Professional Documents
Culture Documents
النظام القانوني للفاتورة في التشريع الجزائري
النظام القانوني للفاتورة في التشريع الجزائري
الحمد و الشكر هلل أوال ،نثني عليو ثناء كما أثنى ىو
على نفسو ،الذي أعاننا بحولو و قوتو علــى إنجاز
ىذا العمل المتواضع و نرجو منو سبحانو وتعالى
التوفيق و السداد ،وأن يجع ـل ــو علمــا ننتفع بو نحن
و ينتفع بو غيرنا.
حناشي لخضر
قائمة المختصرات
قـــــائــــمــــــة الـمـخـتـصـــــــــرات
-1دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،صادر بموجب مرسوم رئاسي رقم ، 438-96مؤرخ في 07ديسمبر
، 1996ج.ر.ج.ج ،عدد ، 76الصادرة بتاريخ 08ديسمبر ، 1996معدل ومتمم بموجب القانون رقم ، 01/16مؤرخ
في 06مارس ، 2016ج.ر.ج.ج ،عدد ، 14صادر بتاريخ 7مارس .2016
-2دستور الجميورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، 2020ج.ر.ج.ج ،عدد ، 82الصادرة بتاريخ 30ديسمبر.2020
1
مــقــــدمــــــــــــــــــــــــــة
وحدد بموجب المرسوم التنفيذي رقم 66/16المؤرخ في 16فبراير سنة 2016نموذج
1
الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بيا.
ىذا وأن المشرع الجزائري قد نص عمى بعض الجرائم المتعمقة بالفاتورة في القانون
02/04من خالل نص المادتين 33و ، 234كما حدد بموجب القرار المؤرخ في أول
غشت سنة 2013مفيوم فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاممة وكذا كيفيات تطبيق
العقوبات المقررة عمييا ، 3ىذا باإلضافة إلى العقوبات المنصوص عمييا في التشريع الجبائي
وكذا قانون الجمارك.
ونظ ار لالىتمام الذي أواله المشرع الجزائري لمفاتورة وافراده باب كامال ليا في القانون
02/04الذي تمتو عدة مراسيم تنظيمية باإلضافة إلى النصوص العامة من القانون التجاري
وقانون العقوبات وكذا النصوص الخاصة في التشريع الجبائي وقانون الجمارك اخترنا
أن تكون الفاتورة موضوعا لمذكرة التخرج.
إذ تبدو أىمية البحث تظير في أىمية الفاتورة باعتبارىا من أىم العناصر لتجسيد
شفافية الممارسات التجارية ،من خالل تنظيميا واثباتيا لمعالقات بين األعوان االقتصاديين
فيما بينيم وكذا بينيم وبين المستيمك ،باإلضافة إلى الدور واألىمية المذين تؤدييما الفاتورة
في تنمية االقتصاد الوطني من خالل تنظيم السوق ومن طرف الدولة عن طريق تطبيق
الجزاءات في حالة اإلخالل بعدم الفوترة أو عدم تحريرىا.
أما أسباب اختيارنا لمموضوع فإن ذلك راجع ألسباب موضوعية وأخرى ذاتية ،أما
األسباب الموضوعية تتمثل في أن ىذا الموضوع يدخل ضمن اختصاصنا كطمبة ماستر
تخصص قانون أعمال وأنو غير متناول كموضوع منفرد بذاتو ،إضافة إلى أن ىدف الدراسة
-1المرسوم التنفيذي رقم 66-16المؤرخ في 16فبراير سنة ، 2016يحدد نموذج الوثيقة التي تقوم مقام الفاتورة وكذا
فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بيا ،الجريدة الرسمية ،العدد ، 10المؤرخة في 22فبراير .2016
-2القانون رقم 02/04المؤرخ في 23يونيو سنة ،2004يحدد القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ،ج.ر.ج.ج ،
العدد ،41المؤرخة في 27يونيو .2004
-3القرار المؤرخ في ،2013/08/01الجريدة الرسمية ،العدد ، 30المؤرخة في 21مايو .2014
2
مــقــــدمــــــــــــــــــــــــــة
ىو تناول مشكمة ىامة مطروحة عمى المستوى الوطني ال سيما وأن الفاتورة من أىم الوسائل
المعتمدة في المعامالت التجارية ،إذ طرحت العديد من القضايا أمام القضاء ،وتعد ىذه
األخيرة من األسباب الذاتية التي نصادفيا من خالل ممارستنا المينية ،دفعت بنا
إلى البحث أكثر والتعمق في موضوع الفاتورة والتعرف أكثر عمى نظاميا القانوني.
ويكمن اليدف من دراستنا في محاولة اإللمام بموضوع الفاتورة في إطار إثراء مكاسبنا
ومعارفنا العممية وكذا إثراء المكتبة الجامعية بمثل ىذه المواضيع لقمتيا ومحاولة التطرق
إلى معظم النصوص القانونية التي ليا عالقة بموضوع الفاتورة من خالل إبراز التنظيم
القانوني الذي خصيا بو المشرع واآلليات المعتمدة لردع المخالفات والتجاوزات نتيجة
اإلخالل بيا .
أما عن الصعوبات التي واجيتنا في دراستنا ىي قمة العثور عمى مراجع خاصة
بموضوع النظام القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري كموضوع مستقل بذاتو ،إذ لم نجد
مؤلف واحد أو مذكرة تخرج تناولت موضوع الفاتورة بشكل خاص إذ أن أغمب المراجع
والدراسات التي وجدناىا تناولت موضوع الفاتورة كعنصر ثاني لمممارسات التجارية بصفة
عامة والمساس بشفافية ونزاىة الممارسات التجارية أو تناولت الفاتورة من جانب تجريم
المشرع لبعض صور الجرائم المتعمقة بالممارسات التجارية بصفة عامة أو في إطار حماية
المستيمك .
فالمرجع الوحيد الذي وجدناه تناول موضوع النظام القانوني لمفاتورة عبارة عن مقال
تناولتو عائشة بوعزم منشور في مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية ،العدد األول ،مارس
،2014أما باقي المراجع فقد تناولت الفاتورة كوسيمة لشفافية الممارسات التجارية نذكر منيا
مذكرة تخرج لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص لمطالبة عالوي زىرة بعنوان الفاتورة
وسيمة شفافية لمممارسات التجارية،تمت مناقشتيا بتاريخ 2013/06/12و كذلك مداخمة
لكل من سممى بقار وسامية حساين منشورة في مجمة الدراسات الحقوقية ،المجمد ، 7العدد
3
مــقــــدمــــــــــــــــــــــــــة
2جوان 2020والذي تبين لنا من خاللو أن موضوع الفاتورة جد ميم ،يستدعي البحث فيو
ومما سبق ذكره ،يمكننا طرح اإلشكالية التالية:
إلى أي مدى تمكن المشرع الجزائري من إرساء نظام قانوني متكامل لمفاتورة مما
يحقق األهداف المرسومة في ظل القانون 40/40؟
ولإلجابة عن ىذه اإلشكالية اتبعنا المنيج الوصفي في ىذه الدراسة كونو األنسب
لمبحث من خالل التقصي عن كل النصوص القانونية في التشريع الجزائري التي ليا صمة
بموضوع الفاتورة انطالقا من القانون 02/04وكذا النصوص القانونية التي تمتو والتي سنيا
المشرع الجزائري من أجل تنظيم الفاتورة.
وقد قسمنا موضوع دراستنا إلى فصمين تسبقيما مقدمة وتمييما خاتمة ،تناولنا
من خالل الفصل األول التنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري وقسمناه بدوره
إلى مبحثين ،تناولنا في المبحث األول ماىية الفاتورة ،وفي المبحث الثاني األحكام المنظمة
لمفاتورة في التشريع الجزائري ،أما الفصل الثاني فتناولنا من خاللو آثار اإلخالل بالتنظيم
القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري ،أين تم تقسيمو إلى مبحثين ،المبحث األول تطرقنا
فيو إلى تجريم اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة ،أما المبحث الثاني فتطرقنا إلى آليات ردع
الجرائم المتعمقة بالفاتورة.
4
الفصل األول :التنظيم
5
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
لمبيانات اإللزامية لسند المعاممة وفئات األعوان الممزمين بتحريره ،ونماذج سند المعاممة
بحسب نوع النشاط.
وتجدر اإلشارة أن القانون رقم 02-04عدل وتمم مرة أخرى بموجب قانونين ،
حيث كان ذلك بموجب القانون رقم 11-17المتضمن قانون المالية لسنة 2018ومس
المواد الخاصة بالفوترة فقط ،ثم بموجب القانون رقم 13-18المتضمن القانون قانون
المالية التكميمي لنفس السنة ،كما صدر القانون رقم 05/18المتعمق بالتجارة اإللكترونية
1
المؤرخ في 10مايو 2018يمزم المورد اإللكتروني بالفوترة.
كل ىذه التعديالت التي جاء بيا المشرع الجزائري من أجل إرساء نظام قانوني
متكامل لمفاتورة لما ليا من أىمية ولما ترتبو من التزامات بين المتعاممين بيا وىذا ما
سنتناولو بالدراسة من خالل ىذا الفصل الذي قسمناه إلى مبحثين ،المبحث األول نتناول
من خاللو إلى ماىية الفاتورة ،والمبحث الثاني نتناول من خاللو األحكام المنظمة لمفاتورة
في ظل التشريع الجزائري.
-1سممى بقار وسامية حساين ،اإللتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية ،مجمة الدراسات الحقوقية ،المجمد ، 7
العدد ، 2جوان ،2020ص .117
6
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
المبحث األول :ماىية الفاتورة
نص المشرع الجزائري في القانون 02/04المعدل والمتمم في المادة 10
عمى أن الفاتورة إلزامية في العالقة بين األعوان االقتصاديين فيما بينيم وكذلك تقديميا
إلى المستيمك متى طمبيا ىذا األخير ،1إالّ أن المشرع الجزائري لم يعرف الفاتورة لكنو تطرق
إلى مصطمح فاتورة في بعض التشريعات التي تمت بصمة مباشرة بموضوع الفاتورة كقانون
الجمارك ،والتقنين التجاري الجزائري المعدل والمتمم ،والتشريع الجبائي وقانون الممارسات
التجارية ،2كما نص عمى الفاتورة في المادة 20من القانون 05-18المتعمق بالتجارة
اإللكترونية ، 3واكتفى بالنص عمى شروطيا ومناسبة استعماليا وتقديميا ،ووجوب تحريرىا
وفق الشروط والكيفيات التي تحدد عن طريق التنظيم.
وعميو سنتناول من خالل ىذا المبحث مفيوم الفاتورة في المطمب األول ،ثم البيانات
اإللزامية المتعمقة بالفاتورة في المطمب الثاني.
سنتناول من خالل ىذا المطمب التعريف بالفاتورة في الفرع األول ثم نتطرق إلى أنواع
الفاتورة في الفرع الثاني ونخمص إلى أىمية الفاتورة في الفرع الثالث.
-1زىرة عالوي ،الفاتورة وسيمة شفافية لمممارسات التجارية ،مذكرة لنيل شيادة الماجستير في القانون الخاص-األعوان
االقتصاديين /المستيمك ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة و ىران ، 2013/2012 ،ص.7
-2سممى بقار وسامية حساين ،المرجع السابق ،ص .118
-3القانون 05-18المتعمق بالتجارة اإللكترونية ،الجريدة الرسمية ،العدد ، 28المؤرخة في 16مايو. 2018
-4سممى بقار وسامية حساين ،المرجع السابق ،ص .119
7
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
الفرع األول :التعريف بالفاتورة
سنتناول من خالل ىذا الفرع تعريف الفاتورة (أوال) ونتطرق فيو إلى التعريف الفقيي
والقضائي ،ثم نتطرق(ثانيا) إلى تمييز الفاتورة عن باقي المصطمحات المشابية ليا.
توجد عدة تعريفات لمفاتورة ،منيا التعريف الفقيي وىو الغالب في ظل غياب تعريف
قانوني ،وىناك التعريف القضائي.
-1التعريف الفقيي :اختمف الفقو حول إعطاء تعريف شامل لمفاتورة فيناك من عرفيا
بأنيا « :كتابة تنشأ بمناسبة بيع أو أداء خدمات التي تثبت وجود ىذه العممية التجارية
1
بأنيا «:وثيقة مكتوبة ،حسابية تحرر وقت انعقاد البيع،
تعرف ّ
ّ و ، وتوضح الشروط»
أو عند تقديم الخدمة إلثبات وجود ىذا العقد ،متضمنة شروط انعقاده و شروط تنفيذه».
كما عرفت عمى أنيا« :وسيمة محاسبية تمكن إدارة الضرائب من تقدير وعاء الضريبة
2
تعرف كذلك
تقدي ار صحيحا ،كما أنيا وسيمة إحصائية لمعرفة حجم التبادل التجاري » ،كما ّ
عمى أنيا« :وثيقة حسابية يدون فييا بيان البضائع المبيعة أو األعمال المنجزة ومفصل ثمن
كل قيد من قيودىا إلى جانبو ،وتقوم الفاتورة في األمور التجارية دليال عمى العقد ،
فإنيا تبرئ ذمة المدين».3
أما الفاتورة المشار إلييا باإللغاء أو التسديد ّ
ّ
وعرفتيا الباحثة لعور بدرة أنيا «:وثيقة تجارية محاسبية ممزمة يعدىا العون االقتصادي
يثبت من خالليا تفاصيل عممية البيع أو تأدية الخدمة ،تسمم بمجرد إتمام العالقة التجارية
8
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
إلى األعوان االقتصاديين األطراف إلى المستيمكين بموجب الطمب مع احترام البيانات
1
الالزمة وفقا لما يقتضيو القانون».
-2التعريف القضائي :عرفت محكمة النقض الفرنسية الفاتورة كاآلتي« :تعتبر الفاتورة
مكتوب موجو من قبل تاجر ،تدون فيو نوع وسعر السمع والخدمات ،اسم المشتري وتأكيده
قبولو الدين ،الذي يكون موجيا إلعادة تسميمو إلى المشتري بعد دعوتو إلى تسديد المبمغ
2
المحدد ،فالدائن عميو إثبات االلتزام والمدين عميو إثبات التخمص منو».
من خالل التعريفات السابقة نخمص إلى أن «:الفاتورة ورقة تجارية محاسبية ،ممزمة
لألعوان االقتصاديين ،تحرر عمى الورق أو إلكترونيا ،تثبت معامالت البيع والشراء
بين األعوان االقتصاديين فيما بينيم ،وفيما بينيم وبين المستيمك ،يدون فييا سعر ونوع
السمع والخدمات ،تحرر وقت انعقاد البيع أو عند تقديم الخدمة إلثبات وجود العقد ،
وتخضع لشروط تتضمن البيانات المنصوص عمييا قانونا ،تمكن إدارة الضرائب من إحصاء
عمميات التبادل التجاري وتقدير وعاء الضريبة الحقيقي.
-1تمييز الفاتورة عن الفوترة :الفاتورة ىي وثيقة تجارية إلزامية تتم بين األعوان
االقتصاديين فيما بينيم أو بينيم وبين المستيمكين ،تسمم بمجرد إبرام عقد البيع أو تأدية
3
الخدمة ،وتخضع لشروط شكمية تتضمن بيانات محددة قانونا وفقا لممرسوم 468-05
أما الفوترة فيي العممية التي يتم من خالليا إعداد الفواتير الخاصة بعمميات البيع أو تأدية
9
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
1
،فالفوترة ىي الفعل المادي الواقع عمى الورقة لتدوين البيانات ،أما الفاتورة الخدمات
فيي محل الفوترة إذ تعد الشكمية النيائية لعممية الفوترة.
-2تمييز الفاتورة عن عقد تحويل الفاتورة :عرف المشرع الجزائري عقد تحويل الفاتورة
في المادة 543مكرر 14من القانون التجاري بأنو«:عقد تحل بمقتضاه شركة متخصصة،
تسمى "وسيط" محل زبونيا المسمى "المنتمي" عندما تسدد فو ار ليذا األخير المبمغ التام
لفاتورة ألجل محدد ناتج عن عقد بيع وتتكفل بتبعة عدم التسديد وذلك مقابل أجر»،2
فيو عقد ثالثي األطراف ،يتم االتفاق عميو مسبقا في العقد بحيث تنقل كل التبعات
من الزبون إلى الشركة الوسيط ،لذلك فإن الفاتورة تحل محل االلتزام في عقد تحويل الفاتورة
وال تعد في ىذه الحالة ورقة تجارية إنما ىي جزء من عقد تحويل الفاتورة ،3فالعالقة
بين الفات ورة وعقد تحويل الفاتورة تكمن في أن الفاتورة ىي أساس لعممية التحويل التي تتم
بموجب عقد تحويل الفاتورة ،4أي أن الفاتورة محل لعقد تحويل الفاتورة.
تتعدد أنواع الفاتورة ،فبالنظر إلى وسيمة تحريرىا فإننا نميز الفاتورة العادية المحررة
في الشكل الورقي والفاتورة اإللكترونية وىذا ما سنتناولو (أوال) ،و بالنظر إلى طبيعة
المعاممة فإننا نميز العديد من أنواع الفواتير ونذكرىا عمى سبيل المثال ال الحصر(ثانيا).
10
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
أوال :من حيث وسيمة التحرير
الفاتورة القانونية إما أن تكون محررة في شكل عادي ورقي أو في شكل إلكتروني.
-1الفاتورة العادية :عبارة عن مكتوب محرر عمى الورق ،ضرورية في عالم التجارة
المتميز بطابع السرعة واالئتمان في إنجاز المعامالت ،نظ ار لدورىا اليام في إثبات العقد
التجاري ، 1ويجب أن تكون الفاتورة واضحة وال تحتوي أي لطخة أو شطب أو حشو ،وتحرر
وفقا لشروط التي نص عمييا التشريع والتنظيم المعمول بيما.
-2الفاتورة اإللكترونية :بالنظر إلى أن التجارة االلكترونية أصبحت حقيقة واقعية تقتضي
تكييف الوسائل التقميدية بما يتناسب وطبيعة وخصائص ىذا الوسيط 2،فإن المشرع الجزائري
عند تنظيمو ألحكام الفاتورة نص عمى الفاتورة اإللكترونية في المادة 20من القانون
05-18المتعمق بالتجارة اإللكترونية 3والتي تنص« :يترتب عمى كل بيع لمنتوج أو تأدية
خدمة عن طريق االتصاالت اإللكترونية إعداد فاتورة من قبل المورد االلكتروني تسمم
لممستيمك االلكتروني .يجب أن تعد الفاتورة طبقا لمتشريع والتنظيم المعمول بو .يمكن
أن يطمب المستيمك اإللكتروني الفاتورة في شكميا الورقي» ، 4وبحسب المادة 10
من م.ت 468-05تتخذ الفاتورة الشكل اإللكتروني بنصيا...«:أو في شكل غير مادي
بالمجوء إلى وسيمة اإلعالم اآللي ،»...كما تنص المادة 11فقرة 01من م.ت 468-05
5
عمى أنو يسمح استثناء تحرير الفاتورة و إرساليا عن طريق النقل اإللكتروني.
