نقاط أيضًا .ومن تلك النقطة فإن السوق قد يكون عاد للصعود مجددًا بحيث
يحقق نقطة وقف الخسارة املحددة ىلع ذلك األمر.
والعكس صحيح تمامًا ،فلو تأملنا الشكل السابق مرة أخرى ،وكانت الصفقة
املوجودة لدينا هي صفقة شراء من خالل أمر معلق Buy Limitىلع سعر (،)24
فإن هدف هذه الصفقة إذا كان بقيمة ( )35نقطة ،فإن الهدف املحدد لهذه
الصفقة سيكون ىلع سعر ( ،)59وبالتالي فإن السعر قد يهبط إلى مستوى أقل من
نقطة الدخول ولنفترض مثالً ىلع سبيل املثال إلى نقطة ( )19ومن ثم ينطلق
لتحقيق نغمة التردد املطلوبة عند نقطة ( ،)53وبالتالي فإن تفعيل صفقة الشراء
الذي حصل ،وارتداد السعر نحو األىلع ليحقق القيمة املطلوبة أو "نغمة التردد"
لم يحقق لنا الهدف املطلوب وهو إغالق الصفقة ىلع الربح املحدد ألن السعر
وصل إلى النقطة ( ،)53وعاد للهبوط ولكن لم يبلغ الهدف املراد وهو نقطة ()59؛
بمعنى أن السلوك السعري قد يحقق لنا "نغمة التردد" املطلوبة والتي نتحكم
بها كليًا ولكن يف منطقة أخرى ،أو بين نقطتين مختلفتين عن النقطتان التي
نريدهما.
116
وبالتأكيد ليس هذا ما سيحصل بالضبط وبنفس الكميات التي شرحناها
يف املثال السابق ،ولكن الشيء املؤكد بدقة بأن هذا السيناريو للسلوك السعري
سيصيب املتداول باإلحباط والخيبة ،وقد يتكرر عدد ال محدود من املرات .ولذلك
فإن استخدام طريقة الصفقة املجزأة واألهداف املتعددة تأتي كعالج فعّال لهده
اإلشكالية ،ومن خاللها سنستطيع ضبط النغمة التي نريدها مهما كانت أبعادها.
117
Nu. order price Lot Stop Profit
20 Sell Limit 50.20 -0.01 50.46 49.85
19 Sell Limit 50.19 -0.01 50.45 49.84
18 Sell Limit 50.18 -0.01 50.44 49.83
17 Sell Limit 50.17 -0.01 50.43 49.82
16 Sell Limit 50.16 -0.01 50.42 49.81
15 Sell Limit 50.15 -0.01 50.41 49.80
14 Sell Limit 50.14 -0.01 50.40 49.79
13 Sell Limit 50.13 -0.01 50.39 49.78
12 Sell Limit 50.12 -0.01 50.38 49.77
11 Sell Limit 50.11 -0.01 50.37 49.76
10 Sell Limit 50.10 -0.01 50.36 49.75
9 Sell Limit 50.09 -0.01 50.35 49.74
8 Sell Limit 50.08 -0.01 50.34 49.73
7 Sell Limit 50.07 -0.01 50.33 49.72
6 Sell Limit 50.06 -0.01 50.32 49.71
5 Sell Limit 50.05 -0.01 50.31 49.70
4 Sell Limit 50.04 -0.01 50.30 49.69
3 Sell Limit 50.03 -0.01 50.29 49.68
2 Sell Limit 50.02 -0.01 50.28 49.67
1 Sell Limit 50.01 -0.01 50.27 49.66
نجد أنه وبدالً من وضع صفقة واحدة بالحجم الكلي وهو ( )0.20لوت، .1
وىلع نقطة واحدة فقط ،فقد قمنا بتقسيم ذلك الحجم إلى ( )20جزءًا،
وكل جزء من تلك الصفقة ىلع نقطة أىلع من النقطة السابقة عليها
بقيمة ( )1نقطة.
.2يف الوقت الذي قد يرتفع فيه السعر من نقطة ( ،)50.01الذي كان سيحمل
كامل الحجم وهو ( ،)0.2إلى نقطة وقف الخسارة وهي ( )50.27ونخسر
كامل الصفقة ،نجد أن خسارة الحجم الكلي للصفقة يتطلب من السوق أن
يمشي إلى مستوى (.)50.46
.3يف الوقت الذي لو قمنا فيها بوضع الحجم الكلي للصفقة ىلع سعر واحد
أو نقطة واحد وهي نقطة ( ،)50.01والتي ستكون نقطة جني األرباح فيها
ىلع سعر ( ،)49.66وهي "نغمة التردد" املطلوبة من السلوك السعري،
نجد بأننا قمنا بوضع عشرين هدفًا مختلفًا للسعر كيف يحقق منها ما
118
يريد ،فلو ارتفع السعر فوق نقطة الدخول األولى بمقدار خمسة ،أو عشرة
أو خمسة عشر نقطة أخرى ،كما سبق وقدمنا بالشرح التفصيلي سابقًا ،ثم
تراجع السعر من أىلع نقطة وصلها بمقدار ( )35نقطة وهي الهدف
امل طلوب ،فسنجد بأن لدينا هدفًا بانتظاره ىلع تلك النقطة ،ولو قرر
السعر مواصلة الهبوط فسنجد بأن أهدافًا أخرى ال زالت بانتظاره.
والعكس صحيح تمامًا يف حالة كان األوامر املعلقة من نوع ،Buy Limitالتي
ستكون يف مواجهة هبوط السعر واالنطالق نحو األىلع من أي نقطة ال نعلمها،
وبالتأكيد ال نريد أن نعملها ألن جميع جهودنا ستكون عبارة عن خسارة للوقت
والجهد بال فائدة ،حيث أنه ال يمكن ألي محلل وبأي طريقة كانت أن يعرف من أي
نقطة سينطلق السوق منها أو يتراجع من عندها .وبالتالي فإن التداول وفق هذه
الطريقة املشتقة من استراتيجية الحدود سيوفر علينا عناء البحث أو القلق يف
كيفية اختيار النقاط التي سنقوم بوضع أوامرنا املعلقة عليها.
وال يفوتنا طبعًا بأن نشير إلى مجموعة من النقاط ىلع درجة عالية من األهمية
وهي:
يف الوقت الذي يرتفع فيه السوق ويقوم بتفعيل األوامر املعلقة من نوع .1
،Sell Limitفإن الصفقات من نوع Buy Limitستقوم بالزحف خلفها
وترتفع نحو األىلع صفقة بصفقة ،بمعنى لو كان الفارق بين أمر البيع
وأمر الشراء ( )35نقطة وهي قيمة الربح املطلوب ىلع مستوى الصفقة
الواحدة أو ما قمنا بإطالق اسم "نغمة التردد" عليه فإن كل صفقة بيع
يتم تفعيلها ،يجب علينا أن نقوم بحذف آخر أمر شراء من األسفل ،ووضعه
فوق أول أمر شراء من األىلع ،والعكس صحيح تمامًا ،فعندما يبدأ السعر
بتفعيل أوامر الشراء فإن أوامر البيع ستزحف نحو األسفل صفقة بصفقة،
وكل أمر شراء يتم تفعيله ،يجب حذف أىلع أمر بيع من نوع ،Sell Limit
ووضع أمر جديد تحت أدنى سعر أمر بيع .وللمزيد من التوضيح فلو كان
119
لدينا عشرة أوامر بيع مفعلة ،وكل صفقة عليها نقطة جني أرباح بمقدار
( ) 35نقطة ،فعند كل نقطة جني أرباح يجب أن يكون هناك أمر شراء من
نوع Buy Limitبانتظار السعر.
.2كما سبق وأن شرحنا يف أول االستراتيجية بأنه وقبل نقطة وقف الخسارة
وبمقدار فرق االسبرد ،يجب أن يكون هناك أمر جديد من نفس النوع،
لنضمن دخول صفقة جديدة من أفضل نقطة ممكنة يتزامن لحظيًا مع
خروج أي صفقة مفعلة ىلع نفس النقطة ،بحيث يحمل األمر الجديد
هدفًا جديدًا ونقطة وقف خسارة جديدة.
.3إن تقسيم الحجم الكلي ألي صفقة متناسبة مع رأس املال ،ال يشترط
تقسيمها إلى عشرين جزءا مختلفًا ،بل يمكن أن يتم تقسيمها إلى عشرة
أجزاء أو أكثر أو أقل ،بحيث يبتعد كل أمر عن اآلخر مقدار معين من النقاط
سواء أكان نقطة واحدة أو أكثر من ذلك .وعليه فإن كل متداول له حرية
التقسيم التي يراها مناسبه له وبإمكانه السيطرة ىلع مدخالتها ومتابعة
وضع األوامر بما يتالءم مع حركة السعر صعودًا وهبوطًا.
.4كل صفقة مجزأة إلى مجموعة من األوامر وىلع نقاط مختلفة ،تشكل يف
مجموعها حزمة واحدة ،بمعنى إذا قمنا بتقسيم الصفقة إلى عشرين جزءًا
يجب أن ندرك بأن األوامر املعلقة العشرون تشكل يف مجموعها صفقة
واحدة ،وبالتالي فإن التعامل معها يجب أن يتم ىلع هذا األساس.
ويف النهاية يجب أن نعلم بأننا عندما نفعل ذلك فإن عملنا ال يتعدى عن
كونه معزوفة موسيقية إن جاز لنا التعبير عن ذلك ،وأننا نختار نغمة التردد التي
نريد أن نراها يف السوق والتي بحكم املطلق سيتم تحقيقها .ولكن هل انتهى
األمر عند هذا الحد سؤال قد يخطر يف بال أي متداول تعمق يف حفريات
املعرفة الكمية يف األسواق املالية العاملية ،ليعرف أن األمر ال يتوقف هنا ،وال زال
هناك املزيد الذي يمكن عمله مع هذه االستراتيجية ،وذلك من أجل زيادة السيطرة
ىلع عمليات التداول ،واملقصود بذلك هو التداول بطريقة أقل جهدًا وأكثر متعة،
120
وأكثر تحقيقًا للربح وأقل خسارة يف حال حدوثها .ولكن ما الذي يمكن عمله
وملاذا؟
إذا أجبنا عن سؤال ملاذا نحتاج للمزيد من التطوير؟ سنتمكن حتمًا من
اإلجابة عن السؤال األول وهو ما الذي يمكن أن نعمله .ولذلك فإن األسطر التالية
ستقدم اإلجابة ىلع سؤال ملاذا نقوم باملزيد من التطوير؟
ولكن إذا ما دققنا النظر فنجد بأن السلوك السعري الذي قد تعاني منه
استراتيجية الحدود يف شكلها األساسي أو الشكل األم لها ،قد تعاني منه أجزاء
من الصفقة عند تقسيمها ،فأول جزء أو مجموعة أجزاء من الصفقة بعد تقسيمها
ستخضع ملا كانت تخضع له االستراتيجية األم .ولذلك فإننا هنا نجد أنفسنا
ملتزمين باملزيد من التفكير والتطوير وتقديم طريقة أخرى تعالج بدرجة كبيرة أي
سلوكيات سعرية غير مرغوبة أثناء عمليات التداول ،وبالتالي يقدم الكاتب الطريقة
الثانية املشتقة من استراتيجية الحدود ومطورة ىلع طريقة الصفقة املجزأة ذات
األهداف املتعددة.
121
الطريقة الثانية :الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد
ببساطة وبشكل مباشر ،فإن كان لدى املتداول القدرة ىلع الشعور بحركة
السعر سيعرف مباشرة ما املقصود بطريقة الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد.
فبدالً من البحث عن أهداف متعددة يف الطريقة األولى ،فإن هذه الطريقة تطلب
من السعر ،وملرة واحدة فقط أن يعزف النغمة املحددة له ،ومن أي نقطة يريدها.
وبعبارة أخرى ،فبما أننا ال نعرف وال يمكن أن نعرف ،من أي نقطة سيقوم
السوق باالرتداد منه عندها ،أو االنطالق منها لتحقيق الهدف املحدد له ،والذي
فإننا وبمقابل تقسيم الصفقة الواحدة يف اتفقنا ىلع تسميته بنغمة التردد
االستراتيجية األم لنضمن دخولها يف نقاط متعددة وليس نقطة واحدة كما
شرحنا يف الطريقة األولى ،فإننا يف الطريقة الثانية سنقوم بتوحيد هدف هذه
الصفقات يف كل مرة يدخل جزء جديد من الصفقة التي تم تقسيمها.
وىلع ذلك فإذا ما قمنا بتقسيم الصفقة الواحدة إلى عشرين جزءًا ،وكل
جزء يف نقطة أىلع من النقطة السابقة عليها إذا كانت من نوع ،Sell Limitأو
يف نقطة أدنى من النقطة السابقة عليها إذا كانت من نوع ،Buy Limitوتم
تفعيل نصف هذه الصفقات ،فإنه وبدالً من أن يكون لكل جزء من الصفقة هدفًا
مختلفًا عن الجزء الذي قبله فإننا سنقوم بتحريك هدف الصفقة أو الصفقات
األولى ليصبح مساوي لهدف آخر صفقة يتم تفعيلها والذي بطبيعة الحال سيكون
األقرب من سعر السوق والذي يحمل نسبة كبيرة من احتمالية تحقيقه وأكثر من
أهدف الصفقات السابقة عليه .وعندما يقرر السوق أن يعزف النغمة املطلوبة
منه ،فإن إغالق الصفقات ىلع ربح سيكون لجميع الصفقات دفعة واحدة أو
بالجملة ويتفعل جزء واحد من الصفقة املعاكسة التي تكون نقطة دخولها
تالحق السوق وتكون ىلع ذات النقطة التي يتم عليها جني أرباح جميع أجزاء
الصفقة العاملة.
122
وكمثال عملي تطبيقي يرجى التدقيق يف الجدول التالي الذي يبين ذلك
بوضوح ،يف حال كان سعر السوق صاعدًا نحو األىلع ويقوم بتفعيل صفقات من
مجموعة أوامر معلقة من نوع :Sell Limit
Sell Limit Lot Stop Target1 Target2 Target3 Target4 Target5 Target6 Target7 Target8 --------- Target20
50.20 -0.01 50.46 49.74 --------- 49.74
50.19 -0.01 50.45 49.73 --------- 49.74
50.18 -0.01 50.44 49.72 --------- 49.74
50.17 -0.01 50.43 49.71 --------- 49.74
50.16 -0.01 50.42 49.70 --------- 49.74
50.15 -0.01 50.41 49.69 --------- 49.74
50.14 -0.01 50.40 49.68 --------- 49.74
50.13 -0.01 50.39 49.67 --------- 49.74
50.12 -0.01 50.38 49.66 --------- 49.74
50.11 -0.01 50.37 49.65 --------- 49.74
50.10 -0.01 50.36 49.64 --------- 49.74
50.09 -0.01 50.35 49.63 --------- 49.74
50.08 -0.01 50.34 49.62 49.62 --------- 49.74
50.07 -0.01 50.33 49.61 49.61 49.62 --------- 49.74
50.06 -0.01 50.32 49.60 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74
50.05 -0.01 50.31 49.59 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74
50.04 -0.01 50.30 49.58 49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74
50.03 -0.01 50.29 49.57 49.57 49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74
50.02 -0.01 50.28 49.56 49.56 49.57 49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74
50.01 -0.01 50.27 49.55 49.56 49.57 49.58 49.59 49.60 49.61 49.62 --------- 49.74
نالحظ من الجدول السابق وجود صفقة بيع مجزأة إلى عشرين قسمًا
مختلفًا ،وأول جزء من تلك الصفقة موجود ىلع سعر ( ،)50.01وله نقطة وقف
خسارة ىلع سعر ( ،)50.27وله نقطة هدف لجني األرباح عند مستوى (،)49.55
وىلع ذلك فإذا ما تم تفعيل هذا الجزء فقط فإن هدفه سيبقى ثابتًا يف مكانه
ولن يتحرك ،ولكن وعند تفعيل كل جزء من الصفقة طبقًا لألوامر العلوية من نوع
،Sell Limitباتجاه السهم الصاعد سنجد بأن الهدف لجميع الصفقات التي يتم
تفعيلها يتغير يف كل مرة ليوازي هدف آخر أمر تم تفعيله من األوامر املعلقة ،كما
نالحظ السهم الذي يتجه نحو اليمين ،وكيفية تغيير األهداف لجميع الصفقات
التي يتم تفعيلها لتصبح واحدة ومساوي ألمر جني أرباح آخر صفقة تم تفعيلها،
مع ثبات نقطة وقف الخسارة طبعًا لكل صفقة ىلع حدا.
123
وحتى ال نطيل ىلع املتداول الكريم يف الشروحات فإن ما نحققه
باستخدام طريقة الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد يتلخص بالنقاط التالية:
عند مالحظة الجدول السابق سنجد بأنه ويف الوقت الذي يوجد لدينا ()20 .1
نقطة وقف خسارة متتالية ومختلفة عن بعضها البعض ،فقد ال يحققها
السوق مجتمعة أو قد يحقق مجموعة منها فقط ،إال أننا يف كل جزء
جديد من أجزاء الصفقة الكلية يدخل السوق فإننا نقوم بتغيير أهداف
الصفقات السابقة ليصبح هدفًا واحدًا لجميع الصفقات ،بحيث يكون هو
نفسه هدف آخر أمر تم تفعيله .وبعبارة أوضح فيكون لدينا ( )20نقطة
وقف خسارة بمقابل نقطة واحدة فقط لجني األرباح ىلع عدد كبير من
الصفقات.
.2إن استخدام طريقة الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد تعمل ىلع تقريب
الهدف يف كل مرة يبتعد فيها السعر عن الهدف األول.
.3بمقابل تحقيق هدف واحد لعدد كبير من أجزاء الصفقة الواحدة املجزأة
سيتم تفعيل جزء واحد فقط من الصفقة املقابلة واملعاكسة يف االتجاه.
.4إن استخدام هذه الطريقة يحقق للمتداول القدرة الكبيرة ىلع امتصاص أي
موجه يف السوق من خالل التقسيم ويكون جاهزًا الستغالل أول تردد
للسعر لإلغالق الكلي ملجموع الصفقات العاملة والتي تشكل أجزاء من
صفقة واحدة.
واآلن وبعد أن وصلنا لهذا املستوى املتقدم واالشتقاقات املتتالية التي تتالءم
مع أي سلوك سعري قد يحدث ،قد يواجهنا أي متداول بسؤال محدد حول إشكالية
رأس املال الذي أشرنا إليه سابقًا قبل عرض طريقة الصفقة املجزأة ذات األهداف
املتعددة ،وقلنا بأننا نحتاج إلى رفع رأس املال لتتالءم مع استخدام هذه الطرق.
وقلنا أيضًا بأن هذه ليست إشكالية وأن يف حوزتنا طريقة أخرى مبتكرة لهذا
املوضوع يبعد عنا شبح زيادة رأس املال الذي قد ال يكون متوفرًا لكل املتداولين،
وهذا السبب فإننا نضع بين يدي املتداول الكريم الطريقة الثالثة املشتقة من
الطريقتين األولى والثانية ،وذلك من أجل توفير الفرصة الكاملة للمتداول كي
124
يعمل بمهارة عالية جدًا ويستغل جميع نقاط القوة يف الطرق السابقة دون
الحاجة لزيادة رأس املال العامل أبدًا.
عودة لبداية عرض االستراتيجية الرئيسية بشكلها األم ،ومع استخدام كافة
اإلحصائيات واالحتماالت والجداول التي أرفقناها يف محاولة إلثبات قوة هذه
االستراتيجية ،وبعد عرض الطريقتين التي من خاللهما استعرضنا كيف يمكن
التغلب ىلع أي سلوك سعري محتمل قد يعيق أو يقلل من فاعلية االستراتيجية،
إال أن االصطدام بإشكالية رأس املال دفعتنا إلى العودة للخلف قليالً من أجل
معالجة تلك اإلشكالية ،ال بل وتخفيف ضغط العمل ىلع املتداول ليتعامل مع
صفقة واحدة فقط بدالً من التعامل مع إجزاء متعددة لنفس الصفقة ،األمر الذي
قد يتطلب من املتداول الجلوس ساعات طويلة والتعامل مع كمية كبيرة من
الصفقات .أو قد يضطر إلى حلول تقنية من أجل تحقيق االستفادة القصوى من
الطرق السابقة.
حيث أنه ويف حال عدم توفر القدرة ىلع العمل املتواصل ،أو الوسائل
التقنية ،أو توفر الوقت ،أو توفر رأس املال ،فإن شعورًا باليأس قد يتسلل إلى نفس
املتداول ألي سبب منفرد من األسباب السابقة أو ألكثر من سبب يف الوقت ذاته.
وىلع ذلك فإن تفكيرًا عميقًا يف منهج اإلستراتيجية األم ،من ثم التأمل يف
الطريقة األولى ذات األجزاء املتعددة واألهداف املتعددة ،أو الهدف الواحد
املتحرك ملجموع الصفقات العاملة .نجد أن هناك اشتقاق جديد يوفر جميع ما
تقدم ويعالج جميع ما تقدم من إشكاليات مرت علينا يف االستراتيجية الرئيسية
بشكل األم أو الطرق املشتقة منها.
125
هي قيمة الهدف املطلوب من كل صفقة ،ولنفترض أن الهدف ىلع أي صفقة
هو ( )35نقطة ،وقيمة وقف الخسارة ىلع أي صفقة ( )26نقطة ،وىلع ذلك فإن
الفارق ما بين أمر ،Buy Limitوأمر Sell Limitسيكون بقيمة ( )35نقطة.
وعند تفعيل أي أمر منهما ولنفترض أن السوق قام بتفعيل أمر البيع ىلع
البترول ىلع سعر ( )50.50دوالر للبرميل ،وعليه فإن نقطة وقف الخسارة ىلع
هذه الصفقة سيكون ىلع سعر ( )50.76دوالر للبرميل ،ونقطة جني األرباح ىلع
نقطة ( )50.15دوالر للبرميل ،وكذلك الحال سنجد أن أمر الشراء Buy Limitاملعلق
سيكون ىلع سعر (.)50.15
يف الحالة السابقة سنكون بطبيعة الحال أمام احتمالين ال ثالث لهما ،فإما
أن يمشي السوق لصالح الصفقة ويبدأ بالهبوط مع صفقة البيع ،وإما أن يمشي
السوق بعكس اتجاه تلك الصفقة ويبدأ مشوراه بالصعود .ففي الحالة األولى فال
يتطلب منا أن نفعل أي شيء ىلع اإلطالق سوى مراقبة السعر وانتظار نقطة
تحقيق األرباح وتفعيل أمر الشراء املعلق وينتظر هبوط السعر إليه كيف يتم
تفعيله ،وعندها نقوم بإعادة بناء أمر البيع ،Sell Limitمن نفس النقطة التي
سيتم جني األرباح عليها بالنسبة ألمر الشراء الذي تم تفعيله.
أما يف الحالة الثانية فإن التدخل سيكون هنا سيد املوقف ،وعلينا اتباع
الخطوات التالية:
أوالً وقبل كل شيء يجب أال ننسى بأنه ويف حال تفعيل أمر من نوع Sell .1
، Limitفيجيب أن يكون هناك أمران ،األول من نفس النوع ىلع نقطة
وقف الخسارة مطروحًا منها قيمة فرق االسبرد ،ويف املثال السابق وعند
تفعيل أمر البيع ىلع سعر ( ،)50.50وعليه نقطة وقف خسارة ىلع سعر
( ،)50.76فإن أمر البيع الجديد سيكون ىلع سعر ( ،)50.74يف حال كان
فرق االسبرد نقطتان .أما إذا كان لدينا صفقة شراء فإن أمر جديد من نوع
126
،Buy Limitيجب أن يكون ىلع نقطة وقف الخسارة مضافًا إليها قيمة
فرق االسبرد.
.2كل نقطة يمشيها السوق بعكس صفقة البيع التي تم تفعيلها ،يجب أن
يتغير الهدف بالضبط نحو األىلع بنفس مقدار التغير الذي حصل ،فلو
تحرك السعر بعد تفعيل الصفقة نحو سعر ( )50.60فإن هدف هذه الصفقة
Take Profitيجب أن يتحرك نحو األىلع بنفس املقدار ليتحرك من سعر
( ،)50.15إلى سعر (.)50.25
.3كل نقطة يتم تحريك هدف الصفقة إليها بعد أن يقوم السعر بمعاكسة
اتجاه الصفقة التي تم تفعيلها ،يجب أن يتم الزحف بأمر الشراء املعلق
املقابل بنفس القيمة وىلع ذات النقطة مع كافة مدخالته من حيث
نقطة جني األرباح ونقطة وقف الخسارة .ويف املثال السابق فإن أمر
الشراء ،Buy Limitسيتحرك من نقطة ( ،)50.15إلى نقطة ( ،)50.25وكذلك
الحال بالنسبة لنقطة جني األرباح ونقطة وقف الخسارة تتحركان نحو
األىلع بنفس املقدار.
وهكذا بشكل مستمر دون انقطاع دائمًا وأبدًا ،نبقى محافظين ىلع مالحقة
السعر أينما ذهب صعودًا ونزوالً .حيث توفر هذه الطريقة عددًا من املميزات التي
يمكن أن نذكر منها ما يلي:
باإلضافة إلى ما تقدم يف مبررات استخدام هذه الطريقة ،فإن أهم ما يميز .1
هذه الطريقة هو أنه يف الوقت الذي قد يمشي يف السعر بعكس
الصفقة التي تم تقسيمها إلى أجزاء متساوية ويقوم بإغالق مجموعة
كاملة من األجزاء املتتالية ففي هذه الطريقة فإن السعر سيقوم
بمعاكسة صفقة واحدة فقط ،وهو األمر الذي يالئم رأس املال الصغير
مهما كان حجمه.
.2باإلضافة إلى تجميع مميزات الطريقة األولى والطريقة الثانية من هذه
االستراتيجية ،فإن طريقة الصفقة الواحدة ذات الهدف املتحرك تتميز
باملرونة العالية جدًا ،واملقصود بذلك بأنه ويف الوقت الذي كانت
االستراتيجية األم شبه جامدة وثابته ىلع نقاط دخول وخروج محددة ال
127
تقبل التغيير ،فإن الطريقة الحالية ىلع درجة عالية جدًا من املرونة،
حيث أن كل نقطة من نقاط السعر هي نقطة محتملة لجني األرباح
وتفعيل صفقة جديدة ،يف حين أن نقاط وقف الخسارة تبقى ثابته
ومحددة بعد تفعيل أي صفقة.
.3كون الهدف متحرك بالنسبة ألي صفقة وتتحرك الصفقة املقابلة مع
الهدف ،باإلضافة إلى أن قيمة الربح املحدد ىلع مستوى الصفقة الواحدة
أكبر من قيمة الخسارة ،فإن أي صفقة يمشي السوق باتجاهها بعد أن
مشى بعكسها ،لن تخرج ىلع خسارة بشكل مطلق ،وسيكون هناك مزيج
كميات أرباح مختلفة ىلع الصفقات بمقابل قيمة خسارة ثابتة يف كل
مرة.
إلى هذا املستوى يكتفي الكاتب بعرض هذه الطريقة التي من املفترض
بالنسبة للمتداول أن يكون مدركًا لكافة أبعاد ،وبخاصة املتداول الذي قام
بالتطبيق ىلع كافة الطرق السابقة من هذه االستراتيجية ،ولديه معلومات كمية
كافية ليقوم بالحسابات الرياضية البسيطة.
ويف النهاية وقبل االنتقال إلى االستراتيجية الثانية وهي استراتيجية الوقف،
والتي سنعرض فيها أمورًا مختلفة يف منطق التعامل مع األسواق وتؤدي نفس
الغرض الذي تؤديه استراتيجية الحدود ،فقد يتبادر إلى ذهن أي متداول سؤال
حول مستقبل التحديث والتطوير ىلع هذه االستراتيجية سواء بشكلها الرئيسي
أو بأشكالها الفرعية املعروضة بالطرق الثالثة السابقة ،وهل هناك مجال للمزيد
من التطوير والتحديث ىلع هذه االستراتيجية؟ واإلجابة ستكون بنعم طبعًا،
فالعقل البشري الذي ال يسعى دائمًا إلى بلوغ الكمال يف كل شيء ،ال يتوقف عن
التفكير ليفرض سيطرته ىلع كل ما يحيط به .ولذلك فسيتم طرح مستويات
متقدمة للغاية بعد عرض ما نرغب يف عرضه يف االستراتيجيات القائمة ىلع
فن التداول باألوامر املعلقة ،حيث سنعمد إلى توظيف كافة املعلومات اإلحصائية
والحسابات الكمية ،باإلضافة إلى جملة من التحليالت الفنية لنخرج بقوالب دقيقة
للغاية ومحققة ألىلع معايير الجودة العلمية يف اتخاذ قرارات البيع والشراء.
128
الطريقة الرابعة :الصفقة املجزأة ذات األحجام املتغيرة
فكما نعلم بأنه ومن طبيعة السلوك السعري ألي من املشتقات املالية أنه
كلما كانت حركة السعر باتجاه معين طويلة ،فإن فرصة التراجع إلى نقطة سابقة
عليها تكون أىلع ،وبالتالي فإن هذه االستراتيجية يتالءم معها مسألة رفع حجم
الصفقة ،والبدء بالحجم األقل ثم الزيادة عليه يف كل مرة تخرج فيها الصفقة ىلع
خسارة ،وكون الخسارات تأتي بشكل منتظم خلف بعضها البعض تبعًا لهبوط
السعر أو ارتفاعه ،فإن كل صفقة تالية تحمل فرصة أىلع للخروج ىلع ربح أكبر
من نسبة االحتمال الذي تحمله الصفقة السابقة عليها.
أن فلسفة بناء هذا الكتاب كانت باألساس تهدف إلى توفير طرق تداول .1
محترفة ال تتطلب رأس مال كبير من أجل استخدامها ،وبإمكان أي متداول أن
يبدأ بأي رأس مال مناسب له وال يؤثر ىلع مستوى معيشته.
.2أن الدخول يف موضوع تغيير أحجام الصفقات والتالعب بها ،يتطلب
مراجعة شاملة لتفاصيل كافة الطرق السابقة ،وشرح الطريقة التي من
خاللها يمكن تغيير أحجام الصفقات والشروط العلمية املطلوبة يف كل
طريقة.
129
وىلع كل حال ،فإن كان لدى املتداول الذي يقرأ هذه األسطر ويتوفر لديه
اإلمكانيات املالية واألدوات البحثية أن يبحث يف هذا املوضوع ،ىلع أن يأخذ
بعين االعتبار أن التغيير يف أحجام الصفقات يأتي تحت نوعين؛ األول منهما
متعلق بحجم الصفقات ىلع مستوى الصفقة الواحدة كمجموعة مجزأة ،والثاني
يتعلق بحجم الصفقات ىلع مستوى املجموعات املتالحقة والتي تمثل كل
مجموعة صفقة واحدة ،وبذات الوقت يجب االنتباه إلى أن قضية تغيير أحجام
الصفقات تمشي باتجاهين ،اتجاه هبوط يف الحجم واتجاه صعود بالحجم.
ويعتمد الكاتب يف هذا الباب ىلع عقل املتداول الكريم الذي يبحث عن
التطوير املتواصل يف كافة تفاصيل هذه اإلستراتيجية ،حيث أن الشرح الطويل
والتفاصيل الدقيقة التي سبق وأن قدمناها يف هذه اإلستراتيجية ،تشكل أساسًا
قويًا لفهم كافة أنواع السلوك السعري ،الذي يمكن من خالله فهم كافة
االستراتيجيات التالية بسهولة تامة ،وتعطيه القدرة ىلع البناء والتطوير يف كل
جزئيات ما سيأتي من استراتيجيات أو طرق مشتقة منها.
130
التوفيق بين استراتيجية الحدود والتداول باالتجاه الواحد
عودة ىلع ذي بدء والتفكير مليًا يف جميع ما تقدم ،ومطابقة بين ما ورد
ذكره يف استراتيجية التداول باالتجاه الواحد بعد أن تقدمنا بها لعدد من املراحل
التي كان من شأنها أن ترفع من كفاءة تلك االستراتيجية إلى الحد األقصى املمكن،
وبعد أن تم إدخال عناصر التحليل الفني بأبسط صورة لها رأينا كيف تغير مجرى
األمر بالكامل وأصبح استراتيجية التداول باالتجاه الواحد تعمل بالتناوب بين
االتجاهين ،فمرة يكون التداول باتجاه الشراء ومرة أخرى باتجاه البيع بعد أن تم رصد
وجود أي موجات سعرية يف السوق.
وهذا يقودنا بالضرورة إلى التفكير يف استراتيجية الحدود التي تمثل أول
استراتيجية من استراتيجيات التداول باألوامر املعلقة ،حيث تم عرضها بالصورة
األساسية كما وردت يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة" ومن ثم عرضنا
املستويات املتقدمة منها ،ملعرفة الكيفية التي يمكن من خاللها أن نصل بها
إلى أىلع معايير الجودة العلمية وبما يحقق أىلع عائد ممكن ىلع اإلطالق وبما
يضمن تحقيق األهداف املرجوة منها من خالل ضبط ما أطلقنا عليه "نغمة
التردد" التي تعتمد عليها االستراتيجية بالدرجة األساسية.
وىلع ذلك ويف ضوء ما تقدم فهذا يضعنا أمام مطلب وضع الخالصات
السابقة حتى نستطيع من خالل تلك الخالصات أن نقوم ببناء استراتيجية تعتمد
ىلع جميع ما تقدم من تحليل كمي ومركب مع التحليل الفني ونقوم بمطابقة
استراتيجية الحدود عليها ،لنعرف أين نقف يف حقيقة الواقع ونكشف عن
الثغرات التي يمكن أن تكون عائقًا أمام عملية املطابقة ،وىلع ذلك فإن ما يهمنا
ذكره هنا كخالصات رئيسية أو نقاط بارزة تهما يف هذا الباب وهي:
أوالً :يف موضوع التحليل الكمي وصلنا إلى قناعة مطلقة بأن السلوك السعري ألي
زوج من أزواج العمالت أو أي من املشتقات املالية له ثالث احتماالت رئيسية وهي
131
السير العرضي بين منطقتين ،أو موجة سعرية صاعدة أو موجة سعرية هابطة،
وبناء عليه وبصرف النظر عن ذلك السلوك فإنه من الناحية اإلحصائية كلما طالت
الفترة الزمنية للتداول كلما كان هناك تطابق يف عدد أيام صعود السعر مع عدد
أيام هبوط السعر.
ثانيًا :حتى وإن كان هناك تطابق يف عدد أيام هبوط السعر مع عدد أيام صعود
السعر من الناحية اإلحصائية ،التي تعني تساوي يف عدد أيام الربح مع عدد أيام
الخسارة بصرف النظر عن الطريقة املستخدمة من الطرق التي سبق وأن تم
تقديمها سابقًا ،فإنه ويف ظل وجود موجة سعرية فإن ما يحدد كمية الربح أو
الخسارة التراكمية هو الخصائص الكمية لحركة السعر اليومية كما سبق وأن وضحنا
يف املواقع املخصصة لذلك ،ففي حال وجود موجة سعرية هابطة فإن معدل
طول الشموع الهابطة واملحسوب بين سعر االفتتاح وسعر اإلغالق سيكون أىلع
من معدل طول الشموع الصاعدة ،وبالتالي فإن التغير التراكمي سيكون بالسالب،
وإذا ما توافق ذلك مع وجود صفقات بيع بشكل إحصائي يومي أو بشكل كمي
رياضي ،فإن انعكاس ذلك ىلع معدل الربح سيكون مرتفع للغاية وبفارق جوهري
ويزيد بشكل ملفت للنظر فيما لو كان اتجاه التداول هو الشراء.
132
قسم حقق الربح وقسم حقق خسارة ،وعليه فإن عدد األوامر الخاسرة
ستكون أىلع وبفارق جوهري عن عدد أوامر البيع التي حققت الربح،
بسبب املجموع التراكمي للتغير يف السعر اليومي يف املوجة الصاعدة،
والعكس تمامًا يف حال كانت هناك موجة سعرية هابطة فإن عدد أوامر
الشراء املعلقة التي ستدخل السوق ستكون أىلع بكثير من عدد أوامر
البيع ،وبالتالي فإن عدد األوامر التي ستخرج ىلع خسارة ستكون أىلع من
عدد األوامر التي ستخرج ىلع ربح.
-أما بالنسبة ألوامر الشراء التي دخلت مع املوجة السعرية الصاعدة ،وهي
األقل بطبيعة الحال فإن عدد األوامر التي سيتم تفعيلها وتحقق الربح
ستكون أىلع وبفارق جوهري عن عدد أوامر الشراء التي سيتم تفعيلها
وتخرج ىلع خسارة ،وذلك تحت تأثير املوجة السعرية الصاعدة ،التي
ستعمل ىلع تفعيل أوامر شراء أقل ولكنها ذات األغلبية يف تحقيق الربح،
والعكس تمامًا يف حالة املوجة السعرية الهابطة والتي ستعمل ىلع
تفعيل عدد أقل من أوامر البيع إال أن القسم الذي سيحقق األرباح منها
سيكون أىلع بكثير من عدد أوامر البيع التي ستخرج ىلع خسارة.
وهنا يجب أن نعيد للتذكير بأن ما تم ذكره يف النقاط السابقة ،يتعلق بأوامر
البيع والشراء املعلقة من نوع الحدود Limit Ordersفقط وليس أوامر البيع
والشراء من نوع الوقف Stop Ordersوالسبب يف ذلك بأن أوامر الشراء من نوع
Limitتكون تحت السعر بشكل مستمر ،وبالتالي ففي حالة وجود موجة سعرية
هابطة فإن تحقق هذه األوامر يكون بشكل شبه مؤكد ،وعليه فإن استمرارية
هبوط السعر يعني بكل بساطة تفعيل املزيد من أوامر الشراء املعلقة تحت
السعر وخروج العدد األكبر منها ىلع خسارة ،يف حين أن أوامر البيع املعلقة من
نوع Sell Limitالتي تكون فوق سعر السوق ففي ظل وجود موجة هابطة
133
واستمرار هبوط السعر فإن عددًا قليالً من هذه األوامر ستدخل السوق ىلع الرغم
من أن العدد األكبر من التي تدخل السوق ستكون محققة للربح.
وىلع ذلك فإننا نصل هنا إلى ما نريده يف هذا الباب ،وهو التفكير يف كيفية
إسقاط فن التداول باألوامر املعلقة ىلع استراتيجيات التداول العاملة بالتحليل
الكمي ،وىلع رأسها إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،وهو األمر الذي يأخذنا يف
باب مختلف تمامًا من تنفيذ عمليات التداول بطريقة أكثر مرونة وأكثر سالسة
وأكثر متعة ألننا نجمع نقاط القوة من كل ما تقدم يف قالب واحد سهل
االستخدام ،يحقق أىلع فائدة ممكنة بأقل جهد ممكن وبأقل مخاطر ىلع
اإلطالق ،فيكف يتم ذلك.
األمر بسيط للغاية ،وهو أننا إذا استوعبنا جميع ما تقدم يف الحديث حول
موضوع التحليل الكمي لحركة املشتقات املالية ،وعرفنا الفروقات بين القياسات
الكمية لحركة أسعار املشتقات املالية ،والخصائص الكمية لحركة تلك األسعار ،ومن
ثم إذا عرفنا الكيفية التي نقوم بها برصد وجود املوجات السعرية يف السوق
القائمة ىلع استخراج قيمة قوة تلك املوجة السعرية التي تم شرحها يف كتاب
التحليل الكمي ،مضافًا إلى جميع ما تقدم فهم إستراتيجية الحدود كأول
استراتيجية من استراتيجيات فن التداول باألوامر املعلقة بكل مستوياتها التي
سبق شرحها ،فإننا سنصبح جاهزين للتداول بشكل احترايف للغاية يقول ما يلي:
أوالً :يف حال لم تكن هناك موجة سعرية ىلع زوج العمالت أو أي واحدة من
املشتقات املالية املرصودة أو املرغوب التداول عليها ،فإننا سنقوم باستخدام
استراتيجية الحدود بشكلها الرئيسي القائمة ىلع استخدام أوامر البيع والشراء
يف الوقت ذاته ،ومن خالل أي طريقة مناسبة للمتداول من طرق استخدام هذه
اإلستراتيجية ،سواء بشكلها الرئيسي أو بمستوياتها املختلفة القائمة ىلع
134
التجزئة أو التجزئة مع الهدف الثابت ،أو مع الهدف املتحرك ،أو الصفقة الواحدة مع
هدف متحرك.
