You are on page 1of 225

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/322632561

‫ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﻗﺮاءة اﻟﻌﻤﺎرة‬/‫ ﻫﻜﺬا ﻗﺮأت اﻟﻌﻤﺎرة‬So I /Read Architecture / Introduction to


Reading Architecture

Book · January 2018

CITATIONS READS

0 3,498

1 author:

Ibrahim Jawad Kadhim Al-Yousif


University of Technology, Iraq.Baghdad
156 PUBLICATIONS   11 CITATIONS   

SEE PROFILE

Some of the authors of this publication are also working on these related projects:

Towards View project

Towards Quality Assessment in Architectural Education View project

All content following this page was uploaded by Ibrahim Jawad Kadhim Al-Yousif on 10 July 2020.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


2019
‫هكذا قرأت العمارة‬

‫مقدمة يف قراءة العامرة‬


‫مقدمة‬
‫في قراءة العمارة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ابراهيم جواد كاظم آل يوسف‬


‫بغداد –العراق ‪9102 /‬‬
‫هكذا قرات العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫رؤية معامر يف واقع صور نتاج ال َعامرة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬ابراهيم جواد كاظم آل يوسف‬


‫ج‪ .‬التكنولوجيا ‪ /‬هـ‪ .‬العمارة‬

‫بغداد ‪9102-‬‬
‫‪ :‬مقدمة في قراءة العمارة‬ ‫عنوان الكتاب‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫‪ :‬أ‪ .‬د‪ .‬ابراهيم جواد كاظم آل يوسف‬ ‫تـــــأليـــــف‬
‫‪18,2 :‬سم × ‪25,,‬سم(‪)B5‬‬ ‫القيــــــــاس‬
‫‪ 222 :‬صفحة‬ ‫عدد الصفحات‬
‫اإلخـــراج الفني ‪ :‬د‪ .‬بشار شامل كامل‬
‫سنـــــة الطــــبع ‪1442 :‬هــ ‪ 2211 -‬م‪ /‬ط‪2‬‬
‫‪ :‬الوالء للطباعة والنشر‬ ‫النــاشــــــــــر‬
‫‪ :‬دار الوالء للطباعة والنشر‬ ‫المطبعـــــــــة‬

‫ال يجوز نشر أي جزء من هذا الكتاب أو تخزين مادته بطريقة االسترجاع‪ ،‬أو نقله‬
‫على أي نحو أو بأي طريقة كانت (الكترونية) أو (ميكانيكية) أو بالتصوير أو بالتسجيل‬
‫أو بخالف ذلك اال بموافقة كتابية من المؤلف أو الناشر‪.‬‬
‫‪All rights reserved .No part of this publication may‬‬
‫‪be reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted‬‬
‫‪in any form by any means, Electronic, Mechanic‬‬
‫‪photocopying, recording or otherwise without prior‬‬
‫‪permission in writing of the writer or of the Publisher.‬‬

‫رقم االيداع في دار الكتب والوثائق ببغداد ‪ 6363‬لسنة ‪221,‬‬


‫َم ْن َع ِم َل ِبما َع ِل َم َأ ْو َر َث ُه هللا ِع ْل ُم ما َل ْم َي ْع َلمْ‬
‫(‪)4‬‬

‫فهرس ألك تاب‬


‫مقدمة في قرأءة ألعمارة‪ /‬مدخل عام‬
‫‪7‬‬ ‫كلمة ال بد منها‬
‫‪9‬‬ ‫هكذا قرات العمارة‪ /‬مدخل عام‬
‫‪51‬‬ ‫توطئة‬
‫‪61‬‬ ‫تدبر َالعمارة تعقلها وتاملها‬
‫‪99‬‬ ‫متعلقات التدبر‬
‫‪61‬‬ ‫كيف يمكن ان نتخيل العمارة‬
‫‪05‬‬ ‫قراءة َالعمارة عملية معرفية‬
‫‪15‬‬ ‫نحو تاسيس مشروع معرفي‬
‫‪11‬‬ ‫تاسيس مشروع معرفي‬
‫‪17‬‬ ‫الفكرة والمفهوم‬
‫‪77‬‬ ‫مقدمة في قرأءة عمارة‬
‫‪79‬‬ ‫مقدمة في قراءة عمارة‬
‫‪05‬‬ ‫االصول في العمارة‬
‫‪667‬‬ ‫المصمم وعمارة المواجهة‬
‫‪630‬‬ ‫التضاد بين صورتين في عمارة‬
‫‪541‬‬ ‫ألتدبر ‪ ...‬بين ألمعارة وألفلسفة‬
‫‪606‬‬ ‫التدبر ‪ ...‬بين المعارة والفلسفة‬
‫‪606‬‬ ‫الفلسفة‪ ،‬الحكمة وفلسفة ا َلعمارة‬
‫‪611‬‬ ‫العمارة هل هي مشكلة ام إشكالية‬
‫‪571‬‬ ‫حوأريات في موأضيع‬
‫‪670‬‬ ‫حواريات في مواضيع‬
‫‪670‬‬ ‫اوال‪ :‬االبداع واإلحسان‬
‫‪609‬‬ ‫ثانيا‪ :‬التكنولوجيا واالنسان‬
‫‪607‬‬ ‫ثالثا‪ :‬االنسان في عالقته مع العمارة والمجتمع‬
‫‪696‬‬ ‫رابعا‪ :‬االنسان والعمارة‬
‫‪690‬‬ ‫خامسا‪ :‬االنسان والفضاء‬
‫‪953‬‬ ‫سادسا‪ :‬المحكم والمتشابه ‪ /‬فلسفة االنسان في العمارة‬
‫‪151-101‬‬ ‫ألمصادر ألعربية وألجنبية‬
‫‪152 -152‬‬ ‫ألخالصة باللغة أ إلنكليزية‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫أ‪.‬د‪ .‬ابراهيم جواد كاظم آل يوسف‬
‫ج‪ .‬التكنولوجيا ‪ /‬هـندسة العمارة‬
‫بغداد ‪9102 -‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )6‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في قراءة العمارة‬
‫مدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)7‬‬

‫كلمة ال بد منها‬
‫رؤية معمارعن واقع نتاج َ‬
‫العمارة‬

‫إنصرف الكاتب في مؤلفه إلى جمع الشكل إلى الشكل والمعنى إلى المعنى فيه حتى يكون‬
‫كالنتاج الكافي فيما يحتاج اليه المعمار‪ ،‬وجمع ما كان مختلفا ومتفقا من االقوال‪ .‬وهذه من‬
‫ً‬
‫مفصال عما سواه‪ .‬والعلم يتعلق‬ ‫خالل قراءة وفيها اك تساب لمعرفة (كونها علم يعين الشئ‬
‫باحوال الشئ) واتصال بالمعارف اإلنسانية في حاضرها وماضيها‪.‬‬
‫ونبحث في ذلك إلى ان نصل ومشاركة االخرين في عقولهم وافكارهم‪ .‬لتعطي ما يثقف‬
‫االنسان في متعة للنفس وغذاء للعقل‪ ،‬وتجعلنا نعيش بعمر واحد مع الجميع فال زمان وال‬
‫مكان معهم اينما كانوا ونكون وغذاء للعقل‪،‬‬
‫وتجعلنا نعيش بعمر واحد مع الجميع فال زمان وال مكان معهم اينما كانوا ونكون‪.‬‬

‫ونبحث في ذلك إلى ان نصل الى‪:‬‬


‫َ‬
‫رؤية معمار في واقع صور نتاج العمارة‬

‫أ‪.‬د‪ .‬إبراهيم جوادآل يوسف‬


‫بغداد ‪9102‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )8‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫املستقبل للذين يؤمنون بجمال أحالمهم‬


‫املستقبل ملك للذين يؤمنون بجمال احالمهم‬
‫إلينور روزفلت (زوجة الرئيس االمريكي السابق فرانكلين روزفلت)‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في قراءة العمارة‬
‫مدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)9‬‬

‫هكذا‬
‫قرأت العامرة‪ /‬مدخل عام‬
‫لوال وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى‬
‫للعمارة عمارة‬
‫العمارة لما كان َ‬
‫لوال وجود ضد َ‬
‫ينمو العقل بـ ‪ :‬إدامة التـفكير‪ ،‬ومطالعة كتب المفكرين‪ ،‬واليقظة لتجارب الحياة‪.‬‬
‫ما يبحث عنه اإلنسان في قراءة معنى إكمال َ‬
‫العمارة بتكوينها في املعنى وما له من أشكال‪ ،‬تعني ان‬
‫للمعاني الناتجة ودرجاتها إلى درجة املعنى الظاهر‪ .‬كما وتكون لنا من املالحظة واالستكشاف‬
‫والبحث الذاتي عن املعرفة ما يعيننا عليها‪ .‬املعرفة فيها هي روح العمارة عند جامع مشترك بين‬
‫نتاجات العمارة‪.‬‬

‫وتكون كتابتنا غير مقتصرة على ما عمله املعمار وظهور النتاج‪ ،‬بل هناك مستويات‬
‫متعددة من املعاني هي حقائق مهيمنة في صور‪ ،‬يتحرك بها املعمار في حركة فكرية‪ ،‬تبحث في‬
‫مسببات الظهور في النتاج واملبررات فيه‪ .‬من خالل الشكل املادي والفضائي مقابل الوظيفة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫االجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫وال يمكن االقتصار على ظهور النتاجات في الوصول إلى معرفة َ‬
‫العمارة وبالتالي قراءتها من‬
‫الصور في النتاجات‪ ،‬لحاجة‬ ‫دون الشخص املتمكن من تلك املعاني والكاشف عن حقائق ّ‬
‫املعرفة املعمارية إلى ذلك النوع من التفكير أو الظهور للنتاج الواحد‪ .‬ولكل درجاته على ّ‬
‫العمارة‪ ....‬مدخل عام‬

‫مر‬
‫الزمان وآثر في املكان‪.‬‬
‫‪Rose by any name a rose‬‬ ‫قال شكسبير‬
‫‪Architecture by any name an Architecture‬‬ ‫ونقول في َ‬
‫العمارة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )01‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫ويكون ما ُك تب‪:‬‬
‫قد تم تداوله لبلوغ رؤية فكرية جديدة في مجتمع اكاديمي‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬اعتماد على محاضرات القيت على طلبة الدراسات العليا‪ /‬الماجستير الكورسات‬
‫(‪ ،)4102 – 4102‬ذات الروح النقدية المتسمة بخصوصية الطرح التي كانت تغلب‬
‫على الطروحات النظرية والتطبيقية المجردة وما تحمله من اراء إيجابية استنبطت من‬
‫التقارير او االنتقادات والمناقشات إلى موضوع البحث للخروج بعلوم تبتعد عن زيف‬
‫االدعاء عند التعرض إلى الك ثير من النتاجات الفكرية البعيدة عن مدياتها المحلية؛‬
‫‪ -‬ومحاولة االبتعاد عن المتغيرات التي افقدت الهوية المعمارية وزعععة خصوصية النتاج‬
‫المعماري عند تقصي المعرفة بحقيقة ال َعمارة والجهل بها من جهة‪ ،‬واستخراج االفكار‬
‫من العقول عن طريق تحليل اال لفاظ وردها إلى معانيها االصلية دون مغالطة من اجل‬
‫الوصول إلى الحقيقة‪ ،‬باعتماد المراجع التي تحقق معرفة متخصصة فيها من جهة‬
‫اخرى‪.‬‬

‫فندرك المعرفة‪ ،‬في كونها إدراك الشيء بتدبر وتفكر وهي‪ ،‬غاب عن القلب بعد ادراكه‪ ،‬فإذا‬
‫ادرك شيء فقد عرفه او تكون لما وصف له بصفات وراه َوع ِل َم انه الموصوف فهو عرفه‪.‬‬
‫فالمعرفة‪ ،‬بصورة عامة‪ ،‬تفيد تمييع المعروف عن غيره‪ .‬وانها ذلك الفعل الذي‬
‫تستطيع بوساطته الذات ان تسيطر عقليا على موضوع معين بهدف اك تشاف خصائصه‬
‫المميعة [‪. ]0‬‬

‫وقد تبتعد المعرفة اك ثر في جريانها عند انتقال كمية او عدد منها ضمن اختصاص او‬
‫توجهات معينة محكومة بقوانين نبحث عنها في ك تبنا القادمة مثل‪:‬‬
‫‪ -‬قانون ال َعمارة ضد َعمارة‪ ،‬او َعمارة والال َعمارة؛‬
‫‪ -‬وقانون رسالة ال َعمارة في نتاج َعمارة المتمثل في استمرارية ال َعمارة بين السالب‬
‫والموجب من االفكار‪ ،‬والتمدد كحالة في معاني نتاج ال َعمارة والتوسع كحالة في حركة‬
‫َالعمارة‪ ،‬ونسبية التوسع واالمتداد في شكل نتاج‪ ،‬لتختم في حوارية في نتاج‬
‫العمارة؛‬

‫]‪ ]0‬روبيه بالنشيه‪ "، 0986 ،‬نظرية املعرفة العلمية (األبستمولوجيا) ‪ ،‬ترجمة د ‪ .‬حسن عبد الحميد‪ ،‬ومحمود‬
‫فهمي زيدان‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في قراءة العمارة‬
‫مدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)00‬‬

‫‪ -‬وقانون عمارتنا و َعمارة االخر‪ ،‬من خالل هيكلة َعمارة الالعمارة) َالعمارة المعيفة)‪،‬‬
‫وقضايا في ال َعمارة َ‬
‫والالعمارة‪.‬‬
‫حيث هناك العديد من المبادئ والمعادالت واالوضاع تسمى ً‬
‫خطا " ثنائيات " وال يرغب‬
‫الكاتب قولها التي تحدد جريان المعرفة‪ ،‬وما نعتمد في النتاج من نسب ومقاييس مناسبة‬
‫النتقال المعرفة‪.‬‬
‫وتبقى عملية التحدي فيما ننتجه هو‪:‬‬
‫هل إنه من الممكن ايجاد معادالت وصيغ تتناول دراسة حركة النتاج الفكري‬
‫والثقافي بين‪ :‬نتاجين في حركة‪ ،‬او حرك تين في ال َعمارة او بين العمائر المتعددة على‬
‫ضوء علوم متعددة تتعامل مع االنسان في حالته المفردة او الجمعية في الثقافة‬
‫واالفكار والحضارة‪ .‬على اعتبار إن الثقافة فكرة وهي ما ارتبطت باإلنسان فكونته مثل‬
‫العلوم والفنون والعمارة والفلسفات بجانب العادات والتقاليد وتعطي لإلنسان توجها‬
‫ً‬
‫معينا يخلق منه مجتمعا‪.‬‬
‫والحضارة هي المادة التي نعمل بها لنصل إلى شيء ما‪ ،‬فهي ادوات حسية ونوعية‪.‬‬
‫اي العالقة بين الحاجة في الثقافة واالختراع في الحضارة‪.‬‬

‫وبالرغم من اهمية الثقافة إال إن اللغة تبقى الرائدة في الفهم والتعلم عند استيعاب العلوم‬
‫والفنون التي ترتقي بمجتمعاتها‪ .‬وهنا تكون االفكار التي تكون وليدة الكلمات في لغة‬
‫الشعوب‪ ،‬وفي العمارة فإن االشكال وعناصرها هي بذور االفكار‪ .‬واللغة هي قاعدة الثقافة‬
‫وطريق بناء الحضارة‪ .‬واستمرارها في تطور مكوناتها الشكلية(اللفظية) وإلباسها معان جديدة‬
‫او إنتاج اشكال جديدة‪.‬‬
‫ومما يثير االنتباه إلى ان عملية االنتقال الفلسفية والمعمارية في المفاهيم واالفكار‪ ،‬تحدث‬
‫بشكل مشابه لما يحدث في المعرفة‪ .‬وقد تكون هناك حاالت مشابه بينهما‪ .‬حيث تساعد‬
‫المفاهيم المناسبة وامكانات تطبيقها إلى نتاج َعمارة جيدة [‪ .]4‬إال إن ما تفردت به هي‬
‫الفلسفة التي تملك االجابات الدقيقة على حركة الثقافات واالفكار والمفاهيم ضمن ال َعمارة‬
‫الواحدة او العمائر المتعددة‪.‬‬

‫‪[2] Snyder, James C. & Catanese, Antony. J., ”Introduction to Architecture", McGraw-Hill Book‬‬
‫‪Company, 1979, USA.,P203‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )01‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫وقد يكون من المفيد التنويه إلى تاثر الفرد بقوى غير ما طرحناه‪ ،‬فتكون حالته وسلوكيته‬
‫النفسية والبيئة االجتماعية [‪ ،]3‬التي نشا فيها‪ .‬اي مهما حاول ان يتجرد من افكاره التي ُتعد‬
‫تقليدية في اغلب ادوار حياته‪ ،‬فإنه يبقى مشدودا إليها‪.‬‬
‫وتبقى القوة المركعية والمركعة التي تشده والجميع إلى سلوكية معينة وبيئة ال يمكن‬
‫تخطيها‪ .‬إال إن رغبة اإلنسان وميوله في التفرد والتميع في النتاجات المقدمة عبر منظومة‬
‫مفاهيمية ذهنية صريحة‪ ،‬مقابل ما يحصل من تناقضات الواقع مع فكر تجذر في ميول‬
‫ومصالح االنسان نحو محاوالته في اال يكون تابعا لتلك القوى‪.‬‬

‫وما يحصل معها امر من امرين‪ :‬االمر االول في ان يبقى االنسان هو من يدور في فلك ال َعمارة‬
‫متاثر بالقوى فيها وبالتالي يبقى ضمن الحالة الساكنة محكوما بافكارها وتوجهاتها؛ واالمر‬
‫الثاني‪ ،‬ان تدور ال َعمارة والقوى فيها في فلك االنسان‪ ،‬وهذه الحالة ال تنطبق بالحالة الفردية‬
‫لإلنسان فقط بل تنطبق ايضا بشكل جماعي على مجتمعات المعرفة او التيارات الفكرية‪،‬‬
‫وحاالت العقل الجمعي‪ ،‬كونها ظاهرة تفترض فيها مجموعة من الناس في وضع معين‬
‫وتعكس سلوكا مقبوال تبعا لصحة الظروف وتوافقها مع حاجاتهم‪ ،‬التي تتاثر بدورها بالقوى‬
‫الفاعلة في حركة النتاج وحركة َالعمارة‪.‬‬

‫وتعرف الحالة اك ثر عبر مستويين‪:‬‬


‫المستوى االول‪ ،‬بان هناك قوى‪ :‬فكرية واخرى اجتماعية او اقتصادية او بيئية‪،‬‬
‫تجعل حال الفرد ونتاجه يدور في فلك القوى المؤثرة مثل التقاليد االجتماعية والعادات‬
‫واالحكام الدينية‪ ،‬وغيرها من القوى التي تربط وتشد التيارات الفكرية بمستوياتها المتعددة‬
‫إلى حقل تاثير هذه القوى‪ ،‬عندما يتعذر على الفرد اتخاذ قرار معين والعودة إلى المجموع‬
‫بحثا عن قرار مناسب او مؤشرات‪ ،‬مما يجعل العقل الجمعي كحالة سلوكية للمجتمع ال‬

‫]‪ ]3‬قسم مؤتمر االمم املتحدة للبيئة في ستوكهولم( ‪ 5‬يونيو ‪ ،) 0971‬البيئة الى ثالثة اقسام هي ‪ :‬البيئة‬
‫الطبيعية املتكونة من نظم مترابطة وهي الغالف الجوي والغالف املائي واليابسة واملحيط الجوي لتعطي‬
‫مقومات حياة االنسان من غذاء وكساء ودواء ومأوى؛ وبيئة بيولوجية وتشمل االنسان واسرته ومجتمعه‬
‫اضافة الى الكائنات في املحيط الجوي‪ ،‬وتعد جزءا من البيئة الطبيعية؛ والبيئة االجتماعية متمثلة بإطار‬
‫العالقات الذي ي حدد ماهية عالقة اإلنسان مع غيره‪ ،‬كأساس في تنظيم ضمن أو بين الجماعات متباينة أو‬
‫ً‬
‫متشابهة معا وحضارة في بيئات متباعدة‪.‬‬
‫مقدم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة في قراءة العمارة‬
‫مدخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)03‬‬

‫يقبل االنفصال عن هذه القوى‪ .‬اعتمادا على صواب االختيار ثم تحديد المناسب في ردة‬
‫الفعل‪.‬‬
‫المستوى الثاني‪ ،‬ان تعرض االنسان ونتاجه إلى سلسلة من القوى التي تولد تاثيرات‬
‫تؤدي إلى حدوث الفشل في رؤية االنسان وفشل في التركيبة الداخلية للنتاج المعماري‪،‬‬
‫بحيث تتجاوز الحدود المقبولة للتكوينات‪ ،‬ويظهر من ذلك ان هناك قيم تتجاوز الحد‬
‫المقبول المفرد إلى تحمل تكرار عناصر التكوينات‪.‬‬

‫وما يقابل القبول هو الفشل الذي فيه تنهار قوى التكوين في تركيبته الداخلية‪ ،‬والى‬
‫الظروف المحيطة المؤثرة على الفرد وبالتالي ينطبق على الحالة الجمعية للمجتمع وهو ما‬
‫يتعلق بالتركيبة االجتماعية والفكرية للمجتمع‪ .‬ودورها في االنتقال بين حاالت متعددة في‬
‫التاثير وبصور متعددة‪.‬‬

‫إنما تدبرال َعمارة في التمثل بها في صياغة أفكارها‪ ،‬واالنتفاع بها سلوكا وعمال‪.‬‬
‫فالتدبر في معانيها لالستفادة من اثارها واحكامها علما وعمال‬
‫في املالحظة العلمية الدقيقة‬
‫سالمة املقصد من النتاج في التدرج‬
‫وتدبر االفكار الواردة وفهمها قبل تقبلها‬
‫والبحث عن مصادرومراجع العمارة‬
‫وميزات الشخصية السليمة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )01‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫بابلو بيكاسو‪.‬‬
‫الفن هو الكذبة التي تجعلنا نك تشف الحقائق‬

‫يبحث الكاتب في أغلب االحيان عن مقدمة تثري كتابه‬


‫ً‬
‫" عندما يكون العمل متعة تكون الحياة مبهجة‪ ،‬أما إذا كان واجبا تكون عبودية! "‬
‫مكسيم غوركي‪.‬‬
‫ويكون لنا القول في " إن غرضنا في هذا الكتاب الذي نرجو فيه عز وجل أن يكون سفر‬
‫من أسفار متعددة حتى يمهلنا إلى البدء بغيره‪ ،‬وترافقنا االرادة في نسجه‪ ،‬أن نضعه في‬
‫ُ‬
‫مكانه الصحيح في عقول الناس لكونه أيضاح لحقيقة بقدر املستطاع‪ ،‬فكتب ما هو‬
‫ً‬ ‫مفيد دون تكرار فال ّ‬
‫ملل فيه أال ما وقع سهوا أو خطأ فيه‪.‬‬
‫وقد اجتهدت فيه ألضع بموضوع التقديرما قاله االخرين فيه‪.‬‬
‫ومنه التوفيق‬
‫توطئ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـة‬
‫التفكر يفيد تكثير العلم فهو يحصله‪...‬‬
‫التذكير يفيد تكرار الق لب ليرسخ ويثبت فهو يحفظه‪...‬‬
‫بالتالي‪ ....‬عندما تبحث عن التدبر في العمارة‪ ،‬ما هو المطلوب‪...‬‬
‫التفكر يفيد تكثير العلم فهو يحصله‪...‬‬
‫التذكير يفيد تكرار الق لب ليرسخ ويثبت فهو يحفظه‪...‬‬
‫بالتالي‪ ....‬عندما تبحث عن التدبر في العمارة‪ ،‬ما هو المطلوب‪...‬‬
‫يفتح الحديث عن َالعمارة وقراءتها‪ ،‬الباب كي نتناوله بشيء من الجدية واالهتمام‪ ،‬و ّإن ما‬
‫ّ‬
‫اعرضه ليس إال إضافة في بحر َالعمارة العميق الذي ال ينضب ابدا‪ّ .‬فإننا نعيش في عالم‬
‫َعمارة‪ ،‬وعالم َعمارة عن العمائر‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫ّ‬
‫وقد ولد هذا الشعور لدى اإلنسان من خالل واقعه الجديد إلى تغيير منظوره تجاه‬
‫َالعمارة في تصميمها وبنائها وسكنها من جهة‪ ،‬وحاجته إلى َعمارته المحلية المواكبة الحداث‬
‫وتطورات في العالم من جهة اخرى‪ ،‬االمر الذي جعل اإلنسان يبحث عن العالقات التي‬
‫العمارة‪ ....‬توطئة‬

‫نلحظها بين مكونات َالعمارة ال إلى مكونات َالعمارة نفسها‪ ،‬فهي ال تتاصل في االشياء او‬
‫المكونات وإنما في بنى النتاج‪.‬‬
‫ولفهم هذه الحقيقة فإ ّن هناك طرائق تفكير ومناهج بحث التي تتضمنها ك تب الحقة إلى‬
‫المؤلف في اجزاء اربعة وتتضمنها حالة التضاد والتداخل والتناقض مع َالعمارة وما يرتبط‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )61‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫بهما من متغيرات عدة‪ .‬مع إضافة ما تجود به تطبيقات الطلبة في مفاهيم ثالثية ومحطات في‬
‫المعرفة‪.‬‬

‫وقد تثري معرفة الكاتب إلى التعامل الموضوعي مع نتاجات طلبة الدراسات العليا الفكرية‬
‫وتطبيقاتها المتواضعة‪ ،‬والتي تكون في غاية الحيرة تجاه الكاتب وقد نكون نحن باحوج‬
‫اليها مما نعمله في مكاتبنا‪.‬‬
‫مما ال شك فيه‪ :‬إ ّن هذا الموضوع هو من الموضوعات الهامة في حياة المتخصص في‬
‫ال َعمارة‪ .‬ولذا سوف اك تب عنه في السطور القليلة القادمة متذرعا إلى هللا تعالى‪ ،‬ان ينال‬
‫القصد منه؛ ويحوز على اهتمام المختصين‪ .‬وكانت البداية مستعينا باهلل ال ك تب على صفحة‬
‫َالعمارة البيضاء كلمات ذهبية ّ‬
‫تشع بنور المعرفة باحرف َعمارتنا‪.‬‬
‫وسيكون كل ما سنذكره هنا في هذه المقدمة المرتبطة بقراءة العمارة او الك تب الالحقةلها‪،‬‬
‫يبين لنا اهمية وضرورة هذا الموضوع‪ ،‬في َعمارة ُتقرا‪ ،‬لعلنا وجدنا ما نريد‪.‬‬‫ّ‬

‫تدبر َ‬
‫العمارة وتعقلها وتاملها‬
‫وقد يكون من المفيد التعرف على القراءة من خالل التعرف على الفرق بين مفهوم التامل‬
‫والتعقل والتدبر ومعرفة المعنى‪.‬‬
‫ّإن تامل النتاج المعماري هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه‪ ،‬وجمع الفكر على تدبره‬
‫معين بجانب التفكر والتعقل‪ ،‬وهي ثالثة امور (كما‬‫وتعقله‪ ،‬فهو إذن يشتمل على معنى ّ‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫وردت على لسان ابن القيم)‪:‬‬


‫االمر االول‪ :‬رؤية معانيه ومراميه بجالء ومعرفتها بوضوح‪ .‬كون الفكر هو رؤية بحدوقد‬
‫تكون مبنية على الخيال إال إنها تتوافق مع الواقع‪ .‬كما في فكرة اختراع شئ او عمل شئ‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫معين متوافق مع حاجات الواقع المعنوية والفسلجية‪ .‬وبموجب ذلك يبدا العقل بالعمل‬
‫على الفكرة باتجاه اإلنسان ومنفعته‪.‬‬
‫االمر الثاني‪ :‬جمع الفكر على تدبره‪ .‬وعندما يكون الفكر صورة جميلة لها مقوماتها في‬
‫قيم إنسانية ومبادئ مبنية على واقع‪ ،‬ويسعى إلى تغييره من خالل تدبره‪.‬‬
‫االمر الثالث‪ :‬جمع الفكر على تعقله‪ .‬حيث يبدا الفكر بتصور شئ ما عندما ياتي الفكر‬
‫بالمبادئ والقيم التي يحملها والحكم على الفكر الموجود والمناقشة العقلية لالحكام‬
‫الجديدة الناتجة من التعامل مع فكر الواقع الموجود‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)61‬‬

‫تأمل النتاج املعماري‬

‫التع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقل‬ ‫املعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬ ‫التدب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫وهنا جعل مطالعة المعاني امر‪ ،‬والتفكر امر ثان‪ ،‬والتعقل شيء ثالث‪ ،‬وهي معان متقاربة‬
‫إذا اجتمعت حصل‬
‫التامل [‪.]1‬‬

‫تفكر شامل الواصل إلى‬‫اما التدبر في َالعمارة‪ ،‬فقد يجمع داللة النتاج ومقاصده فيكون‪ّ :‬‬
‫اواخر دالالت نتاج َالعمارة ومقاصده البعيدة‪ .‬فالتدبر فيها هو في تاملها‪ ،‬بينما جمع الفكر‬
‫على تعدد المعاني فيها‪.‬‬
‫‪ )1‬وهو النظر في اول حال لها وهو التصميم‪ ،‬واخر حال لها وهو االستخدام‪ ،‬ثم إعادة‬
‫النظر بها‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ )2‬وقد يتعلق تدبر العمارة ب معاني تجتمع في شيء وتفترق في شيء اخر‪ ،‬فقد تكون ب ‪:‬‬
‫العلم بمعنى نتاج َالعمارة [‪.]2‬‬
‫تامل َالعمارة [‪.]3‬‬

‫]‪ ]1‬ينظر‪ :‬ابن القيم الجوزية‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر‪ " :6991 ،‬مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد‬
‫وإياك نستعين‪ ،‬تحقيق محمد املعتصم البغدادي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ .)454-444(6 ،‬عن موقع املكتبة‬
‫االسالمية‪.‬‬
‫]‪ ]2‬ينظر‪ :‬د‪.‬خالد السلطاني‪ ":3462،‬نصف قرن على تصميمه‪ .‬عمارة جامع الخلفاء‪ .‬اكتشاف الذات املعمارية‬
‫"‪ ،‬جريدة املدى‪ ،‬العدد ‪ ،14‬ك ‪.6‬‬
‫]‪ ]3‬ينظر د‪ .‬القصب‪ ،‬د‪ .‬خالد ‪ ":3461،‬العلم واملنجز في اعمال املعماري رفعة الجادرجي "نصب الجندي‬
‫املجهول أنموذج"‪ ،‬جريدة املدى‪ ،‬العدد ‪- 2916‬االربعاء‪ 5 ,‬تموز ‪3461‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )64‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫تكامل العلم َ‬
‫بالعمارة‪.‬‬
‫احضار معرفتان في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة‪ .‬فهو العبور مما يفكر فيه إلى‬
‫معرفة ثالثة‪.‬‬

‫استعمال فكرة معينة في التفكير واحضارها‪.‬‬


‫احضار صورة لشيء معين في القلب‪ ،‬والتذكر بالشيء في القلب يعاون على تثبيته‪.‬‬
‫ّ‬
‫تبين الشيء وانكشافه‪.‬‬

‫التأمل ‪ /‬إعادة قراءة عمارة "جامع الخلفاء" في‬ ‫املعنى ‪ /‬نصب الجندي املجهول ‪/‬‬
‫بغداد‪ ،‬تصميم املعمار محمد مكية (‪،)6912‬‬ ‫رفعت الجادرجي‬
‫من ذلك يمكن‪:‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫اوال‪ :‬تحديد درجات التدبر في‪:‬‬

‫استخراج‬ ‫االستجابة في‬ ‫التأثر ومعرفة‬ ‫التفكر ‪+‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫االحكام‬ ‫تلبية املتطلبات‬ ‫‪ ‬املتطلبات بأثرها‬ ‫النظر‪+‬االعتبار‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫سلوك‬ ‫صفة‬ ‫الداللة‬ ‫الفهم‬

‫وفيه ارتبط سلوك ا إالنسان بعدد من التصرفات الخارجية والداخلية‪ ،‬التي يقوم بها الفرد‬
‫الشباع حاجاته ورغباته عن طريق نشاطه اليومي‪.‬‬
‫بينما تكون االستجابة إلى المؤثرات باعتبارها متطلبات‪ ،‬فقد تكون مؤثرات مادية فيزيائية او‬
‫فكرية‪ ،‬على النتاج او منتج النتاج‪ .‬ونستنتج صفات االستجابة عبر متغيرات‪ :‬منها التغير في‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)69‬‬

‫شكل النتاج؛ والتغير في صفات المنتج‪ .‬ويتعرض كليهما إلى تغيرات تتوزع بين تحملها من‬
‫عدمه‪ ،‬على إن البقاء هو الشرط في االستقرار كما ان حدوثها يكون متزامنا مع الظروف‬
‫المالئمة‪.‬‬
‫والفهم في لغة العرب معناه‪ :‬العلم بالشيء ومعرفته‪ .‬وفي لسان العرب‪ :‬الفهم معرفتك‬
‫الشيء‪ .‬وفي مختار الصحاح‪ :‬فهم الشيء اي علمه‪ .‬بالتالي الفهم هو العلم والمعرفة‪ .‬ووقوف‬
‫اإلنسان على فكرة إال علم‪ ،‬وما علمه إال عمل‪.‬‬

‫نصب الشهيد ‪ /3891‬بغداد‪ ،‬الفنان‬


‫اسماعيل فتاح الترك‪...‬‬

‫عمل فقد االرتباط بالحدود الضيقة إلى نشاته نحو صرح يالئم كل العصور‪ ".‬إنه لالجيال"‪.‬‬
‫يشيد النصب على مساحة ما يقارب ‪ 22‬هك تارا يستقر النصب فيها على دائرة بقطر ‪ 191‬مترا‬
‫يعلو متحفا ضخما الى االسفل منها‪ .‬وكلف العمل في حينه نحو ربع مليار دوالر‬

‫إن النظر إالى العمارة يعني التفكير فيها حتى ال تختص بزمن او عصر معين‪.‬‬
‫فتعطي الداللة في عمارة تتجاوز المكان الذي انشئت عليه وفي زمان معين ايضا‪ .‬ثم تتجاوز‬
‫في دالالتها الحدث الذي انشئت بسببه او من اجله‪.‬‬
‫وكلما اعطت استجابة نحو التجرد والصرحية العالية كلما اك تسبت صفة ابتعدت بها عن‬
‫النفعية الظاهرية‪.‬‬
‫وفي رمزيتها تتجاوز امر نتاجها في الزمان والمكان والحدث والعقيدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تشير الموسوعة الفلسفية إلى مفردة الصورة‪ :‬فهي تقع اما في الشكل ذاته او نتيجته‪.‬‬
‫ّ‬
‫داخلي(الماهية)‪ .‬والمثال هو الصورة عند نظرية الوجود وقد‬ ‫ويكون الشكل خارجي او‬
‫اصبحت هي الوجود والماهية معا‪ ،‬ويدخل التصور في ابتكار ماهيات بالصورة الذهنية‬
‫ّ‬
‫الالحسي‪.‬‬ ‫المجردة والحاضرة بالزمن‬
‫بينما يكون الهدف من الماهية المبتكرة هو لغرض افتراض عالم يقبل قوانين الوجود‬
‫دون الحاجة الى حضور الماهية ماديا وبالتالي الوصول الى نتيجة معينة الى االنسان‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )34‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫المتصور ُتقرا كمعالجة او إمكان بناء وعي خاص بها‪ ،‬عند تحقيق التفاعل بين الماهية من‬
‫جهة مع الواقع الذي فيه تجاوزا معينا من جهة اخرى‪.‬‬

‫بينما يطرحها الصورة ميدان المعرفة‪ :‬لما كانت الصورة وحدها دون المادة ه ي المتمتع ة‬
‫بالثب ات والعقلية‪ ،‬فإنها كانت عند افالطون وارسطو موضوع العلم الحقيقي‪ ،‬الن الصورة‬
‫وحدها هي الكلي‪ .‬واما في المنطق‪ ،‬فال تزال كلمة (صوري) مستخدمة‪ ،‬الن جوهر المنطق‬
‫هو دراسة صورة الفكر‪.‬‬
‫وفي علم النفس الغربي تعني الصورة لدى نظرية الجشتالت الشكل‪ ،‬ومفهومها ان كل‬
‫شكل هو اكبر من مجموع عناص ره‪ ،‬وان الكل فيه اهم من االجزاء‪.‬‬
‫وان ذلك الكل هو الذي يسبغ على عناصره مغازيها‪ .‬وتثار في ميدان فل سفة الفن‬
‫(فلسفة الجمال) مشكلة الشكل والمضمون‪ ،‬او الصورة والمادة‪ ،‬ويرى بعضهم ان المفهوم‬
‫الهيئي في الفن إنما هو الشكل بمعنى الصورة‪ ،‬اي هيئة انتظام العناصر بصرف النظر عن‬
‫مضمونها او معانيه ا [‪.]4‬‬

‫وقد يرتبط المعنى بالشكل‪ ،‬حيث‪:‬‬


‫ُ‬
‫اوال‪ :‬يتحقق المعنى في تكوين ثالثي او شكل‪ ،‬حيث يكون فيه بعدا واحدا يتحقق في‬
‫النقطة ثم المستقيم‪ُ ،‬وبعدين في السطح ثم الحجم‪ ،‬ومن كليهما يكون االمتداد ثابتا‬
‫فتعطى الشكل في الواقع ُويستشف فيه معناه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إال ّإن هذا االمتداد الثابت‪ ،‬وهو حقيقة انما افتراضا يكون من امتداد غير‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫ثابت‪ ،‬وهو حقيقة مطلقة بقوة الزمان‪.‬‬


‫والزمان عند ارسطو هو وسط متجانس غير محدد ّ‬
‫تمر فيه االحداث المتالحقة‪ ،‬بينما‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫عند ابن سينا هو سيال غير ثابت مرتبط بشكل قوي بالحركة‪.‬‬

‫]‪ ]4‬أنظر‪ :‬الدوريات‪ ،‬د‪ .‬معن زيادة‪( ،‬رئيس التحرير) ‪" :6941 ،‬املوسوعة الفلسفية العربية"‪ ،‬معهـد اإلنمـاء‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪.524-521‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)36‬‬

‫نقطة ثم مستقيم‬

‫سطح ثم حجم‬

‫امتداد غير ثابت(مفاهيمي)‬ ‫امتداد ثابت(شكلي)‬


‫(كامن) حقيقية بقوة الزمان‬ ‫(ظاهر) حقيقية بفعل املكان‬
‫الزمان‬
‫ثالثا‪ :‬بالتالي‪،‬‬
‫‪ )6‬يكون االنتقال درجة درجة من قوة الزمان في قابلية االشياء في تصوراتها االولية‬
‫وامكانياتها إلى فعلية المكان في وجود الشئ وهو النتاج النهائي‪.‬‬
‫وتكون القوة والفعلية متشابهان ومتشابكان ويعطيان الحركة في تقبل المعنى في القوة‬
‫والتكيف فيه عند الفعل بافتراض ظهور كامل‬‫بافتراض بروز الواحد شرطا لزوال االخر‪ّ ،‬‬
‫االجزاء على المستوى الثنائي والثالثي االبعاد‪.‬‬
‫ّ‬
‫فالتكيف يكون في اللغة وهما‪:‬‬
‫لغة النسق في الجانب المرتبط باالحداث والنشاطات‪،‬‬
‫ولغة الشكل التي ُت َعرف في وحدة الشكل من خالل تكرار عنصر كالعقود في البناء‬
‫واالروقة المطلة على باحة وسطية لالبنية‪ .‬وهي تختلف عن الوحدة التشكيلية‬
‫المرتبطة باالنساق المتمثلة بتكرار العقود على المستوى الحضري وبطرز متنوعة داخل‬
‫النسيج ويؤدي إلى نظام بصري ووحدة تشكيلية لكل نظام‪.‬‬
‫‪ )3‬تؤثر الحركة في المكان‪ ،‬فالمكان ال يقوم بذاته وانما يقوم بالحركة‪ ،‬كذلك الحركة‬
‫حركة جسم معين ال يمكن تصورها من غير مكان‪ .‬مما يستدعي التمييز بين ما يوجد‬
‫في المكان وبين المكان نفسه‪.‬‬
‫فلسفيا‪ ،‬يشير ابن رشد إلى ان هناك احتماالت ال تخرج عنها ماهية المكان [‪ ]5‬وهي‬
‫احتماالت قابلة الن تتغير والمتمثلة في‪:‬‬

‫]‪ ]5‬ينظر‪ :‬ابن الرشد‪ ،‬من تلخيص كتاب السماع الطبيعي أو الفيزياء ألرسطو(الكتاب الرئيس ي للطبيعيات)‪،‬‬
‫املقالة الرابعة في املكان‪ ...‬االنترنيت‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )33‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫احتمال مادة ذلك المكان وهي الهيولي [‪.]6‬‬


‫واحتمال حدود مكانية تحدد الحيز الوظيفي له‪ ،‬حيث النتاج في المكان يتكون من‬
‫اجزاء وهناك حدا مشتركا يربط بين هذه االجزاء كما إن اإلنسان يستطيع من تعريف‬
‫االجزاء وبيان حدودها‪ ،‬وان طبيعة النتاج بمستوياته المتعددة من مخطط وواجهة‬
‫مقسم إلى مكونات لكل منها وظيفة معينة‪.‬‬
‫وابعاد المكان الذي تتحدد بمدى حركة العناصر المكونة لتشكيل نتاجه فيه‪ .‬واحتمال‬
‫واحد ثابت ال يتغير هو النتاج المبنى او المكان [‪ .]7‬مع االعتبار ان حدود المكان ال‬
‫تنطبق على ابعاده‪.‬‬

‫وعمليا‪ ،‬ان الحركة تستوجب المادة وهي ما يتحرك‪ ،‬وهي تستلزم ما يتحرك فيه وهو المكان‪.‬‬
‫ومثالنا ما يقوم به المختص وغيره من تحديد منطقة محددة تختص ب َ‬
‫العمارة المحلية او‬
‫التراث المحلي وهي منطقة يك ثر فيها نتاج بصفات معينة‪ ،‬فيكون المبنى المعرف لدى اهله‬
‫وغيرهم هو المكان الخاص بجسم المبنى وهو المكان الحقيقي‪،‬‬

‫كما ان وجود المبنى في مركز بغداد مثال فإنما هي توجد في مكان ايضا يشترك فيه مع‬
‫نتاجات اخرى ُفي ّع ُد مكانا مشتركا‪ .‬وهكذا تتعدد اماكن وجود النتاج المحلي إلى ان نصل إلى‬
‫حدود تتجاوز خصوصية النتاج إلى هوية َالعمارة المحلية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫]‪ ]6‬ينظر‪ :‬العبيدي‪ ،‬د‪ .‬حسن مجيد‪" :3461،‬موسوعة املكان"‪ ،‬دار االمان ‪ ،‬الناشر ‪ /‬دار االختالف ودار‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫الضفاف ‪.‬ج‪ ،3‬ص‪ .34‬االنترنيت ‪ ...‬يتحدث الجزء الثاني بالفلسفة املكان في الفلسفة االسالمية من جابر بن‬
‫حيان حتى الحسن بن الهيثم‪ ،‬حيث يشير إلى ان السطح الخارجي للجسم الذي يحتويه املكان ودليله هو تحديد‬
‫ماهية الهيولي‪ ،‬فالهيولي التي تمتلك ابعادا ثالثة تكون جسما‪ ،‬والتي تمتلك بعدان تسمى سطحا‪ ،‬التي تملك بعدا‬
‫ً‬
‫واحدا تسمى خطا‪ .‬والن املكان سطح فهو من الهيولي ذات البعدين‪ ،‬فالهيولي اذن هو قوة موضوعة تحمل‬
‫الصورة املنفعلة‪.‬‬
‫]‪ ]7‬هناك فرق بين املكان والخالء‪ ،‬فمكان الجسم هو أبعاد الجسم التي اذا جردت من التخيل كانت خالء ال‬
‫ً‬
‫مادة فيه مساويا لجسم شبيه بشكل الجسم‪ .‬والخالء ليس بذي مادة وال فيه مدافعة وإنما الخالء هو أبعاد‬
‫فقط متهيئة لقبول املواد‪ .‬انظر‪ :‬ابن الهيثم‪ ،‬رسالة في ماهية املكان والخالء‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)32‬‬

‫جامع الخلفاء ‪ /‬شارع الجمهورية ‪ /‬محلة سوق الغزل‪ُ .‬‬


‫بناه الخليفة‬
‫علي المك تفي باهلل(‪919-912‬م)‬
‫منزل مؤسس النظام المالي في العراق واول وزير مالية في‬
‫حكوماته ساسون حسقيل وسط بغداد‪...‬‬
‫"المنزل الذي يعود الول وزير مالية في الحكومة العراقية‬
‫موثق ضمن سجالت امانة بغداد‪ّ .‬‬
‫شيد‬ ‫ساسون حسقيل‪ّ ،‬‬
‫قبل ‪ 111‬عام في شارع الرشيد‪ ،‬وسط بغداد‪،‬‬

‫هوية عمارة‬ ‫مكان نتاج يشترك فيه نتاجات اخرى‬


‫املكان‬
‫مادة املكان‬
‫احتماالت‬ ‫احتماالت‬
‫صورة املكان‬ ‫ماهية املكان‬ ‫ابعاد املكان‬
‫ثابتة‬ ‫متغيرة‬
‫حدود املكان‬

‫خصوصية‬
‫مكان خاص بجسم النتاج‬
‫نتاج املكان‬

‫فللنتاج المعماري كمبنى له حدود‪ ،‬وللعناصر المكونة لها حدود‪ .‬وقد تشترك‪ ،‬فعالة‪،‬‬
‫بجانبها المادي مثل الشباك ووجوده المعنوي في حجب البصر عن االخرين من جهة او‬
‫اشتراكها مع عناصر اخر كالعاكسات او المانعات ضمن نطاق تشكيل العناصر في الواجهة او‬
‫المخطط‪ .‬فقد تكون هناك فتحة تستغل لغرض االنارة وفي الوقت نفسه الغراض الدخول إلى‬
‫المبنى وفيه تفقد الفتحة جزء من ك فاءتها في االنارة‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )34‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫وحتى نتمكن من قراءة الحركة في فعل عملية التصميم مثال‪ ،‬فا ّن المكان وهي ارض خالء‪،‬‬
‫الذي يتخذه المعمار مكانا ومستقرا لنتاجه مبناه ليست فيه مقاومة او اعاقة‪ ،‬وعند االعداد‬
‫إلى التصميم ُي ّعد جسما له مقاومة وهو في موضع قسري‪ ،‬وعند تنفيذه على ارض الواقع فان‬
‫القوة المقاومة بمقتضاها يعود إلى حالته الطبيعية بعد انتهاء فعل القاسر له ويكون في وضع‬
‫طبيعي‪.‬‬

‫قوة‬
‫مقاومة‬

‫أرض خالء ‪ /‬بدون مقاومة‬ ‫عند التصميم ‪ /‬وجود مقاومة‬ ‫بعد التصميم ‪ /‬يعود إلى حالته‬
‫الطبيعة بعد انتهاء فعل القاسر‬
‫تقرا الحركة نقطيا في قوة تدرج فعل‪ ،‬والتدرج يتمثل في االمتداد الذي فيه الثابت وهو‬
‫المكاني الشكلي‪ .‬والمتغير وهو الزماني المفاهيمي‪.‬‬
‫فالنقطة المتضمنة لكال المركبتين تعطي معنى مجتزءا‪ ،‬بالتالي تفهم الحركة في فهم‬
‫المعنى عند تعدد النقاط وهو ما يمكن تسميته بالحركة النقطية‪ ،‬التي تجعل السرعة‬
‫المنتظمة قراءة الحركة كما في قراءتنا لنقاط الماء المتساقطة واالحساس بكونها خط‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫‪ )2‬والبحث عن المتغير المتمثل بالزماني المفاهيمي المعنوي فإن صفة الثبات هي على‬
‫اشياء غير زمانية‪ ،‬اي غير مرتبطة بالزمان‪ ،‬وليس فيها ارتباط بالماضي او بالمستقبل‪،‬‬
‫وليس فيه اجزاء مجتمعة‪ .‬بينما الثابت المتمثل بالمكاني الشكلي فا ّن صفة الثبات هي‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫على اشياء زمانية اي ظاهرة بفعل الزمان‪ ،‬ويتحقق فيها صفة االستمرار وعملية التدرج‪.‬‬
‫او قد يتعلق التدبر بداللة المعنى ونظر اإلنسان إليه فيكون‪ :‬العمل على تحقيق وتحديق‬
‫النظر فيما يبلغه المعنى المعماري‪ ،‬من درجات إشباع الحاجات في جانبها المادي إلى إشباع‬
‫الجانب الروحي فيه‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)35‬‬

‫ونظر اإلنسان قد يتناهى‪ ،‬لكون المعنى في َالعمارة له اصل يبدا منه وله منتهاه‪،‬‬
‫حد من العباد‪ ،‬فصاحب‬ ‫بخالف المعنى القراني له اصل يبدا منه ولكن منتهاه ال يكاد يبلغه ا ٌ‬
‫القران الكريم في سفر دائم طلبا للمزيد من المعنى القراني‪.‬‬
‫ويكون التدبر هو معنى اخص عندما يقتضي النظر إلى ما هو ابعد من المعرفة التفصيلية‬
‫لمعاني النتاجات في العلم بالنتاج المحدد او بنفيه‪ ،‬إلى ما تصير إليه العناصر في التكوين‬
‫النهائي‪.‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حيث إن الكل في العمارة اعظم من نتاج الواحد فيها‪ ،‬وهو الالزم لكمالها‪ ،‬ويكون فيه‬
‫ككل وتصور الجزء‪ ،‬وما يساعدنا على تدبر َالعمارة في كونها اعظم من‬ ‫تصور َالعمارة ّ‬
‫ضرورة ّ‬
‫اجزائها وهذا هو المعنى االخص والتي يمكن قياسها‪.‬‬
‫وهذا يدفع للعمل بما تم تدبره الستحضار التشكيل او الصورة النهائية‪ ،‬ا ّي استحضار‬
‫مكوناتها االساسية وعالئ قها من خالل جعلها حاضرة في الذهن‪ .‬ويكون المعنى في تصور‬
‫َالعمارة إليه اخر امره‪.‬‬
‫وتدبر َالعمارة هو في اتباع االساسيات (او االصول التي سنتعامل معها الحقا) في‬
‫وتصور النسبة بينهما في استحضار‬‫وتصور التشكيل ّ‬ ‫نتاجه‪ .‬الذي فيه تصور َالعمارة ّ‬
‫التشكيل المعماري او صورته النهائية‪ ،‬وهذا هو المعنى االعم‪ ،‬ويكون سابق إلى المعنى‬
‫[‪]8‬‬ ‫االخص عند تصور َالعمارة ونتاجها والتركيز على نتاجها ّ‬
‫وتصور عناصره‪ .‬ويعد الفارابي‬
‫قسم العلم إلى تصور‬ ‫(المعلم الثاني) الذي ادخل مفهوم الفراغ إلى علم الفيزياء وهو اول من ّ‬
‫وتصديق‪.‬‬
‫فالعلم من كونه صيغ قد تكون افتراضية تتعامل مع البيانات إلى تفسير الحاالت كما في‬
‫َالعمارة في قراءتها عن طريق جمع البينات حولها وتحليلها‪ ،‬إلى حالة متقدمة في اعتباره‬
‫الحقائق نسبية في حاالت او ثابتة ال تتغير‪ .‬وقد تكون الحقائق في َالعمارة هي نظريات وصيغ‬
‫افتراضية‪.‬‬

‫]‪ ]8‬بسبب كتابه "إحصاء العلوم" ‪ ،‬التي تميز وتفرد بها بين باقي الفالسفة ّ‬
‫لقب باملعلم الثاني (‪ 414‬تركستان–‬
‫‪954‬م فاراب) ‪ ،‬ألنه وضع فيه معالم وحدود العلوم السائدة في عصره الوافدة منها واالصيلة على حد سواء‪.‬‬
‫وجاء اللقب بسبب اهتمامه في املنطق‪ ،‬وهو الشارح ملؤلفات أرسطو املنطقية‪ ،‬إضافة إلى شهرته في اتقان‬
‫العلوم الحكمية وكانت له جهود في صناعة الطب‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الفارابي‪ ،‬أبو نصر‪ " :6914 ،‬إحصاء العلوم "‪ ،‬تحقيق وتقديم عثمان أمين‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )31‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫كما ال تك تسب المعلومة صفة العلمية اال إذا انطبقت عليها شروط المنهج وسياقاته‪،‬‬
‫لكون العلم حقيقة او حقائق مك تشفة عن طريق استخدام المناهج العلمية في العلوم‪.‬‬

‫عواقب االمور‬ ‫التفكر‬

‫اآلثر‬ ‫اإلنسان‬ ‫الحدث‬

‫التدبر‬ ‫الدليل‬

‫ومن ذلك‪:‬‬
‫اوال‪ ،‬ارتبط التدبر باإلنسان‪ ،‬فهو يستعمل التدبر في كل تامل يقع منه في حقيقة‬
‫َالعمارة كشيء له اجزاء وسوابق ولواحق او اثار ‪ ...‬وهذا ما يميزه عن التفكر‪ ،‬لكون التفكر‬
‫يرتبط بتصرف القلب بالنظر في الدليل‪ ،‬بينما التدبر في تصرفه بالنظر إلى االثار (او‬
‫العواقب)‪ .‬وهذا ما يجمع بينهما بالربط بين التفكر بالحدث باعتماد الدليل والتدبر باالثر [‪،]9‬‬
‫باعتماد عواقب االمور فهو نظر وتفكر‪ .‬ويكون بموجبهما النظر إلى االثار من خالل عالقة‬
‫عواقب االمور وحرك تها من االثر او الدليل وحرك ته من الحدث من جانب‪ ،‬وحركة الدليل إلى‬
‫مصدر التدبر مقابل حركة عواقب االمور في مصدر التفكر من جانب اخر‪.‬‬
‫كما هو تفكر الستعمال الفكرة فيه‪ ،‬واحضارا لها بعد غيابها‪ ،‬ونظر في إلتفات بالقلب إلى‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫المنظور فيه‪ ،‬وتامل في المراجعة المتكررة قبل ظهور النتاج وانكشافه‪ .‬بالتالي فهو نتاج‬
‫لغيره‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬يؤثر الحدث على تشكيل وضع التفكير المعماري في موقف (يرتبط بعالقة الذات‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫وحدث معين وللتمييز بين ّ‬


‫الحس وطبيعة المفهوم)‪ ،‬وبينهما يكون الوسيط وهو التصميم‪.‬‬

‫]‪ ]9‬األثر له ثالثة معان‪ :‬األول‪ ،‬بمعنى‪ :‬النتيجة‪ ،‬وهو الحاصل من الش يء‪ ،‬والثاني بمعنى العالمة‪ ،‬والثالث بمعنى‬
‫الجزء‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي‪6445:‬هـ‪ " :6945 ،‬كتاب التعريفات"‪ ،‬تحقيق وتقديم وفهارس إبراهيم‬
‫األبياري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الريان للتراث‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)31‬‬

‫"درة إسماعيل"‪ ،‬في ك تابه "التفكير في العمارة مجازفة‬‫والمسالة التي يطرحها ّ‬


‫بالحدثية"[‪ :]10‬معرفة إذا كان من الممكن ان نصنع الحدث‪ .‬وما تعني العمارة من خالل‬
‫التصميم‪ .‬كذلك فهم ظروف اإلمكان التي تنبثق منها العمارة ذات مرجعية وجودة‪ ،‬في حقل‬
‫االشكال التاريخية او االشكال التي تصور بعض صيغ المجازفة لنظرية الحدث‪ .‬وللحدث‬
‫ظهوره المادي من خالل طبيعة اجتماعية او جغراسياسية او رمزية‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬التدبر هو النظر إلى ما وراء النتاج من دالالت ومعاني وغايات‪ ،‬تعاقبت على‬
‫استعمالها حركات َالعمارة في نتاجاتها‪ .‬بالتالي اضافة التدبر إلى َالعمارة وتسميتها ب " عمارة‬
‫التدبر"‪ ،‬جعل الكاتب يعتمد على الحدث على تامل تفاصيل النتاج لما فيه من مقاصد‪ ،‬وال‬
‫تتحدد بالتكوينات البنائية وانما بكل النشاطات اإلنسانية باعتبارها اضافات ومساهمات إلى‬
‫التراث اإلنساني العالمي‪ ،‬كما انها تامالت في تميز نتاجات اإلنسان وتفردها بين شخص‬
‫واخر او حضارة واخرى‪.‬‬
‫ويتحقق في الشكل اثر التدبر في النتاج من خالل معادلة المقاصد والدالالت‬
‫والغايات مقابل اضافة التدبر للعمارة‪ ،‬لتشكل مساهمات في التراث اإلنساني العالمي مقابل‬
‫التفرد والتميز لنتاج اإلنسان‪.‬‬
‫رابعا‪ ،‬ارتبط تدبر النتاج في التفكير فيه‪ ،‬والتامل الذي يذهب إلى ما يظهر من معاني‬
‫وتاويالت (المرجع والعاقبة والمصير والتدبر) [‪ّ ]11‬‬
‫تبرر رؤية كل عصر‪.‬‬

‫التأمل‬ ‫تدبرالنتاج‬ ‫التفكيربالنتاج‬


‫معاني‪ /‬تأويالت‬
‫(املرجع‪ /‬العاقبة‪/‬‬
‫رؤية عصرالنتاج‬
‫املصير‪ /‬التدبر‬

‫درة إسماعيل‪ ":3462 ،‬التفكير في العمارة مجازفة بالحدثية "‪ ،‬دار نقوش عربية‪ ،‬ط‪ ،6‬تونس‪ .‬ص‪64‬‬ ‫]‪ ]10‬ينظر‪ّ :‬‬
‫]‪ ]11‬يتحقق التمايز بين التأويل والتدبر‪ ،‬في كون التأويل مرتبط باملتشابه وما فيه من دالالت خفية‪ ،‬والتدبر في‬
‫املحكم واملتشابه‪ .‬راجع التفسير والتأويل في الكتاب‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )34‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫خامسا‪ ،‬ارتبط تدبر النتاج بالتفسير‪ ،‬من خالل كون التفسير في البيان والكشف عن‬
‫المعاني المكنونة في النتاج‪ ،‬بينما التدبر قد رتبط بالنظر إلى عواقب النتاج للوقوف على‬
‫معانيه المكنونة فيه‪ .‬اي التدبر هو قاعدة التفسير‪ ،‬حيث التفسير هو الوسيلة والتدبر هو‬
‫غاية التفسير بعد فهم معانيه مكوناته ووضوح دالالته‪.‬‬
‫كذلك يتقارب التفسير مع االستنباط في فهم المعنى‪ ،‬لتتجاوز القاعدة في التدبر إلى التقليد‬
‫والتذكر‪ ،‬وارتباط االستنباط بالمفكرين‪ ،‬والتدبر بعموم الناس‪.‬‬

‫بيان عواقب‬
‫البيان‬ ‫عواقب االمور‬
‫االمور‬
‫التفسير‬ ‫تدبرالنتاج‬ ‫قاعدة التفسير‬
‫الوقوف على‬ ‫الوسيلة‬
‫كشف املعاني املعاني‬ ‫املعاني املكنونة‬ ‫الوقوف على املعاني‬
‫املكنونة في النتاج‬ ‫في النتاج‬ ‫املكنونة في النتاج‬

‫ومن ذلك يكون الحديث عن َالعمارة وتدبرها‪:‬‬


‫هو حديث في قراءة المعمار ونتاجه وحرك ته‪ ،‬ومن خالل عدد من التساؤالت التي تخص‬
‫الجوانب الفكرية في حركة التغيير في النتاج من جهة والصراع على مستوى الحركات عند‬
‫البحث عن هوية عمارة في زمان ومكان معينين من جهة اخرى‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫ثم ما هي الرسالة التي يذهب باتجاهها؟‬


‫العمارة هو العلم بحدود نتاجها‪،‬‬ ‫فالعلم ب َ‬
‫حيث ان التصور الصحيح ال يتناول الحدود انما يتناول الوجود المتغير للنتاج‪ ،‬وهذا‬
‫يتطلب وجود علم صحيح يكون ثابت غير متغير وهو وجود الصورة‪ ،‬او وجود حدود‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫االشياء‪ .‬وعند النظر إلى َالعمارة من حيث وجودها‪ ،‬يكون في وجود َالعمارة تغيرا مستمرا‪.‬‬
‫العمارة فيها ك ثرة النتاجات‪.‬‬ ‫وان وجود َ‬

‫كما ان غاية التغير هو الثبات في َالعمارة الواحدة‪ ،‬بينما غاية تعدد النتاجات في َالعمارة‪ ،‬او‬
‫ظهور َالعمائر المتعددة هو الوحدة‪ .‬ومن ذلك يصعب تبرير وجود التغير او التعدد بل ال بد‬
‫من وجود َالعمارة الواحدة الثابتة‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)39‬‬