واشترطت المادة 3من نفس المرسوم العنوان اإللكتروني لكل من البائع والمشتري
عند االقتضاء أي في حال التعاقد اإللكتروني.
11
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
كما استثنت الفقرة األولى من المادة 4من نفس المرسوم شرط احتوائيا عمى الختم
1
الندي وتوقيع البائع.
ونصت المادة 323مكرر 01من القانون المدني عمى أنو« :يعتبر اإلثبات بالكتابة
في الشكل االلكتروني كاإلثبات عمى الورقة ،بشرط إمكانية التأكد من ىوية الشخص
الذي أصدرىا وأن تكون معدة ومحفوظة في ظروف تضمن سالمتيا» فقد استدرك المشرع
الجزائري إشكالية االعتراف القانوني بالوثيقة االلكترونية ومن بينيا الفاتورة اإللكترونية
2
وخمص في المادة 323مكرر 1إلى المساواة بين الفاتورة اإللكترونية والفاتورة العادية.
-1الفاتورة البسيطة :تحرر ىذه الفاتورة عندما تكون عممية البيع نيائية حيث يكون كل
من البائع والمشتري من نفس المنطقة وترسل مع تسميم البضاعة ،ويمكن أن يتم الدفع
مباشرة أو بميمة.
-2فاتورة اإلرسال :ىذه الفاتورة تصدر عندما يكون المورد والزبون يقيمان في منطقتين
مختمفتين ،وىي تحمل بعض اإلشارات اإلضافية مقارنة مع الفاتورة البسيطة ،فيي تشير
إلى طريقة وشروط اإلرسال ،كما تثبت فييا نوعية السمعة ،طريقة التسديد وكذلك نفقات
3
الشحن ،التفريغ ،التأمين و النقل.
12
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
-3فاتورة اإلرجاع :تعد ىذه الفاتورة عند إرجاع المواد األولية أو المنتجات أو السمع لمبائع
عند رفض المشتري لكل أو بعض منيا ،فيي وصف لمسمع يبين لمزبون القيمة التي ىو
مدين بيا.
-4الفاتورة الشكمية) :(Pro-formaتعد لمزبون مسبقا قبل عممية البيع والشراء وتحتوي
عمى معمومات خاصة بكمية البضائع و أسعار الوحدة ومصاريف ثانوية ،وذلك إلعالمو
بالمبمغ الواجب عميو دفعو في حالة االتفاق عمى عممية البيع.
-5فاتورة اإلنقاص :ىي وثيقة محاسبية قانونية تثبت اعتراف البائع بحق المشتري
من االستفادة بتخفيض عمى الفاتورة العادية سابقة ويتم إعداد فاتورة اإلنقاص في إحدى
الحاالت التالية :رد الزبون المشتريات لممورد ألي سبب كان ،السماح لمزبون بتخفيضات
1
تجارية بعد الفاتورة العادية ،السماح لمزبون بتخفيض نقدي بعد الفاتورة العادية.
تظير أىمية الفاتورة من خالل دورىا الحساس في األنشطة التجارية سواء بالنسبة
لمسمطات العامة ،األعوان االقتصاديين وحتى المستيمكين.
تكمن الشفافية التي تبدييا الفاتورة في حماية حقوق األعوان االقتصاديين وذلك
بتمكينيم من معرفة حقوقيم من جية ،واعالم المستيمك بكافة التحصيالت والرسوم وكذا
المبالغ التي دفعيا أو التي سيدفعيا من جية أخرى ،2وتعتبر من األسس التي يقوم عمييا
القانون ، 02/04ومن مظاىر الشفافية:
الفاتورة بما تحتويو من بيانات تعتبر صورة حقيقية لمعقد المبرم بين البائع والمستيمك
وتمكن الدولة من مراقبة النشاط التجاري واالقتصادي وأخذ صورة واقعية حول حجم
-1حنان عكوش وعدالن ضيف اهلل ،المرجع السابق ،ص ص .14 ،12
-2زىرة عالوي ،المرجع السابق ،ص .9
13
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
المبادالت االقتصادية وطبيعتيا وتوجياتيا ،واتخاذ السياسات المناسبة عمى ضوء تقييم
ودراسة ما توفر من معطيات .
الفاتورة نظ ار لطابعيا االسمي تمكن الييئات المعنية من تتبع المنتوجات ومصدرىا
ومواطن توزيعيا واستيالكيا وىو ما يسيل إجراء التحقيقات المتعمقة بيا أو مصادرتيا
1
ومعالجة آثارىا إن اقتضى الحال.
لم ينص القانون رقم 02/04وال م.ت رقم 468-05عمى أن الفاتورة تعتبر أداة
إثبات ،لكن بالرجوع إلى القانون التجاري تنص المادة 30منو عمى أنو« :يثبت كل عقد
تجاري...:بفاتورة مقبولة ،2»...فالقاعدة إذا ىي أن اإلثبات في المواد التجارية حيال التاجر
يكون بجميع وسائل اإلثبات إعماال لمبدأ حرية اإلثبات ،ومن ثم يمكن لممستيمك أن يثبت
في مواجية العون االقتصادي بكافة وسائل اإلثبات وفي المقابل فالعون االقتصادي ال يمكنو
اإلثبات لما يفوق قيمتو مائة ألف دينار اتجاه المستيمك إالّ بالكتابة طبقا لمقواعد العامة
لإلثبات المنصوص عمييا بالمادة 333من القانون المدني ،3وىنا تبرز أىمية الفاتورة إذ تعد
4
سند إثبات كتابي في الحاالت التي تستمزم الدليل الكتابي.
أما بالنسبة لمفاتورة اإللكترونية فتعتبر شيادة ضمان تغطي العيوب الموجودة أثناء
اقتناء السمعة أو تقديم الخدمة ،فيي تمكن المستيمك من إلزام العون االقتصادي بتنفيذ
التزامو بالضمان ،سواء كان الضمان اتفاقيا أو قانونيا ،فيي بذلك تعتبر وسيمة لحماية
14
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
المستيمك في مرحمة استعمال السمعة أو الخدمة من العيب الذي يحرمو من االستفادة كميا
1
أو جزئيا من السمعة مدة الضمان في حالة غياب شيادة الضمان.
تساعد الفاتورة التجار في القيام بالعمميات المحاسبية لألنشطة التي أبرمت ،
نصت عميو
حيث فرض المشرع عمى كل تاجر تسجيل المعامالت في الدفتر اليومي وىو ما ّ
المادة 09من القانون التجاري 2وتستعمل في إعداد المحاسبة السنوية 3وتساعد العون
االقتصادي عمى تبرير إفادتو في حال توقفو عن الدفع بالصمح أو اإلفالس البسيط ويجنبو
اإلدانة بالتفميس بالتقصير أو بالتدليس ،4كما تساعد المستيمك عمى قيامو بحسابات حول
المصاريف التي تم تقديميا لمحصول عمى السمع والخدمات ،من أجل معرفة الميزانية
الشيرية أو األسبوعية التي صرفيا أو التي سيتم صرفيا.5
استمزم المشرع تحرير الفاتورة كونو يعول عمييا كثي ار من طرف إدارة الضرائب كمعيار
لتقدير وعاء الضريبة ،6فيي تعتبر عنص ار حيويا بالنسبة ليا و وسيمة لمحاربة المخالفات
الجبائية ،وخاصة بعد تقويم الرسم عمى القيمة المضافة ،وتمكن األعوان المكمفين بالرقابة
من ضمان حق الخزينة من الضرائب المفروضة عمى األعوان االقتصاديين.7
-1عائشة بوعزم ،فعالية الفاتورة في إطار ممارسات التجارة اإللكترونية عمى ضوء التشريع الجزائري ،مجمة القانون
العقاري والبيئة ،المجمد ، 09العدد ، 2021، 02ص .135
-2سميمان محمد خميد قارة ،المرجع السابق ،ص.194
-3سفيان بن قري ،ضبط الممارسات التجارية عمى ضوء القانون رقم ، 02/04مذكرة لنيل درجة المجاستير في القانون ،
فرع القانون العام ،كمية الحقوق جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية ، 2009 ،ص.27
-4أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .65
-5نسيمة بوقادوم وبولقرينات ىالة ،المساس بشفافية ونزاىة الممارسات التجارية ،مذكرة مكممة لنيل شيادة الماستر
في القانون الخاص ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل ، 2016-2015 ،ص ص
.26، 25
-6سفيان بن قري ،المرجع السابق ،ص.27
-7محمد اليمين بمفروم ،المرجع السابق ،ص .52
15
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
المطمب الثاني :البيانات المتعمقة بالفاتورة
لكي تعتبر الفاتورة وثيقة قانونية قابمة لمتعامل ،اشترط م.ت رقم 468-05أن تحتوي
البيانات المنصوص عمييا في المادتين 3و 4منو وأن تحرر وفق دفتر أرومات يدعى دفتر
الفواتير ميما يكن شكمو ،أو في شكل غير مادي ،بالمجوء إلى وسيمة اإلعالم اآللي وال يمكن
أن يشرع في استعمال دفتر الفواتير إالّ بعد استكمال الدفتر األول كمية ،وفي حالة إلغاء
الفاتورة ،فإنو يجب تضمينيا بعبارة "فاتورة ممغاة" تسجل بوضوح بطول خط زاوية الفاتورة.1
وعميو سنتطرق من خالل ىذا المطمب إلى البيانات اإللزامية المتعمقة بالفاتورة في الفرع
األول و نتطرق إلى بدائل الفاتورة في الفرع الثاني
16
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
-1البيانات المتعمقة بالعون االقتصادي (البائع)
عددتيا المادة 03من م.ت 468-05وىي بيانات إجبارية ،بحيث استعمل المشرع
1
كممة "يجب" كما ذكر البيانات عمى سبيل الحصر ،حتى يكون لمفاتورة حجة عمى محررىا.
وتتمثل ىذه البيانات في :إسم الشخص الطبيعي ولقبو ،تسمية الشخص المعنوي
أو عنوانو التجاري ،العنوان ورقما الياتف والفاكس وكذا العنوان اإللكتروني عند االقتضاء،
الشكل القانوني لمعون االقتصادي وطبيعة النشاط ،رأسمال الشركة عند االقتضاء ،رقم
2
السجل التجاري.
ثانيا :البيانات اإل لزامية المتعمقة بالسعر والتعريفات وكمية السمع و/أو الخدمات
نجد أغمبية المواد المنظمة لكيفيات تحرير الفاتورة تركز عمى تفصيل العناصر المتعمقة
بالسعر و نظ ار لما يمثمو من عنصر معول عميو في اكتساب الزبائن ،فقد حرص المشرع
عمى تدقيق البيانات المتعمقة بأسعار بيع السمع أو تأدية الخدمات ، 4ويكون ذلك كاآلتي:
17
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
-1سعر الوحدة بدون الرسوم لمسمعة المبيعة و/أو تأدية الخدمة المنجزة :وىو سعر
المنتوج المباع أو الخدمة المقدمة قبل أي حذف لتخفيضات السعر التي يعطييا العون
1
االقتصادي احتماليا ،وىو يبين السعر النيائي المدفوع فعميا.
-2السعر اإلجمالي دون احتساب الرسوم ومع احتساب الرسوم لمسمع المبيعة
و/أو تأدية الخدمات المنجزة :ويشتمل عمى جميع التخفيضات أو االقتطاعات
أو االنتقاصات الممنوحة لممشتري و التي تحدد مبالغيا عند البيع و/أو تأدية الخدمة ميما
يكن تاريخ دفعيا*2.
-3ذكر زيادة السعر في الفاتورة :يجب عمى العون االقتصادي أن يذكر الزيادة في األسعار
عند تحريره لمفاتورة ،السيما الفوائد المستحقة عند البيع باآلجال والتكاليف التي تشمل عبء
استغالل لمبائع كأقساط التأمين عندما يدفعيا البائع وتكون مفوترة عمى المشتري حسب م 08
من م.ت ،468-05كما يجب أن تتضمن المبالغ المقبوضة عمى سبيل اإليداع لمرزم القابل
3
لالسترجاع وكذلك التكاليف المدفوعة لحساب الغير.
-4تكاليف النقل والرسوم :ألزم المشرع الجزائري البائع بيانات أخرى ترتبط بالسعر أال وىي
تكاليف النقل ،إن لم تكن مفوترة كل عمى حدا ولم تدخل في تكوين سعر الوحدة ،4
فقد نصت المادة 7من م.ت 468-05عمى أن«:يجب أن تذكر تكاليف النقل صراحة
18
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
عمى ىامش الفاتورة ،1 »...ويجب أن تحتوي الفاتورة عمى كافة الرسوم ومنيا الرسم عمى
2
القيمة المضافة ما لم يكن المشتري معفى منيا.
-5كتابة تسمية السمع المبيعة وكميتيا و/أو تأدية الخدمات المنجزة :يكون حسب
النصوص التشريعية المعمول بيا في ىذا المجال ،نظ ار ألن التسمية تمعب دور ميم
في اختيار الزبون لمسمع والخدمات أوجب المشرع ذكرىا في الفاتورة أما بخصوص كمية
السمع أو الخدمات فيكون تبعا لوحدة القياس المعمول بيا سواء بالوزن أو الحجم أو الكيل
بالنسبة لمسمع ،وحسب الحجم الساعي والعرف الميني لكل مينة بالنسبة لمخدمات ،3وىذا ما
نصت عميو المادة 05من القانون «: 02/04يجب أن تعد أو توزن أو تكال السمع
المعروضة لمبيع سواء كانت بالوحدة أو بالوزن أو بالكيل أمام المشتري». 4
19
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
أوال :وصل التسميم
نصت المادة 11من القانون 02/04عمى أنو يقبل التعامل بوصل التسميم بدل
الفاتورة في المعامالت التجارية المتكررة والمنتظمة لنفس الزبون عمى أن يتم تحرير فاتورة
إجمالية شيريا تكون مراجعيا وصوالت التسميم وىذا بعد منح اإلدارة المختصة صراحة مقرر
يرخص ليم بذلك ، 1وطبقا لممادة 11أعاله وكذا المواد 16 ،15 ،14و 17من م.ت رقم
468-05فإنو يجب يحتوي وصل التسميم عمى رقم وتاريخ المقرر المتضمن الترخيص
باستعمال وصل التسميم ،اسم ولقب أو العنوان التجاري ،ورقم بطاقة تعريف المسمم أو الناقل
باإلضافة إلى البيانات المتعمقة بالبائع والمشتري الواجب توافرىا في الفاتورة ،أن يكون وصل
التسميم خاليا من أي لطخة أو شطب أو حشو 2ويحرر استنادا إلى دفتر وصوالت التسميم ،
إضافة إلى ضرورة تضمين وصل التسميم الممغى عبارة «وصل تسميم ممغى» تسجل بوضوح
3
بطول خط زاوية الوصل.
ولكي تمنح رخصة صريحة باستعمال وصل التسميم ،من اإلدارة المكمفة بالتجارة
والتي تكون حك ار عمى األعوان االقتصاديين ،يجب أن تكون ىذه العمميات المتكررة
4
،عمى أن يحرر العون االقتصادي فاتورة إجمالية والمنتظمة مع نفس الزبون وبصفة دورية
تتضمن باإلضافة إلى البيانات المتعمقة بالفاتورة العادية ، 6أرقام 5
خالل فترة شير واحد
وتواريخ وصوالت التسميم المعنية ،تقييد المبيعات التي أنجزىا البائع مع كل زبون خالل فترة
7
شير واحد.
-1زوينة بن زيدان ،الفاتورة آلية لحماية االقتصاد الوطني ،مجمة صوت القانون ،المجمد السادس ،العدد ، 02نوفمبر
، 2019ص .468
-2محمد اليمين بمفروم ،المرجع السابق ،ص ص.56 ، 55
-3أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .72
-4محمد اليمين بمفروم ،المرجع السابق ،ص ص .57 ،56
-5أحمد خديجي ،المرجع السابق ،ص .72
-6زىرة عالوي ،المرجع السابق ،ص .33
-7المادة 17من المرسوم التنفيذي ،468-05المرجع السابق.
20
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
ثانيا :سند التحويل
يتم قبول سند التحويل بدل الفاتورة ،واشترط المشرع أن تكون البضائع التي ليست محل
معامالت تجارية أن تكون مصحوبة عند نقميا بسند تحويل يبرر تحركيا ،1ومن خالل نص
المادتين 11من القانون 02/04والمادة 12من م.ت 468-05يشترط ليحل سند التحويل
محل الفاتورة أن تتوفر الشروط التالية:
عدم قيام معامالت تجارية :كنقل السمع من مكان تخزينيا إلى مكان تسويقيا 2لذا يجب
أن يكون سند التحويل مؤرخا ومرقما ومرفقا بالسمع أثناء تحويميا.
أن يكون النقل اتجاه وحدات التخزين والتحويل والتعبئة و/أو التسويق. 3
حسب المادة 13من م.ت 468-05يجب أن يتضمن سند التحويل البيانات المتعمقة
بالعون االقتصادي المذكورة أعاله ،و كذا اسم ولقب المسمم أو الناقل وكل الوثائق التي تثبت
4
صفتو.
ويقصد بسند المعاممة التجارية طبقا لممادة 02من م.ت 66-16الوثيقة التي تقوم
مقام الفاتورة ،يحررىا العون االقتصادي عند كل بيع أو تأدية خدمة ،5لفائدة المشتري ،وىي
ليست سند تحويل ،6ويحرر سند المعاممة من طرف فئات حددىا القانون طبقا لنص المادة
03من م.ت رقم 66-16وىم :المتعاممين المتدخمين في قطاع الفالحة والصيد والموارد
البحرية وكذا الحرف والمين ،7فقد أضاف المرسوم فئة أخرى لم تكن تتعامل بالفاتورة وغير
21
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
ممزمين بيا قبل صدور المرسوم ، 1كما تتضمن بيانات إلزامية نص عمييا في المادة 05
من م.ت 66-16فإن سند المعاممة التجارية يحمل نفس البيانات التي تحمميا الفاتورة،
باإلضافة إلى بيانات أخرى تتمثل في رقم وتاريخ سند المعاممة التجارية ،توقيع المشتري.2
وبالرجوع إلى نص المادة 10فقرة 03من القانون 02/04فإنو يجب عمى العون
االقتصادي البائع تسميم الفاتورة إذا طمبيا الزبون والمقصود بالزبون ىو المستيمك ،فترك
22
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
المشرع في ىذه الحالة الخيار لممستيمك في ذلك ،وىو ما أكده م.ت 468-05وكان أكثر
وضوحا حيث نص في الفقرة األخيرة من المادة «:02يجب عمى البائع في عالقاتو
مع المستيمك تسميم الفاتورة إذا طمبيا منو» ،أي أنو التزام قانوني معمق عمى طمب
المستيمك ،1وعرفت المادة 03من القانون 02/04المستيمك عمى أنو« :كل شخص طبيعي
أو معنوي يقتني سمعا قدمت لمبيع أو يستفيد من خدمات عرضت ومجردة من كل طابع
ميني» ،حسب ىذه المادة فإن مفيوم المستيمك يشمل األشخاص الطبيعية أو المعنوية
شريطة أن تكون ىذه األخيرة مجردة من الطابع الميني ليا ،باعتراف المشرع ليا بيذه الصفة
يجعميا محل حماية قانون المستيمك ، 2ىذا وقد اعتبر المشرع الجزائري الفاتورة ورقة تجارية
إذ أدرجيا ضمن قانون الممارسات التجارية ،كما نص في المادة 3ف 4من القانون
02-04المعدل و المتمم عمى أنو يمكن أن يحرر العقد في شكل فاتورة وىذا لما تحتويو
من البيانات والشروط التي يتضمنيا أي عقد خاصة وأنيا تأخذ شكمية عقد اإلذعان ،
ىذا ما سنتناولو بالدراسة من خالل ىذا المبحث فنتطرق إلى مجال الفاتورة في المطمب
األول ونتناول الطبيعة القانونية لمفاتورة في المطمب الثاني .