ثانيًا :يف حال وجود موجة سعرية هابطة فإن أول إجراء يجب القيام به هو
استبعاد جميع أوامر الشراء ىلع اإلطالق ،وعليه فال يصح استخدام أوامر الشراء
يف ظل معرفتنا األكيدة باملعلومات اإلحصائية التي تقول بأن عدد أوامر الشراء
التي سيتم تفعيلها وتدخل السوق ستكون أىلع بكثير من أوامر البيع ،وأوامر
الشراء التي ستدخل السوق ذات األغلبية ستنقسم إلى قسمين أحدهما رابح
واآلخر خاسر ،وستكون نسبة األوامر الخاسرة أىلع بكثير من األوامر الرابحة ،األمر
الذي سيؤخر يف جني الربح التراكمي الذي يطمح إليه املتداول ويبذل جهدًا
ووقتًا يف تجميعه.
ثالثًا :وىلع العكس تمامًا مما ورد يف النقطة السابقة ففي حال وجود موجة
سعرية صاعدة فإن أول إجراء يجب القيام به هو استبعاد جميع أوامر البيع ىلع
اإلطالق ،وعليه فال يصح استخدام أوامر البيع يف ظل معرفتنا األكيدة باملعلومات
اإلحصائية التي تقول بأن عدد أوامر البيع التي سيتم تفعيلها وتدخل السوق
ستكون أىلع بكثير من أوامر الشراء ،وأوامر البيع التي ستدخل السوق ذات
األغلبية ستنقسم إلى قسمين أحدهما رابح واآلخر خاسر ،وستكون نسبة األوامر
الخاسرة أىلع بكثير من األوامر الرابحة ،األمر الذي سيؤخر يف جني الربح التراكمي
الذي يطمح إليه املتداول ويبذل جهدًا ووقتًا يف تجميعه.
وىلع ذلك ففي ظل االحتماالت الثالثة السابقة ،فإننا نرى كيف يمكن التقلب
أو التنويع يف عملية استخدام أوامر البيع وأوامر الشراء بالتناوب وبحسب معطيات
السوق أو معطيات حركة السعر ،سواء أكانت حركة عرضية أو حركة موجية.
135
وبعد ىلع كل ما تقدم والنظر يف تفاصيل ما تم شرحه سابقًا ،يبقى هناك
شيء يسترعي االنتباه والتعقيب الهام وبخاصة يف ضوء استخدام األوامر املعلقة
الواردة يف استراتيجية الحدود وهي من نوع واحد فقط وهي األوامر من نوع
Limit Ordersوهذا األمر هو أنه وبالنظر إلى طبيعة تعليق أوامر البيع والشراء ،فإن
تعليق أوامر الشراء يكون أسفل السعر ،وبالتالي ففي حال وجود موجه سعرية
صاعدة وكانت األوامر أسفل سعر السوق ،فلو أننا قمنا بوضع أمر الشراء تحت سعر
السوق ب 10نقاط ىلع سبيل املثال ،فإن استمرار ارتفاع السعر يعني بكل بساطة
بأن األمر املعلق لم يتم تفعيله ولم يدخل إلى السوق.
وبناء عليه فإننا كي نضمن الدخول إلى السوق فإننا بحاجة إلى االستمرار يف
تعديل نقطة أمر الشراء املعلق وذلك برفع نقطة الدخول ،مع كل ارتفاع للسعر،
فلو كان سعر السوق ىلع نقطة 40وأمر الشراء املعلق Buy Limitىلع سعر 30
فإنه ومع كل ارتفاع للسعر فوق نقطة 40فإننا بحاجة إلى رفع نقطة دخول األمر
املعلق مع تعديل مدخالتها من حيث نقطة وقف الخسارة ونقطة جني األرباح.
والتداول بهذه الطريقة سيحرمنا بكل تأكيد من فرصة الدخول يف حال ارتفاع
السعر واستمراره بذلك.
وعليه فإن كل املسافة التي سيصعدها السعر قبل أن يهبط ليقوم بتفعيل
أمر الشراء املعلق هي بالنسبة لنا مسافة ربح فائتة كان ضياعها بسبب وجود أمر
الشراء تحت سعر السوق يف الوقت الذي كان فيه السعر يرتفع بشكل متواصل.
فما هي الحلول للتغلب ىلع هذا األمر؟ وهل أوامر الشراء املعلقة تحت السعر يف
حال كانت هناك موجة سعرية صاعدة هي أفضل الحلول؟ مع األخذ بعين االعتبار
بأن العكس تمامًا ينطبق يف حال كانت هناك موجة سعرية هابطة ،وكان األوامر
هي أوامر بيع معلقة Sell Limitتأتي فوق سعر السوق ونحتاج إلى تعديل
دخولها.
136
بالتأكيد ليست هي أفضل الحلول وليست هي الخيار املناسب .ولذلك فنحن
بحاجة إلى القليل من التعديل وبخاصة إذا كان اعتمادنا ىلع أوامر الشراء املعلقة
التي يكون موقعها تحت سعر السوق والتي هن من نوع Buy Limitيف حال
كانت هناك موجة سعرية صاعدة .فما هي تلك الحلول؟
إن الحل األفضل للتغلب ىلع هذا املوضوع يف حال وجود موجة سعرية
صاعدة ،هو أن نقوم بالدخول املباشر للسوق من خالل صفقة شراء لحظية ،ومن
ثم نقوم بوضع نقطة جني األرباح ونقطة وقف الخسارة وفق أي استراتيجية أو
طريقة مما تم عرضه سابقًا ،ومن ثم نبدأ برصف أوامر الشراء املعلقة التي يكون
مكانها تحت السعر والتي ال تحتاج إلى أي تحريك من طرفنا ،ألن نقطة وقف
الخسارة ستكون مرتبطة بكل تأكيد بنقطة تفعيل أمر شراء جديد مع األخذ بعين
االعتبار قيمة فارق االسبرد بين سعر خروج صفقة الشراء ىلع خسارة وتفعيل أمر
الشراء املعلق الجديد وكما تم شرحه سابقًا يف املكان املخصص لذلك ويف
بداية استراتيجية الحدود بشكلها األم ،والعكس صحيح تمامًا يف حال وجود
موجة سعرية هابطة.
وعليه فإننا نجد بأن الدخول املباشر للسوق يحل لدينا معضلة كبيرة للغاية
وهي عدم تفويت فرصة ارتفاع السعر بشكل مباشر دون تفعيل أوامر الشراء
املعلقة التي تقوم بمتابعة السعر بشكل مستمر ،والعكس كذلك صحيح تمامًا
يف حال وجود موجة سعرية هابطة .أما يف حال عدم وجود موجات سعرية فإن
استخدام طريف طريقة األوامر املعلقة يف استراتيجية الحدود سواء بشكلها
الرئيسي أو الشكل األساسي ،أو من خالل استخدام الطرق واألشكال املتقدمة منها
سيكون هو الحل األمثل للتداول بأىلع درجات الفاعلية .سواء من خالل طريقة
التجزئة بأهداف متغيرة ،أو هدف واحد متحرك ،أو صفقة واحدة بهدف متحرك كما
سبق وتم توضيحه يف السابق.
137
وقبل االنتقال إلى مستوى مختلف تمامًا من العمل ،وكشف الستار عن رؤية
شمولية لحركة املشتقات املالية ،فإننا يف هذا املوقع نرغب طرح تساؤل ىلع
ذهن املتداول يجب أن يضعه نصب عينية بشكل مستمر ،بأنه ويف حال وجود
موجة سعرية هابطة أو صاعدة وكان التداول لدينا من خالل استراتيجية التداول
باالتجاه الواحد املتوافقة مع اتجاه املوجة السعرية ،بمعنى أن اتجاه الصفقات
ستكون إما شراء مع املوجة الصاعدة ،وإما بيع مع املوجة الهابطة ،فما هي
الجدوى من وضع نقاط وقف الخسارة أو نقاط جني األرباح؟
فما دمنا باتجاه موجة سعرية صاعدة فإن الخروج من أي صفقة شراء ال معنى
ما دمنا سندخل يف صفقة شراء مرة أخرى ،وبخاصة يف ظل بقاء نفس الشروط
من حيث وجود املوجة السعرية ،سواء الخروج ىلع نقطة جني أرباح أو نقطة
وقف خسارة ،حيث أن اإلغالق وإعادة فتح أي صفقة بنفس االتجاه ال فائدة من
خلفه إال خسارة فرق سبرد جديد بين إغالق وإعادة فتح الصفقة من جديد ،فلو
كان لدينا صفقة شراء وكان سعر الخروج منها ىلع سعر العرض BIDهو ىلع
نقطة 50وكان فرق االسبرد ( )3نقاط فإن إعادة فتح الصفقة مرة أخرى سيتم
ىلع سعر الطلب ASKوهو ىلع سعر .53وعليه فإن االغالق ىلع سعر 50وفتح
الصفقة مرة أخرى بنفس اللحظة ىلع سعر 53ما هو إال تضيع ( )3نقاط بين
العمليتين ،إال إذا كان املتداول سينتظر هبوط سعر الطلب إلى ما دون نقطة 50
كشرط للدخول مرة أخرى ،ويكون هناك تحقيق فائدة بدالً من الخسارة.
وىلع كل حال فإننا نضع هذه املتناقضة الفكرية بين يدي املتداول ليفكر بها
أثناء مسيرته يف بناء استراتيجيات التداول ،والتقدم بها ،غير أننا سنقوم باإلجابة
عن هذه املتناقضة يف املكان املخصص لها يف نهاية هذا الكتاب الذي يطمح
املؤلف بأن يكون نقطة التغيير يف عالم التداول يف األسواق املالية العاملية
ويف جميع املشتقات املالية من أي نوع وأي صنف.
138
ويف إطار املتابعة ملشوار بناء االستراتيجيات القائمة ىلع الدمج بين التحليل
اإلحصائي والتحليل الكمي ،واالستفادة من خصائص التحليل الفني ،لبناء
استراتيجيات التداول التي تبتعد باملتداول بشكل كلي عن شبح الخسارة وتحقيق
أىلع عائد ممكن ،سنبدأ بطرح االستراتيجية التالية من استراتيجيات "فن التداول
باألوامر املعلقة" بمستوياتها املختلفة ومن ثم إسقاط نتائجها ىلع استراتيجية
التداول السابقة وهي التداول باالتجاه الواحد املتوافق مع املوجات السعرية.
إستراتيجية الوقف
يف كتاب "فن التداول باألوامر املعلقة عرضنا االستراتيجية الثانية من
إستراتيجيات األوامر املعلقة ،والتي تقوم ىلع استخدام النوع الثاني من أوامر
البيع والشراء وهي أوامر الوقت Stop Ordersوقد قلنا فيها ما يلي :بأنه وىلع
عكس االستراتيجية األولى تمامًا ،فإن استراتيجية الوقف Stop orders Strategy
من حيث منهجية العمل تختلف يف التعامل مع سيناريوهات حركة أسعار
املشتقات املالية ،إال أنها تتطابق مع استراتيجية الحدود من حيث قدرتها ىلع
توفير نفس الشروط املنهجية وتكافؤ الفرصة أمام الصفقة الواحدة يف تحقيق
الربح بنفس مستوى تحقيق الربح.
ويبقى الرهان قائم ىلع عامل الزمن حتى نصل إلى التطابق يف عدد
الصفقات الرابحة بمقابل عدد الصفقات الخاسرة ،حيث أننا بمجرد أن نصل إلى ذلك
التطابق بعدد 100صفقة لكل احتمال ،فإننا بذلك نكون قد حصلنا ىلع مضاعفة
لرأس املال العامل إذا كان تداولنا بحجم ( )0.01لوت لكل مائة دوالر.
139
لنفترض أننا سنقوم بتطبيق األوامر املعلقة وفق استراتيجية الوقف مرة
أخرى ىلع الجنية اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي ،GBPUSDوكان فرق االسبرد
نقطتان ، 2pips ،إذا كان العمل وفق أربعة منازل عشرية بعد الفاصلة ،وعليه تكون
الشروط كما يلي:
مع االنتباه دائمًا إلى فرق االسبرد الذي يفضل أن يكون ثابتًا ،وإن كان .1
متحركًا فيجب وضع املتوسط الحسابي لقيمة فرق االسبرد الذي يكون
بالغالب ىلع العمالت الرئيسية ال يتجاوز النقطتين.
.2تثبيت حجم الصفقة دائمًا وأبدًا ،وال يتم التالعب أو تغيير الحجم بين
األوامر إال إذا كان بشكل كلي وبعد فترة زمنية طويلة من تحقيق األرباح
التي تسمح برفع حجم الصفقة ،فإن كان الحساب ذو قيمة ( )100دوالر
أمريكي ،فإن حجم الصفقة املناسب سيكون ( )0.01لوت بشكل دائم
ومستمر.
.3وضع األمر األول ،Sell Stopتحت السعر ب ( )8نقاط .ووضع األمر الثاني
،Buy Stopفوق السعر ب ( )9نقاط ،استنادًا وقياسًا ىلع سعر Bidفقط،
وهو مرجعنا للعمل.
وتعقيبًا ىلع النقطة السابقة فإننا نجد أن املسافة بين أمر الشراء فوق
السعر ،وأمر البيع تحت السعر ،هو ( )17نقطة .وهذه املسافة بين أمر البيع والشراء
يجب أال تتغير ضمن هذه اإلستراتيجية بشكلها األساسي غير أن التالعب يف
املسافات سيأتي شرحه الحقًا يف أبواب أو طرق استثمار هذه استراتيجية بطريق
أكثر احترافية ،فكل أمر Stopيدخل يكون هناك أمر Stopمخالف له ويبتعد عنه
مسافة ( ) 17نقطة بشكل ثابت ،وذلك بشكل مبدئي كما ذكرنا حتى نتقن عملية
متابعة الصفقات وتعليق األوامر تبعًا لحركة السعر.
.4وضع أمر وقف خسارة بقيمة ( )27نقطة بشكل ثابت ودائم ىلع أي أمر
،Stopسواء بيع أو شراء ،محسوب من نقطة الدخول.
.5وضع أمر جني أرباح بقيمة ( )34نقطة بشكل ثابت ودائم ىلع أي أمر
،Stopسواء بيع أو شراء ،محسوب أيضًا من نقطة الدخول.
140
.6كل أمر يدخل وليكن مثالً ،Sell Stopنقوم بوضع أمر ،Sell Stopتحت هذا
األمر بفارق ( )36نقطة محسوبة من سعر األمر املوجود يف السوق ،وثابتة
ال تتغير ،والعكس إذا كان األمر املوجود الداخل يف السوق هو ،Buy Stop
نقوم ىلع الفور بوضع أمر آخر ،Buy Stopفوقه وبفارق ( )36نقطة ال
تتغير محسوبة من سعر دخول األمر املوجود يف السوق من نفس النوع.
وتوضيحًا لهذه النقطة ،فكما نعرف فإن فرق االسبرد املفترض الذي حددناه
بنقطتين ) ،(2pipsهو نفسه ذات الفارق بين املسافة الفاصلة بين أي أمرين
متشابهين من نفس النوع وبذات االتجاه وهو ( )36نقطة ،وأمر جني األرباح املحدد
سلفًا ب ( ) 34نقطة .حتى نضمن بشكل دائم ومستمر بأن نبقى ىلع تواصل مع
السوق ،وأي أمر يخرج من السوق ىلع ربح ،فال يدخل أمر جديد إال بإغالق األمر
السابق عليه بنفس اللحظة ،بمعنى قبل أن ندخل يف صفقة جديدة من نوع
الشراء ،فال بد أن تخرج الصفقة السابقة عليها ىلع ربح.
إذا كان لدينا رأس مال ( )100دوالر ،فإنه وفق هذا االستراتيجية التي أسميناها
باستراتيجية الوقف ،وىلع عكس االستراتيجية السابقة عليها الخاصة بالحدود،
فإن خسارة رأس املال بالكامل تتطلب أن يتذبذب السوق بين نقطتين كما يلي:
141
بين نقطتين ،واحد ،لذلك فإن ناتج قسمة ( )100دوالر ،ىلع ( )2.7دوالر
يساوي تقريبًا ( )37صفقة مستمرة ومزدوجة.
-إذا ما نظرنا إلى الفارق بين أي أمرين متقابلين فسنجد أنه يساوي ()17
نقطة ثابتة ودائمة بينهما ،وعليه فإنه وعند تنفيذ أي أمر وقف خسارة
فإن األمر الثاني الذي يكون فعاالً يف السوق يكون قد قطع مسافة ()10
نقاط أرباح فعليه كأمر مستقل بذاته وهو حاصل طرح املسافة بين قيمة
أمر وقف الخسارة وهو ( )27نقطة ،وبين القيمة الفاصلة بين األوامر
املتقابلة وهو ( )17نقطة ،وال يحتاج هذا األمر إال إلى ( )24نقطة لتفعيل أمر
جني األرباح املقدر ب ( )34نقطة.
-تأسيسًا ىلع ما أوردناه يف مقدمة الكتاب ،وما قدمنا له يف كتاب التحليل
الكمي الذي يستند إلى معلومات كمية وإحصائية دقيقة ،فإنه كلما طالت
الفترة الزمنية مع ثبات العمل بنفس الشروط فإن عدد الصفقات التي
سيتم خسارتها ،سيكون مساويًا تمامًا لعدد الصفقات التي سيتم ربحها.
وإذا ما جمعنا عدد النقاط التي تم خسارتها مع عدد النقاط التي يتم
ربحها سيكون الربح يشكل فارقًا كبيرًا يف الحساب .فعلى سبيل املثال لو
أخذنا ( )200صفقة كان نصفها خاسر ونصفها رابح فإن النتيجة ستكون
كما يلي:
No. Loss Deal Profit Total
1. Loss 100 -2.7$ -270$
2. Profit 100 +3.4$ +340$
Total 200 +0.70$ +70$
نالحظ من الجدول السابق وبكل بساطة بأن رأس املال األساسي الذي تم
البدء به وقيمته ( )100دوالر فقط؛ قد وصل تقريبًا ليصبح ( )170دوالرًا ،بعد إضافة
األرباح لرأس املال األساسي ،ولكن يجب االنتباه إلى أنه ليس بالضرورة أنه وبعد
تنفيذ ( ) 200صفقة ستكون النتيجة املتحصلة هي نفسها املعروضة بالجدول
السابق ،فقد تكون عدد الصفقات الرابحة أىلع من الخاسرة ،أو العكس بأن تكون
142
عدد الصفقات الخاسرة أىلع من عدد الصفقات الرابحة ،ولذلك يقتضي التنويه
إلى ذلك األمر.
إال أن امللفت للنظر ،ويسترعي االهتمام البالغ ،فإن كل أمر جني أرباح
يتحقق يف السوق فإن السعر مطالب بأن يزيد عدد مرات التذبذب دورة أخرى
بالحد األدنى ،إضافة إلى أن جميع النتائج املفترضة واملعروضة يف الجدول
السابق خاصة بحساب قيمته ( )100دوالر فقط ،بمعنى أنه لو كان الحساب يحتوي
ىلع مبلغ أكبر من ذلك ولنفترض بأنه ( )200دوالر ،وتم املحافظة ىلع نفس
حجم العقد ،فإن السوق مطالب بالتذبذب ضعف عدد املرات التي أشرنا إليها
سابقًا لتصبح ( )74مرة صعودًا ونزوالً بين نقطتين.
وكما ذكرنا يف االستراتيجية السابقة ،فمن املمكن وبكل بساطة ومن باب
التسهيل ىلع املتداول ،نقل هذا امللف إلى جدول إكسل حتى تتم عمليات
التحديث اآللي من خالل ربط األسعار ببعضها البعض ،ومن ثم فإن كل أمر يدخل
السوق يجب أن يكون له أمران تابعان فورًا ،األول مخالف ،بمعنى إذا دخل أمر شراء
يكون هناك أمر بيع Sell Stopيبعد بمقدار ( )17نقطة ،وأمر مماثل Buy Stopله
143
يبعد عنه بمسافة ( )36نقطة ،وهذه املسافات يجب أن تكون قائمة وموجودة
بشكل مستمر مع كل أمر يدخل.
إن ما سبق تقديمه يف استراتيجية الوقف ليس إال شكلها الثابت أو الشكل
الجامد لها ،بمعنى أن الهدف من شرحها وتقديمها بهذه الطريقة هو طباعة
صورة هذه االستراتيجية يف مخيلة املتداول الذي يقرر الدخول إلى السوق
باستخدام إستراتيجية الوقف بدقة متناهية ،حيث أن اإلحاطة بكافة تفصيالتها
سيقود حتمًا إلى رفع مستوى جاهزية املتداول العقلية ملعرفة آلية التدخل فيها
وتطويرها إلى الحد األقصى املمكن ،وذلك بإضافة عنصر املرونة لها يف التالؤم
مع حركة السوق بعد التعمق يف فهم روح هذه االستراتيجية ،ولذلك سيقدم
144
الكاتب فيما يلي طرق مشتقة من إستراتيجية الوقف والتي ترفع من قدرة
املتداول ىلع التأقلم مع كافة أوضاع السوق سواء أكان متحركًا بشكل عرضي أو
بشكل موجي طويل.
قد يتبادر إلى ذهن أي متداول حول املسافة الفاصلة بين أمري البيع
والشراء عند وضعهما يف السوق ،وهل هذه املسافة كافية ملنع السوق من
تفعيل أمرين متعاكسين األمر الذي يعني بكل بساطة أن أول عملية ستخرج من
السوق ستكون باملطلق ىلع خسارة محققة ،يف الوقت الذي لم تصل فيه
الصفقة التالية إلى هدفها من الربح ،وىلع الرغم من أن الصفقة املعاكسة
ستكون محققة لجزء من الربح املطلوب منها ،إال أنه ال يوجد ما يضمن استمرار
السوق أو السعر بنفس االتجاه الذي أقفل الصفقة الخاسرة من أجل أن يتم إقفال
الصفقة التي ال تزال يف السوق ىلع ربح أىلع من خسارة الصفقة التي تم
إغالقها ،ويف املثال التالي توضيح للمقصود بلغة األرقام.
يف املثال السابق الوارد يف الجدول فلو تم تفعيل صفقتان ىلع أسعار
البترول املوضحة بجانب كل صفقة ،وواصل السعر صعوده نحو األىلع سنجد بأن
نقطة وقف الخسارة بالنسبة لصفقة البيع ستكون ىلع نقطة ( )50.27دوالر
للبرميل ،سيتم تحقيقها قبل نقطة جني األرباح لصفقة الشراء ىلع سعر (،)50.51
فعند نقطة وقف الخسارة ستكون صفقة الشراء محققة لربح يقارب ( )10نقاط مع
145
تجاهل فرق االسبرد طبعًا ،فعند إقفال صفقة البيع صحيح أننا سنقوم بوضع
صفقة بيع جديدة ىلع شكل أمر معلق ىلع سعر ( )50.10أي فوق صفقة البيع
التي تم إغالقها ىلع نقطة وقف الخسارة ويصبح شكل األوامر املوجودة يف
السوق ىلع النحو التالي:
إال أنه ال يوجد ما يضمن استمرار السعر بمواصلة االرتفاع من أجل إغالق صفقة
الشراء ىلع ربح ،ويقد يعود السوق أدراجه نحو األسفل ويقوم بتفعيل صفقة
البيع من جديد ،وهكذا بشكل مستمر.
وىلع الرغم من تقدم الصفقة التي يتم إغالقها يف كل مرة بمقدار ()10
نقاط ،تشكل منطقة دخول أفضل من سابقتها األمر الذي يعني بأنه وبعد ثالث
صفقات متعاكسة سنضمن خروج صفقة رابحة ،إال أن هذا األمر سيبدو مزعجًا جدًا
وبخاصة يف حال مسيرة السوق بشكل عرض لفترة طويلة.
غير أنه يجب مالحظة أنه ويف حاالت نادرة جدًا يتم تفعيل أمر من نوع
، Stopثم يعود السعر بشكل مباشر بعد تفعيل األمر املعلق ،حيث أن الغالب عند
تفعيل األوامر أن يمشي السوق معها عددًا من النقاط ودخولها يف الربح قبل أن
يقرر السوق التراجع وإدخال الصفقة يف حالة الخسارة ،وقد يبقى السوق أو السعر
يف حالة من التذبذب بين ربح وخسارة للصفقة لفترة زمنية ليست بالقصيرة،
ولهذا فإن طريقة الزحف باألمر املعاكس تأتي كعالج فعّال ملشكلة تذبذب السعر
بين نقطتين تؤديان يف املحصلة إلى تفعيل أوامر متعاكسة ىلع خسارة.
146
وعليه فإن ملخص طريقة الزحف باألمر املعاكس تتلخص بأن يقوم
املتداول بمراقبة السعر بشكل متواصل ،وعند دخول الصفقة التي تم تفعيلها
يف مرحلة الربح فيجب أن يقوم بالزحف باألمر املعلق املعاكس نقطةً بنقطة
كلما أمكن ذلك ،واستغالل تحسين موقع األمر املعاكس مع كل نقطة يتحركها
السوق لصالح الصفقة العاملة .حيث أننا سنجد بمرور الوقت أن الكثير من الصفقات
املتعاكسة التي تم تفعيلها قد حدثت ىلع ربح وليست ىلع خسارة ،األمر الذي
يعني بكل بساطة بأن نقطة خروج أحد الصفقتين ىلع ربح سيكون سابقًا ىلع
خروج الصفقة األخرى ىلع خسارة.
وقبل أن نختم عرض هذه الطريقة قد يتبادر سؤال إلى ذهن أي متداول
يقول :ما دمنا نقوم بعملية الزحف باألمر املعلق املعاكس للصفقة التي تم
تفعيلها ،ملاذا ال ندخل بصفقتين شراء وبيع يف نفس الوقت وكأننا قمنا بالزحف
ملسافة ( ) 17نقطة مع أحد الصفقتين قبل أن يتراجع السعر ويقول بتفعيل
الصفقة املعاكسة؟
واإلجابة ىلع هذا السؤال تتلخص بأنه وىلع فرض صحة هذا الكالم
بشكل نظري ،إال أن الواقع العملي يقول بأنك حكمت ىلع السوق مسبقًا بعملية
إدخال صفقات متعاكسة للسوق ،وقدمت االفتراض الذي يقول بأن السعر
سيتذبذب بين نقطتين تعمالن ىلع تفعيل أوامر متعاكسة يف كل مرة.
وهذا االفتراض يف هذا السوق غير علمي وغير منطقي ىلع اإلطالق،
فأنت بدخولك صفقتان متعاكستان بنفس الوقت ،فأن تحرم الصفقة التي يتم
تفعيلها بالوضع الطبيعي لهذه االستراتيجية من احتمالية أن يمشي السوق
لصالحها وتخرج ىلع ربح كامل دون أن يتم تفعيل الصفقة املعاكسة ،أو قد يتم
تفعيل الصفقة املعاكسة ىلع ربح محقق من الصفقة األولى التي دخلت السوق،
وهذه االحتماالت قمت باستبعادها منذ البداية وحكمت بهذا التصرف ىلع إخراج
147
صفقة خاسرة قبل الصفقة الرابحة التي قد تتكرر عدد غير محدود من املرات ،أو
قد يمشي السوق ملسافة طويلة صعودًا أو هبوطًا ويحقق عددًا كبيرًا من األهداف
املتتالية لصفقات متتالية ،دون أن يتراجع ملسافة كافية لتفعيل األمر املعاكس
للصفقة العاملة.
وللتوضيح فإذا ما قمت بوضع أمر ،Buy Stopىلع البترول مثالً وىلع
سعر ( ) 50.00دوالر للبرميل ،وكنت نقطة جني األرباح ىلع هذا األمر هي ()34
نقطة ،فإن ذلك يعني بأن نقطة جني األرباح ستكون ىلع سعر ( )50.34دوالر
للبرميل ،وباملقابل فستكون صفقة الشراء التالية تنتظر ىلع سعر ( )50.36دوالر
للبرميل ،أي بعد نقطة جني األرباح بقيمة فرق االسبرد بين سعري البيع والشراء
والذي افترضنا بأنه نقطتان .ولو واصل السعر الصعود بذات االتجاه ملسافة طويلة
بمقدار ( ) 200نقطة مثالً ،فإنه يف كل مرة نقوم فيها بجني األرباح وتكرار الدخول
بصفقة شراء جديدة ،فإن مقدارًا كبيرًا من النقاط سنخسرها بين إغالق صفقة
148
الشراء ىلع سعر الطلب ،Bidوإعادة فتح صفقة شراء جديدة ىلع سعر العرض
،Askوسيؤدي إلى تقليل قيمة الربح فيما لو كانت لدينا صفقة واحدة متصلة ،وال
ننسى بأن بعض املشتقات أو بعض الشركات تفرض ىلع عمالئها مبلغ إضايف
كعمولة ىلع كل صفقة عاملة ،ويف هذه الحالة سنكون قد وفرنا ىلع أنفسنا
عددًا كبيرًا من فروقات االسبرد بين إغالق الصفقة وإعادة فتحها بنفس االتجاه،
وكذلك توفير مبلغ كبير جدًا من العموالت التي قد يتم اقتطاعها ىلع كل صفقة
والتراكم الحاصل نتيجة استمرارية العمل.
عند وضع أمرين متعاكسين من نوع Stop Ordersوالفارق بينهما ((17 .1
نقطة مثالً والتي هي غير إلزامية يف حالتنا هذه فقد يتم استبدالها بأي
رقم آخر بحسب طبيعة زوج العمالت أو املشتق املالي الذي يجري التداول
عليه ،فإن وباللحظة التي يتم تفعيل أحد األمرين ودخوله للسوق ،فإن األمر
املعاكس يبدأ بالتحرك مباشرةً باللحظة التي تبدأ فيها الصفقة التي تم
تفعيلها بجني األرباح ،فلو دخلت أمر شراء مثالً ىلع سعر ( ،)50.20وكانت
أمر البيع ىلع سعر ( ،)50.03فإنه وبالوقت الذي قد يذهب فيه السعر
باتجاه صفقة الشراء نحو األىلع ،فإن أمر البيع املعلق يجب أن يبدأ
بالزحف الفوري خلف السعر ليحافظ ىلع مسافة ( )17نقطة سعر السوق.
فلو وصل السعر إلى ( )50.80دوالر للبرميل مثالً ،فإن أمر البيع املعلق يجب
أن يكون عند نقطة ( )50.63دوالر للبرميل.
149
.2إذا كانت قيمة خسارة الصفقة الواحدة ( )27نقطة مثالً ،فإنه وبنفس
طريقة زحف األمر املعاكس للصفقة العاملة يف السوق ،فإن نقطة وقف
الخسارة يجب أن تزحف خلف السعر بنفس الطريقة التي يزحف فيها األمر
املعاكس لتبقى نقطة وقف الخسارة محافظة ىلع مسافة ( )27نقطة من
سعر السوق ،ويف املثال السابق الوارد يف النقطة رقم ( )1فإن نقطة وقف
الخسارة ىلع صفقة الشراء التي دخلت السوق ىلع سعر ( ،)50.20ستكون
ىلع سعر ( ،)49.93وعند بلوغ السعر ملستوى ( ،)50.80فإن نقطة وقف
الخسارة يجب أن تكون ىلع سعر ( )50.53دوالر للبرميل ،كوننا نتداول ىلع
البترول ،ويمكن القياس السابق ىلع جميع العمالت واملشتقات املالية
املختلفة.
.3إذًا ويف جميع الحاالت هناك نقطتان يجب االنتباه لهما ،األولى وهي
املحافظة ىلع املسافة الفاصلة بين األمر املعاكس للصفقة العاملة
وسعر السوق باملقدار املحدد يف بناء االستراتيجية والذي وضعناه يف
بدايتها ب ( ) 17نقطة ،والثانية ،هي املحافظة ىلع املسافة الفاصلة بين
نقطة وقف الخسارة للصفقة العاملة وسعر السوق ،والتي حددناها
باالستراتيجية الرئيسية ب ((27نقطة.
وىلع ذلك فإن إطالق الربح والزحف باألمر املعاكس ،والزحف بنقطة وقف الخسارة
تتغلب ىلع الطريقة األولى بعدد من اإليجابيات التي يمكن للمتداول أن يحددها
بنفسه.
150
خطّي منتظم دون أن يكون هناك تراجعات تأتي ىلع شكل تذبذب قد يكون
طويالً يف بعض األحيان أو متوسط أو قصير يف أحيانًا أخرى.
151
وبما أن املحلل الكمي يبتعد بنفسه كليًا عن محاولة التنبؤ أو توقع ما
ستكون عليه األسعار يف املستقبل ،بل يتعامل معها بصرف النظر عن شكلها وال
يطلب منها اتجاهًا أو شكالً محددًا ،فإن إطالق املخيلة يف كيفية التصرف تصل
به حتمًا إلى بناء االستراتيجيات التي تتعامل مع كافة أشكال الحركة املوجية
والعرضية بنفس الوقت .ولذلك فإن استخدام الطريقة الثالثة من إستراتيجية
الوقف ستتعامل مع هذا النوع من الحركة من خالل تعداد نغمات التردد املزدوجة
التي نضعها أمام السعر ليحقق منها ما يريد ويترك منها ما يريد.
لو فرضنا بأننا سنقوم بالتداول ىلع أسعار البترول مرة أخرى كمثال وكان .1
سعر البترول يف تلك اللحظة ( )50.00دوالر للبرميل ،فإن الخطوة األولى
تكون من خالل وضع سبع أوامر معلقة مزدوجة ومتعاكسة من نوع Stop
،Ordersبحيث نتدرج يف املسافات الفاصلة بين كل أمرين متعاكسين
فنبدأ مثالً بمسافة ( )20نقطة فاصلة بين أول أمرين متعاكسين ىلع
شكل ،Buy Stopو .Sell Stopثم نقوم بوضع أمرين متعاكسين واملسافة
الفاصلة بينهما ( )40نقطة ،ومن ثم ( )60نقطة ،ثم ( ... )80الخ .بزيادة
منتظمة يف كل مرة.
.2إن عدد األوامر املزدوجة واملتعاكسة واملسافة الفاصلة قابلة للزيادة أو
النقصان تبعًا لعدد من العوامل منها مثالً نوع املشتق املالي ومعدل
حركته اليومية ،وكذلك قوة اتجاه الزوج يف الصعود أو الهبوط ،األمر الذي
يعيدنا إلى كتاب "التحليل الكمي يف بناء استراتيجيات التداول" الذي
ننصح مرة تلو املرة باالستفادة منه وتوظيف املعلومات التي يحتوي
عليها يف خدمة استراتيجيات فن التداول باألوامر املعلقة.
.3عند تفعيل أحد األوامر املعلقة وبدأ السوق بالسير لصالح األمر الذي تم
تفعيله ،فإن األمر املعاكس له يبدأ ىلع الفور بالزحف خلف األمر الذي
152
دخل السوق وبدأ بجني األرباح ،ويبقى محافظًا ىلع املسافة الفاصلة
املحددة له ويف مثالنا السابق ( )20نقطة بالنسبة لألمر األول ،أي أن
يبقى األمر املعلق املعاكس للصفقة التي تم تفعيلها محافظًا ىلع هذه
املسافة بينه وبين سعر السوق ،أما إذا تراجع السوق ضد الصفقة العاملة
فإن األمر املعاكس يبقى ثابتًا يف مكانه ويبدأ بالزحف بنفس اللحظة
التي يتجاوز فيها السعر املسافة املحددة له.
.4يجب أن تكون نقطة وقف خسارة كل أمر يتم تفعيله من قبل السوق هي
نفسها نقطة دخول األمر املعاكس ،وهي أيضًا نقطة زاحفة بالتوازي مع
األمر املعلق الذي بدأ بعملية الزحف خلف األمر الذي دخل السوق ،بمعنى
أنه ويف اللحظة التي توقف السعر عن السير لصالح الصفقة العاملة وبدأ
بالتراجع نحو األمر املعلق املعاكس لذات األمر ،فإن نقطة وقف خسارة
الصفقة العاملة تكون ىلع ذات النقطة ،وكأننا قمنا بتفعيل خاصية
،Trailing Stopللصفقة العاملة نقطة بنقطة .وعند بلوغ السعر لألمر
املعاكس سيتم أقفاله ىلع ربح أو ىلع خسارة بصرف النظر وسيتم
تفعيل األمر املعاكس.
.5عند تحقيق السيناريو الوارد يف النقطة رقم ( )4السابقة ،فإننا ىلع الفور
نقوم بوضع أمر معاكس بدل األمر الذي تم إغالقه ويبدأ مسيرته الخاصة
بالزحف خلف األمر الذي تم إغالقه ،ومواجه كافة السيناريوهات التي يمكن
أن تحدث للصفقة العاملة.
.6بعد فترة زمنية من وضع سلسلة األوامر املعلقة املزدوجة واملتعاكسة،
سنجد بأن جميع األوامر التي وضعها ولنفترض بأن عددها سبعة ستكون
جميعها عاملة يف السوق بنفس الوقت ،وهناك سبعة أوامر معلقة
معاكسة لها يف االتجاه تزحف خلفها نقطة بنقطة ،وكذلك نقاط وقف
الخسارة .Trailing Stops
وفيما يلي جدول يوضح طريقة بناء تلك األوامر املعلقة املزدوجة واملتعاكسة،
لتوضيح الصورة إلى أقرب حد ممكن ،قبل أن نقوم بعرض اإليجابية التي تتمتع بها
هذه الطريقة ،حيث قمنا يف الجدول التالي بوضع سبع أوامر معلقة مزدوجة
153
ومتعاكسة ،ىلع سعر البترول ىلع افتراض أن سعر السوق لحظة تعليق هذه
األوامر كان ( )50.00دوالر للبرميل.
Market 50.00
يف الجدول السابق نالحظ أن الفارق بين أول أمر ،Buy Stopوأول أمر Sell
،Stopباعتبار أنهما أمران مزدوجان ومتعاكسان هو ( )20نقطة ،وكذلك فإن نقطة
وقف خسارة كل أمر منهما هي نقطة دخول األمر املعاكس أيضًا ،يف حين نجد أن
األمرين اآلخرين تفصل بينهما مسافة ( )40نقطة ،وكذلك نقطة الوقف الخاصة
بكل واحد منهما هي نقطة دخول األمر املعاكس له وهكذا.
وهذه املسافة الفاصلة بين كل أمرين يجب أن تبقى ثابته بشكل دائم،
مع مالحظة أنه ويف لحظة تفعيل أي أمر من األمرين املتقابلين ،فإن املقارنة
تنتقل مباشرةً ما بين األمر املعاكس الذي لم يتم تفعيله وبين سعر السوق
اللحظي ،فعلى سبيل املثال فعند تفعيل أمر الشراء األول وىلع سعر ( ،)50.10ثم
مشى السوق إلى سعر ( ،)50.50فإن األمر املعاكس الذي يوجد ىلع نقطة
154
( ،)49.90يجب أن يكون تحرك إلى نقطة ( ،)50.30وكذلك نقطة وقف الخسارة لألمر
العامل الذي يجب أن تكون أيضًا ىلع سعر ( ،)50.30أي فوق نقطة دخول الصفقة
العاملة.
