You are on page 1of 20

‫المحتوى‬

‫المقدمة‬

‫األهداف‬

‫الواقعية مفهومها‬

‫أ ‪ .‬تعريف الواقعية‬

‫‪ :2‬تنظريات الواقعية النفسية عند ستانيسالفسكي‬

‫ستانيسالفسكي و املمثل‬ ‫أ‪.‬‬

‫عناصر التمثيل املسرحي‬ ‫ب‪.‬‬

‫الفعل املسرحي‬ ‫‪.1‬‬


‫لو السحرية‬ ‫‪.2‬‬
‫اخليال‬ ‫‪.3‬‬
‫االنتباه املسرحي‬ ‫‪.4‬‬
‫املعايشة الصادقة‬ ‫‪.5‬‬
‫االميان و االحساس بالصدق‬ ‫‪.6‬‬
‫الذاكرة االنفعالية‬ ‫‪.7‬‬
‫التكيف‬ ‫‪.8‬‬
‫حترير العضالت‬ ‫‪.9‬‬
‫االتصال الوجداين بني املمثلني‬ ‫‪.10‬‬
‫القوى احملركة السيكولوجية‬ ‫‪.11‬‬
‫خط احلياة السيكولوجية‬ ‫‪.12‬‬
‫حالة االحساس الداخلي‬ ‫‪.13‬‬
‫املهمة العليا‬ ‫‪.14‬‬
‫‪ . 15‬دراسة الشخصية املسرحية‬
‫‪ .3‬الواقعية النفسية يف مسرحية بكالوريا لعزدين عبار ‪:‬‬
‫تقدمي املسرحية‬ ‫أ‪.‬‬
‫البناء النفسي للشخصيات‬ ‫ب‪.‬‬
‫سينوغرافيا االجتاه الواقعي النفسي (ديكور ‪ ،‬أكسسوار‪ ،‬اضاءة‪ ،‬املوسيقى )‬ ‫ت‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫صورة ستانسيالفسكي – ‪page de garde‬‬

‫مقدمة عامة‬

‫تعت ^^رب الواقعي ^^ة من أهم االجتاه ^^ات املس ^^رحية املؤثرة يف املس ^^رح اجلزائ ^^ري‪ ،‬س ^^واء من ناحي ^^ة النص أو‬

‫االخ ^^راج املس ^^رحي‪ ،‬فالواقعي ^^ة ج ^^اءت بع ^^د االجتاه الكالس ^^يكي احلديث ال ^^ذي ع ^^رفت هبا ب ^^دايات املس ^^رح‬

‫اجلزائ^^ري لتخل^^ق ج^^وا من االث^^ارة و التغي^^ري على خش^^بة املس^^رح الش^^عيب‪ ،‬و لتقلب م^^وازين جمموع^^ة من النخب^^ة‬

‫الكالسيكيني الذين اعتم^دوا الطريق^ة التقليدي^ة يف والدة املس^رح اجلزائ^ري‪ ،‬لي^أيت بع^دهم جمموع^ة من الش^باب‬

‫اهلاوي ميتهن ^^ون املس ^^رح الش ^^عيب الكومي ^^دي ال ^^ذي جيس ^^د الواق ^^ع بس ^^خرية تام ^^ة و تك ^^ون ب ^^ذلك الواقعي ^^ة أهم‬

‫االجتاهات اليت لفتت انتباه اجلمهور اجلزائري قدميا و حديثا‬

‫أهداف الوحدة‬

‫نهدف من خالل هذا الدرس الى ‪:‬‬

‫حتديد نظريات تبلور مفهوم الواقعية يف املسرح‬ ‫‪‬‬

‫التعرف على أنواع االجتاهات الواقعية األكثر تأثريا يف الدراما‬ ‫‪‬‬

‫حتديد مميزات االجتاه الواقعي النفسي عن غريه من االجتاهات املسرحية‬ ‫‪‬‬

‫دراسة ملسرحية ذات اجتاه واقعي يف اجلزائر (صور و فيديو )‬ ‫‪‬‬

‫‪ - 1‬الواقعية النفسية ‪ ،‬مفهومها و تأسيسها‬

‫تعريف الواقعية‬ ‫أ‪.‬‬


‫ج ^^اءت على أنق ^^اض االجتاه الط ^^بيعي و أص ^^لها من كلم ^^ة ‪ ،réalisme‬و هي كلم ^^ة أوروبي ^^ة األص ^^ل‪،‬‬

‫وعرف املصطلح بعدة تعريفات أمهها تعري^ف ال^دكتور عم^اد س^ليم اخلطيب على أهنا " م^ذهب يس^تمد مض^مونه‬

‫من الواقع " ‪ ،1‬ويرى س^^تيان أن أي مس^^رح يعت^^رب أك^^ثر واقعي^^ة و اقناع^^ا باحلقيق^^ة من املس^^ارح ال^^يت س^^بقته‪ ،‬فك^^ل‬

‫جيل يرى أن اجليل الذي سبقه أكثر تكلفا و أقل واقعية‪ ،‬وقد ح^دد مفه^وم الواقعي^ة الدرامي^ة على أن^ه " املتح^ول‬

‫و بالت^^ايل ينبغي تق^^ييم الواقعي^^ة بش^^كل هنائي‪ ،‬ال من وجه^^ة نظ^^ر أس^^لوب املس^^رحية أو الع^^رض‪ ،‬و امنا على ض^^وء‬

‫الصورة اليت يكوهنا مشاهدها عن احلقيقة "‪ ،2‬عرفه الدكتور مجعة أمحد قجة‪ ،‬مقارنا اي ^^اه باملذهب الط ^^بيعي على‬

‫أن " الش^^يء ال^^واقعي ه ^^و الش^^يء ال^^ذي حتول اىل م ^^ا ه ^^و ط ^^بيعي بع ^^د أن ت^^أثر بتل^^ك العوام ^^ل اخلارجي^^ة الطارئ^^ة‪،‬‬

‫والعوام ^^ل ال ^^يت ص ^^نعها اجملتم ^^ع مبا يص ^^طلح علي ^^ه من تقالي ^^د و آداب " ‪ ،3‬اذا فيمكن تعري ^^ف الواقعي ^^ة من خالل‬

‫مقارنتها بالطبيعية‪ ،‬على أهنما اختلفا من حيث أن الطبيعية حافظت على شكلها عكس الواقعية اليت وص^لت اىل‬

‫شكلها األخري الطبيعي بعد أن تأثرت مبجموعة التأثريات اخلارجية اليت ‪.‬سببها اجملتمع بغرض التغيري ‪.‬‬