23
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
الفرع األول :األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة
عرفت المادة 03من القانون 02/04العون االقتصادي عمى أنو «:ىو كل منتج
أو تاجر أو حرفي أو مقدم خدمات أيا كانت صفتو القانونية يمارس نشاطو الميني العادي
أو بقصد تحقيق الغاية التي تأسس من أجميا» ،كما أكدت ذلك المادة 02من م.ت رقم
، 468-05إضافة إلى المادة 03من م.ت رقم ، 66-16فمن خالل التعريف القانوني
يتبين األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة وىم:
أوال :المنتج وىو الشخص الذي يقوم بعممية اإلنتاج ،حسب المادة 03من القانون 03-09
المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش وتتمثل في :تربية المواشي وجمع المحصول والجني،
والصيد البحري والذبح والمعالجة والتصنيع والتحويل والتركيب وتوضيب المنتوج ،بما في ذلك
تخزينو أثناء مرحمة تصنيعو وىذا قبل تسويقو األول ،فالمنتج ىو كل ممتين لو دور
في صنع أو تركيب أو تنشئة المواد قبل أول تسويقيا.
ثانيا :التاجر وىو الشخص الذي يمتين األعمال التجارية عمى وجو االستقالل حسب المادة
01من القانون التجاري ،فيو الشخص الذي يمتين عمال تجاري عمى نحو منتظم ،فيقوم
1
بتكرار العمل بقصد االرتزاق منو وأن يعمل عمى وجو االستقالل.
ثالثا :الحرفي عرفتو المادة 10فقرة 1من األمر 01/96المتعمق بالصناعة التقميدية والحرف
بأنو « :كل شخص طبيعي مسجل في سجل الصناعات التقميدية والحرف يمارس نشاطا
يثبت تأىيال ويتولى بنفسو مباشرة تنفيذ العمل و إدارة نشاطو وتسييره وتحمل تقميديا
مسؤوليتو».2
24
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
رابعا :مقدم الخدمات وحسب القانون 03/09المتعمق بحماية المستيمك وقمع الغش
في المادة 17/3الخدمات ىي النشاطات غير الممموسة التي تحقق منفعة لمزبون وغير
مرتبطة بالضرورة ببيع سمعة أو خدمة أخرى.
خامسا :المتعامل المتدخل في قطاع الفالحة والصيد والموارد البحرية وىو كل شخص
طبيعي أو معنوي ينتج أو يوزع أو يتوسط في بيع منتوج زراعي أو حيواني موجو لمتغذية
والتصنيع ويدخل في ىذا اإلطار تجار الجممة والتجزئة والوسطاء في عممية البيع ،
أما في مجال الصيد فقد نص عمييا المشرع في م.ت رقم ،166-16ويجب أن تتوفر
في األشخاص المعنيين بتحرير الفاتورة شرطين وىما:
أن يمارس نشاطو في اإلطار الميني:أي أن يتم ذلك في إطار مينتو المعتادة طبقا
لمشروط التي تقتضييا كل مينة ،ويعرف النشاط الميني عمى أنو كل نشاط منظم يتم
2
بيدف اإلنتاج أو التوزيع أو أداء الخدمات.
تحقيق الغاية التي تأسس من أجميا :وىي تحقيق أرباح والوصول إلى الغاية التي تم
تحديدىا مسبقا.3
25
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
أوال :نوع النشاطات التي تخضع لتحرير الفاتورة
يتضح من النص السالف الذكر أن اإلنتاج يكون نشاطا صناعيا في الغالب و يتمثل
في كل العمميات المذكورة عمى سبيل المثال ،ألن مفيوم اإلنتاج يبقى واسعا كون
1
أن المشرع لم يحدد معناه ضمن أحكام القانون .02/04
ب-نشاط التوزيع :إن التوزيع نشاط يتعمق بإيصال السمع والخدمات من المنتج
إلى المستيمك عن طريق مجموعة من األجيزة المتخصصة في التوزيع ،قد تكون تابعة
2
لممنتج أو مستقمة بذاتيا.
ج-نشاط االستيراد والتصدير :ىذا النوع من المعامالت لو طابع دولي كون أحد
عناصره أجنبي ،رغم ذلك فعمى الطرف الخاضع لمقانون الداخمي أن يطمب من البائع تسميم
الفاتورة لو إن كان مستورد ويمتزم بتحريرىا إن كان مصدر ، 3وقد نظمو المشرع الجزائري
باألمر 04-03المؤرخ في 19يوليو 2003المحدد لمقواعد العامة المطبقة عمى عمميات
استيراد البضائع و تصديرىا.
-1محمد الطاىر سعيود ،نطاق تطبيق القانون 02/04المحدد لمقواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ،مجمة األبحاث
القانونية و السياسية ،المجمد ، 02العدد ،2020 ، 02ص .192
-2زوينة بن زيدان ،المرجع السابق ،ص .468
-3زىرة عالوي ،المرجع السابق ،ص .53
26
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
-2نشاطات الصناعة التقميدية والصيد البحري
أ-نشاط الصناعة التقميدية :يقصد بيا كل النشاطات التي يقوم بيا الحرفي(كل نشاط
إنتاج أو إيداع أو تحويل أو ترميم فني أو صيانة أو تصميح أو أداء خدمة يطغى عميو
العمل اليدوي).
-1من حيث السمع :عرفيا المشرع في المادة 03فقرة 03من القانون 03-09المتعمق
بحماية المستيمك وقمع الغش بأنيا« :كل شيء مادي قابل لمتنازل عنو بمقابل أو مجانا»،
كما عرف المنتوج بنص المادة 140مكرر فقرة 02من القانون المدني ،وتشمل
ىذه النصوص المواصفات ومتطمبات السمع الواجب توافرىا في األنشطة االقتصادية
2
المنصوص عمييا في المادة 02من القانون رقم 02/04المعدل و المتمم.
-2من حيث الخدمات :إلى جانب السمع نجد الخدمات التي ىي األنشطة االقتصادية
غير المجسدة في صورة سمعة مادية ،وانما تقدم في صورة خدمة أو نشاط مفيد لمن يطمبو
مثل الخدمات المالية من بنوك وشركات تأمين وخدمات النقل البري والبحري والجوي وكذلك
27
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
خدمات شركات االتصاالت والخدمات السمعية والبصرية ، 1وقد ورد تعريف الخدمة
في نص المادة 2من األمر 06-03المتعمق بالعالمات عمى أنيا« :كل أداء لو قيمة
اقتصادية» ،فيي كل عمل يبذلو مقدم الخدمة من شأنو أن يفيد المستيمك واالقتصاد عموما
بأن يكون قابال لمتقويم النقدي.2
كما عرفيا القانون 03-09في المادة 3فقرة « 17كل عمل مقدم ،غير تسميم السمعة ،
حتى ولو كان ىذا التسميم تابعا أو مدعما لمخدمة».3
يعد مجال تحرير الفاتورة ميما في الحياة االقتصادية ،سواء بالنسبة لمعون االقتصادي
أو بالنسبة لممستيمك أو إلدارة الضرائب ،فمن جية يعتبر تاريخ تحرير الفاتورة تاريخ انعقاد ،
والذي لو أىمية بالغة في المعامالت التجارية من حيث اإلثبات ،كما يمكن أن يكون التاريخ
4
،كما يساعد في مكافحة الغش في تحرير الفواتير الذي يبدأ منو حساب آجال الدفع
وذلك بالرجوع إلى دفتر الفواتير. 5
وعميو سنتناول من خالل ىذا الفرع التطرق أوال لوقت تسميم الفاتورة ،ثم طريقة الدفع
وتاريخ تسديد الفاتورة (ثانيا) ،و توقيع البائع ووضع الختم الندي عمى الفاتورة(ثالثا) ،ثم مدة
االحتفاظ بالفاتورة (رابعا)
من خالل نص المادة 10من القانون 02/04فإن تحرير الفاتورة في األصل يكون
منذ تحقيق البيع أو تقديم الخدمة وىذا ما يفيم من عبارة "مصحوبا بفاتورة" وقد شدد المشرع
28
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
عمى ذلك في نص المادة 02من م.ت رقم 468-05التي تنص«:و يتعين عمى البائع
تسميميا ويتعين عمى المشتري طمبيا منو ،ويجب أن تسمم بمجرد إجراء البيع أو تأدية
الخدمة» ، 1فقد حرص المشرع عمى ميعاد الفاتورة ولم يجعمو رىنا التفاق الطرفين ،لذلك أكد
عمى أن الفاتورة تسمم وقت تسميم المبيع أو وقت تسميم وثائق ممكيتو ،مع األخذ بعين
االعتبار أن تسميميا في عقد الخدمات يجب أن يتماشى مع وقت تأدية الخدمة إلى حين
تنفيذىا ،لكن قد تخمق بعض العراقيل التي تحول دون تسميم الفاتورة كاممة بكل عناصرىا
المطموبة قانونا ،مثال ذلك عدم إمكانية تحديد السعر الحقيقي لمبضاعة بسبب احتمال معرفة
الوزن الحقيقي أثناء انعقاد العقد ،2وليذا فإن ىذا األصل يرد عميو استثناءين وىما:
حالة تأجيل الفاتورة :عندما ال يمكن ضبط أو تحديد أحد العناصر األساسية لمعممية
3
التعاقدية كالسعر أو الوزن أو العدد...الخ ،ىنا يتم تأجيل تسميميا إلى وقت الحق
وفي ىذه الحالة يتم التعامل عن طريق سند التسميم ويتضمن جميع عناصر الفاتورة ذاتيا
باستثناء العنصر غير المحدد.4
حالة الفاتورة اإلجمالية :إذ يتم التعامل عن طريق وصل التسميم عمى أن يتم تحرير
5
فاتورة إجمالية شيريا عن جميع العمميات التي دونت في وصوالت التسميم المعنية.
ويجب أن تحرر الفاتورة عمى نسختين واحدة لمبائع واألخرى لممشتري وىذا ما يستشف
ضمنيا من نص المادة 13التي تنص عمى ضرورة تقديم العون االقتصادي لمفاتورة لألعوان
المكمفين بالمراقبة عند طمبيم لذلك.
29
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
ثانيا :طريقة الدفع وتاريخ تسديد الفاتورة
يجب أن يذكر في الفاتورة كيفية الدفع وتاريخ تسديد الفاتورة ،وىي آجال يترك تحديدىا
لحرية األطراف ،ويعتبر المشتري قد دفع قيمة الفاتورة متى وضع تحت تصرف البائع المبمغ
المالي المحدد بيا وليس يوم دخول ىذا المال في حسابو ،إضافة إلى ذلك يجب ذكر تاريخ
السداد عمى وجو الفاتورة ،كما يمكن أن يدون بالفاتورة عقوبات التأخير عن دفع المبمغ، 1
فكتابة تاريخ دفع الفاتورة لو أىمية بالغة في معرفة آجال الدفع الممنوحة.
30
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
المطمب الثاني :الطبيعة القانونية لمفاتورة
عرف الفقو والقضاء الفاتورة بأنيا ورقة مكتوبة تنشأ بمناسبة المعامالت التجارية سواء
تعمقت ببيع أو أداء خدمات وىذا ما كرسو المشرع الجزائري من خالل القانون ،02/04
ف الورقة التجارية حسب اآلراء الفقيية عبارة عن محرر مكتوب وفقا ألوضاع شكمية يحددىا
القانون ،قابمة لمتداول بالطرق التجارية وتمثل حقا موضوعو مبمغ من النقود يستحق الوفاء
بمجرد اإلطالع أو في ميعاد معين أو قابل لمتعيين ويستقر العرف عمى قبوليا كأداة لتسوية
الديون شأنو شأن النقود فالورقة التجارية ،يجب أن تتضمن التزاما بدفع مبمغ واحد في ميعاد
واحد تحمل شرط األمر ،أو أن تكون لحامميا حتى يمكن تداوليا بالتسميم ،أما إذا كانت
باسم شخص معين فإنيا تخرج من فئة األوراق التجارية ،إذ ال يمكن تداوليا إالّ عن طريق
الحوالة المدنية ،يجب أن يقبميا العرف كأداة ائتمان وأداة وفاء بدال من النقود ،أن تكون
1
مستحقة الوفاء في أجل قصير.
وعرف المشرع الجزائري في المادة 04من القانون 02/04العقد عمى أنو« :كل اتفاق
أو اتفاقية تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة ،حرر مسبقا من أحد أطراف االتفاق
مع إذعان الطرف اآلخر ،بحيث ال يمكن ىذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيو ،يمكن
أن ينجز العقد عمى شكل طمبية أو فاتورة....تتضمن الخصوصيات أو المراجع المطابقة
لشروط البيع العامة المقررة سمفا» ، 2فبحسب المادة السالفة الذكر فإنو يمكن أن يحرر
العقد في شكل فاتورة طالما أنيا تتضمن الخصوصيات والمراجع المطابقة لشروط البيع
العامة وأنيا تأخذ شكل عقد إذعان.
ىذا ما سنتناولو بالدراسة من خالل ىذا المطمب إلى الطبيعة القانونية لمفاتورة ،نتناول
في الفرع األول :الفاتورة ورقة تجارية ،ثم نتطرق في الفرع الثاني إلى الفاتورة عقد.
-1نادية فضيل ،األوراق التجارية في القانون الجزائري ،دار ىومة ،الطبعة الحادية عشرة ،الجزائر ، 2006 ،ص .5
-2المادة 04من القانون ، 02/04المرجع السابق.
31
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
الفرع األول :الفاتورة ورقة تجارية
وحتى يتسنى لنا إثبات أن الفاتورة ورقة تجارية سنتطرق أوال إلى التمييز بين الفاتورة
والسفتجة ،ثم نتطرق إلى موقف المشرع ثانيا.
-1تعريف السفتجة :ىي محرر مكتوب وفقا لقواعد حددىا المشرع الجزائري في نص المادة
390من القانون التجاري تتضمن أم ار صاد ار من شخص ىو الساحب إلى شخص آخر
ىو المسحوب عميو بأن يدفع ألمر شخص ثالث ىو المستفيد مبمغا معينا من النقود بمجرد
اإلطالع أو في ميعاد معين أو قابل لمتعيين ،1تشمل عمى البيانات التالية:
تسمية سفتجة في متن السند نفسو ،المكان الذي يجب الدفع فيو ،أمر غير معمق
عمى قيد أو شرط بدفع مبمغ معين ،اسم من يجب عميو الدفع (المسحوب عميو) ،تاريخ
االستحقاق ،اسم من يجب الدفع لو أو ألمره ،بيان تاريخ إنشاء السفتجة ومكانو ،توقيع
من أصدر السفتجة.2
من خالل تعريف السفتجة والبيانات اإللزامية ليا يمكن استخالص أوجو التشابو
واالختالف بين الفاتورة والسفتجة.
أ-أوجو التشابو
كال من الفاتورة والسفتجة محررات عرفية تجارية في شكل مكتوب ،يتم سحبيا من طرف
أشخاص القانون العام وأشخاص القانون الخاص ، 3وتشترك في الكثير من الصفات سواء
-1عمار عمورة ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،دار المعرفة ،الجزائر ، 2000 ،ص .78
-2محمد الطاىر بمعيساوي ،المرجع السابق ،ص .32
-3اعمر خمري ،السندات التجارية في منظور المشرع والتاجر الجزائريين ،رسالة لنيل درجة دكتوراه في العموم تخصص
قانون ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو ، 2013 ،ص ص .91 ، 90
32
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
تعمق األمر بإنشائيا أو تداوليا أو محتواىا وحجيتيا في اإلثبات تنشأ بمناسبة إجراء
المعامالت بين التجار.
كال من الفاتورة والسفتجة تخضعان لشكميات محددة بنصوص قانونية ،جعل المشرع
من البيانات الواجب توافرىا أساسا لصحة نشأتيا ومن دونيا تفقد صفتيا فالفاتورة تخضع
لشكميات وبيانات إلزامية منصوص عمييا قانونا في م.ت ، 468-05أما البيانات
اإللزامية المتعمقة بالسفتجة فمنصوص عمييا بموجب المادة 390من القانون التجاري.
كال من الفاتورة والسفتجة تشمالن عمى تاريخ تحريرىا وتوقيع من حررىا لما لذلك
من حجية في اإلثبات ،إالّ إذا كانتا في الشكل اإللكتروني فإن المشرع أعفى من التوقيع
عمييما.
كال من المبالغ المدونة في الفاتورة والسفتجة معينين أو قابالن لمتعين ،1يدفعان بمجرد
تسميم الشيء المبيع أو عند نياية تنفيذ الخدمة أو إلى أجل بالنسبة لمفاتورة ،2وبمجرد
اإلطالع أو عند حمول األجل المعين أو القابل لمتعيين بالنسبة لمسفتجة.
ب-أوجو االختالف
من حيث األطراف :الفاتورة ثنائية األطراف تحرر من طرف العون االقتصادي (البائع)
إلى عون اقتصادي آخر أو المستيمك يكونان في (مركز المشتري) ،أما السفتجة
فيي ثالثية األطراف الساحب ،المسحوب عميو ،المستفيد.
من حيث المحل :الفاتورة شيء مقدر بالنقود و تصح أن يكون محميا بضاعة أو تفصيل
لخدمة أو أي عمل آخر يمكن تقديره نقدا فيي تجمع بين البضائع والسمع والخدمات ،
3
أما السفتجة فمحميا دائما مبمغ من النقود معين المقدار.