ويف الحالة السابقة ،فإذا تراجع السوق ووصل إلى سعر ( ،)50.30سنجد
بأن الصفقة العاملة قد أغلقت ىلع ربح ( )20نقطة صافية من خالل تفعيل
خاصية ،Trailing Stopوتم ىلع ذات النقطة دخول األمر املعاكس .وال ننسى أنه
ويف تلك اللحظة سيتم إعادة بناء األمر الذي خرج من السوق وىلع بعد ()20
نقطة من األمر الذي تم تفعيله ،أي ىلع نقطة ( ،)50.50وهي آخر نقطة وصل
إليها السعر قبل أن يتراجع نحو نقطة (.)50.30
أما عن فوائد هذه الطريقة التي يمكن للمتداول املتمرس أن يقوم بحصر
أكبر قدر منها فإن النقاط التي يرغب الكاتب يف ذكرها هنا تتلخص بما يلي:
إن وجود عدة صفقات متتالية من نفس النوع وىلع مسافات متنوعة،
تعني بكل بساطة بأنه ويف اللحظة التي يتم فيها تفعيل آخر أمر معلق من
نفس االتجاه ،فإن الصفقات األولى ستكون محتفظة بكمية ربح كبيرة جدًا ،وإذا ما
قرر السعر أن يتراجع عن آخر نقطة وصل إليها فإن بعض الصفقات ستقوم بجني
األرباح وحماية الصفقات التي ال زالت عاملة ،لتعمل ما يعرفه املتداول باسم الهدج
. Hedgeويف املرحلة التي سيعود فيها السوق إلغالق أىلع صفقة تم تفعيلها
ىلع نقطة وقفها ستكون الصفقات األولى والقريبة محققة لربح كبير جدًا أثناء
مسيرة العودة.
155
وأخيرًا وحتى ال نطيل يف السرد النظري فيكفي أن نذكر نقطة ىلع
درجة عالية من األهمية وهي أن ما أطلق عليه الكاتب اسم "نغمة التردد"
يستحيل أن تكون متكررة ىلع أكثر من مسافة ،فقد يكون اتجاه السوق صاعدًا أو
هابطًا بشكل موجي طويل ،والترددات تكون مختلفة يف كل مرة ،فقد تكون
قصيرة أو متوسطة ،ويصعب جدًا أن تقوم بتفعيل جميع الصفقات املتعاكسة
دفعة واحدة ،بمعنى أن هناك بعض الصفقات بعد تفعيلها ستبقى محافظة
ىلع عمليات جني األرباح ملسافات طويلة وبخاصة إذا كان السوق يف مرحلة
موجة طويلة ،وقوة ذلك االتجاه عالية جدًا.
وبناء ىلع ما تقدم فإن محاولة التجريد العقلي لكل ما تقدم ومحاولة
إسقاط أو توظيف استراتيجية الوقف من فن التداول باألوامر املعلقة مع
156
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ستكشف لنا عن مميزات إضافية لم يكن من
املمكن الكشف عنها ما لم نمر بالخطوات السابقة جميعها حتى يكون البناء قائم
ىلع مراحل تعتمد ىلع بعضها البعض يف املسيرة نحو بناء استراتيجيات
متقدمة للغاية ،ولذلك يجب التركيز ىلع النقاط التالية يف ضوء محاولة الدمج أو
الربط ما بين استراتيجية الوقف واستراتيجية التداول باالتجاه الواحد وهي:
ثانيًا :إن األوامر من النوع األخير وهو نوعية الوقف Stop Ordersتأتي متقدمة ىلع
السعر بشكل مستمر ،وبشكل أوضح فأوامر الشراء من نوع Stopسيكون موقعها
فوق سعر السوق اللحظي بشكل دائم وال تأتي أسفل منه ىلع اإلطالق ،والعكس
تمامًا بالنسبة ألوامر البيع التي ستكون دائمًا تحت سعر السوق.
ثالثًا :إن توظيف التحليل الفني يف تحديد الوجهة األقوى يف حركة السعر من
خالل واحدة من الطرق الثالثة التي سبق وأن قدمناها يف كتاب "التحليل الكمي
يف بناء استراتيجيات التداول" وضحنا بأن قوة اتجاه السوق تتراوح ما بين القوة
( )100والقوة ( ) 100-من خالل إعطاء وزن نسبي لكل مؤشر تم توظيفه يف أي
طريقة من الطرق الثالث ،سواء املتوسطات العشرة أو التركيبة األولى من
املؤشرات الفنية أو التركيبة الثانية من املؤشرات املتجانسة .وعليه فقد حددنا
157
بأن الدخول يف صفقة الشراء تكون إذا تجاوزت القوة النسبية للمؤشرات فوق
القوة ( ) 30+وال ندخل أي صفقة بيع فوق هذه القوة ألن احتمالية وجود موجة
سعرية صاعدة ستكون كبيرة للغاية ،يف حين أن صفقات البيع ال تدخل السوق إال
تحت القوة ( ) 30-دون أن يتخللها صفقة شراء .أم املسافة الفاصلة أو الرمادية بين
هاتين القوتين فنحن أمام خياران وهما االبتعاد عن التداول يف تلك املنطقة أو
توظيف واحدة من الخيارات املتعددة من االستراتيجيات الكثيرة كاستراتيجية
الحدود ويف أي شكل من أشكالها املتعددة.
وعليه فإن مراقبة حركة السعر بنظرة شمولية التي نلحظ فيها وجود
موجات سعرية صاعدة أو هابطة ،ومحاولة التفكير يف استراتيجية الوقف فإننا
سنقف حتمًا أمام مميزات ال تتوفر لنا يف أي إستراتيجية أخرى سبق وأن تم
شرحها وبخاصة يف استراتيجية الحدود السابقة التي قدمنا لها بالكثير من
التفصيالت.
ولكي نستوعب ذلك فإن أكثر ما يخيف املتداول عند تنفيذ أي صفقة هو
أن يمشي السعر بعكس االتجاه الذي يرغب به .فإن كانت الصفقة شراء فإن أشد ما
يخيف املتداول هو أن يبدأ السعر بالهبوط ويكون قرار املتداول خاطئ بشكل
قطعي بحسب ما يعتقد .مع أنه ليس بالضرورة أن يكون قراره خطاء وإنما كان
صائبًا بشكل مطلق وفق املعطيات والحسابات الفنية والكمية ،وكل ما حدث هو
عبارة عن تردد أو تذبذب لحركة السعر أو قد تكون نقطة جني أرباح لبعض كبار
املستثمرين املؤثرين يف حركة املشتقات املالية.
وىلع ذلك وحتى نبدأ بفهم إستراتيجية الوقف واملميزات التي توفرها
لنا ،ال بد من إعادة التذكير باستراتيجية الحدود السابقة وقلنا بأنه وىلع سبيل
املثال إذا كان لدينا موجة سعرية صاعدة فإن أوامر الشراء املعلقة ستكون بشكل
حتمي أسفل السعر ،ويف حال مواصلة السعر باالرتفاع فإننا سنحتاج بشكل دائم
158
إلى تعديل نقطة دخول األمر املعلق من نوع Limitوذلك من خالل رفعه بشكل
مستمر ومتواصل مع كل مدخالته إن وجدت وبخاصة نقطة وقف الخسارة .وىلع
ذلك فإن كل املسافة ما بين نقطة األمر املعلق واملسافة التي قطعها السعر
صعودًا بالتوافق مع املوجة السعرية الصاعدة هي مسافة ضائعة بالنسبة
للمتداول وكان من األفضل لو أنه قام بالدخول إلى السوق بشكل مباشر ومحققًا
للربح خالل كل تلك املسافة.
من باب آخر فإن وبالنظر إلى طبيعة أوامر الحدود أو األوامر من نوع Limit
التي تكون أسفل السعر مع املوجة الصاعدة ،وفوق السعر مع املوجة الهابطة،
فإنه ويف اللحظة التي يقرر يف السعر أن يمشي باالتجاه املعاكس فإننا بذلك
نحكم وبشكل مسبق ىلع إدخال صفقات للسوق محكوم عليها بالفشل ،وكأننا
نعاند حركة السعر من خالل التصدي له بأوامر الشراء املعلقة التي تأتي أسفل
السعر .بينما ىلع الصعيد املقابل نجد بأن األوامر املعلقة من نوع Stopوالتي
تأتي متقدمة ىلع السعر فإنه لو تحقق منها أمر أو أكثر وعاد السعر باالتجاه اآلخر
فإنه ومع وجود نقطة وقف الخسارة املحددة سلفاُ ىلع الصفقة فإن خروج
الصفقة من السوق ال يكون محكومًا بدخول صفقة أخرى مطلقًا وبإمكان السعر أن
يواصل مسيرته دون أن يكون لدى املتداول أي صفقات ،بمعنى أن السعر سيمشي
بعكس املوجة السعرية مع حمولة فارغة من الصفقات حتى يقرر السعر العودة
باالتجاه املرغوب أو املتوافق مع املوجة السعرية وبالتالي مع الصفقات أو األوامر
التي يضعها املتداول متقدمة ىلع السعر يف كل مرة يتغير فيها السعر ليضع
نقطة دخول أفضل مع كل تراجع.
وحتى نفهم املوضوع بشكل تطبيقي سنضع الخطوات التالية التي تبين
بشكل واضح اآللية التي يجري فيها التداول بفاعلية مطلقة وفق هذا املنظور
املتقدم للغاية ،وهذه الخطوات هي:
159
.1الخطوة األولى هي رصد وجود موجة سعرية صاعدة أو هابطة ،بحيث
تكون قوة تلك املوجة السعرية أكبر أو تساوي ( )30+للصاعدة أو أقل أو
تساوي ( )30-بالنسبة للموجة الهابطة.
.2ىلع افتراض رصد موجة سعرية صاعدة ،فإن الخطوة التالية تكون من
خالل وضع أمر أو أوامر معلقة فوق سعر السوق بمسافة معينة
ولنفترض بأنها ( )20نقطة ،فلو كان سعر الجنية االسترليني مقابل
الدوالر األمريكي ىلع سعر ( )1.3500فإن نقطة أمر الشراء املعلق من
نوع Stopسيكون ىلع سعر (.)1.3570
.3وضع نقطة وقف خسارة ىلع األمر املعلق ولنفترض بأنها 35نقطة
والتي ستكون ىلع سعر ( .)1.3535وكذلك نقطة جني أرباح ولنفترض
بأنها ( )50نقطة والتي ستكون ىلع سعر (.)1.3620
.4إذا ارتفع السعر وذهب باتجاه األمر املعلق فيبقى الحال كما هو عليه،
دون أي تغيير ،ولكن يف حال هبوط السعر نحو األسفل قبل تفعيل
األمر املعلق فإننا يجب أن نقوم ىلع الفور بتعديل نقطة دخول أمر
الشراء املعلق والهبوط به نحو األسفل خلف السعر مع كل مدخالت
األمر املعلق من حيث نقطة وقف الخسارة ونقطة جني األرباح كذلك.
وهنا يمكن اعتماد أكثر من وسيلة يف ذلك كاملشي خلف السعر
نقطة بنقطة أو كل خمسة نقاط أو عشرة.
وىلع ذلك فإننا سنكون أمام حالة مستقرة من التداول املرن ،الذي سيحقق لنا
عددًا من الفوائد التي سنذكرها تاليًا بعد استكمال السيناريوهات التي يمكن أن
تحدث فيما بعد بالنسبة للصفقة أو األمر املعلق وهذه السيناريوهات هي ما يلي:
أوالً :إذا صعد السعر وقام بتفعيل أمر الشراء املعلق Buy Stopىلع سعر 1.3570
فإن السعر إما أن يواصل صعوده باتجاه الهدف وإما أن يهبط قليالً ويواصل الصعود
نحو الهدف ،ويف هذا السيناريو سنفترض بأن السعر واصل الصعود وقام بتحقق
160
الهدف املطلوب واملحدد ىلع نقطة ( )1.3620وهو ما يريده أو يفضله املتداول.
ويف حال تحقق هذا األمر فإنه التصرف السليم يقول بأنه يجب أن نقوم بوضع أمر
شراء ملعق آخر فوق سعر السوق ب ( )20نقطة أخرى أي ىلع سعر ( ،)1.3640ومن
ثم نقوم باملراقبة فإن هبط السعر فإننا نكون قد حققن الهدف املنشود من
الصفقة ومن ثم هبط السعر بحمولة فارغة دون صفقات عاملة ،وهو األمر الذي
يستدعي أن نبدأ بالهبوط بنقطة دخول أمر الشراء املعلق املوجود ىلع سعر
( ) 1.3640هبوطًا نحو األسفل لنضمن الدخول إلى السوق مرة أخرى من أفضل مكان
ممكن والذي قد يكون تحت نقطة الهدف األول الذي خرجنا عنده وهو ()1.3620
وهو أفضل ما يقد يحصل عليه املتداول من تكرار الدخول يف صفقات الشراء من
مناطق أدنى من مناطق الخروج بعد تحقيق األهداف ىلع الصفقات السابقة.
ثانيًا :السيناريو الثاني الذي يمكن أن يتحقق هو أن السعر بعد أن يتم تفعيل أمر
الشراء املعلق ىلع سعر ( )1.3570أن يهبط إلى نقطة وقف خسارة الصفقة ىلع
سعر ( ،) 1.3535وهو األمر الذي ال يرغب به املتداول ولكن بما أن العمل يجري وفق
ضوابط علمية دقيقة فأننا ىلع الفور سنحتاج إلى وضع أمر شراء معلق جديد
فوق سعر السوق ب ( )20نقطة وسيكون ىلع سعر ( )1.3555أي تحت نقطة الشراء
السابقة للصفقة التي خرجت من السوق ب ( )15نقطة نحو األسفل ،وعليه فإما أن
يعود السعر لالرتفاع من أجل تفعيل أمر الشراء الجديد الذي سيكون هدفه ىلع
سعر ( ) 1.3605وأقرب من هدف الصفقة األولى التي خرجت ،وإما أن يهبط السعر
بحمولة فارغة ونبدأ معها بالهبوط بنقطة أمر الشراء املعلق نحو األسفل بشكل
تدريجي من أجل ضمان دخول السوق من أفضل نقطة ممكنة مستفيدين من
تراجع السعر يف ظل املوجة الصاعدة ولكن بدون أي انعكاس سلبي ىلع رأس
املال العامل ألنه ال يوجد أي صفقة عاملة.
161
والعكس صحيح تمامًا يف حال وجود موجة سعرية هابطة تم رصدها ،فسيتم
العمل من خالل استخدام أوامر البيع املعلقة من نوع Sell Stopالتي ستكون
أسفل السعر بشكل مستمر.
162
التحصيل الدراسي ،أو العالقة بين معدل تحصيل الطالب يف مادة الرياضيات
بمعدل تحصيل الطالب يف مادة الفيزياء .وقد تعلمنا بأن معامل االرتباط له
نوعين ،هما االرتباط اإليجابي ،واالرتباط السلبي ،ويتم التعبير عنه كميًا بين (،)1+
و( ،)1-فكلما اقتربت قيمة معامل االرتباط من القيمة ( ،)1+كلما كانت العالقة
إيجابية وتقترب من الكمال .والشكل التالي يوضح ذلك
ومثال ذلك فلو تبين أن قيمة العالقة االرتباطية بين مستوى تحصيل
الطالبة يف مادة الرياضيات ومستوى تحصيله يف مادة الفيزياء بلغت (،)0.92+
فإننا نعرف بأن العالقة إيجابية وتقترب من الكمال ،بمعنى أنه كلما ارتفع مستوى
تحصيل الطالب يف مادة الرياضيات كلما ارتفع مستوى تحصيله يف مادة الفيزياء
والعكس صحيح .وباملقابل إذا كان مستوى العالقة بين عالمة الطالب ىلع
مقياس الذكاء ومستوى تحصيله العلمي يف املعدل العام مثالً تساوي (،)0.80-
فإننا نعرف مباشرةً بأن الطالب الذكي يبحث عن أمور تشغله عقله أكثر من قراءة
وحفظ املقررات الدراسية ،وأن مستوى ذكاءه يرتبط بشكل سلبي مع مستوى
التحصيل الدراسي ،بمعنى أنه كلما ارتفع مستوى الذكاء لديه كلما انخفض
مستوى تحصيله الدراسي بشكل عام أو يف مقررات دراسية بعينها ،بسبب
انشغاله بأمور أخرى ربما .وهذا طبعًا ىلع سبيل املثال وليس الحقيقة.
163
ىلع أن أشهر معادالت كمية إحصائية للتعبير عن مستوى العالقة بين أي
متغيرات يتم التعبير عنها بطريقة كمية هي معامل ارتباط بيرسون Person
،Correlation Coefficientومعامل ارتباط سبيرمان Spearman Correlation
،Coefficientوبإمكان املتداول الكريم الحصول ىلع تفاصيل أو طريقة حساب
معامل االرتباط بين أي متغيرات بالرجوع إلى أي كتاب إحصائي ،أو استخدام الشبكة
العنكبوتية يف الحصول ىلع املعلومات التفصيلية.
واآلن لنرجع إلى عالم التداول الذي نحاول أن نخترق أسراره من خالل
توظيف كافة املهارات واملعلومات التي لدينا يف هذه املهمة ،وقبل ذلك يجب
ىلع املتداول الكريم أن يعلم بأنه فعليًا يقوم باستخدام معامل االرتباط من حيث
ال يعلم ،ولكن بطريقة عشوائية وغير علمية ،بل يقوم بذلك من خالل التوقع سواء
أكان يعتمد ىلع التحليل الفني أو التحليل األساسي ،وقد يسأل واحد منكم كيف
يتم ذلك؟
فمن ناحية التحليل الفني فإن املتداول عندما يتوقع هبوط سعر أحد
العمالت الرئيسية أو أحد املشتقات املالية بناء ىلع حدوث أمر معين يف الرسم
البياني أو الشارت ،كتقاطع املتوسط ( )20مع املتوسط ( ،)50فإنك تفعل ذلك
بناء ىلع تكرار مشاهدتك لهذا األمر ،حيث تالحظ مثالً بأنه إذا كان املتوسط
املتحرك ( ) 20الذي يتم التعبير عنه بخط معين ىلع الشارت يقطع خط
املتوسط املتحرك ( ) 50باتجاه األسفل فإنك تفترض بأن السعر سوف يهبط خالل
الفترة الزمنية القادمة بعد حصول هذا األمر ،وتأخذ قرارك بالبيع بناء ىلع هذه
املشاهدة ،بمعنى أنك تفترض وجود عالقة إيجابية بين هذا التقاطع وبين هبوط
السعر يف هذه الحالة ،أو ارتفاع السعر يف حال حدوث العكس.
164
ولكن السؤال :هل قمت بالتعبير أو فحص هذه العالقة بطريقة كمية،
وقمت بحساب معامل االرتباط بين حدوث هذه الظاهرة ،وبين هبوط السعر أو
ارتفاعه ،من خالل فحص تاريخ السلوك السعري وتكرار حدوث هذه الظاهرة؟
لنقل بأن الخبر الذي يتوقعه املحللون وهو الوظائف غير الزراعية كان
بزيادة بقيمة 50ألف وظيفة عن السابق ،وهذا يدل ىلع أو يفترض أنه يعكس
قوة يف الدوالر األمريكي ،أي أنه إذا صدق املحللون يف توقع هذا الرقم فإن
املفترض أن يحصل هو هبوط قوي وكبير يف كافة العمالت العاملية بمقابل
الدوالر األمريكي ،أي أنك كمتابع ومضارب تعتمد ىلع التحليل األساسي فإنك
بشكل فوري وطبيعي ستقوم ببيع أحد العمالت الرئيسية مثل اليورو دوالر
، EURUSDألنك تفترض وجود هذه العالقة القوية بين عدد الوظائف التي تم
استحداثها وقوة الدوالر يف مواجهة باقي العمالت العاملية األخرى .أي أنك من
حيث ال تعلم تقوم باستخدام العالقة بين املتغيرات املختلفة بطريقة أو بأخرى
دون وعي كامل بالتفاصيل.
165
ولكن مرة أخرى هل قمت بعملية رصد لبيانات الوظائف غير الزراعية
املستحدثة يف الواليات املتحدة األمريكية لفترة زمنية طويلة سابقة ،وقمت
برصد السلوك السعري للعمالت العاملية بمقابل الدوالر األمريكي ،أو مقدار التغير
يف السعر بمقابل التغير يف عدد الوظائف املستحدثة؟ اإلجابة املنطقية التي
نفترضها هنا ،ومن واقع عملي مبني ىلع مشاهدات املؤلف أن لم تقم بذلك،
ولتعلم بأن الغالبية العظمي من املتداولين لم يقوموا بذلك ىلع وجه القطع إن
لم يكن جميعهم؛ ألن الجميع أخذ األمر كواقع مسلم به أو أن افتراص أن هذه
العالقة هو من األمور البديهية التي بات الجميع يؤمن بها دون أن يقوموا
بدراستها وتحليلها بشكل شخصي ،مثل اعتقاد الجميع بأن األرض كروية الشكل،
وأي فرد يقول بأنها مسطحة قد يتم اتهامه بالجنون ،دون أن نكلف أنفسنا عناء
البحث أو االستماع حتى لألدلة التي يقدمها من يقول بأن األرض ثابتة ومسطحة
الشكل.
باملقابل ،لو كان افتراض وجود هذه العالقة صحيح تمامًا ،وهو األمر الذي ال
ينفيه املؤلف باملناسبة ،لكان تحقيق األرباح بناءً ىلع نتائج البيانات االقتصادية
الصادرة من كافة الدول التي لها تأثير ىلع ما يحدث يف أسعار املشتقات املالية
أمرًا يف غاية السهول ،ولكن ما نشاهده وما يحدث ىلع أرض الواقع أمر مختلف
تمامًا ،فالسواد األعظم من املتداولين يخسرون حساباتهم بالكامل بعد فترة زمنية
سواء أكانت طويلة أو قصيرة ،بحسب متغيرات عديدة .فأين الخلل إذن؟
قد يكون الخلل بأن البيانات االقتصادية التي صدرت عن جهة معينة مثل
خبر الوظائف غير الزراعية يف الواليات املتحدة األمريكية جاء باالتجاه املطلوب،
وبحسب ما يتوقعه املحللون ،غير أن استجابة األسعار لهذا الخبر وتفاعلها معه
كان بعكس املتوقع تمامًا ،وخسر جميع من راهن ىلع هذا الخبر حساباتهم،
ألنهم لم ينتبهوا مثالً إلى أن هناك بيانات أخرى تزامنت مع صدور الخبر الذي
تنتظره ،وكانت البيانات األخرى لها تأثير سلبي وكبير ىلع استجابة السعر وتأثيرها
166
ىلع السلوك السعري للعمالت مقابل الدوالر األمريكي ،أكبر من تأثير خبر الوظائف
غير الزراعية املستحدثة ىلع السلوك السعري .وهو األمر الذي يربك املتداول
ويجعله يخسر حسابه ،ألنه كان بحاجة إلى تحليل من نوع آخر ومختلف تمامًا وال
يقتصر ىلع مجرد افتراض وجود عالقة إيجابية أو سلبية مفترضة بين صدور أحد
البيانات االقتصادية والسلوك السعري.
فقد يكون نوع التحليل الذي يحتاجه املتداول ،يختلف عن الوجه البسيط
للعالقات السطحية املفترضة بين قيمة البيانات االقتصادية الصادرة ،والسلوك
السعري الذي قد يذهب عكس املتوقع تمامًا ،وهذا النوع من التحليل معقد جدًا
بالطبع ،وهو ما نطلق عليه اسم التحليل العاملي ، Factor Analysisأو تحليل
االنحدار الخطي أو املتعدد ،Liner or Multi Regressionبمعنى أن تحديد اتجاه
السعر يحتاج إلى األخذ بعين االعتبار مجموعة كبيرة من البيانات االقتصادية ذات
العالقة املباشرة بالسلوك السعري ،ومدى أو قيمة مساهمة كل نوع من هذه
البيانات بتحديد قيمة السعر.
ال نريد التوسع أكثر من ذلك يف هذا الباب ،ألننا نبحث عن تحليل كمي
سهل وبإمكان أي مضارب أن يقوم باستخدامه بذكاء ويحقق الربح إذا ما أحسن
التعامل مع لغة األرقام ،وبإمكان املتداول الكريم املهتم بالتحليل األساسي أن
يقوم بإجراء املزيد من البحث املتخصص حول التحليل العاملي أو تحليل االنحدار
الذي أشرنا إليه أعاله.
167
العمليات املحاسبية املعقدة ،وما يقوم به من مضاربات ال يتعدى عن باب استثمار
تعرف عليه بطريقة أو بأخرى ووصل األمر إلى أن أصبحت مهووسًا بهذا السوق
بسبب عنصر التشويق واألمل الكبير بتحقيق الربح ،ما دام العمل يف هذا السوق
ىلع مدار الساعة ولخمسة أيام يف األسبوع.
إذن نحن بحاجة إلى تبسيط األمر علينا بحيث ال يصبح التحليل والتداول
أمرًا معقدًا للغاية ،ويف نفس الوقت ال نريد أن تصبح عمليات التداول ال تتعدى
عن كونها مجرد رهان أو مقامرة أو ضربة حظ ،بل نحتاج إلى طريقة من النوع
العلمي والسهل يف الوقت نفسه .والتي يعتقد املؤلف بأنها ال يمكن أن تتحقق
إال من خالل التحليل الكمي .وأحد أهم هذه التحليالت هي العالقات الثنائية بين
املشتقات املالية ،أو بين العمالت املختلفة.
168
بيانات تلك املشتقات ،والتي يجب أن تكون متوافقة تاريخيًا ،بمعنى يجب أن تتم
املطابقة بين تاريخ كل قراءتين ألي من املشتقات املالية ،مثل العالقة بين اليورو
دوالر واالسترالي دوالر ،EURUSD/AUDUSDحيث يجب قبل قياس العالقة أن
ي تم تحميل البيانات لنفس الفترة الزمنية ولنفس األيام ومن ثم إجراء العمليات
الحسابية الستخراج قيمة معامل االرتباط بين الزوجين.
Item AUD AUD AUD AUD AUD CAD CAD CHF EUR EUR
CAD CHF JPY NZD USD CHF JPY JPY AUD CAD
AUDCAD ** -4 -38 -21 2 -73 -54 -36 -40 -9
AUDCHF -4 ** 1 53 4 70 2 -20 -36 -41
AUDJPY -38 1 ** 51 89 28 98 98 89 84
AUDNZD -21 53 51 ** 41 48 50 38 16 11
AUDUSD 2 4 89 41 ** 2 80 86 75 83
CADCHF -73 70 28 48 2 ** 41 13 6 -20
CADJPY -54 2 98 50 80 41 ** 96 89 79
CHFJPY -36 -20 98 39 86 13 96 ** 95 92
EURAUD -41 -36 89 16 75 6 89 95 ** 95
EURCAD -10 -41 84 11 83 -20 79 92 95 **
EURCHF -45 -6 96 35 81 29 96 95 95 88
EURGBP -51 -2 98 49 80 36 99 96 91 81
EURJPY -34 -15 98 38 85 19 97 99 96 91
EURNZD -43 -18 96 43 80 19 96 98 96 90
EURUSD -29 -26 94 25 87 4 91 98 98 96
169
Item AUD AUD AUD AUD AUD CAD CAD CHF EUR EUR
CAD CHF JPY NZD USD CHF JPY JPY AUD CAD
GBPAUD 53 -31 -89 -73 -71 -58 -91 -81 -66 -54
GBPCAD 70 -27 -85 -65 -59 -68 -91 -77 -67 -48
GBPCHF 54 -1 -93 -59 -74 -39 -95 -91 -81 -70
GBPJPY -1 -43 75 -2 77 -27 68 83 86 93
GBPNZD 57 -18 -91 -53 -73 -54 -94 -85 -76 -63
GBPUSD 71 -38 -68 -72 -39 -75 -76 -59 -47 -26
NZDCAD 80 -32 -60 -75 -27 -77 -70 -52 -41 -17
NZDCHF 19 49 -51 -47 -37 22 -49 -60 -54 -54
NZDJPY 36 -11 98 33 88 20 96 98 94 90
NZDUSD 19 -35 52 -33 72 -35 44 59 64 76
هنا يأتي دور الذكاء يف التعامل مع األرقام ،واملؤلف ىلع ثقة عمياء بأن
بين املتداول ين عقول تتمتع بقدر ال يوصف من العبقرية ،وال يحتاجون إال ملجرد
لفت انتباههم إلى بعض النقاط كالكشف عن العالقة بين املشتقات املالية حتى
يقوم ببناء استراتيجيات ال يمكن لها أن يكون تفشل يف مواجهة أي تقلبات
170
سعرية من أي نوع كان ،وفيما يلي يعرض املؤلف بعض الطرق املستقلة التي قام
بتطويرها واستخدامها بنفسه وحقق منها نجاحات متقدمة جدًا ،وأخرى مركبة
ومرتبطة بما سبقها من استراتيجيات ،حتى نعرف بأن التحليل الكمي عبارة عن
سلسلة من الحلقات التي يمكن ربطها معًا ،أو استخدام كل حلقة لوحدها بطريقة
مستقلة.
وتقوم الطريقة العشوائية البسيطة ىلع القيام ببيع الطرف األىلع من
الزوجين ،وشراء الطرف األقل سعرًا من الزوجين ،ويف مثالنا فإننا سنقوم بداية كل
يوم ببيع زوج اليورو دوالر ،وشراء زوج االسترالي دوالر ،ونقوم بإقفالها مع نهاية يوم
التداول ،ونعيد التداول مرة خرى وهكذا دواليك ،والجدول التالي يوضح نتائج هذه
العملية:
171
Total AUDUSD EURUSD الموضوع
- Buy Sell اتجاه الصفقات بشكل يومي
- 513 513 عدد أيام التداول /عقد
$1,226.00 $1,316.00 $2,226.00 الحد األعلى للربح اليومي
-$1,359.00 -$1,166.00 -$1,254.00 الحد األدنى للخسارة اليومية
$2,996.00 $1,268.00 $13,924.00 أقصى ربح تراكمي
-$4,207.00 -$13,405.00 -$2,506.00 أدنى خسارة تراكمية
$15.000 -$12,594.00 $12,609.00 صافي الربح /الخسارة
إن نظرة فاحصة للبيانات التي حصلنا عليها يف الجدول السابق ،توضح ىلع
وجه الدقة قوة العالقة بين الزوجين الذين قمنا باستخراجها ،ومن ثم التداول بناءً
ىلع نتائجها ،ففي حين كان أقصى ربح تراكمي لزوج EURUSDالذي قمنا ببيعه
بشكل يومي بحدود ( )14ألف دوالر ،نجد أن أقصى ربح تراكمي لزوج AUDUSD
الذي قمنا بشرائه بشكل يومي كذلك بحدود ( )1300دوالر فقط ،بمعنى أنه يف
الفترة التي كنا نجمع فيها األرباح من زوج ،EURUSDكنا نحقق الخسائر من
التداول ىلع زوج ،AUDUSDوهو األمر الذي يدل ىلع قوة العالقة الطردية بين
الزوجين ،وهو األمر الذي حافظ ىلع ثبات حساب التداول وحمايته من الخسارة
الكلية .وذلك دون اللجوء ألي نوع من أنواع التحليل الفني أو األساسي ،ولم نقم
سوى بإجراء بعض الحسابات الكمية وقمنا بالعمل طوال عامين كاملين دون أن
نكلف أنفسنا أي عناء ملتابعة أي أخبار أو بيانات أو قراءة تقارير فنية ورسومات
بيانية من أي نوع كان .وهذا هو سر التحليل الكمي ،فانت تتعب يف بداية األمر
ليوم أو يومين يف إجراء الحسابات الكمية ومن ثم تقوم بالعمل والتداول طوال
الفترات التالية متفرغًا بشكل كلي للمراقبة يف الوقت الذي تسمح به طبيعة
عملك اليومية ،وتذهب العاطفة والقلق أدراج الرياح فال مكان لها يف مثل هذا
النوع من التحليل والتداول.
172
ولكن وىلع الرغم من أن إستراتيجية العالقات وفق الطريقة البسيطة قامت
بحماية حسابي من الخسارة ،الذي هو أمر يف غاية الروعة ،فهل املطلوب مني أن
أنتظر عامين كاملين حتى أقوم بتحقيق ربح لم يتجاوز ال ( )20دوالر كما شاهدنا
يف الجدول السابق يف نهاية مدة التداول؟؟!
بما أننا ننشد األرباح وإدخال عنصر اإلثارة والتشويق يف تحقيق الربح الكبير،
يجب علينا التركيز جيدًا وإعادة التفكير مرة أخرى ،ونقوم بربط املعلومات التي
عرضناها وتعلمنها سابقًا يف اإلستراتيجية األولى املعروضة يف هذا الكتاب وهي
استراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،بالطرق املتعددة التي عرضناها يف توظيف
االستراتيجية ،ونقوم باملقارنة بين ما تعلمناه ،وبين ما هو موجود بين أيدينا،
ونكشف عن بعض الجوانب املرتبطة ببعضها البعض ،لنعرف أن التحليل الكمي
عبارة عن سلسلة متصلة يمكن تشكيل حلقاتها بأكثر من طريقة وأكثر من قالب،
بحيث نحقق أىلع ربحية ممكنة .فإن كنت عزيزي املتداول مستعد للتوسع ،فإننا
سننتقل بك إلى مستوى آخر من اإلثارة والتشويق ،والكشف عن املزيد من األسرار
التي تجعلك يف الطريق الصحيح ،ونخلصك من ضياع سنوات طويلة من عمرك
يف محاولة التنبؤ بمستقبل األسعار للمشتقات املالية بأي طريقة كانت ،سواء
فنية أو أساسية.
173
يف إستراتيجية العالقات بين املشتقات املالية؟! ولنعرف الجواب ننتقل إلى
الطريقة الثانية وهي طريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة.
يف العرض السابق كان هو الوجه األصلي ملا تم طرحه يف كتاب "التحليل
الكمي" ولكن ما نرغب يف إضافته هنا هو أمر مختلف تمامًا ،حيث أننا قد قمنا
باختيار فترة زمنية لتوظيف االستراتيجية بصورة عشوائية مطلقة ،ولكن بصورة
أكثر شمولية وأكثر دقة من خالل الربط بين ما ورد من تفصيالت يف هذه
االستراتيجية وبين ما تقدم عرضه يف بداية هذا الكتاب من توظيف معطيات
التحليل اإلحصائي ومعطيات التحليل الكمي مضافًا إليه ما استطعنا من توظيفه
من معطيات التحليل الفني يف تحديد اتجاه السعر ومعرفة فيما إذا كان سعر أي
مشتق مالي يشير بصورة عرضية أو بصورة موجة سعرية صاعدة أو موجة سعرية
هابطة .وىلع ذلك فبعد استكمال عرض جميع الطرق التي سبق عرضها يف
الكتاب األول من كتب التحليل الكمي سنعمد إلى وضع املتداول يف صورة بعض
املتغيرات التي يجب عليه أن يدركها وأن يعي كيفية توظيفها وصوالً إلى
تداوالت أكثر فاعلية وأكثر ربحية وأقل مخاطرة.
وأول ما نرغب يف لفت االنتباه إليه هنا هو قضية ىلع درجة عالية من
الحساسية وهي أن قيم معامالت االرتباط الوراد يف الجدول السابق هي قيم
مأخوذة ىلع بشكل إجمالي أو شكل مطلق تمثل فترة زمنية طويلة تم تحميلها
ومطابقتها دفعة واحدة ىلع اإلطار اليومي للزمن ،بمعنى أن سعر زوج العمالت
الذي تم رصده بشكل يومي كان هو سعر إغالق ذلك الزوج نهاية كل يوم.
وبناء ىلع ذلك فإن املتداول بإمكانه أن يقوم بحساب معامل االرتباط بين أي
زوجين من العمالت أو أي إثنين من املشتقات املالية بطريقة مختلفة متحدثة
بشكل مستمر ،واستغالل الشذوذ الذي يحصل ىلع تلك العالقة يف أي مرحلة من
املراحل .وبلغة أوضح فيمكن حساب قيمة معامل االرتباط بين زوجي العمالت
174
خالل آخر ( )100أو ( ) 200يوم مثالً ،وتبقى هذه العالقة تخضع للمراقبة والتحديث
املستمر بنفس املنهجية التي يتم بها حساب قيمة الوسط املتحرك ( ،)100فقد
ومن ثم الوصل بين تلك القيم بخط متصل نراقب من خالله التغير الحاصل يف
قيمة معامل االرتباط بين أي زوجين يرغب بهما املتداول والتي ستتراوح ما بين
( )1+إلى ( .)1-وىلع أي إطار زمني يرغب به املتداول.
فمن الباب األول فهذا األمر هو فرصة كبيرة جدًا للمهتمين من املتداولين
املبدعين يف برمجة املؤشرات الفنية يف إطالق مؤشر جديد يف غاية
االحتراف ،ومن ناحية أخرى فإنه يمثل رصدًا دقيقًا للعالقة بين أي زوجين من
العمالت أو املشتقات املالية املختلفة ،واستغالل الشذوذ الذي قد يظهر يف
نهاية أي إطار زمني يتم التداول عليه.
وللتوضيح فإذا عرفنا بوجود معامل ارتباط موجب بين زوجين من العمالت
وبشكل شبه دائم ىلع اإلطار اليومي وآلخر ( )200يوم مثالً ،فإن إخضاع تلك
العالقة للمراقبة الدائمة فإن انخفاض أو جنوح تلك العالقة إلى الهبوط والدخول
يف القيمة السالبة فإنها مؤشر مهم للغاية ىلع وجود شذوذ واضح يف حركة
أحد طريف العالقة ،بمعنى أن أحد الزوجين قام سعره باالرتفاع يف حين أن الزوج
املقابل قد انخفض سعره وهو األمر املناقض لطبيعة العالقة االرتباطية بين
الزوجين ،وسنجد بأن هذه العالقة سرعان ما ستعود إلى طبيعتها ،أي أن الشذوذ
الحاصل سرعان ما سينتهي ويعود سعر الزوج الذي ارتفع إلى االنخفاض أو أن سعر
الزوج الذي انخفض سيرتفع من أجل العودة إلى الطبيعة التي تحكم سير العالقة
بين الزوجين .ويف النهاية فإنها ستشكل فرصة كبيرة الستغالل ذلك الشذوذ من
خالل بيع الزوج الذي ارتفع سعره وشراء الزوج الذي انخفض سعره ،األمر الذي يعني
بأن أحد الزوجين سيقوم بتعديل مساره ليتالءم من سعر الزوج الذي يرتبط به
بشكل كبير وهو ما سيمثل نقطة جني األرباح بالنسبة للمتداول باإلضافة إلى
توفير الحماية للمتداول حتى لو بقي الزوجان محافظان ىلع ذلك الشذوذ
175
الظاهري يف العالقة الرابط فيما بينهما .ويف الطرق التالية سنأتي ىلع املزيد
من الشرح التفصيلي يف كيفية استغالل تلك العالقات بطريقة فعالة للغاية
وىلع أي إطار زمني يرغب فيه املتداول يف ضوء معرفتنا التراكمية يف كل من
النواحي الكمية واإلحصائية والفنية والربط فيما بين تلك املعارف وإخراجها
بصورة استراتيجية محددة للغاية.
ال يحتاج األمر إلى الكثير من التفكير لنكتشف حجم التغيير بين نتائج
التداول باستخدام إستراتيجية العالقات الثنائية بين املشتقات املالية ،بالطريقة
176
العشوائية البسيطة ،وطريقة العالقات الثنائية بإضافة شرط إطالق الربح وتحديد
الخسارة .ال بل فإن الوقوف عند كل خانة من خانات الجدول السابق يضيف إلى
املتداول كمية وافرة من الدهشة ،وبنفس الوقت ترسم االبتسامة ىلع وجهه
بسبب اكتشاف طرق ذكية جدًا يف التعامل مع األسواق املالية العاملية التي
يوجد بها عدد ال حصر له من السيناريوهات املتوقعة لحركة السعر .ولكن ىلع
رغم الذكاء املستخدم فيها إال أنها تبقى من النوع الذي يسميه املؤلف :السهل
املمتنع.
فبدالً من التداول ىلع زوج واحد من العمالت ،أو مشتق مالي واحد ،بصرف
النظر عن طريقة استغالله من حيث تعظيم األرباح وتقليل فرص الخسائر ،قمنا
باستخدام العالقات الثنائية بين املشتقات املالية ،وقمنا بتوفير قدرًا أكبر من
الحماية للحساب من الخسارة ،وبنفس الوقت أطلقنا يد تحقيق األرباح إلى أبعد
حد ممكن ،فكما نالحظه بأن أقصى خسارة تم تحققيها بشكل تراكمي من خالل
هذه الطريقة وىلع الزوجين معًا هي ( )480دوالر أمريكي فقط ،وهي قيمة
منخفضة جدًا إذا ما تم مقارنتها بأقصى خسارة تم تحقيقها ىلع زوج منفرد من
العمالت التي تم التداول عليها يف الوقت ذاته.