‫النشاطات‬ ‫غايات ‪ /‬مقاصد‬ ‫حركات العمارة‬


‫دالالت‬
‫اإلنسانية‬ ‫في‬
‫التدبر‬ ‫النتاج‬
‫تميز انتاج اإلنسان‬ ‫مساهمات في‬
‫وتفرده‬ ‫النتاج‬
‫التراث اإلنساني‬
‫عمارة‬ ‫العالمي‬
‫التدبر‬
‫اضافة التدبر‬ ‫التكوينات الشكلية واملعمارية‬
‫إلى العمارة‬

‫۝۝ ۝ ۝ ۝۝‬
‫قال تعالى‪:‬‬
‫الس َماء إلى أ َاال أرض ُث َّم َي أع ُر ُج إ َل أيه في َي أو ٍم َك َان م أق َد ُار ُه َا أل َف َس َن ٍة م َّما َت ُعدونَ‬
‫﴿ ُي َد ّب ُر أ َاال أم َر م َن َّ‬
‫﴾(السجدة‪)5 :‬‬
‫وقال تعالى‪:‬‬
‫َ‬ ‫أ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ ُ َ أ ُ أ َ َ َ أ َ َ أ أ َ أ َّ َ‬
‫﴿ افال يتدبرون القران ولو كان من عند غير اَّلل لوجدوا فيه اختالفا ك ثيرا ﴾(النساء‪)92 :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والتدبر هو النظر في اخر االمر‪ ،‬ودبر كل شيء اخره‪ ﴿.‬ل َو َج ُدوا فيه أاختالفا َك ثيرا ﴾اي تفاوتا‬
‫وتناقضا ك ثيرا‪ ،‬وافال يتفكرون في القران‪ ،‬فيعرفوا بعد التناقض فيه والصدق فيما يخبر‪.‬‬
‫والقران كالم هللا تعالى‪ ،‬والن ما ال يكون عند هللا فانه ال يخلو من اختالف وتناقض‪.‬‬

‫متعلقات التدبر‬
‫التدبر هو النظر في عاقبة االمر والتفكر به‪.‬‬
‫واما التدبير فهو النظر في ادبار االمور لتجيء محمودة العواقب‪.‬‬
‫اوال‪ ،‬هناك امر معين‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬الفاعل في عملية التدبر‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬االنتقال من حالة معرفية عليا إلى اخرى علمية قد اك تسبت صفات علمها‪ ،‬في‬
‫ّ‬
‫الصور واالشكال او المعاني والذات‪.‬‬
‫رابعا‪ ،‬عامل الزمن الذي يميز حالة التغير له ُبعدان‪ :‬بعد افقي معرفي يتعامل مع‬
‫مجتمع معرفة تتسع افاقه بحيث يصعب االلمام به وهنا يتحدد فيه االختيار للمعلومات التي‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )24‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫يستشفها الباحث او القارئ المر ما‪ ،‬واخرى ابعاد عمودية فكرية مساوية في مقدار تاثيرها‬
‫الكيفي لما وجد في البعد المعرفي‪ .‬وعلى الرغم من تعدد االفكار التي تجتمع بها‪ ،‬اال ان‬
‫تاثيرها اني في الحالة المقروءة‪.‬‬

‫والسؤال هنا‪َ :‬من يقوم بالتدبر هل يتعامل مع الفعل ورد الفعل‪ ،‬بخصوص االمر الذي‬
‫عمل عليه؟ ‪.‬‬
‫وهنا نتحقق من االجابة عند طرح االتي‪:‬‬

‫‪ )1‬يكون فعل التدبر من قبل شخص ما‪ ،‬لالنتقال من حالة علوية إلى اخرى سفلية‪،‬‬
‫علوية تمثلت في بعدها الفكري‪ ،‬وهي حالة فكرية ذهنية تتحقق فيها هوية الشيء نحو‬
‫خدمة اإلنسان عند قربه من فكر معين‪ ،‬إلى اخرى سفلية تمثلت بالقيم المعرفية التي‬
‫يتعامل مجتمع اإلنسان فتخضع للتقليد‪ ،‬ومبتعدة في احيان عن اصل المصدر في‬
‫طرحها وبناء قواعد الشيء الفكرية منها‪.‬‬
‫وعند النظر إلى َالعمارة في الحركة من البعد الفكري الذهني لإلنسان باعتباره صورة من صور‬
‫مجتمع اإلنسان في القيم المعرفية‪ ،‬تحدث حركة التحول نحو تحقيق هوية َعمارة النتاج‬
‫بقصد خدمة اإلنسان عند ارتباطه بفكر معين إلى تقليد الخطوات او العمل بها للوصول إلى‬
‫صورة جديدة حتى يزال الغموض‪.‬‬
‫‪ )2‬ان ما ينتقل يؤثر في بنائه خصائص تتعرف اك ثر فيزال الغموض منها‪ ،‬لتبنى منها‬
‫صورة محل صورة اخرى‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫‪ )3‬تتزامن حركة الحادث زمنا مع حركة االنتقال‪ .‬فالحادث ارتبط مع المعمار في تقديره‪،‬‬
‫ويحصل بتدبيره‪.‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫البعد الفكري الذهني‬


‫اإلنسان املعمار‬

‫توجه التقليد في املجتمع‬ ‫الحركة‬ ‫هوية َ‬


‫العمارة في خدمة اإلنسان‬
‫مجتمع اإلنسان املعمار‬

‫بعد القيم املعرفية‬


‫فعل التدبرمن قبل املعمار‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)26‬‬

‫يحاول الك تاب تفسيرها على إنها نتاجاته التدبر تراكمية لحركة تطور المجتمعات‪ .‬ولعل‬
‫مفردة علم َالعمارة هي مفردة شاملة تتضمن الك ثير من المعاني والدالالت‪ ،‬فهو تعبير عن‬
‫حالة وصفية‪ .‬باالعتماد على اسس منطقية مقبولة لفهمها وطبيعة االنظمة المكونة لها او‬
‫المتداخلة فيها‪.‬‬
‫فقراءة َالعمارة تكون من خالل‪:‬‬
‫دراسة وتصنيف النتاجات وحركاتها عبر سلسلة تتبادل المواقع بين السلوكيات الفردية‬
‫حسية واخرى عقلية‬‫والتراكمات الجمعية للنتاج المعماري فيها من مفاهيم وتاثيرات فردية ّ‬
‫جمعية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومما يتطلب بالضرورة ان نتجاوز البناءات الوهمية للتفسير إلى نتاجات مقبولة واخرى‬
‫مرفوضة مما يتطلب ازالتها‪:‬‬
‫َ‬
‫وهو اقصاء لالخر حتى نفقد إدراك حقيقة العمارة وتعاملها مع اإلنسان في النتاج‬
‫وحركات العمارة‪.‬‬
‫كما فقدنا المنهج في قياس المسافات التي تفصل التفسير والتاويل لنتاج الحضارات‪.‬‬
‫مفاهيم ّ‬
‫حسية فردية‬
‫حس‬

‫قراءة‬
‫تركمات جمعـية‬ ‫سلوكيات فــردية‬
‫العمارة‬

‫عقل‬
‫مفاهيم عقلية جمعية‬

‫وقد اجمع العلماء ّإن اساس التصور الذي هو تصور او إدراك لشيء مجرد من حكم‪،‬‬
‫والتصديق الذي هو إدراك النسبة الواقعة بين الموضوع والمحمول او هو تصور مستتبع‬
‫الحكم [‪ ]12‬فيه اعتقاد وجزم‪ ،‬وكالهما العلم او الدراية‪ .‬والعلم هو إدراك الشيء بحقيقته عند‬
‫العقل‪.‬‬

‫[‪ ] 12‬الحكم هو ما يقابل الوظيفة العملية‪ ،‬ويشمل احكام تكليفية تتعلق بأفعال اإلنسان واملوجه لسلوكه‬
‫مباشرة في جوانب حياته الشخصية والعائلية واالجتماعية‪ ،‬واحكام شرعية ال تكون موجهة مباشرة لإلنسان في‬
‫أفعاله وسلوكه وانما يشرع وضعا معينا يكون له تأثير غير مباشر في سلوك اإلنسان من قبيل االحكام التي‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )23‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫ويكون العلم‪:‬‬
‫‪ )6‬اما قطعيا وهو اليقين‪ ،‬وعندما يكون العلم ورؤيته المتحقق منه عند استطاع القائم‬
‫عليها وهي الحالة العقلية فيها‪.‬‬
‫‪ )3‬او ظنيا على سبيل المجاز في التماس‪ ،‬عندما تكون معرفة بتصور معين لشيء نعامل‬
‫به‪ .‬اي يكون علم اإلنسان بمستوى إدراك الشيء بجانبها العقلي‪ ،‬او الظن بمستواها‬
‫الحسي [‪.]13‬‬
‫ويكون فهم اإلنسان فيه هو في معرفته الشيء بالقلب‪ ،‬وفهمت الشيء عقلته وعرفته‪،‬‬
‫وافهمه االمر‪ ،‬وفهمه إياه يفهمه‪ ،‬وإستفهمه‪ :‬ساله ان يفهمه [‪.]14‬‬
‫فتصور ّ‬
‫وإال فتصديق‪ .‬وهما علمان متمايزان‪:‬‬ ‫والعلم إن لم يقترن بحكم ّ‬
‫بالذات ا ّوال‪ ،‬فال ّن التصور خال عن الحكم دون االخر‪.‬‬
‫وباالثار ثانيا‪ ،‬فال ّن التصور ال يقبل الصدق والكذب‪ ،‬بخالف التصديق‪.‬‬
‫التمايز بالذات‪ ،‬إذا تصورت نسبة امر إلى اخر‪ ،‬فقد علمت ذينك االمرين والنسبة بينهما‬
‫قطعا‪ ،‬فلك في هذه الحالة ٌ‬
‫نوع من العلم‪.‬‬
‫آ‬
‫والتميز باالثار‪ ،‬لو حكمت باحد طرفي النسبة حصل هناك نوع اخر من العلم ممتاز عن‬
‫اال ّول بحقيقته وجدانا وبحسب اثاره ولوازمه‪ .‬فاال ّول ال يقبل الصدق والثاني يقبله [‪.]15‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫تنظم عالقات الزوجية‪ .‬فتشرع عالقة معينة بين الرجل واملرأة وهذا النوع من االحكام يسمى باألحكام‬
‫الوضعية‪ .‬ينظر‪ :‬الصدر‪ ،‬محمد باقر‪ ":3445 ،‬دروس في علم األصول"‪ ،‬الحلقة(‪ ،)6،3‬ط‪ ،6‬ص‪59‬‬
‫يكون االرتباط وثيق بين االحكام التكليفية والوضعية‪ ،‬فال وجود لحكم وضعي إال إلى جانبه حكم تكليفي‪.‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫[‪ ] 13‬وقد يكون تقسيم العلم إلى العلم الحضوري والعلم الحصولي‪ ،‬فأن كان تميزه ظهوره عند العقل في الخارج‬
‫يسم علما حضوريا‪ ،‬وان كان تميزه وحضوره وظهوره عند العقل بصورته الحاصلة له في العقل يسم علما‬
‫حصوليا‪.‬‬
‫[‪ ] 14‬اإليضاح في علوم البالغة‪ ،‬للخطيب القزويني‪ ،‬شرح وتعليق وتنقيح د ‪.‬محمد عبد املنعم خفاجي‪ ،‬دار‬
‫الجيل‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪6992 ،2‬م‪.‬‬
‫[‪ ]15‬ينظر‪ :‬العاملي‪ ،‬حسن محمد مكي‪6466 :‬هـ‪ " ،‬نظرية املعرفة (املدخل إلى العلم والفلسفة وااللهيات) "‪،‬‬
‫املركز العالمي للدراسات اإلسالمية‪ ،‬ط‪ ،6‬مطبعة القدس‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬أقسام املعرفة‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪http://imamsadeq.com/ar/index/book?bookID=70&page=0‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)22‬‬

‫واالستفهام عند علماء البالغة‪ :‬هو طلب العلم بشيء لم يكن معلوما من قبل‪ ،‬بادوات‬
‫مخصوصة [‪.]16‬‬
‫او هو‪ " :‬طلب حصول صورة الشيء في الذهن‪ ،‬فإن كانت وقوع نسبة بين امرين او ال‬
‫وقوعها‪ ،‬فحصولها هو التصديق " [‪.]17‬‬
‫وما يتحقق من ارتباط بين احكام تتعلق بافعال اإلنسان وهي تكليفية‪ ،‬يقابلها احكام ال‬
‫تتعلق باإلنسان مباشرة‬

‫۝۝ ۝ ۝ ۝۝‬

‫هنا نطرح معلومتين مهمتين‪:‬‬


‫المعلومة االولى‪ :‬قاعدة الحكم على الشيء (العمارة) فرع عن تصوره‪:‬‬
‫وهي قاعدة تعارف عليها‪ ،‬في ا ّن الحكم على شيء يعتمد على تصوره وهو فرع منه‪ .‬ويمكن‬
‫من هذه القاعدة تحديد كلمات مفتاحية اساسية هي‪:‬‬
‫الحكم والتصور لشيء معين‪ .‬او الحكم والتصور لنتاج َالعمارة او َالعمارة‬
‫فالتصور‪ ،‬حسب تعريف الجرجاني‪ :‬هو حصول صورة الشيء في العقل [‪ .]18‬وهو الذي‬
‫الذهن والفكر عن الخطا‪ ،‬كما إنه ليس بالتصور الذهني عن شيء ما وانما هو التصور‬ ‫يضبط َ‬
‫ُ أ‬
‫كم‪ ،‬وضبط ّ ٍ‬
‫علمي منهجي لحقيقة الشيء‬ ‫العلمي الدقيق عن هذا الشيء ويؤدي إلى تحديد مح ٍ‬
‫َّ‬
‫وماهيته‪.‬‬
‫بينما يكون التصور تخيل ال يثبت على حال وإذا ثبت على حال لم يكن تخيال فإذا‬
‫تصور الشيء في الوقت االول ولم يتصور في الوقت الثاني قيل إنه تخيل‪ ،‬وقيل التخيل‬

‫[‪ ] 16‬بغية اإليضاح لتلخيص املفتاح في علوم البالغة‪ ،‬تأليف عبد املتعال الصعيدي‪ ،‬مكتبة اآلداب‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ 6991‬م‪.‬‬
‫[‪ ] 17‬البالغة فنوهها وأفناهها‪ ،‬د‪ .‬فضل حسن عباس‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ 3441 ،66‬م‪.‬‬
‫[‪ ] 18‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي‪6445:‬هـ‪ " :6945 ،‬كتاب التعريفات"‪ ،‬تحقيق وتقديم وفهارس إبراهيم‬
‫األبياري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الريان للتراث‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )24‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫تصور الشيء على بعض اوصافه دون بعض فلهذا ال يتحقق‪ ،‬والتخيل والتوهم ينافيان العلم‬
‫كما ا ّن الظن والشك ينافيانه‪.‬‬
‫إال إ ّن التخيل يختلف عن التنبؤ‪ ،‬الذي هو توقع ما سيحدث من سياقات فكرية لنتاج‬
‫َالعمارة‪ ،‬داخل التكوينات المعمارية االخرى‪ ،‬باالستخدام الصحيح لشروط َالعمارة‪.‬‬

‫وان تصور الشيء يكون مع العلم به‪ ،‬وتوهمه ال يكون مع العلم به الن التوهم من قبيل‬
‫التجويز والتجويز ينافي العلم‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬التوهم يجري مجري الظنون يتناول ُالم َدرل‬
‫تخيل كونه‪.‬‬ ‫وغير ُالم َدرك وذلك مثل ان يخبرك من ال تعرف صدقه عما ال ّيخيل العقل في ّ‬
‫فإذا عرفت صدقه وقع العلم بمخبره وزال التوهم‪ ،‬وقال اخر‪ :‬التوهم هو تجويز ما ال يمتنع‬
‫من الجائز والواجب وال يجوز ان يتوهم اإلنسان ما يمتنع كونه اال ترى انه ال يجوز ان يتوهم‬
‫الشيء متحركا ساكنا في حال واحدة‪.‬‬

‫المعلومة الثانية‪ :‬قاعدة الحكم على الشيء االصل عن تصديقه‪:‬‬


‫وهي قاعدة إستشفها الك تاب على اثر قاعدة الحكم والتصور‪،‬‬
‫وقاعدة الحكم‪ ،‬نجد تطبيقاتها في العمارة‪ ،‬في إ ّن الحكم على نتاج َالعمارة يعتمد على‬
‫تصديق النمط االساسي ‪ ،archetype‬وهو االصل في انتاج االشكال المعمارية‪ .‬كذلك يمكن‬
‫من هذه القاعدة تحديد كلمات مفتاحية اساسية هي‪ :‬الحكم‪ ،‬والتصديق‪ ،‬واصل َالعمارة‪،‬‬
‫والنموذج االول (االم او النمط االساس)‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫وهذه القاعدة بالرغم من اختالف توجهات المعماريين‪ ،‬اال إنهم يتحركون نحو النموذج‬
‫االول‪ .‬قال الجرجاني‪" :‬التصديق وهو ان ُت أنسب باختيارك الصدق إلى المخبر"[‪ ،]19‬وليس‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫المقصود بالتصديق الشيء الذي يثبت وقوعه او الذي تعنيه القاعدة كونه مجرد التصور‬
‫الذهني الواقع عن الشيء‪.‬‬
‫وتظهر اهمية هذه القاعدة في‪:‬‬
‫‪ -‬إن صحة الحكم على اي شيء؛ من نتاج معماري‪ ،‬او حركة معمارية‪ ،‬او تعريف ا ّي‬
‫عمل او إنتاجه‪ ،‬ال تكون إال بعد ان َّ‬
‫يتصو َر اإلنسان الشيء المسؤول عنه تصورا‬

‫[‪ ] 19‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي‪6445:‬هـ‪ " :6945 ،‬كتاب التعريفات"‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)25‬‬
‫حقيقته ومعناه فهما دقيقا؛ َّ‬
‫ليتمك َن من‬ ‫صحيحا كامال‪ ،‬وارتباط الصدق به‪َ ،‬وي َفه َم َ‬
‫الحكم عليه؛ الن الحكم على الشيء بالفائدة وصالحه‪ ،‬او ضرره وعدم الحاجة اليه‪،‬‬
‫إثباتا او نفيا فرع عن تصوره‪ ،‬او إمكان تصديقه‪ .‬فصحة الحكم تتوقف على صحة‬
‫التصور‪ ،‬وكمال التصديق‪.‬‬
‫سببه ُ‬
‫عدم تصور الشيء على ما‬ ‫كما ان الخلل الحاصل في الوصول إلى حكم معين‪ُ ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫هو عليه‪ ،‬فكم من نتاج ُانتج كان منشا الخلل فيها هو عدم تحديد التصور‪ ،‬او الخطا‬
‫فيه‪.‬‬
‫ّإن صحة الحكم من خالل التمكن من الفهم‪ ،‬حيث نصل إلى تعميمات بخصوص َالعمارة‬
‫ونتاجها باتجاه الشمول في إطار العالقة التي تربط َالعمارة مع بقية المتغيرات‪.‬‬
‫حيث ال يمكن للمعمار من الحكم على نتاج او حركة في َالعمارة اال بنوعين من الفهم‪:‬‬
‫‪ -‬فهم الواقع‪ ،‬ويكون من خالل ما وقع من تاثير على بيئة النتاج وعالماته‪ ،‬وهو اسماء‬
‫ذات وليكون حكم على الشيء عند تصوره في محيطه‪ ،‬فهو فرع منه‪.‬‬
‫‪ -‬فهم حكم ُاسس َالعمارة في الواقع‪ ،‬وهو فهم حكم اسس التكوين عبر تشكيالت‬
‫متحققة ويتعامل بها اإلنسان من خالل الحكم على اصل الشيء في تكوينه وامثلتها‬
‫في نتاج االسالف‪.‬‬
‫وا ّنه ينبغي على من يتولى توجيه المعمار‪ ،‬ويضع البدائل الفكار نتاجاتهم‪ ،‬ان يكون عالما‬
‫وعارفا [‪ ]20‬بواقعه‪ .‬فال يتحقق الحكم على الشيء إال بمعرفة (الواقع) المحيط بالنتاج‪ .‬وهنا‬
‫ينبغي التصور التام قبل الحكم على الشيء‪ ،‬او تدبر الشيء العمل فان ظهرت محاسنه‬
‫عمل به‪ ،‬ا ّي طلب التامل في الشيء والنتيجة منه‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫التصور والتصديق )علم‬ ‫إال ا ّن ما اوضحه صدر المتالهين الشيرازي في رسالته في‬
‫المنطق) [‪ ،]21‬فا ّن التصور هو حصول صورة الشيء في العقل مع قطع النظر عن اعتبار‬
‫الحكم وعدمه‪ ... ،‬والحكم ايضا باعتبار مطلق حصوله في العقل من التصورات ايضا‬
‫وباعتبار هذا النحو الخاص من الحصول تصديق‪ .‬وفي باب اخر يقول‪ :‬فالحق ان يقال في‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫[‪ ] 20‬عاملا‪ّ ،‬أن يكون عارفا بكل ش يء عن ش يء واحد ‪ ....‬والعارف هو ّأن يعلم ش يء عن كل ش يء‪.‬‬
‫[‪ ] 21‬علم املنطق هو علم يميز بين مدركات بديهية وغيرها وكيفية االستنتاج الصحيح لغير البديهيات‪ .‬مع‬
‫االعتبار إلى ان األحكام املنطقية مشتركة‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )21‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫تقسيم العلم إلى التصور والتصديق كما يستفاد من كالم المحققين ان حصول صورة الشيء‬
‫في العقل الذي هو العلم إما تصور ليس بحكم وإما تصور هو بعينه حكم‪ ،‬او مستلزم للحكم‬
‫بمعنى اخر‪،‬‬
‫والتصور الثاني يسمى باسم التصديق‪ ،‬واالول ال يسمى بإسم غير التصور‪ ،‬وهو المراد‬
‫من قولهم العلم إما تصور فقط‪ ،‬وإما تصور معه حكم‪ ،‬فإن المحققين لم يريدوا بهذه المعية‬
‫ان يكون لكل من المعين وجود غير وجود صاحبه في العقل حتى يكون احدهما شرطا او‬
‫جزءا‪ ،‬واالخر مركبا منه او مشروطا به كما يتوهم في بادىء النظر من كالمهم‪ ،‬إذ الجل انهم‬
‫راوا ان التصديق ال يتحقق إال إذا تحقق تصورات ثالثة فتوهموا ان المراد من التصور المعتبر‬
‫ماهية التصديق هو تلك التصورات المباينة له‪ ،‬بل هذه ّ‬
‫المعية إنما هي عند التحليل‬ ‫في ّ‬
‫الذهني بين جنسه و فصله‪.‬‬

‫كما ويرجع الك تاب تلك القاعدتين إلى اعتبارين [‪:]22‬‬


‫االعتبار االول‪،‬‬
‫صور االشياء عند العقل‪ ،‬وهو المنقسم إلى التصور في الحدود والرسوم‬ ‫ّإن العلم هو حضور ّ‬
‫والتصديق في الهيائت الخمسة البرهاني والجدلي والتخاطبي والشعري والتغالطي وكالهما‬
‫نفس اإلنسان ُوتنجز فيها‬
‫من العلوم الكسبية‪ ،‬ولها اثار حاصلة من َالعمارة تنفعل بها ُ‬
‫بصورة‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫االعتبار الثاني‪،‬‬
‫يقسم العلم إلى علم يتبع المعلوم ويؤثر فيه‪ ،‬وعلم ال يتبع المعلوم وال يؤثر فيه‪ .‬فالعلم هو‬
‫إدراك المعلوم‪ ،‬والمعلوم هو ما وقع عليه العلم او إدراك ما من شانه ان يعلم‪،‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫[‪ ] 22‬هناك مفهومان متقبالن هما مفهوم االعتبار‪ ،‬واالصالة املرادف إلى الواقعية‪ ،‬أي الحقيقة العينية املترتبة‬
‫عليها االثار الخارجية‪ ،‬في مقابل االعتبار الذي هو مرادف ملا هو ذهني فقط مجرد من الفاعلية والنشاط‪.‬‬
‫واملقصود بمصطلح األصالة في الفهم الفلسفي العام هو‪ :‬األمر الواقعي الحقيقي‪ ،‬الذي تترتب عليه األثار‬
‫الخارجية أوال وتحديدا‪ ،‬وفي مقابل االصيل هناك االعتباري‪ ،‬فاالعتبار يقابل االصالة وهو ما ال يترتب عليه‬
‫االثار الخارجية اوال وتحديدا‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬الشلبي‪ ،‬كمال عبد الكريم حسين‪" :‬أصالة الوجود عند الشيرازي من مركزية الفكر املاهوي إلى مركزية‬
‫الفكر الوجودي"‪ ،‬تقديم د‪ .‬صالح الجابري‪ ،‬دار صفحات للدراسات والنشر‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)21‬‬
‫ونسبة العلم إلى المعلوم كنسبة الوجود إلى ّ‬
‫الماهية‪ ،‬ولها صفتان‪ :‬صفة انهما امر واحد‬
‫بالذات وصفة التغاير باالعتبار‪.‬‬
‫ف صفة االمر الواحد‪،‬‬
‫ارتبطت بالنشاط المركب لإلحساس والتصور والتذكر والتفكير والشعور‪ ،‬وهذه هي الذات‪.‬‬
‫وقد اقدم ريموند كاتل [‪ ]23‬إلى تقسيم الذات‪ ،‬إلى واقعية ومثالية‪:‬‬
‫فالذات الواقعية‪ ،‬هي ذات حقيقية او شخصية‪ ،‬وتمثل مستوى االقتدار؛‬
‫والمثالية‪ ،‬فهي ذات تطليعة يؤمل منها ا ّن تكون ما يطمح الفرد ا ّن يكون‪ ،‬او يامل‬
‫اإلنسان الوصول إليها‪ ،‬وتساعد المعرفة في بناء مكونات الذات المثالية من خالل ّ‬
‫الحس‬
‫والعقل ومعرفة االسماء‪.‬‬
‫ويخضع بناء الذات للمعايير السائدة في المجتمع‪ .‬فالفرد يؤثر في االخرين ويتاثر بهم‪،‬‬
‫وبمقدار هذا التاثر ونوعه تتشكل ذاته‪ .‬ويركز علماء النفس اإلنساني على بناء الذات عن‬
‫طريق الخبرات التي تنمو من خالل تفاعل اإلنسان مع المحيط االجتماعي‪ ،‬ويطلقون على‬
‫العملية اإلدراكية في شخصية اإلنسان (الذات المدركة) والتي من خال لها تتراكم تلك‬
‫الخبرات‪ ،‬فيتم بناء الذات ُ‬
‫ويكون الفرد مفهوما عن ذاته‪.‬‬
‫وفهم الذات الواقعية‪ ،‬يكون عبارة عن تقييم الفرد لنفسه‪ ،‬لكون الذات هي شعور‬
‫الفرد بكيانه المستمر وهي كما يدركها وهي الهوية الخاصة به وشخصيته‪.‬‬
‫وما نحتاجه في فهم اصول َالعمارة إلى الذات المثالية‪ ،‬التي تبنى مكوناتها على المعارف‪:‬‬
‫في حين ترتكز (الذات المثالية) في بناء مكوناتها على المعرفة بانواعها الثالثة‪ :‬معارف‬
‫حسية؛ معارف عميقة متعلقة بقوانين االشياء‬ ‫تتعلق بظواهر االشياء الخارجية وهي معارف ّ‬
‫وخواصها وهي المعرفة العقلية؛ ومعارف نقراها في َالعمارة من بيانات تتعلق باسماء االبنية‬
‫ّ‬
‫وفعل توجهات َالعمارة التي تقع بين النتاجات المتعددة في زمان ومكان [‪.]24‬‬
‫۝۝ ۝ ۝ ۝۝‬

‫[‪ ]23‬رايموند بيرنارد كاتل‪ ،6994-6945 ،‬وهو عالم نفس ي‪ ،‬أمريكي من أصل بريطاني‪ ،‬ومشهور باكتشافه‬
‫للعديد من املجاالت املتعلقة بعلم النفس‪.‬‬
‫[‪ ]24‬وهناك الذات الشخصية املرتبطة بسلوك الفرد اليومي‪ ،‬كمحاوالت متكررة نحو تعديل الظروف حتى‬
‫تتناسب مع مقتضيات حياته‪ .‬ويكون شرح سلوك الذات االجتماعية ونشاطها االتصالي والعالقات االجتماعية‬
‫م خالل العوامل االجتماعية واالعالمية والسلوكية‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )24‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫بينما يرى كارل روجرز [‪ ]25‬ان العوامل التي تشكل نمو الفرد مك تسبة‪ ،‬ويكون تاثيرها خالل‬
‫العالقات الشخصية المتبادلة بين الفرد والبيئة‪ ،‬التي بدورها تشكل عالم الخبرة والواقع‬
‫للفرد‪ .‬كما يرى إن اقوى عامل دافعي للفرد هو ميله إلى تحقيق الذات الذي يدفعه إلى‬
‫استغالل طاقاته إلى افضل مستوى ممكن‪ ،‬وبالتالي يوجه الفرد سلوكه ليتمكن من الوصول‬
‫إلى هذا الهدف‪ .‬حيث ابدع في طرح فكاره في نظرية الذات التي تركز على حاضر ومشاعر‬
‫اإلنسان اك ثر من ماضيه وافكاره الواعية من خالل بيئة داعمة تجعل اإلنسان المنتفع اك ثر‬
‫ادراكا واستبصارا لذاته كما يشجعه على تقبل نفسه وقدرتهم على التغير والنمو‪.‬‬

‫وقد تكون الفكرة المستنتجة في إمكان التصميم بواسطة الذات وهو المنتفع حيث‪ :‬تكون‬
‫نظرية التصميم بواسطة الذات‪ ،‬من خالل الكيفية التي يدرك الفرد ذاته وكيف يرى االخرين‬
‫الذات‪ ،‬فالذات تتاثر من خالل النضج والتعلم‪ ،‬وتعتمد على الفهم واالهتمام اك ثر من‬
‫التشخيص والنصح واالقناع‪.‬‬
‫وتصلح عملية التصميم للتعامل مع عدد كبير من المشاكل بقصد الوصول إلى حلول‬
‫من قبل افراد لهم القدرة في التعامل مع ذاتهم؛ وهي تحترم اإلنسان وارادته في التغيير؛‬
‫وتحقق المشاركة الكاملة من اإلنسان صاحب الحاجة؛ كما تختصر الوقت والجهد للوصول‬
‫إلى نتائج مقبولة‪ .‬إال إنها بحاجة إلى تنظيم وترشيد في المفردات المستخدمة فيه؛ وهي بعد‬
‫إن كانت مناسبة للتعامل مع اإلنسان فإنها تهيا المناخ النفسي له في استظهار كوامن ذاته‬
‫وهي قد اعتمدت على التحليل لالشياء وعناصرها والى سلوك اإلنسان‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫وبالتالي يكون االساس فيها هو معرفة توجهات اإلنسان‪ ،‬ثم اثر المشاعر على النتاج‬
‫واخيرا على ظهوره االخير باالعتماد على الخبرات الخاصة به او االستفادة من المعمار‪ .‬وبذلك‬
‫يمكن تشخيص ما يقوم به المعمار إلنتاج معين‪:‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫اوال‪ ،‬من يقومون بالمشاركة في عملية التصميم هم من الذين لهم القدرة على تحمل‬
‫مسؤولية النتاج؛ ويتعذر فيها البحث في مشكلة وحلها رغم االجماع على اهميتها؛‬
‫ومراعاة الجوانب العلمية والحقيقة‪ ،‬فاإلنسان فيه هو مصدر المعلومات‪ ،‬بالتالي هو‬

‫[‪ ]25‬كارل روجرز(‪ ،)6941-6943‬عالم نفس أمريكي‪ ،‬وهو عضو االكاديمية االمريكية للفنون والعلوم وجمعية‬
‫علم النفس االمريكية‪ .‬وقد جمع رؤية نظريات الشخصية اإلنسانية مثل التوجه اإلنساني عند ماسلو في علم‬
‫النفس السريري اضافة إلى سارتر وهيجل والتوجه السلوكي والنظرية التحليلية‪ .‬كما ساهم في تأسيس العالج‬
‫النفس ي غير ّ‬
‫املوجه‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)29‬‬

‫من يتعامل مع المشكلة وكيف يراها ال كما هي حقيقة‪ .‬مما تزيد من عدد البدائل‬
‫لموضوع واحد‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬عملية التصميم تصلح للتعامل مع عدد كبير من المشاكل بقصد الوصول إلى حلول‬
‫من قبل افراد لهم القدرة في التعامل مع ذاتهم‪.‬‬
‫ففي بداية االمر تكون االهداف التي يسعى الفرد إلى تحقيقها محصورة في بعض المجاالت‬
‫العضوية‪ ،‬كإشباع الحاجة إلى الطعام والشراب والنوم واللذة واالبتعاد عن اال لم‪ ،‬ثم تتطور‬
‫هذه الحاجات مع نمو ذات الفرد وتفاعله مع االخرين لتتركز في حاجتين مك تسبتين اولهما‬
‫في االعتبار االيجابي من االخرين وهي حاجة تقدير االخرين‪ ،‬وثانيهما االعتبار الذاتي في‬
‫حاجة تقدير الذات‪.‬‬
‫وال يخفى على الجميع دور ابراهام ماسلو في تناول موضوع الذات‪ ،‬من خالل تحديد " هرم‬
‫الحاجات"‪ ،Hierarchy of Needs ،‬والذي يتمثل بخمسة حاجات إنسانية مدرجة تنتهي‬
‫بتحقيق الذات وهي‪ :‬الحاجات الفيزيولوجية‪ ،‬وحاجات االمن‪ ،‬وحاجات الحب واالنتماء‪،‬‬
‫حاجات االحترام‪ ،‬وتحقيق الذات‪.‬‬
‫ومن ذلك‪:‬‬
‫تحدد المعرفة الذات المثالية في عقل الفرد الباطن‪.‬‬‫ّ‬ ‫‪)1‬‬
‫‪ )2‬وتؤثر االحتياجات على الفرد بحيث يبقى مستقرا او ينحرف عن معرفته لتتشكل ذاته‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫‪ )3‬وتتبلور شخصية الفرد وتبرز من خالل‪ :‬التصاق هذه المعرفة ببيئة الفرد ومحيطه‪،‬‬
‫كذلك التزام الفرد بها‪.‬‬
‫فإن هذه النقاط المكونة للذات اإلنسانية الثالث‪ ،‬تؤثر في تاشير نشاط الفرد‬ ‫بالتالي ّ‬
‫االتصالي بين محيطه وبيئته االجتماعية وبين ذاته اإلنسانية‪.‬‬

‫وفي معرفة انعكاساتها على العمارة‪ ،‬فإن ما ُيقدم إلى طالب العمارة‪ ،‬في بداية دراسته‪ ،‬قد‬
‫تكون الخطوة المكملة إلى ما في المحدد االساسي للذات المثالية‪ ،‬ثم تاتي الخطوة الثانية‬
‫عند دروس توضح معالم الشخصية العارفة باثار َالعمارة في بناء المجتمع وصالح الفرد فيه‬
‫كدافع في بناء وتكوين ذاته الشخصية‪ .‬وقد اوضحت له النتاج الذي يرتكز على‪:‬‬
‫‪ )1‬اسس َالعمارة في صالح التكوين‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )44‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫‪ )2‬وممارسة المهنة واحترامها‪ ،‬اي ما يتطلب بناءه التكويني الشخصي واالجتماعي في‬
‫َالعمارة وممارستها وخصوصيتها في زمان ومكان نحو دور ايجابي في النشاط االتصالي‬
‫في ذات اجتماعية واضحة المعالم ومستقرة في محيطها‪.‬‬

‫۝۝ ۝ ۝ ۝۝‬
‫وفي الوقت الذي تعرفنا فيه على البناء التكويني في العمارة‪ ،‬ننظر إلى تصرف القلب المرتبط‬
‫بالتدبر بالنظر في العواقب‪ ،‬والتفكر يصرف القلب بالنظر في الدالئل‪.‬‬
‫اما التدبير فهو تقويم االمر على ما يكون فيه صالح عاقبته‪ ،‬واصله من الدبر وادبار االمور‬
‫عواقبها واخر كل شيء دبره وفالن يتدبر امره اي ينظر في اعقابه ليصلحه على ما يصلحه‪،‬‬
‫بينما التقدير‪ ،‬الذي هو تقويم االمر على مقدار يقع معه الصالح وال يتضمن معنى العاقبة‪.‬‬
‫التفسير والتاويل‪:‬‬
‫وقد يكون التمييز بين التفسير في كونه إخبار عن عناصر التكوين ودليل المراد‪ ،‬فهو ما‬
‫ارتبط بظاهر النتاج الذي يضع كل واحد منهم موضعه‪ ،‬لكون الدليل هو ما يكشف عن‬
‫المراد‪ ،‬والتاويل اخبار بمعنى النتاج وحقيقة المراد منه‪ ،‬وهو ما تعامل مع غرض المصمم‬
‫واستخراج معنى النتاج على وجه المجاز او الحقيقة‪ ،‬وتكون حركة النتاج من المتشابه إلى‬
‫المحكم‪.‬‬
‫ورغم كون المحكم والمتشابه من إشكاليات العصر الحديث‪ ،‬ومنها في العمارة‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫ّ‬
‫حيث ّإن تنوع التفسيرات للنتاجات المعمارية المتشابهة يولد إشكالية فقدان حقيقة النتاج‬
‫والوصول إلى المحكم كونه الحل االفضل‪.‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫إن تنوع نصوص النتاجات باختالفات توجهات حركات العمارة‪ ،‬قد فرضت احكام محكمة‬
‫ُع ّدت كاساس ودليل الحركة‪ ،‬وتكون االفكار المتقاطعة والمتشابه كاساس قانون ودليل‬
‫الحركة وهناك العديد فيما يخص الحركة الواحدة‪ ،‬من تماثل تعدد النصوص في االدب او‬
‫حقول معرفية اخرى‪ .‬وقد يعيننا فهم المحكم [‪ ]26‬والمتشابه [‪ ]27‬إلى تصور [‪:]28‬‬

‫[‪ْ ]26‬‬
‫اإلحكام هو اإلتقان البالغ ومنه البناء املحكم الذي اتقن‪ ،‬فال يتطرق اليه الخلل والفساد‪ .‬ويظهر االختالف‬
‫فيه من خالل كون املحكم‪ :‬املحدد‪ ،‬ما ُعرف املراد منه بالتأويل أو الظهور وهو ال يحتمل من التأويل اال‬
‫ً‬
‫وجها واحدا (احادية التأويل)؛‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)46‬‬

‫‪ )1‬القوانين االساسية الحاكمة إلى الفكر في توجهات َالعمارة او حركاتها‪.‬‬


‫‪ )2‬االختالفات الممكن حدوثها في مجال الحركة الواحدة‪.‬‬
‫‪ )3‬إمكانات تداخل افكار اخرى‪.‬‬
‫في حين نتقارب في فهم نتاج َالعمارة من خالل‪:‬‬
‫‪ )1‬اعتبار النتاج المعماري الذي ال يمكن إرجاعه إلى مرجع اصلي هو محكم والنتاج الذي‬
‫يمكن إرجاعه إلى نتاج سابق هو المتشابه‪ .‬ومثال في ذلك‪ ،‬اعتبار َالعمارة‬
‫الكالسيكية [‪ ،]29‬كنمط كالسيكي من القرن التاسع عشر حتى اواخر الحرب العالمية‬
‫الثانية‪ ،‬هي المحكم الحتوائها على االنماط االساسية النواع المباني‪ ،‬وما جاء بعدها‬
‫من نتاجات او حركات انما هو نسخ النماطها مع إمكانات التعديل والتحوير عليها‬
‫حتى ُت ّعد مقبولة كما في نتاج ما بعد الحداثة الذين توجهوا في نتاجاتهم إلى االنماط‬
‫السابقة االصلية وهي االنماط الكالسيكية‪.‬‬
‫بروز بعض القوانين نصوص فكرية في كل حركة هي محكمات في عمارتها‪ ،‬وال بد‬ ‫‪)2‬‬
‫من التعامل معها بصفة الثبات فهي انماط‪ .‬كما في مقولة " الشكل يتبع الوظيفة" في‬
‫عمارة الحداثة‪ .‬واخرى متشابهات تعطي للمعمار مدى يتحرك به‪ ،‬كما في التعبيرات‬
‫المتعددة عن الوظيفة‪ .‬وال يكون المتشابه خطا وإنما يعطي المديات المفتوحة‬

‫الداللة‪ ،‬وكونه واضح الداللة فال يحتمل النسخ؛‬


‫الذاتية ‪ ،‬وكونه ما استقل بنفسه فال يحتاج إلى بيان؛ وبالتالي فهو املتقن الذي ال يشوبه اإلشكال‪ .‬وتمثيله‬
‫َ‬
‫بالعمارة في االنماط‪.‬‬
‫[‪ ]27‬يمكن فهم الشبه في التماثل بين شيئين أو اشياء مما يؤدي إلى الحيرة والشك ُويوقع في االلتباس‪ .‬ويظهر‬
‫االختالف فيه من خالل كون املتشابه‪ :‬لم ُيعرف املراد منه؛ لم يستقل بنفسه وحاجته إلى بيان ليرد إلى‬
‫غيره؛ وتعدد وجوه االحتمال؛ وغير واضح الداللة ويتحمل النسخ‪ .‬وتمثيله في َ‬
‫العمارة بالنماذج‪ .‬راجع‪:‬‬
‫القاموس‪ ،‬ولسان العرب مادة حكم وشبه‪.‬‬
‫ُ‬
‫[‪ ]28‬يمكن فهم الشبه في التماثل بين شيئين أو اشياء مما يؤدي إلى الحيرة والشك ويوقع في االلتباس‪ .‬ويظهر‬
‫االختالف فيه من خالل كون املتشابه‪ :‬لم ُيعرف املراد منه؛ لم يستقل بنفسه وحاجته إلى بيان ليرد إلى‬
‫العمارة بالنماذج‪ .‬راجع‪:‬‬‫غيره؛ وتعدد وجوه االحتمال؛ وغير واضح الداللة ويتحمل النسخ‪ .‬وتمثيله في َ‬
‫القاموس‪ ،‬ولسان العرب مادة حكم وشبه‪ .‬ينظر‪ :‬الكتب العشرة في العمارة‪ /‬فتروفيوس‬
‫[‪ ]29‬ينظر إلى الحواريات العامة‪ :‬املحكم واملتشابه‪ / .‬فلسفة اإلنسان في َ‬
‫العمارة‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )43‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫للمعمارين في التطوير والتحديث واستنباط الجديد منها وهو يستكشف العالقة في‬
‫وصفها بين الطرفين‪.‬‬
‫ويظهر الخلل في التعامل مع المحكمات إلى الفشل في عمارة او الخروج عن االطر التقليدية‬
‫لزمان ومكان معينيين‪ .‬بالتالي فإن المتشابه يحكم بحدود المحكم فهو يكمله ال يناقضه‪.‬‬
‫وعند االستعمال يكون المحكم من احكام النظم واالتقان وما فيه من خصائص التماسك‬
‫واالنسجام في االفكار والمفاهيم واالنظمة والقوانين‪.‬‬
‫بينما وصف المتشابه في التماثل والتشابه بين نتاج واخر في الهدف واالسلوب وتوخي‬
‫االختالف والتفاوت فيه في مقاربته مع االصل إال إن فيه تعدد التفسير والتاويل وهو يحدد‬
‫الخصوصيات لها ضمن إطار منظم من المحكم االك ثر عمومية‪.‬‬
‫وقد يكون التفسير من التاويل او العكس‪ ،‬وهذا ما ُاختلف فيه‪ ،‬إال ان المتفق عليه ان‬
‫يكون التفسير في االشكال وعناصرها فهو ال يحتمل تعدد االوجه‪ ،‬بينما التاويل في المعاني‬
‫والتكوينات‪ ،‬فهو يتحمل تعدد الوجوه‪ ،‬إلى معان مختلفة بما ظهر من االدلة ويلتزم بترجيح‬
‫احد االحتماالت‪.‬‬
‫اما التعقل ففيه معنى يقضي بإدراك المعاني المجملة التي تعقل اإلنسان وتمنعه من‬
‫مخالفته‪ .‬وتعقل َالعمارة في إدراك معانيها االساسية بما يعطي نتاجات ال تخالف القواعد‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫التكوينية له‪.‬‬
‫وال يتم ّكل من تدبر ال َعمارة وتعقلها‪ّ ،‬إال بعلم مجمل المعاني اإلجمالية ومراميها‪،‬‬
‫ومعرفة العلم هو حصول صورة الشيء في الذهن وهو على نوعين في تصور وتصديق الذي ال‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫يكون فيما يبرهن عند صاحبه‪ .‬ولكن ليس من شرط هذا العلم ا ّن يكون تفصيليا لكل‬
‫تكوين وكل عنصر‪ ،‬بل قد يكون التدبر بإدراك المعنى اإلجمالي‪ ،‬الذي يكمل كلما كان‬
‫العلم بالمعاني اكمل‪ ،‬مع عدم كون شرط كون المعرفة التفصيلية للمعاني الزم لمطلق‬
‫التدبر‪ .‬ويكون عقل مكونات النتاج الواحد او المكون الواحد(الجزء) إلى كامل النتاج‪.‬‬

‫۝۝ ۝ ۝ ۝۝‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)42‬‬

‫فإن عالقة التدبر بالقراءة يكون من خالل‪:‬‬‫ولغرض االستفادة من المعنى اجماال وتفصيال‪ّ ،‬‬
‫التعامل مع عنصر ولم يعلم حقيقة معناها او علم انه مجرد عنصر في واجهة نتاج وال معنى‬
‫له‪ ،‬ولكن فهم غايته والمقصد من إيراده‪ ،‬كان تكون اإلشارة إلى المعالجة البيئية او اخرى‪،‬‬
‫حصل له نوع من التدبر لتلك العناصر المرتبطة بالمعالجات البيئية‪ ،‬رغم انه ال معنى لها‬
‫مجردة في حد ذاتها‪.‬‬
‫فإن سعينا إلى تدبر قراءة ال َعمارة‪ ،‬قد اعتمد على بيان االساسيات في نتاجه عبر‬ ‫بالتالي‪ّ ،‬‬
‫إدراك إلى المعاني االصلية اإلجمالية‪ ،‬ويكون تمام كمالها يعني تمام التدبر في القراءة‪ ،‬وهذا‬
‫من جهة المعنى‪ .‬وننظر إليه من جهة ما يؤده في اخر االمر‪.‬‬
‫او ننظر إلى تعقل قراءة ال َعمارة‪ ،‬من خالل معرفتنا إلى التصور‪ ،‬وارتباطها بتخيل النتاج‪.‬‬
‫فالمهم هو سالمة العقل‪ ،‬وعليه ا ّن يفرق بين‪ :‬تعقل َالعمارة‪ ،‬وتصور َالعمارة‪.‬‬
‫حيث ّإن التقارب في رؤيتنا على تعقل العمارة‪ ،‬هي مرحلة قلقة غير مستقرة‪ ،‬فال اتفاق‬
‫فيها مما يكون االنتقال إلى منطقة التصور وهي المتاهة(‪ )labyrinth‬التي تعني االختالف‪،‬‬
‫وتشكل المرحلة االك ثر تاثيرا في تعدد النتاجات على مستوى الحركة او ضمن الحركة‬
‫الواحدة‪ .‬وما يبرر االختالف في التصور يعود إلى كون التصور ما اعتمد على امكانات مواد‬
‫التصورات في الوجود الواقع الخارجي كذلك يتعذر العقل على تصور الشيء بسبب‬
‫الضعف في‪:‬‬
‫اوال‪ :‬إادراك البشر وحواسهم‪ .‬ال تنكر العمارة في توجهاتها المتعددة‪ ،‬دور الحواس‬
‫بح ُث فيه هو القيمة المعمارية ودورها في مراحل اإلدراك‬‫في عمليات معرفة العمارة‪ .‬وما ُي َ‬
‫المتمثلة في‪ :‬مرحلة وجود المثير‪ ،‬وعند الشعور باثار المثير ليتم الكشف في اإلحساس‬
‫بوجود المثير‪ ،‬ثم التعرف على المثير في إدراكه اي عندما يكون للمثير معنى معين‪ ،‬واخيرا‬
‫االستجابة من خالل خبرات الفرد اإلدراكية السابقة وما مر به من تجارب فيعرف خواص‬
‫المثير وما يرمز له ذلك المثير‪ ،‬ويحصل تعاقبا في المراحل االربعة (المثير ‪ ...‬اإلحساس ‪...‬‬
‫التعرف ‪ ...‬اختيار االستجابة)‪ .‬عليه فان اإلدراك يحتاج لذاكرة فظهور مثير قد مر به يسترجع‬
‫معلومات قد ادركها سابقا‪ .‬والحس هو الصوت الخفي‪ ،‬وهو اول العلم المدرك بحاسته‪.‬‬
‫واإلحساس بالعمارة هو إدراكها‪ ،‬مك تنفا بالعوارض المتمثلة بالنتاجات المتباينة مع‬
‫حضور مادتها‪ ،‬ونسبة خاصة بينها وبين المدرك‪ .‬ويكون اإلحساس للحواس الظاهرة في‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )44‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫حين ا َّن اإلدراك هو للحس المشترك او العقل‪ .‬كما ان المشاهدات هو للحس الظاهر بينما‬
‫[‪]30‬‬
‫تكون الوجدانيات للحس الباطن‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طبيعة البشر المحدودة‪.‬‬
‫قال الشاعر العربي ابو العالء المعري‪:‬‬
‫اراني َ‬
‫ضعف عقلي‬ ‫كلما ادبني ُ‬
‫الدهر‬
‫زادني علما بجهلي‪.‬‬ ‫فإذا ما ازددت علما‬
‫فالحكم هو في محدودية العقل البشري إزاء ما يحيط به من كون غير المحدود‪ ،‬وهو‬
‫ما يؤشر إلى النقص لدى البشر ليكون سر تقدم االمم واالفراد‪ .‬كما ان اإلحساس بالجهل هو‬
‫ما عرف حرك تهم في بوادي المعرفة‪.‬‬
‫وعقل البشر له حدود ال يتجاوزها واقدارا ال يتخطاها‪ ،‬ومتى ما كان له حدود‪ ،‬في‬
‫إدراك الشيء‪ ،‬ينتهي إليها وعنده وصوله يعلن عجزه‪ .‬كذلك انه محدود في الزمان والمكان‪.‬‬
‫وهذا ما يبرر السؤال عن مكانه وزمانه مع ان الحقيقة ال زامن لها وال مكان إال ان العقل عاجز‬
‫عن إدراكها‪.‬‬
‫وعندما تكون هنا حاجة إلى إدراك العقل للعمارة في نتاجها وحرك تها عن طريق‬
‫وجود اعمارة المشهود عبر المعطيات الحسية في رسائل الحواس الظاهرة‪.‬‬
‫ما هو تبرير الحاجة إالى حركات العمائر المتعددة؟‬
‫عندما ال يستمد عقل االنسان إدراكه للعمارة إال عن طريق معطيات الحس الظاهرة‬
‫بها اوال‪ ،‬ثم قيام العقل بعمليات التحليل والتركيب‪ ،‬واالستقراء واالستنباط‪ ،‬بالتالي‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫الوصول إلى نتائج تخص الحركة في العمارة او العمائر المتعددة‪ .‬وعكس ما تقدم يكون حكم‬
‫االنسان في شيء غير العلم وحكم وتبرير بغير رشد‪ .‬إال ان التحدي في التفكير باتجاه كون‬
‫للعقل القدرة على إدراك جميع العمائر كموجوادت السابقة منها والالحقة فال حاجة إلى‬
‫تكذيب التصورات الموضوعة والمقترحة عنها‪ .‬كذلك فان عجز االنسان عن إدراك ما ارتبط به‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫في التغني بنتاج والتحقق من تاثيره المعنوي عليه يجعل من النزاع فيها مبررا في قبول عدم‬
‫الحاجة عن حركات العمائر‪.‬‬
‫وايهما اال ك ثر حاجة االنسان في التفكير بفعل االنسان في العمارة ام في العمارة‬
‫نفسها؟‬

‫[‪ ]30‬انظر‪ :‬النعل‪ ،‬مختار فوزي‪6432،‬هـ‪" ،‬موسوعة األلفاظ القرآنية"‪ ،‬اليمامة للطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.6:‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)45‬‬

‫فهل ذلك مرتبط في تبرير علم العمارة وتنوعه‪ ،‬فهناك علم بالعمارة الذي ال يقتضي‬
‫التشكيك بعلم وجود العمارة كما هو العلم بوجود االنسان‪ ،‬وهذا ميرر خالفة االنسان‬
‫لالرض‪ .‬وهناك علم ارتبط بالنظريات الممكنة في تفسير العمارة وحرك تها إال انه علم بعمارة‬
‫ال تكون إال بواسطة جوانب فيها‪ .‬وعلم بعمارة ارتبط في بناء االفكار فيها بجوانب ليست‬
‫بمادية‪ .‬وبين المسصتويات الثالثة للعلم بالعمارة‪ ،‬فان قد تدرك بالعقل او ال تعرف إال‬
‫بحواس االنسان واخرى ال سبيل لها في اي منهما بل بشيء اخر‪.‬‬
‫وهنا كيف نبرر الحاجة إلى عدم الدراية بقناعة االنسان في قدرة العمارة على تلبية‬
‫متطلبات االنسان ومجتمعه‪ ،‬مثلما ال يدري ما تعني العمارة نفسها؟ وبين الحالتين انما‬
‫العمارة ابدع يكون لإلنسان وقعا فيه‪.‬‬

‫بيامن يكون إدرإك إحملسوسات‪ ،‬ويه أحسن إملعلومات‪ ،‬ابلحساس إذلي هو‬
‫أحسن الادرإاكت وبأحسن إلقوى إملدركة‪ ،‬ويه إحلوإس‪.‬‬
‫وإلسؤإل ما هو أفضل عقل إذإ عقل وعمل أفضل إملعقولت بأفضل عمل؟‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )41‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫كيف يمكن أن نتخيل العمارة؟‬


‫وقبل ا ّن ناخذ مثال من َالعمارة‪ ،‬لنطرح على كاتبنا سؤال كيف يمكن ان نتخيل َالعمارة؟‬
‫باعتماد العقل والتعقل‪ ،‬والتصور والتصديق لمن يتعذر لهم التصديق والتعقل َ‬
‫للعمارة عبر‬
‫نتاجاتها‪.‬‬

‫فالعقل في رؤيته إلى َالعمارة انما يقوم بالتمييز بين تكوينين او بنايتين وهكذا يكون تقدير‬
‫الفرق بينهما هو الذي يبتعد عن المتاهة التي يمكن ان يقع فيها اإلنسان المتلقي‪.‬‬
‫مرحلة تعقل العمارة‪،‬‬
‫مرحلة تصور َالعمارة‪،‬‬
‫وما نتفق فيه هو تعقلنا إلى نتاج اإلنسان في َالعمارة وغيرها من المعارف اإلنسانية‪ ،‬إال اننا‬
‫وتعد منطقة التصور هي منطقة الحراك اإلنساني واالجتهادات‬ ‫نختلف ربما بالتصور لها ّ‬
‫المتعددة بظهور معارف متعددة المستويات للمناهج المستخدمة‪ ،‬إال إنها ما زالت منطقة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫االختالف بفعل المتشابه‪.‬‬


‫ويبقى السؤال قائما‪:‬‬
‫ّ‬
‫" إالى اي مدى يبقى ا إالنسان في منطقة التصور؟"‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫فما يتعذر تصوره هو الشيء الفاقد إلى مادته‪ ،‬او خامات التصور في الواقع‪ ،‬فمثال الحديث‬
‫عن بناية تقف على عدد يسير من االعمدة غير المتناسبة في التوزيع‪ ،‬فالبناية هنا امرا يعقل‪،‬‬
‫لكن قد يتعذر على العقل تصوره‪ .‬وذلك يعود إلى‪:‬‬
‫المقياس‪ ،‬الذي يجهد اإلنسان في مطابقة النسبة لفهم الشيء‪.‬‬
‫وضعف إدراك البشر‪.‬‬
‫وضعف إدراك حواسهم‪.‬‬
‫الطبيعة السلوكية لإلنسان‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)41‬‬

‫فاإلنسان يستخدم حواسه في معظم انواع التامل‪ .‬وتشمل هذه االنواع من التامل في الذهن‬
‫والتركيز والحركة‪ ،‬ويمكن التامل على الحواس نفسها عبر مدخالتها ووسائلها في إدراك الواقع‬
‫كحالة من تامالت ذهنية‪ .‬كما يك تسب االنسان فوائد من الوعي ّ‬
‫الحسي بممارسة الوعي‬
‫الحسي خالل الحياة اليومية لإلنسان‪ .‬وهي نفس فوائد التامل الذهني من الرؤية الدقيقة‪،‬‬
‫وزيادة المعلومة والفهم للجسم المادي‪ ،‬والعيش في اللحظة‪.‬‬

‫ويجعل تطور الوعي الحسي‪ ،‬حواس اك ثر حدة من خالل طرح المزيد من التفاصيل‬
‫وتشخيص الفروق الدقيقة وتفرد االجسام المتميزة الفردية من حولنا‪.‬‬
‫ويعيننا الحصول على المتعة من النتاج من االدراك في الكائنات الحية‪ ،‬ومن اجهزة الحس‬
‫المنشطة نفسها القدرة على اشتقاق تلك المتعة من المحفزات االبسط‪ ،‬بالتالي يحدث‬
‫التغيير من حالة الخرى اك ثر اشراقا وفائدة لإلنسان‪ .‬ويتطلب التغيير االنتباه واإلدراك‬
‫لضمان استخدام حواس االتصال بشكل كامل مع بيئة اإلنسان‪.‬‬

‫اما تقنيات الوعي الحسي‪:‬‬


‫‪ )1‬ان التجارب غير الشكلية في العديد من انواع التامل‪ ،‬ويكون اختبار متعلقات النتاج‬
‫بشكل مباشر بدال من مجرد التفكير فيها وفي الوعي الحسي؛ كما إن وصف النتاج‬
‫ليست هي نفسها للتفكير‪ ،‬فالحواس تعمل في عالم غير شكلي وفي تمارين الوعي‬
‫الحسي‪ ،‬ندخل هذا العالم كمراقبين لنا القدرة على الحكم في فعل اإلدراك‪ ،‬او‬
‫استخدام وظائ ف اخرى من وظيفة تحليلية موجهة للعمارة‪.‬‬
‫‪ )2‬اعتماد العقالنية ّ‬
‫الحسية في حركة اعمالنا لما فيها من سرعة‪ ،‬وإلى معالجة البيانات‬
‫الحسية السطحية‪ .‬فالفعل في التصميم لمشروع معين‪ ،‬فالشروع في التصميم هو اداة‬‫ّ‬
‫المهمة‪ .‬والحاجة إلى االنتباه من اجل التركيز على المهمة‪ ،‬وإن التجربة ال ّ‬
‫حسية‬
‫العميقة (من الرسم االولي إلى التنفيذ) تستغرق وقتا طويال‪ .‬ودور المصمم في تقسيم‬
‫الحسية منها‪ .‬ثم يتطلب تخصيص فترة من‬ ‫االنتباه بين المهمة نفسها وبين التجربة ّ‬
‫الوقت فقط لحواسنا‪ ،‬ونتحرك خالل هذه الفترة على وضع المشروع الخاص‪.‬‬

‫وقد يكون المبنى الموجود في مكان من المدينة ويؤدي وظيفة معينة هو ما اتفق وتعقل‬
‫عليها إال إن ما يفسر به نمطها او التيار الذي تحتكم فيه‪ .‬وهنا يظهر االختالف بينهما في‬
‫تصور نوع البناية او التيار الذي اتبعته‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )44‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫وبذا يكون االتفاق في تعقل نتاج العمارة‪ ،‬إال ان االختالف يكون في تصور النتاج‪ ،‬وسبب‬
‫االختالف في ضعف تصور الشيء هو ضعف االدراك وذلك لضعف إدراكنا إليه‪.‬‬

‫لذا فان تصور الشيء والوصول إلى حقيقة التصور؟ إنما يرتبط ب ‪:‬‬
‫اوال‪ ،‬التعقل للشيء‪ .‬والتعقل في وجود قوة وقدرة تسيطر على اإلنسان او المعمار‪،‬‬
‫وعلى الطبيعة‪ .‬واالختالف بينهم هو بمدارك اإلنسان المحدودة والحواس الضعيفة في تصور‬
‫تعقل الجميع عليه وهو واجب‬ ‫هذه القوة والقدرة‪ .‬إال ان الحاجة إلى نتاج َالعمارة هو ما ّ‬
‫االتفاق عندما ترتبط بخدمة اإلنسان واشباع حاجاته عقليا‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬القدرات االدراكية‪ ،‬بخطوات ثابتة يقف عندها‪ .‬ويكون االختالف في تصور‬
‫العقل‪،‬‬
‫وقد نبتعد في المثال عندما ال يستطيع اإلنسان بقدراته البسيطة ان يدرك تصور شيء موجود‬
‫او غير موجود فكيف يمكن ان يدرك تصور المنتج للشيء‪ .‬او ان تكون لنا القدرة على‬
‫التصور‪ ،‬وعند العجز في فهمهما يشعر اإلنسان بمحدودية إدراكه لالشياء‪.‬‬
‫مثال من َ‬
‫العمارة‪،‬‬
‫ونسوق مثال من العمارة‪ ،‬عند طلب من مجموعة من المعماريين مشروعا لبيت سكن‪،‬‬
‫فا ّنهم جميعا اتفقوا وتعقلوا على ا ّن هناك حاجة إلى بيت للسكنى‪ ،‬إال ا ّنهم اختلفوا في تصور‬
‫النتاج‪ ،‬وذلك لضعف إدراكهم في تصور النتاج المشترك بينهم‪ .‬فإذا اردنا ا ّن نصل إلى‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫حقيقة تصور البيت‪ ،‬يكون علينا ان نصل إلى حد التعقل وننظر في قدرة إدراك اإلنسان‪،‬‬
‫ولذلك يكون االتفاق في ّتعقل‪:‬‬
‫‪ّ -‬إن هناك قوة وقدرة تسيطر على البشر وعلى المخلوقات وعلى الطبيعة ولكن االختالف‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫عندما اراد مجتمع معين ان يتصوروا تلك القدرة والقوة بمداركهم المحدودة وحواسهم‬
‫الضعيفة‪.‬‬
‫‪ -‬اما الحالة االخرى المتمثلة بعجز مدارك اإلنسان لفهم هذه القوة والقدرة المحركة‬
‫للكون مثال‪ ،‬نشعر حقيقة بحدود إدراك البشر وعجزه‪.‬‬

