You are on page 1of 141

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/362317445

Architecture .. Reality and Future ‫ واﻗﻊ وﻣﺴﺘﻘﺒﻞ‬... ‫اﻟﻌﻤﺎرة‬

Book · July 2022

CITATIONS READS

0 586

1 author:

Ibrahim Jawad Kadhim Al-Yousif


University of Technology, Iraq.Baghdad
413 PUBLICATIONS 72 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Ibrahim Jawad Kadhim Al-Yousif on 28 July 2022.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫العمارة‪...‬‬
‫واقع ومستقبل‬
‫‪721‬‬
‫آل ‪ 628‬آل يوسف‪ ،‬إبراهيم جواد كاظم‬
‫العمارة واقع ومستقبل ‪ /‬إبراهيم جواد كاظم آل يوسف‬
‫بغداد‪ :‬الولاء للطباعة والنشر‪2022 ،‬‬
‫(‪138‬ص)؛ ‪ 22‬سم‬

‫‪ -1‬العمارة ــ تشييد أ ــ العنوان‬

‫م‪ .‬و‬
‫‪2022 / 1292‬‬

‫المكتبة الوطنية ‪ /‬الفهرسة اثناء النشر‬

‫رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق ببغداد(‪ )1292‬لسنة ‪2022‬‬


‫العمارة‪...‬‬
‫واقع ومستقبل‬

‫أ‪.‬د‪ .‬أبرأهيم جوأد كاظم أل يوسف‬


‫معمار وتدريسي في معرفة عمارة‬
‫ألجامعة ألتكنولوجية‪ /‬قسم هندسة ألعمارة‬

‫بغدأد ‪2022‬م‪1444/‬ه‬
‫‪ :‬العمارة واقع ومستقبل‬ ‫عنوان الكتــاب‬
‫‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬ابراهيم جواد كاظم أل يوسف‬ ‫تـــــأليـــــف‬
‫فلسفة ونظريات عمارة‬
‫‪15 :‬سم × ‪ 22‬سم‬ ‫القيــــــــاس‬
‫عدد الصفحات ‪ 138 :‬صفحة‬
‫تصميم الغالف ‪ :‬م‪.‬د‪ .‬بشار شامل اخلفاجي‬
‫االخـــراج الفين ‪ :‬أ‪.‬د‪.‬إبراهيم جواد كاظم آل يوسف‬
‫‪1444 :‬هــ ‪ 2022 -‬م‬ ‫سنـــــة الطــــبع‬
‫‪ :‬دار الوالء للطباعة والنشر‬ ‫النــاشــــــــــر‬
‫‪ :‬دار الوالء للطباعة والنشر‬ ‫املطبعـــــــــة‬
‫ال جيوز نشر أي جزء من هذا الكتاب أو ختزين مادته بطريقة االسرتجاع‪ ،‬أو‬
‫نقله على أي حنو أو بأي طريقة كانت (الكرتونية) أو (ميكانيكية) أو‬
‫بالتصوير أو بالتسجيل أو خبالف ذلك اال مبوافقة كتابية من املؤلف أو‬
‫الناشر‪.‬‬
‫‪All rights reserved. No part of this publication may be‬‬
‫‪reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted‬‬
‫‪in any form by any means, Electronic, Mechanic‬‬
‫‪photocopying, recording or otherwise without prior‬‬
‫‪permission in writing of the writer or of the Publisher.‬‬

‫رقم الايداع في دار الكتب والوثائق ببغداد(‪ )1292‬لسنة ‪2021‬‬


‫ض َو ْاخ ِت َال ِف َّالل ْي ِل َو َّالن َه ِار‪،‬‬ ‫﴿ ِإ َّن ِفي َخ ْل ِق َّ‬
‫الس َم َاو ِ َ َ ْ‬
‫ات واألر ِ‬
‫آَ ّ أْ أْ‬
‫أليا ٍت ِألو ِلي األ ل َب ِ‬
‫آ‬
‫(ال عمران‪190 :‬و‪)191‬‬ ‫اب﴾‬
‫غني القرآن الكريم‪ ،‬باإلشارات والدالالت الدقيقة على الكون وما يحتويه من‬
‫مختلف األجرام السماوية‪ ،‬وبخاصة الشمس والقمر‪ ،‬فال يتقدم جرم على آخر‬
‫ولكل‬
‫ٍ‬ ‫وال يتأخر عنه‪ ،‬وكل منها‪ ،‬صغيرا ً كان أم كبيراً‪ ،‬في حركة دائمة مستمرة‪،‬‬
‫مداره (فلكه) الخاص به والسرعة المناسبة له‪.‬‬

‫ْ‬ ‫َ‬
‫الش ْمس َي ْن َب ِغي ل َها َا ْن ت ْد ِر َك ال َق َم َر َوأل َّالل ْيل َسا ِبق‬
‫﴿أل َّ‬
‫ٌّ‬
‫الن َه ِار َوكل ِفي﴾ (يس‪.)40 :‬‬ ‫َّ‬
‫فالوقع في وجود الشمس والقمر‪ ،‬بينما المستقبل في إدراك الشمس إلى‬
‫أ‬
‫القمر‪ ...‬مثلما أل سبق لليل على النهار ‪ ...‬وكل ما خلقه هللا تعالى من اجرام‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫سماوية بمختلف انواعها واشكالها‪ ،‬في حركة دائمة وفي مدار خاص بها‪:‬‬
‫اإلهداء‪:‬‬

‫افضل المؤمنين ايمانا من كان لله اخذه وعطائه‬ ‫**‬


‫وسخطه ورضاه ‪...‬‬
‫أمير المؤمنين علي ‪..‬غرر الحكم ‪3278/‬‬

‫الدنيا لمن تركها واالخره لمن طلبها‬ ‫**‬


‫أمير المؤمنين علي ‪/..‬البحار ‪/‬ج ‪ 72‬ص ‪.811‬‬

‫عندما ال يتوقف االنسان عن نتاج انسانيته‪ ،‬فأنه ال توقف عن‬


‫الحلم حتى لو بات حلمه مستحبا‪...‬‬
‫أهدي جهدي ‪:‬‬
‫‪ ...‬إلى روح والدي ‪ ،‬أصل يمدني باحب والحنان‪.‬‬
‫‪ ...‬إلى نسمة خطفت " دانه‪ ،‬فاطمة‪ ،‬مريم" قلبي إلى ضفة‬
‫االيمان‪ .‬حبا في العطاء ودوام األمل‪.‬‬
‫‪ ...‬جوهرة ملكت قلبي‪ ،‬وما زالت ‪ ...‬دانه‬
‫‪ ... .‬رفيقة الدرب ‪ ...‬زوجتي‬
‫عطاء تسمو في قراءة متجددة‪.‬‬

‫اليوسف إبراهيم‬
‫بغداد ‪2022 /‬‬
‫عندما تكون العمارة واقع‪ ،‬فأن لها رسالة‪ ،‬ال تتعدى‬
‫االنسان‪.‬‬

‫وعندما يكون االنسان هو المستقبل‪ ،‬فأن رسالته للعمارة‪،‬‬


‫أن يعطي لها معنى ‪...‬‬

‫وعندما تكون الرسالة من االنسان إلى بني االنسان‪ ،‬في‬


‫عمارة‪ ،‬فأن لها واقع متجذر في حياة انسان‪ ،‬وما زال هو‬
‫المستقبل فيها‪.‬‬
‫وألن االنسان المستقبل أسبق من الواقع‪ ،‬فهو ما يتجسد‬
‫في شكل وتشكيل ‪...‬‬

‫فعندما تكون لك العمارة واقعا‪ ...‬فأنها تبني لك بيئة‬


‫مشيدة‪ ،.‬تفسر لك سعادة‪ ،‬وتأويل في حبها والتغني‬
‫بفكرها‪...‬‬
‫وجود المستقبل ‪ ...‬عكس الحاضر في الواقع ‪ ...‬وهو عكس العلم بالعمارة‪..‬‬
‫فإن تساوى مستقبل العمارة والعلم بالعمارة ‪ ..‬فهل هناك عمارة لمن‬
‫تساوت عندها المستقبل والواقع كونهما ضدان‪ ،‬بأنها عمارة ؟!‬
‫ربما نعم‪ ،‬فهل يكون عقل االنسان في الواقع أم المستقبل ‪ ...‬أم أوكد أنها‬
‫ليست بعمارة‪...‬‬

‫القارئ الكريم‪...‬‬
‫العمارة ‪ ...‬ربما وسيلة قديمة‪ ،‬ابتدعها االنسان في إعمار األرض‪ ،‬إال‬
‫أنها ال تموت‪ ،‬لكن قدرها أن تكبر وتشيخ‪ ،‬لياتي بالجديد فيها في‬
‫كل مكان وزمان‪ .‬وهكذا هي حياة االنسان‪...‬‬

‫عندما ننظر إلى المستقبل العمارة فأننا نصنع حلما من الحياة‪،‬‬


‫وعندما نبحث عن واقع لعمارتنا فأننا نصنع واقعا من الحلم‪.‬‬
‫حتى تعلم ‪...‬‬
‫إن فضل الكتابة‪ ،‬مبتغى كل كاتب وعالم‪ ،‬إال أن فيه االختالف‬
‫والعيب‪ ،‬والنقصان عن مقامات الجمال والكمال ‪...‬‬
‫ومنه علينا ان نتخذ منها فهما وعقال وعلما وذوقا‪ ،‬وما يبلغنا من‬
‫علم االخرين‪...‬‬
‫دعنا نبحر في عالم عمارة واقع ومستقبل‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪6‬‬


‫عندما تتحرك العمارة خارج ابعادها‬

‫الطول والعرض واالرتفاع (‪،)LWH‬‬


‫نتعامل مع ابعاد فنراها‪ ،‬ونتعامل مع‬
‫آ‬
‫ابعاد ممتدة إلى الن‪ ،‬فنشعر بها تمر ول نراها‪ ،‬تغير من اشكال نتاجاتنا‪ ،‬لكن‬
‫يتعذر القبض عليه‪ ،‬وما يقدر عليه هو إمكان النظر إليه بطرق واساليب‬
‫مختلفة‪ ،‬هذا ما وفرته الفيزياء الحديثة‪ .‬ولكن‪:‬‬

‫ه ل ل ل ل ل ل س ل ل ل ل ل ليزداد‬ ‫وه ل ه ل ل‬ ‫الفكرة‬


‫التعام ل ل ل ل ل ل م ل ل ل ل ل ل‬ ‫المس ل ل ل ل ل للت‬ ‫من‬
‫العم ل ل ل للار ‪ ،‬وهل ل ل ل ل‬ ‫كم ل ل ل ل ل للا ل ل ل ل ل ل‬ ‫الكتاب‪:‬‬
‫عمار الزمكان؟‬ ‫الواق ؟‬
‫ما تم طرحه من‪:‬‬
‫‪ -‬معادلة "العمارة بين الزمان والمكان‪ ،"P.T.Archmodel‬ومعادلة‬
‫"العمارة بين المستقبل والواقع ‪ ."F.A.Archmodel‬فالولى نرى فيها‬
‫للزمان مكان‪ ،‬والثاني للواقع مستقبل‪.‬‬
‫‪ -‬والتقاطع بينهما في استظهار "عمارة وضع الزمكان‪ "S.T.Archmodel‬في‬
‫بيان خصوصياتها وطبيعة عالقاتها في بيئتها المشيدة‪.‬‬
‫?‪Place + Actual = (PA), IF THE ACUAL HAS a PLACE‬‬
‫?‪Time + Future = (TF), IF THE FUTURE HAS a TIME‬‬
‫لنتوقف في قضية يهتم بها الك تاب في‪ :‬هل للمكان واقع‪ ،‬وهل للمستقبل‬
‫زمان‪.‬‬
‫هل للواقع من مكان‬ ‫واق‬ ‫زمان‬
‫‪7‬‬

‫عمار الزمكان‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫هل للمستقبل من زمان‬ ‫مست‬ ‫مكان‬

‫‪S.A. Archmodel‬‬ ‫‪F.A. Archmodel‬‬ ‫‪"P.T. Archmodel‬‬


‫‪7‬‬ ‫خارج أبعادها‬ ‫عندما تتحرك العمارة‬
‫اوال‪ ،‬عند امتداد الزمان إلى تلك العمائر المتحركة في مسافات طويلة‪ ،‬تبدا من‬
‫عمارة قديمة تعددت صورها تبعا لالقوام التي حملت لواءها‪ ،‬بلغته الرصينة‬
‫المركبة‪ ،‬وصول إلى عمائر اليوم التي اضحت مهرجات تحتفي بها مدننا‪ .‬لكن‬
‫يبقى الفرق ظاهرا لما للواقع من تاثير فعال بها‪ .‬ومن جهة اخرى‪:‬‬
‫هل يمكن ان يحدث تعريف جديد إلى العمارة؟ عند تالشي وفناء بالفعل كل‬
‫العمائر من‬
‫الرض‪ ،‬حتى تخلو من اثارها تماما‪.‬‬
‫وماذا لو جاء البديل عن مادة تشكيل العمارة‪ ،‬هل سيظل الزمن موجودا بها؟‬
‫ربما‪ ،‬ل تخلو اإلجابة‪ ،‬من واق والقول باإليجاب‪ ،‬باعتبار الزمان‬
‫خاصية فيزيائية لالرض ومستقلة عن كل شيء فيها‪ .‬بالتالي يعد تعريفا صريحا‬
‫للمكان‪.‬‬
‫مقابل رؤية الزمن كونه خاصية لعقل النسان‪ ،‬وتمثل طريقته في فهم‬
‫عمارته والكون المحيط بها او الحاوي لها‪ ،‬بالتالي ربما هو وهم ل وجود له إل‬
‫في عقل النسان‪ .‬ثم هو تعريفا صريحا للمستقبل وحوكة النسان فيه‪.‬‬

‫يتداول المعمار في عمارته‪ ،‬خاصية‬


‫الزمان والمكان‪ ،‬حتى عدت العمارة‬
‫فيها‪ ،‬خاضعة لما فيها من امتداد وتوسع‬
‫وانقباض في مفاهيمهما‪ ،‬فتكون ساجدة‬
‫لتصورات العاملين عليها‪)1( .‬‬
‫ثانيا‪ ،‬وجود العمارة الساجدة في زمانها ومكانها‪ ،‬جعل من اختالف العمارة‪،‬‬
‫كامنا في زمان حدوثها وما يليه‪ ،‬وهي افكار ممتدة‬
‫آ‬
‫إل ى الن‪ .‬وم روري يمض ي بمع ان معين ة‪ ،‬فالش عور به ا موج ودا دون رؤيت ه‪.‬‬
‫فالعم ارة تتهال ك بم رور ال زمن‪ ،‬إل ان ل ق درة لي من ا عل ى امس اكه إليقاف ه‬
‫وارجاعه إلى سالف عهدها‪ ،‬وربما نجد طريقة للنظر إليها بطريقة مختلفة‪.‬‬

‫(‪)1‬عمارة الزمان والمكان في منتدى حراء‪ ،2017،‬نسمات اونالين‪،‬‬


‫‪https://nesemat.com/13464‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪8‬‬
‫العتبة الكاظمية‪ ،‬عمارة تطاول الزمن‪،‬‬
‫ومن جهود صفوية وعثمانية إلعمار‬
‫الروضة ّ‬
‫المقدسة (‪)2‬‬
‫آ‬
‫* في سنة ‪ 1207‬ه ‪ 1792/‬م بدا العمل في المشهد الكاظمي‪ ،‬تنفيذا لوامر اقا‬
‫محمد شاي القاجاري‪ ،‬بإكمال ما بداي الصفويون في هذا المشهد‪.‬‬
‫* في سنة ‪ 1211‬ه ‪1796 /‬م قام الشاي فتح علي شاي باعمال إضافية اخرى بعد‬
‫وفاة محمد شاي القاجاري‪.‬‬
‫ّ‬
‫* في سنة ‪ 1229‬ه ‪ 1813 /‬م تم تذهيب القبتين والمنائر الصغار الربع وهي من‬
‫ابرز اعمال هذا الشاي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫* في سنة ‪1255‬ه ‪ 1839 /‬م غشي اإليوان الصغير الذي يشرع فيه باب الرواق‬
‫في الطارمة الجنوبية بالذهب‪ ،‬بنفقة منوجهر خان ّ‬
‫الملقب بمعتمد الدولة‪.‬‬
‫* في سنة ‪ 1255‬ه ‪ 1839 /‬م اهدى السلطان محمود الثاني إلى المشهد الكاظمي‬
‫الستر النبوي‪.‬‬
‫* في سنة ‪1270‬ه ‪ 1853 /‬م ارسل ناصر الدين شاي القاجاري‪ ،‬احد علماء عصري‬
‫الشيخ عبد الحسين الطهراني (شيخ العراقيين) إلى العراق‪ ،‬لإلشراف على تنفيذ‬
‫المقدسة‪ ،‬من تجديد وإصالح وتجميل‪ّ ،‬‬
‫وخوله‬ ‫مخطط عمراني واسع للعتبات ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫والتصرف‪.‬‬ ‫تخويال كامال في الصرف‬
‫* في سنة ‪1281‬ه ‪ 1864 /‬م بدات العمال العمرانية في المشهد الكاظمي‪،‬‬
‫وشملت تجديد الواجهة الخارجية من جدران الحرم وإكساءها بالطابوق‬
‫الكاشاني وبناء سقف يقوم على ‪ 22‬عمودا وقد سمي هذا البناء ب (طارمة باب‬
‫المراد) وتذهيب اليوان الكبير في وسط هذي الطارمة‪.‬‬
‫ّ‬
‫تطوع المير فرهاد ميرزا القاجاري‪ ،‬عم ملك إيران‬ ‫* في سنة ‪ 1296‬ه‪ 1878 /‬م ّ‬
‫ّ‬
‫ضخم يشتمل على بناء سراديب منظمة‬
‫ّ‬ ‫ناصر الدين شاي لإلنفاق على مشر ٍوع ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لدفن الموتى‪ ،‬وتذهيب المنائر الربع الكبرى من حد وقوف المؤذن إلى قمتها‪،‬‬
‫وتشييد سور مرتفع للصحن ّ‬
‫يتكون من طابقين‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫(‪ )2‬العتبة الكاظمية‪ ..‬عمارة تطاول الزمن (‪ ،2020 ،)2-3‬مجلة الزمان‪https://rb.gy/fxa6jm ،‬‬

‫‪9‬‬ ‫خارج أبعادها‬ ‫عندما تتحرك العمارة‬


‫* في سنة ‪ 1332‬ه ‪ 1913 /‬م شيدت الطارمة الغربية (طارمة قريش) حيث قامت‬
‫على ‪ 18‬عمودا وزين باطن سقفها بالنقوش والزخارف وك تبت سورة العلى‬
‫بكاملها على الطابوق الكاشاني‪.‬‬
‫وكيفما تسمى العمارة‪ ،‬فان البحث فيها‪ ،‬ينبغي ان يكون متاثرا ومهتما ب ‪:‬‬
‫اعتماد مناهج تفصيلية لجزاء مكونات القضية المهتم بها؛ استشفاف‬
‫مؤشرات تزيد من قيمة النتاج اخالقيا وعمرانيا وإنسانيا؛ ثم جعل من‬
‫المؤشرات المستكشفة وما في جعبة الباحث فيها بحكم خبرته في قبول‬
‫تط ي ها على ارض الواق ‪ .‬ويبقى الهدف منها في بلوغ بناء ا إالنسان وتعمير‬
‫الزمان والمكان‪ ،‬لتحقيق سعادته في الدارين‪ ،‬وتحقيق العبودية هلل تعالى‪.‬‬
‫ثالثللا‪ ،‬تخي ل ان يعتم د المعم ار عل ى اس لوب مع ين‪ ،‬ل ه تص ورات وافك ار‪ ،‬وان‬
‫معم ار ي اتي ليعط ي تص ورات جدي دة وتطبيق ات والمش اهد لنتاج ه‪ ،‬عب ر حرك ة‬
‫آ‬
‫ال زمن‪ ،‬تمث ل اس لوب جدي د ج امع لهم ا‪ ،‬ب ين اس لوب متع ارف واخ ر جي د ح ّل‬
‫في عمارته‪.‬‬
‫ولكن استبدال الحركة البسيطة في زمن ظهور إلى ال ك ث ر منهم ا‪ ،‬والمفت رض ان‬
‫النتاج جامع ما حصل لكل تلك الفترة الزمنية مضافا إليه ا الجدي د‪ ،‬لك ن ه ذا ل‬
‫يحدث بالضرورة‪.‬‬
‫عمارة معاصرة‪ ،‬القرن‪، 21‬‬
‫‪https://rb.gy/b6zpz8‬‬

‫مدينة العمارة‪ /‬في‬


‫السبعينات‪/‬‬
‫‪https://rb.gy/ted‬‬
‫‪4k8‬‬
‫عمارة قديمة‪ ،‬الزمن ل يتغير‬
‫فيها ‪https://rb.gy/rybedk‬‬
‫يعتمد الزمن‪ ،‬كحد فاصل في تعريف النتاج المعم اري‪ ،‬وه و ثاب ت ف ي التعام ل‬
‫مع كل العمائر ومرجعياتها‪ .‬بمعن ى ان المعم ار ف ي العص ر الق ديم او الي وم او ف ي‬
‫المستقبل‪ ،‬فان قراءة الزمن للنتاج ثابتة‪ ،‬رغ م اخ تالف التوجه ات الظ اهرة في ه‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪10‬‬
‫وتعددها‪ ،‬وقياسها سيظل ثابت بالنسبة لمعمار يقيسها في كل تلك الط ر‪ .‬وم ا‬
‫يح دث الف ارق ف ي التوجه ات بمس توياتها المتع ددة لمعادل ة مس ار الماض ي‬
‫والحاضر ثم المستقبل‪ .‬فهل اختفى الفارق بينها من وجود النتاج؟‬
‫وعن د اعتم اد متغي ر الحاج ة إل ى الس لوب الظ اهر ف ي لغ ة معماري ة موح دة‪،‬‬
‫مقاب ل النتاج ات المتع ددة عب ر ال زمن‪ ،‬ف ان تع دد النتاج ات لفت رات زمني ة‬
‫متعددة تؤشر إلينا طبيعة الحاجة المتمثلة بالساليب الظاهرة‪.‬‬
‫كم ا ان اعتم اد الحاج ة إل ى اس لوب مح دد ظ اهر وإل ى ال نمط ف ي تش كيل ط راز‬
‫معماري‪ ،‬من خالل ص ياغة الك تل ة والف راغ المعم اري م ن الناحي ة التش كيلية او‬
‫الوظيفية‪ ،‬وتؤدي إلى ك ثرة النتاجات المعمارية بمرور الزمن‪ .‬ذات مالمح مميزة‬
‫لكل ك تلة وفراغ يح يط به ا‪ ،‬والمالم ح الت ي تكس ب الشخص ية للك تل ة ومحيطه ا‬
‫والتي تميزها عن غيرها‪.‬‬
‫نتاجات معمارية‬ ‫الحاجة‬
‫االش اع‬
‫للحاجة‬ ‫الزمن‬
‫=‬ ‫اسلوب ظاهر‬

‫لك ن ثب ات حاج ة النس ان مهم ا ك ان تمثيله ا‪ ،‬ف ان المش كلة تب دو ظ اهرة ف ي‬

‫=‬
‫طبيعة النتاجات المعمارية عبر الزمن‪ ،‬من خ الل اخ تالف س بل الوص ول للغ ة‬
‫معمارية وعمرانية دقيقة وموحدة‪.‬‬
‫اي واق ع حاج ة النس ان ف ي مكانه ا وبس ياقات معين ة‪ ،‬الت ي تتماث ل إل ى الثب ات‬
‫مقابل تعدد النتاجات التي ترى في اشباعها للحاجات اإلنسانية عبر الزمن‪.‬‬
‫وربما‪ ،‬سنجتهد في تفسير ذلك‪ ،‬بالعتماد على رؤي ة النظري ة النس بية ف ي‬
‫افك ار التم دد الزمن ي والنكم اش الط ولي‪ .‬حي ث يق يم المعم ار نتاج ه والحاج ة‬
‫التي قام بإشباعها تبعا لرؤيته في ثبات السلوب الناتج والمعتم د‪ ،‬رغ م اخ تالف‬
‫نت اجهم وانكماش ه ك ون الس لوب ه و الج امع لالس اليب الس ابقة والالحق ة ف ي‬
‫اظهار حالة الشباع‪.‬‬
‫وباعتبار النظر إلى تمدد الزمن سيصبح مقبول في تراكم الخبرة والتجربة‬
‫والخزين التراثي والتاريخي باتجاي السلوب الممتد والجامع مقابل انكماش‬
‫‪11‬‬

‫النتاجات وحسب اساليبهم‪ .‬وربما يكون الفارق في الحاجات واساليبها صغيرا‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫مقارنة بالحاجة من وجود العمارة‪ .‬مع مراعاة العتبار إلى‪:‬‬


‫‪ -‬متطلبات العمران والبنيان في حالة عامة منها بتنظيم العالقات بين افراد‬
‫‪11‬‬ ‫خارج أبعادها‬ ‫عندما تتحرك العمارة‬
‫المجتمع وحمايتها‪ ،‬وحالة خاصة في البعاد الوظيفية والبيئية والجمالية‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مفهوم التكامل كمنهج تكاملي عام بالتكيف والمالئمة في تنظيم‬
‫العالقات بين افراد المجتمع‪ ،‬وبيانه في‪:‬‬
‫منهج االتفاق عبر صيرورة المكان‪ ،‬في إمكان تكامل الحركة المعمارية‬
‫كريا في فعل تصميم نتاج العمارة بصيغة تكامل العالقة في النظام‬
‫الكامن والظاهر‪ ...‬بالتالي تتحقق للعمارة التكيف والتنظيم عبر‬
‫المكان بالستجابة للتغير في متطلبات النتاج‪.‬‬
‫منهج االختالف عبر سيرورة الزمن‪ ،‬في إمكان تكامل الحركة المعمارية‬
‫عمليا في فعل المصمم حسب مفهوم القياس لدى ارسطو‪ .‬وافترض‬
‫تحقيق التكاملية بين حركات العمارة‪ ،‬من خالل الكيفية التي بها‬
‫تتكامل الحركات المعمارية عبر التاريخ ‪ ،‬كحالة حركة سير الزمن‪،‬‬
‫بالتالي تتحقق للعمارة التكيف والمرونة عبر الزمن إلشباع التغير في‬
‫حركة النتاج ليكون(التغير) هو حالة الختالف بين ما كانت عليه‬
‫الحركة وما تصبح عليه نتيجة لصيغة معينة وفق فترة زمنية‪ ،‬وتهدف‬
‫إلى تحقيق فعل الستمرار في نتاج حركة العمارة‪)3( .‬‬
‫في حين نلحظ مما تقدم في بيان اإلف ادة م ن التم دد ف ي ال زمن وانكم اش مج ال‬
‫حركة النتاجات المتعددة في عمارة الرض‪ ،‬ومن مقاصد اس تخالف اإلنس ان‬
‫على هذي الرض‪ ،‬وكون عمارة الرض مطلبا إلهيا‪.‬‬
‫ويمكن ان نطلق تعبير التمدد‪ ،‬ف ي حرك ة النتاج ات بعي دا ع ن الص ل ُالمش ّكل‬
‫لها ‪ .‬وان فكرة التمدد‪ ،‬ظاهرا في العمارة‪ ،‬الت ي ل تت اثر ك ثي را وبس رعة بالحرك ات‬
‫المعمارية‪ ،‬مقارنة بالعلوم الخرى‪ ،‬ف ي نت اج يعتم د ويس تمر ب ه لفت رات طويل ة‪،‬‬
‫فيتع ذر مالحظ ة الخ تالف ف ي لغ ة معماري ة‪ ،‬ومثال ه ف ي ت داخل الحرك ات‬
‫المعمارية‪ ،‬دون اك تشاف إل بع د فت رة م ن تع دد تل ك النتاج ات‪ ،‬لتم ام ص ورتها‬
‫ووض وحها ف ي حرك ة جدي دة‪ ،‬كم ا ان الع ودة إل ى اص ل العم ارة المعين ة‪ ،‬يش ير‬
‫إلى قدم العمائر المتزامنة معها او التي استمدت منها افكارها‪.‬‬
‫فهل نتمكن من قراءة التمدد من موقع المعمار المنتج؟‬

‫(‪ )3‬آال يوس ف‪ ،‬إب راهيم ج واد ك اظم‪ ":2017 ،‬التكاملي ة ف ي نت اج وحرك ة العم ارة"‪،‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/345347586_altkamlyt_fy_ntaj_whr‬‬
‫‪kt_almart‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪12‬‬
‫في منتصف ظه ور نتاج ه‪ ،‬عن دما تتح ر جمي ع النتاج ات مبتع دة عن ه‪ ،‬ليعط ي‬
‫المزيد من التفسيرات والتاويالت له‪.‬‬

‫وبعد ما ت دم‪:‬‬
‫ه سيزداد التعام م العمار ‪ ،‬وه عمار الزمكان؟‬
‫من ذ بداي ة الث ورة الرقمي ة وحاج ة النس ان إليه ا‪ ،‬اخ ذ المعم ار يتام ل ال رؤى‬
‫المستقبلية للعمارة‪ ،‬انها ك تاب مفت وح‪ ،‬وتوقف ت عن د المعم ار ف ي إجاب ة إمك ان‬
‫المعم ار ف ي ان يواص ل طريق ه ّ‬
‫حي ا منتج ا لإلنس ان‪ ،‬م ع م ا تف يض ب ه قريح ة‬
‫النس ان م ن ض روب التكنولوجي ا الجدي دة‪ .‬ف ي عص ر اص بح في ه النت اج‬
‫المعم اري‪ ،‬ن و مك ت وب ق ادرا عل ى الوص ول إل ى ك ّل نقط ة ف ي الع الم عب ر‬
‫مختلف الدوات في عمارة الزمكان‪.‬‬
‫واص بحت العم ارة ف ي توجهاته ا المتع ددة‪ ،‬الناش ئة م ن التكنولوجي ة‪ ،‬منافس ا‬
‫لنماط عديدة اخرى من انماط العمارة ابتدعها النسان‪.‬‬
‫وربم ا‪ ،‬يثي ر اهتم ام المعم ار وحفيظت ه‪ ،‬إل ى إمك ان اعتب ار العم ارة المت اخرة‪،‬‬
‫نمط ا م ن التكنولوجي ة‪ ،‬الت ي اص بحت م ن المس لمات‪ ،‬وق د يعف و عنه ا ال زمن‪،‬‬
‫لتبقى ثابتة في المكان‪ ،‬ويشار له ا ف ي تمت ع النس ان به ا بحيوي ة الش باب‪ ،‬حت ى‬
‫يكون الركون إليها‪ ،‬امرا مفروضا‪.‬‬
‫بالتالي ما هو المستقبل الذي نرى فيه العمارة؟‬
‫وم ا ه و ح ال المدين ة‪ ،‬وم دى اس تعدادها لس تقبال انس ان‪ ،‬تتص ارع ح ول‬
‫معادلة التكنولوجية والمناخ؟‬
‫وهل نتوقف‪ ،‬في بحث انسان اليوم في السيطرة على مستقبل ل يب دو مجه ول‪،‬‬
‫حيث التوقع في صراع التكنولوجية وتغير ُالمناخ‪.‬‬
‫ربم ا يك ون التح دي ف ي غلب ة اح د طرف ي معادل ة "المن اخ التكنولوجي ة"‪ ،‬عل ى‬
‫الخر‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫كما الواق ؟‬ ‫المست‬ ‫وه ه‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪13‬‬ ‫خارج أبعادها‬ ‫عندما تتحرك العمارة‬


‫معادلة تبحث عن معادلة‬

‫ربم ا‪ ،‬يك تن ف مس تقبل النس ان‪،‬‬


‫تغي رات ف ي درج ات الح رارة‪ ،‬وزي ادة‬
‫فيضانات وتقل و ام دادات الم اء وحاج ة‬
‫البش ر إليه ا‪ ،‬واوبئ ة وزي ادة ف ي عم ر‬
‫النس ان حت ى يغ دو المئ ة ف ي ريع ان‬
‫الشباب‪ ،‬وجفاف‪ ،‬وانحسار اليابسة وتصحر‪.‬‬
‫حتى تظهر جميع انواع الزمات‪ ،‬العلمية منها واإلنسانية‪ ،‬وغيرها‪...‬‬
‫وبين الوصول إلى حقبة جديدة‪ ،‬تضفي عليها سمات الطاقة النظيفة والص حة وم وارد‬
‫الستدامة‪ ،‬عبر تقدم تكنولوجي‪ُ ،‬يسعى فيها إلى الطاق ات المتج ددة ومعرف ة متزاي دة‬
‫عن الفضاء ليكون محطته القادمة‪ ،‬وبوادر التكنولوجية الحيوية‪.‬‬
‫وب ين اخ ّوة التكنولوجي ة والمن اخ‪ ،‬وص راع قابي ل وهابي ل ف ي تغي ر المن اخ وتغي ر‬
‫التكنولوجي ة‪ ،‬وايهم ا يس يطر عل ى الخ ر‪ ،‬لتنته ي بالس يطرة عل ى المس تقبل‪ ،‬ويبق ى‬
‫آ‬
‫التحدي لي منهما على الخر‪ ،‬ميزان الحياة القادم‪.‬‬
‫فتك ون ف ي المدين ة اثاره ا‪ ،‬لتظه ر مرك ز حض ورية‪ ،‬اك ث ر م ن كونه ا حض رية‪،‬‬
‫آ‬
‫والتعلم الذاتي اك ثر من كونه تعل م ال ي‪ ،‬وتس ير حي اة بش ريحة اك ث ر م ن كون ه ذك اء او‬
‫ذك اء مص طنع‪ ،‬وم دن تتغل ب عليه ا ق ادم جدي د ب دل م ن تنم و بتط وير م دن تج اوزت‬
‫ح دود معرفتن ا به ا‪ ،‬وفق د المرك ز فيه ا ف ال مس يطر غي ر م ا س ياتي م ن الفض اء حاكم ا‬
‫عليها‪.‬‬
‫ويص بح م ا يجاب ه ب ه م ن فيض ان وارتف اع درج ات ح رارة وغ رق‪ ،‬مس لمات ل‬
‫وجود لها في قاموس النسان‪.‬‬
‫كما ان الضغوط التي تشكل جوانب إيجابية في المدينة‪ ،‬هي احتياج ا اك ث ر‪ ،‬فيك ون‬
‫م ا يجع ل ق اموس النس ان فيه ا جي دا ف ي تعزي ز البتك ار والتعبي ر الثق افي المراف ق‬
‫لثقافت ه وحض ارته‪ ،‬وإل ى خل ق الص ناعات الجدي دة الت ي تب ث الحي اة فيه ا م ن جدي د‪.‬‬
‫آ‬
‫وتكون تلبية المتطلبات مستدامة في فهمنا لها الن‬

‫ومن هنا‪،‬‬
‫سنُبحر سويًا إن شاء هللا بسلسل ٍة متواضعة‪ ،‬من واقع عمارة ‪...‬‬
‫َ‬
‫ومستقبل عمارة‪...‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪14‬‬


‫عمارة سبق فيها االنسان‬

‫وف ييا م ييغ يد‪ ،‬وم ييال ي إيج ييغر ي‬


‫جديدة هغ قدر إلمكغن‪ ،‬وربمغ يكون ممكنغ‬
‫فا(‪:)1‬‬
‫‪ )1‬فك ررالنتاج رركينتار ر ‪ ،‬بغتج ييغق تةنا يير ت ا ا ييد تن‪ ،‬وق ييد يك ييون جدي ييد‬
‫ةييغر ‪ ،‬ماجييغوك كيماي مييال ايغنيياش ييا نييدلت وجورلييغ و اييا تة ي‬
‫فييا تبييغبع ييغ وةاةييا و ييغ قمييا‪ ،‬وتجييغر ت ييغن م ي و قي‬
‫م زك و و ق تفا ضا)‪ ، (AR/VR‬وبم غمدة ذكغء تنطنغما‬
‫‪ )2‬قب ررالنتاب رريتتونفر ر نى ررافتانتابجر ر نتا تر ر ي ما ييغرل مااه ييغ وم ييغ ينا ي ي‬
‫ت ييغن مييال جديييد را ي م ي ول ي و ي توكي هييغ مييال غقيير ي مييال موطييغ‬
‫ت مش بغ طغقر بم ار و غقر يغح و طغقر كه وم نغ ا ار و طغقير‬
‫ض‬
‫ي ءي‬ ‫و رييير ترضييار و كياايير واوييير ورا لييغ مييال م"ييغرر طغقيير‬
‫ومغ و دمغ ‪ ،‬وإر رة وساغسر‪ ،‬فا مغ رد ت يكون ت م كزيغ بغ كغمش‬
‫نت ‪ ،‬و غن ي يير " ي ييغ ور ازر م ي يير‪ ،‬وكي ي ييغرة‬ ‫‪ )3‬تا قلتر ر ررونهر ر ررضنت ر ر ر‬
‫ض‬
‫م ي ييغلغ ت كيم ي ي ي ي ة‪ ،‬وت ه ي ي لندس ي يير م ي ييغرة " ي ييوار جغم ي يير‬
‫ض‬ ‫ض‬
‫ا مييغرة وبائيير مييال جييش لاييغة نييوار‪ ،‬و مييغ مي ي ل ب ي مييغرة ائايير ‪،‬‬
‫ي ييذر فهي ي في ييا مي ييغ ‪ 1969‬بي ييغقا ح مي ييال ق ي ييش مهني ييد م مي ييغرر بي ييغو و‬
‫سو ا ر‪ ،‬كوسياار م غ جير زليل و ي ر وميغ يايز مال م يس ميال إلسيغءة‬
‫ء‪.‬‬ ‫إ ى م غلغ‬
‫ي ي ء مي ي‬ ‫لاي ييم تاماي ييز ب مااي ييغ ت ي ييغيت مااي ييغ زر ماي يير و م ي ييغلغ‬
‫ض‬
‫م كييز ييكنار و اجغرييير كمييغ ن ق ءتهييغ ف يا مييغرة ائايير م اايير تب ييغر‬
‫و مدمجر فا ائر مبادة بجغ ب ميورة ايكاي فاهيغ فيا مطاير ةي ن ي ‪21‬ي‬
‫ض‬
‫ااجر ت"غمد مبغكش ت ا منغخ ومال ممااهغ‪:‬‬

‫جئاال مال ق وة منغخ‪،2022،‬‬ ‫(‪)1‬ن واغة فا مغ ‪ 2050‬مدن م اة ش م ا دة تساة غ‬


‫‪https://rb.gy/ifojji‬‬
‫‪ )1‬ايس كلنتي ني‪ ،(Crystal Island):‬ممغ ماى مغرة ائاير‪ ،‬ام ميغر‬
‫ورمغن فوسا ‪ ،‬وليو مسسيش كي كر هندسير م مغريير فوسيا وكي كغق "‬
‫ال‬
‫)‪ ، (Foster + Partners‬وك ي يياغ ي ييد بنغييير م ي و ر تبي س ي‬
‫ض‬
‫مييدبب‪ ،‬و اييا قييد ت ييدو كييغ اور وتاييل نغييير بغكماهييغ ك ي جاييد اييغن‬
‫مي ييال ن غتي ييغ ي ي ييمي بي ييغ انيش‪ ،‬وي اي يير في ييا ف"ي ييش بي يياغء مني ي فةي ييد ن‬
‫و رة‪ ،‬ويياي فا "ال ا يد د ش‪.‬‬
‫جزي ي ة ك ي يياغ وس ييار‪ ،‬مب ي و‬
‫بني ييغء م ي يياة اا في ييا موسي ييكو‪ ،‬روسي يياغ‪،‬‬
‫ت ا ييس م ييغلاهغ ل ييو ا (‪)2,500,000‬‬
‫ما ي ي ي م ب ي ي ي ‪ ،‬وبغرتي ي ي ييغ (‪ )450‬ما ي ي ي ‪،‬‬
‫ني ي ي ي ييممس ورمي ي ي ي ييغن فوسي ي ي ي ييا (فوسي ي ي ي ييا‬
‫وكي ي ي ي كغ ق) وبموجي ي ي ييب ي ي ي ييع‪ ،‬مني ي ي ييد‬
‫ض‬ ‫ض‬
‫ت اهغء‪ ،‬ساكون ك لاكش فا م غلر ترض م ا دمر‬
‫‪ Crystal Island‬ل ي ييو م ك ي ييز اة ي ييغفا‬
‫وتج ي ييغرر ك ي ييغن م ي ييال مة ي ي ر بن ي ييغ ق ف ي ييا‬
‫ض‬
‫غني ي ييمر كي ي ييغن مي ي ييال مياي ي ي ض ي ي ييس‬
‫س ي ي ييا ه ف ي ي ييا س ي ي ييهش فا ي ي ييغ غ‬
‫ض‬
‫‪Nagatinsky.‬كييغن مييال مياي ض ن‬
‫ض‬
‫يياي م كز بو بس فا مغ ‪)2( .2014‬‬
‫ض‬ ‫ض‬ ‫ض‬
‫وق ييد تغجا ييد مم ييغ ن ييغء ف ييا م ييغ ‪ 2009‬ب ي ب تكم يير تقا" ييغرير غ ما يير‬
‫وفاد فا ا ن اغن منذ ع واال‪)3( .‬‬
‫هييجر ر نه ر رري ( ‪Masdar‬‬ ‫‪)2‬‬
‫‪ ،)City‬سي ي ي ي ي ي ييماد مديني ي ي ي ي ي يير‬
‫م"ي ي ييدر ماي ي ييى سي ي ي كي ي ي كر‬
‫ا"ييما اييا تةييو ب نغئهييغ‪،‬‬
‫ول ي ي ييا مب ي ي ي و م ط ي ي ي ي ي ييس‬

‫(‪ )2‬ما ييى ت ه ي جزي ي ة ك ي يياغ ف ييا موس ييكو ‪https://ara.mentorbizlist.com/4127190-‬‬


‫‪when-will-crystal-island-appear-in-moscow#menu-1‬‬
‫)‪)3( https://ewikiar.top/wiki/Crystal_Island_(building_project‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪16‬‬
‫ض‬
‫بار ولا ميال ت"يما فوسيا وكي كغق ‪،‬‬ ‫مدينر بو ف ا فا إلمغر‬
‫وتك ييون مديني يير م كي ييز بي ي كغ طغقي يير ن ايي ير‪ ،‬ف ي ي مي ييال موقي ي مةي ي‬
‫وكغ ر دو ار اطغقر ماجدرة (إي ينغ)‪)4( .‬‬
‫ض‬
‫ت ي ييد مديني يير م"ي ييدر إلي ييدا كيمي ي مجام ي ييغ و ي ي ير سي يياد مر في ييا‬
‫وقغئمغ ماى اةناغ ن اير‪،‬‬ ‫مانغماغ من يض ك بون م‬ ‫ً‬ ‫غ ‪ ،‬تا مال مجم ًغ‬
‫ء‪.‬‬ ‫ومنطةر ل ة‪ ،‬ومنطةر سكنار‪ ،‬ومطغم وماغج تجزئر‪ ،‬ومنازلغ‬
‫ت يياند فا ييير م" ييدر فام ييغ يا ا يير ب ييغ اطوي م ييا م يياد ما ييى‬
‫كي ييغئز ي ييم م سي يياد مر تقا"ي ييغرير و تجامغماي يير و ائاي يير وتبي ييكش مديني يير‬
‫م"يدر ب"يمر ي ء اانماير م ايير م ياد مر فيا مييدن‪ ،‬مةدم ًير لاييو‬
‫و ق ار فا مجغ ماغق وكييغءة سا د طغقر و ود مال نيغيغ ‪.‬‬
‫ض‬
‫مديني يير م"ي ييدر مياولي يير مي ييغ جمهي ييور‪ ،‬فهي ييا تجمي ي بي يياال ي يياغح و مةامي يياال‬
‫ض‬ ‫ض‬ ‫ض‬
‫و طي و ت كييغريمااال ورجييغ تممييغ وقييغرة تممييغ و م ييامم يال فييا بائيير‬
‫ت غو ار ت مي ه بغ مش و ا فاس و ات ببكش م اد ‪)5( .‬‬
‫ض‬
‫هري نتاب را" ‪ ، "Cities at sea‬فيا م"ي ت اي منيغخ‪ ،‬رر دييد ميال‬
‫م"ييمماال رتي ييغ من ييو ماييغق و ي وفة ييد ن ييو لش ف ييا مي ييغلامه‬
‫ا مغرة ائار‬
‫وق ي ي ييد ت ي ي ي قا ي ي ي ح م ي ي ييدر م ي ي ييال‬
‫ا"ي ي ي ييغما بغ ي ي ي ي ييش‪ ،‬ومي ي ي ييال‬
‫ض‬
‫تممايير ماييى ييعط بوسييطال‬
‫ض‬
‫ركو ي ييوجا ‪" (Boston‬‬
‫ض‬
‫)‪ Archeology‬م ول ي يغ‬
‫ض‬
‫بغس با و إيس)‪" (BOA‬‬
‫وت ت"ما ليذق مدينير مايى‬
‫(‪ )4‬مة ي وكغ يير دو ا يير اطغق يير ماج ييدرة ( ال ي ين ييغ)‪ :‬ت ا ييس م ييغلر مة ي ئا ييا اوكغ يير دو ا يير‬
‫اطغقر ماجيدرة ( ال ي ينيغ) ‪ 32،064‬ماي ً م ب ًيغ‪ ،‬وليو ض و م نيى فيا رو ير إلميغر‬
‫‪17‬‬

‫باير ماويدة‬
‫ي امييد ماييى ييغ اةاييا بييدرجغ اس ييس م ييا دمر ا"يينال ض ر ء سيياد مر م ييغ ا ضييمال ب ييغم‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ساد مر ياياي ا"يما م اكي و ض مير إر رة طغقير ذكاير فيا م نيى تةاايش سياه ل طغقير‬
‫‪.‬‬ ‫بن ي ي ي ي ر ‪ ٪64‬م ةغر ي ي ي يير مي ي ي ي ي م ي ي ي ييغ ا مكيا ا ي ي ي يير غري ي ي ي يير ف ي ي ي ييا مدين ي ي ي يير ض ب ي ي ي ييو ف ي ي ي يا‬
‫‪https://masdar.ae/Masdar-City/the-city/Sustainability‬‬
‫‪)5( https://masdar.ae/ar/masdar-city/the-city‬‬

‫‪17‬‬ ‫سبق فيها االنسان‬ ‫عمارة‬


‫ض‬
‫ك ييكش م يياطاش م ي لاغك ييش ماةغ يير ف ييا ر اه ييغ‪ ،‬وسا ي ‪ 15‬ييل كي ي‬
‫وتبمش ينغر و مكغتب وم غلغ ا بغ اجزئر و ماغلل وقغمير مدينير‬
‫و ت غقغ م م غيا ةاغرة فا مجغ طغقر و ا"ما ائا‬
‫وإ هييغ سا ييامد قوته ييغ مييال م ييزي مييال طغق يير‬
‫بم ييار و غقيير يييغح ورا لييغ مييال م"ييغرر‬
‫طغق يير ماج ييدرة‪ ،‬وس يياكون بممغب يير توس ي‬
‫ض‬ ‫ض‬
‫امدين ي يير رون ن ت ي ييال إ ي ييى تا ي ي ائ ي ييا‬
‫ازلل و ر ‪.‬‬
‫‪Boston Arcology‬‬
‫ض‬
‫‪ )4‬مدينر و"غر‪ّ ،Harvest City‬ال ك ز لغياا ‪-‬ميغ ‪ 250 -2010‬يل‬
‫ض‬
‫قااش‪ ،‬وج ح ‪ 300‬ل ك ‪ ،‬وتب ر لو ا ‪ 1 5‬مااون ك‬
‫و مدينر لا مجم مغئ ياكون مال ولد مغئمير م بو ير قط ليغ ‪ 2‬مايش (‪3 2‬‬
‫ض‬
‫كااوما )‪ ،‬و ع ق غ ر سغلش بور و ب ش فيا ليغياا وسياكون مدينير‬
‫ض‬
‫قييغررة ماييى إيييو ء ‪ 30‬ييل كي مييال ييكغن ر ييش ‪ 4‬مجام ييغ مواايير‪ ،‬وقييد‬
‫"ي اامييغن ازر مير‪ ،‬وااييم ا"ينغمر ياييير‪ ،‬وكاهيغ سيياكون ما بطير بن ييغ‬
‫ض‬
‫قنيغة طيا‪ ،‬وسياطيو مدينير بغكماهيغ وم سييغلغ فيا قيغ مويا ‪ ،‬مميغ يةايش مييال‬
‫ت ضهغ ا"يغئي اكياو ار و زتك إ ى لد ك ا ‪.‬‬
‫‪ )5‬مدينير ااا يغر‪ Lilypad City‬م قاي ح ليذ ميهيو مدينير مغئمير ميال ق يش‬
‫ض‬
‫فن ي ييند ك ي ييغ ا و ول ي ييا مدين ي يير مغئم ي يير مكيايا ي يير تا ي ييغ تمغم ي ييغ يمك ي ييال ن‬
‫ض‬
‫وسيياا تييوفا طغقيير مييال ي‬ ‫ت يياومب مييغ ي"ييش إ ييى ‪ 50‬ييل كي‬
‫مييزي مييال طغقيير بم ييار و يييغح و مييد و جييزر و كياايير واوييير‪ ،‬فييا‬
‫ض‬ ‫ض‬ ‫ض‬
‫ل يياال ن هاك ييش بغكما ييس ق ييغرر ما ييى ما" ييغ ا ييغ ا ك يياد ك ب ييون م ييال‬
‫ض‬
‫جاد غرجا مغ ا ك اد اااغ او ‪)6( .‬‬ ‫ل جور مال‬
‫ض‬ ‫ض‬
‫وفي ييا تسي ييغ ‪ ،‬توقي ي كي ييغ ا و ن يي ييسرر‬
‫رتيي ي ي ييغ من ي ي ي ييو ماي ي ي ييغق وي ي ي ي و ايي ي ي ييغء‬
‫ييو لش إ ييى فه ييور فييغل ة جديييدة ت ي ل‬
‫بغس تجئا منغخ‪".‬‬