وحتى نفهم الصورة جيدًا ،لنتأمل يف الرسم التالي الذي يوضح مسيرة
تطور األرباح باستخدام هذه االستراتيجية بالطريقة املركبة التي قدمناها فيما
سبق ووضحنا تفصيالتها يف الجدول أعاله:
177
حيث نالحظ أن التطور يف مسيرة تحقيق األرباح كانت بصورة نموذجية جدًا،
وال مجال للتشتت فيها ،أي أن التراجع يف قيمة األرباح التراكمية كان بنسبة
ضئيلة جدًا بمقابل املسيرة التي استمرت ىلع مدار عامين كاملين.
وهنا نرغب يف لفت انتباه املتداول الكريم ،أال يأخذ أي معلومة بطريقة
التسليم ،حيث بإمكان أي واحد فيكم ،وهي دعوة من املؤلف للقارئ الكريم أن
يقوم بفحص هذه العالقات ،وتطبيقها ىلع أكثر من فترة زمنية ،ويقوم باستغالل
أكثر من زوجين يف الدراسة ،حتى تكتمل الصورة بطريقة نموذجية لدى املتداول
الكريم الذي يقرر التداول من خالل استخدام إستراتيجية التداول بالعالقات الثنائية
بالطرق املتنوعة التي نعرضها.
وال ننسى نقطة ىلع درجة عالية من األهمية والحساسية يف الوقت نفسه
أيضًا أن نلفت انتباه املتداول الكريم ،أن يأخذ بعين االعتبار وعند تحديده للحد
األقصى لخسارة الزوج ،أال ينسى املواصفات اإلحصائية للسلوك السعري ألي زوج أو
مشتق مالي يجري استخدامه ،كما عرضناه سابقًا من حيث طول جسم شمعة
التداول ،وطول الظل الخاص بها ،وتنويع تحديد الحد األقصى لخسارة الزوج الواحد.
178
وقد يبتكر أي مضارب يقرأ صفحات هذا الكتاب طريقة لم تخطر ىلع بال
املؤلف ،ولم يقم باستخدامها عمليًا يف تحديد الحد األقصى لخسارة الزوج الواحد،
سواء بطريقة السلّم أو غيرها ،مما سبق شرحه يف هذا الكتاب.
ولكن هل توقفت اإلثارة عند هذا القدر؟! بالطبع ال فال زلنا مع بداية حفريات
األرقام واكشاف املزيد حتى نحقق أقصى ما يمكن تحقيقه يف هذا السوق
املليء باألموال واإلثارة ،ولكننا ال نعرف كيف نقوم بجمعها .وبما أننا نتحدث عن
استراتيجية العالقات الثنائية ،ونريد توظيف أقصى ما يمكن من معارفنا األساسية
يف ذلك ،فإننا سنقوم يف الطريقة التالية بتركيب طريقة سابقة من طرق
إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،ىلع استراتيجية العالقات الثنائية بين
املشتقات املالية ،لنخرج بطريقة نموذجية أخرى.
179
قبل اإلجابة ىلع هذه األسئلة يجب علينا تذكير املتداول الكريم ،بما
قدمنا يف أول الكتاب حول عمليات التداول واإلحصاء البسيط ،وأشرنا إلى أنه كلما
طالت الفترة الزمنية ،كلما كان عدد أيام ارتفاع السعر يساوي عدد أيام انخفاضه،
للكثير من األسباب منها تشابه الظروف اإليجابية والسلبية وتناوبها ىلع أي من
املشتقات املالية ،وكما أن هناك موجات سعرية صاعدة فهناك موجات سعرية
معاكسة أيضًا ،وبالتالي فإن طول الفترة الزمنية يجعل من عدد أيام ارتفاع السعر
يساوي عدد أيام انخفاضه بالنسبة ألي مشتق مالي.
وىلع هذه األساس ،فإذا ما قمنا بتركيب هذه الطريقة ،وهي طريقة
إضافة شرط االتجاه املعاكس قبل الدخول ،مع العالقات الثنائية فإن املزيد من
النجاح والتميز سيتم إضافته لطريقتنا يف التداول ،واألهم من ذلك كله هو توفير
الحماية القصوى للحساب بأكثر من طريقة .وحتى نتعرف ىلع إجابة األسئلة
سنعود لتطبيقها ىلع نفس زوجي العمالت الذين أخذناهما يف مثالنا السابق
وكشفنا عن العالقة الطردية القوية بينهما وهما زوجي EURUSD / AUDUSD
والجدول التالي يوضح نتائج هذه الطريقة:
180
الطرفين ،بمجرد إدخال عنصر واحد فقد ،وهو شرط الدخول إلى السوق باتجاه
واحد يسبقه يوم باالتجاه املعاكس ،حيث انخفضت عدد مرات الدخول إلى السوق
إلى النصف تقريبًا ،وهو األمر الذي يوفر لنا مساحة واسعة من استخدام وتوظيف
رأس املال يف إستراتيجيات أخرى ،أو يف أزواج أخرى من العمالت بنفس الطريقة.
ولكن ماذا لو تم إدخال طريقة تحديد الخسارة وإطالق الربح ،بالتزامن مع
هذا األمر ،بمعنى باستخدام هذه اإلستراتيجية من خالل الطريقة الثالثة ،قمنا
بإدخال عنصر أو طريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة ،التي سبق وأن شرحناها
بطريقة منفصلة ومستقلة يف االستراتيجية األولى تحت هذا العنوان؟
اإلجابة ىلع السؤال السابق يتم من خالل الجدول التالي ،مع ضرورة
التذكير بأن الخسارة املحددة هي ( )400دوالر للعقد الواحد ،وبإمكان أي مضارب أن
يقوم بتحديدها بالكمية أو بالطريقة التي يراها مناسبة ،سواء دفع واحدة ،أو
بطريقة السلّم.
181
Total AUDUSD EURUSD املوضوع
- Buy Sell اتجاه الصفقات بشكل يومي
- 262 250 عدد أيام التداول /عقد
$2,226.00 $1,316.00 $2,226.00 الحد األىلع للربح اليومي
-$800.00 -$400.00 -$400.00 الحد األدنى للخسارة اليومية
$23,688.00 $8,300.00 $19,145.00 أقصى ربح تراكمي
-$1,191.00 -$40.00 -$1,797.00 أدنى خسارة تراكمية
$21,246.00 $4,150.00 $17,096.00 صايف الربح /الخسارة
نالحظ وبما ال يدع مجاالً للشك بالتطور الكبير الذي حصلنا عليه يف
النتائج ،عندما قمنا بتوظيف الطرق الكمية ،وتركيبها ىلع بعضها البعض ،فكما
نالحظ فإن خالصة النتائج التي حصلنا عليها نتيجة تركيب اإلستراتيجيات ىلع
بعضها ،كما نفعل يف لعبة اللوغو ،كانت كما يلي:
-انخفاض يف عدد مرات دخول السوق إلى النصف .وهذا يوفر من استخدام
رأس املال الذي يتم توظيفه باستراتيجيات كمية أخرى ،أو أزواج أخرى
بنفس الطريقة
-الشراء يف كل مرة من أخفض نقطة بسبب إضافة شرط االنعكاس قبل
الدخول ،والبيع من أىلع نقطة كذلك.
انخفاض يف نسبة تراجع األرباح التراكمية التي يتم إضافتها لنتيجة األيام -
السابقة.
-الخروج بربح مرضي من كال طريف املعادلة الكمية ،حيث أنه إذا تتبعنا
نتائج استخدامنا الستراتيجية العالقات الثنائية بين املشتقات املالية،
ويف كل طرق استخدامها املختلفة ،خرجنا من أحد طريف التداول وهما
EURUSD/AUDUSDحيث كنا يف كل مرة تقريبًا نخرج بخسارة محققة
ىلع أحد طريف العالقة؛ بسبب أن العالقة بين الزوجين هي عالقة
طردية قوية جدًا ،ويتوجب أن تكون الصفقات متعاكسة بينهما لتوفير
182
الحماية للحساب أوالً والخروج بأفضل طريقة للربح .ولكن عندما أدخلنا
الشروط بالتسلسل وجدنا وكما هو موضح يف الجدول السابق بأننا حصلنا
ىلع ربح من طريف العالقة ،وهي بال شك إضافة نوعية ال بد من التركيز
عليها عند قيامنا بالتداول باستغالل العالقات بين األزواج املختلفة أو
املشتقات املالية ىلع اختالف أنواعها.
وإذا قام أي واحد فينا باملقارنة بين نتائج طريقة إطالق الربح وتحديد
الخسارة والتي حصلنا بموجبها ىلع ربح يقارب ( )31ألف دوالر ،وبين طريقة إطالق
الربح وتحديد الخسارة بعد إضافة شرط االنعكاس التي شرحناها أعاله والتي
حصلنا بموجبها ىلع ربح يقارب ( )21ألف دوالر ،نجد أن الطريقة األخيرة هي أفضل
ىلع الرغم من انخفاض كمية األرباح ،والسبب يف ذلك هو أن عدد أيام التداول
انخفض إلى النصف كما أشرنا سابقًا .وبطبيعة الحال فلكل واحد فينا وجهة نظره
الخاصة يف اختيار الطريقة التي يراها مناسبة للتداول بعد دراسة سلبيات
وإيجابيات كل طريقة ،ودراسة املعطيات املتوفرة بين يديه.
بعد كل ما تقدم يجد الكاتب أنه من الالزم أن يتم إضافة املالحظات التالية
ىلع الطريقة السابقة حتى يكون املتداول ىلع وعي شبه كامل وتصور شمولي
إذا ما قرر استخدام استراتيجية العالقات الثنائية بين املشتقات املالية بأي صورة
من الصور وبخاصة استراتيجية العالقات بشرط شمعة باالتجاه املعاكس وهي
املالحظات هي:
أوالً :لتحقيق أىلع ربحية من استخدام هذه الطريقة فإنه وبالنظر إلى توظيف
مؤشرات التحليل الفني التي يمكن من خاللها تحديد ومعرف فيما إذا كان السعر
يمشي بصورة عرضية أو بصورة موجة سعرية هابطة أو موجة سعرية صاعدة،
والتي قلنا بأن تلك القوة تتراوح ما بين ( )100-و ( )100+فإن أفضل نطاق الستخدام
هذه االستراتيجية هي الفترات التي يمشي فيها السوق بشكل عرضي وليس
183
بشكل موجي بحيث تكون القوة محصورة ما بين القوة أكبر من ( )30-وأقل من
(.)30+
والسؤال األبرز اآلن ،هل انتهى استغالل طريقة العالقات الثنائية عند هذا
الحد؟ بالتأكيد ال ،فكما أشرنا يف موقع سابق من هذا الكتاب ،بأن القدرات العقلية
لدى املتداولين ال حدود لها ،وبمجرد أن تطرح فكرة بسيطة ىلع أي مضارب فإن
هذه الفكرة تكون أحيانًا كفيله بأن تفتح له بابًا من اإلبداع يف بناء اإلستراتيجيات
ما أنها لم تخطر ألحد ىلع بال .وفيما يلي نقدم الطريقة الرابعة يف استراتيجية
العالقات الثنائية بين املشتقات املالية:
يف كافة الطرق التي قدمناها سابقًا وفق استراتيجية العالقات الثنائية بين
املشتقات املالية ،كان العمل يتم بالتعامل مع ظاهر األرقام فقط ،بمعنى فحص
مستوى العالقة بين الطرفين ،ومن ثم الدخول يف آلية العمل بينهما من خالل
شراء أحد الطرفين وبيع اآلخر بصفة مستمرة ،أو وفق شروط وضوابط محددة،
ولكننا لم ندخل يف موضوع العامل املشترك بين الطرفين .ففي مثالنا السابق كنا
نعمل ىلع العالقة بين زوجي اليورو دوالر ،واالسترالي دوالر EURUSD/AUDUSD
184
بشكل كلي وليس بشكل تفصيلي .ولكن األمر الذي أجلنا الحديث عنه هو العامل
املشترك بين الطرفين ،وإذا ما تأملنا جيدًا يف العامل املشترك بين الطرفين يف
املثال السابق من حيث االسم فقط ،لوجدنا بأن الدوالر األمريكي هو نقطة االرتكاز
التي يجري الحديث عنها هنا.
وللمزيد من التوضيح ،فبما أننا نعلم بأن العالقة بين زوجي العمالت يف
املثال السابق هي عالقة طردية قوية جدًا ،بمعنى أن حركة أحدها بأي اتجاه
يرافقها أو يتبعها بالضرورة حركة اآلخر بنفس االتجاه ولكن قد تختلف كمية أو
قيمة الحركة .وبما السعر محدد بالدوالر األمريكي ،فما هو الفارق أو معدل الفارق
يف قيمة العقد الواحد بين الطرفين محسوبًا بالدوالر األمريكي .وعليه فإذا وجدنا
أن معدل الفارق يف قيمة العقد الواحد بين الطرفين يتحرك يف نطاق محدد،
فإنه باإلمكان استغالل هذا األمر لتحديد أي الطرفين نقوم بشرائه بمقابل الطرف
الذي نقوم ببيعه ،حتى تنقلب اآلية ونعكس عمليات التداول ،أي أن التداول
بموجب العامل املشترك يتقلب بين البيع والشراء ىلع نفس الزوج الواحد ،ولفهم
الصورة نوضح ذلك بالجدول التالي:
185
وحتى نفهم البيانات الواردة يف الجدول وكيفية استغاللها ،يجب أن نعرف أن
قيمة العقد الواحد من العمالت هي ( )100kأي مائة ألف من العملة األساس ،ويف
مثالنا السابق قمنا املقارنة بين قيمة ( )100ألف يورو بعد تحويلها إلى الدوالر
األمريكي ،بمقابل ( )100ألف دوالر أسترالي بعد تحويلها إلى الدوالر األمريكي.
وعليه كل ما عليك فعله عزيزي املتداول هو أن تقوم بتحويل قيمة العقد الواحد
من كل طرف من طريف العالقة إلى قيمته األساسية ،ومن ثم تقوم بحساب
الفارق بين الطرفين ،بطرح أحدها من اآلخر ،وتأخذ بيعن االعتبار معدل الفارق،
والحدين األىلع واألدنى لهذا الفارق ومن ثم تقوم بتوظيف هذه املعلومات يف
التداول.
وىلع ذلك فكما نرى يف الجدول السابق ،فكلما كان الفرق قريبًا من الحد
األىلع ،نقوم ببيع طرف العالقة املرتفع ،ويف حالتنا هذه زوج اليورو دوالر،
ونشتري طرف العالقة املنخفض وهو زوج االسترالي دوالر ،والعكس صحيح ،فكلما
اقتربنا من الحد األدنى للفرق بين الطرفين نشتري نقوم بشراء طراف العالقة
املرتفع ونبيع طرف العالقة املنخفض.
وبطبيعة الحال فإن إغالق الصفقات التي يتم بموجب هذا العمل ال تتم بشكل
يومي وعشوائي ،بل يتم البناء عليها بالتدريج للخروج باملحصلة املطلوبة يف
نهاية عمليات التداول .والشكل التالي يوضح نطاق الفرق بين زوجي العالقة يف
مثالنا السابق:
186
وال ننسى لفت انتباه املتداول الكريم ،إلى أنه تعذر عرض أمثلة تطبيقية
هنا ،بسبب أنها تحتاج إلى عمليات محاسبية طويلة نوعًا ما ،يصعب عرضها هنا،
وبإمكان املتمكن من استخدام برامج املحاسبة مثل األكسل أن يقوم بالتطبيق
املباشر عليها ،ولكن اقتضى التنويه عليها ىلع هذه الطريقة ،مع العلم بأن
املؤلف قام باستخدام هذه الطريقة يف االستراتيجية وبخاصة ىلع معدني
الذهب والفضة للعالقة القوية بينهما ،وكذلك ىلع البترول بنوعية ،وىلع
املؤشرات األمريكية وبخاصة الناسداك وستاندرد آند بورز.
وقد قلنا بأنه وقبل أن ننتقل باملتداول الكريم إلى تغيير كبير يف طريقة
تفكيره من خالل تقديم استراتيجيات كمية ،أكثر تقدمًا وتحديدًا للمخاطر وتحقيقًا
187
لألرباح ،يجد املؤلف نفسه ملزمًا بأن يقدم للمضارب الكريم واحدة من
اإلستراتيجيات الكمية التي كان يستخدمها وبخاصة يف سنواته األولى من التداول
يف األسواق املالية العاملية ،وحقق من خاللها نجاحات مميزة يف تحقيق عوائد
كانت ممتازة يف حينه ،قبل أن ترتقي أساليب التحليل الكمي ملستويات متقدمة
أكثر نضجًا وأكثر مراعاة للعديد من العوامل أهمها ،حصر املخاطر وتعظيم األرباح،
وتنويع التداول.
وللتوضيح أكثر؛ فإن القيم األساسية التي نحصل عليها يف نهاية أي يوم
للتداول هي أربعة قيم وهي :سعر االفتتاح ،وأىلع سعر ،وأدنى سعر ،وسعر
اإلغالق .مع مراعاة أن سعر اإلغالق لليوم هو ذاته سعر افتتاح اليوم الذي يليه.
وبناء عليه فإن معادالت تحليل االنحدار تبحث يف مدى مساهمة هذه القيم
األربعة يف تحديد القيم التي تليها يف اليوم التالي ،ووضعها يف معادلة خطية
تحتوي ىلع بعض القيم الثابتة التي يتم اشتقاقها إحصائيًا ،وبعض القيم
املجهولة التي تعتمد ىلع بيانات السعر األساسية التي أشرنا إليها وهي سعر
االفتتاح وأىلع سعر وأدنى سعر ،وسعر اإلغالق ،وبمجرد التعويض مكان القيم
املجهولة بالقيم التي نحصل عليها فإنه باإلمكان أخذ تصور واضح حول نطاق
التداول الرئيسي لليوم الذي نقرر فيه الدخول والذي ينحصر بين أىلع سعر وأدنى
سعر.
188
أما توقع سعر اإلغالق فإنه من الصعوبة بمكان أن نعرفه أو نبني له معادلة
خطية ،وذلك ألن السعر قد ينتهي إما باالرتفاع أو االنخفاض ،أي أن القيمة إما أن
تكون سالبة وإما أن تكون موجبه ،وهو ما لم يستطع املؤلف أن يقوم ببناء
معادلة خاصة به حتى لحظة تأليف هذا الكتاب ،وال يخفي املؤلف سرًا من حيث
أنه يقوم فعليًا بإجراء تجارب قائمة ىلع معدالت التغيير يف القيم األساسية
لبناء تلك املعادلة التي تساعد يف تحديد سعر اإلغالق سواء أكان موجبًا أو سالبًا،
وذلك من خالل حساب الفرق بين أسعار االفتتاح واإلغالق وباقي القيم األخرى
حتى تراعي التغير يف االتجاه واملساعدة يف توقع سعر اإلغالق لليوم التالي،
وهو ما يتوقع املؤلف أن ينتهي منه ويعرضه يف الطبعة الثانية من هذا الكتاب،
إذا وصل إلى معادالت كمية تستحق عرضها يف طبعة أخرى.
وعودة إلى موضوعنا الرئيسي وهو تحديد نطاق التداول الذي ينحصر بين
أىلع سعر وأدنى سعر .والذي بناءً عليه يقوم أي واحد فينا ببناء االستراتيجية
التي يراها مناسبة للتداول ضمن هذا النطاق والتي سنوضحها الحقًا .أما بالنسبة
ملعادالت تحديد أىلع سعر ( )High Priceوأدنى سعر ( )Low priceفهي كما هي
موضحه يف الجدول التالي بالنسبة ألهم العمالت التي يجري التداول عليها
بحسب خبرة املؤلف:
189
Item Range Formula
GBPJPY High )= 0.4926+(1.1690*Close)+(-0.1685*Low
Low )= -0.1829+(1.1811*Close)+(-0.1840*High
تبدو األرقام الواردة يف الجدول أعاله مربكة بعض الشيء ،ولكنها بالفعل
أخذت وقتًا طويالً يف بنائها ،ألنها تتطلب توافر عدد من الشروط العلمية
املعتمدة يف أساليب التحليل اإلحصائي ومناهج البحث العلمي ،فقد تطلب
إعدادها القيام بعملية تحميل البيانات التاريخية األساسية لكل زوج من أزواج
العمالت املعروضة يف الجدول ،ومن ثم عملية تكرارها يف أعمدة موازية مع
سحب اليوم األول منها ،ومن ثم القيام بإجراء عمليات التحليل اإلحصائي عدة مرات
لحصر العناصر التي لها عالقة وثيقة يف تحديد نطاق التداول املتوقع واملحصور
بين أىلع سعر وأدنى سعر.
190
يتضح من الجدول السابق ،بأن هناك شبه تطابق بين أىلع سعر متوقع
للجنية االسترليني GBPUSDوأىلع سعر حققه فعليًا خالل عمليات التداول
اليومية ،وبحساب الفرق بطريقة كمية فقد كان معدل الفارق بالنقاط بين أىلع
سعر حقيقي وصل إليه سعر السوق بشكل يومي ،وأىلع سعر متوقع هو بحدود
( )0.0030نقطة.
أما عن املقارنة بين أدنى سعر وصل إليه سعر التداول اليومي بشكل
فعلي ،وبين أدنى سعر متوقع وفق الحسابات الكمية بطريقة تحليل االنحدار فهو
ما نراه يف الشكل التالي:
حيث نالحظ أيضًا حجم التطابق الكبير بين أدنى سعر متوقع ،وأدنى سعر
وصل إليه السعر بشكل حقيقي ،باستثناء بعض الحاالت الشاذة ،وعند حساباها
كميًا فإن معدل الفرق بين أدنى سعر حقيقي وأدى سعر متوقع للجنية
االسترليني GBPUSDهو أيضًا بحدود ( )0.0030نقطة.
191
وتجدر اإلشارة هنا إلى نقطة ىلع درجة عالية من األهمية ،وهي أن معدل
الفارق بين األسعار املتوقعة يف معادالت تحليل االنحدار ،وبين األسعار الحقيقية
التي حققها السوق يعتبر يف نظر البعض كبيرًا نوعًا ما ،غير أن املهم يف
املوضوع والذي وصل بمعدل الفارق كميًا إلى هذا املستوى هو أنه ليس بالضرورة
أن يحقق السوق أىلع سعر وأدنى سعر متوقع بنفس اليوم ،مقارنه بما حصل
فعالً ىلع أرض الواقع ،وبناء عليه ،فقد يحدث أن يحقق السوق نقطة مقاربة جدًا
بين الحد األىلع املتوقع والحد األىلع الحقيقي ،ولكن باملقابل لم ينزل السوق
نحو األسفل ويحدث أن يصبح الفارق بين الحد األدنى املتوقع والحد األدنى
الحقيقي كبيرًا ،وهو ما يؤثر ىلع قيمة املتوسط الحسابي ملعدل الفارق بين
الحقيقي واملتوقع ألىلع سعر وأدنى سعر.
ويف حال تم التدقيق واستبعاد األيام التي انخفض فيها السعر ،وقمنا
بحساب معدل الفارق بين أىلع سعر متوقع ،وأىلع سعر حقيقي نجد أنه
ينخفض إلى نحو ( )0.0015نقطة فقط ،وكذلك الحال إذا ما عكسنا اآلية ،وقمنا
باستبعاد األيام التي ارتفع فيها السعر ،وحسبنا معدل الفارق بين أدنى سعر
متوقع وأدنى سعر حقيقي للسوق نجد أنه يبلغ أيضًا نحو ( .)0.0015وىلع ذلك
فاملحلل الكمي يجب أن يكون ىلع درجة مناسبة من الوعي والحساسية الكمية
ليعرف مصدر بعض البيانات التي ال تبدو منطقية بعض األحيان.
وعودة إلى آلية استفادة املتداول من هذه املعادالت ،فكل مضارب لديه
قدرة ىلع توظيفها بطريقة مختلفة ،كما يمكن ألي فرد أيضًا أن يراجع آلية
استخراج هذه املعادالت باستخدام برامج التحليل اإلحصائي وىلع رأسها برنامج
.SPSSومن طرق توظيف هذه املعادالت يف عمليات التداول هي :أن يقوم
املتداول بعمل ما يسمى Limit Ordersأو أوامر معلقة باالتجاهين ،بحيث يضع
أوامر البيع فوق سعر افتتاح السوق بطريقة سلمية وبكميات متفرقة ،وال ينسى
أن يضع عليها أوامر وقف خسارة فوق الحد األىلع املتوقع للسعر ،وكلما كانت
192
موقع األوامر بعيدًا بالقدر املناسب عن سعر االفتتاح كلما كانت فرصته بتحقيق
األرباح أىلع .ويجب أيضًا أال ينسى دراسة السلوك السعري ألي زوج أو مشتق مالي
يجري التداول عليه ،من حيث معدل طول الشمعة ،ومعدل طول الظل العلوي
والظل السفلي حتى يستطيع أن يقوم بتوزيع األوامر املعلقة بطريقة منهجية
وسليمة.
أوالً :إن املعادالت املوجودة يف الجدول السابق أخذت فترة زمنية طويلة للغاية،
ومن املفترض أن يتم تحديد نطاق متغير لهذه الفترة الزمنية ،بمعنى يجب أن
يتم تحديث هذه القيم بحيث تشمل ىلع سبيل املثال آخر ( )200يوم من أيام
التداول ،والسبب يف ذلك أن نطاق التداول يتغير كل فترة نتيجة الكثير من
املتغيرات التي تدخل يف عالم التداول كالبيانات االقتصادية والظروف املحيطة
باالقتصاد العاملي ككل ،وحجم السيولة التي يتم ضخها يف األسواق الرسمية
والتي تنعكس بشكل فوري ىلع تحديد أسعار العقود الفورية.
193
ثانيًا :أن املعادالت السابقة شمولية كاملة ،ولم تأخذ بعين االعتبار الفصل بين
الفترات الزمنية التي كان يمشي فيها السعر بحركة عرضية محصورة بين
منطقتين سعريتين ،والفترات التي كان فيها السعر يمشي بشكل موجة سعرية
هابطة أو موجة سعرية صاعدة ،وىلع ذلك فيجب التمييز هنا بين هذه الفترات أو
األشكال الثالثة للحركة والتي ستقودنا حتمًا إلى الخيارات التالية:
أن السعر إذا كان يمشي بشكل عرضي محصور بشكل تقريبي بين .1
منطقتين سعريتين ،فإن معادالت التنبؤ تصلح ألن يتم من خاللها توقع
أىلع سعر وأدنى سعر متوقع من خالل بيانات الشمعة التي تمثل بيانات
اليوم السابق أو النطاق الزمني السابق الذي تمثله الشمعة الواحدة .وهو ما
يدفعنا أيضًا للتفكير يف أن أفضل وسيلة للتداول وفق هذا املنظور هو
استخدام أوامر البيع املعلقة من نوع Limitأو انتظار وصول السعر إلى أحد
الحدين املتوقعين للسعر بحيث تتم عملية البيع عند اقتراب السعر من
محيط أىلع سعر متوقع ،أو عملية الشراء عند اقتراب السعر من أدنى
سعر متوقع.
.2أن السعر إذا كان يمشي بصورة موجة سعرية صاعدة فإن املعادالت
املستخدمة ستكون فعالة للغاية يف قدرتها ىلع التنبؤ بأىلع سعر
يمكن أن يصل إليه السوق ىلع زوج العمالت املعني أو املشتق املالي
الذي يجري التداول عليه .وال تصلح املعادالت بطبيعة الحال أو ال تكون
فعالة يف القدرة ىلع التنبؤ بأدنى سعر يمكن أن يحققه السوق والسبب
هو املوجة السعري الصاعدة املوجودة يف السوق.
.3إذا كان السعر يمشي بصورة موجة سعرية هابطة فإن املعادالت
املستخدمة ستكون فعالة للغاية يف قدرتها ىلع التنبؤ بأدنى سعر
يمكن أن يصل إليه السوق ىلع زوج العمالت املعني أو املشتق املالي
الذي يجري التداول عليه .وال تصلح املعادالت بطبيعة الحال أو ال تكون
194
فعالة يف القدرة ىلع التنبؤ بأىلع سعر يمكن أن يحققه السوق والسبب
هو املوجة السعري الصاعدة املوجودة يف السوق.
ويف الحالتين الثانية والثالثة فإن الدخول املباشر للسوق سيكون هو األفضل
بكل تأكيد مع وضع هدف بمحيط السعر املتوقع بلوغه صعودًا يف حالة الشراء
يف املوجة السعرية الصاعدة ،أو هبوطًا يف حالة البيع يف املوجة السعري
الهابطة.
ويف جميع الحاالت يبقى السؤال أو التحدي الذي قد يواجه أي متداول هو
عدم إملامه أو عدم قدرته ىلع إجراء الحسابات الرقمية أو الحسابات الكمية
املتعلقة باستخراج معادالت االنحدار الخطي يف حساب أو توقع مستويات السعر
التي قد يبلغها السعر صعودًا أو هبوطًا ،بسبب عدم اإلملام بمناهج البحث العلمي
أو ببرامج التحليل املتخصصة ،ولذلك فإن أبسط طريقة للتغلب ىلع هذا
املوضوع هو حساب متوسط حركة السعر املحسوبة بين أىلع سعر وأدنى سعر
خالل آخر خمسة أيام تداول.
وعليه فإن كانت هناك موجة سعرية صاعدة فإن حساب املتوسط الحسابي
لنطاق التداول آلخر خمسة أيام تداول ستمثل الهدف بالنسبة لصفقة الشراء ،أو
الهدف بالنسبة لصفقة البيع إن كانت هناك موجة سعرية هابطة .أما إذا كان
السعر يمشي بصورة عرضية فإن الدخول ومن حيث قلنا بأنه سيكون بشكل
مختلف عن الدخول املباشر ،وسيأتي بصورة مؤجلة حتى يبلغ السعر أحد الحدين
األىلع أو األدنى املتوقعين فإن النطاق املحسوب بناء ىلع متوسط حركة السعر
ألخر خمسة أيام سيمثل الهدف من الصفقة.
ويبقى لدينا سؤالين هامين جدًا ،يدور األول منهما حول تحديد نقطة وقف
الخسارة ،والثاني حول الطريقة التي نعرف من خاللها إن كان السعر يمشي بصورة
عرضية أو بصورة موجة سعرية صاعدة أو هابطة.
195
ولإلجابة ىلع السؤال األول فإن تحديد نقطة وقف الخسارة ستعيدنا إلى
املربع األول يف إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،ويجب علينا استذكار الطرق
املتقدمة التي قدمناها يف اآللية التي يمكن من خاللها الحد من قيمة خسارة
الصفقة من خالل توظيف مجموعة متنوعة من الطرق والتي بدأت من خالل
تحديد نقطة واحدة كنقطة وقف خسارة تبلغ يف أقصى مدى لها هو نصف قيمة
الهدف املحدد يف االستراتيجية الحالية .وتنتهي باستخدام طرق التجزئة
املتنوعة يف تحديد قيمة الخسارة والهبوط بها إلى الحد األقصى املمكن.
وقبل االنتقال إلى اإلجابة ىلع السؤال الثاني ،ال بد من التنبيه ىلع نقطة
وهي أنه ويف نهاية يوم التداول إذا لم تحقق الصفقة الهدف املنشود أو املحدد
لها ،ولم تخرج ىلع نقطة وقف الخسارة املحدد أيضًا فإننا سنقف أمام واحد من
خيارين:
الخيار األول :انتهاء يوم التداول وتكون الصفقة ىلع ربح عائم ولكن لم تصل
الهدف ،ففي مثل هذه الحالة يجب أال يتم إغالق الصفقة بل يجب تحريك نقطة
وقف الخسارة ،من خالل تحريكها لتصبح محسوبة من بداية اليوم الجديد ،وىلع
سبيل املثال لو كان لدينا صفقة شراء ىلع زوج االسترليني دوالر ىلع سعر
( )1.3600وكان هدفها ( )1.3780وكانت نقطة وقف الخسارة بقيمة ( )90نقطة
وىلع سعر ( ،)1.3510وأغلق السوق ىلع سعر ( ،)1.3720فأن نقطة وقف الخسارة
يجب أن يتم تحريكها لتصبح ىلع سعر ( ،)1.3630أي تحت سعر السوق الجديد ب
( )90نقطة .األمر الذي يعني حجز ربح بمقدار ( )30نقطة يف حال تراجع السعر
مرة أخرى .وستكون التفاصيل ىلع النحو التالي:
196
الخيار الثاني :انتهاء يوم التداول وتكون الصفقة ىلع خسارة عائمة ولكن لم تصل
إلى نقطة وقف الخسارة املحددة ،ويف هذه الحالة فيجب أن ال يتم التدخل من
خالل تحريك الهدف أو نقطة وقف الخسارة ،بل يجب االنتظار وإعطاء الصفقة
الفرصة الكامل فإما أن تعود باتجاه الهدف وإما أن تكمل باتجاه نقطة وقف
الخسارة ،غير أن التدخل سيكون يف حال وصل السعر إلى نقطة وقف الخسارة،
فإن تحققت نقطة وقف الخسارة فإننا نقوم بتجديد الدخول مرة أخرى من سعر
إغالق الصفقة ونضع هدف جديد ونقطة وقف خسارة جديدة ،محققين ميزة
هامة جدًا وهي أننا قمنا بالدخول من أفضل نقطة ممكن يف الصفقة الجديدة ،أي
تجديد الشراء يف اليوم الجديد ولكن من أدنى نقطة وصل إليها ظل الشمعة
السفلي.
أما السؤال الثاني املتعلق بالطريقة التي نعرف من خاللها بأننا يف
مرحلة موجة سعرية هابطة أو موجة سعرية صاعدة أو يف حالة حركة عرضية،
فإننا وكما أشرنا يف أكثر من موقع من هذه الكتاب يتم من خالل رصد قوة اتجاه
السعر من خالل مجموعة من املؤشرات الفنية البسيطة أو املركبة ،بحيث نعطي
كل مؤشر من تلك املؤشرات قوة نسبة اعتمادًا ىلع عدد املؤشرات املستخدمة
يف النموذج ،وبالتالي فاملؤشر الذي يعطي قوة موجبة يأخذ بطريقة املؤشر
الذي يعطي قوة سالبة ،وبالجمع البسيط نستطيع معرفة قوة اتجاه السعر وفيما
إذا كانت هناك موجة سعرية أو حركة عرضية ،وأشرنا بأن املؤلف يستخدم القوة
( ) 30+فأىلع ملعرفة وجود موجة سعرية صاعدة ،و القوة ( )30-لرصد وجود
موجة سعرية هابطة ،واملسافة املحصورة بين القوتين ( )30+و ( )30-هي
منطقة حركة عرضية للسعر.
وأخيرًا وقبل االنتقال باملتداول الكريم إلى طرق مبتكرة للغاية أو
استراتيجيات متقدمة للتداول بالتحليل الكمي والفني واإلحصائي ،ال بد من إعادة
املرور ىلع أهم طرق حساب املوجات السعرية أو الحركات العرضية والتي تم
197
تقديمها ىلع شكل استراتيجيات تداول مستقلة يف كتاب "التحليل الكمي يف
بناء استراتيجيات التداول".
أشرنا سابقًا بأنه ال يكاد يخلو أي نوع من أنواع التحليل الفني ،إال ويدخل
حساب املتوسط الحسابي املتحرك يف تركيبته ،فمن يراجع كافة املؤشرات
الفنية التي يستخدمها كافة املحللون ىلع اختالف مستوياتهم يجد أن حساب
املتوسط الحسابي املتحرك مع السعر ال بد أن يكون حاضرًا فيها ،وذلك ألن
املتوسطات بالعادة تعطي صورة تقريبية لنطاق أي شيء يجري التعبير عنه
بصورة كمي ة ،وما من شيء يجري التعامل معه بلغة األرقام أكثر من األسواق املالية
العاملية بما تشتمل عليه من مشتقات مالية كثيرة جدًا.
إال أن طريقة استخدام املحللين الفنيين لهذه املتوسطات تختلف بين محلل
وآخر ،وتكاد طرق استخدامها أن تكون ال حصر لها ،فبينما نجد محلل يقوم
باستخدام التقاطعات السعرية بين متوسط وآخر ،نجد أن محلل آخر يقوم
198
باستخدام التقاطعات بين السعر نفسه ومتوسط معين أو أكثر من متوسط ،ىلع
اعتبار أنها ربما تكون إشارة يفهمها هو بأن السعر املعني سيقوم باالرتفاع أو
االنخفاض بناءً ىلع هذه اإلشارات املبنية ىلع تلك التقاطعات ،وليس غريبًا
القول بأن كل محلل لديه طريقته الخاصة التي يعتبرها سرًا من أسرار قوته يف
كتابته للتقارير التي ينشرها هنا وهناك ىلع اعتبار أنه يعرف مسبقًا االتجاه الذي
سيأخذه السوق خالل الفترة التالية ىلع التقرير الذي قام به ،والذي تم االعتماد
فيه ىلع اإلشارات املبنية ىلع تلك املتوسطات.
وكما أشرنا سابقًا يف أكثر من موقع فإن تكرار ارتفاع السعر أو انخفاضه بعد
حدوث ظاهرة معينة يف التحليل الفني يجعل املحلل أو املتداول يعتقد بقوة
التحليل املوجود بين يديه ،وبخاصة إذا كانت هذه الظاهرة مشتقه من تجارب
طويلة ومحاوالت للتنبؤ باالتجاه الذي سيسلكه السعر بعد حدوث الظاهرة ،وما هي
إال تحقيق سلسلة من النجاحات يف تحقيق أرباح قصيرة املدى حتى تتولد
القناعة املطلقة يف عقل املتداول أو املحلل بأن السلوك السعري مرتبط تمامًا
بحدوث شروط معينة منها التقاطعات بين املتوسطات املتحركة ،أو التقاطعات
بين السعر واملتوسط الحسابي املستخدم يف الرسم البياني ،وكلما كان تكرار
حدوث الظاهرة أكثر من الناحية اإلحصائية كلما زاد اليقين بصدقها ،وهو ما يعزز
العامل النفسي الذي سيقود املتداول حتميًا للتعاطف مع الصفقات التي يذهب
السوق بعكسها عندما يقوم بتنفيذها وقت حدوث الظاهرة ،معتقدًا بأن الخلل
يف السوق ،وال يخطر يف باله بأن املصادفات املتكررة للظاهرة ال تعني باملطلق
أنها قاعدة ،وأن هذه الظاهرة ال تتحكم بالسلوك السعري ألي مشتق مالي.
199
عودة السعر إلى مستوى الصفقات هو ما يؤدي باملتداول إلى الخسارة الكلية لرأس
املال املستخدم.
ولعلنا نجد العذر لكافة املتداولين الذين يتعاطفون مع صفقاتهم ،فهم ما
بين مضارب مشوش األفكار ال يمتلك سوى هذه الطريقة يف اتخاذ قرارات البيع
والشراء ،أو غير قادر ىلع تحديد نوعية القرار التالي ،بالبيع أو الشراء للقرار الذي
أخذ بموجبه صفقة فعلية عاملة يف السوق .ولهذا فإن التحليل الكمي يخرجنا
بصورة كلية من هذا النوع من املشاعر التي ال يجب أن يكون لها مكانًا يف هذا
النوع من العمل.
وما الرسم البياني الذي نشاهده ىلع الشارت للمتوسط الحسابي إال عبارة عن
خط توصيل بين قيم املتوسط الحسابي املستخدم ،باالستناد إلى التوقيت أو ال
Time Frameاملستخدم ،سواء أكان بالساعة أو أكثر أو أقل .وحتى نبتعد عن
السرد النظري وندخل يف صلب املوضوع ،وهو بناء اإلستراتيجية القائمة ىلع
استخدام املتوسطات املتحركة العديدة ،كما يسميها املؤلف Multi Moving
Average Strategyيجب علينا تذكير املتداول بأن التعامل مع األرقام هي لغة ال
تعرف العاطفة ،وإن كانت اتجاهات السوق تمشي بطريقة أو بأخرى مع قرارات كبار
املتداولين فإن التنوع أو التنقل بين اإلستراتيجيات الكمية سيقودنا حتمًا إلى
ركوب املوجات السعرية يف أي اتجاه كان.