33
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
الفاتورة يحررىا صاحب البضاعة ،أما السفتجة فيحررىا المدين لفائدة دائنو أو لشخص
غير مسمى.
تداول السفتجة يتم بالطرق التجارية (التظيير) ،أما الفواتير فال يمكن أن تنتقل
من شخص إلى آخر إالّ بانتقال البضاعة المدونة.
السفتجة تحتوي دائما عمى التزام منشئيا المتمثل في دفع مبمغ نقدي ال غير ،أما الفواتير
فيي تفيد أكثر في إثبات عمميات البيع و التعاقد فيي تشكل موضوع التصرف القانوني
ميما كان الشكل الذي يتخذه.
الفواتير تثبت إبرام التصرف وال تثبت عالقة المديونية ألن بقاء الفاتورة في حيازة الدائن ال
يعني أنو لم يستوف قيمة الدين ،في حين تنتقل السفتجة لحيازة المدين بمجرد الوفاء
بالدين ألن المدين قد يحتاج إلى استخدام ىذا السند ضد الممتزمين اآلخرين بدعوى
1
الرجوع.
من خالل مقارنة الفاتورة مع أىم ورقة تجارية وىي السفتجة تبين جميا أن الفاتورة
غير قابمة لمتداول وغير قابمة لمتظيير وىما أىم خاصيتين لألوراق التجارية ورغم أن العرف
لم يقر بأنيا ورقة تجارية وانما تتم بمناسبة معاممة تجارية ،إالّ أن المشرع الجزائري اعتبرىا
ورقة تجارية وىذا ما نحاول تبيانو من خالل موقف المشرع الجزائري.
الفاتورة ورقة تجارية أقر ليا المشرع الجزائري خصوصيتيا المختمفة باعتباره حدد
أطرافيا وبياناتيا اإللزامية بموجب المرسوم 468-05وكذا بالنظر إلى طبيعة النشاطات
المنصبة عمييا بمناسبة المعاممة التجارية ،وكذا تحقيق اليدف التي سبق اإلشارة إلييا أعاله
وما ميزىا عن األوراق التجارية التقميدية ،فقد اعتبر السفتجة حسب المادة 389من القانون
34
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
التجاري عمال تجاريا بحسب الشكل ميما كان األشخاص طبقا لنص المادة 03منو ،وكذلك
الشأن بالنسبة إلى السند ألمر إذ أحال المشرع إلى تطبيق أحكام السفتجة عميو ،أما الشيك
ولكي يكتسب صفة السند التجاري يجب أن تتوفر البيانات المنصوص عمييا في المادة 472
من القانون التجاري ،أما موقفو من األوراق التجارية التي أقرىا بموجب تعديمو لمقانون
التجاري سنة 2005والمتمثمة في :سند الخزن ،سندل النقل وعقد تحويل الفاتورة أين اتخذ
موقفا مخالفا لموقفو السابق ،فإن استعمال مثل ىذه األوراق يتم في نوع معين من البضائع
وكذلك في نوع خاص من التجارة ،فيذه الفئة األخيرة مرتبطة أكثر بالسمع والبضائع التي
حتى وان كانت قابمة لمتقييم بالنقود ،إالّ أن ىذه القيمة متغيرة وليست مستقرة وخاضعة
1
لتقمبات السوق.
نظم المشرع الجزائري الفاتورة ضمن القانون 02/04واعتبرىا وسيمة من وسائل شفافية
الممارسات التجارية ،كما حدد شروط تحرير الفاتورة بالمرسوم التنفيذي رقم ، 468-05
وحدد نطاق تطبيق الفاتورة من حيث النشاطات التي تخضع ليا الفاتورة وىي كميا أنشطة
ذات طبيعة اقتصادية وتجارية ييدف القائم بيا إلى تحقيق الربح ،فالمشرع الجزائري اعتمد
معيار النشاط االقتصادي ،2وىذا ما يتوافق مع نص المادة 02من القانون التجاري الجزائري
التي تعتبر أعمال تجارية بحسب الموضوع أي موضوع النشاط الذي يمارسو التاجر،
ومن حيث األشخاص الممزمون بتحريرىا ومنيم التاجر الذي يمارس نشاطو بصفة معتادة
وغايتو ىي تحقيق الربح*.
وما يمكن قولو بيذا الصدد أنو بالرغم من عدم توفر الفاتورة عمى أىم خاصيتين
لألوراق التجارية وىما التظيير والتداول فإن المشرع الجزائري اعتبر الفاتورة ورقة تجارية
35
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
إذا انصبت عمى معاممة اقتصادية تجارية بحتة بحسب الشكل طبقا لمفيوم نص المادة 03
من القانون التجاري الجزائري نظ ار لمشروط الشكمية والبيانات اإللزامية التي فرضيا القانون
،02/04وطبقا لنص المادة 12منو والتي أحالت عمى التنظيم والذي حددىا م.ت
468-05بنص المواد 4،5،10 ،3منو وبحسب الموضوع نظ ار لطبيعة النشاط
و األشخاص الممزمون بتحريرىا والمذين يمارسون نشاطيم الميني بصورة اعتيادية بغرض
تحقيق الربح.
عرف المشرع الجزائري في المادة 4-03من القانون 02/04العقد أنو« :كل اتفاق
أو اتفاقية تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة ،حرر مسبقا من أحد أطراف االتفاق
مع إذعان الطرف اآلخر ،بحيث ال يمكن ىذا األخير إحداث تغيير حقيقي فيو .يمكن
أن ينجز العقد عمى شكل طمبية أو فاتورة....تتضمن الخصوصيات أو المراجع المطابقة
1
لشروط البيع العامة المقررة سمفا»
إن تعريف العقد بأنو «...اتفاق »...أمر درج عميو المشرع الجزائري ويقصد باالتفاق
توافق إرادتين أو أكثر وىو ما يستمزم وجود شخصين عمى األقل مستقمين عن بعضيما
يمثميما في قانون الممارسات التجارية البائع والمستيمك ،كما أن االتفاق يستمزم تباين
مصالح أطرافو وىو أمر محقق بال شك في عالقة المستيمك بالبائع ،إالّ أن الخصوصية
في التعريف تظير من خالل إضفاء صفة العقد عمى االتفاقية وىو مصطمح غير مألوف
في تعريف العقد ،فاالتفاقية ما دامت تيدف إلى بيع سمعة أو تأدية خدمة فيي بمثابة عقد ،
فالقاضي بموجب قواعد التفسير يمكنو االىتداء بطبيعة التعامل لمبحث عن النية المشتركة
لممتعاقدين دون الوقوف عمى معنى األلفاظ.2
36
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
أما تحرير العقد مسبقا فميتم التعاقد بموجبو في الظروف المحددة ،توفي ار لموقت والنفقات
في عمميات التعاقد التي تتميز عادة باإلذعان من قبل الطرف المنظم لمعقد أو بعدم قدرتو
عمى التفاوض في مجال التعاقد لنقص خبرتو وقمة كفاءتو ،كما أن التحرير المسبق لمعقد
ليس عنص ار أساسيا في عقد اإلذعان الذي يتحدد من خالل نطاق حماية المتعاقد اتجاه
الشروط التعسفية في ظل القواعد العامة ،عمى الرغم من أن أغمب الفقو يرى أن العقود
النموذجية ىي الصورة الغالبة لعقود اإلذعان.
بالرجوع إلى الفقرة الثانية من تعريف العقد طبقا لممادة 03من القانون 02/04نجدىا
توسعت في الحاالت التي يعتبر فييا العقد منج از مسبقا بنصيا« :يمكن أن ينجز العقد
عمى شكل فاتورة أو سند ضمان أو جدول »...وبذلك يكون المشرع قد خفف من شكل
الكتابة أو بالطريقة التي يتم بيا تحرير العقد كي ال يتذرع أحد بتعقيدىا وتكمفتيا ،وتتجو نية
المشرع من وراء ذلك إلى الحث عمى توثيق المعامالت وتفادي العقود التي تتم بدون كتابة
لما تخمقو من ضياع الحقوق وىدر المصالح ،فالكتابة تشكل آلية رقابية ميمة ذلك أنيا تعد
دليال لنشاط المحترف وتعامالتو في حال تيربو من االلتزامات القانونية والجبائية منيا
تحديدا ،وبالتالي فكل وثيقة ميما كان شكميا أو سندىا تكفي العتبار العقد محر ار مسبقا متى
تضمنت الخصوصيات أو المراجع المطابقة لشروط البيع العامة المقررة سمفا ،فالعقود
المطبوعة ليست بالضرورة وانما قد تتخذ تمبية لمتطمبات فنية ،عممية وواقعية وطباعتيا
ال يعني بالضرورة عدم مناقشتيا ،إذ يمكن في بعضيا لممستيمك الحريص أن يفاوض حول
1
شروطيا وبنودىا.
مما سبق حقيقة أن الفاتورة تشمل عناصر العقد المتمثمة في توافق اإلرادتين بين العون
االقتصادي والمستيمك ،وكذا محل العقد وىو بيع سمعة أو تأدية خدمة والثمن والتفاصيل
األخرى المتفق عمييا ،كما أنيا تحرر في شكل مكتوب ،إالّ أن ىذا ال يعني أن الفاتورة عقد
-1بدرة لعور ،ضمانات المستيمك المتعاقد وفقا لقانون الممارسات التجارية الجزائري ،المرجع نفسو ،ص ص
.130-123
37
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
ىذا وأن المشرع في نص المادة 4-03من القانون 02-04لم يميز بين عقد البيع وعقد
اإلذعان ،خاصة و أن لكل عقد خصوصيتو فبحسبو الفاتورة عقد إذعان والحال أن أساس
الفاتورة تستند إلى عالقة سابقة وىي عالقة البيع أو تأدية الخدمة ،وىي ال تحرر قبل عممية
البيع أو تأدية الخدمة وقد تسمم الفاتورة أثناء عممية البيع أو تكون الحقة لو ،كما أن الفاتورة
إلزامية فقط بين المتعاممين االقتصاديين وأنيا اختيارية بين العون االقتصادي والمستيمك ،
ىذا وأنو في حال تحريرىا يمكن لممشتري أن يعترض عمى الثمن المدون بالفاتورة وارجاعيا
لمبائع عكس عقد اإلذعان الذي ال يحق لمطرف اآلخر تعديمو أو مناقشتو أو االعتراض عميو
وبرأينا أن عمى المشرع تعديل المادة 03من القانون 02/04إلزالة المبس الذي وقع
فيو من أن الفاتورة عقد بيع وعقد إذعان في الوقت ذاتو وىذا ال يستقيم لما لكل عقد
من خصوصيات فما عمى المشرع إالّ إلغاء عبارة «...مع إذعان الطرف اآلخر »...حتى
يخرج المشرع من التناقض الذي وقع فيو ،فعبارة «...حرر مسبقا من أحد األطراف»..
الغرض منيا ىو تفادي تعقيدات الكتابة الرسمية وكذا مالءمتيا مع طبيعة المعامالت
التجارية وما تستدعيو من سرعة كون بيانات الفاتورة ثابتة بموجب نموذج معد مسبقا ال
تتغير وما عمى العون االقتصادي إالّ مأل الفراغات من تسمية السمع أو الخدمات وتدوين
الثمن وباقي المعمومات وىذا ال يشكل بأي حال من األحوال أي لبس أو تعقيد ىذا من جية
و جية ثانية فبرأينا أن الفاتورة ىي وسيمة إلثبات المعاممة التجارية أي إثبات لمعقد وان كانت
بياناتيا تأخذ شكمية العقد.
38
الفصل األول:التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
خالصة الفصل األول
المشرع الجزائري نظم الفاتورة بموجب القانون توصمنا من خالل هذا الفصل أن
40-40و كذا المرسوم التنفيذي ، 064-40حيث نص عمى البيانات اإللزامية التي يجب
أن تحتويها الفاتورة وبدائمها الفاتورة ،ونظم الوثيقة التي تحل محمها و التي تدعى في صمب
بموجب المرسوم التنفيذي رقم ، 66-66كما نص النص "سند المعاممة التجارية"
عمى األشخاص الممزمون بتحرير الفاتورة و النشاطات الخاضعة لها ومجال تحرير الفاتورة ،
هذا وقد بين المشرع الجزائري موقفه من الفاتورة إذ اعتبرها ورقة تجارية لما تحتويه
من بيانات إلزامية إذ أخذ بمعيار الشكل ،كما أنه أخذ بمعيار الموضوع بالنظر إلى النشاط
االقتصادي الذي يمارس بصورة اعتيادية وغرضه تحقيق الربح ،هذا وأن المشرع الجزائري
اعتبر أن العقد طالما أن الفاتورة تشمل عناصر العقد ،والحال أن الفاتورة يتجمى دورها
و أهميتها في كونها وسيمة إلثبات المعامالت بين أطرافها (عون اقتصادي و مستهمك) ،
كما أنها وسيمة لشفافية الممارسات التجارية بصفة عامة و وسيمة هامة في يد الدولة لمراقبة
نشاط األعوان االقتصاديين.
الفصل الثاني:
آثار اإلخالل بالتنظيم
القانوني للفاتورة
في ظل التشريع
الجزائري
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
تنص المادة 12مف القانوف 02-04عمى أنو« :يجب أف تحرر الفاتورة ووصؿ
التسميـ والفاتورة اإلجمالية وكذا سند التحويؿ وفؽ الشروط والكيفيات التي تحدد عف طريؽ
التنظيـ » 1كما نصت المادة 18مف ـ.ت 468-05عمى أنو «:يعاقب عمى كؿ خرؽ
2
لمقواعد المحددة بموجب ىذا المرسوـ طبقا ألحكاـ القانوف »02-04
ىذا وقد أحاؿ ذات القرار إلى قانوف الضرائب المباشرة والرسوـ المماثمة في استرجاع
مبالغ الرسـ التي كاف مف المفروض تسديدىا ،أما فيما يخص جرائـ تزوير الفواتير فقد
تطرؽ إلييا القرار السالؼ الذكر مف حيث صورىا و العقوبات المقررة.
39
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
واضافة إلى العقوبات األصمية المتمثمة في الغرامات المالية والتي قد تتجاوزىا
إلى العقوبة السالبة لمحرية وتتراوح بيف ثالثة 03أشير إلى 01سنة في حالة العود ليذه
الجرائـ التي حددىا القانوف ، 02-04فيناؾ عقوبات تكميمية أخرى تتمثؿ في :الحجز
عمى البضائع موضوع المخالفات طبقا لمادة 39منو ،أو مصادرة السمع طبقا لنص المادة
44أ و اتخاذ إجراءات غمؽ إدارية لممحالت طبقا لممادة ، 46مع منع المخالؼ مف ممارسة
النشاط بصفة مؤقتة أو شطبو سجمو مف السجؿ التجاري ،مع نشر القرار في الصحافة
الوطنية.
ىذا ما سنتناولو مف خالؿ ىذا الفصؿ الذي قسمناه إلى مبحثيف ،نتطرؽ في المبحث
األوؿ إلى تجريـ اإلخالؿ بالتنظيـ القانوني لمفاتورة في ظؿ التشريع الجزائري ،نتطرؽ
في المطمب األوؿ إلى صور الجرائـ ،وفي المطمب الثاني إلى إثبات الجرائـ ،أما المبحث
الثاني فسنتناوؿ مف خاللو آليات ردع الجرائـ المتعمقة بالفاتورة ،نتناوؿ في المطمب األوؿ
آليات الردع اإلدارية ،وفي المطمب الثاني نتناوؿ آليات الردع القضائية.
40
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
المبحث األول :تجريم اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
يترتب عف عدـ التزاـ العوف االقتصادي بتحرير الفاتورة ،أو تحريره لفاتورة
غير مستوفية لمشروط والبيانات اإللزامية الواردة في القانوف 02-04و كذا ـ.ت 468-05
تعرض العوف االقتصادي إلى متابعات سواء إدارية أو قضائية ،وقد نص المشرع الجزائري
عف فئات األعواف المؤىميف لمقياـ بالتحري عف المخالفات في القانوف 02-04و كذا قانوف
اإلجراءات الجزائية ،كما أف ىناؾ فئات مف األشخاص المؤىميف التابعيف لإلدارة المكمفة
بالتجارة وكذا باإلدارة الجبائية وتحرير محاضر معاينة ضبط المخالفات بشأنيا وفقا لممرسوـ
التنفيذي رقـ 389/20المؤرخ في 2020/12/19الذي حدد البيانات التي يجب
أف تتضمنيا ىذه المحاضر ،كما ليـ القياـ بمياـ أخرى كإجراء المصالحة مع العوف
االقتصادي أو حجز السمع وغمؽ المحؿ التجاري وحتى نشر القرار في الصحؼ الوطنية ،
باإلضافة إلى المتابعات القضائية التي يترتب عنيا فرض عقوبات أصمية تتمثؿ
في الغرامات المالية وقد تفرض غرامات تكميمية تتمثؿ في مصادرة السمع وغمؽ المحؿ
التجاري و الشطب مف السجؿ التجاري ونشر الحكـ ،ىذا باإلضافة إلى فرض العقوبة
السالبة لمحرية في صور معينة مف صور الجرائـ المرتكبة.
كما يترتب عف تحرير العوف االقتصادي لفواتير المجاممة أو الفواتير المزورة تطبيؽ
العقوبات الجبائية وال يستثني المشرع ىنا ال محرر الفاتورة وال مستمميا مف تطبيؽ العقوبة
عمى حد سواء وىذا دوف اإلخالؿ بالعقوبات الجزائية عف فعؿ التزوير ،وىو الثابت بنص
المادة 04مف القرار المؤرخ في .2013/08/01
وعميو سنتطرؽ في ىذا المبحث إلى صور الجرائـ مف خالؿ المطمب األوؿ ،ثـ نتطرؽ
إلى إثبات الجرائـ المتعمقة بالفاتورة في المطمب الثاني.
41
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
المطمب األول :صور الجرائم المتعمقة بالفاتورة
نص القانوف 02/04عمى جريمتي عدـ الفوترة والفاتورة غير المطابقة بنص المادتيف
33و 34منو ،كما نص القرار المؤرخ في 2013/08/01عمى جريمتي الفاتورة المزورة
و فاتورة المجاممة بنص المادتيف 02و 03منو.
نص المشرع الجزائري في القانوف 02-04عمى نوعيف مف الجرائـ وىما جريمة عدـ
الفوترة (أوال) و جريمة عدـ مطابقة الفاتورة (ثانيا) ،وكذا الفواتير المزيفة و الوىمية (ثالثا).
-1الركن المادي
تعد عدـ الفوترة جريمة كمما وقعت أفعاؿ مخالفة لمضموف المواد 13 ، 11 ، 10
مف القانوف 02-04و تحديدا تأتي ىذه الجريمة في واحدة مف الصور التالية:
عقد بيع سمع أو عقد أداء خدمات بيف األعواف االقتصادييف والممارسيف لمنشاطات الواردة
في المادة 02مف القانوف 02-04المعدؿ والمتمـ الذي يتـ بدوف فاتورة أو وصؿ تسميـ
2
أو فاتورة إجمالية.