‫‪)6( https://rb.gy/kbzuos‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪18‬‬
‫‪ )6‬مدينر م قر ل كيامازو‪ ،Shimizu Mega-City Pyramid ،‬لي‬
‫بنغء مم ي ي ل ب ي" لي ‪2004″‬‬
‫)‪ ،(TRY 2004‬و قا لا ييس ك ي كر‬
‫كييامازو )‪" (Shimizu‬ف ييا م ييغ‬
‫‪ 2004‬كوي ييش مبي ييكار وكاي ييو مي ييال‬
‫ت كيا غظ كغ ا ولو م ياولى‬
‫ض‬
‫مال ه ت ك فا جازة‬
‫ض‬ ‫ال‬
‫سيياا بنييغء م نييى فييا اييا وكاييو‪ ،‬وسييا اس رتيغمييس ‪ 6‬تل و‪ 575‬قييدمغ ( كيمي‬
‫ض‬
‫م ييال ي ييا ما ي )‪ ،‬وي ييسور ماا ييون ك ي‬
‫وم ع‪ ،‬ي امد ا"ما بغ كغميش مايى‬
‫تييو ف مييو ر يغئيةيير فييا م يياة ش (مميش‬
‫ض‬
‫ت غباب نغ وير ك بو ار) وي ج ع‬
‫ض‬
‫إ ييى وكن هي ييذر سيياكون ك ي لاكييش‬
‫تي بنييغ ق ماييى إل ي ويجييب ض ن ياجييغوك‬
‫تومش إلجهغر مو ر نغء وغ ار‬
‫تب ييا م ييغ م ييدن ا ييا جم ييد ف ييا م ن ييى‪ ،‬إ ييى ا" ييغر ت ييغن‪ ،‬ف ييا‬
‫رو ايكا ي فييا واييو اييا ف ضييد ماييى مييغرة‪ ،‬اب يكش منهييغ م ييدن‬
‫وا ي ييغة ف ي ييا م ي ييغ ‪ ،2050‬م ي ييا دة ا" ي ييور ت ي ييغن وتن ي ييسق مب ي ييكار‬
‫جئاال و ساة غ ه مال ق وة منغخ‬
‫م تطور ة ن ي ‪ ،21‬ساا ي م غ يغة ت يغن فيا مغ ميس جدييد‪ ،‬بياال سيام ر‬
‫اطور اكنو وجا‪ ،‬وباال ت"غمد ت ا منغخ‪ ،‬ممغ يو د ضط بغ كيديدة فيا‬
‫ض‬
‫ن ط ا ار‪ ،‬و اا ي امد مااهغ ب مال جش بةغئه ماى قاد واغة‬
‫ومغ تةد ت غن فا اكنو وجار و تباكغر فاهيغ‪ ،‬إت م غ جير مبيغكش ائاير‬
‫مةغب ييش ت اا ي م ييام ة ف ييا من ييغ ‪ ،‬ا ييدف ك ييش منهم ييغ م ييغرة بغتج ييغق م يياال‬
‫مةغبييش مييغ ت هي مييال فييو ل ‪ ،‬رف ييد لجي مبييغكش ت يغن‪ ،‬ومنهييغ رتيييغ مييد‬
‫و جي ي ي ييزر وكيي ي ي ييغرة جيي ي ي ييغل و و ني ي ي ييل‬
‫‪19‬‬

‫ول ئ يير غب ييغ ‪ ،‬وماطا غته ييغ ف ييا إيج يغر‬


‫واو‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫حيوثنتا غترانت إ يجركي نيردي ن إتار نحتركلن‬


‫جيييلنهضنى ستضنتا تكلنونظم ك‪.‬ن‬

‫‪19‬‬ ‫سبق فيها االنسان‬ ‫عمارة‬


‫عمارة جديدة‬
‫بعد تعديالت تطرأ لها في ابتعادها عن المكان‬

‫التفاؤل ال يفارق االنسان لكونه انسان‪ ،‬فال ابتاس فكل نتاج مرجعه‬
‫ليوم غذ‪ ،‬قبالة نظرة الى الحياة الجديدة القادمة‪.‬‬

‫ربما تكون العمارة المكان الوحيد الذي يحبه االنسان ‪ ،‬لما فيه من ذكريات‪ ،‬فقد‬
‫نغادره يوما‪ ،‬لكن ذاكرته تبقى مع االنسان اينما حل‪.‬‬
‫ولكن‪ :‬كيف تثير التعديالت‪ ،‬فهم العمارة الناتجة ؟‬
‫في نوعية المسافة التي تفصلنا عما نحب من العمارة‪ .‬فهل تقاس بالمكان‪ ،‬ام‬
‫بالزمان‪ ،‬ام حالة خارجة عن ارادتنا‪.‬‬
‫اقية بغداد من اعظم مدن التاريخ واكبرها‪،‬‬‫مدينة بغداد القديمة ُتعتبر العاصمة العر ّ‬
‫السحر وحكايات الف ليلة وليلة‪ ،‬ويعود بناؤها ال لف ومئتين واربع‬ ‫فهي مدينة ّ‬
‫ّ‬
‫وخمسين سنة مضت‪ ،‬لها عدة تسميات منها دار السالم‪ ،‬ومدينة المنصور‪،‬‬
‫والمدينة المدورة‪ ،‬والزوراء‪ ،‬بنيت على يد الخليفة ّ‬
‫العباسي ابي جعفر المنصور‪)1( .‬‬
‫بغداد تاسيسها منذ اك ثر من الف ومئتي‬
‫فريدا في تاريخ التصميم‬ ‫عام كان ً‬
‫إنجازا ً‬
‫الحضري‪ ،‬وصارت بعد فترة وجيزة ً‬
‫معلما‬
‫للحضارة والبوصلة الثقافية للعالم‪)2( .‬‬

‫وبين حاضر المدينة وماضيها‪،‬‬


‫حصلت تعديالت ك ثيرة غيرت من‬
‫تركيبتها التنظيمية‪ ،‬فبعدما كانت‬
‫يضا مقار ًنة‬
‫بغداد مدينة صغيرة ا ً‬
‫بمدينة اوروك (الوركاء)‪ ،‬وهي‬
‫مستوطنة حضرية قديمة في بالد ما‬
‫بين النهرين‪ ،‬وواحدة من اقدم المدن في العالم‪ ،‬وكانت‬
‫في عام ‪ 3200‬قبل الميالد اكبر مركز حضري على الكوكب‪،‬‬

‫(‪ )1‬الحاليقة‪ ،‬غادة‪": 2016،‬مدينة بغداد القديمة"‪rb.gy/iuww3k،‬‬


‫(‪ )2‬موق ع منش ور‪ ": 2018 ،‬المدين ة الم دورة‪ :‬هك ذا ُبني ت بغ داد‪ ،‬وهك ذا تفق د س كانها"‪،‬‬
‫‪https://rb.gy/rsh3pa‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪20‬‬
‫ووصل عدد سكانها إلى ‪ 80‬الف نسمة‪ُ ،‬ويعتقد ان اسم «العراق» ذاته قد ُ‬
‫اشتق من‬
‫اسمها‪.‬‬
‫تعددت الصور التي نراها في عمارة المدينة‪ ،‬لنقف في محطة الزمن وحرك تها‬
‫فيه‪:‬‬
‫النظر الى عمارة‪ ،‬فقدت الجديد فيها‪ ،‬فهل ولى زمنها؟‬
‫فقد عرف ارسطو الزمن بالحركة‪ ،‬وليس للزمن عنده بداية وال نهاي ة‪ .‬بينم ا يعتق د‬
‫افالطون ان الزمن مخلوق مع خلق االجسام السماوية وحرك تها‪ ،‬فيتص ف عن ده‬
‫بالمتحركات‪ .‬بينما يشير نيوتن إلى المفهوم التقلي دي لل زمن‪ ،‬إل ى ان الح دأ او‬
‫النظام معزول ومستقل عن الزمان‪ ،‬اي انه مطل ق ال يت ارر ب اي ش يء حول ه‪ ،‬اي‬
‫يمك ن ترتي ب االح داأ ف ي ج دول وف ق التسلس ل الزمن ي ويش به ه ذا المفه وم‬
‫بنف ق ض يق ال يمك ن الخ روت من ه‪ ،‬وتس تمر الحرك ة في ه بع د الخط وة االول ى إل ى‬
‫النهاية‪)3( .‬‬
‫وعندما يعتمد الزمن كمفهوم لترتيب االحداث‪،‬‬
‫وه و ام ر محس وس يمك ن تخمين ه او قياس ه‪ ،‬ويختل ف ب اختالف وجه ات النظ ر‬
‫التي ينظر بها إليه‪ .‬فكيف لنا ان نفحص لنتاكد من ذلك؟‬

‫بعد التجديد‪ ..‬بغداد تعيد ليالي الثقافة‬ ‫شارع الرشيد‪ :‬الشاهد االول على الحياة‬
‫العراقية إلى شارع المتنبي‪،2021،‬‬ ‫سياسيا ورقافي ًا‪،2016،‬‬
‫ً‬ ‫العراقية‬
‫‪https://rb.gy/s8dwnr‬‬ ‫ايالف‪https://rb.gy/p0rgg6،‬‬
‫اقي ة سياس ًيا ورقافي ًا‪ ،2016،‬اي الف‪... ،‬‬
‫وما حصل يعطي تعريفا للعالقة بين الزمان والمكان‪ ،‬رغم االعتقاد االول بفكرة‬
‫‪https://rb.gy/p0rgg6‬‬
‫اس تقاللية ال زمن ع ن المك ان‪ ،‬واعتق اد ني وتن ب الزمن المطل ق‪ ،‬واقت راك ك انط‬
‫بانهم ا اط اران مفط وران ف ي ص لب العق ل اإلنس اني ال ذي يق وم بعملي ة المعرف ة‬
‫‪21‬‬

‫وهم ا ش رطان للمعرف ة مثلم ا هم ا إط اران للوج ود‪ ،‬وهم ا ليس ا متس اويين وال‬
‫متكافئين‪ ،‬رغم ارتباطهما الوريق‪.‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫(‪ )3‬ا‪.‬د‪.‬محمد يسار عابدين‪ ،‬ا‪.‬د‪.‬زياد المهنا‪ ":2019 ،‬جدلية الزمن في المنتج المعماري"‪،‬‬
‫‪https://rb.gy/yrqlyr‬‬

‫‪21‬‬ ‫في ابتعادها عن المكان‬ ‫عمارة جديدة‬


‫فالزمن متقدما ومتميزا عليه بوصفه مبدا تنظيم ولواله لكان المكان ك تل ة‬
‫مصمتة‪ ،‬فالمكان جسد الكون والزمان عقله‪ .‬ووفق ا لعل م الهندس ة ي ذهب ك انط‬
‫إلى ان الفارق بين الزمان والمكان‪ ،‬هو يقوم الزمان على التوالي بمعنى التعاقب‬
‫ب ين االح داأ وفق ا للس ببية‪ ،‬بين ا يق وم المك ان عل ى التت الي بمعن ى التج اور‪،‬‬
‫وبتعبي ر اخ ر ان المك ان ه و ش كل التجرب ة الخارجي ة ام ا الزم ان فه و ش كلها‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫ومن ذلك‪ ،‬فان اعتبار الماهية هي الزمن في النتاج ات المعماري ة‪ ،‬موج ودة ف ي‬
‫جوهر‪ ،‬كما تفيد في فهم الج وهر وف ي عرض ه‪ ،‬ف الزمن ي رتبط بالنت ات وه و ب دون‬
‫موض وع نت ات ال معن ى له وال يمك ن ان يفه م‪ ،‬فه و بحاج ة ف ي وج وده إل ى وج ود‬
‫في غيره‪.‬‬
‫وعل ى ه ذا االس اس‪ ،‬ف ان الزم ان ه و طي ف مت دفق ف ي ك ل االمكن ة قياس ا إل ى‬
‫محدودية المكان كونه موضوع خ اص‪ .‬له ذا س يحدد المك ان المن تج المعم اري‪،‬‬
‫على اعتباره جوهر يظهر ماهية الزمن او االزمان الموجودة فيه او عليه‪.‬‬
‫فال يمكن القول بعمارة الالزمان‪ ،‬عكس إمكانية القول بعم ارة الالمك ان‪،‬‬
‫لك ون تقني ات االتص االت والمواص الت والحي ز االفتراض ي قلص ت المس افات‬
‫والغ ت تع دد االمكن ة‪ ،‬م ع بق اء رب ات وج ود الطي ف الزمن ي ال ذي تج ري في ه‬
‫االحداأ‪.‬‬
‫لذا تك ون الحاج ة لمك ان فيزي ا ي إل ى دراس ة خص ا ا المن تج المعم اري تتجل ى‬
‫في االنتماء والهوية‪ ،‬ومنه تحدد عالقة الزمن بالحيز الفيزيا ي وفق حاالت‪:‬‬
‫‪ -‬حال ة االمكن ة المتع ددة ف ي مقط ع زمن ي راب ت مح دد‪ ،‬يس تخدم للمقارن ة‬
‫بين مكانين مختلفين او اك ثر في ازمنة رابتة ومحددة‪.‬‬
‫‪ -‬مقاطع زمنية متعددة في مكان رابت محدد‪ ،‬يستخدم لرصد تطور المك ان‬
‫ذاته عبر عدة مقاطع زمنية متتالية‪.‬‬
‫إن م رور ال زمن عل ى النت ات‪ ،‬ورؤي ة المعم ار إلي ه‪ ،‬ل يس رابت ا‪ ،‬بالنس بة إل ى‬
‫المعم اريين‪ ،‬ورؤي ة المدين ة الت ي تتش كل م ن مجموع ة م ن النتاج ات المتباين ة‬
‫ف ي زمانه ا كخصوص يات ومكانه ا ف ي طبيع ة العالق ات الرابط ة م ع البيئ ة‬
‫المشيدة‪ ،‬فان الزمن الذي يرى المس تخدمين في ه نت اجهم س يكون مختلف ا‪ ،‬ب ل‬
‫ويمتد إلى المتحدرين والناقدين والمغرمين بها‪.‬‬
‫والن ذل ك في ه إش ارة إل ى ترتي ب مختل ف إل ى االح داأ الت ي ت ربطهم به ا‪ ،‬س واء‬
‫ف ي جوانبه ا المعنوي ة المرتبط ة بال ذاكرة الجمعي ة والفردي ة او ف ي جوانبه ا‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪22‬‬
‫الش كلية‪ .‬فق د يك ون ح دأ يس بق ح دأ اخ ر ف ي مبن ى‪ ،‬وعكس ه مقب وال ايض ا‪،‬‬
‫ويق ول رال ي ف ي اهميتهم ا وح دوأ تاريرهم ا علي ه ف ي ان واح د‪ .‬ولك ن م ا ه و‬
‫الش يء ال ذي يتوق ف علي ه تحدي د الت ارير االن ي الي مبن ى‪ ،‬بجوانب ه الزماني ة م ن‬
‫جهة او بجوانب الواقع والمستقبل‪ ،‬وهكذا‪...‬‬
‫وق د تس عفنا النظري ة النس بية ف ي مش كلة االن‪ ،‬حي ي نظ ن ان لحظ ة‬
‫مح ددة دا م ا تس مى الحاض ر ي تم فيه ا القب ول او اب داء ال راي موج ودة‪ ،‬بالنس بة‬
‫إلى جميع المستخدمين في مسار تعاملهم الزمني مع اي نتات‪.‬‬
‫لكن الحاضر في القب ول‪ ،‬مختلف ا م ن ش خا الخ ر‪ ،‬فق د تتب اين االح داأ‬
‫ُالمش كلة للنت ات ب ين ان يك ون م ن الماض ي‪ ،‬وعن د اخ ر يك ون ف ي الحاض ر‪،‬‬
‫ورال ي ي راه ف ي المس تقبل‪ ،‬واي م نهم يعن ي تص ور مختل ف ع ن االخ ر ف ي‬
‫التشكيل المعماري‪ ،‬وتباين درجة تقادمه‪.‬‬
‫ويبدو ان االخ تالف‪ ،‬ه و ف ي ت دفق ال زمن ف ي م رور دا م ب ين منقض ي ومترق ب‪،‬‬
‫وفس ره الس ابقون ف ي إط ار ابع اد زمني ة رالر ة‪ :‬الماض ي والحاض ر والمس تقبل‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وه ذا م ا ذه ب إلي ه ارس طو ف ي ان ال زمن فع ل واح د‪ ،‬وش يء متص ل بس بب‬
‫اتص ال الحرك ة وق د تص ّوره وع ّد الوقف ات في ه وهم ا‪ .‬الن الحرك ة والزم ان ال بداي ة‬
‫لهما وال نهاية‪ )4( .‬ويقترب هذا التص ور م ن الب رت اينش تاين‪ ،‬ف ي رس الة لص ديقه‬
‫ميتشل بيسو‪:‬‬
‫"ه الء المقتنع ون بالفيزي اء يعرف ون ان الفاص ل ب ين الماض ي والحاض ر‬
‫والمس تقبل ه و وه م عني د مس تمر"‪ ،‬الن الحاض ر والماض ي والمس تقبل‪ ،‬ه ذه‬
‫االشياء الثالرة‪ ،‬كانت في لحظة واحدة "موجودة!"‬
‫ومن ه ف ان العص ر الجدي د‪ ،‬ال ذي يع يف في ه االنس ان‪ ،‬ه و عص ر جدي د الوه ام‬
‫َ‬
‫خالق ة وفرته ا الث ورة الرقمي ة‪ ،‬الت ي غ زت عص رنا‪ ،‬وتربع ت عل ى ع ر العم ارة‪،‬‬
‫وفتح ت المج ال واس عا ام ام الفض اءات الرقمي ة والتمثي ل البص ري للبيئ ة‬
‫المحيط ة يت ارج ب ين الواق ع والخي ال‪ .‬كم ا تخي ل‪ .‬واص بحت رؤي ة العم ارة ف ي‬
‫قراءة عصر االوهام‪ ،‬ولكن‪:‬‬
‫ه ل يك ون ذل ك عن دما ن رى المعم ار ومس تخدم نتاج ه اض حوا متتبع ين‬
‫‪23‬‬

‫شغوفين بقراءة العمارة دون الوظيفة من خالل هواتفهم ال ّ‬


‫جوالة؟‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫(‪ )4‬ا‪.‬د‪.‬محمد يسار عابدين‪ ،‬ا‪.‬د‪.‬زياد المهنا‪ ":2019 ،‬جدلية الزمن في المنتج المعماري"‪،‬‬
‫‪https://rb.gy/yrqlyr‬‬

‫‪23‬‬ ‫في ابتعادها عن المكان‬ ‫عمارة جديدة‬


‫او عن دما ن رى االس تعانة بالنم اذت الج اهزة فيه ا م ن العم ارة الرقمي ة‪ ،‬ف ال مج ال‬
‫لنتاج ات عم ارة ول دت م ن المص ادر االساس ية‪ ،‬ف ي حاج ة االنس ان إليه ا‪،‬‬
‫كحاجته إلى الماء والهواء‪.‬‬
‫وربم ا ن تلمس ذل ك ف ي جه از يص نعه االنس ان‪ ،‬فيك ون اله دف منهم ا ف ي‬
‫ط ي عم ارة إل ى حج م ال يتج اوز حجمه ا عن د وج ود االنس ان فيه ا‪ .‬واالن دمات ف ي‬
‫تكوين تتزامن حرك ته مع حركة الناس‪ ،‬فيكون قادرا على حمله اينم ا ذه ب‪ ،‬إن‬
‫المس تقبل يكش ف ع ن مه ارات‪ ،‬تحق ق لل ذين يرغب ون ف ي التعام ل م ع اش ياء‬
‫والعيف في عما ر مثل قدرته على التقاط اشياء رقيلة‪.‬‬
‫وان التعامل مع ومن النتات يعطي الرؤية المختلفة له‪ ،‬في‪:‬‬
‫ايجاد قبمول متكام ل لنت ات بمفاص له المختلف ة ف ي الحاض ر‪ .‬وكون ه لحظ ة‬
‫متميزة عن بقية اللحظات‪.‬‬
‫او رؤية تجعل النتاج المتجانس في تشكيله مقب وال م ن الزم ان المنتخ ب‬
‫به‪.‬‬
‫او نت مماج متتب ممم لمس ممار ال ممزمن عل ى وظيفت ه‪ ،‬وه و الج امع لوجه ة نظ ر‬
‫الحاض ر كون ه العم ارة الواقعي ة والوحي دة‪ ،‬إض افة إل ى الحقيق ة الموض وعية ف ي‬
‫مكان ه‪ ،‬وم ا تبق ى م ن تص ور لماض ي ومس تقبل العم ارة‪ ،‬وج دت او س توجد ف ي‬
‫مجال تحرر النتات من واقعه‪.‬‬
‫ولك ن ه ل حاض ر النت ات المع ا كحقيقي ة موض وعية‪ ،‬ووج ود م وازي‬
‫لماض يه ومس تقبله‪ ،‬س يجعل م نهم (الماض ي والحاض ر والمس تقبل) واق ع‬
‫موضوعي يتعامل مع االنسان في مبنى واحد؟‬
‫مقاب ل الواق ع الواح د‪ ،‬ق د يوج د اك ث ر م ن حاض ر للنت ات الواح د عن د‬
‫محاولة فهمه ال ك ثر م ن واح د‪ .‬ليق ف ف ي اح د جوانب ه المعرفي ة ف ي وتب اين لقط ة‬
‫الق راءة لنت ات‪ُ ،‬يفت رب ب ه تش ابك ابع اده الثالر ة م ع بع د الزم ان‬
‫المكان(الزمك ان)‪ ،‬فالتعام ل الواح د م ن االبع اد باتج اه ركن ي البع د الراب ع‬
‫(الزمان‪ ،‬المكان) ووجودهما‪ .‬ووجود المك ان بمس تويات حرك ة المعم ار المر ي ة‬
‫فيه مع وجود الزمن الذي تتعذر رؤيته او مالحظته‪.‬‬
‫إضافة إلى ابعاد الواقع الواحد مقابل نتات متتبع لمسار الزمن‪ ،‬من زم ان‬
‫ومك ان‪ ،‬واالبع اد الثالر ة‪ ،‬ف ان للنت ات مك ان يتمت ع بمس تويات حرك ة المعم ار‬
‫المر ي ة‪ .‬اي الحرك ة م ن القب ول ورؤي ة تجع ل النت ات المتج انس والمتتب ع لمس ار‬
‫ال زمن‪ ،‬وم ن مس اعدة االتج اه في ه‪ ،‬عب ر اح داأ تش كيل عم ارة الي وم‪ ،‬م ن ان‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪24‬‬


‫تخب ر بعم ارة المس تقبل‪ ،‬بدق ة تتناس ب م ع ق در م ا ت وفره م ن معلوم ات‪ ،‬ربم ا‬
‫تستعيد ما يحدأ إلى صورة له من عمارة الماضي واحداره‪.‬‬
‫ً‬
‫ولكن‪ ،‬يبقى التفكير سليما‪ ،‬في ان م ا نق ر ب ه م ن حاض ر اص ب ج زء م ن‬
‫الماضي‪:‬‬
‫‪ -‬فه ل ال وج ود للحاض ر النقض اء م ا نفع ل؟ وكالمن ا مث ال علي ه‪ ،‬او يمك ن‬
‫ان تستخدمه إلرجاع ما يحدأ االن إلى موض ع م ا ف ي الماض ي‪ .‬ف ال فن اء ل ه‬
‫بقدر ما هو موج ود ب زمن ل يس اي م نهم ف ي تس ميته بالح د االدن ى إال ان ه‬
‫جامع لهم‪.‬‬
‫‪ -‬وه ل الي من ا الق درة عل ى تعريف ه؟ حت ى نص ل إل ى عم ارة الب رزت‪ ،‬او زم ن‬
‫البرزخ‪ ...‬ربما فيه شيء من الصحة ً‬
‫ابتداء‪.‬‬

‫وق د تك ون العم ارة الي ة خوارزمي ة‪ ،‬ب رامج مال م ة إلنس ان ومتطلبات ه‪ ،‬عن د‬
‫اخ تالف تش كيلها‪ .‬حت ى تت زامن حرك ة المعم ار ف ي ابع اد رالري ة رابت ة م ع االبع اد‬
‫المتحركة‪ ،‬التي تجعل من النتات متحركا قابال على الطي‪.‬‬
‫ويتحق ق حض ور العم ارة ف ي تعبي ر اتص ف بالمس تقر وم ا يح يط به ا م ن‬
‫فضاء‪ ،‬وم ا يق ع معه ا م ن تش كيالت وتكوين ات تغ ذيها‪ ،‬ومجتم ع يع يف فيه ا او‬
‫يتعامل معها‪،‬‬
‫َّ َ َ َ َ ّ ّ ّ ْ ُ ُ َ َ َ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ‬ ‫ََْ َ ْ‬
‫الس ِج ِل ِللك ت ِب كما بدانا اول خل ٍق‬
‫قال تعالى‪﴿ :‬يوم نط ِوي السماء كط ِي ِ‬
‫ين﴾ (االنبياء‪.)104:‬‬‫ُن ِع ُيد ُه َو ْع ًدا َع َل ْي َنا ِإ َّنا ُك َّنا َفا ِع ِل َ‬
‫ومنها‪ ،‬فالسجل هو طي الصحيفة بالك تاب على المك ت وب وه ذا ه و لغ ة‪،‬‬
‫او هو ملك موكل بالصحف‪ ،‬او رجل كاتب‪.‬‬
‫والق ول ف ي العم ارة ب ين رؤي ة الواق ع ف ي تض من المبن ى مع ان في ه تط وى‪ .‬ورؤي ة‬
‫المستقبل في مفردات تنطوي في مبنى‪.‬‬
‫وهل يمكن أن يعيش االنسان في واقع هو الماضي وهو المستقبل؟‬
‫ف النظر إل ى ال ركنين‪ ،‬ف ي واق ع الماض ي وواق ع المس تقبل‪ ،‬والمس افة بينه ا ق د‬
‫تعددت النتاجات فيها‪ ،‬فاصبحت متراكمة‪ُ ،‬تقرا خصا صها من االول إلى الثاني‬
‫‪25‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫وهكذا‪ .‬إال ان طي الواقع من كال الركنين جعال منهم ا متج اورين‪ ،‬ال زم ن فاص ل‬
‫بينهما‪.‬‬

‫‪25‬‬ ‫في ابتعادها عن المكان‬ ‫عمارة جديدة‬


‫فه ل يمك ن تفكي را تص ديقها‪ ،‬لتك ون فع ال حقيق ة موض وعية لحاض ر تمك ن في ه‬
‫المعمار قراءته بمستوى الماضي والحاضر؟‬
‫وعن د االعتم اد عل ى مقتبس ات م ن عم ارة او عناص ر‪ ،‬وربم ا افك ار اال ك ث ر اخت زاال‬
‫للمس افة الفاص لة ب ين المس تويات الزماني ة الثالر ة‪ .‬نتص ور ه ذا ونجع ل م ن‬
‫االنس ان يتح رك م ن اعل ى عنص ر م ن عم ارة الماض ي إل ى اعل ى نقط ة ف ي تش كيل‬
‫عم ارة المس تقبل وتط ابق تل ك التص ورين‪ ،‬ف ي خصوص ية االول وعالق ات‬
‫الث اني‪ ،‬ض مان النطب اق الزم ان عل ى المك ان‪ ،‬وتج اوز المس افة ب ين نت ات ك ل‬
‫منهما‪ .‬وهكذا ال تارير في حركة العمارة‪ ،‬بقدر ما هو عنصر لعمارة يتح رك بص ورة‬
‫س ا بة‪ ،‬ل ه تعريف ه ف ي ك ل نقط ة م ن نق اط ال زمن‪ ،‬نح و القب ول والتكي ف م ن‬
‫االنسان إليه‪.‬‬
‫فالنظر إلى الماض ي نقط ة بداي ة‪ ،‬والمس تقبل نقط ة نهاي ة‪ ،‬نقطت ان مفتوحت ان‪،‬‬
‫ف ان ط ي الزم ان بينهم ا جع ل التج اور افتراض ا مقب وال‪ ،‬ف ي انع دام الزم ان بينهم ا‬
‫ك ذلك انع دام الحرك ة‪ ...‬فه ل ننظ ر يوم ا ينتق ل في ه االنس ان عب ر عمارت ه إل ى‬
‫الماضي وبنفس الحالة إلى مس تقبله‪ ،‬ال ذي يص ب ك ل منهم ا نقط ة ف ي حاض رية‬
‫االنسان ونتاجه‪.‬‬
‫‪S.Point‬‬

‫عمارة‬ ‫عمارة‬ ‫عمارة‬


‫نتاج انساني‬ ‫المستقبل‬ ‫االن‬ ‫الماضي‬
‫‪E.Point‬‬

‫اما عندما تكون العمارة‪ ،‬واقع وهو ما عليه عالم اليوم‪ .‬فإذا ما واص لت توجه ات‬
‫طريق العمارة‪ ،‬إل ى نهاي ة ال رؤي ة فيه ا‪ ،‬ف ّإن مس تقبل العم ارة بمعناه ا التقلي دي‬
‫سيكون محل نظر لما سيكون االنسان عليها‪.‬‬
‫وقد يك ون النظ ر إل ى تفح ا ع الم العم ارة‪ ،‬ع ن طري ق ع دد العم ا ر واختالفه ا‬
‫ف ي نمطه ا ونماذجه ا ونجاحه ا عل ى مس توى ف ردي‪ ،‬نج د العم ارة ص امدة ف ي‬
‫مواجه ة التغي رات الت ي حص لت ف ي التكنولوجي ا والمجتم ع ورقافت ه‪ ،‬فل م تع د‬
‫بعيدة عن حاجة االنسان‪ ،‬الت ي تغي رت بتغي ر الم وارد المت وفرة لدي ه‪ ،‬الطبيعي ة‬
‫منه ا والص ناعية‪ .‬فالعم ارة الت ي تس عى ان تك ون رقمي ة‪ ،‬اص بحت عون ا إل ى‬
‫االنسان لتبقى ّ‬
‫حية‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪26‬‬


‫العمارة بين البقاء والتنامي‪...‬‬
‫‪ -‬بإمكانها البقاء بشكله الطبيعي المد قادم غير محدود‪ ،‬حينما تبقى الحاجة‬
‫إليها في اي مكان من العالم‪.‬‬
‫‪ -‬او ه ي عم ارة متنامي ة (‪ ،)Growing Architecture‬ال تمث ل حاج ة‬
‫االنسان من الحاض ر فق ط‪ ،‬كون ه الش يء الحقيق ي الوحي د‪ ،‬ب ل تض اف إلي ه‬
‫ما انتجته عمارة الماضي‪.‬‬
‫ومع هذه العمارة ال وج ود لمس تقبل له ا‪ ،‬ف ال ح دوأ ل ه‪ ،‬حت ى ي اتي التص ور له ا‬
‫ليص ب حاض را م ن فك رة وم ادة‪ ،‬وموج ودا ف ي ع الم االمك ان‪ ،‬ويك ون حقيق ة‬
‫موضوعية‪ .‬بالتالي يصاب بالنمو عبر الزمن في االرتق اء بفك ره وتباط ا ف ي ديموم ة‬
‫م ادة تش كيله‪ ،‬ليظه ر االخ تالف ب ين م ا ك ان عن د تش كيله وم ا س يكون عن د‬
‫استخدامه عبر الزمن‪.‬‬
‫‪ -‬او ان عم ارة االنس ان‪ ،‬ليس ت مس تقلة ع ن بيئته ا‪ ،‬ب ل ه ي ص فة طار ة ف ي‬
‫خدم ة انس ان زمانه ا‪ ،‬فالنت ات فيه ا ب ين عناص ر تتراك ب بس هولة لتش كيل‪،‬‬
‫وبين عناصر تساعد على االرتباط‪ .‬مع بقاء النتات جديدا في صفات ال عالقة‬
‫له ا بمكون ات المنظوم ات المف ردة للعناص ر‪ .‬وان الخصوص ية في ه ف ي ان‬
‫اح داأ معين ة ال تح دأ النت ات ف ي لحظ ة الت ارير نفس ها زمان ا‪ ،‬ومكان ا ف ي‬
‫منع تلك االحداأ من ان تحدأ لمستخدم النتات إال بعد حين‪.‬‬
‫لك ن لقاءهم ا ف ي منظوم ة النت ات‪ ،‬ف ان ل ه ص فة جدي دة تط را عل ى منظوم ة‬
‫العم ارة‪ ،‬وه ي ق درتها عل ى إش باع حاج ة االنس ان المادي ة واحتياجات ه المعنوي ة‪.‬‬
‫فاص ب اجتم اع ه ذين الن وعين م ن العناص ر وتكاملهم ا عب ر حاض نة الزم ان‬
‫والمكان‪ ،‬في اظهار خصوصية النتات وعالقاته في بيئته المشيدة‪.‬‬
‫‪ -‬وق د تك ون عم ارة ال زمن هن ا‪ ،‬تمت د إل ى تل ك المس افة الطويل ة م ن العم ارة‬
‫القديم ة ف ي الكه ف بلغته ا المركب ة ب ين وج ود االنس ان والطبيع ة‪ ،‬وتص ل‬
‫إلى عمارة النانو في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫تلك العمارة التي تحللت وتخط ت ك ل قاع دة تش كيلية لنت ات العم ارة‪ ،‬او قاع دة‬
‫‪27‬‬

‫انشا ية‪ ،‬والفارق في عمق المعنى وسطحيته‪ .‬ربما يحدأ‪ ،‬ولكن‪:‬‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫وهل وجود العمارة في مبانيها وشوارعها وفضاءاتها المتعددة‪،‬‬


‫مؤشرا الى زمن موجود بها؟‬
‫وهل يمكن ان يحدث شيء بعد فناء كل شيء؟‬

‫‪27‬‬ ‫في ابتعادها عن المكان‬ ‫عمارة جديدة‬


‫حيي‪ :‬يتحقق وجود ال زمن‪ ،‬لكون ه خاص ية للك ون فيزيا ي ة‪ ،‬وه ي مس تقلة ع ن‬
‫كل شيء اخر‪ ،‬في الفلسفة الواقعية‪.‬‬
‫في حين يكون الزمن خاصية للعقل البشري‪ ،‬عند المثاليين‪ ،‬وطريقته ف ي فه م‬
‫الكون من حوله‪ ،‬حتى يصلوا إلى كونه وهم ال وجود له إال في العقل‪:‬‬
‫عمارة خيالية في مبنى لك‪ ،‬يتحرك‪ ،‬فهي عمارة متحركة فال مك ان له ا‪ ،‬ويتح رك‬
‫مس تخدم له ا‪ ،‬فت زداد حرك ت ه‪ ،‬عن دما تض اف إلي ه حرك ة عمارت ه‪ .‬فه ل يمك ن‬
‫تحقق ذلك؟‬
‫وعندما ننظر إلى المبنى كونه متحقق من معادلة‪:‬‬
‫(الطول ‪+‬العرض‪ +‬االرتفاع) ‪ x‬الزمن‬ ‫=‬ ‫المبنى (مادي ومعنوي)‬
‫(الطول ‪+‬العرب‪ +‬االرتفاع)‪.‬‬ ‫∞‬ ‫المبنى(المادي)‬
‫الزمن‬ ‫∞‬ ‫المبنى(المعنوي)‬

‫وباإلف ادة م ن تص ور النظري ة النس بية الخاص ة‪ ،‬ف ان المبن ى ه و تش كيل ف ي‬


‫الك ون‪ ،‬وه و راب ت ف ي ك ل االعتب ارات التش كيلية‪ .‬بمعن ى وج ود االنس ان في ه او‬
‫خارج ه‪ ،‬س يظل وج وده رابت ا لم ن يقيس ه‪ ،‬حت ى ل و كب رت او ص غرت عمارت ه‪،‬‬
‫فهل من جديد يحدأ في الفرق بين احجام البنايات‪ ،‬وهل اختفى؟‬
‫فالعالقة بين الوجود المعنوي والحضور المادي للنتات المعماري‪.‬‬
‫والمعنى منه‪ ،‬إذا كان وجود المبنى رابتا‪ ،‬يكون االخ تالف ف ي االبع اد وتعامله ا‬
‫مع الزمن‪ .‬فاالمر في تزايد االبعاد مع بقاء حجم المبن ى عل ى وض ع واح د‪ ،‬تعط ي‬
‫م شرا في التالعب بالزمنيين‪ ،‬الذي يغير باالبعاد عند حركة االنسان بها‪.‬‬
‫وه ذا م ا جع ل النس بية ف ي النت ات اإلنس اني‪ ،‬ومنه ا عمارت ه‪ ،‬الت ي جعل ت‬
‫الفكار التمدد الزمني واالنكما باالبعاد مقبوال للبحي والمناقشة‪ .‬مثلم ا ق ادت‬
‫معادلة السرعة‪ ،‬تمدد الزمان وانكما الطول مقبوال‪.‬‬
‫كم ا ارت بط المبن ى بص فته المادي ة ف ي االبع اد الثالر ة المكاني ة‪ ،‬كعالق ة‬
‫طردي ة‪ ،‬ف ي تك ون العالق ة عكس ية م ع البع د الزمن ي (‪ ،)LWH/T‬والت ي تش ير‬
‫إلى الجنبة الطولية وإمك ان االنكم ا فيه ا‪ ،‬مقاب ل المبن ى بص فته المعنوي ة ف ي‬
‫البع د الزم اني والمتمث ل بالتم دد الزمن ي حي ي العالق ة الطري ة ف ي حي ي تك ون‬
‫عكسية م ع االبع اد الثالر ة)‪ ،(T/LWH‬وم ن ص فتي التم دد واالنكم ا تتحق ق‬
‫النسبية النتات اإلنساني‪ ،‬ومنها ما يرد في حقل العمارة‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪28‬‬


‫ْ‬ ‫ق ال تع الى‪َ ﴿ :‬و َس ا ِر ُعو ْا ِإ َل َى َم ْغ ِف َر ٍة ّ ِم ن َّر ِّب ُك ْم َو َج َّن ٍة َع ْر ُض َها ا َّ‬
‫لس َم َو ُت َوا َال ْر ُب‬
‫ْ‬
‫ُا ِع َّد ْت ِلل ُم َّت ِقي َن﴾ (ال عمران‪.)133:‬‬
‫اتضحت فيها‪ :‬فكرة المبادرة بطاع ة هلل ورس وله الغتن ام مغف رة عظيم ة م ن ربك م‬
‫وجنة واس عة عرض ها الس ماوات واالرب‪ ،‬اع دها هللا للمتق ين‪ .‬وه ذا يحق ق فك رة‬
‫التعامل مع االنكما الطولي‪.‬‬
‫ر م ام رهم تع الى بالمس ارعة إل ى مغفرت ه وإدراك جنت ه الت ي عرض ها الس ماوات‬
‫واالرب‪ ،‬فكي ف بطوله ا‪ ،‬الت ي اع دها هللا للمتق ين‪ ،‬فه م اهله ا واعم ال التق وى‬
‫هي الموصلة إليها‪ .‬وهذا يحقق فكرة التعامل مع االمتداد الزمني‪.‬‬
‫الس ماءَِ‬
‫ب َّ‬ ‫وق ال ع ز وج ل‪َ ﴿ :‬س ا ِب ُقوا ِإ َل ى َم ْغ ِف َر ٍة ِم ْن َر ّب ُك ْم َو َج َّن ٍة َع ْر ُض َها َك َع رْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َو ْ َاال ْر ُ‬
‫اَلل َو ُر ُس ِل ِه﴾ (الحديد‪.) 21 :‬‬ ‫ب ا ِع َّد ْت ِلل ِذ َين ا َم ُنوا ِب َّ ِ‬‫ِ‬
‫حي ي س بقت له م م ن هللا الس عادة‪ ،‬ف ذلك س بقوهم الخي رات الت ي يعملونه ا‪.‬‬
‫وتقرن السماوات واالرب إلى بعض فتش ير إل ى اوس ع ش يء رايتم وه‪ ،‬كم ا تبس ط‬
‫الثي اب ُويوص ل بعض ها ب بعض‪ ،‬ف ذلك ع رب الجن ة‪ ،‬وال يعل م طوله ا إال هللا‪.‬‬
‫وه ذا يعط ي االنس ان‪ ،‬للقص ور والعي ب ف ي طريق ة تفكي ره‪ ،‬فاتص ف بالنس بية‬
‫دون المطلق ة‪ ،‬والك الم ف ي االتس اع ه و م ن االس تعارة‪ ،‬فلم ا كان ت الجن ة م ن‬
‫االنفس اك واالتس اع ف ي اقص ى ح دوده حس نت العب ارة عنه ا بع رب الس ماوات‬
‫واالرب‪.‬‬
‫واش ارة اخ رى إل ى س ابقوا ف ي الس رعة‪ ،‬مقابله ا العجل ة‪ ،‬فالس رعة ه ي‬
‫التقدم فيما ينبغي‪ ،‬وتجع ل الح دأ ياخ ذ زمن ًا اق ل‪ .‬وس ارعوا اي‪ :‬خ ذوا المغف رة‬
‫وخذوا الجنة بسرعة‪ ،‬النك ال تع رف ك م س تبقى ف ي ال دنيا‪ ،‬ف ال ت ج ل عم ًال م ن‬
‫اعمال الدين او عمال من اعمال الخير؛ النك ال تعرف اتبقى له ام ال‪.‬‬
‫وم ن ذل ك‪ ،‬يب دو‪ ،‬إن الم راد م ن بي ان س عة الجن ة‪ ،‬ه و الع رب الحقيق ي‪ ،‬وم ن‬
‫ضمنه التنبيه على الطول‪ ،‬فالقول فيهما هو‪:‬‬
‫‪ -‬نسبية المقارنة بين العرب واتساعه والطول وعلوم من قبل هللا عز وجل‪.‬‬
‫‪ -‬التعبير ع ن المع اني الغيبي ة‪ ،‬بم ا يفهم ه الن اس م ن لغ تهم‪ ،‬ويعتادون ه ف ي‬
‫‪29‬‬

‫خط ابهم‪ ،‬اي التفه يم فيم ا تع ارف علي ه الن اس‪ ،‬فك ان ذك ر االرب‪ ،‬الت ي‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫يعرفونه ا فيتحق ق نس بية تفكي ره ف ي االنكم ا الط ولي‪ ،‬كحال ة مس يطر‬


‫عليها وامتداد اطرافها في الجنبة الزمنية منه‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫في ابتعادها عن المكان‬ ‫عمارة جديدة‬


‫ربم ا يثي ر االنتب اه إل ى المع اني الغيبي ة لحاج ة البح ي فيه ا إل ى ت دبر وتام ل‪،‬‬
‫لبي ان االخ تالل ف ي التفكي ر لبل وغ الغاي ة من ه‪ ،‬فتق را ف ي اس اليب التش بيه‬
‫والمجاز في اللغة وفي االستعارة والمحاكاة والتشبيه في العمارة‪.‬‬
‫وحت ى ال يتح ول م ن ش يء مج رد إل ى حس ي س اذت ومفك ك‪ .‬ويبق ى دوام‬
‫تفكك الت رابط‪ ،‬إل ى الغم وب ف ي وج ه الش به ويسترس ل ف ي انت ات ص ورة حس ية‬
‫جديدة‪.‬‬
‫وتك ون الس مة الجوهري ة الت ي تطب ع وج ود النت ات‪ ،‬وإمكاني ة ال دخول إل ى عص ر‬
‫العم ارة الحديث ة‪ ،‬لم ا فيه ا م ن مع اني ومحم والت ت ش ر إل ى الفع ل اإلنس اني‪،‬‬
‫والنظرة العلمي ة ف ي التعام ل م ع الطبيع ة والمجتم ع‪ .‬وه ي خص ا ا تمي ز عص ر‬
‫الحدارة عن ما بعد الحدارة‪.‬‬
‫ويجعل م ن المهتم ين ب اي منهم ا البح ي ع ن حال ة التوفي ق ب ين الحاج ة‬
‫إل ى االم ن واالس تقرار االجتم اعي ف ي عم ارة تش بع حاج ات مجتمعه ا‪ ،‬وب ين‬
‫الحاجة إلى التعبير عن تلك الحاجة بحرية‪ ،‬ويص ب المعم ار مقي دا ب ين التقلي د‬
‫لمعم ار او توج ه وب ين حري ة العم ل‪ .‬ب دال م ن العالق ة ب ين التقلي د لالخ ر وب ين‬
‫تص ارع العم ا ر ف ي مك ان مح دد‪ .‬فه ل يرج ع ه ذا إل ى الفش ل ف ي إدراك المعن ى‬
‫الحقيقي إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الي ات التش كيل المح دد وال ذي يس عد اختراق ا ال لي ات عم ل االخ ر‪ .‬او ه و‬
‫ض عف االلي ات والق درة عل ى مواجه ة وتفكي ك إل ى الي ات العم ل بالعم ارة‬
‫المترسخة في عقل المعمار‪.‬‬
‫‪ -‬ام عج ز المعم ار ع ن ت وفير ش روط النت ات الموض وعية باتج اه االرتق اء ف ي‬
‫حياة المستخدم والتطور االجتماعي‪.‬‬
‫وبمعن ى اك ث ر وض وحا‪ ،‬ف ان العم ارة تح اف عل ى معن ى راب ت له ا م ن خ الل‬
‫التعامل مع تغيير الزمن وابعاد التشكيل الثالرة‪ ،‬زي ادة ونقص ًانا‪ .‬لك ن المعم ار‬
‫سيتخذ في العمارة‪ ،‬إجراءات بناء على المعنى فيها‪ .‬ومنه ربات المعنى في‪:‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪30‬‬
‫عند اجتماع المعنى الواحد على المتعدد منه النتات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معنى يشد به النتات ليثبت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اس لوب لترتي ب المع اني عل ى النت ات رؤي ة نت ات او درج ة المعن ي ف ي‬ ‫‪-‬‬
‫وضوحها وغموضها‪.‬‬
‫ربات المعنى من النتات هو ما ما يعجزه عن الحركة إلى معنى اخر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ما يرفع به القشرة اإلضافية للمبنى‪ ،‬وهي عناصره ُالمش ّكلة له‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالت الي الثب ات ه و ض د زوال المعن ى ع ن نت ات وتالش يه‪ ،‬فيعط ي ص حته ورب ت‬
‫عليه‪ .‬وهو ربات وجود المعن ى او ف ي االعتق اد ب ه او العم ل والق ول‪ .‬ومن ه يك ون‬
‫للعم ارة حقوقه ا ووج ب تثبيته ا‪ ،‬وحقيق ة العم ارة ف ي منتهاه ا واص لها المش تمل‬
‫عليها‪.‬‬
‫والقول في احقية العمارة المحلي ة عل ى العم ا ر االخ رى ف ي زمانه ا‪ ،‬ق د تمث ل ف ي‬
‫رب ات عم ارة مكانه ا بغي ر ش ريك لعم ارة اخ رى‪ ،‬او اش تراكها م ع عم ارة اخ رى ف ي‬
‫مكان معين‪ ،‬إال ان ترجيحه عليها امر مطلوبا‪.‬‬
‫واالس تمرار ف ي المعن ى ك راي‪ ،‬وي رتبط ف ي معم ار ل ه ايم ان بنتاج ه‪ ،‬او ه و‬
‫االس تقرار عن د تعلق ه بالمك ان رب ات المعن ى‪ ،‬ه و ف ي اس تقراره‪ ،‬وعن د تعلق ه‬
‫بمكان النتات اقام به‪ ،‬وفي عالقة يبحي عن حكمها في امر معين ظهر فعله ف ي‬
‫دوام العالقة‪.‬‬
‫وه و القاع دة الت ي يح تكم له ا رب ات المعن ى ف ي موروقي ة ق درة اختب ار‬
‫النتات‪ ،‬على ان تكون النتيجة ف ي اعتم اد نف س درج ة ت ارير المعن ى م ع اخ تالف‬
‫المعمار في نتاجه‪ ،‬كذلك نفس النت ا ج ف ي النتاج ات الت ي ت م قياس ها ف ي فت رات‬
‫زمني ة مختلف ة لمعم اريين متس اوي الك ف اءة‪ .‬او تك ون فك رة الثب ات الس تقرار‬
‫المعنى في نتات معين‪ ،‬اي ال زوال وان ح دأ تغيي ر وال ف رار م ن معن ى موج ود‪.‬‬
‫بالتالي‪:‬‬
‫اوال‪ :‬يعك س رب ات المعن ى ف ي عم ارة او إل ى عم ارة‪ ،‬والثاب ت الم رتبط بالراس خ‬
‫والمستقر وغير المتحرك والم كد الذي ال يتغير‪ ،‬فال ي رر ف ي رباته ا زم ان‬
‫‪31‬‬

‫وال مك ان‪ ،‬اي ال يجع ل العم ارة ف ي غي ر م ا كان ت علي ه كم ا ال ّ‬


‫يحول ه‬
‫ويب ّدله‪.‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫والتحق ق م ن تعري ف‪ ،‬م ا يقترح ه الكات ب م ن تس مية" العم ارة الراس خة"‪،‬‬
‫و"عم ارة الثب ات"‪ :‬عن دما تك ون عم ارة الثب ات ه ي االس اس ف ان عم ارة‬

‫‪31‬‬ ‫في ابتعادها عن المكان‬ ‫عمارة جديدة‬


‫الرسوخ هي كمال عمارة الثبات‪ ،‬فالقول في العمارة المستقرة على االرب‬
‫راب ت‪ ،‬وان ل م يتعل ق به ا تعلق ا ش ديدا واض حا ظ اهرا‪ .‬والعم ارة الحديث ة‬
‫اك ثر رس وخا م ن عم ارة م ا بع د الحدار ة‪ ،‬لكونها(الحدار ة) اكم ل ربات ا م ن‬
‫م ا بع د الحدار ة‪ ،‬وه ذا ي اتي م ن المقارب ة والتش بيه م ع اش ياء اخ رى ف ي‬
‫البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫والثواب ت والمتغي رات ف ي العم ارة المحلي ة م ن الش عارات الت ي م الت س احات‬
‫وافكار المعماريون‪ ،‬ورغ م اس تغاللها بحج ة‪ ،‬بقاءه ا كمتغي رات اك ث ر م ن‬
‫كونه ا رواب ت‪ .‬م ع مراع اة كون ه م ن المف اهيم الموهم ة الت ي يتط رق له ا‬
‫الجميع‪ ،‬سلبا وايجابا‪ ،‬وبدون تحديد‪.‬‬
‫ونقف امام العمارة بين الواقع المتمثل بالثوابت التي تعد بصفة القطعيات‪ ،‬في‬
‫حين يكون المستقبل المتمثل بالمتغيرات ف ُ‬
‫تعد ظنيات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬كما تكون المتغي رات الت ي تثي ر االهتم ام ف ي مس تقبل قل ق إل ى العم ارة ف ي‬
‫كونه ا ارتك زت عل ى المختل ف في ه‪ ،‬اي تتع دد التوجه ات الت ي ت رى ف ي‬
‫المستقبل حلم العمارة‪.‬‬
‫بينما تكون الثوابت في االصول ومتغيرات الفروع‪ .‬وم ا يتطلب ه المتغي ر والثاب ت‬
‫الذي تج اوز االص طالك لهم ا إل ى م ا يترت ب عليهم ا م ن احك ام ف ي نتاج ات‬
‫االنسان‪.‬‬
‫فتقس يم ج ارلس جنك ز‪ ،‬م ثال‪ ،‬إل ى العم ارة ‪ ،‬ف ي حرك ات‪ ،‬ربم ا انتف ع من ه‬
‫البعض‪ ،‬ويرفضه البعض االخر‪ ،‬حيي ال ي تم ب ه التوض ي إال بم ا تع ارف علي ه‪،‬‬
‫ك ذلك ال فص ل ب ين م ا ت م طرح ه م ن تص ورت ب دت بعي دة ع ن الحدار ة‪ ،‬رغ م‬
‫كونها هي الحديثة بنفسها‪ ،‬وكونهم له م ج ذر واحد(الحدار ة م ن ح دأ)‪ ،‬يمك ن‬
‫ب ه مقارنت ه بالعم ارة الكالس يكية ‪ ،‬وك ان متغي را واح دا مهم ا تمث ل ف ي مرحل ة‬
‫ح دأ ظه ور االس منت والزج ات كم واد بن اء وترك زت ف ي القص ر البل وري او قص ر‬
‫المع ارب ‪ ،Crystal Palace ،1851‬القص ر المص نوع م ن ال واك الزج ات‬
‫والحدي د المص بوب‪ ،‬ف ي منطق ة هاي دبارك ف ي لن دن‪ ،‬إلي واء المع رب الكبي ر‬
‫‪)5‬‬
‫لعام‪. 1851‬‬

‫محور بوابة‪-‬ايقونة معمارية‪)5( https://www.arch-news.net/569-2014-04-08-17-35-49‬‬


‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪32‬‬
‫قصر البلوري‪ ،1851‬تصميم جوزيف باكستون‪ ،‬بابعاد (‪39×569‬متر( في‬
‫منطقة هايد‪/‬لندن‪.‬‬
‫وق د تجم ع ف ي القص ر اك ث ر م ن ‪ 14‬ال ف ع ارب م ن جمي ع انح اء الع الم ض من‬
‫مس احة المع رب الت ي تبل ‪ 990‬ال ف ق دم مرب ع‪ .‬ذل ك م ن اج ل ع رب نم اذت‬
‫وامثلة من التكنولوجيا المتقدمة في الثورة الصناعية‪.‬‬
‫وبفضل الصيحة الجديدة إلنتات الزج ات عل ى ش كل ال واك ع ام ‪ 1848‬س م ذل ك‬
‫للمعم ار بتش كيل المبن ى اال ك ث ر تزجيج ًا ف ي الع الم حينه ا‪ ،‬مض ي ً المك ان‬
‫بالكام ل بن ور النه ار الق ادم م ن س قفه وجدران ه الزجاجي ة ومدهش ًا ال زوار ‪.‬بع د‬
‫المعرب الكبير تم نقل المبنى إلى موقع اخر في ضاحية لن دن الجنوبي ة ب القرب‬
‫من الفيالت الكبيرة ليبقى هناك من عام ‪ 1854‬وحتى اكلته النيران عام ‪.1936‬‬
‫وم ن زاوي ة اخ رى‪ ،‬ربم ا ك ان تقس يم العم ارة‪ ،‬إل ى اص ول ف ي الحدار ة وم ا قب ل‬
‫الحدارة(الكالس يكية)‪ ،‬وإل ى ف روع فيم ا بع د الحدار ة وم ن قب ل الكالس يكية‪،‬‬
‫باعتبار االنتقال بينهما جاء بفعل كبير تشهد له اإلنس انية ف ي التغيي ر واالنتق ال‪.‬‬
‫واصب قبوله او رفضه لما تترتب عليه من احكام‪.‬‬
‫وق د تك ون ق راءة المتغي ر ف ي اعتب ارات المك ان والزم ان‪ ،‬وم ا تعط ي م ن‬
‫خصوصيات تلك العمارة والعالقات الحاكمة بين مكوناتها‪ ،‬فالحكم فيه ا ه و م ا‬
‫يتب ع رغب ات الن اس واختي ارهم كم ا يتناس ب م ع واقعه م‪ ،‬ول يس م ا ج اء ب ه‬
‫السابقون‪.‬‬
‫‪33‬‬

‫للعمارة واقم ام مستقل معرفا لها‪ ،‬ام كليهما؟‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫هممل نتحقممف منفعممل المعمممار‪ ،‬التقممدم علممى العمممارة ؟ فممي البحم عممن و يفممة‬
‫يطمح لها‪ ،‬او بحثا عن اساليب لفهر الطبيعة‪ ،‬حتى تكون رمزا لها‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫في ابتعادها عن المكان‬ ‫عمارة جديدة‬


‫االبرة الفضائية‪Space Needle‬‬
‫إبرة الفضاء او سبيس نيدل‪ ،‬في سياتل‪ ،‬هو احد المعالم البارزة‬
‫لشمال غرب المحيط الهادي‪ ،‬ويعتبر رمزا لمدينة سياتل‬
‫االمريكية بواشنطن‪ ،‬وهو عبارة عن برت يبل ارتفاعه ‪184‬م‪،‬‬
‫ويبل عرضه ‪42‬م في اوسع نقطة‪ ،‬ويبل وزنه ‪ 9.550‬طن‪.‬‬

‫برج بغداد السياحي او برج المامون‪،‬‬


‫و ً‬
‫سابقا باسم برت صدام الدولي )هو برت سياحي َيقع في حي المامون منطقة‬
‫اليرموك غرب بغداد ويبل ارتفاعه حوالي ‪205‬م ويوجد في اعلى قمة‬
‫البرت عبارة هللا اكبر‪ .‬بدا البناء سنة ‪ 1991‬وافتت في عام ‪.1994‬‬
‫ولكن قد تتسابق العمارة مع االنسان‪ ،‬ولكن يبقى االنسان‬
‫هو االساس في كل تغيير وتعديل‪ ،‬واضافة جديدة في حياة االنسان‪ .‬لكل‬
‫مكان ولكل زمان‪.‬‬
‫ومن هنا‪،‬‬
‫بسلسلة متواضعة‪ ،‬من واقع عمارة ‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫َس ُنبحر ً‬
‫سويا إن شاء هللا‬
‫وهج االنسان في افق العمارة‪...‬‬ ‫َ َّ‬
‫ُ‬ ‫عمارة‪ ...‬شع نورها من ِ‬ ‫ومستقبل‬
‫وهو ليس ً‬
‫تفسيرا وال محاولة للتفسير‪ ،‬لكنها مجرد خواطر تالمس‬
‫الواقع؛ َ‬
‫لنصل بها ًمعا لمستقبل هو ٌ‬
‫خير في دنيا االنسان‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪34‬‬


‫‪.1‬‬
‫مقدمة في مستقبل وواقع العمارة‪.‬‬

‫عندما ال أسال ما ألعمارة فاني أعرفها‪ ،‬ولكن ألسؤأل عنها داللة على ألقصور في‬
‫معرفتها‪ .‬فالعمارة هي ذلك ألنتاج ألسيال ألذي ال ينتظر أحد في تلبية متطلب أو‬
‫يستثني شخص ال حاجة منها ‪ .‬فهي نتاج أنساني يحمل معه صور متعددة من بيئتها‬
‫ألمشيدة وألكون ألمحيط بها ‪.‬‬
‫وهي ذلك أالمتدأد ألمتضمن أحدأث حياة مستخدميها ليكون محور وجوده ألذي‬
‫يعيش فيها‪ .‬كما تجعل من ألمعمار في ألتفكر بالماضي وحياة في ألحاضر مقابل‬
‫ترقب ألمستقبل‪.‬‬
‫ووفق ذلك فه ل ألعم ارة موج ودة بالفع ل؟ وكي ت تك ون موج ودة وحامل ة لمتطلب ا‬
‫مجتمعه ا ألمترأكم ة‪ ،‬ف ي ماض ي ق د ذه ب وغ ام ومس تقبل ل أ ي ا بع د‪ ،‬وحاض ر‬
‫آ‬
‫ألعمارة ومضة تمر كلمح ألبصر وحديثا أالن‬
‫قد ذهب إلى ألماضي‪.‬‬

‫ف اذأ كان ألعم ارة موج ودة بفع ل حرك ة‬


‫ألزمن‪ :‬كيت علينا أن نفكر بها في وأقع ومستقبل يبحث فيه عن ألجديد؟‬

‫ال زلنا لم نتحدث عن مستقبل العمارة‬


‫آ‬
‫تمر ألعم ارة أالن بتح وال كب ر بس بب "ألث ورة ألرقمي ة"‪ ،‬ويمك ن أإلش ارة إليه ا‬
‫ف ي كونه ا‪ ،‬ربط متاي رأ ألكلف ة وألتوس ع ف ي ألق درأ ألتكنولوجي ة ومنه ا‬
‫آ‬
‫أال ال ألرقمية مثل ألحاسبا ووسائل أالتصال‪ .‬توسعا وتمددأ وربما هبوطا في‬
‫أإلفادة من تايرأ حصل في ميدأن ألتكنولوجيا وألمجتمع‪.‬‬
‫كم ا أن أ تاف ألرؤي ة‪ ،‬تج اه أس تخدأما ألتكنولوجي ة ف ي أنت اج‬
‫ألعم ارة‪ ،‬أث ر عل ى وج ود ألمدين ة وألمب اني فيه ا‪ ،‬وأص بح أالنتق ال م ن ألبن ا‬
‫ألتقلي دي‪ ،‬إل ى ألص ورة ألرقمي ة ف ي ألتش كيل وألبن ا ‪ ،‬أث رأ كبي رة عل ى ص ناعة‬
‫ألعمارة وتصنيع مكونا ووس ائل أنتاجه ا‪ ،‬وألطريق ة ألت ي يق و به ا ألمعم ار ف ي‬
‫آ‬
‫مشاركة أال رين بصور‪ ،‬تحمل ذكريا وطريقة زنها‪.‬‬
‫أم ا أل ذي ب دأ كنقل ة م ن ألتقلي د إل ى ألرقمي ة‪ ،‬فق د نح ى منح ى آأ ر م ع تط ور‬
‫أساليب أإلنتاج وحاج ا أالنس ان‪ ،‬ألت ي تحم ل نتاج ا توس ع ف ي أالس تفادة‬
‫من ألتكنولوجية في أالبني ة ألذكي ة وألخض رأ ‪ ،‬وم ا يج ول في ه عق ل أالنس ان ف ي‬
‫قاد أاليا‬
‫فالبدأية تكون في كمال ألنتاج‪ ،‬وكمال أالشباع لحاجا أالنسان ومتطلباته‪...‬‬
‫وللمعم ار دوره فيم ا ُأله أ‪ ،‬وألق درة عل ى ألتق ديأ‪ ،‬ف ي برن ام يق رأ ألمس تقبل م ع‬
‫معمار‪ ،‬ويفسر ألحاضر ألوأقع في دوره في أرضه حسب حكمة أقتض وجوده‪.‬‬
‫ودوره ف ي أالب دأع ف ي ألق رأ ة كونه ا رم ز ألعل أ وألمعرف ة بالعم ارة‪ .‬ومنه ا ُيفه أ‬
‫مكان ة ألعل أ بالعم ارة وأهميت ه ف ي نظ ر نت اج ألحرك ا ألمعماري ة من ذ أنطاق ة‬
‫ألتاسيس لها وإلى إطا لتها في نتاجا أقترب م ن أالنس ان‪ ،‬باعتب اره ألمقي ا‬
‫في ألتفضيل بين نتاجا جا منه وبين ظروفه وأحوأله ودرجة أالقترأم منه ا‬
‫أش باعا وتحقيق ا‪ .‬وبينهم ا م دأر ت دور علي ه أثبات ا لص حة حرك ة ألمعم ار ف ي إنج ا ه‬
‫وتبع ا للمعطي ا ألمت وأفرة عن ده‪ .‬ونفي ا ف ي ألخش ية م ن ض عت ق درة ألنت اج ف ي‬
‫تلبية ألمتطلبا أإلنسانية‪.‬‬
‫كما إن علو ألعمارة في أنماطها متباينة‪ ،‬أي ليس بمرتبة وأح دة ف ي أهميته ا‪،‬‬
‫بحثا وإجرأ أ ونتيجة‪ ،‬ومد تاثيرها على مستخدمها في درجة رقيه وتكامله‪.‬‬
‫فهناك من ترتقي في ألنتاجا ألت ي تتعام ل م ع معتق د أالنس ان وم ا يتوق ت‬
‫علي ه‪ ،‬وألت ي تتق ارم ف ي مرتب ة إيج اد ألفك رة وتاهيله ا لخدم ة أالنس ان بموج ب‬
‫ألمت وأفر‪ .‬باتج اه تحدي د موقف ه ف ي تفكي ره وين ا نتاج ه بم ا ينس جأ ورؤيت ه إل ى‬
‫صوصيا وعاقا عمارته‪.‬‬
‫بالتالي يكون ضأ أالفكار وألتصورأ إلى أالعتقاد بصحة نتاج ه ه و تحقي ق‬
‫للهدف منه في أعمار وتعمير كلت بها‪.‬‬
‫ولكن كيت تت اثر ألعم ارة بث ورأ وأن دالع ألح روم‪ ،‬وظه ور أثاره ا ف ي ف روع‬
‫أالدم وألفن ون ألتص ويرية وألعم ارة‪ ،‬عب ر ألتح وال ألمجتمعي ة وبعض ها‬
‫ألرأفضة للماضي وألساعية لمستقبل مااير مم ا ي دفع ح املي أفك ار تل ك ألث ورأ‬
‫أو ألم ؤمنين بتل ك أالي دولوجيا باإلتي ان بخص ائص جدي دة تمي ز نتاج اتهأ‪،‬‬
‫وتؤسس لفترة فكرية مستحدثة من ألعمارة‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪36‬‬
‫األصول في العمارة‪.‬‬

‫عندما يكون ألعمرأن‪ ،‬تح مظلة أحتياجا‬


‫أالنسان‪ ،‬في مانه ومكانه‪ ،‬وأالنسان يبحث‬
‫لنقص فيه‪ ،‬لذأ يسعى جاهدأ‪ ،‬منذ أال ل في‬
‫تلبية متطلباته إلرضا حاجة‪ ،‬عبر منت‬
‫أالنسان‪ .‬ألذي ال يتجاو حدود وظيفة يحملها‪.‬‬
‫ومهما كان ‪.‬‬
‫بين تاثيرأ ألمجتمع وألثقافة‪ ،‬تد ل ألعمارة في تنافس مع أنماط مختلفة‬
‫من عمائر تجلب ألمتعة لمستخدميها‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وق د أعت اد معم ار ألي و ‪ ،‬عل ى أال ذ بط ر بديل ة الك تس ام ألمعلوم ا‬
‫ألت ي تخ ص عمارت ه وعم ارة ألاي ر‪ .‬وأص بح معت ادأ عل ى مه ارأ ش د أنتباه ه‪،‬‬
‫وألتي تؤدي عملها‪:‬‬
‫إذأ أ ذ وض ع متطلب ا ألعم ارة‪ ،‬ف ي فض ا أتها‪ ،‬عن د جع ل ألعم ائر‬
‫ألصايرة بشكل أفضل من قطع ألعمائر ألكبيرة‪.‬‬
‫آ‬
‫وإلى أالولوية في رؤية تحوير نتاجا أال ر أو نسخها كما هي ط ا كبي رأ‪،‬‬
‫ف ي مح ل تام ل م ن قب ل ألب احثين ألمط ورين للعم ارة‪ .‬فق د ترت ب عل ى ص ناعة‬
‫ألعم ارة ألمحلي ة‪ ،‬أن تكي ت نفس ها للتن افس م ع عم ائر مجتمع ا أ ر ‪ ،‬عب ر‬
‫عالأ ألميديا وشبكة أإلنترن ‪.‬‬
‫يس عى ألمعم ار ف ي نتاج ا ألعم ارة ألمحلي ة‪ ،‬إل ى ألحف ال عل ى هويته ا‬
‫وإب دأعها‪ ،‬وذل ك بابق ا عناص ر فيه ا حي ة تت نفس ض من م دينتها‪ ،‬رغ أ ألتس اؤل‬
‫ع ن نوعي ة ألنت اج وحض وره ألفاع ل ف ي ألمدين ة‪ ،‬إذأ م ا هيمن عم ائر جدي دة‬
‫وأفدة‪.‬‬
‫بموجب أالنتفاع من أالرتقا في نتاج ومعمار‪ ،‬تب ر أهمي ة أالص ول ف ي ألعم ارة‪،‬‬
‫في منظومة ألفكر ألمعماري‪ ،‬ومدرسة ألعمارة على وجه ألخصوص‪:‬‬
‫‪37‬‬

‫عل أ ألعم ارة أل ذي ي زود ألمعم ار بض وأبط ألنت اج ألعام ة‪ ،‬حت ى يض من‬
‫اله ا‪ ،‬مرأع اة ص حة توجه ه ف ي أس تنتاج تص ور أو عنص ر وعاقات ه‪ .‬أي قوأع د‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ألنتاج وسامة تطبيق ألعاقا بينها‪ ،‬باتجاه أهمية ألبحث فيه‪.‬‬

‫‪37‬‬ ‫في مستقبل وواقع العمارة‬ ‫مقدمة‬


‫تحقي ق نتاجات ه وتط وير ف ي قوأع ده بن ا ه ألتش كيلي‪ ،‬باالس تناد عل ى أدل ة‬
‫أرتبط بالعقل في بيانها‪ ،‬وإلى ما ُينقل من حاال موأ ية له في ألتاثير‪ ،‬فكان‬
‫لعلأ ألعمارة‪ ،‬بهذأ أالتجاه في ألتقا ألعقل وألنقل من ألعل و أال ر ‪ ،‬وألم زأج‬
‫وأالهوأ مع برهان صحة ألمعلومة‪.‬‬
‫فالنظر إلى عمارة ألمستقبل‪ ،‬يك ون تب ع تط ور ألفك ر لعم ارة مه تأ به ا‪ ،‬فاالص ل‬
‫في ألعمارة أنما ه و قاع دة عام ة ورؤي ة ثابت ة تحك أ ألعل و وأالنس ان ف ي تدأوالت ه‬
‫ألمتعددة‪.‬‬
‫وهي حالة نمو متوأ ن بين ألنتاج وألمعم ار‪ ،‬وتط ور الفك اره وألنض وج لتص ورأته‬
‫حول ألمشاركين معه في تسيير ألبيئة ألمشيدة‪ .‬فالعلأ في ألعمارة‪ ،‬وظيفته ف ي‬
‫ألتعامل مع قضايا تتعلق بها‪ ،‬لتنتهي ب رؤ ونظري ا ‪ ،‬حت ى تص بح علم ا اص ا‬
‫تتناوله معارف بين قديأ وحديث مجدد‪ .‬ومنه‪:‬‬
‫‪ -‬يتدأول أالنسان عوأمل تساهأ في‪ :‬رقي علأ ألعمارة وتكامل ه‪ ،‬أل ذي ي رتبط‬
‫باإلنس ان ألمعم ار ألع الأ با تصاص ه وأتس اع أدرأك ه؛ ألبيئ ة ألمش يدة‬
‫وأالحدأث ألطارئة على ألعمارة‪ ،‬وألجديد في حياة أالنسان‪.‬‬
‫‪ -‬ولكون أرتباط أصول ألعمارة في‪ :‬ألعناصر ألمشتركة وضوأبط ألتشكيل له ا‬
‫في أس تنتاج رؤي ة فلس فة ألعم ارة‪ ،‬فه و ل ه أرتباط ا كبي رة بتص ور ألعم ارة‪،‬‬
‫وبالمتايرأ فيه‪.‬‬
‫وأن ألتفاع ل ب ين عل أ ألعم ارة وألعل و أال ر ‪ ،‬يظه ر جلي ا ف ي تعق ب مرأح ل‬
‫تطور أالصول في ألعمارة‪ ،‬تكاما وأرتقا ‪.‬‬
‫‪ -‬ك ث رة ألنتاج ا ألخارج ة ع ن قاع دتها‪ ،‬وألمتكيف ة م ع متطلب ا مجتمعه ا‪،‬‬
‫عند أتساع ألتصورأ حولها في جوأنب ه ألكمي ة وألنوعي ة‪ ،‬يس اعد عل ى ف تح‬
‫نوأفذ لمعرفة أك ثر أتساعا وجدة‪.‬‬
‫كما أن تعدد نوأف ذ ألمعرف ة بالعم ارة مس اعدأ إل ى وض و ألتص ورأ حوله ا‪ .‬وب ذأ‬
‫يتزأيد دور أالصول فيها إلى أالرتقا في ألتصور وألتايير في نتائجها على‪:‬‬
‫‪ -‬مستو ألوصول إل ى أحك ا ألنتاج ا وم د ص حتها ف ي أنم اط جدي دة ل أ‬
‫تكن موجودة‪.‬‬
‫‪ -‬ومس تو تايي ر أالحك ا ف ي نتاج ا‬
‫س ابقة أس تدع ألتع ديل ف ي أإلض افة‬
‫وألحذف فيها‪.‬‬
‫للعم ارة عب ر ألمعرف ة به ا‪ ،‬نوأف ذ ت زدأد بمعم ار‬
‫يهتأ بها‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪38‬‬
‫االبداع والتكامل في العمارة‬

‫تع دد ألنوأف ذ ف ي معرف ة ألعم ارة‪ ،‬باب ان لام ل‬


‫وألمث ابرة‪ ،‬وم ا لهم ا م ن أهمي ة ف ي تحقي ق‬
‫أهدأف ألوأقع في ألمستقبل‪.‬‬

‫التكامل في ابداع العمارة سطوة‪...‬‬


‫با دأد ‪ ..‬منطقة ألبام ألمعظأ ( ألبام ألشمالي ) عا ‪1916 ..‬أش تهر بالمق اهي‬
‫ومحا بيع أالثاث ( ألتخو ألتي تستخد في ألمقاهي )‬

‫عن دما تف ر ألق يأ أإلنس انية ألكب ر ‪ ،‬س لطانها عل ى ك ل ألعص ور‪ ،‬تس توي ف ي‬
‫ذل ك عم ائر عص ور أال ده ار وألتس امي‪ ،‬إل ى عم ائر عص ور ألتقلي د وألتخل ت‬
‫وألتدهور‪.‬‬
‫الرتباط هذه ألقيأ بعقيدة وعادأ وتقاليد وأعرأف‪ ،‬وبمنهجها‪.‬‬
‫وعندما تبسط عمارة معينة هيمنتها على ك ل أل ذين يعيش ون عل ى أالر ‪،‬‬
‫باعتبارها قيأ حضارية عامة‪ ،‬تتالال في ألنظر إل ى ألعم ائر‪ ،‬وف ي فك ر أالنس ان‬
‫وس لوكه‪ ،‬وف ي علوم ه ألدنيوي ة وألديني ة‪ .‬ك ذلك ف ي كاف ة مرأف ق حي اة أالنس ان‪،‬‬
‫آ‬
‫ومنه ا ألعم ارة ف ي ه دفها ووس يلته‪ ،‬وف ي أدأم ألحاج ة إليه ا‪ ،‬لقدأس تها ف ي‬
‫تكليفها لإلنسان‪.‬‬
‫وق د تش ذ نتاج ا ع ن مس ار ألحاج ة إليه ا‪ ،‬أو تض عت م وأ ين ألعم ل به ا‬
‫وتختل‪ ،‬لكن تظل هذه ألقيأ وأضحة حتى وأن عطل بعض منها‪.‬‬
‫كم ا تض أ ه ذه ألق يأ ف ي مجتمعه ا‪ ،‬تمي زأ ف ي ألتص ور ألش امل ألنم وذجي‬
‫لك ل ن وأحي ألحي اة‪ ،‬حت ى أس تطاع أن تص نع عم ارة‪ ،‬وتق د تجربته ا إل ى‬
‫أال رين حي ة ورأئ دة‪ .‬إال أن إص ابتها ب التايرأ ‪ ،‬تعك س م د أاللت زأ بق يأ‬
‫مجتم ع تل ك ألعم ارة‪ ،‬وألق رم أو ألبع د عنه ا‪ ،‬أو أالنح رأف أو ألتطبي ق‪ ،‬يع د‬
‫مؤشرأ لظاهرة نج ا ألعم ارة وفش لها ف ي أي عص ر م ن ألعص ور‪ .‬وألحال ة ألطبيع ة‬
‫‪39‬‬

‫أن تنت هذه ألقيأ عمارة‪ .‬كما جعلها تعيش وتنمو‪ ،‬وتتحرك ف ي أعم ا أالنس ان‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ألم ؤمن به ا‪ ،‬لتص ب ألفك ر وألتص ور وألس لوك‪ ،‬بجان ب ص ناعة ألم نه ألض ابط‬
‫لها‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫في مستقبل وواقع العمارة‬ ‫مقدمة‬


‫ويعد ألجهل بها وألمحن ألتي تجابه ألعمارة م ن ك وأرث وأوبئ ة أو تص ورأ‬
‫مقيتة سيطر على تفكير ألعاملين فيها‪ ،‬بوأبة إلى‪:‬‬
‫‪ -‬فلس فة تت رأو بع د ألقب ول ف ي ألوأقعي ة وألض عت ف ي ألتجري د ألمتق ارم‬
‫وألمحاكي لا ر‪.‬‬
‫‪ -‬أو م نه فق د ص فته ف ي كون ه ص ياة ش املة كامل ة تاط ي جوأن ب حي اة‬
‫أالنسان‪.‬‬
‫‪ -‬أو كون ألعمارة فرضية أو نظرية‪ ،‬تقت بعيدأ عن نتاج عمارة ألمكان‪.‬‬
‫‪ -‬ألعم ارة ال تنتظ ر ألق اد ‪ ،‬بق در م ا ه ي وأق ع ح ي مع اش‪ ،‬ف ي أالس تجابة‬
‫ألص حيحة لوأق ع حي اة أالنس ان ومس تجدأتها‪ ،‬وأالنفت ا عل ى تج ارم‬
‫أال رين‪.‬‬

‫وتع د ألرؤي ة إل ى ألوأق ع باتج اه تاس يس‬


‫وتصور إبدأع‪ ،‬وإلى ألمستقبل ف ي تكام ل‬
‫ألتصور ونضوجه‪.‬‬
‫‪ -‬ألوأق ع تاس يس وتص ور‪ ،‬حي ث في ه ت اثير ألوأق ع عل ى وض ع أالس س ألعام ة‬
‫لبي ان فه أ أص ول ألعم ارة وتطوره ا‪ .‬وإل ى تطبيقات ه ف ي عملي ا عقلي ة ف ي‬
‫أس تنتاجا ترتق ي ف ي تص ور أالنم اط أإلبدأعي ة للنتاج ا ‪ .‬حي ث أتخ ذ‬
‫طريقها إلى ألوأقع‪.‬‬
‫‪ -‬ألمس تقبل تكام ل ونض وج‪ ،‬حي ث يتحق ق ألتكام ل م ن حص يلة ألخب رأ‬
‫وألترأكم ا وألنض وج ف ي جنب ا ألنت اج ألفكري ة وألمادي ة‪ ،‬نح و ألنه و‬
‫وأالرتق ا ف ي ك ل مك ان و م ان م ن تبع ا ألنتاج ا ألتقليدي ة‪ ،‬باش كالها‬
‫ألمرتبطة بالمعمار في جوأنب أجتماعية وأقتصادية وبيئية‪.‬‬
‫حي ث يع د ألتطف ل عليه ا إعاق ة إل ى أالنس ان‬
‫ف ي نض وجه وتقب ل نتاج ه‪ ،‬مم ا يتطل ب بن ا‬
‫ألتوجها ألسليمة وإعادة ألترشيد في تق ديأ‬
‫رؤي ة لهوي ة وت اري ع ن طري ق ألعق ل‪ .‬مقاب ل‬
‫تعزيز ألمفاهيأ ألجديدة ألتي تح اكي ألنت اج بلا ة عص ره‪ ،‬لتقري ب مس افا‬
‫أإلب دأع وألتوأص ل ولارتق ا بالمهن ة وص وال إل ى تط ور ألبح ث ع ن ألب دأئل‬
‫من أجل ألحد من أللاة ألفاقدة لمقوما نجا مخرجاتها‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪40‬‬


‫وم ن ق رأ ة ألمس تقل وألوأق ع‪ ،‬تتحق ق لا ة ف ي مخاطب ة ألمن ت لعم ارة‪ ،‬ال ب د‬
‫منها‪ ،‬في وسط تميز بوضو ألمشهد في تكامل مخرجات ه م ع متطلب ا ألوأق ع‪،‬‬
‫وتوجهه إلى‪:‬‬
‫‪ -‬تط وير ألبني ة ألتش كيلية للعم ارة ف ي جوأنبه ا أالجتماعي ة وألبيئي ة‬
‫وأالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬وتنقي ة س احة ألنت اج ألت ي تتج او أإل فاق ا ألمتك ررة ف ي أعتم اد ألمف اهيأ‬
‫ألمتطرفة وألمشوهة‪.‬‬
‫حي ث يتحق ق س امة ألرؤي ة إل ى معادل ة ألوأق ع وألمس تقبل ف ي ألتكام ل‪ :‬ب ين‬
‫حوأر ألمد ا في وأقع ألناج وألتخط يط لمس تقبل نت اج ف ي تفاهم ا مرتبط ة‬
‫باالهدأف من وجود ألنتاج ورقيه‪.‬‬
‫وتمهي دأ للتق ارم ب ين ألنتاج ا ‪ ،‬ف ي ق دمها وجدي دها م ن جه ة‪ ،‬وألنتاج ا ف ي‬
‫مانها من جهة أ ر ‪ ،‬حي ث يبق ى ألمك ان ه و ألحاض نة ألس ليمة ف ي تعري ز دور‬
‫أالبتك ار وأال ت رأع وأل رؤ ألجدي دة فيهم ا‪ ،‬ألبعي دة ع ن ألمح ددأ ألس لبية‬
‫للبيئ ة ألمش يدة‪ ،‬وألمفتوح ة عل ى ألتوجه ا وألتش كيا ألت ي تثي ر ألف رص‬
‫وألتحديا ‪:‬‬
‫‪ -‬عند أحتوأ ما ينت منها من مناطق ضعت وتهديدأ ‪.‬‬
‫‪ -‬و ي ادة أل وال للعم ارة ألناش ئة‪ ،‬عن د إ أل ة ألمتعارض ا بينه ا‪ ،‬ف ي ألحل ول‬
‫ألهادئ ة ألت ي تجم ع ب ين ألحال ة ألس لبية ألظ اهرة وب ين ألط رف ألمن ت‬
‫لعمليا أالبتكار وأالبدأع‪ ،‬وألهدف منه ا ف ي أالس تجابة لمتطلب ا ألحاج ة‬
‫وألرغب ة‪ ،‬ف ي نت اج يتمي ز بابتك اره‪ ،‬مقاب ل ألتفكي ر بمس تقبل ألعاق ة ب ين‬
‫أالنس ان وألمن ت لنتاج ه‪ ،‬وأنعك ا ذل ك م ن تح ديا وف رص ت أ إثارته ا‬
‫على ألمفاهيأ ألدأرجة ومستقبلها على أالنسان‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪41‬‬ ‫في مستقبل وواقع العمارة‬ ‫مقدمة‬


‫خصائص نتاج عمارة‬

‫ألصور ألحية في ألعمارة‪ ،‬هي صائص‬


‫يتعذر ماادرتها‪ ،‬حتى تعجز أمامها محاكاتها‪.‬‬
‫وأالق رم م ن ذل ك‪ ،‬ل ق ‪ ،‬أل ذي تعج ز‬
‫أح دث ألك اميرأ وال تس تطيع محاكاته ا‪ ،‬لم ا‬
‫فيها من سحر وجمال ال نظير لها‪.‬‬

‫ألبام أالوسط أحد ‪ 4‬أبوأم بناها ألخليفة ألعباسي ألمستظهر باهلل عا ‪488‬ه‪.‬‬
‫ألبام ألذي أستعصى على هوالكو‪ ..‬هذأ ما تبقى من أسوأر ألخافة ألعباسية في‬
‫‪1‬‬
‫بادأد‪) ( .‬‬
‫ألعم ارة عرف ا‪ ،‬ال ت رتبط بعص ر دون عص ر‪ ،‬إنم ا ه و نت اج أنس اني لك ل ألعص ور‪،‬‬
‫لك ن مفهومه ا ألوأض ح ألمتص ل بمعتق د‪ ،‬تتش كل تبع ا الح دأث ألتط ور فتعط ي‬
‫صورة تميز فيها‪ ،‬حتى تتوألى أإلبدأعا ألمتجددة‪.‬‬
‫ونح ن ن ر ألتوجه ا ألمعماري ة ألاريب ة م ثا ترت دي أثوأب ا جدي دة م ن‬
‫آ‬
‫وق ال ر‪ ،‬فالعمارة ألحديثة أتخذ عند عصر سابق له ا ش كل تجن ب ألز رف ة‬
‫وأعتبره ا جريم ة‪ ،‬وه ي تط ور وتع دد ص ورها‪ ،‬وأص بح له ا عش رأ أالس ما‬
‫وألمف اهيأ‪ ،‬فق د تع دد وتنوع ‪ ،‬حت ى أص بح معم اريو ألعم ارة ألوأح دة‪،‬‬
‫أنماط ا متم ايزة‪ ،‬ول أ يقبل وأ ألبق ا عل ى ألقوأل ب ألجام دة ألناتج ة م ن نش اط‬
‫ألمعتقد وألتقاليد وأالعرأف‪ .‬ولكن‪:‬‬
‫هللل للتمكن القللارم مللن ا كللو لمللن بعللد ثللة ة عيم لة ضللةمة يق ت أمامه ا‬
‫ألجميع باإل كبار وأإلجال؟‬
‫هل تفهم العمارة من خالل النظة ال ها بال تعة ف؟ لم ا في ه م ن س امة‬
‫ألشكل وإيفا ها ألقصد منه‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألبام أالوسط أو بام رأسان كما يطلق عليه لكونه مطا على جهة ألشر في موأجهة إيرأن‬
‫قرم ضريح ألشي عمر ألسهروردي‪ ،‬هو ألبام ألثاني لبادأد ألعباسية‪ ،‬وكان أول أبوأبها بام‬
‫ألسلطان‪ ،‬ويفصله عن نهر دجلة ‪ 24‬برجا‪ ،‬وبعده بام ألحلبة‪ ،‬ثأ بام ألبصلية‪ ..‬حرص ألخلفا‬
‫ألعباسيون على صيانة مدينة بادأد عن طريق أبوأبها‪ ،‬لما تمثله من تحصينا دفاعية ضد‬
‫ألهجما ألخارجية ولأ يتركوأ ألمدينة نهبا لرما ألعدو‪ .‬ألجزيرة‪https://rb.gy/edak2s ،2021،‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪42‬‬
‫فاالنتقال إلى عمارة معينة‪ ،‬لها روأدها‪ ،‬فان نتاجها يمتا بخصوصيا منها‪:‬‬
‫‪ )1‬خصوص ة رؤ لة مملال النتلاج بقلاه ‪ ،‬باالعتم اد عل ى ألكم ال ف ي مائم ة‬
‫ألقوأع د‪ ،‬عن د قياس ها م ع قوأع د لنتاج ا س بق وحرك ا عم ارة ظه ر ‪.‬‬
‫ويتحق ق بقا ه ا طالم ا كان هن اك حاج ة يتطل ب م ن ألمعم ار إش باعها‬
‫لمجتمعها وأفرأده‪.‬‬
‫‪ )2‬خصوص ة نضوج فكةة النتاج‪ ،‬من حيث قدرة ألمعم ار ألعقلي ة فيه ا عل ى‬
‫إيجاد قبول أتب اع رس الة ألنت اج‪ ،‬للوص ول إل ى مرتب ة علي ا ف ي نم و م دركا‬
‫ألمعمار ألعقلية‪ ،‬وتقبل ألتوجها ألفكرية وأإلضافا عليها‪.‬‬
‫وألنظر إلى ألنمو ألعقلي للمعمار‪ ،‬في مرحلة ألش بام‪ ،‬ورؤي ة بياجي ه‪ ،‬ف ي‬
‫آ‬
‫أن مرحلة ألعمليا ألصورية ألعقلية هي أ ر مرأحل ألنمو ألمعرفي‪ ،‬وم ا يح دث‬
‫بع دها م ن بل ورة وأس تقرأر إل ى ألعملي ا ألص ورية‪ .‬أي أن أالف رأد (بع د تج او هأ‬
‫ألفترة من س ن ‪ 15-11‬س نة)‪ ،‬تقريب ا ف ي "ألبل وغ وألمرأهق ة ألمبك رة"‪ ،‬يص بحون‬
‫أك ث ر تع ودأ عل ى أس تخدأ ألعملي ا ألص ورية‪ ،‬و اص ة أالرتب اط ف ي مج ال‬
‫ألتخصص ألمهني وأال كاديمي‪.‬‬
‫ويك تنت تصور ألنمو ألعقلي وألمعرفي‪ ،‬حالتين هما‪ :‬وجود مرأحل إلى نمو‬
‫ألعمليا ألصورية؛ ومحاوال لتج او مرحل ة ألعملي ا ألص ورية‪ ،‬وأقت رأ ب دال‬
‫عنها مرأحل أ ر للنمو ألمعرفي تتبعها‪.‬‬
‫كما أشار إلى تحديد مستويا ألتفكير في ط ور ألمرأهق ة ألمبك رة باس تخدأ‬
‫ألعملي ا ألص ورية‪ ،‬إل ى‪ :‬مس تو ألتفكي ر ف ي ألب دأئل وألف رو وأالحتم اال ‪،‬‬
‫وفك رة ألح ل في ه‪ ،‬ألوص ول إل ى ح ل مش كلة ث أ ألتوق ت‪ ،‬أي ال ُتختب ر جمي ع‬
‫ألمتايرأ بطريقة منظمة؛ ومستو ألتفكير ألمنظأ في أالحتماال ألمختلفة‪،‬‬
‫ويب دأ ب الظهور ف ي ط ور ألس عي (ألمرحل ة ألمت ا رة م ن ألمرأهق ة)‪ ،‬وفي ه ألبح ث‬
‫عن كل ما هو ضروري وإلى محاولة أ تبار ك ل متاي ر‪ ،‬وألعاق ا ألممكن ة ب ين‬
‫ألمتاي رأ ‪ .‬ومن ه ف ان‪ :‬حرك ة ألبح ث ف ي ه ذأ أال تص اص‪ ،‬وف ي مرحل ة تفكي ر‬
‫ألش بام‪ ،‬يس ير ف ي مس تويا أربع ة‪ ،‬وفيه ا يطل ب م ن ألعم ارة كحال ة مختب رة‪،‬‬
‫كما يطلب‪:‬‬
‫‪43‬‬

‫في ه م ن ألحال ة ألمفحوص ة (أنس ان أو م ادة)‪ ،‬عل ى م ا يح دث‪ ،‬حي ث توض ع‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫أش كال أو مع اني مختلف ة‪ .‬عل ى أن يرأع ى ق وة ت اثير م ادة تش كيل ألنت اج وإل ى‬
‫ألبعد عن نقطة تاثير ألحركة ونتاجاتها‪.‬‬

‫‪43‬‬ ‫في مستقبل وواقع العمارة‬ ‫مقدمة‬


‫أو تك ون حال ة ألت وأ ن‪ ،‬ومثله ا ف ي "أطف ال ط ور ألتميي ز"‪ ،‬عن دما تتس او ق وة‬
‫ألتاثير في كا ألنتاجين‪ ،‬مع أهمال إدرأك ألبعد عن مركز ألحركة وتاثيره ا‪ .‬ويم ر‬
‫إدرأك تلك ألحالة بمرأحل فرعية (أو مستويا أربعة)‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ )1‬مس تو ألمقارن ة ب ين ت اثير ألتكوين ا ألهندس ية لنت اجين‪ ،‬ب الفر ب ين‬
‫بع دي ألت اثير م ن نقط ة أرتك ا ألعم ارة عليه ا ف ي تلبي ة ألمتطل ب‪ .‬ك ذلك‬
‫أ تي ار ألمس افة ألت ي ت ؤثر فيه ا ألعم ارة ونتاجه ا بجان ب تحدي د ألمي ل ف ي‬
‫ألنت اج‪ ،‬وه و ألحرك ة ألمعماري ة وتوجهاته ا ف ي عملي ا تح دد ف ي أي أتج اه‬
‫يميل تصور ألنتاج‪.‬‬
‫‪ )2‬مستو تكوين نسب بس يطة للمقارن ة ب ين متاي ري ت اثير ألك تل ة ألبنائي ة‬
‫للنتاج لحل مشكلة معينة‪ ،‬ومسافة بع ده ع ن ألحال ة ألنموذجي ة للنت اج‪.‬‬
‫ويس اعد أال تاف ف ي ألنس ب عل ى ألتنب ؤ باتج اه ألمي ل‪ .‬نح و ألحج أ‬
‫أال كبر‪ ،‬كما أن ألنسبة هي عملي ة ص ورية متط ورة‪ ،‬وأن ح ل ألمش كلة ق د‬
‫أرتبط بتساوي متايري ألك تلة وألمسافة عند نقطة ألتاثير‪.‬‬
‫‪ )3‬مس تو أس تخدأ ألقس مة ف ي ألحص ول عل ى ألنس بة‪ ،‬حي ث ال ط ور‬
‫ألس عي (س ن ‪ 15 -13‬س نة) يظه ر ه ذأ ألس لوك ألمعرف ي و اص ة ف ي‬
‫ألمرأح ل ألمبك رة‪ .‬ويص بح ألم يان نح و ألنس بة أال كب ر‪ ،‬ألم ؤثر ف ي‬
‫أس تخدأ عناص ر أال ك ث ر تمثيله ا ذهني ا‪ ،‬وأس تخدأ عملي ا ألعم ارة‬
‫ألرقمية أال ك ثر تقدما من ألمستو ألسابق‪.‬‬
‫‪ )4‬مس تو أس تخدأ ألقس مة ف ي حس ام نس بتين؛ أح دأهما للمس افة م ع‬
‫مركز نقطة تاثير ألحركة ونتاجها‪ ،‬وأال ر تاثير ألتكوين ا ألهندس ية‪ .‬ث أ‬
‫يق ارن بينهم ا‪ ،‬أل ذي يظه ر بس لوك‪ ،‬ولك ن بع د س ن ‪15‬س ن‪ ،‬أو ف ي ط ور‬
‫ألمرأهقة ألمتا رة‪ .‬ومثالنا من ألعمارة في أالتي‪:‬‬
‫‪ -‬حرك ت ان معماريت ان‪ ،‬ف ي طرف ي ألمي زأن‪ ،‬وتاثيرهم ا (‪ )7‬وح دة لاول ى‪،‬‬
‫مقابل (‪ )3‬وحدة للطرف أال ر‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬وكان ألمسافة ألتاثيرية على ألمجتمع قد حدد ‪ 5،2‬لاولى وألثانية‪.‬‬
‫‪ -‬نس بة ألمس افة ألتاثيري ة للمجتم ع ه ي (‪ ،)2.5:1‬بينم ا نس بة ألحرك ة‬
‫ألمعماري ة ه ي (‪ ،)2.33:1‬ل ذأ ف ان ألمعم ار يتج ه ف ي ألمي زأن نح و أتج اه‬
‫ألنس بة أال كب ر وه ي نس بة ألمس افة ألتاثيري ة للنت اج أك ث ر م ن نس بة ألحرك ة‬
‫ألمعمارية‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪44‬‬


‫ومن ألخاصيتين‪ ،‬في صوصية رؤية كمال ألنتاج وبقا ه ونضوج فكرة ألنتاج‪،‬‬
‫تاتي ألحركة ألمعمارية في رسالتها‪ ،‬منسجمة مع‪:‬‬
‫القللدرة العقي للة لمتلقيه ا ف ي أإلمكاني ة أو ألق وة ألفعلي ة عل ى أالدأ أو ه ي نش اط‬
‫معين‪ ،‬أو مجموعة من أالدأ أ ‪ ،‬أو أالستجوأبا ‪.‬‬
‫است عاب ذهنلي‪ ،‬عن د معالج ة ألمعلوم ا ‪ ،‬وألت ي تقت رم م ن ألتط ور ألمعرف ي‬
‫لإلنس ان‪ .‬وألنظري ة فيه ا‪ ،‬ف ي أس تيعام ألمعلوم ة ألت ي يس تقبلها ب دال م ن‬
‫مجرد أالستجابة للمحفز ألمولد لها‪ .‬وبذلك‪:‬‬
‫‪ )1‬كلم ا ك ان متلق ي ألنت اج أو ألباح ث في ه‪ ،‬أعل ى ق درة وأك ث ر أس تيعام‪،‬‬
‫كان رسالة نتاجه وقوأعد تشكيله‪.‬‬
‫‪ )2‬وم ن ألخاص يتين ي تأ أس تيعام ق رأ ة ألنت اج ألمعم اري‪ ،‬باعتباره ا ف ن‬
‫ومه ارة تبح ث ع ن ألحص يلة ألمعرفي ة ف ي ألفه أ وأالس تيعام‪ ،‬ويك ون‬
‫يادة أالستيعام في طبيعة ألخلفية ألثقافية وألعلمية‪.‬‬
‫‪ )3‬وعند جمع صوصية ألرسالة و صوص ية ألمعم ار ألمرس ل‪ ،‬ين ت تص ورأ‬
‫ف ي موأكب ة ألمتلق ي لنتاج ه ودوأم ه‪ .‬ف ا أس تانا عن ه لحاج ة إلي ه‪ ،‬وه ي‬
‫حاجة تمثل ف ي‪ :‬ظه ور حرك ة معماري ة جدي دة تلب ي متطلب ا مانه ا‪ ،‬أو‬
‫حاجة عقل أالنسان إلى بيان ما تأ تكليفه به‪.‬‬
‫وب ين ألحي ز ألهندس ي ألحام ل لخصوص ية ألرس الة‪ ،‬وجه د ألمعم ار عب ر تش كيل‬
‫يحوينا‪ ،‬ويحوي كل شي تتطلبه حياة أالنسان في ألكون‪.‬‬
‫فهو مسر ينتح تصورأ في موأكبة مستخد ألنتاج‪ ،‬تدور أحدأثه على شبة‬
‫ألوأقع وأحدأث ألحياة‪ ،‬فاإلنسان وليد مانه ومكانه‪.‬‬
‫ولكن هل ألمستقبل ألذي يتأ تروي أفكاره في فرأغ شي حقيقي؟ أ قد أبتكره‬
‫كادأة تسهل عليه فهأ ألعالأ حوله وأالطمئنان إليه‪.‬‬
‫وعن دما تتخي ل ألمس تقبل كون ه كون ا فارغ ا إال م ن جس أ وأح د‪ ،‬يتامل ه أنس ان‪،‬‬
‫فماذأ يعني هذأ ألتامل وما يعني مكانه أن تصور له مكانا‪.‬‬
‫وب النظر للحاج ة إل ى ألعم ارة‪ ،‬ف ان م ن ألص عب تعري ت مس تقبل مك ان ه ا‬
‫ألجس أ ألوحي د‪ ،‬فيك ون تحدي د موقع ه‪ ،‬حاج ة تمثل ف ي ظه ور رؤي ة تح دد‬
‫‪45‬‬

‫موق ع جس أ نت اج ألعم ارة وأقع ا نس بة إل ى أجس ا ألعم ائر أال ر ف ي ألبيئ ة‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫أإلنسانية ألمشيدة‪ .‬ولكن‪:‬‬


‫ماذأ إذأ كان ألعمارة جسما ثابتا‪ ،‬أو متحركا بتصور معين؟‬

‫‪45‬‬ ‫في مستقبل وواقع العمارة‬ ‫مقدمة‬


‫وكيت سيكون ألنظ ر إل ى ألمس تقبل‪ ،‬إذأ ك ان اوي ا م ن أي تص ور لوأق ع يتمن اه‬
‫أالنسان؟ وهل نحن في فرأغ ال تماما أ فضا يحوي ما ال نرأه‪.‬‬

‫وحتى تستوفي ألمقدمة لمستقبل ألعمارة رؤيتها‪ ،‬حيث‪:‬‬


‫‪ -‬شال أالهتما عن ألزمان وألمكان‪ ،‬وتارجح ألنتاجا ألمعمارية بين‬
‫وأقعها ومستقبل ألنظر إليها‪.‬‬
‫‪ -‬إمكان أعتبار ألزمن وفضا ألعمارة تشكيل في وأقع‪ ،‬مقابل ألزمن وألفرأغ‬
‫وتعذر أإلجابة عما نصل إليه من أجسا في ألمستقبل‪.‬‬
‫باعتبار تجربة ألمعمار في ألزمن يسير بترأتب ثاب منتظأ في أتجاه وأحد ال‬
‫رجوع فيه أليو أوال‪ ،‬وألفضا مرتب وبشكل منتظأ بابعاده ألثاثة عند‬
‫ألتحديد وألتعريت‪ ،‬وكذلك ألفرأغ ثانيا‪ ،‬وبحث أليو في كون ألزمن وألفرأغ‬
‫ناتجان عن قوأنين ألفيزيا ثالثا‪.‬‬
‫‪ -‬وأفترأ أعتبار من ألنتاج ألمعماري‪ ،‬وأقعا في تمثيله كابعاد لك تلة في‬
‫فضا ‪ ،‬فيكون ألنظر إليه ال يتاير حسب معرفة أليو بتاير ألمرأقب له‬
‫وسرعته‪ .‬ومستقبا في تمثيل يمتد إلى ما ال نهاية‪ ،‬لكون معرفتهما أليو‬
‫في حقيقة وجودهما ‪ ،‬ومنفصان عن بعضهما في ألتاثير وألتفعيل لما في‬
‫أالنسان من حاجة ورغبة‪.‬‬
‫ل ذأ م ا ين ت م ن أل زمن م ن مك ان ه و مطل ق ومس تقل عن ه ف ي حض ره ألحاض ن‬
‫لنتاج أالنسان ألمادي‪.‬‬
‫ويك ون ف ي مج ال ألعم ارة‪ ،‬نتاج ا ف ي مدين ة ارج ألس يا ‪ ،‬وألحاض نة‬
‫لنتاج ا محلي ة وأ ر عالمي ة‪ ،‬لتجع ل م ن ألعم ارة جس ر ش ال ألفج وة ب ين‬
‫ألتقلي د وألحدأث ة‪ ،‬م ع أالعتب ار ك ون ألتقلي د ك فك رة حدأثي ة‪ ،‬وإل ى ألتن اقض ب ين‬
‫مفاهيأ حركة عمارة ونتاجا عمارة أ ر ‪)2( .‬‬
‫عمارة خارج الس اق‪...‬‬
‫وأقع ا‪ ،‬يبح ث ألمعم ار ع ن دوف ع تمك ن م ن‬
‫أس تيعام تص ور وفه أ ألعم ارة بوص فها‬
‫ص ورة‪ ،‬وه و م ا يؤك د ألمع اني ألمتع ددة‪.‬‬
‫مستقبا في تعدد ألنظر لمباني تجسد معنى‪.‬‬

‫(‪ )2‬آأمال أندرأو ‪":2018 ،‬ألمدينة ألعربية‪ :‬عمارة ارج ألسيا "‪ ،‬ترجمة أيمن ألحسيني‪،‬‬
‫‪https://www.7iber.com/environment-urban/the-arab-city‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪46‬‬
‫‪.2‬‬
‫على ماذا تكون عمارة المستقبل؟‬

‫عندما ال أسال ما ألعمارة فاني أعرفها‪ ،‬ولكن ألسؤأل عنها داللة على ألقصور في‬
‫معرفتها‪ .‬فالعمارة هي ذلك ألنتاج ألسيال ألذي ال ينتظر أحد في تلبية متطلب أو‬
‫يستثني شخص ال حاجة منها ‪ .‬فهي نتاج أنساني يحمل معه صور متعددة من بيئتها‬
‫ألمشيدة وألكون ألمحيط بها ‪.‬‬
‫وقد ترتبط عمارة ألغد(ألمستقبل) أك ثر‪ ،‬بما يستقبل من ألزمان‪ ،‬وتدخل عمارة‬
‫أليوم ألذي يلي ألعمارة ألتي نحن فيها دخوال أوليا‪.‬‬
‫وأن ما ننتج من عمارة ألمستقبل ال يكون‪ ،‬إال بمشيئة هللا عز وجل‪ .‬إال أن ال نهي‬
‫لإلنسان من ألتفكير في أمر مستقبله ومستقبل عمارته‪ ،‬وإنما يكون ألقصد ألنهي عن‬
‫ألجزم بما سيقع في ألمستقبل‪ ،‬الن ما سيقع علمه عند هللا تعالى وحده‪.‬‬
‫عمارة االنسان ومشيئة الخالق‪..‬‬
‫عندما ترى من عمارة ألمستقبل ما‬
‫ال يرأه أالخرون‪ ،‬فان ذلك يكون‬
‫عبر مفاهيم في قرأءة طبيعة حركة‬
‫ألعمارة نحو ألمستقبل‪.‬‬