-أن األساس يف تحديد اتجاه القرار هو سعر السوق الحقيقي ،وبالتالي يجب
علينا اليقين بأن املتوسط الحسابي ليس إال رد فعل قائم ىلع ما فعله
200
السعر فعليًا ،وليس اتجاه السعر رد فعل ىلع فعل املتوسطات الحسابية،
وهذا فرق كبير يف النظرة واملفهوم ،فإذا ما أدركنا ذلك فإنه كفيل بنقل
املتداول من مرحلة انتظار رد الفعل لسعر السعلة إلى مرحلة الجري وراء
الفعل الذي يقوم به السعر ،أي أن قرارك بالبيع أو الشراء هو رد الفعل
وليس العكس.
Multi Moving -أن استخدام طريقة املتوسطات املتحركة املتعددة
Average Strategyتقوم أساسًا ىلع املواجهة بين القائمة بين السعر
الحقيقي ونقاط املتوسط الحسابي املتغير والتي يجري التوصيل بينها
بخط متصل ،وليست مواجهة بين املتوسطات نفسها ،وهو ما سنقوم
بتقديمه يف إستراتيجية مختلفة كليًا عن املعروضة هنا.
-يجب علينا معرفة أن املحللين ىلع اختالف مستوياتهم ال بد وأن يقوموا
باستخدام واحدًا أو أكثر من املتوسطات املعروضة يف هذه االستراتيجية،
وبناء عليه فإن استخدامك لهذه اإلستراتيجية سيجعل قرارك بالبيع أو
الشراء متوافقًا بشكل مؤكد مع قرارات أكبر املحللين شهرةً يف العالم ،ال
بل فإن كانت تربطك عالقات صداقة مع مضاربين آخرين ستجد أن قرارك
بالبيع أو الشراء سيكون مختلفًا عن ما ال يقل عن %90من قرارات
املتداولين حول العالم ،وهي النسبة املفترضة لعدد الخاسرين يف
األسواق املالية العاملية بمقابل عدد الرابحين الذين ال تتجاوز نسبتهم
ال %10املتبقية يف أحسن الحاالت ،وهذا ما يمكنك التثبت منه عمليًا
وبشكل مستمر ،وال نواري حين نقول لك بأن املؤلف قد عمل يف املكاتب
الخلفية لشركات الوساطة املالية Back Officesوأجرى مئات الدراسات
الرقيمة املختلفة ىلع كافة السلوكيات التي يتبعها املتداولين حول
العالم ،وكانت النتائج نفسها لدى جميع الشركات.
-وأخيراُ نود التأكيد للمضارب بأن استخدام هذه اإلستراتيجية ستجعلك
دائمًا وأبدًا ىلع استعداد لركوب أي موجة سعرية منذ بدايتها وحتى
201
نهايتها وىلع أي مشتق من املشتقات املالية التي يجري التداول عليها
عامليًا وبخاصة العمالت العاملية وأسواق الفوركس Forexبشكل عام.
وحتى نقوم بتبسيط عرض هذه االستراتيجية تخليل أن حجم الصفقة التي
تنوي الدخول بها يف كل مرة هي عقد واحد ( )1 Lotوىلع زوج اليورو دوالر مثالً
،EURUSDوقمت باستشارة أحد املحللين أو قرأت تقريرًا ىلع أحد املواقع التي
تعرض مثل هذه التقارير ،وكانت النتيجة هي النصيحة بالشراء نظرًا لتوقع املحلل
الذي تم استشارته أو التقرير الذي تمت قراءته أن سعر زوج اليورو دوالر سيرتفع
خالل الساعات القادمة.
اآلن ماذا لو قمنا باستشارة عشرة محللين أو عشرون ،أو قمنا بقراءة عشرة
تقارير أو عشرون تقريرًا ،ويف كل مرة نستشير محلالً ولنفترض مثالً أن عددهم
عشرة محللين ،نقوم بإعطاء كل نصيحة قيمة تتراوح ما بين ( )10+إذا كانت
النصيحة بالشراء ،وقيمة ( )10-إذا كانت النصيحة بالبيع؟ ويف نهاية األمر قمنا
بتجميع هذه القيم لنحصل ىلع املجموع الذي سيتراوح ما بين ( )100+للشراء و (-
)100للبيع ،فعل سبيل املثال لو كانت النتيجة هي ( )%80+بسبب وجود نصيحة
واحدة بالبيع قامت بإلغاء نصيحة بالشراء عند القيام بعملية جمع النصائح التي
أعيطنا كل واحدة منها نسبة ()%10؛ ففي هذه الحالة سيكون قرارنا بالشراء أكثر
دقة من قرارنا بالبيع ،ألن تسعة محللين من أصل عشرة يرون بأن سعر اليورو دوالر
EURUSDمرجح لالرتفاع.
ولكن لحظة :لنعيد التفكير مرة أخرى بالعمل الذي قمنا به ،ونطرح ىلع
أنفسنا األسئلة التالية:
من منا يعرف عشرة محللين موثوقين يقوم باستشارتهم يف كل مرة ننوي .1
فيها الدخول إلى السوق ،أو من منا لديه الوقت الكايف لقراءة عشرة تقارير
عن زوج اليورو دوالر يف كل مرة ننوي التداول فيها؟
202
.2إذا كنا نعرف عشرة محللين فعليًا ،كيف نعرف أنهم ال يستخدمون نفس
الطريقة يف التحليل حتى خرجوا بهذا القرار ،فماذا لو أنهم يستخدمون
تقاطع املتوسط املتحرك ( ،)20مع املتوسط املتحرك ( ،)50ألن املحللين
ال يمكن أن يقولوا لك عن الطريقة التي يستخدمونها يف التحليل حتى
وإن كانت بسيطة ،فإن كشف لك عن أوراقه فما الداعي الستشارته مرة
أخرى؟
.3كيف نعرف أن هؤالء املحللين ال يوجد لديهم صفقات فعلية يف السوق،
وأن السوق يمشي بعكسهم اآلن ،وأنهم تحت تأثير العاطفة القوى وال زالوا
ينتظرون تصحيح املسار ،وبالتالي يقمون بإغراق الجميع معهم؟
.4يف ضوء معرفتنا بأن %90من املتداولين يف هذا السوق مصيرهم
املؤكد هو الخسارة الكلية لحساباتهم ،وهذه املعلومة مستمدة من واقع
عملي للمؤلف يف دراسته وتحليله لعشرات اآلف الحسابات حول العالم،
فما الضامن بأن آراء هؤالء املحللين وأمثالهم كانت السبب يف خسارة
الكثير منهم ،وبخاصة أن جميع املحللين يعملون تحت مظلة أحد
الشركات التي تستقطب الزبائن للمتاجرة ىلع منصاتها؟
إن عدد األسئلة التي يمكن طرحها ىلع شاكلة هذه األسئلة حول العمل الذي
طرحناه سابقًا كثيرة ،والتي ستقودنا يف النهاية إلى قناعة واحدة وهي :أننا لم
نغير شيئًا يف أسلوب العمل ،سوى املزيد من ضياع الوقت ،وغيرنا يف أسلوب
اتخاذ القرار ليكون صادر عن أكثر من جهة بدل جهة واحدة.
ويقفز إلى الذهن مباشرة السؤال األهم والكفيل بتغيير النظرة من جذورها
و يضعنا ىلع الطريق الصحيح :ما هو الضامن بأن يكون قرار البيع أو قرار الشراء
يستند إلى آراء متعددة ومختلفة كليًا عن بعضها .ويف نفس الوقت الذي
نستثني من خالله الرأي الشخصي الذي تغلبه العاطفة حتمًا والتي نحاربها
ونعرف أنها تقف خلف خسارة أعدد مهولة من املتداولين ،ونحقق أىلع ربحيه
203
ممكنة من خالل ضمان أننا نمشي باالتجاه الذي سيسلكه السوق يف الفترة
القادمة حتمًا؟
لكل ما تقدم نضع بين يدي املتداول أحد اآلراء الكمية التي ال تعرف العاطفة
وال تتعامل معها ،وتضمن لك أنك باالتجاه الصحيح للسوق ،ويمكن تطوير هذه
الطريقة أو التعامل معها بطرق متعددة ال يمكن بأي حال أن تؤدي بك إلى الخسارة
يف حال أحسنت التعامل معها.
وتقوم هذه الطريقة ىلع اختيار عشرة متوسطات متحركة للسعر ،ويمكن ألي
مضارب أن يقوم بالزيادة عليها بعد أن يفهم تفاصيلها ،ويف نفس الوقت سنقدم
يف نهايتها إستراتيجيات مشتقة منها ولكن بشكل موجز قدر اإلمكان كونها
وردت يف كتاب "التحليل الكمي :بصورة مفصلة.
من خالل قيامنا بالطريقة السابقة ،نالحظ أننا نقوم باستخدام عشرة خبراء ال
يعرفون العاطفة وال يتعاملون معها مطلقًا ،وجميعهم يتعاملون باستقاللية تامة
عن بعضهم البعض ،وجميعهم يف مواجهة السعر فقط ،وليس يف مواجهة
بعضهم البعض ،وهذا املوضوع سنتناوله يف مكان آخر من الكتاب يف عرض
إستراتيجية رقيمة مختلفة.
وىلع ذلك فإذا ما كان سعر السلعة أو العملة التي يجري التداول عليها ،فوق
املتوسط الحسابي املستخدم فإننا نعطيه عالمة ( )10+داللة ىلع نصيحة
الشراء ،وإذا ما كان السعر أسفل املتوسط الحسابي املتحرك املحسوب فإننا
نعطيه عالمة ( ) 10-داللة ىلع نصيحة البيع .ويف النهاية نقوم بجمع العالمات
204
لنعرف قوة قرار البيع أو الشراء استنادًا إلى آراء عشرة خبراء مستقلين يف االتجاه
املرجح لحركة السعر القادمة.
ويجب ىلع املتداول حتى يفهم قوة هذه االستراتيجية بدقة كبيرة ،فأمامه
واحد من خيارين نظرًا للطريقة التي سيقوم بالتداول فيها باستخدام هذه
االستراتيجية ،والخياران هما:
استخدام جداول األكسل ،وذلك من خالل تحميل سعر اإلغالق بشكل يومي .1
ألطول فترة زمنية ممكنة ثم يقوم بحساب املتوسط الحسابي يف عشرة
أعمدة متتالية ،ثم يقوم باملقارنة بين آخر سعر إغالق مع املتوسطات
العشرة املحسوبة التي تمتد من ( )200 -20يوم .وحساب قوة االتجاه
باالستناد إلى ذلك ،كما هو موضح يف الجدول التالي ىلع سعر اليورو
دوالر EURUSDلحظة كتابة هذه اإلستراتيجية ،حيث كان سعر إغالق
اليورو بتاريخ ( )2019.11.22هو ( )1.10120وكانت قيم املتوسطات الحسابية
كما هو يف الجدول التالي:
حيث نالحظ أن إغالق سعر اليورو يف ذلك التاريخ املشار إليه قبل الجدول
كان أقل من كافة قيم املتوسطات الحسابية ،ويف كل مرة نستشير أحد
205
املتوسطات الحسابية املتحركة كان يعطينا رأيه بأن السعر مرجح للهبوط بدرجة
أكبر من ميله نحو االرتفاع ،وكنا نعطي كل متوسط متحرك بناء ىلع ذلك قيمة
( )% 10-من قوة قرار االتجاه املرجح ،وحصلنا يف نهاية الجدول ىلع مجموع
( )%100-كقرار أجمعت عليه جميع املتوسطات املستخدمة يف اإلستراتيجية.
وهنا يجيب أن نلفت انتباه املتداول الكريم ،بأن قيمة الـ( )%10التي
نعطيها لقرار البيع أو الشراء ،ما هي إال عبارة عن مقدار الوزن النسبي ملشاركة
املتوسط الحسابي املستخدم يف قرار البيع والشراء ،أو تحديد االتجاه املرجح
للسعر ،وقد يقل هذا الوزن أو يزيد تبعًا لعدد املتوسطات املستخدمة.
\
206
ونلفت انتباه املتداول الكريم ،بأن استخدام الرسم البياني بشكل مباشر
يبدو أسهل بكثير من استخدام الجدول ،ولكن بحسب الطريقة التي سيجري العمل
بها وفق إستراتيجية ،Multi Moving Average Strategyفهذه اإلستراتيجية تحمل
يف طياتها أكثر من طريقة للتداول بصورة احترافية ،ولكن استخدام الشارت بشكل
مباشر يسمح للمضارب بمجرد تغيير العملة أو السعلة ىلع الشارت تظهر النتيجة
مباشرة دون الحاجة إلى إجراء معامالت حسابية طويلة نوعًا ما ،ولكن لوال
استخدام املعامالت الحسابية الكمية ملا توصلنا إلى اكتشاف سر القوة التي
تتمتع بها هذه اإلستراتيجية.
ونطرح أمام املتداول الخياران املشار إليهما أعاله بسبب وجود أكثر طريقة
للعمل ىلع إستراتيجية املتوسطات املتحركة املتعددة ،وجميع هذ الطرق تقود
للنجاح بشكل مؤكد إذا التزم بها املتداول ولم يتدخل يف مجرياتها وسمح
للعاطفة بالتدخل يف سيرها .ومن طرق استخدام استراتيجية Multi Moving
Average Strategyسنعرض ملخصًا ألبرز الطرق التي يمكن البناء عليها وتطويرها
بالقدر الذي تتشكل يف مخيلة املتداول صورة شمولية مليكانيزمات حركة
املشتقات املالية والتوافق بينها وبين حركة املتوسطات املتحركة املشار إليها
سابقًا:
207
الطريقة األولى :طريقة الصفقة الكاملة املستمرة
مع إجراء بعض التعديالت ىلع القيم الواردة يف كتاب "التحليل الكمي "..فيما
يتعلق بالنسبة أو مقدار القوة النسبية التي نقرر الدخول إلى السوق بصفقات بيع
أو شراء ،قلنا بأن طريقة الصفقة الكاملة املستمرة تقوم ىلع أخذ كامل قيمة
الصفقة دفعة واحدة عند املستوى الذي يعتقد املتداول أنه مناسب للدخول
بالبيع أو الشراء ،فلو كان الحجم املنوي الدخول به هو حجم عقد واحد ()1Lot
وقررنا الدخول بالبيع أو الشراء عند مستوى ( )30+للشراء ،و ( )30-للبيع وهو
املستوى املعدل الذي يرصد تشكل موجة سعرية فإنه وعند تحقيق هذا الشرط
نقوم بالبيع أو الشراء بحسب االتجاه ،ومن ثم نحافظ ىلع الصفقة بشكل دائم وال
نقوم بإغالقها إال يف حاله انخفاض قوة االتجاه إلى أقل من املستوى الذي دخلنا
عنده ،فمثالً إذا دخلت عن مستوى ( )60-للبيع ،فإنني أحافظ ىلع الصفقة فعاّلة
إلى أن يصل مستوى القوة إلى أىلع من القيمة ( )30-أو أكثر حتى أقوم باإلغالق.
ولتقديم مثال فعلي ىلع ذلك يرجى مالحظة الشكل التالي:
208
نالحظ من الشكل أعاله ،بأنه ويف تاريخ ( )2019-5-14قام السعر باإلغالق
تحت كافة املتوسطات املتحركة العشرة املستخدمة يف اإلستراتيجية الحالية،
وهو األمر الذي يدفعنا لالعتقاد بأن هبوط السعر نحو األسفل مرجح بقوة ألن
تجميع األوزان النسبية للمتوسطات العشرة كان بوزن ( ،)100-وعند سعر إغالق
( ،)1.2900واستمر الحال بالهبوط إلى تاريخ إغالق ( ،)2019-9-5حتى بدأ بالتراجع
ووصلت قوة االتجاه إلى ( )%60-فقط ،وعند سعر ( ،)1.2335وعليه فلو كان لدينا
صفقة واحدة ومستمرة منذ ذلك التاريخ بقيمة عقد واحد لوجدنا بأننا خرجنا
باملحصلة التالية:
أي أننا خرجنا بربح صايف مقداره ( )$5650بصفقة واحدة مستمرة دون اللجوء
إلى أي نوع من أنواع االستشارات أو التقارير ،أو حتى مجرد االستماع إلى نشرات
األخبار التي تأكل الوقت دون جدوى.
وهنا يجب أن نلفت انتباه املتداول الكريم إلى نقطة قد يتبادر يف ذهن أي
متداول السؤال حولها ،وهي أنه قد يطرح أحدهم سؤاالً عن موقع أو نقطة وقف
الخسارة يف حال ذهب السوق بعكس االتجاه املطلوب أو املتوقع؟ وهنا يجب
ىلع املتداول الكريم أن يعلم بأن نقطة وقف الخسارة هي نقطة موجودة ولكنها
تتمتع بخاصيتين وهما:
209
( )200سعر إغالق .وبالتالي فإن نقطة الدخول إلى السوق هي يف حاله
أغلق السعر فوق أو تحت ( )7متوسطات من أصل عشرة ،أي بقوة اتجاه
( ) 40باالتجاهين ،أما نقطة الخروج إذا كان االتجاه هو البيع أن يكون سعر
إغالق آخر شمعة فوق أدنى ثالث متوسطات متحركة.
فعلى سبيل املثال إذا عدنا إلى الجدول املعروض يف بداية مناقشة
هذه االستراتيجية واملتعلقة بحساب قيمة املتوسطات العشرة لسعر اليورو
دوالر EURUSDنجد أن سعر إغالق اليورو دوالر هو أسفل جميع املتوسطات
املتحركة املحسوبة ،وعليه إذا دخلنا يف صفقة بيع فإننا نبقى محافظين
ىلع تلك الصفقة حتى يعود السعر باالتجاه اآلخر ويقطع أقرب متوسطين
محسوبين ويغلق السعر فوقهما ،وعندها نقوم بإغالق الصفقة ،التي قد
تكون رابحة بمقدار كبير أو خاسرة بشيء بسيط .وهو األمر الذي نوضحه يف
الخاصية الثانية.
210
وبناء عليه نكون قد حصلنا ىلع نقطة وقف خسارة متحركة باالتجاه
املطلوب ،وإذا ما استمر الحال ىلع ما هو عليه فإننا وبعد فترة قصيرة تكون
نقطة الوقف الكلي للصفقة تجاوزت نقطة الدخول يف الصفقة ،ويف مثالنا
السابق أسفل منها ،ويف هذه الحالة فإن نقطة وقف الخسارة املتحركة تعمل
بمثابة سد منيع تقوم باحتجاز األرباح خلفها ،وتزداد كل يوم مع استمرار املوجة
السعرية بنفس االتجاه .وهو ما حصل فعليًا معنا يف مثالنا السابق .حيث خرجنا
عند نقطة ( ) 1.2335التي كانت تمثل نقطة وقف الخسارة املخفية واملتحركة
أيضًا .وهذا هو أفضل تشخيص واستخدام ملا يطلق عليه يف عالم التداول اسم
،Trailing Stopأو الوقف املوجب.
وبطبيعة الحال فقد تختلف طريقة استغالل هذه الطريقة من متداول إلى
آخر ،ويمكن من خالل هذه االستراتيجية اشتقاق طرق أكثر من التي يعرضها
املؤلف هنا ،ولكن بالحد األدنى فإن املؤلف يقدم إستراتيجيات رئيسية وطرق
توظيفها التي قام باستخدامها بشكل فعلي ىلع حسابات حقيقية ،وهنا ننتقل
إلى الطريقة الثانية التي عالج املؤلف من خاللها ما تعانيه الطريقة األولى من
سلبيات.
211
وىلع الرغم من جدوى وفاعلية هذه الطريقة يف التداول ،يف ظل وجود
عدد كبير من املشتقات املالية التي تسمح بتنويع التداول ،إال أن لها بعض
السلبيات منها ،الدخول يف صفقة كاملة ملرة واحدة ،وأن مثل هذه الصفقة قد
تستمر لفترة طويلة جدًا قد تمتد لعدة أشهر حتى يتم إقفالها ،كما وضحنا ذلك
يف املثال املستخدم بالطريقة األولى ىلع زوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر
األمريكي ،GBPUSDوالتي استمرت ىلع ما يقارب أربعة أشهر حتى تم إقفالها،
وبالتالي فإن متعة التداول والتداول املتقلبة قد تنخفض إلى حد كبير جدًا.
وال ننسى قضية هامة جدًا وهي أن السعر ربما يعطينا كمية ربح عالية
جدًا وال نقوم بجمعها ألن قوة الوزن النسبي ال زالت شبة كاملة ،وقد تكون كمية
الربح ضعف رأس املال املستخدم يف التداول ،فإذا عدنا للمثال املعروض يف
الطريقة األولى ،نجد أننا خرجنا عند مستوى ( ،)1.2335أي عند النقطة التي وصل
فيه الوزن النسبي إلى ( ،)%60وذلك بعد أن ارتد السعر من نقطة منخفضة جدًا
وهي سعر ( )1.1960تقريبًا.
ففي حين كان الربح املتحقق عند أدنى نقطة هو ( ،)$9600وقد انتظرنا
حتى خرجنا بربح ( )$ 5560فقط .وصحيح أننا أعطينا أنفسنا فرصة ملتابعة ركوب
املوجة السعرية إلى أبعد ما يمكن ،إال أنه وبالنظر إلى الفارق ما بين كمية الربح
التي تحققت فعليًاَُ ،وكمية الربح التي خرجنا بها فإنها تثير ندمًا وأسفًا ىلع ما
فات من أرباح كانت متحققة بشكل فعلي .وهي بطبيعة الحال من سلبيات
العاطفة اإلنسانية التي نحاول أن نحاربها ونتخلص منها يف هذا النوع من العمل
الذي ال يعترف بوجود أي مكان لها فيه .ولذلك نستخدم لغة األرقام يف التعامل
معها ىلع أمل تحييدها بأي صورة أو طريقة من الطرق ،وهو السر الذي يقف وراء
سعي املؤلف خالل سنوات خبرته يف السوق أن يقوم بتطوير طرق كمية ال
تعترف بأي نوع من أنواع العاطفة ،وهي الطرق التي نعرضها ىلع املتداول الكريم
بين دفتي هذا الكتاب.
212
وتتلخص طريقة الصفقة املجزأة املستمرة بأنها وبالنظر إلى اعتمدنا
ىلع عشرة متوسطات حسابية متحركة من أجل تنفيذ صفقة واحدة كلية ،فلماذا
ال يتم تقسيم تلك الصفقة الكلية إلى أجزاء ،بحيث نقوم بتنفيذ ( )10صفقات
مختلفة ،وكل صفقة تتبع متوسط حسابي متحرك مستقل عن اآلخر ،حيث أننا
يف هذه الحالة نحقق مجموعة من الفوائد نلخصها بما يلي:
213
السعرية قد انتهت وبدأت بتغيير مسار حركتها فنكون قد بدأنا بالتداول
من أفضل نقطة ممكنة ،وهكذا دواليك ،حيث تبدأ الصفقات العشرة
املكونة للصفقة الكلية بتغيير مسيرتها من السعر تدريجيًا من خالل جني
االرباح املتحققة وعكس االتجاه مرة أخرى ،أما الهدف الثاني وهو أن كل
صفقة تداول جزئية تتغير من البيع إلى الشراء أو العكس ،تعمل ىلع
حجز ربح صفقة أخرى ال زالت تحافظ ىلع نفس االتجاه ،وما أن تتغير
جميع الصفقات وتتراصف باالتجاه اآلخر نكون قد بدأنا بعملية التداول يف
املسار املطلوب من أفضل النقاط ممكنة.
-يف حال كان االرتداد يف السعر بشكل يؤثر ىلع مسيرة املوجة السعرية
وكان هذا االرتداد مجرد عمليات جني أرباح ،أو استجابة ألخبار أو أحداث أو
بيانات اقتصادية محددة ،ومن ثم عودة املوجة السعرية إلى نفس االتجاه
السابق ،فإن استخدام هذه الطريقة يجعلنا نحافظ ىلع نفس االتجاه
ألطول فترة زمنية ممكنة ،وبالتالي نعطي أنفسنا فرصة مضاعفة األرباح
من أمكن.
ولكونه يتعذر ىلع املؤلف تقديم ملف كامل أو جداول تبين نتائج هذه
االستراتيجية باستخدام هذه الطريقة كما سبق وفعلنا مع غيرها من
اإلستراتيجيات السابقة ،بالطرق املختلفة يف توظيفها ،كونها تحتاج إلى عرض
ملفات أكسل من النوع الطويل واملستمر ،فبإمكان أي متداول أي يقوم بتطبيق
هذه اإلستراتيجية ومتابعة نتائجها بسهولة مطلقة ،وكل ما عليه فعله هو أن
يقوم بتحديث اتجاه الصفقات كل يوم ملرة واحدة مع إغالق السوق وافتتاح يوم
تداول جديد أو افتتاح شمعة يوم جديد .فهو يعرف بأن لديه ىلع الزوج الواحد
من العمالت صفقة واحدة تتبع متوسط متحرك واحد ،وبالتالي فيقوم يف نهاية
كل يوم بالتأكد من تلك الصفقات العشرة ،بحيث يقوم بالتغيير من البيع إلى
214
الشراء يف حال كان السعر فوق املتوسط املتحرك ،ومن الشراء إلى البيع إذا كان
السعر تحت املتوسط املتحرك.
و مما تجدر اإلشارة إليه هنا هو أن املتداول الذي يقوم باستخدام هذه الطريقة
سيالحظ بأن وكنتيجة للصفقات التي يجري تغيير مسارها من البيع إلى الشراء أو
العكس ستكون يف بداية األمر ىلع خسارات بسيطة ربما ،ولذلك فإن التطور
ىلع تفاصيل الحساب سيكون بانخفاض قيمة ميزان الحساب يف الوقت الذي
يرتفع فيه قيمة الرصيد الفعلي للحساب.
215
-الهدف األول وهو أن يكون اتجاه القرار بالبيع أو الشراء متوافق بشكل
فعلي مع االتجاه الذي سيذهب به السوق ،وبأكبر درجات الدقة.
-الهدف الثاني وهو تقليل الخسارة يف أي قرار بالبيع أو الشراء إلى الحد
األدنى ،ما دام العمل بطريقة كمية خالصة ،وتتقبل اإلشارة السالبة بنفس
تقبلها لإلشارة املوجبة ،وما دام فعلنا عبارة عن رد فعل حركة السعر أيًا
كان نوعها واتجاهها.
-الهدف الثالث وهو تعظيم األرباح إلى الحد األقصى املمكن ،وعدم قطعها
يف أي نقطة ما دام هناك فرصة الستمرارية تجميعها ،وهي باملناسبة
النقطة املفصلية باملوضوع ،حيث أن األسلوب أو املنهج السائد لدى
النسبة العظمى من املتداولين أنهم يقومون بالحصاد املبكر جدًا لألرباح،
يف حين ينتظرون أيامًا وليالي طويلة جدًا يف انتظار أن تعود الصفقات
الخاسرة إلى سعر افتتاحها أو حتى إلى نقطة قريبة منها ،وبالتالي فإن
هذا يقودنا إلى أن تكون قراراتنا بعكس قرارات الغالبية العظمي من
املتداولين ،والتي ستكون بنتيجة حتمية محققة لألرباح.
216
وقبل أن نعرض نتيجة التداول باستخدام هذه الطريقة نجد من الواجب أن
نعيد التأكيد ىلع ما شرحناه يف أول الكتاب حول موضوع التداول واإلحصاء
البسيط ،وقدمنا ىلع ذلك إحصائيات لعدد األيام التي ينتهي فيها السعر ىلع
انخفاض مقابل عدد األيام التي ينتهي فيها السعر ىلع ارتفاع ،لبعض العمالت
الرئيسية التي يجري عليها التداول ،وقلنا بأنه كلما كانت الفترة الزمنية
املستخدمة يف رصد السلوك السعري ألي مشتق من املشتقات املالية ،وبخاصة
إحصاء عدد األيام التي ينتهي فيها السوق ىلع ارتفاع مقابل عدد األيام التي
ينتهي فيها السوق ىلع انخفاض كلما كان التطابق أكبر سواء من حيث العدد او
النسبة املئوية لعدد األيام.
ونعود إلى إزالة الغبار ىلع قضية الفترة الزمنية التي أشرنا إليه دون تفصيل،
وهي نقطة الربط بين االستراتيجية الحالية وفق هذه الطريقة ،وبين اإلستراتيجية
املشروحة أول الكتاب ،وملاذا قلنا كلما طالت الفترة الزمنية كلما كان التطابق
أكبر؟ حيث أن أسعار أي زوج من العمالت أو أي مشتق من املشتقات املالية التي
يجري التداول عليها عامليًا تخضع يف تقلبات أسعارها إلى متغيرات ال يمكن ألي
فرد أن يقوم بحصرها جميعًا ،وهو األمر الذي يترتب عليه يف بعض األوقات أن
تكون هناك موجات سعرية طويلة األمد ،فإن كانت موجة هابطة فإن عدد أيام
اغالق السعر ىلع انخفاض من املمكن أن يكون أىلع من عدد أيام إغالق السعر
ىلع ارتفاع ،والعكس صحيح إذا كانت املوجة صاعدة ،أو أن يكون املجموع
التراكمي للتغير يف السعر منذ بداية تشكل املوجة السعرية وحتى نهايتها
بقيمة سالبة كبيرة يف املوجة الهابطة ،أو بقيمة موجبة كبيرة يف املوجة
السعرية الصاعدة ،بالرغم من تساوي أو تقارب عدد أيام ارتفاع السعر بمقابل عدد
أيام انخفاض السعر .بسبب السير العرضي للسعر املتزامن مع املوجة السعرية.
217
املتوسطات العشرة املشروحة يف هذه االستراتيجية فإنها كفيلة بأن تعطينا
مؤشر كبير جدًا وقوي يف وجود موجة سعرية ذات اتجاه محدد هابط أو صاعد،
األمر الذي يقودنا إلى ثالث أوجه للتعامل مع كل مشتق مالي:
وال ننسى أن نقوم بالتأكيد ىلع نقطة هامة جدًا وهي أنه يف الفترة التي
يمشي يف السوق بشكل عرضي ىلع أحد أزوج العمالت ،أو أي مشتق من
املشتقات املالية ،ونقوم بإخراجها من دائرة التداول فإننا نجد باملقابل بأن بعض
العمالت أو املشتقات املالية بدأت باتخاذ موجة سعرية هابطة أو صاعدة،
وبالتالي فإن العدد الكبير من الخيارات املطروحة أمام املتداول من حيث عدد
أزواج العمالت واملشتقات املالية التي يجري التداول عليها عامليًا ،تضمن
للمتداول بأن يكون دائمًا يف دائرة التداول املليء بالتشويق واإلثارة وجني األرباح،
دون االهتمام بأي نوع من التقارير أو متابعة األحداث والبيانات االقتصادية حتى
يتمكن من التداول.
218
ونجد لزامًا اآلن أن نقدم للمتداول الكريم جانبًا من النتائج التي يمكن تحقيقهًا
وفق استخدام إستراتيجية املتوسطات املتحركة العشرة وفق هذه الطريقة بعد
دمجها مع استراتيجية املضاربة باالتجاه الواحد ،ولذلك يرجى متابعة الجدول
التالي وقراءة بياناته بدقة وتركيز للخروج بالخالصة أو الناتج املعريف املطلوب.
وهي نتائج التطبيق ىلع زوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي خالل
نفس الفترة املمتدة بين تاريخ ( )2019-5-14وحتى تاريخ ( ،)2019-9-5والتي
عرضناها سابقًا ،وبإمكان أي متداول أن يقوم بتطبيق ما نتحدث عنه هنا خالل أي
فترة زمنية سابقة يكون فيها سعر السوق بشكل يومي ،فوق أو تحت كافة
املتوسطات التي يجري الحديث عنها هنا.
219
( )% 39ارتفاع ،وبناء عليه فإن عدد األيام سنربحها مع إغالق اليوم بما أن االتجاه
العام يشير إلى قوة يف االنخفاض سيكون أىلع من عدد األيام التي سنخسرها.
وبالتالي وكما نشاهد فإنه وبعد ( )83يوم من التداول خرجنا بمحصلة ربح صايف
بمقدار ( )$ 5500تقريبًا ،علمًا بأن أىلع نقطة وصلت إليها األرباح التراكمية كانت
بحدود ( ،)$ 9000غير أننا ال نهتم بما يضيع من األرباح التي تم تجميعها ،والسبب
يف ذلك أننا نترك الفرصة ألنفسنا وال نعاكس التيار أبدًا ،وما فعل التداول الذي
نقوم به سوى رد فعل ىلع ما يقوم به السوق ،وليس أن السوق يقوم برد فعل
ىلع عمليات التداول التي نقوم به أو نتوهم بأن السعر يتبع قيم املتوسطات
التي نستخدمها ،فهي ليست أكثر من توصيف ملا تم فعليًا فقط.
وال يقف األمر عند هذا الحد مطلقًا ،فلو تتبعنا ما قام به املتداولون خالل
نفس الفترة ،وهو ما يعلمه املؤلف تمام العلم وأجرى اتصاالت مع الشركات بهذا
الخصوص ،لوجدنا بأن ما يفوق عن ( )%90من املتداولين حول العالم كانت
صفقاتهم تتمركز حول الشراء وليس البيع ،أي أنهم يسيرون بعكس التيار تمامًا،
وبإمكان أي متداول يقرأ صفحات هذا الكتاب أن يـتأكد مع هذه املعلومات بشكل
شخصي من العالقات التي قد يتمتع بها هنا وهناك مع متداولين أو شركات.
وبالعودة إلى ذات الجدول املعروض أعاله ،لوجدنا بأن الحساب لم يدخل
يف الخسارة يومًا واحدًا خالل املوجة السعرية التي قمنا بالتداول فيها باستخدام
استراتيجية املتوسطات العشرة املتحركة ،ودمجها مع استراتيجية التداول
باالتجاه الواحد ،والشكل التالي يوضح ذلك:
220
حيث نالحظ من الشكل أعاله تفاصيل ما عرضناه يف الجدول بكل وضوح،
حيث نالحظ التطور الزمني الذي يسير بشكل عرضي ،وتطور األرباح بين الصعود
والهبوط ،إلى أن انتهت املوجة السعرية التي تتبعناها باستراتيجية املتوسطات
العشرة املتحركة.
ثم نعود للسؤال مرة أخرى ،هل يمكن تعظيم األرباح أكثر من ذلك ،مع
املحافظة ىلع الشروط السابقة بهذه الطريقة؟
لإلجابة ىلع هذا السؤال الذي أجبنا عنه مسبقًا يف الجدول السابق ولكن
قبل أن نطرحه أيضًا ،حيث نتذكر جميعًا الطرق التي عرضناها يف استراتيجية
التداول باالتجاه الواحد ،حيث كانت إحدى هذه الطرق تتحدث عن التداول باالتجاه
الواحد بطريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة .فهل يمكن توظيفها هنا أيضًا بحيث
تصبح الشروط كما يلي:
221
-استخدام طريقة تحديد الخسارة وإطالق الربح يف إستراتيجية التداول
باالتجاه الواحد.
وبناء ىلع الشروط الثالثة السابقة يتركب لدينا طريقة جديدة تعتمد ىلع
الدمج ما بين استراتيجيتين مختلفتين تمامًا من حيث البناء والتركيب واملفهوم،
وللتعرف ىلع نتائج هذا الدمج يجب علينا العودة مرة أخرى للجدول السابق
والنظر إلى محصلة الربح النهائي لنفس الفترة الزمنية وبنفس شروط التداول،
ولكن مع إضافة طريقة تحديد الخسارة وإطالق الربح ،حيث نجد أن املحصلة كانت
بحدود ( )$9500تقريبًا ،وأىلع نقطة أرباح وصلنا إليها كانت ( )$10500تقريبًا ،وهو
األمر الذي يضيف املزيد من العناصر التي تساعد املتداول ىلع إحكام السيطرة
ىلع عمليات التداول ،من خالل استخدام أساليب التحليل الكمي ،دون أن نتعب
أنفسنا ونلهث وراء التحليالت بأنواعها الكثيرة واملعقدة والتي ال يمكن حصرها
مطلقًا ،والشكل التالي يوضح نتائج الدمج وفق الشروط الثالثة األخيرة:
222
واحد فقط وهو تحديد الخسارة وإطالق الربح للحد األقصى ،ما دامت املوجة
العامة للسوق تأخذ نفس االتجاه.
كملخص ملا سبق تقديمه ،وقبل االنتقال إلى طريقة أكثر إثارة ،أرجو قبلها
أن أجد العذر لدى القار ئ الكريم الستخدام هذا التعبير املجازي لوصف املوضوع،
حيث أن التقلبات السعرية ،واالحتماالت التي ال حصر لها يف السلوك السعري ألي
من املشتقات املالية هي يف حقيقة األمر بمثابة حقل ألغام يسير فيه املتداول
ىلع غير هدى أو إشارات تحذيريه ،والغالبية العظمى من املتداولين يقعون
ضحية هذا الكم الهائل من السلوكيات السعرية التي تقع تحت تأثيرات ال حصر لها
من البيانات واألحداث ومصالح الدول الكبرى والشركات التي تتحكم بالسلوك
السعري للمشقات املالية ىلع اختالف انواعها .لذلك فإننا باستخدام التحليل
الكمي نضع كل هذه املؤثرات جانبًا ونريح عقلنا منها ،وما تقربنا لألحداث أو صدور
البيانات االقتصادية إال ىلع سبيل املتعة ملعرفة متى سيتحرك السوق دون أن
نلقي باالً باالتجاه الذي سيتحرك إليه.
قبل البدء بشرح هذه الطريقة التي تحتوي ىلع حد كبير من اإلثارة ،ال بد من
تقديم املبررات وراء قيام املؤلف بتطويرها واستغاللها إلى أقصى حد ممكن،
حيث أنه ومن الطبيعي جدًا؛ أن يترافق مع تطور القدرات الفنية لدى املتداول
وبخاصة إذا كان يعمل بطريقة كمية خالصة ،شعورًا بالسيطرة أو القدرة ىلع
223
الدخول يف عمليات التداول بدون أدنى تردد أو خوف للكثير من األسباب ،وىلع
رأسها أنه يعلم يقينًا بأنه ال يتعامل بالعاطفة التي تقتل كافة املتداولين
وتفقدهم حساباتهم ،حيث يصبح املتداول بالطريقة الكمية مجردًا من مشاعر
الخوف والتردد ويتعامل مع األرقام ىلع أنها أرقام فقط ،وال يبني آماله ىلع خبر
من هنا أو من هناك ىلع أمل أن يتحرك السعر باالتجاه الذي يرغب فيه .بل أن
القيمة السالبة لديه هي بنفس القيمة املوجبة ،غير أنه يعلم علم اليقين بأن
القيمة السالبة محدودة جدًا ويتم التخلص منها عند انطباق الشروط الكمية
املحددة لها.
والقضية الثانية التي ترافق تطور القدرات الفنية الكمية لدى املتداول هي أنه
وبمجرد إتقانه ألحد الطرق أو اإلستراتيجيات املطروحة سابقًا ىلع سبيل املثال،
فسرعان ما يجد كيمة كبيرة من األفكار التي تعتمد يف بناءها ىلع ما تخفيه
األرقام التي يقوم بتحليلها واكتشاف ما تخفيه من معلومات يمكن توظيفها يف
بناء إستراتيجيات تضمن له النجاح بأىلع درجات الدقة.
224
24ساعة ولخمسة أيام متواصلة ،وبالتالي فإن التقلبات التي تشهدها األسعار
كثيرة وكبيرة ،ويشعر املتداول معها برغبه جامحة للدخول من أجل اقتناص
الفرص التي يعتقد بوجودها ،والخروج من السوق بأسرع ما يمكن وبأىلع حصيلة
من الربح.
وألجل تلبيه هذا الشعور وتلك الحاجة يف النفس البشرية ،والتي عاشها
وعايشها املؤلف لحظةً بلحظة ،ومن أجل ذلك الشعور وتلبية لتلك الحاجة قام
بتطوير هذه الطريقة بالتزامن مع هذه االستراتيجية ،وقام بتركيب جملة من الطرق
يف طريقة واحدة نقدمها ونضعها بين يدي املتداول الكريم.