‫‪. 2‬نظريات اإلخراج في اتجاه الواقعية النفسية‬

‫‪ : 2-1‬ستانيسالفسكي و الممثل‬

‫ان نظري^ة ستانيسالفس^كي تنطب^ق على أن املمث^ل جيب علي^ه أن ي^أمن بشخص^يته اجلدي^دة قب^ل املتف^رج و أن ال‬

‫يعتمد قدراته اخلارجية بش^كله و حرك^ة جس^ده و مالمح وجه^ه فق^ط‪ ،‬ب^ل علي^ه أن يرك^ز على تش^غيل عقل^ه‬

‫‪ - 1‬عماد سليم اخلطيب‪ ،‬يف األدب احلديث و نقده عرض و توثيق و تطبيق‪ ،،‬دار السرية للنشر و التوزيع و الطباعة‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬ط‪1430 ،1‬ه‪2009.‬م‪ ،‬ص ‪242‬‬
‫‪ - 2‬ج‪.‬ل ستيان‪ ،‬الدراما احلديثة بني النظرية و التطبيق‪ ،‬تر ‪ :‬حممد مجول‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‪ ،‬سوريا ‪.‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ،1995‬ص ‪12‬‬
‫‪ - 3‬د مجعة أمحد قجة‪ ،‬املدارس املسرحية و طرق اخراجها‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫و ش^^عوره و خميلت^^ه و أحاسيس^^ه و ذاكرت^^ه‪ ،‬و دعمه^^ا بفرض^^يات مث اس^^قاطها على شخص^^يته احلقيقي^^ة و عيش‬

‫الدور بكل ما أويت له من صدق حىت يتسىن له ترمجتها نفسيا و حركيا بطريقة صحيحة‬

‫‪ : 2 -2‬عناصر التمثيل‬

‫و هلذا ف ^ ^^ان نظري ^ ^^ات ستانيسالفس ^ ^^كي جبانب أهنا ك ^ ^^انت مقارب ^ ^^ة لنظري ^ ^^ات أرس ^ ^^طو بعض الش ^ ^^يء اال أهنا‬

‫ارتكزت على توجيه املمثل يف كيفية تقمص الشخصية و أداءها بطريقة صحيحة مقاربة للواقع اعتم^^ادا على‬

‫دواخله النفسية‪.‬‬

‫الفعل المسرحي األصيل‬ ‫‪.1‬‬

‫الفعل المسرحي ‪ :‬الفع^^ل املس^^رحي هي تل^^ك احلرك^^ات ال^^يت يق^^وم هبا املمث^^ل بني النط^^ق واالمياء و التح^^رك و‬

‫الس^^كون و اجلري و غريه^^ا ال^^يت ت^^ركب احلدث لتش^^كيل الفك^^رة املس^^رحية و حبكته^^ا‪ " ،‬ففن التمثي^^ل ه^^و فن‬

‫احلدث املسرحي‪ ،‬و يف املسرح يكتسب القوة و االقناع فقط ذلك املعرب عنه من خالل احلدث"‪.4‬‬

‫الفعل األصيل ‪ :‬و هو الفعل الذي يكون واقعيا مربرا و مقنعا‪ ،‬ال ينبغي أن نقوم بالفعل فوق اخلشبة بص^^فة‬

‫عامة من أجل الفعل ذاته‪ ،‬ب^^ل ينبغي أن يك^^ون فعال م^^ربرا و هادف^^ا و مثم^^را " ‪ ،5‬ف^^أطلق عن حالته^^ا األوىل بـ‬

‫"التكلف التمثيلي" أما الثانية بـ "الفعل اجليد" ‪ ،‬و هو الفعل األصيل ‪.‬‬

‫‪ .2‬لو السحرية ‪:‬‬

‫ان كلم^ة "لو" ال تع^^رب عن فع^^ل ممارس يف احلقيق^^ة او ح^دث مت عيش^ه مس^بقا بطريق^^ة تفص^^يلية‪ ،‬فهي ال‬

‫تؤك^^د ش^^يء ب^^ل هي تق^^وم ب^^دفع املخيل^^ة اىل البحث عن اجلواب عن الس^^ؤال ب^^إخالص دون خ^^داع‪ ،‬مث تقدميه‬

‫‪ - 4‬ج‪.‬ف كريسيت‪ ،‬تربية املمثل يف تربية ستانيسالفسكي‪ ،‬ترمجة‪ :‬د‪.‬عقيل مهدي يوسف‪ ،‬دار الكتاب اجلديدة املتحدة‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪ 2002 ،‬ص ‪7-6‬‬
‫‪ -5‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪97‬‬
‫بشكل طبيعي مبا يتوافق و الواقع‪ ،‬وهذا ما يقضي على األداء املصطنع يف فن االداء‪" ،‬فبواسطة كلمة لو ال^^يت‬

‫دعاه^^ا ستانيسالفس^^كي " بالكذب^^ة الس^^حرية" أو "اخلالق^^ة"‪ ،‬تس^^تطيع أن ختل^^ق لنفس^^ك مش^^كلة‪ ،‬ب^^ل مش^^اكل‬

‫للحل‪ ،‬و صراعك إلجياد احلل سيقودك حتما اىل األفعال الداخلية و اخلارجي^^ة "‪ ،6‬فكلم^^ة ل^^و الس^^حرية تول^^د‬

‫داخل املمث^ل ت^أثريا داخلي^ا و خارجي^ا‪ ،‬فهي يف ب^ادئ األم^ر تنب^ه دواخل^ه فيس^رح خبيال^ه إلجياد اجلواب أو احلل‬

‫الذي يوافق سؤال لو‪ ،‬مث يرتجم اجلواب بفعل‪ ،‬متاما مثل ما نعيشه واقعيا ‪.‬‬

‫‪ .3‬الخيال‬

‫إن غ^^رض التخي^^ل ه^^و االب^^داع‪ ،‬و التخي^^ل ه^^و غ^^وص الفن^^ان يف أعماق^^ه بطريق^^ة مومهة ح^^ىت ينتج اب^^داعا‪،‬‬

‫وتسمى هذه احلالة باإلهلام‪ ،‬يقول أفالط^ون يف حماورت^ه أي^ون " أن الش^اعر ال ميكن أن يبتك^ر قب^ل أن يلهم‪ ،‬و‬

‫يفقد يف ه^^ذا االهلام احساس^^ه و عقل^^ه " ‪ ،7‬فالفلس^^فة اليوناني^^ة ت^^رى ان اب^^داع الفن^^ان مرتب^^ط بق^^وى روحاني^^ة‬

‫خفي ^^ة‪ ،‬و مبعتق ^^داهتم ف ^^ان الف ^^رق بني االنس ^^ان الع ^^ادي و املب ^^دع يكمن يف أن اآلهلة من متنح االب ^^داع للفن ^^ان‬