‫ومعرفة أرتب ا ألعم ارة بمش يئة معين ة‪ ،‬ف ان ألعل م بالق ادم منه ا يك ون فرا ا ف ي‬
‫أنج ام م ا علي ه‪ .‬رغ م م ا تتض منه م ن خي ارأ طبق ا له ا‪ ،‬وألظ روا ألمحيط ة ل م‬
‫تس ع لتحقي ت نت اج مع ين‪ ،‬ف ان هن ا نتيج ة تنتظ ر نت اج أالنس ان ومقترن ة‬
‫باهدأا وأقعية ساهمت ف ي ألتش كيل أالبت دأ ي للنت اج‪ ،‬وتمخض ت بالت الي ع ن‬
‫آ‬
‫نتاجا تشد ألمتلقي وتجذبه‪ ،‬وبين ألذهاب إلى أحتمال دون أالخر‪.‬‬
‫وأالحتماال في رؤية ألنتاج‪ ،‬ب ين ع ودة ألنت اج إل ى أس باب‪ ،‬وإش كاليا عقدي ة‬
‫‪،‬وتاريخي ة‪ ،‬وغيره ا‪ .‬وب ين أس باب أرتبط ت باالبتع اد عن ه‪ ،‬نح و ألخي ال أل ذي‬
‫يتج اوم م ا تع ارا علي ه م ن معتق د وتقالي د وأع رأا‪ ،‬وأالعتم اد عل ى ألتكنولوجي ا‬
‫في تحقيت طموحه في ألمستقبل‪ .‬وهذأ ال يغلت أالبوأب أتجاه ألتفكير ال تغل ت‪،‬‬
‫أمام إمكانية تحقيت ألنتاج ألمعماري برؤية تتجاوم ألتفكير دأخل ألصندوق‪ .‬وال‬
‫تلغي أالمل وألرجاء بعمارة توأمي ما سيصل إليه مستقبال‪ ،‬مثلما عمارة أليوم‬
‫في تحقيت أهدأفه ومصالحه وغاياته‪.‬‬
‫وعندما يبحث االنسان المعمار عن عمارة المستقبل وسممتاا العالميمةو ونمين‬
‫شعار المحلية لعمارة االنسان اليوم وهي ذات طانع وطني وقومي‪.‬‬
‫فال من نقاء الى عمارة الثقافة الشعبية؟‬
‫كونه ا خالص ة ألفك ر ألش عبي للجماع ا ألت ي‬
‫تع يي ف ي مك ان م ا وين تج ع ن أحتكاكه ا م ع‬
‫بعض ها ل ون م ن أ ب دأع ألمتع دد ف ي مجاالت ه‬
‫وأالنوأع ألدألة عليه‪)1( .‬‬
‫وب ذلك تؤس له ا مجموع ة م ن ألخص ا ص‬
‫وألصفا ألتي تحدد لإلنسان نوعا متمي زأ م ن ألس لو ‪ ،‬يق وم عل ى مجموع ة م ن‬
‫ألقيم وألمثل وألمقوما ‪ ،‬يرثها ويتمسك بها ويحرص عليها‪ ،‬ويجعل منها هوي ة‬
‫ل ه‪ ،‬يعب ر م ن خالله ا ع ن ص لته بالمك ان وم ا يس تمده من ه م ن خب رأ وق يم‬
‫وسلو ‪.‬‬
‫هل من نقاء للقيم في منظومة النتاج الحديث؟‬
‫ألمسرح ألكبير في ألربا بالمغرب(‪) - 2014‬‬
‫تح دد ه دا مش روع ألمس رح ألكبي ر ف ي‬
‫مدين ة ألرب ا ب المغرب إل ى جع ل ألمدين ة‬
‫وأح دة م ن كبري ا ألعوأص م ألثقافي ة‬
‫ألعالمي ة‪ ،‬حي ائ سيض اهي منش ه ذه‬
‫‪2‬‬
‫ألعوأصم من حيائ ألحجم وألمرأفت وألنمط ألمعماري ‪) (.‬‬
‫أ‬
‫وهل لعمارة المستقبل رؤية تتوافق وهويات شعوب االرض؟‬
‫في ألعام ‪ ،1975‬قام مجموعة من ألباحثين بقيادة ألبروفيسور جيرأرد أونيل من‬
‫جامعة برينستون‪ ،‬بدرأسة أمتد لعشرة أسابيع عن ألمستعمرأ ألمستقبلية‬

‫(‪ )1‬ألزرك اني‪ ،‬خلي ل حس ن ‪" ،‬عم ارة ألبي ت ألش عبي ألعرأق ي ألبي ت ألبغ دأدي وألموص لي‬
‫أنموذج ا"‪ ،‬ألع دد ‪ - 25‬ثقاف ة مادي ة‪ ،‬مجل ة ألثقاف ة ألش عبية‪،‬‬
‫‪https://www.folkculturebh.org/ar/?issue=25&page=article&id=476‬‬
‫(‪ )2‬مها حديد‪ ،‬مهندسة عرأقية ‪https://rb.gy/l0kv6v ،‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪48‬‬
‫ف ي ألفض اء (‪ .)3‬وعم د أوني ل م ن خ الل عمل ه م ع ألمهندس ين ألمعم اريين‬
‫وألباحثين وألمهندسين وألعلماء في ماونتن فيو‪ ،‬كاليفورنيا‪ ،‬إلى تقييم فيما إذأ‬
‫كان ت أفك اره مجدي ة‪ ،‬حي ائ رس م ثالث ة مف اهيم لتق ديمها إل ى وكال ة ناس ا‪ ،‬أي‬
‫كبس ولة برن ال‪ ،‬ومس تعمرة حلقي ة‪ ،‬ومس تعمرة أس طوأنية‪ .‬وتتمت ع ألمس تعمرة‬
‫أالسطوأنية‪ ،‬بالقدرة على إتاحة ألعيي لمليون شخص‪.‬‬
‫وأس تخدمت ك ل وأح دة ق وة‬
‫ألط رد ألمرك زي لتولي د‬
‫ألجاذبي ة أالص طناعية‪ ،‬وألت ي‬
‫أنعكس ت ف ي تص اميمها‬
‫ألدأ ري ة وأال ل وأح ألشمس ية‬
‫ألوأس عة لم دها بالطاق ة‪ .‬وف ي‬
‫أل دأخل‪ ،‬تض منت ألمن ا ر‬
‫ألطبيعية ألخضرأء أماكن مريحة للعيي في منامل حديثة‪.‬‬
‫ربم ا‪ ...‬ال ي اتي أالنس ان بالجدي د‪ ،‬ومن ذ ع ام ‪ ،1975‬وم ا مأل ت تص اميم أوني ل‬
‫ت وحي ب الك ثير بع د م رور أربع ين عام ا‪ .‬وق د تم ر ع دة ق رون قب ل أن ن تمكن م ن‬
‫تص ميم أي ش يء بحج م مس تعمرة أوني ل ف ي ألفض اء‪ .‬وف ي ألوق ت ألح الي علين ا‬
‫ألعيي مع صور من ألمااي‪ ،‬وإمكانية ما يمكن أن يحصل في ألمستقبل‪.‬‬

‫وب ين عم ارة ألمس تقبل وس متها ألعالمي ة وألعم ارة ألمحلي ة وس متها ألعقدي ة‪،‬‬
‫فان‪:‬‬
‫‪49‬‬

‫(‪ )3‬كل ألعمل في ألبحائ ألذي مولته ناسا‪ ،‬ألفنانين ريك غويدي ودون دأيفي ‪،‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫حيائ صمما ألمفاهيم ألنظرية ألتي لم تر ألنور بعد‪.‬‬


‫هل تخشى طرد من كوكب أالرض؟ أنظر ماذأ يقدم لك ألفضاء‪،2016،‬‬
‫‪https://arabic.cnn.com/style/2016/05/30/nasa-ames-oneill-space-colonies-1975‬‬

‫‪49‬‬ ‫ماذا تكون عمارة المستقبل‬ ‫على‬


‫‪ -‬تعد ألعمارة ألمحلية‪ ،‬وأن كان ت ا من ح دودها مناطقه ا‪ ،‬إال أنه ا حمل ت‬
‫ق يم ومب ادم ألمتف ت عليه ا دولي ا‪ ،‬ف ي س ما عم ارة ممانه ا ومكانه ا‪ ،‬وم ا‬
‫تتاثر به إيجابيا من معتقدأ وأعرأا وتقاليد‪ .‬سوأء في هذأ ألزم ان تص ورأ‬
‫أو في ممن ألعمارة أنسان ألمستقبل‪.‬‬
‫باعتب ار ‪ :‬وعن د تن اول ألمعتق دأ كونه ا ق يم حض ارية وتاريخي ة وثوأب ت‬
‫تعط ي للعم ارة هويته ا ألمحلي ة‪ ،‬فإنه ا تح دد عالق ة أالنس ان م ع ذأت ه وم ع‬
‫ألمجتم ع وبالمك ان (‪)4‬؛ وك ون ألجدي د ألق ادم يق عل ى مب ادم وق يم ال يحي د‬
‫عنها وهي منقذة للبشرية‪.‬‬
‫‪ -‬ل م تاخ ذ ألعم ارة ألمحلي ة حقه ا ف ي ألبح ائ‪ ،‬لت وألي ألض غو عليه ا‪ ،‬م ن‬
‫ألعم ا ر ألوأف دة‪ ،‬فتقي د بقي ود قديم ة جعل ت منه ا تحف ة فني ة ال ت اثير‬
‫للعصر فيها‪.‬‬
‫آ‬
‫وال نغالي‪ ،‬ألقول في "أن ما في مدننا أالن هو خبر عن‬
‫بعض ألمااين ألمهتمين‪ ،‬مما يرغب به ألبعض‬
‫آ‬
‫ويستنكر ألبعض أالخر‪ ،‬فهي عمارة ألوأقع ألتي تق‬
‫في منتص ألطريت بين عمارة لم تعرا وجها كامال‬
‫من ألصحة وبين عمارة ال معنى لها في ألحقيقة‪ .‬فهي‬
‫عمارة لم تا من قبلنا وأنما جاء من أخرين‪.‬‬
‫‪ -‬و ّإن ألعم ارة ألمحلي ة وحرك ته ا‪ ،‬وإن كان ت ا من ح دود جغرأفي ة ّ‬
‫معين ة‪،‬‬
‫ّ‬
‫وإنه ا ت ا نطر بعن وأن مح ّدد ككونه ا ش عبية‪ ،‬إال أ ّن ه ذأ ال ين افي كونه ا‬ ‫ّ‬
‫عم ارة ذأ ط ابع ع المي‪ ،‬وأ ّن حقيقته ا وجوهره ا ع ام‪ .‬فه ي عالمي ة‬
‫باهدأفها‪ ،‬وعالمية بحقيقتها‪ ،‬النها تمثل أالمتدأد إل ى أش باع حاج ة أنس ان‬
‫ممانه ومكانه‪.‬‬
‫عن دما تك ون ألعم ارة إل ى ألمس تقبل ف ان‬
‫قرأءته ا‪ ،‬ت رتبط بك ون ألس عي إل ى حقيق ة أك ث ر‬
‫من كونها حالة مزيفة‪ ،‬ال حاجة منها‪.‬‬
‫وألنظ ر إليه ا‪ ،‬ال يك ون إال ا من أس فكري ة‬

‫(‪ )4‬آأل يوس و ‪،‬إبرأهيم جوأد كا م وريم فنجان‪ ": ،‬أثر ألمعتقدأ في ألعمارة ألعرأقية"‪،‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/322746023_athr_almtqdat_fy_alma‬‬
‫‪rt_alraqyt‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪50‬‬
‫نظرية‪ ،‬تاتي في مقدمتها " نظرية أالتص ال"‪ ،‬ألت ي توا ل ألعالق ة ب ين ألمص مم‬
‫ألمرسل‪ ،‬وألنتاج ألرسالة‪ ،‬وألمتلقي ألمرسل إليه‪.‬‬
‫وتتض ل أهمي ة ألعالق ة ألثالثي ة وأرتب ا مفردأته ا ألثالث ة بعض ها ب بعض‪ .‬فك ل‬
‫منها تؤثر وتتاثر بالمفردأ ألتي تجاورها‪ ،‬لذأ هي عالقة حلقية متصلة‪.‬‬
‫عمارة المستقبل هل هي‪:‬‬
‫أ‬
‫اوالو عندما كانت عمارة القرن العشرين‪،‬‬
‫ق د أنحص ر ف ي ألم وأد ألمت وفرة ل ديها‪ ،‬ج اء بالنم اذج ألمهيمن ة‪ ،‬ألت ي أعت اد‬
‫عليها ألجميع‪.‬‬
‫فهل ستظل هذه ألعمارة‪ ،‬أم للمستقبل رأي في عمارة أخرى‪.‬‬
‫وعن د أ بق اء عل ى ألتص ور بعم ارة ألمس تقبل ألم رتبط بالتكنولوجي ة ألحديث ة‬
‫وأستكشاا ألجديد من موأد ألبناء وطرق تشكيلها‪ .‬بين منفذ أو نتاج ما مأل ف ي‬
‫آ‬
‫ألوأق ع أالفترأا ي‪ ،‬ول م يتحق ت ه وره ف ي ألوأق ع ألخ ارجي‪ ،‬ومثاله ا ف ي أف اق‬
‫ألتفكير في مستقبل ألعمارة باتجاه ألمب اني ألمطبوع ة بالتقني ة ألثالثي ة أالبع اد‪،‬‬
‫وربما لها نتاجا تغير شكل عالم ألمستقبل‪)5(.‬‬
‫هم مماي فم مماي‪ ..‬نم مرج طم مموب المشم ممروم و ف ي نيوي ور ‪ ،‬ف ي فن اء متح ألف ن‬
‫ألح ديائ‪ ،‬ت م ع رض ب رج عنص ر إنش ا ه عب ارة ع ن ط وب عض وي قاب ل‬
‫للتحل ل يتك ون م ن ألنفاي ا ألزرأعي ة وألفط ر أل ذي تجه ز لتناس ب حج م‬
‫قالب طوبي محدد‪ .‬فكان ألبيت من حرير‪.‬‬

‫ني م مت م م من البكمتيري م مما "كي نع يي ف ي ألص حرأء‪ ،‬م ع ألص حرأء وب دأخل‬
‫ألص حرأء؟" م اجنوو الرس ون ‪-‬ألمعم اري‪ .‬أبت دع ألمعم اري ألس ويدي‬
‫‪51‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫(‪ )5‬موقع ن بوست‪ ،‬مدونا " ألعمارة وألمستقبل‪ ..‬عمارة ما بعد ألطوبية"‪.2018،‬‬
‫‪https://www.noonpost.com/content/22169‬‬

‫‪51‬‬ ‫ماذا تكون عمارة المستقبل‬ ‫على‬


‫م اجنوو الرس ون فك رة تص ميم ج دأر حج ر رمل ي أخض ر قاب ل للس كن‬
‫بطول ‪ 6000‬كيلومتر على أمتدأد صحاري إفريقيا وعرض فكرته ف ي سلس لة‬
‫مع ارض "ص حاري س ريالية" ب الربع ألخ الي‪ ،‬وبمس اعدة بك تيري ا بس توري‪،‬‬
‫ألبك تيريا ألحية ألدقيقة ألمتوأفرة في ألمستنقعا وأالرأاي ألرطبة‪ ،‬سوا‬
‫تتح ول ألرم ال ألفضفاا ة إل ى بني ة مس امية ليفي ة م ن ش انها أن تس اعد‬
‫في إسكان ألالجئين‪.‬‬
‫أ‬
‫نيت من االنسجة الحيوانيمة أبتك ر فري ت أرك ي فيجين رم طريق ة جدي دة لتك وين‬
‫هيكل إنشا ي باس تخدأم لح وم ألحيوأن ا ! ف الفكرة ألمس ماة ب "فيت رو" ه ي‬
‫مفهوم مس تقبلي للمن زل يت ال م ن خالي ا لح وم تنم و ف ي ألمختب رأ ! ورغ م‬
‫يوتوبي ة ألفك رة وع دم توق ع ح دوثها ف ي ألمس تقبل ألقري ب‪ ،‬تظ ل فك رة‬
‫أستفزأمية مبدعة للمصمم ميتشل جوأشيم‪.‬‬
‫عمممارة موتو ممة الم ممدر‪ ،‬أعت اد ألق دماء أحيان ا بن اء من املهم بانفس هم حت ى وإن‬
‫ل م يكون وأ معم اريين أو بن ا ين محت رفين‪ .‬ويك ي ه اوو تت يل ألفرص ة لك ل‬
‫رأغب في بناء منزل ه بنفس ه بإتاح ة عم ارة مفتوح ة ألمص در ج اهزة للتص نيع‬
‫وألتركيب في عدة أيام ومن دون ألحاجة الي مهارأ إنشا ية!‬
‫ني ممت ناس ممتخدام ال ممدرون‪ ،‬ه ل فك ر أن ي تم بن اء منزل ك باس تخدأم روبوت ا‬
‫ط ا رة؟ ل ي حلم ا بعي دأ كم ا تتص ور‪ ،‬فق د ق ام جرأم اميو وك وهلر بتص ميم‬
‫نظام بمساعدة روبوتا طا رة ينظم ‪ 1500‬موديول ت م تحدي د أم اكنهم ع ن‬
‫طريت لوغاريتما ريااية تترجم بيانا ألتصميم ألرقمية إلى حركية‪.‬‬
‫ناطحات سمحاب ششمبية‪ ،‬أتج اه ي دعو إل ى إع ادة أس تخدأم ألخش ب كم ادة بن اء‬
‫م ن جدي د كب ديل ع ن ألخرس انة وألحدي د‪ ،‬ب دأ ه ذأ أالهتم ام عن دما أقيم ت‬
‫مسابقة في ستوكهولم لتص ميم ناطح ا س حاب بمرك ز ألمدين ة وق د ف ام به ا‬
‫فري ت م ن معم اريين أقترح وأ تص ميما لبن اء ناطح ا ألس حاب تل ك م ن‬
‫ألخشب‪ ،‬وسيتكون ألبناء ألجديد من ‪ 34‬طابقا‪.‬‬
‫أ‬
‫مبنى منتج نطانعة ثالثية االنعاد بدبي‪ ،‬شهد مدينة دبي منتص عام ‪2016‬‬
‫مرأس م أفتت اح أول مبن ى مطب وع بتكنولوجي ا ألطباع ة ألثالثي ة أالبع اد ف ي‬
‫ألع الم‪ ،‬وق د أطل ت علي ه أس م "مك ت ب ألمس تقبل" ويش كل ه ذأ ألمبن ى‬
‫أل ذي يق ع ف ي ح رم أب رأج أ م ارأ ‪ ،‬ألمق ر ألمؤق ت لمؤسس ة "دب ي‬
‫للمستقبل" وتصل مساحته إلى ‪ 250‬مترأ مربعا‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪52‬‬


‫أ‬
‫ثانياو افكار تتحايل على المسا ة وتتكيف مع البيئة‪.‬‬
‫فرا ت ألظ روا ألبيئي ة عل ى أ نس ان‪ ،‬عب ر ألت اريي‪ ،‬نم اذج ألمن امل ألت ي‬
‫أس توطنها‪ ،‬من ذ س كنى ألكه وا‪ ،‬وحت ى ناطح ا ألس حاب‪ ،‬م رورأ ب اال كوأ‬
‫وألمن امل ألص غيرة ب القرى‪ ،‬وحت ى ألقص ور وألمب اني ألس كنية‪ ،‬ألت ي تع د ألس مة‬
‫أالبرم لمدن أليوم‪.‬‬
‫فرات ألتغيرأ ألمناخية نفسها عل ى ألع الم‪ ،‬م ا ب ين أعاص ير هوج اء ف ي مك ان‬
‫ما‪ ،‬يتبعها فيضانا كاسحة‪ ،‬إلى جفاا شديد في مناطت أخرى‪.‬‬
‫ف رض تح ديا خاص ة عل ى عل م هندس ة ألعم ارة‪ ،‬ألت ي يج ب عليه ا ص ياغة‬
‫مس تقبل جدي د للمس اكن ألبش رية‪ ،‬ووا ع تص ورأ ونم اذج تتج اوم مج رد‬
‫ألتكي م ع ألظ روا ألمناخي ة‪ ،‬لتص ل إل ى ألتعام ل م ع مش كلة مي ادة أع دأد‬
‫سكان ألمدن‪.‬‬
‫ف ي ألمس ابقا ‪ ،‬تق ديم نم اذج لمس تعمرأ ألمس تقبل‪ ،‬تب دو أغلبه ا مش اهد م ن‬
‫أفالم ألخيال ألعلمي لكنها هي ألحل أالمثل للتغلب على مشاكل‪ :‬ميادة ألك ثافة‬
‫ألسكانية‪ ،‬أمدحام ألمدن‪ .‬وما بين‪ :‬ناطحا سحاب معلقة؛ وناطحا مقوسة‪،‬‬
‫وناطح ا تق ع دأخ ل تجوي أالش جار ألض خمة‪ ،‬ربم ا ه ي أفك ار ونم اذج عم ارة‬
‫ألمستقبل‪)6( .‬‬
‫أ‬
‫نمرج اناليمماو يسممبف فمي السمماءو نم وذج ناطح ة س حاب‪ ،‬مش هدأ م ن أح د أف الم‬
‫سلس لة "ح رب ألنج وم"‪ ،‬أو تص لل الن تك ون عالم ا خيالي ا‪ ،‬فالناطح ة‬
‫معلق ة بكوأب ل وس ابحة ف ي ألس ماء ويمكنه ا ألس فر م ن مدين ة إل ى أخ رى‬
‫بحس ب رؤي ة مص مميها ف ي مك ت ب ‪ Clouds Architecture‬ف ي ألوالي ا‬
‫ألمتحدة‪.‬‬
‫يقدم تصميم «أناليما» تصورأ مختلفا لعالم ألعم ارة‪ ،‬حي ائ س يكون س ابحا ف وق‬
‫أالرض بحوألي ‪ 50‬أل كم‪ ،‬ويمك ن لس كانه ألس فر ح ول ألع الم خ الل ‪24‬‬
‫ساعة مع كل دورة أراية حول ألشم ‪.‬‬
‫منازل اويات الشحن‪ ،‬فكرة نماذج ألمنامل ألمس توحاة م ن حاوي ا ألش حن‪.‬‬
‫ومنها أقتب أستوديو «وأيتكر» في جنوب كاليفورنيا ألفكرة لتشييد من امل‬
‫ص ديقة للبيئ ة‪ ،‬إا افة إل ى كونه ا مقاوم ة للفيض انا ألش ديدة ألت ي تع اني‬
‫‪53‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫(‪ )6‬موق ع ألخليج‪ "،‬عم ارة ألمس تقبل‪ ..‬معلق ة ومقوس ة ودأخ ل أش جار"‪.2018 ،‬‬
‫‪https://www.alkhaleej.ae‬‬

‫‪53‬‬ ‫ماذا تكون عمارة المستقبل‬ ‫على‬


‫منها ألمدين ة بس بب أرتف اع مس تويا مي اه ألبح ر بفع ل أرتف اع درج ة ح رأرة‬
‫أالرض‪ .‬يمت ام ألتص ميم ألمبتك ر باالعتم اد عل ى طاق ة ألري اح‪ ،‬إل ى جان ب‬
‫ألطاقة ألشمسية في توفير ألكهرباء ألالممة‪.‬‬
‫أ‬
‫نمميج نينممدو اعلممى مبن مى مقممو و إن أالنحن اء ألكبي ر لناطح ة ألس حاب يمك ن أن‬
‫يك ون ح ال معماري ا جي دأ لقي ود وق وأنين أالرتفاع ا ف ي منه اتن‪ ،‬م ا يت يل‬
‫إمكاني ة أل تحكم بقياس ا ألهياك ل ألمعماري ة دون ألقل ت ح ول ح دود‬
‫أرتفاعه ا‪ .‬ك ان ه ذأ ه و ألمب رر أاله م للج وء مص ممي ش ركة"أويو" للعم ارة‬
‫ألشهيرة في مدينة نيويور لتصور نموذج ناطح ة س حاب س تعد أعل ى مبن ى‬
‫ف ي ألع الم ح ال تنفي ذها يرتف ع ألبن اء إل ى ‪ 400‬ق دم (‪ 1200‬مت ر) ورس مت‬
‫نماذج ه وس ط ح ي ألملي ارديرأ ف ي مانه اتن جن وب س نترأل ب ار ‪ ،‬ويض م‬
‫ألمبنى ‪ 77‬طابقا متعددة أالستخدأم‪.‬‬
‫جسممر عمما م جمموالو عن دما عه د حكوم ة أوردوو ف ي منغولي ا إل ى ألمعماري ة‬
‫«م ارجو كرأس وفيتي» بمهم ة تص ميم جس ر ع ا م‪ ،‬ل م تتخي ل أن يك ون‬
‫تص ميمها عل ى هيئ ة روب و يش به أبط ال ف يلم «ترأنس فورمرم»‪ ،‬وينف رد‬
‫ألتصميم بكونه أول أقترأح لجسر ع ا م يمك ن طي ه أو حت ى نقل ه م ن مك ان‬
‫آ‬
‫إلى أخر‪.‬‬
‫نوتيل ممو اكم مموو زراعم ممة وعمم ممارة‪ ،‬ق دم ألمعم اري ألش هير فينس نت ك اليبو م ن‬
‫باري ‪ ،‬تصميمه لمنتجع نوتيلوو إكو‪ ،‬ألذي يعتزم تنفيذه في إحدى جزر‬
‫ألفلبين على شكل أصدأا حلزونية‪ ،‬وأبرأج سكنية دأ رية‪.‬‬

‫نقايا الحضارة الموكينية ‪/‬‬


‫الع ر اليوناني القديم‬

‫عمارة المستقبل هل‬


‫لاا عودة الى فكر‬
‫عمارة الماضي‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪54‬‬


‫‪.3‬‬
‫عمارة المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال؟‬

‫قد يتعرض المعمار إلى إحباااف ااا تاااه ي د ا‬


‫بسبب االختالف بين خيالك والواقع‬
‫وعنااد ا ينااتع عمااار دائمااا يتوقااع اك ا شااا‬
‫سيحدث ما يريد‪.‬‬
‫يك ااوك الواق ااع‬ ‫يتن اااول المعم ااار ااا تاة ا عادل ا الواق ع اب ا الخي ع‬
‫الخ ااارةا لاعم ااار ا ااو الع ااالا المرئ ااا لنتاةالم ااا ااا البي ا ا الم اايد ويك ااوك‬
‫لحسسما ا ا لعاين حواس اال ساك المعمار الخمس ولدر ‪.‬‬
‫وا ااا الخي ااال ااا العم ااار م ااو ع ااالا العم ااار الال رئ ااا ااا ل ااور لات ااكيال‬
‫الداخاي والخارةي ‪.‬‬
‫ااالواقع ع ااالا واح ااد ااا بن ااا المعم ااار لت ااورال ال اام ااا وح اادث واح ااد‬
‫لت ك ن ل ورا المعمار التا لتوا ق ع االثار المترلب عايا التاا لتوا اق‬
‫ااع ث ا ا المعمااار ول ربت ا ولت ااارا العااوالا الداخاي ا ل ساااك والعمااار ااا‬
‫لعدداا لالرلباف المباشر بينمما ا لحديد االوة المتعدد لا باعتباار لكا‬
‫لوة ل عالم الخاص با وواقاع العماار عاالا حادود لا قوا ينا وبا عنا ار‬
‫و كو ا ا اثر ل ترك ب ‪.‬‬
‫اوال‪ ،‬ربما ااا لسا ااتأيع اك لتخيا ا الكاثيا اار ا اان العما ااائر التا ااا رايتما ااا ا ااا حيالا ااك‬
‫ولت وراا عاى اي اورا هانيا حيا يمكان اك يتخيا المعماار بناى عاين‬
‫ولراه ا هانك اك ارد او حتى عمائر لا لراا تت ور دين بغاداد المادور‬
‫او ال نااائن المعا ا ‪ .‬و ا ااا اااو أا اوا اااو لر يااب االشاايا ( كو ا المبنااى‬
‫التا رايتما ا السابق لتكوك ور هاني لحال لا لرااا ن قب ‪ .‬ولكن‪:‬‬
‫هل يستطي المعم ر تخيل كل شيء؟‬
‫إك ال اادر عاااى ااناع ال ااور الذاني ا لم ااا ااا خيا ا اال ساااك‪ .‬ل ااأ ات لخي ا‬
‫اش اايا ال وةا ااود ثيا ا لما ااا ا ااا عالمنا(عا ااالا اال سا اااك ا ااذلك ال لوةا ااد ةري ا ا‬
‫لتر يااب اشاايا ختافا لت ااكياما‪ .‬ااد ارلاابي لخيا االشاايا ا ااال ب ا ‪:‬المعنااى اان‬
‫لخيا االشاايا ؛ وإلااى ساااعد وةااود الخيااال ااا الحيااا إلااى اإل كاااك ااا لأااوير‬
‫االش اايا اان حولن ااا ع اان ةري ااق إي اااد ال ااوا ين و م ااا العالق ااا الس ااببي ب ااين‬
‫االشيا ‪.‬‬
‫ث ني ‪ ،‬ويكا ح المعمار لايفما واقاع عمارلا والو اول إلاى ح ي تماا لحاف ةر يا‬
‫عين ا ‪ .‬إال ا ا ا عماي ااا ي ااتمكن اان إي اااد ف اااايا و اري ااا لخ ااو وه ااوعما‬
‫ب ا ااب عر ا ا ح اادود لأبي الم ااا وي ارلبي وه ااول المف اااايا والناري ااا بفم ااا‬
‫الحدود وال يود المتمثا بالمكاك ُالم َعرف لانتاه العمار ‪.‬‬
‫‪ 1‬وقااع تاااه العمااار بااين الح ي ا والخيااال حيا ي ااأ النتاااه بااين اال كااار‬
‫والمفاايا اب وةود المعماار اا عاالا الواقاع الموهاوعا الاذي يحااول‬
‫مما ايااا لاو ااول عاااى قبوليا النتاااه‪ .‬اان خااالل المنأااق إلرشاااد الااذان‬
‫حو الح ي وةع لغ العمار ا ي لو أ الواقع ا تاة ‪.‬‬
‫ولكن ا ي ترا لعريأ الواقع باعتباره ا او وةود‪ :‬ن الح ي‬
‫ا ااا إ كا يا ا الحاا ا ا ااا ا ااا الواقا ااع او ا اان الخيا ااال ا ااا عا اادت إ كا يا ا‬
‫الحات و مم ‪.‬‬
‫‪ 2‬يمكاان إي ااال اال كااار الم اامم باسااتعمال ا اما ثا لغا العمااار التااا‬
‫لسا ا ااتوحا الكاثيا ا اار ا ا اان فاايمما ا ااا ا ا اان العاا ا ااوت الأبيعيا ا ا والرياها ا اايا‬
‫وااللميا ‪.‬‬
‫باعتب ااار المف اااايا الم اااخوه اان العا ااوت والرياه اايا وااللمي ااا ا ااا بن اى‬
‫إ سااا ي ؤقتا ودائما ولمااا وةااود ااترك ااع فاااايا اخاارو و نمااا العمااار‬
‫حي ا لت اارةا ااع اا ااا العم ااار إل ااى لمث اايال الواق ااع الكا ن ا ااا ال ااذان ح ااو‬
‫ل ا ااكيال عماريا ا ةا اااار ‪ .‬وياما اار لعا اادد الت ا ااكيال بسا اابب عا اادت المأاب ا ا‬
‫المباشر بينما وبين الواقع‪ .‬ولكن‪:‬‬
‫كيف ينمي المعم ر قدرته على التخيل في الواق ؟‬
‫وه ععل يعع ع ني المعمع ع ر ف ععي ت يع ع ه واظهع ع ر نت ج ععه المع ع ت‪ ،‬ف ععي تنع ع و‬
‫االشي ء التي يتخيله ؟‬
‫حيا ا اال ت ا ااال إلا ااى إ كا يا ا الخيا ااال الفعايا ا و ا ااوال لا ا اادر عاا ااى لخيا ا اي‬
‫عمار وال در عاى التخي ا الواقع‪.‬‬
‫وإك الخي ا ااال ق ا ااد ارل ا اابي ب ا اادر اال س ا اااك ا ااا اك ي ا اارو او يك ا ااوك ا ااورا هاني ا ا‬
‫واحاسا اايم ال ا اادر لما ااا‪ .‬المعما ااار يفكا اار ا ااا كا اار عينا ا ا ا ااور او ا ااو او‬
‫إحسااس وييرااا ا وي اوت بتخيامااا الةا اك لمكنا اان ل اكي ا كاارك ولأاوير‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪56‬‬


‫حيا ا ساك عبر تاة ‪ .‬ا بح تاه خيال اال ساك واقعاا اا الأاائر وال اارو‬
‫التاسكوبا واالدوي ما ا ف يو ا حاما وخياال ا ع ول ثا لحولف إلاى‬
‫واقع عماا لحسنف الحيا ن خالل ‪.‬‬
‫ما اك البحا عان رةيا كريا يسااعد اا التوساع المعر اا لام ااال الفكريا‬
‫لموه ا ا ااوق المس ا ا اات ب وعمارل ا ا ا حي ا ا ا يعتم ا ا ااد م ا ا ااا الموه ا ا ااوق ا ا ااا إدراك‬
‫واستيعاا لخ ائو شكاي لمال ح عماري لمدين ست ب ال قرار لما‪.‬‬
‫لم ااذا اااك النت اااه او العم ااار المس اات باي ل اادرس عا ااى س ااتوو دين ا اارو يم ااا‬
‫عمار وليم عاى ستوو بنى لف د العمار ي وةوداا‪.‬‬
‫حيا يااتا عاارض حاااور اان خاللمااا يمكاان لافاارد استحعااار لساااةال لبنااى عاااى‬
‫كر تحرر ا ةري لعا ا ع االشيا و نما العمار ‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪57‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫المحور األول‪:‬‬
‫عالقة إنسان بنتاج المستقبل‪.‬‬

‫غد د ا ‪ ،،،‬ربم ااا يام ار ي ااد ةدي ااد ال عم ااار ي ا وا م ااا إ س اااك لع اارف عا ااى ش ااا‬
‫وعاارف ا شااا عا اان فسا شااا لا ال اادر عااى الااتحكا با وعالةا‬
‫ااال اخت اااص او عم ا ث ا اعم ااال الي ااوت وا م ااا إ س اااك ا ااو إ س اااك ش ااريح‬
‫و ال ال عم لدي ما او اليوت وا ما ل ا عر ‪...‬‬
‫حتى يفكر لي ع ن و عت عمار اليوت راي الذي ي أن ال حدود لا‬
‫مو بال ال دائا ع الفعا ‪ ..‬شريح لعيش ا العالا اال تراها الذي ال خيال‬
‫ي إ عالا الالواقع‪.‬‬
‫اين هو نتاج المستقبل‬
‫و ثال االبتعاد عن الواقع بال اه ست ب الالواقع ا بر بغداد المعا ا‬
‫ا وديوستوس واا الحدي المعا ‪.(1).‬‬

‫ال يوةااد حااد لفكاار‬


‫التعاويا حيا ل ابح‬
‫الم ا ااااد الخياليا ا‬
‫ح ي ا واقعا وإسا اف الماهاا عااى الحاهار ‪ .‬ااك انااك ل اور دقياق لتحاول‬
‫الميا ا الخياليا الموةااود سااب ا ااا ل ااارا الحااداثيين لالختراعااا‬
‫التكنولوةيا اا العااوت والفان والمندسا المعماريا والتاا ولاد باادرا‬
‫عماري رقمي عا ر ‪.‬يمكن و أ اذا ال رف با وةود دائما عاى الحدود‬
‫حي ي ارك الخيال والواقع ا ا عكاس وإدراك ستمر و تبادل‪.‬‬

‫)‪ (1‬لك ن يريب ا زيار الم بر المعا ا بغداد قد يكوك ن المفيد شرا ةماز لعويا‬
‫شخ ا ]‪ [PFD‬اوال ال روق عارب عاق بالكا ا الموا ‪:‬ايك ل نا عماري يمكن‬
‫او ال اهبي ‪ .‬والحدي عن اذه الم بر المعا ال عما اتبت إياينا ا سيولا عن فموت‬
‫"العائم "‪.‬‬
‫‪https://dprbcn.wordpress.com/2010/11/15/the-hanging-cemetery‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪58‬‬
‫بعااد اااذه الفكاار المتمثاا ااا الم ااااد الخياليا العائما الموهااوع ااا‬
‫سايناريواا ختافا يعاد ااذا الم اروق الاذي اممت ‪Naja & deOstos‬‬
‫وسايا الستك ااف االسات ابا التاا يمكان اك لولاداا المندسا المعماريا عناد‬
‫واةما سايناريواا ث ا يا وسياساي تأر ا ثا االز ا الحاليا اا ال ار‬
‫االوساي وااا ال عاي الرئيساي لم اروعما ‪.‬وقاد اساتاما الم اروق بعاد ياوو‬
‫العرا ا عات[ ‪ 2003‬المرحا االولى ن الحرا المستمر ]التا ا تمف بس وف‬
‫بغداد ا يساك‪/‬ابري ‪ 2003‬؛ وقد لا لأويراا باستمرار نذ عات‪2004.‬‬

‫‪The Hanging‬‬
‫‪Cemetery of Baghdad‬‬
‫)‪| Naja & deOstos.(2‬‬

‫ا ااف ال ااو الدا عا الرئيسااي اااا استك اااف الغمااوض الااذي يحاايي بحيالنااا الحاليا‬
‫باستمرار ن خالل اقترال ل ميا بتكر ليم ي منت ين اةتماعيين لافعا‬
‫ولكن ايعا متفرةين عالميين ‪ .‬مااا اااو الحااال ااع ب يا عمانااا ا ك لر يااو الم ااروق‬
‫اق ا شك ائن مائا ن نو ا يدرة ا المدين ‪.‬‬
‫‪. Nannette Jackowski and Ricardo de Ostos‬‬
‫اان‬ ‫ولتح ااق ان ااا عالقا ا المعم ااار بنت اااه المس اات ب (عمار المس اات ب‬
‫خاالل كار الانو الاذي يدرةا اا المدينا ل عاناا فكار اا يولوبياا التخأايي‬
‫الحعاري اإللكاترو اا ل ا ‪ Takis Zenetos‬وااو ااات هو ساتويا و واقاع‬
‫‪59‬‬

‫تنوع لوةائاأ حعري ختاف سكني ا الم ات االول عا ن البيائ‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪(2) https://dprbcn.wordpress.com/2010/11/15/the-hanging-cemetery/‬‬

‫‪59‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫الأبيعيا اا حاين اك ةمياع الوةاائاأ الموهاوع عااى ااات ان الكاابال‬
‫عا ا الموا ‪.‬‬
‫س وف س وف س وف س وف ا ال دراك ال فو‬
‫ال فو ن الوقف س وف س وف س وف س وف ن السما "‪...‬‬
‫ربما لكوك اذه ةري ا لتوسايع أاا ال عاايا االةتماعيا والث ا يا عااى‬
‫أا اوسع ن اي نأ ادي ‪ .‬ما اك الحر المستمر المتا اا اا ايكا‬
‫عائا او عاق ل ير ايعا إلى ال راق الذي ال يتوقأ ا بغداد والريب والحاةا‬
‫إلاى لح ياق االسات رار يماا ‪.‬إ ماا اا الواقاع ةري ا لاربي التكنولوةياا أري ا‬
‫خا إلعاد ل كي الم تمع والسياس ‪.‬وانا لتوقأ اي كا ا د اه عن‬
‫الوة ااود ولب ااى‬
‫ها ار ال اراق حيا‬
‫ولا اا بااللماا عااى‬
‫المدين ‪.‬‬

‫"المرحاا االخيار ان العمايا التأوريا التاا" لر اع "المدينا لادري يا ااا‬


‫لارةحما و الأبيع ‪ ".‬ال عن‬
‫‪architetture costruite " Takis Zenetos: visioni digitali‬‬
‫ول اابح إ كا يا االعتماااد عاااى الكيفي ا ااا خاااق خ ااائو كري ا عناد دراس ا‬
‫الخ ائو ال كاي لامدين ‪.‬‬
‫و ااد اك دور الم ااما اارلبي بماادو الحيااو المعر ااا الااذي ا اتسااب الم ااما اان‬
‫لاااثير المح اايي والساايا الع ااات والمااوروث ول اااثره بالناريااا المعر ي ا والفكري ا‬
‫وةمر هلك بوهول ا النتاه المعماري لام اما ماا ااو واهاح اا اعماال زااا‬
‫حديد ا بنى البنك المر وي العراقا‪.‬‬

‫بنى البنك المر وي العراقا‪/‬‬


‫زاا حديد‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪60‬‬


‫خأااو بال اااه حاولا إلدخااال كاار ةديااد الااى العمااار المحايا العراقيا ‪ .‬اعتمااد‬
‫عاى الرةي المست باي لام مم ‪.‬‬
‫ن خالل التكوينا لحاور كر حاا ولكن ب يغ اقت ادي ‪...‬‬
‫ربم ااا ي ااد المعم ااار ااا ااال عما ا بحث ااا ع اان ال دي ااد ي ا ل اايم ااا ل ااديا‬
‫د لفاسف عين لدور ا خيات ب النووق إلى العيش اا الخياال ا ا تااه‬
‫وحيااا ي ا ا لبعااا لمااا يعااا ا اان لغيارا اةتماعي ا ة ارا عاااى ا ساااك اليااوت‬
‫ولباااين ةاار العاايش والميا حااو التفاارد والوحااد عنااد االبتعاااد عاان تمعا ا‬
‫ال ااغير او الكبياار ا بح ا وبااا او ااوارث او ااا يااتا لعااخيمما ا اك لأابااف‬
‫هلك او لا لتأاب ا ولك انما ل ربتا و مارسات التاا لد عا بال ااه ختااأ‬
‫ا ل ور االشيا و عال تما‪ .‬حي ‪:‬‬
‫‪ 1‬عوب واقع تاة اإل سا ا و ن العمار اا خااق تااه ب او واميا‬
‫وحيا خياليا لبتعاد با اثيارا عان عت اده وعادلا واعرا ا ‪ .‬ليعبار با عان‬
‫واقأ واحداث يمر بما ول اسفت ا لو يف االثار الناش عنما‪.‬‬
‫‪ 2‬ريا ا يماك ن ل رب وخبر يعيش بماا المعماار إال ا ا يناوق حاو حياا‬
‫الخيااال ولتبري اار ااا ح ا ح ااو ااح الموق ااأ اان قبا ا عن ااد ا يك ااوك‬
‫المأا ااوا ن ا ت اااه يتع ااارض ااع اس اااوا حيال ا او عت دال ا واعرا ا‬
‫ول اليده‪.‬‬
‫‪ 3‬ااداك اال تفاااق اان لاااك الت ااارا والمواقااأ التااا لتأاااب التوقااأ عاان‬
‫االوا ااات والن ااوص الخيالي ا ول ن ااب االبتع اااد ع اان واق ااع النت اااه ال ااذي‬
‫يعين عاى الخروه ن از ودوك الرةوق إليما‪.‬‬
‫تفكير اللجوء إلى"عماكون" مستقبلية‪،‬‬

‫ن تأابا ا ساك المست ب ‪.‬‬


‫عماار المسات ب ال ابيم بابنيا ا االت حارا الن ااوت لامار لتساتكم الم اامد‬
‫الحعري لم تمع ل تأابا ‪.‬‬
‫‪61‬‬

‫ربما با ا يريب بدا لامر عاى االرض عان عن وةود ح ي ا لما ا عالا‬
‫آ‬
‫الواقع ربما ي ار اخرين ن خاره المناو التا يعيش اال ساك يما االك‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪61‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫عمار لكوك ن ايائ ب ري ما "عم كون" عمار الكوك )‪(Amacon‬‬
‫او ل كيال ال عن بر يا اندسي ‪ .‬ما ح ي وقائم لكن لب ى‬
‫ليسف بالااار الااار ‪.‬‬

‫شعار يح ق وةود اال ساك شريح و ال واو يحتض عماا وك وااا عماار‬
‫المست ب ‪.‬‬
‫’‪The motto that achieves the presence of man is the “Gookal‬‬
‫‪segment, and it embraces the ‘Amacon, which is the architecture of‬‬
‫‪the future‬‬

‫وعنااد ا لكااوك العمااار اي و ااا ل عامااا عتاااد اااا لعااان عاان ااوق اان عماار‬
‫ست باي ‪ .‬ال لتناثر ا العالا‪ .‬ال لثير الدا ا ل ميمما‪.‬‬
‫العمااار االي و ي ا لحاادد ة ااابع لامدين ا ولعأيمااا ر وي ا ال ثي ا لمااا ااا اادك‬
‫ارب ويالبا ا لرلبي الر وز المعماري يما ب لاريخي او اسأور ولربما‬
‫حاادث او رقااا سااوا ااا الماهااا البعيااد او ااا الحاهاار ال ريااب‪ .‬او لكااوك ر ويتمااا‬
‫ختاف ا ال ك الح ا االرلفاق والوةيف ‪.‬‬
‫و ثالنا ا ال ا ع اال وي و ا يمثا ن ر وي بماه ت و حن ولعاقب‬
‫الوةائاأ عاى بد واستمراريت ولحول ن عبد إلى نيس ثا إلى ال ا ع‬
‫الحالا وديمو ت لوقتنا الحاهر‪.‬‬

‫ال ا ع اال وي ل وير المؤلأ ا ‪2022-2-25‬ةا ع بنا ا ي الكبير(ال ا ع‬


‫اال وي او المس د الذي ا ر الوليد بن عبد الماك بت ييده ا د ق عات‬
‫‪705‬ت ُويعد رابع اشمر المساةد اإلسال ي بعد حر ا ك والمدين المنور‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪62‬‬
‫والمس د االق ى ما ُيعد واحدا ن ا خا المساةد اإلسال ي واحد ع ائب‬
‫اإلسالت السبع ا العالا‪(3).‬‬
‫رد ا ا ا او اةسات ثابت لما لاثير‬ ‫وريا وك‪ :‬ليسف المبا ا االي و ي‬
‫باشر ا ةري تنا الحسي ور وي المدين التا لحتوي ويالبا ا لعأا شعورا‬
‫بالفخر واال تما والموي لسكاك اذه المدين وزواراا‪ .‬ولكن‪:‬‬
‫ا يحتاه اال ر لو ن حددا ليكوك ر وا االارا ا ‪.‬‬
‫ات يكوك ا الت ميا الفريد ا ي ع المبنى هو ر وي وقيم مرقد ا ير‬
‫المؤ نين ا الن أ العراقي ‪.‬‬
‫ات اك ي مر اعال يا حأما ارقا ا او قواعد استثنائي بره خايف او لوسع‬
‫الحرت المكا ال ديد‪ (4) .‬ات تحأ المست ب ا دبا‪.‬‬

‫تحأ المست ب ” ‪ ..‬اي و عماري‬


‫لال م الوةداك‪ .‬دبا‪ /‬المارا العربي‬
‫المتحد ‪(5).2022.‬‬

‫اارا ا ال يو ‪ /‬ر)‪(6‬‬ ‫حرت اإل ات عاا ا ير المؤ نين (ق‬


‫الن أ االشرف‪ /‬العرا )‪(7‬‬
‫‪63‬‬

‫‪(3) https://rb.gy/bwfg4j,‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫)‪ (4‬المعماري ‪ :2016‬العماره االي و ي تأاب ات ر ااي ؟ ‪https://rb.gy/mlr5cp 2016‬‬


‫)‪ (5‬تحأ المست ب ” ‪ ..‬اي و عماري لال م الوةداك ‪https://rb.gy/3z9jwk 2022‬‬
‫‪6‬‬
‫‪( ) https://www.youtube.com/watch?v=FnMCIrKRkQM‬‬
‫)‪ (7‬حرت اال ات عاا(ق ويكا شيع ‪https://rb.gy/nhgmeo‬‬
‫‪63‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬
‫وا ل ع العمار االي و ي ا عمار عما وك؟‬
‫عم ع كون باين اان يؤيااداا ليكااوك وةااود حولمااا او اان يعارهااما حتااى يفتاار‬
‫الأبيع ليكوك ةو نما و ن يحاا باك لكوك اا السائد ‪ .‬حتى لامر ق ائد‬
‫لفكيا ااك ثا ا ق ا اايد ثا اار لحا اارر ا اان قوالا ااب ووةا ااد لما ااا ؤيا اادين ما ااا لما ااا‬
‫عارهوك‪.‬‬
‫عمع كون لعتمااد عاااى عمااار الفعااا لبنااا ساات ب ي ااوت عااى اسااتخدات الكاتاا‬
‫المائاا والمسااتويا المتداخاا ااا البنااا وهلااك ااا بنااى قااائا بذالا ال لحااده‬
‫ب ٍاك اخرو‪.‬‬
‫لمااا ااواد بناا ةديااد ساااعد عاااى إقا ا ايا ا وايافا نحنيا ويرائبيا اان‬
‫واد ها رو عالي سبيا ا عالا البنا ‪.‬‬
‫الحلم بعمارة عماكون‬
‫الحاا بعمار نول ال ل يده قوا ين المندسي ‪.‬‬
‫إك االيما اااك باال كا ااار الحا اار الخالقا ا اا ااو ا ااا يحتاةا ا‬
‫المبدق لتنفيذ كر وعم ا الواقع الخارةا‪.‬‬
‫ليتح اارر ال ااك يم ااا اان لنايم ااا رايي ا داخاي ا ولغي ارا يي اار توقع ا ااا‬
‫االبعاااد الثالثا ناول لا ااف الدينا يكيا حاار و تفاعا ربمااا ااد اساات راره‬
‫عاى االرض‪ .‬يكوك ةائرا ال لمساك حادود وال لعرياأ ي تارا ان سافين عاا‬
‫او نأ اااد حري ا ااا لرلي اب ع اا ال الداخاي ا ااال اار ااا لعريفم ااا ب ااين اك‬
‫لكا ااوك داخايا ا او لكاتسا ااب ا ااف الفعا ااا ا الخارةيا ا حتا ااى ا سا اابف ناا ااره‬
‫الخااارةا اا ال لتوقااع ااا بداخاا اان ارا ربمااا ال ي ااب البيااو وال وةااود لمااا‬
‫عرف ي ‪ .‬ا حاا با مس ك ن لمست ب ينتاره ال ميع‪.‬‬
‫و اارو هل ااك ااا ل ااميا اوس ااكار يم اااي لمبن ااى الم ااام ال ااوةنا البرازيا اا ااا‬
‫البرازيا ا ويعا اارف با ااالكو غرس البرازياا ااا واا ااو الم اا اام الت ا ااريعا ل مموريا ا‬
‫البرازيا االلحاديا ‪ .‬إهااا إلااى اشااترا ااع لو وربوزيا ااا ل ااميا بنااى اال ااا‬
‫المتحد ا دين يويورك‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪64‬‬


‫الم ام الوةنا(ال يو البرازيلي‪Brazil's National Congress, Brasilia, D.F.‬‬
‫المعمار اوسكار يماير(‪2012-1907‬‬
‫ااال خع ااوق ي ا ل ااوا ين ل ااارعف وا كس اار عا ااى ة اادار ال ااو ن و ا ا ت اااه‬
‫حاداثوي يتبااع حر ا عماريا لمسات ب يياار عر ا االك‪ .‬ا مااا لكويناا وقفا اا‬
‫الفرا لنتار ا را بالرحي ال ثبا لما تخذ ن ةنال الريح سفرا لما‪.‬‬
‫إ مااا احااالت ل بااع ااا اي و ااا سااميما اليااوت لكنمااا ال لتعاادو عر ا بسايأ عفااا‬
‫عنما ز ا ما ال ةديد يما يثير االاتمات‪ .‬ما ال ةنوك ا احالت ال بد نما‪.‬‬