-1بدرة لعور ،آليات مكافحة جرائـ الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،المرجع السابؽ ،ص .180
-2حناف عكوش وعدالف ضيؼ اهلل ،المرجع السابؽ ،ص .38
42
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
امتناع العوف االقتصادي عف تقديـ الفاتورة رغـ طمبيا مف طرؼ المستيمؾ في عقد البيع
أو عقد أداء الخدمات.
عدـ تقديـ الفاتورة لمموظفيف المؤىميف عند أوؿ طمب ليا في األجؿ المحدد مف اإلدارة
المعنية .
عدـ حيازة العوف االقتصادي لسند تحويؿ خاص بالسمع التي ليست محؿ معامالت
تجارية والتي ينقميا إلى وحداتو لمتخزيف أو التحويؿ أو التعبئة أو التسويؽ أو عدـ تقديمو
لألعواف المؤىميف عند طمبو.
عدـ تحرير أو تسميـ وصؿ التسميـ في المعامالت التجارية المتكررة والمنتظمة عند بيع
منتوجات لنفس الزبوف أو عدـ تقديمو لألعواف المؤىميف عند طمبو.
عدـ حيازة أو تحرير أو تسميـ الفاتورة اإلجمالية أو عدـ تقديميا لألعواف المؤىميف
1
عند طمبيا.
ونصت المادة 34مف القانوف 02-04أف...«:عدم ذكر االسم أو العنوان االجتماعي
لمبائع أو المشتري وكذا رقم تعريفه الجبائي والعنوان والكمية واالسم الدقيق وسعر
الوحدة من غير الرسوم لممنتوجات المبيعة أو الخدمات المقدمة عدم فوترة يعاقب عميها
طبقا ألحكام المادة ، 2»33فإذا وقعت صورة مف ىذه الممارسات تشكؿ الركف المادي
لجريمة عدـ الفوترة ويكفي وقوع صورة واحدة لكوف كؿ حالة مستقمة بذاتيا عف الصور
األخرى ،ىذا و في اجتياد ليا رقـ 287833بتاريخ 2004/04/06اعتبرت المحكمة
العميا عدـ الفوترة جريمة مف جرائـ التيريب في حالة حيازة بضاعة حيث يشترط قانوف
الجمارؾ تبريرىا بمستندات عبر كامؿ اإلقميـ الجمركي ،كما قضت في قرارىا رقـ
260414المؤرخ في 2001/06/25ببراءة المتيـ الذي أثبت شرعية حيازتو لمبضائع
3
المستوردة بموجب فاتورة شرعية وصحيحة.
43
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
باإلضافة إلى المخالفات المنصوص عمييا في القانوف 02-04فإف القانوف الجبائي
قرر عقوبات أخرى ليذه المخالفة في المادة 33كما يمي « :يؤدي اإلخالؿ بقواعد الفوترة
المالحظ أثناء ممارسة الحؽ في التحقيؽ إلى تطبيؽ العقوبات المحددة في المادة 65
1
مف قانوف المالية 2003المعدلة و المتممة»
-2الركن المعنوي
الركف المعنوي في جريمة عدـ الفوترة ىو القصد الجنائي فييا وألف عدـ الفوترة
2
مف الجرائـ االقتصادية فإف الركف المعنوي مفترض.
ألزـ المشرع أف يكوف كؿ تعامؿ بيف األعواف االقتصادييف مصحوب بفاتورة أو وثيقة
تقوـ مقاميا ،تفرغ في محرر مكتوب ،وألزـ أف تحتوي عمى بيانات ،ويجب عمى العوف
االقتصادي تسميميا لمعوف االقتصادي المشتري ،كما يجب عمى المشتري أف يطمبيا
وىذا األخير مسؤوؿ جزائيا كما ىو األمر بالنسبة لمبائع ،في حالة عدـ االلتزاـ بذكر
البيانات التي ألزـ المشرع ذكرىا أثناء تحرير الفاتورة ، 3وتعتبر الفاتورة غير مطابقة حسب
المادة 34مف القانوف 02-04كؿ فاتورة مخالفة ألحكاـ المادة 12مف ىذا القانوف، 4
رغـ أف الفاتورة غير المطابقة ىي فاتورة حقيقية تحرر بشأف معامالت فعمية غير أنيا ال
تراعي بعض الشروط و الكيفيات التي حددىا القانوف و التنظيـ.5
44
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
-1الركن المادي
يكوف العوف االقتصادي مرتكبا لجريمة الفاتورة غير المطابقة إذا قاـ بإصدار
ىذه الفاتورة دوف ذكر البيانات اإللزامية وعميو تكوف غير مطابقة كؿ فاتورة أو وصؿ تسميـ
أو فاتورة إجمالية أو سند تحويؿ يتـ تحريرىا عمى نحو يخالؼ أحكاـ المرسوـ 468-05
بإىماؿ البيانات أو الشروط أو الكيفيات التي يتطمبيا ىذا المرسوـ.1
لذلؾ تتعدد صور ىذه الجريمة و بذلؾ يتعدد الركف المادي بناء عمى:
-2الركن المعنوي
الركف المعنوي مفترض باعتبار أف جريمة عدـ مطابقة الفاتورة مف الجرائـ االقتصادية.
بصدور القانوف 02-04جعؿ مف الفاتورة غير الحقيقية فاتورة وىمية أو فاتورة مزيفة
فالفاتورة الوىمية ىي التي تحرر بشأف معامالت ليس ليا وجود حقيقي إنما يتـ إعدادىا
إليياـ أعواف المراقبة بسالمة المعامالت التجارية و شرعيتيا ،وكما تعتبر فاتورة وىمية
كؿ فاتورة حررت مف طرؼ عوف اقتصادي آخر وىمي أي ال وجود لو ضمف قائمة
المتعامميف االقتصادييف المسجميف في السجؿ التجاري ،وىي فواتير مزيفة ال تعكس المعاممة
االقتصادية المبرمة الغرض منيا التضمي ؿ ، 3ونصت المادة 24مف القانوف 02-04
عمى تحرير فواتير وىمية وفواتير مزيفة واتالؼ الوثائؽ التجارية والمحاسبية واخفائيا
أو تزويرىا قصد إخفاء الشروط الحقيقية لممعامالت التجارية واعتبرتيا مف قبيؿ الممارسات
45
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
التجارية التدليسية ويعاقب عمييا طبقا لنص المادة 37مف نفس القانوف دوف المساس
1
بالعقوبات المنصوص عمييا في التشريع الجبائي.
وىي الفاتورة التي تـ إعدادىا دوف الشروع في عممية التسميـ أو أداء خدمة بغرض
القياـ بما يأتي:
وبناء عميو تكوف الفاتورة المزورة ىي فاتورة حقيقية ولكف تـ تزويرىا وتزييفيا ،لكي
تعكس المعامالت الحقيقية بيف المتعاقديف ،كعدـ تسجيؿ المعمومات الواجبة في الفواتير
3
و إغفاليا عمدا.
46
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
ثانيا :فاتورة المجاممة
ىي القياـ بتالعب أو إخفاء عمى الفاتورة ليوية وعنواف الممونيف أو الزبائف أو القبوؿ
الضرئب الواجب
ا الطوعي باستعماؿ ىوية مزورة أو اسـ مستعار وذلؾ بيدؼ خفض مبمغ
دفعيا وكذا اختالس أمواؿ مؤسسة أو أمواؿ شخص ما واستعماليا ألغراض مختمفة ،تمثؿ
1
فاتورة المجاممة عممية شراء أو بيع أو أداء خدمة حقيقية.
وىذا ما سنتناولو مف خالؿ ىذا المطمب الذي قسمناه إلى فرعيف ،الفرع األوؿ نتناوؿ
معاينة المخالفات ،و الفرع الثاني نتناوؿ فيو حجية محاضر ضبط المخالفات.
47
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
الفرع األول :معاينة المخالفات
سنتناوؿ مف خالؿ ىذا الفرع فئات الموظفيف المؤىميف لمعاينة المخالفات (أوال) ثـ
تحديد سمطات الموظفيف المؤىميف لمقياـ بالتحقيؽ والمراقبة (ثانيا) ،ومعارضة التحقيؽ (ثالثا)
نص المشرع بموجب المادة 49مف القانوف 02-04عمى الموظفيف المؤىميف لمقياـ
بالتحقيؽ ومعاينة مخالفات الممارسات التجارية وصنفيـ كما يمي:
وىـ :ضباط و أعواف الشرطة القضائية المنصوص عمييـ في قانوف اإلجراءات الجزائية،
المستخدموف المنتموف إلى األسالؾ الخاصة بالمراقبة التابعوف لإلدارة المكمفة بالتجارة،
األعواف المعنيوف التابعوف لمصالح اإلدارة الجبائية ،أعواف اإلدارة المكمفة بالتجارة المرتبوف
في الصنؼ 14عمى األقؿ المعينوف ليذا الغرض و يجب أف تتوفر فييـ الشروط اآلتية:
أف يؤدي الموظفوف التابعوف لإلدارة المكمفة بالتجارة واإلدارة المكمفة بالمالية اليميف
وأف يفوضوا بالعمؿ طبقا لإلجراءات التشريعية والتنظيمية المعموؿ بيا.
أف يبينوا وظيفتيـ و أف يقدموا تفويضيـ بالعمؿ.
يمكف لمموظفيف المذكوريف أعاله ،إلتماـ مياميـ طمب تدخؿ وكيؿ الجميورية المختص
1
إقميميا ضمف احتراـ القواعد المنصوص عمييا في قانوف اإلجراءات الجزائية
48
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
وىـ :رؤساء المجالس الشعبية البمدية ،ضباط الدرؾ الوطني ،الموظفوف التابعوف لألسالؾ
الخاصة لممراقبيف ومحافظي الشرطة وضباط الشرطة لألمف الوطني ،ذوو الرتب في الدرؾ
ورجاؿ الدرؾ الذيف أمضوا في سمؾ الدرؾ ثالث سنوات عمى األقؿ وعينوا بموجب قرار
مشترؾ صادر عف وزير العدؿ ووزير الدفاع الوطني بعد موافقة لجنة خاصة ،الموظفوف
التابعوف لألسالؾ الخاصة لممفتشيف وحفاظ و أعواف الشرطة لألمف الوطني الذيف أمضوا
ثالث سنوات عمى األقؿ و عينوا بموجب قرار مشترؾ صادر عف وزير العدؿ ووزير الداخمية
و الجماعات المحمية بعد موافقة لجنة خاصة ،ضباط وضباط الصؼ التابعيف لممصالح
العسكرية لألمف الذيف تـ تعيينيـ خصيصا بموجب قرار مشترؾ بيف وزير الدفاع
1
و وزير العدؿ.
وىـ :سمؾ مراقبي قمع الغش ،والذي يضـ رتبة وحيدة وىي رتبة قمع الغش ،يكمؼ بالبحث
عف أية مخالفة لمتشريع ومعاينتيا ،أو األخذ عند االقتضاء اإلجراءات التحفظية المنصوص
عمييا في مجاؿ قمع الغش ،سمؾ مراقبي المنافسة والتحقيقات االقتصادية ،الذي يضـ رتبة
وحيدة وىي رتبة مراقب المنافسة و التحقيقات االقتصادية ،يكمؼ بالبحث عف أية مخالفة
لمتشريع ومعاينتيا ،وعند االقتضاء القياـ باإلج ارءات التحفظية المنصوص عمييا في مجاؿ
2
المنافسة.
-1المادة 15مف األمر رقـ 155-66المؤرخ في 8جواف 1966المتضمف قانوف اإلجراءات الجزائية المعدؿ و المتمـ
بموجب األمر رقـ 02-15المؤرخ في 23يوليو سنة.2015
-2ميدي طالبي و والء الديف بف رجـ ،الممارسات التجارية غير المشروعة في السوؽ الجزائري (دراسة تحميمية) ،تقرير
تربص مكمؿ لنيؿ شيادة ماستر في العموـ التجارية (تخصص تسويؽ الخدمات) ،كمية العموـ اإلقتصادية والتسيير والعموـ
التجارية ،المركز الجامعي عبد الحفيظ بوالصوؼ ميمة ، 2021/2020 ،ص .46
49
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
-4فئة الموظفين التابعين لمصالح اإلدارة الجبائية
اعتبر المشرع األعواف التابعيف لمصالح اإلدارة الجبائية ضمف الموظفيف المؤىميف
لمقياـ بالتحقيؽ والمعاينة في مخالفات الممارسات التجارية والتي يرتكبيا األعواف
1
االقتصادييف.
50
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
المخالؼ ،أو إعادتيا عند نياية التحقيؽ ،وفي ىذه الحالة يتـ تحرير محضر إعادة
المستندات المحجوزة وتسمـ نسخة منو لمعوف المخالؼ. 1
-2حجز السمع و العتاد و األجهزة :في حالة رصد أي مخالفة عند التفتيش يقوـ األعواف
المؤىموف بإجراء الحجز عمى وسائؿ المخالفات سواء مستندات أو سمع أو اآلالت المستعممة
لمقياـ بالمخالفة ،وقد نصت المادة 39مف القانوف ، 202-04إذ نصت عمى أنو «:يمكن
حجز البضائع موضوع المخالفات المنصوص عميها في أحكام المواد ، 13 ، 11، 10
14ومن 20إلى 20من هذا القانون» ،كما يمكف حجز العتاد والتجييزات التي استعممت
في ارتكابيا ،واما يكوف الحجز مادي لمسمع ويتـ بالسيطرة الفعمية عمى السمع مف طرؼ
السمطة ،ىذا حسب ما نصت عميو المادة 40ؼ 1مف القانوف 3 ، 02-04أو يكوف
الحجز اعتباري عمى سمع ال يمكف لمرتكب المخالفة أف يقدميا لسبب ما ،ونصت المادة 42
عمى أف تحدد قيمة المواد المحجوزة عمى أساس سعر البيع المطبؽ مف طرؼ مرتكب
4
المخالفة أو بالرجوع إلى سعر السوؽ.
-3تحرير المحاضر :بعد االنتياء مف التحقيقات و التأكد مف وجود خرؽ لقواعد القانوف،
تثبت المخالفة في محضر يقوـ بتحريره الموظفوف المؤىموف لمقياـ بالمعاينة والتحقيؽ
في ظرؼ 08أياـ ابتداء مف تاريخ نياية التحقيؽ 5،وسنأتي إلى تفصيؿ محاضر ضبط
المخالفات في الفرع الثاني.
51
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
ثالثا :معارضة التحقيق
منع القانوف أية معارضة لممراقبة ،فقد نصت المادة 53مف القانوف 02-04
عمى أف كؿ عرقمة وكؿ فعؿ مف شأنو منع تأدية مياـ التحقيؽ مف طرؼ الموظفيف المؤىميف
لذلؾ ،ويعاقب عمييا بالحبس مف ستة 6أشير إلى سنتيف 02وبغرامة مالية مف مائة ألؼ
دينار إلى مميوف دينار أو بإحدى ىاتيف العقوبتيف ،ويعتبر كمعارضة لممراقبة األفعاؿ
التالية:
ىذا وقد كفؿ المشرع الجزائري الحماية القانونية لمموظفيف المكمفيف بالمعاينة والتحقيؽ
أثناء تأدية مياميـ وىذا بموجب المادة 53مف القانوف ، 02-04إذ يسمط عمى الشخص
المعارض لمتحقيؽ والمتعدي عمى الموظفيف بغرامة مالية و بالعقوبة السالبة لمحرية
وىذا ما سنأتي إلى تفصيمو في العقوبات المقررة في المبحث أدناه.
52
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
الفرع الثاني :محاضر ضبط المخالفات
سنتناوؿ مف خالؿ ىذا الفرع بيانات محاضر ضبط المخالفات (أوال) ،وحجية
محاضر ضبط المخالفات (ثانيا).
تحرر المحاضر وتقارير التحقيؽ وفقا لما نصت عميو المواد مف 55إلى 59
مف القانوف ،02-04وكذا طبقا لممرسوـ التنفيذي رقـ 389-20الذي حدد شكؿ محاضر
معاينة المخالفات المتعمقة بالممارسات التجارية وبيانتيا ،إذ يتضمف المرسوـ بيانات تتعمؽ
بالموظؼ محرر المحضر و بيانات تتعمؽ بالشخص المخالؼ وبيانات تتعمؽ بالمحضر
وىذا كما سيأتي تفصيمو:
نصت عمييا المادة 1-02مف المرسوـ السالؼ الذكر وتتمثؿ في :اإلسـ والمقب وصفة
الموظؼ ،المصمحة اإلدارية التي ينتمي إلييا ،بيانات بطاقة التفويض بالعمؿ ،التوقيع.
تنص عمييا المادة 2-02وتتمثؿ في :اسـ ولقب وتاريخ ومكاف ميالد التاجر
أو الممثؿ القانوني لمشخص المعنوي(ابف أو ابنة...و ،)...التسمية بالنسبة لمشخص
المعنوي ،عنواف المحؿ أو مقر الشركة التجارية بالنسبة لألشخاص المعنوية ،طبيعة النشاط
1
الممارس ،التوقيع.
تنص المادة 03مف المرسوـ المذكور أعاله أنو يجب أف يحدد محضر معاينة
المخالفة طبيعة المخالفة والمادة القانونية التي تنص عمييا مع تحديد العقوبة المقترحة
-1المرسوـ التنفيذي رقـ ،389-20المؤرخ في 04جمادى األولى عاـ 1442الموافؽ 19ديسمبر سنة ،2020الجريدة
الرسمية ،العدد ، 78مؤرخة في 27ديسمبر .2020
53
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
مف طرؼ الموظفيف الذيف حرروا المحضر عندما يمكف أف يعاقب عمى المخالفة بغرامة
المصالحة ،وفي حالة الحجز يجب أف يتضمف محضر معاينة المخالفة طبيعة السمع
المحجوزة ونوعيا وكميتيا وقيمتيا ووثائؽ جرد المنتوجات المحجوزة.
باإلضافة إلى البيانات المذكورة أعاله يجب أف يتضمف محضر معاينة المخالفة مراجع
االستدعاء المرسؿ لممخالؼ ومبمغ غرامة الصمح المقترحة ،ىذا وقد نص المرسوـ
عمى ضرورة إرفاؽ نموذج محضر معاينة المخالفة بيذا المرسوـ.1
كما يحرر المحضر في ظرؼ ثمانية 08أياـ ابتداء مف تاريخ نياية التحقيؽ
يبيف فيو مكاف وتاريخ إجراءات المعاينات المادية المسجمة والتحقيقات المنجزة.