‫وجتعله يفقد عقله و يتبع احاسيسه و خياله (الالوعي ) ‪.‬‬

‫‪ .4‬االنتباه المسرحي‬

‫ان اصعب املشاكل اليت تعرتض املمثل أثناء ادائه تشتت تركيزه و انتباهه و هلذا فان سرعة البديهة لن‬

‫تنفع ^^ه غالب ^^ا م ^^ا ان مل حيدد لنفس ^^ه دائ ^^رة االنتب ^^اه ‪،‬فيع ^^رف ستانيسالفس ^^كي دائ ^^رة االنتب ^^اه يف كتاب ^^ه على أهنا‬

‫جمموع^ة من النق^اط احملددة و املس^تقلة ال^يت تش^كل فيم^ا بينه^ا قطاع^ا ك^امال و تك^ون قريب^ة املس^افة فيم^ا بينه^ا‪،‬‬

‫حبيث تسهل تنقل العينني فيما بينها دون اخلروج على حدود الدائرة‪،‬‬

‫‪ - 6‬أسعد عبد الرزاق‪ ،‬سامي عبد احلميد‪ ،‬دروس يف أصول التمثيل نظريات و تطبيقات مستندة اىل طريقة ستانيسالفسكي‪،‬‬
‫أكادميية الفنون اجلميلة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪ ،1976 ،‬ص‪41‬‬
‫‪- 7‬حممد غنيمي هالل‪ ،‬النقد االديب احلديث‪ ،‬دار النهضة‪ ،‬مصر ‪ ،1997‬ص‪21‬‬
‫‪ .5‬المعايشة الصادقة‬

‫ان نظرية املعايشة الصادقة يقص^د هبا معايش^ة املمث^ل ل^دوره و حقيق^ة شخص^ية بك^ل ص^دق‪ ،‬و هي من‬

‫أح^^د النظري^^ات ال^^يت رك^^ز عليه^^ا أرس^^طو يف كتاب^^ه فن الش^^عر ال^^يت ح^^ددها يف ان^^دماج املمث^^ل بالشخص^^ية ال^^يت‬

‫يؤديها حىت يقنع املتفرج بصدق أدائه و يثري شفقته و أطلق عليها نظرية التطهري ‪.‬‬

‫ان االيهام هو العنصر األهم الذي ميارسه املمثل على نفسه لتحقيق الصدق يف األداء‪ ،‬فبجانب حاج^^ة‬

‫املمث^^ل لتحلي^^ل الشخص^^ية ال^^يت يؤديه^^ا‪ ،‬علي^^ه أن يبحث على عين^^ات مقارب^^ة هلا أو مماثل^^ه هلا ليتس^^ىن ل^^ه ت^^ركيب‬

‫شخصية ذات شكل واقعي صحيح مث تقمصها ذهنيا مث حركيا ليصل اىل الصدق املطلوب ‪.‬‬

‫‪ .6‬االيمان و االحساس بالصدق ‪:‬‬

‫يعرف تورتسوف" لصدق األداء "ان الصدق فوق اخلش^بة ه^و م^ا ن^ؤمن ب^ه اميان^ا خملص^ا س^واء ك^ان يف‬

‫نفوس ^^نا أو يف نف ^^وس ش ^^ركائنا يف املش ^^هد‪ ،‬اذ ال ميكن فص ^^ل الص ^^دق عن االميان أو العكس‪ ،‬ألن أح ^^دهم ال‬

‫يتواجد بعيدا عن اآلخر‪ ،‬كما ال ميكن للمعاناة أو االبداع أن يتواجدا مبعزل عن كليهما " ‪،8‬‬

‫‪ .7‬الذاكرة االنفعالية ‪:‬‬

‫تعتم^^د املعايش^^ة الص^^ادقة على اس^^رتجاع مواق^^ف م^^رت علي^^ه قبال‪ ،‬و ق^^د تك^^ون أم^^ام ناظري^^ه أو عاش^^ها‬

‫شخص^ ^^يا‪ ،‬و ترتب^ ^^ط ال^ ^^ذاكرة االنفعالي^ ^^ة باس^ ^^رتجاع املمث^ ^^ل األح^ ^^داث ال^ ^^يت عاش^ ^^ها شخص^ ^^يا و نق^ ^^ل جتربت^ ^^ه‬

‫الشخصية على اخلشبة املسرحية ‪.‬‬

‫‪ .8‬التكيف ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫كونستانتني ستانيسالفسكي‪ ،‬اعداد املمثل يف املعاناة االبداعية‪ ،‬تر‪ :‬شريف شاكر ‪،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪- 180‬‬
‫ش ^^رح ستانيسالفس ^^كي مفه ^^وم التكي ^^ف على أن ^^ه "احليل ^^ة "‪ ،‬و هي اخلدع ^^ة ال ^^يت يس ^^تعملها املمث ^^ل أو‬

‫املتفرج إلقناع شريكه املمثل أو إلقناع املتفرج بفعله الدرامي‪،‬‬

‫‪ .9‬تحرير العضالت‬

‫حيتاج الفنان يف االبداع الفين يف األداء بشكل كبري اىل جسمه ألنه الوسيلة الناقلة ملكنونات^^ه الداخلي^^ة‪،‬‬

‫مثلما حيتاج املغين اىل صوته‪ ،‬و كثريا ما يصاب جسم الفنان اىل التوتر الفيزيولوجي بسبب فعالية احلركة‪ ،‬و‬

‫اره ^^اق نفس ^^ه بش ^^دة أو بس ^^بب الف ^^زع‪ ،‬ك ^^ل ه ^^ذا يش ^^كل ت ^^وترا فيزيولوجي ^^ا‪ ،‬ويرج ^^ع ه ^^ذا اىل ع ^^دم احرتافي ^^ة‬

‫املمارس ^^ة‪ ،‬ام ^^ا لنقص التك ^^وين أن لع ^^دم اتب ^^اع الطريق ^^ة الص ^^حيحة‪ ،‬ك ^^ل ه ^^ذا يتس ^^بب دون ش ^^ك اىل قت ^^ل‬

‫االبداع ‪ ،‬و عليه فان التوتر العضلي يدمر التجربة االنفعالية ما يفرض على املمثل مراقب^ة نفس^ه من التش^نج و‬

‫التوتر الزائد و حيد منه ‪.‬‬

‫‪ . 10‬االتصال الوجداني بين الممثلين ‪:‬‬

‫من ضروريات احلياة أن يك^ون ك^ل انس^ان حي مرتب^ط و متص^ل م^ع م^ا حيي^ط ب^ه‪ ،‬و ترتف^ع نس^بة أمهي^ة‬