‫فهل حقا‪ّ ،‬إن القوة والقدرة ترسل لنا عالمات وتوضح لنا‪ ،‬ما لم تقدر عليه قدرات اإلنسان‬
‫والتي يعرفها صاحب االختصاص بالصفات ومسمياتها‪ .‬وهذه القدرات لها رسالة تتطلب جهدا‬
‫في إدراكها‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)49‬‬

‫قراءة العمارة‪:‬‬
‫بينما يكون تامل قراءة ال َعمارة‪ ،‬لما للغة َالعمارة من عناصر وتشكيالت ورموز معروفة‬
‫ومتداولة وغير متداولة في التواصل بين افراد المجتمع‪ .‬فاللغة فيها القراءة والنقد‪ ،‬وقواعد‬
‫القراءة هي وسيلة استقبال معلومات المصمم المرسل‪ ،‬والمتلقي المرسل إليه‪ ،‬والنتاج‬
‫الرسالة‪ ،‬واستشعار المعنى هي الشفرات التي يتعامل بها مرسل الرسالة باعتبارها وسيلة‬
‫تحقق هدفها في تثقيف او تلبية حاجة في سياق‪ ،‬وكل هذا يتم على استشعار المعنى وهي‬
‫وسيلة للتثقيف‪ ،‬وكل هذا يتم عن طريق قناة إسترجاع المعلومات المسجلة في المخ‬
‫والمعلمة من قبل عناصر وتشكيالت ورموز واشياء اخرى تاتي من مصادر ومراجع‪ ،‬من‬ ‫ّ‬
‫خالل‪:‬‬

‫اوال‪ ،‬االشارة إلى رؤية في نظرية العمارة [‪ ،]31‬عند التعرض إلى نتاج معين‪ .‬حيث يكون امامنا‬
‫ثالثة انواع من النتاجات‪:‬‬
‫نتاج ضمن الحركة المعمارية الواحدة‪ .‬ويتمثل النتاج في إعادة تركيب العناصر‬
‫بعالقات‪ ،‬وطلبات‪ ،‬وتقييم‪ ،‬ضمن الحركة نفسها‪.‬‬
‫نتاج بين حرك تين مختلفتين‪ ،‬كالحداثة وما بعد الحداثة‪ ،‬وفيه نقل النص المعماري‬
‫من حركة إلى حركة اخرى‪.‬‬
‫ونتاج فيه إاشارة شكلية ومعنوية إلى إشارة ال شكلية وال معنوية‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬يتالف نموذج عملية االتصال من ستة عناصر ولها ستة وظائ ف اتصال‪ .‬وهي‪ :‬المرسل‪،‬‬
‫المستقبل‪ ،‬السياق‪ ،‬الرسالة‪ ،‬قناة التواصل‪ ،‬شيفرة التواصل‪ .‬وقد ّفرق بين هذه الوظائ ف‬
‫[‪،]32‬‬

‫[‪ ]31‬االستفادة من رؤية رومان ياكوبسون (‪ )1896 -1982‬في مقالته في نظرية الترجمة حول " حول الجوانب‬
‫اللغوية للترجمة "‪ ،‬عندما ّ‬
‫فرق فيها بين ثالثة أشكال للترجمة‪.‬‬
‫[‪ ]32‬وظائف التواصل الستة‪ :‬لوظيفة املرجعية (للواقع أو املرجع)‪ ،‬الوظيفة التعبيرية (لذات املرسل)‪،‬‬
‫الوظيفة التأثيرية (تنصب على املتلقي)‪ ،‬الوظيفة الشعرية أو الجمالية (البحث بما في الرسالة‪ :‬الخصائص‬
‫الشعرية والجمالية)‪ ،‬الوظيفة الحفاظية (بالتركيز على القناة لوظيفة حفاظية وإفهامية)‪ ،‬الوظيفة الوصفية‬
‫(لشرح مصطلحات ومفاهيم والشفرة املستعملة)‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )54‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫ويكون احد العناصر حاضرا في نص من النصوص ويكون مرتبطا بطبيعة النص او النتاج في‬
‫العمارة‪ .‬ففي النتاج المعماري مثال تكون الوظيفية له احد االوجه الخمسة المحددة للصورة‬
‫المعنوية وهي‪ :‬البرهانية‪ ،‬التخاطبية‪ ،‬الجدلية‪ ،‬التغالطية‪ ،‬الشعرية‪ .‬ليكون عنصر النتاج‬
‫الرسالة او النص هو العنصر االساسي‪ .‬مع االعتبار ان النتاج يجمع بين الشكل والمعنى‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬اعتماد نموذج الجوانب االربعة (نموذج االتصال)‪ ،‬الذي ابتكره فريدمان شولتسثن‪،‬‬
‫يتضمن كل نتاج معماري اربع رسائل وهي‪:‬‬
‫الحقيقة‪ ،‬وتمثل البيانات والمخططات وهي جزء من المخطط الناتج‪.‬‬
‫الكشف الذاتي‪ ،‬وتمثل للكشف بوعي او بدون وعي عن ذات ودوافع وقيم المرسل‬
‫إلى المتلقي‪.‬‬
‫العالقة‪ ،‬وتمثل طبيعة تعامل المرسل مع المتلقي ورايه فيه‪.‬‬
‫والمطالبة‪ ،‬وتمثل الرغبة والمؤثرات التي يتطلع لها المرسل‪.‬‬
‫قراءة َ‬
‫العمارة عملية معرفية‬
‫تقوم القراءة على تفكيك رموز تسمى عناصر لتكوين تشكيل ذا معنى والوصول إلى مرحلة‬
‫الفهم واإلدراك‪ .‬وهي جزء من لغة َالعمارة‪ .‬واللغة هي وسيلة للتواصل او الفهم‪ .‬فالقراءة هي‬
‫استرجاع منطقي او عقلي للمعلومات على شكل رموز‪ ،‬حروف او صور في الدماغ‪.‬‬
‫كما ُيعد التواصل شرطا ضروريا وشامال لتشكيل وتطوير مجتمع وفرد العمارة‪ّ ،‬‬
‫وإن كل‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫نشاط اتصالي يفترض دخول اإلنسان في إطار عالقات محددة واشكال مختلفة من التواصل‬
‫تبعا لزمانها ومكانها‪.‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫والتاثير االكبر إلى التواصل‪ ،‬هو في تكوين الفرد‪ .‬مع االعتبار إلى تحقق اساليب النشاط‬
‫االتصالية في سياق السلوك اإلنساني‪ ،‬وإلى كون عملية التواصل هذه ال تتم بمعزل عن‬
‫تاثيرات المنظومة المكونة لمجتمع معين يعيش اإلنسان بداخله‪ ،‬فيتاثر بما يتعلمه من‬
‫المجتمع‪ .‬فيكون التاثير متزامنا في زمان ظهور عالقات داخل المنظومة‪.‬‬

‫والقراءة هي قدرة بصرية تتعاطى الحواس الظاهرة في القدرة الباصرة‪ ،‬كاساس في الفهم‬
‫والتعبير والتاثير فيمن حول اإلنسان الباصر‪ .‬مقابل إنعاش قدرة الحواس الباطنة في‬
‫الحواس المشتركة والذاكرة والعقل للحصول على الك ثير من المعرفة‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)56‬‬

‫وتكون قراءة َالعمارة عملية استخالص معنى من نتاج ظاهر وتحليله إلى رموزه‪ ،‬لذا تتطلب‬
‫االدراك واالنتباه والفهم والتذوق واالنفعال‪.‬‬
‫َ‬
‫ومن جمعهما الحواس الظاهرة والباطنة تكون في عملية التدبر قراءة العمارة‪ ،‬الذي‬
‫يتطلب ترشيح معمار التدبر‪.‬‬

‫معمار التدبر في التاريخ والنظرية‪.‬‬


‫لقد اظهر الكاتب ثالثة قضايا تثير اهتمام المشروع البحثي وتاسيسه‪ .‬والمشروع يعمل وفق‬
‫ماهية ال َعمارة‪ .‬حيث ا ّن َالعمارة التي نتعامل معها تطرح بمستويين‪ ،‬هما‪ :‬مستوى َالعمارة‬ ‫ّ‬
‫ومستوى الال َعمارة ‪ ...‬فهل لنا طريق إلى َالعمارة من الال َعمارة‪ ،‬وهل لنا رسالة في َالعمارة‬
‫من اجل َالعمارة نفسها‪.‬‬
‫والقضية االخيرة‪ :‬ما هي َعمارتنا؟ وسرعان ما تنطفئ حركة َعمارة االخر‪.‬‬
‫ومما يساعد في الموضوع‪ ،‬مثال‪ ،‬با ّن هناك العديد من المفاهيم‪ ،‬وهذه المفاهيم قد تكون‬
‫قريبة إلى سياسة المنظومة التعليمية اوال قبل ا ّن تكون خاصة بطالب َالعمارة ورغباته في‬
‫العمل ما بعد التخرج ‪ ...‬وتشكل القضايا الثالثة خطوات في الكيفية التي يمكن إنجاز الدرس‬
‫التصميمي وتوزيع الجهد عليه‪.‬‬
‫فالطالب والباحث في َالعمارة وكيفما يكون اختصاصه فيها‪ ،‬ما زال بحاجة إلى معارف‬
‫من الممكن تجميعها لتكون علم معين متخصص في مجال محدد‪.‬‬
‫وعندما نحاول ان نميز بين المصطلحات الك ثيرة‪ ،‬ومطالب التمييز بينها والتمييز بين‬
‫المعرفة والعلم وما هي حدود المعرفة وما هي حدود العلم‪ ،‬وبالضرورة يتعلمها الطالب‪.‬‬
‫ويعني هذا الوصول إلى درجة التيقن بين المفهومين في الدراسات االولية‪ ،‬إال انه بحاجة‬
‫ماسة اليها‪ ،‬إلى التمييز بين مفرداتهما‪ .‬ويحتاجها جميع الطلبة في دراساتهم االولية والعليا‪،‬‬
‫ويختلف بموجبها درجة الفهم لنا وإمكانات التطبيق في بدائل متعددة ‪ ...‬حيث تخرج من‬
‫مرحلة عملية التصميم ونظريته إلى نظرية َالعمارة ولكل منهما مفردات‪ .‬وان لنظرية َالعمارة‬
‫حضورا يختلف تماما عن حضور نظرية التصميم‪.‬‬
‫وفي بعض االحيان عندما نذكر نظرية َالعمارة نذكر تاريخ ال َعمارة‪ ،‬وما يتم تداوله من قبل‬
‫طلبة الدراسات العليا‪ ،‬هل هو نظرية ام تاريخ نظرية‪.‬‬
‫فنحن نميز التوجه في تاريخ العمارة‪ ،‬عندما ال يكون ارتباطه بفرد‪ ،‬او حادثة تاريخية‪،‬‬
‫او تاريخ شعب وامة‪ ،‬او التاريخ اإلنساني الشامل‪ ،‬وإنما هو تحليل وفهم لالحداث‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )53‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫المعمارية (التاريخية) عن طريق منهج يصف ويسجل ما مضى من وقائع واحداث ويحللها‬
‫ويفسرها على اسس علمية صارمة بقصد الوصول إلى حقائق تساعد على فهم الماضي‬
‫والحاضر والتنبؤ بالمستقبل‪.‬‬
‫إننا بحاجة إلى تمييز بين المفردات‪ ،‬فما عمل به الطالب تاريخ حقا ام عمل في النظرية؟‬
‫وننوه هنا‪ ،‬إلى ك تابات ‪ ،Colquhoun‬فيما يخص رؤية كينث فراميتون‪ ،‬في استناد نظرية‬
‫َالعمارة على تاويل التاريخ إلى رؤيتين‪ ،‬حيث تارجحت َالعمارة منذ القرن الثامن عشر بين‬
‫هذين الرؤيتين القطبين الفكريين وتعاملت مع الطرز في امكان ظهورها من عدمه والذي‬
‫يمكن تسميته بحاالت التزامن نسبيا واالخر معياريا‪:‬‬
‫فالرؤية االولى في اعتبار التاريخ هو عملية تطور دائمية وتؤثر فيها ما تمتلك من نظم للقيم‬
‫الثقافية وهي رؤية نسبية‪.‬‬
‫ورؤية ثانية معيارية في االعتقاد بان التاريخ هو مستودع لقيم دائمية يتم تناقلها من جيل‬
‫الخر في هيئة اساطير تتعدى حدود الحقائق النسبية كما في الرؤية االولى لتكون‬
‫حقائق قطعية ويرافقها اساطير االصول واخرى حول العصر الذهبي‪ .‬وتقود الرؤية‬
‫النسبية إلى التعامل واالختيار من تفاصيل الطرز المختلفة الممكنة بصورتها‬
‫التمثيلية والواقعية‪ ،‬بينما تلجا الرؤية المعيارية إلى االنماط المجردة من التفاصيل‬
‫الطرزية للنموذج والحاملة للقيم وباشكال نقية [‪.]33‬‬
‫ومن كليهما جرت اعمال استعارة االشكال التاريخية وتوظيفها باشكالها النمطية او الطرزية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫‪]33[ Colquhoun، Alan, 1989; "Essay in Architectural Criticism، modern Architecture as a Histori-‬‬
‫‪cal Change "، the MIT Press, 5th pro. See INTRODUCTION by Frampton، P.12, 61, 62.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)52‬‬

‫عندما نتحدث عن َالعمارة‪ ،‬يتبادر إلى الذهن في إن تدبرها قد يقربها من‬


‫ان تكون علم َالعمارة‪ ،‬ويحاول في هذا السياق ان يعطي تعريفا له‪ :‬هو‬
‫صناعة َالعمارة وهي ملكة يقدر بها المعمار على إحداث االفكار االراء‬
‫وفعل التكوينات المحدودة التي تصرح بها القوانين التي تحكم التشكيالت‬
‫التكوينية مقابل تزييف ما خالفها بالنتاجات‪.‬‬

‫عمارة ضد عمارة‬
‫التدبر‬
‫صناعة العمارة‬
‫قوانين وتشكيالت‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )54‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫بعد ان انجزنا ما تقدم‪:‬‬


‫كيف يمكن ان نحدد عالقة التدبر في قراءة العمارة‪:‬‬
‫بين الفكرة او لغة النص وبين لغة الشكل الناتج من التشكيل بالعمارة؟‬
‫اي التكبف بين لغة النص المرتبطة باحداث ونشاطات في نسق معين‪ .‬وبين لغة‬
‫الشكل عند تكرار العناصر في تشكيل يتم تعريفه‪.‬‬
‫ويكون الهدف منهما في التعرض إلى االجابة المتاثرة بالمعرفة السابقة‪ ،‬فان هناك‪:‬‬
‫‪ -‬وجود االثر بين شكلين ونحدد القراءة باي منهما فاننا نحصل على نوع من العلم الذي‬
‫يقبله المتلقي‪ ،‬بينما تصور نسبة نص إلى نص اخر فاننا نحصل على نوع من العلم‬
‫الذي يقرا النسبة إال إنه ال يقبل الصدق‪ .‬فالعالقة في القراءة تعود إلى الحكم بين‬
‫القبول باالثر وبين عدم فبول الصدق بالنسبة‪.‬‬
‫‪ -‬وان قراءة المعمار لحكم على نتاج او حركة في نتاج في العمارة‪ ،‬يكون من خالل‪ :‬لغة‬
‫الشكل في فهم الواقع الخارجي عبر التاثيرات المتوقعة على بيئة النتاج وعالماته؛‬
‫ولغة النص المرتبط باالحكام على اسس العمارة عن طريق التشكيالت المعمارية وهي‬
‫احكام على اصل العمارة وتكويناتها في نتاج من سبقنا‪.‬‬
‫وهذا يعين المتلقي على فهم عالقة محددة بين ما يطرحه المصمم من فكرة او نصوص ذهنية‬
‫وبين نتاج يتم االعالن عنه في الرسالة المباشرة التي يدفع بها المصمم عبر وسائل االظهار‬
‫المتعددة إلى المتلقي او جمهور المتلقين‪ .‬حيث يكون امتزاج بين العناصر المكونة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫للتشكيل والمستخدمة في بناء الصورة الذهنية‪ ،‬مع االشكال الناتجة منها في انعكاسات‬
‫الصور الذهنية المتحققة لدى المصمم في هيائت بسيطة ومعبرة عن الفكرة التصميمية من‬
‫نص او مجموعة نصوص وباختالف انواعها‪.‬‬
‫‪ -‬اهمية االظهار المعماري للنتاج مع تعدد وتقدم متطلبات اإلنسان في العصر الحديث‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫وتوسع دائرة االتصال بين بني البشر‪.‬‬


‫‪ -‬كما اصبحت وسيلة االظهار وسيلة اتصالية فعالة ووضوع عالقات عناصرها المعتمدة‬
‫على العناصر الخاصة باي تكوين‪ ،‬واالشكال الناتجة منها في هيئة ذهنية مؤثرة‪ ،‬في‬
‫صور نوعية ناتجة تبعا لمادة قياسها‪ ،‬مؤثرة وموجهة لهدف يبغيه المصمم‪ .‬الذي‬
‫يتماشى مع ميول واهتمامات ورغبات ومفتهيم وقدرات إدراكية إلى المتلقي‪.‬‬
‫ولكن‪ :‬كيف يمكن ان يصل االظهار إالى الغرض منه في توصيل الرسالة المعمارية؟‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)55‬‬

‫اوال‪ ،‬عند اعتبار الجوانب الجمالية في اظهار النتاج‪ ،‬والمتوافقة مع حضور النتاج وتاثيره في‬
‫بيئته الخارجية‪ .‬فالمبنى النتاج المعماري يحقق‪:‬‬
‫‪ -‬الجانب الوظيفي في تلبية متطلبات اإلنسان وحاجاته لما فيه من مضمون ومحتوى‪.‬‬
‫‪ -‬والجانب الجمالي في التوافق من خالل شكله الخارجي والعناصر والعالقات بينها‪،‬‬
‫إضافة إلى جوانب الملمس واللون وتباين الحجوم وتاثيرات االضاءة واالنارة‪ ،‬وقبول‬
‫إلى نوع النتاج المتفق مع لصورة الذهنية للمتلقي واالشكال المعبرة فيه‪.‬‬
‫الصور المتاتية من العالقات بين االشكال واالضافات‬ ‫ّ‬ ‫وعناصر النتاج في الواقع هي‬
‫التكميلية اليها في البيئة المحيطة‪ ،‬المعبرة عن رسالة يراد إيصالها إلى الفرد والمجتمع‪ .‬وما‬
‫يتطلبه من وجود التاثيرات االيجابية في نفسية المتلقي للنتاج‪ .‬من خالل فعل التجارب‬
‫توافقا ّ‬
‫وتكيفا بينه وبين هذه الرسالة‪.‬‬
‫ّ‬
‫والصور الذهنية للنتاج المعماري دورا له تاثيراته على االنسان‬ ‫ثانيا‪ ،‬تؤدي االشكال الظاهرة‬
‫في جوانبه السلوكية والنفسية والفنية في بيئة النتاج‪ .‬مع بقاء التركيز على الجوانب الفنية‬
‫وصور متضمنة فيه‪ ،‬ودورها في جذب االنتباه وإثارة االهتمام بموضوعة‬ ‫للنتاج في اشكال ّ‬
‫المبنى‪ .‬فموضوعة االداري او الصناعي او السكني يختلف عن الترفيهي وهكذا‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬إن للنتاج المعماري بعدين‪:‬‬
‫بعد داللي‪ ،‬مرتبط باالفكار والمعاني والدالالت‪ ،‬التي تذهب إليها عناصر التصميم والعالقة‬
‫بينها من خالل التاكيد على التكوينات المتخصصة من اشكال ورموز بصرية مرتبطة بذاكرة‬
‫خصوصية الفرد والمجتمع في إيصال المعاني والمدلوالت بجانب رسالة النتاج إلى المتلقي‪.‬‬
‫وبعد جمال‪ ،‬مرتبط بالعالقات المتمثلة بالصياغات التشكيلية والجمالية لعناصر النتاج‬
‫ورموزه‪ ،‬وما تحققه من تاثيرات جمالية وعالقات فنية في سلوكية ونفسية المتلقي‪ ،‬اضافة‬
‫إلى تعزيز الجوانب الفنية للنتاج عبر قيم مجتمعه‪.‬‬
‫وعمارة اي مجتمع في زمان ومكان معينين‪ ،‬العديد من الصيغ التشكيلية والفنية التي يتغنى‬
‫بها متذوقيها ودارسيها من خالل اساليب في تركيب النتاج وصياغته باشكال‪:‬‬
‫‪ -‬تحمل قوة الفكرة وحسن التاليف لعناصرالنتاج في زمانها ومكانها‪.‬‬
‫‪ -‬تؤكد على التعبيرات القريبة من نفسية المتلقي‪ ،‬وتجسيد المعنى المراد من النتاج‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )51‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫وقد وردت عدة صيغ في العمارة من استعارة ومحاكاة وتشبيه وما اشبه ذلك‪ .‬تترجم الصيغ‬
‫بتشكيالت وتكوينات االفكار والمعاني التي تتجاوز في تاثيرها كل الصياغات التقليدية‬
‫والنمطية المالوفة في تشكيل لغة النتاج وسياقه‪.‬‬
‫ومن قراءة الصيغ التشكيلية والفنية‪ .‬فهل كانت البداية هي العمارة؟‬
‫وهل هناك اشارة إلى اسبقية العمارة على اإلنسان او العكس‪ ،‬وذا ما سوف نتناوله في‬
‫حواريات هذا الك تاب‪:‬‬
‫‪ -‬سبقت فنون العمارة النتاجات االنسانية‪ ،‬لكونها استخدمت صيغ واساليب تترجم قوة‬
‫التعبير عن االنسان وحياته‪.‬‬
‫‪ -‬استثمرت فنون العمارة عبر صورها المرئية المتعددة (التي شرحتها المعرفة القديمة‬
‫مثل فتروفيوس ومؤلفه الك تب العشرة في العمارة‪ ،‬او ما اورده القران الكريم بالتفصيل‬
‫عن احوال االقوام السابقة [‪ .]34‬القدرات التعبيرية واالستفادة من عمارة الصور‬
‫المرسومة في اثار االقوام السابقة‪ ،‬وقد اعتمدت الفنون التشكيلية على الك ثير من‬
‫توجهاتها‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬ما نحتاجه هو االجابة على‪:‬‬


‫إامكانية االستفادة من الصيغ التشكيلية في العمارة البراز دور الداللة (او الجمال) في‬
‫النتاج المعماري عبر لغة مفهومة في تاسيس لمشروع معرفي يتضمن عدد من المباحث‬
‫(او المستويات) التي تبين دور العمارة وضدها وماهية رسالتها وعمارتنا وعمارة االخر‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫‪ -‬لغة التخاطب بين الناس هي في خدمة العقل الذي ميز هللا عز وجل‪ ،‬االنسان عن‬
‫باقي المخلوقات‪ ،‬فاصبحت اللغة هي المعين على التفكير والتخيل فاالبتكار والتغيير‪.‬‬
‫‪ -‬وعن طريق اللغة يتم التواصل بين مجاميع الكائنات‪ ،‬ولكل مجتمع لغته الخاصة به‪،‬‬
‫التي من خاللها يستطيع االنسان التواصل مع ابناء جنسه‪ .‬كذلك المبنى فإن له لغته‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫التي يتواصل بها بين عناصره المعتمدة في صيغ تشكيله وجماله‪.‬‬


‫‪ -‬ارتبطت لغة العمارة بالمعنى المنتج في نتاجها‪ ،‬واالشكال الظاهرة فيه‪ ،‬والفكرة التي‬
‫نك تبها عنه‪ ،‬والرموز التي نشير بها إليه‪.‬‬
‫‪ -‬من اجل التعايش او التغيير كانت اللغة‪ ،‬فهي‪:‬‬

‫]‪ ]34‬إلى الكاتب مؤلف يتكون من ثالثة اجزاء تحت عنوان" عمارة واحدة أم عمائر متعددة"‪ ،‬يتكلم بالتفصيل‬
‫عن احوال االقوام وكيفية بناء عماراتهم وتناقالتهم من الواحدة إلى االخرى‪.‬‬
‫مق ـ ــدمة في قراءة العمارة‬
‫توطئـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)51‬‬

‫اداة تنقل المشاعر واالفكار بين الناس‪ .‬فكان دورها كوسيط اجتماعي يزيد من‬
‫تقاربهم‪.‬‬
‫اداة حاملة للمعلومة واالتصال‪ .‬فنجحت في تحقيق االتصال والتواصل‪.‬‬
‫جمالية النتاج هو الوصول إلى حقيقة العمارة‪ ،‬عند تعقب ادواره الجمالية والداللية‬ ‫‪-‬‬
‫على مر العصور‪ .‬ودراسة العمارة ونشاتها كونها اداة االنسان على االرض في اعمارها‬
‫وتعميرها‪ .‬وإن عمارة االرض واستغاللها يتقيدان‪ ،‬بطاعة هللا واالهتداء بهديه واالمتناع‬
‫عما نهى عنه‪ ،‬في اإلسالم‪ .‬وكان ال بد لهم من التعاون في العمل والنتاج بدون‬
‫تخصيص‪ ،‬او تمييز البشر في الجنس او اللون او العنصر‪.‬‬

‫العمارة مرتبطة باإلنسان والفكر والفن والكون لتدل على إعمار االنسان إلى االرض‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أ‬ ‫أ َ‬ ‫أ‬
‫حتى جعله خليفة فيها‪ .‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وإذ َق َال َرب َك لل َمالئ َكة إ ّني َجاع ٌل في َاال أرض‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫َخل َيفة َقالوا َا َت أج َع ُل ف َيها َم أن ُي أفس ُد ف َيها َو َي أسف ُك ّالد َم َاء َو َن أح ُن ُن َس ّب ُح ب َح أمد َك َو ُن َق ّد ُس ل َك‬
‫ون ﴾ (سورة البقرة‪ :‬االية ‪.)31‬‬ ‫َق َال إ ّني َا أع َل ُم َما َال َت أع َل ُم َ‬

‫او ما يسمى بانسنة االرض‪ ،‬وهي‪:‬‬


‫اعطت المعاني الخالدة في االرض‪.‬‬
‫تحقيق الوجود وفعله بفعل المعاني الثقافية والجمالية‪.‬‬
‫وعبرت عن ذات االنسان في افكاره ومشاعره وما يجري في بيئته‪.‬‬
‫والنتاج يبدا باشكال تدل على معاني محددة‪ ،‬تتدرج تراكب االشكال حتى تصل إلى‬ ‫‪-‬‬
‫إيضاح النصوص المستخدمة والتشكيالت المميزة‪.‬‬
‫وتعرف لغة النتاج من خالل محددات هوية مجتمع معين‪ ،‬واللغة في العمارة خطوط‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫واشكال وهي وسيلة التعبير عن الفكر وقد تمثل الفكر كله‪ ،‬وهذا ما يبرر تطور عمارة‬
‫المسلمين نتيجة نضوج وسيلة التعبير إلى تحقيق تطور ورقي في مجتمع معين في‬
‫زمان ومكان معينيين‪.‬‬
‫هك ــذا ‪ ...‬قرأت العمارة‬
‫(‪ )54‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمة في قراءة العمارة‬

‫وخالصة القول‪:‬‬
‫‪ )1‬كلمة عمارة مشتقة من "عمر"‪،‬‬
‫وعمارة االرض لغة‪ُ :‬عمر المنزل باهله كان مسكونا بهم‪ ،‬فهو عامر‪َّ ،‬‬
‫وعمر االرض‪ :‬بنى‬
‫عليها واهلها‪ ،‬واستعمره جعله يعمره‪ ،‬والعمارة نقيض الخراب [‪.]35‬‬
‫واصطالحا‪ :‬نسبة إلى التعمير والعمران‪ ،‬بمعنى استمرارية الوظيفة اإلنسانية العامة‬
‫لإلنسان‪ ،‬الذي حمل االمانة عندما استخلفه هللا سبحانه وتعالى فى االرض كى يعمرها‬
‫ويستخرج ما فيها بجهده وعمله‪ ،‬لتنعم بخيراتها االجيال الالحقة إلى ان يرث هللا‬
‫االرض وما عليها‪ .‬يقول هللا فى ك تابه العزيز﴿ هو انشاكم من االرض واستعمركم فيها‬
‫﴾(هود‪.)11:‬‬
‫وتعني االعتناء بالشئ وعمارته لما فيها من غاية ينبغي الوصول إليها‪ .‬وهدفها إيصال‬
‫معنى واضحا إلى ذهن المتلقي مصمما كان ام مستخدما لها‪.‬‬
‫‪ )2‬وترتبط العمارة بالقيم الجمالية في صياغاتها الشكلية‪ ،‬حيث يعتمد ظهور النتاج على‬
‫عدة انواع من التاثير الذي يتجاوز المعاني البسيطة في المظهر العام لعناصر تكوينه‬
‫باتجاه استحضار صور ومعاني ارتبطت بالمحسوسات‪.‬‬
‫‪ )3‬العمارة علم له قواعده‪ ،‬ارتبط بالهندسة فكانت صنعة‪ ،‬وفن له اصوله وادواته‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬

‫]‪ ]35‬ينظر‪ :‬املعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط‪ ،2‬مادة (عمر) ‪.154/3‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫نحو تأسيس مشروع معرفي‬

‫نحو تأسيس مشروع معرفي‬


‫مقدمة في قراءة العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )06‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)06‬‬

‫نحو تأسيس مشروع معرفي‬


‫سطر توماس أديسون في مفكرته أن البد من إيجاد وسيلة لحصول الضوء ليالًأقوى من‬
‫ضوء الشموع‪ ،‬كان له في كل لحظة مشروع‪ ،‬ذلك ألنه كان دائم النظر حوله‪،‬‬
‫واالستف ادة من كل الناس‪ .‬كان مراقباًجيداً يتابع ويراقب ويجرب‪.‬‬
‫ف حضور المعلوم للعالم إما بماهيته وهو العلم الحصولي أو بوجوده وهو العلم الحضوري‬
‫العالمة الطباطبايئ يف هناية احلمكة يف الفصل ا ألول ‪ /‬املرحةل احلادية عرش‬
‫قد يكون ما تم طرحه من قبل اإلنسان عبر سلسلة زمنية كبيرة من معارف‪ ،‬اختلف فيه‬
‫العلماء في مدارسهم في ا ّن يكون للعقل الدور في استظهار المعرفة البشرية او إلى التجربة‬
‫كاساس في بناء معارفه اإلنسانية فهي تؤثر على سلوكه ضمن البيئة المحيطة به من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة اخرى تتارجح بين ما هو‪:‬‬
‫‪ -‬مك تسب كصفات مسقطة على اإلنسان‪ ،‬بفعل التعلم والتدرب‪ ،‬وهي غير موجودة‬
‫من قبل ويقابله صفات غير مك تسبة‪ ،‬التي تظهر على االنسان دون ان يتعلمها‬
‫كالمهارات وهي تورث من جيل الخر‬
‫‪ -‬وبين ا ّن تكون الصفة حصولية تترتب عليها خطوات في الوصول إليها فهي تك تسب‬
‫باستخدام مفاهيم وتحليل ذهني واستدالل عقلي كما تقترن المعرفة الناتجة منها‬
‫بتاثيرها على انواع التكامل المعنوي والشكلي واالخالقي بينما يرتبط العلم الحصولي‬
‫بحصول صورة الشيء كالعمارة مثال‪ ،‬في الذهن وهنا امران‪ :‬االول‪ ،‬الشيء معلوم‬
‫بالذات وهو الصورة‪ ،‬فالصورة معلومة بحضورها او وجودها عند النفس؛ والثاني‪،‬‬
‫الشيء المعلوم بالعرض وهو الموجود في الواقع الخارجي ويقابله العلم الحضوري‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )06‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫الذي هو حضور الشيء المعلوم عند العالم بنفس وجوده اي ال واسطة بين العالم‬
‫والشيء المعلوم‬

‫وقد نختلف مع بعضنا البعض حول الصفات وتعددها‬

‫أوال‪ :‬تكون ألصفات ألشخصية لدى اإلنسان‪:‬‬


‫إما صفات مورثة‪ ،‬وهي سمات شخصية ال عالقة لتربية اإلنسان فيها لذا هي فطرته وتتقارب‬
‫في تاثيرها بالقيم الموجودة لدى مجتمع معين والتي ترتبط بنزعة معينة‬
‫وصفات مك تسبة‪ ،‬وهي ما يك تسبه الفرد بفعل التربية او االندماج مع االخرين يحملون‬
‫صفات معينة‬

‫هل يكون للنتاج المعماري شخصية معينة ارتبطت باإلنسان‪ ،‬عبر مجموعة السمات‬
‫والقدرات التاثيرية للنتاج حتى تجعله متميزا عن غيره تبعا لتميز المصمم عن غيره في‬
‫سلوكه العام المنظم‪ ،‬ونتاجه في نظر االخرين‪ ،‬ويتميز في الجوانب لمظهرية له من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬المظهر التكويني الخارجي للنتاج‬
‫‪ -‬والمظهر الوظيفي له‪ ،‬او ما يسمى احيانا بالمظهر السلوكي‬
‫وهل لشخصية ألمصمم‪ ،‬وما فيها من عادات وتقاليد‪ ،‬اراء ومعتقدات‪ ،‬مشاعر واحاسيس‪،‬‬
‫قدرات وعقل‪ ،‬وسمات معينة تحكم سلوكه عند انتاج نمط يواجه مشكلة تعترضه ألقدرة‬
‫على أنتاج ألجديد؟ من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬انتقال سمات معينة من النتاج السابق إلى الالحق‪ ،‬او من تخيل اإلنسان عندما يكون‬
‫النتاج جديدا عن بيئته حتى تكسبه صفات تؤثر في تركيبه وتغير من الرؤية إليه‬
‫‪ -‬دور المؤثرات الثقافية واالجتماعية كالعادات والتقاليد والمعتقدات والمعلومات وما‬
‫اشبه ذلك‪ ،‬في اك تساب شخصية اإلنسان صفات معينة تنعكس على نتاجه إال ان‬
‫االنحراف عنها يغير في الحركة والفعل ليعطي نتاجا غير مالوفا‬
‫‪ -‬تاثير البيئة (وعلى االك ثر الطبيعية) في بناء شخصية اإلنسان‪ ،‬تنعكس في نتاجه تبعا‬
‫لمنطقته حيث يختلف سكان المناطق الباردة عن الحارة او الجبلية عن الساحلية في‬
‫سلوكهم وصفاتهم وطبيعة المنشات التي يعيشون فيها‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)06‬‬

‫بينما تؤثر البيئة المحيطة بالنتاج كونها تحتضنه وتسقط عليه الك ثير من الصفات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتجعله مؤثرا في اإلنسان ومجتمعه في تغيير الخبرات والمهارات والسلوكيات‬
‫والقدرات‪ ،‬وبالتالي في نمو مدينتهم‬

‫؟‬ ‫ويبقى السؤال‪ :‬ما هي الصفات‪،‬‬


‫عندما تكون الشخصية‪ :‬مجموعة من‬
‫سلوكات وصفات اجتماعية ونفسية وعقلية‬
‫التي تميز شخص عن غيره‪ ،‬فهل يتمكن‬
‫عند ذلك من ان يكون نتاجه له صفات‬
‫تميزه عن غيره من النتاجات المعمارية‪،‬‬
‫من قوة التعبير ولغتها الجاذبة ونسقها‬
‫المتزن في بيئته‪ ،‬والقدرة المتعالية على‬
‫التاثير على االخرين‬

‫ثانيا‪ :‬او ما يعتمده علم ألسلوك ألورأثي‪ ،‬عند دراسة الموروثات على سلوك اإلنسان ضمن‬
‫بيئته المحيطة ولبيان ماهية الصفات الموروثة‪ ،‬التي تتحدد بنوعين من الصفات‪:‬‬
‫الصفة المك تسبة‪ ،‬وهي تظهر عند التعلم والتدرب وال تكون موجودة قبلهما‪ ،‬ويمكن قراءتها‬
‫بعد التدرب والتعلم في فنون الك تابة والدراسة‪ ،‬مع االعتبار ال تدخل هذه الصفات في الكود‬
‫الوراثي المنتقل من إنسان الخر‬
‫وصفات غير مك تسبة‪ ،‬تظهر على اإلنسان دون ان يتعلمها كالمهارات التي تتجاوز الحدود‬
‫التقليدية في التفكير باالشياء‪ ،‬وتشكل هذه الصفات الشفرة الوراثية‪ ،‬التي يمكن انتقالها من‬
‫فرد او جيل الخر‬
‫قد نتساءل عن‪ :‬أسباب تفاوت ألناس ك ثيرأ من حيث سلوكهم حين تعرضهم ألى بناء نتاج‬
‫ألعمارة؟‬
‫يتصور الك ثير من المعماريين‪ :‬تلعب البيئة تلعب دورا مهما في تحديد سلوك وشخصية‬
‫الفرد وقد اهتم فرويد في شرح بين البيئة والفرد بقوله‪ " :‬إننا مجرد ممثلين للدراما التي‬
‫تعمل في ادمغتنا‪ ،‬تدفعنا رغباتنا وتجذبنا ضمائرنا" وان مرحلة الطفولة مهمة في تشكيل‬
‫سلوك وشخصية اإلنسان‪ ،‬كما تسيطر التجارب السلبية وااليجابية في هذه المرحلة على‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )06‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫مساحة من تفكيره وسلوكه ودرجة فهمه لما حوله وحتى اخر عمره مقابل دورا مؤثرا للجينات‬
‫الوراثية على بعض السلوكيات عند تفعيل المؤثرات البيئية لإلنسان‬
‫وباالفادة من التحليل النفسي عند فرويد‪ ،‬يمكن تعريف شخصية النتاج المعماري من خالل‬
‫ثالثة مستويات معرفية وهي‪:‬‬
‫حسيا مما يعزز من قوة النتاج ويسعى‬ ‫مستوى ألوأقع‪ ،‬وتطابقه مع الشعور بالنتاج وإدراكه ّ‬
‫إلى تحقيق التوازن في حضور النتاج مع بيئته بجانب احترامه إلى عادات وتقاليد‪ ،‬وااللتزام‬
‫بقيم مجتمعه‬
‫مستوى ألشكل‪ ،‬وما فيه من طاقة داينماكية تنتج طاقة تؤثر على اإلنسان لتحقق له الراحة‬
‫واللذة دون تاثير إلى ما تم ذكره من عادات وتقاليد‪ ،‬الرتباطها بخبرته الذاتية لعالم محدد‬
‫يعيش فيه‬
‫مستوى ألمثل وأالخالقيات‪ ،‬التي يستلهم منها النتاج [‪ ،]1‬حتى تنظم عمله وسلوكه وضميره‬
‫لكونها مثل من خارج تفكير االنسان على خالف المثل االخرى التي جاءت من االفرازات‬
‫الذهنية له ويعد في نظر البعض مثالي إال انه الجدار االخالقي الواقي شخصية المصمم‬
‫والمسيطر على افعاله واندفاعاته‬

‫وهنا نتساءل‪ :‬هل ما زألت ألبيئة هي مصدر ألسلوك ألبشري?‬


‫وهل يكون ظهور ألنتاج حامال لبعض صفات ألنتاج ألذي سبقه؟ وما هو حال ألنتاج‬
‫أالول؟‬

‫وكيفية انتقال الصفات من نتاج إلى اخر؟‬

‫ثالثا‪ :‬وفي العمارة‪ ،‬فإن ألنتاج ألمعماري‪ ،‬قد يتخذ الية االستعارة او المحاكاة في التقرب من‬
‫شيء معين فياخذ الشبه منه‪ ،‬ويتحمل وجود اوجه التشابه واالختالف بين النتاج وما ُاخذ‬
‫منه‬

‫[‪ ]6‬أورد الكاتب في كتاب " عمارتنا وعمارة االخر" فصال عن العمارة املزيفة‪ ،‬التي ميز فيه عن ثالث مستويات‬
‫ُ‬
‫الستلهام املثل في ‪:‬املثل املستمدة من الواقع‪ ،‬ومثل مستمدة من املستقبل‪ ،‬ومثل مستمدة من معتقد االنسان‬
‫التي تتهشم فيها العمارة املزيفة عندما يصل االنسان لى وونه مثله االعى هو هلل عز ولل‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)06‬‬

‫االعتماد في إظهار النتاج‪ ،‬هو في الوصول إلى النمط االساس للشيء حيث تحمل‬ ‫‪)1‬‬
‫الصفات الكامنة عليه التي لم نجدها‪ ،‬احيانا‪ ،‬في مشاريع سبقت وإنما تعود إلى صفة‬
‫غلبت بنتاجات اخرى‬
‫وإن أالساس في ألنمط‪ ،‬يعود إلى العنصر المستخدم فيها (وهو تشكيل منفرد‪ ،‬يمكن‬ ‫‪)2‬‬
‫قراءته بابعاد ثالثة‪ ،‬وتتابع الزمن فيه يعطيه صور متعددة)‪ ،‬ومركز العنصر هو في‬
‫فكرته الالمادية الذي يتقبل االشكال المتعددة ويمكن تشبهها بالصبغة الوراثية التي‬
‫تتحكم في صفات النتاج المعماري ووظائ ف وتخصص لذا غياب العنصر يعني غياب‬
‫الصورة الذهنية له‪ ،‬ويجعل استمرار العمل به او تقبله متعذرا لما له من قيمة زمانية‬
‫ومكانية‬
‫والصفات التي ياخذها النتاج الجديد‪ ،‬ترجع إلى تاثير صفة العالقة بين االشكال‬ ‫‪)3‬‬
‫والصور المتعددة لمراكز العناصر بفعل الزمان والمكان والحاجة فيهما فالقراءة فيها‬
‫تعود إلى تقبل رؤية الصفات القديمة والجديدة‪ ،‬وهي تظهر في النتاج حسب مفهوم‬
‫المصمم إلى النتاج‪ ،‬ويكون اك ثر شبها من القديم او الجديد‬
‫وقد تكون ألصفات في ألنتاج‪ ،‬بعيدة عما تعارف عليه‪ ،‬فقد تكون اشكال مجردة من‬ ‫‪)4‬‬
‫تكوينات واشكال واضحة ومتفق عليها‪ ،‬فيكون النتاج بعيدا عما ُاخذ منه ليقترب من‬
‫االساس في مركزه‪ ،‬وهذا ما يوظف الصفة بين هيمنتها لتكون سائدة ومبتعدة عنه‪،‬‬
‫وثباتها نحو اي من الطرفين يكون التثبيت بالغلبة‪ ،‬وعند غلبة احدهما ظهرت‬
‫خصائصها واثارها في النتاج‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )00‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫تأسيس مشروع معرفي‬


‫وما يذهب إليه الك تاب من تاسيس مشروع معرفي ّيمكن اإلنسان من قراءة جهده ومنه‬
‫عمارته‪ ،‬عبر ثالث مستويات من المعارف المستحصلة والمك تسبة في‪:‬‬
‫المستوى االول‪ ،‬طريق َالعمارة عبر فهمه ضد َعمارة ارتبطت اساسا بتعريفها وعندما يكون‬
‫القول با ّن َالعمارة هي الشكل المركب المقيد بوضع‪ ،‬فا ّن التداخل بين معارف إعتبار‬
‫َالعمارة شكال مركبا ولها صورتان يتم المقارنة بينهما او كون الصورة الواحدة وليدة من‬
‫االخرى يعطي إنطباع تاشير المعنى الم َعد من قبل المصمم في َعمارته نتاجا وحركة‬
‫المستوى الثاني‪ ،‬ورسالة َالعمارة في َعمارة عندما يتعمق الكاتب فيها عند اإلفادة من تشاكل‬
‫ليكون الفكرة القادمة في البحث عن‬‫االشكال واستظهار المعاني لدى اإلنسان المصمم ّ‬
‫صفات خاصة بالشكل في االمتداد كحالة في نتاج َالعمارة مقابل التوسع كحالة في‬
‫حركة َالعمارة لغرض مناقشة نسبية التوسع واالمتداد في َالعمارة للتوصل إلى نتائج تعد‬
‫فرضيات في بيان الية التوسع واالمتداد في َالعمارة‬
‫المستوى الثالث‪ ،‬ثم دليل َالعمارة َوعمارة عبر التعامل مع إستظهار االشكال الممتدة‬
‫الصور المتوسعة عبر نتاجات َلعمارة محلية يحتكم إليها بطرح‬ ‫وادلتها مقابل ادلة ّ‬
‫نسبية المعنى في التوسع واالمتداد‬
‫وهنا تكون العودة إلى تاسيس المشروع المعرفي الذي يبحث في فكر َالعمارة عند التعارض‬
‫مع َعمارة اخرى وهل ما كان هو َعمائر متعددة حقا ام انها حالة َعمارة تزول او تتعارض معها‬
‫ومن خالل الجهد البحثي المختلف عن غيره من النتاجات‪ ،‬فقد تضمن تصورات في تعابير‬
‫جديدة في َالعمارة التبريرية او الثورية‪ ،‬وهذه إشارات غير مالوفة للمستفيد من الك تاب‪،‬‬
‫بجانب الك ثرة في المفردات غير المستخدمة او المستحدثة في تعابير جديدة‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)06‬‬

‫حاول الكاتب إختيار المصطلحات التي كان اختيارها بين سالسة التعبير ووضوح الفكرة‬
‫مقابل الدقة في نقل المعلومة من مصادرها‪ ،‬واختيار السبيل الذي ّيؤمن صدق المعلومة‬
‫وقد تضمن الجهد مبادئ اساسية تؤثر في طرح المعرفة المبتغاة من هذا الك تاب‬

‫ألفكرة وألمفهوم‪:‬‬
‫يتركز اهتمام المعمار على ذلك المنحى من الجانب الشكلي للنتاج المعماري‪ ،‬الذي تظهر‬
‫فيه عملية االبداع باجلى صورها‪ ،‬اي الفكرة ‪ Idea‬ويكون معنى بالتمييز بين المفهوم‬
‫‪ ،]2[ concept‬والثيمة ‪ ،theme‬والفكرة ‪ idea‬وهذا التمييز يبدو واضحا‪ ،‬كونه من اخصب‬
‫االفكار التي تثير اهتمام المعمار وتميزه عن االخرين في معرفتها وإمكانات استخدامها‬
‫وما نبدا به هو عملية التصميم في استظهار المفاهيم في التصميم المعماري‪ ،‬حتى نتمكن‬
‫من معرفة‪ :‬كيفية تطوير المفهوم‪ ،‬وكيفية التوصل إلى تصميم‪ ،‬وكيفية تبريره‬

‫وتتحدد اإلجراءات في العملية‪ :‬تعريف المشكلة؛ تجميع المعلومات حولها؛ العصف الذهني‬
‫مع تحليل ما نصل إليه؛ تطوير الحلول؛ تقديم افكار المصمم؛ واخيرا تحسين التصميم‬

‫[‪ ]6‬تعرف الفكرة بـ ()‪ ،Concept‬وتعني‪ :‬فكرة عامة)‪ (General Idea‬استدل عليها من واقعة او حالة محددة؛ أو‬
‫ش يء ما تشكل في العقل قصد أو رأي (‪ )Thought‬ومن مرادفاتها(‪)Idea‬؛ أو خطة أو مخطط‪.a plan) ، (scheme‬‬
‫قاموس ويبستر يعرف الـ(‪)concept‬بأنها ‪:‬أسم يشير اى ما يدرك أو يتصور أو يتشكل في العقل من فكرة )‪،(idea‬‬
‫صورة)‪ ، (Image‬قصد أو ظن )‪ ،(Thought‬أو لدراك ذهني‪(Conception ) .‬‬
‫املوسوعة البريطانية فتعرفها ‪:‬رأي أو فكرة عامة ‪(a general notion or idea) •.‬‬
‫فكرة(‪ )Idea‬عن ش يء ما تشكل بالترابط العقىي لكل خصائصه ومميزاته بناء‪.‬‬
‫رالع (‪(www.Dictionary.com,Concept,P1, 4‬‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )06‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫وما يثير اهتمام المعمار هو المفهوم‪ ،‬الذي يشير الى مستويات معرفية متعددة لحدث‬
‫معين يتحرك من خاللها في الصورة الذهنية مقابل المعنى والمدلول من الشيء وبينهما‬
‫جملة الخصائص التي تشكل صورة الشيء عبر معنى‬
‫فالمفهوم هو‪ :‬فكرة مجردة؛ وخطة او نية؛ او فكرة او اختراع للمساعدة؛ او فكرة‪،‬‬
‫نظرية‪ ،‬قناعة‪ ،‬راي كما إن المفاهيم المعمارية هي طريقة المصممين لالستجابة لحالة‬
‫التصميم المقدمة لهم وهي وسيلة لترجمة مشكلة التصميم غير المادي إلى منتج البناء‬
‫المادي وسيكون لكل مشروع قضايا حرجة‪ ،‬او مواضيع مركزية‪ ،‬والقضايا العامة لتصميم‬
‫مبنى يمكن ان تاتي ضمن االتي‪ :‬وظيفية في تقسيم المناطق؛ والفضاء المعماري؛ وبناء‬
‫نموذج؛ واالستجابة للمفهوم؛ وبناء المغلف الخارجي للمبنى كما إن هناك العديد من‬
‫العناصر والعوامل تندرج تحتها‬
‫ومن اجل تطوير المفاهيم الخاصة بالمصمم‪ ،‬يتطلب النظر في فلسفة التصميم الخاص به‬
‫وفلسفته هي مجموعة من القيم التي تستخدمها إلعالم التصميم الخاص به في ك ثير من‬
‫االحيان يعتبر هذا هو قيم الحياة للمصمم‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫الفنية مقابل العلمية‪ ،‬او عقالنية مقابل غير منطقي؛‬
‫والحاجة مقابل الرغبة؛ والفرد مقابل المجتمع ويحتاج المصمم إلى النظر في القيم الخاصة‬
‫من حيث التصميم وكيفية عمل هذه القيم مع مشاكل التصميم التي تواجهها في مشروع‬
‫محدد‪ ،‬مثل المنظم وغير المنظم؛‬
‫الموضوعي مقابل الذاتي؛ واالجابة الواحدة مقابل الحلول المتعددة؛‬
‫اإلبداعية مقابل المحافظ؛ والتعقيد مقابل البساطة؛ وتصميم االن مقابل تصميم‬
‫للمستقبل‬
‫والفكرة ‪ idea‬هي مجرد تعاقب اساسي لالحداث وهي المادة الخام التي يتعامل بها‬
‫المصمم او التي تواجه المصمم وتكمن الفكرة المعمارية)‪ (Architectural Idea‬في صورة‬
‫ذهنية يعمل بموجبها ال تاليف بين عناصر التصميم وبين الظروف الرافضة لواقع الحال في‬
‫بنية تكوينية‪ ،‬وتحمل معاني متعددة ومقاصد بفعل المعاني واالشكال باتجاه إيصالها سلبا‬
‫او إيجابا إلى مجتمع معين‪ ،‬وفيها تعامل بين فضاءات وحركة‬
‫ويمثل الكونسبت ‪ ،concept‬الطريقة المتميزة التي يصبح فيها النتاج متميزا ويظهر‬
‫بها اإلنتاج عمال إبداعيا متميزا اما الثيمة ‪ theme‬فهي الحالة المتكررة للشيء في النتاج‪ ،‬فهو‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)06‬‬

‫العنصر العضوي الذي ينسج به المصمم الجانب التشكيلي للنتاج‪ ،‬والنتاج هو يخلق او‬
‫يتدبر من مجموعة افكار بثيمة معينة‬
‫وبالتالي تقود الفكرة والكونسبت إلى مجموعة من القواعد ‪ ،theme‬من اهمها الدعوة إلى‬
‫التخلص من الزيادات المفتعلة والدخيلة في النتاج النها تعزز نوع اإلدراك المعتاد عند‬
‫المتلقي وبتاثير الزمان والمكان‬
‫وقد ذكر ان افضل شيء الستيعاب الموضوع ان يعبر اإلنسان بالتعبيرات المعاشة‬
‫المحلية كما في مسالة البيت البغدادي والحوش البغدادي‪ ،‬وهذا مثال واضح يوضح الفكرة‬
‫تماما وينفعنا إن شاء هللا في اصالة االطالق واصالة العموم‬

‫كذلك‪ ،‬قد يصاب الواقع الجمعي بالغباء‪ ،‬فهو ال يفكر جيدا فالك ثير من النتاجات تكون‬
‫لالخرين إال انه بالتالي يصدق هو من مصممها كما في مقولة " اكذب اكذب حتى تصدق‬
‫نفسك" او ما قاله جوزيف غوبلز [‪ ]3‬المروج لمنهج النازية وتطلعاتها‪ :‬اكذب حتى يصدقك‬
‫الناس‪ ،‬وهو صاحب الكذب المبرمج والممنهج‬
‫فإذا طرح المصمم فكرة التي سمعها البعض‪ ،‬المتلقي اوال عندما يسمع الفكرة يخطر‬
‫في باله معنى‪ ،‬هذه هي الداللة التصورية او ما يسمونه بالداللة اإلخطارية‬
‫ثم ان المتلقي يعلم ان المصمم اراد تفهيمه‪ ،‬قصد المعنى وإال ال تتم االستجابة فهذه‬
‫هي الداللة التصديقية االولى وقد تمت ويسمونها الداللة االستعمالية التفهيمية وهنا المراد‬
‫االستعمالي‪ ،‬وهنا بعض موارد اصالة سند الفكرة او لنسمها اصالة القصد افضل واوضح‬
‫للمعنى‬

‫[‪ ]6‬لوزيف غوبلز(‪ ،)6666-6666‬يتمتع بقدرات خطابية‪ ،‬عمل وزيرا للدعاية السياسية في عهد ادولف هتلر‪،‬‬
‫املانيا النازية‪ ،‬ويعد أبرز اعضاء حكومة هتلر‪ .‬كما عمل مستشارا للرايخ‪ ،‬ومستشارا لالتحاد االملاني‪.‬‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )66‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫إال ان اختالفا في حكم الداللة‪ ،‬فالبعض ال يعتبر الداللة التصورية االولى داللة‪ ،‬وكون‬
‫الداللة التصديقية االولى هي الداللة وذلك باعتبار الوضع تعهد‪ ،‬اي تعهد اال انتج هذا‬
‫الشكل إال إذا اردت هذا المعنى الذي قصدته‪ ،‬فصار القصد جزء من المفهوم‪ ،‬لذا هي مجرد‬
‫خطور للمعنى في الذهن‪ .‬والبعض االخر قالوا إن الداللة هي الداللة التصورية االولى‪،‬‬
‫وبعضهم ذهب إلى ان الداللة التصورية االولى هي الداللة والباقي ليس بداللة‪.‬‬
‫كما ارتبطت الداللة التصورية باإلخطار فهي الداللة اإلخطارية‪ ،‬والداللة التصديقية االولى‬
‫هي االرادة االستعمالية‪ ،‬الداللة التصديقية الثانية هي الدال لة الجدية‪.‬‬
‫لكن هنا المتلقي يعلم بان هذه الفكرة المتعمدة على مرجع معين غير واقعية وليس لها‬
‫ثبوتا واقعا والعلم بان الداللة التصديقية الثانية غير تامة النه ليس هناك إرادة جدية لهذا‬
‫المعنى الني اعلم انه غير تام‪ ،‬فانه واقعا غير موجودة‬

‫نتاج ألمعمار‪:‬‬
‫عند البحث في إمكان تصميم وحدة بنائية يستثمرها االنسان‪ ،‬فإنه ينبغي االستجابة إلى‬
‫متطلبات المستخدم واحتياجاته‪ ،‬وتنظيم البيئة المحيطة بالمبنى من خالل المساحات‬
‫التي تم تحديدها‪ ،‬بشكل تقريبي‪ ،‬من المستخدم‬
‫مثال‪:‬‬
‫المهندس المعماري‪ :‬ستوديو إعادة تدوير العمارة الحضرية(‪)URSA‬‬
‫الموقع‪ :‬سلفادور‪ ،‬باهيا‪ ،‬البرازيل ‪2111‬‬
‫فريق التصميم‪Diego Viana Gomes, Juliana Meira Araujo Aguiar, Saul :‬‬
‫‪Kaminsky Bernfeld Oliveira‬‬

‫تصميم منزل ‪ ،URX.01‬والمعروف باسم كاسا بروميليا‪ ،‬هو مشروع في إعادة تدوير‪ ،‬ورائد‬
‫من ستوديو التصميم الحضري في قطاع الهندسة المعمارية السكنية‬
‫تم تصميمها وبناءها من كانون الثاني ‪ 2111‬إلى كانون االول ‪ ،2111‬حاولت كاسا بروميليا‬
‫االستجابة الحتياجات المستخدم‪ ،‬واحترام المساحات وتنظيم البيئة المحيطة‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)66‬‬

‫وعند افتراض‪:‬‬
‫اوال‪ ،‬فكرة المشروع‪ ،‬في وضع وحدة بنائية في الفضاء دون المباني في المناطق المحيطة‬
‫بها‪ ،‬بطريقة قادرة على التكيف على نحو افضل مع السياق المبني في المستقبل‪،‬‬
‫وتحقيق الراحة البصرية والحرارية والصوتية‪ ،‬من خالل االستفادة من الظروف‬
‫المناخية من المنطقة‬
‫ثانيا‪ ،‬ومن اجل القيام بذلك‪ ،‬اقتراح المبنى وبعدد من الطوابق‪ ،‬واتصالها بدرج في‬
‫المنطقة الرابطة بين الطوابق‬
‫ثالثا‪ ،‬اعتماد برنامج مطلوب من المستخدم(المستفيد)‪ ،‬لتحديد الفعاليات في الطوابق‬
‫المختلفة وتسميتها‬
‫رابعا‪ ،‬تحديد اعمال بناء‪ ،‬وتكاليفه اإلجمالية‪ ،‬واختيار المواد المستخدمة وتجميعها‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )66‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫خامسا‪ :‬وفيما يتعلق باستراتيجيات االستدامة‬


‫المتعلقة بالمباني السكنية‪ ،‬فقد اخذ في‬
‫االعتبار مقدار االموال التي كان لدى العميل‬
‫تحت تصرفها ومن خالل االستفادة من‬
‫السمات المناخية الخاصة بالمنطقة‪ ،‬كان‬
‫كاسا بروميليا موجها مكانيا من اجل‬
‫استغالل افضل لتدفقات الرياح الرئيسية‪،‬‬
‫واإلضاءة الطبيعية‬

‫ألقوأعد وألنتاجات ألذأتية‪:‬‬


‫ّإن الدعوة في التاكيد على الوعي الذاتي للمعمار وعلى اإلشارة الذاتية‪ ،‬تتمثل في قواعد‬
‫تضفي على النتاج طابع التميز والجدة هذه القواعد تقود إلى إمكانات لنتاجات معمارية‬
‫متصفة بالتقاليد االتصالية‪ ،‬واالمتداد في الترابط بين المصمم النتاج ومتلقيه‬
‫وقد ظهرت على مر التاريخ قديما وحديثا نماذج خالدة تحكي اصالة النتاج في التقارب بين‬
‫فكرة المصمم وحاجة المتلقي إضافة إلى وجود كل شيء يحتاجه المصمم في نتاجه من‬
‫ّ‬
‫اجل ان يكون العمل قائما وان علينا اال ننظر إلى ذلك بانه انقالبا في اولويات النتاج‬
‫المعماري‬
‫فالمهتمين بالشكل مثال‪ ،‬قد ينظرون إلى ان كل شيء في العمل المعماري موجود فيه من‬
‫اجل ان يكون العمل قائما اوال وعلينا ان ندرك بإن هذا الراي يمثل إنقالبا جذريا عند‬
‫إتباعها في اولويات العمل المعماري ويمكن تسميته بثورة نقدية‪ ،‬وغرضه هو تعليق النظر‬
‫االعتيادية التقليدية في بناء النتاج من عمل ذا محاكاة له مضمون وإحالل مفهوم ‪،theme‬‬
‫ّ‬
‫محله والمعمار يك تسب معماريته بشكل النتاج‪ ،‬وهو باتجاه نتاجات ذاتية مك تفية فمتحف‬
‫كوكنهام وكنيسة رونشام هي كيانات ذاتية وليس نافذة ندرك من خاللها النتاجات االخرى‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)66‬‬