وبعد االنتياء مف تحرير المحضر ،يسجؿ المحضر في سجؿ مرقـ ومؤشر مخصص
ليذا الغرض ويبمغ إلى المدير الوالئي المكمؼ بالتجارة الذي وقعت المعاينة في دائرة
اختصاصو وبإرساؿ الممؼ إلى الجية المعنية ،تنتيي ميمة الموظفيف المكمفيف بالمعاينة
2
والتحقيؽ.
تكوف المحاضر المحررة تحت طائمة البطالف إذا لـ توقع مف طرؼ الموظفيف الذيف
3
عاينوا المخالفة.
يقصد بحجية المحضر مدى قوتو الثبوتية ومدى اعتماد القاضي عميو إلصدار
أحكامو وعميو فالمحاضر ىي مف المحررات التي تعتبر مف وسائؿ اإلثبات في المواد
4
الجنائية شرط أف تكوف صحيحة ومطابقة لألشكاؿ القانونية والتنظيمية عند تحريرىا.
54
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
-1المحاضر وسيمة إلثبات المخالفة
وأجازت المادة 57مف القانوف 02-04الطعف ببطالف المحضر لعدـ احتراـ شكمية
التوقيع عميو مف طرؼ موظفي وأعواف ضبط المخالفات ،وىي الحالة الوحيدة التي رتب
عمييا المشرع بطالف المحضر بنص صريح ،إالّ أف ىذا ال يعني عدـ وجود حاالت أخرى
تؤدي إلى بطالف المحضر مف ذلؾ مثال :عدـ اختصاص محرر المحضر اختصاصا نوعيا
أو إقميميا ،أو عدـ مراعاة الشكميات المتعمقة بتحريره كعدـ وجود التاريخ أو عدـ اإلشارة
5
إلى توقيع العوف االقتصادي أو رفضو التوقيع أو غيابو.
حسب المادة 58مف القانوف 02-04عمى أنو« :مع مراعاة أحكاـ المواد مف 214
إلى 219مف قانوف اإلجراءات الجزائية وكذا أحكاـ المادتيف 56و 57مف ىذا القانوف تكوف
-1الزىراء ممودي ونادية نجماوي ،الحماية الجزائية لمممارسات التجارية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماستر قانوف أعماؿ ،كمية
الحقوؽ والعموـ السياسية ،قسـ الحقوؽ ،جامعة أحمد دراية ،أدرار ، 2021/2020 ،ص .44
-2نسيمة بوقادوـ وبولقرينات ىالة ،المرجع السابؽ ،ص .95
-3الزىراء ممودي ونادية نجماوي ،المرجع السابؽ ،ص .44
-4نسيمة بوقادوـ وبولقرينات ىالة ،المرجع السابؽ ،ص .95
-5لياس بروؾ ،المرجع السابؽ ،ص. 287
55
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
لممحاضر وتقارير التحقيؽ حجية قانونية حتى يطعف فييا بالتزوير » ، 1فالمتمعف لنص
المادة 58مف القانوف 02-04نجد أف ىذه المحاضر ليا قوة ثبوتية مطمقة في اإلثبات ،
فعبء إثبات البراءة يقع عمى المخالؼ بحيث يطعف في ىذه المحاضر بالتزوير ،ويثبت عدـ
ارتكابو لممخالفة وىذه ىي خصوصية اإلثبات في جرائـ الممارسات التجارية باعتبارىا جرائـ
اقتصادية ،2وبالرجوع ألحكاـ القانوف 02-04نجد أف المشرع لـ يترؾ لمقاضي الجزائي
3
، سمطة تقدير الدليؿ ،نظ ار لما يفترضو القانوف في الموظفيف المؤىميف مف ثقة وأمانة
ىذا يعني أنو ال يجوز استبعاد المحاضر بناء عمى االقتناع الشخصي لمقاضي وال بناء
عمى الدليؿ العكسي سواء كاف كتا بيا أو بشيادة الشيود ،فالمشرع أراد التشدد في معالجة
ىذه الجرائـ وىذا مف خالؿ إعطائو جية المتابعة امتياز تقديـ الدليؿ ليس مف السيؿ دحضو
4
وكأنو ال يريد لجرائـ معينة أف تفمت مف العقاب.
56
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
2مف القانوف 02-04عمى أنو« :تثبت المخالفات لمقواعد المنصوص عميها في هذا
القانون في محاضر تبمغ إلى المدير الوالئي المكمف بالتجارة الذي يرسمها إلى وكيل
الجمهورية المختص إقميميا ،مع مراعاة األحكام الواردة في المادة 60من هذا القانون»،
ف الطريؽ القضائي ليس ىو السبيؿ الوحيد إلى ردع جرائـ الممارسات التجارية ،بؿ أجاز
المشرع في القانوف 02-04إمكانية إجراء المصالحة بيف األعواف االقتصادييف المخالفيف
والمدير المكمؼ بالتجارة في مخالفات الممارسات التجارية ،1بحيث تجيز المادة 60مف ىذا
القانوف لكؿ مف المدير الوالئي والوزير المكمؼ بالتجارة اقتراح غرامة المصالحة عمى مرتكب
المخالفة ،حيث نصت ىذه المادة عمى أنو« :تخضع مخالفات أحكاـ ىذا القانوف
الختصاص الجيات القضائية ،غير أنو يمكف لممدير الوالئي المكمؼ بالتجارة أف يقبؿ
مف األعواف المخالفيف بمصالحة ،إذا كانت المخالفة المعاينة في حدود غرامة تقؿ أو تساوي
مميوف دينار ،واذا كانت تمؾ الغرامة تزيد عف ذلؾ وتقؿ عف ثالثة مالييف دينار يمكف لوزير
التجارة أف يقبؿ مف األعواف االقتصادييف المخالفيف بمصالحة ،واذا كانت الغرامة تزيد عف
ثالثة مالييف يرسؿ مباشرة مف طرؼ المدير الوالئي المكمؼ بالتجارة إلى وكيؿ الجميورية
2
قصد المتابعات القضائية»
وعميو سنتناوؿ في المطمب األوؿ آليات الردع اإلدارية ،ثـ نتناوؿ في المطمب الثاني
آليات الردع القضائية.
إذا كاف األصؿ في القانوف الجزائي بوجو عاـ أف يكوف توقيع العقوبات بناء
عمى حكـ قضائي ،لكف ىناؾ اعتبارات فرضت عمى الدوؿ المجوء إلى المصالحة بالنسبة
لبعض الجرائـ ذات الطابع االقتصادي ،كالجرائـ الجمركية والضريبية وجرائـ الصرؼ
وجرائـ الممارسات التجارية التي أجازىا القانوف صراحة وىذا لتخفيؼ العبء عمى القضاء
57
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
مف جية وسرعة التحصيؿ مف جية أخرى ،1كما أجاز القانوف رقـ 02-04لممدير الوالئي
المكمؼ بالتجارة بإجراء المصالحة ،إالّ أف المشرع كعادتو لـ يعط تعريفا لممصالحة ،
وانما اكتفى بتبياف شروطيا واجراءاتيا ،إالّ أنو تـ تعريفيا بموجب المنشور الوزاري الصادر
في 08مارس ،2006المتعمؽ بكيفيات تطبيؽ أحكاـ غرامة المصالحة عمى أنيا«:طريقة
تسوية ودية بين اإلدارة المكمفة بمراقبة الممارسات التجارية من جهة والمتعامل
االقتصادي المحرر ل هذا المحضر من جهة أخرى ،يتم خاللها إنهاء النزاع الناجم
عن مخالفة أحكام القانون رقم ،2» 02-04ىذا وأف المادة 46مف القانوف 02-04
أجازت لموالي القياـ بإجراءات الغمؽ اإلدارية لممحالت التجارية.
وعميو سنتناوؿ مف خالؿ ىذا المطمب المصالحة كآلية لردع المخالفات في الفرع
األوؿ ،ثـ نتطرؽ في الفرع الثاني إلى الغمؽ اإلداري كآلية لمردع.
تعتبر المصالحة آلية إدارية ودية لردع المخالفات المرتكبة مف قبؿ المتعامميف
االقتصادييف ،ولكي تتـ المصالحة يجب أف يكوف ىناؾ رضاء متبادؿ بيف مرتكب المخالفة
واإلدارة المعنية ،إذ يتعيف أف يتفؽ عمييا الطرفاف ويمكف لمعوف االقتصادي قبوليا أو رفضيا
وفقا لما تقتضيو مصمحة كال الطرفيف 3.وىذا ما يرتب آثار لممصالحة وىذا ما سنتناولو
مف خالؿ ىذا الفرع ،التطرؽ لشروط المصالحة (أوال) و آثار المصالحة (ثانيا)
58
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
أوال :شروط المصالحة
طبقا لنص المادة 60مف القانوف رقـ 02-04نميز عدة شروط إلجراء المصالحة،
فيناؾ شروط متعمقة بمرتكب المخالفة ،وشروط متعمقة باإلدارة وشروط متعمقة بإجراءات
المصالحة.
نميز شرطيف:
أال يكون المخالف في حالة عود :يعرؼ العود بوجو عاـ ارتكاب الشخص جريمة ثانية
بعد صدور حكـ بات عميو بالعقاب مف أجؿ جريمة سابقة حسب المادة 47المعدلة
والمتممة فإنو «:يعد في حالة عود في مفهوم هذا القانون قيام العون االقتصادي
بمخالفة أخرى لها عالقة بنشاطه خالل السنتين التي تمي انقضاء العقوبة السابقة
المتعمقة بنفس النشاط» ،وحسب المادة فإنو ال تقترح غرامة الصمح كإجراء ودي يستفيد
1
منو العوف االقتصادي المخالؼ بعد صدور عقوبة في حقو في أجؿ ( )02سنتيف.
أن تكون العقوبة المقررة لممخالفة أقل من مبمغ ثالثة ماليين دينار :يتضح مف خالؿ
نص المادة 60مف القانوف 02-04أف المصالحة جائزة في الجرائـ المعاقب عمييا
بغرامة تقؿ عف ثالثة مالييف دينار ( 3.000.000دج) فقط ،وعميو فإف عدـ الفوترة
والفوترة غير المطابقة تجوز فييا المصالحة ، 2والنص يفسر لصالح المتيـ طالما أف
3
المشرع استبعد صراحة المصالحة إذا كانت العقوبة المقررة أكثر مف ثالثة مالييف دينار.
-1محمد جغاـ وسناء منيغز ،الحؿ الودي لممخالفات الماسة بشفافية الممارسات التجارية ،مجمة أبحاث قانونية وسياسية ،
العدد الرابع ،كمية الحقوؽ و العموـ السياسية ،جامعة محمد الصديؽ بف يحي ،جيجؿ ،د.س.ف ،ص5
-2سفياف بف قري ،المرجع السابؽ ،ص .111
-3إسحاؽ أيمف والطاىر شتيوي ،مكافحة الممارسات التجارية غير النزيية في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة الستكماؿ
متطمبات شيادة ماستر أكاديمي ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ورقمة ، 2019/2018 ،ص .46
59
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
كما ال يستفيد المخالؼ مف إجراء الصمح عند امتناعو عف دفع مبمغ غرامة المصالحة
المقررة في أجؿ ( )45خمسة وأربعوف يوما الموالية لتاريخ الموافقة عمى المصالحة ،
1
وىذا تطبيقا لما نصت عميو المادة 61في فقرتيا السادسة.
البد أف يكوف ممثؿ اإلدارة الذي يجري المصالحة مع مرتكب المخالفة موظفا مختصا
قانونا ،وقد حددت المادة 60حدود االختصاص عمى النحو التالي:
يختص المدير الوالئي المكمؼ بالتجارة بقبوؿ المصالحة مف األعواف االقتصادييف
المخالفيف ،إذا كانت المخالفة المعاينة معاقب عمييا قانونا بغرامة تقؿ أو تساوي مميوف
دينار(1.000.000دج) وذلؾ استنادا إلى المحضر المعد مف طرؼ األعواف المؤىميف
يختص الوزير المكمف بالتجارة بإجراء المصالحة إذا كانت المخالفة المسجمة
في حدود غرامة تفوؽ مميوف دينار (1.000.000دج) وتقؿ عف ثالثة مالييف دينار
( 3.000.000دج) ،أما إذا كانت المخالفة معاقب عمييا بغرامة تساوي ثالثة مالييف
دينار جزائري فقد سكت المشرع عمف يممؾ االختصاص بإجراء المصالحة ،مما يعد
فراغا قانونيا ، 2وأماـ ىذا الوضع وعمال بقاعدة التفسير األصمح لممتيـ يرى جانب
مف الفقو أف ىذا اإلغفاؿ ال يجب أف يضر بالمتيـ ومف ثمة فطالما أف المشرع أبعد
المصالحة صراحة في حالة ما إذا كانت العقوبة المقدرة أكثر مف ثالثة مالييف دينار
فميس ثمة ما يمنع إجراءىا إذا كانت المخالفة تساوي ثالثة مالييف واألقرب لمصواب
3
أف الوزير المكمؼ بالتجارة ىو المختص بإجراء المصالحة.
60
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
-3شروط متعمقة بإجراءات المصالحة
إما قبوؿ عرض اإلدارة لممصالحة وىنا يستفيد مف تخفيض يقدر بػ %20مف مبمغ
الغرامة المحتسبة.
إما قبولو مع التحفظ عمى مبمغ الغرامة المقترح ،وفي ىذه الحالة يطعف في غرامة الصمح.
إما يرفض عرض اإلدارة لممصالحة وىنا يحاؿ الممؼ مباشرة عمى وكيؿ الجميورية
المختص إقميميا قصد المتابعة الجزائية وكذلؾ الحاؿ بالنسبة لعدـ دفع غرامة المصالحة
في أجؿ 45يوـ ابتداء مف تاريخ الموافقة عمى المصالحة.
وتجدر المالحظة أف المشرع لـ يحدد قيمة غرامة مقابؿ الصمح و إنما ترؾ السمطة
التقديرية لإلدارة التي تأخذ بعيف االعتبار نوع النشاط الذي يمارسو العوف المخالؼ وكذا
القيمة اإلجمالية لحجـ المخالفة المرتكبة.
-1أماؿ حالؿ و نجية تايب ،االلتزاـ بنزاىة الممارسات التجارية ،مذكرة لنيؿ شيادة الماستر في الحقوؽ ،تخصص
قانوف األعماؿ ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة الجياللي بونعامة ،خميس مميانة ، 2019/2018 ،ص ص
.82-81
-2زوقاري كريمو ،المرجع السابؽ ،ص .32
61
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
ثانيا :آثار المصالحة
المصالحة كإجراء ودي تسعى مف ورائو األطراؼ المتصالحة لحسـ النزاع و تجنب
المجوء إلى الجيات القضائية مما يشكؿ أىـ أثر يترتب عف إجرائيا وبالتالي فإف آثار
المصالحة تشمؿ أطرافيا دوف أف تنصرؼ إلى الغير.
يستفيد العوف االقتصادي مرتكب المخالفة مف تخفيض مقدر بػ %20 /باإلضافة
إلى انقضاء الدعوى العمومية واسقاط االدعاءات وتثبيت الحقوؽ.
كأثر لممصالحة فإف المادة 61الفقرة الخامسة تنص عمى أنو «:تنهي المصالحة
المتابعات القضائية» ،ىذا مشروط بأف تتـ قبؿ صدور حكـ نيائي وقبؿ إرساؿ محضر
إثبات المخالفة إلى النيابة العامة ،1لكف إذا تمت المصالحة بعد إرساؿ المحضر إلى وكيؿ
الجميورية يختمؼ األمر ف في ىذه الحالة حسب المرحمة التي يكوف فييا سرياف اإلجراءات ،
فإذا كانت القضية عمى مستوى النيابة ولـ يتخذ بشأنيا أي إجراء تتوقؼ الدعوى ويحفظ
الممؼ ،أما إذا حركت الدعوى العمومية مف طرؼ النيابة ،فإذا كانت القضية أما قاضي
التحقيؽ أو غرفة اال تياـ تصدر الجية المختصة أم ار أو ق ار ار بأف ال وجو لممتابعة ،
أما إذا كانت القضية أماـ جية الحكـ فيتعيف عمييا التصريح بانقضاء الدعوى العمومية
2
بسبب المصالحة.
62
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
ب-إثبات الحقوق لكال الطرفين
تثبت الحقوؽ التي اعترؼ بيا المخالؼ لإلدارة والتي اعترفت بيا اإلدارة بدورىا
لممخالؼ ، 1ويكوف ذلؾ بموجب محضر مكتوب يسمى محضر المصالحة يتضمف جميع
المسائؿ المتفؽ عمييا السيما المبمغ الواجب دفعو كغرامة صمح ويتضمف كذلؾ تاريخ الصمح
وتوقيع األطراؼ ويكوف ىذا المحضر وسيمة إثبات لمصمح يتـ الدفع بيا أماـ النيابة العامة
وجيات التحقيؽ وجيات الحكـ في أي مرحمة كانت عمييا المحاكمة لممطالبة بانقضاء
2
،ويمكف إثبات الصمح في غياب ىذا المحضر بشيادة رسمية مف اإلدارة الدعوى العمومية
3
المكمفة بالتجارة صادرة عف الشخص المؤىؿ قانونا إلجراء الصمح.
بالنسبة آلثار المصالحة اتجاه الغير ،طبقا لمقواعد العامة فإنو ال ينصرؼ أثر العقد
إلى األطراؼ الخارجة عف العقد وبالتالي ال ينتفع وال يتضرر الغير مف إجراء الصمح ما
دامت العقوبة شخصية وتوقع عمى المخالفيف فقط دوف أف تمتد لمغير وبذلؾ يكوف أثر
4
المصالحة محصو ار في العوف المخالؼ.
يقصد بالغمؽ اإلداري منع مرتكب الفعؿ مف ممارسة النشاط الذي كاف يمارسو قبؿ
إغالؽ محمو ،وتصدر ىذه العقوبة في حالة مخالفة القواعد المنصوص عمييا في المادة 46
مف القانوف 02-04المعدؿ والمتمـ ،و التي تسمح لموالي المختص إقميميا أف يتخذ بموجب
قرار إجراءات غمؽ إدارية لممحالت التجارية لمدة أقصاىا ستوف يوما ، 5في حالة مخالفة
63
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
القواعد المنصوص عمييا في أحكاـ المواد ، 13 ، 12 ، 11 ، 10 ، 9 ،8 ،7 ،6 ،4،5
1
22 ،22 ، 20 ، 14مكرر 28 ، 27 ، 26 ، 25 ، 24 ، 33 ،و 53مف ىذا القانوف
فالغمؽ اإلداري ىو إجراء وقائي يفرض عمى األشخاص المخالفيف ويكوف مؤقتا ،ووفقا لما
تنص عميو المادة 62مف القانوف 02-04فإنو يطبؽ إجراء الغمؽ لممحؿ المنصوص عميو
في المادة 46ووفقا لنفس الشروط في حالة العود لكؿ مخالفة ألحكاـ ىذا القانوف ،2.وعادة
ما ينتيي قرار الغمؽ بتماـ المدة أو بزواؿ األسباب التي أدت إلى اتخاذ إجراء الغمؽ، 3
ىذا ووفقا لممادة 48مف القانوف 02-04يمكف لموالي المختص إقميميا كجزاء إضافي
جوازي أف يأمر عمى نفقة مرتكب المخالفة ،بنشر ق ارراتو كاممة أو خالصة منيا
4
في الصحافة الوطنية أو لصقيا بأحرؼ بارزة في األماكف التي يحددىا .