‫هذا االتصال على خشبة املسرح‪ ،‬ألن اتصال املمثل مع الشخصيات (املمثلني ) اليت ترافقه طيلة مدة العرض‬

‫و ما حييطه كك^ل من أهم م^ا يس^تلزم ان يت^وفر على خش^بة املس^رح و ألن املس^رح بذات^ه فن ق^ائم على األخ^ذ‬

‫و الرد بني الشخصيات و بني الشخص الواحد مع ذاته‪ ،‬بشرط ان يتخذ هذا االتصال منحى صحيح ‪.‬‬

‫لق^^د وض^^ح ستانيسالفس^^كي ثالث^^ة أن^^واع من االتص^^ال ال^^يت تس^^توجب على املمث^^ل أن يطبقه^^ا اجتاه م^^ا‬

‫حييطه و هي‬

‫اتصال وجداني مباشر‪ :‬بني املمثل و الشخصيات االخرى‬ ‫‪.1‬‬

‫اتصال وجداني ذاتي ‪ :‬بني املمثل و ذاته ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬


‫‪9‬‬
‫اتصال وجداني وهمي ‪ :‬بشخص من صنع خيال املؤدي أو بشخص غائب‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .11‬القوى المحركة السيكولوجية ‪:‬‬

‫يق^^ول ستانيسالفس^^كي " أش^^عر ب^^دورك‪ ،‬و عندئ^^ذ تس^^تعد يف احلال مجي^^ع أوت^^ارك الداخلي^^ة و يب^^دأ ك^^ل‬

‫جه ^^ازك اجلس ^^ماين يف العم ^^ل" ‪ ،10‬فينتج ب ^^ذلك الق ^^وى احملرك ^^ة‪ ،‬و الق ^^وى الداخلي ^^ة احملرك ^^ة هي جمموع ^^ة من‬

‫القوى اجلسدية الداخلي^ة ال^يت جتتم^ع فيم^ا بينه^ا لتس^اهم فيم^ا بينه^ا بش^كل متض^افر يف اب^داع املمث^ل‪ ،‬حبيث أن‬

‫"نيكواليفيتش" قد شبه هذه العناص^ر ب^اجليش ال^ذي يعتم^د علي^ه املمث^ل خالل حرب^ه‪ ،‬و يقص^د ب^احلرب األداء‬

‫احلقيقي و الصحيح الذي يعتمد على االبداع التشخيصي ‪.‬‬

‫‪ .12‬خط الحياة السيكولوجية ‪:‬‬

‫ان ق^^راءة املس^^رحية و التعم^^ق يف معطياهتا و أحزاهنا و تفاص^^يلها من اهم املراح^^ل ال^^يت مير عليه^^ا املمث^^ل‬

‫ألداء دور أكم ^^ل ف ^^ان املمث ^^ل حني ق ^^راءة النص املس ^^رحي ق ^^راءة مبدئي ^^ة‪ ،‬يق ^^وم بتص ^^ورات غامض ^^ة و أفك ^^ار‬

‫سطحية‪ ،‬و لكن رغم هذا فهو يكون الفكرة األساس^ية ال^يت س^يحتاجها‪ ،‬و ال^يت س^تتبلور م^ع ال^وقت و العم^ل‬

‫الطويل والتدريبات املتواصلة‪ ،‬لتتوسع مفاهيم^ه و يتوغ^ل يف أعم^اق دوره و اجلوهرة الداخلي^ة للشخص^ية ال^يت‬

‫يؤديها ‪.‬‬

‫‪ .13‬حالة االحساس الداخلي المسرحي ‪:‬‬

‫وهي تقمص الشخص ^^ية لدرج ^^ة عالي ^^ة ‪ ،‬وه ^^وي حال ^^ة االب ^^داع ال ^^داخلي املس ^^رحي و هي أفض ^^ل من‬

‫احلال ^^ة االحس ^^اس الع ^^ادي و ه ^^ذا ملا تت ^^وفر علي ^^ه من انط ^^واء للعزل ^^ة العلني ^^ة ليس باإلمك ^^ان توفره ^^ا يف احلي ^^اة‬

‫الواقعية‪ ،‬ويكون هنا الفاص^ل‪ ،‬اجلمه^ور‪ ،‬ف^وق خش^بة املس^رح حيظى املمث^ل بال^دعم اجلمه^وري و ذل^ك أن^ه "‬
‫‪ - 9‬ينظر ‪ :‬عقيل مهدي يوسف‪ ،‬أسس نظريات فن التمثيل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪94‬‬
‫‪ - 10‬عقيل مهدي يوسف‪ ،‬أسس نظريات فن التمثيل‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪96‬‬
‫يف املس ^^رح حيث يكت ^^ظ مجه ^^ور غف ^^ري من الن ^^اس‪ ،‬و ينبض ال ^^ف من القل ^^وب م ^^ع قلب الفن ^^ان يف وق ^^ع واح ^^د‬

‫منسجم‪ ،‬فان مشاعرنا جتد لنفسها ص^^دى رائع^^ا و ظرف^^ا مسعيا ممت^^ازا " ‪ ،11‬و هن^^ا ف^^اجلمهور يعت^^رب عنص^^را‬

‫فعاال يف خللق العرض املسرحي الذي بإمكانه حتطيم املمثل الفاشل‪ ،‬كما باستطاعته ان يق^^وي ثق^^ة‬

‫الفنان احملرتف‪ ،‬فاألعمال الناجحة تقاس باجلمهور‬

‫‪ .14‬المهمة العليا ‪:‬‬

‫ان م ^^ا يكتب ^^ه املؤل ^^ف يف مس ^^رحيته‪ ،‬ه ^^و جمموع ^^ة من األفك ^^ار ال ^^يت تش ^^مل م ^^ا اكتس ^^به من معلوم ^^ات‬

‫وأحداث و انفعاالت طول حياته‪ ،‬هي جمموعة األحاسيس املختلطة بني الفرح و احلزن و االرتباك و الثق^ة و‬

‫الض^^عف و غريه^^ا‪ ،‬ه^^ذه الظ^^روف ال^^يت جتتم^^ع فيم^^ا بينه^^ا و تتوح^^د لتنتج اب^^داعا فني^^ا يتواف^^ق م^^ع رص^^يد املؤل^^ف‬

‫حس^ب توس^ع خميلت^ه و ك^ثرة جتربت^ه و كثاف^ة ثقافت^ه‪ ،‬لتع^رب عليه^ا‪ ،‬فاهلدف األساس^ي ه^و من ي^دفع مبحرك^ات‬