‫كنيسة نوتردام في رونشن ‪ ،1955‬تصميم‬ ‫متحف سوملون غاغنهايم‪ ،‬تصميم فرانك لويد رايت‬
‫(تص‪ )6666‬أكتوبر ‪ ،1959‬أحد معالم القرن ‪ 66‬لوووربوزيه‪ .‬سقف مقلوب‪ ،‬فتحات لدارية متناثرة‪،‬‬
‫فراغات معقدة‬ ‫املعمارية األكثر أهمية‬

‫ألمعنى وألشكل‪:‬‬
‫يمثل المعنى وظيفة للشكل المعماري‪ ،‬فال يمكن لشيء ا ّن يفصله عنه‬
‫كما ال يوجد شيائ يمكن إدراكه من قبله خلفه او من خالله ويكون النتاج مضمونا‪،‬‬
‫ليتكلم النتاج عن حضوره إلى الوجود فقط وعن تركيبه هو‬
‫حيث ّإن البحث عن حالة الصح في رؤية المعنى ووظيفته في شكل ال ينفك عنه‪،‬‬
‫يكون من خالل كونها كونسبت يعتمده المصمم‪ ،‬ويبدو ّإن لها اقتراب من نظر دي سوسير‬
‫إلى اللغة بوصفها بنية مك تفية ذاتيا‪ ،‬ومبررة ذاتيا فيما يخص‪:‬‬
‫النتاجات المعمارية تتكلم فيها لغة اإلشارة‪ ،‬وتكشف عن رسالة يحملها النتاج حول عملية‬
‫تكوينية قد تبنى على تغير حالة التعامل مع نتاج حادثة للتصميم السابق جزئيا‪ ،‬حادثة‬
‫قراءة النتاج اي هناك حوادث تتزامن مع تسقيط النتاج على االرض وبعد استعماله والتي‬
‫يمكن تحديد اركانها في ثالث‪ :‬حدث التصميم‪ ،‬وحدث االستعمال‪ ،‬وحدث قراءة النتاج‬
‫حيث اعتمدت القراءة ً‬
‫ابتداء على التصميم واالستعمال وما فيهما من احداث‬
‫ويبقى لدينا سؤال يثير اهتمام المصمم عن‪ :‬ألدرجة أو ألمدى ألذي يوجد فيه ألمطابق‬
‫لمتطلبات أالنسان وحاجاته فهو يتطلب وجود جسم النتاج المالوف الذي يبدو له معنى او‬
‫مضمونا‬
‫وعندما يكون التميز واإلبداع هي صفة مالزمة لكل النتاجات إضافة إلى كونها حالة مالوفة‪،‬‬
‫ّفإنه يفقد عملية إنتاج النتاج‪ ،‬اي أمتياز ألتزأمن مع غياب المعيار وهو ما يتعذر حدوثه‬
‫لكون هناك تباين في التعامل المنطلق من الشكل او المعنى‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )66‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫كما ّإن كل عمل معماري يستطيع ا ّن يتحدث عن نفسه ووجوده بموجب خلفية تتحكم به‬
‫لالعتماد على اشياء اخر هي التي خلقت العمائر المتعددة ك تسميات نتعامل بها كالرومانية‬
‫واليونانية واإلسالمية‬
‫وعلى هذا االساس‪ ،‬فالنتاج المعماري يتضمن المستويين من‪:‬‬
‫‪ -‬ألبناء أالفقي أالمتدأدي في استخدام مفردات اللغة المعمارية من خالل مفردات تبنى‬
‫بعالقات معتمدة على الترابط بين المعنى ووظيفته في الشكل‬
‫‪ -‬مقابل ألبناء ألعمودي ألترأبطي في تصور العالقات‪ ،‬معتمدة على قواعد تعود إلى‬
‫نتاجات معمارية وذات صفات وتقاليد معينة‪ ،‬في جوانبه الفلسفية والمنطقية‪،‬‬
‫والنتاج هنا امتدادي اساسا في صيغته‬
‫وتبدو للقارئ المعمار بعض اال لفاظ مثل َالعمارة َ‬
‫والعمائر وبينها والمصمم‪ ،‬او العالقة في‬
‫الترابط واالمتداد في إستخدام مفردات اللغة‪ ،‬تمثلت في الجهد البحثي الصل هذا الك تاب‬
‫الفاظ غريبة وهي معقدة وهكذا لكل بداية نهاية‪ ،‬وخير العمل ما َحسن اخره وخير الكالم‬
‫فيه ما نفع ّ‬
‫وإن لم تبدو في عالقاتها مع بعضها يك ف الك تاب على التمييز بينها‬
‫وبعد هذا الجهد المتواضع اتمنى ان اكون موفقا في طرحي للعناصر السابقة سردا ال‬
‫ملل فيه وال قصور موضحا فيه االثار اإليجابية والسلبية‪ ،‬كموضوع شاقا وممتعا‪ ،‬ومثيرا‬
‫لالهتمام لهذا الموضوع الشائق الممتع‬
‫‪So I read architecture- INTRODUCTION‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العم ــارة‬
‫نحو تأسيس مشروع معرفي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)66‬‬

‫فإن ما يبحثون عنه ً‬


‫حقا هو‪:‬‬ ‫عندما يجتمع ذوي االختصاص ّ‬
‫أين أالهم من كل ما ذكر سابقا؟‬
‫وينبغي ان تكون عمال مشتركا بين اختصاصات عدة كالمعماريين والسيكولوجيين‪ ،‬بقصد‬
‫إيجاد الجديد الملبي لحاجات االنسان ويكون بالتالي االساس إيجاد عمارة معرفية‬
‫‪ ،Cognitive Architecture‬وليس المعرفية في العمارة وهذا يتضمن ايضا‪ :‬علم النفس‬
‫بانواعه (المقارن والتطوري والنفس الشخصي والنفس الكمي والنفس االجتماعي) بينما‬
‫يتوجه التطبيق من اسلوب االستشارة في علم النفس؛ كذلك ايضا دراسة الضوابط القانونية‬
‫وتاثيرها على العامل البشري لتجنب الجريمة‬
‫هكذا قرأت العمارة‬
‫(‪ )60‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العم ــارة‬

‫البرت‬ ‫الخيال اهم من المعرفة بالخيال نستطيع رؤية المستقبل‬


‫انشتاين‬

‫ما يميز أسوأ مهندس معماري عن ألنحلة أال ك ثر خبرة‪ ،‬هو أنه قد بنى ألخلية في‬
‫ذهنه قبل بناءها في ألوأقع‬
‫كارل ماركس‬
‫العمارة‪....‬مقدمة في قراءة العمارة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬

‫مقدمة في قراءة عمارة‬

‫مقدمة في قراءة عمارة‬


‫مقدمة في قراءة العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )87‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫المنطق سوف يأخذك من الف الى بأء ‪ ،،،‬والخيأل سوف‬


‫يأخذك الى اي مكأن‬
‫البرت أينشتاين‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)87‬‬

‫[‪]1‬‬
‫مقدم ــة في قراءة َعمارة‬
‫قد يعطي فهم نسيج المدينة التي نتحرك بين اقطابها لنتصورها َعمارة واسعة وعظيمة ذات‬
‫صاالت وغرف وطبقات متعددة مختلفة‪ ،‬ولهذه َالعمارة باب ومدخل‪ ،‬فإن كان المدخل‬
‫جميال‪ ،‬رغب ّالناس في دخول َالعمارة وان كان عكس ذلك نفر منها زائرها وفقد االعتناء بها‬ ‫ً‬
‫ساكنها‪ .‬كذلك فان مدخل هذا البناء الرفيع هو هذه االشكال التي نتحدث عنا ونتغنى بها‪.‬‬
‫شجع وي ِّّقدر الطلبة او‬
‫الجيدة‪ ،‬والمعاني الجيدة منها شيء الزم‪ ،‬والجميع ي ّ‬
‫ِّ‬ ‫فالهيائت ّ‬
‫مقدمة‬‫الجيدة‪ ،‬لكن ّكل هذه ّ‬ ‫المهندسين المعماريين ّالذين اذاقونا حالوة َالعمارة بنتاجاتهم ّ‬
‫والبد من حفظ الغاية من‬ ‫فالبد من دخول هذا البناء ّ‬
‫لدخول ذلك البناء العظيم والرفيع‪ّ ،‬‬
‫َالعمارة ووجود َالعمارة‪.‬‬
‫ولقد اثارت َالعمارة حفيظة الك ثير من النقاد والمصممين‪ ،‬واصبحت محل اهتمامهم‬
‫حول ابجدية قراءة َالعمارة‪ .‬وقد اجمع العديد من المصممين على فهم َالعمارة وفق المدارس‬
‫المعمارية التي تخرجوا منها‪ ،‬وما الدروس التي اخذوها انما هي مفاتيح في استظهار المهنة‬
‫ودورها في بناء مجتمع‪.‬‬
‫وحتى نستطيع االخذ بناصية معرفة َالعمارة وقراءتها‪ .‬فا ّن الكاتب‪ ،‬قد اجهد قلمه في ا ّن‬
‫يخط كلمات منهج يعيد بموجبه صياغة الك ثير من الطروحات التي عك فت على فهم النظرية‬
‫آ‬
‫من خالل كونها‪ :‬مجموعة من االراء التي تحاول تفسير الوقائع العلمية او الوقائع الظنية‬

‫]‪ [1‬الفكرة مطروحة في محاضرة إلى طلبة الدراسات العليا‪ /‬ماجستير‪ -‬تصميم معماري‪ ،‬في مادة نظرية َعمارة‪/‬‬
‫الكورس الثاني‪ .‬بتاريخ‪ .5112/4/7.‬قسم هندسة َ‬
‫العمارة‪ /‬الجامعة التكنولوجية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )71‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫كحاالت استنباطية او استقرائية‪ ،‬او البحث عن القضايا القائمة المتعلقة بالعالقة القائمة بين‬
‫الباحث او الشخص والموضوع او بين السبب والمسبب‪ ،‬او اثر وتاثير‪.‬‬
‫َ‬
‫وقد يصعب على المبتدا في هذا االتجاه من القراءة وفق نظريات العمارة والبحث عن‬
‫المتحركات فيها‪ .‬حيث تتحدد الدراسة فيها‪ ،‬فال اخض في موضوع الحركات المعمارية‬
‫واعتبارها في المجال النظري‪ .‬بينما هي نظرية حركات عندما تتعامل مع شروط النظرية‬
‫وتبادالتها‪ ،‬والحركات قد تبتعد ك ثيرا عن نظرية َالعمارة من خالل تمايز المفردات التي‬
‫تتعامل بها كال من الحركات ونظرية َالعمارة بشكل خاص‪.‬‬
‫ولغرض قراءة َالعمارة‪،‬‬
‫ينبغي إعداد منهج قادر على استيعاب‬
‫المتغيرات االساس في قراءة النتاج والحركة‬
‫في َالعمارة من خالل مباحث‪ .‬في العمارة‬
‫وضد العمارة‪ ،‬واالستمرار في تعريف َالعمارة‬
‫وكل مبحث‬ ‫للعمارة َوعمارتنا‪ّ .‬‬
‫سلبا او إيجابا َ‬
‫يعرف قرينا له في نهاية المبحث يستفيد منه‬
‫المبحث الذي يليه‪.‬‬
‫آ‬
‫من اجل صيغة تراكمية في محاولة للبحث عن االراء المختلفة المتعلقة بموضوع معين وماذا‬
‫يريد الكاتب منها‪.‬‬

‫الصول في َ‬
‫العمأرة‪:‬‬
‫واول نقطة تثيرها قراءة َالعمارة هي االصول في َالعمارة‪ ،‬من خالل عناصر مشتركة في عملية‬
‫استنباط حكم في عمارة‪ ،‬والحكم هو ما اعتمد على مبادئ َالعمارة لتنظيم النتاجات‬
‫المعمارية كخط شروع متفق عليه‪ ،‬وفيه تتحقق رؤية متكاملة إلى المستويات المعرفية التي‬
‫تتكامل فيها قراءة الموضوع على اكمل وجه‪ .‬التي تطرحها المقدمة في ثالث مراحل معرفية‪،‬‬
‫وتتضمن عدد من المستويات (مباحث)‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)71‬‬

‫الج زء االول ‪ /‬المستوى االول‬


‫۝ ۝ ۝ ❶۝ ۝ ۝‬
‫حسيا او معنويا‪ ،‬فالبناء ّ‬
‫حسيا‬ ‫فاالصل هو ما يبنى عليه غيره‪ ،‬سواء كان البناء ّ‬ ‫❶‬
‫كالجدار إلى السقف‪ ،‬ا ّي شيء يستند عليه شيء اخر‪ ،‬ولوال الجدار لما كان‬
‫للسقف وجودا‪.‬‬

‫ويكون تعامل مع َالعمارة كشكل مركب ليكون الكاتب في مبحثه االول من المرحلة االولى‬
‫هو" نحو البتنأء الحسي في طريق َ‬
‫العمأرة "‪.‬‬
‫يتعلق البناء الحسي بالتعامل مع َالعمارة كشكل مركب‪ ،‬ومما ينبغي التفكير في هذا‬
‫المبحث هو في كيفية عمل حالة التراكب في َالعمارة بجانبها النظري‪.‬‬
‫بينما يتحدد المنهج المعتمد في‪ّ :‬إن هناك معلومة تتراكب على معلومة او معلومة‬
‫تستنتج من معلومة اخرى وهذا شرط فهم االبتناء الحسي فيكون القول بالجدار إلى السقف‬
‫وهذا ما تم معرفته حسيا بحالته الظاهرة‪.‬‬

‫ويكون النظر إلى مبدا التركب في اعتبار جميع االنظمة المعرفية‪ ،‬تكون محصلة معلومتين‬
‫مؤثرتين او اك ثر هو عبارة عن ناتج مجموع التاثيرين‪ .‬وي ّعد التراكب شرط العتبار النتاج‬
‫متجانس‪ .‬وفي العمارة يكون التراكب في تداخل المعلومتين (العنصرين‪ ،‬الفكرتين‪،).... ،‬‬
‫التي لها نفس وحدة القضية في التاثير‪ ،‬والمتغير بينهما هو القوة او الضعف من جراء‬
‫الحسية وفي تسلسل زمني‪ ،‬مع وجود‬ ‫التداخل‪ .‬كذلك يكون المبدا اساسي في تراكم المعرفة ّ‬
‫المستويات االقدم التي ترتبط بالنموذج االول‪.‬‬

‫الج زء االول ‪ /‬المستوى الثاني‬


‫۝۝۝❷۝۝۝‬
‫اما البناء المعنوي الذي يتعلق ببناء الحكم على دليله‪ ،‬اي التعامل مع َالعمارة‬ ‫❷‬
‫في المعنى لمعنى نحو" البتنأء العقلي في نتأج ضد َ‬
‫العمأرة"‪.‬‬

‫وفيه يكون التعامل مع صورتين‪ ،‬اي صورة مقابل صورة اخرى في النتاج ونتاج ضد نتاج‬
‫اخر‪ ،‬وهذا هو المبحث الثاني من الجزء االول‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )75‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫حيث ّإن االصل في َالعمارة ليس في إيجاد الشكل او مقاربة معنى لشكل‪ ،‬هذا الكالم‬
‫وإنما هي تشكيل الشكل ومعنى لمعنى‪ .‬فالمعنى في‬ ‫يتعارض مع المبادئ ‪ّ ،Principle‬‬
‫فالصورتان هما‪ :‬صورة لنتاج َعمارة وصورة‬
‫االبتناء العقلي مقابل الشكل في االبتناء الحسي‪ّ ،‬‬
‫اخرى لنتاج ضد َعمارة‪.‬‬
‫وهاتان هما الصورتان اللتان ترفض احدهما االخرى‪ ،‬وحالة الرفض تعطي حالة االختالف‪،‬‬
‫وحالة االختالف هي التي تميز عمل ما عن عمل االخرين وهذا يعني ا ّن انإنسان رفض عمل‬
‫بقصد المجيء بعمل اخر وهذه قضية عقلية‪ ،‬وهنا نبحث عن الكيفية التي تكون في العقل‪،‬‬
‫وهذه ما تسمى باسماء المعاني وتعمل باتجاه المفاهيم وتقابلهما في االبتناء الحسي باسماء‬
‫الذات الموجودة في الواقع الخارجي‪.‬‬
‫الحسي والعقلي نفهم او نتوصل إلى تعريف اصل‬ ‫وعندما التعامل مع المبحثين في االبتناء ّ‬
‫وإن شرح اي موضوع ال اقول ما هي المفردات في معرفة َالعمارة او ّ‬
‫ماهية‬ ‫َالعمارة او اصولها‪ّ .‬‬
‫اصول َالعمارة والتمييز عن طروحات مبادئ َالعمارة كما طرحها ‪ ،CHING‬وهذه ليست‬
‫مبادئ فعندما نقول بالمحورية والتناظر وغيرها‪ ،‬فالمبدا هو العلة وما يترتب عليها هو‬
‫المشتق منها وما يظهر منها كعلل هي مشتقات فالمحورية والتناظر هما مشتقات وليس‬
‫علتان‪ .‬اي هما االقرب إلى االشتقاق في التعريف من العلة‪.‬‬
‫ّإن المعلومات التي تم طرحها بحاجة إلى تعاريف‪ ،‬وافضل التعاريف المسقطة على َالعمارة‪،‬‬
‫معرف من حقول معرفية اخرى‪ ،‬يتم تصنيفها‬ ‫المتعلق بموضوعنا كمعماريين وما يستل من ّ‬
‫بطريقة سليمة‪ ،‬تتوافق مع توجهاتنا لتتعدى كوننا معماريين إلى كوننا باحثين معماريين‪.‬‬
‫حسيا وعقليا‪ ،‬وهما يكمل بعضهما االخر‪.‬‬‫إذن فهم اصول َالعمارة هما في تلك الخطين ّ‬

‫الج زء االول ‪ /‬المستوى الثالث والرابع‬


‫۝ ۝ ۝ ❹❸۝ ۝ ۝‬
‫❹❸ إما الخط الثالث لهما‪ ،‬هو البحث عن معنى لمعنى معين‪ ،‬اي معنى من‬
‫المعاني المطروحة او ما تم التعارف عليها في مجال اختصاص المهندس‬
‫المعمار‪ .‬وهذه ترتبط بذاتية َالعمارة‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)78‬‬

‫فالكالم هنا هو ما يتعامل به المبحث الثالث في " المعنى في معنى المصمم "‪ ،‬والرابع في "‬
‫معنى المعنى في طريق ذاتية َ‬
‫العمأرة " من المرحلة االولى‪ .‬وبهذا تكون قراءة العمارة قدت‬
‫انجزت محطتها االولى المرحلة االولى المتمثلة في البحث عن َالعمارة وضد َالعمارة‪ ،‬او‬
‫َعمارة َ‬
‫والالعمارة‪ ،‬وهناك حاجة إلى تعاريفها‪،‬‬

‫والحالة التي تثير االهتمام فيهما هو‪:‬‬


‫اول‪ ،‬االهتمام بالمعنى في معنى المصمم‪:‬‬
‫‪ -‬البحث في بساطة وتركيب النتاج من خالل معانيها االربعة وهي معاني تتعامل مع‬
‫وجود الشئ وصفاته في الواقع الخارجي او الذهن احدهما او كليهما‪ ،‬ونستثمر هنا‬
‫إشارات صادق الساعدي [‪ ]2‬في مؤلفه" نافذة على الفلسفة"‪:‬‬

‫التكوين الشكلي‪،‬‬
‫ّ‬
‫وهو ما ّدل جزؤه على جزء معناه‪ ،‬من خالل مفاهيم كلية وجودها وإتصافها في‬
‫الذهن‪ .‬فالعمارة مفهوم كلي يتعذر تحققه بكامل الصورة المتوقعة في الواقع الخارجي‪.‬‬
‫وما موجود في الخارج هو ابنية او تجمعاتها وما بينها وهي متشخصات جزئية‪ ،‬بينما‬
‫العمارة ليست كذلك باعتبار كون العمارة (مفهوم كلي) ليس وصفا الشياء خارجية‪،‬‬
‫آ‬
‫كما في التكوينات االنية والماهوية‪.‬‬
‫وان ما موجود في الواقع الخارجي هو جزء يصلح إنطباقه على نفسه فقط من جانب‬
‫وكونه جزء فانه بحاجة إلى االجزاء االخرى من جهة اخرى‪ .‬فالكليات في الصور الذهنية‬
‫للمبنى او مجموعة االبنية وليس للمبنى الخارجي‪ .‬لذا فان المفاهيم الكلية (كالعمارة‬
‫مثال) فان وجودها واتصافها هما ذهنيان‪.‬‬
‫آ‬
‫التكوين الني‪،‬‬
‫حيث ان القول بشك معين إذا خطر في الذهن فانه تخطر معه صورتان‪ .‬متقاربتان في‬
‫الخطور الذهني لبناية وسقوطها‪ .‬من خالل المفاهيم التي لها وجود(عرض) في الذهن‬
‫واتصاف(صفات) في الخارج‪.‬‬

‫]‪ [2‬الساعدي‪ ،‬صادق‪" ،‬نافذة على الفلسفة"‪ ،‬املركز العالمي للدراسات اإلسالمية‪ ،‬مكتب مطالعة‬
‫وتدوين املناهج الدراسية‪ ،‬الدرس السابع عشر‪ ،‬املعقوالت األولى والثانية‪ ،‬ص‪4121 .431-431‬ه ‪،‬‬
‫نسخة الكترونية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )74‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫فعندما نصف إلى المختص مبنى بوصفه إداري او سكني‪ ،‬فإننا ال نجد في الواقع الخارجي إال‬
‫ً‬
‫شيائ واح ًدا وهو مصداق ذلك المبنى الموصوف‪ .‬وا ّما صفة انإدارة او السكن فإنها وإن كانت‬
‫وصفا لشيء خارجي بجانب الترتيب الداخلي‪ ،‬إال انه امر ارتبط في مبنى اتصف بالفعالية‬
‫االدارية او السكنية من خالل النمط المحدد لهما وعكسه ليس له اتصاف خارجي‪.‬‬
‫ّ‬
‫المأهوي‪،‬‬ ‫والتكوين‬
‫ّ‬
‫عند انحالل الماهية عند الت امل العقلي لجزءين عقليين‪ ،‬وما يذكر فيه المفاهيم‬
‫الماهوية او المعقوالت االولى‪ ،‬وهي مفاهيم كلية ما فيها من عروض واتصاف ً‬
‫معا في‬
‫الخارج‪ .‬وهنا يحدد الواقع الخارجي من خالل الرؤية توصيفا(صفات) ووجودا(العرض)‬
‫للنتاج‪ ،‬فالنظر إلى الخارج ونرى مبنى فإن استنتاج المفاهيم الكلية بمقدورنا‪ ،‬وهو‬
‫مفهوم المبنى‪ ،‬وهو مفهوم يصلح إنطباقه على كافة مصاديق المبنى الموجودة في‬
‫الخارج‪ .‬ويعني ذلك ان مفهوم المبنى موجود بوجود عناصره (او افراده) الخارجية كما‬
‫ً‬
‫وصفا لمصاديقه‬ ‫انه ماخوذ منها‪ .‬وبالتالي‪ :‬فإن هذا المفهوم الكلي ي َع ُّد‬
‫الخارجية(افراده)؛ وان وجود امثال هذه المفاهيم في الخارج واتصافها‪ ،‬يعني إنها‬
‫صفة لمصاديقها الخارجية في الخارج ا ً‬
‫يضا‪.‬‬
‫والتكوين السنأدي‪،‬‬
‫وفيه مفهوم النتاج المشتق (المعلول) من المبدا (العلة)‪.‬‬
‫بالعمارة‪ ،‬ان يكون الشكل والمعنى من اولى االهتمامات‬ ‫يعني االهتمام المباشر َ‬ ‫‪-‬‬
‫الجوهرية في بناء النتاج‪ .‬وان اية مدرسة معمارية او حركة وما تحمله من مبادى‬
‫وطروحات‪ ،‬تدعي التركيز العميق لتاثير الشكل والمعنى‪ .‬واما ما اختص باهتمامنا‪ ،‬في‬
‫بيان دورهما في بناء الحركة واالستشاهد بهما على قراءة النتاج المعماري‪ .‬ويكون‬
‫االهتمام المتزايد على‪ :‬مستوى اللغة‪ ،‬وما تحمله من مواصفات في َالعمارة‪ .‬ومستوى‬
‫الشكل‪ ،‬فقد يرتبط الشكل بالرمز‪ ،‬فالرمز هو االداة الطيعة لما فيها من صفة االتصال‬
‫الحية والنامية ومن هنا جاء اهتمام الرمز بالشكل‪.‬‬
‫ومن خالل العالقة بين المعاني‪ ،‬التي تسهم في تشكيل الحركات المعماريه تاريخاً‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫وتاريخيا‪ ،‬وبين َالعمارة َ‬
‫والالعمارة‪ ،‬وفي وجهات نظر مختلفة‪ ،‬نتحقق من‪:‬‬

‫الحركأت؟‬
‫ومأ هي الحأجة التي دعت الى تشكيلهأ؟ فكرية كأنت ام شكلية‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)72‬‬

‫ومأ هو الفكر الذي دعى الى اختيأر الشكل؟‬


‫ثأنيأ‪ ،‬االهتمام بمعنى المعنى في ذاتية العمارة‪ ،‬من خالل كون ذاتية العمارة‪:‬‬
‫‪ -‬ليس في تداخل َالعمارة المحلية في تقرير االشكال‪.‬‬
‫‪ -‬وليس في لصق االفكار الدخيلة على فكر َالعمارة‪.‬‬
‫‪ -‬وان التابع إلى الذاتية هو الكالم على مبدع‪ ،‬وعمل مبدع ومدرسة‪َ ،‬وعمارة محلية‬
‫وافكار دخيلة واشكال لصيقة‪ .‬فانإبداع هو االختراع واالبتكار او اول من قام بفعل‬
‫شيء ما اي المنفرد من غير نظائر‪ ،‬وفي َالعمارة هو إنتاج الشيء الجديد الذي لم يكن‬
‫موجودا من قبل على هذه الصورة‪.‬‬
‫ثألثأ‪ ،‬ويكون المبدع هو مخترعا لشيء على غير مثال‪ .‬وقد يكون من المفيد ا ّن نميل قليال‬
‫آ‬
‫إلى انإبداع بين اليات العمل اال كاديمي‪ ،‬وعالقة المبدع وانإبداع بالمجتمع‪ .‬وتكون الفقرات‬
‫االساسية التي تحكم المبدع وعمارته هو‪:‬‬
‫مسؤولية العمل المبدع‪،‬‬
‫والعمل المبدع هل يخضع إلى المدارس المعمارية‪،‬‬
‫وما هو دور المدارس المعمارية فيها‪ ،‬التي تقوم بتوضيحه وشرحه وتفهيمه إلى‬
‫االخرين‪.‬‬
‫رابعأ‪ ،‬وفي الذاتية تفسر ما هي الحدود التي يخرج منها النتاج من َالعمارة إلى َ‬
‫الالعمارة‪.‬‬
‫َ‬
‫والالعمارة هو ما تعارف عليه بالتناقض مع شيء اخر‪ ،‬فاذا كان لديك نتاجا ويتعارض من‬
‫نتاج اخر‪ ،‬يكون الجهد هو َالعمارة والمقابل هو َ‬
‫الالعمارة والدليل على ذلك هو التغير‬
‫آ‬
‫والتحول المستمر في النتاج على اثر ما يحدث من تطور وتغير في المواد واساليب‬
‫استخدامها وما يترتب عليها من تغيرات سابقة إليها في طرق التصميم والبحث‪.‬‬

‫وتدخل هنا االفكار المقترحة في َالعمارة وندخل في الطرف المهم في كيفية تقبل االخر‪،‬‬
‫وهنا هل نقدر ان نظل نقول ال َعمارة او ضد َالعمارة‪ .‬وان ضد َالعمارة كحالة موجودة‪ ،‬ففي‪:‬‬
‫الحالة االولى‪ :‬توالي الحركات وتغاير نتاجاتها هي ضد َالعمارة‪.‬‬
‫الحالة الثانية‪ :‬وان القول بالضد هو ان العملية ّ‬
‫بالكيف‪.‬‬
‫خأمسأ‪ ،‬يتكون المركب انإبداعي من‪ :‬انإنسان والمبدع والعملية انإبداعية والمنتج انإبداعي‬
‫والسياق البيئي لإلبداع‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )78‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وقد تناول‪ ،‬د‪ .‬عثمان التركي في مجلة المعرفة [‪ ،]3‬موضوع "من هو المبدع"‪ ،‬وقد اورد فيها‬
‫االفكار التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬النسأن المبدع‪،‬‬
‫وهو محور انإبداع‪ ،‬وغيابه يؤدي إلى غياب العناصر االخرى للمركب انإبداعي‪ ،‬وهذا ال‬
‫يعني بالطبع التشابه التام بين شخصيات المبدعين‪.‬‬
‫ً‬
‫إن كل مبدع هو حالة متفردة بصورة غير متوقعة احيانا كما يقول جروبر ووالس وإنه‬
‫من غير الممكن في الواقع سوى تقديم عدد قليل من التعميمات حول الجوانب‬
‫التي يتشابه فيها جميع المبدعين [‪.]4‬‬

‫‪ )2‬صفأت المبدع‪،‬‬
‫هناك صفات عامة الحظها‪ ،‬او اقترحها‪ ،‬بعض الباحثين لمن يتصف بانإبداع؛ منها‬
‫صفات حيوية مرتبطة ببعض وظائ ف الدماغ‪ ،‬واستجاباته للمؤثرات‪ ،‬حيث اجريت‬
‫تجارب اكدت وجود بعض الفروق الدالة بين المبدعين وغيرهم‪ ،‬ومنها صفات شخصية‬
‫تميز الشخص المبدع عن غيره‪،‬‬

‫حيث يرى رينزولي [‪ ]5‬ان الشخص المبدع كما نقل عنه صالح الدين عطا هللا يتصف بانه‪:‬‬

‫]‪ [8‬ينظر‪ :‬مجلة املعرفة‪ ،‬وزارة التربية والتعليم في اململكة العربية السعودية‪ ،‬في موضوع "من هو املبدع"‪،‬‬
‫العدد ‪.5118 ،551‬‬
‫]‪ [4‬جروبر هاورد‪ ،‬واالس دورس ي (‪ )5117‬منهج دراسة الحالة وأنساق التطور‪ :‬منحى لفهم املبدعين املتفردين‬
‫في العمل‪ .‬في ستيرنبرج‪ ،‬روبرت‪ ،‬القياس النفس ي واإلبداع البشري‪ ،‬ترجمة (املركز الثقافي للتعريب والترجمة)‬
‫(ص ص ‪ .)581- 177‬القاهرة‪ :‬دار الكتاب الحديث‪.‬‬
‫]‪ [2‬جوزيف رينزولي ‪( Joseph Renzulli‬ولد في ‪ 8‬يوليو ‪ )1788‬هو طبيب نفساني تعليمي أمريكي‪ .‬طور نموذجا‬
‫من ثالثة مستويات من املوهبة ليعزز فكرة موسعة للموهبة‪ .‬وطور"نموذج اإلثراء على مستوى املدرسة" لتطوير‬
‫مواهب أطفال املدارس‪.‬‬
‫‪Renzulli, J.S. (1978). What Makes Giftedness? Reexamining a Definition. Phi Delta Kappan, 60(3).‬‬
‫‪Renzulli, J.S. (1994). Schools for talent development: A practical plan for total school improve-‬‬
‫‪ment. Mansfield Center, CT: Creative Learning Press.‬‬
‫‪Renzulli, J.S., & Reis, S.M. (1985). The schoolwide enrichment model: A comprehensive plan for‬‬
‫‪educational excellence. Mansfield Center, CT: Creative Learning Press.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)78‬‬

‫ذو طالقة ومرونة واصالة في االفكار‪ .‬ومنفتح على الخبرة‪.‬‬


‫مستجيب للجديد حتى وإن كان غير منطقي سواء اكان ذلك في االفكار او االفعال في‬
‫آ‬
‫منتجاته او منتجات االخرين‪.‬‬
‫محب لالستطالع‪ ،‬تاملي‪ ،‬مغامر‪ ،‬يتالعب باالفكار‪ ،‬ال يخشى المخاطرة في افكاره‬
‫وافعاله وحساس للتفاصيل‪.‬‬
‫ويقدر الجماليات في االفكار واالشياء‪ ،‬يمتلك استجابات فعالة للمثيرات الخارجية‪،‬‬
‫سواء كانت ا ً‬
‫فكارا او مشاعر [‪.]6‬‬
‫وقد شغل جوزيف س‪ .‬رينزولي وهو استاذ علم النفس التربوي في جامعة كونيتيكت‪،‬‬
‫منصب مدير المركز الوطني للبحوث حول الموهوبين والمتفوقين‪ .‬وقد توجهت ابحاثه‬
‫نحو تطوير وتحديد انإبداع والموهبة لدى الشباب‪ .‬وفق البرامج التنظيمية‬
‫واستراتيجيات المناهج الدراسية لتحسين المدارس بشكل عام‪ .‬وكان تركيز عمله على‬
‫تطبيق استراتيجيات تعليم الموهوبين لتحسين التعلم لجميع الطالب‪.‬‬

‫طور رينزولي‪،‬‬
‫نموذج املواهب الثالثة والحصول على ‪Gifted‬‬
‫‪Behaviour‬‬
‫املوهبة االولى‪ :‬االبداع ‪Creativity‬‬
‫املوهبة الثانية‪Above Average Ability :‬‬
‫املوهبة الثالثة‪ :‬مهمة االلتزام ‪task commitment‬‬
‫‪ )3‬سمأت الشخصية‪،‬‬
‫ً‬
‫ولقد انتهى عدد من الباحثين إلى ان االشخاص المبدعين غالبا ما يتصفون بسمات‬
‫شخصية محددة؛ منها االستقاللية في إصدار االحكام‪ ،‬والثقة بالنفس‪ ،‬والميل إلى‬
‫التعقيد والتركيب دون السطحية والبساطة‪ ،‬والتوجه الجمالي‪ ،‬والميل للمجازفة او‬
‫يضا بحسب «ماسلو ‪ »Maslow‬الجراة وانإقدام‪ ،‬والشجاعة‪،‬‬ ‫المخاطرة‪ ،‬ومنها ا ً‬

‫]‪ [8‬عطا هللا‪ ،‬صالح الدين فرح (‪ )5118‬تقنين اختبار الدوائر من الصور الشكلية «ب» لبطارية تورانس‬
‫للتفكير اإلبداعي على األطفال في األعمار من (‪ )15-7‬سنة بمدارس القبس بوالية الخرطوم‪ .‬مجلة دراسات‬
‫تربوية (‪.188 -115 .)14‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )77‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫والحرية‪ ،‬والتلقائية‪ ،‬وتقبل الذات‪ .‬وقد وصف الميل لتوكيد الذات بانه القوة الدافعة‬
‫لإلبداع‪ ،‬إذا ما ساندته البيئة االجتماعية‪ ،‬وعمل الشخص المبدع على التحرر من‬
‫قيودها في الوقت نفسه‪.‬‬

‫‪ )4‬نتأج البداعي‪،‬‬
‫ً‬
‫ان انإنتاج انإبداعي يتطلب مستوى مرتفعا من الدافعية‪ ،‬وهو ما اكدته دراسات مبكرة‬
‫في العالقة بين انإبداع والدافعية‪ ،‬حيث اكدت ان السلوك انإبداعي عادة ما يصحب‬
‫بالحب العميق‪ ،‬واالستمتاع بالمهام التي يؤديها انإنسان المبدع‪ ،‬وبتماسك الهدف‪،‬‬
‫والعاطفة الجياشة‪ ،‬وتكريس الجهد‪ ،‬والمثابرة واالنهماك في العمل‪ ،‬والسعي لتحقيق‬
‫الذات والتعبير عن انإمكانات الذاتية‪.‬‬

‫ويطرح عدد من الدارسين للعملية انإبداعية ما يسمى بقاعدة السنوات العشر‪ ،‬ومنهم‬
‫جاردنر‪ ،‬حيث يرون ان تحول انإنسان من شخص مبتدئ إلى محترف في اي مجال من‬
‫المجاالت يتطلب ممارسته لمدة ال تقل عن العشر سنوات‪ ،‬تتوزع بين انإلمام بميدان‬
‫التخصص ومحاولة السيطرة على المجال‪.‬‬
‫وهذا ال يعني بالطبع ان زيادة المعرفة في مجال التخصص تتناسب ً‬
‫طرديا مع انإبداع‪،‬‬
‫فقد تكون المعرفة نفسها عائ ًقا لإلبداع‪ ،‬كما يرى بعض الباحثين‪ ،‬وذلك بدفعها الفرد في‬
‫اتجاه االنغالق ً‬
‫ذهنيا‪ ،‬فيؤدي االعتياد على النظر لالشياء بطريقة معينة إلى جعل الخبير‬
‫غالبا بالمرونة من اجل المعرفة‪ ،‬وهذا دليل على ان الخبراء في مجال معين قد‬ ‫يضحي ً‬
‫يلقون صعوبات اك ثر من تلك التي يلقاها المبتدوئن في تكيفهم مع التغيرات في المجال‪.‬‬

‫‪ )5‬الدافعية‪،‬‬
‫[‪]7‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫هذا وتلعب دافعية انإنسان دورا مهما في انإنجاز انإبداعي‪ ،‬فقد اشار سيكسزنتميه‬
‫إلى ان الشخص االقل ً‬
‫إبداعا واك ثر دافعية اقدر على انإنجاز انإبداعي من الشخص‬

‫]‪ [8‬ينظر‪ :‬سيكسز نتميهالي‪ ،‬ميهالي (‪ )5117‬تضمنيات منظور اإلنسان في دراسة اإلبداع‪ .‬في ستيرنبرج‪ ،‬روبرت‪،‬‬
‫األسس النفسية لالبتكار‪ ،‬ترجمة (املركز الثقافي للتعريب والترجمة)‪ .‬القاهرة دار الكتاب الحديث‪ .‬نسخة‬
‫الكترونية‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)77‬‬

‫اال ك ثر إبداعية واقل دافعية‪ ،‬الن نقص التدعيم والمخاطرة المحيطة بمحاوالت‬
‫التجديد تحتاج إلى قدر كبير من الدافعية لمواصلة الجهد‪.‬‬

‫وعادة ما تصنف الدافعية في مجال انإبداع إلى نوعين‪ :‬دافعية داخلية‪ ،‬ودافعية خارجية‪.‬‬
‫فالداخلية تنبع من ذات انإنسان المحب للعمل انإبداعي‪ ،‬كنوع من السعي لتحقيق الذات‪،‬‬
‫واالستمتاع والتحدي الشخصي‪ ،‬الذي يؤدي به إلى االستغراق في المهمة‪ً ،‬‬
‫سعيا للتعبير عن‬
‫إمكاناته انإبداعية؛ حيث يرى انإنسان المبدع ان ذلك يعد مكافاة كبرى بالنسبة له‪.‬‬

‫بينما تتمثل الدافعية الخارجية في اي مصدر يحث انإنسان إلى االنهماك في العمل انإبداعي‬
‫آ‬ ‫ً‬
‫انتظارا لمكافات خارجية‪ ،‬كالفوز في منافسة‪ ،‬او الحصول على مكافاة‪ ،‬او تحقيق بعض‬
‫االهداف الخارجية االخرى كالتقدير او االعتراف‪.‬‬
‫هذا وتلعب دافعية انإنسان دو ًرا ً‬
‫مهما في انإنجاز انإبداعي‪ ،‬فقد اشار سيكسزنتميه‬
‫إلى ان الشخص االقل ً‬
‫إبداعا واك ثر دافعية اقدر على انإنجاز انإبداعي من الشخص اال ك ثر‬
‫إبداعية واقل دافعية‪ ،‬الن نقص التدعيم والمخاطرة المحيطة بمحاوالت التجديد تحتاج إلى‬
‫قدر كبير من الدافعية لمواصلة الجهد‪.‬‬
‫ً‬
‫وخالفا لما قد يكون ً‬
‫متوقعا‪ ،‬فإن العالقة بين الدافعية الداخلية والخارجية ليست عالقة‬
‫طردية في جميع االحوال‪ ،‬فزيادة الدافعية الخارجية في مقابل الدافعية الداخلية ال يؤدي‬
‫ً‬
‫وخصوصا عندما‬ ‫في جميع الحاالت إلى اثر إيجابي على انإبداع‪ ،‬كما يرى عدد من الباحثين‪،‬‬
‫يؤدي التركيز على الدوافع الخارجية إلى تشتيت التركيز على المهمة (الداب)‪ ،‬او التاثير على‬
‫االستمتاع بالمهمة وحبها‪.‬‬

‫في مقابل تحقيق الشروط او االلتزام بالقيود المتطلبة للدافع الخارجي (المقارنة بين‬
‫انإبداع الشعري الناتج من دوافع داخلية مقارنة بما ينتج ً‬
‫انتظارا لمكافاة خارجية)‪ ،‬ولكن‬
‫آ‬
‫في المقابل يرى عدد اخر من الباحثين اهمية كبيرة في بعض االحوال للدوافع‬
‫وخصوصا في بواكير تنمية انإبداع لدى الناشئة‪ ،‬إلى حين نمو وبروز الدوافع‬‫ً‬ ‫الخارجية‪،‬‬
‫الداخلية وتفعيلها‪ ،‬وكذلك في التغلب على فترات انإحباط او الملل التي قد تحدث خالل‬
‫فترات معينة من ممارسة المهام انإبداعية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )71‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫فالمعمار ّيغير‪:‬‬
‫الكيفية التي تعامل بها مع المفردات المعمارية‪.‬‬
‫والكيفية التي يتعامل بها مع اصول َالعمارة‪ ،‬فالذاتية هنا قد ارتبطت بالكيفية التي ترتبط‬
‫الحسي عند البحث عن الشيء المبتنى على شيء اخر‪.‬‬ ‫بالجانب ّ‬
‫والكيفية تتغير بالتعامل مع الجانب العقلي او المعنوي عند البحث عن دليل‪.‬‬

‫والمثال في ذلك قد يكون االقرب هو َالعمارة المحلية‪ .‬وهي عمارة تقليدية‪ ،‬واعتمدت في‬
‫بعض مراحلها على الحرفي المتدرب الذي يهتم في عمله على التقيد بالخبرة والتقاليد‬
‫المتراكمة من خالل االهتمام بالقبول في المجتمع عند تلبية رغبات افراد المجتمع في تحقيق‬
‫المتطلبات الوظيفية بجانب الرؤية الفطرية في الجمال المرتبط بمكانة مواطنه ونفوذه‪.‬‬

‫إال ان الجديد فيما يحدث لثقافة مجتمع غزتها سمات اجنبية‪ ،‬وتمكنت من استبدال الثقافة‬
‫التقليدية بنماذج بعيدة عن واقعها‪.‬‬
‫والمساعد في ذلك هو فعل االتصاالت الناتج من حالمي المفاهيم لعمارة حديثة لرواد عك فوا‬
‫على توطين ثقافة جديدة في مناطقهم‪ .‬وبعدما كانت َالعمارة المحلية من إنتاج الحرفيين‬
‫(االسطوات)‪ ،‬فال مهندسين معماريين او إنشائيين‪ ،‬وهذه من المفاصل المهمة التي تبحث‬
‫في النهوض بواقع َالعمارة المحلية‪ ،‬فهل هو الذهأب الى الكأدر الهندسي المتمرس ام‬
‫تشجع الحرفيين؟ [‪.]8‬‬
‫۝۝۝۝۝۝۝‬

‫]‪ [7‬ينظر‪ :‬بريزات قاسم حسين‪" ،5114 ،‬التثاقف وطرز العمارة في العراق"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬
‫كلية الهندسة‪ ،‬قسم هندسة العمارة‪.‬‬
‫اهتمت االطروحة بالثقافة كونها رؤية كونية خاصة بشعب‪ ،‬وتنعكس في القيم وطرز الحياة والفعاليات‬
‫الخاصة به‪ .‬وإلى العمارة كونها انعكاس للثقافة ومظهر من مظاهرها‪ .‬والتركيز على تأثير التثاقف على العمارة‬
‫وتشكيل طرزها‪ ،‬عندما يكون هناك اتصال بين ثقافتين أو أكثر‪ .‬واهتم بمشكلة الحاجة املعرفية إلستكشاف‬
‫طبيعة التثاقف في العمارة ودراسته وتحليله بشكل عام‪ ،‬وتشخيص نتائجه على مستوى طراز عمارة املسكن في‬
‫مدينة بغداد خالل حقبة الحكم العثماني املتأخر للعراق‪ .‬وهدفه في‪ :‬طرح إطار أشمل للتثاقف في العمارة وبما‬
‫يمكن من تحديد طبيعته في العمارة ودراسته وتحليله على مستوى طراز أي عمارة‪ ،‬وبشكل خاص طراز عمارة‬
‫املساكن؛ طرح منظومة تحليلية مقارنة تفصيلية لدراسة نتائج التثاقف على مستوى طراز عمارة املسكن الناتج‬
‫عن التثاقف؛ وتشخيص نتائج التثاقف على مستوى طراز عمارة املسكن في مدينة بغداد خالل حقبة الحكم‬
‫العثماني املتأخر للعراق‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)71‬‬

‫فمدينة بغداد ومناطقها المهمة كشارع الرشيد ومنطقة الكاظمية واالعظمية‪ ،‬وهي مدن بناها‬
‫الحرفيين ما زالت المخططات تراوح في مكانها ولم يستطيع من خاللها‪ :‬ان يصلوا إلى حل‬
‫لتغطية الجانب الذي يخص َالعمارة المحلية‪ .‬فهل لدينا نحن نظرة جديدة في التعامل مع‬
‫َالعمارة المحلية؟‬

‫ضفاف نهر دجلة في بغداد عام ‪1758‬‬

‫منارة سوق الغزل ‪/‬جامع الخلفاء كما‬ ‫بغداد عاصمة جمهورية العراق‪ ،‬ومركز‬
‫صورها مصور املاني خالل زيارة‬ ‫محافظة بغداد‪ ،‬عدد سكانها حوالي ‪ 8.8‬مليون‬
‫للعراق عام ‪ ،1711‬وهي أقدم منارة‬ ‫نسمة في عام ‪ ،5118‬أكبر مدينة في العراق‪.‬‬
‫باقية من العصر العباس ي في بغداد‬ ‫املركز االقتصادي واإلداري والتعليمي في‬
‫الدولة‪.‬‬

‫العمأرة المحلية عبر ذاتية َ‬


‫العمأرة؟‬ ‫وهل هنأك جراة في التوصل الى َ‬
‫وهل تبتعد عن شبح التغني بهأ وارجأعهأ الى حألة التعأيش الصحيح مع اجزاء المدينة‬
‫بيسر وسالم؟‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )75‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وتتحول من تكوين غير قادر على الحفاظ على نفسه إلى جزء يكون الملهم والجامع إلى‬
‫الك ثير من النتاجات المعمارية والتي تعبر عن اهل زمانها بالرغم من قصر فترة وجود‬
‫النتاجين‪.‬‬
‫فاالنقطاع‪ ،‬مثال‪ ،‬في َالعمارة المحلية هو نتيجة إنقطاع تام في التواصل مع القيم والتقاليد‬
‫السابقة‪ ،‬وهو نوع من االغتراب المرتبط بفعل انإنسان‪ .‬وتصفه نظرية كارل ماركس في‬
‫ويحول إلى االنشطة التي تمليها طبقة‬‫االغتراب او االستالب بان يفقد العامل‪ ،‬وهو ّيوجه َّ‬
‫معينة‪ ،‬دوما قدرته على تحديد الحياة والمصير‪ ،‬نتيجة حرمانه من الحق في تصورانفسهم‬
‫مسؤولين عن افعالهم من خالل‪ :‬القرار في ماهية تلك االعمال؛ ومن تعريف عالقاتهم مع‬
‫آ‬
‫االخرين؛ ومن امتالك اغراض ّقيمة من سلع وخدمات انتجوها بعملهم‪.]9[ .‬‬
‫والنظر إلى نتاج انإنسان‪ ،‬من خالل مساهمة العناصر المغروسة في المدينة او المبنى‬
‫كاشكال غريبة‪ ،‬في تقرير حالة االنقطاع بين القديم والجديد وخلق بيئة مشوشة لما فيها من‬
‫مكونات متصارعة او متضاربة‪ .‬وهذا فيه إرتباط بالنظام المكاني‪ ،‬فتماسكه ال يشترط خلوه‬
‫من المعادالت الثنائيات المتناقضة سواء في المقياس او االيقاع او الملمس او ارتفاع المبنى‬
‫او المباني وغيرها‪ .‬ويكون االتجاه هنا نحو مفاهيم الوحدة التماسك واالتساق والتكامل‬
‫والتجانس بين مكونات النظام المكاني‪.‬‬

‫وكل ما يحصل من نتاج فكري يخصها يخضع إلى جهود كادر متعلم وهو ال يفقه ك ثيرا في‬ ‫ّ‬
‫آ‬
‫امور َالعمارة المحلية بشيء‪ .‬فهو يدرك فهم العناوين‪ ،‬إال إنه ال يعرف اال ليات وكيف تعمل‬
‫بك فاءة‪ .‬وهنا نحن نسحب َالعمارة المحلية عن طريق ذاتية َالعمارة ونبحث عن معلوماتها‪،‬‬
‫فالمعنى فيها من الذي يعطيه عمليا اك ثر الحرفي ام الذي يضيف عليه‪ ،‬ام يعطيه المصمم او‬
‫المهندس او المعمار الذي يعمل على االشكال‪:‬‬
‫فإذا دخلنا على الشكأل‪ ،‬ومقاربة في ذلك‪ ،‬كانما دخلنا على اشكال َالعمارة الحديثة ّ‬
‫ونقلد‬
‫االشكال فيها‪.‬‬

‫]‪ [7‬ينظر‪ :‬كتب كارل ماركس في نظرية االغتراب في مؤلفه "املخطوطات االقتصادية والفلسفية" ‪1744‬‬
‫(‪ .)1758‬واألساس الفلسفي لنظرية االغتراب يعتمد على كتاب جوهر املسيحية (‪.)1741‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)78‬‬

‫وإذا دخلنا على المعنى‪ ،‬كانما دخلنا على لوكوربوزيه وكيف صمم فيلال سافوا او كنيسة‬
‫رونشام‪.‬‬
‫وإذا دخلنا على الحرفي كيف فهم وتفهم وما هو المعنى الذي يريد إيصاله إلى االخرين‪،‬‬
‫واك ثر من تنظيم المقاربات فيه‪.‬‬
‫وندخل على زها حديد التي تعتبر نتاجاتها من اشكال بسيطة‪ ،‬وهي تبحث عن اشكال في‬
‫الواقع للمعاني التي وضعنها لنتاجاتها وجهاد المتلقين في الوصول إليها‪.‬‬

‫ونحن عندما نتعامل مع َالعمارة المحلية‪ ،‬فاننا قد استدرجنا إلى ان ناتي بشكل ونبحث له‬
‫عن معنى او عنوان في َالعمارة‪ .‬وهذان خطان في الشكل والمعنى‪ ،‬ال يعمالن في َالعمارة‬
‫المحلية‪.‬‬
‫وهذا الفهم هو اطروحة بحاجة إلى جهد بحثي كبير يتحقق من َالعمارة المحلية‬
‫ووجودها عن طريق الحرفيين ويبتعد الجميع عن بناء توصية عن طريق تنظيم معاهد‬
‫نإعداد متدربين حرفيين قادرين على إدارة عمل المدينة بنسبة معينة ال يمكن إغفال‬
‫اهميتهما وهذه إشارة إلى تزامن بناء الكوادر الهندسية والوسطية الحرفية في النهوض بواقع‬
‫المدينة‪ .‬بطريقة ايسر واسهل‪.‬‬

‫وهذا موقف يصعب االقتناع بها من قبلنا الننا نبحث عن دور الريادة في قيادة عملية‬
‫ونحس باهميتهم اك ثر من حرصنا على‬‫ّ‬ ‫النهوض بالمدينة فنتحاور مع االختصاصات االخرى‬
‫تطوير قدراتنا المتنوعة في إدارة جهدنا الهندسي والفني في عملية التاهيل والتطوير إلى مدننا‬
‫لتكون بصورة حسنة كما كانت زاهية وبهية واستطاع روادها ان يتعاملوا بيسر مع ذات‬
‫االهمية والخطورة بالمضافات المستعصية التي عصفت بالمدينة انذاك‪.‬‬

‫۝۝۝۝۝۝۝‬
‫وقد كان دخول السيارة والتعامل معها من الخطورة بمكان لما تحتاجه من جهود ّ‬
‫تكيف‬
‫كبيرة إلى المدينة مع الحال الجديد او التعامل مع المواد الحديثة التي اصبحت جزءا مهما‬
‫متداخال مع صورة َالعمارة المحلية‪ .‬فلم تخلو المدينة من حركة السيارة كما لم تخلو من‬
‫استخدام المواد الحديثة في بناء المدينة واالرتقاء بها حتى تصبح قادرة على التميز والشموخ‬
‫والبقاء متميزة وفريدة وقبلة النظار االخرين ومسامعهم‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )74‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫ويكون دور الريادة هو المعطل والمثقل لكاهل الجهات ذات العالقة في دوام النمو‬
‫واالستمرار لمدينتنا‪ .‬والعمل هنا يكون بالدخول إلى َالعمارة المحلية على خطي المعنى‬
‫والشكل والخوض في دور الحرفي‪.‬‬
‫وهذه نقاط مهمة في تبرير العمل وانإفادة من رصيد المعمار من خبرة وحرفة ومهارات‬
‫يسحبها من الجيل الذي سبقه‪ ،‬وهو ليس دائما في مقدرة المعمار من سحب هذه المهارات‬
‫والمعلومات‪ ،‬لكونه متهم بإنه نظري ال يعرف من تلك االمور شيء‪ ،‬او ال يستوفي فهمها‪،‬‬
‫وتعد هذه لوثة في محل اختصاصنا فال من معرفة حدودنا عندما نقرا في ماذا تعني َالعمارة‬
‫المحلية ومن هو المسؤول عنها‪ .‬وهذه نقطة بحاجة إلى تفكير‪ ،‬فعندما نرى َالعمارة المحلية‪.‬‬

‫هل نتعأمل مع مفردات ام عالقأت؟‬


‫فالباحث قد يجد الك ثير من المعلومات المفيدة على الجانب االجتماعي واالقتصادي‪،‬‬
‫وهذا التنفيذي والتصميمي من الحرفيين اال ك ثر قوة واهمية من المهندس المشرف على هكذا‬
‫بنفس شكلي بينما الحرفي يقراها ّ‬
‫بنفس معنوي وعقلي عفوي‪.‬‬ ‫اعمال‪ ،‬الذي يقراها ّ‬

‫وهنا نكون قد بدانا بمعنى وشكل ووصلنا إلى تبرير في كيفية الوصول إلى معاني من َالعمارة‬
‫كلها‪ ،‬اي من المعاني التي تحملها َالعمارة ذاتها‪ .‬وبالمعنى الذي نقرئه نحن كمهندسين واريد‬
‫ا ّن ابحث عن المعنى الذي َجلب او اوصلنا إلى هذا المعنى‪.‬‬
‫وهنا يبنى لدينا تشكيل معرفي لكون جلب هذا المعنى يتطلب العودة إلى اصول‬
‫َالعمارة وكاننا عندما نذهب إلى َالعمارة الذاتية نعرف االصل الذي نبعت منه ونعرف‬
‫الحسية والجوانب العقلية وكيفية التعامل معها حتى يصير الذي يبحث بها‬ ‫الجوانب ّ‬
‫موضوعا قابال للبحث والمناقشة وله فوائد جمة‪ ،‬لكون اثارته بهذه المتغيرات محدود‪ ،‬فما‬
‫ك تبه البعض هو اطراءات ومدح يجيدها بارعون في ك تابة النصوص لعموم الناس وليس‬
‫المتخصص‪.‬‬

‫وما يصعب في هذه الك تابات هو الوصول إلى المعنى االستحقاقي لهذه االشكال‪ ،‬وقد اقتصر‬
‫وصف االبنية (المعتمدة على نهج العمارة الحداثة) للمعماريين العراقيين في بغداد إلى‬
‫الرواد‪ .‬إال إنها تحسب مرة على َالعمارة المحلية ومرة اخرى على َالعمارة العالمية الحديثة‪،‬‬
‫ومن يقوم بالوصف انما يقوم بالتمجيد بها شكال‪.‬‬
‫آ‬
‫ويعتقد البعض ا ّنه ال يصل إلى المعنى الذي كان يرغب بها مصممها انذاك والمصمم اك ثر‬
‫بساطة في طريق التفكير واك ثر بساطة في طريق اختيار االشكال من المعاني التي حملها‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)72‬‬

‫المصمم اصال والتي كان محور إهتمامه‪ ،‬وهي بالتي دفعته إلى هكذا تكوينات وهذا هو الخط‬
‫االول‪.‬‬
‫اما الخط الثاني‪ ،‬فقد قلنا‪:‬‬
‫إن النظرية هي اراء وافكار تحاول تفسير الوقائع المعمارية‪.‬‬
‫وهناك معتقدات او سبب ومسبب او شخص وموضوع‪.‬‬
‫وإن لكل إنسان له رسالة وفي إختصاصه رسالة َالعمارة‪ ،‬وبالضرورة يؤدي رسالته وهو‬
‫ما مكلف بها حتى مماته وعليها يثاب‪ ،‬وفي كل مرافق الحياة‪.‬‬

‫وجزء من رسالتنا (العملية) ماذا نعمل ولمن نعمل‪ .‬ورسالتنا اال كاديمية هي موقفنا من‬
‫رسالة َالعمارة والتي قد تكون تبريرية لعمارة الوضع القائم‪.‬‬

‫وعندما نتحرك وننتقل من َالعمارة الذاتية‪ ،‬وما يرافقها من مواقف إزاء َالعمارة المحلية‬
‫او َالعمارة التراثية ورسالتها‪ ،‬إلى ان نمجد َالعمارة المحلية‪ ،‬ونبرر الوضع سلبا او إيجابا‪،‬‬
‫حتى لو كانت مليئة بالعيوب‪ .‬اي َالعمارة التي تفتقر إلى اللغة النقدية الداعمة إلى النتاج‬
‫المتميز َلعمارة مكان وزمان معينين‪ ،‬اي نقد داعم ل َعمارة خالية من العيوب‪.‬‬

‫فقد ننظر ونستغرب إلى هناك الك ثير من الفجوات والعيوب في بعض النقاط المعالجة التي‬
‫آ‬
‫لم تاخذ ك فايتها من وقت للتطوير او إنها لم تثير المعنيين انذاك فبقت على حالها من‬
‫القصور وفقدان مقومات النضج التكويني او المعنوي‪ .‬اي عدم استكمال التطوير والنمو‬
‫لكامل مفاصل َالعمارة بشقيها ّ‬
‫الحسي والعقلي‪ .‬والحقيقة إن فيها ما غفل عنه الحرفي او ّالبناء‬
‫آ‬
‫او المعمار انذاك‪ ،‬بتاثير ظروف حرفت نتاجه‪.‬‬
‫وحقيقة اخرى‪ّ ،‬إنما الكمال هلل رب العالمين‪ ،‬وبقي عمل انإنسان مشروطا بالنقص وكل‬
‫االعمال هي قابلة للتعديل والنقد والحذف وانإضافة‪ .‬حتى نتجنب تبرير كل شيء‪ ،‬فال ّنؤله‬
‫فإن فيه العديد من‬ ‫االشياء وهذه خاصية اختص بها رب العزة‪ .‬وحتى التراث العالمي‪ّ ،‬‬
‫المفاصل التي باستطاعة المختصين الدخول عليها ونقدها‪.‬‬
‫إنا عملنا كما هم عملوا فابدعوا‪ ،‬ونحن نتقارب معهم عندما نتقارب في‬
‫ترى ّ آ‬
‫فإنها الهة مزيفة‪.‬‬ ‫تفكيرنا معهم‪ .‬فال تمجد ما‬
‫۝۝۝۝۝۝۝‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )78‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وفي لقاء مع فرانك جيري بخصوص تصميم متحف بلباو‪ ،‬وحول ما قدم في مشروعه من‬
‫معالجات‪ ،‬قال‪ :‬إال إننا عندما نمجد االعمال بطريقة يهمش فيها انإنسان نفسه من وجوده‬
‫وتاثيره‪ ،‬فال نؤله الجميع وإنما نحترم اراء الجميع‪ ،‬وفي نفس الوقت تجد حضورك في اشياء‬
‫لك فيها راي لكونها اعمال لم تنتهي وإنما ما زال لإلنسان القادم دورا فيها كما كان لنا دورا‬
‫في تلبية متطلبات مجتمعنا مع نتاجات سبقتنا‪.‬‬
‫آ‬
‫بعبارة اخرى‪ ،‬لنا االن راي في نتاجات من سبقنا فال نهمش ونفقد حضورنا ونصبح من يقلد‬
‫االخرين في اعمالهم‪.‬‬
‫وهنا تظهر الحاجة إلى مدخل في الكالم عن المعادالت او النسب او الوضع [‪َ .]10‬‬
‫للعمارة في‬
‫" استمرار رسالة َالعمارة في معادلة السلب وانإيجاب"‪.‬‬

‫وعملية الوضع هي عملية الربط بين شكل ومعنى‪ ،‬عند استعمال الشكل دل على المعنى‬
‫بدون قرينة للمتخصص في وضع الشكل للمعنى المرتبط به‪ .‬واالرتباط يكون باحد سببين‪:‬‬