ىذا وقد نصت المادة 46مف القانوف 02-04عمى أف قرار الغمؽ يكوف قابال لمطعف
أماـ القضاء وأنو في حالة إلغاء قرار الغمؽ ،يمكف لمعوف االقتصادي المتضرر المطالبة
بتعويض الضرر الذي لحقو أماـ الجية القضائية المختصة.5
64
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
المطمب الثاني :آليات الردع القضائية
كما حدد القانوف 02-04في المادة 65األشخاص المؤىميف لرفع دعوى أماـ القضاء
وضد كؿ عوف اقتصادي مخالؼ ألحكاـ ىذا القانوف أو لمتأسيس كطرؼ مدني في الدعاوى
لمحصوؿ عمى تعويض الضرر الذي لحقيـ ،وىـ جمعيات حماية المستيمكيف ،الجمعيات
المينية و كذلؾ كؿ شخص طبيعي أو معنوي ذي مصمحة.1
فالعقوبات الجزائية المقررة مف طرؼ القاضي الجزائي ىي األثر المترتب عمى مخالفة
العوف االقتصادي لمقواعد القانونية المنصوص عمييا في في القانوف ،02-04فالقاضي
الجزائي لو مجاؿ واسع مف أجؿ الحد مف ىذه الجرائـ وىذا بتطبيؽ عقوبات جزائية أصمية ،
باإلضافة إلى عقوبات أخرى تكميمية ، 2ىذا باإلضافة إلى الحكـ بالتعويض في حاؿ
65
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
الدعوى المدنية بالتبعية ،أو بناء عمى دعوى مدنية مستقمة ،وتختمؼ العقوبة بحسب طبيعة
المخالفة المرتكبة.
تتميز الجرائـ المتعمقة بالقواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية بثالث خصائص
أساسية وىي :كؿ الجرائـ جنح ،ال تطبؽ عمييا العقوبات السالبة لمحرية ،وفي حالة تعدد
الجرائـ تسري عمييا كميا قاعدة جمع الغرامات المنصوص عمييا في المادة 36مف قانوف
العقوبات ،وعمى ذلؾ نصت المادة 64مف القانوف رقـ 02-04عمى أف الغرامات تجمع
ميما كانت طبيعة المخالفات المرتكبة ،1وقد ميز المشرع بيف العقوبات األصمية و العقوبات
التكميمية.
رتب المشرع الجزائري جزاءات وعقوبات أصمية عمى العوف االقتصادي المرتكب
لممخالفات المدرجة ضمف قانوف الممارسات التجارية السالفة الذكر ،والعقوبات األصمية عبارة
عف عقوبات مالية متمثمة في الغرامة سواء كانت غرامة محددة وتتمثؿ في إلزاـ العوف
اقتصادي المحكوـ عميو بأف يدفع الغرامة إلى خزينة الدولة مبمغا مقد ار في حكـ أو غرامة
نسبية وىي غرامة ال يحددىا المشرع بكيفية ثابتة أو بحدىا األدنى واألقصى ،وانما يحدد
مقدارىا بالنظر إلى الضرر الذي نجـ عف الجريمة ،وقد تكوف عقوبة سالبة لمحرية متمثمة
في الحبس ،وتعد الغرامة المالية بمثابة العقوبة األصمية في جرائـ الممارسات التجارية نظ ار
العتبارىا أنسب الجزاءات تطبيقا عمى العوف االقتصادي لمساسيا بذمتو المالية التي تعتبر
-1احسف بوسقيعة ،الوجيز في القانوف الجزائي الخاص ،دار ىومة ،الطبعة الثانية عشر ،الجزء الثاني ،الجزائر ،
، 2012ص ص .291 ، 289
66
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
ركيزة لنشاطو االقتصادي ،1وقد حدد القانوف 02-04المعدؿ والمتمـ مبمغ الغرامة حسب
طبيعة كؿ مخالفة وىذا كما يمي:
-1عقوبة عدم الفوترة :تعاقب المادة 33عمى ىذه الممارسة ،المتمثمة في مخالفة أحكاـ
المواد 10و 11و 13بغرامة بنسبة % 80مف المبمغ الذي كاف يجب فوترتو ميما بمغت
قيمتو ،وتطبؽ نفس العقوبة عمى الفاتورة غير المطابقة المنصوص عمييا في المادة 12
إذا مس عدـ المطابقة االسـ أو العنواف االجتماعي لمبائع أو المشتري وكذا رقـ تعريفو
الجبائي العنواف والكمية واالسـ الدقيؽ ،وسعر الوحدة مف غير الرسوـ لممنتوجات المبيعة
2
أو الخدمات المقدمة حيث يعتبر عدـ ذكرىا في الفاتورة عدـ فوترة.
ىذا بغض النظر عف العقوبات المنصوص عمييا في التشريع الجبائي متى كانت
تشكؿ مخالفة عدـ الفوترة جريمة الغش الجبائي ،ىذا وقد تشكؿ جريمة عدـ الفوترة جريمة
جمركية يعاقب عمييا األمر 06-05المؤرخ في 2005/08/23المعدؿ والمتمـ والمتعمؽ
3
بمكافحة التيريب.
-2عقوبة الفاتورة غير المطابقة :بينت المادة 34مف القانوف رقـ 02-04الفرؽ
بيف البيانات التي تؤدي إلى اعتبار المخالفة فاتورة غير مطابقة واألخرى التي تؤدي
إلى اعتبارىا انعداـ فوترة فعدـ ذكر االسـ أو العنواف االجتماعي لمبائع أو المشتري وعدـ
ذكر رقـ تعريفو الجبائي والعنواف و الكمية واالسـ الدقيؽ لموضوع المعاممة وسعر الوحدة
مف غير الرسوـ ،يكيؼ المخالفة انعداما لمفاتورة ويعاقب المخالؼ بعقوبة المادة 33
مف نفس القانوف ،أما عدى ىذه البيانات فعدـ ذكرىا يؤدي إلى تكييؼ المخالفة إلى فوترة
غير مطابقة.4
67
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
تعاقب عمييا المادة 34بغرامة مالية مف عشرة آالؼ ( 10.000دج) إلى خمسيف ألؼ
1
دينار ( 50.000دج).
-3عقوبة الفواتير المزورة وفواتير المجاممة :طبقا لممادتيف 04و 05مف القرار المؤرخ
في 2013/08/01فإنو يترتب عمى إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاممة تطبيؽ غرامة
جبائية تساوي %50مف قيمتيا طبقا لممادة 65مف قانوف المالية لسنة ، 2003وتطبؽ
الغرامة الجبائية المذكورة سالفا بالنسبة لحاالت الغش ذات الصمة بإعداد الفواتير المزورة ضد
األشخاص الذيف شرعوا في إعداد الفواتير وضد أولئؾ الذيف استمموىا عمى حد سواء ويترتب
عمييا استرجاع مبالغ الرسـ التي كاف مف المفروض تسديدىا والموافقة لمتخفيض المطبؽ
في مجاؿ الرسـ عمى النشاط الميني وىذا طبقا لحكاـ المادة 219مكرر مف قانوف الضرائب
2
المباشرة و الرسوـ المماثمة.
-5عقوبة معارضة المراقبة :إف المعارضة التي يتمقاىا الموظفوف المكمفوف بالتحقيقات
والتي تحوؿ بينيـ وبيف قياميـ بمياميـ مف ناحية والحاؽ األذى بيـ مف ناحية أخرى ،جعمت
المشرع يسف ليا في صمب المادة 53مف القانوف 02-04عقوبة مالية وأخرى سالبة لمحرية
68
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
تتمثؿ العقوبة المالية في غرامة تتراوح قيمتيا ما بيف مائة ألؼ دينار ( 100.000دج)
إلى مميوف دينار ( 1.000.000دج ) وعقوبة الحبس تتراوح ما بيف ستة( )6أشير
إلى سنتيف ،عمى أف يكوف لمقاضي حرية النطؽ بإحدى ىاتيف العقوبتيف.
فضال عف ىذا ،فقد منح المشرع بموجب الفقرة األخيرة مف المادة 54مف القانوف
02-04لوزير التجارة في حالة تعرض الموظفيف المكمفيف بالتحقيقات إلى اإلىانة والتيديد
أو العنؼ أو التعدي الماس بسالمتيـ الجسدية صالحية متابعة العوف االقتصادي قضائيا
1
بغض النظر عف المتابعات التي باشرىا الموظؼ ضحية االعتداء شخصيا.
-6عقوبة الحبس في حالة العود :يقصد بحالة العود الشخص الذي يرتكب جريمة أو أكثر
بعد الحكـ عميو نيائيا مف أجؿ جريمة أخرى و ينبني عميو تشديد عقوبة الجريمة األولى
عمى أساس أف عودة مرتكب الجريمة إلى ارتكاب جريمة جديدة دليؿ قاطع عمى أف العقوبة
السابقة لـ تكف كافية لردعو ،لذلؾ استوجب تشديدىا ،لذا وضح المشرع مف خالؿ أحكاـ
المادة 47المعدلة والمتممة مف القانوف 02-04المقصود بحالة العود وبعض األحكاـ
الخاصة بيا ،وباعتبار أف العود ظرفا مف ظروؼ تشديد العقوبة فإف المشرع قد شدد الجزاء
فباإلضافة إلى إمكانية منعو مف ممارسة نشاطو مؤقتا لمدة أقصاىا 10سنوات ،يمكف
لمقاضي حسب نص المادة 47أف يحكـ بعقوبة سالبة لمحرية وىي الحبس مف 03أشير
إلى 05سنوات ،وعقوبة الحبس حسب التفسير الحرفي ليذه المادة ىي عقوبة واجبة التطبيؽ
2
مف طرؼ القاضي ما لـ يستفيد المتيـ مف ظروؼ التخفيؼ.
رتب المشرع عقوبات جزائية عمى مخالفة أحكاـ الفوترة و ككؿ المخالفات المنصوص
عمييا في القانوف رقـ 02-04قرر عقوبة الغرامة كعقوبة أصمية ،واستثناء قرر عقوبة
69
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
الحبس في حالة العود ،كما نص عمى عقوبة المصادرة ، 1الحكـ بالمنع مف ممارسة النشاط
التجاري أو الشطب مف السجؿ التجاري... ،إلخ و التي سنأتي إلى تفصيميا كما يمي :
-1المصادرة :تعرؼ المصادرة بأنيا نزع ممكية الماؿ جب ار عف صاحبو بغير مقابؿ واضافتو
إلى ممؾ الدولة ،والمصادرة كجزاء عيني يختمؼ عف الغرامة التي يتـ تسديدىا نقدا، 2
ل ذا تعتبر عقوبة ناقمة لمممكية جوىرىا حموؿ الدولة محؿ العوف االقتصادي المحكوـ عميو
في ممكية الماؿ وبحسب المادة 44مف القانوف 02-04نجد المصادرة تنصب عمى شيء
معيف بذاتو يكوف في أغمب األحياف مف المنقوالت وليذا فإف المصادرة محصورة في السمع
المحجوزة ، 3وتجيز المادة 44لمقاضي الحكـ بمصادرة السمع المحجوزة عند مخالفة قواعد
الفوترة المنصوص عمييا في المواد 10و 11و ،13وفي حالة الحجز االعتباري تكوف
المصادرة عمى قيمة األمالؾ المحجوزة بكامميا أو عمى جزء منيا ، 4عمى أساس السعر
المحدد في محضر الحجز االعتباري ،ومتى أصبح حكـ المصادرة نيائيا تسمـ المواد
المصادرة إلى إدارة أمالؾ الدولة التي تقوـ ببيعيا وفؽ الشروط المنصوص عمييا
في التشريع و التنظيـ المعموؿ بيما .5
-2نشر الحكم :تعد عقوبة نشر الحكـ وتعميقو عقوبة تكميمية لمعقوبة األصمية ،كما ليا بالغ
األثر عمى العوف االقتصادي ،حيث تعتبر جد فعالة لما ليا مف تأثير عمى سمعة العوف
االقتصادي ،فيي تصيبو في شرفو واعتباره لدى زبائنو الذيف يعتمد عمييـ في كسب ربحو
وتنمية دخمو ،ففقداف الثقة فيو يؤدي إلى تقميؿ حجـ مكاسبو المالية المستقبمية.6
70
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
فالغرض مف نشر الحكـ الصادر باإلدانة إيالـ المحكوـ عميو في سمعتو ،باعتباره وسيمة
إعالـ الغير وباألخص األعواف االقتصادييف بخطورة مخالفة أحكاـ القانوف ،ويكوف نشر
الحكـ تابعا لمعقوبة األصمية وقد نص المشرع عمى ىذا الجزاء بموجب المادة 48مف القانوف
102-04التي تجيز لمقاضي في كؿ األحواؿ الحكـ عمى نفقة المحكوـ عميو ،بنشر الحكـ
كامال أو خالصة منو في الصحافة الوطنية أو لصقة بأحرؼ بارزة في األماكف التي تحدد.2
كما يمكف أف يصدر األمر بالنشر مف الوالي المختص إقميميا ،فنشر الحكـ بيذا
الشكؿ يمس بأحد عناصر العوف االقتصادي وىو سمعتو و مركزه التجاري وىذا يؤثر مباشرة
في نشاطو االقتصادي.3
-3المنع المؤقت من ممارسة النشاط :إضافة إلى عقوبة الغرامة التي تطبؽ بصفة أساسية
مكف المشرع لمقاضي أف يحكـ بمنع العوف االقتصادي مف ممارسة نشاطو ، 4إذا ارتكب ىذا
األخير مخالفة أخرى وتوافرت أحكاـ العود فتطبؽ العقوبة المنصوص عمييا في المادة 47
مف القانوف رقـ .502-04وتتمثؿ في المنع المؤقت مف ممارسة النشاط وىذا لمدة ال تزيد
عف عشر سنوات ، 6ولممنع بصورة مؤقتة أىمية ال يمكف إغفاليا ،إذ أنو يحقؽ النتائج
المرجوة مف الردع بما أف ىذا المنع سيخمؼ آثار سمبية عمى العوف االقتصادي نظ ار لتأثير
المنع عمى نشاطو وسمعتو و كذلؾ عمى ذمتو المالية ،وطبقا لذلؾ فإف ىذا المنع يؤدي
7
إلى حرمانو مف العمؿ تحت أية صفة في إطار النشاط ،حيث تنقطع صمتو بو.
71
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
الفرع الثاني :الجزاء المدني كآلية لمردع
وبحسب الفقرة الثانية مف المادة األولى مف قانوف اإلجراءات الجزائية ،فإنو يجوز
لمطرؼ المضرور أف يحرؾ الدعوى العمومية ،كما أف المادة الثانية مف نفس القانوف تعطي
حؽ االدعاء المدني لكؿ مف أصابو شخصيا ضرر مباشر نتج عف الجريمة ،ويشترط لرفع
الدعوى أف تكوف لألشخاص المذكوريف في المادة ، 65مصمحة لرفعيا وتعد المصمحة
3
متوفرة إذا أثبت الشخص الضرر الذي لحقو جراء الممارسة المشتكى منيا.
72
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري
أوال :حق المستهمك في المطالبة بالتعويض
يمكف لجمعيات حماية المستيمؾ و الجمعيات المينية أف تتأسس كطرؼ مدني بموجب
المادة 65مف القانوف ، 02-04وقد منحيا المشرع الحؽ في رفع الدعاوى أماـ المحكمة
المختصة بشرط أف يكوف الضرر الحقا بالمصالح المشتركة لممستيمكيف ،1فإذا كاف ليس
بوسعيـ التمسؾ بالدعوى المدنية بالتبعية النقضاء الدعوى العمومية ،يمكنيـ رفع الدعوى
مدنية وتأسيس طمبيـ استنادا إلى قاعدة الخطأ و الضرر و العالقة السببية طبقا لنص المادة
124مف القانوف المدني ، 2فالقانوف األساسي لمجمعية ىو مف يحدد المصالح الجماعية
التي تيدؼ إلى حمايتيا والتي يكوف ليا الحؽ في المجوء إلى العدالة لطمب التعويض ،ولكي
يقبؿ تأسيسيا يج ب أف تتوفر ىذه الجمعيات عمى مجموعة مف الشروط وىي :شرط
االعتماد والتخصص ،و شرط إكتساب صفة المنفعة العمومية و التي تخضع ألحكاـ القانوف
رقـ 06-12المتعمؽ بالجمعيات. 3
73
الفصل الثاني :آثار اإلخالل بالتنظيم القانوني للفاتورة في التشريع الجزائري
كما حدد المشرع الجزائري بموجب القانون 02-04فئات الموظفين المؤىمين لمقيام
بالمعاينات والتحقيق وىم محددون عمى سبيل الحصر ،و حدد سمطاتيم وشكمية المحاضر
التي يحررونيا وفقا لممرسوم التنفيذي رقم 303/20و المتمثمة في البيانات المتعمقة بمحرر
المخالفة و البيانات المتعمقة بالشخص المخالف وكذا البيانات المتعمقة بالمخالفة ذاتيا وحجية
ىذه المحاضر.
ىذا وقد نظم المشرع آليات لردع الجرائم المتعمقة بالفاتورة ،منيا آليات ردع إدارية
تتمثل في المصالحة كطريق ودي وبين شروطيا وشروط إجراءاتيا وكذلك الشروط المتعمقة
باإلدارة و آثارىا بالنسبة لمعون االقتصادي و اإلدارة و الغير ،و الغمق اإلداري باعتباره آلية
في يد اإلدارة و نشر القرار اإلداري من قبل الوالي ،وىناك آليات ردع قضائية تتمثل
في العقوبات األصمية و التي تتمثل أساسا في الغرامة المالية لما ليا من تأثير عميو كونيا
تمس بالذمة المالية لمعون االقتصادي ،كما أن ىناك عقوبات تكميمية تصل إلى حد العقوبة
السالبة لمحرية في حالة العود تتمثل في حجز السمع ومصادرتيا و نشر الحكم و المنع
المؤقت من ممارسة النشاط .
أما بالنسبة لمغير المتضرر فقد منحو المشرع حق المجوء لمقضاء المدني لممطالبة
بالتعويضات عن المسؤولية التقصيرية طبقا لممادة 124من القانون المدني إذا توافرت
شروطيا.