‫احلياة السيكولوجيا حنو االبداع ‪.‬‬

‫أعطى ستانيسالفسكي مثاال عن ديوتوفسكي و انطوان تشيكوف‪ ،‬فديوتوفسكي الذي كانت كتابته‬

‫تعكس حبثه ط^وال حيات^ه عن اهلل و الش^يطان يف أخالق الن^اس و تع^املهم‪ ،‬و انط^وان تش^يكوف ال^ذي تعكس‬

‫كتاباته حماربة الربجوازية‪ ،‬فالكتابات من شأهنا محل مهمات عليا للسعي اليها‪.‬‬

‫اما اهلدف األعلى الذي يتبناه املؤلف يف كتابة مسرحيته‪ ،‬يصبح من مهام املمثل ف^وق خش^بة املس^رح‪،‬‬

‫و تكون بذلك املرحلة الثانية حنو السعي لتحقيق اهلدف األعلى‬

‫‪ .15‬دراسة الشخصية المسرحية ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪- 456‬‬
‫ان ستانيسالفس ^^كي يف كتابات ^^ه ك ^^ان يرك ^^ز بش ^^كل كب ^^ري على دراس ^^ة املمث ^^ل لشخص ^^يته أك ^^ثر من أي‬

‫عنصر فوق اخلشبة املسرحية‪ ،‬و قد كان يشبه الدور املسرحي و الشخصية املسرحية ب^اجلنني أثن^اء الت^دريبات‬

‫والرضيع عند العرض ‪.‬‬

‫ان أهم ما ينبغي الرتكيز عليه لدراسة الشخصية املسرحية أبعادها ‪:‬‬

‫األبعاد السيكولوجية (النفسية) ‪ :‬و هي دراسة معمقة من حيث عاداهتا و سلوكاهتا و التعمق يف روحها‪.‬‬

‫األبعاد الفيزيولوجية (الظاهرية) ‪ :‬و هو الشكل اخلارجي‪ ،‬و ما يبدو عليه ‪.‬‬

‫األ السوس ‪bb‬يولوجية (االجتماعي ‪bb‬ة) ‪ :‬من خالل البحث عن مس^ ^^تواها املعيش^ ^^ي‪ ،‬عاداهتا تقالي^ ^^دها و ربطه^ ^^ا‬

‫باملكان و الزمان املتواجدة فيه‪ ،‬مكانتها االجتماعية من خالل حديثها و سلوكياهتا و الظروف احمليطة هبا ‪.‬‬

‫‪ -3‬الواقعية في المسرحية الجزائرية ‪ :‬بكالوريا ‪:‬‬

‫‪ : 1 -3‬التعريف بالمسرحية ‪:‬‬

‫مس ^^رحية " باكالوري ^^ا " هي مس ^^رحية من كتاب ^^ة و اخ ^^راج " ع ^^زدين عب ^^ار" و انت ^^اج املس ^^رح اجله ^^وي مس ^^تغامن‬

‫‪ 2019‬م‪ ،‬و ال ^^يت ف ^^ازت جبائزة أحس ^^ن ع ^^رض مس ^^رحي متكام ^^ل اجلائزة الك ^^ربى للمهرج ^^ان الوط ^^ين للمس ^^رح‬

‫احملرتف‪ ،‬و هي مسرحية حتكي عن جمموعة من الشباب املراهقني يتناولون دروس^ا خصوص^^ية داخ^ل قب^و متس^خ‬

‫و مليء بالغبار تستأجره أستاذهتم اجملنونة من حبيبها السابق ‪.‬‬

‫صورة –أفيش‬
‫البناء النفسي للشخصيات‬ ‫أ‪.‬‬

‫يس ^^تمد ستانيسالفس ^^كي قواع ^^ده يف اجتاه الواقعي ^^ة النفس ^^ية من الطبيعي ^^ة‪ ،‬فه ^^و ال جيد حاج ^^ة خلل ^^ق‬

‫ق^^وانني جدي^^دة م^^ا دامت مت^^وفرة‪ ،‬و ك^^ل م^^ا يع^^اكس ذل^^ك فه^^و يع^^اكس نظري^^ة احملاك^^اة األرس^^طية‪ ،‬لكن^^ه ال‬

‫يكتفي بأخذ النماذج من الواقع بل يؤكد على التجرب^ة و االنغم^اس‪ ،‬يق^^ول ستانيسالفس^كي " املس^ألة كله^^ا‬

‫هي اجياد الطريق الصحيح‪ ،‬و من الطبيعي أن الطريق األصوب‪ ،‬هو الذي يقضي بشكل أق^^رب اىل الص^^دق‬

‫و اىل احلي ^^اة‪ ،‬و من أج ^^ل بل ^^وغ ه^ ^^ذا ال ب ^^د من معرف ^^ة م^ ^^ا ه^ ^^و الص^ ^^دق و م^ ^^اهي احلي ^^اة "‪ ،12‬و هلذا ف ^^ان‬

‫الشخص^^يات يف املس^^رحية ق^^دمت أداء جيم^^ع بني املنط^^ق و الواق^^ع و الص^^دق‪ ،‬حبيث تظه^^ر يف بداي^^ة املس^^رحية‬

‫شخص^ ^^ية توفي^ ^^ق و ص^ ^^ديقه الغ^ ^^ين – كم^ ^^ا توض^ ^^حه الص^ ^^ورة رقم (‪ ، - )05‬و مها شخص^ ^^يتان متناقض^ ^^تان‬

‫مبختلف أبعادمها االجتماعية و النفسية و الفيزيائية‪ ،‬فتوفيق شاب فقري يس^عى اىل كس^ب عيش^ه بك^ل الط^رق‬

‫‪ -‬ستانيسالفسكي ‪ ،‬اعداد املمثل يف املعاناة االبداعية‪ ،‬تر‪ :‬شريف شاكر‪ ،‬اهليئة العامة للكتاب‪ ،‬القاهرة‪ ،1997 ،‬ص‬ ‫‪12‬‬

‫‪08‬‬
‫ح ^^ىت من خالل كتاب ^^ة رس ^^االت غرامي ^^ة و بيعه ^^ا لص ^^ديقه الش ^^اب الغ ^^ين‪ ،‬ال ^^ذي يتم ^^يز بالس ^^ذاجة والغب ^^اء يف‬

‫تعابريه اليت متألها التهكم و انتقاد الشعب الفقري يف كل مرة‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪)05‬‬

‫تظهر الشخصية الثالث‪ ،‬أمني الفنان‪ ،‬الذي يب^دأ ح^واره بص^راع م^ع الش^ابني ح^ول أزي^اءه املس^رحية‬