وتقوم هذه الطريقة ىلع التداول املستمر بداية كل ساعة أو بداية كل
شمعة تمثل ساعة ،مع األخذ بعين االعتبار السعر الذي انتهت عنده الساعة
السابقة عليها ،ولنفهم آلية العمل فإننا نلخصها بالشروط التالية:
أن يكون مجموع الوزن النسبي للمتوسطات العشرة املتحركة املستخدمة .1
يف هذه االستراتيجية أىلع من ( )30+للشراء ،وأقل من ( )30-للبيع ،وذلك
باالعتماد ىلع التوقيت اليومي ،أي أن قرار الدخول بالتداول يجب أن يضع
باعتباره هذا الشرط الرئيسي كقاعدة عامة ال يتم نسيانها أو إغفالها.
.2بعد أن يتحقق الشرط السابق ،يتم االنتقال للتداول ىلع التوقيت األقل أو
التوقيت الرئيسي الذي يعتمده الغالبية العظمى من املتداولين ،وهو
توقيت الساعة.
.3جميع الصفقات يجب أن تكون باتجاه واحد ،وفق استراتيجية املضاربة
باالتجاه الواحد التي شرحناها سابقًا يف بداية هذا الكتاب .وتتماشي مع
االتجاه العام للمتوسطات العشرة املتحركة.
.4ال يتم الدخول يف أي صفقة إال ىلع رأس كل ساعة ،وعند إقفال الشمعة
فقط.
225
.5إذا كان االتجاه العام املوحد مثالً هو البيع ،فال يتم الدخول مع الشمعة
الجديدة ،ومع بداية الساعة إال إذا أقفلت الشمعة التي تسبقها ىلع
ارتفاع فقط ،والعكس صحيح ،فإذا كان االتجاه العام املوحد هو الشراء ،فال
يتم الدخول مع الشمعة الجديدة ومع بداية الساعة إال إذا أقفلت الشمعة
التي تسبقها ىلع انخفاض فقط.
.6أما بالنسبة لإلغالق فإنا لها وجهان ،يف حالة الخسارة فال يتم اإلقفال إال
إذا أصبح مجموع الوزن النسبي للمتوسطات العشرة املتحركة أقل من
( )30+للشراء ،وأكبر من ( )30-للبيع ،وذلك باالعتماد ىلع القراءات اليومية،
أما يف حالة األرباح فإن إقفالها يتم بحسب الرغبة ،غير أن الطريقة التي
يفضلها املؤلف واستخدمها بشكل شخصي هو اإلقفال ىلع نسبة ربح
محددة من رأس مال البداية ،دون أن نحسب األرباح املحققة عند اإلقفال
مع رأس املال.
وللمزيد من التوضيح بطريقة فلسفية نوعًا ما ،فجميعنا يعرف بأن الغالبية
العظمى من املضاربين دائمًا ما يسبحون عكس التيار ،والتيار هنا يمثل املوجات
السعرية الطويلة ،وكلما كانت طول املوجة أىلع كلما كان عدد الخاسرين أكثير
وخسارتهم أكبر ،ولذلك فإن استخدام هذه الطريقة القائمة ىلع الدمج ما بين
املوجات السعرية التي نعلبها بإستراتيجيتين مختلفتين هما مفتاح النجاح.
فمن باب أول فإننا نستخدم املتوسطات العشرة املتحركة ،لتحديد اتجاه
املوجة السعرية العامة من خالل مجموع الوزن النسبي للمتوسطات ،ومن ثم
نستخدم استراتيجية املضاربة باالتجاه الواحد التي يكون فيها عدد الشمعات
التي نرغب بها أىلع بكثير من الشمعات التي ال نرغب بها.
فإذا ما قمنا بتفكيك الشمعات التي نرغب بها وتتماشى مع االتجاه العام إلى
شمعات أقل من حيث التوقيت ،سنجد أن عدد الشمعات التي نرغب بها أيضًا
226
أىلع من عدد الشمعات التي ال نغرب بها ،وذلك عند تفصيل الشمعات اليومية
إلى شمعات الساعة.
وكمثال ىلع ما تقدم سابقًا ،فإنه وقياسًا ىلع نفس الفترة الزمنية التي
قدمناها ىلع الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي ،ففيما يلي نتائج
املضاربة وفق الطريقة التي شرحناها بالتفصيل:
227
نالحظ من الشكل السابق االنتظام يف تطور األرباح بشكل يتمنى أن يحققه
أي متداول ،حيث أن التراجع يف الحساب يكاد يكون شبه منعدم ،والصورة أقرب ما
تكون للمثالية ،غير أن التحليل الكمي يجعلها بدون أدنى شك واقعية وليست
مثالية.
وليس هذا فحسب ،فهناك جملة من املالحظات التي يجب ىلع املتداول أن
يضعها نصب عينيه ،حتى يعرف القوة التي يتمتع بها أثناء عمليات التداول دون
أن يشعر بأدنى درجات الرهبة ،إضافة إلى أنه يصبح عاملًا علم اليقين بأن أي
خسارة يتعرض لها ال تتعدى عن كونها أمورًا فوق العادة فقط ،وهذه املالحظات
هي:
228
وال يعتقد املؤلف أن املوضوع بحاجة إلى املزيد من الشروحات وتبيان
كيفية الربط بين االستراتيجيات املختلفة ،وتوظيف عوامل القوة يف كل
استراتيجية وإضافته كشرط فرعي ضمن شروط استراتيجية أخرى.
من أجل ذلك ،وكما سبق وأن شرحنا فإن سبب اعتماد املؤلف ىلع تلك
املجموعة من املتوسطات ،والتي قد يقوم أي مضارب باختيار أو تركيب مجموعة
أخرى منها؛ هو أن جميع املؤشرات الفنية ىلع اختالف مسمياتها ،ال بد وأن
يدخل املتوسط الحسابي يف بناءها الرياضي من الناحية الكمية ،وأن الرسم
البياني ما هو إال عبارة عن تمثيل لها بصورة مبسطة .وىلع كل حال فإن جميع
املؤشرات التي يدخل املتوسط الحسابي املتحرك يف حسابها تنطوي ىلع
بعض اإلضافات الرياضية التي قد تقدم مزيدًا من الوضوح يف الرؤية من حيث
االتجاه املتوقع الذي قد يسلكه سعر أي زوج من العمالت ،أو أي واحد من
املشتقات املالية التي يجري التداول عليها عامليًا.
ولذلك وحتى ال نطيل يف الشروحات النظرية ،فقد وجد املؤلف ىلع امتداد
سنوات العمل ،وقراءة الكثير من التقارير اعتماد املحللين وبخاصة الفنيين منهم
ىلع واحد أو أكثر من املؤشرات الفنية ،ال بل فإن عددًا من املواقع املشهورة
229
تقوم بتقديمها بصورة نمطية ممنهجة ،مثل موقع Bar Chartالعاملي ،ولذلك
قام املؤلف بتقديم تركيبتين من تلك املؤشرات الفنية ،تعتمد ىلع ذات
اإلستراتيجية التي شرحناها سابقًا يف املتوسطات املتعددة املتحركة.
230
يوضح الجدول السابق مجموعة املؤشرات الفنية التي يمكن استخدامها
يف التركيبة األولى من هذه االستراتيجية ،غير أنه يجب ىلع املتداول الكريم أن
ينتبه إلى نقطة هامة جدًا ،وهي أن طريقة استخدام كل مؤشر من املؤشرات
الفنية السابقة يختلف من متداول إلى آخر ،فعلى سبيل املثال فقد نجد أن أحد
املحللين يقوم بالبيع إذا كان السعر أكبر أو يساوي ،High Bandويقوم بالشراء إذا
كان السعر أقل أو يساوي ،Low Bandيف املؤشرات القصيرة املدى ،بينما نجد
العكس لدى متداول آخر.
أما استراتيجيات التداول أو الطرق التي يمكن التداول بها باستخدام هذه
التركيبة فإنا ال تخرج عن الطرق األربعة التي تم عرضها سابقًا يف معرض حديثنا
عن املتوسطات العشرة ذاتها.
231
وكما قلنا يف بداية هذا الكتاب بأن بعض املحللين يعتمد يف قراراته
وتوقعاته لالتجاه الذي يمكن أن يذهب فيه السعر ،ىلع التفاعالت بين املؤشرات،
واملقصود بالتفاعالت هنا هو ما يحدث من تقاطعات بين املؤشرات والسعر ،وبين
املؤشرات بذاتها ،وبناء ىلع ذلك تم بناء هذه التركيبة التي أطلق عليها املؤلف
طريقة ( ،) 4x4x4أي أن لكل فترة زمنية سواء أكانت قصيرة أو متوسطة أو طويلة
أربعة مؤشرات خاصة بها ،ويتم التعامل معها بنفس املنهجية الوارد يف التركيبة
األولى ،من حيث الوزن النسبي لكل مؤشر ،وكيفية حساب املجموع الكلي للوزن
النسبي لتحديد قوة االتجاه املتوقع لسعر أي مشتق من املشتقات املالية،
وكذلك طرق توظيف هذه التركيبة واستغاللها يف عمليات املضاربة ،وهي الطرق
األربعة التي شرحناها سابقًا ،وفيما يلي تفاصيل هذه التركيبة:
ومن حيث أننا ال نحتاج هنا لشرح املؤشرات الفنية املستخدمة يف هذه
التركيبة ،والتي تستخدمها بعض أكبر الشركات العاملية املتخصصة بتحليل حركة
املشتقات املالية ،إال أن املتتبع لتفاصيل املؤشرات الفنية يجد أنها تعمل وفق
ضوابط محددة ،فإن توافقت فيما بينها فهي حتمًا ستعطي املتداول أكبر قدر
ممكن من الدقة يف توقع اتجاه حركة السعر.
232
فإذا نظرنا إلى مجموعة املؤشرات القصيرة املدى األربعة ،وجدنا أن الفترة
الزمنية ( ) 20يومًا هو العامل الرئيسي يف املوضوع ،ففي حين نجد أن أول مؤشر
يعتمد ىلع التفاعل بين السعر واملتوسط املتحرك ،نجد أن تفاعل هذا املتوسط
بوصفه سريع التأثر بحركة السعر ،مع مؤشر ( )50يومًا ،ثم مع ( )100يوم ،ثم مع
( ) 200يوم هو األساس يف إعطاء اتجاه الوزن النسبي لكل مؤشر ،ويكفي يف
حاالت تغيير املوجة السعرية التجاهها أن يـتأثر املتوسط املتحرك ( )20ويقلب
اتجاه أول مؤشرين ذوات الفترة الزمنية القصيرة حتى نحمي املؤشرين األخيرين
يف املجموعة نفسها.
وىلع صعيد آخر فإننا وباالعتماد ىلع متوسط متحرك ذو حساسية عالية
لحركة السعر ،ومن ثم تفاعل قيمة هذا املتوسط مع ثالث متوسطات أطول منه
يف الفتر الزمنية ،كفيل بأن يجنبنا اإلشارات الكاذبة يف انقالب املوجة السعرية.
وأخيرًا نجد أن طريقة عمل مجموعة املؤشرات طويلة املدى مختلفة بعض
الشيء ،حيث إذا تتبعنا املجموعتين السابقتين ،القصيرة واملتوسطة املدى نجد
أنه تم االعتماد ىلع املتوسط املتحرك يف بداية األمر ،ومن ثم تفاعل هذا
املتوسط يف أول املجموعة مع املتوسط املتحرك لفترات زمنية أطول .غير أنه
233
يبقى لدينا تفاعل السعر مع املتوسطات املتحركة التي أخذناها يف
املجموعتين القصيرة واملتوسطة ،وهذا ما تم معالجته يف مجموعة املؤشرات
طويلة املدى من حيث تفاعل السعر مع املتوسطات املتحركة ()200-150-100
ىلع التوالي ،وال يتبقى لنا سوى تفاعل املتوسط املتحرك ( )100مع املتوسط
املتحرك ( )200الذي يتم التعبير عنه باملؤشر ،MACDاملوجود يف نهاية
سلسلة مجموعة املؤشرات طويلة املدى يف هذه التركيبة.
بعد العرض السابق من بداية هذا الكتاب وحتى هذا العنوان حاولنا قدر
املستطاع أن نقدم بين يدي املتداول الطرق واالستراتيجيات املختلفة للتداول
املبنية بأساليب التحليل الكمي وما يتضمنه من بيانات وتحليل إحصائي،
واإلضافات النوعية املتعلقة بمؤشرات التجليل الفني ،وكيفية التداول من خالل
استخدام األوامر املعلقة بأفضل صورة ممكنة ،حيث حاولنا تقديم هذه الطرق
واالستراتيجيات بصورة متسلسلة بحيث يكون البناء متماسك يف تقديم وبناء
املعلومات لدى املتداول وهو ما يسمح له بتنفيذ عمليات التداول بأكبر قدر
ممكن من الوعي بتفاصيل قرار البيع والشراء.
234
االستراتيجية األولى :التداول املحدد قصير األجل
وبناء ىلع ما تقدم فإن خطوات بناء االستراتيجية تقوم وفق الخطوات التالية:
من خالل التركيبة الثانية من إستراتيجية املؤشرات اإلثني عشر التي سبق .1
شرحها يف هذا الكتاب ،يتم رصد مقدار قوة اتجاه السعر يف حال تبين
وجود موجة سعرية صاعدة بعد أن يتجاوز مقدار القوة ( ،)30+أو موجة
سعرية هابطة يف حال كانت القوة أقل من ( ،)30-واملسافة الفاصلة بين
القوتين هي مرحلة حركة عرضية للسعر وال يتم الدخول بها.
.2يف حال توافرت موجة سعرية هابطة ىلع سبيل املثال ،فيتم رصد
املتوسط الحسابي ملعدل حركة السعر خالل آخر خمسة أيام تداول
محسوبة بالفارق بين أىلع سعر وأدنى سعر يسجله املشتق املالي يف
235
كل يوم تداول من األيام الخمسة األخيرة ،ولنفهم ذلك لنأخذ الجنيه
اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي ،ونحسب قيمة الفارق بين أىلع سعر
وأدنى سعر من خالل طرح قيمة أدنى سعر من قيمة أىلع سعر ،ومن ثم
نحسب املتوسط الحسابي آلخر خمسة أيام تداول ،وكما هو موضح يف
الجدول التالي الذي يمثل بداية رصد موجة سعرية هابطة من تاريخ (-10
:)2022-3
كما نالحظ من الجدول السابق ،فإنه وقياسًا ىلع مقدار القوة الذي تم رصده ىلع
سعر الباوند االسترليني مقابل الدوالر األمريكي ،فيتم يف العمود األزرق حساب
معدل الحركة اليومية من خالل طرح قيمة أدنى سعر من قيمة أىلع سعر خالل
236
نفي اليوم ،ومن ثم بمقابل وبداية اليوم السادس يتم حساب املتوسط الحسابي
ملعدل الحركة لأليام الخمسة السابقة والتي تبين بأنها بمقدر ( )105نقاط مثالً
ويف العمود الذهبي.
.3قياسيًا ىلع ما تقدم ،فإنه ومع بداية اليوم السادس للتداول أو يف ساعة
خالل يوم التداول يتم الدخول بصفقة بيع ويكون هدفها ( )105نقاط
كهدف لجني األرباح ،ونقطة وقف الخسارة هي ( )105نقطة بنفس قيمة
الهدف املطلوب.
وىلع ذلك فيتم االحتفاظ بالصفقة عاملة يف السوق حتى تخرج من أحد
طرفيها ،إما من خالل تحقيق هدفها ،وإما من خالل خروجها ىلع نقطة وقف
خسارة .بحيث يتم تجديد الدخول بشكل مباشر مع هدف جديد ونقطة وقف
خسارة جديدة بناء ىلع معدل الحركة آلخر خمسة أيام سابقة ىلع يوم التداول.
وكما أشرنا يف غير مكان من هذا الكتاب ،فإنه وبسبب املعلومات اإلحصائية
املتوفرة لدينا والحسابات الكمية التي تم تنفيذها واإلشارة إليها سابقًا ،فإنه
وخالل حدوث موجة سعرية هابطة أو صاعدة ،فإنه حتى وإن تساوت عدد أيام
هبوط السعر مع عدد أيام ارتفاعه بسبب طول الفترة الزمنية التي قد تأخذها
املوجة السعرية قبل أن تنتهي ،فإن املجموع التراكمي ملعدل التغير يف السعر
سيكون بشكل حتمي وقطعي لصالح الصفقات ذات االتجاه املوحد واملتوافق مع
املوجة السعرية الحاصلة ،وهذا ما يوضحه الشكل التالي ملا حدث مع الباوند
االسترليني من بعد أن تم رصد وجود موجة سعرية هابطة بتاريخ (:)2022-3-10
237
حيث أنه ومن نظرة واضحة وفاحصة للشكل السابق الذي يمثل رصد
املوجة السعرية الهابطة منذ بدايتها يف التاريخ املشار إليه سابقًا وموضحًا ىلع
الشكل ،فإنه وىلع الرغم من التساوي النظري بين عدد الشموع الحمراء الهابطة
بمقابل الشموع الخضراء الصاعدة فإننا نرى بكل وضوح أن السعر يسير بموجة
هبوط حادة واضحة ،والسر يف ذلك أن معدل التغير التراكمي يف سعر الباوند
مقابل الدوالر كان يميل باالنخفاض املستمر وذلك يف حال قمنا بعمل مجموع
تراكمي يمثل تراكم التغير يف السعر محسوبًا من سعر اإلغالق مطروحًا منه سعر
االفتتاح بشكل يومي .وبناء عليه فإن كمية األهداف املتحققة وفق هذه
االستراتيجية ستكون أىلع بكثير من كمية نقاط الوقف التي تحققت.
وبطبيعة الحال فيجب أال يغفل املتداول الذي يستخدم هذه االستراتيجية
عن النقاط التالية:
املراقبة الدائمة ملستوى قوة اتجاه السعر مع بداية كل يوم جديد ،فإن .1
حدث هناك كسر ملقدار القوة التي قررنا استخدامها كمؤشر رصد لوجود
238
موجة سعرية هابطة أو صاعدة ،فإن تغير مقدار القوة وأصبحت يف
املنطقة املحصورة ما بين القوة ( )30+والقوة ( )30-فيجب التوقف فورًا
عن إجراء عمليات التداول.
.2إذا حدث ب أن تخرج الصفقة ىلع نقطة وقف الخسارة أو ىلع هدفها قبل
نهاية يوم التداول وخالل أي وقت من األوقات ،فإن هذا األمر الذي يعني
وجوب الدخول املباشر إلى السوق مرة أخرى يف ظل استمرارية تحقق
الشروط املوضوعية لعملية التداول.
.3إن نقطة وقف الخسارة املحددة بنفس مقدار الهدف يمكن أن يتم
التالعب بها أو تخفيضها إلى الحد األقصى املمكن من خالل مراجعة ما
سبق وأن تم توضيحه يف االستراتيجيات السابقة ،سواء بطريقة كلية أو
بطريقة التجزئة أو بطريقة األوامر املعلقة الفرعية ذات نقاط وقف
الخسارة والتي تم االستفاضة يف شرحها يف مواقع متقدمة من هذا
الكتاب.
إن نظرة فاحصة يف فلسفة هذه االستراتيجية التي تجمع يف طياتها الكثير
من نقاط القوة الهامة جدًا والتي تعطي املتداول السيطرة شبه الكاملة ىلع
مدخالت عملية التداول ،وبأقل مجهود ممكن وبنا يتالءم مع طبيعة عمل أي
متداول ما دامت العملية ال تأخذ سوى بضع دقائق يف تحديد اتجاه التداول من
خالل مؤشر القوة ،واملتوسط الحسابي ملعدل التغير الذي سنقوم ىلع أساسه
بتحديد نقطة الهدف ونقطة وقف الخسارة ،وطريقة التعامل مع نقطة وقف
الخسارة سواء برقم ثابت محدد أو من خالل أحد الطرق املتقدمة يف ذلك ،وبذلك
فإن املتداول يكون قد كسر الجمود يف عملية اتخاذ القرار وبالتالي تخلص من
التدخالت العاطفية يف اتخاذ قرارات البيع والشراء ،ويكون أكثر جرأة يف إيقاف
الصفقات التي تحقق خسارة دون أدنى تردد أو خوف.
239
ولكن وكما قلنا سابقًا ومن خالل إطالة النظر يف تفاصيل هذه االستراتيجية
فقد يخطر ىلع بال أي متداول بـأنه ويف الوقت الذي قد يتفهم املتداول أن
خروج الصفقة ىلع نقطة وقف الخسارة يتبعه بالضرورة الدخول إلى السوق
بهدف جديد أقرب من السابق ،ونقطة وقف خسارة أبعد من السابقة ،ما دامت
شروط التداول متحققة ،إال أنه قد ال يجد تبريرًا للسبب الذي يدفعه إلى تكرار
الدخول إلى السوق بعد أن يحقق الهدف من الصفقة.
إن تكرار الدخول إلى السوق بنفس االتجاه الذي خرجت عليه الصفقة السابقة
ىلع هدف ال معنى منطقي له إال خسارة فرق االسبرد بين عملية الخروج وعملية
الدخول وبالتالي فإذا كانت املوجة السعرية طويلة األجل تمتد ألشهر طويلة،
ولنفترض بأنها ىلع مدار ستة أشهر ،وكان عدد مرات تكرار الدخول بعد تحقق
صفقة رابحة هو 60صفقة مثالً ،وكانت قيمة فرق االسبرد ثالثة نقاط مثالً ،فإن
ذلك يعني بكل بساطة خسارة أو تضييع ( )180نقطة بالحد األدنى بين عملية
اإلغالق وتكرار عملية الدخول دون أن نتطرق إلى حدوث انزالقات سعرية أو تغير
يف السعر بنفس االتجاه السابق األمر الذي يعني الدخول بعد عدد كبير من
النقاط ولكن ما يمثله الحد األدنى من النقاط الضائعة هو 180نقطة بالحد األدنى
بين عملية اإلغالق وإعادة عملية فتح الصفقة .وهذا األمر نجده أيضًا عند الخروج
ىلع نقطة وقف الخسارة وتكرار الدخول يف ظل استمرار الشروط الكمية التي
تعني تكرار الدخول إلى السوق بصفقة جديدة.
وىلع ذلك فال بد من إعادة النظر مرة أخرى ومحاولة وضع منهجية جديدة
للتغلب ىلع هذه الجزئيات البسيطة يف نظر املتداولين ،ما دمنا يف معرض
الحديث عن تحقيق أىلع فائدة متوقعة من السوق وتخفيض املخاطر إلى الحد
األدنى املمكن ،وهو ما يقودنا بالضرورة إلى االستراتيجية التالية والتي نضعها بين
يدي املتداول وذلك يف إضافة نوعية كبيرة للغاية تحقق أىلع عائد ممكن
240
متغلبين ىلع جميع النقاط والسلبيات التي يكشفها املؤلف وال ينتبه لها إال
القلة القليلة من املحترفين يف عمليات التداول والتحلي الكمي
استخدام نقطة وقف خسارة متحركة واحدة لجميع الصفقات التي يتم .1
فتحها ىلع مستوى الزوج الواحد ،وهذه النقطة تتمثل بنهاية يوم
التداول الذي تتغير فيه قوة أتجاه السوق ،فإن كانت الصفقات هي البيع
بسبب وجود موجة سعرية هابطة ،فإن ذلك يعني بأن الدخول إلى السوق
كان تحت القوة ( ،)30-وعليه فعندما تعود القوة من جديد لتصد فوق
( )30-مثل أن تصبح ( )20-فيتم الخروج من جميع الصفقات ىلع الزوج
املعني.
.2يف النقطة األولى السابقة يجري الحديث عن صفقات متعددة وليست
صفقة واحدة ىلع مستوى الزوج الواحد ،بمعنى أنه يقد يكون هناك
سلسلة من الصفقات املتتالية ىلع هذا الزوج وفق شروط محددة سيجري
الحديث عنها يف عرض خطوات عمل هذه االستراتيجية.
.3تحقق هذه االستراتيجية نقطة خروج ىلع هدف واحد لصفة واحدة أو
عدد كبير من الصفقات دفعة واحدة دون االضطرار إلى تكرار الدخول مرة
أخرى بعد خروج تلك الصفقات.
.4مهما كان طول املوجة السعرية التي تم استثمارها يف عمليات التداول،
فإن هناك صفقة واحدة رئيسية ستحقق هدفًا كبيرًا يبدأ من لحظة
241
الدخول إلى السوق وحتى انكسار القوة املحددة يف املوجة السعرية
والتي أشرنا إلى أنها تبدأ من القوة ( )30باالتجاهين.
.5ال يتم فتح أي صفقة فرعية ىلع مستوى الزوج الواحد إال يف حال كانت
الصفقة الرئيسية يف حال ربح.
وبناء ىلع ما تقدم فإن مبدأ عمل هذه االستراتيجية يقوم ىلع خطوات
عملية محددة للغاية تقوم وفق التسلسل التالي والتي سنوضحها بمثل أو
بصورة مباشرة من حركة أحد املشتقات املالية أو أحد أزواج العمالت الرئيسية:
عند الدخول إلى السوق يجب البحث عن أي زوج من العمالت أو أي من .1
املشتقات املالية الذي يشهد تشكالً لوجود موجة سعرية معينة قياسًا
ىلع مقدار القوة املحددة بحسب التركيبة الثانية من استراتيجية
املؤشرات اإلثني عشر التي سبق وأن تم شرحها ،والتي قلنا إنها تبدأ من
القوة ( )30+ملوجة الصعود ،والقوة ( )30-ملوجة الهبوط.
.2إذا وجدنا ىلع سبيل املثال وجود موجة سعرية صاعدة ومقدار القوة
فوق القوة ( )30+فإننا نبدأ املشوار من خالل فتح صفقة شراء يجب
تمييزها واإلشارة إليها بأنها الصفقة األم أو الصفقة الرئيسية.
.3هذه الصفقة ال تحمل لها هدفًا محددًا بل نبقى محافظين عليها إلى
أقصى فترة زمنية ممكنة ،وهذه الفترة محددة بطبيعة الحال باستمرار
وجود املوجة السعرية ،فما دامت قوة املوجة السعرية فوق القوة ()30+
الواردة يف املثال السابق فإننا نبقى محافظين ىلع تلك الصفقة ،األمر
الذي يعني بأننا ومع بداية كل يوم تداول جديد بحاجة إلى النظر يف
مقدار القوة بعد إغالق شمعة اليوم السابق فإن بقيت فوق القوة ()30+
للشراء كما هي تركنا الصفقة مفتوحة دون تغيير ،يف حين أننا إذا وجدنا
بأن مقدار القوة قد هبط وأصبح تحت القوة ( )30+فإننا نقوم ىلع الفور
بإغالق الصفقة بصرف النظر عن النتيجة املترتبة عليها.
242
.4وبناء ىلع النقطة السابقة فإنه ويف املرحلة التي تنكسر فيها القوة
ونقوم بإغالق الصفقة ،فإننا نستنتج بأن نقطة وقف الخسارة تعلب دورًا
مزدوجًا يف الوقت ذاته ،فهي تمثل الهدف ونقطة الوقف يف آن واحد
بطريقة الوقف املتحرك .حيث أنه وبالنظر إلى طبيعة حركة املؤشرات
يف التركيبة الثانية من استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر ،فإن تحديثًا
يوميًا يحصل ىلع جميع القيم الداخل يف حساب تلك القوة نظرًا لتحرك
السعر مع املوجة السعرية أو ثباته لعدة أيام حول نفس النقطة والذي
يسحب معه نقطة وقف الخسارة إلى نقطة أقرب يف كل مرة .ولهذا
السبب فإننا نبقى محافظين ىلع الصفقة ذاتها ألطول فترة زمنية
تماشيًا مع استمرار وجود املوجة السعرية دون أن نضطر إلى إغالق
الصفقة وعادة فتحها من جديد وخسارة كمية من النقاط التي ستلعب
دورًا بارزًا يف التقليل من كمية األرباح التراكمية التي يطمح إليها املتداول.
.5قياسًا ىلع نقطة دخول الصفقة الرئيسية أو الصفقة األم كما قمنا
بتسميتها ،فإننا بحاجة إلى رصد أىلع نقطة يصل إليها السعر تماشيًا مع
صفقة الشراء ،أو أدنى نقطة تماشيًا مع نقطة البيع ،أي أننا كمثال إذا
دخلنا صفقة شراء مثالً ىلع الدوالر ين ىلع سعر ( )115.00فإننا بحاجة
ملعرفة إلى معرفة أىلع نقطة وصلها السعر بعد الدخول يف هذه
الصفقة ولنفترض بأنها كانت ( ،)118.00وهذه النقطة ستكون متحدثة
بطبيعة الحال إذا تجاوزها السعر.
.6وبناء عليه وىلع القياس اليومي ،فإن الدخول يف الصفقات الفرعية
سيكون يف أي يوم يغلق فيه السعر ىلع انخفاض تحت مستوى سعر
( )118.00وبنفس الوقت فوق نقطة الشراء ء الرئيسية التي هي (،)115.00
ولنفترض بأنها نقطة ()117.00
.7أن الصفقة الفرعية التي قمنا بالدخول عليها سيكون عليها نقطة وقف
خسارة متحرك مع نقطة خسارة الصفقة األم والتي تتمثل بالنقطة التي
243
سيغلق عندها السعر يف نهاية أي يوم وتنكسر القوة لتصبح تحت
مستوى ( ،)30+وبلغة أوضح فإن خروج الصفقة األم وجميع الصفقات
الفرعية سيكون ىلع نفس النقطة املحددة بانكسار القوة.
.8وكذلك الحال فإن الصفقة الفرعية سواء أكانت واحدة أو أكثر وىلع خالف
الصفقة األم تحمل نقطة هدف محددة وهي تساوي :أىلع نقطة وصل
إليها السعر قبل أن يتراجع ونقوم بفتح الصفقة وسيكون يف مثالنا
السابق هو سعر (.)118.00
وبناء ىلع ما تقدم ففي أي يوم ينتهي أو يغلق فيه السعر تحت أىلع
نقطة وصلها يف موجة الشراء ،وفوق نقطة الصفقة الرئيسية نقوم بالدخول
يف صفقة فرعية جديدة لها نفس الهدف املحدد للصفقات الفرعية ونقطة
خروج واحدة محددة بالنقطة التي ستنكسر فيها مقدار القوة املحددة
للحفاظ ىلع املوجة السعرية.
وهنا يجب ىلع علينا التذكير بأن الصفقات الفرعية يجب أن تكون
متراصفة ىلع شكل سلم ،بمعنى أنه يجب أن تكون الصفقة الرئيسية
محققة للربح ،والصفقة الفرعية األخيرة يجب أن تكون ىلع خسارة عند بداية
أي يوم جديد ،وىلع سبيل املثال ،وقياسًا ىلع املثال السابق ،فلو كانت
الصفقة الرئيسية ىلع سعر ( )115.00وأىلع نقطة وصلها السعر كانت
( )118.00وكانت أوصل صفقة شراء جديدة ىلع سعر ( )117.00فإن الصفقة
الفرعية الثانية ستكون تحت مستوى ( )117.00وبنفس الوقت فوق مستوى
( )115.00كنقطة ( ،)116.00وهكذا دواليك ،ويكون هدف جميع الصفقات
الفرعية هو أىلع نقطة التي وصل إليها السعر قبل أن يتراجع.
وفلسفة هذه االستراتيجية تقوم ىلع أنه وباإلضافة إلى ما سبق وأن تم
شرحه يف بداية هذه اإلستراتيجية ،فإنه وعند تشكل موجات سعرية طويلة،
244
فإن السعر كثيرًا ما يحقق نقطة بعيدة نوعًا ما ثم يتراجع عنها لفترة من
الزمن قبل أن يقرر الرجوع إليها مرة أخرى وكسرها من أجل تسجيل نقطة
جديدة أىلع من النقطة السابقة يف املوجات السعري الصاعدة ،وأدنى من
النقطة السابقة يف املوجات السعرية الهابطة ،يرجى مالحظة الشكل التالي
لفهم الصورة بشكل شمولي.
حيث نالحظ بأننا لو دخلنا الصفقة الرئيسية عند نقطة العالمة الخضراء
أسفل يسار الصورة ،وكانت العالمة الخضراء الثانية تمثل أىلع نقطة وصلها السعر،
فإن العالمات الزرقاء املحصورة بين العالمتين الخضراوين تمثل نقاط دخول
الصفقات الفرعية التالية ،ونقطة خروج جميع الصفقات الفرعية يكون ىلع نفس
نقطة العالمة الخضراء العلوية .وبناء عليه ال يجوز وتحت أي ظرف كان أن ندخل
يف صفقات فرعية إذا تجاوز السعر نقطة الدخول الرئيسية املحددة بالعالمة
الخضراء األولى.
245
وكوننا ال نعرف ىلع وجه الدقة إلى أي مدى قد تكون املسافة الفاصلة
بين أىلع نقطة وصلها السعر وعدد مرات أو عدد األيام التي سيغلق فيه السعر
ىلع انخفاض قبل أن يواصل مسيرته نحو األىلع من جديد ،األمر الذي يترتب
عليه زيادة يف عدد الصفقات الفرعية ،الذي قد يترافق مع التداول ىلع عدد كبير
من األزواج ،فإن املؤلف يقترح أن الصفقات الفرعية يكون حجم كل واحدة منها
بقيمة ( )%10من قيمة الصفقة الرئيسية ،وعليه فإن كانت الصفقة الرئيسية
بقيمة ( ) 0.1عقد ،فإن الصفقات الفرعية يجب أن يكون كل واحدة منها بحجم
( )0.01عقد.
من ناحية أخرى فإن كان حجم الحساب مناسبًا للدخول يف صفقات ذوات
أحجام متساوية فإن ذلك سينعكس ىلع مقدار الربحية املتحقق مع أول موجة
سعرية تمشي يف الطريق ،بعيدًا عن املخاطرة والقلق.
إن استعراض الطرق السابقة وتجربتها بصورة عملية فعلية كما حدث مع
املؤلف بشكل شخصي ،فإنه إحساسًا بالسيطرة يفرض نفسه ىلع واقع عمليات
التداول ،وبمرور الوقت يعرف املتداول بأن الحديث عن خسارة رأس املال العامل
يف حساب التداول أصبح شيئًا من املاضي ،ويكون التركيز منصبًا بشكل أساسي
ىلع كمية الربح التي يمكن تحقيقها خالل مسيرة التداول.
246
بأفضل صورة ممكنه بحيث ال يتسلل امللل إلى نفسه تحت تأثير سيطرة الروتين
ىلع عمليات التداول ،ويضمن يف الوقت نفسه تحقيق أىلع ربحيه ممكنه بأقل
مخاطرة ممكنة ويبقى ىلع تواصل مستمر مع السوق يتداول وقتما يشاء ويتوقف
وقتما يشاء .وىلع ذلك فإن الكاتب يضع بين يدي املتداول الكريم واحدة من أكثر
طرق التداول فاعلية القائمة ىلع دمج جميع االستراتيجيات السابقة يف قالب
واحد ،يقوم ىلع استخدام األوامر املعلقة من نوعية محددة ويتم يف الوقت
ذاته االعتماد ىلع مؤشرات التحليل الفني والتحليل الكمي والتحليل اإلحصائي،
وهذه هي طريقة التداول بأوامر الوقف الزاحفة.
ومن اسم االستراتيجية يتضح بأن نوعية األوامر التي سيتم استخدامها
هي من نوع أوامر الوقف Stop Ordersسواء للبيع أو للشراء ،نظرًا ملا توفره من
ميزات ال تتوفر يف النوع الثاني من أوامر البيع والشراء املعلقة ،وتقوم هذه
االستراتيجية ىلع الخطوات التالية:
أول خطوة تتركز حول مراقبة مقدار قوة اتجاه السعر صعودًا أو هبوطًا .1
ورصد وجود موجة سعرية محسوبة اعتمادًا ىلع التركيبة الثانية من
استراتيجية املؤشرات اإلثني عشر السابقة .وكما أشرنا يف أكثر من موقع
من هذا الكتاب فإن القوة التي ينصح بها املؤلف لرصد وجود موجة
سعرية صاعدة هو عندما تكون القوة النسبية ملجموع املؤشرات تبلغ
( ) 30+فأىلع ،أما املوجة السعرية الهابطة فتبدأ عندما تبلغ القوة
النسبية ملجموع املؤشرات الفنية ( )30-فما دون.
.2اعتمادًا ىلع حساب معدل أو املتوسط الحسابي لحركة السعر اليومية
آلخر خمسة أيام تداول ،محسوباُ باملسافة املحصورة بين أىلع سعر
وأدنى سعر ،يتم حساب نطاق التداول اليومي ولنفترض ىلع سبيل
املثال بأنه 120نقطة ىلع االسترليني مقابل الدوالر األمريكي.
247
.3بالنظر إلى رأس املال املتوفر ولنفترض بأنه ألف دوالر فقط فإننا نقوم
بتحديد حجم الصفقة التي سيتم استخدامها ملجموع األوامر املعلقة
التي يمكن تفعيلها دفعة واحدة ولنفترض بأنها ( )0.2لكل األوامر التي
سنسمح بأن تكون فاعلة يف الوقت نفسه.
.4نقوم بحساب عدد األوامر التي سنقوم بوضعها أمام السعر ونسمح له
بتفعيلها يف وقت واحد وذلك من خالل معرفة الحد األدنى املسموح
للتداول وهو ( ،)0.01وعليه فإننا نقسم مجموع الحجم الكلي الوارد يف
النقطة السابقة وهو ( )0.2ىلع الحد األدنى املسموح به فتكون محصلة
قسمة الحجم الكلي ( )0.2ىلع الحد األدنى املسموح ( )0.01فيكون الناتج
( )20أمر فعال يف الوقت ذاته.
.5نقوم بحساب املسافة الفاصلة بين كل أمر واألمر الذي يليه ،وذلك من
خالل قسمه معدل حركة السعر اليومية والتي قلنا إنها ( )120نقطة ،ىلع
عدد األوامر املحسوبة يف النقطة السابقة وهي ( )20أمر ،فيكون الناتج
هو ( )6نقاط.
.6بناء ىلع اتجاه املوجة السعري ولنفترض بأنها موجة سعرية هابطة فإن
األوامر ستكون من نوع Sell Stopوعليه ،فإننا نبتعد عن سعر السوق
بمقدار ( ) 15نقطة ونبدأ بتعليق األوامر املعلقة بمسافة فاصلة بين كل
أمر واألمر الذي يليه ( )6نقاط كما تم حسابها يف النقطة رقم ( )5السابقة.
والعكس إذا كانت لدينا موجة سعرية صاعدة.
.7بعد أن يتم وضع ( ) 20أمر معلق يف اتجاه واحد تحت السعر كما قلنا يف
املثال السابق ،فبما أننا نعرف بأننا ابتعدنا عن سعر السوق بمقدار ()15
نقطة واملسافة الفاصلة بين كل أمر معلق واألمر الذي يليه هو ( )6نقاط،
فعليه فكلما ابتعد السعر عن أقرب أمر معلق أو تم تفعيله بما مجموعة
املسافة الفاصلة بين سعر السوق وبين كل أمرين فإننا نضع أمر معلق
جديد فوق آخر أمر مفعل أو معلق ،فلو كان سعر السوق مثالً ىلع سعر
248
( )1.3000وكان أول أمر معلق هو ىلع سعر ( )1.2985فإذا وصل سعر السوق
إلى سعر ( ) 1.3006فأن املسافة الفاصلة بين سعر السوق وأول أمر سيكون
بمقدار ( ) 21نقطة األمر الذي يعني أنه يتحتم علينا وضع أمر معلق جديد
ىلع سعر ( )1.2991لنحافظ ىلع مسافة ( )15نقطة بين سعر السوق وأول
أمر معلق أو مفعل.