‫هل بدأ عصر فن عمارة المستقبل؟‬

‫واا اا ينت ا اال ساااك اااو عمااار المساات ب ات اااا عمااار الع اار الاراان‪ .‬حتاى‬
‫آ‬
‫لغاادو العم ااار ‪ :‬هل اك الوة ا ال مي ا اان اال س اااك لكااوك العم ااار ارا عا س ااما‬
‫آ‬
‫لم تمعمااا وحعااارلما‪ .‬واااا بالعاارور ارا باحثا عاان اااال الالهارور عنااد‬
‫اال ساك‪.‬‬
‫و أ عند اسف عمار يرو يما ال ميع هلك سات بال و عر ا ال باد لماا ان‬
‫اك لنت اار عاااى ا االعاراف الت ايديا او ا كااار الوقاف الحاهاار‪ .‬عاااى اك يمااا ااا‬
‫يتا اساتبدل ااا فاردا لادل عااى بنيا تااه لاؤثر اا لخايو عماار وابدالا‬
‫لخ يو ل ا اخر‪ .‬ستبدال ا خ و ي ةرل عمار المست ب ‪.‬‬
‫وهل تت ب الت ي ية على ع ش الح ك ت وقبوله ؟‬
‫‪65‬‬

‫العم رة الت ي ية هي عم رة الم ج ت غي المتوقعة" ةارلم ةنكيو‪ ..‬ما لسعى‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫لاتد ير ن اة إعاد البنا و اما ارلبي اسا زاا باحد االساليب المعماري إال‬
‫وخرةف ن بت ميا ةديد ي عب لاةيره يتمرد عاى الت ميما الكالسيكي ب‬
‫يتمرد حتى عاى ل ميمالما الساب ‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫"هن ك ‪ 360‬رجة‪ ،‬لم ذا علين ان نتمسك بواحدة فقط؟" زه حديد‪(8).‬‬

‫ار االوب ا في وانزو(‪)2010-2012‬‬ ‫م عتبة وم كز تعليمي في فيين ‪2012‬‬


‫مق طعة كونغدنغ بجمهورية الصين الشعبية‪.‬‬ ‫في ح م ج معة التج رة واالقتص‬
‫المعم ااار ياسا ااوف با اارول ن اااك الت ا ااميا المعما اااري ا اث اار لع يا اادا ا اان ا اارد‬
‫لخأيأااا عاااى ور با اااو احما شااعري وساايمفو ي وسااي ي لحتاااه هوقااا‬
‫نيا وث ا يا عاليا ولنا ا الع ا ي زاا حديد خير ثال‪.‬‬
‫حرم جامعة ڤيينا لالقتصاد واألعمال‪ِ ،‬باإلضافة لِمكتبتها‬ ‫النمسا‪،‬ب ؟‬
‫التعليميعمارفي المست‬ ‫المركزاا ح ا‬ ‫وا‬
‫والمركز‬
‫رقم ا‪1‬تاا يا‬ ‫القسم عان‬‫حديد)‪،‬ابتعاد‬
‫المعماروليَّة ‪:‬ورازها قد‬
‫هندسةاحداث‬ ‫المستا‪ ،‬بال ُم ن‬
‫(يسار‬
‫ً‬ ‫التعليمي‬
‫عمار‬ ‫ومركزهافموت‬
‫لما ا‬
‫اتخدا ا الكات ا‬ ‫التجارة‬
‫مركز واسا‬‫شپيندل)‪،‬الت نيا‬
‫لورااا وقما‬ ‫اوائياري‪:‬‬
‫المنحنيا‬ ‫(يميح ًناا‪ ،‬ال ُمحامااا‬
‫هندسع االمعم‬ ‫التعليمي‬
‫اكال لي‬ ‫االشا‬
‫تعليمي‬ ‫ومركز‬ ‫مكتبة‬ ‫بتصميم‬ ‫حديد‬ ‫زها‬ ‫فازت‬ ‫ابالبالباباببابابابابابابيابيابابا‬
‫المائا ا والمس ااتويا المتداخاا ا ا ان ةما ا وإل ااى إع اااد وبن ااا ولر ي ااب ةمي ااع‬ ‫‪.‬‬‫َّة‬
‫ي‬ ‫العالم‬
‫شكل‬
‫اف ا ان‬ ‫استلهام‬
‫مضلعةواكتم ر ع ا‬ ‫بالنمسا ا ككتلة‬
‫ةمورا ااا‬ ‫فيينا ا ااا بدايا‬ ‫واالقتصاد في‬
‫قبولما اا‬ ‫التجارةواك اختا ااأ‬ ‫اااياجامعة‬
‫المتداولا ا ‪.‬‬ ‫المف احرم‬
‫في‬
‫المحددة للطوابق المختلفة‬ ‫ا‬ ‫خارجه‬ ‫خطوط‬
‫الذين ال يؤ نوك باال كار الخالق ‪.‬‬ ‫من‬ ‫داخلها‬
‫إال اك ان اااك اان يا ااؤ ن بالت دي ااد حتا ااى يا اراه اخ ااروك حالا ا بولا ا ا ااا‬
‫الحي ااا والو ااي ب ب ائم ااا‪ .‬ثام ااا ي اروك النتاة ااا الت ايدي ا ال اابيم بالأبيع ا‬
‫الميت ا لاعمااار والت اا ل اايع العااعأ وال ااور وساامول ا ت المااا إلااى الم تمااع‪.‬‬
‫ما ال لتوا ق ورةي عمار الع ر‪.‬‬
‫وهل يحق لن ان نحلم ببيوت مستقبلية؟‬
‫بااالأبع يحااق لنااا اك حاااا بالسااكن ااا اااذه التر يبااا ال ديااد ‪ .‬التااا لتوا ااب‬
‫ااع التكنولوةيااا الحديثا ولح ااق ال مااال والراحا يا وإه ااا اال كااار اإلبداعيا‬
‫لدو المعمار والمساام ا لخأا ع با اإل از وسرعت ‪.‬‬

‫)‪ (8‬ايوا واوةا‪ّ ":2017 ،‬عماري ُ التفكيك‪ .‬اكذا اقتبسف زاا حديد اسف دريدا ال وير‬
‫دز ا ‪https://rb.gy/u3z5i6‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪66‬‬
‫االف ع ع ر الخالق ع ععة حي ا ا اعتم ا اااد ال اع ا اد الت ايدي ا ا ا ااا العم ا ااار واال ك ا اار‬
‫الخالقا ا حا ااو سا ار ال اعا ااد وااليما اااك باال ك ااار‪ .‬اا ااو الأريا اق إلا ااى عا ااالا‬
‫العم ااار وبمم ااا اخت ااار الأري اق إل ااى س اات ب العم اار وا ااو اخت ااارا‬
‫‪9‬‬
‫لاو ن‪( .‬‬
‫قااد لكااوك اااذه ا كااار ةااا بعمااار إال ا مااا واميا ويبتاادعما الع ا ويكااوك‬
‫ارلباةم ااا ااا ةوا ااب تع اادد اان حي ااا اال س اااك ولتحم ا ااا ت اااه المعم ااار‬
‫ويعك اام عالق ااا ااا ااال تاة ا وعما ا او ااا م ااا الحي ااا المعماري ا الت ااا‬
‫يعي ما ب ك عات‪.‬‬
‫ورياا ال اور اا عال ا الم اا التااا لعتارض حيالا وساعي اا إي ااد الحا‬
‫لمااا‪ .‬ااد لاااثر بمااا المعمااار لتكااوك حاولمااا ةااو اان تمعا ول اابح ةااو اان‬
‫لراث عمارل ‪ .‬تكوك الحاول لما ا تاه ل بغت ا االستواد ن كو اا‬
‫لع اافا ل ا س ااعاد واس ااتمتاق بالحي ااا ااا بن ااى وق ااد لوي ااد اان ةاقت ا ولفكي ااره‬
‫وةمده‪.‬‬
‫هل تعتق ‪ ...‬يمكنك أن تسكن أو تعمل في مثل هذه المباني في المستقبل؟‬

‫‪Do you think you can accept to‬‬


‫‪live or work in such building in‬‬
‫?‪the future‬‬

‫وقبااول السااكن يعتمااد عاااى وحااد الو اااك والمكاااك وخاااق ااوق اان الم ابا ا‬
‫بينمماا مااا اوردلا الناريا النساابي ااا الو كاااك ‪ .‬يكاوك ل ربا المعمااار ااا‬
‫الو ن وادرا ختاأ عن ادرا لامكاك‪.‬‬
‫ااذلك يك ااوك لبري اار ال ب ااول رلبأ ااا ب ااالوقوف ااا ك اااك ع ااين او اال ت ااال ااا‬
‫ستويال اب لعذر الفع ع الو ن حي يتعذر الوقاوف يا لكو ا ساائر‬
‫‪67‬‬

‫ع ع اال ساك او بدوك ع يير لوقأ وال اعتبار الي شا ازا ه‪.‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫والفوهى الممندس !‬ ‫ن الفرا‬ ‫(‪ 9‬وقع ارا كو السعودي العمار المست باي‬
‫‪https://qafilah.com/ar‬‬

‫‪67‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫لااذا يكااوك قبااول السااكن واحااد ااا اي ز اان باعتبااار الو ااك اااو تاااه لمحدوديا‬
‫ادرا ن ااا حس ااب رةي ا س اابينوزا م ااا ال يوة ااد لساس ا ز ن ااا ي ااربي ب ااين االز اااك‬
‫الثالث ب اا حال وةود ا الأبيع ب ك توا ن‪.‬‬
‫آ‬
‫و اان ةما ا اخ اارو ا اااك احا اداث عما ااار الماه ااا لا ااا لخت ااأ والمسا اات ب االك‬
‫وةااود ولبرياار هلااك ل ايااديا ااا لعااذر اال ت ااال بااين الماهااا والمست با ا ريااا‬
‫اإلشار المتاخر ا ل رب حر النما ا ثاما اال ت ال بين الن اف المختافا اا‬
‫المكاك واو ايعا ن حدودي االدراك لاعمائر‪.‬‬
‫ولكن النار إلى وةود عمار المست ب بدوك عالق بسير الو ن؟ يعنا‪:‬‬
‫‪ -‬داك وةود لحري إراد المعمار ا االختيار واإل تاه‪.‬‬
‫‪ -‬الحال ناقع لما فمم عن دور اال ساك واالعمار وخال ت عاى االرض‪.‬‬
‫‪ -‬التع ااارض ااع ل رب ا اال س اااك الحيالي ا ااا التعا ا ااع الواق ااع المح اايي‬
‫باإل ساك والأبيع ‪.‬‬
‫ا يمكن النار إلى داك التساس الو نا لعمار حدد ؟‬
‫حيا يكاوك النااار واردا ااا الالواقااع ااع ا كااار وةااود الااو ن و ااا لا اان لاااثير‪.‬‬
‫م ااا اك المعم ااار ااا لبني ا ف اااايا الواقعي ا ‪ antirealism‬ل ع ا اان تاة ا‬
‫واقااأ ال واقعيا لتااداخ ااع ا ااور لتساااوو يمااا ل ااورا النااار إلااى العمااار‬
‫لفترا ز ني تعدد ‪.‬‬
‫آ‬
‫ربماا يكاوك تااه الالواقااع اا تار ز نيا عينا واقعاا ااا ز ان اخار و ااداك‬
‫‪10‬‬
‫التساس يؤدي إلى إ كار وةود لاثير الو ن عاى حر اال ساك و تاة ‪( .‬‬
‫خالل ترلا الستينيا والسبعينيا ن ال رك الماها‪.‬‬
‫وهااع المعماااريوك الحااالموك ل ااميما‬
‫لميا عماري عمالقا اا خاياللما‬
‫واا ا ااا تعا ا اادد االيا ا اراض ويمكا ا اان اك‬
‫لعا تمعا او حتى د ا با ماما‪.‬‬

‫بين الواقع والخيال العاما‪ ..‬ايا عماري عمالق‬


‫ن تر الستينيا ستوحا ن عالا ثالا‬

‫عماري عمالق‬ ‫(‪ 10‬ا سبو دبا ست ب بال حدود ‪ :2021‬بين الواقع والخيال العاما‪ ..‬ايا‬
‫ن تر الستينيا ستوحا ن عالا ثالا ‪https://rb.gy/sejiha‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪68‬‬
‫غ ا ‪ ،،،‬تجعلنا متطلبات العصر نلجأ إلى العمارة المستقبلية‬
‫ر بم ا‪ ،‬غ ‪ ...‬ل عان ااا تأاب ااا الع ار ا ااا إل ااى العم ااار المس اات باي ال اابيم‬
‫بابني لامر ا ا الت الخيال العاما‪.‬‬
‫والنااار إلااى ا تاااه و ا ثماار ااا حدي ا اال ساااك و ا ا اااز لااا يباادا إال‬
‫بفكاار ااال ةمااول يتح ااق ااا الا ااو إلااى عمااار المساات ب إال ااا الفكاار التااا‬
‫لخياما المعمار ول وراا‬
‫ي ااول ةااوره بر ااارد شااوو المؤلااأ االيرلناادي ااا اك “الخيااال اااو بدايا اإلبااداق‬
‫إ ك لتخي ا لريب ي ولريب يما لتخيا واخيرا ل نع ا لريب ي ‪.‬‬
‫وو ااق ثالثي ا “الخي ااال والريب ا والتح ااق ااا ااناع العم ااار ولوقيعم ااا ااا‬
‫الواق ااع الخ ااارةا اب ا االب ااداق والتخي ا والريب ا ااا الو ااول إل ااى لا ااك‬
‫العمار ا لخياما واالقتراا بما ن المستخدت لما‪.‬‬
‫م لاخيال تع لتح ق ا عمار ؟‬
‫وا إدراك الخياال عتبا لح ياق واقاع العماار والو اول إليا ؟ و اا يساند الفكار‬
‫ويالز ا اااو الواقااع وياا الواقااع سااا د إلااى الفكاار المعماااري ولحديااد قواعااد‬
‫المعر بح ي العمار ‪.‬‬
‫إك الخي ااال يتول ااد ل اادو المعم ااار لي ااؤدي ادوار ااا بن ااا ل ااورا تم ااع‬
‫حول ا اد المعمار ا‪:‬‬
‫‪ -‬لا قوا ين العمار الكا ن ا بنا المعنى‪.‬‬
‫‪ -‬ول ور ةري ل سيد المعنى وعما لاو ول إلى قاعد عماري حدد‬
‫باعتبااار الخي ااال اااو المن ااتع لافره اايا ثااا لام اار الت ااارا و ااوال لح ااائق‬
‫العمار ا ز ا ما و كا ما‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد الخيال يوةأ باحثا ا ل ور العمار المسات باي اذلك لوةيفا‬
‫ا بنا الفكر المعماري ولو يفما عبر االبداق والتفنن‪.‬‬
‫‪ -‬يوةأ الخيال داخ اوساف الم تماع ولث يفا اا لفكياره ولخياا حاو‬
‫ال در ا لوةيأ الخيال داخ اوساةما المعي اي بكاو ما ال ي ا عوك‬
‫عاى ث ا التفكير والتخي ‪.‬‬
‫‪69‬‬

‫وعاي اك يعا المعمار اامي الخيال ا العمار ودوره اا الو اول إلاى واقاع‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫عمار‪.‬‬ ‫عماري ا ع الذي يأمح إلي‬


‫لح يااق اإلب ااداق عا ااى أ ااا اوس ااع ااا ع ااالا العم ااار باعتب ااار الخي ااال اول خأ ااو‬
‫لاو ول إلى واقع يعا العمار ‪ .‬لعايق عاى ور‬

‫‪69‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫يجتهد المعم ر في االتي ن بنت جه بين الواق والخي ‪ ،‬وفيه يتحقق االختيع ر‬
‫بين‪:‬‬
‫‪ -‬ا يريد‪.‬‬
‫‪ -‬وبين ا يتمنى‪.‬‬
‫‪ -‬وب ااين ااا يفره ا عاين ااا الواق ااع اان اااعب و اارص او ل ااورا ل ااد ر‬
‫احاالت المعماار اا تاةا التاا لخياماا اا ع اا والحااا اا لح ياق عاااى‬
‫ارض الواقع‪.‬‬
‫عند ا يتعاذر عااى المعماار الم ار ا باين الواقاع والخياال و اا يتمنااه و اا يحادث‬
‫بالواقع‪.‬‬
‫يكوك ا يرسا المعمار ا خيال واو تا د لعذر لح ي ما عاى ارض الواقع‪.‬‬
‫وعنااد ا يرس ااا الخيااال عم ااار واحااد يح ااق يمااا ا ااا يري ااده بال ااك ال ااذي‬
‫يناسب ‪...‬‬
‫اك الواقع يرسم عد عماريين ال يكاوك لمعماار واحاد لحكاا أااق يماا‬
‫ب ي ترك ال ميع ا ناعت ‪.‬‬
‫ولكن اين ي ع ست ب العمار بال را ن الخيال ا اثر ات الواقع؟‬

‫رة في المستقبل ‪)11(Future Architecture ...‬‬ ‫العم‬


‫عن ما تتع ى العمارة ح ودها التقلي ية‪ ،‬مثددل قصددي ة نثددر تحددررت مددن قيددود‬
‫القوالب الجاهزة‪ ...‬لتج لها مؤي ين كما يكون معارضون لها في كل شيء‪.‬‬

‫‪11( http://99wow.blogspot.com/2010/10/future-architecture.html‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪70‬‬


‫ربما‪ ،‬غ ‪...‬‬
‫ل عانا تأابا الع ر ا ا إلى العمار المست باي ال بيم باالبني التا لامر‬
‫ا ا الت حرا الن وت‪ .‬وبدا اذه المبا ا الغريب لامار عااى االرض عانا عان‬
‫وةوداا الح ي ا ا عالمنا الواقعا‪.‬‬
‫عمااار لنفااا اك لكااوك لميااؤا ب ااري او ل ااكيال ال ا‬
‫ع ا اان بر ي ا ااا اندس ا ااي ال م ا ااا ح ي ي ا ا وقائم ا ا ‪ .‬وا ا ااا‬
‫اي و ااا لعااان عاان ااوق اان العمااار المساات باي المتناااثر‬
‫ا العالا و مم باساوا يافف اال تباه‪.‬‬
‫‪71‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪71‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫المحور الثاني‪:‬‬
‫عالقة النتاج بجوانب تشكيل نتاج المستقبل‪.‬‬

‫غ ا ‪ ،،،‬ربما لامر است اب ةديد عاى المساتوو الو اا ا المكاا ا وإك ارلبااف‬
‫التكوينا بال وا ب الفكري وةمور هلك عاى‪:‬‬
‫ستوو كري رلبي بالمعمار‪.‬‬
‫و ستوو شكاا رلبي باالبعاد ال كاي ‪.‬‬
‫وبينمما حادثف الثغار المعر يا باين الت اكيال والمساتوو الفكاري لام تماع‬
‫بساابب هااعأ التوا ا الفكاري وحاادوث اال أاااق المعر ااا بااين المعمااار وبااين‬
‫الناريا الفكري تي لامؤثرا الخارةي المحيأ بالم ما‪.‬‬

‫المست ب بعد ‪ 50‬عا ا‪ :‬ةر سريع لحف الما والوال ةائر و اةحا‬
‫سحاا ا عمق االرض‪.‬‬
‫وكيف ست ون العم رة في المستقبل؟‬
‫بين كر رلبي ب ساك المست ب ‪:‬‬
‫كيف تبدو االج بة عن "كيف ستبدو عم رة الحي ة في المستقبل؟" ‪.‬‬
‫وب ااين لكوين ااا رلبأ ا بابع اااد ل ااكياي ا ا لم ااا ة ااابع التف اااةل والتأ ااورا‬
‫آ‬
‫العامي ل ساك؟ ات او حض خيال ال يمكن ل ور مايت االك‪.‬‬
‫وا لب ى وقف اال ساك ا النار إلى از ا و اكال ال يمكان اك لناار ان‬
‫خاللما إلى المسات ب ااا بالخياال واا انااك ان عااله إلاى از ا اال سااك‬
‫يعيش ا عالا مول ابتعد عن ا يريده‪.‬‬
‫الخي ااال ات اال ا ات التف اااةل ا ااو ر اايد اال س اااك ااا س اات ب حي اا و ااا‬
‫ؤخرلما العمار ‪...‬‬
‫وبا ا ااين الخيا ا ااال والتفا ا اااةل والح ي ا ا ا والواقا ا ااع فا ا اااايا ل ا ا اادت بعا ا ااض‬
‫المعااايير واااا بنااا إلي ااال الحاااا وا كااار ااا بح ا سااتمر عاان الح ي ا‬
‫والمعر ا ‪ .‬و ااا ياماار وةااود ال اااق االساسااا اااو ااا حاولا التو يااق بااين ريبا‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪72‬‬
‫اال س اااك ااا عم ااار وا ي ا لمتأابال ا وااد ا و نام ا لحيال ا اليو ي ا وب ااين‬
‫ح ي النتاه التا ل ترا ن االحتماال المتعدد لما ع إ كا ي التنبؤ بما‪.‬‬
‫قد لخاق الناريا والمفاايا اا العماار ا أباعاا زائافا لفممماا ماا لميا‬
‫إلى ل ييد الذان ما يتعاذر التميياو باين ح ي ا العماار والاواا الخياال‪ .‬وياالا‬
‫عا المعمااار ااا لأااوير المفاااايا ويخاااق لمااا عااا ا لاواقااع حتااى يااتمكن اان‬
‫التمييااو بااين الح ي ا والخيااال‪ .‬ابا االبتعاااد عاان المفاااايا يياار التا ا والب ااا‬
‫ا خا الواا الذي يفتح بابا ن ابواا الخيال‪.‬‬
‫اذلك ل ااود إل ااى االلتب اااس ولع اااي الفم ااا بنتاةن اا‪ .‬بينما اا لت ااك نم ااا‬
‫بادئ و اريا ال يمكنما اك ل أ لما ا ح ي ا العماار النمائيا بسابب عادت‬
‫االحاة التا ب ميع عنا ر ح ي لاك العمار ‪.‬‬
‫بالتاالا ااك اال ف اال عان الواقاع لا ااور اا لكا ا ح ي ا العماار ساايكوك‬
‫حتميااا واك المعمااار سااي ع ااا ااي الااواا حيا يتعااذر رةيا العمااائر مااا اااا‬
‫بدوك واا او خيال لت ترا ن ح ي تما النسبي ‪.‬‬
‫استكشاف المستقبل‪،‬‬
‫ا ساك يتوقأ عن الحيا االعتيادي ليغوص ا عالا الخيال او التناير االدبا‬
‫ا ق لحكا حيا قاد ثاما اك يحكا الفرعو ا عن حيا ا بعد المو ‪.‬‬
‫لولد ف ع ة عمع رة مع بععد المعوت‪ ،‬اا ار‬
‫الفرعو يا عنااد السااعا الحثيا لاخاااود‪ .‬ااد‬
‫ااا ا اتا الم ا ا ااريوك ال ا ا اد ا بفاسا ا ااف الما ا ااو‬
‫والخاود‪.‬‬
‫حي حا ظ الفراعنا عااى اك يكاوك لماا ااا وة اوس دقي ا اا د ان الماولى‬
‫لكوك حيالما الد يا اا لحعايرا لحياا ابديا ‪ .‬امار لكنولوةياا التحنايي ا لغاو‬
‫حير العاماا ا كا اف ااةساما اا المحا اا عااى ساال ةثا المياف و ثاليا‬
‫آ‬
‫لت ا إل اى العااالا االخاار بااابمى ااور لم اا اااك ل اا ي ااد ةسااده ثاليااا لاان ل ااد‬
‫روح ا لابس لاعبور وبذلك لب ى الرول اائم و عذبا ان دوك شاا لسات ر‬
‫‪73‬‬

‫آ‬
‫يا ا ‪ .‬ا ااذلك العبا ااور إلا ااى العا ااالا االخا اار رحاا ا حفو ا ا بالمخا اااةر وسا اايواة‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ا ااعوبا ال لحاما ااا إال اعمالا ا ال يا ااد و نا ا ا ا اف الم با ار التا ااا اا ااا سا ارل‬
‫االختبار المخيأ ل ‪.‬‬

‫‪73‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫واك الخاا ااود ا اا العما اار الفرعو يا ا ا اااك ا ااا ةواراا ااا د وعا ا بسا ااعي إليا ا ‪.‬‬
‫اعت اد الم ريوك ال د ا عناد ا يمولاوك ا ك اةساا ما ستساتمر اا الوةاود‬
‫آ‬
‫ا ااا الحيا ااا االخا اار عبا اار رحاا ا خأيا اار لاعا ااالا السا اافاا‪ .‬والن ا ااال يما ااا يتأاا ااب‬
‫‪12‬‬
‫االستعداد لما‪( .‬‬

‫وف ع ة الخلععو عن عد كل ع م‬
‫ل ا ا ااكاف ا ا ااا ق ا ا اايد احميا ا ا‬
‫عايم قديم ولاالا ثاا ا اقادت‬
‫الن ااوص الديني ا المتب ي ا بع اد‬
‫ا ا ا ا اان لاا ا ا ا ااك الفتا ا ا ا اار اتبا ا ا ا ااف‬
‫بالسو ري ولرةمف إلى اال دي قب ا ات اف الحروف العربي ‪.‬‬
‫لحكا ا إيحا عان ال اح عالميا ال ل ت ار عااى كااك او شاعب او ارض‬
‫عين ا ب ا لتع اادو الح اادود ال غرا ي ا ‪ .‬ب س ا اف ع االما رحي ااب اان خ ااالل ااا‬
‫آ‬
‫لحكي ا ع اان دين ا اوروك وش ااعبما ال ااذي يحكم ا ا ااك ثاث اااه إل ا وثا ا االخ اار‬
‫إ ساك واو اكا ش ابن اإل ل نسوك الذي حماف ب ن اك بأ اسأوري‬
‫‪13‬‬
‫دس‪( .‬‬
‫آ‬
‫ّدوك التاريي السو ري قب خمس االف سن ا باالد الرا ادين اعااا احما‬
‫إ س ااا ي خال ااد لحم ا ع اا ا الخ و ااي الب ااري اا اس اامى راحام ااا وقا م ااا‬
‫وارلبا ما‪.‬‬
‫إ م ااا احم ا اكا ش(با ااا يش الميووبولا ي ا الت اا عال ااف الربوبي ا وال اايا‬
‫والخاود و واهيع الديم راةي بالعرا ‪.‬‬
‫اااك ي اارو فس ا وي اراه ال مي ااع كاتم ا ال ااالل واال لواي ا ينا اار إل اى ال اامم‬
‫ت اابح سااودا اان شارار اااره ويرل ااب ال ماار ليختباام نا ويحا الاااالت عاااى‬
‫اوروك وشعبما ليب ى او وحده اإلل الحارس والمت بر ي ت ن يعاره ‪.‬‬

‫(‪ 12‬وقع ال وير اند سعد ‪ :201020‬عمار ا بعد المو ‪ ..‬ر الفرعو ي والسعا الحثي‬
‫لاخاود ‪https://www.aljazeera.net/news/arts/2020/7/27 .‬‬
‫(‪ 13‬وقا ا ا ا ا ااع ال ويا ا ا ا ا اار سا ا ا ا ا اايدي احما ا ا ا ا ااد اكا ا ا ا ا ااا ش ‪ ..‬ع ا ا ا ا ا ااب الخاا ا ا ا ا ااود والواقا ا ا ا ا ااع العربا ا ا ا ا ااا ‪.‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2005/‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪74‬‬
‫و ا ةا قمار وةااا الحاا ا الساو ري العماال اكاا ش ي اد شاعب اوروك‬
‫ااا شخ ااي ا كي اادو العم ااال ال ااذي ااف ب اار و ااف حي ااوا ا خا ااا اان‬
‫العا ااذاا االبا اادي عاا ااى يا ااد اكا ااا ش لكا ان حينما اا لا اادور المعر ا ا با ااين االثنا ااين‬
‫ويت ااارعاك ال ل ااد ال ااو كا ااا لمااا بااين االثنااين ليكات اافا ا ممااا ا اابحا اادي ين‬
‫لبععمما البعض‪.‬‬
‫ويب ا اادا التغي ا اار ا ا اا شخ ا ااي الما ا ااك و ا اادي ت ا ا ا ح ا اااال العن ا ااأ وال تا ا ا‬
‫وااليت اا شيائ ايائ‪ .‬و اا لحاا او ا كيادو ي اد البأا المااك فسا بعاد‬
‫العاوا الااذي اقا ا ا ااات ح ي ا الفنااا والمااو عنااد ا ياارو اادي ااتعفن الباادك‬
‫ينخر الدود ةسم ‪.‬‬
‫يباادا اكااا ش رحا ا البح ا عاان الخاااود والب ااا وي ااأ ل ا ةااده ع ااب لاحيااا‬
‫االبدي ا وبع ااد رحا ا بح ا ع ااني ي ااداا ااا ق اااق البح اار وعن ااد ا يغف ااو عا ااى‬
‫آ‬
‫ال اةم لسرقما الحي با ر ن اال لم التا ال لسمح بالب ا سوو لذالما‪.‬‬
‫ويعاود اكااا ش تحسارا ين ااح حكمااا اوروك باااك الأريااق الوحيااد لاخاااود‬
‫آ‬
‫او ا العما والعادل والبناا واناا يسااك ةري اا اخار و م اا ةديادا اا الحياا‬
‫و ا ةري لعا ا ع المواةنين‪.‬‬
‫يباادا اكااا ش رحا ا البح ا عاان الخاااود والب اا وي اأ ل ا ة اده ع ااب لاحيااا‬
‫االبدي ا وبع ااد رحا ا بح ا ع ااني ي ااداا ااا ق ااق البح اار وعن ااد ا يغف ااو عا ااى‬
‫آ‬
‫ال اةم لسرقما الحي با ر ن اال لم التا ال لسمح بالب ا سوو لذالما‪.‬‬
‫ويعااود اكااا ش تحسارا ين ااح حكمااا اوروك باااك الأريااق الوحيااد لاخاااود‬
‫آ‬
‫او ا العما والعادل والبناا واناا يسااك ةري اا اخار و م اا ةديادا اا الحياا‬
‫و ا ةري لعا ا ع المواةنين‪.‬‬
‫الر ااد لدول ا المؤسسااا والحري ا والتعبياار اااك وةااودا ااا باب ا فسااما التااا‬
‫اعتاد شعبما خاع الماك عن الساأ ا دقاائق اا عياد اا يعارف باساا ا يتاو او‬
‫راس الس اان الباباي ا حي ا ااك الك اااان ي اافع الما ااك وي ااره ان اه ي ا ا ااات‬
‫ال عب بعد اك يخاع عن لاة و ول ا ذ را إياه بأبيعت الب ري ‪.‬‬
‫‪75‬‬

‫يباادا اكااا ش رحا ا البح ا عاان الخاااود والب ااا وي ااأ ل ا ة اده ع ااب لاحيااا‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫االبدي ا وبع ااد رحا ا بح ا ع ااني ي ااداا ااا ق اااق البح اار وعن ااد ا يغف ااو عا ااى‬
‫آ‬
‫ال اةم لسرقما الحي با ر ن اال لم التا ال لسمح بالب ا سوو لذالما‪.‬‬

‫‪75‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫ويعااود اكاا ش تحس ارا ين ااح حكمااا اوروك باااك الأريااق الوحيااد لاخاااود‬
‫آ‬
‫او ا العما والعادل والبناا واناا يسااك ةري اا اخار و م اا ةديادا اا الحياا‬
‫بسبب اريع العمرا ي العايم و ا ةري لعا ا ع المواةنين‪.‬‬
‫وف ة المدينة ال ضلة (‪ Utopia‬اا ن اشمر المواهيع الفاسفي التا اثارااا‬
‫ا الة ااوك اا اس اافت وا ااا دين ا خياليا ا يحا ااا ب اااك يس ااكنما ا اااس ةيب ااوك‬
‫يعي ااوك يمااا اا سااالت ووائت ال يعر ااوك يمااا الغا وال الحسااد وقااد ه راااا ااا‬
‫‪14‬‬
‫اتاب المسمى ةمموري ا الةوك‪( .‬‬
‫ولعد احد احاالت الفياساوف ا الةاوك وااا دينا لمناى اك يحكمماا الفالساف‬
‫لانا ا مااا لحكمااتما سااوف ي عاااوك ا شااا ااا اااذه المدينا عياريااا وبنااا‬
‫عاي ستكوك اها ما‪:‬‬
‫دين ا ي ااد يم ااا الم ااواةن والم اايا والوائ اار ارق ااى وا م ا ا ااواق الخ ااد ا‬
‫وباساوا حعاري‪.‬‬
‫ت ا اارل لمدين ا ا ةدي ا ااد و ختاف ا ا ع ا اان ا ا الم ا اادك ال ديم ا ا وال دي ا ااد‬
‫واالختالف ليم ا المامر العمرا ا حسب ب ا شا ‪.‬‬
‫ترل لمدين اها ثالي اساسما اإل ساك فس سوا اك سؤوال او‬
‫عا ااا ال او وةفا اا او رةعا ااا بيا ارا ات ا ااغيرا‪ .‬رةا ااال ات ا ا ارا وبكا ا ا ااا‬
‫لحما ام الفاها ن عاك سا ي ‪.‬‬
‫ول م الأبيع المثالي لامدين فا المواةن الروحيا والمعنويا‬
‫وال عائي ‪ .‬و ذلك‬
‫ة اار ي ااتا بم ااا لح ي ااق هل ااك اان خ ااالل الميا ا الحع اااري بم ااا ااا هل ااك‬
‫لخأا ايي المبا ااا ا و ت ربالما ااا عاا ااى ال ا اابكا ا ااا ل ايا ااد لخأا اايي الما اادك‬
‫الرو ا ي او ا ماف اندسي اخرو‪.‬‬

‫(‪ 14‬وق ااع ال وي اار ادو ا‬


‫عب ااد الحمي ااد الم ادري‪ :‬ا ا يوة ااد دين ا اه ااا ااا اإلس ااالت ات ا ااا خرا ا‬
‫ةديد ؟ ‪.‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/blogs/2018‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪76‬‬
‫لوح المدين الفاها بري را ار يف‬
‫رسمف ا بين عا ا ‪ 1484-1480‬ل ديريا‪.‬‬
‫ول ا اام الأبيعا ا المثاليا ا لامدينا ا ا اافا المواةنا ا الروحيا ا والمعنويا ا‬
‫وال عائي ‪ .‬و ذلك ةر يتا بماا لح ياق هلاك ان خاالل الميا ا الحعااري بماا‬
‫ااا هلااك لخأاايي المبااا ا و تربالمااا عااى ال اابكا ااا ل ايااد لخأاايي الماادك‬
‫الرو ا ي او ا ماف اندسي اخرو‪.‬‬

‫من ملحمة كلكامش‪:‬‬


‫اكا ش ‪ ...‬اعاا اوك التاريي او الذي راو الماوي‬
‫آ‬
‫الحيا التا لسعى ا إثراا لن لنالما ابدا‪ .‬الك اال لم عند خا ما الب ر ةعاف‬
‫المو ن يبما واستاثر بالخاود يبا لما وحداا‪.‬‬
‫إها ا ا ا ااف المدين ا ا ا الفاه ا ا ااا ا ا ا ااا الما ا ا ااوةن‬
‫الخيا ااالا الا ااذي لسا ااوده السا ااعاد أاعا ا‬
‫الخ ااالق ع ااو وة ا الواح ااد االح ااد الف اارد ال اامد‬
‫الذي ال شريك ل اا السعاد الح ي ي التا‬
‫ل ا ا ا ااود إل ا ا ا اى السا ا ا ااعاد االبدي ا ا ا ا ا ا ا ااا ةنا ا ا ااا‬
‫يك ْ َتد ٍر﴾ (ال مر‪55:‬‬ ‫ْ‬
‫الخاود ﴿ ا َ َعد د ٍ ع َند َ ا ٍ‬
‫ْ‬

‫اعت ااد الم ااريوك ال ااد ا بوةااود حيااا اخارو‬


‫ي اانعا بم ااا المت ااو ى بع ااد الم ااو والبع ا ‪ .‬م ااو‬
‫‪77‬‬

‫سا ااوف يع ا ااود بعثا ا ثا ي ا ا لاحيا ااا بع ا ااد ول ا ا‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ليحي ااا حي ااا خالا ااد ‪ .‬ي ااد ع اا ااذا االعت اااد إلا ااى‬
‫حفااظ ةث ا ولااااا ع اان ةري اق التحناايي ود اانما ااا قب اور ح اين ش اايدواا‬
‫ا ال حرا ولوود الم ابر بك ا يحتاه إلي الميف‪.‬‬

‫‪77‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫ومم تقدم ‪...‬‬
‫ا اور ااا ااتا بم ااا اال سا اااك نا ااذ االزل ااا التفكيا اار بمسا اات ب يب اادو لا ا سا ااعيدا‬
‫كا ااف حر ات ا ح ااو المس اات ب ااا لفا ااي اا ااتا بن ام ااا اان اق ااوات س ااب ت‬
‫ولفكير ااا اليااوت ااا عمااار المسات ب اااا الفكاار الموزايا إلااى الخاااود والمحا اا‬
‫عا اى ال اانم الب ااري اان اال اراض‪ .‬و اان ل ني ااا وعا اوت ولوةم اا و س ااارا‬
‫(‪15‬‬
‫لوقع ست باي ‪.‬‬‫كاري واستنبااةي يمكن بنا اار ّ‬
‫لبعا ااا لما ااا ي ا اامده المسا ات ب ال ريا ااب ا اان احا ااداث ول نيا ااا و ميا اوا‬
‫و كال وربما ل إلى الكوارث‪ .‬حي شرل ستيفن بيترا يك موع ن‬
‫الس ا اايناريواا ح ا اادداا بع ا اار س ا اايناريواا اس ا ااتخد ف يم ا ااا وس ا اائ ل ني ا ا ا‬
‫الست فاف ا يمكن اك يحدث ا المست ب وااا اخأاار ح ي يا ان شاا ما‬
‫إ ما الحيا عاى و ب االرض و يأ ستكوك النماي ؟ و واهيعما‪:‬‬
‫آ‬
‫اال المست ب ُالمدا ا ا ةائرا بدوك ةيار‪.‬‬
‫يأ لبدو الن ااود ا المست ب ؟‬
‫آ‬
‫الوةاائاأ التاا سانتر ما لاال ال ‪ ..‬والوةاائاأ التاا لان تر ماا اا ع ار اال لا‬
‫ع ار المولوي ارات والرسو ا الم سم ‪.‬‬
‫ال اارك الا ا ‪ 21‬ا ااو ال اارك االخير؟؛ ااها س ايحدث عن ااد ا لك ااوك الحواس اايب‬
‫ا اثر ه ا ن الب ر؟‬
‫المست با ا سااوف يكااوك و ما ايعااا؛ ااا ساايحدث خااالل الثالثااين عا ااا‬
‫الم با ‪.‬‬

‫(‪ 15‬وقع ال وير يداك‪ :‬يأ سيكوك شك الحيا ا المست ب ؟ حاهرا ليد ل يبك‪.‬‬
‫‪https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/2017‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪78‬‬
‫المحور الثالث‪:‬‬
‫عالقة النتاج بجوانب تشكيل نتاج المستقبل وخصائص شكلية في الم ينة‪.‬‬

‫غ د د ا‪ ...‬بمد ددا‪ ،‬لتعا ااوز عالقا ا النتا اااه بال وا ا ااب الت ا ااكياي لانتا ااه المسا ات باا‬
‫و رلبي بالبحا ان ةوا اب الخ اائو ال اكاي لامدينا ‪ .‬منااك ةار ساريع‬
‫لحااف الم اا ورياهااا لعتمااد الأي اراك عاااى اال لااوال الأااائر وقعااا عأااال ااا‬
‫الفع ااا وس ااتكوك االختناق ااا المروري ا ش اايائ اان الماه اا مارس ا الرياه ا‬
‫ااو الااوال ةااائر عاااى يارار لعبا وياادلش ااا ااياا ااااري بااولر ولحساان ل نيا‬
‫الواقع اال تراها‪ .‬إك التنبؤا حول ا قد يحدث اا المسات ب ااا لوقعاا‬
‫قد لتح ق‪.‬‬
‫ا ا ا يحدث ا المدك وعمارلما و يأ ستتغير المبا ا؟‬
‫مااا سااتمتد إلااى عمااق االرض ايعااا ةارا ااو المساااح المتااو ر لاسااكن ااو‬
‫االرض م ااا لس ااتخدت ال ااخور الت ااا لم ااتو ح ارار ال اامم ااا ا ال اايأ‬
‫ااتحفظ المدين ا ب ااارد ث ااا لع ااود إلةالقم ااا اا ا ال ااتا بم ااا ي ااب اةم ااو‬
‫لسا ااخين عمالقا ا لتسا ااخين اةحا ااا السا ااحاا الم اوبا ا ا ااا عما ااق االرض (اي‬
‫المبا ا التا لمتد لعد ةوابق داخ االرض ‪.‬‬

‫يحتوت التصميم في الصورة في مبنى تحت االرض على حدائق وم افق ري ضية‬
‫ومس ح ت للمعيشة‪.‬‬
‫ويتوقع إةعات اذه المدك الواقعا لحاف االرض اك لنماو النبالاا لحاف االرض‬
‫باس ا ااتخدات الع ا ااو اال ا ااأناعا والح ا اارا س ا ااتكوك اح ا ااد الم ا ااوارد الغذائي ا ا‬
‫‪79‬‬

‫الرئيسا ااي ا ااا المسا اات ب ‪ .‬ب ا ا ااب لخيا ا ةما ااور أا ااعا لاوةبا ااا الس ا ااريع‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫الم ا اانوع ا اان الح ا ارا و أا ااابي ما ااو بح ا ارا وقما ااا لتربيا ا الح ا ارا‬
‫وادوا تأا ااور لح ا اااد الح ا ارا المنت ا ا ‪ .‬و ما ااا ورد ا ااا ل ريا اار عا اان لخيا ا‬
‫سا سو غ (‪. SAMSUNG/PRECONSTRUCT‬‬
‫‪79‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬
‫وبذلك سيكوك لعويو عالق النتاه ب وا ب ل كي تااه المسات ب وخ اائو‬
‫شكاي ا المدين إلى ةرل بعض ن التساةال اا‪ :‬يفي دراس الخ ائو‬
‫ال ااكاي وعالقتم ااا ااع الم ااوروث والتا اراث تي ا ا الرلب اااف المدينا ا بال وا ا ااب‬
‫االةتماعي والث ا ي لافرد؟ و ااي الخ ائو الفكري التا لسااا ا ل اكي‬
‫النتاه المست باا باسم كري و حاي ؟‬
‫ا حين يكوك اف المدين (الذ ي او شعبما ن خاالل لاو ير‪ :‬ياو‬
‫وعيا ا حيا ااا ا عا ا لاسا اكاك والوائا اارين و يا ااو ال ا اادر التنا سا ااي االقت ا ااادي‬
‫ل ذا ال ناع والموااب و يو التر يو البي ا الواعا عاى االستدا ‪.‬‬
‫واذه االاداف‪ :‬وعي الحيا ال در التنا سي االقت ادي واالساتدا ‪ .‬لاو ر‬
‫االساااس الااذي يمكاان اك لسااتند إلي ا بااادر المدين ا الذ ي ا حي ا يااو ر إةااار‬
‫دياويف لامدين الذ ي )‪. (Deloitte’s smart city framework‬‬
‫اط ر يلويت للمدن الذكية‬
‫زراع بذور التغيير ا سف‬
‫اال حعري ‪:‬‬
‫‪ .1‬التن‬
‫‪ .2‬االقت اد‬
‫‪ .3‬التعايا‬
‫‪ .4‬المعي‬
‫‪ .5‬البي‬
‫‪ .6‬االقت اد‬
‫واا العدس التا يمكن لات ني ن خاللما زراع بذور التغيير ا سف ااال‬
‫حع ااري وا ااا‪ :‬االقت اااد والتن ا واال اان والتعا اايا والمعي ا والبي ا ‪.‬‬
‫(‪16‬‬
‫ويمكن لمذا اإلةار اك يساعد المدك ا سيرلما حو المدين الذ ي ‪.‬‬
‫بينما ي دت روق ‪ SmartSantander‬ا سا تا دير ب سبا يا ار بكر عاى‬
‫ساعد البيا ا والمواةنين ا يفي لحوي المدين إلى كاك ا اثار اساتدا‬
‫ان الناحيا البي يا واك لكااوك ةذابا و ساات يب اقت ااديا ولااو ر وعيا حيااا‬
‫ا ع لسكا ما‪.‬‬

‫(‪ 16‬ةوك سكورك” و “ويايات إيغرس ‪ :2018‬قوو التغيير‪ :‬المدك الذ ي (‪2.0‬‬
‫‪https://albuthi.com/blog/1352‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪80‬‬
‫باإله ااا إل ااى ‪ 20 000‬ةم اااز است اعار ر ب ااف ااا المدين ا يمك اان لاس ااكاك‬
‫لحوي ا اااوالفما الذ ي ا إلااى اةمااو است ااعار عاان ةريااق لنوي ا لأبيااق “ اابض‬
‫المدينا )‪ ” (PoC‬وبااذلك ي اابح الساكاك بمثابا اةمااو است اعار ه يا تن اا‬
‫لامدين وياعبوك دور “المستفيدين” ا روق‪. SmartSantander.‬‬
‫ما ااا يمكا اان لمسا ااؤولا المدينا ا لحايا ا البيا ا ااا ا ااا الوقا ااف الح ي ا ااا لتعا اادي‬
‫استخدات الأاق وعدد شاحنا ال ما الالز ا اسبوق عين وحتى مي‬
‫المياه لار عاى روه حدائق المدين ‪.‬‬
‫وحيااا اال ساااك ااا دينتا اي ا بالااذ ريا ولحاااا لوقااأ ةمياا ابا‬
‫حا اااال عا ا ااا وخا ااوف والا ااا و ا ااداك التا يا ااد والغما ااوض ا ااا حيا ااا اال سا اااك‬
‫الم مم يؤدياك إلى قاق ن وةوده‪.‬‬
‫وبع ااد اارور ساس ااا اان النتاة ااا الت ااا لعب اار ع اان لغي ارا ال تنااي ا س ااتترك‬
‫آ‬
‫العمااار اال ساااك دوك ةااواا لاكاثياار مااا يعترها ويتحااتا عااى المعمااار االك‬
‫البح ا ع اان اادر اساس ااا ينأا ااق ن ا وياخ ااذ دور المؤل ااأ اال اااا لس اامفو ي‬
‫حيا اال ساك عاى االرض‪.‬‬
‫واال أباااق عاان العمااار وحيااا اال ساااك يمااا لتاااثر اثيارا بعاادت عر ا الف ا ااا‬
‫العماار والاذي يحفاو ساعا اال سااك ا عماار او ساتخدت ا حاو التفكيار والبحا‬
‫عن المعنى ا خاود تاة واو رد ع لاخوف ن الم مول‪.‬‬
‫الحيااا ااا العمااار لتعااارض ااع ا ااا لحماا اان الواقااع اساام لات ااكي‬
‫يما الثرا الي ين بما ع ق ور حيا اال ساك إزا اا‪.‬‬
‫يكوك لخاود عا ا تاة او الب ا والدوات الذي لتكاف با ع ائاد اال سااك‬
‫وةموحال ما لت ك بما دائما‪.‬‬
‫وربما اا لحااور اال سااك ول اارع اع ال اوو اا الأبيعا لاو اول إلاى حالا‬
‫التوا ق عما‪ .‬ا‪:‬‬
‫التحع ور ااا فمااوت الحيااا ال ديااد ريااا‬
‫ااعوب لعريفم ااا وقياس ااما الك ا‬
‫‪81‬‬

‫عم ااار ل ا ةري ت ا ااا ل ا ّاور ااا ا ااو‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ما ا تاة وثمين ا حيال ‪.‬‬


‫والتص رع ا ل اوز الم مول الذي يبأا ن لفاع اال ساك وبي تا ليرلفاع إلاى‬
‫ا و ا ول تاة يكوك تاة تسما باال ال ‪.‬‬
‫‪81‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬
‫بالتااالا يعتمااد ل ا ّاور ولفسااير حيااا العمااار ال يااد عاااى ختاااأ سااما‬
‫المعمااار ورةاه عااالو عاااى ةااروف المعمااار ال خ ااي وث ا تا ول ربت ا‬
‫و عر ت و ا يعت د‪.‬‬
‫كيف تتش ل الحي ة الجديدة في عم رة ؟‬
‫وعاااى اااها لر ااو العمااار ال ديااد وةا ااب نمااا ااا عمااار المساات ب وةا ااب‬
‫ير او عااى االوااات والتخاايال ااا ل اكياما او ااا البحا عان الح ي ا المت ااا‬
‫بوةود اال ساك وةبيع الكوك الفسيح المحيي ب ‪.‬‬
‫و اان الممكاان اك ينااول المعمااار إلااى ريباا واةنيا وحاةااالما عنااد التكييااأ‬
‫لخي اااال تاة ا واوا ااات ا اراده‪ .‬دوك اي لغيي اار واخ ااتالف ب ااين الواق اع وة ااروف‬
‫ااتمعما‪ .‬م ااا يواةا ا المعم ااار س ااؤوليت ااا ابما ا الواق ااع واال تف اااق اان‬
‫ؤشرال لبنا تاة بعيدا عن االواات التا ل عا ان اا يكساو تاةا اااار‬
‫ساخر ال لمف لح ي ت ب ا ‪.‬‬
‫ومم ددا تقد د ‪ ،‬كي ددت نتحقد د م ددن توا د د تش ددكيل نتد داج المس ددتقبل وخص ددائص‬
‫شكلية في الم ينة‪:‬‬
‫لعن ااا العم ااار ال اد ا ال دي ااد او المس اات باي لابي ا حاة ااا اال س اااك‬
‫االساسي لاب ا او غادر المعا اا ان تاةا واال لاا نا ‪ .‬او لح ياق الراحا الماا‬
‫لااو ره التكنولوةيا اان وسااائ واك لعارهاف ااع ناو ا قيما الم تمعيا ‪ .‬او‬
‫ا ااا العم ااار الخالي ا ان ا ااا يتع ااارض و عت ااده ليراا ااا أاب ا إل ااى واقع ا‬
‫الماتااوت بمعت ااده واعرا ا ول اليااده‪ .‬بالتااالا ل ااور لافك ار ال ا ع ا لمااا ل اادت ااا‬
‫و ااأ العمااار ال اد ا لت ا برةي ا ااتر لعمااار ةديااد لت ا بااالأمول‬
‫لم تمع سايا ا لفكيره عادل ا لعا ا ا ا بي ت الم يد والكوك المحيي‬
‫ب ‪ .‬وريا هلك ال اشباق لريبا اال ساك الال تنااي ن الحاة إلى الراح بما‪.‬‬
‫يسااتاوت لح يااق العمااار ال ديااد ا أاااق يمااا لك ا ااا يتعااارض والحيااا‬
‫الأبيعي ا بي ت المحيأ لغرض استعاد الحيا اا عماار ةدياد ولاد ق‬
‫عنا اار الساامو يمااا‪ .‬اان خااالل إث ارا اان العمااار ااا إي اااد المعااا ا التااا لساامو‬
‫بنتاااه اال ساااك ريااا ا ا ي ارا واقعااا يخا ا حتااى يبحا عاان سااب المااروا نا‬
‫مو يك أ ةوار الواقع الفن او ةماد اباداعا اللت ااف الواقاع وإلي ااد عناى لا‬
‫آ‬
‫اان خااالل اواااات االدا والفاان المرئااا والموسااي ى‪ .‬الفاان اااي واااا اخاار ياو ر‬
‫العوا إلزعاه وه ر الحيا ‪ .‬ا ةمد ا ن خاق الواقع والمروا ن ‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪82‬‬
‫المحور الرابع‪:‬‬
‫تحقي االرتباط بين المبادئ النظرية ووضوح التطبي ‪.‬‬