‫السبب االول‪ ،‬جعل الشكل للمعنى وتخصصه به‪ ،‬فالقول في االبنية الحكومية دل على‬
‫معناه بدون الحاجة إلى قرينة‪ .‬وهذا الوضع فيه تعيين‪ ،‬لكون المصمم الواضع ّعين‬
‫شكال مخصوصا لمعنى محدد‪ .‬ويكون التعبير عليه في العمارة في االنماط ‪ Types‬التي‬
‫شئ لمبنى معين وظيفيا‪.‬‬
‫السبب الثاني‪ ،‬إستعمال شكل من االشكال في معنى معينمع قرينة تدل إرادة هذا المعنى‬
‫من الشكل المستعمل فيه‪ .‬ويتكرار هذا االستعمال بك ثرة فهو نموذج‪ Model‬تالف‬
‫االذهان إستعمال هذا الشكل بهذا المعنى‪ .‬ويحصل اختصاص الشكل بالمعنى‬
‫وارتباطه به من ك ثرة االستعمال‪.‬‬

‫]‪ [11‬الوضع من خالل نسبة ش يء إلى ش يء اخر‪ .‬وضع الشكل للمعنى هو إرتباط خاص بينهما‪.‬‬
‫ينظر بتصرف‪ :‬البهادلي‪ ،‬احمد كاظم‪ ":1774،‬مفتاح الوصول إلى علم االصول"‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬شركة حسام‬
‫للطباعة الفنية املحدودة‪-‬بغداد‪ .‬مبحث حقيقة الوضع ومنشؤه‪ ،‬ص‪588-588‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)78‬‬

‫نمط املنزل القديم‬ ‫نموذح البيت الحديث‬


‫كما ترتبط عملية الوضع من قبل المعمار الواضع الشكل للمعنى تصورا تفصيليا واخر‬
‫اجماليا‪ .‬والمعمار يتحكم في وضع تصورا للشكل‪ ،‬وتصورا للمعنى الذي يريد وضع الشكل‬
‫له باتجاهين‪ :‬تصور المعمار الواضع للشكل تفصيليا واجماليا؛ وتصور المعمار الواضع‬
‫للمعنى الذي يريد وضع شكل له جزئيا وكليا‪.‬‬

‫والسؤال الذي نبحث عن اجابته هو‪:‬‬


‫كيف نبرر وضعأ معينأ والمفردات فيه تحتأج الى الك فأءة؟‬
‫والمفاتيح فيها هي‪:‬‬
‫سيادة المعتقدات في حياة المجتمعات في تبرير الوضع القائم‪ ،‬واي معتقد سواء اكان‬
‫دينيا ام اجتماعيا ام‪ ...‬اخرى‪ .‬والمعتقد وما يثير من تحفظات ك ثيرة بالنسبة للعاملين‬
‫آ‬
‫عليه في تبرير وضعا معينا‪ .‬مما ينبغي التحفظ في تاليه اال لهة المزيفة سواء اكانت‬
‫شخوص ام نتاجات‪ ،‬والحاجة إلى وقفة نالحظ تاثيرها علينا مجتمعيا‪.‬‬
‫وإن الرسالة وسيادة المعتقد وانإحساس باالخر‪ ،‬وإلى تمجيد من عظمة الشئ وما يبهر‬
‫به االخرين‪ ،‬والتي ما بعدها من نتاج‪ ،‬تتطلب عالمة استفهام كبيرة‪ .‬واالن هناك جيل‬
‫دخل على التحديات الكبيرة من قيم وشعارات وتمجيد وتعظيم االخر‪.‬‬

‫إن التمرد على الواقع يتعارض مع سيادة معتقد معين الذي يبرر حالة محددة خادمة إلى‬
‫جماعة معينة‪ ،‬وجماعة المعتقد يؤمنون بشيء وال يؤمنون باشياء اخرى‪.‬‬
‫ونشير هنا إلى ما اقره العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي اعتمدته‬
‫الجمعية العامة لالمم المتحدة في عام ‪ ،1966‬بالحق في حرية الدين او المعتقد وذلك من‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )77‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫بين ما اقره به من حقوق وحريات‪ .‬فقد نصت المادة ‪ 18‬من العهد الدولي الخاص بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية على اربع بنود بهذا الخصوص؛ وهي ان‪:‬‬

‫لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين‪ .‬ويشمل ذلك حريته في ان يدين‬ ‫‪)1‬‬
‫بدين ما‪ ،‬وحريته في اعتناق اي دين او معتقد يختاره‪ ،‬وحريته في إظهار دينه او‬
‫معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم‪ ،‬بمفرده او مع جماعة‪ ،‬وامام المال‬
‫او على حدة‪.‬‬
‫ال يجوز تعريض احد نإكراه من شانه ان يخل بحريته في ان يدين بدين ما‪ ،‬او بحريته‬ ‫‪)2‬‬
‫في اعتناق اي دين او معتقد يختاره‪.‬‬
‫ال يجوز إخضاع حرية انإنسان في إظهار دينه او معتقده‪ ،‬إال للقيود التي يفرضها‬ ‫‪)3‬‬
‫القانون والتي تكون ضرورية لحماية السالمة العامة او النظام العام او الصحة العامة او‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫االداب العامة او حقوق االخرين وحرياتهم االساسية‪.‬‬
‫آ‬
‫تتعهد الدول االطراف في هذا العهد باحترام حرية االباء‪ ،‬او االوصياء عند وجودهم‪،‬‬ ‫‪)4‬‬
‫في تامين تربية اوالدهم دينيا وخلقيا وفقا لقناعاتهم الخاصة‪.‬‬

‫۝۝۝۝۝۝۝‬
‫وقد تكون جماعة المعتقد ال عالقة لها‪ :‬من اين جاء هذا الشيء‪ ،‬وقد يكون لسبب بسيط هو‬
‫فقدان االتصال باللغة التي تضمن التعامل والتفاعل والتقارب في االفكار والمعتقدات‪،‬‬
‫منزل ال حاجة فيه إلى النقاش‪ ،‬وتاخذ المرونة عنده اقل من‬ ‫فيكون كالم احدهم كالم ّ‬
‫المرونة عند االخرين في التقبل وانإفهام والتفهيم‪ .‬لذا قد يكون االخر قادر على اتخاذ القرار‬
‫آ‬
‫اك ثر منه‪ .‬إال إ ّنهم يجعلون من انإنسان حقل تجربة‪ .‬ووقفتنا هنا مع اال لهة المزيفة‪.‬‬
‫آ‬
‫وفي اختصاصنا فنحن لسننا ببعيدين عن ظهور اال لهة المزيفة ويبقى للمتمعن المتخصص‬
‫من معرفة قدرة التمييز‪.‬‬
‫االستمرار هو ما يتحقق ويستمر في التعدد المكاني والطبقي في المجتمع على المستوى‬
‫الصغير‪ ،‬ثم العالم كمجتمع اكبر على المستوى الكبير‪ .‬وحالة االستمرار على المجتمع ال بد‬
‫ا ّن تعمل بشكل صحيح‪.‬‬
‫والكيفية التي يتم بها تبرير َالعمارة المحلية المتعددة في اماكن متعددة من العالم ولها‬
‫خصوصيتها في زمانها والقاعدة المجتمعية فيها‪ .‬وهنا نتحقق من كيفية تبرير َالعمارة‬
‫المحلية‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)77‬‬

‫وكل َعمارة في مكانها تعد َعمارة محلية في وقتها ان لب ّئت المتطلبات‪ ،‬او فترة ان تعارضت‬
‫مع مبادئ مجتمعها‪ ،‬اي كل َعمارة تعد محلية إلى منطقتها‪ .‬فالتعدد في َالعمارة والتعدد في‬
‫االقاليم كاماكن هي مستويات إلى َالعمارة مع تباين طبيعة اللغة المعمارية المستخدمة‬

‫۝۝۝۝۝۝۝‬
‫ان تباين الزمان وتعدد المكان في نتاج َالعمارة المحلية هو يخضع إلى لغة معينة تعطي‬
‫جانب المحلية او تعطيه جانب التبرير‪ ،‬وكل مجتمع له لغة معينة يتعامل بها‪ ،‬لغة وفلسفة‬
‫ومنطق معين ينتج َعمارة معينة هي َعمارة محلية بالنسبة إليه‪ ،‬فتعطيه حالة التبرير‬
‫والمحلية‪ ،‬وهنا نالحظ ارتباط التبرير ب َالعمارة المحلية‪.‬‬
‫وعندما نتعامل مع َالعمارة االسالمية فإن نتاجها له زمان ومكان خاص به‪ ،‬وهنا نرى‬
‫االختالف بين ما يصمم في البلدان الشرقية والغربية واالختالفات الواضحة بينهما‪ .‬وفي‬
‫عصر َالعمارة المسيحية االولى كانت الكنائس مختلفة التصميم والمعالجة بين الشرق‬
‫والغرب‪ ،‬او الغربية والشرقية ومتطلبات كال منهما بما يتفق وطبيعة المجتمع في كال‬
‫المنطقتين إضافة إلى الفروقات ضمن المنطقة الواحدة على مستوى الجزء والكل‪ ،‬كما في‬
‫َعمارة الشام والعراق‪ ،‬وكل منهما يخضع إلى طبيعة المكان وطبيعة الزمان‪ .‬ولكليهما لغة‬
‫ومنطق وفلسفة تقرا ّ‬
‫لتعرف النتاج مكانا وزمانا‪.‬‬
‫كما تدخل َالعمارة المستوردة ضمن َعمارة التبرير‪ ،‬والنماذج الموجودة فيها عندما نبحث‬
‫عن تشخيص َ‬
‫للعمارة المحلية وماذا تعني إلى الكاتب والمعمار وانإنسان من عموم الناس‪،‬‬
‫ووضع مسطرة لبيان اي نتاج قادم تعد في تقادم الزمن َعمارة محلية وهذه الفترة مهمة في‬
‫دراستها‪.‬‬

‫وعند دخول اي َعمارة إلى مكان ما‪ ،‬كما في مدينة بغداد فإنها استهدفت وانتقدت‪ ،‬وبعد‬
‫مرور فترة من الزمن اصبحت ضمن رصيد الهوية المعمارية لمدينة بغداد وجزءا مهما ومؤثرا‬
‫فيه‪ .‬وبناية مصرف الرافدين في شارع الرشيد بعد إن اشكل خط السماء واربك ارتفاع شارع‬
‫الرشيد‪ ،‬وكذلك َعمارة الدفتردار عام ‪ 1953‬التي وصل ارتفاعها إلى ‪ً 14‬‬
‫طابقا اصبحا ً‬
‫جزء من‬
‫هوية مدينة بغداد‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 111‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫مشروع البنك املركزي العراقي الجديد في‬ ‫البنك املركزي العراقي عام ‪5118‬م‪ ،‬بعد‬
‫بغداد ‪ /‬شارع الرشيد‪.‬‬ ‫غزو العراق‪ ،‬في حراسة الجيش األمريكي‬

‫وبعد إن كانت َعمارة الك تل والصناديق الكونكريتية المستهجنة وإتهام مصمميها‬


‫بانهم لم يعرفوا بغداد واهلها وحاجتهم‪ ،‬وهنا مسالة تقادم الزمن‪ .‬وظهور حالة التعايش‬
‫كما في مجمع شارع حيفا‪ ،‬والتي هي اقرب إلى تقبل االخر كحالة بين المباني القديمة‬
‫والحديثة ضمن النسيج التقليدي الواحد‪ ،‬فال نستغرب من وجود الهرم الزجاجي الذي‬
‫يتوسط متحف اللوفر‪ ،‬او المنشاة التفكيكية في مناطق تقليدية ال تسعف المشاهد‬
‫بمناظر اك ثر من المناظر القديمة الممزوجة بالحرف الشعبية والصناعات التقليدية وما‬
‫يحتاج إليه من قديم الشيء والتعامل معه‪.‬‬

‫شارع حيفا ‪ 1771‬من الشوارع املشهورة‬


‫والرئيسية في الكرخ ويربط بين منطقتي‬
‫الصالحية والعطيفية‪.‬هو إحدى واجهات‬
‫املدينة املميزة‪،‬‬
‫وساهم في تصميمه نخبة من املعماريين واملهندسين العراقيين واالجانب ليكون واجهة عصرية‬
‫للعاصمة العراقية أثناء زيارة القادة العرب في مؤتمر القمة اإلسالمية عام ‪.1771‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)111‬‬

‫وما في بلدنا من نتاجات الجندي المجهول ونصب الشهيد وقاعة المؤتمرات‪،‬‬


‫وهي ابنية حديثة اصبحت اليوم جزء من تعريف مدينة بغداد وبالتالي هي َعمارة محلية تالفنا‬
‫وتاقلمنا معها فاصبحت ركن من تصرفاتنا وسلوكنا فنعمل معها وبها وإليها فحملت رموزا لنا‬
‫[‪]11‬‬
‫واصبحت شعارا لنا‪.‬‬

‫باب املعظم أو باب االمام‬


‫االعظم هو أحد معالم مدينة بغداد‪.‬‬
‫تعود تسميته الى جامع االمام‬
‫االعظم‪ .‬وهو أحد أبواب بغداد في‬
‫عصر الدولة العثمانية‪.‬‬
‫باب املعظم أو باب االمام االعظم هو أحد معالم مدينة بغداد‪ .‬تعود تسميته الى جامع‬
‫االمام االعظم‪ .‬وهو أحد أبواب بغداد في عصر الدولة العثمانية‪ .‬ويضم مباني قديمة تعود‬
‫الي نهاية عصر الدولة العباسية والدولة االليخانية والجالئرية والعثمانية وكذلك العهد‬
‫امللكي ولغاية العهد الجمهوري في العراق‪.‬‬

‫نصب الشهيد في جانب الرصافة من‬


‫ُ‬
‫بغداد‪ .‬انشأ سنة ‪ 1778‬يرمز النصب‬
‫إلى تضحية الشهيد في سبيل وطنه‬
‫ومبادئه‪ .‬مصمم النصب املهندس‬
‫املعماري العراقي سامان اسعد كمال‪.‬‬
‫والقبة من تصميم الفنان التشكيلي‬
‫العراقي اسماعيل فتاح الترك‪.‬‬

‫يتكون النصب من القبة العباسية املفتوحة بارتفاع ‪ 41‬متر والراية التي ترتفع بطول خمسة‬
‫أقدام فوق األرض وثالثة أمتار تحت األرض حيث تشاهد على شكل ثريا‪ ،‬والينبوع الذي يتدفق‬
‫ً‬
‫ولهارا‬
‫‪ 171‬مت‬ ‫قطرها‬
‫مجتمعنا‬ ‫دائرية‬
‫جزء من‬ ‫منصة‬
‫لتكون‬ ‫معهامن‬
‫فنتقبلها‬ ‫النصب‬
‫يتألفنتألف‬ ‫الشهيد‪.‬‬
‫من الزمن‬ ‫فأننادمبعد فترة‬
‫ليرمز‪،‬إلى‬ ‫األرض‬
‫الالكابون‬ ‫داخلظاهرة‬ ‫ماؤه إلى‬
‫وعندنا اآلن‬ ‫]‪[11‬‬
‫وخصوصيتها‪ .‬من شقتين يبلغ ارتفاعها ‪ 41‬مترا‪ً.‬‬
‫املعمارية وتحمل قبة‬
‫متحف سفلي‪،‬‬ ‫ق‬ ‫تجثم فو‬
‫تركيبة نتاجاتنا‬ ‫أثرها في‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 115‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬
‫آ‬
‫يقول الدك تور علي الوردي‪ " :‬ان الحضارة قادمة ال محال"‪ ،‬ولكن ما هي اال لية التي نتعامل‬
‫آ‬
‫بها‪ ،‬وهي ما نحتاج العمل عليه اك ثر من الرفض وانإنكار عند التعامل مع االخر‪ .‬فاال ليات‬
‫تعطي للمعمار المتخصص فرصة للتعايش وتتناغم مع محيط يضم العديد من المتغيرات‪،‬‬
‫فال نكن حدي ّين في انإلغاء وال في التبرير‪ ،‬وهذه هي معادلة السلب وانإيجاب‪...‬‬
‫حتى نتمكن من التعامل مع الحاالت اال ك ثر في الرفض واالستنكار وكاننا نعيش‬
‫لوحدنا في هذا العالم الفسيح‪ .‬فقد رفض في يوم الكونكريت إال انه تعامل معه المختص‬
‫آ‬
‫فاستثمر فائدته من قبل رواد َالعمارة العراقية وكانت نتاجاتهم متميزة االن‪ ،‬فهل كانت فعال‬
‫حالة القبول كساعة تشييدها ‪...‬‬

‫وذهب رفعت الجادرجي بالعديد من االبنية واستاثر بها بمفردات اصبح هو رائدها‪ .‬وكذلك‬
‫آ‬
‫بالنسبة إلى االخرين‪ ،‬مع االعتبار كون ال توجد انذاك مدارس معمارية نشطة ومتخصصة‬
‫ولها خطها الفكري التي تقيم وتعترض إن لم يكن الرواد جزء منها‪ .‬وال عدد المعماريين اليوم‬
‫الذين يتكلمون وينتقدون ويتحركون‪ ،‬وهو نفس الحال‪ ،‬كذلك بالنسبة إلى مادة الزجاج التي‬
‫تقبلها انإنسان بمرور الزمن فاستعملها في بيته قبل ابنيته العامة التي يتصارع على إبقائها‬
‫وكما هو حال المعماريين اليوم ممن يسكنون بالحديث من النتاج ويتغنون بالبقاء من‬
‫القديم منه‪.‬‬

‫۝۝۝۝۝۝۝‬
‫وبين النقطتين‪ ،‬يظهر دور المعمار‪ ،‬ودوره في التاليف والتقريب‪ ،‬فاهلل عز وجل خلق ما في‬
‫االرض تعددا في اال لوان واالشكال واالنواع‪ ،‬والمعمار قد يصاب بالعجز احيانا ان نظم عدد‬
‫محدودا من اال لوان ضمن نتاجه الواحد‪ .‬ويكمن العيب والقصور في المعمار قبل ان يكون‬
‫في ذوق المتلقي للنتاج‪ ،‬ولكوننا غير مستوفين إلى شروط مهنتنا فنحن نبني لنشبع حاجات‬
‫مجتمعنا‪ .‬فيكون واجب المؤسسات التعليمية في البحث والتعليم لغرض التعامل مع‬
‫مفردات ومتغيرات باتجاه نتائج سليمة وإيجابية‪.‬‬

‫نكيفها لحياتنا الجديدة وتعين المصمم‬ ‫وعندما نتعامل مع الحديث من المواد واالفكار كانما ّ‬
‫على بناء رؤية لحياة افضل إلى مستخدمين نتاجه‪ ،‬ولكن هي على حالتها ال يجوز العمل بها‪.‬‬
‫وحالة التكيف هو الحالة المطلوبة للعمل بها‪ّ .‬‬
‫فنعرف الحدود التي نبرر بها النتاج او التعامل‬
‫مع مفرداته‪ ،‬ورغم بساطة المفردات إال إنها اساسية ومهمة ومفتاح إلى مفردات ك ثيرة‬
‫نحتاجها مستقبال‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)118‬‬

‫ّإن إكمال هذا التبرير‪ ،‬ورجوعنا إلى معادلة السلب وانإيجاب في نفس َالعمارة التي نصل‬
‫إليها بالنتيجة يدخل الكاتب في اشياء اخرى‪ ،‬تتعلق بالتعامل مع التكوينات في خطين‬
‫باالتجاه (اتجاه واحد او اتجاهين)‪ ،‬او في بعض االحيان يعمل تمديدا باالشكال او توسعا‬
‫فيها‪.‬‬
‫والتوسع والتمدد هو جزء من التركيب‪.‬‬

‫والسؤال هنا‪:‬‬
‫مأ هي طبيعة الواقع الذي يتقبل التمديد والتوسع في نتأجأت َ‬
‫العمأرة؟‬
‫فالتمديد والتوسع مفاهيم او مفردات يك ثر استعمالها في التكوينات وتتحمل معاني متعددة‬
‫آ‬
‫تبعا لطبيعة النتاج واليات عمل المعماري فيها‪.‬‬
‫فالمعمار يستفيد عادة من الطاقة الذاتية الموجودة في االشكال الهندسية‪ّ ،‬‬
‫فيغير التكوين‪،‬‬
‫ويخلق حاالت توسع وتمدد عديدة حتى يستثمر ما فيها في قوة نتاجه‪ ،‬وهنا البحث عن اك ثر‬
‫آ‬
‫المناهج واال ليات قوة في قراءة َالعمارة وتفسيرها‪ .‬ويكون اعتماد التمدد والتوسع هو بقصد‬
‫التقارب مع االخرين في التفسير‪.‬‬
‫والنقطة الثانية التي تثيرها قراءة َالعمارة في رسالتها في بحث اصول َالعمارة‪ ،‬من خالل‬
‫عناصر مشتركة في عملية استنباط حكم في عمارة‪ ،‬عن طريق ثالثية العمارة والمجتمع‬
‫واالنسان عبر استمرارية العمارة في تعادل السلب وااليجاب‪.‬‬
‫إن الحكم هو ما اعتمد على قراءة العمارة في االمتداد التتابعي كحالة في معاني نتاج العمارة‪،‬‬
‫والتوسع التزامني كحالة في حركة العمارة‪ ،‬ومن كليهما نصل إلى مفاهيم في نسبية التوسع‬
‫واالمتداد لشكل نتاج العمارة‪ .‬بانإضافة إلى حوارية في عمارة المواجهة‪.‬‬

‫الج زء الثاني ‪ /‬المستوى الخامس‬


‫۝ ۝ ۝ ❺۝ ۝ ۝‬
‫االمتداد كحالة من معاني نتاج َالعمارة بموجب جوانب معرفية صفتها التتابعية‬ ‫❺‬
‫في التكوينات الشكلية‪ ،‬مقابل التوسع كحالة في حركة َالعمارة بجوانبها‬
‫الفلسفية وصفتها التزامنية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 114‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬
‫وهذا هو المبحث الخامس الذي يتعامل مع فكرة " واقعية المتداد والتوسع في َ‬
‫العمأرة‬
‫ونتأجهأ"‪ .‬للمرحلة الثانية في قراءة رسالة العمارة في نتاج العمارة‪.‬‬

‫ومن الحالتين تطرح الحالة االفتراضية للبحث في َعمارة تحاول إثبات صحة موضوعها‪ ،‬من‬
‫خالل وجود وضع معين يحدد العالقة امتدادا او توسعا بين طبيعة االشكال والمعاني‬
‫المحمولة فيها باتجاه واحد ام باتجاهين‪.‬‬
‫ونبتعد هنا عن مصطلحات متعددة تسقط على َالعمارة فيقال ب َالعمارة االنثوية َ‬
‫والعمارة‬
‫الذكورية‪ ،‬فهي تحركات اخيرة في َالعمارة والتي تمثل حلقات من َعمارة ما بعد الحداثة‪ .‬إال‬
‫إنها ابتعدت عن مركز ما بعد الحداثة‪ ،‬ثم تطرقت عند تشكيل النتاج إلى تناسي مفردات‬
‫وإستقبال مفردات اخرى جديدة‪ ،‬وقد كانت بفعل تفكيك المفردات ثم فرزها وتجزئ تها‪،‬‬
‫فيمكن ان تكون َعمارة تفكيكية او طي او انتفاخية‪ ،‬او بمسميات اخرى‪ ،‬تتسارع في َعمارة‬
‫المودة‪ .‬فهناك اشكال ُاعتمد عليها وحاول المصمم التطرف في استثمار الطاقة الذاتية في‬
‫االشكال الهندسية بعدما كانت كامنة في َعمارة سبقتها او توجه عمل عليها‪.‬‬
‫ونحاول هنا ان ّنكون مفردات ليس الغراض المودة ‪ Fashion‬واالستهالكية‪ .‬بل نحن بحاجة‬
‫إلى مفردات تتعامل اك ثر مع منطق َالعمارة وفلسفتها‪ ،‬وهذه المسميات ال تطرح معها‪.‬‬
‫فعندما نتعامل مع التبرير فاننا نتداول السبب والمسبب‪،‬‬
‫واالستنتاج في االستقراء واالستنباط‪،‬‬
‫وإلى الموضوع في االسماء ومحموالتها من المعاني في الصور الذهنية لدى انإنسان‪،‬‬
‫حتى يستطيع فيها تعريف َالعمارة‪.‬‬
‫فال مجال لالسماء الحرجة في تعريف َالعمارة بالقدر الذي يساعد على قراءتها‪ ،‬فال‬
‫جذور لها اصال‪ ،‬وقد تصح تعابيرها عندما يكون الكالم في تاريخ َالعمارة الحديثة‪ .‬اك ثر من‬
‫الكالم في نظرية َالعمارة‪ .‬وما تحمل من اراء وافكار هي جزء من افكار واراء اخرين ضمن‬
‫احد مستويات ما بعد الحداثة‪ ،‬وقد تقترب او تبتعد عن محور تعريفها‪.‬‬

‫كما تعد هذه النتاجات صورة من عشرات الصور الظاهرة في َعمارة ما بعد الحداثة‪ ،‬التي‬
‫تتباين فيها مواد القياس والهيائت الناتجة منها‪ .‬فال يمكن هنا تعميم الصورة‪ ،‬التي ترتبط‬
‫باالسماء التجارية االستهالكية‪ ،‬فإذا لم يكن قاد ًرا على إخذ استحقاقه من منطق َالعمارة او‬
‫فلسفة َالعمارة اك ثر مما تاخذه من االسماء التجارية او اسماء المودة ‪ ،Fashion‬وتكون‬
‫النتيجة في االخير بتسميتها ب َالعمارة االنثوية او الذكرية او غيرها من التسميات‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)112‬‬

‫وحقيقة االسماء فيها هي عبر الصفات المسقطة عليها فخطا نقول َالعمارة االنثوية وإنما‬
‫نقول بانثنة َالعمارة‪ ،‬او ُاذ ِّكرة َالعمارة وهكذا‪ ،‬وكذلك مفاهيم انإسالم في َالعمارة‪ ،‬اي إننا‬
‫آ‬
‫ننظر إلى َالعمارة من فكر وقيمة انإسالم فيكون اسلمة َالعمارة كونها الية للتعامل مع‬
‫َالعمارة‪.‬‬
‫آ‬
‫كما طرحوا مصطلح اسلمة المعرفة‪ .‬فهي الية بخطوات للتعامل مع المعرفة او َالعمارة‪ .‬فهي‬
‫ليست صفة مسقطة على المعرفة او َالعمارة وإنما ينظر اليها من منظور إسالمي في تعريف‬
‫والعمارة‪ .‬فعمليا ليست صفة مسقطة على َالعمارة فتسمى ب َالعمارة االنثوية‬
‫وقراءة المعرفة َ‬
‫آ‬
‫لكن اال لية التي تعمل بها هي للوصول إلى َالعمارة‪ .‬ومعنى قولنا َالعمارة االنثوية هو كيف‬
‫تعمل االنثى َالعمارة او تنتج االنثى َالعمارة كما ينتج المسلمون َالعمارة او اعتماد خطوط‬
‫وعناصر مكون جسم االنثى في تشكيل النتاج المعماري‪ .‬مما يتطلب التعامل مع هذه‬
‫المفردات‪.‬‬

‫او هناك َعمارة السعادة (‪ ،)Pleasure Architecture‬وحيث يتوضح ذلك جيدا‪،‬‬


‫نتعرف على فكرة الصفة والموصوف‪ ،‬وكيفية تقديم الواحدة على االخرى وتسقيط الصفات‬
‫عليها‪ .‬وقد طرحت مجلة‪ Home Harvard Design Magazine,1999‬عدد خاص في ك تاب‬
‫اصول المتعة المعمارية ( ‪Origins of Architectural Pleasure by Grant‬‬
‫‪ )Hildebrand‬من قبل (‪.(Val. K.Warke‬‬
‫فقد اعتمد توضيح استخدام نظرية غرانت هيلدبراند في اصول المتعة المعمارية او عمارة‬
‫المتعة على المفاهيم الداروينية لالصل والتطور‪ ،‬ومن خالل النظريات االخيرة‬
‫[‪]13‬‬
‫للفيوفيليا(‪ ]12[)biophilia‬واالستفسارات عبر التخصصات في انإنسانية‬

‫]‪ [15‬تم إدخال مفهوم "بيوفيليا" من قبل أخصائي األحياء والنمل (‪ )E.O. Wilson‬في بيوفيليا عام ‪.1774‬‬
‫ويقترح أن أنماطنا من الخطاب‪ ،‬والفكر‪ ،‬والتنشئة االجتماعية‪ ،‬واإلدراك وضعت من خالل العالقات التاريخية‬
‫مع الحيوانات األخرى وبيئة االنسان‪.‬‬
‫]‪ [18‬نورد مثاال على ذلك‪ ،‬في قوله تعالى‪ :‬فعرفهم وهم له منكرون (يوسف‪ .)27 :‬حيث كانت معرفته سابقة‬
‫وحل العقود ونقض الهمم " (نهج البالغة) حيث‬ ‫للعلم‪ .‬وفي الحديث‪ " :‬عرفت هللا جل جالله بفسخ العزائم ّ‬
‫سابق العلم املعرفة بالنسبة إلى موضوع األخوة وبالنسبة إلى هللا تعالى‪ ،‬بينما العلم ال ّ‬
‫يدل على ذلك‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 118‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وان القول بان المتعة التي نتعرض لها في بعض الفضاءات المعمارية‪ ،‬ترتبط ارتباطا مباشرا‬
‫بسلوكيات خلقية مختلفة (كغرائز االنسان) المستخدمة في تقييم المكان‪ .‬وبذا تستمد من‬
‫السلوك ميزة البقاء على قيد الحياة وتحديد خصائصها التي تشكل مبدا المتعة‪ :‬في الرغبة‬
‫بالحصول على مكان يلجا إليه‪ ،‬وموضوع مثير لالهتمام‪ ،‬واشباع حاجة كونه مهدائ فكريا‪.‬‬
‫والهدف منها نتيجة قابلة للقراءة بسهولة لشرح لماذا نشعر بالمتعة في انواع محددة من‬
‫الفضاءات المعمارية‪.‬‬

‫كما ان المثير في اصول عمارة المتعة هو في تقييم االشكال المستخدمة في العمارة‪ .‬بجانب‬
‫القدرة على اعتماد فكرة اتخاذ المتعة باعتبارها التزاما برنامجيا في العمارة‪ .‬وان الرغبة في‬
‫توسيع نزعة هيلدبراند المركزية بوجود التردد نحو بعض الفضاءات المعمارية في تقييم‬
‫لخصائص المناظر الطبيعية المختلفة‪ .‬باعتبار‪ :‬يهيمن الشكل البصري على المفاهيم االخرى‬
‫(مثل المواد والشم‪ ،‬او الظواهر السمعية)‪ ،‬فإنه يمكن ان يؤدي بالتاكيد إلى مزيد من‬
‫التنظيرات المعمارية المتبادلة وهندسة المناظر الطبيعية‪ .‬ويؤكد بان تاكيد التقييم يعزز‬
‫نموذج المتعة‪ .‬وقد اعتبر هندسة العمارة القوطية وعمل فرانك لويد رايت ابطال رئيسيين‬
‫الصول المتعة المعمارية‪ .‬إذا كان هناك بالفعل تناظر للمتعة بينهما [‪.]14‬‬
‫وفي َالعمارة نجد تطبيقات المتعة المعمارية في التعامل مع الفضاءات‪ ،‬حيث هناك الك ثير‬
‫من الصفات وليس مبادئ اسقطها الشخص كصفات على َالعمارة فاعطى لها تسميات عدة‪.‬‬
‫وعندما نقول في معرفة العمارة‪ ،‬فان هذا قول لما سبق العلم به [‪ .]15‬وان العلم بالعمارة‬

‫ينظر‪ :‬الشيرازي‪ ،‬محمد الحسيني‪ ":5112،‬فلسفة التاريخ‪ .‬دراسة تحليلية في املناهج والسلوك"‪ ،‬تحقيق وتعليق‬
‫الشيخ صاحب مهدي‪ ،‬دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مؤسسة الوعي االسالمي‪ .‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ط‪.5‬ص‪.11‬‬
‫]‪ [14‬ينظر‪:‬‬
‫(‪)THE PLEASURE OF ARCHITECTURE‬‬ ‫مقالة الى برنارد شومي بعنوان‬
‫‪The International Journal for the History of Engineering & Technology , Volume 86, 2016 - Issue 2‬‬
‫‪, , The Architecture of Pleasure: British Amusement Parks 1900–1939 By Robert Carr‬‬
‫]‪ [12‬نورد مثاال على ذلك‪ ،‬في قوله تعالى‪ :‬فعرفهم وهم له منكرون (يوسف‪ .)27 :‬حيث كانت معرفته سابقة‬
‫وحل العقود ونقض الهمم " (نهج البالغة) حيث‬ ‫للعلم‪ .‬وفي الحديث‪ " :‬عرفت هللا جل جالله بفسخ العزائم ّ‬
‫سابق العلم املعرفة بالنسبة إلى موضوع األخوة وبالنسبة إلى هللا تعالى‪ ،‬بينما العلم ال ّ‬
‫يدل على ذلك‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)118‬‬

‫ينتج معرفة االنسان المعمار باسباب قيام حركات العمارة ونتاجاتها‪ ،‬وتعين هذه المعرفة‬
‫والدوام عليها على االخذ باسباب النجاح في التعلم والتاثير على ما ينتجه لمجتمعه‪.‬‬

‫هناك من يقوم بتصميم املدن‪ ،‬واملباني‬


‫بانماط ونماذج متعددة‪ .‬واملناظر‬
‫الطبيعية‪،‬‬
‫ومنتجات لها عالقة باالنسان‪ .‬ولكن بقدر‬
‫ما نفعل ذلك من أجل املتعة‪ .‬عند تلبية‬
‫متطلبات الفرد‪.‬‬

‫‪We design cities, landscapes and products for many reasons but‬‬
‫‪as much as anything, we do so for pleasure‬‬

‫"تصميم حدث؟ ابدأ بتحديد هدفك‬


‫وميزانيتك"‬
‫‪“Designing an event? Start by de-‬‬
‫”‪fining your goal and your budget.‬‬

‫۞ كل جيل جديد من املصممين يريد أن يصنع بصماته الخاصة ۞‬


‫‪Every new generation of designers wants to make its own mark.‬‬

‫ينظر‪ :‬الشيرازي‪ ،‬محمد الحسيني‪ ":5112،‬فلسفة التاريخ‪ .‬دراسة تحليلية في املناهج والسلوك"‪ ،‬تحقيق وتعليق‬
‫الشيخ صاحب مهدي‪ ،‬دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مؤسسة الوعي االسالمي‪ .‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ط‪.5‬ص‪.11‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 117‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وبموجب المباحث الخمس نقرا نظرية َالعمارة ضمن تاريخ معين‪.‬‬


‫معرفة تأريخ العمأرة ونظريتهأ‪:‬‬
‫النقطة المهمة التالية هي معرفتنا إلى التاريخ‪ ،‬فال يراد من التاريخ تعريفا اصطالحيا‪ ،‬وإنما‬
‫في النظرية تكون معرفة التاريخ في ماهية المعاني المستمرة في َالعمارة والباحثة عن‬
‫االشكال‪ ،‬وحتى تظهر في احيان اخرى تسقيطات التاريخ في معاني متحققة عبر مسميات‬
‫عدة منها الكلية واخرى جزئية ضمن الحركة الواحدة‪ ،‬وتستمر في إعطاء االسماء طالما‬
‫تباينت العالقة بين مكوناتها االساسية التي نادت بها‪.‬‬

‫وإن معرفة الواقع الكلي للعمارة او العام‪ ،‬هو المؤثر في فلسفة تاريخ العمارة‪ ،‬سواء‬
‫علم االنسان هذا الواقع او لم يعلمه‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتحليل تاريخ العمارة إنما نريد به الواقع الذي هو عام وكلي في المفردات المعمارية‬
‫التاريخية ال ما يزعم انه عام [‪ .]16‬والواقع هو المؤثر سواء علمه او لم يعلمه االنسان كذلك‬
‫غير الواقع ال يؤثر علم او لم يعلم‪. .‬‬

‫وهنا نراعي الفرق بين تقسيمات التاريخ وبين التطبيقات التي نبحث عنها شكال اخر‪ .‬وبحثنا‬
‫دائما مع اشخاص ينكرون َعمارة على‬ ‫يستقر في معاني مستمرة‪ ،‬وهذه المعاني تتعارض ً‬
‫حساب َعمارة اخرى‪.‬‬
‫وعمارة الحداثة انكرت َالعمارة الكالسيكية بكافة توجهاتها وتقسيماتها‪ ،‬ولم تعتبرها‬
‫َعمارة فتكون ال َعمارة او ضد َعمارة‪ ،‬وما جاءت به الحداثة َعمارة‪ .‬وهنا نتكلم عن َعمارة‬
‫مستمرة وعن اشخاص وراءهم حركات ونتاجات ينكرون َعمارة معينة‪ ،‬والتاريخ هنا‪ ،‬اصبح‬
‫له مفهومان‪:‬‬

‫مفهوم اصطالحي كما ذكره ابن خلدون‪ :‬التاريخ في ظاهره ال يزيد عن اخبار عن االيام‬
‫والدول ‪ ....‬واتسع للدول فيها النطاق والمجال‪ .‬وعمروا انإرض حتى نادى بهم االرتحال [‪.]17‬‬

‫]‪ [18‬بتصرف ينظر‪ :‬الشيرازي‪ ،‬محمد الحسيني‪ ":5112،‬فلسفة التاريخ‪ ...‬دراسة تحليلية في املناهج والسلوك"‪،‬‬
‫تص‪.111‬‬
‫[‪ ]18‬ينظر‪ :‬مقدمة أبن خلدون‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)117‬‬

‫ومفهوم المعاني المستمرة التي تتكلم عن روح مجتمع‪ ،‬روح معمار وروح منتج لحركة‪.‬‬
‫الذي يبحث في كل التاريخ عن اشكال تعني للمعنى شئ‪.‬‬

‫ونتوقف قليال عن المعاني التي قد تتغير بتغير الزمان والمكان‪ ،‬فالمعاني ال تتغير وتبقى‬
‫ذات المعنى إال إنها تقرا في مستويات متعددة‪ .‬وقد ظهرت عدة تسميات إلى َالعمارة كونها‬
‫تخدم المجتمع‪ ،‬فهي َعمارة متكيفة او مستدامة وكانت قبل ذلك عضوية ووظيفية‪ ،‬وجميعها‬
‫تقول إن َالعمارة متكيفة مع وجود انإنسان وتلبي متطلباته‪ .‬وفعال ان تعامل المختص معها‬
‫هو إنها لبت المتطلبات ام ال‪ ،‬وهذا محور اخر نتعامل به‪.‬‬
‫والتاريخ بتسلسله الزمني المتعاقب ال يخدمنا‪ ،‬إذا ما لم نستل منه المعاني المستمرة التي‬
‫تخص الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫فالفرد تخصه كل االحداث التي حصلت بظهور الحركات المتعددة هي احداث معاني‪ .‬ومثال‬
‫َالعمارة الحديثة التي جاءت بالفكر البراغماتي وليس باالشكال‪ ،‬وجاء روادها وفي عقولهم‬
‫افكار ومعاني‪ ،‬وبحثوا لها عن اشكال في مجتمعاتهم‪ ،‬فالديمقراطية معنى تحقق في‬
‫المكاتب ذات االنظمة المفتوحة‪.‬‬
‫وبداوا يغيرون المعاني فقالوا في تداخل الداخل والخارج في تاثير االمتداد نحو تالف‬
‫المجتمع بطبقاته المتعددة‪ .‬ولها ابعاد سياسية وكل شيء نافع هو مفيد كمعاني ثم اجهدوا‬
‫انفسهم في اختيار اشكال لها‪.‬‬

‫وعندما نتقارب معهم فنبحث عن اشكال برصيد مفتوح لمعاني ثابتة‪ .‬والمعنى اسم‪ ،‬هو‬
‫التصور الذي يدل على شيء مجرد‪ ،‬وعلى إنه متحرك ومحمول وفرع وبناء‪ ،‬مترتب على‬
‫غيره‪ ،‬وهو مفهوم كمعنى بما هو في الذهن [‪ .]18‬وما يتحقق في تفسير المعاني والصور في‬
‫الواقع الخارجي‪ ،‬من خالل مفردات تكون على حركة دون غيرها (اشياء ثابتة) فتكون‬
‫تصورات دالة على شيء محدد في الواقع الخارجي فتعطي ثبات المفردات ومصداقها‪ ،‬وهو‬
‫اسم ذات [‪.]19‬‬

‫[‪ ]17‬ينظر‪ :‬املدرس ي‪ ،‬محمد تقي‪1454 ،‬ھ‪ ":‬املنطق اإلسالمي‪ ،‬اصوله ومناهجه"‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪277‬‬
‫[‪ ]17‬إسم الذات‪ ،‬هو التصور الذي يدل على ش يء معين‪ ،‬إنه ثابت‪ ،‬وموضوع‪ ،‬واصل‪ ،‬وأساس‪ ،‬وهو مصداق‬
‫كمعنى بما هو في الواقع الخارجي (املدرس ي‪ ،‬ص‪.)277‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 111‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫بينما يرتبط القصور في العمل من خالل اختيار االشكال وبعدها عن معان لها‪ .‬وال يسعفك‬
‫توزعت على مستويات عديدة‪ .‬وقد يسال سائل‪:‬‬ ‫التاريخ في إعطاء المعنى‪ ،‬فالمعاني فيه ّ‬

‫هل خصوصية تجربتنأ ل تكون ضمن مستويأت المعأني القديمة (المأضي)؟‬


‫وإنما هي معنى جديد أظهره املجتمع في زمان ومكان جديدين‪ .‬واإلجابة على هذه‬
‫الشبهة في‪:‬‬
‫أوال‪ ،‬كون املعنى متغيرا في طريقة التعامل به الختالف أذهاننا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثانيا‪ ،‬ويختلف ايضا باختالف طريقة بحثنا عن االشكال التي نحتاجها وتسقط على‬
‫هذا المعنى‪.‬‬
‫فإن ما نبحث عنه هو شكل لمعنى‪ ،‬وليس معنى لشكل‪ّ ،‬‬
‫وإن ما نتوصل إليه من معنى انما‬ ‫ّ‬
‫تكيف َالعمارة واستدامتها لتكون صورة من عشرات ّ‬
‫الصور التي‬ ‫هو صورة متحققة في فعل ّ‬
‫ظهرت بفعل تباين المتغيرات التي تدعم المعنى في البحث عن اشكال مناسبة [‪.]20‬‬

‫الج زء الثاني ‪ /‬المستوى السادس‬


‫۝ ۝ ۝ ❻۝ ۝ ۝‬
‫إن استكمال قراءة العمارة في مرحلته الثانية عند مبحث (السادس) هو "‬ ‫❻‬
‫نسبية تأريخ المتداد والتوسيع في شكل ومعنى َ‬
‫العمأرة"‪.‬‬

‫وان هناك من ينكر َعمارة على حساب َعمارة اخرى‪ ،‬وان ما نبتغيه من التاريخ هو بحثنا عن‬
‫الباعث في ديمومة المعاني المستمرة ووضوحها‪.‬‬

‫وهذا هو البحث عن قاعدة تحمي َعمارة انإنسان في زمانه ومكانه‪ ،‬وما تقدم من مباحث هي‬
‫خليط من امثلة وافكار َعمائر متعددة يتعرض لها المصمم او انإنسان َكعمارة محلية تعني‬
‫َعمائر العالم كلها تبعا لزمانها ومكانها‪ ،‬ولكل مجتمع له عمارته المحلية الخاصة به‪ ،‬فقد‬
‫[‪ ]51‬ومثالنا في التعليم املعماري الذي يبحث عن املعنى لشكل‪ ،‬فهي ليست بالفكرية‪ ،‬وإنما يقوم الطالب‬
‫بتطوير مهاراته في الرسم واإلخراج دون بناء الشخصية واكتساب املعارف‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)111‬‬

‫تطرح باسم الحداثة وما بعد الحداثة‪ ،‬والتفكيك والطي‪ ،‬وهي اطراءات ال تدخل على‬
‫منظومة افكار مجتمعنا‪ ،‬فهي ليست وليدة مجتمعنا‪ ،‬وإنما له الدور باستخدام اشكالها‬
‫والبحث من مخزوننا الثقافي والمعماري عن معاني لها‪ .‬وبدا بتسقيطها على نتاجات‪.‬‬
‫والمعمار هشام منير في مبنى "ديوان االوقاف" (‪ ،)1964‬في منطقة باب المعظم‪ ،‬قدم‬
‫تعريف العمارة المحلية وتوثيقها من خالل مفردة‪ ،‬هي من اهم مفردات العمارة التقليدية‪،‬‬
‫وهي الفناء‪ ،‬لتكون الصيغة المشكلة لذلك التكوين‪ ،‬الذي من حوله تم توقيع الفراغات‬
‫المك تبية‪ .‬وهذه الفراغات تشغل مساحة الطابقين العلويين من المبنى المتكون من ثالثة‬
‫طوابق‪ ،‬في حين تشغلها جز ًئيا في الطابق االرضي‪.‬‬

‫مبنى "ديوان االوقاف" (‪ ،)1784‬في منطقة باب‬


‫املعظم‬
‫للمعمار هشام منير‬
‫عمارة االصوات املتنوعة واملقاربات التصميمية‬
‫املختلفة‪.‬‬

‫واضحا بمبنى "خوسيه لويس‬‫ً‬ ‫وحسب ما يذكره (د‪ .‬خالد السلطاني)‪ :‬ويبدو تاثر المعمار‬
‫سيرت" ‪- Jose Luis Sert‬السفارة االمريكية ببغداد (‪ ،)1955‬التي اك تمل بنائها وبانت‬
‫عمارتها وحضورها‪ ،‬وقد احدثت هذه العمارة تاثيرا عميقا في المشهد المعماري المحلي‬
‫واالقليمي‪ ،‬لجهة ما تحمله من دالالت تصميمية جديدة‪ ،‬وما تضمنته من قرارات تكوينية "‬
‫تتناص" مع الموروث التقليدي المحلي وتتعالق معه‪ .‬وهو امر رفع عاليا من شان هذه العمارة‬
‫واكسبها ً‬
‫شهرة وتعاطفا كبيرين من لدن اوساط معمارية عالمية واسعة‪.‬‬
‫يبدو من مما تقدم‪:‬‬
‫‪ -‬بيان كيفية تاثير الفكر والخلفية الثقافية للمصمم على سلوكه‪ ،‬وبالتالي على العملية‬
‫التصميمية بشكل كامل‪،‬‬
‫‪ -‬اي ان الذي يحكم السلوك ويسيره ليس فقط الفكر فهناك بعوامل ك ثيرة بيئية‬
‫وتكنولوجية ومكانية وبالتالي فان ما يحكم االنتاج هو الفكر والسلوك ً‬
‫معا‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 115‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫ومن مفيد القول‪ ،‬ما ورد في مقولة االستاذ رفعت الجادرجي [‪:]21‬‬
‫((هل هو استحداث عمارة عراقية او عمارة محلية؟ هل هو يؤلف حاجة؟ بينما الحاجة‬
‫المادية ستتطور بالمستقبل‪ ،‬نحن نتكلم عن المستقبل البعيد‪ ،‬بحيث انه قد هناك ال يكون‬
‫ضرورة الى ان يكون شيء‪ ،‬يعني‪ ...‬الواحد يريد بيت مريح‪ ،‬يعمل بالطاقة الشمسية ( ‪Solar‬‬
‫‪ ،)Energy‬واقتصادي ومريح وكبير‪ ،‬الخ ‪ ...‬ليس لديه مشكلة ال بالماء وال بالكهرباء‪ ،‬وكل‬
‫شيء مرتب بالكومبيوتر‪ ...‬الخ‪.‬‬
‫اين صارت العمارة العراقية؟ المدرسة المستنصرية ما عالقتها بهذا الكالم‪ ،‬هذا هو السؤال‪،‬‬
‫آ‬
‫اتصور؟ هذا موقف‪ ....‬إذا اخذنا هذا الموقف ال نحتاج الى العمارة التقليدية بعد االن‪...‬‬
‫نستطيع ان نتجاوزها‪ ،‬وهي تكون معوق في استحداث عمارة عراقية حديثة‪...‬لكن إذا اردنا‬
‫خصوصية واردنا تلوين عراقي‪ ،‬فناخذ العمارة التقليدية بالرغم من كونها معوقة النها ال‬
‫تتوافق مع التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬ونفرضها على التكنولوجيا الحديثة الننا نريد تكنولوجي‬
‫خاص عراقي‪ ....‬اعتقد هذا الجواب‪.))...‬‬

‫الج زء الثاني ‪ /‬المستوى السابع‬


‫۝ ۝ ۝❼ ۝ ۝ ۝‬
‫وهنا نعتمد في بناء مبحث (السابع) " حوارية في تأريخية قأعدة حمأية َ‬
‫العمأرة‬ ‫❼‬
‫"‪ ،‬من خالل مصمم له قدرة على التمييز بين مختلف النتاجات الموجودة‬
‫واالساليب التصميمية المستخدمة في نتاجها‪.‬‬
‫بالعمارة شكال وهو زمن ظهور النتاج‪ ،‬مقابل ان تكون‬ ‫كما ان هناك تعددا في النتاج الواحد َ‬
‫هناك احادية في َالعمارة للمعاني المتعددة باعتبارها مستويات اماكن النشوء‪ .‬كما ان َالعمارة‬
‫تاخذ على عاتقها تبرير الحالة القديمة كوضع موجود‪.‬‬

‫[‪ ]51‬محاضرة القاها االستاذ رفعت الجادرجي‪ ،‬في قسم هندسة العمارة ‪ /‬الجامعة التكنولوجيا (‪ )51‬في عام‬
‫‪ ،1771‬وقد قدم طلبة الدكتوراه لسنة(‪ )5118-5115‬في مادة عمارة وفلسفة‪ ،‬تحليالت متنوعة ومتعددة‬
‫حولها أوردها الكاتب في كتابه" املعمار بين الحداثة ومحلية النتاج"‪ .‬تم االعتماد على التسجيل الصوتي‬
‫للمحاضرة‪ ،‬من مكتبة االستاذ الفاضل‪ ،‬د‪ .‬رافد عبد اللطيف الهمواندي‪ ،‬والذي شاركني في القاء املحاضرات في‬
‫تلك السنة‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)118‬‬

‫وفهم التاريخية عبر الخلط وتقادم الحركة بين العديد من االفكار والمفاهيم‪ ،‬وعندما يحدث‬
‫المصمم اي نتاج فانه يختار حدود حرك ته ويفهم االخرين بموجبها‪ ،‬وما يملك من خبرة انما‬
‫تبوب المعرفة القادمة بموجب ذلك حتى تقرا َالعمارة‪.‬‬
‫وعملية القراءة بالمقاربة في كون َالعمارة القادمة هي َعمارة مواجهة‪ ،‬والقريب معناها‬
‫من مفهوم ضد َالعمارة‪ ،‬لها ميزاتها في منطق انإحساس والشعور ابتدا بالفوقية واالستعالء‬
‫على من دونها‪.‬‬
‫َ‬
‫بينما يكون المبحث اجابته على التحقق من افتراض كون‪ :‬عمارة اليوم مظهر من مظاهر‬
‫حاجة انإنسان‪ .‬حتى نتمكن من انإجابة على سؤال‪:‬‬
‫هل نحن قادرين على قراءة عمارتنا؟‬
‫وإذا كنت راغبا بالبحث عن قاعدة لحماية َالعمارة فإ ّن الحجر االساس قد توسط ركنين‪:‬‬

‫الركن االول هو تحديد المصمم كباني للنتاج في جوانبه الحسية‪ ،‬والحكم على نتاج في‬
‫جوانبه الحسية عبر دليل‪ ،‬وتخضع لقدرة المصمم تمييز النتاجات وكذلك اساليب‬
‫التصميم‪.‬‬
‫والركن الثاني في تعدد صور النتاج الواحد المرتبط وفيه دخول على الشكل ذات المفاهيم‬
‫المتعددة(‪ )Concepts‬المرتبط بزمن ظهوره‪ .‬وقولنا زمن ظهور النتاج فاننا امام َعمارة‬
‫قادمة وهي َعمارة المواجهة‪ ،‬فكانما نواجه شيء بشيء اخر اي نواجه َعمارة قاصرة‪،‬‬
‫آ‬
‫عن تلبية متطلبات عمارة انية‪َ ،‬بعمارة اخرى‪.‬‬
‫وخالصة الفكرة في رسألة َ‬
‫العمأرة المرحلة الثأنية‬
‫والعمارة الناتجة هي َعمارة المواجهة‪ ،‬فعندما‬‫‪ )1‬تكون هناك قدرة على مواجهة عمارة َ‬
‫يكون هناك مد كبير جدا إلى الالكابون في تغليف نتاج ال َعمارة‪ ،‬فال مجال لرفضها‬
‫وإنما نواجه شيء بشيء وهذه هي َعمارة المواجهة‪.‬‬
‫‪ )2‬وانإنسان صاحب الفكر والرسالة‪ ،‬فإنه يتعامل مع ما يوجهه‪ :‬اما يبرر الشيء‪ ،‬او‬
‫يواجهه فيكون عنده برنامج او خطاب معين‪ ،‬والمعمار لديه فكرة وتصورات ورؤى‬
‫ومعاني متحققة في اشكال‪ ،‬وهذه المواجهة تستمد رؤيتها وقوتها من تاريخيتها‪.‬‬
‫‪ )3‬والمواجهة لها اشتراطاتها‪ ،‬فهي تتعارض مع الضعف في طرح االفكار وإيجاد االعذار‬
‫للتهرب من مسؤولية االلتزام‪ ،‬وااليمان بالتبرير لما تشعرهم بالرضا والقناعة بما هم‬
‫ّ‬
‫عليه‪ .‬إال إنها تعني‪:‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 114‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫القوة وانإيمان بتوجه معين‪ ،‬ومواجهة ما تظهر من نتائج‪ ،‬وترتبط فكرتها بشخصية‬ ‫ّ‬
‫المصمم او الباحث المتصدي‪.‬‬
‫ما يضعف القدرة على المواجهة هو االنطباعات السلبية على االخرين‪ ،‬فقد تعود إلى‬
‫فقدان المرونة في قبول َعمارة االخر‪.‬‬
‫وانإبقاء على َعمارة المواجهة في ظهورها هو في‪ّ :‬‬
‫التكيف عند تقارب التعبير بينك وافكار‬
‫االخر وما النتيجة المرجوة منها‪.‬‬

‫وبإنجاز المرحلة الثانية‪:‬‬


‫َ‬
‫‪ )1‬الذي بدا بسيادة المعتقد في تبرير عمارة ما او االعتراض عليها ووصوال إلى حالة‬
‫المواجهة عندما تتضح انإجابة على فكرة كون َعمارة اليوم هي مظهر صريح من مظاهر‬
‫حاجات انإنسان‪.‬‬
‫َ‬
‫‪ )2‬وعندما نبحث عن عمارة نحميها وتحمينا‪ ،‬وارتباط البحث بتعدد النتاجات والوصول‬
‫منها إلى قاعدة حماية َالعمارة‪:‬‬
‫نواجه سؤال يثير االهتمام لما تقدم‪:‬‬
‫العمأرة التي ظهرت من تفكيكية وطي تلبي حأجة النسأن ومتطلبأته؟‬ ‫هل ا ّن َ‬
‫‪ )3‬وعندما نعتمد على قاعدة ماسلو‪ ،‬وعند تسقيط الحركات كانت الحداثة في خطها االول‬
‫المرتبط بإشباع الحاجات الفسلجية من ماكل ومشرب‪ ،‬وصعودا إلى مرتبة االعتبار‬
‫التي ابتعدت عمارتها كالتفكيكية والطي عن متطلبات ظهور الحداثة االولى بمستواها‬
‫العام والتعريف بها‪ ،‬وخطورتها كونها مستوى يتعلق بمعتقد انإنسان‪.‬‬

‫ف هل العمأرة حأجة‪ ،‬بضأعة ‪ fashion‬ام ترف فكري؟‬


‫وخرجوا َبعمارة الفضاء‪ ،‬مثلما كانت َعمارة الحاجة في بدايات فترة الحداثة‪.‬‬
‫ف هل هو خروج عمأ كأنت تؤمن به َعمأرة الحداثة؟‬

‫كان تكون حالة من الصور المتطرفة في عكس فكرها‪ .‬او مثل البعد الذي تؤمن به َعمارة ما‬
‫بعد الحداثة‪ ،‬وطرحها جنكز في اوليات َعمارة الحداثة واحتوائها على توجه التاريخية‬
‫والفضاء َ‬
‫والعمارة العضوية واالحيائية وتفرعاتها المتعددة (راجع ك تابنا" إشكالية التعقيد في‬
‫َالعمارة")‪ ،‬وبمرحلتين في الكالسيكية وانإقليمية في بحثهما عن لغة َ‬
‫للعمارة‪ ،‬وتسبقهما‬
‫مرحلة ما قبل الثمانينات في النزعات الستة‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)112‬‬

‫ارتبط مصطلح عمارة الفضاء العمارة الفضائية الجوية [‪ ،]22‬فقد ثارت اهتمات المعمار‬
‫والناقد د‪ .‬خالد السلطاني‪ ،‬وولعه في عمارة الواقع االفتراضي للمعمارية زها حديد‪ .‬في المجلة‬
‫الحوار المتمدن (‪ )21‬بعنوان" عمارة زهاء حديد‪ :‬واقعية الفضاء االفتراضي " قال فيها‪:‬‬

‫" مشاريعها تتكا في مقارباتها التصميمية على استراتيجية " التفكيك ‪،" Deconstruction‬‬
‫تلك االستراتيجية التى تدرك الفضاء المصمم و " غطاءه " معا ً ‪ ،‬ك قيمة تصميمية مميزة‬
‫‪،‬تفضي الى تشكيل هيائت معمارية غير عادية " تتلبسها " حركة موارة ‪ ،‬تحيل تلك الهيائت‬
‫الى محض ك تل ‪ ،‬تتندمج فيها وظائ ف مفردات االنشاء فيما بينها ‪ ،‬وتتالشي خصوصيتها ‪،‬‬
‫ويتاسس هذا االدراك على قاعدة التفسير الذاتي والتاويل الشخصي لمجمل البرنامج‬
‫التصميمي للمنشا المصمم ‪،‬‬
‫مع االهتمام بخصوصية المكان ‪ ،‬ومن ثم ترجمة كل ذلك الى رسومات تخطيطية تقود الحقا‬
‫الى تشكيل نماذج تصميمة عديدة " وقد اعتمدت في مشروعها" المركز التعليمي في النمسا‬
‫على ثالثة حجوم اساسية حول الفراغ المركزي والممرات‪ .‬وهي‪ :‬الك تلة االساسية وتضم‬
‫المنطقة الخدمية بما فيها مركز التعلم والمك تبة االقتصادية‪ ،‬بينما احتوت الك تلتين االصغر‬
‫على خدمات الطالب وإدارة المك تبة‪.‬‬

‫كما اوردت اخر الصرعات في ‪ NASA‬تطور عمارة الطباعة الثالثية االبعاد في الفضاء‪ .‬من‬
‫خالل اختراع روبوت يستطيع طباعة منازل كاملة بشكل ثالثي االبعاد‪ .‬وتثير التكنولوجيا‬
‫فيها ()‪ Contour Crafting‬التي تستخدم الطابعة الثالثية االبعاد‪ ،‬اهتمام محطة(‪)NASA‬‬

‫[‪ ]55‬تشير العمارة الفضائية الجوية في املباني الصالحة للسكنى وغير الصالحة للسكنى وبيئة املعيشة والعمل في‬
‫املرافق الفضائية الجوية وأماكن السكن ومركبات النقل‪ .‬فهي يمكن أن تكون‪ :‬منشأ معماري‪ ،‬أو مركبة جوية‬
‫مزودة بمنصة علمية‪ ،‬أو مركبات فضائية ومحطاتها‪ ،‬وأماكن السكنى وقواعد اإلنشاء على سطح الكواكب‬
‫واألقمار؛ والتسهيالت املرتكزة على األرض للمراقبة والتجريب واإلطالق واإلمدادات والحمولة واملحاكاة‬
‫واالختبار‪ .‬قد تشمل تطبيقات النظائر األرضية الفضائية بيئات القطب الجنوبي واملناطق الصحراوية والقمم‬
‫العالية وتحت سطح األرض وتحت سطح املاء واألنظمة البيئية املغلقة‪ .‬وتدار من خالل لجنة فنية ملهندس ي‬
‫ً‬
‫سنويا ملناقشة القضايا السياسية‬ ‫التصميم في املعهد األمريكي للمالحة الجوية الفضائية (‪ )AIAA‬عدة مرات‬
‫والتعليمية والقياسية والتطبيقية فيما يخص العمارة الفضائية الجوية‪.‬‬
‫‪American Institute of Aeronautics and Astronautics…. Design Engineering Technical Committee of‬‬
‫‪the AIAA‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 118‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وشركات البناء‪ .‬ورائد هذا العمل الدك تور (‪ )Berokh Khoshnevis‬في جامعة جنوب‬
‫كاليفورنيا الستخدام هذه التكنولوجيا في اعداد تصاميم تنفذ على سطح القمر وغيرها من‬
‫الكواكب الشبيهة باالرض‪.‬‬