‫اليت يقومون بالعبث هبا يف كل مرة‪ ،‬ليظهر حبه للفن و دفاعه عن أزياءه اليت يعتربه^^ا ج^^زءا من ماض^^يه رغم‬

‫الصعوبات و اخلذالن اليت عاشه كفنان‪ ،‬و اليت جسدها املخرج يف شخص^ية أنيق^ة تع^رج‪ ،‬دالل^ة عن مآس^ي‬

‫الفن ^^ان ج ^^راء هتميش ^^ه‪ ،‬و ق ^^د ك ^^ان أداء شخص ^^ية أمني بني انفع ^^االت الغض ^^ب مث اهلدوء يف ك ^^ل م ^^رة‪ ،‬عن‬

‫شخص^^ية طيب^^ة تث^^ور من اآلالم و االنكس^^ارات‪ ،‬و لكنه^^ا س^^رعان م^^ا هتدأ لتحن اىل ماض^^يها الرومنس^^ي بع^^د‬

‫مساع صوت األستاذة حورية ‪ ،‬الصورة (‪ )06‬توضح العالقة بني أمني و املعلمة ‪:‬‬
‫الصورة رقم (‪)06‬‬

‫لقد أبدعت شخصية املمثلة بدور شخصية مركبة المرأة تفقد أعصاهبا يف كل مرة‪ ،‬جراء نقاشاهتا‬

‫احلادة مع تالمذهتا و خمالفتهم ألوامرها الغري منطقية بالنسبة هلم‪ ،‬فتتعامل يف كل مرة بطريقة قاسية معهم‪،‬‬

‫و كأهنا حتمل داخلها كما هائال من الغضب و احلقد‪ - ،‬كما توضحه الصورة رقم – ‪ ، -07‬و الذي‬

‫ارتبط مباضيها احلزين هي األخرى‪ ،‬فتظهر تفاصيله كل ما سنحت له الفرصة ليجسد تلك املرأة الرقيقة‬

‫الضعيفة احلاملة اليت أفسدها الدهر و حوهلا لوحش صوره املخرج بقوة اعصار هتز القسم و تالميذه‬

‫عنصراخها غاضبة ‪ ،‬كما توضحه الصورة رقم (‪: )08‬‬

‫الصورة رقم (‪)07‬‬


‫الصورة رقم (‪)08‬‬

‫يق^^ول ال^^دكتور مجع^^ة أمحد قج^^ة ح^^ول أمهي^^ة أداء املمث^^ل يف املس^^رح ال^^واقعي " إن^^ه ه^^و ال^^ذي يس^^تقطب‬

‫عواط ^^ف و انفع ^^االت و أفك ^^ار اجلمه ^^ور‪ ،‬و ه ^^و املس ^^ؤول عن الت ^^أثري يف اجلمه ^^ور بش ^^كل يتف ^^ق م ^^ع أفك ^^ار‬

‫املخ^^رج و املؤل^^ف‪ ،‬و اذا جنح فه^^و ص^^احب الفض^^ل يف ذل^^ك"‪ ، 13‬و ق^^د ك^^انت مواق^^ف التلمي^^ذة م^^ع معلمته^^ا‬

‫أك ^^ثر املواق ^^ف ال ^^يت س ^^جلت أهم اإلنفعالت يف املس ^^رحية و أث ^^ارت ه ^^ذه االنفع ^^االت القوي ^^ة‪ ،‬بس ^^بب اس ^^تفزازات‬

‫التلمي^^ذة اجلدي^^دة ال^^يت ج^^اءت لتع^^ارض ك^^ل التقالي^^د ال^^يت تفرض^^ها املعلم^^ة و تث^^ور ض^^دها يف ك^^ل م^^رة‬

‫رغم التهديدات اليت تتالقاها‪ ،‬كما توضحها الصور رقم ( ‪: )09‬‬

‫‪13‬‬
‫مجعة أمحد قاجة‪ ،‬املدارس املسرحية و طرق اخراجها‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪- 90‬‬
‫الصورة رقم (‪)09‬‬

‫فق ^^د ف ^^اق مترد التلمي ^^ذة قس ^^وة معلمته ^^ا‪ ،‬لتع ^^رب م ^^ع زمالئه ^^ا حبرك ^^ات رقص تعبريي ^^ة عن غض ^^بهم و‬

‫متردهم جمسدين شعلة الصراع بينهم و بني املعلمة‪ ،‬بغبار القبو الكثيف ‪-‬كما توض^^حها الص^^ورة رقم (‪)10‬‬

‫‪ -‬لينتهي الصراع بفقدان البنت بصرها بعد أن قامت املعلمة برمي رذاذ الغبار على عينيها ‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪)10‬‬

‫فق ^^د ق ^^دم املخ ^^رج من خالل مش ^^هد راقص مع ^^رب ص ^^راعا بني ط ^^رفني بطريق ^^ة ع ^^ربت عن املكنون ^^ات‬

‫الداخلي^^ة بش^^كل مجي^^ل ووص^^فت دواخ^^ل الشخص^^يات دون لف^^ظ أي كلم^^ة و ختمه^^ا بنتيج^^ة بائس^^ة و هناي^^ة‬

‫حزينة ملن حياول اخلروج عن التقاليد ‪.‬‬

‫ج‪ .‬سينوغرافيا االتجاه الواقعي النفسي‬

‫" ان الواقعية تفرض على مصمم الديكور أن يعكسها بوضوح أمام املشاهدين بطريقة تعبريية‪ ،‬وهذا‬

‫يعين أن مزاوج^ة م^ا بني اش^غال املس^احة‪ ،‬أو كم^ا يس^ميها ك^ارل ف^ون آبن " ش^كل درامي لس^احة املس^رح "‬

‫فه ^^و فن ^^ان علي ^^ه أن يش ^^تغل يف الس ^^احة بطريق ^^ة درامي ^^ة‪ ،‬و ليس كمج ^^رد نص ^^ب ديك ^^ور واقعي " ‪ ، 14‬على‬

‫‪ - 14‬ياسني النصر‪ ،‬أسئلة احلداثة يف املسرح وعالقة الدراما بامليثولوجيا و املدينة و املعرفة الفلسفية‪ ،‬دار نينوى‪ ،‬سورية‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪80‬‬
‫صوت صفارات البواخر و أص^وات طي^ور البح^ار تب^دأ املس^رحية ال^يت تق^رب خميالتن^ا من البداي^ة أنن^ا يف مك^ان‬

‫ما قرب البحر‪ ،‬اىل أن تتضح الرؤية بعد اضاءة األنوار أين تتوزع صناديق األمساك لتشكل لنا قس^^ما مدرس^^يا‬