‫غ ا‪ ...‬بما‪ ،‬يتح اق ارلبااف ال وا اب الفكريا بمباادئ اريا وباين ال وا اب‬


‫التأبي ي بمبادئ الوهول‪.‬‬
‫‪ ...‬و ن ا ا ال زال النت ا اااه المس ا اات باا يي ا اار واه ا اح المال ا ااح بس ا اابب ع ا اادت‬
‫الوهوحي الفكري والتأبي ي لانتاه ا الواقع الخارةا‪.‬‬
‫يمكن بياك وهول تاه المست ب ن خالل عادل االحتمال ا التاثير ا‬
‫عاا ا ا ااا المسا ا ا اات بايا او الدراسا ا ا ااا المسا ا ا اات باي (‪ Futures studies‬او‬
‫)‪ Futurology‬واو عاا يختو با‪:‬‬
‫المحتما واااو عنااد الارازي‪ :‬اااو اك يكااوك الكااالت حااتمال لامادل والااذت‬
‫احتماال تساويا ‪.‬‬
‫والممكاان واااو عناد ال رةا ا(التعريفااا ‪ :‬ااو الااذي ُسااب عنا هاارور ُ‬
‫والم ْمكا ُن بالاذا اا ي تعااا لذالا اال ي تعاا شاايائ ان الوةااود‬ ‫ُ‬ ‫وةاوده وعد ا‬
‫والعدت‪.‬‬
‫والمفع ا اان المس ات ب الااذي يتوقااع المفع ا اان المساات ب حتااى‬
‫ي مع بين التخ و وب ي اال ام ‪.‬‬
‫ب ا ب االشيا ها االحتماليا ال ايا لكن ها التاثيرا الكبير التا يمكن‬
‫اك ل احب حدوثما‪ .‬وحتى ع االحداث المتوقع ها االحتماليا العالي ‪.‬‬
‫وب ااذا التوة ا ل اادو الباح ا ااا ا ااور المس اات ب ان اك لتواة ااد احتمالي ا ال‬
‫ي ين (‪ Uncertainty‬بير وال ي ب اك يستماك بما‪.‬‬
‫و ن ستكوك بواب است راف المست ب او ا لح ياق االرلبااف باين ال وا اب‬
‫الفكريا اا زياااد ال وا ااب الفكريا ولاثيرالمااا اإلي ابيا عنااد لحديااد ول ااايو‬
‫عن اار ال ي ااين ال ا يمثا خاااةر عاميا ابا زياااد لاثيراااا ااا ال وا ااب‬
‫التأبي ي ووهوحما‪.‬‬
‫و ت اااه المس ات ب ي اوداد ب ا االرلب اااف ب ااين الفك اار والتأبي ااق عب اار ااور تع اادد‬
‫‪83‬‬

‫لعأا الوياد ا االحتمالي والت ايو ن الالي ين ي ‪.‬‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ويااتا هلااك عنااد لأااور عاااا دراسااا ساات ب العمااار إال اان خااالل وهااوق‬
‫النتا اااه و حتا ااواه وةا اادول ز نا ااا ا ااا لعاقا ااب التوةما ااا الفكريا ا والتأبي ا ااا‬
‫العماي ن خالل نمع عاما الذي يتوا ق ا بادئ ولأاعال ع عمار‬

‫‪83‬‬ ‫المستقبل ‪ ...‬حقيقة أم خيال‬ ‫عمارة‬


‫عالا اليوت الذي يتسا بتغير ولسارق بيرين ا اال حيا اال ساك ا ‪.‬‬

‫عاا ا ا ا ا ااى ا ا ا ا ا اااها لعتما ا ا ا ا ااد حيا ا ا ا ا ااا‬


‫المست ب ا العماار وةوا اب‬
‫حيا ا ا ااا اال سا ا ا اااك االخا ا ا اارو ا ا ا اان‬
‫الت اارف بالفائ ااد المتوخ ااا اان‬
‫عا اوت و ع ااارف لأ ارا عا ااى حيال ا‬
‫بال ديد‪.‬‬
‫وب ا ااالرةوق إل ا ااى حع ا ااار اال س ا اااك وعمارل ا ا ا ااد ح ا اااول اال س ا اااك التنب ا ااؤ‬
‫بالمست ب حتى ا بح ةو ا ن حيا تمع وة وس و ح الث لدي ‪.‬‬
‫و اان التوقعااا التااا لأاااب غااادر التن اايا إلااى التاويا والتفسااير و ااا يحما‬
‫ن اديا واساع و تعادد ان الخياال المسات باا‪ .‬ويكاوك اا ل اع ياد اال سااك‬
‫عاي اليوت ن حأا عاا وةاقا الرياال و اواد اال او واالقماار ال اناعي ااو‬
‫ح يا ا لنبا بما العاما ن ع رينا وثالثينا ال رك الماها‪.‬‬
‫وريا ا ما ةو ن التاريي وعام إال ا ما بتفكير سات باا او است اراف لتأاوير‬
‫قدر الب ر‪.‬‬
‫و ن المحااور االربعا ااك المعماار اا تااه يبحا عان المعناى بال ااه ال اك‬
‫ول ساايده والي ااين بال اااه ل اااوز الم مااول و ااالل النتاااه والمعر ا لالرل ااا‬
‫بعاوت عمارل و مواا بنمو عر ا تمعا وعماار ةدياد باحثا عان االسات رار‬
‫لحي ااا اال سا اااك ال دي ااد‪ .‬ا اا عا ااالا يحما ا الكاثيا اار ا اان االوا ااات والخيا اااال ييا اار‬
‫المؤ د والتا قد لتالشى حيا اال ساك بخأا بسيي ن ‪.‬‬
‫وبااين ةبيعا تاةا و ااا يا ااق با اان عنااى ولفسااير اان هااان اال ساااك‬
‫وعدت اختالف فاايا الأبيع الم يد ن قباا رياا اخاتالف فااايا اال سااك‬
‫وريبالا ‪ .‬عااالا العمااار والعااالا المحاايي لا يتغياار باسااتمرار و تأابااا وةااود‬
‫اال ساااك اهااحف احااداث ع ااوائي يتعاذر التنباؤ بمااا والتو يااق واال سا ات بااين‬
‫الريب ا ا بعم ا ااار والمعن ا ااى والم ا اادف نم ا ااا وب ا ااين العب ا ا المفتع ا ا ا ااا وة ا ااود‬
‫اال سااك ي عا ان ال اعب التميياو واال تفااق ان ح ي ا النتااه والاواا يا‬
‫و ا يحتاه تاة ان خياال إلرهاا ريباا عاياا رياا اا لبادو عايا ان ناساب‬
‫ةم ااور النت اااه المال ئ ااا ابا ا لأ ااورا لب اادو ختاف ا ع اان ب ااا اال س اااك عا ااى‬
‫االرض‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪84‬‬


‫‪.4‬‬
‫على ماذا تكون عمارة المستقبل؟‬

‫حتى تفكر في مستقبل عمارتك‪،‬‬


‫عليك‪ ،‬إال ترى المفاهيم الخاطئة‬
‫التي تؤدي إلى سلوكيات خاطئة‪.‬‬
‫أ‬
‫اكل متباااد ‪ .‬وعناااما‬‫والمعمااار لاام م ا االفكا أاار مااا تااؤ ر علااى مشاااعر وساالوكم بشا م‬
‫يتقااادا الام اااه علياام‪ ،‬ف اااه هن اااا تااياااا للعواط ا ت اه اام‪ ،‬ب ا ا التفكي ار ف ااي‬
‫أ‬
‫االفكار التلقائية التي تتفاعل مع سلوكياتم القائمة عليها‪.‬‬
‫أ‬
‫والمعرفااة التاي سااتكوه عليهااا عمااارت المسااتقبل‪ ،‬فااي افكااار المعمااار فااي العمااارت‪،‬‬
‫وما يحمل م مشاعر في التقرب لنمط دوه اخر‪ ،‬والعواط ت اا ماو د دوه‬
‫غياار ‪ .‬لا ا يصاابع عاااد حاااالت تبااو تا هااا ‪ ،‬فااي وا باام المعرفيااة والساالوكية‪،‬‬
‫أ‬
‫التي تساعا في فهم ه العملية ‪ ،‬وامكاه تغييرها‪)1(.‬‬
‫‪The cognitive triangle of architecture‬‬
‫المثلث المعرفي للعمارت‪ ،‬فتكوه اإلشارت إلى متغيرات معرفة العمارت الثا اة فاي‬
‫مو د (‪:)TFB Model‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬االفكار‪ ،)T( Thoughts‬ما فكر بم يؤ ر على شعور ا وفعلنا‪.‬‬
‫‪ -‬المشاعر والعواط ‪ ، (F.E.)Feelings and emotions‬ماا شاعر بام ياؤ ر‬
‫على ما فكر بم و فعلم‪.‬‬
‫‪ -‬السلوا‪ )B( Behavior‬يس‪ ،‬ما فعلم يؤ ر على ما فكر بم و شعر بم‪.‬‬
‫المثلث المعرفي للعمارت‬
‫أ‬
‫ويش ااير المثل ااث المعرف ااي للعم ااارت إل ااى‪ :‬افك ااار النت اااد‪ ،‬وم ااا يثي اار م ا مش اااعر ف ااي‬
‫المستخاا‪ ،‬وإمكا ات تو يم سلوكم‪ .‬ليكوه تمثيلام فاي النمااا المااهر المعتماا‬
‫عل ااى التب اااالت ف ااي الم اارو المحي ااة‪ ،‬وم ااا تول ااا م ا مف اااهيم‪ ،‬والت ااي تح اااد‬

‫أ‬
‫بشكل متباد "‪،‬‬
‫م‬ ‫(‪ )1‬موتع تركواز بوست‪":2019،‬االفكار تؤ ر على المشاعر والسلوا‬
‫‪https://www.turkuazpost.com/post/2166‬‬
‫أ‬
‫بمو به ااا م ااواد بنائي ااة وتش ااكيلية معين ااة لغ اارا عر ااها ف ااي اش ااكا ف ااي البيئ ااة‬
‫المشيات‪.‬‬
‫أ‬
‫بينمااا يشااير المثلااث االدراكااي للمعمااار إلااى‪ :‬صااو افكااار المعمااار‪ ،‬ومش ااعر ‪،‬‬
‫وسلوكم‪ .‬ليكوه تمثيلم في النمااا الكاام المعتماا علاى الصاور ال هنياة المقابلاة‬
‫أ‬
‫لاشكا ‪ ،‬والتي م خا تحاد مواد القياس لها باعتبار الصور هيائت تياس‪،‬‬
‫اام يح اااد الفاعا اال الا ا ي يك ااوه فا ااي تارت اام تص ااور الهيا ااائت‪ ،‬و ااوال إل ااى الغايا ااة‬
‫المتوخات م التباالت التاي تقابلهاا‪ ،‬ويبقاى القصاا منهاا فاي بيااه الحااا المولاا‬
‫أ‬
‫لا ار الماهرت م التباالت‪.‬‬
‫النظام الظاهر ‪:‬‬

‫األشكال‬ ‫المادة‬ ‫المفاهيم ـ‬ ‫التبدالت ـ‬


‫المثلث‬
‫المعرفي‪/‬‬
‫االدرا كي‬
‫السلوك‬ ‫المشاعر والعواطف‬ ‫األفكار‬
‫للنتاج‬
‫ع‪ .‬الصورية المعماري‬ ‫ع‪.‬المادية‬ ‫ع‪ .‬الفاعلة‬ ‫ع‪ .‬الغائية‬

‫النظام الكامن ‪:‬‬


‫المثلث المعرفي‪ /‬االدراكي للعمارة‪ ،‬في منظومة‬
‫الكامن والظاهر‪.‬‬
‫أ‬
‫ويمكا اسااتمهار اكاثاار ما مااو د فااي طبيعااة العاتااة الحاكمااة بااي المتغي ارات‬
‫الثا ة‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫أ‬
‫ما ااو د (‪ :)FBT.Model‬تتحقا اام المعرفا ااة بالعما ااارت ما ا خا ااا تا ااا ير المشا اااعر‬
‫والعواط باعتماد سلوا معي إلظهار فكرت معمارية‪ .‬في مامها الماهر‪.‬‬
‫مو د (‪ :)BTF. Model‬تتحقم المعرفة بالعمارت م خا سلوا المعماار فاي‬
‫فك اارت معماري ااة للو ااو إل ااى إ اافا مش اااعر واحاس اايس وعواط ا ‪ ،‬ف ااي مامه ااا‬
‫الماهر‪.‬‬
‫مو د (‪ :)TFB Model‬تتحقم المعرفة بالعماارت ما خاا سالوا المعماار فاي‬
‫توليااا مشاااعر معينااة ات ااا فكاارت معماريااة لتكاتسا الر ااا ما مسااتخامي تاااد‬
‫الفكرت‪.‬‬
‫أ‬
‫وك لك الحا في ما د اخرى تخص العلل في النمااا الكاام ‪ .‬لا لك‪ ،‬يمكناك‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫تغيير احاها ا او على االتل التا ير عليم ا م خا تغيير االخر‪ ،‬وال تهام البااياة‬
‫أ‬
‫باي متغير‪ ،‬و لك لتعاد ا واع اإل افات المتوتعة م تبل الباحث فيها‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪86‬‬
‫األفكار في المعرفة بالعمارة‬

‫أ‬ ‫أ‬
‫عناما يكوه عقل اال ساه هو مكم االفكار‪ ،‬فاه‬
‫امتاا اال ساه لعقلم يعي على االبااع‪ ،‬ل ا‬
‫تختل العقو باختا الناس‪ ،‬م حيث‬
‫أ‬
‫تاراتهم و وع االفكار النات ة منها‪.‬‬
‫أ‬
‫ب ا تارت اال ساه‪ ،‬في ت ابم االفكار النات ة م على الت ابم مع الواتع‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫واال بثاق منم‪ ،‬بصيغ شكلية ت اري االفكار وتصحع مساراتم الغامضة او الخاطئة‪.‬‬
‫"هناك عدد كبير من الناس يعتقدون بأنهم يفكرون لمجرد أنهم يعيدون ترتيب‬
‫المسبقة‪ ".‬ويليام جيمس(طبيب مدرب‪ ،‬فيلسوف)‬ ‫أحكامهم‬
‫يقول وليام جيمس حول األفكار والقلق والتوتر‪ :‬إن أعظم سالح ضد التوتر يكمن في قدرتنا على‬
‫اختيار فكرة واحدة بدال ً من أخرى"‬
‫و ا التنوع المعماري والحضاري في الماه‪ ،‬مقابل ما تحملم الم تمعات م‬
‫أ‬
‫تنوع قافي‪ ،‬لقا كا ت مناطم بلا ا‪ ،‬عمائر متنوعة في تا اتها‪ ،‬وازيائها‪،‬‬
‫وله اتها‪ ،‬وهواياتها‪.‬‬
‫ومثا عمارت كل من قة المختلفة ع عمارت‬
‫أ‬
‫المن قة االخرى‪ ،‬مع و ود عمارت غالية في‬
‫كل منها‪ .‬ظلت م تمعاتها متنوعة‪ ،‬ك لك‬
‫تنوع العمائر في البلااه المت اورت وتنوع‬
‫قافاتها‪.‬‬
‫أ‬
‫وفا ااي الفت ا ارات المتا اااخرت‪ ،‬يو ا ااا خلا اايط معما اااري ما ا عما ااائر وخلفيا ااات لغويا ااة‬
‫وا تما ات دينية مختلفة‪ .‬وتكوه سمة التنوع الفكري واال بثاق م الواتع‪ ،‬فاي‬
‫أ‬
‫المنموم ااة الفكري ااة للعم ااارت‪ ،‬فافكاره اا الت ااي تحتض اانها ازت ااة الماين ااة واحيا ه ااا‪،‬‬
‫إ ااافة إل ااى النتا ااات االدق واال ااغر منه ااا ف ااي ا اااا الش ااارع‪ ،‬الت ااي تم ااس حي ااات‬
‫‪87‬‬

‫اإل ساه بصورت مباشرت‪.‬‬


‫أ‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫و قت اارب ما ا مص ااااتية المعم ااار ا المص اامم والباح ااث ا ف ااي اتتا اراب االفك ااار الت ااي‬
‫ي رحه ااا ف ااي تا اام وب ااي الوات ااع شالمع ااا ‪ ،‬وم ااا تمي ااات به ااا م ا ‪ :‬و ااو ودت ااة‬
‫وبساااطة وعماام ف ااي فااس الوتاات؛ ورؤي ااة واتعيااة لحا ااة اال س اااه م ا العم ااارت‪.‬‬
‫أ‬
‫وياخ اهتماا المعمار التعارا بي فكر المعمار وبي الواتع‪.‬‬
‫‪87‬‬ ‫تكون عمارة المستقبل؟‬ ‫على ماذا‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫كمااا اه تعااايش االفكااار للنتا ااات المختلفااة فااي بقعااة غرافيااة محااادت‪ ،‬ي عاال‬
‫منها فضا التعادية الفكرية‪ ،‬المتمثلة بتعايش الثقافات المتعادت‪ .‬حيث‪:‬‬
‫‪ -‬إه التعاديااة المعماريااة فااي بقعااة معينااة‪ ،‬تت اااوز و ا م تمااع العم ااائر‬
‫المتنا ااوع‪ ،‬إلا ااى ا ااوع ما ا التو ا اام الا ا ي يها ااا إلا ااى حمايا ااة ها ا ا التنا ااوع‬
‫أ‬
‫المعماري الثقافي ايضا‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬اعتماد التعادية‪ ،‬كماهرت في بياه تارت التحاور مع العمائر االخارى‪ ،‬عبار‬
‫تاريخها ال ويل‪.‬‬
‫‪ -‬ظهااور الت ااا س للنتا ااات المتعااادت‪ ،‬وتعلقهااا بمفاااهيم التااوازه بااي كافااة‬
‫العم ااارت القايم ااة الترا ي ااة والتاريخي ااة ‪ ،‬وكاف ااة عم ااارت ا س اااه الي ااوا اام‬
‫ساام الماينااة‪ .‬واالهتماااا بفكاارت الهويااات المعماريااة و االتها بالتعاديااة‪،‬‬
‫أ أ‬
‫التي تاخ االفكار في الهويات المختلفة‪.‬‬
‫وما لاك يكااوه التعاايش باي العمااائر‪ ،‬مهماا فاي ت نا المفااهيم الخاطئاة فااي‬
‫ت ارا ت العم ااارت‪ ،‬وتن اااو التن ااوع فيه ااا‪ ،‬وت ااوازه العم ااائر اام البقع ااة ال غرافي ااة‬
‫الواحا ااات‪ ،‬وما ااا تا ااؤو إليها ااا الت بيقا ااات العمليا ااة لممارسا ااات العما ااارت فا ااي و ا ااود‬
‫افكارها وحضور تا ها المادي‪.‬‬
‫أ‬
‫إه توا ا المفاهيم الخاطئة النات ة م قافة معينة‪ ،‬تلغي باب االمل في رؤياة‬
‫أ‬
‫المسااتقبل واالبتع اااد ع ا الثقاف ااات المقيااات لحرك ااة اال ساااه ف ااي التاماال والتفك اار‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والتابر‪ ،‬كما في المفاهيم غير الصحيحة في ا هاه افراد الم تمع‪.‬‬
‫فالعمارت التي يارى فيهاا اال سااه حياتام وخصو ايتم وهويتام‪ ،‬ت عال منام‬
‫مبتعاا مت اوزا اال اوا ع حا تم إلى االبااع واالبتكار‪.‬‬
‫وعناااما ال يعاايش اال ساااه مهتمااا فااي مسااتقبل عمارتاام‪ ،‬بح ااة التفكياار فااي حاااود‬
‫عمارتم واالبتعاد ع ما يت لبم المستقبل‪.‬‬
‫مماا يافعاام لعااا التفكار والتفكياار فااي تنماايم حياتاام ومت لباتهااا‪ ،‬ك ا لك فقااااه‬
‫أ‬
‫الرؤيااة فااي اهميااة التخ اايط لمسااتقبل تا اام باااعوى "العمااارت الاهااات"‪ ،‬كحالااة‬
‫متوتعة م زها المر في حياتم‪.‬‬
‫أ‬
‫ويصبع فهم عمارتم‪ ،‬ال يتعاى على ما توافرت عليم بيئتم‪ ،‬وما ترا في كاتبم‪،‬‬
‫أ‬
‫ليكااوه اال ااوا ام ارا مقبااوال وربمااا حتميااا لاام‪ .‬ف اا يتعاااى تا اام حاااود "العمااارت‬
‫اال وائي ا ااة"‪ ،‬عم ا ااارت اال غ ا اااق وال م ا اود‪ .‬الفات ا ااات للرؤي ا ااة البعي ا ااات ومحاودي ا ااة‬
‫ريا‪.‬‬‫التفكير فيما شي ش‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪88‬‬


‫خافا عما يبحث في إمكاه اال فتا على االخري ‪ ،‬المتوا ال معهام‪ ،‬المتحارا‬
‫أ‬
‫في م تمعاتهم والمنتفع م تاراتهم وا ارهم فيها‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ومنه ااا فه او اال كاث ار فهم ااا لم ااا يري ااا م ا حي ااات ف ااي تش ااكيل اي ااا متواف اام‪ ،‬واكاث اار‬
‫إدراك ااا ووعي ااا لم ااا ي ااري حول اام وللمس ااتقبل‪ ،‬ال ا ي ي اارى في اام حيات اام ف ااي زما ه ااا‪،‬‬
‫أ‬
‫فيفكر في ما ي تا م وحا ر كا م المستقبل‪ ،‬ال ي شيحمل عليم ما يارا افعاا‬
‫وم لوب ااا‪ .‬فيتق ااا تا ام ال ا ي في اام‪ :‬تفكي اارا ف ااي المس ااتقبل‪ ،‬وتخ ي اا لتنفي ا‬
‫أ‬
‫ورؤية وا حة إلى ما يريا‪ ،‬وترارا متخ ا اع يت تي تم‪.‬‬
‫وما التفكياار والتخ اايط‪ ،‬والرؤياة واتخااا الق ارار‪ ،‬حقاام الاهااا فااي الو اوق م ا‬
‫تا نا‪.‬‬
‫الزُّهد ليس بتحريم الحالل‪ ،‬ولكن أن يكون بما في‬
‫يدي هللا أوثق منه بما في يديه‪.‬‬
‫اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً‪ ،‬واعمل آلخرتك كأنّك‬
‫تموت غدا ً‪.‬‬
‫الرسو المص فى ( لى هللا عليم والم وسلم)‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫بالت االي‪ ،‬ل اايس الاه ااا اال تمل ااك ش اايائ‪ ،‬ب اال الاه ااا اال يملك ااك ش ااي ‪ .‬و اارا م ا‬
‫الاها‪ ،‬في تعايل ما اتفم عليم في‪:‬‬
‫أ‬
‫لا اايس عم ا ااارة ال ه ا ا ف ا ااي اه ال تمل ا اك‬
‫أ‬
‫شااي م ا غياار عمارته اا‪ ،‬ب ال اال تملااك‬
‫عم ااارت‪ .‬وت ااا اااها ف ااي عم ااائر المرات ااا‬
‫كربالء‪..‬‬ ‫للماه الاينية‪)2( .‬‬
‫رحالة شرق ون في كربالء في العه العثماني‪2021،‬‬

‫الحا ااة إلااى التخطا ط فااي المقاات فضااا عا التفكياار فياام‪ ،‬بااي مااا هااو علياام‬
‫االه وما سيكوه عليم في المستقبل‪ ،‬بات ا المواز ة بينهما‪.‬‬
‫أ‬
‫تحق اام الن لا ااة النوع ا ااة ف ااي اس االوب و م ااط العم ااارت‪ ،‬ف ااي عاتته ااا بحي ااات‬
‫اال ساااه ومعيشااتم‪ ،‬ارتب اات بااالتغيرات التاي شااهاتها حياتاام‪ .‬وربمااا كااه التغيار‬
‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫دوه اه يك ااوه ل ام ت ااارت عل ااى توت ااع االح ااااا واال م ااا ال اي ااات الت ااي سيعيش اها‬
‫‪89‬‬

‫االه‪.‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪)2(https://www.almadasupplements.com/view.php?cat=24478‬‬
‫‪89‬‬ ‫تكون عمارة المستقبل؟‬ ‫على ماذا‬
‫عمارة المستقبل ماذا تكون؟‬

‫أ‬ ‫أ‬
‫م ا يق ارا المس ااتقبل ف ااي عم ااارت‪ ،‬ف اااه لاي اام‬
‫أ‬
‫القارت على اتخا تارار فيمااا سايفكر فياام‪ ،‬او‬
‫أ‬
‫ربما ال ي ا فعا منها فيمك اه يختار عاا‬
‫التفكير‪...‬‬
‫فالق ااارت عل ااى التخي ال م ااا س اايحاا ف ااي المس ااتقبل‪ ،‬وم ااا س ااتؤو علي اام االح ااااا‬
‫والتباالت بعا لك‪.‬‬
‫كماا تحاااو تلااك القااارت علااى التعريا ب بيعااة العاااد لمعرفااة اال ساااه بعمارتاام‬
‫وسلوكم المتميا فيها‪ ،‬والو و إلى رؤية في تعايا التغييار اإلي اابي فاي العماارت‬
‫أ‬
‫المعاشة‪ .‬م خا ‪ :‬يعي التخيل علاى ت ااوز مفااهيم االفكاار السالبية التلقائياة‬
‫فااي التشااوهات المعرفيااة؛ وإلااى اال تفاااع ما المعتقاااات غياار المنت ااة‪ .‬فااا يكو ااا‬
‫عبائ على اال ساه في مرتم إلى عمارت ايات‪.‬‬
‫أ‬
‫وت ااا تك ااوه االفك ااار الس االبية ا عل ااى االغل ا ا مت ا رت ف ااي المعتق اااات غي اار‬
‫أ‬
‫الصا ااايقة والمنت ا ااة‪ ،‬ويمكا ا اه تكا ااوه تا ااوى‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫تا يرية كبيرت في مر المعمار لنفسم ولاخري‬
‫فا ا ااي م تمعا ا اام‪ ،‬وإلا ا ااى عا ا ااالم العما ا ااارت والعا ا ااالم‬
‫المح اايط به ااا‪ ،‬وم اا يحم اال م ا توتع ااات لعم ااارت‬
‫الغا ا ا ااا ومشا ا ا اااعر ات اهها ا ا ااا وسا ا ا االوكية ظا ا ا اااهرت‬
‫بمو بها‪.‬‬
‫أ‬
‫وتعااي طاارق عاااد معرفااة العمااارت الممتلئااة باالفكااار الساالبية‪ ،‬علااى تعلاام‬
‫التعاار عليهااا كااوه هااا طاارق تفكياار مشااوهة للعمااارت‪ ،‬وإمكاااه ه تغييرهااا‪ .‬وإلااى‬
‫تعلا اام مها ااارات إلدارت الما ااؤ رات ‪ ،‬وممارسا ااات وتنفيا ا أال ما ااا معماريا ااة أواخا اارى‬
‫سلوكية ايات‪.‬‬
‫أ‬
‫ف ا ت التكنولو يا بتغيرات وتعايات علاى حياات اال سااه‪ ،‬فاحاا ت تغيارا فاي‬
‫تا اام المعماااري‪ ،‬فاسات اع تقلاايص الف ااوت بااي تعاملاام للوسااائل التكنولو ياة‬
‫وبي بيئة ا تماعية يعيش فيهاا ويتفاعال ماع مكو اتهاا‪ .‬وما لاك‪ :‬كيا يمكا‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪90‬‬


‫التفكير في مط عمارت المساتقبل؟ حياث تكاوه بااايتها ما تصاور لانمط الحياات‬
‫في المستقبل وما ستكوه عليم عمارت وحيات الم تمعات‪ .‬ع طريم‪:‬‬
‫‪ )1‬التعامل ماع ماا يحايط باإل سااه‪ ،‬ما تقنياات حايثاة‪ ،‬وتغيارات ال باا منهاا‬
‫مستقبا‪.‬‬
‫‪ )2‬معال ة تلة التوا ل اإل سا ي‪ ،‬وإمكاه العمارت في السي رت عليهاا وتفعال‬
‫تصاورات اال سااه ومعتقااتاام فاي تحقيام التوا اال المقباو والمتكيا مااع‬
‫النتاد ال ايا ومت لباتم‪.‬‬
‫‪ )3‬الحا ة إلى إمكا ية ت اوير وتحاايث‪ ،‬الرؤياة إلاى معتقااات اال سااه والتاي‬
‫تمكنه ااا ما ا مس ااايرت التقني ااات المس ااتقبلية‪ ،‬عن ااا اإلف ااادت منه ااا ف ااي زي ااادت‬
‫التوا ل بي الناس وبو هم المتعادت‪.‬‬
‫وتكوه النمرت ال ايات إلى تو هات العولمة في التعاايش والتعامال ماع المتاا ر‬
‫اإللكاترو ية‪ ،‬عنا إزالة الحوا ا التي تعيم التوا ل‪ ،‬وتتوسع رؤية اال ساه إلاى‬
‫خصو ااية تا اام وتحقياام هويااة خا ااة باام وبم تمعاام‪ .‬وها ا يقلاال ما االعتماااد‬
‫على تو هات العمارت المحلية‪ ،‬لما توفر العمارت العالمياة ما تساهيات ومرو اة‬
‫تعي المستفيا منها‪.‬‬
‫أ‬
‫تتفكك العولمة اماا مصلحة الشعوب االه‪.‬‬
‫ه ت ى كذلك في المقت ؟‬
‫أ‬
‫اي تت م عمارت المستقبل؟‬
‫أ أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ربم ااا إل ااى االفض اال او إل ااى االس ااوا‪ ،‬وكاهم ااا‬
‫ي ا ا ا ارتبط بقا ا ا اااار التعاما ا ا اال ما ا ا ااع االمكا يا ا ا ااة‬
‫واال ك ا ااار‪ ،‬لتحاي ا ااا مص ا ااير ع ا االم العم ا ااارت‪،‬‬
‫أ أ‬
‫والتي يتبناها معمار او اكاثر‪.‬‬
‫أ‬
‫يشها العالم التحوالت الكبيرت في النمر إلى العمارت ‪ ،‬حيث تنا رت افكاار‬
‫أ‬
‫التكنولو ية والتصاتها بإ ساه اليوا‪ ،‬وو لت عمارت االفكار إلى هاية كبيرت‪.‬‬
‫واليوا‪ ،‬ال توا م العمارت ورت واحات‪ ،‬بل ورتي هما‪:‬‬
‫‪91‬‬

‫ثورة ا إالمكان ة وتحقيام ماا ر تفاوق خياا اال سااه وتحقام مسااوات رياة‬
‫ومبني ااة عل ااى منص ااة اتص ااا مفت ااو ‪ ،‬وتك ااوه المعرف ااة فيه ااا ف ااي متن اااو ال مي ااع‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫وإمكا ية و و م لوب تحقيقها‪.‬‬


‫فتكوه عمارت إمكاه في إتاحة الفر ة لل ميع‪ ،‬في ا تا ها‪.‬‬
‫أ‬
‫وثورة ا إالنكار‪ .‬تا ال يباو ه ا وكا م وتت تحوالت‪.‬‬
‫‪91‬‬ ‫تكون عمارة المستقبل؟‬ ‫على ماذا‬
‫أ‬
‫فتك ااوه عم ااارت اال ك ااار ف اي التمس ااك بش ااات بالتكنولو ي ااات والص ااناعات وا مم ااة‬
‫أ‬
‫ال اتة التي ت اوزها اال ساه وعفا عنها الام ‪ ،‬رغم تا يراتها االتتصادية والبيئية‬
‫أ‬
‫والبشرية‪ .‬كما ال تعا تا يراتها اإلي ابية متاحة إلى ال ميع‪.‬‬
‫أ‬
‫ولك ا ا ا إ ا مر ا ا ااا ع ا ا ا كاث ا ا ا ‪ ،‬يمكنن ا ا ااا اه ا ا اارى العوام ا ا اال االتتص ا ا ااادية‬
‫واال تماعيااة والبيئيااة‪ .‬إه تحاارا المعمااار فااي تشااكيل تاااد‪ ،‬ي ا ب المعمااار فااي‬
‫ات اهي ‪:‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫االول‪ ،‬يااافع المعمااار لاماااا‪ ،‬لمااا يكاتسا فيهااا ما علااوا وابتكااار وزيااادت‬
‫تارات في التصميم‪ ،‬وهي ب لك تمثل م موعة الثورات التكنولو ياة والعلمياة‪.‬‬
‫و وال إلى حة النتاد وتبولم‪ .‬واعتبار تاد العمارت حالة غير مستقرت وتحويلية‬
‫وديناميكيا ا ااة‪ ،‬وها ا ااي تصا ا ااي تا ا ا ااات الكاثيا ا ااري ‪ .‬وزيا ا ااادت فا ا ااي اال تفا ا اااع ما ا ا‬
‫أ‬
‫التكنولو ياة وتا يرهاا المتاايااا فاي حياات الشااغلي للعمااارت والعااملي عليهااا‪ ،‬إال‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫ا ها تمثال تهايااا إلاى وظيفاة العماارت ت اا العماائر االخارى‪ ،‬لكاوه التكنولو ياة‬
‫ماعاعة الستقرار النتاد المعماري‪.‬‬
‫أ‬
‫والثاني‪ ،‬ي ر المعمار إلى الخل ‪ ،‬عناما يتمسك المعمار بافكاار ااحية‬
‫أ‬
‫تا اام وفش اال تا ااات االخ اار‪ ،‬لم ااا تحم اال م ا التاكي ااا والتقلي ااا االعم ااى لنت اااد‬
‫والمحافمة على مصالحها كيفما كا ت‪.‬‬
‫وبينهما يتحاد ات ا المعمار‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ -‬يوا ا اام تحا ااايات كبيا اارت ما ا إدارت ا تشا ااار تكنولو يا ااة معينا اة فا ااي حياتا اام‬
‫ومخالفتهااا للحيااات ال بيعيااة مقاباال تنماايم ال هااود للتصاااي لهااا عباار بنااا‬
‫تاعات تحتية متكاملة في الوا هة والتعايش‪.‬‬
‫‪ -‬واال تفا ا اااع ما ا ا اال تر يا ا اات والتايا ا ااا بالكميا ا ااات الهائلا ا ااة ما ا ا المعلوما ا ااات‬
‫واستثمارها في التشكيل المعماري‪.‬‬
‫‪ -‬ب ااوادر التعري ا بتخل ا اال س اااه‪ ،‬ع ا م ااا تثي اار المع ااار المتس ااارعة ف ااي‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫التا ااا ير علا ااى حيا ااات اال سا اااه‪ ،‬وتسا اااوي التا ااا ير علا ااى مختلا ا م تمعا ااات‬
‫العما ااائر‪ .‬مشا اايرت الا ااى ترا ا ااع الثقا ااة فا ااي النتا اااد الحا ااالي‪ ،‬وفقا ااااه الفا اار‬
‫الت ويرية للنتاد اإل سا ي وبشكل متساو إلى الم تمعات المختلفة‪.‬‬
‫سيت كر تاريخ العمارت‪ ،‬عمارت الحاا ة م تبل متاااولي العماارت فاي المساتقبل‪،‬‬
‫باعتبارها ت اوزت عصر االختا والصرع بي العمائر المتعادت وما حملت م‬
‫ت ااورات تقنياة واختراعااات‪ ،‬إلااى الاماااه الا ي اهااتم باام اال ساااه علااى التفكياار فااي‬
‫رفاهية الم تمع عبر ما ينتج‪ ،‬و عل لك ال با منها في حيات م تمعاتها‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪92‬‬
‫‪ -‬عل اإلمكاه‪ ،‬لإل ساه القارت على التحرر ما االعماا الخ ارت الم لوباة‬
‫فااي تا اام ال ايااا‪ ،‬والتااي ال تحتاااد إلااى العقاال‪ ،‬عباار اسااتخاامات اإل تاااد‬
‫أ‬
‫اال ل ااي‪ ،‬مقاب اال الص ااعوبة ف ااي اتمت ااة الوظ ااائا الت ااي تتض اام إب ااااع وتفاع اال‬
‫أ‬
‫ا تم ا اااعي ولمس ا ااة إ س ا ااا ية المقتر ا ااة باإل س ا اااه اكاث ا اار ما ا ا عم ا اال تؤدي ا اام‬
‫أ‬
‫الروبوتات بشكل افضل‪.‬‬
‫‪ -‬يعااي اإلمكاااه علاى زيااادت االهتماااا فااي تحسااي الخامااة المقامااة لإل ساااه‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫في االماك المختلفة في العالم‪ ،‬رغام التفااوت بينهاا لماا تعا يام ما ازماات‬
‫و رعات تولاا ا خفا ا فيها‪.‬‬
‫أ‬
‫‪ -‬ويباااو االت ااا العاااا وا ااحا‪ ،‬فلقااا ادى التقاااا التكنولااو ي والعلمااي إلااى‬
‫زيااادت تااارت المعمااار علااى التاااخل المعماااري فااي كاال مسااتويات التشااكيل‬
‫وتلبية االحتيا ات‪.‬‬
‫‪ -‬تتعهااا عمااارت اإلمكاااه فااي دعاام التو ه اات المحليااة والوطنيااة فااي تا ااات‬
‫العما ااارت‪ ،‬لما ااا لها ااا ما ا حريا ااة حركا ااة العما ااارت والتعبيا اار عنها ااا‪ .‬عا ا طريا اام‬
‫اسا ا ا ااتخااا التكنولو يا ا ا اة ما ا ا ا اإل تر ا ا ا اات‪ ،‬وخا ا ا ا ااة وسا ا ا ااائل التوا ا ا ا اال‬
‫اال تماعي‪.‬‬
‫أ‬
‫وم ا اإلمكاااه لعمااارت واال كااار الخاارى‪ ،‬شااير إلااى عمااارت بنمااا د بسااي ة لعااالم‬
‫عمارت معقا يتغير باستمرار‪ .‬وتساعا في تو يع مسار العمارت إلى العمارت‪ ،‬حتى‬
‫يكوه تادرا على التنبؤ بها‪.‬‬
‫كيف تبدو العمارة في المستقبل‪.‬‬

‫تعا اإلشارت فاي ت اابم الفكار ماع الواتاع‪،‬‬


‫أ‬
‫العتب ااة االول ااى ف ااي ت ارا ت العم ااارت‪ ،‬الت ااي ال‬
‫ا اااها إال عنا ااا العقا ااو المتميا ااات بثرائها ااا‬
‫الفكري‪ ،‬في رؤية العمارت وما بعاها‪.‬‬
‫أ‬
‫ساعيا فااي االهتمااا باإل ساااه لمعال اة اإلخفاااق فاي حياتاام‪ ،‬بعاا تاشاايرها‪،‬‬
‫‪93‬‬

‫را تعاملم مع تشكيات العمارت‪ ،‬م تقايم الحلو التي تباو بهاا متناسابة ماع‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫أ‬
‫واتع تلك االسباب‪.‬‬
‫أ‬
‫مااع االعتبااار‪ ،‬إلااى ااارت االفكااار التاي تن لاام ما رؤيااة واتااع العمااارت وعقاال‬
‫متفتع لمعال ة اإلشكاالت المحي ة ببيئتها المشيات‪.‬‬
‫‪93‬‬ ‫تكون عمارة المستقبل؟‬ ‫على ماذا‬
‫ولكا ا ‪ ،‬ال غا ااالي فا ااي الق ااو ‪ ،‬باإلمكا اااه فا ااي إي اااد الحلا ااو التا اي توا ا اام‬
‫أ‬
‫المعم ا ااار ف ا ااي حيات ا اام العملي ا ااة وتخ ا ااوا ف ا ااي واتعه ا ااا المع ا ااا او المتق ا ااا علي ا اام‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والمتاخر‪ ،‬في افكار البعض م المعماريي ‪ ،‬في التحرر م تفا ايلها ‪ ،‬وعارا‬
‫أ‬
‫النتا ات وحلولها النا عة على ا حاب القرار في معال ة ما يعتارا الحياات ما‬
‫مشاكل‪ ،‬اتتربت العمارت منها عبر منمومتها الفكرية وفهمها والتركيا عليهاا‪ ،‬ام‬
‫الشروع في ت بيم مقترحات تتوافم مع إمكا ات التنفي في الواتع‪.‬‬
‫يخفم المعمار في التعامل ماع فار الحلاو لمشااكل العماارت‪ ،‬للو او‬
‫أ‬
‫إل ا ااى عم ا ااارت المس ا ااتقبل‪ ،‬عن ا اااما اخفق ا ااوا ف ا ااي التنب ا اام إل ا ااى المنموم ا ااات الفكري ا اة‬
‫اإل سا ية‪ ،‬واالستفادت منها وتوظيفها في تحسي الرؤية لعمارت المستقبل‪.‬‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫وحتااى توتااع اه تكااوه للعمااارت ااورت فااي المسااتقبل‪ ،‬فاااه النماار فااي المفاااهيم‬
‫الكاثيا اارت التا ااي تع ا ااي ما ااالوالت معينا ااة لم تمعاتها ااا‪ ،‬تتغيا اار بالضا اارورت‪ ،‬لا ااواا‬
‫التعايش والتفاعل‪.‬‬
‫وحت ااى تك ااوه البااي ااة‪ ،‬فيك ااوه االفت ااراا ف ااي فك اارت "عولم اة المس ااتقبل"‪ ،‬ف اي اتفاتي ااة‬
‫الثقافااة (‪ )Culture‬والحضااارت (‪ )Civilization‬واال ساااه (‪ )Human‬والتكنولو يااة‬
‫(‪ ،)Technology‬ويااتم تعريفه اا فااي و ا ا ساااه المسااتقبل‪ ،‬ف اي‪ :‬كااائ لاام حضااارت‬
‫وينتفااع ما تكنولو يااا ويحقاام قافتاام كا ساااه (‪ .)CTCHuman‬ومناام تمهاار المركااا‬
‫الا ي يتعاماال باام‪ ،‬وهاي عاودت إلياام‪ ،‬بعاااما كاااه يومااا فااي عصاار النهضااة مركااا للكااوه‪،‬‬
‫أ‬
‫ا بع اليوا مركاا للتكنولو يا‪.‬‬

‫‪CTC.Human‬‬
‫‪model for‬‬
‫‪gathering the‬‬
‫‪people‬‬
‫فيكوه ا اتها في استعادت العافية لإل ساه تبال االتتصااد واال تمااع والبيئاة‪.‬‬
‫أ‬
‫ع ا طري اام اإل اارا ات الت ااي تمارس ااها التكوين ااات الم تمعي ااة‪ ،‬ح ااو زي ااادت اف اام‬
‫أ‬
‫تعاوه اال ساه مع اخيم اال ساه‪.‬‬
‫وعن ا ااا التعام ا اال م ا اع الو ا ااو‬
‫أ‬
‫االخا ا ا اارى إلا ا ا ااى العولما ا ا ااة فا ا ا ااي‬
‫المس ا ااتقبل وتشا ا ااكيل عما ا ااارت‬
‫العالم‪.‬‬
‫رؤي ا ااة م روح ا ااة للمناتش ا ااة فا ا ااي‬
‫أ‬
‫افم المستقبل‪CTCH...‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪94‬‬
‫‪.5‬‬
‫عندما يكون للعمارة واقع‬

‫عن د ددتحل ال د د معم د ددل بجه د ددت فك د ددمي ع م د د‬


‫ح د د ددن م ق د د ددتم ح د د د خال د د د خ د د ددم م د د د د‬
‫اطبيق دلت نالج د ق ددل م ع د تو ددص ن م ددلنص‬
‫ن ا ددن وا ن ن ددن اط دن م د ء ث ددم تلس ددي‬
‫س د ددب ع د ددي ف د د نالج د د ن ال تق د ددلء بمس د دانى‬
‫ختحص ف نالج ‪.‬‬
‫حل ه العمل ة نه ن تت د م ظهمت عمل ةد حد ال شد ء‪ .‬م تلن دت إ د د ة‬
‫ف اغييم ش ء حل كلا‬
‫حد د خد ددالل جع هد دل حفهنحد ددل تجم د ددت ل حن د ددنعيل فد د بسد د الشد ددكلل ند ددلت د‬
‫اجم ت د عنت شاقلق مفلهيم نلتجص ح تصنيف ن ساخت م مفلهيم ملد دص‬
‫ن لقيقي ددص ن مب ددلد الن ي ددص حي ددت ددام تش ددكي مج دمد ت ف د عم ددل ة‬
‫تق يد حلاددنى حع نحددلت مفهددنم فد عمددل ة ن ظدلهمة فيهددل مكد حالح اهدل‬
‫فيكددنا تجم ددت عم ددل ة اشددم تكن ن ددلت هنتسدديص نتل ددافا بل مع نحددلت ا د‬
‫تخ د ددك اكن ن د ددلت هنتس د دديص ف د د س د د نكهل نس د ددملتهل حقلب د د تجله د د خص د ددل ك‬
‫اك ددن معن د مل ددتد ب ددل مبن نحجلن ت د يص ددبي ش دديا س ددخل ن حلد ددل‬
‫تجلنو حل كلا ع ي ح إعمل ق نب‪.‬‬
‫نون تعل ‪َّ ﴿ :‬ن َمل َیعمم َح ٰسج َت هّٰلل َح ٰ َحد َ بد هلّٰلل ن َیدنم ٰالخدم ن َ َود َلم َّصد ٰ َنة نَ‬
‫ٰٰٓ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬
‫َتد د د ََّ ٰكد د د َنة َن د د دم َیخد د د َ ال ه َّٰلل َف َع ٰسد د د ن ىد د د َ َ ا َّیكنند د دن حد د د َ مه َاد د دتی ﴾‬
‫( انبص‪.)129:‬‬
‫ن بد ددتن ا تشد دديئهل عد د ذكد دم عمل تهد ددل نتقسد دديمهل نتَ نهد دل بد ددل فم نتنن مهد ددل‬
‫نإد حاه د ددل ن د دديلناهل‪ .‬إال ا فه د ددم ه د ددل ف د د‬
‫فع هل منح مؤثم ف تعميم ق نب بقصدت‬
‫هت ص‪ .‬فيكنا‬
‫بينت ه مسلجت نح َن هدل عممهدل فد‬
‫فهد ددم عد دلم بيد ددت فاكد ددنا طد ددنب مد د‬
‫تطهم ف و ب فَ ‪.‬‬
‫ك د ف د ن ددف اعلح د ح دع عم ددل ة كش د ء ح ددع تجله د تلثيم ته ددل منحي ددص‬
‫ن معنن ص ع النسلا‪.‬‬
‫كمدل فد بيدت لدم م د ي جع د ل نل بيدت ن دع ندللل يعبدتنل بل انجد‬
‫ٰٓ‬
‫إ ي د ن يك ددنا حمح ددل حن ددل ه دم‪ .‬فيبق د ت ددلثيمل ف ددلعال ف د الحاف ددلح بلي ددلة ق د‬
‫نتجت ددتهل كددنا ليددلة فيهددل ن ن دن حنهددل هددن ح دلدة خيددم ا د جددلءت حن مددص‬
‫ليلة النسلا ف ساعمل ال ض‪.‬‬
‫حيت ليلة ف تشكي هل تكنا ودنة النسدلا نسدمع نبصدمل نحد ندن‬
‫مدل حن د د شددم ولت نحيددص نحعنن ددص د لصد الشددم ق ن ال ددلءة نجددلء كداددلب‬
‫كددم م يكددنا نحددل تليددل بد ق ددنب ننددن تساضد ء نتشددمق بد ق ددنب ن ددي‬
‫كدالبل اضم عبل ت نجم ال خ حعي ‪.‬‬
‫فد ددلا عمد ددل ة حن د دنع هد ددام بد د النسد ددلا عند ددتحل‪ :‬اعلحد د بهد ددل‬ ‫نبد د‬
‫النسلا كلد ة تلق غم نه ولب ص ا ف ن اتحيم؛ نال تكدنا ذ فل دتة حدل‬
‫م تك ؛ فاكنا جَء ح حاط بلت ؛ ن مك حاالكهل‪.‬‬

‫إذا كان للعمارة واقع‪،‬‬


‫فد ‪ :‬هل يمكن أن ُيوجد مكان فيه وجود لعمارة فيه ً‬
‫حقا؟‬
‫نهنل تقف حلم سؤ ل سبقيص مكلا ن عمدل ة نحل هدل نجدند ن ملهيدص نهد‬
‫نجدند عمدل ة سدلب ع د حلهياهدل نهد تشدك حلهياهدل كيفمدل تشدلء فام ددل؟ م‬
‫ا عم ددل ة د حفهنح ددل علح ددل د ف د نالجه ددل ن حقيقا د تف ددمض ع د عم ددل ة نبل اد دل‬
‫تص ددبي عم ددل ة حلكنح ددص ب د حا د ا ددلو م حعه ددل كم ددل ف د عت ددت ح د نالج ددلت‬
‫معمل ص ا تلو مت ف حكلنهل نتنلثمت شكل هل تبعل َحلنهل‪.‬‬
‫ثم‪ :‬ه مك ا ن غ السبقيص ف عالوص بي نجند مكلا نحلهيص عمل ة؟‬

‫فنج ددند مك ددلا ح ددل ه ددن حنج ددند نح ددل ن ددت ننش ددعم بنج ددندل عن ددت بق ددلء ددفص‬
‫مكلا عنت تغيم نظيفا ن حل لص ح تتحيم نهال ننجند مكلا هدن‬
‫كددنا مكددلا حددت اكل نب د عددما مك ددلا بددلرد ن شددعن كدلددم حن د بلالبع ددلد‬
‫لالثص‪.‬‬
‫فد د حد دي تكد ددنا تعم د ددف عمد ددل ة كملهيد ددص ن حقيقد ددص فد د رجلبد ددص ع د د ‪ :‬حد دل هد د‬
‫عمل ة؟ نحل هل حل هن النسلا؟ ن م ي الغ ع ا حلهيص عمل ة ف نالجهل‬
‫هن جنهم عمل ة ف ذ تهل‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪96‬‬
‫ن نددل حد ء ع مددلء هامددلم (‪ )1‬فد عالوددص بددي ناددلا عمددل ة ن عمددل ة كملهيددص‬
‫نلبعص ح نشلط النسلا نفكمل حقلب النسلا كنجند ثالثص‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬عنددتحل تكددنا ال ددل ص إ د النسددلا ن سدبقيا ع د عمدل ة كملهيددص؟ حلد‬
‫س ا ااار (‪ )2‬نذ د د ا حل د ددن ف س د ددفا نجند د ددص (‪ )3‬تامل د د ف د د حمكَ د ددص‬
‫رنسلا ف نجند بلعابل ل مالكم م يس ف حصيمل نجندي‪.‬‬
‫فل نجند عنتل هن دنع ن الد بمن دنع حدل ( عمدل ة ننالجهدل)‪ .‬ي ا نعيد‬
‫نحعمفا د السددبقيص ف د حمل سددص نجددندل ف د ناددلا نسددلن حمل سددص فعل ددص‬
‫نحلهيا د ف د عمددل ة نايجددص ه د ل ممل سددص فاكددنا عمددل ة الح د ع د‬
‫النسلا ف نجندل‪.‬‬
‫ثاني ا ااا‪ ،‬بينم د ددل هن د ددل ح د د ؤ د ددت د ددل ص عم د ددل ة ننالجه د ددل ن عابل د ددص النس د ددلا‬
‫كا إالش ا أييين (‪ )4‬حيددت كددنا النسددلا الحد ع د عمددل ة‪ .‬ن عددت سددهمن دي‬
‫(‪ )5‬د ي حيددل لكمددص قت مددص ف د بدالد فددل ل بف سددفص رشددم ق (‪ )6‬خل ددا‬
‫نت ددلبع تالح ت د ‪ .‬كم ددل حي ددَ ب ددي حق ددل باي ف د ف س ددفص رش ددم ق‪ :‬إح ددت همل حنطقي ددص‬
‫ن الخمى حتسيص‪.‬‬
‫ن عت ح شهم حفكمي مت سص ف سفيص رشم ويص ا تس التجدلل مدلهني‬
‫ف ل ص ملهيص عمل ة ع نجند إلنسلا‪.‬‬