خـــــاتــــمـــــــــــــــة
خــــــاتــــمــــــــــة
من خالل دراستنا لموضوع النظام القانوني لمفاتورة في التشريع الجزائري والذي ضبطناه
وفقا لمقانون ، 02-04فقد أولى المشرع الجزائري من خالل ىذا القانون ،اىتماما بالغا
لمفاتورة ولشروط قياميا ،خاصة وأنو قام بتعديمو ليذا القانون لمعديد من المرات كان آخرىا
بموجب القانون رقم 13-11المتضمن قانون المالية التكميمي لسنة ،2011ىذا وأنو قد
أصدر عديد المراسيم التنظيمية بشأن ذلك ،فقد حدد المشرع الجزائري بدقة البيانات اإللزامية
المتعمقة بالفاتورة والعقوبات المقررة في حالة مخالفة أحكاميا ،كما حدد بدقة البيانات
المتعمقة ببدائميا والمتمثمة في وصل التسميم والفاتورة اإلجمالية ،سند التحويل وسند المعاممة
التجارية ،بموجب المرسوم التنفيذي رقم 461-05الصادر بتاريخ ، 2005/12/10كما
حدد بدقة بعد التعديل فئات األشخاص الممزمين بتحرير الفاتورة وكذا النشاطات التي تكون
محل تحرير فاتورة ،وكذا فئة الموظفين المؤىمين لمرقابة وبيانات المحاضر التي يحررونيا
والتي أعطاىا المشرع حجية مطمقة في اإلثبات ،فال يمكن الطعن فييا إالّ بالتزوير ،ىذا
واضافة إلى المخالفات والعقوبات التي حددىا بموجب القانون ، 02-04فقد حدد بموجب
القرار المؤرخ في 2013/01/01فعل إعداد الفواتير المزورة أو فواتير المجاممة والعقوبات
المقررة ليا ،كما حدد المرسوم التنفيذي رقم 313-20شكل محاضر معاينة المخالفات
المتعمقة بالممارسات التجارية و البيانات اإللزامية التي يجب أن تتوفر فييا.
وخالصة ما توصمنا إليو ،أن المشرع الجزائري وفق إلى حد كبير إلى إرساء نظام
قانوني متكامل لمفاتورة من خالل القانون 02-04بعد التعديالت والمراسيم التنفيذية التي
تمتو و التي ييدف من خالليا إلى حماية المتعاممين بالفاتورة بالدرجة األولى ،فالفاتورة وسيمة
إثبات وشفافية ىامة لكل من العون االقتصادي والمستيمك من خالل البيانات التي تحتوييا
التي تمكن كل منيما من اإلطالع عمى كافة البيانات التي من خالليا تمكن كل طرف
من اإلحتجاج في مواجية الطرف اآلخر في حالة عدم مطابقتيا أو مخالفتيا لما تم االتفاق
عميو ،كما تعتبر وسيمة ىامة لحماية االقتصاد الوطني باعتبارىا تعتبر أداة رقابية في يد
74
خــــــاتــــمــــــــــة
الدولة إذ تعتبر إلزاميتيا لمعون اإلقتصادي وسيمة لمضغط عميو بالتصريح الحقيقي لقيمة
الفاتورة و الرسوم الناتجة عنيا أمام إدارة الضرائب ،إذ من خالل الفاتورة تمكن الدولة
من توجيو سياسة البمد اإلقتصادية ،إالّ أنو رغم ىذا التنظيم القانوني لمفاتورة فإنو يشوبو
بعض النقص و الغموض وماتم مالحظتو من خالل دراستنا:
أن المشرع الجزائري عمق إلزامية تحرير العون االقتصادي لمفاتورة عمى طمب المستيمك
ىذا ما يجعل من التعامل بالفاتورة غير وارد ،خاصة وأن ىذا األخير ال يطمبيا ففي
الواقع العممي نجد أن ثقافة الفاتورة في المجتمع الجزائري غير شائعة ،فكان األجدر
بالمشرع الجزائري أن يمزم العون االقتصادي بتحرير الفاتورة سواء طمبيا المستيمك أو لم
يطمبيا ىكذا يكون لمفاتورة فعالية وىكذا يتسع نطاق تداول الفاتورة والتعامل بيا.
حدد المشرع الجزائري العقوبات الرادعة في حال اإلخالل بأحكام الفاتورة بعقوبة أصمية
تتمثل في الغرامة المالية سواء بمبمغ محدد أو بنسب مئوية ،وأجاز لألعوان المكمفين
بالرقابة من إجراء المصالحة و تحديد مبمغ المصالحة ،إالّ أنو لم يحدد كيفية تحديد ىذا
المبمغ إذ لم يجعل لو ال حدا أدنى و ال حدا أقصى ،ىذا ما يفتح المجال لمتالعب
ولتعسف اإلدارة في مواجية العون االقتصادي .
ىذا و أن المشرع الجزائري أعطى لممحاضر التي يعدىا األعوان المكمفين بالرقابة الحجية
المطمقة أمام القضاء ،إال إذا تم الطعن فييا بالتزوير وىذا ما يحد من سمطات القضائي
كما يسد الطريق أمام العون االقتصادي في إثبات العكس .
ىذا و أن المشرع الجزائري لم يحسم في إمكانية عرض المصالحة في حال ما إذا تم
تحويل الممف عمى وكيل الجميورية أو الجية القضائية المختصة ،كان األجدر
عمى المشرع الجزائري تحديد ذلك بدقة.
ىذه بعض المالحظات التي خمصنا إلييا ويستوجب عمى المشرع الجزائري إعادة النظر
فييا عند تعديمو لمقانون .02-04
75
قائمة المراجع
قائمـــة الـمـــراجــــع
-Iالــمـصــــــــــادر
-1دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،صادر بموجب مرسوم رئاسي رقم
، 438-96مؤرخ في 07ديسمبر ، 1996الجريدة الرسمية ،عدد ، 76الصادرة بتاريخ
08ديسمبر ،1996معدل ومتمم بموجب القانون رقم ، 01/16مؤرخ في 06مارس2016
ج.ر.ج.ج ،عدد ، 14صادر بتاريخ 7مارس .2016
-2دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، 2020ج.ر.ج.ج ،عدد ، 82الصادرة
بتاريخ 30ديسمبر.2020
-3القانون رقم 02/04المؤرخ في 23يونيو سنة ،2004يحدد القواعد المطبقة
عمى الممارسات التجارية ،ج.ر.ج.ج ،العدد ،41المؤرخة في 27يونيو .2004
-4القانون 05-18المتعمق بالتجارة اإللكترونية ،الجريدة الرسمية ،العدد ، 28المؤرخة
في 16مايو. 2018
-5األمر رقم 155-66المؤرخ في 8جوان 1966المتضمن قانون اإلجراءات الجزائية
المعدل و المتمم بموجب األمر رقم 02-15المؤرخ في 23يوليو سنة.2015
-6المرسوم التنفيذي 468-05المؤرخ في 10ديسمبر سنة ،2005يحدد شروط تحرير
الفاتورة وسند التحويل ووصل التسميم والفاتورة اإلجمالية وكيفيات ذلك ،الجريدة الرسمية،
العدد ،80المؤرخة في 11ديسمبر .2005
-7المرسوم التنفيذي رقم 66-16المؤرخ في 16فبراير سنة ، 2016يحدد نموذج الوثيقة
التي تقوم مقام الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بها ،الجريدة
الرسمية ،العدد ، 10المؤرخة في 22فبراير 2016
-8المرسوم التنفيذي رقم ،389-20المؤرخ في 04جمادى األولى عام 1442الموافق 19
ديسمبر سنة ،2020الجريدة الرسمية ،العدد ، 78مؤرخة في 27ديسمبر 2020يحدد
شكل محاضر معاينة المخالفات المتعمقة بالممارسات التجارية و بياناتها.
76
قائمـــة الـمـــراجــــع
77
قائمـــة الـمـــراجــــع
-4قارة سميمان محمد خميد ،الممارسات التجارية التدليسية وقانون المنافسة ،أطروحة لنيل
شهادة الدكتوراه عموم في القانون ،تخصص قانون خاص ،كمية الحقوق والعموم السياسية،
قسم الحقوق جامعة أبي بكر بمقايد تممسان.2017/2016 ،
-5لعور بدرة ،آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،أطروحة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه عموم في الحقوق تخصص قانون أعمال ،كمية الحقوق والعموم
السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة محمد خيضر بسكرة .2014/2013
-6مهري محمد أمين ،النظام القانوني لمممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،أطروحة
لنيل شهادة دكتوراه عموم في الحقوق ،فرع القانون الخاص ،كمية الحقوق جامعة الجزائر
01بن يوسف بن خدة .2017/2016 ،
-7خديجي أحمد ،قواعد الممارسات التجارية في القانون الجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل
شهادة دكتوراه عموم في القانون الخاص ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة الحاج
لخضر باتنة.2016 ،
-8خمري اعمر ،السندات التجارية في منظور المشرع والتاجر الجزائريين ،رسالة لنيل درجة
د كتوراه في العموم تخصص قانون ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة مولود معمري
تيزي وزو.2013 ،
-9بن قري سفيان ،ضبط الممارسات التجارية عمى ضوء القانون رقم ، 02/04مذكرة لنيل
درجة المجاستير في القانون ،فرع القانون العام ،كمية الحقوق ،جامعة عبد الرحمان ميرة
بجاية .2009 ،
-10عالوي زهرة ،الفاتورة وسيمة شفافية لمممارسات التجارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون الخاص-األعوان االقتصاديين /المستهمك ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،
جامعة و هران .2013/2012 ،
78
قائمـــة الـمـــراجــــع
ثالثا :الـمـذكــــرات
-1أيمن إسحاق و شتيوي الطاهر ،مكافحة الممارسات التجارية غير النزيهة في التشريع
الجزائري ،مذكرة مقدمة الستكمال متطمبات شهادة ماستر أكاديمي ،كمية الحقوق والعموم
السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ورقمة .2019/2018 ،
-2بوقادوم نسيمة وبولقرينات هالة ،المساس بشفافية ونزاهة الممارسات التجارية ،مذكرة
مكممة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة
محمد الصديق بن يحي جيجل .2016-2015 ،
-3بوداب ليمى ،حماية المستهمك من الممارسات التجارية غير الشرعية في ظل قانون
الممارسات التجارية ، 02-04مذكرة ماستر في الحقوق ،فرع القانون الخاص ،كمية
الحقوق و العموم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة .2019/2018 ،
-4بوزيد أميمة وبغو إيمان ،اآلليات القانونية لمراقبة األنشطة التجارية ،مذكرة تكميمية لنيل
شهادة ماستر ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي ،
. 2021/2020
-5زوقاري كريمو ،مخالفات القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية ،مذكرة التخرج لنيل
إجازة المدرسة العميا لمقضاء ،الدفعة السادسة عشر ،و ازرة العدل المدرسة العميا لمقضاء ،
.2008/2005
-6حالل أمال وتايب نجية ،االلتزام بنزاهة الممارسات التجارية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر
في الحقوق ،تخصص قانون األعمال ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،جامعة الجياللي
بونعامة ،خميس مميانة .2019/2018 ،
-7حنكة بوبكر ،الجرائم المتعمقة بنزاهة الممارسات التجارية في القانون ، 02/04مذكرة
تخرج تدخل ضمن متطمبات نيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون األعمال ،
79
قائمـــة الـمـــراجــــع
كمية الحقوق والعموم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي ،
.2019/2018
-8طالبي مهدي و بن رجم والء الدين ،الممارسات التجارية غير المشروعة في السوق
الجزائري (دراسة تحميمية) ،تقرير تربص مكمل لنيل شهادة ماستر في العموم التجارية
(تخصص تسويق الخدمات) ،كمية العموم اإلقتصادية والتسيير والعموم التجارية ،المركز
الجامعي عبد الحفيظ بوالصوف ميمة .2021/2020 ،
-9ممودي الزهراء ونجماوي نادية ،الحماية الجزائية لمممارسات التجارية ،مذكرة لنيل شهادة
الماستر قانون أعمال ،كمية الحقوق والعموم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة أحمد دراية ،
أدرار . 2021/2020 ،
-10عكوش حنان وضيف اهلل عدالن ،جريمة تضخيم الفاتورة ،مذكرة ضمن متطمبات نيل
شهادة الماستر في القانون العام ،تخصص قانون الجنائي ،كمية الحقوق والعموم السياسية،
جامعة العقيد آكمي محند أولحاج البويرة.2020/2019 ،
رابعا :الـمـقـــاالت والـمــداخــــالت
-1بوعزم عائشة ،النظام القانوني لمفاتورة ،مجمة الباحث لمدراسات األكاديمية ،العدد األول
جامعة وهران ،مارس . 2014
-2بوعزم عائشة ،فعالية الفاتورة في إطار ممارسات التجارة اإللكترونية عمى ضوء التشريع
الجزائري ،مجمة القانون العقاري والبيئة ،المجمد ، 09العدد 2021، 02
-3بوزبرة سهيمة ،جرائم الممارسات التجارية في ظل القانون 02/04المعدل و المتمم ،
مجمة أبحاث قانونية وسياسية ،العدد الخامس ،ديسمبر . 2017
-4بن زيدان زوينة ،الفاتورة آلية لحماية االقتصاد الوطني ،مجمة صوت القانون ،المجمد
السادس ،العدد ، 02نوفمبر .2019
80
قائمـــة الـمـــراجــــع
-5بقار سممى وحساين سامية ،اإللتزام بالفوترة كمبدأ لشفافية الممارسات التجارية ،مجمة
الدراسات الحقوقية ،المجمد ، 7العدد ، 2جوان .2020
-6جغام محمد و منيغز سناء ،الحل الودي لممخالفات الماسة بشفافية الممارسات التجارية
مجمة أبحاث قانونية وسياسية ،العدد الرابع ،كمية الحقوق و العموم السياسية ،جامعة محمد
الصديق بن يحي ،جيجل ،د.س.ن.
-7والي نادية ،الفاتورة كآلية لشفافية الممارسات التجارية ،مداخمة بمناسبة يوم دراسي
منظم من طرف غرفة التجارة والصناعة –تيكجدة -بالتنسيق مع مديرية التجارة لوالية البويرة
يوم 05جوان .2016
-8لعور بدرة ،ضمانات المستهمك المتعاقد وفقا لقانون الممارسات التجارية الجزائري ،مجمة
الحقوق و الحريات ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،العدد الرابع ،أفريل .2017
-9سعيود محمد الطاهر ،نطاق تطبيق القانون 02/04المحدد لمقواعد المطبقة عمى
الممارسات التجارية ،مجمة األبحاث القانونية و السياسية ،المجمد ، 02العدد.2020 ، 02
-10قارة مولود ،النظام القانوني لمفاتورة اإللكترونية ،بحوث ،العدد ، 10الجزء الثاني ،
جامعة المسيمة ،د.س.ن.
81
الفـهــــــــــــــرس
الــــــفـهــــــــرس
الصفحة الموضوع
شكر و تقدير
إهـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء
قائمة المختصرات
04-01 مقدمة
الفصل األول :التنظيم القانوني لقيام الفاتورة في التشريع الجزائري
07 المبحث األول :ماهية الفاتورة
07 المطمب األول :مفهوم الفاتورة
08 الفرع األول :التعريف بالفاتورة
08 أوال :تعريف الفاتورة
08 -1التعريف الفقهي
09 -2التعريف القضائي
09 ثانيا :تمييز الفاتورة عن المصطمحات المشابهة
09 -1تمييز الفاتورة عن الفوترة
10 -2تمييز الفاتورة عن عقد تحويل الفاتورة
10 الفرع الثاني :أنواع الفاتورة
11 أوال :من حيث وسيمة التحرير
11 -1الفاتورة العادية
11 -2الفاتورة اإللكترونية
12 ثانيا :من حيث طبيعة المعاممة
12 -1الفاتورة البسيطة
12 -2فاتورة اإلرسال
13 -3فاتورة اإلرجاع
13 -4الفاتورة الشكمية)(Pro-forma
13 -5فاتورة اإلنقاص
82
الــــــفـهــــــــرس
83
الــــــفـهــــــــرس
84
الــــــفـهــــــــرس
85
الــــــفـهــــــــرس
86
الــــــفـهــــــــرس
87
ممخـــــــــــص
الذي يحدد2004/06/ المؤرخ في02-04 نظم المشرع الجزائري أحكام الفاتورة بالقانون
بي ن من خالله البيانات اإللزامية المتعمقة
القواعد المطبقة عمى الممارسات التجارية حيث ّي
بالفاتورة وبدائلها والعقوبات المقررة في حالة مخالفة أحكامها هذا وأحال لمتنظيم تحديد شروط
الذي حدد بدقة2005/12/10 المؤرخ في468-05 فصدر المرسوم التنفيذي رقم تحريرها
كما حدد بدقة البيانات اإللزامية وشروط تحرير كل من الفاتورة و البدائل التي تقوم مقامها
الوثيقة التي تقوم مقام2016/02/16 المؤرخ في66-16 بموجب المرسوم التنفيذي رقم
هذا وإضافة إلى صور الجرائم الفاتورة وكذا فئات األعوان االقتصاديين الممزمين بالتعامل بها
صور2013/08/01فقد حدد القرار المؤرخ في 02-04 والعقوبات التي حددها القانون
389-20 كما حدد المرسوم التنفيذي رقم أخرى لمجرائم المتعمقة بالفاتورة وقرر لها عقوبات
. شكل وبيانات محاضر معاينة المخالفات2020/12/19 المؤرخ في
الفاتورة بدائل الفاتورة محاضر معاينة المخالفات صور الجرائم: الكممات المفتاحية
.والعقوبات المقررة لها
Résumé
Le législateur Algérien à réglementé les dispositions de la facture par la
loi n° 04-02 du 23/06/2004 , qui définit les règles applicables aux pratiques
commerciales, à travers laquelle il a précisé les données obligatoires liées à la
facture ainsi que ses alternatives et les sanctions prévues en cas de violation
de ses dispositions, celui-ci a été référé à l’organisation pour déterminer les
conditions de l’édition. Le décret exécutif n°05-468 du 10/12/2005 a été
précisément défini les données obligatoire et les conditions d’édition de
chacune des factures et les alternatives qui les remplacent , comme cela a été,
Il a également été précisément défini par le décret exécutif n° 16-66 du
16/02/2016 , le document qui fait office de facture, ainsi que les catégories
d’agents économiques qui sont obligés de traiter avec eux, Outre les images
de crimes et peines prévues par la loi 04-02, l’arrêté du 01/08/2013 a identifié
d’autres images de crimes en rapport avec le projet de loi et a fixé les peines
à leur encontre, le décret n° 20-389 du 19/12/2020 a également précisé la
forme et les données du procès-verbal d’inspection des infractions .
Les mots clés : Facture, Alternatives de la facture, procès-verbal
d’inspection des infractions, Images des crimes et peines prescrites