‫املركز التعليمي في النمسا‬


‫‪5115‬‬

‫افازت زها حديد بتصميم مكتبة ومركز تعليمي في حرم جامعة التجارة واالقتصاد في فيينا‬
‫مترا ً‬
‫مربعا في منتصف الجامعة‪،‬‬ ‫بالنمسا‪ ،‬يقع التصميم على مساحة ‪ً 57111‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)118‬‬

‫المصمم وعمارة المواجهة‪:‬‬


‫إ ّن القول على المصمم وتعامله مع َعمارة المواجهة لها ميزات‪،‬‬
‫والقول في َعمارة الحداثة التي ارتفعت في رؤيتها إلى االستعالء والفوقية‪:‬‬

‫اول‪ ،‬فالمصمم هو الطبيب والمنقذ والملهم والمعالج والمصلح‪ ،‬وهذه المفردات والصفات‬
‫لها تقاربات مع ما طرحه (د‪ .‬عبد الباقي إبراهيم) من ان َالعمارة جاءت من اثر ديني‪،‬‬
‫ومدينة بغداد المدورة ووضع المسجد وبيت الخليفة في مركز المدينة‪ ،‬لما يمكن ان‬
‫تكون خطوط دفاعية‪ ،‬وهذه حالة من الحرص في تسخير القدرات والطاقة إلى‬
‫الفضاءات الخاصة جدا‪ ،‬التي يصل إليها بعد سقوط العديد من الخطوط‪.‬‬
‫ثأنيأ‪ ،‬كذلك وجود رؤى في تسقيط فضاءات المدينة‪ ،‬وهذه الصفات التي جاءت بها الحداثة‬
‫لها اثر ديني ماخوذة منه في بعضها‪:‬‬

‫فعند اليهود من يحمل الصفأت‪،‬‬


‫ويشير تاريخ بنى إسرائيل إلى طوائ ف وفرق انقسم بموجبها المجتمع انإسرائيلي‪ ،‬لكل منها‬
‫إراء خاصة في قدسية اجزاء العهد القديم او رفض بعض المعتقدات او االجتهادات الواردة في‬
‫آ‬
‫التلمود او االختالف حول العناصر المكونة للعقيدة‪ .‬إال إنها جميعا الطوائ ف امنت بقدوم‬
‫المسيح المخلص ومملك ته ولكنها اختلفت فيما بينها حول تفاصيل هذا انإيمان‪ .‬ومن‬
‫الطوائ ف التي امنت بالمسيح‪:‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 117‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫السأمرية [‪ ]23‬وهي من اقدم الفرق ويسمون ايضا بالكوتيم‪ ،‬بالرغم من إنكار السامريون‬
‫اسفاراالنبياء والمك توبات من ك تاب العهد القديم‪ ،‬إال انهم يؤمنون ببعض االفكار المتضمنة‬
‫آ‬
‫فيهما‪ ،‬فهم يؤمنون بيوم االخرة ويسمونه"يوم البعث العظيم"‪ ،‬كما يؤمنون بمجئ المسيح‬
‫المخلص بالرغم من انها ً‬
‫جميعا افكار لم تتحدث عنها التوراة؛‬
‫والفريسيون[‪ ]24‬ويمثل الفريسيون طائ فة علماء الشريعة من الربانيين ويؤمن بافكارها ك ثير‬
‫آ‬ ‫من اليهود‪.‬ويعنى اسم الفرقة ً‬
‫حرفيا "المنفصلون"او"المعتزلون"عن االخرين السباب تتعلق‬
‫آ‬
‫بالطهارة الطقوسية‪ ،‬وهم امنوا بيوم الرب(يطلق عليه اسم"يوم يهوه" وقد ورد في اسفار‬
‫آ‬
‫االنبياء وهو يشير إلى االعتقاد في مجئ يوم الرب الذي يحل فيه عقابه على االثمين من بنى‬
‫إسرائيل او من تسببوا في اضطهادهم من االمم االخرى وهو اليوم الذي ينتصرون فيه على‬
‫اعدائهم)‪ ،‬وبكل العناصر التي تحدث عنها االنبياء مع إضفاء مزيد من العناصر انإسطورية‬
‫وتمسكوا بانإيمان بالمسيح الذي سياتى ليقود بنى إسرائيل في حمالت عسكرية ضد االمم‬
‫االخرى‪ ،‬وتتميز بسيادة بنى إسرائيل على العالم فتاتى إليهم الشعوب متعبدة وتقدم القرابين‬
‫إلى يهوه إله إسرائيل والخضوع لشعبه المختار؛‬
‫والصدوقيون [‪ ،]25‬ويمثلون طبقة عليا تتكون من امراء اورشليم وقادة المجتمع والطبقة‬
‫ً‬
‫محصورا على الطبقة العليا في المجتمع‪،‬‬ ‫االستقراطية من اليهود واالنتماء إلى فرقتهم ظل‬
‫على الرغم من عدم وضوح فكرة المسيح المنتظر في عقائد الصدوقيين‪ ،‬لكن ربما كانوا‬
‫يؤمنون بها في تاويل بعض النصوص في العهد القديم وخاصة في سفر إشعياء‪ ،‬ولكنهم لم‬
‫يبرزوا تلك الفكرة ولم يلحوا عليها‪ ،‬لما راوه من تحول الفكرة إلى نوع من الدروشة والتهريج‬

‫[‪ ]58‬تلخص عقيدة السامريين في‪ :‬اإليمان بإله واحد‪،‬وبأن هذا اإلله روحانى بحت؛ اإليمان بأن موس ى هو نبى‬
‫هللا‪،‬وإنه ليس بعده أنبياء؛ واإليمان بتوراة موس ى وتقديسها وبأنها كالم هللا؛ واإليمان بأن جبل جرزيم املجاور‬
‫لنابلس هو املكان املقدس الحقيقى وهو القبلة الحقيقية الوحيدة لبنى إسرائيل‪.‬‬
‫ً‬
‫[‪ ]54‬تلخص اإليمان الفريس ى بـ ‪ :‬يؤمن الفريسيون بالعهد القديم كامال وبنوة موس ى وكل أنبياء العهد القديم ؛‬
‫اإليمان بالتلمود واملشنا والجمارا وبكل الروايات الشفوية ؛ يؤمنون بالبعث وقيام األموات ويوم اآلخرة واملالئكة‬
‫والعالم اآلخر ؛ ومن أكثر الفرق التي تؤمن بالقضاء والقدر والثواب والعقاب‪.‬‬
‫[‪ ]52‬تلخص اإليمان الصدوقى بـ ‪ :‬التؤمن بقيامة األموات مرة أخرى ؛ التؤمن بالحياة األبدية ؛ ترفض فكرة‬
‫الثواب والعقاب في اآلخرة ؛ تنكر وجود املالئكة والشياطين ؛ تنكر القضاء والقدر لإلنسان ؛ تقول أن األنسان‬
‫خالق أفعاله بنفسه وحر التصرف ؛ وتؤمن بقدسية العهد القديم فقط وترفض التلمود واملشنا والجمارا‪..‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)117‬‬

‫على لسان الجهلة والعوام‪ .‬ولعل ذلك هو الذي حدد موقفهم العداىئ المعروف من المسيح‪،‬‬
‫فاشتركوا مع الفريسيين في مقاومته ومعاداته‪.‬‬
‫والقراءون[‪ ،]26‬كانت من اهم الطوائ ف التي اثرت في الفكر اليهودى وخاصة بسبب معارضة‬
‫هذه الفرقة للربانيين‪ ،‬فقد تاسست الفرقة بزعامة عنان بن داود(‪)811-715‬في‬
‫ً‬
‫معروفا بميوله التحررية‬ ‫العراق‪،‬الذي تم تعينه ً‬
‫خلفا لحاخام العراق اال كبر‪ ،‬وكان عنان‬
‫وخاصة إزاء شرائع التلمود‪ ،‬اما نظرتهم للمسيح فلم يؤمنوا بحتمية مجىء المسيح المخلص‪،‬‬
‫بل ذهبوا إلى اك ثر من ذلك في معارضتهم للربانيين إذ جعلوا لإلنسان دو ًرا ً‬
‫مهما في مجئ‬
‫المسيح وقالوا بإمكانية البشر العمل على اقتراب مجيئه الذي كان يعتمد على افعالهم‪،‬فإذا‬
‫كانت سيئة شريرة سيؤخر هذا من قدوم المسيح‪ ،‬اما إذا اتسمت بالخير واالستقامة فإن‬
‫ذلك من شانه ان يقرب قدوم عصر المملكة المسيحانية؛‬
‫والحسيديون [‪ ]27‬وهم شعبة من المتصوفين وصلوا باليهودية المظلمة من ربيبة الجيتو إلى‬
‫اقصى درجات الدروشة والتعلق بالبدع والخرافات وادعاء فعل الخوارق والمعجزات وعلم‬
‫الغيب‪ .‬لقد اختلفت الحسيدية في نظرتها للمسيح المخلص فهى لم تجعل شخصية المسيح‬
‫شخص واحد‪ ،‬حيث ادركت الحسيدية خطورة االعتماد على شخصية وفرد واحد فقط‬
‫للوصول إلى مرحلة الخالص‪ .‬فالتخلص من الفردية نحو اعترفهم بوجود عدد كبير من‬
‫التسديقيم المكلفين بتخليص ابناء طائ فتهم التابعين لهم من الشرارات والومضات الشريرة‪،‬‬
‫وان مهمة التسديق مهمة مؤقتة مرتبطة بزمن محدد هى فترة وجوده في الحياة الدنيا‪.‬‬

‫[‪ ]58‬تلخص مبادئ إيمان القرائين بـ ‪ :‬أن هللا خالق العالم املادى والروحى من العدم؛ أن هللا خالق غير مخلوق؛‬
‫ان هللا واحد ليس له مثيل ومطلق في الوحدانية‪-4 .‬ضرورى على كل مؤمن أن يعرف التوراة في لغتها األصلية؛‬
‫اإليمان بالبعث والحساب؛ أن هللا ُيجازى كل إنسان حسب طريقة حياته وظروفه؛ وأن هللا ال يحتقر املنفين بل‬
‫هو يطهرهم من خالل شخص املسيح املنتظر‪.‬‬
‫[‪ ]58‬تلخص تعاليم "بعل شيم طوف" أحد زعماء الحركة الحسيدية بـ ‪ :‬أن الجميع متساوون أمام هللا؛ أن‬
‫طهارة القلب أفضل من التعليم؛ اليهودى له دور مهم في تحقيق خالص اإلنسان؛ أن كل أفكار اإلنسان وأفعاله‬
‫يجب أن تتكامل وتكون في خدمة الرب؛ ووظيفة اإلنسان عالج الشر وإخضاعه للنور اإللهى‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 151‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وخالصة القول‪:‬‬
‫إن هناك تباينا لدى الفرق الدينية اليهودية في النظر إلى مجئ المسيح (وال يقر اليهود بالعهد‬
‫الجديد وال يعترفون به‪ ،‬الن مسيحهم ليس هو مسيح النصارى ذا الطبيعة انإنسانية ‪-‬‬
‫آ‬
‫انإلهية‪ ).‬المخلص‪ :‬فقد امن بمجئ المسيح المخلص مثل الفريسيون والسامريون على الرغم‬
‫من إنكار االخيرة اسفار االنبياء والمك توبات التي تنبا عن مجئ المسيح المخلص؛ ورفض‬
‫مهما في سرعة قدوم المسيح‬ ‫الصدوقيون فكرة مجئ المسيح؛ وجعل القراءون لإلنسان دو ًرا ً‬
‫عن طريق افعاله الحسنة؛ بينما اختلفت نظرة الحسيديون للمسيح المخلص‪ ،‬كونهم كلفوا‬
‫شخاصا بعينهم) هتسديقيم) لتخليص ابناء طائ فتهم التابعين لهم‪ .‬وبرغم اختالفهم في‬ ‫ا ً‬
‫كبيرا من معتقداتهم‪.‬فهم‬ ‫انإيمان بالمسيح المخلص إال ان فكرة الخالص تشكل ً‬
‫جزء ً‬
‫ينتظرون المسيح لينشئ على االرض ملكوت السماء ويحقق السالم والعدالة في االرض‪.‬‬

‫وعند المسيحين‪،‬‬
‫وتذهب العقيدة المسيحية بإن جوهر المعتقد يقوم على العقيدة الخالصية التي تقول بان‬
‫المسيح قد نال من هللا قوة إلهية بحكم كونه ً‬
‫مخلصا‪.‬‬
‫وفي االصل‪ ،‬شخصية المخلص في الفكر الديني المسيحي كانت مستوحاة بشكل كلي من‬
‫فكرة المنقذ في الفكر الديني اليهودي‪ ،‬حيث اعتمدت هذه الفكرة على التراث التوراتي‪ .‬وكان‬
‫صلب المسيح كما تؤكد االناجيل بداية رائعة نإنقاذ البشرية من كل الشرور المحيطة بها‪.‬‬
‫وجاء في العهد الجديد انه‪ " :‬انقذنا من سلطان الظلمة‪ ،‬ونقلنا إلى ملكوت محبته الذي لنا‬
‫فيه الفداء بدمه غفران الخطايا"‪.‬‬
‫وعند المسلمين المنتظر [‪ .]28‬مع الفارق في سمات االستعالء في الحداثة وال واقع لها في‬
‫االديان‪ ،‬وهذه المقاربة غريبة في طرحها‪.‬‬

‫[‪ ]57‬بشر القرآن الكريم بوعد إلهي‪ ،‬بنشر العدل والقسط على كافة األرض‪ :‬وعد إلهي وبشارة سماوية بأن‬
‫العالم سينعم بعصر مشرق مفعم باإليمان والعدل والسالم‪ ،‬على يد منقذ البشرية اإلمام املهدي (عج)‪ ،‬نختار‬
‫بعض اآليات الكريمة‪:‬‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ه َ ََ ْ َ ْ‬ ‫ُ ْ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ هُ ه‬
‫ض ﴾ (سورة النور‪)22 :‬‬ ‫ات ليستخ ِلفنهم ِفي األر ِ‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬وعد اَّلل ال ِذين آمنوا ِمنكم وع ِملوا الص ِالح ِ‬
‫َ ْ ّ ْ َ ه ْ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ه ُ نَ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َل َق ْد َك َت ْب َنا في ه‬
‫الذك ِر أن األرض ي ِرثها ِعب ِادي الص ِالحو ﴾ (سورة األنبياء‪)112 :‬‬ ‫ور ِمن بع ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫الزُب‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ َ َ ْ َ َ ُ ْ َ ه ً َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ َ ه ُ ه ََ ه‬
‫ض ونجعلهم أ ِئمة ونجعلهم الو ِارِثين ﴾ (سورة القصص‪:‬‬ ‫قال تعالى‪﴿ :‬ون ِريد أن نمن على ال ِذين استض ِعفوا ِفي األر ِ‬
‫‪)2‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)151‬‬

‫يوحد الجميع تحت راية واحدة وشعأر‬ ‫ف هل العألم حقأ في انتظأر المصلح العظيم الذي ّ‬
‫واحد؟‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفيلسوف االنجليزي الشهير برتراند راسل‪ :‬إن العالم في انتظار مصلح يوحد العالم تحت‬
‫َ‬
‫َعلم واحد وشعار واحد (المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه ‪ /‬السيد عبد الرضا الشهرستانى‪)6 :‬‬
‫ّ آ‬
‫العالمة اينشتاين صاحب (النظرية النسبية)‪ّ :‬إن اليوم الذي يسود العالم ّكله الصلح‬
‫آ‬ ‫والصفاء‪ ،‬ويكون الناس ّ‬
‫متحابين متاخين ليس ببعيد (المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫‪)7‬‬
‫الفيلسوف االنكليزي الشهير برناردشو‪ّ :‬‬
‫بشر بمجيء المصلح في ك تابه (ا ِّالنسان والسوبرمان)‪.‬‬
‫معل ًقا‪ :‬يلوح لنا ا ّن سوبرمان شو‬
‫االستاذ الكبير عباس محمود العقاد في ك تابه (برناردشو) ّ‬
‫ليس بالمستحيل‪ ،‬وا ّن دعوته إليه التخلو من حقيقة ثابتة‪( .‬برناردشو‪)125 124 :‬‬

‫معب ًرا عن عقيدة المسلمين بظهور المهدى‪ :‬اعلم ا ّن المشهور بين الكافة من اهل‬ ‫ابن خلدون ّ‬
‫ّ ّ آ‬
‫البد في اخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت‪ ،‬يؤيد‬ ‫ممر َاالعصار‪ :‬انه‬
‫انإسالم على ّ‬
‫الدين‪ ،‬ويظهر العدل‪ ،‬ويتبعه المسلمون‪ ،‬ويستولي على الممالك ا ِّالسالمية‪ ،‬ويسمى‬
‫المهدي (تاريخ ابن خلدون ‪ :555 :1‬الفصل ‪.)52‬‬
‫االستاذ احمد امين َاالزهري المصري على الرغم مما عرف عنهما من ّ‬
‫تطرف إزاء هذه العقيدة‬
‫يضا) ‪ ،‬ثم ذكر ّ‬
‫نص ما‬ ‫معب ًرا عن راي اهل الس ّنة بها‪( :‬فاما اهل الس ّنة فقد آامنوا بها ا ً‬
‫فقال ّ‬
‫ذكره ابن خلدون‪ (.‬المهدي والمهدوية ‪ :‬احمد امين)‪ .‬ثم قال‪( :‬وقد احصى ابن حجر‬
‫َاالحاديث المروية في المهدي فوجدها نحو الخمسين)‪.‬‬

‫وهل يشكل اليمأن بحتمية ظهور المصلح الديني ودولته ال لهية من نقأط الشتراك بين‬
‫مختلف الديأن؟‬
‫نعم‪ ،‬واالختالف فيما بينها في تحديد هوية هذا المصلح الديني العالمي الذي يحقق اهداف‬
‫آ‬ ‫االنبياء جميعا‪ .‬وا ّن َّكل دين منها ّ‬
‫بشر بمجيء هذا المصلح انإلهي في المستقبل‪ ،‬او في اخر‬
‫الزمان ليصلح العالم وينهي الظلم ّ‬
‫والشر‪ ،‬ويحقق السعادة المنشودة للمجتمع البشري [‪.]29‬‬
‫حيث‪:‬‬

‫[‪ ]57‬ينظر‪ :‬د‪ .‬محمد مهدي خان‪1321 ،‬هـ ‪ ":‬مفتاح باب األبواب"‪ ،‬مقتطفات في املواقع االكترونية‪ .‬والكتاب‬
‫نسخة منه في مكتبة امللك عبد العزيز العامة‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 155‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫‪ )1‬تستند عقائد االديان بخصوص المصلح العالمي‪ ،‬إلى نصوص صريحة في ك تبهم‬
‫المقدسة القديمة وليس الى تفسيرات عرضها العلماء وتاويالت لنصوص غامضة‪ .‬وتعد‬
‫ّكل دعوة نبوية وعلى االقل الدعوات الرئيسة والكبرى‬
‫‪ )2‬خطوة على طريق التمهيد لظهور المصلح الديني العالمي الذي يحقق اهداف هذه‬
‫صليا في نصوص مختلف‬‫الدعوات كافة‪ .‬يعد التبشير بعقيدة المصلح الديني عنص ًرا ا ً‬
‫الديانات والدعوات النبوية‪ .‬كما انه طموح البشرية بمختلف اديانها ومذاهبها‪ ،‬بجانب‬
‫ً‬
‫موعودا تحقق فيه رساالت السماء على‬ ‫إدراك الناس فطريا إلى‪ :‬ا ّن لإلنسانية ً‬
‫يوما‬
‫االرض‪.‬‬
‫‪ )3‬ويكشف ظهور انإيمان بفكرة حتمية الظهور للمنقذ في الفكر انإنساني‪ ،‬عن وجود‬
‫تعبر عن حاجة فطرية عامة‬ ‫ُاسس تستند إليها‪ ،‬ومبعثها الفطرة انإنسانية‪ .‬ا ّي انها ّ‬
‫التطلع المستمر للكمال وظهوره هو تعبير عن وصول‬ ‫يشترك فيها بنو انإنسان‪ ،‬في ّ‬
‫المجتمع البشري الى كماله المنشود‪.‬‬

‫وننظر إلى موضوع المنقذ إلى انإنسان في فعل معين‪ ،‬وفكرته في دور االنبياء‪ ،‬فقد كان‬
‫النبي إدريس اول من خط بالقلم‪ ،‬فاهتم َ‬
‫بالعمارة فعمل على تخطيط المدينة‪:‬‬
‫‪ )1‬وهو اول من ّعلم السياسة المدنية في إدارة االرض والعمران‪ ،‬فقد اشتهر بعلمه‬
‫ومعرفته الواسعة‪.‬‬
‫‪ )2‬ورسم لقومه قواعد تمدين المدن‪ ،‬فبنت كل فرقة من االمم مدنا في ارضها وانشئت‬
‫في زمانه ‪ 188‬مدينة‪.‬‬
‫‪ )3‬ويعتقد بانه اول من خط بالقلم ودون الصحف التي انزلت عليه من هللا عز وجل‪.‬‬
‫النبي إدريس عليه السالم ً‬
‫خياطا‪ ،‬خاط الثياب البيض زي الصابئة‬ ‫‪ )4‬النبي إدريس كان ّ‬
‫ولبسها‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪ )5‬وله ايضا مواعظ في االدب‪ ،‬وكان يتحدث باثنين وسبعين لسانا‪ ،‬وهو اول من قام‬
‫بعلم السياسة المدنية‪.‬‬
‫ونكون هنا قد عرفنا حاجة العمارة‪ ،‬ثم بدانا بالتبرير َ‬
‫للعمارة وننتهي بانإجابة على فرضية‬
‫كون َالعمارة مظهرا من مظاهر حاجة انإنسان‪.‬‬

‫ونصل إلى المرحلة الثالثة واالخيرة في قراءة العمارة‪ ،‬وفيها نتناول "عمارتنا َوعمارة االخر"‪،‬‬
‫من خالل انإمكان في نتاج الهوية والخصوصية والمعتقد في َالعمارة‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)158‬‬

‫وتحققت فكرة المرحلة في إن هناك فروقات في التعامل مع المجتمعات العلمية‪ ،‬التي‬


‫تتباين بها االستجابات‪ ،‬فانإمكانية فيها مستويات في العملية والعلمية والمنطقية‪ ،‬وتتزايد‬
‫الصعوبة كلما اتجهنا نحو المنطقية‪ ،‬حتى اقترنت العملية بخصوصية النتاج او التصور‪،‬‬
‫بينما العلمية قد ارتبطت بالهوية وبالتالي ياتي المعتقد في انإمكانية المنطقية‪.‬‬
‫واالبعاد التي تتعامل بها المرحلة هي االبعاد المكانية الثالثة في الخصوصية‪ ،‬والبعد‬
‫الزمني في الهوية‪ ،‬واجتماع االبعاد االربعة في طبيعة تاثير المعتقد على جماعة معينة‪.‬‬
‫ويبقى السؤال الذي نتحرك من خالله‪" :‬‬
‫"هل بألمكأن ان يتعأمل النسأن للفترة التي مضت والى المستقبل في استمرار‬
‫العمأرة بأنتظأر التغيير‪ ،‬ويتعأيش مع َعمأرة تمثلت بهأ مستويأت الظهور المتعددة‬ ‫رسألة َ‬
‫بتعدد البحوث والدراسأت فيهأ "؟‬
‫وما ينفعنا إن نتعرف على مستويات انإمكان فيها‪ ،‬الذي يندرج تحت معان ثالثة‪ :‬انإمكان‬
‫العملي‪ ،‬وانإمكان العلمي‪ ،‬وانإمكان المنطقي او الفلسفي‪.‬‬

‫فألمكأن العملي‪ ،‬الذي يتمثل في ان يكون النتاج متاح إنجازه من قبل الجميع‪ ،‬والجميع‬
‫قادر على انإنتاج وباستطاعة الكل‪.‬‬
‫بينما القصد من المكأن العلمي‪ :‬إن هناك اشياء قد ال يكون بانإمكان ً‬
‫عمليا لي او لك‪ ،‬ان‬
‫فعال بوسائل المدنية المعاصرة‪ .‬ولكن ال يوجد لدى العلم وال تشير اتجاهاته‬ ‫نمارسها ً‬
‫فقا لظروف ووسائل خاصة‪.‬‬‫المتحركة إلى ما يبرر رفض إمكان وقوع هذه االشياء وو ً‬
‫فصعود انإنسان إلى كوكب الزهرة ال يوجد في العلم ما يرفض وقوعه‪ ،‬بل إن اتجاهاته‬
‫فعال تشير إلى إمكان ذلك‪ ،‬وإن لم يكن الصعود ً‬
‫فعال ميسو ًرا ؛ الن الفارق بين‬ ‫القائمة ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصعود إلى الزهرة والصعود إلى القمر ليس إال فارق درجة‪ ،‬وال يمثل الصعود إلى الزهرة إال‬
‫مرحلة تذليل الصعاب انإضافية التي تنشا من كون المسافة ابعد‪ ،‬فالصعود إلى الزهرة‬
‫عمليا ً‬
‫فعال‪.‬‬ ‫ممكنا ً‬
‫علميا وإن لم يكن ً‬ ‫ممكن ً‬

‫اما القصد من المكأن المنطقي او الفلسفي فهو‪ :‬ال يوجد لدى العقل وفق ما يدركه من‬
‫قوانين قبلية اي سابقة على التجربة ما يبرر رفض الشيء والحكم باستحالته‪ .‬ومثاله‬
‫الصعود إلى قرص الشمس في كبد السماء فإنه غير ممكن ً‬
‫علميا‪ ،‬بمعنى ان العلم ال امل له‬
‫ً‬
‫وتجريبيا إمكانية صنع ذلك الدرع الواقي من االحتراق‬ ‫في وقوع ذلك‪ ،‬إذ ال يتصور ً‬
‫علميا‬
‫بحرارة الشمس‪ ،‬التي تمثل اتونا ً‬
‫هائال مستع ًرا باعلى درجة تخطر على بال إنسان‪ .‬وإن دخول‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 154‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫انإنسان في النار دون ان يحترق‪ ،‬وصعوده للشمس دون ان تحرقه الشمس بحرارتها ليس‬
‫مستحيال من الناحية المنطقية‪ ،‬إذ ال تناقض في افتراض ان الحرارة ال تتسرب من الجسم‬ ‫ً‬
‫اال ك ثر حر ًارة إلى الجسم االقل حر ًارة‪ ،‬وإنما هو مخالف للتجربة التي اثبتت تسرب الحرارة‬
‫من الجسم اال ك ثر حر ًارة إلى الجسم االقل حر ًارة إلى ان يتساوى الجسمان في الحرارة‪.‬‬

‫ونذكر هنا معجزة نبي هللا ابراهيم وإجماع القوم على حرقه‪ .‬وجاء امر هللا تعالى إلى النار‪( :‬قلنا‬
‫غناء‪ ،‬يغلب‬ ‫وسالما على إبراهيم)‪ ،‬فانقلبت النيران بإذن هللا تعالى ً‬
‫روضة ً‬ ‫ً‬ ‫يا نار كوني ً‬
‫بردا‬
‫كيدا فجعلناهم االخسرين) [‪.]30‬‬ ‫عليها البرد‪ ،‬فاصطكت اسنان إبراهيم من البرد (وارادوا به ً‬
‫ونذكر انإمكان فيهامن خالل‪ :‬احراق نبي هللا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬فبعد ان رموه في النار‬
‫فوقع وسطها فخرج منها ً‬
‫سالما‪ .‬والخبر من هللا سبحانه وتعالى عندما رموا نبي هللا إبراهيم في‬
‫ً‬
‫وسالما على إبراهيم)‪.‬‬ ‫النار امر هللا النار بكلمات دقيقة فقال سبحانه وتعالى (يا نار كوني ً‬
‫بردا‬
‫والنأر ان تكون بأردة فهذا امكأن عمليأ ولكن لمأذا ً‬
‫سالمأ؟‬
‫‪ )1‬وميزان عدم انإحراق هو ميزان السالم‪ ،‬وهو إمكانا علميا‪ ،‬ولكن سبحانه وتعالي اكد‬
‫بردا) واضاف إليها ( ً‬
‫وسالما) مما دفع التفسير إلى‬ ‫بقوله ذلك فقال (يا نار كوني ً‬
‫جدا إلى درجة ان بردها القارس قد يهلك نبي هللا‬‫االعتقاد‪ :‬ان النار اصبحت باردة ً‬
‫ً‬
‫(وسالما)‪.‬‬ ‫ً‬
‫كلمة(بردا) كلمة‬ ‫إبراهيم لذلك اضاف سبحانه وتعالى على‬

‫[‪ ]81‬وقد بدأ االستعداد إلحراق إبراهيم‪ .‬انتشر النبأ في اململكة كلها‪ .‬وجاء الناس من القرى والجبال واملدن‬
‫ليشهدوا عقاب الذي تجرأ على اآللهة وحطمها واعترف بذلك وسخر من الكهنة‪ .‬وحفروا حفرة عظيمة ملئوها‬
‫بالحطب والخشب واألشجار‪ .‬وأشعلوا فيها النار‪ .‬وأحضروا املنجنيق وهو آلة جبارة ليقذفوا إبراهيم فيها‬
‫فيسقط في حفرة النار‪ .‬ووضعوا إبراهيم بعد أن قيدوا يديه وقدميه في املنجنيق‪ .‬واشتعلت النار في الحفرة‬
‫وتصاعد اللهب إلى السماء‪ .‬وكان الناس يقفون بعيدا عن الحفرة من فرط الحرارة الالهبة‪ .‬وأصدر كبير الكهنة‬
‫أمره بإطالق إبراهيم في النار‪.‬‬
‫جاء جبريل عليه السالم ووقف عند رأس إبراهيم وسأله‪ :‬يا إبراهيم‪ .‬ألك حاجة؟ قال إبراهيم‪ :‬أما إليك فال‪.‬‬
‫انطلق املنجنيق ملقيا إبراهيم في حفرة النار‪ .‬كانت النار موجودة في مكانها‪ ،‬ولكنها لم تكن تمارس وظيفتها في‬
‫يم)‪ .‬أحرقت النار قيوده‬ ‫اإلحراق‪ .‬فقد أصدر هللا جل جالله إلى النار أمره بأن تكون َ(ب ْر ًدا َو َس َال ًما َع َلى إ ْب َراه َ‬
‫ِ ِ‬
‫ويمجده ‪.‬لم يكن في قلبه مكان خال يمكن أن يمتلئ بالخوف‬ ‫يسبح بحمد ربه ّ‬ ‫فقط‪ .‬وجلس إبراهيم وسطها‪ ،‬كان ّ‬
‫أو الرهبة أو الجزع‪ .‬كان القلب مليئا بالحب وحده‪ .‬ومات الخوف‪ .‬وتالشت الرهبة‪ .‬واستحالت النار إلى سالم‬
‫بارد يلطف عنه حرارة الجو‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)152‬‬

‫‪ )2‬وعند التعرض إلى هذا الراي في‪ :‬ان النار البادرة هي التي ال تحرق وليس التي يتجمد بها‬
‫انإنسان‪ ،‬ولو كانت سالما تخص البرد لقال سبحانه وتعالى بردا سالما ال بردا وسالما‪.‬‬
‫وقوله تعالى (على ابراهيم)‪ ،‬فالنار لم تنطفئ فلو بردت بعامتها حتى ال تحرق ابراهيم‬
‫عليه السالم لوصلت حرارتها الى الدرجة دون حرارة اتقاد الخشب النطفات وعلميا ال بد‬
‫للنار لتستمر في اشتعالها ان تكون ساخنه لذلك قال سبحانه وتعالى (على ابراهيم) اي‬
‫ان النار بارده على ابراهيم فقط (يا نار كوني بردا وسالما على ابراهيم) فلم يقل (يا نار‬
‫كوني بردا وسال ما) النطفات لبردها‪ ،‬إذا لم تبرد النار وكان تخصيص المعجزة هو‬
‫حماية نبي هللا ابراهيم من شرها‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ )3‬وإن تامل حرائق الغابات حول العالم‪ ،‬كانت النار الكبيرة جدا الناتجة عن حرائق‬
‫موادا سامة (غاز سيانيد الخشب واول اكسيد‬ ‫الخشب او اشجار الغابات تصدر ً‬
‫الكربون‪ ،‬ثاني اكسيد الكربون‪ ،‬نقص اال كسيجين‪ ،‬الحرارة واالحتراق) تؤدي إلى‬
‫الموت‪ .‬فالموت ان لم يكون باالحتراق فهو باالختناق بغازات سامة ثم قد يختنق بثاني‬
‫اوكسيد الكربون او يموت بسبب نقص اال كسيجين‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ )4‬فقد كان قوله سبحانه وتعالى (يا نار كوني ً‬
‫بردا وسالما على إبراهيم) فانها بردا من‬
‫وسالما من الغازات السامة واالختناق وباقي المواد الضارة‪ ،‬وتحقق‬ ‫ً‬ ‫حرارة النار‬
‫انإمكان المنطقي‪.‬‬

‫وهكذا نعرف ان انإمكان المنطقي اوسع دائرة من انإمكان العلمي‪ ،‬وهذا اوسع دائرة من‬
‫انإمكان العملي‪.‬‬
‫ويتحقق لدى الباحث او المعمار تعريف في المستويات الثالثة لإلمكانية‪ ،‬فالمستسهل من‬
‫الحدود هي انإمكانية العملية وتتعقد في العلمية واال ك ثر صعوبة في انإمكانية المنطقية‪.‬‬

‫فالجميع باستطاعتهم نتاج شيء بينما يصعب حصول االشياء في العملي إال إنها مقبولة‬
‫في انإمكان العلمي فبلوغ نتاج قد ال تتحقق إال بما اوردت تكنولوجيا النانو من تقنيات‬
‫استطاعت توسع بحورها ‪ ،Spans‬بعدما كانت مقبولة علميا إال إنها يصعب عمليا إنجازها‪.‬‬
‫بينما يتحقق قبولها منطقيا‪ ،‬إال انه بتاثير ما يضاف من معارف جديدة تتحول االشياء‬
‫وتحقيقها بالتحول إلى خطوة ادنى فالعلمي يتحول إلى مستوى العملي وكذلك تحول‬
‫المنطقي إلى العلمي‪ ،‬وهكذا تتكامل دورة حركة قراءة االشياء ونتاجها‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 158‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫اما المنطقي فيرتبط بقضايا اخرى‪ ،‬كاننا نريد الوصول إلى الشمس ال عمليا وال علميا يمكن‬
‫الوصول اليها‪ ،‬ولكن منطقيا يمكن ذلك‪ ،‬وكذلك يبرر هنا انإنسان ليعيش اك ثر من العمر‬
‫الطبيعي لإلنسان فنبي هللا نوح يعيش ‪1050‬سنة [‪ ،]31‬وهنا عند رفع المؤثرات عن خاليا‬
‫فإن هذا يعني إطالة في عمر انإنسان‪ ،‬وهنا يكون وجود التبرير في احد‬ ‫الجسم انإنساني‪ّ ،‬‬
‫هذه انإمكانات وبالتحديد ما نحتاجه في انإمكان العملي‪.‬‬

‫وما يحصل من تحول إليه من العلمي بفعل التطور في اال ليات والقدرات‪ .‬وهذا يتطلب‬
‫ّمنا ا ّن نركز على انإمكان العلمي وانإفادة من التطورات العلمية ودرجة تاثيرها على معارفنا‪.‬‬
‫والعمل يعتمد على الحتمية (‪ )Inevitability‬التي ما تزال لها التبرير في االعمال التي‬
‫يصعب قيامها لعدم توصل العلم إلى خطوات جادة فيها‪.‬‬

‫التعامل مع انإمكان العلمي يعني المبتغى في السيطرة على القضايا (المشاكل) التي تعترض‬
‫المعمار‪ ،‬في عمله تصميما وبحثا‪ .‬ومنها السيطرة على المتغيرات‪ ،‬وإنشاء قاعدة معلومات‬
‫وعمل منهج للمناقشة‪ .‬حيث يتم ترتيب المفردات والعناوين الرئيسة لغرض المناقشة‬
‫والتحاور‪ ،‬وبها يمكن بناء عالقات من تحديد عدد من المتغيرات‪ ،‬وهذه الحالة بعيدة عن‬
‫السفسطة‪.‬‬
‫وهذه هي القدرة على توظيف اراء لبناء راي علمي منها اي نظرية‪.‬‬

‫۝۝۝ ۝۝۝‬
‫الحس والعقل ثم ذاتية َالعمارة وعالقتها َ‬
‫بالعمارة المحلية في مرحلته‬ ‫وبعدما تكلمنا عن ّ‬
‫االولى (الخط االول)‪ ،‬واستمرارية رسالة َالعمارة وتبرير الوضع القائم في مرحلته الثانية‬
‫(الخط الثاني)‪.‬‬
‫ووصلنا إلى نتيجة إلى‪:‬‬
‫العمأرة اليوم هي مظهر من مظأهر الحأجة؟‬ ‫هل َ‬

‫عز ّ‬ ‫عاما فقط وذلك لقول هللا ه‬‫ً‬


‫وجل‪﴿:‬‬ ‫[‪ ]81‬يتصور البعض أن نبي هللا نوح عليه وعلى نبينا السالم‪ ،‬عاش ‪721‬‬
‫ْ َ ْ َ َ َ ه َ ْ َ َ ً َ َ َ َ ُ ُ ُّ َ ُ َ ُ ْ َ ُ نَ‬ ‫ََ َ‬ ‫َََ ْ َْ َ َْ ُ ً َ َ‬
‫وحا ِإلى ق ْو ِم ِه فل ِبث ِف ِيهم ألف سن ٍة ِإال خم ِسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظ ِاملو ﴾(سورة‬ ‫ولقد أرسلنا ن‬
‫العنكبوت‪ .)14 :‬وهناك رأي يقول إن الصحيح هو أن األعوام الـ (‪ )721‬التي أشار اليها القرآن الكريم هي الفترة‬
‫التي عاشها نوح (عليه السالم) بين قومه وهو يدعوهم إلى عبادة هللا جل جالله‪ ،‬وبأدنى ّ‬
‫تدبر في اآلية الكريمة‬
‫يظهر أن املراد من مدة لبثه في قومه هي فترة ما بعد رسالته حتى حدوث الطوفان‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)158‬‬

‫والوصول إلى مظهر الحاجة وفيها يمكن الكالم عن المرحلة الثالثة (الخط الثالث)‪ ،‬الذي‬
‫يجمع الخطين السابقين‪ ،‬الذي يتكلم عن َعمارتنا نحن كيف تكون قراءتها وهل بحق‬
‫نتحدث عنها بعدما إدركنا معارف عديدة وانإجابة على اسئلة ك ثر في الخطين االولين‪ ،‬وهذه‬
‫آ‬
‫مدعاة إلى خصوصية الخط الذي نحن فيه االن‪.‬‬

‫وعندما نتكلم عن َعمارتنا فا ّننا نتكلم عن الهوية والخصوصية والمعتقد الذي يحمله‬
‫انإنسان‪ ،‬وهذه هي مستويات(مباحث) ثالثة‪ ،‬وينبغي اال نصاب بالعجز في إنجاز هذا‬
‫الخط‪ ،‬والكالم فيهما ذات الصفة العملية في إمكانها او المتحول من العلمي إلى العملي‬
‫بحسب التغيير والتاثير المتبادل‪ .‬كما يكون التعامل من خالل التعابير المؤثرة والفاعلة في‬
‫تشكيل الخط المتحرك في فهم الخصوصية او الهوية‪.‬‬

‫الج زء الثالث ‪ /‬المستوى الثامن‬


‫۝۝۝❽۝۝۝‬

‫وعندما نبدا بالتصورات العملية التي تتمثل إمكانها في ا ّن يكون النتاج متاح‬ ‫❽‬
‫إلى الجميع‪ ،‬والفعالية التي نبدا بها في المستوى االول للمرحلة الثالثة‪ ،‬هي‬
‫المبحث الثامن‪ ،‬عن "خصوصية معنى الصورة في نتأج َ‬
‫العمأرة "‪،‬‬

‫والبحث هنا في اعتماد المفهوم وما ينتج في العمارة من داللة‪.‬‬


‫‪ )1‬فالعمارة تخضع للمكون التركيبي عند بناء العالقات بين العناصر المتعددة للتشكيل‪،‬‬
‫والمكون االجتماعي في بناء االنساق التي تشبع الحاجة النفسية والذوقية للمتلقي‬
‫اتجاه النتاج‪.‬‬
‫‪ )2‬وخصوصية المعنى في مجال الحيوية في االنسان وفعلها في التكوين‪ ،‬لتعطي‬
‫االختالف من جراء المرجع فيها او البنيات المتعددة في المكان الواحد او المتعدد‪.‬‬
‫‪ )3‬وارتباط العمارة بالفن في خضوعها إلى المعمار المتصور والمتخيل وحاجته إلى‬
‫التكيف‪ .‬حتى ينجز وظيفة المكان إليه‪ ،‬وتغيرها وتبدلها بما لها من غايات خاصة في‬ ‫ّ‬
‫درجة االختالف وعامة في درجة التشابه‪ .‬ويتحقق التاكد منها في متعة االحساس التي‬
‫تفيض على المبنى من اليات تشييد وتجسيد لمفاهيم‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 157‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫‪ )4‬خضوع العمارة إلى االسس المعرفية في التصميم والتخطيط‪ ،‬تعني مفاهيم جديدة في‬
‫االبداع‪ ،‬وتتعاطف في هيائتها وتشكيالتها مع الخيال‪ .‬فالتشكيل يرتبط مع النتاج‬
‫كمكان لسكنى االنسان لما فيه من اشباع حاجة وتك ّيف مع بيئة‪ .‬فنتاج الطبيعة‬
‫بالكهف وصوال إلى نتاج االنسان في المبنى هو سلسلة من التغييرات والتحوالت‬
‫المتزامنة مع ظهور الوظائ ف والحاجة المتزايدة إليها‪ .‬وحتى ينسجم المكان مع مبناه‬
‫لما فيه من تحوالت مستمرة ّ‬
‫وحس ابداعي‪ .‬والنظر إلى الفضاء واالمتداد بين الداخل‬
‫والخارج له مستويات من االبتكار في‪ :‬تباين المغلق والمفتوح؛ او قراءة عالقة العمارة‬
‫بالمكان في قدرات المعمار في االضافة والحذف وما بينهما من إزاحة‪.‬‬
‫‪ )5‬فالفضاء الذي يشكله انإنسان في العمارة‪ ،‬او يتشكل في الطبيعة‪ ،‬يرتبط باسس‬
‫التشكيل المعماري المرتبط بالخيال‪ .‬والخيال يخضع إلى ترجمة حاجات انإنسان من‬
‫جهة ويرتبط باالبتكار والتركيب في انتاج التشكيل من جهة اخرى‪.‬‬

‫فاالبتكار يخضع لخيال الفرد‪ ،‬والتركيب فيه معرفة متراكمة لخيال المجتمع‪.‬‬
‫وخصوصية النتاج المعماري في معاني المكونات الفردية والجمعية‪ ،‬ولم يعد نتاج االنسان‬
‫بانواعه إال إستجابة للتطور المتعدد في الزمان‪.‬‬
‫ثم يعد الماوى العمارة‪ ،‬السكن إال استجابة للتطور الحاصل في الزمان‪ ،‬وما يستجيب به‬
‫جسم االنسان في حاجاته االساسية كما حددها هرم ماسلو ومنها الجمال حتى اصبحت‬
‫العمارة نوعا من انواع الجمال التي يراعى فيها متانة االشكال ومالئمة المعاني لبيئة النتاج‪.‬‬

‫عندما تخضع العمارة في تاريخها الطويل إلى العديد من المتغيرات في المفاهيم المرتبطة‬
‫بتطور علوم الرياضيات والجمال والهندسة ونظريات الفنون‪ .‬فإنها تعني إلى المعمار في كل‬
‫زمان ومكان مفاهيم عصرها‪ :‬فتاتي في الزخرفة والتزيين كما في عصر النهضة؛ او في الفضاء‬
‫وتباين حدوده كما في العمارة الحديثة واعتبار الزخرفة جريمة؛ او في اعتبار الوهم هو‬
‫االساس حتى يقصد النتاج التخلص من الوهم في المنطق في عالقاته والتاريخ في مراجعه‬
‫والتمثيل في تشكيالته‪ ،‬كما في عمارة التفكيك‪.‬‬
‫‪ )6‬وعندما يحتاج فهم العمارة إلى وجود الهندسة من جهة والفن من جهة اخرى‪ .‬فان‬
‫العمارة وفق ذلك هي فكرة او نص يخضع طرحه إلى خصوصية المتطلبات التي‬
‫يواجهها االنسان في العمارة‪ ،‬وإلى شروط التكوين وتغيراته في الزمان والمكان‪ .‬بالتالي‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)157‬‬

‫ما يضيف عليه المعمار من تاثيرات تساعد على إظهار النتاج المستجيب لحاجات‬
‫االنسان وتبرير وجوده‪.‬‬

‫والتبرير انما يخضع إلى فعل التغير في السؤال المثير لنتاج ومعمار‪ ،‬بالتالي التغير الحاصل‬
‫في مفهوم العمارة عبر حاجاته المتعددة‪:‬‬
‫كيف يمكن تبرير خصوصية التغيرات الحأصلة في النتأج في تصور مفأهيم العمأرة؟‬
‫وإن الثبات في وجود النتاج متغير‪ ،‬يعني تغير االشكال وعدم استقرارها‪ ،‬وخصوصيتها في‬
‫ّ‬
‫تكيفه تبعا للحاجة ومصمم اشباعها‪.‬‬
‫كيف يمكن تبرير خصوصية التكيفأت الحأصلة في حأجة النتأج في تصور مفأهيم‬
‫المعمأر في العمأرة؟‬
‫‪ )7‬وبين وجود النتاج وخصوصية متغيراته تبعا لمكانها‪ ،‬وبين المعمار وخصوصية حرك ته‬
‫تبعا لزمانها‪ ،‬عالقة ارتباط في حاجة كل منهما إلى االخر‪ .‬ويصبح النظر إلى العمارة في‬
‫نتاجها وظيفة ارتبطت بزمانها وقدرة معمار ووعيه بمكانه‪ .‬فكانت المعادالت المتحققة‬
‫في الوظيفة وزمانها‪ ،‬والمعمار ومكانه من جهة اخرى هو ما يعطي خصوصية إلى‬
‫التكيف في وجود‬‫العمارة واختالفات في العمائر المتعددة‪ .‬ومرشدها في ذلك هو ّ‬
‫االنسان‪.‬‬

‫الج زء الثالث ‪ /‬المستوى التاسع‬


‫۝۝۝❾۝۝۝‬

‫ونقطة مهمة نطرحها عندما نتكلم عن َعمارتنا َوعمارة االخر‪ :‬كيف يكون‬ ‫❾‬
‫الكاتب او المعمار قادر على فهم غرض المصمم من َعمارته؟ ومنها تكون رؤية‬
‫المبحث التاسع من المرحلة الثالثة هو‪ " :‬هوية الشكأل الممتدة في َعمأرة‬
‫الخر"‪ ،‬باتجاه الترويج لالعتقاد بتعدد العمائر ليصدق الناس‪ّ ،‬‬
‫وتعدد‬
‫تعدد الشعوب‪.‬‬‫النتاجات والعمائر ك ّ‬

‫كما ان القوي هو الذي يسيطر على الضعيف وما له من هوية ومعتقدات وافكار تمتد في‬
‫طريق الحداثة لتكون بعد فترة من الزمن جزء يتم الدفاع عنه باعتباره هوية إلى َالعمارة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 181‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫المحلية‪ .‬وكذلك التفكيكية وما بها من اشكال تمتد عبر تكويناتها الثالثية االبعاد‪ ،‬حيث‬
‫حالة التوسع ذا مفهوم زمني‪ ،‬ويبدا االخر باخذه ابعاد اخرى‪.‬‬
‫َ‬
‫فما لدينا من تصورات ثالثية االبعاد في التوسع وإلى طبيعة عمارة االخر‪ ،‬ولدينا‬
‫حديث مفتوح عن الهوية‪ ،‬فالهوية اعتبارها زمني‪ ،‬ويمكن إن يسقط عليها االعتبار الثالثي‬
‫كحالة تطبيق إلى َعمارة االخر‪ ،‬وهذه المحاور هي مثار البحث في هذا المستوى من المرحلة‬
‫الثالثة‪.‬‬

‫فعندما نتعامل مع االشكال‪ ،‬وإن هناك شكلين‪:‬‬


‫َ‬
‫إولهما الشكل الظأهر المباشر الذي نالحظ وجوده في تعريفات تاريخ العمارة‪ ،‬والتاريخ‬
‫يرتبط بالشكل الظاهر‪ ،‬وهذا الشيء يبدا بشيء وينتهي بشيء اخر عبر سلسلة تجسد بها‬
‫جوهر االشكال الذي يرد على َالعمارة‪ ،‬اي هناك رؤية يبدا بها وينتهي برؤية اخرى‪ .‬فالجوهر‬
‫هو الالموضوع‪ ،‬لغرض الوصول إلى إمكانية تفسير الشكل كونه مشتق من مبدا رئيسي‪.‬‬
‫وثانيهما هو الشكل المخفي الذي إنتهك محلية وإنسانية َعمارة انإنسان في اماكن متفرقة من‬
‫العالم‪ ،‬وهو االخطر عقائديا على حياة الشعوب‪ .‬وهنا لدينا الهوية‪ ،‬واالشكال على مستويين‬
‫الظاهر الذي تؤخذ من التعريف‪ ،‬كون بدايتها بشيء وينتهي إلى شيء اخر‪ ،‬والمخفي الذي‬
‫يتعلق بالمحلية وانإنسانية وعمله في الغاء الهوية‪.‬‬

‫وجوده في تعريفات هناك رؤية يبدا بها وينتهي برؤية‬ ‫الشكل‬


‫اخرى‬ ‫َ‬
‫تاريخ العمارة‬ ‫الظاهر‬
‫الخصوصية‬ ‫التعأمل (المباشر)‬
‫وجوده في محلية االخطر عقائديا على حياة الشعوب‬ ‫الشكل‬ ‫مع‬
‫َ‬
‫وإنسانية عمارة انإنسان الهوية‬ ‫الشكأل المخفي‬
‫(الالمباشر) في اماكن متفرقة من‬
‫العالم‬

‫وهذا الموضع هو مفتاح في االهتمام بالهوية وسبقتها الخصوصية بدراسة االشكال الثالثية‬
‫الجسمية‪ ،‬وهناك الصورة النوعية‬ ‫ّ‬ ‫الصور‬ ‫التكوين‪ ،‬من خالل قاعدة معرفية في طبيعة ّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫يل َر ِّّب َك ِّبال ِّح ْك َم ِّة َوال َم ْو ِّع َظ ِّة ال َح َس َن ِّة َو َج ِّادلهم‬
‫ِّ‬ ‫وانواعها الخمسة‪ ،‬وقوله تعالى‪ْ ﴿:‬ادع ِّإل ٰى َس ِّب‬
‫َّ‬
‫ِّبال ِّتي ِّه َي َا ْح َسن ۚ ِّإ َّن َر َّب َك ه َو َا ْع َلم ِّب َمن َض َّل َعن َس ِّبي ِّل ِّه ۖ َوه َو َا ْع َلم‬
‫ْ‬
‫ِّبالم ْه َت ِّد َين﴾(النحل‪.)125:‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)181‬‬

‫وهي تتحرك من صورة برهانية ثم تخاطبية ثم جدلية‪ .‬وعلى ماذا نعتمد حتى نجادل او‬
‫نخاطب او نبرهن‪ ،‬ويكون االعتماد على مواد للقياس‪ ،‬ومنها نصل إلى تاشير في ماهية هوية‬
‫َالعمارة (العراقية)‪ ،‬المرتبطة بصورة اساس‪ ،‬وما تتارجح به من صور تحكي مراحل متعددة‬
‫يك تنف بعضها الغموض وعدم الوضوح في الوصول إلى َعمارة محلية‪.‬‬

‫اي ان تكون َالعمارة المحلية ذات صورة ومادة قياس محددة إال إنها ال تلغي بقية الصور‬
‫لكونها مراحل متعددة في تكوين صورة َالعمارة المحلية وتمايزها تبعا للعاملين عليها‬
‫وخلفياتهم ورغباتهم في َعمارة بشكل دون اخر‪.‬‬

‫الصور المتعددة هي تعطي المفتاح االساس في التعريف من خالل‪:‬‬ ‫كذلك التفاعل بين ّ‬
‫‪ -‬اي من الصور اقرب إلى َالعمارة المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬هل الصورة التي فيها تمثل قمة إستقراراها‪ ،‬ام تحتاج إلى تحديث وتطوير للوصول إلى‬
‫صور بمقاربات اخر؟‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬هل المعمار هو االساس فيها اي الحرفي‪ ،‬التي يقترب فيها من ّ‬
‫الصور النوعية ام‬
‫يتخصص بصورة واحدة؟‬
‫الصور ّالنوعية وتبقى حاالت‬‫‪ -‬ام المهندس المعمار الذي يتعامل مع كامل الطيف من ّ‬
‫التقييم فيها تبعا إلى التمييز بين مواد القياس فيها‪.‬‬
‫الصور‪ ،‬كان تكون برهانية ثم‬ ‫الصور المتراكبة من عدد من ّ‬ ‫‪ -‬وهل َالعمارة المحلية تجمع ّ‬
‫آ‬
‫تخاطبية ثم جدلية‪ ،‬كما في سورة النحل‪ :‬االية‪ ،125 :‬ام تتخصص في صورة وهي‬
‫االساس في التعامل مع َالعمارة؟‬
‫‪ -‬وهل ّإن القراءة في الصورة تتحمل الوجوه الثالثة اك ثر او اقل‪.‬‬
‫‪ -‬وإذا كان الحرفي او المعمار المسؤول عن الصورة ولكن بدرجات مختلفة فهل يتحقق‬
‫من النتاج التعدد في التفسير ام إعتماد احادي التاويل إلى المصمم المعماري في بيان‬
‫التوضيح االمثل في شرح َالعمارة بمحليتها والحدود التي تتحرك إلى عالميتها‪.‬‬

‫۝۝۝ ۝۝۝‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 185‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫اما البحث في االرتقاء وتحوالته‪ ،‬حيث‪ :‬يكون االرتقاء من المحلي إلى العالمي‪ّ ،‬إن كانت‬
‫الرؤية التداولية ضمن الرصيد العالمي‪ ،‬والحفاظ عليه ونقله مسؤولية الجميع‪ ،‬وهل نتحقق‬
‫من ذلك االقرب إلى بيان خصوصيتها من خالل مفردات مكوناتها التشكيلية ام اراء وافكار ال‬
‫تخضع إلى تفكير اي من الحرفي او المهندس المعمار‪ ،‬وإنما هي تركيبية توافقية بين نتاجات‬
‫متعددة ّ‬
‫لصور مختلفة‪.‬‬

‫وبالتتابع وحسب ما طرحته البرمجة العصبية [‪ ]32‬من كون التراكب هو االساس الذي يحصل‬
‫فيها التشابك بين الصور المتعددة لبيان موقفنا من المحلية تبعا للصورة الناتجة‪.‬‬
‫والبرمجة العصبية هي وسيلة عالج نفسي سلوكي ذاتي‪ ،‬تحاول ان تحدد خطة واضحة‬
‫للنجاح ثم استخدام اساليب نفسية لتعزيز السلوك االفضل ومحاولة تفكيك المعتقدات‬
‫القديمة التي تشخص على انها معيقة لتطور الفرد‪.‬‬
‫بنيت النظرية على تسائل‪ :‬ان هناك برامج عقلية تتحكم في سير العقل كما ان هناك برامج‬
‫حاسوبية تتحكم في سير الحاسوب‪ .‬فقد ارتبط السؤال‪ :‬بماذا تشعر؟ وبماذا تفكر؟ ماذا ترى‬
‫وماذا تسمع؟ اي يبحث عن احداث ما وراء السلوك [‪.]33‬‬

‫الصور الخمسة‪،‬‬‫كذلك يكون المعمار جادا ومجدا في توالى مستويات الصورة وصحة كافة ّ‬
‫للصور هي مراحل تطويرية للوصول إلى الصورة النهائية والمتبقي‬ ‫وتعد المستويات الخمس ّ‬
‫من الصور إنما هي حاالت ساندة ومساعدة في التركيب العام للصور ومقارباتها [‪.]34‬‬

‫[‪ ]85‬أول من طرح أسلوب البرمجة اللغوية العصبية كان ريتشارد باندلر وجون غريندر(‪ )1788‬كمجموعة‬
‫نماذج ومبادئ لوصف العالقة بين العقل واللغة‪ ،‬سـواء كانت لغة حرفية أو غير حرفية (جسدية) وكيف يجب‬
‫تنظيم العالقة بينهما (برمجة) للتأثير على عقل الشخص وجسده وتفكيره‪ .‬هذا التأثير قد يكون بعلم ووعي‬
‫َ‬
‫الشخص املعالج أو الوعيه‪.‬‬
‫[‪ ]88‬مزيد من التفاصيل‪ .‬ينظر‪ :‬محاضرات نظرية التصميم املعماري‪ ،5118 ،‬املحاضرة (‪ ..)12-7‬املحو الثاني‬
‫– النشاط العملي‪.‬ص ‪.157‬‬
‫[‪ ]84‬ملزيد من تفاصيل الصورة النوعية وإمكانات ظهورها في العمارة‪.‬‬
‫ينظر كتابنا‪ ":‬عمارة واحدة أم عمائر متعددة‪ ،5112 ،‬الجزء الثالث‪ ،‬الفصل السادس‪ / .‬الصناعات الخمسة‬
‫في ّ‬
‫الصور واملادة‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)188‬‬

‫وهنا‪ :‬هل المتحقق فعال بتأثير العقيدة التي تتحكم في طبيعة المعمأر وتفكيره في‬
‫نتأجه‪ ،‬ام ا ّن المعتقد قد ارتبط بألصورة النهأئية التي تحكم المحلية‪،‬‬
‫وهل ا ّن ّ‬
‫الصور البأقية هي مكمالت او مراحل تطويرية للنتأج؟‬
‫وعلى وجه العموم فا ّن صورة َالعمارة المحلية هي صورة توافقية بين عدد من المعماريين‬
‫وميولهم ورغباتهم ومنها نحقق صيغة اولية إلى بيان َعمارة محلية قادرة على التعايش من‬
‫جديد مع المكونات االخرى ومستويات نتاجات َالعمائر االخرى التي قد تكون في الفكرة‬
‫المعمارية اك ثر من حاجتنا إلى هويات متعددة َ‬
‫للعمارة‪.‬‬

‫الصور الخمسة‪.‬‬ ‫إن حالة القياس في طبيعة ّ‬


‫الصور هو الذي يعطي َعمارة دون اخرى عبر ّ‬
‫وتكون خالصة القول في‪ :‬ارتباط َالعمارة بصورة دون اخرى‪ ،‬فهذه هوية َالعمارة التفكيكية‬
‫النها اعتمدت على المشهورات‪.‬‬

‫وهكذا لبقية مستويات الصور ضمن َالعمارة الواحدة وكما ساعدنا الموقف في تعريف‬
‫مستويات إلى َالعمارة المحلية‪ .‬والهيئة الناتجة من مادة القياس‪ ،‬فيها تاثير الزمن‪ ،‬فمن‬
‫يعتمد على مدينة بغداد المدورة‪ ،‬يختلف على الذي يعتمد على الحوش البغدادي‪ ،‬ويعتمد‬
‫ويختلف عن الذي ياخذ الذرات ومكوناتها وكيفية التعامل بها‪ ،‬وكل واحدة منها لها مادة‬
‫قياس مختلفة‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وكذلك يختلف ويعتمد على من ياخذ وصف السيف في قصيدة " َسلي ّالرماح العوالي‬
‫عن معالينا " للشاعر صفي الدين الحلي" [‪.]35‬‬

‫خاب ّالرجا فينا‬


‫البيض هل َ‬ ‫واستشهدي َ‬ ‫ماح ال َعوايل عن معالينا‪،‬‬ ‫َسيل ّالر َ‬
‫رض قَ ِرب ُع َبي ِد ه ِ‬
‫اَّلل أأيدينا‬ ‫يف أأ ِ‬ ‫وسائيل ال ُع ْر َب وا ألتراكَ ما فَ َعلَ ْت‬

‫ّ‬ ‫[‪َ ]82‬‬


‫الح ِلي‪675 - 750 .‬هـ ‪ 1847 - 1588 /‬م‪ ،‬عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم‪،‬‬ ‫الدين ِ‬
‫ِ‬ ‫ص ِف ّ ِي‬
‫السنبس ي الطائي‪ .‬من شعراء العصر االندلس ي‪ .‬شاعر عصره‪ ،‬ولد ونشأ في الحلة‪ ،‬بين الكوفة وبغداد‪ ،‬واشتغل‬
‫بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق‪.‬انقطع مدة إلى أصحاب‬
‫َ‬
‫ماردين ف َت هقرب من ملوك الدولة األرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم‪ .‬ورحل إلى القاهرة‪ ،‬فمدح السلطان‬
‫امللك الناصر وتوفي ببغداد‪.‬‬
‫ينظر‪ /http://www.adab.com :‬املوسوعة العاملية للشعر العربي‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 184‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫اّنّ لَقَ ْو ٌم أأب َ ْت أأخالقُنا ََشفا‬