‫(‪ )1‬بلالفلدة ح حنوع ملطص ‪:2020‬ل نجند ن ملهيص‪ :‬همل جلء نال تجلجص م بيضص؟ل‬
‫‪https://elmahatta.com‬‬
‫(‪ )2‬جلا‪-‬بنل شل ل مل د سل تم ‪ 1980-1905‬في سنا فمنس ن ن نكلت حسمح ننلوت‬
‫دب ننلش سيلس فمنس ‪ .‬كلت غَ م نالا نف سفا نجند ص‪.‬‬
‫(‪ )3‬ف سفص نجند ص حت سص تاخ ح النسلا حن نعل هل ح خالل افكيم ن فع‬
‫ن شعن ي تمتب بلرنسلا كدفمد ح ‪.‬‬
‫(‪ )4‬رشم ويص ح ه ف سف ك مص حشاقص ح رشم ق نهن ر لءة ن النل ة هن ح ه ف سف‬
‫ن طالحل هن ظهن النن ر هيص ف و رنسلا صنف ن حعمفص ح م كشف ن‬
‫نايجص النبعلث نن ح عل م غيم ملسنل إ ه ‪.‬‬
‫‪97‬‬

‫(‪ )5‬شهلب ت لي د سهمن دي في سنا فل س ن كمدي (‪ )1155-1191‬كدا حل َ ت ع ‪50‬‬


‫حؤ افل ف فل سيص ن عمبيص تلثم بلب سينل ن الفال ننيص ملتثص فلس حت سص رشم ق ن ن‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫نمطل ح رشم ويص ن حكمص رشم ق‪https://www.iis.ac.uk/ar/illuminationism .‬‬ ‫ا‬


‫(‪ )6‬تشيم لف سفص رشم قل إ ح ه ل رشم ويي ل نه حت سص فكم ف سف ن صنف نه‬
‫محت حبلد هم ل كع م النن ل قت م ع م‬ ‫ح ج ن ننلنيص نشمويص حخا فص ن‬
‫سهمن دي ف ’ كدالب حكمص رشم ق‪582‬هد‘‪.‬‬
‫‪97‬‬ ‫يكون للعمارة واقع‬ ‫عندما‬
‫سلسيل القيد ملهيدص كمدل ال سدهم فد نجدند هد ل‬ ‫ن مى نجند ي شم ا ل ا‬
‫ملهيص ن إ دفلء قيمدص ع يهدل‪ .‬ن شدب ن ودع مدلدي ن لسد حس ا‬
‫دمحل‬
‫تالم في ملهيلت م نطلق ي حلتد هل بلعابل ‪:‬‬
‫‪ -‬ل نجند ح ن وم ملهيلت ال ح حقنحلتهلل‪.‬‬
‫‪ -‬نإا ملهيص ثلباص ال تاغيم ف حي ا نجند حاغيم نحا نا‪.‬‬
‫ٰٓ‬
‫ثالثااا‪ ،‬فد حددي ال ددمى هايااد (‪ )7‬ددص فضد يص ن ن ن ددص الي حنهمددل ع د الخددم‪.‬‬
‫حيدت لخد تجلهددل حغدل م فد تفسدديم عالوددص بدي نجددند النسددلا نحلهيددص‬
‫عمل ت د فه ددن م هم ددل ش ددياا حنص ددهم ا ن ح الم ددلا ح ددع بعض ددهمل حا د‬
‫ٰٓ‬
‫عما ن حت بلالخم بليدت صدع لدت ت عد النسدلا دنا عمدل ة‬
‫ن عمل ة دنا النسلا‪.‬‬
‫ن باك ددم حصد ددط لل فد د “ د ددت و (‪ ”)Dasein‬ماملد د بل كد ددل د د ي مد ددل ل‬
‫نجندل ع م عتد ح رحكلنلت ن خيل ت ا كلنت د حهيدلة د‬
‫حسبقل ن خال هل بنفس ‪.‬‬
‫بعبل ة خمى فلا عمل ة ه نجند النسلا فاكدنا جدَء حاصدال بد ‪ .‬نحلهيدص‬
‫معمل تكم ف نجندل ي ا الم نجند النسلا ن عمل ة يشدكال‬
‫معمل ي م خيل ت ن الحكلنلت عم ‪.‬‬
‫ألوجود‬ ‫ماهية‬

‫أالنسان‬ ‫ألماهية‬
‫‪1‬‬ ‫ألجوه‬
‫نتاج‬
‫‪2‬‬ ‫ألعمارة‬
‫‪3‬‬ ‫ألعمارة‬

‫‪.‬سار ‪ :‬ل ص النسلا ن عابل ص عمل ة ننالجهل فاكنا حلهيص عمل ة الحقص‬
‫ع نجند النسلا‪.‬‬
‫‪.2‬أالش أييون‪ :‬ل ص عمل ة نحلهيص نجند النسلا فيكنا نجند النسلا‬
‫الح ع عمل ة‪.‬‬
‫‪.3‬هايد ‪ :‬ال سبقيص الحتهمل ع الخم‪.‬‬

‫لهم لت‪.‬‬ ‫(‪ )7‬حل ت هل تغم ‪ 1976-1889‬نالدة ملنيل د ل تلت شم ا دحننت هنسمل حؤس‬
‫نج هاملح ف سف إ حشكالت نجند ن اقنيص ن لم ص ن لقيقص نغيمهل‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪98‬‬
‫ال وجود للعمارة في مكان‪.‬‬

‫ن هل ُيوجد مكان ما في ألمدينة‪ ،‬ال وجود للعمارة فيه؟‬


‫ٰٓ‬
‫نعند إ حل ذهبت ب ال ء لالثص ف ل حعلد ص ال ل ص ن العابدل ل بدي نجدند‬
‫النسلا نحلهيدص عمدل ة‪ .‬فدل قنل فد نجدند عمدل ة نمدل هدن فد نجدند مكدلا‬
‫حقلب عمل ة ننالجهل‪:‬‬

‫ود د د ددت تفكد د د ددم فد د د د حت ند د د ددص بد د د ددال‬


‫س دديل ت ن ك د كي ددف تك ددنا‬
‫مت نص بال بنيص‪...‬‬
‫أصالة ألمكان وأعتبار ألعمارة‪:‬‬
‫عنتحل كنا مكلا هن حلن ف سفص نجند عمل ة نتامل ف حمكَ دص مكدلا‬
‫ف نجند بلعابل ل مالكم م يس ف نجندل نبد كدنا نجدند مكدلا هدن‬
‫نع د النس ددلا ن إد ك د من ددنع عم ددل ة كم دل تاف د ع د حب دت ن د ال حقيق ددص ن‬
‫هتا عي ح ج هل جميع ف مكلا ن هدم لم دص فد خايدل ليدلة اد‬
‫مغبدنا فيهدل ن دي حد حد غيددم تلت دت خيدل ت ذ د مجامدع ي ا دنع‬
‫معم د دل نإد ك د د نحعمفا د د من د دنع عم د ددل ة الس د ددبقيص ف د د حمل س د ددص النس د ددلا‬
‫نجددندل في د ( مكددلا) نحمل سددا ف د حددل نددا ح د عمددل ة ف د مكددلا نت ددلت‬
‫نايجص ا ممل سص‪.‬‬
‫أصالة ألعمارة وأعتبار ألمكان‪:‬‬
‫عن ددتحل ك ددنا هن ددل ح دل ؤ ددت ددل ص عم ددل ة ننالجه ددل ن عابل ددص مك ددلا حي ددت‬
‫كنا مكلا الحقل ع عمل ة ف تعم ف نبيلا حتندل‪.‬‬
‫نحد سد التجددلل مدلهني فد دل ص ملهيددص عمدل ة ع د نجدند مكددلا‪.‬‬
‫ن دمى فيد نجدند عمدل ة دي شددم ا ل سلسد اديل القيد مكددلا كمدل ال سدهم فد‬
‫‪99‬‬

‫نجد ددند مكد ددلا ن إ د ددفلء قيمد ددص ع يهد ددل‪ .‬ن شد ددب ن ود دع ناد ددلا عمد ددل ة مد ددلدي ن‬
‫حسمحل تالم في الحلك م نطلق ي حلتد هل بلعابل ‪:‬‬ ‫ا‬ ‫لس‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪ -‬عت نجند عمل ة ن نالا ح ن وم كلح ال ح حقنحلتهل‪.‬‬


‫‪ -‬نإا مكلا ثلبت ال اغيم ف حي ا عمل ة حاغيمة نحا ننص‪.‬‬

‫‪99‬‬ ‫يكون للعمارة واقع‬ ‫عندما‬


‫ال أولوية بين أصالة ألمكان وأعتبار ألعمارة‪:‬‬
‫عنتحل كنا هنل نعت حل إ فض يص ن ن ن ص الي ح ؤ ص هل تغم فد نعدت م‬
‫ٰٓ‬
‫الفض د يص ن الن ن ددص الي ح د مك ددلا ن عم ددل ة ع د الخ ددم‪ .‬حي ددت لخ د تجله ددل‬
‫حغل م ف تفسيم عالوص بينهمل‪.‬‬
‫نبلرف ددلدة ح د ف س ددفا حي ددت إا نج ددند مك دلا نحلهي ددص عم ددل ة هم ددل ش ددياا‬
‫ٰٓ‬
‫حنصهم ا ن ح الملا حع بعضدهمل حاد عدما ن حدت بدلالخم بليدت صدع‬
‫لد ددت ت عد د مكد ددلا دنا عمد ددل ة ن عمد ددل ة دنا مكد ددلا‪ .‬فيكد ددنا حصد ددط ي‬
‫معم دل ن مصددمم (‪ )Architect or Designer‬د ي م دل ل نجددندل ع د‬
‫م عتد ح رحكلنلت ن خيل ت ا تع مهدل ن د حهيدلة حسدبقل ن خال هدل‬
‫بنفس ‪.‬‬
‫ي ا عمد ددل ة هد د نجد ددند مكد ددلا فاكد دنا جد ددَء حاصد ددال بل مكد دلا‪ .‬نحلهيد ددص‬
‫معم ددل ن مص دمم تكم د ف د نج ددندل حا د ددالم نج ددند مك ددلا ن عم ددل ة‬
‫يشكال معمل ن مصمم ي م خيل ت ن الحكلنلت عم ‪.‬‬

‫ٰٓ‬
‫حبن ل‪ 30‬سلنت حل ي‪ -‬ك ل ن د‬
‫لسن ي ‪ " Swiss Re‬ي عت‬
‫تصلحيم حكدا لفنسام نحشل كنلل‬
‫ف سنص‪ 1997‬نبت ف تنفي ل سنص‬
‫‪ 2001‬ن كدام سنص ‪ 2003‬نشغ‬
‫علم ‪ .2004‬نوت خايم حنو اعل ف حكلا حبن ل بن ص ب طيقيصل ا تعم ت‬
‫تتحيم إثم نفجل حتث فيهل سنص ‪)8( .1992‬‬
‫ألوجود‬ ‫ماهية‬
‫ألمكان‬ ‫ألماهية نتاج‬
‫‪1‬‬ ‫ألجوه‬
‫‪2‬‬
‫ألعمارة‬ ‫ألعمارة‬
‫‪3‬‬

‫ا‬
‫نمنذجل‪.‬‬ ‫(‪ )8‬سد د د طلن خل د د ددت ‪:2019‬ل عند د ددتحل تلد د ددمي عمد د ددل ة مكد د ددلا‪ :‬خيد د ددل ة فنسد د ددام‪..‬‬
‫‪https://almadapaper.net/view.php?cat=218034‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪100‬‬
‫‪.6‬‬
‫ماذا تكون ماهية عمارة المستقبل؟‬

‫النظر الغالب إلى العمارة كونها فن‪ ،‬ولكن‬


‫ارتباطها بعلوم الهندسة ـ بتخصصاتها‬
‫المتعددة ـ اصبحت ماهيتها في هندسة عمارة‪.‬‬
‫ليكون الفن فيها‪ ،‬مجاال هندسيا يمكن تنفيذه‬
‫وتطويره وحفظه‪.‬‬
‫ولعل فهم العالقة ما بين الهندسة وماهية العمارة‪ ،‬جعل االبداع والتطوير‪،‬‬
‫والبحث عن االصالة فيه مقبوال وواردا‪.‬‬
‫عند التعامل مع المعادالت‪" :‬الماهية ـ الوجود" و " االصالة ـ االعتبار"‪ ،‬و"‬
‫العمارة ـ المكان"‪ .‬فان‪:‬‬
‫أوال‪:‬‬
‫رؤية سارتر في كون الوعي‪ ،‬هو الذي يشكل ماهية االنسان‪ ،‬اي هو الذي‬
‫يش ــكل عمارت ــه‪ ،‬فلس ــفة اس ـتمدها م ــن الكوجيت ــو ال ــديكاترتي " ان ــا افك ــر إان ان ــا‬
‫ف ف‬
‫ـوهرا فعـاال فقـ ضـمن نطـاق‬ ‫موجود"‪ .‬غيـر أنه جاهزو االنـا الديكارتيـة بصـفتها ج‬
‫ف‬
‫تحـ ــدده الماهيـ ــة‪ ،‬إلـ ـى “االنـ ــا الـ ــواعي“ او الـ ــوعي بصـ ــفته وجـ ــودا فـ ــي حـ ــد ااتـ ــه‪،‬‬
‫وممارسة فعلية على الماهية‪.‬‬
‫اي تجــاوم مــا اعتبــره ديكــارت فــي كــون االنــا فـي االنســان هــي الجــوهر والفعــا فــي‬
‫حدود ماهية نتاج العمارة‪ ،‬خالفه(سارتر) في الوعي بصـفته وجـودا فـي حـد ااتـه‬
‫وممارســة فعليــة علــى ماهيــة العمــارة‪ .‬بالتـالي‪ ،‬فــان وجــود الــوعي لـدى المعمــار او‬
‫ممارســة المعرفــة‪ ،‬يجعــل مــن وجــود االنســان ســابقا العمــارة‪ ،‬او تصـبح ممارســة‬
‫المعرفة المعمارية سابقة على ظهور طبيعة المعرفة‪.‬‬
‫اي وج ـ ــود االنس ـ ــان س ـ ــابقة‬
‫على العمارة‪.‬‬
‫فيك ــون وج ــود المك ــان ه ــو‬
‫الممارسـ ـ ـ ــة السـ ـ ـ ــابقة التـ ـ ـ ــي‬
‫يقـ ــوم بهـ ــا االنسـ ــان علـ ــى ماهيـ ــة النتـ ــاج المعمـ ــاري‪ .‬فكـ ــان االهتمـ ــام الـ ــذي يميـ ـ‬
‫الحض ــارات‪ ،‬فج ــاا اهتم ــام يمي ـ الحض ــارة الس ــومرية‪ ،‬بمج ــا العل ــم والمعرف ــة‪،‬‬
‫حيث عرفوا تنظيم المدارس وكانت بمثابة الوسيلة االولى التي نقلـوا مـن خاللهـا‬
‫المعرفــة وحــافظو علــى العديــد مــن القــيم المعرفيــة بــين ابنــاا المجتمــع فــي ال ـ‬
‫الوقت‪)1(.‬‬
‫ثزنيز‪:‬‬
‫رؤية السهروردي في تاييد اصالة الماهية واعتبـار الوجـود‪ ،‬حيـث يكـون االنسـان‬
‫الحقــا إلــى العمــارة مــن جهــة والمك ـان الحقــا لهــا مــن جهــة اخــرى‪ .‬حيــث تتحق ـ‬
‫اعتبارية االنسان والمكـان‪ ،‬باتجـاه السـلو المـاهوي للعمـارة فـي اصـالة العمـارة‬
‫باتجـاه االنســان ونتاجــه فـي نتــاج‬
‫العمارة‪.‬‬

‫وبـ ـ ـ ـ ــين ان تكـ ـ ـ ـ ــون العمـ ـ ـ ـ ــارة ام‬


‫الفن ــون‪ ،‬ف ــي مثل ــث الفن ــون ف ــي‬
‫النحت والتصوير والعمارة‪.‬‬
‫والعمــارة هــي التــي تكـتــب التــاري لفــن العمــارة وتحــدد طابعــه‪ .‬فــي حــين يكــون‬
‫النح ـت والتص ــوير والرس ــم م ــن تجلي ــات المعم ــار وايح ــااات فن ــه‪ ،‬بينم ــا تس ــخر‬
‫العمـ ــارة وحـ ــي الفنـ ــان المعمـ ــاري‪ ،‬فـ ــي نتاجـ ــات تلبـ ــي متطلبـ ــات مواطنيـ ــه‪ ،‬لـ ــذا‬
‫جمع ــت العمـ ــارة بـ ــين السـ ــلو المـ ــاهوي فـ ــي اصـ ــالة العمـ ــارة عبـ ــر قافـ ـة عصـ ـره‬
‫وعلومـ ـ ــه‪ ،‬واحتياجـ ـ ــه ومطالبـ ـ ــه‪ ،‬وبـ ـ ــين وحـ ـ ــي المعمـ ـ ــار وطبـ ـ ــع نتاجـ ـ ــه بطـ ـ ــابع‬
‫الجما (‪ ،)2‬ليتحق منهما اعتبارية االنسان ومكان الحاضن لنتاجه‪.‬‬

‫(‪ )1‬مها دحام‪ ":2022،‬الحضارة السومرية(حضارة جنوب بالد الرافدين)"‪https://rb.gy/yluops‬‬


‫(‪ )2‬إسالم اون الين ‪"،‬عوامل ا رت على العمارة اإلسالمية"‪https://rb.gy/8e4ndu ،‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪102‬‬
‫كمـ ــا يكـ ــون وجـ ــود العمـ ــارة ونتاجهـ ـا لـ ــي شـ ـ ف‬
‫ـرطا اساسـ ـ فـيا لتحقيـ ـ الماهيـ ــة فـ ــي‬
‫االنس ــان والمك ــان‪ .‬كم ــا ال تس ــهم العم ــارة ف ــي وج ــود اي منهم ــا او إض ــفاا القيم ــة‬
‫عليها‪.‬‬
‫حي ــث يتب ــين م ــن العم ـارة‪ ،‬وب ــاختالل المقي ــاس‪ ،‬مس ــرحا تتح ــر في ــه االم ــاكن‬
‫واالنسان ضمن نطاق محدد بابعاد العمارة‪ ،‬واعتبار‪:‬‬
‫‪ -‬يعد وجود العمارة من لوامم االماكن واالشخاص ال من مقوماتها‪.‬‬
‫‪ -‬وإن االنسان والمكان ال يتغيرا في حين ان نتاج العمارة متغيرا ومتلونا‪.‬‬

‫يســتند المس ــرل ال ـذي‬


‫تتحـ ــر فيـ ــه االمـ ــاكن‬
‫واالنســان‪ ،‬علــى فكــرة‬
‫المرحليـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬إلظهـ ـ ـ ـ ــار‬
‫نتـ ـ ـ ـ ـ ــاج لهـ ـ ـ ـ ـ ــا‪ ،‬تبعـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫لمتطلبات االنسان منها‪.‬‬
‫إا يتكيف نتاج كل مرحلة حسب التوجه الفكري والجمالي والنظري‪،‬‬
‫بمعن ــى ان الوق ــع يخل ـ االدوات الض ــرورية ف ــي ك ــل تح ــو ‪ ،‬م ــن خ ــال تحلي ــل‬
‫افكار النتاجات في بيئتها المشيدة وإعادة تشكيلها من جديد‪.‬‬
‫فيكـ ــون ضـ ــب حضـ ــورها وفـ ـ السـ ــياق العـ ــام ومتطلبـ ــات المسـ ــتخدم‪ ،‬وبفعـ ــل‬
‫المكـ ــان واالنسـ ــان اللـ ــذان ال يتغيـ ـران‪ ،‬تحصـ ــل محاولـ ــة الم اوجـ ــة بـ ــين الفكـ ــرة‬
‫المعماري ــة لنت ــاج ـ وان اختل ــف مقياس ــه ـ وحض ــور النتاج ــات ف ــي بيئته ــا‪ ،‬لبل ــورة‬
‫اتجاه يضب النتاج في تغيره وتلونه‪.‬‬
‫باإلض ـ ــافة إل ـ ــى م ـ ــد جس ـ ـور التواص ـ ـل م ـ ــع مس ـ ــتخدمي نت ـ ــاج المعم ـ ــار‪ ،‬لمواكب ـ ــة‬
‫التحــوالت فــي تشــكيالتها والبحــث عـن اســباب ســمو نتاجاتهــا وجمالهــا‪ ،‬حتــى ال‬
‫تخرج عن إطار عمارة ممانها ومكانها‪.‬‬
‫‪103‬‬

‫رؤية أصالة العمارة واعتبار المكان‪:‬‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫عن ــدما يك ــون هن ــا م ـا يؤي ــد اص ــالة العم ــارة ونتاجه ــا واعتباري ــة المك ــان‪ ،‬حي ــث‬
‫يكون المكان الحقا على العمارة في تعريفه وبيان حدوده‪.‬‬

‫ماهية عمارة المستقبل ؟‬ ‫ماذا تكون‬ ‫‪103‬‬


‫ومـن يسـل االتجــاه المـاهوي‪ ،‬فـي اصـالة الماهيــة للعمـارة علــى الوجـود للمكــان‪.‬‬
‫ـرطا اساسـ فـيا لتحقيـ المكــان‪ ،‬كمـا ال يســهم فــي‬ ‫ويـرى فيـه وجـود العمــارة لـي شـ ف‬
‫وجـ ــود المكـ ــان او إضـ ــفاا القيمـ ــة عليهـ ــا‪ .‬ويشـ ــبه واقـ ـع نتـ ــاج العمـ ــارة المـ ــادي او‬
‫مسرحا تتحر فيه االماكن ضمن نطاق ضي محدد لها باعتبار‪:‬‬ ‫الحسي ف‬
‫‪ -‬يعد وجود العمارة والنتاج من لوامم الكامن ال من مقوماتها‪.‬‬
‫‪ -‬وإن المكان ابت ال يتغير في حين ان العمارة متغيرة ومتلونة‪.‬‬
‫ثزلثز‪:‬‬
‫رؤي ــة هاي ــدغر‪ ،‬ف ـي انع ــدام االفض ــلية واالولوي ــة الي م ــن المك ــان والعم ــارة‬
‫على االخر‪ .‬حيث ياخذ اتجاها مغايرا في تفسير العالقة بينهما‪.‬‬
‫وباإلف ــادة م ــن فلس ــفته‪ ،‬حي ــث إن وج ــود المك ـان وماهي ــة العم ــارة‪ ،‬هم ــا ش ــي ن‬
‫منصهران او ملتحمان مع بعضـهما‪ ،‬حتـى يعـرل الواحـد بـاالخر‪ ،‬بحيـث يصـعب‬
‫الحـ ــديث عـ ــن المكـ ـان دون العمـ ــارة او العمـ ــارة دون المكـ ــان‪ .‬فيكـ ــون مصـ ــطلح‬
‫المعمــار او المصــمم (‪ ،)Architect or Designer‬الــذي يمــارس وجــوده عــن‬
‫طري عدد من اإلمكانات او الخيارات التي تعلمهـا او لـه مهيـاة مسـبقا او اختارهـا‬
‫بنفسه‪.‬‬
‫اي‪ ،‬ان العمـ ــارة هـ ــي وجـ ــود المكـ ــان‪ ،‬فتكـ ـون جـ ـ اا متصـ ــال بالمكـ ــان‪ .‬وماهيـ ــة‬
‫المعم ــار او المص ــمم تكم ــن ف ــي وج ــوده‪ ،‬حت ــى يل ــتحم وج ــود المك ـان والعم ــارة‬
‫ليشكال المعمار او المصمم الذي يمل الخيارات واالمكانات لعمله‪.‬‬
‫وهل يوجد مكان ما في المدينة‪ ،‬ال وجود للعمارة فيه؟‬

‫حين يظهر النظر إلى المناط الخضراا التي ال دخل لإلنسان فيها‪:‬‬
‫هل هنزك مز يدلل على فعل أالنسزن فيهز؟‬
‫او قد مارس عمله في اعمار االرض واستعمارها‪.‬‬
‫او دوره في الفجـوات الموجـودة بـين المبـاني او بـين المـدن بالمقيـاس اال كبـر‪ ،‬او‬
‫الفجوات داخل المبنى الواحد‪.‬‬
‫فما هي خواص الالعمارة؟ التي تتواجد فـي فضـااات‪ ،‬منهـا الميتـة او السـاببة‪ .‬او‬
‫اخرى لها مسميات اخر‪.‬‬
‫وعندما ُيطلب من ‪ ،‬التفكر في الالعمارة‪:‬‬
‫‪ )1‬فيما تراه في عينـ ‪ ،‬بصـورتها السـليمة‪ .‬فـالعين وظيفتهـا الرؤيـة‪ ،‬امـا العقـل‬
‫فيبحــث عــن المعنــى ويحــاو تفســير الصــور الــواردة عبــر العصــب البصــري‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪104‬‬
‫ويعقد المقارنة بـين لـون المبنـى الـذي يـراه والـوان البيئـة المحيطـة بـه‪ ،‬ممـا‬
‫ُيسهل الوقوع في ف الخداع البصري‪.‬‬
‫‪ )2‬وتصـور امـر العمــارة فــي عقلـ ‪ ،‬تصــورا عقليــا مــن خــال االســتعادة العقليــة‬
‫للعمارة‪ .‬وهو نوع يتم اهنيا من خال المحاكاة‪.‬‬
‫حيــث يســاعد علــى التعامــل مــع المشــكلة بصــورة افضــل‪ ،‬مــن خــال مســتويين‪:‬‬
‫االو فــي التصــور الــداخلي وهــو تصــور حركــي فــي طبيعتــه التــي توجــد فــي اإلشــارة‬
‫الرم يــة فــي تعــديل وتحدي ـد االســتجابة بفعــل االســترجاع التصــوري‪ ،‬والثــاني فــي‬
‫التصــور الخــارجي الــذي يعـد تصــورا بصــريا فــي طبيعتــه‪ ،‬وهنــا يعمــل التصــور علــى‬
‫االنتقا من حالة التصور العقلي الخارجي في طبيعته البصرية في مـا تـراه العـين‬
‫فــي اإلشــارة الرم يــة‪ ،‬إلــى التصــور الــداخلي فــي ميــادة التركيـ وهــو فعـال بصـريا فــي‬
‫االسترجاع التصوري‪.‬‬
‫‪ )3‬ـم التركيـ علــى الالعمــارة‪ ،‬حتــى ال يتحـو االنتبــاه عــن مهمتــه الحاليــة‪ .‬مــن‬
‫خال االستفادة من استرجاع االحداث والخبرات الحسية للعمارة‪.‬‬
‫فالمعم ــار بم ــا يمل ـ م ــن جه ــام عص ــبي مرك ـ ي‪ ،‬ي ــتمكن م ــن معالج ــة التفاص ــيل‬
‫المربيـ ــة للعمـ ــارة‪ ،‬فـ ــي نم ــو قدرتـ ــه علـ ــى تفسـ ــير البيئـ ــة المحيطـ ــة‪ ،‬مـ ــن خـ ـال‬
‫المعلومات ضمن حدود الحالة المربية للمعمار‪ ،‬فيكون ما يدركه هو الرؤية‪.‬‬
‫كـ ــذل تشـ ــكيل الصـ ــورة نتيجـ ــة االسـ ــتجابة المربيـ ــة‪ ،‬ومـ ــن خـ ــال العديـ ــد مـ ــن‬
‫الــداالت‪ .‬حيــث يــتمكن مــن تفســير المعلومــات مــن الرؤيــة الظــاهرة لبنـاا تمثيــل‬
‫للعــالم المحــي باإلنســان ونتاجــه‪ .‬كمــا تتحــدد المهمــات فـي الرؤيــة مــن اســتقبا‬
‫الص ــور واالحسـ ـاس به ــا وتش ــكيالت تمث ــيالت إليه ــا‪ ،‬وبن ــاا تص ــور اهن ــي ن ــابي‬
‫االبعـ ـ ـاد‪ ،‬ـ ـ ــم تحدي ـ ــد وتصـ ـ ــنيف التكوين ـ ــات المربيـ ـ ــة‪ ،‬وتقي ـ ــيم المسـ ـ ــافة بـ ـ ــين‬
‫التكوين ــات‪ ،‬وتوجي ــه حرك ــة االنس ـان نحوه ــا‪ .‬مم ــا يعط ــي اظه ــارا للمعلوم ــات ف ــي‬
‫تصورت مربية‪.‬‬
‫ولكن‪:‬‬
‫هل ما نراه يمثل الحقيقة عمارة‪ ،‬ام هنا ما يستر الحقيقة في الالعمارة؟‬
‫وعنــدما نتحــدث عــن الالعمــارة فــي الفضـاا الواســع‪ ،‬فهــو لــي شــي فــي الواقــع‪،‬‬
‫‪105‬‬

‫مقابــل ان تكــون الفابــدة مــن عمــارة المســتقبل فــي الســيطرة عليــه والــتحكم بــه‪،‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫وبموجب ال الفهم فان لي هنا شيا هـو الالعمـارة‪ ،‬وانمـا هنـا عمـارة مـا‬
‫موجودة‪ ،‬وبين كل المكونـات التـي تـم اكرهـا وان اخـتالل المقيـاس‪ .‬فـال معنـى‬
‫للفراغ بقدر المعنى إلى الفضاا‪.‬‬

‫ماهية عمارة المستقبل ؟‬ ‫ماذا تكون‬ ‫‪105‬‬


‫وهنا يصبح التبرير مقبوال‪ ،‬فـي وجـود مـ ت العمـابر او االل منهـا فـي كـل فضـاا‬
‫نتحر فيه‪ ،‬ولكن يتعذر التكهن به لصعوبة التعرل على العالقـة الحاكمـة لـه‪،‬‬
‫حتى يكون اعمارا وعمرانا‪.‬‬
‫بالحــدود الضــيقة‪ .‬اي هنــا عمــابر ال تعــرل بــالفهم الــدراج لهـا او الدال لــة عليهـا‪،‬‬
‫فه ــي متع ــددة ومختلف ــة وتتم ــدد عل ــى ط ــو المس ــافات الواس ــعة ب ــين فض ــاات‬
‫العمارة‪ .‬والذي يحكم بقااها طبيعة العالقة الرابطة في جذب مكونات كل منهـا‬
‫إل ـ ــى بعض ـ ــها ال ـ ــبع ‪ .‬وق ـ ــد تض ـ ــعف العالق ـ ــة إال ان ه ـ ــذا ال يعن ـ ــي وج ـ ــودا إل ـ ــى‬
‫الالعمارة‪ ،‬فهو عمارة ما‪.‬‬
‫ونقف في مالحظة الالعمارة‪ ،‬التي نتداولها في معان مفقودة او مبنى فقـد روحـه‬
‫وطاقته‪ ،‬إال انه لي هو الالعمارة في الواقع‪.‬‬
‫وقد ينظر ـ عادة ـ عدد من المعماريين على إن عمـابر مختلفـة علـى انهـا ال عمـابر‪،‬‬
‫انطالقــا مــن الالعمــارة التــي تعتبــر فراغــا ال نفــع منــه ووصــوال إلــى فكــرة الالعمــارة‬
‫كنتاج غيـر قابـل للتمييـ ‪ .‬حتـى لـو تمكـن المعمـار مـن إمالـة مـا موجـود فـي مكـان‬
‫معــين‪ ،‬فــان هنــا شــيا‪ ،‬هــو فعــل الــذاكرة ودوام تا يرهــا بالجوانــب المعنويــة‬
‫والروحيـ ــة اكـثـ ـر مـ ــن حالـ ــة وجودهـ ــا المـ ــادي‪ ،‬ومثالنـ ــا فـ ــي الـ ـ ‪ ،‬تصـ ــورنا إلـ ــى‬
‫الجنابن المعلقة ومدينة بغداد المدورة‪ ،‬اي هنا اسـتمرار إلـى الفضـاا وتعريفـه‬
‫باحتواا الجاابية‪ ،‬النه ال يمكن تفادي الجاابية او الغاها في تعريف المكـان او‬
‫تحديده‪ ،‬او السعي لحجبها‪.‬‬
‫وعند النظر إليهـا فـي قاعـدة القـوة والفعـل‪ ،‬فانهـا قـوة بحالـة كامنـة‪ ،‬سـتظهر إلـى‬
‫الواقـع بالفعـل‪ .‬كــذل النظــر إلــى مكــان النتــاج وممانــه‪ ،‬يمــثالن جاابيــة معينــة ـ‬
‫يتعذر تعريفها االن لقلة المعطيات فيها ـ‬
‫ونقف عند احتمـا إمالـة مـا ُيعـرل بـه المكـان وحـدوده‪ ،‬عنـدما يبقـى هـو الفضـاا‬
‫بصــفته المجــردة الـذي ال تعريــف لــه‪ .‬رغــم مــا يبقــى فــي الــذهن مـن تاشــير لــه فــي‬
‫شــكله وتضاريسـه او المــؤ رات والتبــدالت الواقعــة عليــه‪ .‬كمــا ان هنـا فضــااات‬
‫تستمر في الظهور إلى حي الوجود في كافة ارجاا المكان‪.‬‬
‫ف‬
‫إاا هن ـ ــا الالعم ـ ــارة‪ ،‬ـ ــم يظه ـ ــر من ـ ــه العم ـ ــارة او بع ـ ـ منه ـ ــا‪ .‬كم ـ ــا ان تع ـ ــدد‬
‫الفعاليـ ــات‪ ،‬يفس ـ ــح المج ـ ــا ف ـ ــي ان تتحـ ــاور وتتص ـ ـارع م ـ ــع بعض ـ ــها‪ ،‬وس ـ ـتعود‬
‫الالعمارة ـ حالة غير معرفة ـ إلى الظهور في عمارة معرفة بنمطها ونمواجها‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪106‬‬


‫حتـى لـو تمكـن المعمـار مـن إمالـة كـل مـا يتعلـ بالعمـارة فـي فضـاااتها المحــدد‪،‬‬
‫س ــتبقى الخط ــوط والتش ــابكات الت ــي تش ــير إل ــى وج ــود ش ــيا ع ــال ف ــي ال ــذهن‬
‫والمدفون في ااكرة نسيج ال مكان‪.‬‬
‫ف ـالتعرل عل ــى ان عنص ـرا ف ــي مبن ــى يك ــون م ـن العم ــارة‪ ،‬او تكوين ــا م ـن العم ــارة‪.‬‬
‫وهذا يعني في الواقـع تكوينـا ممكن فـا‪ ،‬يـاتي إلـى حيـ الوجـود عنـد إضـافة المعمـار‬
‫لـه كـتــل وطاقــة المكــان والموجــودة فــي الواقــع ليصــبح تشــكيال معماريــا ممكنـ فـا‪،‬‬
‫ك ـذل الت ــا ير الكـتل ــي ف ــي هيمن ـة اج ـ اا معين ــة‪ ،‬وك ــل عم ــارة اخ ــرى تتمرك ـ ف ــي‬
‫تكوينات محددة ضمن التشكيل المعماري نفسه‪.‬‬
‫ويبدو االمر في تجميـع المكونـات مشـابها إلـى عمـارة كـل شـيا‪ ،‬لكـون مجموعهـا‬
‫صــفرا‪ ،‬عنــدما يتعلـ االمــر بالمعادلــة الموجــودة فــي الطبيعــة والمحققــة للتــوامن‬
‫بين مكوناتها‪ .‬لذل من المحتمل ان تكون العمارة قد ولدت من العمارة‪ ،‬وهـو‬
‫الفضاا الفسيح‪ ،‬وهذا يعني بـ‪:‬‬
‫‪ )1‬إن وجــود الفضـاا متقــدم علــى النتــاج اإلنســاني‪ ،‬ودوره فــي تكامــل الطبيعــة‬
‫عند خدمتها إلى االنسان‪.‬‬
‫‪ )2‬إن الالعم ــارة ه ــي ف ــي الواق ــع ك ــل ش ــيا ن ـراه مـ ـن حولن ــا‪ ،‬وك ــل ش ــيا ه ــو‬
‫العمارة‪.‬‬
‫‪ )3‬إن االقتراب من العمارة‪ ،‬نتيجـة التغيـر فـي طاقتهـا المنبعثـة منهـا‪ ،‬لتحقـ‬
‫جــذبا لهــا‪ ،‬يكــون تــارة لهـا تــا يرا إيجابيــا عنــدما تجــرد مــن إضــافة إليهــا حتـى‬
‫تعتمــد علــى االصــل فيهــا‪ ،‬او تضــال إليهــا عناص ـرا اخ ـرى فتكــون لهــا تــا يرا‬
‫ف‬
‫سلبيا‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫ماهية عمارة المستقبل ؟‬ ‫ماذا تكون‬ ‫‪107‬‬


‫مفهوم يقف في العمارة بين الواقع والمستقبل‬
‫تثيــر معادلــة الواقــع والمســتقبل‪ ،‬معــادالت اخــرى فــي الوجــود والماهيــة‪ ،‬تصــورا‬
‫متعـ ـددا لـ ــدى الجميـ ـع‪ ،‬حيـ ــث تما ـ ــل معادلـ ــة االنسـ ــان والعمـ ـارة‪ ،‬او العمـ ــارة‬
‫والمك ــان‪ ،‬كونه ــا مع ــادالت معق ــدة ومهم ــة ج ـ فـدا عن ــد البح ــث ع ــن االس ــبقية الي‬
‫منهمــا علــى االخــر بينهم ــا فــي معادلــة الواقــع والمس ــتقبل‪ ،‬علــى الصــعيد العمل ـي‬
‫والتطبيق ــي إض ــافة إل ــى الص ــعيد الج ــدلي الفلس ــفي او النظ ــري‪ .‬وربم ــا يك ــون ف ــي‬
‫تشيا العمارة في رؤية تحويلها إلـى اشـياا فاقـدة إلـى وظيفتهـا‪ ،‬وادوات بـالمفهوم‬
‫المادي في االنتفاع منه والتخلي عنـه عنـد وصـوال إلـى حـد االشـباع فـي اسـتهالكه‪.‬‬
‫بينما تحتفظ العمارة بخصوصية المفاهيم االجتماعية الدالة دوام العالقات بـين‬
‫البشـر دون تحويلهــا العالقــات القابمــة بيــنهم إلـى العالقــة مــا بــين االشــياا‪ ،‬وعلــى‬
‫تجارة المنفعة واستهال القيم‪.‬‬
‫فلسفيا من مواقف في‪ :‬اصالة الوجود واعتبار الماهية‪،‬‬ ‫موقفا ف‬ ‫فكل انسان يتبنى ف‬
‫او اصالة الماهية واعتبار الوجود او ال افضلية الي منهما‪ ،‬بل هما شي ن‬
‫منصهران متالحمان‪ ،‬وصوال إلى إيجاد موقف يرتب بما سب في عالقة الواقع‬
‫بالمستقل او العك ‪ ،‬في إمكانية والدة االخر‪.‬‬
‫حتى نتمكن من إيجاد خصوصية نتاج وهوية عمارة في رؤية موقف نؤمن به‬
‫او نتبعه‪ ،‬سيؤ ر بشكل كبير على نظرتنا للوجود في إنسان ومكان‪ ،‬وماهية في‬
‫العمارة ونتاجها‪ ،‬وللحياة ككل‪ .‬وبناا التصور عن مدى قدرتنا على التحكم في‬
‫مصابر وقرارات حياتية‪.‬‬
‫وقفة(‪ :)1‬العمارة بين طرفي معادلة‬

‫عندما تقع العمارة بين طرفي معادلة الواقع والمستقبل‪ ،‬في القل بشان‬
‫مستقبل العمارة في شعور انفعالی یتسم باالرتبا والضي والغموض‪ ،‬وتوقع‬
‫السوا والخول من المستقبل وشل القدرة على التفاعل االجتماعي‪ .‬من خال ‪:‬‬
‫‪ )1‬تحديد القل وتعريف ابعاده‪ ،‬حو مخاول تتعل بانتشـار االنحـرال عـن‬
‫عمارة معينة في ممانها ومكانها‪ ،‬او في تدهور القیم العامة‪.‬‬
‫‪ )2‬القل في عالقة النتـاج بمعتقـد المعمـار‪ ،‬ومـدى قـوة إيمانـه‪ ،‬وانشـغاله فـي‬
‫اظهــار نت ــاج‪ ،‬يعك ـ في ــه قیم ـه وخوف ــه مــن تخلی ــه ع ــن ه ــذه االم ــور‪ ،‬مم ــا‬
‫یؤدي لعدم الرضا على نتاجه‪.‬‬
‫‪ )3‬القلـ المتضــمن خــول المعمــار علــى تنظــيم عالقــات نتاجــه‪ ،‬مــع االعتبــار‬
‫من تا ير الدراسات العملية على تشكيالت نتاجه‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪108‬‬
‫فهل نحن في حاجة إلى إعادة تقييم عالقة المعمار بعمارته وما هو الدافع‬
‫لذل ؟ وهل له ممن محدد؟ نعالج العالقة في مستويات الوضع الحالي الذي‬
‫تتسم به العمارة في ممان ومكان محددين مع العمابر االخرى‪ ،‬وبيان اوجه‬
‫العالقة بينهما‪ .‬وهل يعد الوضع الحالي وضعا مقبوال‪ ،‬وال يستدعي التغيير في‬
‫شكل العالقة او مضمونها‪ .‬إال بقدر ما تمليه متطلبات معينة وليدة ممانها‪ .‬ولكل‬
‫خطوة في االرتقاا بخدمة العمارة لمجتمعها‪ .‬حيث‪:‬‬
‫‪ -‬يتطلب دعم العالقة بين العمارة في مستقبلها والواقع‪ ،‬كونهما كال ال‬
‫يتج ا‪.‬‬
‫مما يتطلب إال تتا ر تل العالقة مع الحوادث االنية التي تملي على العمارة‬
‫مقتبسات خارجية‪ ،‬تهدد استقرار العمارة في حركـتها باتجاه ما يصبو إليه‬
‫مجتمعها‪.‬‬
‫‪ -‬حل قضية العمارة المحلية في رؤية المستقبل فيها‪ ،‬من واقع يهددها ‪،‬‬
‫بالتالي تصبح عالقة التحاور مع العمابر االخرى‪ ،‬اداة للتوصل إلى حلها‪،‬‬
‫رغم ما يعوق خطابها واستمرار الرف إلى كطل ما هو وافد‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية التنسي بين العمارة المحلية والعمارة القديمة لمجتمعها‪ ،‬لدعم‬
‫مسار التواصل بينهما‪.‬‬
‫بجانب تحرير العمارة نحو ضمان مصلحة مجتمعها عبر نتاجات مثلت القواسم‬
‫المشتركة المتواف عليها بين افراد مجتمعها‪ ،‬واالهم فيها كيفية استثمار‬
‫عالقات العمابر المتعددة لمصلحة عمارة ممانها ومكانها‪.‬‬
‫‪ -‬التطورات المتالحقة في العمارة‪ ،‬في واقع يحظى باولوية االهتمامات‬
‫المكانية‪ ،‬اكـثر من البحث في كيفية تطوير العالقة مع العمابر الوافدة‬
‫بشكل كامل من تغير االوضاع ـ هبوطا وار ف‬
‫تقاا ـ مع االعتبار ان النتابج‬
‫المترتبة على هذه التطورات واسلوب حلها سول تؤ ر على وضعية باقي‬
‫توجهات العمارة سواا فى حاضرها او مستقبلها‪.‬‬
‫موقف(‪:)2‬المعمار وواقع المجتمع‬
‫‪109‬‬

‫ينصب اهتمام المعمار على دوام العالقة بين المجتمع وحاجاته‪ ،‬ورؤية‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫المعمار وتوجهاته خال فترة ممنية محددة‪ .‬من خال المداومة واالصرار او‬
‫فلسفة التبرير‪ ،‬كونها القدرة على تحمل ومواصلة بذ الجهد في العمل‬
‫المعماري‪ ،‬رغم ما تصادل المعمار من متاعب‪ ،‬تدفع نتاجه نحو الفشل ‪،‬‬

‫ماهية عمارة المستقبل ؟‬ ‫ماذا تكون‬ ‫‪109‬‬


‫جدیدا للنجال‪ .‬من خال تحديد‬ ‫واالحباط عند المعمار‪ ،‬وان یجعل منه دافع فا ف‬
‫وتعريف ابعاد االهتمام والمثابرة في النتاج االفضل‪:‬‬
‫‪ )1‬مواص ــلة االتج ــاه‪ ،‬تعبي ـرا ع ــن الحماس ــة ف ــي اي نت ــاج ت ــم القی ــام ب ــه‪ ،‬حت ــى‬
‫یتكلــل بالنجــال مــع التمتــع بــرول التجس ـيد لمعــان فــي تشــكيالت تناســب‬
‫جهد المعمار المناسب لتحقي اإلنجام والتفوق فيه‪.‬‬
‫‪ )2‬مي ـ ــادة الق ـ ــدرة عل ـ ــى الص ـ ــعاب الت ـ ــي تجاب ـ ــه تل ـ ـ العم ـ ــارة‪ ،‬والتعام ـ ــل م ـ ــع‬
‫مشكالت المجتمع المحبطة بشکل ایجابى‪ ،‬عبر نتاجات ‪.‬‬
‫‪ )3‬التعبيــر عــن الرغبــة فــي تلبيــة متطلبــات المجتمــع وافـراده‪ ،‬مــن قــوة اإلرادة‬
‫وعـدم الشـعور بالیـاس‪ ،‬عبـر نجـال النتـاج‪ ،‬واسـتبعاد مـا يعطـل التفكيــر او‬
‫يشتت االنتباه وصوال للهدل المراد منه‪.‬‬
‫فضـال عـن اسـتمرار مفـاهيم‪ ،‬لهـا ارتباطاتهـا المتعـددة بتوجهـات مختلفـة للعمـارة‪.‬‬
‫وتصــبح العالقــة بينهمــا‪ ،‬فــي عالقــة قلقــة فكــل منهمــا يحــاو ان يســحب االخــرى‬
‫ليضمها إليه ويخضعها له‪.‬‬
‫موقف(‪:)3‬المعمار وواقع العمارة‬

‫ومما ال ش فيه‪ ،‬ان يتنـامع رواد العمـارة فـي الهيمنـة علـى مقاليـد انتـاج العمـارة ـ‬
‫فــي مبادبهــا واشــتقاقاتها ـ والتــا ير علــى مجتمعهــا بطوابـفــه المتعــددة‪ .‬فقــد مثلــت‬
‫اوقــات االممــات التــي مــرت بهــا العمــارة االوقــات االمثــل فــي هيمنــة رؤيــة معينــة‪،‬‬
‫لتمتـد علـى فتـرات تصـل إلـى عقـود مــن الـ من‪ ،‬او االقـل منهـا‪ ،‬كمـا تخلـ نمـااج‬
‫مهيمنة على البيئة المشيدة لتل العمارة‪.‬‬
‫إال ان تغير وضع العمارة في بيئتها ـ ممانا ومكاناـ إلى وضعها الطبيعـي فـي انتظـام‬
‫العالقة بين واقع بحاجة إلى اشباع‪ ،‬ومستقبل يرغب بالوصو إليـه واقتفـاا ا ـر‬
‫العاملين المتنبئين فيه‪ .‬والتي تمكن من فرض إرادة المعمار إال انه لـم يسـتطيع‬
‫من االنفكا من قوتها وتا يرها مع حصـو متغيـرات فـي تشـكيالت وافـدة اليهـا‪.‬‬
‫باتجاه االمل‪ ،‬في كونه قوة حیاتیة ديناميكية متعـددة االبعـاد وحالـة انفعاليـة‪،‬‬
‫تکون ضمن مکونات معمارية معرفية‪ .‬حيث‪:‬‬
‫فعا للفعل ویؤ ر على افكار وسلوک المعمار ومستخدمي نتاجه‪.‬‬ ‫‪ )1‬يبقى دا ف‬
‫‪ )2‬اليق ــين بالرغب ــة المطل ــوب تلبيته ــا‪ ،‬س ــيجد المعم ــار طريق ــا إل ــى اش ــباعها ‪،‬‬
‫والتحق في إضفاا معرفة جديدة عبر متعة ورضا عنه‪ .‬عن طري ‪:‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪110‬‬


‫أذكههز ألمشههزعو وأالناعههزال ‪ ،‬التــي تشــکل ج ـ ا مهمــا مــن عمليــة االمــل‪،‬‬
‫والشــعور بــان للعمــارة والحيــاة فيهــا معنــى يحــد مــن االممــات وي يــد الشــعور‬
‫بالتفاؤ ‪.‬‬
‫ألتعبيههو عــن عمليــات معرفيــة ایجابیــة فــي اظهــار رســالة النتــاج المعمــاري‪،‬‬
‫واإلبق ــاا عل ــى إيجابي ــة امني ــة االنس ــان وص ــالل تخيل ــه وادراك ــه ‪ ،‬وتعل ــم م ــا‬
‫يمكن تفسيره والحكم على الرؤى التي لها عالقة باالمل‪.‬‬
‫أثوأ أالبعزد ألمعنوية وألووحية للنتاج في التعبير الصادق عن معتقـدات‬
‫وممارسـات تمكنــه مـن تجــاوم سـقف المتطلبــات ورفـع المعانــاة‪ ،‬باســتخدام‬
‫النتاجات المليئة باإلحساس والتفـاؤ ‪ ،‬واقتـران تصـرل المعمـار بنـاا علـى‬
‫هذا اإلحساس‪.‬‬
‫موقف(‪:)4‬المعمار وغموض واقع العمارة‬

‫ومــن التص ــور لحــاالت الغم ــوض فــي الواق ــع الحــالي‪ ،‬والخش ــية مــن تغيي ـرات ف ــي‬
‫العمارة غير المرغوب فيها في المستقبل‪ ،‬لما لها من‪:‬‬
‫‪ )1‬تـا يرات ســلبية‪ ،‬یرکـ فيهـا علـى احتماليــة انحـرال نتــاج عـن مســار ال یمکــن‬
‫السـ ـ ــيطرة علیـ ـ ــه‪ ،‬فـ ـ ــي تقريـ ـ ــب واسـ ـ ــتخدام المكونـ ـ ــات السـ ـ ــلبية ودحـ ـ ـ‬
‫اإليجابي ـ ــة منه ـ ــا‪ ،‬والخاص ـ ــة بـ ـ ـذات المعم ـ ــار وواقـ ـ ـع نتاج ـ ــه‪ .‬ومـ ـ ـا يحمل ـ ــه‬
‫المس ـ ــتقبل م ـ ــن ص ـ ــعوبات‪ ،‬او التنب ـ ــؤات الس ـ ــلبية لالح ـ ــداث المتوقع ـ ــة‪،‬‬
‫وصوال إلى ضعف القدرة في تحقي اهدال العمارة‪ ،‬وما اوكل بهـا االنسـان‬
‫من خالفة االرض واعمارها‪.‬‬
‫‪ )2‬ميادة التفكير العمي بعمارة والخول المرافـ لـه ومـا يـاتي بـه مـن احـداث‬
‫يتوق ــع ح ــدو ها مول ــدة لعم ــارة‪ ،‬واالحس ــاس بانه ــا غي ــر ج ــديرة باالهتم ــام‪،‬‬
‫يــؤدي إلــى نظــرة متمكنــة مــن االنســان فــي ميــادة الخــول والتشــاؤم بش ــان‬
‫عمارة المستقبل‪ ،‬وفقدان الشعور باالمن والطمانينة نحوها‪.‬‬
‫‪ )3‬نشوا القل من عمارة المستقبل ‪ ،‬مـن افكـار معماريـة ال عقالنيـة وخاطئـة‬
‫لــدى العامــل ف ــي العمــارة‪ ،‬تجعلــه ي ــؤو واقــع العم ـارة م ــن حولــه‪ ،‬ك ـذل‬
‫‪111‬‬