‫بوسائل بسيطة من طاوالت و سبورة‪ ،‬تصنع لنا ديكورا واقعيا فانتازيا أضفت عليه الرمزي^ة مجالي^ة املنظ^ر –‬

‫كما توضحه الصورة (‪: )11‬‬

‫الصورة رقم (‪)11‬‬

‫لق ^^د ك ^^ان ستانيسالفس ^^كي ي ^^ويل العناص ^^ر الس ^^ينوغرافيا االهتم ^^ام‪ ،‬هلدفني‪ ،‬احتي ^^اج املمث ^^ل ل ^^ذلك‬

‫الديكور الواقعي الذي حيفز خميلته‪ ،‬و احتياج املتلقي لرؤية قصة واقعية على خشبة املسرح‪ ،‬فهو يف احلل^تني‬

‫يس^^اعد على خل^^ق االيه^^ام‪ " ،‬فلم يكن ستانيسالفس^^كي يتجاه^^ل م^^ا ن^^دعوه الي^^وم باإلرش^^ادات املس^^رحية‪...‬‬

‫ب ^^ل يس ^^عى اىل ترمجة ك ^^ل مالحظ ^^ة من مالحظ ^^ات املؤل ^^ف اىل لغ ^^ة املس ^^رح‪ ،‬و مل يكن على دراي ^^ة ب ^^العوامل‬

‫الداخلية للمثلني فحسب‪ ،‬امنا بك^ل تفص^يل من تفاص^يل آلي^ة املس^رح‪ ،...‬و ق^د حتدث ستانيسالفس^كي عن‬

‫الديكور و املالبس و االضاءة و املوسيقى و االكسسوار و يؤكد أهنا ختضع لسيطرته "‪. 15‬‬

‫الديكور‬

‫‪- 15‬كونستنتني ستانيسالفسكي‪ ،‬حيايت يف الفن‪ ،‬د‪.‬ندمي معال‪ ،‬اهليئة العامة السورية للكتاب‪ ،‬دمشق‪ ، 2012 ،‬ص ‪09‬‬
‫لقد تعامل املخرج مع وصف املكان الدرامي بطريقة بسيطة مجع فيها الكث^^ري من املعلوم^^ات ال^^يت متكن‬

‫املتلقي من قراءهتا من الوهل ^^ة األوىل ال ^^يت يراه ^^ا‪ ،‬م ^^ا يعطي مفهوم ^^ا ألم ^^رين‪ ،‬أوهلم ^^ا أن متوض ^^ع جمموع ^^ة من‬

‫األخشاب ال^يت حتي^ط باألزي^اء املس^رحية اخلاص^ة بالفن^ان أمني ت^بني طبيع^ة عمل^ه ‪ ،‬و أن ص^احب القب^و ش^خص‬

‫فقري مل يستطع تأثيث قسم حقيقي‪ ،‬و ثانيا أن ص^ناديق الس^لع حتدد املك^ان ال^درامي على الش^اطئ أو املين^اء‪،‬‬

‫كما توض^حه الص^ورة (‪ ، )12‬و أض^اف هلا بعض الكتاب^ات املباش^رة الناق^دة للوض^ع السياس^ي‪ ،‬ال^يت تط^رح‬

‫اش^^كالية االس^^ترياد ملواد من ال^^دول األخ^^رى ب^^الرغم من توفره^^ا يف البل^^د دالل^^ة عن الفوض^^ى االقتص^^ادية ال^^يت‬

‫تعيشها ‪.‬‬

‫الصورة رقم (‪)12‬‬

‫اإلضاءة‬

‫ان االضاءة قد ك^انت متي^ل اىل م^ا بني الظالم و الض^وء اخلفي^ف ح^ىت يتس^ىن للمتلقي اس^تيعاب الض^يق‬

‫و ظلم ^^ة القب ^^و‪ ،‬كم ^^ا ك ^^انت االض ^^اءة عام ^^ة أفقي ^^ة‪ ،‬اال يف بعض احلاالت اخلاص ^^ة أين ك ^^ان األداء ح ^^زين‬

‫فحددت اإلضاءة العمودية على املمثلني يف الصراعات الداخلية ويف املشهد الرومنس^ي بني األس^تاذة و الفن^ان‬

‫حىت تضفي احلميمية للمشهد و تساهم يف دعم مكنوناهتم الداخلية كما توضحه الصورة رقم (‪: )13‬‬
‫الصورة رقم (‪)13‬‬

‫اإلكسسوار‬

‫لقد استعمل املمثلون جمموع^ة من اإلكسس^وار فيم^ا يتناس^ب م^ع طبيع^ة عملهم أو حس^ب احتياج^ات‬

‫الفع ^^ل ال ^^درامي ال ^^واقعي‪ ،‬األزي ^^اء املس ^^رحية ال ^^يت حيتف ^^ظ هبا الفن ^^ان أمني الدال ^^ة على ممارس ^^ته فن التمثي ^^ل‪ ،‬و‬

‫شخص^^ية املعلم^^ة تس^^تخدم الطباش^^ري و املمس^^حة بص^^فة دائم^^ة‪ ،‬كم^^ا وض^^عت على ط^^اوالت التالمي^^ذ جمموع^^ة‬

‫من الكراريس و األقالم و احملافظ لتظهر شكل القسم الدراسي‪ ،‬أما يف املشهد األخري فقد استعمل املمثلني‬

‫الشباب معاطف بالستيكية حبري^ة للدالل^ة على اخلروج للبح^ر اض^^افة اىل عك^ازات اس^تعملت كمج^اذيف م^^ع‬

‫حتريك بساط أرضية أزرق بقوة للداللة على هيجان البحر ‪.‬‬

‫األزياء‬

‫لقد كانت أزياء املمثلني يف مسرحية باكالوريا واقعية‪ ،‬خاصة يف شخصية األستاذة "حورية " بزيه^^ا‬

‫األبيض ال^^ذي يالئم ش^^يب ش^^عرها و س^^نها الكب^^ري و رمبا أراد أن يقرهبا أك^^ثر من ص ^^ورة املعلم ال^^ذي اعت^^دنا‬

‫رأيت^^ه مبئزر أبيض‪ ،‬و لع^^ل أك^^ثر شخص^^ية ك^^ان زيه^^ا األق^^رب اىل ت^^ركيب ال^^دور هي شخص^^ية الفن^^ان ال^^ذي‬

‫اكتفى بلب^اس كالس^يكي بس^يط ب^األبيض و االس^ود م^ا يع^رب عن ش^يء راق و م^ا مييز شخص^يته اهلادئ^ة الفنان^ة‬
‫اليت تتض^ح يف احلوار‪ ،‬م^ا يزي^د من ادراك املتلقي ان^ه رغم مس^توى شخص^ية الفن^ان الراقي^ة اال أن^ه ال حيظى مبا‬