وىلع ذلك وحتى نفهم املوضوع عمليًا بصورة أوضح فيما يلي ترتيب األوامر
بحسب املثال السابق:
Price 1.3000
Order price Lot P*lot close price Profit
Sell Stop 1.2985 0.01 0.0130 1.2871 11.4000
Sell Stop 1.2979 0.01 0.0130 1.2871 10.8000
Sell Stop 1.2973 0.01 0.0130 1.2871 10.2000
Sell Stop 1.2967 0.01 0.0130 1.2871 9.6000
Sell Stop 1.2961 0.01 0.0130 1.2871 9.0000
Sell Stop 1.2955 0.01 0.0130 1.2871 8.4000
Sell Stop 1.2949 0.01 0.0129 1.2871 7.8000
Sell Stop 1.2943 0.01 0.0129 1.2871 7.2000
Sell Stop 1.2937 0.01 0.0129 1.2871 6.6000
Sell Stop 1.2931 0.01 0.0129 1.2871 6.0000
Sell Stop 1.2925 0.01 0.0129 1.2871 5.4000
Sell Stop 1.2919 0.01 0.0129 1.2871 4.8000
Sell Stop 1.2913 0.01 0.0129 1.2871 4.2000
Sell Stop 1.2907 0.01 0.0129 1.2871 3.6000
Sell Stop 1.2901 0.01 0.0129 1.2871 3.0000
Sell Stop 1.2895 0.01 0.0129 1.2871 2.4000
Sell Stop 1.2889 0.01 0.0129 1.2871 1.8000
Sell Stop 1.2883 0.01 0.0129 1.2871 1.2000
Sell Stop 1.2877 0.01 0.0129 1.2871 0.6000
Sell Stop 1.2871 0.01 0.0129 1.2871 0.0000
114.0000
Average 0.2000 0.2586 1.2928
249
نالحظ يف الجدول السابق بأننا قمنا بوضع املزيد من األعمدة التوضيحية
التي تساعد ىلع الشرح التالي ،حيث أننا نجد بأن ترتيب أوامر البيع سيكون
وفق التسلسل السابق بعد أن نبتعد عن سعر السوق بمسافة ( )15نقطة ،ومن
ثم نبدأ بوضع مسافة فاصلة بين كل أمر واألمر الذي يليه بمقدار ( )6نقاط،
وهنا يجب معرفة ما يلي:
كلما ابتعد السعر عن أول أمر معلق أو مفعل باتجاه األىلع وأصبحت .1
املسافة الفاصلة تساوي املسافة البادئة واملسافة الفاصلة ( )6+15نقوم
بوضع أمر معلق جديد.
.2يف حال تم بدأ السوق بالسير نحو األوامر املعلقة ،فإنه مع تفعيل كل أمر
معلق ،يجب أن يتم بناء أمر معلق جديد تحت أسفل أو آخر أمر ،حتى
نحافظ ىلع بقاء ( )20أمر معلق أمام السوق يف كل األحوال.
.3إذا قام السوق بتفعيل ما مجموعه ( )20أمر ،وكان النتيجة هي الربح ،فمن
خالل مراقبة متوسط سعر البيع لألوامر املفعلة فيتم إغالق جميع األوامر
التي يكون سعر افتتاحها أىلع من معدل البيع لألوامر العشرون املفعلة،
ويف املثال السابق املوضح يف الجدول ،فإن معدل سعر البيع لألوامر
العشرون بعد أن تم تفعيلها هو ( ،)1.2928بمعنى أن جميع األوامر التي
يزيد سعر افتتاحها عن هذا السعر يجب إغالقها واالحتفاظ بالربح املحقق
منها ويف املثال السابق فإن ما مجموعه ( )10أوامر بيع رابحه يجب
إغالقها ،ومن ثم انتظار أن تتجمع عشرون أمر مفعل جديد حتى تتم
معاملتها بنفس الطريقة.
.4يف حال تردد السعر بين الصعود والهبوط ،وبعد تفعيل عدد ( )20أمر
وكانت املحصلة لألوامر املفعلة ىلع خسارة ،فإننا وبنفس الطريقة
السابقة نقوم بإغالق جميع األوامر التي تقع تحت املتوسط الحسابي أو
معدل سعر البيع ،حتى نحدد من مخاطر ارتفاع السعر بصورة مستمرة،
250
وجميع األوامر التي يتم إغالقها يتم إعادة تعليقها ىلع شكل أوامر
معلقة من جديد بحيث ال نترك فراغًا بين الصفقات املفعلة واألوامر
املعلقة.
.5يف جميع الحاالت وبصرف النظر عن عدد األوامر املعلقة ،فإننا ومع بداية
كل يوم جديد ،نقوم ىلع الفور بالنظر إلى نتيجة الصفقات أو األوامر
العاملة يف السوق ،فإن كان املجموع هو الربح ،فإننا نقوم بإغالق جميع
الصفقات التي تكون فوق معدل سعر البيع واالحتفاظ بالربح املتحقق ،أما
إذا كان مجموع الصفقات العاملة هو الخسارة فإننا نقوم بإغالق جميع
الصفقات التي تقع تحت معدل سعر البيع.
.6مع بداية كل يوم يجب أن نقوم بالتدقيق ىلع معدل قوة االتجاه ملعرفة
فيما إذا كانت املوجة السعرية مستمرة أم أنها انتهت ،فإن انتهت املوجة
السعري فإننا ىلع الفور نقوم بإغالق جميع الصفقات العاملة بصرف النظر
عن نتيجتها ،وحذف جميع األوامر املعلقة التي لم يتم تفعيلها بعد،
وننتظر بداية موجة سعرية جديدة أو استخدام استراتيجية مختلفة ،أو
االنتقال إلى مشتق مالي أو أحد أزواج العمالت التي يوجد عليها موجة
سعرية عاملة.
251
الصفقات قصيرة األجل بالحسابات الكمية
بعد كل الشروحات السابقة تجدر اإلشارة إلى قضية ىلع درجة عالية من
الحساسية واألهمية ويدركها بطبيعة الحال املتداولين املحترفين وبخاصة من
كانت لديه خبرة يف التداول بعقود الخيارات املستقبلية ،Optionsحيث أن
املتداول املحترف أو الذي يتمتع بخبرات طويلة املدى ال بد أن يدرك بأن عمليات
التداول بشكل عام تنقسم إلى قسمين ،قسم مرافق لالتجاه وقسم معاكس
لالتجاه ،وبكلمات أوضح فهي ىلع النحو التالي:
القسم املعاكس لالتجاه :وهو الغالب ىلع صفقات املتداولين لدى جميع .1
شركات الوساطة املالية ،حيث نجد بأن القسم األعظم منهم يقومون
بالشراء مع كل انخفاض للسعر بقيمة منتظمة أو عشوائية غير منتظمة
تخضع للتقدير العشوائي فقط ،ويبتكر املتداولين وفق هذه الطريقة
العديد من االستراتيجيات أو التراكيب الحسابية بحثًا عن أي ارتداد يف
السعر للخروج بأقل ربح ممكن أو بأقل األضرار .والعكس صحيح تمامًا فنجد
أنه مع كل ارتفاع للسعر يقوم الغالبية العظمى من املتداولين بتنفيذ
عمليات البيع لالستفادة من ارتداد السعر نحو األسفل من أي نقطة،
ويطبقون ذات االستراتيجية التي تم تطبيقها يف حالة انخفاض السعر.
وهذه الطريقة يف تنفيذ عمليات البيع والشراء محفوفة بمخاطر كبيرة
جدًا سنوضح أسبابها بعد التطرق للقسم التالي من التداول.
.2القسم املصاحب لالتجاه :وهو األسلوب األكثر فاعلية ولكنه بذات الوقت
األقل استخدامًا من قبل املتداولين ،حيث يلجأ قلة من املتداولين إلى
الشراء املرافق الرتفاع السعر عندما يتجاوز منطقة معينة أو وفق حسابات
محددة ،ويقومون بإقفال صفقة أو صفقات الشراء يف حال تراجع السعر
إلى ما دون منطقة معينة معاكسة للحسابات الكمية التي تم بموجبها
الدخول يف صفقات الشراء ،وىلع عكس الطريقة أو القسم األول
252
املعاكس لالتجاه فإن هذه الطريقة يف التعامل أو يف تنفيذ صفقات
البيع والشراء تنطوي ىلع أرباح كبيرة ومخاطرها أقل ما يمكن ،إال أن ما
يعاني منه مستخدمي هذه الطريقة هو تحديد النقطة التي يجب أن يتم
عندها تنفيذ صفقاتهم أو اختيار النقطة التي يجب أن تتوقف عندها
الصفقة املحققة للربح .وهو ما سنوضحه تاليًا يف معرض الحديث عن
هذا املوضوع الذي اخترنا له عنوان الصفقات قصيرة املدى بالحسابات
الكمية.
و للتمييز بين القسمين ومعرفة الفرق بينهما يجب النظر إلى قضية واحدة
فقط ،وهي القضية التي تلعب الدور الرئيسي يف تحديد أي من القسمين
يجب أن تكون فيه تداوالتنا ،وهذه القضية تكون يف اإلجابة ىلع السؤال
التالي:
253
وعودة ىلع القسم األول من التداوالت فلو كان لدينا متداول يقوم
باستخدام ىلع سبيل املثال مؤشر ،Bollinger Bandsفسنجد أنه وبشكل
متكرر يقوم بتنفيذ صفقات البيع عندما يالمس السعر الخط العلوي High
Bandلهذا املؤشر أو يتجاوزه قليالً وىلع أي إطار زمني وبخاصة الساعة أو
األربع ساعات ،وىلع العكس من ذلك نجده يقوم بتنفيذ صفقات الشراء عندما
يالمس السعر الخط السفلي Low Bansلهذه املؤشر أو يجاوزه بقليل نحو
األسفل ،ويف كلتا الحالتين يكون هدف املتداول واحد من إثنان ،وهو عودة
السعر إلى خط املنتصف هبوطًا من الخط العلوي يف حاالت البيع أو صعودًا
نحو خط املنتصف يف حاالت الشراء ،أما الهدف الثاني فيكون الخط املقابل
للخط الذي تم وفقًا له تنفيذ عملية البيع أو الشراء ،فإذا ما تم البيع عند الخط
العلوي فيكون الهدف األكبر للمتداول هو الخط السفلي ،والعكس صحيح
فيكون الهدف هو الخط العلوي إذا ما تم الشراء عند الخط السفلي .والشكل
التالي يوضح ذلك:
254
يف الشكل السابق وكما تم شرحه سابقًا ،فإن املتداول من أتباع القسم األول
من سلوكيات التداول سنجده باستخدام هذه املؤشر يلجأ لتنفيذ عمليات أو
صفقات البيع عند النقاط الزرقاء العلوية املساوية أو التي تزيد عن الخط العلوي
للمؤشر ،ويكون هدفه األقرب هو خط املنتصف أو الهدف األبعد وهو الخط
السفلي ،يف حين نجد أنه يقوم بتنفيذ صفقات الشراء عندما يالمس السعر أو
ينخفض تحت خط املؤشر السفلي ويكون له هدفان إما هدف قريب وهو خط
املنتصف أو هدف بعيد والخط العلوي للمؤشر.
ىلع أن الدافع الرئيسي الذي يقف خلف استخدام مثل هذه الطريقة أو مثل
هذا املؤشر ىلع سبيل املثال وغيره الكثير من املؤشرات املماثلة هو ظاهرة
التكرارات اإلحصائية لعدد مرات مالمسة السعر للخط العلوي للمؤشر والعودة منه
نحو الخط السفلي للمؤشر خالل فترة زمنية قام بدراستها ،والعكس كذلك ،ولذلك
ال يجد املتداول يف نفسه أي تردد يف اتباع هذا األسلوب يف التداول وتنفيذ
صفقات البيع والشراء معتقدًا بأن ما حدث خالل فترة زمنية معنية سابقة قام
بدراستها تنطبق بشكل مماثل ىلع طول الفترة الزمنية القادمة وأن النمط
الحركي للسعر سيبقى بنفس الوتيرة أو متبعًا نفس السلوك.
وبناء ىلع ذلك نجد بأن املراقبة البصرية لحركة السعر بمقابل خطوط املؤشر
هي العامل الفاصل يف اتخاذ القرارات بالدخول يف الصفقات أو الخروج منها بربح
قليل أو كثير بحسب القناعة ،إال أن املتداول وفق هذه الطريقة سرعان ما يجد
نفسه قد انزلق أو تعرض ملصيدة الصعود املتكرر فوق خط املؤشر العلوي
ويجلس فترات زمنية طويلة بنفس املسار أو العكس من خالل الهبوط املتكرر
للسعر تحت الخط السفلي للمؤشر ،وال يجد املتداول أمامه أي خيار إال واحد من
خياران ،األول هو تكرار الدخول يف صفقات البيع عند صعود السعر بشكل متكرر
فوق الخط العلوي للمؤشر ،وبذلك يعرض نفسه ملخاطر خسارة الحساب بشكل
كامل ،علمًا بأن صفقة واحدة بدون حساب املخاطر املترتبة عليها كفيلة بأن
255
تكون قيمة خساراتها مساوية أو أىلع من أرباح عدد كبير من الصفقات الرابحة
املتتالية التي تم تجميعها خالل فترة زمنية طويلة.
أما الخيار الثاني أمام املتداول هو البقاء يف حالة الترقب واالنتظار ىلع أمل
أن يعود السعر إلى النقطة التي بدأت منها الصفقة ،فإن كانت الصفقة هي
صفقة بيع فوق الخط العلوي للمؤشر املستخدم فينتظر املتداول أن يعود السعر
إلى الخط السفلي أو خط املنتصف من النقطة التي بدأ منها ،وىلع ذلك فيجد
بأنه وىلع الرغم من عودة السعر إلى الخط السفلي أو خط املنتصف إال أن
الصفقة تبقى خاسرة ألنه أهمل القضية الرئيسية أو العامل الفاصل يف استخدام
هذا املؤشر أو هذا األسلوب من التداول ،وهو أن القيمة السعرية أو النقطة التي
يكون عندها قرار البيع هي نقطة مرحلية تمت يف زمن محدد فقط ،ويف
الساعات التالية ستتغير تلك النقطة أو تلك القيمة ألنه سيتم إهمال الوحدة
الزمنية األولى يف حساب املؤشر وتبديلها بنقطة جديدة يف ذلك الحساب،
وعليه فإن الخيار الثاني بالنسبة للمتداول والذي يتلخص باالنتظار إلى حين عودة
السعر إلى نقطة الدخول هو محض استسالم ولعبة مقامرة تكون خاسرة جدًا يف
بعض الحاالت وبخاصة تلك التي تشهد وجود موجة سعرية قوية أشبه بتيار جارف
لجميع الصفقات املعاكسة له مهما كانت.
وبطبيعة الحال هناك خيارات أخرى ال تقل يف السوء عن الخياران اللذان قدمنا
لهما أعاله ،مثل الدخول يف صفقات معاكسه والتي ال تعني بالنسبة للمتداول
املحترف سوى إغالق للصفقات العاملة ،والخروج من أحد طريف الصفقات يحتاج
إلى مجرد حظ وحسابات كبيرة.
ووفق هذا املنظور فكيف يكون العمل؟ والسؤال البديهي هنا ،هل استخدام
املؤشر أو املؤشرات أو استخدام مثل هذه الطرق يف التداول هو أسلوب خاطئ؟
أم أن األمر ينطوي ىلع ما هو أبعد من ذلك؟
256
ال شك بأن كمية التكرارات اإلحصائية التي أشرنا إليها يف بداية الحديث عن
هذا األسلوب تفرض نفسها بشكل تلقائي ىلع املتداولين الباحثين عن تنفيذ
الصفقات قصيرة األجل من أجل استخدامها ،ولذاك فإجابة السؤال السابق بالتأكيد
ستكون بال وأن استخدام املؤشر بهذه الطريقة ال يحمل أي خطأ ،ولكن الخطأ
يبقى يف تجاوز العقبة التي تتلخص بالكيفية التي يمكن معها االحتفاظ بالربح
من الضياع يف حالة وجود موجة سعرية سحبت معها صفقة ملسافات طويلة؟
بحيث نضمن أال تضيع األرباح التي تم تجميعها بعد جهد وعناء ومراقبة طويلة
بسبب سوء فهمنا أو تصرفنا مع أحد الصفقات السلبية.
واإلجابة بال أدنى شك تكون من خالل فهم ميكانيزم أو اآللية التي يعمل بها
املؤشر املستخدم يف تنفيذ الصفقات من هذا النوع املعاكس لالتجاه ،ومعرفة
مصدر الخطر الذي يواجهنا يف استخدام مثل هذا املؤشر أو هذه النوعية من
الصفقات ،ومن ثم التفكير يف طريقة حركة املؤشر التي تم بناء عليها اتخاذ
القرارات ،وبالتأكيد سنجد الحل الفوري لطريقة الحد من مخاطر هذه الطريقة
بصورة فعالة قدر املستطاع.
وعليه سنجد أن مصدر الخطر يكون يف حالة واحدة فقط وهي استمرار ارتفاع
السعر بعد القيام بعملية البيع ،أو استمرار انخفاض السعر بعد القيام بعملية
الشراء ،وبالتتابع وبالتحليل املنطقي سنجد بأنه:
-بصرف النظر عن النطاق الزمني املستخدم ولنفترض بأنه نطاق الساعة أو
األربع ساعات ،فإن ومع انقضاء كل ساعة يتم تعديل بناء املؤشر من حيث
أنه يتم حذف الوحدة األولى يف حساب املؤشر ،وإضافة وحدة زمنية
جديدة (استبدال شمعة قديمة بشمعة جديدة) ،وعليه فإذا ما نظرنا إلى
بنية املؤشر املستخدم ولنفترض أنه مؤشر البولنفر باند Bolinger Band
القائم ىلع استخدام آخر ( )20شمعة ،فهذا يعني بكل بساطة بأنه وبعد
257
مضي ( ) 20ساعة كاملة فإن جميع الشموع أو الوحدات الزمنية التي تم
خاللها أو يف نهايتها الدخول يف صفقة البيع أو الشراء قد تم استبدالها
بالكامل ،ولم يتبقى منها أي شمعة تربطها عالقة باملنطقة السعرية
التي تم الدخول فيها .وأننا فعليا نعمل يف منطقة سعرية مختلفة تمامًا
عن املنقطة التي تم الدخول فيها ،وبخاصة يف حالة استمرار السعر
باالرتفاع بمقابل صفقة البيع بعكس االتجاه ،أو استمرار انخفاض السعر
بمقابل صفقة الشراء التي تعمل بعكس االتجاه .وهو ما يقودنا إلى الركن
الثاني يف العملية.
-أي صفقة يتم الدخول وفق النظام السابق أو النظام عكس االتجاه ،تقوم
ىلع صفقة بيع عندما يكون السعر مثالً مساويًا أو أىلع من الحد األىلع
للمؤشر املستخدم ،والعكس صحيح ،وعليه فمع استمرار تأرجح السعر بين
املنطقين أو بين خطي الدخول هو صفقات متكررة تعمل ىلع تراكم
كميات الربح يف الحساب ،ألن منطقة البيع هي منطقة جني أرباح
لصفقة الشراء ،ومنطقة الشراء هي نقطة جنبي أرباح ملنطقة البيع ،إلى
أن تأتي صفقة ال تستجيب للنمط السلوكي الذي يعتقد املتداول بأنه
ثابت غير متغير ،وعليه تتكشف عند هذه املرحلة احترافية املتداول يف
التعامل مع هذه النوعية من الصفقات السلبية وكيفية التخلص منها
بذكاء وهو ما يقودنا إلى الركن التالي يف العملية.
كل صفقة باإلضافة إلى حجمها لها ثالث أركان رئيسية وهذه األركان هي، -
نقطة الدخول ،ونقطة وقف الخسارة ،ونقطة جني األرباح ،وبناء ىلع ذلك
وبالنظر إلى األسلوب املستخدم يف التداول وفق أسلوب عكس االتجاه
وكما فصلناه سابقًا ،فيجب النظر إلى األركان الثالثة كما يلي:
.1الركن األول ويتمثل بنقطة الدخول يف الصفقة وهي بطبيعة الحال
محددة ومعروفة للجميع ،غير أن هذه النقطة يجب أن تلعب دورًا مزدوجًا
بالنسبة للباحثين عن االحتراف ،فإن كانت أول صفقة تم الدخول فيها
258
هي البيع ،فإن نقطة إغالق الصفقة ىلع الصعيد املقابل يجب أن تكون
من جهة هي ذاتها نقطة الشراء ،ونقطة إغالق صفقة الشراء هي ذاته
نقطة الدخول يف صفقة البيع.
.2الركن الثاني وهي نقطة وقف الخسارة ،وهنا العامل الحاسم يف املوضوع،
فيكف يتم تحديد نقطة الخسارة ولدينا صفقة معاكس لالتجاه وفق
األسلوب الذي قدمنا له ،حيث أنه من الواضح بأن كثرة األساليب
املستخدمة يف تحديد نقطة الخسارة تجعل من استخدام أي أسلوب هو
محض صدفة ال أكثر وال أقل ويخضع للتقدير الشخصي الذي قد يتغير يف
أي لحظة ،سواء أكانت نقطة وقف الخسارة ثابته وفق حسابات من أي نوع،
أو نقطة وقف خسارة متحركة تعمل ىلع حجز كمية ربح أو التقليل من
قيمة الخسارة مع كل حركة للسعر باتجاه الصفقة املرغوبة ،ولذلك فإن
التصرف األمثل يف هذه الحالة هو التخلي عن هذا الركن باملطلق ،وعدم
تحديد أي نقطة لوقف الخسارة وترك هذا الركن فارغًا بشكل كامل
واستبداله بركن آخر سنقوم بتوضيحه عند التطرق للركن األخير يف هذا
األسلوب من التداول.
.3الركن الثالث واألخير والحاسم هو نقطة جني األرباح ،وهي العامل الحاسم
الذي يحد من مخاطر هذا األسلوب يف التداول ،ويزيد من فاعليته ويحافظ
ىلع األرباح املتحققة من الضياع كما ويحقق لنا الخروج عند أول منطقة
يجب الخروج منها سواء بربح أو خسارة ،حيث ال نعني بنقطة جني األرباح
مطلقًا بأن الصفقة ال بد لها من الخروج ىلع ربح ،بل ىلع العكس تمامًا،
فيجب أن تلعب نقطة جني األرباح دورًا مزدوجًا ،فقط يكون الخروج ىلع
ربح أو ىلع خسارة ،بنفس الوقت الذي تمثل نقطة الخروج ذاتها ىلع ربح
أو خسارة نقطة الدخول بالصفقة املعاكسة للصفقة التي تم إغالقها،
فكما علمنا سابقًا بأنه وبعد انقضاء عدد ( )20وحدة زمنية (شمعة) فإن
جميع الشموع التي دخلت يف حساب املؤشر ستكون قد تم استبدالها
259
بالكامل ،وعليه فإن املؤشر سيقوم بتعديل ذاته بشكل تلقائي بما
يتناسب مع حركة السعر الجديدة أو الشموع التي تمثل الوحدات الزمنية
الجديدة ،وعليه فإن تأرجح أو مالمسة السعر للطرف املقابل للطرق الذي
تم الدخول عليه سيتحقق بحكم املطلق ،وعليه فإن نقطة جني األرباح
التي تلعب ذلك الدور املزدوج يجب أن يتم تعديلها يف نهاية كل وحدة
زمنية بحيث تساوي النقطة املقابلة للصفقة التي تم الدخول فيها،
والشكل التالي يوضح ذلك:
260
يف الشكل السابق لو كانت نقطة الدخول بصفقة البيع هي عند املربع
األخضر اللون ،والتي تمثل نقطة مالمسة السعر لخط املؤشر العلوي ،سنجد بأن
نقطة جني األرباح يجب أن تكون عند النقطة الحمراء التي تمثل نقطة جني
األرباح بالضرورة ،وبنفس الوقت يجب أن تكون نقطة الدخل بصفقة الشراء ،غير أن
السعر مشى بعكس صفقة البيع وواصل مسيرته نحو األىلع ،ولذلك فمهما كانت
طريقة حساب نقطة وقف الخسارة فستكون خاطئة بالضرورة ،ولذلك وكما قلنا
يجب أن نتخلى عن مفهوم نقطة وقف الخسارة بشكل كلي ،واستبدالها بنقطة
جني األرباح التي تعلب الدور الثالثي يف الوقت ذاته ،فهي نقطة جني األرباح
يف حالة مشى السعر يف اتجاه الصفقة ،وهي نقطة وقف الخسارة يف حال
مشى السعر بعكس الصفقة ،وكذلك هي نقطة الدخول يف صفقة معاكسه ،وإذا
ما أمعنا النظر يف الشكل السابق ،سنجد بأن املؤشر قد قام بتعديل ذاته
والنقطة الحمراء املتغيرة يجب أن تعدل من نفسها يف كل مرة تنتهي وحدة
زمنية (شمعة) وسنجد بأن نقطة تالمس السعر للخط السفلي كان عند املربع
األصفر الذي يعني أن صفقة البيع التي تم الدخول فيها عند املربع األزرق قد
خرجت ىلع خسارة بسبب تعديل منطقة جني األرباح فأصحبت نقطة وقف
خسارة ،وبذات الوقت فإن املربع األصفر يمثل نقطة شراء جديدة.
261
كلي وإخراج املتداول من ساحة التداول بخسارة فادحة ،دون أن يدرك أنه وبمجرد
انتظاره لعودة السعر إلى نقطة الدخول بناء ىلع مؤشر متغير هو ضرب من
املقامرة الخسارة بالضرورة ،ويف حال فعل ذلك فسيجد نفسه بأنه قد استخدم
املؤشر يف عملية فتح الصفقات ولكنه تخلى عنه فورًا بعد أن واصل السعر
مسيرته بعكس اتجاه الصفقة العاملة ،وبرغم أن املؤشر قد أعطاه فرصًا كثيرة
للخروج وتغير مسار الصفقة إال أنه لم يتقبل فكرة إغالق الصفقة ىلع خسارة
وتعديل مسار التداول وفق ما يفرضه التعديل الذي حصل يف املؤشر املستخدم
ذاته.
وعليه وحتى نحقق الفائدة القصوى من اتباع هذا األسلوب يف التداول يف
تنفيذ صفقات قصيرة األجل بالحسابات الكمية ،فيجب أن يتوفر لدينا رصد دقيق
للقيمة التي يكون عندها قيم املؤشر املستخدم بصرف النظر عن ماهيته.
262
البعض بأنه يقوم بالشراء عندما يكسر السعر قمة جديدة ،أو يقوم بالبيع عندما
يكسر السوق قاعدة جديدة .ولذلك فإن عدم الوعي بتفاصيل هذا األسلوب يقف
بالضرورة خلف أي إخفاقات قد تحصل يف التعامل مع هذا األسلوب يف التداول،
ىلع الرغم من صحته وقوته وفاعليته يف حصر املخاطر وتحقيق األرباح.
وبدون السرد الطويل للموضوع ،وحتى يدرك املتداول الذي يقرأ صفحات هذا
الكتاب الفرق بين أسلوب التداول عكس االتجاه ،وأسلوب التداول املرافق لالتجاه
فعلينا العودة من جديد إلى اإلشارة إلى املؤشر الذي قمنا باستخدامه يف شرح
تفاصيل العمل أو التداول يف صفقات قصيرة األجل باالعتماد عليه ،وهو مؤشر
البولنغر باند ،Bollinger Bandوكان األسلوب يعتمد ىلع الدخول يف صفقة بيع
عند مالمسة السعر للخط العلوي للمؤشر والشراء عند مالمسة الخط السفلي
للمؤشر ،وفصلنا يف املوضوع من كل جوانبه.
ولكن األسلوب هنا مختلف تمامًا وىلع العكس تمامًا ،فهنا فإن األسلوب
املصاحب لالتجاه يقتضي منا أن ندخل يف صفقة بيع عندما يكون سعر اإلغالق
أقل أو يساوي قيمة الخط السفلي للمؤشر ،Low Bandوتبقى الصفقة عاملة
حتى يكون سعر اإلغالق أىلع أو يساوي الخط العلوي للمؤشر ،High Bandفيتم
إغالق صفقة البيع والدخول يف صفقة شراء ،وهكذا دواليك فكل صفقة تقوم
بتسليم الصفقة املقابلة لها.
وحتى نفهم هذا املوضوع بشكل عملي ،فيرجى أن نبقي يف أذهاننا األركان
الرئيسية التي تتكون منها أي صفقة يتم تنفيذها يف السوق ،وذلك باستثناء
موضوع حجم الصفقة ،وكما أشرنا إليها سابقًا عند الحديث عن أسلوب التداول
املعاكس لالتجاه ،وهي نقطة الدخول ونقطة وقف الخسارة ونقطة جني األرباح،
وكيف أننا يف األسلوب املعاكس لالتجاه قد قمنا باالستغناء عن الركن الخاص
بنقطة وقف الخسارة وجعلنا من ركن نقطة جني األرباح هي التي تلعب الدور
263
املحوري أو الدور املزدوج يف تحديد نقطة وقف الخسارة أو كمية الربح التي يتم
الخروج بها ،مع أننا يف حقيقة األمر فإن هذه النقطة تلعب دورًا ثالثي األبعاد،
فهي نقطة وقف خسارة ونقطة جني أرباح ونقطة تغيير اتجاه الصفقة من البيع
للشراء أو العكس.
وىلع ذلك فما يحدث يف أسلوب التداول املصاحب لالتجاه هو العكس تمامًا
من حيث ميكانيزم أو طريقة التعامل مع املؤشر وكيفيك تغيير أسلوب التعامل مع
أركان الصفقة الثالث ،ولذلك يرجى مالحظة الشكل التالي:
264
بالتدقيق يف الشكل السابق سنجد بأنه ويف الوقت الذي كان التداول
باألسلوب املعاكس لالتجاه يقرض علينا الدخول بصفقة شراء عند املربع األصفر
يسار الصورة بعد أن وصل السعر وأصبح مساويًا أو أقل من الخط السفلي للمؤشر،
فإن األسلوب املصحاب لالتجاه يفرض أن ندخل يف صفقة بيع ،وستبقى الصفقة
مفتوحة وعاملة إلى الوقت الذي يعود يف السعر ليصبح مساويًا أو أكبر من الخط
العلوي للمؤشر ،وعليه سنجد بأن الصفقة بقيت مفتوحة لفترة زمنية طويلة
ممثلة بعدد الشموع التي تمثل كل شمعة فيه وحدة زمنية من أربع ساعات،
وبقيت الصفقة عاملة وخرجت حتى المس السعر وأصبح مساويًا أو اكبر من الخط
العلوي للمؤشر املستخدم ،وعند النقطة الخضراء تم إغالق صفقة البيع ىلع ربح،
والدخول يف صفقة شراء واالستمرار فيها حتى النقطة الزرقاء أيضًا وأغالقها ىلع
ربح كذلك.
وىلع ذلك وبالنظر مرة أخرى إلى التفاصيل املوضحة يف الشكل السابق،
والنظر إلى أركان الصفقة الثالث ،فنجد أننا أمام نوعية من الصفقات تحقق لنا
مبدأ الخسارة املحددة والربح الكبير غير املحدود يف حالة انفالت السعر مع أحد
طريف املؤشر أو استمراريه هبوط السعر يف حال وجود صفقة بيع وبقاء السعر
يتذبذب نحو األسفل دون أن يالمس الخط العلوي للمؤشر ،وهو ما يستمر يف
الكثير من األحيان ملسافات سعرية طويلة للغاية ،وصفقة واحدة ناجحة تعادل
يف أرباحها كميات كبيرة خسائر الصفقات ذات املسافات الضيقة التي تمثل
الخروج بخسارة.
و السؤال الذي يطرح نفسه ،ما هو مقدار الخسارة املحدود التي يجري الحديث
عنها؟ واإلجابة ىلع السؤال يجب أن تكون واضحة للعيان وهي تمثل مقدار
املسافة الفاصلة بين خط املؤشر السفلي وخط املؤشر العلوي ،وهي بطبيعة
الحال تكون مسافة أقصر ما يكون .وهذا ما يوصلنا بالضرورة إلى إعادة النظر يف
األركان الرئيسية الثالثة املكونة ألي صفقة تداول بصرف النظر عن حجمها والذي
265
يمثل الركن الرابع ،والذي له عالقة بإدارة رأس املال الذي سنفرد له عنوان خاص
بعد االنتهاء من هذا املوضوع.
حيث أنه وبالنظر إلى أركان الصفقة الثالثة الرئيسية فقد قمنا باالستغناء عن
نقطة وقف الخسارة بشكل مطلق ،وجعلنا من نقطة جني األرباح هي املحور أو
املركز الذي يلعب الدور املزدوج فأحيانًا يتم إغالق الصفقة ىلع ربح وأحيانًا يتم
إغالقها ىلع خسارة ،من ذات النقطة ،أما هنا فإن العكس تمامًا هو ما يحدث،
والركن الذي نستغني عنه هو بالتأكيد نقطة جني األرباح ،ونترك نقطة وقف
الخسارة هي التي تلعب الدور املحوري أو الدور املزدوج يف الخروج من الصفقة
ىلع ربح أو ىلع خسارة وتغيير اتجاه الصفقة من الشراء إلى البيع أو العكس من
البيع إلى الشراء.
وال أعتقد من حيث املبدأ بأنه يجب أن نتعمق يف التفصيل أكثر من ذلك،
وبخاصة بأننا قمنا بتفصيل القسم األول بالقدر الكايف واملستفيض ،والذي يعني
تطبيق عكسه تمامًا هو ما ينطبق ىلع القسم الخاص بالتداول املصاحب لالتجاه.
إال أنه يجب اإلشارة فقط إلى أن الخطر الوحيد الذي يتهدد هذه الطريقة هو فقط
بقاء السعر يتأرجح بين الصعود والهبوط لفترة زمنية طويلة ،وهو بطبيعة الحال
سيكون مؤقتا بصرف النظر عن عدد الصفقات املتتالية الخاسرة والتي يجري
تعويضها بشكل متسارع بمجرد انفالت السعر ومسيرته املصاحبة الحد الصفقات
املتقابلة.
ولكن يجب علينا من حيث املبدأ أن نعرف أنه وباإلضافة إلى كل ما تقدم
ومعرفتنا بتفاصيل كال األسلوبين يف التداول بما لهما وما عليهما ،هو أنا السوق
يمشي أحيانًا بصورة عرضية وأحيانًا بصورة موجية طويلة ،ولذلك فإذا نجح
املتداول بالربط ما بين األسلوبين والتنويع بينهما أو التبديل فيما بينهما بذات
الوقت الذي يتالءم مع طبيعة الحركة السعرية إن كانت موجية أو عرضية فإنه
266
سيجمع يف أسلوبه مزايا كال الطريقتين ويتخلص مع عيوبهما بكل سهولة ويسر،
وهذا األمر بطبيعة الحال وطريقة رصد وجود موجات سعرية من عدمها قد
شرحناه بالتفصيل يف مواضع متقدمة من هذا الكتاب ،ويبقى ىلع املتداول أن
يقوم فقط بعلميات الربط بين املوضوعات.
يف حقيقية األمر فقد تعرضت خالل مسيرة التداول التي زادت عن
العشرون عامًا وقت كتابة صفحات هذا الكتاب لسؤال يتكرر بشكل دائم ومستمر
حول أفضل طريقة إلدارة رأس املال يف عملية التداول ،وقد سمعت وقرأت الكثير
من األفكار والطروحات التي تناولت املوضوع بطريقة أو بأخرى ،وكانت يف مجملها
تدور حول موضوع حجم العقد ،وكمية الخسارة أو الربح ىلع مستوى الصفقة
الواحدة بمقابل رأس املال العامل يف عملية التداول.
ولكن وبدون مقدمات طويلة فإني لم أجد لكل هذه الطروحات أي معنى
أو فائدة عملية ىلع اإلطالق بحيث تنعكس ىلع أداء املتداول بشكل إيجابي،
والسبب يف ذلك يتبين لنا يف املثال التالي :فلو كان لدينا متداول يمتلك حساب
بقيمة ( ) 10اآلف دوالر ،وبنفس الوقت ال يملك أي استراتيجية محددة ومنضبطة
وفق قواعد علمية ال تتغير إال بالحد األدنى لتتالءم مع بعض املتغيرات ،ويف كل
مرة كان يدخل بصفقة بحجم عقد ( )0.2عقد ،وإن حققت الصفقة ربحًا بمقدار
( ) 50نقطة خرج من السوق ،وأن خسرت الصفقة يبقى منتظرًا حتى يعود له
السعر من جديد حتى لو بلغت خسارة الصفقة ( )200نقطة ليقرر بعدها وقف
الخسارة أو الدخول يف صفقة معاكسة ىلع أمل أن تعود الصفقة األولى إلى
سابق عهدها .وبعد طول تردد وانتظار اغلقها ىلع خسارة ( )300نقطة مع
صفقاتها املعاكسة .ثم تكررت العملية مرات ومرات .فما هو مفهوم إدارة رأس
املال هنا بالنسبة لهذا املتداول؟
267
بالتأكيد ال يعني شيئًا بالنسبة لي ىلع األقل ،من حيث أن أي مبلغ يتم
وضعه يف حساب للتداول ،هو يف األساس عرضه للخسارة الكاملة حتى مع وجود
أفضل استراتيجيات التداول ،وما من شيء يستطيع املتداول أن يفعله سوى أن
يتالعب بحجم الصفقة ،فلو كانت البداية برأس مال ( )10اآلف دوالر ،وكان حجم
الصفقة ( )0.2عقد يف كل مرة ،فإنه وبعد خسارة ( )%20من رأس املال ربما أقوم
بخفض قيمة الصفقة الواحدة إلى ( )0.1وهكذا دواليك ،أما ما دون ذلك فال معنى
لهذا الكالم مطلقًا إال من حيث مالئمة حجم العقد لحجم الحساب ،وما دمت قد
قررت الدخول يف صفقة بيع أو شراء فأن السعر معرض للهبوط مقابل صفقة
الشراء ومعرض لالرتفاع مقابل صفقة البيع ،وبالتالي فمقدار حجم العقد ومقدار
حجم الخسارة التي أقتنع بالخروج بها هي فقط األركان املسيطرة ىلع مفهوم
إدارة رأس املال.
ولكن هل هناك منظور آخر إلدارة رأس املال غير ذلك وبصورة غير تقليدية
لم يعرفها أحد ،وىلع عالقة مباشرة بأي استراتيجية تداول مستخدمه؟ هذا ما
سأحاول أن أقدم فيه وجه نظري كباحث متخصص يف هذا املجال.
وعليه فإن املنظور الذي أرى فيه إدارة رأس املال هنا مختلف تمامًا،
ويتعلق بأنني مثالً كمتداول أمتلك رأس مال ولنفترض بأنه ( )10عشرة اآلف دوالر
ال أريد أن أخسرها إال يف حاله واحدة فقط ،هو أن يصل سعر املشتق املالي
كالذهب أو الجنية االسترليني أو اليورو مقابل الدوالر إلى الصفر ،وعليه فإنني أول
ما أنظر إليه هو قيمة عقد الذهب الذي يجري التداول عليه عامليًا والذي يبلغ
( ) 100أونصة للذهب ،وهنا أتكلم عن حجم العقد وليس قيمة الصفقة التي أدخل
بها ،بينما نجد أن حجم عقد االسترليني مقابل الدوالر هو ( )100مئة ألف جنية
استرليني ،وكذلك اليورو وبقية األزواج األخرى.
268
وبناء ىلع ذلك فلو كان سعر أونصة الذهب حاليًا هو ( )1800دوالر لكل
أونصة ،وحجم عقد الذهب ( )100أونصة ،فإن القيمة النقدية لحجم العقد الكامل
العقد حجم يف الواحدة األونصة سعر ضرب حاصل هو لوت () 1
( )180,000=100x1800دوالر أمريكي ،مئة وثمانون ألف دوالر أمريكي.