‫االح ــداث والتف ــاعالت المت ـ امن م ــع حي ــاة االنس ــان‪ ،‬يدفع ــه إل ــى االرتب ــا‬
‫وفقدان السـيطرة علـى مشـاعره وافكـاره العقالنيـة والواقعيـة‪ ،‬نحـو نتاجـات‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫تحمـ ـ ـ ــل إلـ ـ ـ ــى المجتمـ ـ ـ ــع مـ ـ ـ ــن وعـ ـ ـ ــدم االمـ ـ ـ ــان ‪ Insecurity‬والتخريـ ـ ـ ــب‬
‫‪ .‬ويقـ ـ ـ ـ ــف النتـ ـ ـ ـ ـاج فـ ـ ـ ـ ــي‬ ‫‪ ،Vandalism‬والالسـ ـ ـ ـ ــتقرار‪Instability‬‬

‫ماهية عمارة المستقبل ؟‬ ‫ماذا تكون‬ ‫‪111‬‬


‫معادل ـة(‪ ،)IVI.Model‬ل ــيعك تا يرات ــه الس ــلبية المتمث ــل ب ــالقل عل ــى‬
‫افراد المجتمع ونتاجاته وتصوراته المستقبلية‪.‬‬
‫ارجاع ضعف التنبـؤ والقلـ مـن عمـارة المسـتقبل إلـى‪ :‬القصـور فـي التوافـ‬ ‫‪)4‬‬
‫م ــع م ــا يعاني ــه انس ــان الي ــوم‪ ،‬والتواف ـ م ــع الحل ــو الممكن ــة له ــا فق ــدان‬
‫الق ــدرة عل ــى االدرا المت ــوامن لالح ــداث المحتمل ــة ف ــي عم ــارة المس ــتقبل‪،‬‬
‫عــالوة علــى الفهــم الخــاطا لهــا‪ ،‬ممــا يقلــل مــن فعاليــة المعمــار فــي التعامــل‬
‫م ــع اح ــداث عم ــارة المس ــتقبل القص ــور ف ــي ال ــتكهن بالمس ــتقبل‪ ،‬بس ــبب‬
‫ض ــعف المقارب ــة ب ــين إمك ــان االنس ــان وب ــين امنيات ــه‪ ،‬الت ــي تف ــوق احيان ــا‬
‫قدراته وامكاناته‪ .‬ويكون تفسيرها في التناق ما بين طموحاته وقدراته‪.‬‬
‫موقف(‪:)5‬المعمار محصلة الواقع والمستقبل‬

‫يعد مسعى المعمار في تحقي النجال واالنجام فـي خدمـة مجتمعـه‪ ،‬مهمـا كانـت‬
‫الحالــة‪ ،‬واالســتمرار فـي عمــل المعمــار‪ ،‬رغــم مــا يجابــه مــن مشــاق عمليــة وعلميــة‬
‫وال لتحقي اهدال االفراد ـ ربما بعيـدة المـدى ـ او مـا تثيـره طبيعـة العمـل مـن‬
‫ملل بالتكرار والتقليد فـي واقـع بيئتـه المشـيدة‪ ،‬وضـي فـي افـ النتـاج مسـتقبال‬
‫لما فيه من تحديات وصعاب ‪.‬‬
‫حيث يتطلب نجال العمل لديه على حرصه واهتمامه ومثابرته في‪:‬‬
‫‪ )1‬جحديه ههد أه ه ههدأ نتزج ه ه ‪ ،‬والش ـ ــروع بتنفيـ ــذ الخطـ ـ ‪ ،‬وتقيـ ــيم إمكان ـ ــات‬
‫التغلب على المشاكل والعقبات عقبات ومواجهة االنتقادات لعمارته‪.‬‬
‫‪ )2‬جاعيل ألتكيف وألموونة‪ ،‬في التعامل مع العمـارة ‪ ،‬فـي مختلـف المواقـف‬
‫المواجهة للمعمار ‪.‬‬
‫‪ )3‬أالستموأر في أبتكزر خيزرأ وأستكشز حلول‪ ،‬لمستويات مختلفة مـن‬
‫المشاكل التي يعاني منها المجتمع وافراده‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪112‬‬


‫‪.7‬‬
‫وفي الختام ‪ ..‬ماذا بعد الواقع؟‬

‫النظر إلى عمارة اليوم‪ ،‬لها دافع في‬


‫البحث عن عمارة مكملة لعمارتنا‪...‬‬
‫فمن تكون هذه العمارة؟‬
‫فقد تكون وكانت في الماضي او نتنبا‬
‫بوجودها في المستقبل‪.‬‬
‫وهل لإلنسان حضورا في واقعه ومتمتعا بماضي عمارتهه‪ ،‬ومتللعها إلهى مسهتقبل‬
‫لها‪ ،‬في تصميم ال ينسى الماضي ويعيش الحاضر ويتللع للمستقبل‪.‬‬
‫والعم ههارة كونه هها ف ههن‪ ،‬ولك ههن ارتبا ه هها بعل ههوم الهندـ ههة ه بتاصص ههاتها المتع ههددة ه‬
‫اص ههبحت ماهيته هها ف ههي هندـ ههة عم ههارة‪ .‬ليك ههون الف ههن فيه هها‪ ،‬م ههاال هندـ ههيا يمك ههن‬
‫تنفيذه وتلويره وحفظه‪.‬‬
‫ولكههن‪ :‬هههل لمسهتقبل العمههارة‪ ،‬تههارير فيههه؟ فقههد ههر منهمهها الواقههع االفتراضههي ‪،‬‬
‫وهههو الواقههع المتايههل او الكههامن وربمهها الظههاهر ‪ ،‬فههي التعههايش مههع بيههمك يمكههن‬
‫محاكاتههها ماديهها فههي بعه االمههاكن مههن العههالم الحقيقههي ‪ ...‬وقههد يصههبم المسههتقبل‬
‫حال ههة االا ههترال م ههع الع ههالم الحقيق ههي وذل ههي ف ههي الع ههوالم الايالي ههة‪ .‬ورؤي ههة ذل ههي‪،‬‬
‫حههدف ف ههي الت ههار البصههرية‪ ،‬فيك ههون عرض ههها عل ههى مس هرح افتراض ههي عب ههر ااا ههة‬
‫الحاـ ههو او ف ههي م س ههماك اص ههة‪ .‬وال تال ههو الفا ههدة من ههه ف ههي اـ ههتحداف بي ههمك‬
‫االتصههاع عههن بعههد‪ ،‬التههي تههوفر للمسههتادمين وجههود ههاهر مههع مفههاهيم التواجههد‬
‫عن بعد‪.‬‬
‫كم هها ان ال م ههع ب ههين الراب ههة ف ههي عم ههارة له هها امت هداد عب ههر الت ههاريخ‪ ،‬وب ههين المس ههارح‬
‫االفتراضية‪ ،‬هور الحاجة إلى انظمة للتعرف على تشكيالك معمارية وتسهتادم‬
‫الصور المحفو ة في ذاكرة الم تمع عنها‪.‬‬
‫كمها ان اعتمهاد واجههاك التشهكيالك المعماريهة‪ ،‬يعهد مصهدرا لهتعلم الكشه عهن‬
‫النتاجاك المقاربة له‪ ،‬والتعرف عليها‪ .‬يدفع بات اه التعرف علهى وجهود تصهوراك‬
‫فكرية وماهية نتاج‪.‬‬
‫حيههث تثيههر رنا يههة الوجهود والماهيههة تصههورا متعههددا لههد ال ميههع‪ ،‬حيههث‬
‫تمارههل معادلههة االنسههان والعمههارة‪ ،‬او العمههارة والمكههان‪ ،‬كونههها معههادالك معقههدة‬
‫آ‬
‫ومهم ههة ج ههدا عن ههد البح ههث ع ههن وج ههود ا منهم هها مقاب ههل حض ههور اال ههر‪ ،‬فتك ههون‬
‫آ‬
‫االـههبقية معرفههة ال منهمهها علههى اال ههر‪ ،‬علههى الصههعيد العملههي والتلبيقههي إضههافة‬
‫إلى الصعيد ال دلي الفلسفي او النظر ‪.‬‬
‫فكل معمار يتبنى موقفها فلسهفيا فهي‪ :‬اصهالة وجهود فكهرة واعتبهار ماهيهة نتهاج‪ ،‬او‬
‫اص ه ههالة الماهي ه ههة واعتب ه ههار الوج ه ههود او ال افض ه ههلية ال منهم ه هها‪ ،‬ب ه ههل هم ه هها ا ه ههيمن‬
‫منصهران متالحمان‪ ،‬وإن كان ذلي يحهدف احيانها بهدون وعهي وإدرال منها‪ ،-‬ا‬
‫موق ه فلس ههفي ن ههومن ب ههه او نتبع ههه ـ ههيورر بش ههكل كبي ههر عل ههى نظرتن هها للوج ههود ف ههي‬
‫معمار ومكان عمارة‪ ،‬وماهية في العمارة ونتاجها‪.‬‬
‫وان للحياة في العمارة ككل‪ ،‬قهدرة فهي بنها تصهور عهن مهد قهدرتنا علهى الهتحكم‬
‫في مصا ر وقراراك حياتية لمستادم النتهاج‪ ،‬حيهث تثيهر التقنيهاك التكنولوجيهة‬
‫العديههد مههن التسههاؤالك‪ ،‬ـههوا مهها تويههد او تعههار رههورة المعلومههاك‪ ،‬التههي تههود‬
‫ربم هها‪ ،‬ف ههي االبتع ههاد ع ههن الواق ههع وإدارة المعلوم ههة إل ههى ال هرا فيه ها وع ههن الحق هها‬
‫النات ة عنها؟ وتتميز هذه التقنياك‪ ،‬في التعامل المتعدد في التعامل مع نتا ج‬
‫المعلوماك الم معة‪ ،‬مما يعد التلور القادم في تكنولوجية عمارة المستقبل‪.‬‬
‫وربم هها‪ ..‬تحم ههل التكنولوجي هها الحديث ههة‪ :‬لر ههة تص ههار ب هين نتاج ههاك ال ي ههل الق ههديم‬
‫الممث ههل لواق ههع العم ههارة‪ ،‬والح ههديث الممث ههل لمس ههتقبلها‪ .‬كي ه يك ههون ف ههي عم ههارة‬
‫متوافقة ال ترادر ا منهما؟‬
‫وعمههارة الواقههع عمههارة ال يههل القههديم الههذ بههدا مههع التكنولوجيهها فههي تحهد كبيههر‪،‬‬
‫فالعمهها ر المتعههددة علههى مههر اال منههة‪ ،‬دا م ها مهها كههان المعمهار يتلكهها او يصهها فههي‬
‫الفشل في االندماج للوصوع إلى التام من العما ر بعمارة واحدة‪.‬‬
‫ولكن ‪ ...‬ننتهي في ـواع‪ :‬عن صرا االجياع رفي الكيفية التي يندمج بهها الواقهع‬
‫لقدمه‪ ،‬وعمارة المستقبل ذاك التكنولوجية لحدارتها‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪114‬‬


‫وقفة في نتاج العمارة ‪...‬‬
‫وف ه ههي عص ه ههر يتن ه ههاف في ه ههه الواق ه ههع وم ه هها يحم ه ههل م ه ههن مقي ه ههداك للنت ه ههاج‪ ،‬والتري ه ههر‬
‫التكنولههوجي وم هها يحمههل م ههن حلههوع تع ههددك وابتعههدك ع ههن مكانههها و مانه هها عل ههى‬
‫الس ههيلرة عل ههى مس ههتقبل عمارتن هها‪ .‬وـه ههيكون التح ههد ف ههي كيفي ههة االـ ههتفادة مه ههن‬
‫آ‬
‫احدهما‪ ،‬من عناصر ومكامن قو في التصد لال ر‪.‬‬
‫وتظه ههر ب ههوادر الص هرا االول ههى ف ههي ت لي ههاك مهم ههة‪ ،‬مس ههت االنس ههان وـ ههكناه ف ههي‬
‫م االك نمو المراكز الحضهرية ال ديهدة‪،‬‬
‫وتله ه ههوير الم ه ه ههدن المسه ه ههتدامة‪ ،‬وا ه ه ههر‬
‫تتعله ه ه بقه ه ههدراك االنسه ه ههان‪ .‬فه ه ههاين ي ه ه ههد‬
‫الواقع فيها؟‬
‫ولكن هل يمكن أن نصل ألى تشيئ ألمنفعة من ألعمارة؟‬
‫م ه ههن ه ههالع رؤيته ه ها ومعاملته ه هها كش ه ههي عب ه ههر اـ ه ههتادام مكوناته ه هها ف ه ههي الت ه ههرويج‬
‫والتسههوي ‪ .‬واـههتادام العمههارة كههاداة عههر لمهها ال بير ‪،‬اه ب بههه‪ ،‬عنههد إ هههار الكههامن‬
‫منها‪ ،‬عبر تكوين صورا ذهنية للنتاج المعمار ‪.‬‬
‫كمهها ان التعامههل مههع بيههمك الواقههع االفتراضههي كحالههة تتنههاوع عم هارة المسههتقبل‪،‬‬
‫وبا تالف المقياس للحالة الما وذة فهي صهررها وكبرهها‪ .‬مقابهل االقتهرا مهن ان‬
‫تكون واقعية قدر اإلمكان‪.‬‬
‫وإن االنرمه ههاس(‪ )(Immersion‬فه ههي عمه ههارة المسه ههتقبل ‪ ،‬وهه ههي حاله ههة فه ههي‬
‫الواقع االفتراضي‪ ،‬متمثال في مد جهودة نتهاج عمهارة المسهتقبل كواقهع افتراضهي‬
‫ف ههي تقلي ههد الواق ههع الحقيق ههي مثلم هها يعرف ههه انس ههان الي ههوم والق ههادر عل ههى محاكات ههه‪ .‬او‬
‫آ‬
‫بتعبير ا ر‪ ،‬مقدار االنتفا مهن التكنولوجيهة علهى تصهوراك فهي محاكهاة مها يشهعر‬
‫به ويتصوره فهي الواقهع وههو العهالم الحقيقهي فهي حيهاة المسهتادم لنتهاج العمهارة‪،‬‬
‫ويعد المعمار هو المستادم االوع لنتاجه‪ .‬ومن ذلي‪:‬‬
‫‪ )1‬تعتبههر عمههارة المسههتقبل ه العمههارة االفتراضههية ه انيههة فههي مفاهيمههها واقترابههها‬
‫مههن االنسههان اليههوم‪ ،‬عنههدما تكههون ت ربههة العمههارة المسههتقبلية مشههابهة إلههى‬
‫‪115‬‬

‫ت ربة العمارة الواقعية في بيئته المشيدة الحالية‪.‬‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪ )2‬تتلل التعددية في النتاج اليوم‪ ،‬وامثلتهها فهي الواقهع الاهارجي تعهددا فهي‬
‫عمارة المستقبل‪ .‬ا التفكير إمكانية التلاب بينهما‪ ،‬كما تناولت تقنياك‬
‫عم ههارة المس ههتقبل‪ ،‬افتراض ههاك جعل ههت م ههن المعم ههار ‪ ،‬ق ههادرا عل ههى مر ههادرة‬

‫‪115‬‬ ‫وفي الختام ‪ ..‬ماذا بعد الواقع‬


‫المك ههان ال ههذ يع ههيش في هه إل ههى مك ههان ماتل ه تمام هها‪ .‬وبالت ههالي‪ ،‬كلم هها ك ههان‬
‫عمارة المستقبل االفتراضية اكهثر إقناعها ‪ ،‬فانهه يصهد حضهوره ونتاجهه فهي‬
‫بيئة مستقبلية‪.‬‬
‫‪ )3‬فالعمههارة المسههتقبلية ارتبلههت بتايههل المعمههار لههها‪ ،‬فهههو كانمهها ينههتج عمههارة‬
‫آ‬
‫إلنسهان ا هر يسهكن فيهها ويسهتادمها وههي بهديال عهن عمارتهه عمهارة اليهوم‪،‬‬
‫ممهها يتلل ه ان يكههون النتههاج مقنعهها‪ ،‬حتههى يههن م المعمههار فههي تصههوره لمهها‬
‫ـتكون عليه العمارة مستقبال‪.‬‬
‫وم ه هها نعرف ه ههه الي ه ههوم‪ ،‬كهتص ه ههور حقيقه ه ههي‪ ،‬ف ه ههي التص ه ههدي والقب ه ههوع به ه ههالواقع‬
‫المسههتقبلي للعمهارة وهههو واقههع افتراضههي‪ ،‬والههي ياتله عههن واقههع العههالم الحقيقهي‬
‫للعمارة‪.‬‬
‫ولكن هل تخدع ألعمارة ألمستقبلية عقل أنسان أليوم؟‬
‫ولفههم مهد فعاليهة العمهارة المسههتقبلية االفتراضهية‪ ،‬يتلله فههم الكيفيههة‬
‫التي يتم بها إدرال االنسان لعمارة البيئة المحيلة‪ .‬عهن ريه الحهواس الظهاهرة‬
‫الامسة‪ ،‬كما يتلل إدرال واقع عالم العمارة‪ ،‬إلى المعلوماك الما وذة واقعها‬
‫من تلي الحواس‪ ،‬والمرـلة إلى مخ االنسان إلتمام ادراكها‪.‬‬
‫وإن رؤي ههة مكون ههاك عم ههارة معين ههة‪ ،‬بتفاص ههيلها المعق ههدة‪ ،‬تع ههد ت ههار ف ههي‬
‫االحاـي التي ندرل بها تلي العمارة‪ ،‬بالتالي ت تمهع االحاـهي كلهها معها مهن‬
‫ههالع إدرال العم ههارة لتعل ههي لإلنس ههان ت رب ههة إدرال وج ههود العم ههارة‪ .‬ا تك ههون‬
‫العم ههارة مدركه ههة م ههن قبه ههل المعم ههار او المتلقه ههي لنت ههاج العمه ههارة‪ ،‬ف ههي قيه ههام العقه ههل‬
‫بتفسير الحواس وتحويلها إلى ت ار في الواقع‪.‬‬
‫وكيففي يمكففن لعمففارة ألمسففتقبل أ ت أ ففية ألقففدرة علففى نففنم نففوع م فن‬
‫ألوأقم ألحقيقي لتوأجد ألعمائ ؟‬
‫اجتههد المعمهار والعهارف فهي تصهور نتاجهه والبحهث فيهه‪ ،‬إلهى تعقه مكونهاك فهي‬
‫النتاج‪ ،‬بقصد التعامل مع نتاج عمارة المستقبل وهو البديل عن عمارة اليوم‪.‬‬
‫‪ )1‬وب ههالنظر لتعق ههد اإلحس ههاس وتع ههدده ت ههاه العم ههارة‪ ،‬ف ههان العم ههارة البديل ههة ه‬
‫عمههارة المسههتقبل االفتراضههية ه وتحسسهها مههن ههالع النظههر إليههها ورؤيتههها‪،‬‬
‫فان االقتنا بها يكون مقبوال ‪ ،‬باعتبهار االعتمهاد االههم للمهخ ههو فهي الرؤيهة‬
‫اكهثهر مههن الحهواس الظههاهرة اال هر ‪ ،‬وهههو مها يتوافه والتعامهل مههع العمههارة‬
‫ونتاجاتها‪.‬‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪116‬‬


‫إن نتههاج المسههتقبل المتايههل مههن قبههل المعمههار هههو مشههابه للصههحون اللهها رة او‬
‫يمارل التريراك المعقدة على االر من جباع واودية وكهثبان رملية‪ ،‬وهي صهور‬
‫مقاربههة ابتههدعها وفقهها لمهها راه علههى ـههلوح الكواكه التههي قهام بزيارتههها او ـيصههل‬
‫إليههها يومهها‪ .‬او تتوافه مههع متللبههاك الحيههاة علههى االر ومنههها ال اذبيههة التههي هههي‬
‫ـههر بقهها الحيههاة علههى االر ‪ .‬كمهها تحههافى علههى بقهها االر حههوع الشههم ‪ ،‬وعلههى‬
‫الهوا والما والضو ‪ ،‬والعناصر الال مة للحياة على كوك االر ‪.‬‬
‫ألحياة على ألم يخ ممكنة وليس على‬
‫سف ف ف ح ‪ ،‬ولك ف ففن ف ففي ف ففا ن أر ف ف ف‬
‫‪(.‬شت ستوك)‬

‫إن الحياة على المريخ ممكنة بالفعل‪،‬‬


‫ولههي علههى ـههلحه‪ ،‬ولكههن عميقهها فههي‬
‫با ن ارضه‪ .‬وال اع هذا الكوك االحمر مثيرا الحالم العلما ‪)1(.‬‬

‫تس ه ههاو جاذبي ه ههة ـ ه ههلم الق ه ههم ـ ه ههدس‬


‫جاذبيه ههة االر ‪ .‬ويرجه ههع هه ههذا التفه ههاوك‬
‫إلى ان كهتلة القمر اقل بكهثير من كهتلهة‬
‫االر ‪ ،‬إذ تبله ه ه ه ه ه ‪ .80 /1‬حيه ه ه ه ه ههث إن‬
‫متوـ ه ههب جاذبي ه ههة ـ ه ههلم االر تبل ه ه‬
‫حوالي ‪ 9.8‬متر‪ ،‬فيما تبل جاذبية القمر حوالي ‪1.6‬متهر‪ )2(.‬وتشهير ال اذبيهة إلهى‬
‫مههد قههوة ـههح االجسههام واالاههيا إلههى االـههفل‪ ،‬او هههي القههوة التههي تتعههر لههها‬
‫االجسام الموجودة على كوك االر ‪ ،‬في حالتي الحركة والسكون‪.‬‬
‫‪ )2‬فالمعمههار هههو االوع فههي تايههل مهها ينههتج‪ ،‬فيكههون مهها يبتكههره مههن تشههكيالك‬
‫مشابهة ‪ ،‬لما على ـلم الكواك ‪ ،‬لوة فهي إدرال البيئهة ال ديهدة‪ .‬وتهم‬
‫معال هة ذلههي المشههاهد الثالريههة فههي الهندـههة الم سههمة‪ ،‬فههي تايههل النتههاج‬
‫‪117‬‬

‫كرؤية م سمة لذلي النتاج في مكانه ال ديد‪ ،‬كما لو كان حقيقيا‪.‬‬


‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫(‪ )1‬ال زيه ههرة‪ ":2021،‬هه ههل توجه ههد حيه ههاة عله ههى المه ههريخ؟ السه ههر مه ههدفون عميقه هها تحه ههت ـه ههلم الكوكه ه‬
‫االحمر"‪https://rb.gy/ho7jdo ،‬‬
‫(‪ )2‬الاليج‪ ":2022 ،‬جاذبية القمر تساو ـدس االر "‪https://rb.gy/isavmj ،‬‬

‫‪117‬‬ ‫وفي الختام ‪ ..‬ماذا بعد الواقع‬


‫راههم مهها الههت تقنيههة الواقههع االفتراضههي‪ ،‬فههي بدايههة ريقههها‪ ،‬فههان اـههتادام‬
‫تصور العمارة المستقبلية االفتراضهية‪ ،‬إلهى عهالم واقعهي يشهعر بهه وكهان االنسهان‬
‫فيه جز منه‪.‬‬
‫مههع اال ههتالف‪ ،‬ال ههذ ينتظههر ح ههال فههي االيههام القادم ههة‪ ،‬مههن تص ههور ـههاكن لعم ههارة‬
‫المسههتقبل‪ .‬إلههى نتههاج العمههارة فههي الواقههع الاههارجي‪ ،‬فههي مشهههد يمكههن النظههر إلههى‬
‫نتاج العمارة من وايا نظر ماتلفة‪ ،‬ب ان تحس العم فيها‪ ،‬في مكواته في‬
‫قربه هها وبع ههدها م ههن الن هها ر‪ .‬ونا ههذ مث ههاال إل ههى بي ههت الش ههالع للمعم ههار فران ههي لوي ههد‬
‫رايهت(‪ ،)1867-1959‬بزوايهها رؤيهة ماتلفههة تظههر اجهزا منهه بحسه الزاويهة النظههر‬
‫إليه‪ ،‬وفي قر اجزا منه مقابل ابتعاد ا ر ‪.‬‬

‫بيت الشالع‪ ،‬فيال فولينوتر ‪(Falling water) 1935‬في بيرون بنسلفانيان‬


‫تصميم المعمار فراني لويد رايت(‪1867‬ه‪https://rb.gy/rzvvfk.)1959‬‬
‫وربمها تسهاعد الرؤيههة فهي عمهارة المسههتقبل االفتراضهية‪ ،‬فهي يههادة القهدرة ه باعتمههاد‬
‫التكنولوجيهة ه فههي دمههج البيههمك الماتلفههة‪ ،‬لتقريه صههورتها مههن التشههكيالك فههي‬
‫الواقههع‪ .‬ويكههون الت سههيم فههي جمههع المعلومههاك المنظههورة مههن عينهها االنسههان ف ههي‬
‫صورة واحدة‪ ،‬وهي ذاك االلية فرؤية عمارة المستقبل تعتمد على دمج المنا ير‬
‫المتعددة في صورة واحدة‪ ،‬وهو يحق التايل لالايا في المستقبل‪.‬‬
‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪118‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬عمارة الزمان والمكان في منتدى حراء‪ ،2017،‬نسمات اونالين‪https://nesemat.com/13464 ،‬‬
‫‪ .2‬العتبة الكاظمية‪ ..‬عمارة تطاول الزمن (‪ ،2020 ،)2-3‬مجلة الزمان‪https://rb.gy/fxa6jm ،‬‬
‫‪ .3‬ال يوسف‪ ،‬إبراهيم جواد كاظم‪ ":2017 ،‬التكاملية في نتاج وحركة العمارة"‪،‬‬
‫_‪https://www.researchgate.net/publication/345347586_altkamlyt_fy_ntaj_whrkt‬‬
‫‪almart‬‬
‫‪ .4‬ال يوسف و ‪،‬إبراهيم جواد كاظم وريم فنجان‪ ": ،‬اثر المعتقدات في العمارة العراقية"‪،‬‬
‫‪https://www.researchgate.net/publication/322746023_athr_almtqdat_fy_almart‬‬
‫‪_alraqyt‬‬
‫‪ .5‬الزركاني‪ ،‬خليل حسن ‪" ،‬عمارة البيت الشعبي العراقي البيت البغدادي والموصلي انموذجا"‪ ،‬العدد‬
‫الشعبية‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫مجلة‬ ‫مادية‪،‬‬ ‫ثقافة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪https://www.folkculturebh.org/ar/?issue=25&page=article&id=476‬‬
‫‪ .6‬الحياة في عام ‪ ..2050‬مدن المستقبل مستعدة الستقبال الالجئين من قسوة المناخ‪،2022،‬‬
‫‪https://rb.gy/ifojji‬‬
‫‪ .7‬متى تظهر جزيرة كريستال في موسكو؟‪https://ara.mentorbizlist.com/4127190-when-will-‬‬
‫‪crystal-island-appear-in-moscow#menu-1‬‬
‫ُ‬
‫‪ .8‬موقع منشور‪ ": 2018 ،‬المدينة المدورة‪ :‬هكذا بنيت بغداد‪ ،‬وهكذا تفقد سكانها"‪،‬‬
‫‪https://rb.gy/rsh3pa‬‬
‫‪ .9‬ا‪.‬د‪.‬محمد يسار عابدين‪ ،‬ا‪.‬د‪.‬زياد المهنا‪ ":2019 ،‬جدلية الزمن في المنتج المعماري"‪،‬‬
‫‪https://rb.gy/yrqlyr‬‬
‫‪ .10‬ا‪.‬د‪.‬محمد يسار عابدين‪ ،‬ا‪.‬د‪.‬زياد المهنا‪ ":2019 ،‬جدلية الزمن في المنتج المعماري"‪،‬‬
‫‪https://rb.gy/yrqlyr‬‬
‫‪ .11‬امال اندراوس‪":2018 ،‬المدينة العربية‪ :‬عمارة خارج السياق"‪ ،‬ترجمة ايمن الحسيني‪،‬‬
‫‪https://www.7iber.com/environment-urban/the-arab-city‬‬
‫‪ .12‬زها حديد‪ ،‬مهندسة عراقية ‪https://rb.gy/l0kv6v ،‬‬
‫‪ .13‬هل تخشى طردك من كوكب االرض؟ انظر ماذا يقدم لك الفضاء‪،2016،‬‬
‫‪https://arabic.cnn.com/style/2016/05/30/nasa-ames-oneill-space-colonies-1975 .14‬‬
‫‪ .15‬موقع الخليج‪"،‬عمارة المستقبل‪ ..‬معلقة ومقوسة وداخل اشجار"‪.2018 ،‬‬
‫‪https://www.alkhaleej.ae‬‬
‫‪ .16‬المعمارية‪":2016،‬العماره االيقونية متطلب ام رفاهية ؟"‪https://rb.gy/mlr5cp ،2016 ،‬‬
‫‪ .17‬متحف المستقبل”‪ ..‬ايقونة معمارية تالمس الوجدان‪https://rb.gy/3z9jwk ،2022،‬‬
‫‪ .18‬ايوب واوجا‪":2017 ،‬م ّعمار ُية التفكيك‪ .‬هكذا اقتبست زها حديد فلسفة دريدا"‪ ،‬الجزيرة‪ ،‬مدزنات‪،‬‬
‫‪https://rb.gy/u3z5i6‬‬
‫‪ .19‬موقع ارامكو السعودية‪"،‬العمارة المستقبلية فن الفراغ والفوضى المهندسة!"‪،‬‬
‫‪https://qafilah.com/ar‬‬
‫‪ .20‬اكسبو دبي مستقبل بال حدود‪ ":2021 ،‬بين الواقع والخيال العلمي‪ ..‬هياكل معمارية عمالقة من فترة‬
‫الستينيات مستوحاة من عالم مثالي‪https://rb.gy/sejiha ،‬‬
‫ مصر الفرعونية والسعي الحثيث‬..‫" عمارة ما بعد الموت‬:201020،‫ هند مسعد‬،‫ موقع الجزيرة‬.21
https://www.aljazeera.net/news/arts/2020/7/27 ."‫للخلود‬
."‫ عشبة الخلود والواقع العربي‬..‫ " كلكامش‬،‫ سيدي احمد‬،‫ موقع الجزيرة‬.22
https://www.aljazeera.net/news/cultureandart/2005/
‫ "هل يوجد مدينة فاضلة في اإلسالم ام هي خرافة‬:‫ عبد الحميد المدري‬،‫ مدونات‬،‫ موقع الجزيرة‬.23
https://www.aljazeera.net/blogs/2018 ."‫جديدة؟‬
.‫ "كيف سيكون شكل الحياة في المستقبل؟ محاضرات "تيد" تجيبك‬:‫ ميدان‬،‫ موقع الجزيرة‬.24
https://www.aljazeera.net/midan/miscellaneous/2017
،)2.0( ‫ المدن الذكية‬:‫" قوى التغيير‬:2018، ‫ جون سكورن” و “ويليام إيغرس‬.25
https://albuthi.com/blog/1352
،"‫بشكل متبادل‬
ٍ ‫"االفكار تؤثر على المشاعر والسلوك‬:2019،‫ موقع تركواز بوست‬.26
https://www.turkuazpost.com/post/2166
،"‫ ايهما جاء اوال الدجاجة ام البيضة؟‬:‫" الوجود والماهية‬:2020،‫ موقع المحطة‬.27
https://elmahatta.com
ُ
.‫انموذجا‬..‫فوستر‬ ‫ خيارة‬:‫" عندما ُتثري العمارة المكان‬:2019 ،‫ خالد‬،‫ السلطاني‬.28
https://almadapaper.net/view.php?cat=218034
https://rb.gy/yluops")‫" الحضارة السومرية(حضارة جنوب بالد الرافدين‬:2022،‫ مها دحام‬.29
https://rb.gy/8e4ndu ،"‫"عوامل اثرت على العمارة اإلسالمية‬، ‫ إسالم اون الين‬.30
،"‫" هل توجد حياة على المريخ؟ السر مدفون عميقا تحت سطح الكوكب االحمر‬:2021،‫ الجزيرة‬.31
https://rb.gy/ho7jdo
https://rb.gy/isavmj ،"‫" جاذبية القمر تساوي سدس االرض‬:2022 ،‫ الخليج‬.32
https://rb.gy/nhgmeo،‫ ويكي شيعة‬،)‫ حرم االمام علي(ع‬.33
https://rb.gy/edak2s ،2021،‫ الجزيرة‬.34
rb.gy/iuww3k،"‫"مدينة بغداد القديمة‬: 2016،‫ غادة‬،‫ الحاليقة‬.35
36. http://99wow.blogspot.com/2010/10/future-architecture.html
37. https://www.iis.ac.uk/ar/illuminationism
38. https://dprbcn.wordpress.com/2010/11/15/the-hanging-cemetery
39. https://dprbcn.wordpress.com/2010/11/15/the-hanging-cemetery/
40. https://rb.gy/bwfg4j,
41. https://www.youtube.com/watch?v=FnMCIrKRkQM
42. https://ewikiar.top/wiki/Crystal_Island_(building_project)
43. https://masdar.ae/Masdar-City/the-city/Sustainability
44. https://masdar.ae/ar/masdar-city/the-city
45. https://rb.gy/kbzuos
46. https://www.arch-news.net/569-2014-04-08-17-35-49‫ايقونة‬-‫محور بوابة‬
47. https://www.almadasupplements.com/view.php?cat=24478

‫ واقع ومستقبل‬... ‫العمارة‬ 120


‫مستقبل‬
‫عمارة‬
‫تقف ففعمارة ف ففاختماف ففواما وقف ففاخمارما ف ففام‪ ،‬ف ف م وا ف ف م ف ففاما ف ففا م‬
‫‪،‬اسوش افمار وققلمفيمارقحثمع امهمم معمداما ‪.‬م‬ ‫اآلن‬
‫‪،‬ار مؤيةمفوهامتدلمعلىما م وققلمارة اختم دماختقطما اما وجتميداهم‪،‬ا عممفيمافكاخه‪.‬م‬

‫العمارة ‪ ...‬واقع ومستقبل‬


‫المحتويات‬
‫‪6‬م‬ ‫م القارئ الكريم‬
‫‪7‬م‬ ‫عندما تتحرك العمارة خارج ابعادها‬
‫‪14‬م‬ ‫ةادرةمتقحثمعام ةادرةمم‬ ‫م‬
‫‪15‬م‬ ‫ع اختمسققمفوهاما ا م‬ ‫م‬
‫‪20‬م‬ ‫عمارة جديدة في ابتعادها عن المكان‬
‫‪27‬م‬ ‫ارة اختماوامارققاءم‪،‬ارونا ي‪...‬م‬ ‫م‬

‫‪35‬م‬ ‫مقدمة في مستقبل وواقع العمارة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪37‬م‬ ‫م ا صم ملمفيمارة اخت‪.‬م‬ ‫م‬
‫‪39‬م‬ ‫ا م اداعم‪،‬اروكا لمفيمارة اختمم‬ ‫م‬
‫‪42‬م‬ ‫مصائصم وماجمعم اختمم‬ ‫م‬
‫‪49‬م‬ ‫على ماذا تكون عمارة المستقبل؟م‬ ‫‪.2‬‬
‫‪51‬م‬ ‫م ع اختمار وققلمهلمهيم‬
‫‪51‬م‬ ‫م ا‪ ،‬معند امكا تمع اختمارق مارةش يا مم‬
‫‪53‬م‬ ‫م ثا وا مافكاخمتوحايلمعلىمارم احةم‪،‬توكوعم امارقوئة‪.‬مم‬

‫‪55‬م‬ ‫ع اختمار وققلم‪...‬محقو مقةماممم وال؟مم‬ ‫‪.3‬‬


‫‪58‬م‬ ‫ار حمخمما ‪ ،‬مل‪:‬معال ةمإ ا مانواجمار وققل‪.‬م‬ ‫م‬
‫‪58‬م‬ ‫م ايامهمم واجمار وققلمم‬ ‫م‬
‫‪61‬م‬ ‫م تفكو مارلجمءمإرىم"ع اكم "م وققلوة مم‬ ‫م‬
‫‪64‬م‬ ‫م ارحلمماة اختمع اكم مم‬ ‫م‬
‫‪65‬م‬ ‫م هلماداممعص مفامع اختمار وققل؟مم‬ ‫م‬
‫‪72‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬عالقة النتاج بجوانب تشكيل نتاج المستقبل‪.‬‬
‫‪73‬م‬ ‫م اسوكشافمار وققلمم‬ ‫م‬
‫‪77‬م‬ ‫م ام لح ةمكلكا ش‪:‬م‬ ‫م‬
‫‪79‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬عالقة النتاج بجوانب تشكيل نتاج المستقبل‬
‫وخصائص شكلية في المدينة‪.‬‬
‫‪83‬‬ ‫م المحور الرابع‪ :‬تحقيق االرتباط بين المبادئ النظرية ووضوح‬
‫التطبيق‪.‬‬

‫‪85‬م‬ ‫علىم اذامتكم مع اختمار وققل م؟م‬ ‫‪.4‬‬


‫‪87‬م‬ ‫ا فكاخمفيمار ة فةماارة اختم‬ ‫م م‬
‫‪90‬م‬ ‫ع اختمار وققلم اذامتكم ؟مم‬ ‫م م‬
‫‪93‬م‬ ‫كوعمتقد‪،‬مارة ا مختمفيمار وققل‪.‬م‬ ‫م م‬

‫‪95‬م‬ ‫عند اميكم مرلة اختم‪،‬ا مام‬ ‫‪.5‬‬


‫‪96‬م‬ ‫إذامكا مرلة اختم‪،‬ا ا مم‬ ‫م م‬
‫‪99‬م‬ ‫م‪ ،‬مدمرلة اختمفيم كا ‪.‬م‬ ‫م م‬

‫‪101‬م‬ ‫اذامتكم م اهوةمع اختمار وققل م؟م‬ ‫‪.6‬‬


‫‪104‬م‬ ‫خؤيةماصارةمارة اختم‪،‬اعوقاخمار كا مم‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪108‬م‬ ‫فهممميقعمفيمارة اختماوامارما ام‪،‬ار وققلم‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪108‬م‬ ‫‪ ،‬فة(م‪1‬م)‪:‬مارة اختماوامط فيم ةادرةمم‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪109‬م‬ ‫م عم(م‪2‬م)‪:‬ار ة اخم‪،،‬ا امار جو امم‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪110‬م‬ ‫م عم(م‪3‬م)‪:‬ار ة اخم‪،،‬ا امارة اختمم‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪111‬م‬ ‫م عم(م‪4‬م)‪:‬ار ة اخم‪،‬غ مضم‪،‬ا امارة اختمم‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪112‬م‬ ‫م عم(م‪5‬م)‪:‬ار ة اخم حصلةمارما ام‪،‬ار وققلم‬ ‫م‬ ‫م‬
‫‪113‬م‬ ‫‪، .7‬فيمارخوامم‪..‬م اذاماةدمارما ا م؟م‬
‫‪114‬م‬ ‫م م ‪ ،‬فةمفيم واجمارة اخت‪ ...‬م‬
‫‪119‬م‬ ‫ار صادخمم‬ ‫م‬
‫‪121‬م‬ ‫فه سمار حومياتمم‬ ‫م‬
‫‪123‬م‬ ‫صدخمعامار ؤرعمم‬ ‫م‬
‫‪125‬م‬ ‫الصةماارلغةما كلوزيةم‬ ‫م‬

‫وبحمده تدوم النعم‬

‫‪ ...‬واقع ومستقبل‬ ‫العمارة‬ ‫‪122‬‬


‫العمارة ‪ ...‬واقع ومستقبل‬

‫صدر عن المؤلف‬

‫طريق نتاج عمارة ضد عمارة‬


‫‪123‬‬
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

‫‪123‬‬ ‫صدر عن المؤلف‬


Ibrahim.j.kadhim@uotechnology.edu.iq
https://orcid.org/0000-0001-9823-180

‫ واقع ومستقبل‬... ‫العمارة‬ 124


After the above:

Will the architecture, the space-time architecture, increase?


Since the beginning of the digital revolution and the need for it, the
architect has been meditating on the future visions of architecture,
it is an open book, I stopped at the architecture to answer the
possibility of the architect continuing his way alive and producing a
human being, with the overflow of new technology. In an era when
architectural production has become a written text capable of
reaching every point in the world through the various tools in
space-time architecture.

In its many technological orientations, architecture has become a


competitor to many other types of architecture created by man.
Perhaps, the architecture and its archives are interested in the
possibility that late architecture can be regarded as a pattern of
technology, which has become a given, and may be forgiven by
time, to remain constant in place, and is referred to in the human
enjoyment of the vitality of young people, so that reliance on them
is imposed.

So, what future do we see architecture in?

What is the state of the city, and how ready it is to receive a human
being, grappling with the equation of technology and climate?

Should we stop, in today's human search for control of an unknown


future, where expectations of technological conflict and climate
change are expecting.
The challenge may be to prevail over one end of the "technological
climate" equation, over the other.

Is future architecture the same


as it is?

Architecture ... Reality and future 134


I assume that the movements of architecture are integrating,
through how architectural movements throughout history are
integrating, such as the state of the movement of time,
Architecture is therefore adapted and flexible over time to
satisfy the change in the movement of production to be the
case of the difference between what the movement was and
what it becomes because of a particular formula over a period
and aims to achieve the act of continuing the product of the
architecture movement. (3)

While we note the above in the statement of benefiting from the


expansion of time and the shrinking of the field of movement of
multiple products in the building of the earth, and the purposes of
the succession of God man on this earth, and the fact that the
building of the earth is a divine demand.

We can release the expression of expansion, in the movement of


products away from the origin formed for them. And that the idea
of expansion, apparent in architecture, which is not affecting much
and quickly by architectural movements, compared to other
sciences, is a product that is adopting and continues for extended
periods,
It is not possible to observe the difference in an architectural
language, and its example of the overlap of architectural
movements, without discovering until after a period of multiplicity
of these products, to complete their image and clarity in a new
movement, and a return to the origin of the architecture indicates
the feet of the buildings synchronized with them or from which
their ideas were derived.

Can we read the expansion from the site of the productive


architecture?
In the middle of the appearance of his product, when all the
products move away from him, to give him more explanations and
interpretations.
133
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

(3) Al Yousif, Ibrahim Jawad Kadhim, 2017: "Integration in the Product and
Movement of Architecture",
https://www.researchgate.net/publication/345347586_altkamlyt_fy_ntaj_whr
kt_almart

133 Having a future for architecture


Architectural
Satisfaction for
need
products
Time = Need
Apparent style

But the stability of the human need, whatever its representation,


the problem is evident in architectural outputs over time, through
different access to a precise and unified architectural language.
That is, the reality of man's needs in place and in certain contexts,
which are consistent against the multiplicity of outcomes that are
seeing in their satisfaction with human needs over time.

We will strive to explain this, drawing on the relative theory's


vision of temporal expansion and longitudinal contraction. The
architecture measures its output and the need it has satisfied
according to its vision of the stability of the resulting and adopted
method, despite their different outputs and contractions, since the
method is the whole of previous and subsequent methods of
showing the state of satisfaction.

Considering the expansion of time, it will become acceptable


in accumulating experience, experience and heritage and historical
shame towards the extended and inclusive style in exchange for
shrinking outputs and their methods.

▪ Urbanization and building requirements in a general case,


including by regulating relations between individuals
Society and its protection, and a special situation in the
functional, environmental, and aesthetic dimensions.
▪ Adopting the concept of integration as a general integrative
approach of adaptation and appropriateness in regulating
relations between members of society, and its statement in:
The approach of agreement through the process of the place,
the possibility of integrating the architectural movement
intellectually in the work of designing the product of
architecture in the form of the integration of the relationship in
the underlying and apparent system. Therefore, building can be
adapted and organized across the place by responding to
change in production requirements.
The approach of difference over the course of time, the
architectural movement can be practically integrated into the
designer's work according to Aristotle's measurement concept.

Architecture ... Reality and future 132


Contemporary Architecture, 21st
Century. https://rb.gy/b6zpz8

Alimera City / In
the 1970s
/https://rb.gy/te
d4k8

An old Architecture time does not


change…https://rb.gy/rybedk

Time, as a break in the definition of architectural production, is


consistent in dealing with all architectures and their references. In
other words, architecture at the old age, today or in the future,
The reading of time for the product is constant, although the
trends shown in it vary and are numerous, and their measurement
will remain constant for an architecture that measures them in all
these frameworks.
What makes the difference in trends at their multiple levels is
to offset the course of the past, the present and then the future.
Has the difference between them disappeared from the existence
of the product?

When adopting the variable need for the method shown in a


unified architectural language, as opposed to multiple outcomes
over time, the multiplicity of outcomes for multiple periods of time
indicates to us the nature of the need represented by the apparent
methods.
131

The adoption of the need for a specific style and style in the
formation of an architectural model, through the formulation of the
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

cluster and the architectural vacuum in terms of composition or


functionality, leads to a proliferation of architectural outputs over
time. It has distinctive features of each mass and the space
surrounding it, and the features that gain the personality of the
mass and its surroundings, which distinguish it from others.

131 Having a future for architecture


but none of us can hold it to stop it and bring it back to its earlier
era, and we may find a way to look at it differently.

The Kadhimiyah threshold, a time-


consuming building, and from
safavid and Ottoman efforts to
rebuild the Holy Kindergarten (2)

However, architecture is calling, research should be influenced and


interested in:
▪ the adoption of detailed approaches to the parts of the
components of the issue that are interested in it.
▪ Extract indicators that increase the value of production
morally, urbanly and humanly.
▪ then made the explorer indicators and what is in the
researcher's quiver by virtue of his experience in accepting
their application on the ground.

Its aim remains to achieve the building of man and the


reconstruction of time and space, to achieve his happiness in the
two houses, and to achieve slavery for God.

Thirdly, imagine that architecture depends on a particular style,


with perceptions and ideas, and that an architecture comes to give
new perceptions and applications and scenes of its production,
through the movement of time, representing a modern style that is
inclusive of them, between a familiar style and a satisfactory
solution in its architecture.
But replacing the simple movement at the time of the appearance
of most of them, and it is assuming that the product is a collector
of what happened for all that period plus the new, but this does not
necessarily happen.

(2)The Kadhimiya threshold. Time-lapse Architecture (2-3), 2020, Al-Zaman


Magazine, https://rb.gy/fxa6jm

Architecture ... Reality and future 130


First, as time extends to those long-distance moving architecture, it
begins from an old architecture. whose images have multiplied
according to the values it carried, in its sober, complex language, to
the architectures of today that have become clowns celebrating our
cities. However, the difference remains apparent because of the
effective impact of reality.
On the other hand: Can a new definition of architecture occur?
When all the architectures of the earth are already vanished and
annihilated, they are completely devoid of their effects.

What if the alternative to architecture formation material comes


from, will time still exist?
The answer is not without reality and saying yes, considering
time as a physical property of the Earth and independent of
everything in it. It is therefore an explicit definition of the place.
In exchange for seeing time as a property of the human mind, his
way of understanding his architecture and the universe surrounding
it or containing it, therefore, it is an illusion that exists only in the
mind of man. Then it is an explicit definition of the future and the
movement of man in it.

The architect of its architecture, the


property of time and space, until the
architecture is returning to it, is
subject to its extension, expansion,
and constriction in their concepts, so
that it is praying to the perceptions of
its workers. (1)

Secondly, the existence of the architecture in its time and place,


made the difference of architecture, latent in the time of its
occurrence and beyond, which are extended ideas

So far. Its passage goes on with certain meanings, and the feeling
of it exists without seeing it. Architecture is crumbling over time,
129
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

(1)Architecture time and space in The Forum of Hara,2017, Nesmaat Online,


https://nesemat.com/13464

129 Having a future for architecture


When the architecture moves out of its
dimensions

Length, width, and height


(LWH),
We deal with dimensions that we
see, and we deal with dimensions
that extend to date, we feel them
passing and we do not see them, a
change in the forms of our products, but it cannot be captured, and
what is possible is to look at it in different ways and methods, this is
what modern physics has provided. Same to you:

Will the Is it in the


architecture, the future as it
space-time is?
architecture,
increase?

The idea from Book.


What has been put forward from:
▪ The equation of "architecture between time and space" P.T.
Archmodel, and the equation of "architecture between the
future and reality" F.A. Archmodel. The first is where we see
time as a place, and the second is a future.
▪ The intersection between them in the "space-time
architecture of S.T. Archmodel" in the statement of its
specificities and the nature of its relationships in its constructed
environment.
Place + Actual = (PA), IF THE ACUAL HAS a PLACE?
Time + Future = (TF), IF THE FUTURE HAS a TIME?

Let us stop at a case that the book is interested in.


does the place have a reality, and does the future have a time?
Is reality a place reality time
Space-time architecture

Has the future been for future place


a long time?

S.A. Archmodel F.A. Archmodel "P.T. Archmodel


Architecture ... Reality and future 128
Having a future for architecture ......

The opposite of the present in fact ... And it is the opposite of


knowledge of architecture,
Is there an architecture for those who have equal future and
reality as being against it, as a building?!
Yes, is the human mind actually or the future... Or am I sure it
is not a building...

The generous reader...


Architecture ... An old way, invented by man in the
reconstruction of the earth, but it does not die, but its
destiny to grow and age, to come with new in it everywhere
and at any time. And so is human life...

When we look at the future of architecture, we make a dream


of life, and when we look for a reality of our architecture, we
make a reality of the dream. So, you know ...

The virtue of writing is the goal of every writer and scientist,


but there are differences and disadvantages, and a decline in
the attitudes of beauty and perfection...

From there we must take from it understanding, mind,


science, and taste, and what informs us of the knowledge of
127

others...
‫العامرة واقع ومس تقبل‬

Let us in the world of real architecture and the future

127 Having a future for architecture


The future of
an architecture
now
to:
** The best believers are the faith of those who were taking
by God, his giving, his generosity, and his satisfaction...
Imam Ali
**The world is for those who left it and the hereafter for
those who asked for it.
Imam Ali
When man does not stop producing his humanity, he does
not stop dreaming even if his dream becomes desirable...
… I dedicate my efforts: ...
… To my father's soul, I reach out with love and tenderness.
...
… To "Dana, Fatima, Mryem" kidnapped my heart to the
bank of faith. For the love of giving and the permanence of
hope. ...
... A jewel that has possessed my heart, and still ... Dana ....
… The companion of the path My wife … transcends in a
renewed reading.

Al-Yousif Ibrahim Baghdad / 2022

When architecture is a reality, it has a message, not more


than man.
When man is the future, his message to architecture, to
give it meaning ...
When the message is from man to human beings, in a
building, it has a reality rooted in the life of a human
being, and it is still the future.
Because the future human being is ahead of reality, it is
what is embodying in the form and formation of ...
When architecture is a reality... It builds you a built
environment.

Architecture ... Reality and future 126


Architecture…
Reality and Future
https://orcid.org/0000-0001-9823-180

Prof.Dr. Ibrahim Jawad Kadhim Al-Yousif


Dean of Architectural Engineering Department
Baghdad - 2022
View publication stats

You might also like