‫يستحق‪ ،‬أما شخصية توفيق الفقري فقد اكتفى املخرج بوضع غبار القبو على مالبسه ما يدل على مكوث^^ه و‬

‫عيشه يف القبو و لوص^ف حال^ة فق^ره‪ ،‬أم^ا الف^ىت الغ^ين‪ ،‬فق^د ص^ممت ل^ه مالبس جتم^ع بني اخلف^ة والس^ذاجة‪،‬‬

‫ما تتصف به تلك الفئة اليت تسعى فقط جلم^ع املال معارض^ة مب^ادئ العلم و األخالق‪ ،‬و ق^د اخت^ريت ألزي^اء‬

‫الشخصيات ألوانا متباينة بني املعلمة و تالمذهتا‪ ،‬فقد لونت مالبس التالميذ بألوان قامتة رغم شباب سنهم‪،‬‬

‫عكس أزياء املعلمة ذات اللون األبيض‪ ،‬فاملعلمة يف األخري الشخص^^ية املركب^ة بني اجلن^ون و الثق^^ة و الض^^عف‬

‫و الق^ ^^وى و التم^ ^^رد و االنكس^ ^^ار و الظلم‪ ،‬و ك^ ^^ان الل^ ^^ون االبيض كأن^ ^^ه عكس م^ ^^ا تتص^ ^^ف ب^ ^^ه الشخص^ ^^ية‬

‫احلقيقي^^ة‪ ،‬ف^^اللون األبيض كث^^ريا م^^ا يرتب^^ط بالنق^^اء و احلكم^^ة‪ ،‬و ه^^ذه ك^^انت رؤي^^ة املخ^^رج ال^^يت ح^^اول من‬

‫خالهلا أن يوص^^ل لن^^ا تل^^ك الظلم^^ات ال^^يت يعيش^^ها ش^^باب الي^^وم‪ ،‬و ذل^^ك التض^^اد يف التق^^دير‪ ،‬و ذل^^ك الظلم‬

‫الذي يعيشه اجملتمع‪ ،‬بني شخصية مستبدة تراها ظاهريا تنصع بياضا‪ ،‬وشخصيات شبابية فتية تعيش العتم^^ة‬

‫‪.‬‬

‫الموسيقى و المؤثرات الصوتية‬

‫تعت^^رب املوس^^يقى عنص^^ر مهم^^ا يف العم^^ل ال^^درامي‪ ،‬ل^^دورها الفع^^ال يف حتف^^يز االنفع^^االت و هتدئتها كم^^ا‬

‫يعت^ ^^رب ستانيسالفس^ ^^كي أن االيق^ ^^اع ه^ ^^و أهم عنص^ ^^ر يف التقني^ ^^ة الس^ ^^يكولوجية للت^ ^^أثري يف ال^ ^^داخل و اخلارج‪،‬‬

‫وختتلف سرعة االيقاع بني احلاالت ال^يت يعيش^ها املمث^ل‪ ،‬بني احلزن و الف^^رح و االن^دفاع‪" ،‬و جتدر االش^ارة‬

‫اىل أن تأثري السرعة االيقاعية على الشعور هو الذي جعل "ستانيسالفسكي " يلح على ضرورة ادخال بعض‬

‫أسس الفن املوسيقي و الغنائي اىل الدراما " ‪.16‬‬

‫و قد م^زج املخ^رج ع^زدين عب^ار يف مس^رحية باكالوري^ا‪ ،‬ن^وعني من املوس^يقى‪ ،‬موس^يقى تراثي^ة عن‬

‫شباب السبعينات و الثمانينات و موس^يقى عص^رية من جي^ل الي^وم‪ ،‬ج^اءت مقارن^ة بني ش^باب العق^د املاض^ية‬
‫‪ -‬ستانيسالفسكي ‪ ،‬اعداد املمثل يف املعاناة االبداعية‪ ،‬تر‪ :‬شريف شاكر‪ ،‬اهليئة العامة للكتاب ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪18‬‬ ‫‪16‬‬
‫يف أغني ^^ة راي تراثي ^^ة بع ^^رض يتض ^^من حرك ^^ات و أزي ^^اء ش ^^باب تل ^^ك احلقب ^^ة الزمني ^^ة‪ ،‬و ع ^^رض ش ^^باب الي ^^وم‬

‫اللذين يتأثرون بك^ل م^ا ه^و غ^ريب برقص^ات ب^راك دانس و موس^يقى ال^راب‪ ،‬داعمني فك^رة اس^رتاد ك^ل ش^يء‬

‫غريب‪ ،‬كما هو موضح على صناديق السردين املستوردة من بلدان الغرب املختلف^^ة‪ ،‬و ق^د اتض^^ح ه^^ذا املزج‬

‫بني عنص ^^رين خمتلفني يف بداي^^ة املس^^رحية حني م ^^زجت املوس^^يقى بني ص ^^وت الع ^^ود ال^^ذي يعت^^رب آل^^ة موس^^يقية‬

‫رك^^يزة يف املوس^^يقى العربي^^ة‪ ،‬م ^^ع ص ^^وت القيث^^ار الكهرب^^ائي الغ ^^ريب األص ^^ل‪ ،‬ح^^ىت يض ^^ع املخ^^رج املتلقي أن^^ه‬

‫بص^^دد مش^^اهد أج^^زاء متض^^ادة و متناقض^^ة يف مس^^رحيته‪ ،‬و يقص^^د هبذا الص^^راع الق^^ائم بني اجلي^^ل املاض^^ي و‬

‫احلاضر‪.‬‬

‫خاتمة الفصل الثالث‬

‫ان الواقعية النفسية من االجتاهات االخراجية املعاصرة األقرب اىل االجتاه الكالسيكي‪ ،‬و هي جاءت وليدة له‬
‫اال أهنا اعتمدت و ركزت على بناء الشخصية بشكل أكرب بالنسبة لعناصر العرض املسرحي األخرى‪ ،‬و هلذا‬
‫فإهنا األقرب لتجسيد الواقع‪ ،‬الشيء الذي جعلها ضمن أهم االجتاهات االخراجية املتبعة للتأثري على املتلقي‬
‫اجلزائري لبساطتها و سالستها و قرهبا للفهم منذ بدايات املسرح اجلزائري و حىت اآلن‪ ،‬اضافة اىل أن تأثريها‬
‫ظاهر حىت على مستوى االجتاهات األخرى يف املسرح اجلزائري أين يفضل املخرج املسرحي اتباع طريقة‬
‫ستانيسالفسكي يف التعامل مع ممثليه رغم اختالف االجتاه ‪.‬‬

You might also like