وعليه فكيف سأقوم بالتداول ىلع الذهب البالغ قيمته ( )180ألف دوالر
للعقد الواحد ،وأقوم بإدارة رأس مال يف حساب التداول البالغ ( )10عشرة اآلف
دوالر؟ وال شك أنني إذا لم أرغب يف خسارة هذا املبلغ فيجب أن أضع رهاني
بالكامل ىلع أنني لن أخسر هذا املبلغ إال يف حالة وصول سعر الذهب إلى
القيمة (صفر) وهو األمر املستحيل نظريًا ىلع األقل ،ولكن ىلع فرض ذلك فإن
إدارة رأس املال إذا ما رغبت بشراء الذهب مستغالً لكل هبوط حاصل يف سعره
دون أن أخسر رأس املال ،فيجب علي معرفة مقدار ما يتحمله رأس املال من
صفقات شراء متتالية حتى لو وصل سعر الذهب إلى الصفر ،وبهذه الحالة يلزمنا
ملف أكسل يقوم بعمل هذا الحساب ،ولكن وقبل عرض الجدول الذي يقوم بذلك
يجب علي أن أعرف مسبقًا بالقيمة النقدية الفعلية التي أريد استغاللها وأقدر
عليها يف خطة التداول التي سأقوم ببنائها ،فلو كنت سأقوم بالدخول يف
صفقة شراء عند كل نزول يف سعر الذهب بقيمة ( )25دوالر وأريد االحتفاظ
بالصفقة حتى النهاية وال أريد إغالقها ىلع خسارة ألنني أرى وأعتقد بأن
مستقبل سعر الذهب هو االرتفاع كما هو مثبت تاريخيًا ىلع األقل ،فيجب أن أنظر
إلى مقدار الخسارة املترتبة ىلع مثل هذا القرار وهو ما يمكن حسابه باستخدام
جداول األكسل بكل سهول وإجراء العمليات املحاسبية ،والجدول التالي يوضح
نتائج قرار الدخول يف صفقات شراء ذهب بمقابل كل انخفاض يف قيمته بمقدار
( )25دوالر لألونصة:
269
no Type Open Price Lot close Price Profit
1 Buy 1,800.00 0.01 - )(1,800.00
2 Buy 1,775.00 0.01 - )(1,775.00
3 Buy 1,750.00 0.01 - )(1,750.00
4 Buy 1,725.00 0.01 - )(1,725.00
5 Buy 1,700.00 0.01 - )(1,700.00
6 Buy 1,675.00 0.01 - )(1,675.00
7 Buy 1,650.00 0.01 - )(1,650.00
8 Buy 1,625.00 0.01 - )(1,625.00
9 Buy 1,600.00 0.01 - )(1,600.00
10 Buy 1,575.00 0.01 - )(1,575.00
11 Buy 1,550.00 0.01 - )(1,550.00
12 Buy 1,525.00 0.01 - )(1,525.00
13 Buy 1,500.00 0.01 - )(1,500.00
14 Buy 1,475.00 0.01 - )(1,475.00
15 Buy 1,450.00 0.01 - )(1,450.00
16 Buy 1,425.00 0.01 - )(1,425.00
17 Buy 1,400.00 0.01 - )(1,400.00
18 Buy 1,375.00 0.01 - )(1,375.00
0 0 - 0 - -
0 0 - 0 - -
0 0 - 0 - -
0 0 - 0 - -
72 Buy 25.00 0.01 - )(25.00
)(65,700.00
يف الجدول السابق وكما هو موضح يتبين لنا بأننا بحاجة إلى تنفيذ ما
مجموعة ( )72صفقة بالحد األقصى يفصل كل صفقة عن األخرى ( )25دوالر
لألونصة ،حتى يصل سعر أونصة الذهب إلى الصفر ومع الرغبة يف عدم إغالق أي
صفقة ىلع خسارة فإنه ويف حالة وصول سعر الذهب إلى الصفر فإننا نتحدث
عن ما قيمته ( )65,700خمسة وستون ألفًا وسبعمائة دوالر هي املبلغ الكامل
لخسارة كل الصفقات دفعة واحدة بوصول سعر الذهب إلى الصفر ،وهو األمر
املستحيل نظريًا ومنطقيًا ولم يحدث عبر التاريخ ،ولكن نحن نضع هذا االحتمال
حتى يتشكل لدى املتداول الوعي الكامل بالواقع الفعلي أثناء التطبيق ،حتى
270
يتمكن من بناء خطة تداول طويلة األجل ناجحة ومثمرة مستغالً كل ارتفاع يف
سعر الذهب لتحقيق الربح من الصفقات التي تحقق الربح ،حيث يمكن من حيث
املبدأ مثالً أن يتم فقط القيام بإغالق كل صفقة تحقق ربحًا بقيمة ( )100أونصة
من نقطة الدخول.
وال ننسى قبل أن ننتقل إلى العشرة اآلف دوالر والتي تمثل كامل املبلغ
الذي خصصه الشخص للتداول ،أن نشير إلى أن معطيات الجدول السابق يمكن
التغيير فيها واإلبداع يف التالعب بمعطياتها مثل املسافة الفاصلة بين كل
صفقة والتي تليها ،أو االستعاضة عن الدخول املباشر إلى السوق مع كل انخفاض
بقيمة ( ) 25دوالر ،وذلك من خالل استخدام منظومة األوامر املعلقة من نوعية
أوامر الوقف ،بحيث أننا نضع أمر Buy Stopىلع مسافة ( )25دوالر السابقة وذلك
بعد أن يبتعد السوق مسافة ( ) 40دوالر مثالً تحت آخر أمر شراء تم تفعيله أو تحت
آخر أمر تم تعليقه ،فلو كان لدينا أول أمر مفعل أو معلق ىلع سعر ( )1800دوالر
لألونصة ،فإننا ننتظر إلى أن يصل سعر الذهب إلى سعر ( )1600دوالر ومن ثم نقوم
بوضع أمر Buy Stopىلع سعر ( )1775مبتعدين عن تفعيل صفقات متتالية أثناء
رحلة الذهب يف الهبوط ،وننتظره يف طريقه برحلة الصعود فلو واصل الذهب
رحلته يف الهبوط ملسافات طويلة فإننا نوفر ىلع أنفسنا عددًا ال بأس به من
الصفقات التي يبلغ عددها األقصى ( )72صفقة ونوفر ىلع أنفسنا قيمة خسارتها
يف حال وصل سعر الذهب إلى الصفر كما أشرنا وهو األمر الغير منطقي نظريًا
ىلع األقل كما سبق وقلنا.
ووفق هذا املنظور املتطور يف العمل تبدأ تتشكل لدينا نظرة جديدة
ومختلفة كلياُ ملفهوم إدارة رأس املال ،وذلك من أجل بناء خطة تداول تالئم مبلغ
العشرة اآلف دوالر التي خصصتها للدخول يف خطة تداول محكمة ومثمرة بشكل
كبير للغاية ،وهذا األمر يفرض عليما التعامل مع املوضوع بواحد من خيارين:
271
الخيار األول :وهو أستخدم ذات الجدول السابق يف تقسم الصفقات ولكن مع وضع
نقطة وقف خسارة بعيدة نوعًا ما بمقدار ( )100دوالر لألونصة ،بمقابل ربح ()100
دوالر أيضًا ،وسنجد بأن النتيجة ستكون كما هي يف الجدول التالي:
ضمن نفس املسافات السابقة ولكن مع وضع نقطة وقف خسارة لكل
صفقة تخسر ( )100أونصة سنجد بأن مجموع الخسارة الكلية للصفقات وصوالً
بالذهب إلى سعر (صفر) هو ( )6,900ستة اآلف وتسعمائة دوالر فقط يف حال
رحلة الذهب بالهبوط الكامل إلى السعر (صفر) بدون تراجع .ويمكن بطبيعة الحال
التالعب باملسافات أيضًاََ والتالعب يف نوعية الصفقات وكيفية إدخالها للسوق
بما يتالءم وطبيعة حركة السعر.
272
الخيار الثاني :وهو بما أنني قد خصصت مبلغ العشرة اآلف دوالر من األساس للتداول
ىلع معدن الذهب مثالً بخطة تداول محكمة تعتمد ىلع عدم إغالق أي صفقة
ىلع خسارة ،فإنني من دراسة السعر أقوم بافتراض حد أدنى للسعر يتم عنده
تصفية كافة الصفقات والخروج من السوق ،ولنفترض أن السعر هو ( )1000ألف
دوالر لألونصة ،أو بمعنى أنني سأقوم بفتح صفقات بصرف النظر عن طريقة
تنفيذها سواء بالدخول املباشر أو باألوامر املعلقة ،مستمرًا بذلك النمط حتى
يصل سعر الذهب إلى ( )1000دوالر وهو الحد املفترض الذي سأتوقف عنده بشكل
كامل ،وعليه سأجد بأن مخاطرتي القصوى ستكون وفق الجدول التالي:
273
نالحظ من الجدول السابق ،بأنه وىلع فرض وصول سعر الذهب بدون
تراجع وإغالق أي صفقة ىلع ربح ،فإن وصول الذهب إلى سعر ( )1000دوالر
لألونصة نزوالً من ( ) 1800دوالر لألونصة مع مسافة فاصل بين كل صفقة والتي
تليها ( )35دوالر قد كانت ( )9,545تسعة اآلف وخمسمائة وخمسة وأربعون دوالرًا،
أو العشرة اآلف دوالر كاملة ،وهو األمر الذي أشرنا إليه أكثر من مرة بأنه يكاد يكون
شبه مستحيل نظريًا ما يكن هناك كارثة عاملية تنهي معها فكرة التداول من
جذورها ،ولكن يجب علينا أن نفترض ذلك ولو يف مخيلتنا.
وىلع كل حال ووفق املنظور السابق ملفهوم إدارة رأس املال ،فإنه ال
معنى للحديث عن هذا املوضوع ما لم يكن هناك استراتيجية محكمة األبعاد
والحسابات الكمية التي تجعل من عملية التداول رحلة مشوقة نعرف حدودها
القصوى األمر الذي يجعلنا بعيدين كل البعد عن عمليات الشد العصبي واملراقبة
املستمرة لألسعار ،وال ننسى أن نشير إلى أنه باإلضافة إلى ما تقدم ومع وضع حد
أدنى للسعر الذي سيتم عنده إيقاف عمليات التداول ،فإن تذبذب السعر ما بين
الهبوط واالرتفاع مع التركيز ىلع عدم إغالق أي صفقة خاسرة ،وإغالق أي صفقة
رابحه فقط باملقدار املحدد سيرافقه عدد مرات إغالق ربح غير محدودة ىلع
اإلطالق ،األمر الذي يعني النمو املستمر لقيمة الحساب والذي يسمح لنا بالتعديل
ىلع االستراتيجية من حيث حجم العقد أو املسافات الفاصلة أو قيمة الحد األدنى
لسعر املشتق املالي الذي سيتم عنده إيقاف كافة الصفقات.
وبناء ىلع كل ما تقدم فإن هذا املفهوم يف إدارة رأس املال ،قابل
للتطبيق واإلسقاط ىلع أي واحد من املشتقات املالية ،وباالتجاهين أيضًا،
كالدخول يف صفقات بيع ىلع زوج اليورو مقابل الدوالر ووضع حد أقصى له مثالً.
274
الحسابات الكمية لعملية التداول بمقابل االستراتيجية املستخدمة سواء من خالل
استخدام املؤشرات الفنية أو غيرها هي من تفرض نفسها يف تحديد منظور
املتداول ملفهوم رأس املال ،فلو تطرقنا ىلع سبيل املثال إلى املؤشر الفني
الذي قمنا باستخدامه تحت عنوان الصفقات قصيرة األجل بالحسابات الكمية وهو
مؤشر البولنغر باند Bolinger Bandفإن مفهوم إدارة رأس املال هنا تقتضي منا أن
نقوم بحساب املتوسط الحسابي الفاصل بين الخط العلوي للمؤشر والخط
السفلي للمؤشر خالل فترة زمنية محددة ،ومن ثم ينبغي علينا القيام بعمليتين
حسابيتين ،األولى خاصة بالتداول بعكس االتجاه والتي قوامها البيع عند مالمسة
السعر للخط العلوي للمؤشر والخروج عند مالمسة الخط السفلي له ،والشراء عند
الخط السفلي للمؤشر والخروج عند مالمسة الخط العلوي ،سواء أكانت الصفقة
رابحه أو خاسرة ،وعليه وخالل سنة تداول كاملة مقسمة إلى وحدات زمنية كاألربع
ساعات ،يتبين لدينا عدد الصفقات الرابحة املتتالية واملتوسط الحسابي للربح
يف الصفقات ،مقابل عدد الصفقات الخاسرة املتتالية واملتوسط الحسابي
للخسارة يف الصفقات ،األمر الذي يترتب عليه تحديد حجم الصفقة املناسب
لتنفيذ الصفقات لنعرف مقدار كفاية رأس املال لصفقات خاسرة متتالية .والعكس
كذلك صحيح يف حال كان التداول قائمًا ىلع التداول املصاحب لالتجاه ،وهو ما
يبين لنا بالضبط أي الطريقين أفضل الستخدامه يف عمليات التداول.
275
إضاءات ىلع طريق املستقبل
إن اإلجابة املنطقية التي تفرض نفسها هنا هي أنه يستحيل أن يتوقف
البحث العلمي عند مستوى معين ،وبالتالي فلو توقف البحث العملي أو توقفت
آفاق التطوير ىلع ملا وصلنا إلى هذا إخراج هذا الكتاب بعد أن سبقه كتابين يف
إطار موضوع التحليل الكمي لألسواق املالية العاملية ،لغاية الخروج باستراتيجيات
غير تقليدية تمنح املتداول أفضل الطرق والوسائل التي تمكنه من السيطرة ىلع
عمليات التداول أو التداول عن وعي مطلق يف املجريات أو األسس التي يتم
بموجبها اتخاذ قرارات البيع والشراء .وىلع كل حال ففي الصفحات التالية فإننا
سنعطي إضاءات ىلع اآلفاق التي سيتم بموجبها أنتاج سلسلة مختلفة من
أساليب التداول القائمة ىلع منهج التحليل الكمي.
276
يكون منصبًا ىلع إعطاء املتداول الخطوات التنفيذية املباشرة للتطبيق املباشر
ىلع أي زوج من أزواج العمالت الدولية أو أي مشتق من املشتقات املالية التي
يجري التداول عليها بشكل كبير.
277
وبناء ىلع ذلك فلو تخيلنا بأن آلة البيانو الرائعة والجميلة لها مفتاحان
فقط ،يتم تبادل الضغط عليهما بطرق مختلفة ،وأحيانا لفترة قصيرة وأحيانا لفترة
متوسطة وأحيانًا لفترة أطول .وعليه ففي التصور السابق لو تخيلنا بأن الضغط
ىلع هذان املفتاحان يرسمان لنا حركة الشموع ىلع شاشة التداول ،وكان أحد
املفتاحان لرسم الشمعة الصاعدة ويكون طولها بمقدار الفترة الزمنية التي يتم
الضغط عليها ،وكلما كان الفترة الزمنية أطول كلما كان طول الشمعة الصاعدة
أطول ،والعكس تمامًا بالنسبة للمفتاح الثاني الذي يرسم لنا الشمعة الهابطة،
ويكون طولها بمقدار الفترة الزمنية التي يستمر فيها العازف بالضغط ىلع مفتاح
الهبوط.
يصل بنا التصور السابق إلى تخيل شكل أو صوت املقطوعة املوسيقية
التي يمكن أن نحصل عليها بناء ىلع ذلك التصور ،فهل سنجد فيها نمطًا
موسيقيًا محددًا يتم تكراره أم أن العشوائية ستبقى سيدة املوقف وسنحصل
ىلع مجرد أصوات عشوائية ال يربطها شيء أو نغم محدد يمكن أن نغنيه بشكل
مستمر؟
يف املثال األول كان مؤلف املعزوفة املوسيقية هو شخص واحد اسمه
بتهوفن ،وأصبح العازفون يتفننون يف تطبيق أو إعادة عزف تلك املقطوعات
الجميلة بطرق مختلفة ،غير أنه يف حالة حركة املشتقات املالية املختلفة
كالعمالت العاملية وفق هذا املنظور فإن مؤلف املقطوعة املوسيقية التي تمثل
حركة السعر بين شموع صاعدة وأخرى هابطة بقياسات مختلفة ليس فردًا واحدًا
بل أوركسترا كاملة من العازفين كالشركات املالية العمالقة والبنوك املركزية
وصانعي القرارات السياسية ،ولكن يف نهاية املطاف ودون أن نفكر يف عدد
العازفين أو هوياتهم فإننا نرى نتائج اتفاقهم أو اختالفهم ىلع اللحن الذي
سنسمعه ممثالً بشمعة صاعدة أو هابطة طويلة أو متوسطة أو قصيرة.
278
فهل من املمكن أن نجد نمطًا موسيقيًا منتظمًا بين هذه الشموع يتم
عزفه بشكل مستمر بصرف النظر عن العازفين أو مؤلفي تلك التوليفة من
الحركات؟ بالتأكيد ال نعرف ،ولكن يحق لنا من حيث املبدأ أن نتخيل الصورة التالية
لحركة الباوند االسترليني مقابل الدوالر األمريكي كمقطوعة موسيقية قامت
املتغيرات املختلفة التي تتحكم يف مسيرة السعر بعزفها ىلع أسماعنا:
من باب آخر ففي الوقت الذي نسمع فيه املعزوفات املوسيقية بآذاننا
فإننا بالتأكيد نسمع معزوفة حركة املشتقات املالية بأعيننا ،ولو قيض لنا تحويل
تلك األشكال أو الحركات إلى نغمات وواصلنا االستماع إليها ربما سنصل إلى معرفة
الصوت القادم وقوته ،تمامًا كما يحصل لك عند سماعك ألغنية معينة وتكرر
سماعها مرة تلو املرة ،فستجد نفسك تغني مع املطرب بال وعي ألنك تعرف
ترتيب األلحان التي سيعقبها كلمات معينة أو ستعرف ما هو اللحن القادم ىلع
اللحن الذي تستمع إليه يف كل لحظة.
279
وحتى نكمل اإلضاءة بصورتها التي نريد ،فال بد لنا من التفكير يف اآللية أو
التسلسل الذي يتم فيه تحديد شكل وطول الشموع وفق هذا املنظور ملعرفة
فيما إذا كانت هناك أي أنماط مترابطة أو متراصفة تعطينا توافقًا قادر ىلع
تشكيل ما يتبعها من أنماط بالضرورة ،وهو ما سيشكل بالنسبة للمؤلف ىلع أقل
تقدير بوابة البحث الجديدة يف هذا املوضوع.
-كم عدد املرات التي كانت لدينا شمعة صاعدة تسبقها شمعة هابطة ،أو
العكس؟
-كم مرة كمان لدينا شمعتين صاعدتين متتاليتين يسبقهما شمعة هابطة
أو أكثر أو العكس؟
وهكذا يتكرر السؤال مع زيادة شمعة يف كل مرة حتى نصل إلى نمط -
أقصى ال يمكن أن يتكرر أن يكون لدينا مثالً عشرة شموع صاعدة متتالية
يسبقها شمعة هابطة أو العكس؟
وحتى نجيب ىلع هذه األسئلة ال بد من لفت االنتباه إلى أننا هنا ال زلنا
يف الطور األول من البحث وما نتحدث به اآلن هو مجرد إضاءات توضح معالم
البحث العلمي يف املستقبل يف هذا اإلطار ،وبناء عليه وحتى نعطي إضافة
وافية عن هذا املوضوع ،سنعرض يف الجدول التالي ،تحليل لحركة سعر
الباوند االسترليني مقابل الدوالر األمريكي ىلع اإلطار الزمني اليومي لعدد
( ) 8314يومًا متتاليًا ،لنعرف ىلع تفاصيل أو أكثر األنماط شيوعًا وفق ترتيب
280
الصعود والهبوط للشموع املتتالية أو املتخالفة ،تمهيدًا لبناء استراتيجيات
تداول أو معرفة إن كانت هناك أيه إمكانية للبناء وفقًا لهذه اإلضاءة:
281
ولكن إلى أين يوصلنا هذا النوع من التحليل وماذا تعني هذه القراءة
بالنسبة لنا؟ إن اإلجابة ىلع هذا السؤال تقوم بكل بساطة ىلع الهدف من
التحليل الكمي للبيانات ،حيث ال يمكن القيام بأي نوع من أنوع التصور بدون أن
يسبقه تصور أو فرضية معينة يتم بناء ىلع اختبارها وإثبات صحة التصور أو خطأه
إلى معرفة قدرتنا ىلع بناء استراتيجية تداول قائمة ىلع إثباتات علمية موثوقة،
وعليه ففي الشكل السابق الذي سنجده متكرر يف كافة األطر الزمنية وليس ىلع
اإلطار اليومي للشارت ،وكذلك سنجد نفس النسبة يف جميع املشتقات املالية،
وعليه فإن اإلضاءة األولى تقول:
إذا كان لدي شمعة صاعدة ،فهناك احتمال ( )%52أن تكون الشمعة التالية
هي شمعة هابطة ،وإذا ما ربطنا هذه اإلضاءة بما تقدم عرضه من استراتيجيات
يف الكتاب الحالي وبخاصة إستراتيجية التداول باالتجاه الواحد ،سنجد أنفسنا أمام
بوابة كاملة من البحث العلمي وبناء استراتيجيات قائمة ىلع الدمج ما بين هذه
النتيجة وما سبق أن تم التوصل إليه من نتائج سابقة ،وهي بحاجة إلى إفراد بحث
علمي كامل متعلق بهذه اإلضاءة لوحدها.
282
وىلع كل حال وحتى ال نبتعد كثيرًاََ عن موضوع اإلضاءة ونأخذ الشق
الثاني منها ،فإنه وبالنظر إلى املواصفات أو الخصائص الكمية للشموع اليومية
لزوج الجنية االسترليني مقابل الدوالر األمريكي ،فلو افترضنا بأن املتداول قام
بعملية البيع يف نهاية كل شمعه صاعدة وعند أىلع سعر لهذه الشمعة ،سنجد
بأن عدد العمليات الرابحة التي خرج بها ستكون بمجموع ( )2117صفقة نجح فيها
املتداول وحقق فيها ربحًا مؤكدًا.
وعليه فإنه بالعودة إلى البيانات التي يكشف عنها الجدول السابق ،سنجد
بأن هذا العدد املقدر ب ( )2117شمعة والتي كان يسبقها شمعة صاعدة ،نجد أن
هناك ( ) 996حالة واصل فيها السعر الهبوط وسجل شمعتين هبوط وبما نسبته
( )%47من العدد ( ،)2117بمعنى أننا حصلنا ىلع الشكل التالي:
وعليه سنجد بأن هذه الشكل تكرر ( )996مرة ،وعليه إذا أضفنا هذه الحاالت إلى
الحالة األولى سنجد بأننا نقف أمام ما مجموعة ( )3113شمعة هبوط وبما نسبته
( )% 76من العدد الكلي للشموع الهابطة كانت ىلع نحو شمعتين هابطتين
283
متتاليتين ،وبمعنى أكثر وضوحًا نجد أن هناك احتمالية بقيمة ( )%47أن تكون
الشمعة التالية للشمعة الهابطة هي شمعة هابطة أيضًا ،أي فرصة لرفع قيمة
أرباح الصفقة السابقة إذا كانت ال تزال عاملة يف السوق.
وهكذا نجد أنه ومع زيادة شمعة هابطة ىلع الشكل السابق ،فيصبح
لدينا قراءة أكثر وضوحًا لعدد الحاالت التي كانت لدينا فيها 3شموع هابطة ،غير أن
احتمالية االستمرار يف نفس االتجاه مقابل كل عدد تنخفض بشكل مستمر ،لنصل
إلى نهاية الجدول ونجد أن أكبر عدد من الشموع الهابطة املتتالية وصل إلى ()12
شمعة هابطة متتالية.
وإذا أخذنا الشق املقابل واملتعلق بالشموع الصاعدة ،سنجد بأن الجدول
سيكون ىلع النحو التالي:
284
بدون الدخول يف الشروحات النظرية مرة أخرى ،فإن فهم املعنى الكامن
وراء هذه اإلضاءة كفيل بأن يفتح اآلفاق أمام املتداول الواعي الباحث عن التميز
لبناء استراتيجيات تداول ال تعتمد بأي حال من األحوال ىلع أي نوع من أنواع
التحليل الفني أو األساسي ،وخالية تمامًا من محاول التنبؤ بمستقبل السعر أو
االتجاه الذي يمكن أن يذهب فيه سواء ىلع املدى القصير أو املتوسط أو الطويل.
ويف النهاية نرجع للتذكير بأن هذه ال تشكل إال مجرد إضاءة آلفاق البحث
العلمي املستقبلي الذي ينوي املؤلف أن يطرق بابه بصورة أكثر شمولية وتفصيالً
والخروج بأفضل استراتيجيات قائمة ىلع هذا التصور والفرضيات التي تم بنائها
وفقًا له.
تقوم فكرة هذه اإلضاءة أو انطلقت أساسًا من خالل مراقبة العشوائية التي
تحكم حركة السعر والتذبذب الدائم لتلك الحركة ،والتي تترافق بالضرورة مع
اإلحصائيات السابقة ،حيث أن كل حركة يقوم بها السعر ال تتعدى عن واحدة من
أمرين ال ثالث لهما ،إما حركة صاعدة بصرف النظر عن طولها ،وإما حركة هابطة
بصرف النظر عن طولها أيضًا ،ولكن للتسهيل وضبط عملية املراقبة والرصد لحركة
السعر يتم استخدام األطر الزمنية ملحاولة تأطير حركة السعر وفهمها وفق العديد
من الضوابط ووجهات النظر املختلفة.
285
وىلع كل حال وحتى ال نطيل يف السرد النظري ،فإن املتتبع لحركة أي
زوج من أزواج العمالت أو أي من املشتقات املالية ،سيجد بأن تلك الحركة محصورة
يف منطقة سعرية محدودة جدًا لفترة زمنية طويلة للغاية يف كثير من األحيان،
بمعنى آخر قد يستمر زوج اليورو مقابل الدوالر األمريكي يتراوح صعودًا وهبوطًا
بشكل عشوائي بين منطقتين سعريتين الفاصل بينهما ال يتجاوز 300 – 200
نقطة كاملسافة بين سعر 1.0500و ،1.0800ويستمر يف هذه املنطقة لفترة
تمتد عددًا من األشهر.
وعودة ىلع بداية هذه اإلضاءة التي أشرنا فيها إلى أن حركة السعر
العشوائية التي ال يمكن التنبؤ بمستقبلها يف أغلب األوقات ،فإن الحل الوحيد
الذي يشكل املنطلق ألي نوع من أنواع التحليل بالنسبة ألي محلل يكون من خالل
رصد تلك الحركة ووضعها يف إطارات زمنية محددة الدقيقة والخمسة والنصف
ساعة وغيرها ،ويتم بناءً ىلع تلك األطر الزمنية اشتقاق مختلف أنواع التحليالت
بشتى صنوفها.
286
من موقع يف سلسلة كتب التحليل الكمي ،فإنه وباإلضافة إلى التساوي يف عدد
الشموع الهابطة بمقابل عدد الشموع الصاعدة والوصول إلى حالة التطابق التام
يف العدد كلما طالت الفترة الزمنية املدروسة وىلع أي إطار زمني ،وذلك بصرف
النظر عن الكمية فإن ذلك يوصلنا إلى قلب هذه اإلضاءة بصورة دقيقة والتي تقول
بأن الخط املستقيم الواصل بين أي منطقتين سعريتين بينهما فاصل زمني،
سيكون أقصر بكثير من خط متعرج يصل بين الحد األىلع للسعر يف الشموع
الصاعدة والسعر األدنى يف الشموع الهابطة.
وللتفصيل أكثر فلو كان لدينا صفقة بيع عند أىلع سعر تصل إليه
الشمعة الصاعدة عند إغالقها ،ولدينا صفقة شراء عند أدنى سعر تصل إليه
الشمعة الهابطة عند إغالقها ،وذلك ىلع أي إطار زمني مدروس ،سنجد بأن
املتوسط الحسابي لسعر البيع سيكون أىلع من املتوسط الحسابي لسعر الشراء،
واملسافة الفاصلة بين املتوسطين ستمثل كمية ربح مؤكدة يتم جنيها كلما
تساوت عدد صفقات الشراء مع عدد صفقات البيع ،مع توحيد حجم الصفقات
بشكل دائم ومستمر.
ولتنفيذ ذلك فإنه ومع إغالق كل شمعه صاعدة سيتم وضع أمر بيع معلق
عند الحد األىلع سعر الشمعة ،وأمر شراء معلق عند الحد األدنى لسعر أي شمعة
هابطة ،إذا سمحت املنقطة السعرية بذلك ،أما إذا كان سعر افتتاح الشمعة
الجديدة أىلع من الحد األىلع لسعر الشمعة املغلقة فيتم فتح صفقة بيع
بشكل مباشر دون الحاجة إلى األمر املعلق للبيع ،والعكس صحيح يف حال كان
سعر الشمعة الجديدة أدنى من الحد األدنى لسعر الشمعة املغلقة فيتم فتح
صفقة شراء مباشرة دون الحاجة ألمر الشراء املعلق.
287
مع عدد صفقات البيع ،ومن ثم القيام بإلغاء أي أوامر لم يتم تفعيلها بسبب تراجع
السعر.
288
اإلضاءة الثالثة :قاعدة عدم التناقض
قبل أن نتطرق إلى عرض الفكرة الرئيسية لهذه اإلضاءة التي أشرنا إلى أنها
ستكون واحدة من ضمن سلسلة من املنطلقات التي ستشكل بالنسبة للكاتب
آفاقًا مستقبلية للبحث العلمي املتخصص يف هذا الباب ،بإنه وبعد ختام
املوضوعات التي تم عرضها يف هذا الكتاب عاد الكاتب مرة أخرى لعرض هذه
اإلضاءات كي ال تذهب أدراج النسيان بسبب ما يتعرض له الكاتب من ظروف
حياتية يتعرض لها أي إنسان أخر قد ال يستطيع أن يكمل معها مسيرة معينة،
ولذلك وجد الكاتب أنه من الالزم أن يتم عرضها هنا لتحقيق هدفين يف الوقت
ذاته :األول منهما هو إثراء املحتوى املقدم بين يدي من يقرأ صفحات هذا الكتاب
من خالل تزويده بسلسلة من األدوات القابلة للتطبيق العملي املباشرة وفتح
اآلفاق أمامه من أجل بدء مسيرة مستقلة بالبحث العلمي القائم ىلع هذه
اإلضاءات ،أما الهدف الثاني هو توثيق هذه اإلضاءة من أجل ترك الباب مفتوحًا
للبحث يف تلك اإلضاءات بأدوات قد تختلف بتطور أساليب وأدوات البحث العلمي
املترافق بالضرورة مع التطبيق العملي.
وتقوم فكرة عدم التناقض كفكرة فلسفية خالصة ،دون أن ندخل يف
مدلوالتها العميقة ،ولكن بالقياس ىلع واقع األسواق املالية العاملية فإنها تنص
ىلع أن السعر يف مسيرته خالل األيام ال يمكن له أن يكون يف نقطتين يف
وقت واحد ،وهو صلب قانون عدم التناقض األزلي.
وبمثال واضح فلو كان سعر الجنية اإلسترليني مقابل الدوالر األمريكي اليوم
هو ( )1.2200ورسمنا له نقطتين؛ األولى أىلع منه ىلع بعد ( )150نقطة أي عند
سعر ( )1.2350وأخرى أسفل منه عند سعر ( )1.2050فإنه ومع التطور الزمني فإن
سعر االسترليني ال يمكن له أن يصل إلى النقطة العلوية أو السفلية يف الوقت
ذاته ،بصرف النظر عن طبيعة الحركات السعرية التي يمكن أن تحدث بين
289
النقطتين قبل أن يصل إلى واحدة منهما ،ولكن الشيء املؤكد هو سعر الجنية
االسترليني ال يمكن له أن يكون يف النقطتين معًا يف وقت واحد ،أو أن يصلهما
يف الوقت ذاته ،فإما أن يصل إلى النقطة العلوية أوالً ويعود باتجاه النقطة
السفلية أو قد ال يعود من األساس ويبقى يف مسيرة سعرية مختلفة فوق
النقطة السفلية ،أو العكس تمامًا هو ما قد يحصل.
وىلع ذلك فإن الفكرة األساسية لهذه اإلضاءة تقوم هنا ىلع أنه وبدون
الدخول يف تفصيالت سيجري بحثها مستقبالً بطريقة متعمقة ومفصلة للغاية،
ماذا لو كان لدينا صفقة مزدوجة يف الوقت ذاته ،األولى تقوم ىلع اختطاف
السعر نحو األىلع من نقطة الصفر فما دون ،والصفقة األخرى تعمل ىلع اختطاف
السعر نحو األسفل من نقطة الصفر فما فوق؟ بحيث نحافظ ىلع الدوام ىلع
وجود صفتين إما بذات االتجاه أو باتجاهين مختلفين بحسب متغيرات حركة
السعر.
وحتى نفهم هذا املوضوع بصورة أدق ،فلو كان لدينا صفقتين شراء يف
الوقت ذاته ىلع سعر ( )1.2200وكان هدف الصفقتين هو 100نقطة أي عند
( ،) 1.2300فإن الخيارات أمام السعر هي أن يصعد السوق باتجاه الصفقتين ليصل
الهدف الكامل بكامل الصفقتين ،والخيار الثاني هو أن يهبط السعر باتجاه األسفل
ضد الصفقتين فما العمل؟
ىلع بعد 20نقطة يكون لدينا نقطة وقف خسارة للصفقة األولى مع أمر
بيع معاكس ،Sell Stopوعليه سيكون لدينا صفقة شراء ىلع سعر 1.2200
وصفقة بيع ىلع سعر ،1.2180وىلع بعد 40نقطة سيكون لدينا نقطة وقف
خسارة ثانية لصفقة الشراء األولى وىلع سعر 1.2160مع أمر بيع معاكس Sell
.Stop
290
إذا تحققت نقطة وقف الخسارة األولى ،سنضع– عليها نقطة هدف هي
،1.2080ونقطة وقف خسارة ىلع بعد 40نقطة أي ىلع سعر 1.2220مع أمر شراء
معاكس ،وعليه إذا استمر السعر بالهبوط فإن أمر وقف خسارة صفقة الشراء الثانية
سيتحقق ىلع سعر 1.2160مع تفعيل أمر بيع ثاني ىلع ذات النقطة ،والهدف هو
1.2180أيضًا.
وإذا تحقق أمر البيع الثاني نضع نقطة وقف خسارة لهذه الصفقة ()1.2180
مع أمر شراء معاكس ،فإذا صعد السوق يمون لدينا صفقة شراء ىلع سعر ()1.2180
وصفقة بيع ىلع سعر ( )1.2180أيضًا ،ولكن إذا استمر السوق باالرتفاع فسيتم
توقف صفقة البيع والدخول يف صفقة شراء من سعر ( ،)1.2220وهدف صفقتي
الشراء سيكون هو ( )1.2300املحدد سلفًا بفكرة هذه اإلضاءة.
وىلع ذلك ومع االستمرارية سنجد أننا سنبقى يف مرحلة اختطاف السعر
وشراءه من مناطق أسفل نقطة الصفر ،وبيعه من مناطق فوق نقطة الصفر حتى
نصل إلى واحدة من نقطتي الهدف املحددة لنقطة الصفر ،وسيكون لدينا الشكل
التالي بالضبط.
291
خاتـــمة
بعد أن وصلنا إلى نهاية املوضوعات التي أرادنا تقديمها يف هذا الكتاب،
حاولنا بقدر املستطاع أن نمهد أو نحاول تقديم بناء متكامل بطريقة متسلسلة
تؤسس لبناء جيل جديد من املتداولين وفق منظور مختلف تمامًا وغير تقليدي
ىلع اإلطالق .وهذا البناء بحسب ما نرى سيكون بمثابة بوابة عبور للمزيد من
األبحاث العلمية املتقدمة التي يمكن تنفيذها وتطويرها وتقديمها يف عالم
تداول املشتقات املالية يف أسواق املال العاملية ىلع شكل منتجات جديدة
كليًا.
غير أن ما تجدر اإلشارة إليه هنا وهو أننا وأثناء تقدمنا يف عرض
املوضوعات بصورة متسلسلة بقدر اإلمكان ،فإن منحنيات جديدة وآفاق متطورة
للغاية بدأت تتشكل من جديد يف ذهن املؤلف ،إلى الدرجة التي كانت تعيق
عملية التقديم يف عرض املوضوعات املطروحة يف هذا الكتاب ،بسبب إشغالها
ملساحة كبيرة من التفكير والتحليل والتطبيق العملي املباشر ىلع منصات
التداول ،حتى جاء اليوم الذي تم فيه قرار التوقف عن السعي وراء الطرق الجديدة
التي ظهرت بشكل إجباري ال إرادي وفرضت نفسها بقوة ىلع منطقة التفكير
العملي املباشر .والسبب بكل تأكيد هو أن جميع ما تم تقديمه يف الكتاب الحالي
عبارة عن استراتيجيات فعلية يقوم املؤلف ىلع استخدامها وتوظيفها بأكثر من
أسلوب ليقدم من خاللها تجاربه ونصائحه لجمهور املتداولين يف معلومات
وقوالب جاهزة لجمهور املتداولين من خالل املنصات املتاحة سواء من خالل
موقع إلكتروني متخصص أو من خالل منصات التواصل االجتماعي املتوفرة يف
الفترة التي تم تأليف هذا الكتاب فيها.
وىلع ذلك فإن كان ثمة مستوى جديد أو كتاب جديد سيتم إطالقه
مستقبالً سيكون بكل تأكيد متحرر بشكل كلي من الكثير مما ورد يف الكتاب
292
الحالي ،وذلك باالعتماد ىلع الحساب الرقمي أو الكمي املطلق من خالل توظيف
املفاهيم الرئيسية أو األساسية يف الرياضيات أو مواد الجبر ،دون أدنى محاولة
لتوقع حركة السعر أو رصد وجود موجات سعرية من عدمها ،األمر الذي يعني بأن
املؤشرات الفنية ىلع اختالف مسمياتها أو أهميتها ستكون خارج نطاق العمل أو
املستوى الجديد الذي يجري الحديث عنه هنا.
ولعل بوابة العبور إلى ذلك املستوى ستكون من خالل ما ال يمكن لحركة
املشتقات املالية أن تفعله ىلع اإلطالق ،كأن يكون سعر أي زوج من العمالت أو
أي من املشتقات املالية يف مكانين مختلفين يف الوقت ذاته ،وهذا بطبيعة
الحال مشتق من التصورات الفلسفية ملنطق الحركة يف الحياة العامة ،وهو ما
يحتاج إلى ترجمة فعلية ىلع شكل استراتيجيات تداول قابلة للتطبيق ىلع
منصات التداول.
وأخيرًا فإن من نأمل تحقيقه ملن يقرأ هذا الكتاب هو أن نكون قد نجحنا
يف االرتقاء بمستوى تفكير املتداول من التفكير أو العمل التطبيقي العشوائي
املبعثر ،إلى مستوى من التفكير التجريدي ونقل منصة التداول إلى مخيلة
املتداول ومراقبة حركة املشتقات املالية كميكانيكية مجرده دون النظر يف
األرقام الفعلية ،وذلك من منطلق التشابه املطلق يف ميكانزيم حركة األسعار
وتمثيلها ىلع شكل شموع ىلع منصة التداول؛ ألن نجاح املتداول يف عبور هذه
العتبة واالنتقال من املحسوس إلى التجريد ستكون بدقة هي نقطة البداية أو
بوابة العبور لالنتقال إلى مستوى مختلف كلياً من االحتراف يف عالم التداول
املليء باإلثارة والتشويق.
293
فهرس املحتويات
الطريقة الثالثة :التداول باتجاه واحد يسبقه يوم باالتجاه املعاكس 64...........................
الطريقة الثانية :الصفقة املجزأة ذات الهدف الواحد 122 ............. ................................
الطريقة الثانية :إطالق الربح والزحف باألمر املعاكس 148 ........... ................................
294
الطريقة الثالثة :الزحف بنقاط الخسارة وأوامر الوقف املتعددة 150 ................................
استراتيجية العالقات الثنائية بطريقة إطالق الربح وتحديد الخسارة 176 ........................
الطريقة الثالثة :التداول باالتجاه اليومي املوحد مع االتجاه العام 215 ............................
الطريقة الرابعة :التداول قصير األمد املتوافق مع االتجاه العام 223 ...............................
االستراتيجية الثانية :التداول طويل األجل واملحدد قصير األجل 241 ..............................
295
296