‫أأن نبتَدي اب ألذى من َ‬
‫ليس يوذينا‬
‫رض َمراب ُعنا‪ُُ ،‬ح ٌر َمو ِاضينا‬
‫ِيض َصنائِ ُعنا‪ ،‬سو ٌد وقائِ ُعنا‪،‬‬
‫ِخ ٌ‬ ‫ب ٌ‬
‫ولو رأأينا املَنااي يف أأمانينا‬
‫دون نَيلِ ُمىن ‪،‬‬‫جز منّا َ‬ ‫ال يَظه َُر ال َع ُ‬
‫حيث يفاخر الشاعر امام حبيبته بامجاد قومه وبطوالتهم‪ ،‬والسؤال عن اخبار قومه في‬
‫سؤال الرماح العوالي‪ ،‬فهي سوف تخبرها عن قدرته وقوته وقدرة قبيلته في ساحات القتال‪.‬‬
‫آ‬
‫ويشير إلى خصال قومه فهم ال يستعملون جبروتهم في االعتداء على االخرين‪ ،‬وإنما يتحلون‬
‫باالخالق التي تخولهم استعمال القوة للدفاع عن قومهم‪ .‬واالجمل في القصيدة واشهرها هو‬
‫ً‬
‫مضربا للمثل في الفخر والعزة حيث يصف فيه الشاعر‬ ‫ما اثار اهتمامنا في البيت الذي غدا‬
‫قومه بانهم اصحاب االيادي البيضاء في الصنائع والسوداء في الوقائع‪ ،‬وان مرابعهم الخضراء‬
‫الخصبة تحميها سيوف ماضية حمراء ارتوت من دماء الخصوم‪ .‬فاستخدام بيض الصنائع‬
‫وسود الوقائع‪ ،‬وحمر المواضي في تشكيل صورة او هيئة نتاجه‪.‬‬

‫واخر ياخذ الزخرفة االسالمية كما في مبنى جامع‪ ،‬فالزخرفة وهي الزينة‪ ،‬واصل الزخرف‬
‫الذهب ثم استعمل في كل ما يتزين به‪ .‬ومنه قوله تعالى‪َ ﴿:‬و ِّلبيو ِّت ِّه ْم َا ْب َو ًابا َوسر ًرا َع َل ْي َها‬
‫ين ﴾(سورة‬ ‫ون َوز ْخر ًفا َو ِّإن ك ُّل َذ ِّل َك َل َّما َم َتاع ْال َح َي ِّاة ُّالد ْن َيا َو ْ آاال ِّخ َرة ِّع َند َر ّب َك ِّل ْلم َّت ِّق َ‬
‫َي َّت ِّكؤ َ‬
‫ِّ‬
‫الزخرف‪.)34,35:‬‬
‫وهنا تختلف المواد المستعملة في تشكيل الهيائت في كل نموذج طرح او سيطرح الحقا‪.‬‬
‫وهنا لدي هوية وصورة نوعية مختلفة ومواد قياس‪ ،‬التي تعطي هيائت مختلفة‪ ،‬ويتطلب من‬
‫يبحث فيها التعرض إلى آاالراء المختلفة واالفكار‪ ،‬كما يظهر لدينا من معلومات في الصور‬
‫الجسمية للخصوصية كذلك تظهر معلومات من الصور النوعية للهوية‪.‬‬

‫وعندما نتكلم مرة عن االشكال الممتدة عند حديثنا عن الهوية‪ ،‬ومرة إحتمال التوسع في‬
‫طبيعة الصورة‪ ...‬وكيف تحدث حالة التوسع‪ ،‬حيث نقول بان المعنى قد يصاب بالتصدير‬
‫من جهة إعتباره بضاعة فكرية‪ ،‬اي هم يصدرون بضاعة فكرية بهيئة نتاجات‪ ،‬فهو يعطي‬
‫الشكل فاهتم به‪ ،‬والمعنى هو ما يقصده وال دخل لنا فيه‪ ،‬من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬نتاجات شكلية‪ ،‬يصعب وجودها في بيئة غير بيئتها‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)182‬‬

‫‪ -‬نتاجات غير قادرة على تلبية متطلبات لفعالية معينة‪ ،‬فهي حاجة اساسية ومهمة‪،‬‬
‫وتظهر في بيئة عكس بيئتها‪ ،‬والتي تعد حالة من الترف في احتضان مشاريع رواد‬
‫َالعمارة‪ .‬وهذه قضية إعالمية وذا فائدة سياحية‪ .‬كما تغير من خصوصية مجتمعاتنا‬
‫وتصبح في مرحلة الالخصوصية والالهوية والالتاريخ وهذه حالة الضد في انإلغاء‬
‫المتعمد فيها والتي تمارس ضد الشعوب‪.‬‬
‫تصدر إلى االخر‪ ،‬قد فتحت الباب بالتاثيرات السلوكية الصريحة‬ ‫وتكون النتاجات التي ّ‬
‫والواضحة‪.‬‬
‫فعندما نتعامل في نتاجات المعمارية‪ ،‬فإن الطلبة في المؤسسات االكاديمية‪ ،‬يتاثرون‬
‫بالتفكيكية ويكون لهم الفاظ تتعدى حدود المقبول من جراء طبيعة االشكال المستخدمة‬
‫والتي هي صور‪ .‬وبتكرارها فإنها تعكس فكر معين يظهر من خالل اال لفاظ والمفردات‬
‫المستخدمة في النتاجات وتوليد حاالت االنحراف عند تقاطع الطلبة مع بعضهم او ذويهم‪.‬‬

‫وخطورة هذه البضاعة الفكرية ظاهرة في تصرفات هوجاء والسوء في المعاملة وافكاره‬
‫التي يطرحها البعض ويتعامل بها مع االخرين‪ ،‬واصبح هذا الفكر هو االساس الذي يحكم‬
‫تصرفاته ومعامالته‪ .‬وعند العودة إلى الخط االخر في استعمال مادة من اليقينيات فان‬
‫الطالب يكون اك ثر استقرارا واحتراما لنتاجه وتقبل نتاج االخرين‪.‬‬
‫وكذلك سلوك افي العمارة لقبول وبيان الراي باالخر هي ضمن السياقات الصحيحة‪،‬‬
‫وهنا تنتج صورة مقبولة‪ .‬وعندما نكون في َالعمارة فنحن نشرع ونقرر والمجتمع يتقبل منا‬
‫بصيغة الفتوى‪.‬‬

‫وتظهر في بعض االحيان نتاجات في العكس من بيئتها وتعبر عن حاجة‪ ،‬وعكس البيئة‬
‫ممكن ان تظهر صور عديدة يصعب التعامل بها‪ .‬وهنا ال نستبعد المقاربة بين ما يحدث في‬
‫البلد ونفوس االطفال التي تعلمت على حياة بوضعية معينة‪ ،‬قد تكون في االغلب تصرفات‬
‫غير سوية‪ ،‬وهذه السلوكيات تكون ممن هو المسيطر وبيده زمام االمور‪ .‬فالبضاعة التي‬
‫ت ّ‬
‫صدر إلينا وقادرة على ان تضرب خصوصية انإنسان والمجتمع وبالتالي نتاجنا المعماري‬
‫وتفكيرنا‪ ،‬حيث يقوم البعض بترجمة افكارهم بشكل صحيح‪ ،‬وهم عالي القدرة في الترجمة‪.‬‬

‫إ ّن التعرف على قراءات جديدة تصنف االفراد والمجتمع‪ ،‬وتعطي نتاجات طيبة‬
‫ومقبولة‪ ،‬فالشيء الجديد هو النظرية‪ ،‬والشخص الذي لديه افكار ويريد ان يصل إلى شيء‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 188‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫معين‪ .‬فالفاعل االساس الذي يعمل على الموضوع‪ ،‬وهم ليسوا بناقدين‪ ،‬وإنما يتعلقون‬
‫بمشكلة خاصة بالباحث‪.‬‬

‫الج زء الثالث ‪ /‬المستوى العاش ر‬


‫۝۝۝❿۝۝۝‬

‫ومما تقدم‪ ،‬فان العتبة االخيرة‪ ،‬في طرح االفكار الجديدة يعني طرح معتقد‬ ‫❿‬
‫جديد‪ ،‬ودخوله على الناس سلوكا‪ .‬ويطرح البعض‪ :‬ان التكنولوجيا اليوم هي‬
‫المعتقد بكونها الخبطة التي توصلنا إلى بر االمان في كل شيء‪ ،‬وهنا تكون‬
‫محطتنا االخيرة من المرحلة الثالثة في مبحثنا الثالث في " العتقأد في‬
‫عمأرتنأ َوعمأرة الخر"‪.‬‬
‫فاالستمرارية في َالعمارة من خالل البحث عن الحاجة عبر مباحث المرحلة الثانية‪،‬‬
‫واالستفسار في‪:‬‬
‫للعمأرة تبرير او ل يوجد تبرير؟‬‫هل ان َ‬
‫وهنا يظهر المعتقد في عمارتنا َوعمارة االخر‪ .‬حيث ان ما نفهمه من َالعمارة هو نسبة االعتقاد‬
‫بما يجول في خاطر االخرين‪ ،‬وتفسيرها يكون من خالل امرين‪:‬‬
‫االمر االول‪ّ ،‬إن جميع البشر متفقون على مبادئ معينة‪ ،‬هي االصول العامة في َالعمارة‪،‬‬
‫لحسي والمعنوي وحالة‬ ‫وهذا ما تم طرحة في المرحلة االولى عبر حالتي االبتناء ا ّ‬
‫تشكيل معنى المعنى‪.‬‬
‫االمر الثاني‪ ،‬اختالف القناعة لدى المعماريين في طريقة إظهار المعاني المميزة وباشكال‬
‫مشتقة بمعنى‪:‬‬
‫َ‬
‫معاني مشتقة من عمارة ما قبلها‪.‬‬
‫او مشتقة من َعمارة لم تلبي رغبة المجتمع‪.‬‬
‫او مشتقة من َعمارة لها معاني مستحدثة جديدة وطارئة‪ ،‬وقد ال تثير انإنسان‪،‬‬
‫والعمارة فيها هي وليدة من خوف انإنسان من شيء معين‬ ‫وفي المعتقد هناك التاثير الديني‪َ ،‬‬
‫والمحدد في االنهيار وللمعاني الثالثة‪ ،‬فمن يعتقد بالتكنولوجية يكون خوفه من عدم‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)188‬‬

‫استفادة االخرين منه او يسبقونه‪ ،‬وانإنسان يحافظ على معتقده الديني خوفا من سقوطه‬
‫وانهياره‪ ،‬وانإنسان هنا إنما يتمسك بشيء حتى يدرئ عن نفسه الخطر‪،‬‬

‫۝۝۝ ۝۝۝‬
‫وياتي من فعل االنسان وتعامله مع ما ينتج سؤاال‪:‬‬
‫العمأرة هي وليدة خوف النسأن من شيء محدد؟‬ ‫هل َ‬
‫العمأرة من اجل ان يتقي خطر الحيوانأت؟‬ ‫وهل كأن تعأمل النسأن الول هو لبنأء َ‬
‫فصنع الباب‪ ،‬ومن الهواء الحار والبارد عمل النوافذ‪،‬‬
‫فانإنسان يخاف من شيء ويعطي فيه إجراء معين‪ ،‬وهذه تدخل في منطقة انإنسان‪،‬‬
‫والخوف هنا يكون دليل على وجود َالعمارة‪.‬‬
‫وعندما تظهر حركة معمارية‪ ،‬فإن ما تهدف إليه من تلبية متطلبات معينة إزاء تطورات‬
‫تكنولوجيه او إجتماعية‪ ،‬وتكون مدعاة إلى ظهور رواد حركة َالعمارة القديمة التي تتصدى في‬
‫وجه التكنولوجية (كشيء جديد) او إن الجديد مستل من القديم‪.‬‬
‫وخالصة مأ تم طرحه في المرحلة الثألثة التي يمكن تأشير تأثيرتهأ‪:‬‬
‫فاننا نتحرك باتجاه َعمارة ملتزمة لرسالة مفتوحة تستوعب المجتمعات المتوالية في التاثير‬
‫وانإفهام مع إنفتاح الزمن عبر االجيال المتعاقبة على هذا الكون الفسيح‪ .‬فتظهر فكرة الزمن‪.‬‬
‫ومن مقتضيات وخصائص القراءة في َالعمارة هي في االعتقاد بنتاج معين‪ ،‬مع‬
‫االستمرار برسالة َالعمارة المخفية عن الظهور‪ ،‬التي يتحرك بموجبها المصمم او المعمار في‬
‫إثبات خصوصية العمل المعماري‪ .‬التي تنجز بمرحلتين‪:‬‬
‫العمأرة إلى زمان مفتوح يعيش فيه انإنسان‪ ،‬وهذا ما‬ ‫مرحلة إثبات امكأنية استمرار رسألة َ‬
‫تم صوره في المبحث الثامن والتاسع من المرحلة الثالثة‪ .‬واالهتمام فيهما في قضية‬
‫تواجه الكاتب في مستلزمات تاثير الزمان باتجاه التوسع بتوسعه واالمتداد بامتداده‪.‬‬
‫العمأرة‪ ،‬بانإفادة من جوانب المعتقد والجوانب‬ ‫مرحلة إثبات تحقق الفعل في نتأج َ‬
‫التاريخية فيها وهذا ما يتم طرحه في المبحث العاشر من المرحلة الثالثة‪.‬‬
‫وما تقدم‪ ،‬هو ما يمكن القول بانه برنامج تمثل بمراحل ثالثة في " هكذا قرات َالعمارة او قرانا‬
‫َالعمارة "‪ .‬وهذا ما سيتم تناوله بمشيئة هللا تعالى في ك تبنا الثالثة الالحقة‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 187‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫التضاد بين صورتين في عمارة‪:‬‬


‫يتبين ّإن هناك رؤية خضعت لها َالعمارة‬
‫وحتى نتصور حالة التضاد بين صورتين لعمارتين‪ّ ،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -‬رؤية وجود النتاجات المتعددة للمشاريع الضخمة التي تظهر بينها االختالفات هي تقع‬
‫في حالة اتصال مكاني زماني محدب بسبب تلك النتاجات العمالقة او الحركات‬
‫الكبيرة التي استطاعت ان تفسر ديمومة واستمرار تاثيرها‪.‬‬
‫‪ -‬ورؤية اهتمت باالجزاء او العناصر من االبنية التي ي ّعد تاثيرها في الزمان المكان‬
‫آ‬
‫محدودا لضالته‪.‬‬
‫ومن الرؤيتين‪ ،‬ينمو االعتقاد الذي يذهب إليه الكاتب في تاثير القوى على النتاج المعماري‬
‫على انه تبادل لوحدات او مكونات او عناصر بين النتاجات المتدرجة كحالة ظهور لها‪.‬‬
‫والتنافر بين النتاجات عبر صورهما‪ ،‬بين جديد واخر قديم‪ ،‬اي حديث واخر قديم‪ ،‬هو‬
‫نتيجة تتم بسبب تبادل تاثير العناصر الناقلة‪ ،‬وليس بسبب تضادهما‪.‬‬

‫ويمكن ان تعمم هذه الرؤية على بقية تعاريف الحركات او النتاجات الظاهرة منها والتمييز‬
‫بينها‪ .‬وهنا يكون وضوح التغيير في الحركة او النتاج من حالة الخرى واحد من إحتماالت‬
‫متعددة في معادلة القوة والضعف‪:‬‬

‫ف القوة في تبادل العالقات بين العناصر المتعددة االفتراضية‪ ،‬وكونها جسيمات اساسية‬
‫تتكون منها باقي النتاجات المعمارية اال كبر واالعقد‪ ،‬بالتالي هي االشكال االبسط‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)187‬‬

‫للوجود المادي‪ .‬وهي اولية لكونها البنية لكل تكوين‪ ،‬مقابل الجسيمات اال كبر التي‬
‫تتشكل من عناصر ومكونات ناتجة منها‪ .‬كما ان هذه الجسميات تتوسط قوى تاثير‬
‫بناء التكوينات المعمارية‪.‬‬
‫والضعف في تقسيمات فرعية لمكونات العناصر الصغيرة‪ ،‬تتعامل مع االجسام االولية‬
‫االفتراضية‪ ،‬وهي التي تنقل الصفات للنتاج ضمن العالقة الواحدة‪ .‬فيؤثر في كال‬
‫الطرفين في ترجيح العالقة كاساس وانإضافة في العنصر او مجموعة العناصر مقابل‬
‫االساس في تغير وضع العنصر ضمن مجموعة العناصر لعالقة واحدة‪ .‬وهكذا يكون‬
‫موضوعا يمكن االهتمام به‪.‬‬

‫ومن الحالة المتذبذبة في المعادلة بين القوة والضعف‪ ،‬اصبحت فكرة توحيد الحالتين‬
‫مرادفا للبحث عن العناصر االساسية المكونة لكل َعمارة‪.‬‬
‫إن فكرة توحيد الحالتين‪ ،‬قد ارتبطت‪ ،‬في رؤية الكاتب نحو تعيين جزء بهيئة عنصر او‬
‫تكوين اكبر‪ ،‬مع التحفظ في كون التوحيد يكون تحت ظروف ثابتة في تاثير العناصر‪ ،‬التي‬
‫قد تكون موجودة في حسابات اغفلها الباحثون عندما ظهرت تسمية العمائر السابقة دون‬
‫الرجوع إلى التفاصيل كمسميات متعددة‪.‬‬
‫وهذا التصور هو إثبات إلى ان التوحيد يمكن ان يكون عن طريق مزج اي عنصرين‬
‫ليعطيا قوة إلى النتاج القادم من جهة‪ ،‬ويكون حامال لصفات متقاربة في كال النتاجين‬
‫الظاهرين ضمن تعاقب زمني محدد من جهة اخرى‪.‬‬
‫دللة َ‬
‫العمأرة‪:‬‬
‫وبعدما انجزنا ما تقدم‪ ،‬نبحث في حقل اخر يتعلق بسؤال في‪:‬‬
‫كون دللة َ‬
‫العمأرة المعينة تأبعة لالرادة ام ل؟‬
‫اول‪ ،‬فالداللة‪ :‬هي انتقال الذهن من الشكل إلى المعنى بسبب العلم بالوضع‪ ،‬ولذلك كانت‬
‫آ‬
‫الداللة هي التصورية فقط‪ ،‬إال إذا اريد للداللة إصطالحا اخر‪.‬‬

‫وعندما تقتصر حركة الكاتب في التعامل مع المناسبة بين الشكل والمعنى‪ ،‬في عدم تبعية‬
‫الداللة لإلرادة من خالل كون االشكال موضوعة بإزاء معناها‪ .‬اك ثر من كونها مطلوبة‬
‫الشكالها‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 141‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫ثأنيأ‪ ،‬وناخذ فيه مثاال‪ ،‬عند التعامل مع طالب عمارة‪ ،‬في قراءة النتاج المعماري‪ ،‬فإننا نطرح‬
‫فهما معينا إلى التصور والتصديق‪ ،‬وتكون الداللة فيه قد ارتبطت بهما باتجاهات متسلسلة‪:‬‬

‫االتجاه االول‪ ،‬الدللة التصورية‪ ،‬تتحقق هذه الداللة‪ ،‬عندما يسمع المستقبل المعمار او‬
‫طالب َالعمارة مع المتكلم او استاذه لفكرة او حاجة لمشروع‪ ،‬فإن اول ما يخطر في‬
‫ذهنه معنى معين‪ ،‬وقد يكون الكالم من غير شعور او اختيار المتكلم فإنه ي َّعبر عنها‬
‫بالداللة انإخطارية التصورية‪.‬‬
‫االتجاه الثاني‪ ،‬الدللة التصديقية‪ ،‬ويتم تفهمها في حالتين‪ :‬يثبت إلى المستقبل الطالب‬
‫بان االستاذ يريد تفهيمه ما يريد؛ او انه ال يريد؛ وحالة انه يشك بذلك‪ ،‬وهذه هي‬
‫الداللة التصديقية‪ .‬ا ّي ان الطالب يعلم ّإن االستاذ يريد ان يفهمه‪ ،‬وحالة اخرى يعلم‬
‫ان االستاذ ال يريد إفهامه‪.‬‬

‫ثألثأ‪ ،‬إن حالة الشك في تفهيم المعنى‪ ،‬جعل المعنيون (المصممون للنتاجات المعمارية‬
‫اتجاه زبائنهم)‪ ،‬يبحثون عن االصل مرجعا لهم‪ .‬واالصل في االستاذ المتكلم ان يكون‬
‫قاصدا المعنى‪ ،‬وهذه هي الداللة التصديقية االولى‪ ،‬وتنتج منها اصالة المرجع لفكرة النتاج‬
‫او التكوين‪.‬‬

‫بينما تكون الداللة تصديقية ثانية‪ ،‬في ان الشخص يعلم ان هذا المتكلم يقصد لكنه يشك‬
‫انه يقصده جديا او ال‪.‬‬
‫هل هو ثأبت واقعأ او ل؟‬
‫هناك ثالث حاالت‪ :‬إما ان اعلم قصده الجدي‪ ،‬او اعلم بعدم قصده الجدي او اشك‪ .‬فإذا‬
‫علمت بقصده الجدي تم المراد وحينئذ تتم الداللة التصديقية الثانية‪ ،‬وإذا علمت انه ال‬
‫يريده جديا ال تتم الداللة التصديقية الثانية‪ ،‬وإذا شككت كان عند العقالء بيان فيما يسمونه‬
‫اصالة التطابق‪ .‬فهنا مورد هذه االصالة‪ ،‬االصل تطابق الداللة التصديقية الثانية او المراد‬
‫الجدي مع المراد االستعمالي التفهيمي [‪.]36‬‬

‫[‪ ]88‬الشيخ حسن الرميتي‪ ،‬بحث األصول\ مقدمات \ املقدمة الرابعة \ توجيه كالم العلمين‬
‫‪http://eshia.ir/feqh/archive/text/romaity/osool/33/340118‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)141‬‬

‫فضل هللا االنسان على سائر المخلوقات بنعمة البيان [‪ ،]37‬بقصد تنظيم حياته‬ ‫وعندما ّ‬
‫المادية والمعنوية‪ ،‬واالنسان فيهما يستدعي ضرورة الحاجة إلى قدرة البيان نإبراز المقاصد‬
‫خارجا حتى ال تختل نظم الحياة‪ ،‬وفيه يستفيد الك تاب من فكرة يشير إليها السيد "‬
‫الخوئي"‪ ،‬في " محاضرات في اصول الفقه"‪ ،‬الجزء االول‪ /‬االمر السابع‪ ،‬إلى معرفة ذلك‪.‬‬
‫والتي يمكن ان تكون الداللة على ثالثة اقسام [‪ ،]38‬باالعتماد على شكل النتاج والمعنى منه‪،‬‬
‫والوضع بينهما ورواد حرك ته المعمارية‪.‬‬

‫الدللة التصورية‪،‬‬
‫وهي االنتقال إلى المعنى من سماع اللفظ‪ ،‬وهي ال تتوقف على شيء وال تكون معلولة المر ما‬
‫عدا العلم بالوضع‪.‬‬
‫وتعني في َالعمارة االنتقال إلى المعنى من مشاهدة الشكل‪ ،‬بشرط العلم بالعالقة بين‬
‫الشيئين او النتاجين‪ .‬ويتحقق االتباع عند وضع شكل خاص لمعنى مخصوص‪ ،‬ينتقل إليه‬
‫من المتكلم المعمار‪ .‬وحالة الوضع هنا حالة التوسط بين التكوين الذي يدركه االنسان‬
‫والتشكيل الذي يستلهمه‪.‬‬

‫الداللة‬ ‫املعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬ ‫انتقال‬ ‫مشاهدة الشكل‬ ‫العالقة بين‬


‫التصورية‬ ‫االشياء‬
‫مخصوص‪/‬تشكي‬ ‫خاص‪/‬تكوين‬
‫ل‬
‫وضع معنى الشكل‪:‬‬
‫ويتعذر على االنسان تمام الفعل في وضع المعنى للشكل‪ ،‬دون التكوين والتشكيل‪ ،‬وذلك‬
‫لعدم إمكان احاطته بتمام اشكال لغة َالعمارة‪.‬‬

‫ان * َع هل َم ُه ا ْل َب َي َ‬
‫ان " (الرحمن‪،)4-8:‬‬ ‫نس َ‬ ‫ََ َ ْ‬
‫اال َ‬ ‫[‪ ]88‬قال تعالى‪ ":‬خلق‬
‫[‪ ]87‬ينظر‪ :‬الخوئي‪ " ،‬محاضرات في أصول الفقه"‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬االمر السابع (اقسام الداللة)‪ ،‬ص‪-112‬‬
‫‪.118‬نسخة الكترونية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 145‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وهذا يعني عدم وضع االشكال في َالعمارة لمعانيها مرة واحدة وفي زمان واحد‪ ،‬وذلك لكون‬
‫معرفة االنسان لحاجاته ورغبته في اشباعها‪ ،‬قد تتباين فيها دائرة العالقة بين الشيئين‬
‫وضع معين كبيرة ام صغيرة‪ .‬ومن الواضح إنما وجدت ال ّن الغرض منه هو ان يتفاهم بها‬
‫وقت الحاجة وتبرز بها المعاني التي تختلج في النفوس حتى ال يختل نظام حياة النتاج‬
‫المادية والمعنوية‪.‬‬

‫الوضع‪:‬‬
‫اما البحث في زيادة الوضع‪ ،‬فان مثاله في السعة والضيق‪ ،‬هو االختالف بمرور العصور‪،‬‬
‫وتعدد النتاجات في الشكل وحاجتها إلى المعنى‪ .‬ففي العصر االول‪ ،‬عند عصر نبي هللا ادام‬
‫عليه وعلى نبينا السالم‪ ،‬لم تكن إلى المزيد من االلفاظ او المزيد من االشكال‪ ،‬وإنما وضع‬
‫آ‬
‫اشكال قليلة بإزاء معان لها‪ ،‬لقلة حاجات االنسان انذاك‪ ،‬اال ان زيادة الحاجات بمرور‬
‫الزمن تطلب زيادة االشكال والمعاني ازاءها‪ ،‬وكذلك نراه في الوقت ما جاءت به الحداثة وما‬
‫بعدها من تطورات تعددت بها الحاجات وتعددت المعاني الشكالها‪ .‬وهكذا‬

‫رواد العمأرة‪:‬‬
‫يتمكن رواد كل حركة على وضع اشكالها إزاء معانيها‪ ،‬وفي اي عصر وزمان‪ ،‬لكون سعة‬
‫الوضع وضيقه تابعان لمقدار حاجات الناس إلى التعبير عن مقاصدهم سعة وضيقا‪ .‬كما إن‬
‫الذين يقومون بوضع المعاني الشكالها في كل عصر هي محدودة فال يعجز عنه فردا ام‬
‫جماعة‪.‬‬

‫وان رواد عمارة معينة ليسوا بحاجة إلى وضع تعهدا والتزاما اشكال للمعاني التي‬
‫يتعامل بها المصممون لكل زمان ومكان‪ ،‬بل يكون الوضع تدريجي في كل عصر تبعا إلى‬
‫تدرج الحاجة في الشكل للتعبير عنها‪.‬‬

‫وبتبرير الحاجة‪ ،‬فال ضرورة ان صح ذلك إلى وضع جميع االشكال لجميع المعاني‪ ،‬من‬
‫جهة‪ ،‬وعندما يكون الواضع لذلك فردا لتناقل اسمه عبر التاريخ‪ ،‬إال إنه ال ينحصر بالفرد‬
‫الواحد وإنما بالجماعة من جهة اخرى‪ ،‬بل كل معمار مستعمل من اهل عمارة معينة هو‬
‫واضع بشكل تدريجي وال مجال للنقل في التاريخ المعماري‪ ،‬وهذا ما يفسر قراءتنا إلى‬
‫خصوصية كل عمارة تضمنتها طيات االرض الفسيحة‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)148‬‬
‫الدللة التفهيمية او الدللة التصديقية ا ً‬
‫يضأ‪،‬‬
‫الجل تصديق المخاطب المتكلم با ّنه اراد تفهيم المعنى للغير‪.‬‬
‫فالداللة التفهيمية في َالعمارة قد ارتبطت بظهور الشكل في كون المصمم قاصدا لتفهيم‬
‫معناه‪ ،‬وبعدم وجود قرينة متصلة في صورة النتاج وشكله ‪.‬وهذه الداللة تتوقف اضافة إلى‬
‫العلم بالوضع (لحالتين من الصور او االشكال) على التفهيم‪ ،‬وعكسهما ال ظهور وال داللة‬
‫صال‪ .‬ويكون وجود القرينة المتصلة مانع عن الظهور التصديقي‪.‬‬ ‫على االرادة التفهيمية ا ً‬

‫الداللة‬ ‫املعن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬ ‫املصمم‬ ‫ظه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور الشكل‬ ‫العلم بالوضع‬


‫التفهيمية‬ ‫صورتين‪/‬شكلين‬
‫تفه ــيم‬ ‫عدم وجود قرينة‬

‫الدللة التصديقية‪،‬‬
‫وهي داللة اللفظ على ا ّن االرادة الجدية على طبق االرادة االستعمالية‪ ،‬وهذه الداللة ثابتة‬
‫ائدا على ما ّمر على إحراز عدم وجود قرينة منفصلة على‬ ‫ببناء العقالء ّإال ا ّنها تتوقف ز ً‬
‫وإال فال يكون الظهور ً‬
‫كاشفا عن االرادة الجدية في مقام الثبوت‪ ،‬فان وجود القرينة‬ ‫الخالف‪ّ ،‬‬
‫المنفصلة مانع عن حجيته‪.‬‬

‫استقر على ا ّن االرادة التفهيمية مطابقة لإلرادة الجدية ما لم‬


‫والحاصل‪ :‬ا ّن بناء العقالء قد ّ‬
‫تقم قرينة على عدم التطابق‪.‬‬

‫وخالصة ذلك‪:‬‬
‫اوال‪ ،‬ا ّن الداللة التصورية هي االنتقال إلى المعنى من سماع اللفظ‪ ،‬فهي غير مستندة إلى‬
‫آ‬
‫الوضع‪ ،‬بل هي من جهة االنس الحاصل من ك ثرة االستعمال او من امر اخر‪ .‬حيث ان‬
‫الظاهر من كل شكل فيها هو المعنى الموضوع له الشكل‪،‬‬

‫ثانيا‪ ،‬وا ّما اختصاص الداللة الوضعية بالداللة التصديقية فهو الزم حتمي للقول بكون الوضع‬
‫بمعنى التعهد وااللتزام‪ .‬ويقصد المتكلم من بالشكل إلى تفهيم نفس المعنى الظاهر من‬
‫الداللة التصورية ال غير‪ .‬إال إن نتاج العمارة‪ ،‬وما فيه من اشكال انما تكون في الذهن‬
‫بالمعاني المجازية‪ ،‬وبذا تكون الداللة تفهيمية‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 144‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫وعندما ابحث عن تطبيقاتها في تفسير َالعمارة وقراءتها‪ ،‬تكون من خالل االفكار واالرادة‬
‫والداللة‪:‬‬

‫العلم بالوضع‬ ‫الداللة االخطارية‬ ‫داللة تصورية‬


‫نتاج‬
‫العمارة‬ ‫ارادة املتكلم(املصمم)‬ ‫االرادة االستعمالية‬ ‫داللة تصديقية‬ ‫الداللة‬
‫اولى‬
‫ارادة املتكلم(املصمم)‬ ‫الداللة الجدية‬ ‫داللة تصديقية‬
‫ثانية‬

‫الفكأر‪:‬‬
‫قد ترد الك ثير من االفكار المعمارية التي تطرح من بعض المصممين‪ ،‬وتبدو صحيحة‪،‬‬
‫كحالة من التصور او خطور معانيها في الذهن‪ .‬وعندما نتحرى عن الدالالت فيها‪ .‬فقد ال يكون‬
‫جديا في طرحه او هو كاذب فيها‪ ،‬او يك تنفها الشك‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إذا علمت انه كاذب كما في الفكرة وانها غير واقع‪ ،‬ومجرد خيال‪ ،‬قصد تفهيمي ولكن‬
‫اعلم انه غير واقع واعلم انه لم يريده جدا‪ ،‬فالداللة التصورية تمت والتصديقية االولى تمت‬
‫والتصديقية الثانية لم تتم‪.‬‬
‫وإذا علمت انه واقعي او اريد تفهيمي تتم الداللة التصديقية الثانية‪.‬‬
‫وإذا شككت انه صادق او كذاب حينئذ كان ال بد عند المصممين من اصل يرجعون‬
‫إليه‪ ،‬وهي اصالة التطابق‪ ،‬تطابق المراد الجدي مع المراد االستعمالي‪.‬‬

‫القصد تفهيم املقابل‬


‫الداللة التصورية تمت الداللة‬ ‫طرح كاذب في الفكرة‬
‫ولكن يعلم أنه غير‬
‫التصديقية األولى تمت‬ ‫وأنها غير واقع‬
‫الداللة التصديقية الثانية لم تتم‬
‫واقع وأنه لم يريده‬
‫جدا‬
‫الداللة التصورية تمت‬ ‫القصد تفهيم املقابل‬ ‫طرح صادق في‬
‫الداللة التصديقية األولى تمت‬ ‫ولكن يعلم أنه واقع‬ ‫الفكرة وأنها واقع‬
‫الداللة التصديقية الثانية تمت‬ ‫وأنه يريده جدا‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)142‬‬

‫إذن نستفيد من هذا الكالم ان هناك مرادا استعماليا وتفهيميا وهناك مرادا جديا عند الشك‪،‬‬
‫اصالة التطابق تجري وهذا االمر سيفيدنا في مبحث َالعمارة العامة العالمية والخاصة‬
‫المحلية‪ ،‬او َالعمارة المطلقة َ‬
‫والعمارة َّ‬
‫المقيدة‪.‬‬
‫الدللة والرادة‬
‫ذهب البعض إلى عدم القول في تبعية الداللة لإلرادة حيث يكون ال ريب في كون االشكال‬
‫موضوعة بإزاء معانيها من حيث هي ال من حيث هي مرادة الشكالها‪.‬‬
‫هناك نقطة مهمة‪ :‬ان مسالتنا هي مسالة داللة االشكال على المعنى من حيث اوضاعها‪،‬‬
‫كوضع ماذا يقتضي ان يكون المعنى‪.‬‬

‫اما االرادات وهي‪ :‬انإرادة االستعمالية‪ ،‬والتفهيمية‪ ،‬والجدية‪ ،‬تعد حاالت نفسية‬
‫للمصمم والمتلقي‪ ،‬لذلك سنصل بالنتيجة إلى ان الداللة التصديقية االولى ليست داللة‬
‫والداللة التصديقية الثانية ليست داللة‪ ،‬ما يخطر في البال ما كان داللة من حيث الوضع‬
‫هو هذه الداللة‪.‬‬
‫اي ما يقتضي الوضع‪ ،‬لذلك العلم بالوضع هو السبب‪ ،‬لذلك ال توجد إال داللة واحد‬
‫هي الداللة التصورية‪ ،‬اما التصديقية االولى فهي ناشئة من حالة القصد حالة نفسية من حال‬
‫المصمم وليس من حال نفس الشكل الموضوع له المعنى‪.‬‬

‫نبين في التعامل مع االجزاء من خالل التضاد والتناقض‪ .‬حيث تتعامل المرحلة‬ ‫وبقي ان ّ‬
‫االولى مع التضاد في فعل نتاج َالعمارة ونتاج ضد العمارة‪ .‬بينما تتعامل المرحلة الثانية مع‬
‫التناقض حيث نقيض الكلية الموجبة هي السالبة الجزئية‪.‬‬

‫فالقول في َالعمارة العراقية كلها محلية على نحو الكلية الموجبة‪ ،‬معناه إنه ال توجد عمارة‬
‫اجنبية‪ ،‬وإذا وجدت عمارة واحدة غير محلية اجنبية ّدل على بطالن القضية الكلية‪ ،‬وفي‬
‫التوصيف الستمرارية نتاج َالعمارة في كون الكلية موجبة في اعتماد التعامل مع ظاهرة نمو‬
‫النتاج عبر حدوث تغييرات متعددة في سلوك االنظمة المكونة للنتاج المعماري‪.‬‬

‫وتكون بذلك حالتي التضاد والتناقض في االفعال المتحركة بين نتاجين‪ ،‬وبين التناقض‬
‫آ‬
‫ال ليات استمرارية النتاج المعماري‪ .‬فإذا جعل فعل نتاج َالعمارة مع مسميات إستمرارية‬
‫َالعمارة واستعمل فيه فعل التضاد بين نتاجين‪ .‬ويقرا‪ ،‬مثال‪ ،‬فعل الحداثة المتاخرة يضاد‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 148‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫المسميات المستخدمة في إعادة التوجيه إلى الثقافة والتقاليد الخاصة بالشعوب وبالتحديد‬
‫على ايدي روادها العائدون من بلدان الغرب‪ .‬إال إنه ال يوجد النقيضان في مسميات فهم‬
‫إستمرارية النتاج‬

‫وقد يوجد النقيضان من المسميات التي اعتمدها المعماريون من خالل المعاني‪ .‬اما‬
‫استعمال التضاد في فعل النتاج عند تنافي وجود النتاج في َالعمارة وضدها‪ ،‬والتناقض في‬
‫تنافي معاني دون وجود النتاج في مسميات حركة استمرارية النتاج المعماري‪ ،‬هو ما تحركت‬
‫به المرحلة الثالثة في قراءة عمارتنا وعمارة االخر‪.‬‬

‫وقد يكون للبحث نصيب في طرح المتنافيات‪ ،‬التي تكون بين عمارتين عمارتنا وعمارة‬
‫االخر يجوز عليهما البقاء‪ ،‬في حين يكون الفعل عند التضاد يكون بين ما يبقى وما ال يبقى‬
‫كما في طرحنا َ‬
‫للعمارة التخديرية التبريرية والثورية التي تزيح احدهما االخرى‪.‬‬

‫رسالة العمارة‬ ‫عمارة وضد عمارة‬

‫عمارتنا وعمارة الغير‬


‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)148‬‬

‫عندما نتعامل مع نصوص النتاجات المعمارية‪ ،‬نتجنب فيها حفظ اشكالها‪ ،‬دون فهم‬
‫المعنى الذي تحمله‪ .‬فكان لزاما ان يتزامن حفظ االشكال مع فهم المعاني‪.‬‬
‫وفي العمارة‪ ،‬بصياغتها العامة‪ ،‬يكون‪ :‬االساس في فهم التكوينات والعالقات بينها (الضد‬
‫في المرحلة االولى)‪ ،‬والتمعن في طرح العالقات الحاكمة بين متغيرات العمارة في االشكال‬
‫والمعاني (الرسالة في المرحلة الثانية)‪ ،‬والتعرف على نتاج الغير واالنفتاح عليه (االخر في‬
‫المرحلة الثالثة)‪.‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ ) 147‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة عمارة‬

‫قال أرسطو‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يختلف املتعلمون عن غيراملتعلمين بقدراختالف األحياء عن االموات‬

‫‪Wherever you look‬‬


‫‪You will find us‬‬
‫خارج مكتبك‪ ،‬السيربين االزقة‪ ،‬الصعود الى بيتك ‪ ...‬لك فيها مدى كبيرمن الحلول من‬
‫الباب والشباك الى مدخل انظمة التكوين ووحدات العمارة‪ ،‬وفي اي مكان تحتاجها‪ .‬تعرض‬
‫لك احتماالت ال منتهية في التصميم‬

‫عندما نتعامل مع نصوص النتاجات املعمارية‪ ،‬نتجنب فيها حفظ اشكالها‪ ،‬دون فهم املعنى‬
‫الذي تحمله‪ .‬فكان لزاما ان يتزامن حفظ االشكال مع فهم املعاني‪.‬‬
‫وفي العمارة‪ ،‬بصياغتها العامة‪ ،‬يكون‪ :‬االساس في فهم التكوينات والعالقات بينها (الضد في‬
‫املرحلة االولى)‪ ،‬والتمعن في طرح العالقات الحاكمة بين متغيرات العمارة في االشكال واملعاني‬
‫(الرسالة في املرحلة الثانية)‪ ،‬والتعرف على نتاج الغير واالنفتاح عليه (االخر في املرحلة الثالثة)‪.‬‬

‫۝۝۝۝۝۝‬
‫قال أرسطو‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يختلف املتعلمون عن غيراملتعلمين بقدراختالف األحياء عن االموات‬
‫‪ ¤¤¤¤‬۝ ۝ ۝ ۝ ۝ ۝ ‪¤¤¤¤‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫‪ ....‬التدبر ‪ ....‬بين العمارة والفلسفة‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة‬
‫مقدمة في قراءة العم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )051‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)050‬‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫[‪]1‬‬ ‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة‬
‫سأل سقراط‪ " :‬لماذا اخترت أحكم حكماء اليونان؟"‪،‬‬
‫فقأل‪":‬ربما ألنني الرجل الوحيد الذي يعترف أنه ال يعرف‪".‬‬
‫ونقول هل لنأ فرقأ بين علم العمأرة وفلسفة العمأرة‪،‬‬
‫فألعلم فيهأ هو عبارة عن مفردات او تكوينات سطحية ظاهرة من شكل ومعنى ووظيفة‪.‬‬
‫امأ فلسفتهأ فهي الروح الدارجة في كل ذلك وبعدد ابعادها‬

‫تعد الفلسفة من المفأهيم التي تداولتهأ االنسأنية عبر التأريخ‪ ،‬وكأن لهأ تطورات ومدلوالت‬
‫مختلفة ومتنأقضة احيأنأ‪ ،‬فألفلسفة تعد من‪:‬‬
‫‪ -‬المفأهيم النظرية الحكمية‪ ،‬وترتبط بألمنطق والفكر واللغة‪.‬‬
‫آ‬
‫‪ -‬المفأهيم االجرائية اال لية او االدوات او القواعد او القوانين والتي يمكن من خاللهأ‬
‫تنسيق وتنظيم العلوم والمعأرف االنسأنية بشتى مجأالت المعرفة‪ .‬حيث نتحقق من‬

‫[‪ ]0‬ينظر‪ :‬االستفادة من تقرير أعده طالب الدراسات العليا احمد طالب حميد ‪ /‬مرحلة الكورسات – مادة‬
‫فلسفة عمارة‪ .‬السنة الدراسية ‪.4105-4102‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )054‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫وجود المفأهيم‪ ،‬كونهأ تصورات ذهنية مجردة‪ ،‬تعين اإلنسأن في تنظيم إدراكأته‬
‫ومعأرفه لالشيأء واالفراد‪.‬‬
‫فألمنطق لمأ له من دور في العلوم بأن يضع قواعد‪ ،‬تعين االنسأن في بحثه عن الحقيقة‪ .‬فهو‬
‫آ‬
‫يعني الكالم اليدال على التعقل‪ .‬وقد عرف أرسطو المنطق بأنه الة العلم وصورته وجعل‬
‫ً آ‬
‫مدخال والة لجميع العلوم على اختالف انواعهأ؛ بينمأ عرفه ألفارأبي‪ :‬بأنه صنأعة‬ ‫المنطق‬
‫القوانين التي من شأنهأ ان تقوم العقل وتسدد اإلنسأن نحو الحق والصواب؛ وعرفه توما‬
‫أل كويني بأنه فن يك فل لعمليأت العقل االستداللية قيأدة منظمة خألية من الخطأ‪ .‬وتنأول‬
‫المنطق في ألعصور ألحديثة العمليأت العقلية التي تتجه نحو المعرفة للوصول إلى‬
‫الحقيقة‪ ،‬انه علم قوانين التفكير‪ ،‬وهو مهأرة وفن التمييز بين الخطأ والصواب في االفكأر‬
‫واالحكأم والقضأيأ فالعقل عندما يتكلم يكون ألمنطق‪.‬‬
‫وإن ارتبأط المنطق‪ :‬بألعقل من خالل وضع المبأدئ العأمة والقوانين والمبأدئ العأمة التي‬
‫يعمل العقل بهأ؛ وبألتفكير في بيأن مواطن الزلل فيه وانواع الخطأ ويكشف اسبأبه؛‬
‫وبأللغة من خالل االفأدة من مهأرات التفكير النقدي وبنأء الشخصية [‪.]2‬‬
‫امأ اللغة فهي اداة التعبير عند اإلنسأن ووسيلة التفأهم مع االخرين‪ ،‬فيمكن وصفهأ بألقألب‬
‫الذي يحتوي الفكر‪ ،‬والفكر هو المضمون الذي يحتويه ذلك القألب‪ .‬اي اللغة هو التكوين‬
‫الجأمع للفكر مقأبل الفكر هو المحتوى لذلك التكوين‪ .‬والمعين للقيأم بعمليأت التعميم‬
‫والتجريد‪ .‬وهي التي تتجأوز قبول الحسأسأت الجزئية بل تقوم بتحويل الفكر الحسي إلى فكر‬
‫مجرد‪.‬‬
‫ومأ يثير االهتمأم‪ ،‬في هذا الموضع‪:‬‬
‫أول‪ :‬هي عمليأت العقل في التعميم والتجريد عند تشكيل المعأني والمفأهيم واالستدالالت‪.‬‬
‫والمفأهيم‪ ،‬إشأرة إلى التصورات الذهنية المجردة‪ ،‬تعين اإلنسأن من تنظيم إدراكأته‬
‫ومعأرفه لالشيأء واالشخأص‪ .‬كمأ يتحدد النظر إلى المفهوم من خالل درجتين‪:‬‬
‫درجة ألتضمين‪ ،‬كون المفهوم يتضمن خصأئص وصفأت او العالقأت بين االشيأء او‬
‫عنأصرهأ؛‬

‫[‪ ]4‬تحدد العالقة املناضرة بين اللغة واملنق من لال‪ ::‬وون النج الذ اعتمده أرسقو في ررساء أس‬
‫املنق ‪ ،‬أثر على التقسيم املنققي في ‪ :‬التصديقات والتصورات وهي تماثل التقسيم اللغو رلى جمل ومفردات‪.‬‬
‫كما رن املقوالت االرسقية لها ما يناظرها في التقسيم اللغو فـ ‪ :‬االسم يقابل الجوهر‪ ،‬والصفة تقابل الكيف‪،‬‬
‫والعدد يقابل الكم‪ ،‬والظرف الزماني واملكاني يقابل األين واملتى‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)051‬‬

‫ودرجة ألشمول‪ ،‬كون المفهوم يشمل وينطبق على كل االشيأء او عنأصرهأ المشتركة‬
‫بتلك الخصأئص والصفأت‪.‬‬

‫درجة التضمين‬ ‫املفهوم‬ ‫درجة الشمول‬


‫تصور ذهني مجرد‬
‫لصائص وصفات أو العالقات‬ ‫ينقب املفهوم على ول االشياء‬
‫بين االشياء أو عناصرها‬ ‫أو عناصرها املشتركة بتلك‬
‫يتكون‬
‫الخصائص والصفات لصائص‬
‫وصفات أو العالقات بين‬
‫تجريد ‪ /‬تعميم‬ ‫االشياء أو عناصرها‬

‫وبألتألي يكون النظر إلى المفهوم من زاويتين‪ .‬التضمن اي ان المفهوم يتضمن الصفأت‬
‫والخصأئص او العالقأت المشتركة بين االشيأء او االفراد‪ .‬والشمول اي ان المفهوم يشمل‬
‫وينطبق على كل االشيأء او االفراد الذين يشتركون في هذه الصفأت والخصأئص او العالقأت‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬تكون المفهوم في عمليتين عقليتين‪:‬‬


‫ألتجريد‪ :‬اعتمأد صفة مشتركة من بين عدة اشيأء‪ ،‬وإهمأل بقية الصفأت‪ ،‬واعتبأرهأ‬
‫اسأس التجريد‪ .‬وفي العمأرة نقوم بتجريد لمفهوم المبنى في لفضأء ومحأور الحركة‪ ،‬كمأ‬
‫في الريأضيأت عند التجريد الذهني لمفهوم المثلث‪.‬‬
‫وال تقتصر‪ :‬فكرة التجريد على المفأهيم السأكنة فقط كألمبنى والجبل ومأ اشبه ذلك‪،‬‬
‫بل تتضمن المفأهيم المتحركة كألنهر والسفينة؛ كذلك إمكأنية التعميم على االشيأء‬
‫الممأثلة‪.‬‬
‫ألتعميم‪ :‬اعتمأد على قدرة العقل في تجأوز حدود التجربة الحألية وامكأنأتهأ إلى كل‬
‫تجربة ممكنة او يواجهأ اإلنسأن مستقبال‪ .‬فمثال تعميم مفهوم البنأء ليس على االرض‬
‫فقط وانمأ في المأء والهواء‪.‬‬
‫من التعميم والتجريد‪ ،‬تكون صفة عمل العقل النظري في تعميمه وتجريده هي صفة‬
‫االستقاللية عن الواقع المأدي الملموس إلى عألم المجردات في التصورات الذهنية‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )052‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫ثالثا‪ ،‬وهنأ يكون الربط بين‪:‬‬


‫ألمنطق من خالل عمليتي التجريد التعميمي‪ ،‬وأللغة الخأصة في تسمية االشيأء‬
‫وعنأصرهأ‪ ،‬ومع االستمرار‪ ،‬تأتي مرحلة التفكير في التجريد الحسي لصور االشيأء‬
‫واالمأكن‪ ،‬حيث يتطور التجريد العقلي عند استخدام الرموز واالشأرات والمعأني ثم‬
‫تؤسس لمنظومة مترابطة منطقيأ من المفأهيم عبر عمليأت لتجريد والتعميم لتشكيل‬
‫عألم من ألفكار‪ .‬في حين يقوم العقل والحس‪.‬‬
‫رأبعا‪ ،‬نستثمر المعرفة بألمنطق‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إلى اعتبأر التصور هو فكرة تعبر تعبيرا عأمأ شأمال في مفردة معمأرية او تكوين عقلي‬
‫يقأبله مجموعة من اإلدراكأت واإلحسأسأت والخبرات المك تسبة من تجربة اإلنسأن‬
‫وحيأته‪،‬‬

‫وفي فلسفة العمأرة فإن فيهأ‪ :‬رؤية في فكرة نتأج تعتبر التصور حألة اولية سأبقة على كل‬
‫تجربة وهو التصور المثألي؛ ويتضأد معه التصور التجريبي‪ ،‬الذي ال يقبل وجود تصور سأبق‬
‫على التجربة وانمأ ال بد من التجربة‪ .‬فتتقبل منهأ التجربة اإلدراك واإلحسأس بألمؤثرات‬
‫الخأرجية لتعطي صورة النتأج وتشكيله‪ .‬ثم تلخص التصورات بنتأج نهأئي هو مأ يسمى بنتأج‬
‫الخبرة‪ .‬بألتألي في المنطق نستخدم التصورات في الوصول إلى الشيء مهمأ كأن التصور‬
‫وعالقته بألتجربة والوسيلة في التعبير هي لغة العمأرة‪ .‬إال إن التصور قد ال يصيبه تغيرا في‬
‫حدوده عند اختالف المعرفة والثقأفة بألرغم ممأ يضأف إليه ويؤدي إلى تطوره‪ .‬ومنهأ يحأول‬
‫المعمأر من إن يعطي لالشيأء معأنيهأ‪:‬‬
‫المفأهيم الكلية والجزئية‪ ،‬فألكلي هو الشكل الذي ال يمنع مفهومه اشتراك الك ثير فيه‪،‬‬
‫فألمبأني كلي تندرج تحته الك ثير من انمأط االبنية‪.‬التي تشترك بصفأت عأمة واحدة‪ .‬امأ‬
‫الجزئية فهي االشأرة إلى المبنى الواحد بعينه كأمبنى االداري او السكني‪.‬‬
‫مع إن لكل تصور مفهوم هو مأ يحتويه من صفأت تميزه عن االخر‪ ،‬والمأصدق هو‬
‫العنأصر (كأالبنية مثال) يصدق عليهم المفهوم الشتراكهمأ في صفأت يحتويهأوتشكل‬
‫مفهومه اي تنطبق عليهم صفأت مشتركة حتى تشكل مفهوم التصور‪ .‬وفي العمأرة هي‬
‫اقرب إلى النمط‪ .‬حيث تحديد الصفأت التي تشكل مفهوم محدد كألتجريبي او المثألي‪،‬‬
‫ومأ اشبه ذلك‪ .‬من حيث كونهأ صفأت اسأسية تنطبق على نمأذج ذلك التوجه وعكسه‬
‫خرجت من مجأل مأ صدق التصور‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)055‬‬

‫اسمأء الثبوت والنفي‪ ،‬وقد تم تداولهأ بوضوح في عمأرة التفكيك‪ ،‬حيث هنأك التأكيد على‬
‫صفة من صفأت النتأج وهو الالتوازن او الالنظأم‪ ،‬مقأبل نفي الصفة عنه فهي ليست‬
‫ابنية ذات اشكأل نظأمية نظيفة كألمستطيل والمربع‪.‬‬

‫خامسا‪ ،‬بألتألي مأ ينفعنأ‪ ،‬هو في قراءة العمأرة وتعريفهأ‪ ،‬ويكون وضوح صورتهأ من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬التعرض إلى جوهر العمأرة من خالل وظيفتهأ االسأس في خدمة اإلنسأن‪.‬‬
‫‪ -‬تعريف نتأج العمأرة‪ ،‬بين ان يكون تكوين هندسي ذات سطوح مستوية متعددة‪،‬‬
‫وبين ان يكون التشكيل له تعريف في عالقته من اإلنسأن ليفصل مبنى سكنه عن‬
‫غيره من االبنية‪.‬‬
‫‪ -‬التعرض إلى التعريف الجأمع لكل نتأجأت العمأرة المتعلقة بحيأة اإلنسأن‪ .‬وهذا يمنع‬
‫دخول مأ ال يستخدمه االنسأن فيهأ‪.‬‬

‫والنظر إلى المستوى الثأني بين َالعمأرة والفلسفة‪ ،‬يظهر ان الحكمة قد تأتي بثالث مستويأت‬
‫من المعأني‪:‬‬
‫االول إيجأد الشكل من معنى‪،‬‬
‫والثأني العلم َ‬
‫بألعمأرة من شكلهأ ومعنأهأ‪،‬‬
‫والثألث االفعأل التي تربط بين الشكل والوظيفة او المأدة والفكر‪.‬‬
‫ألفلسفة‪ ،‬ألحكمة وفلسفة َ‬
‫ألعمارة‬
‫"إن الحكمة هي ضالة المؤمن‪ ،‬فخذوا الحكمة ولو من أهل النف اق‪".‬‬
‫ق ال أرسطو" ‪:‬الحكمة رأس العلوم واألدب والفن‪ ،‬هي تلقيح اإلفهام ونتائج األذهان‪".‬‬
‫أي شئ ال ينتهي حتى نلقى هللا؟ فما كان من عمل وفعل أنما هو شئ‬
‫وقيل‪ّ :‬‬
‫أسمه العلم‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الفلسفة‪ :‬من فلسف‪َ :‬الفلسفة‪ِ :‬الح ْكمة‪َ ،‬اعجمي‪ ،‬وهو َالف ْيلسوف وقد َت َفل َس َف [‪.]3‬‬

‫[‪ ]1‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار رحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪.0991 4‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )051‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫وقيل الحكمة يستفأد منهأ مأ هو الحق في نفس االمر بحسب طأقة اإلنسأن‪ .‬وقيل كل كالم‬
‫وافق الحق فهو حكمة‪ ،‬وقيل الحكمة هي الكالم المقول المصون عن الحشو‪ ،‬وقيل هي‬
‫وضع شيء في موضعه‪ .‬وقيل هي مأ له عأقبة محمودة [‪.]4‬‬

‫واالصل في كلمة الفلسفة هو من عبأرة "فيالسوفوس"‪ ،‬اي محب الحكمة‪ ،‬وهو اسم اختأره‬
‫سقراط [‪ .]5‬لنفسه‪ .‬وتستعمل الفلسفة قديمأ في العهد اإلغريقي القديم‪ ،‬في مقأبل السفسطة‬
‫المنكرة بأسأليب مغألطأتهأ لحقأئق االشيأء‪ ،‬كمأ إنهأ صأرت شأملة لجميع العلوم الحقيقية‬
‫كألفيزيأء‪ ،‬والكيميأء‪ ،‬والطب‪ ،‬والهيئة‪ ،‬والريأضيأت واإللهيأت؛ وامأ العلوم االعتبأرية‬
‫كألنحو والصرف فهي خأرجة عن حيز الفلسفة‪.‬‬
‫ً‬
‫وشأمال لقسمين رئيسيين من العلوم‪ ،‬النظرية‬ ‫اسمأ ً‬
‫عأمأ‬ ‫قديمأ كأنت ً‬
‫ومن ذلك فإن الفلسفة ً‬
‫والعملية‪ :‬نظرية وتشمل تحت عنوانهأ مأ ينبغي ان يعلم من المعأرف كألريأضيأت‬
‫والطبيعيأت واإللهيأت؛ وعملية‪ ،‬وتشمل تحت عنوانهأ مأ ينبغي ان يعمل به من المعأرف‬
‫كأالخالق وتدبير المنزل والسيأسة [‪.]6‬‬
‫القبيعيات‪ ،‬تتعل باالحكام العامة لالجسام‪ ،‬علم الفلك‪ ،‬علم‬
‫املعادن‪ ،‬علم النبات والحيوان‪.‬‬ ‫الفلسفة‬
‫الرياضيات‪ ،‬تتعل بالحساب والهندسة واملوسيقى والهيئة‬ ‫النظرية‬
‫االلهيات‪ ،‬تتعل باحكام الوجود‪ ،‬ومعرفة هللا‬
‫الفلسفة‬
‫االلالق‪ ،‬وتتعل باالفراد وسلوكياتهم‬
‫الفلسفة‬
‫تدبير املنز‪ ،:‬وتتعل بالعائلة‬
‫السياسة‪ ،‬وتتعل باملجتمع وأسلوب ردارته‪.‬‬ ‫العملية‬
‫\‬
‫[‪ ]2‬ينظر‪ :‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني‪ " :0991 ،‬كتاب التعريفات"‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية بيروت ـ لبنان‪ ،‬ط‪.0‬‬
‫[‪ ]5‬سقراط(‪199‬ق‪.‬م ـ ‪271‬ق‪.‬م)‪ ،‬هو فيلسوف يوناني بلغ من العلم مرتبه فريدة ‪ ،‬ولد في أثينا‪ ،‬عرف بأنه‬
‫ً‬
‫أستاذا بارعا بالفلسفة والحكمة‪ ،‬وأطل عليه لقب سقراط الحكيم‪ ،‬وتدعي بعض التوجهات بأنه وان نبيا حيث‬
‫يراوده ما يرشده رلى القري الصحيح‪ .‬وسمى نفسه بـ محب الحكمة بسبب‪ :‬تواضع سقراط حيث وان يعترف‬
‫ً‬
‫دائما بجهله‪ ،‬وتعريضه بالسوفسقائيين الذين وانوا ُّ‬
‫يعدون أنفسهم حكماء(سوفست)‪.‬‬
‫نقال عن‪ :‬اليزد ‪ ،‬محمد تقي مصباح‪ ،‬املنج الجديد في تعليم الفلسفة‪ 02 / 0 :‬ـ ‪.05‬‬
‫[‪ ]6‬ينظر‪ :‬االساعدي‪ ،‬صادق‪" ،‬نافذة على الفلسفة"‪ ،‬املركز العالمي للدراسات اإلسالمية‪ ،‬مكتب‬
‫مطالعة وتدوين املناهج الدراسية‪ ،‬الدرس الثاني‪ ،‬الفلسفة‪ ،‬ص‪1231 ،32-32‬ه ‪ ،‬نسخة الكترونية‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)057‬‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫بمأ ان هذه كلمة"الحكمة"‪ ،‬هي نقل حرفي لمفهوم يونأني قديم‪ ،‬فأن االيأت القرانية الدالة‬
‫التي يمكن تدبرهأ ترتبط بمعنأهأ العربي (الحكمة) ‪:‬‬
‫أب َو ْالح ْك َمةَ‬ ‫ْ‬ ‫آ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫قأل تعألى‪َ ﴿:‬ر َّب َنأ ْ َو ْاب َعثْ ِف ِيه ْم َرسوال ِم ْنه ْم َي ْتلو َعل ْي ِه ْم ايأ ِتك وي َع ِلمه ْم ال ِك ت َ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َوي َز ِكي ِه ْم ِإ َّن َك َا ْن َت ال َع ِزيز ال َح ِكيم ﴾(البقرة‪ .)921 :‬إن مأ يقوم به الرسول الكريم في تعليمه‬
‫آ‬
‫للمسلمين هي تالوة القران الكريم بجأنب الك تأب والحكمة والزكأة‪ ،‬حيث إن من تمأم دعوة‬
‫إبراهيم الهل الحرم ان يبعث هللا فيهم رسوال من ذرية ابراهيم‪ ،‬التي ظهرت في الرسول‬
‫الكريم في االميين‪ ،‬ليعلمهم الك تأب الحكيم والحكمة والزكأة‪ .‬وهذا ال ينتج إال من ال يعجزه‬
‫شيء‪ ،‬وهو قأدر على كل شيء‪ ،‬الحكيم في افعأله واقواله‪.‬‬
‫آ‬
‫وعند بيأن االثر في معنى َالعمأرة ونتأجهأ‪ ،‬انمأ جأءت في منهج يتطأبق فيه بين َالعمأرة‬
‫وحأجة االنسأن من العمأرة‪ ،‬حيث فيهأ ايجأد النتأج المحقق لحأجة االنسأن لهأ‪ ،‬في عمأرة‬
‫مالئمة لهأ مالمح في‪:‬‬
‫مصدر َالعمأرة القأدر على تلبية حأجأت إهلهأ في زمأن ومكأن محددين في معمأر؛‬
‫وهوية نتأجه؛ ووظيفة المعمأر ووظيفة نتأجه في اثره‪ ،‬ووسيلة في حفظ عمأرته وهدفه‬
‫االبقأء على صفأت بين المعمأريين ً‬
‫سلوكأ‪ ،‬ومأ نستفيد منه في ابراز الجوانب التربوية الثر‬
‫النتأج في مستعمليه‪ ،‬وحصولهأ يسهل دوام عملية تعليمه‪.‬‬
‫حيث يتبين ان‪:‬‬
‫بألعمأرة من مصمم ومستعمل تسبق العملية‬‫العملية التربوية عند االنسأن المتأثر َ‬ ‫‪-‬‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫ويكون بعد معرفة مصدر َالعمأرة لمأ لهأ من دور في بنأء معمأر في زمأن ومكأن‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهوية نتأج َالعمأرة في االنسأن‪ ،‬تجعله مؤهال الستيعأب مبأدئ ومعأرف تتعلق‬
‫َ‬
‫بألعمأرة التي تشتمل عليهأ نشأطأت االنسأن على مر العصور‪ ،‬وهي مصأدر تعتمد على‬
‫توجه االنسأن ويقصدهأ في معتقده وحكمته‪.‬‬
‫كمأ ان العملية التربوية‪ ،‬قد قأمت على بيأن‪:‬‬
‫المصأدر النظرية الي نتأج التي تأتي من مأضي من خالل مصأدر َالعمأرة ونتأجهأ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وسلوك عمل االنسأن المعمأر وممأرسأته من خالل تحديد هوية النتأج ثم التعليم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )059‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫ونستشهد في النتأجأت المعمأرية عن طريق المصأدر في اليأت متعددة كمأ في مأ نعقله‬


‫وننقله‪ ،‬مقأبل عمليأت بشرية تتعلق بسلوك االنسأن وقدرته على بنأء التشكيالت وتغييرهأ‬
‫تبعأ لحأجة االنسأن لهأ من خالل المالحظة والتجربة والعقل‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ آ‬
‫وقأل تعألى‪َ ﴿:‬ول َق ْد ا َت ْي َنأ ل ْق َم َأن ال ِح ْك َم َة َا ْن ْاشك ْر ِ َّ ِّلِل َو َم ْن َي ْشك ْر َف ِإ َّن َمأ َي ْشكر ِل َن ْف ِس ِه َو َم ْن َك َف َر‬
‫اّلِل َغ ِن ٌّي َح ِميد ﴾(لقمأن‪.)92 :‬‬ ‫َف ِإ َّن َّ َ‬
‫حيث يأتي هللا بألحكم إلى لقمأن فمأ تعلمه هو الشكر هلل والذي هو شكر لنفسه‪ ،‬ويعني فيهأ‬
‫العقل والعلم والعمل به واالصأبة في االمور‪ ،‬ومأ ُاتفق عليه ان لقمأن كأن حكيمأ ولم يكن‬
‫ً‬
‫نبيأ [‪.]7‬‬
‫ون ِإ َّال‬
‫وك َو َمأ ي ِض ُّل َ‬ ‫اّلِل َع َل ْي َك َو َر ْح َمته َل َه َّم ْت َط ِأئ َفة ِم ْنه ْم َا ْن ي ِض ُّل َ‬ ‫ِ‬ ‫قأل تعألى‪َ ﴿:‬و َل ْوال َف ْضل َّ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ُّ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫أب َوال ِح ْك َم َة َو َع َّل َم َك َمأ ل ْم َتك ْن َت ْع َلم‬ ‫انفسهم ومأ يضرونك ِمن شي ٍء وانزل اّلِل عليك ال ِك ت‬
‫يمأ ﴾(النسأء‪.)993 :‬‬ ‫َو َك َأن َف ْضل َّاّلِل َع َل ْي َك َعظ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فقد جعل هللا عز وجل من الحكمة منزلة وسطى بين الك تأب والعلم‪ ،‬فأالول يؤدي وجوده‬
‫إلى الحكم والثأني ينتج من مأهية الحكمة‪.‬‬
‫وقأل تعألى‪َ ﴿:‬و َّّلِل َي ِعدك ْم َم ْغ ِف َر ًة ِم ْنه َو َف ْض ًال َو َّاّلِل َو ِاسع َع ِليم * ي ْؤ ِتي ْال ِح ْك َم َة َم ْن َي َشأء َو َمنْ‬
‫ْ َ ْ ْ َ َ َ ْ ُ َ ً َ ً َ َ َّ َّ َّ ُ ْ َ ْ‬
‫أب ﴾(البقرة‪.)261-262 :‬‬ ‫يؤت ال ِحك َمة فقد او ِت َي خ ْيرا ك ِثيرا َومأ يذكر ِإال اولوا اال ل َب ِ‬

‫[‪ ]7‬ينظر‪ :‬تفسير البغو ‪ ،‬الحسن بن مسعود البغو ‪ ،‬اصدار دار طيبة‪:‬‬
‫اتف العلماء على أنه وان حكيما ولم يكن نبيا‪ ،‬وقا‪ :‬بعضهم " لير لقمان بين النبوة والحكمة فالتار‬
‫الحكمة"‪ ،‬ورو أنه وان نائما نصف النهار فنود "يا لقمان ‪ ،‬هل لك أن يجعلك هللا لليفة في األرض لتحكم‬
‫بين الناس بالح ؟"‪ ،‬فأجاب الصوت فقا‪ : :‬رن ليرني ربي قبلت العافية ولم أقبل البالء ‪ ،‬ورن عزم علي فسمعا‬
‫وطاعة ‪ ،‬فإني أعلم رن فعل بي ذلك أعانني وعصمني ‪ ،‬فقالت املالئكة بصوت ال يراهم ‪ :‬لم يا لقمان ؟ قا‪ : :‬ألن‬
‫الحاكم بأشد املناز‪ :‬وأكدرها ‪ ،‬يغشاها الظلم من ول مكان أن يعد‪ :‬فبالحر أن ينجو ‪ ،‬ورن ألقأ ألقأ طري‬
‫الجنة ‪ ،‬ومن يكن في الدنيا ذليال لير من أن يكون شريفا ‪ ،‬ومن يختر الدنيا على اآللرة تفتنه الدنيا وال يصيب‬
‫اآللرة" ‪ .‬فعجبت املالئكة من حسن منققه‪ ،‬فنام نومة فأعقي الحكمة‪ ،‬فانتبه وهو يتكلم بها‪.‬‬
‫ثم نود داود بعده فقبلها ولم يشترط ما اشترط لقمان‪ ،‬فهوى في الخقيئة غير مرة‪ ،‬ول ذلك يعفو هللا عنه‪،‬‬
‫ووان لقمان يؤازره بحكمته‪ .‬ويقا‪ :‬عنه‪ :‬وان لقمان عبدا حبشيا نجارا‪ ،‬أو لياطا‪ ،‬أو راعي غنم‪ .‬فرو أنه لقيه‬
‫رجل وهو يتكلم بالحكمة فقا‪ ::‬ألست فالنا الراعي فبم بلغت ما بلغت؟ قا‪ ::‬بصدق الحديث‪ ،‬وأداء األمانة‪،‬‬
‫وترك ما ال يعنيني‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)059‬‬

‫أول‪ :‬الفلسفة هي محبة الحكمة ‪ ،philosophic philosophy‬واصطالحأ هي دراسة‬


‫المبأدئء االولى وتفسير المعرفة عقليأ‪ ،‬فتشمل عند ارسطو‪ ،‬الفلسفة النظرية والعملية‬
‫واستمرت في القرون الوسطى والتأريخ الحديث‪ ،‬وحددهأ الرواقيون [‪ ،]2‬بألمنطق واالخالق‬
‫والطبيعة‪ .‬وقد تميزت فلسفتهم في االجسأم وابعأدهأ حيث‪ :‬ان لالجسأم ثالثة ابعأد وهي‬
‫الطول والعرض والعمق ويطلق عليهأ الجوامد وفيهأ؛‬
‫‪ -‬السطح هو الجسم ونهأيته او هو مأ يمتلك طوال وعرضأ وال يملك عمقأ‪.‬‬
‫‪ -‬والخط هو السطح ونهأيته او هو طول بال عرض اي انه ال يملك سوى الطول‪.‬‬
‫‪ -‬والنقطة حد الخط ونهأيته وهي اصغر العالمأت [‪.]1‬‬

‫ثانيا‪ :‬بينمأ يرى ابن سينأ في ك تأبه الشفأء [‪ ]90‬قسم المنطق‪ :‬ان الغرض من الفلسفة هو‬
‫الوقوف على حقأئق االشيأء كلهأ سواء اكأن وجودهأ بإختيأرنأ او خأرج إرادتنأ‪ ،‬وهي نظرية‬

‫[‪ ]9‬الرواقيون هم مجموعة من الفالسفة اليونان‪ ،‬سميت نسبة رلى الرواق الذ وان يعلم فيه زينو مؤس هذا‬
‫املذهب الفلسفي‪ ،‬ولد زينو مؤس هذا املذهب في قبرس عام (‪ 111‬ق‪.‬م‪ ).‬ثم انتقل رلى أثينا وبقي فيها يعلم‬
‫الفلسفة مدة ‪ً 59‬‬
‫عاما في رواق في السوق العام‪.‬‬
‫وفلسفة زينو تعتقد بألوهية الكائنات (بنثيانية)‪ ،‬ويعتبر الرواقيون أنفسهم من ضمن أتباع سقراط وتمثلوا به‬
‫في نظرية الحياة‪ .‬وركزوا‪:‬‬
‫‪ -‬على أن العمل يكون ليرا أو ّ‬
‫شرا في ذاته وأنه ال ينبغي أن يكون السرور الغاية من أ عمل ما‪.‬‬
‫‪ -‬أ سمى لير هو الفضيلة‪ .‬والفضيلة في العيشة بحسب الفقرة والتشبه بالقبيعة وموافقة سلوك اإلنسان‬
‫لقوانين الكون وموافقة اإلرادة اإلنسانية لإلرادة اإللهية موافقة تصل رلى حد االستسالم التام للقضاء‬
‫والقدر‪.‬‬
‫‪ -‬أعظم الفضائل في عرفهم هي الحكمة العملية بالنسبة رلى ما هو لير أو شر‪ ،‬والشجاعة والفقنة وضبط‬
‫النف والعد‪.:‬‬
‫ينظر‪ :‬الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي الزين الشريف الجرجاني‪ " :0991 ،‬كتاب التعريفات"‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية بيروت ـ لبنان‪ ،‬ط‪ .0‬مصمم ومستعمل‬
‫[‪ ]9‬ينظر‪ :‬فلسفة الرواق‪ ،‬نقال عن فلوطرل ‪ ،‬االراء القبيعية التي ترض ي بها الفالسفة‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫[‪ ]01‬ابن سينا‪ ،‬أو الشيخ الرئي ‪ ،‬هو أبو علي الحسين بن عبد هللا بن الحسن بن علي بن سينا (‪991‬‬
‫أفغنستان‪0117-‬م همدان)‪ ،‬أشتهر بالقب والفلسفة وعمل بهما‪ ،‬وهو عالم وطبيب مسلم من بخار ‪ .‬أشهر‬
‫أعماله‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب "القانون في القب" وهو املرجع االساس في القب في اوربا رلى اواسط القرن ‪.07‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )011‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫وعملية‪ ،‬ويضع تحت النظرية الطبيعيأت والريأضيأت وااللهيأت‪ ،‬وتحت العملية تدبير‬
‫المدينة وتدبير المنزل واالخالق (المدخل – منطق الشفأء)‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وقد اخذت العلوم تستقل شيائ فشيائ منذ القرن التأسع عشر‪ ،‬واقتصرت الفلسفة اليوم‬
‫على المنطق واالخالق وعلم الجمأل ومأ بعد الطبيعة وتأريخ الفلسفة‪ ،‬مع وجود توجهأت‬
‫تفصل االخالق والجمأل عنهأ بأستخدام المنهج التجريبي‪.‬‬

‫رأبعا‪ :‬كذلك ظهور مفأهيم بديلة احيأنأ مثل نظرية المعرفة [‪ ،]99‬وااليديولوجيأ‪ ،‬حتى‬
‫استعيض عنهأ في الوقت الحأضر بفلسفة العلم‪ ،‬والميتأمعرفة‪ ،‬بجأنب مسأهمة علم النفس‬
‫والبأراسيكلوجيأ الرتبأطهأ بألتغيرات الفكرية والتكنولوجية لالنسأن‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬وقد تكون من اجمل العبأرات الحديثة في تعريف الفلسفة كونهأ " أبدأع ألمفاهيم‬
‫"‪ ،‬كمأ عند الفالسفة جيل دولوز [‪ .]92‬وفليكس غتأري‪ ،‬وهو تعريف يتصدى إلى تعريف‬
‫ارسطو المهيمن على الفكر الفلسفي العألمي حتى وقت قريب‪.‬‬

‫‪ -‬كتاب الشفاء‪ ،‬وهو في أربعة أقسام‪ ،‬املنق ‪ ،‬الرياض ي‪ ،‬القبيعي‪ ،‬االلهي يعتبر موسوعة كبرى في العلوم‬
‫القبيعية وما بعد القبيعة اشتهرت في القرن العاشر امليالد ‪.‬‬
‫[‪ ]00‬ينظر‪ :‬القباطبائي‪ ،‬محمد حسين‪ 0209 ،‬ه ‪ " :‬أصو‪ :‬الفلسفة واملنج الواقعي"‪ ،‬ترجمة عمار ابو رغيف‪،‬‬
‫تعلي مرتض ى مقهر ‪ ،‬املؤسسة العراقية للنشر واالعالن‪ ،‬املجلد االو‪ ،:‬ص ‪ .091‬حصر مشاول نظرية‬
‫املعرفة في مقالته الرابعة في‪ :‬وسائل حصو‪ :‬املعرفة؛ وقيمة املعرفة؛ وتعيين حدود املعرفة البشرية‪.‬‬
‫نظرية العرفة (‪ ، )theory of knowledge‬واالبستمولوجي في الفرنسية (‪ ،)epstemology‬تعني دراسة املعرفة‬
‫بالتفصيل وبقريقة ُبعدية في مختلف العلوم‪ ،‬وهي مدلال رلى نظرية املعرفة في دراسة العالقة بين الذات‬
‫واملوضوع كما تعنى بمجموع التأمالت التي تهدف رلى تحديد قيمة معرفة االنسان وحدودها‪.‬‬
‫وتحت تاثير الكلمة االنكليزية والعودة رلى االصل االشتقاقي في (معرفة ‪ )Epstom‬و(علم ‪ ،)logy‬صارت ولمة‬
‫االبستمولوجي تعني نظرية العمارة بشكل عام ولي على فاسفة العلوم فقط‪.‬‬
‫[‪ ]04‬جيل دولوز‪ ،‬باري ‪ ،0995-0945‬فيلسوف وناقد أدبي وسينمائي فرنس ي‪.‬له كتابات في الفلسفة وعلم‬
‫االجتماع‪ .‬واهتم بدراسة تاريخ الفلسفة وتأويل نماذج فلسفة وانت وبرجسون وسبينوزا‪ .‬وفلسفته تقليد‬
‫مستقل في التفكير املعاصر‪ .‬من كتبه "نيتشه والفلسفة" (‪ )0914‬و"فلسفة وانط النقدية" (‪)0911‬‬
‫و"البرغوسنية" (‪ )0911‬و"االلتالف واملعاودة" (‪ )0919‬و"منق املعنى" (‪ ،)0911‬وقد ألف مع فليك غتار‬
‫كتاب "ماالفلسفة" (‪ .)0990‬وله العديد من الدراسات حو‪ :‬األدب والفن والسينما والتحليل النفس ي‪.‬‬
‫راجع‪ :‬معجم الفالسفة‪ /‬جورج طرابيش ي‪ /‬ط‪ /1/ 14111‬بيروت‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)010‬‬

‫اكد دولوز في مؤلفه " مأ هي الفلسفة " على‪:‬‬


‫‪ -‬الحأجة إلى العودة إلى فهم جديد للفلسفة في تأريخهأ ومفأهيمهأ‪ ،‬من خالل التداخل‬
‫في حيأة االنسأن والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬ورؤية الفلسفة من خالل وظيفتهأ اإلجرائية والمعرفية التي مأ زالت صأمدة ال تموت‪،‬‬
‫وصمودهأ يتحقق في االهتمأم والتركيز على االبداع‪ .‬بأعتبأرهأ " الحقل المعرفي القأئم‬
‫على إبداع المفأهيم‪ ،‬في حين ان موضوعهأ هو إبداع مفأهيم دائمة َّ‬
‫الجدة "‪.‬‬
‫‪ -‬الدفأع الحيوي عن وجود الفيلسوف‪ ،‬وبه يقوض نظرية موت المبدعين‪ ،‬مثلمأ دافع‬
‫عن الفلسفة‪.‬‬
‫‪ -‬دافع عن المبدع بكونه فيلسوفأ‪ ،‬فيقول‪ " :‬لن تكون المفأهيم اي شيء من دون ان‬
‫تحمل توقيع مبدعيهأ "‪ ،‬مثلمأ دعأ إلى ابتكأر المفأهيم وصنعهأ وإبداعهأ من دون ان‬
‫[‪]93‬‬
‫تكون هنأك سمأء لهأ‪.‬‬
‫آ‬ ‫[‪]94‬‬
‫(او الفلسفة) كونهأ من العلوم‬ ‫سادسا‪ :‬ومأ يحث عليه القران الكريم هو الحكمة‪.‬‬
‫[‪]95‬‬
‫الجوهرية‪ ،‬فكأن تعلمهأ مقترنأ بتعلم الك تب المقدسة‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ْ آ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ً َ َ ً ْ َ ْ َ َّ َ َْ‬
‫اّلِل و ِتلك‬
‫قأل تعألى‪﴿ :‬لو انزلنأ هذا القران على جب ٍل لرايته خ ِأشعأ متص ِدعأ ِمن خشي ِة ِ‬
‫َاال ْم َثأل َن ْضرب َهأ ِل َّلنأس َل َع َّله ْم َي َت َف َّكر َ‬
‫ون ﴾( الحشر ‪.)29 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يعرف الفلسفة صأحب االسفأر ابراهيم بن محمد الشيرازي‪ :‬اعلم ان الفلسفة استكمأل‬
‫النفس اإلنسأنية بمعرفة حقأئق الموجودات على مأ هي عليهأ والحكم بوجودهأ تحقيقأ‬
‫بألبراهين ال اخذا بألظن و التقليد بقدر الوسع اإلنسأني وإن شئت قلت نظم العألم نظمأ‬

‫غتار ‪“ :0997 ،‬ما هي الفلسفة “‪ ،‬ترجمة ‪:‬د ‪.‬مقاع صفد وآلرون‪ ،‬مركز‬ ‫ّ‬ ‫[‪ ]01‬ينظر‪ :‬جيل دولوز وفليك‬
‫اإلنماء القومي‪ ،‬بيروت ـ باري ‪ ،‬ص‪11‬‬
‫َ َ ْ َ ُ َّ َ َّ َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫َ ّ َ ْ ْ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ ُ َّ‬ ‫َ‬
‫[‪ ]02‬قا‪ :‬تعالى‪ْ :‬اد ُع ِرل ٰى َس ِب ِيل رِبك ِبال ِحكم ِة واملو ِعظ ِة الحسن ِة ۖ وج ِادلهم ِبال ِتي ِهي أحسن ۚ ِرن ربك هو أعلم ِبمن‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ين (النحل‪)045 :‬‬ ‫ض َّل َعن َسبيله ۖ َو ُه َو َأ ْع َل ُم ب ْاملُ ْه َتد َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫[‪ ]05‬وهي الكتب التي أنزلها هللا على أنبيائه ورسله‪ ،‬حيث جاء في القرآن في سورة النساء آية رقم ‪:011‬‬
‫اق َو َي ْع ُقوبَ‬
‫يل َور ْس َح َ‬ ‫َ ْ ََْ َ َْ َ ْ َ َ‬
‫يم َور ْس َم ِ َ‬ ‫﴿ ر َّنا َأ ْو َح ْي َنا ر َل ْي َك َك َما َأ ْو َح ْي َنا ر َلى ُن َ َّ ّ َ‬
‫اع ِ‬ ‫وح والن ِب ِيين ِمن بع ِد ِه وأوحينا ِرلى ِربر ِاه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َ َ ُّ َ َ ُ ُ َ َ َ ُ ٍ َ َ ُ َ‬
‫اط و ِعيس ى وأيوب ويون وهارون وسليمان وآتينا دأوود زبورا ﴾ويجب على ول مسلم ومسلمة ان يؤمنوا‬ ‫واألسب ِ‬
‫بالكتب السماوية من توراة وزبور وانجيل وقران‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )014‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫عقليأ على حسب الطأقة البشرية ليحصل التشبه بألبأري تعألى ولمأ جأء اإلنسأن كألمعجون‬
‫من خلطين صورة معنوية امرية ومأدة حسية خلقية وكأنت لنفسه ايضأ جهتأ تعلق وتجرد ال‬
‫جرم افتنت الحكمة بحسب عمأرة النشأتين بإصالح القوتين إلى فنين نظرية تجردية و عملية‬
‫تعقلية امأ النظرية فغأيتهأ انتقأش النفس بصورة الوجود على نظأمه بكمأله و تمأمه و‬
‫صيرورتهأ عألمأ عقليأ مشأبهأ للعألم العيني ال في المأدة بل في صورته ورقشه ‪.‬‬
‫ويعرفهأ السيد الطبأطبأئي في ك تأب بداية الحكمة [‪ :]96‬الحكمة االلهية علم يبحث فيه‬
‫عن احوال الموجود بمأ هو موجود‪ ،‬وموضوعهأ الذي يبحث فيه عن اعراضه الذاتية هو‬
‫الموجود بمأ هو موجود‪ ،‬وغأيتهأ معرفة الموجودات على وجه كلي وتمييزهأ ممأ ليس‬
‫بموجود حقيقي‪ .‬وفي نهأية الحكمة الفلسفة هي اعم العلوم جميعأ‪ ،‬الن موضوعهأ اعم‬
‫الموضوعأت‪ ،‬وهو الموجود الشأمل لكل شيء‪ .‬فألعلوم جميعأ تتوقف عليهأ في ثبوت‬
‫موضوعأتهأ‪ .‬وامأ الفلسفة فال تتوقف في ثبوت موضوعهأ على شيء من العلوم‪ ،‬فأن موضوعهأ‬
‫اوليأ ونصدق بوجوده كذلك‪ ،‬الن الموجودية نفسه‪.‬‬‫الموجود العأم الذي نتصوره تصو ًرا ً‬

‫ويعرف الفلسفة صأحب المنهج الجديد [‪ ]97‬االستأذ محمد تقي المصبأح‪ :‬بنأءا على اعتبأر‬
‫الفلسفة مسأوية للفلسفة االولى او الميتأفيزيقيأ واعتبأر موضوعهأ هو (الموجود المطلق) ال‬
‫مطلق الوجود فأننأ نستطيع تعريفهأ‪ :‬بأنهأ العلم البأحث عن احوال الموجود المطلق‪ ،‬او‬
‫هي العلم الدارس لالحوال العأمة للوجود‪ ،‬او هي مجموعة من القضأيأ والمسأئل المطروحة‬
‫حول الموجود بمأ هو موجود‪ .‬واالسلوب التعقلي هو االسلوب الوحيد الثبأت مسأئلهأ عكس‬
‫العلوم التجريبية والنقلية‪ ،‬وهي تشترك فيه مع المنطق والريأضيأت وعلم النفس‪ .‬ولكنهأ‬
‫تتميز عن العلوم بأن تتك فل بأثبأت المبأدئء التصديقية لسأئر العلوم‪ ،‬وهذا هو احد وجوه‬
‫احتيأج سأئر العلوم للفلسفة‪ ،‬ولهذا سميت الفلسفة بأسم (ام العلوم)‪ .‬ومن خالل الفلسفة‬
‫يحصل االنسأن على المعيأر الذي يميز به االمور الحقيقية واالشيأء الوهمية االعتبأرية‪.‬‬

‫لذلك يلخص تعريفهأ في " فلسفتنأ " السيد الصدر بقوله‪ :‬مجموعة مفأهيمنأ االسأسية عن‬
‫العألم‪،‬‬

‫[‪ ]01‬ينظر‪ :‬كتاب‪ :‬بداية الحكمة‪ ،‬تأليف‪ :‬العالمة السيد محمد حسين القباطبائي ‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة املعارف‬
‫االسالمية‪.‬‬
‫[‪ ]07‬ينظر‪ :‬اليزد ‪ ،‬محمد تقي مصباح‪" ،‬املنج الجديد في تعليم الفلسفة"‪ ،‬دار التعارف للمقبوعات‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)011‬‬

‫وطريقة التفكير فيه‪ ،‬ويقسم مبأحثهأ إلى نظرية المعرفة‪ ،‬والمفهوم الفلسفي للعألم [‪. ]92‬‬

‫والفلسفة ايضأ حسب الفيلسوف االسالمي محمد حسين الطبطبأئي في ك تأبه اسس الفلسفة‬
‫هي البحث عن نظأم الوجود والقوانين العأمة السأرية فيه‪ ،‬وجعل الوجود هدفأ للبحث‬
‫والنظر‪ .‬وهي بذلك تنظر في جميع المشأكل والمجهوالت التي تواجه االنسأن في محأولة‬
‫إليجأد الحلول لهأ‪ .‬بينمأ يؤمن الفيلسوف بوجود واقع خأرج الذهن‪.‬‬

‫وعرف فيثأغورس (‪417 572‬ق‪.‬م) الفيلسوف بأنه البأحث عن الحقيقة بتأمل االشيأء‪،‬‬ ‫َّ‬
‫وليجعل حب الحكمة هو البحث عن الحقيقة‪ ،‬والحكمة هي المعرفة القأئمة على التأمل‪،‬‬
‫كمأ يتلقى بعض االدراكأت كحقأئق تتطأبق مع الواقع‪ ،‬كمأ يذعن بوجود بعض االدراكأت‬
‫التي ال تتطأبق مع الواقع وهي االدراكأت االعتبأرية والوهمية‪ .‬مثلمأ توجد الموجودات‬
‫الحقيقية وموجودات اخرى اعتبأرية ووهمية‪ .‬ومأ ينفعنأ في ذلك هو‪:‬‬

‫ألول‪:‬‬
‫[‪]91‬‬
‫تنوع مجموعة االدراكأت والمفأهيم الذهنية المتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ )9‬ألحقائق‪ ،‬وهي مفأهيم لهأ مصداق واقعي في الخأرج‪.‬‬
‫‪ )2‬وألعتباريات‪ ،‬وهي المفأهيم التي لهأ مصداق واقعي في الخأرج‪ ،‬لكن العقل بعتبر لهأ‬
‫ً‬
‫مصداقأ لهأ‪.‬‬ ‫ً‬
‫مصداقأ‪ ،‬فيفترض مأ هو ليس بمصداق واقعي لهذه المفأهيم‬
‫ونقرب التميز بين االدراك الحقيقي واالعتبأري في مثأل َالعمأرة التألي‪ :‬تتشكل الواجهة من‬
‫مجموعة عنأصر ومنهأ الشبأك والبأب والتطليعأت وعنأصر تكميلية فيهأ‪ ،‬او مدينة التي‬
‫تتشكل من مجموعة من العنأصر هي االبنية والشوارع والمنأطق المفتوحة‪ ،‬فيكون كل‬
‫جزء من الواجهة‪ ،‬والواجهة عبأرة عن مجموعة من العنأصر المتنوعة‪،‬‬ ‫شبأك رغم تعدده ً‬
‫ونسبة كل عنصر من العنأصر إلى الواجهة او المدينة نسبة الجزء إلى الكل‪ .‬والمعمأر او‬
‫المتلقي يدرك كل عنصر من العنأصر ويصدر على كل منهم حكمأ خأصأ‪ ،‬ويطلق على‬

‫[‪ ]09‬ينظر‪ :‬الصدر‪ ،‬محمد باقر‪ " :0994 ،‬فلسفتنا "‪،‬‬


‫[‪ ]09‬ينظر‪ :‬القباطبائي‪ ،‬محمد حسين‪ 0209 ،‬ه ‪ " :‬أصو‪ :‬الفلسفة واملنج الواقعي"‪ ،‬ترجمة عمار ابو رغيف‪،‬‬
‫تعلي مرتض ى مقهر ‪ ،‬املؤسسة العراقية للنشر واالعالن‪ ،‬املجلد االو‪ ،:‬املقالة االولى‪ :‬ما هي الفلسفة‪ ،‬ص‬
‫‪95 -11‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )012‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫مجموع العنأصر هو الواجهة او المدينة ويصدر عليهأ حكمأ خأصأ‪ .‬فيكون إدراك العنأصر هو‬
‫إدراك حقيقي الن لهأ مصداقأ واقعيأ خأرجيأ‪ ،‬بينمأ إدراك المجموع في الواجهة او المدينة‬
‫فهو إعتبأري الن المجموع ليس له مصداق واقعي ومأ هو في الواقع ليس اال العنأصر ال‬
‫المجموع‪.‬‬
‫‪ )3‬ألوهميات‪ ،‬وهي االدراكأت التي ليس لهأ مصداق في الخأرج فهي بأطل محضى‪.‬‬

‫وألثاني‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يكون البحث عن العمأرة هو اثبأت سمأت موجود العمأرة‪ ،‬ويستدعي إثبأت وجود العمأرة‬
‫وتتميزهأ عن التكوينأت الهندسية من خالل الحأجة إلى الفلسفة على اسأس بعدين‬
‫وجهتين‪ :‬تتعلق االولى‪ ،‬بحكم البعد الغريزي وكون االنسأن مشوق بألطبع إلى تمييز‬
‫الحقأئق واالمور ذات الواقع عن االوهأم واالمور التي ال واقع لهأ‪ .‬وتتعلق الثأنية بحكم حأجة‬
‫َالعمأرة إلى الفلسفة وكونهأ تفترض موجود ذا واقع وهو موضوع علم َالعمأرة ثم تبحث عن‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫اثأره وخواصه‪ ،‬حيث ان امكأنية اثبأت صفة او اثر لشئ مأ تتوقف على وجود ذلك الشئ‪.‬‬
‫آ‬
‫ومأ توفره الفلسفة هو االطمئنأن اوال على وجود الشئ ذاته ثم وجود هذه الصفة او االثر‬
‫للشئ‪.‬‬
‫فمتى مأ جهل االنسأن تصور شئ مأ فيكون عنده تصور مجهولي‪ ،‬ولكن يرفع هذا‬
‫الجهل عن نفسه ال بد من معلوم تصوري وهو ألتعريف‪ .‬والتعريف هو حد ورسم‪ ،‬كذلك مأ‬
‫جهل االنسأن التصديق بقضية مأ فيكون عنده جهل تصديقي ولكي يرفع هذا الجهل عن‬
‫نفسه ال بد من معلوم تصديقي وهو ألدليل [‪.]20‬‬

‫أذن ألفلسفة‪ :‬كلمة مشتقة من اللفظ اليونأني فيلوسوفيأ بمعنى محبة الحكمة او طلب‬
‫المعرفة او البحث عن الحقيقة ‪ .‬وعلى الرغم من هذا المعنى االصلي‪ ،‬فإنه يبقى من الصعب‬
‫جدا تحديد مدلول الفلسفة بدقة‪ .‬لكنهأ‪ ،‬بشكل عأم‪ ،‬تشير إلى نشأط إنسأني قديم جدا‬
‫آ‬
‫يتعلق بممأرسة نظرية او عملية عرفت بشكل او اخر في مختلف المجتمعأت والثقأفأت‬
‫البشرية منذ اقدم العصور ‪.‬‬
‫وحتى السؤال عن مأهية الفلسفة‪:‬‬

‫[‪ ]41‬ينظر‪ :‬املظفر‪ ،‬الشيخ محمد رضا‪0247 ،‬هـ‪ " ،‬املنق "‪ ،‬دار الغدير‪ ،‬مقبعة معراج‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)015‬‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ألفلسفة؟"‬


‫ً‬ ‫"ما‬
‫يعد سؤاال فلسفيأ قأبال لنقأش طويل‪ ،‬وهذا يش ِكل احد المظأهر االسأسية للفلسفة في ميلهأ‬
‫للتسأؤل والتدقيق في كل شيء والبحث عن مأهيته ومختلف مظأهره واهم قوانينه‪ .‬لكل‬
‫هذا فإن المأدة االسأسية للفلسفة مأدة واسعة ومتشعبة ترتبط بكل اصنأف العلوم وربمأ‬
‫بكل جوانب الحيأة‪ ،‬ومع ذلك تبقى الفلسفة متفردة عن بقية العلوم والتخصصأت‪.‬‬

‫ُوي ّعد “التفكير في التفكير"‪ ،‬هو وصف فكري للفلسفة‪ ،‬ويكون التفكير في طبيعة التفكير‬
‫والتأمل والتدبر‪ ،‬بجأنب محأولة الفلسفة في االجأبة عن اسأسيأت الوجود والكون‪ .‬وقد‬
‫تأثرت الفلسفة بتعأليم افالطون وارسطو طيلة حرك تهأ من عصر اليونأن الذي اسست فيه‬
‫قواعد الفلسفة االسأسية كعلم يحأول بنأء نظرة شمولية للكون ضمن إطأر النظرة الواقعية‪،‬‬
‫إلى عصر الرومأن والى العصر االسالمي‪ .‬الذي تفأعل فيه الفيلسوف المسلم مع اإلرث‬
‫اليونأني وفعلهم في التجربة‪ ،‬بقصد تحويل الفلسفة الواقعية إلى فلسفة اسمية‪ .‬مرو ًرا بفلسفة‬
‫العلم والتجربة في عصر النهضة وصوال إلى الحداثة ومأ بعد الحداثة ومذاهبهمأ‪ ،‬ليعطيأ‬
‫ً‬
‫تعريفأ إلى الفلسفة الحديثة وتركيزهأ على التحليل المفأهيمي والمنطق واهتمأمهأ بألمعرفة‪،‬‬
‫واالخالق وطبيعة العقل‪ ،‬والنظرية وطبيعة اللغة‪.‬‬

‫لذا تكون وجوه الفلسفة الحديثة في‪:‬‬


‫أول‪ ،‬تحديد طريقة العمل المثألية اك ثر من محأولة فهمهأ عندمأ تكون في دراية العلوم‬
‫والفنون‪.‬‬
‫وثانيا‪ ،‬كونهأ شئ تطبيقي عملى ينبغي ممأرسته عندمأ تعتمد على المبدا التحليلي‪.‬‬
‫[‪.]29‬‬
‫وثالثا‪ ،‬فهمهأ واتقأنهأ عندمأ تكون النظر اليهأ بأعتبأرهأ اسأس المعرفة‬

‫امأ تأثيرهأ على العمأرة‪ ،‬فهي تتفأوت في ضوء ذلك التقسيم االجرائي المستمد من المدلول‬
‫اللغوي واالصطالحي بين تأثير حكمي‪ ،‬يؤثر على القواعد االسأسية لنظرية َالعمأرة (كمأ في‬
‫آ‬
‫مفهوم الفلسفة او الحكمة بألمصطلح القراني) او لهأ تأثير اجرائي كأداة تنقل االفكأر النظرية‬
‫من ذهن المصمم (الواقع الذهني) إلى (الواقع الخأرجي) المتمثل بألورقة او شأشة الكمبيوتر‬

‫[‪ ]40‬ينظر رلى مزيد من املعلومات‪ :‬الفلسفة ومناهجها‪ /‬د‪ .‬سمير مثنى علي األبارة‪ ،‬وعلى الرابط‬
‫‪: http://www.alukah.net/culture/0/107178/#ixzz4Pcd4trmM‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )011‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫او اجهزة التمثيل االفتراضي او على مستوى االلفأظ (كمأ قد يسميه الشيخ المظفر بألوجود‬
‫اللفظي) كمأ يظهر ذلك بمفأهيم المنطق‪-‬الفكر‪-‬اللغة‪.‬‬
‫آ‬
‫وذلك على اعتبأر إن الية ارتبأط االنسأن (ككيأن معرفي) مع واقعه الخأرجي من خالل إطأر‬
‫مفأهيمي ثالثي هو (النظرية – المنهجية – التطبيق)‪.‬‬
‫َ‬
‫ألعمارة‪ ،‬هل هي مشكلة أم أشكالية‪:‬‬
‫يقول لوكوربوزييه‪ :‬ان َالعمأرة هي اللعب المتقن بألك تل المنظورة تحت الضوء‪.‬‬
‫والعمأرة هي بيت العلوم والفنون على مر العصور‪ ،‬وهي السجل الموثق لتأريخ االنسأن منذ‬ ‫َ‬
‫نشأته على هذه االرض وحتى يوم بعثه‪ .‬وهي بذلك إبداع فهي ذلك الفراغ من االبداع اإلنسأني‬
‫[‪ ]22‬الذي يؤطر الذاكرة ويعطيهأ شكال يحفظ مأ اختزنته االجيأل من صور ومفأهيم وتجأرب‬
‫ومأ ارادت التعبير عنه من مواقف ومشأعر ومعتقدات‪.‬‬
‫وينظر للعمأرة من وجهة نظر فنية علمية حيث تعرف على انهأ الفن العلمي إلقأمة ابنية‬
‫تتوفر فيهأ عنأصر المنفعة والمتأنة والجمأل واالقتصأد وتفي بحأجأت النأس المأدية‬
‫والروحية‪ ،‬في حدود اوسع االمكأنأت وبأحسن الوسأئل المتوفرة في العصر الذي تكون‬
‫فيه‪ ،‬وهي طريقة في العمل وبتفكير ومنطق سليم‪.‬‬
‫إذن َالعمأرة كعلم من العلوم البشرية البد لهأ من الفلسفة إلثبأت اسسهأ التصديقية العقلية‬
‫الفكرية‪ ،‬ليمكننأ من خاللهأ االنطالق نحو الجوانب التشكيلية والتطبيقية التجريبية‬
‫الحسية االخرى‪.‬‬
‫َ‬
‫لذلك يمكن االشأرة إلى ان اسس العمأرة التصديقية حسب المفهوم الفلسفي التي يمكن‬
‫انتزاعهأ من التصورات االولية والثأنية للواقع الحسي للعمأرة عبر التأريخ القديم والمعأصر‬
‫هي‪ :‬البهجة (الجمأل) والمالئمة (الوظيفة) والمتأنة (االنشأء) [‪ .]23‬وهي مبأدئ فيتوفيوس في‬
‫َالعمأرة التي لم يتمكن منظروا َالعمأرة عبر التأريخ اضأفة اضأفأت جوهرية عليهأ‪ ،‬اال من‬

‫[‪ ]44‬اورد كتاب “التعريفات للشريف الجرجاني"‪ ،‬الفرق االبداع والخل ‪ .‬فاإلبداع‪ ،‬هو ريجاد الش يء من ال‬
‫ش يء؛ وقيل‪ :‬اإلبداع‪ :‬تأسي الش يء عن الش يء‪ ،‬والخل ‪ :‬ريجاد ش يء من ش يء‪ ،‬قا‪ :‬هللا تعالى‪" :‬بديع‬
‫السموات واألرض" وقا‪" ::‬لل اإلنسان"‪ .‬واإلبداع أعم من الخل ‪ ،‬ولذا قا‪" ::‬بديع السموات واألرض"‪،‬‬
‫وقا‪" ::‬لل اإلنسان" ولم يقل‪ :‬بدع اإلنسان‪.‬‬
‫[‪ ]41‬راجع فيتروفيوس والكتب العشرة في َ‬
‫العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)017‬‬

‫خالل المعرفة القرانية التي نستدل من خاللهأ على اضأفة جوهرية كعنصر ومحدد تصديقي‬
‫رابع هو التقوى‪.‬‬

‫وعندمأ نعود إلى اسأس موضوع الفقرة الذي هو‪:‬‬


‫هل ألعمارة في معالجتها وألبحث عنها تقع في حقل ألمشاكل أم ألشكاليات؟‬
‫يتطلب ذلك بيأن االتي‪:‬‬

‫أول‪ ،‬المشكلة من " شكل"‪ ،‬ثالثة حروف ونقول بهأ " هذا شكل هذا “‪ ،‬اي مثله ومن ذلك‬
‫جأء في مقأييس اللغة البن فأرس(‪315‬ه)‪ :‬امر مشكل‪ ،‬كمأ يقأل امر مشتبه‪ ،‬اي هذا شأبه‬
‫الش ْك ًلة‪ ،‬وهي حمرة يخألطهأ بيأض‪ ،‬ويسمى‬ ‫هذا‪ ،‬وهذا دخل في شكل هذا‪ .‬ومن البأب ُّ‬
‫[‪]24‬‬
‫الدم اشكل للحمرة والبيأض المختلطين منه‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬وعرف " صليبيأ"‪ ،‬المشكلة بأنهأ المعضلة النظرية او العملية التي ال يوصل فيهأ إلى‬
‫حل يقيني‪ ،‬وهي مرادفة للمسألة التي يطلب حلهأ بإحدى الطرق العقلية او العملية‪ ،‬بينمأ‬
‫يكون اإلشكأل اإلشكأل‪ :‬هو االلتبأس‪ ،‬ويطلق على مأ هو مشتبه‪ ،‬ويقرر دون دليل كأف‪،‬‬
‫ومن ثم يبقى موضع نظر [‪.]25‬‬

‫وفي موسوعة الالند الفرنسية في الفلسفة‪ :‬تعد اإلشكألية ‪Problématique:‬سمة حكم او‬
‫قضية قد تكون صحيحة‪ ،‬لكن الذي يتحدث ال يؤكدهأ صراحة‪ .‬بينمأ المشكلة او‬
‫المسألة‪ Probléme:‬هي‪ :‬مهمة منطقية قوامهأ " تحديد شيء بنأء على الروابط التي يفترض‬
‫قيأمهأ بينه وبين اشكأل معينة"؛ او تقأل عمومأ على كل قضية‪ ،‬خصوصأ من الطراز‬
‫النظري‪ ،‬وكذلك من الطراز العملي‪.]26[ .‬‬

‫ولنأ في العمأرة كنتأج وحركة في نتأج مقأبل حركة في العمأرة‪ ،‬انمأ هي مشكلة وإشكألية‪،‬‬
‫وهي عالقة بين الكل في العمأرة واجزائهأ في نتأج او نتأجأت متعددة‪ ،‬مقأبل الجزء والكل‪.‬‬

‫[‪ ]42‬ينظر ‪ :‬مقايي اللغة‪ ،‬ابن فارس (‪151‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج‪0979 ، 1‬م‪ ،‬ص‬
‫‪،415-412‬‬
‫[‪ ]45‬ينظر ‪ :‬صليبيا‪ ،‬د‪ .‬جميل‪ " :0992 ،‬املعجم الفلسفي" ‪ ،‬الشركة العاملية‪ ،‬بيروت ‪ ،0992‬ج‪ ،4‬ص ‪. 179‬‬
‫[‪ ]41‬ينظر‪ :‬أندريه الالند‪ ،‬موسوعة الالند الفرنسية‪ ،4110 ،‬تعريب لليل أحمد لليل‪ ،‬منشورات عويدات‬
‫بيروت‪ /‬باري ‪ ،‬ط‪ ،4‬ص ‪0150-0151‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )019‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫ً‬
‫تعقيدا قيأسأ إلى مأ تعبر عنه‬ ‫فمأ في النتأج هو مشكلة (قضية) نبحث فيهأ إال انهأ اقل‬
‫القضأيأ الفلسفية المتداخلة من إشكأليأت فهي اسئلة فلسفية معقدة‪ .‬بألتألي‪:‬‬
‫‪ -‬نفهم ان المشكلة في العمأرة‪ ،‬كونهأ قضية جزئية تعين البأحث على االفتراب من‬
‫اتسأعأ من اإلشكألية اقل عمومية من اإلشكألية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اإلشكألية‪ ،‬عبر نتأجهأ وهي اقل‬
‫وهي جزء منهأ‪ ،‬لكون االخيرة تشمل لكل المشكالت‪ .‬واالجأبة على اسئلتهأ‪ ،‬تظهر‬
‫تعقيدا‪ ،‬تبعأ إلى تعدد العالقأت بين متغيراتهأ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مجأميع اخرى من االسئلة االك ثر‬
‫لتعطي مديأت معرفية جديدة تستوجب االيضأح والبحث فيهأ نحو عوالم معألم‬
‫معرفية جديدة‪ .‬بألتألي يمكن ان تكون المشكلة ً‬
‫سؤاال‪.‬‬
‫‪َ -‬ونفهم ان اإلشكألية في حركأت العمأرة قضية تتحمل صدقهأ في االثبأت او النفي او‬
‫كليهمأ بينمأ يفهم من المشكلة كونهأ نظرية او عملية او نظرية عملية كونهأ غموضأ‬
‫او قصورا المعرفة بألحل او تعدد الحلول‪ ،‬فتعتمد معأيير محددة لغرض االختيأر من‬
‫بينهأ‪ ،‬ومن ذلك لهأ من الخأصيأت في ‪ :‬فقدان القنأعة االحأدية بأتجأه واحد ليبقى‬
‫مفتوحأ؛ تتضمن مدى من المشكالت المختلفة؛ حأجتهأ إلى البحث‬ ‫ً‬ ‫البحث فيهأ‬
‫والدراسة عبرر وجهأت نظر متعددة في المعألجة والمقأربة‪.‬‬
‫‪ -‬بألتألي نتمكن من التمييز بين مشكلة فلسفية تهتم بهأ العمأرة في عالقأتهأ مع ظواهر‬
‫اخرى عند البحث عن حقيقة يتحكم فيهأ العقل‪ ،‬واخرى مشكلة تهتم بحقيقة يتنأولهأ‬
‫االنسأن في نسبيتهأ بين حسه وعقله‪ .‬فأالولى بعيدة عن متنأول االنسأن واالخيرة‬
‫قريبة منه‪ .‬ويعتمد البأحث في القضية الفلسفية على تمأثل اإلشكألية مع السؤال‬
‫الجوهري‪ ،‬ليقراه في اسئلة ثأنوية متنوعة تعني المشكالت‪.‬‬
‫ألفكر وفكر َ‬
‫ألعمارة‬
‫والف ْكر‪ِ :‬إعمأل الخأطر في الشيء [‪.]27‬‬ ‫ِ‬ ‫الفكر‪َ :‬الف ْكر‬
‫َْ‬ ‫الس َم َوات َو َاال ْرض َو ْاختالف َّالل ْيل َو َّالن َهأر آال َي ُ‬ ‫َْ‬
‫أب *‬‫أت الو ِل َي اال ل َب ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ ْ ِ ٍ‬ ‫تعألى‪ِ ﴿:‬إ َّن ِفي خ ًل ِق َّ ِ‬ ‫قأل‬
‫َّ َ َ ْ‬
‫ات َواال ْرض َر َّب َنأ مأَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ال ِذين يذكرون ًاّلِل ِقيأمأ وقعودا وعلى جنو ِب ِهمآ ويتفكرون ِفي خل ِق السمو ِ‬
‫َخ َل ْق َت َه َذا َب ِأطال س ْب َح َأن َك َف ِق َنأ َع َذ َاب َّالن ِأر ﴾(ال عمران‪.)919-910 :‬‬

‫[‪ ]47‬ينظر‪ :‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار رحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪.0991 4‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)019‬‬

‫ات َج َع َل ِف َيهأ‬ ‫َْ ً‬ ‫َ‬


‫ض َو َج َعل ِف آ َيهأ َر َو ِاس َي َوان َهأرا َو ِم ْن ك ِل َّالث َم َر ِ‬ ‫قأل تعألى‪َ ﴿:‬وه َو َّال ِذي َم َّد َاال ْر َ‬
‫ْ‬
‫‪.‬‬
‫ون ﴾(الرعد‪)3 :‬‬ ‫أت ِل َق ْو ٍم َي َت َف َّكر َ‬
‫ٍ‬ ‫َز ْو َج ْي ِن اث َن ْي ِن ي ْغ ِشي َّالل ْي َل َّالن َه َأر ِإ َّن ِفي َذ ِل َك ال َي‬
‫َ آ‬ ‫ً‬ ‫َْ‬ ‫قأل تعألى‪َ ﴿:‬و َس َّخ َر َلك ْم َمأ ِفي َّ‬
‫أت ِل َق ْو ٍم‬
‫ض َج ِميعأ ِم ْنه ِإ َّن ِفي ذ ِل َك ال َي ٍ‬ ‫ات ومأ ِفي االر ِ‬
‫الس َم َو ِ َ َ‬
‫ون ﴾(الجأثية‪.)93 :‬‬ ‫َي َت َف َّكر َ‬
‫َ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ْ آ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ ً َ َ ً ْ َ ْ َ َّ ْ‬
‫اّلِل َو ِتل َك‬
‫قأل تعألى‪ ﴿:‬لو انزلنأ هذا القران على جب ٍل لرايته خ ِأشعأ متص ِدعأ ِمن خشي ِة ِ‬
‫ون ﴾(الحشر‪.)29 :‬‬ ‫َاال ْم َثأل َن ْضرب َهأ ِل َّلنأس َل َع َّله ْم َي َت َف َّكر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قأل تعألى‪ِ ﴿:‬إ َّنه َف َّك َر َو َق َّد َر (‪َ )92‬فق ِت َل َك ْي َف َق َّد َر (‪ )91‬ث َّم ق ِت َل َك ْي َف َق َّد َر (‪ )20‬ث َّم َن َظ َر (‪ )29‬ث َّم‬
‫ْ‬
‫َع َب َس َو َب َس َر (‪ )22‬ث َّم َا ْد َب َر َو ْاس َت ْك َب َر (‪َ )23‬ف َق َأل ِإ ْن َه َذا ِإ َّال ِس ْحر ي ْؤ َثر (‪ِ )24‬إ ْن َه َذا ِإ َّال َق ْول ال َب َش ِر‬
‫(‪َ )25‬س ُأ ْص ِل ِيه َس َق َر (‪َ )26‬و َمأ َا ْد َر َاك َمأ َس َقر (‪(﴾ )27‬المدثر‪.)27-92 :‬‬

‫بوجه عأم ‪ thought:‬هو جملة النشأط الذهني من تفكير وارادة ووجدان وعأطفة‪ ،‬وهذا هو‬
‫المعنى الذي قصده ديكأرت بقوله (انأ افكر‪ ،‬اذن انأ موجود)‪ ،‬وبوجه خأص‪ :‬هو مأ يتم به‬
‫التفكير من افعأل ذهنية‪ ،‬وهو ايضأ اسمى صور العمل الذهني بمأ فيه من تحليل وتركيب‬
‫وتنسيق‪.‬‬

‫الفكرة‪idea :‬بوجه عأم مأ يجول بألخأطر‪ ،‬وهي موضوع التفكير ويراد بهأ خأصة الفكرة‬
‫المجردة الدقيقة الدالة على موضوع الشيء ك فكرة الخير والسعأدة‪ .‬وهي المثأل في نظرية‬
‫المثل االفالطونية‪ ،‬والصورة الذهنية [‪ .]22‬المستمدة من العألم الخأرجي عند ارسطو‪ ،‬وهي‬
‫ايضأ المعنى عند الحسيون قديمأ وحديثأ‪ ،‬وهي فلسفة المعأني عند سقراط واتبأعه التي‬
‫تهدف إلى تحديد الكلي والمعأني المجردة‪ ،‬وهي التصور الذهني الذي يجأوز عألم الحس‬
‫وليس له مأ يمأثله في عألم التجربة [‪ . ]21‬كمأ انهأ روح العمل النتأج شئ ومنبع اشعأعه‬
‫الفكري وهي التمأيز الي فعل بشري ويظهر نتأجه في عمل‪ ،‬فألفكرة هي مبتدا العمل‬

‫[‪ ]49‬مفهوم الصورة الذهنية‪ ،‬مصقلح متعارف عليه في اوائل القرن العشرين حيث أطل " والترليبمان" وأصبح‬
‫اساسا لتفسير الكثير من عمليات التاثير التي بها وسائل االعالم وتستهدف بشكل رئيس ي ذهن االنسان‪.‬‬
‫بينما حددها املناطقة العرب الصورة الذهنية بقولهم‪ :‬املعاني‪ :‬هي الصور الذهنية مـن حيث رنه وضع بإزائها‬
‫ُ‬
‫األلفاظ‪ ،‬والصور الحاصلة في العقل فمن حيث رنها تقصد باللفظ سميت معنى‪ ،‬ومن حيث رنه مقو‪ :‬في جواب‬
‫ماهو؟ سميت ماهية‪ ،‬ومن حيث ثبوته في الخارج سميت حقيقة‪ ،‬ومـن حيث امتيازه عن األغيار سميت هوية‪.‬‬
‫انظر‪ :‬علي بن محمد الجرجاني‪ 0215 ،‬هـ ‪ ":‬كتاب التعريفـات "‪ ،‬دار الكتـاب العربـي‪ ،‬بيـروت‪ ،‬ص ‪.409‬‬
‫[‪ ]49‬د‪ .‬جميل صليبيا ‪ "0994 ،‬املعجم الفلسفي"‪ .‬ج‪0‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )071‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫ومنتهأه‪ ،‬والعمل والفكرة مرتبطأن وفق ترتيب يبدا بألفكرة فألعمل ثم الفكرة مرة اخرى‬
‫ظهورا في هذا العمل(النتأج) على هيئة فكر معين‪ .‬ويشير في ذلك ابن خلدون إلى‪ :‬ان‬
‫العمل اول الفكرة‪ ،‬واول الفكرة اخر العمل‪ ،‬فال يتم فعل انسأن في الخأرج اال بألفكر وفي‬
‫هذه المرتبأت لتوقف بعضهأ على بعض‪.‬‬

‫امأ المفهوم ‪ ،concept‬فهو منهج االنسأن في تنظم اشيأءه الحسية‪ ،‬اذ يعزل خأصيتين‬
‫متشأبهتين ليكون منهمأ وحدة عقلية واحدة‪ .‬كمأ يشمل المفهوم عدد غير محدد من‬
‫الوقأئعأال انهأ تبدا بألخأصيتين المعزولتين ونهأية بكل شبيهأتهمأ‪ ،‬مع االعتبأر بكون‬
‫التشأبه هو مفتأح هذه العملية ويكون العقل هو الذي يعزل المتشأبهأت ويترك المجأل‬
‫لالضأفة‪.‬‬

‫ويهدف الكأتب االنتقأل من الفكرة إلى الصورة في موضوع العمأرة‪ ،‬للوصول إلى حألة‬
‫منطقية مقبولة لتفسير العمأرةودعمهأ بأدلة عقلية متوازنة‪ ،‬حيث كل صورة ذهنية عن‬
‫َالعمأرة ونتأجأتهأ تكون مخزونة كحألة مسبقة في ذهن االنسأن كونهأ رصيدا يستخدمه حينمأ‬
‫يشرع المصمم في تنأول افكأر تخص مشأريع متعددة‪ .‬حيث تستكمل الصورة عند استكمأل‬
‫المعلومأت عن الفكرة‪ .‬وبألتألي عبر منأهج نصل إلى نظرية َالعمأرة او نظريأت للحركأت‬
‫المعمأرية المتعددة‪.‬‬

‫الفكرة ‪ idea‬والمفهوم ‪ :concept‬همأ حلقة الوصل في عملية التصميم‪ ،‬وتركز على تحقيق‪:‬‬
‫عملية التصميم ‪ ،design process‬من خالل موضعهأ وعالقتهأ بألعنأصر ذات الصلة‬
‫والتأكيد على اهمية تلك العالقأت في البنأء المتكأمل لعملية التصميم‪.‬‬
‫وتوصيف مالمح مأهية تلك العنأصر‪.‬‬
‫كمأ تشكل تشكل صيأغة الفكرة ومأ بعدهأ المفهوم هي حلقة الوصل الفأعلة بين مرحلتين‬
‫من مراحل عملية التصميم‪:‬‬
‫مرحلة أستكشاف مشكالت ألتصميم‪ :‬ومنهأ بداية التعرف على المشروع وصيأغة‬
‫االهداف والغأيأت‪ ،‬جمع المعلومأت‪ ،‬تحديد إمكأنأت ومعوقأت المكأن‪ ،‬واهم المشكالت‬
‫وحلولهأ النظرية‪.‬‬
‫مرحلة ألتفكير‪ :‬وتتضمن الفكرة والمفهوم والبرنأمج الفضأئي‪ ،‬والعالقأت المكأنية‬
‫والبيأنأت‪ ،‬وخطط المفهوم وقرارات التصميم‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫التدبر‪ ...‬بين العمارة والفلسفة ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)070‬‬

‫مرحلة ألتصميم‪ :‬وتنتهي بأقتراح التصميم النهأئي في مخطط يتضمن االستعمأالت‬


‫وتوزيع العنأصر وترتيبهأ وفق عالقأتهأ النسبية‪.‬‬
‫هدف وغرض عقلي‬
‫‪2‬‬ ‫مرحلة الفكر ‪thought‬‬ ‫‪4‬‬
‫املوضوع ‪theme‬‬ ‫سياسات‪st.‬التسوير ‪zoning‬‬ ‫الفكرة‬
‫غاية‬ ‫واملفهوم‬
‫واهداف‬
‫وآلية عمل‬
‫المفهوم‬
‫العناصر‬
‫الفكرة ‪idea‬‬ ‫‪Concept‬‬
‫ذات‬
‫العالقة‬
‫مشكالت‬ ‫بالتصميم‬
‫وحلو‪:‬‬ ‫رؤى التصميم‬ ‫بناء معرفي‬
‫مفاهيم قرارات التصميم‬
‫تسلسل االحداث‬ ‫‪5‬‬
‫سكيجات‪ ،‬مراجعة‬
‫مشروع التصميم‬ ‫‪1‬‬ ‫البرنامج‪ ،‬البيانات‬ ‫‪3‬‬ ‫تصاميم اولية‬
‫والعالقات‬
‫الفكر اذا مأ اريد به النشأط الذهني فهو عبأرة عن اداة او الية عقلية يمأرسهأ الذهن او العقل‬
‫البشري للوصول إلى الفكرة التي هي محصلة عملية التفكير ليبني من خاللهأ كيأنه المعرفي‬
‫والفلسفي عن العألم او عن علم معين َ‬
‫كألعمأرة مثال‪.‬‬
‫وخطوات التفكير هي تحديد المشكلة وجمع وتحليل المعلومأت وتركيبهأ ثم تقييمهأ‪ ،‬واخيرا‬
‫اصدار القرار (الفكرة) كنتيجة لعملية التفكير‪.‬‬
‫أذن ألفكر هو مصطلح يستخدم في الدراسأت المتعلقة بألعقل البشري‪ ،‬ويشير إلى قدرة‬
‫العقل على تصحيح االستنتأجأت بشأن مأ هو حقيقي او واقعي‪ ،‬وبشأن كيفية حل‬
‫المشكالت ‪.‬ويمكن تقسيم النقأش المتعلق بألفكر إلى مجألين واسعي النطأق‪ .‬وفي هذين‬
‫المجألين‪ ،‬استمر استخدام المصطلحين "الفكر" و"الذكأء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهمأ‬
‫البعض‪.‬‬

‫في ألفلسفة‪ :‬ال سيمأ في الفلسفة الكالسيكية وفلسفة القرون الوسطى يعتبر الفكر موضوعأ‬
‫مهمأ مرتبطأ بمسألة مدى قدرة البشر على معرفة االشيأء ‪.‬وخالل العصور القديمة المتأخرة‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )074‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫والعصور الوسطى تحديدا‪ ،‬كأن الفكر يقترح في ك ثير من االحيأن كمفهوم يمكنه التوفيق‬
‫بين المفأهيم الفلسفية والعلمية للطبيعة وبين المفأهيم الدينية التوحيدية‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق جعل الفكر رابطأ بين كل روح بشرية والفكر اإللهي (او المفكرين) الخأص بألكون‬
‫نفسه‪( .‬اثنأء العصور الوسطى الالتينية‪ ،‬نشأ تمييز جرى بموجبه استخدام مصطلح "الذكأء"‬
‫لإلشأرة إلى الكأئنأت غير المأدية التي تحكمت في المجأالت السمأوية في ك ثير من هذه‬
‫الحسأبأت‪.‬‬
‫ألذكاء استمرت منأقشة الذكأء بأعتبأره القدرة العقلية او القدرات التي تتيح لالشخأص فهم‬
‫االشيأء كموضوع تجري دراسته من قبل علم النفس وعلم االعصأب العلمي الحديث‪.‬‬
‫والشخص الذي يستخدم الذكأء (الفكر والعقل )والتفكيرالنقدي او التحليلي بصفة مهنية او‬
‫بصفة شخصية يشأر إليه في ك ثير من االحيأن بأسم مفكر‪.‬‬

‫الحكمة‪ ،‬والعلم نتيجة المعرفة‪ ،‬فمن ال حكمة له ال ح ْك َم له‪ ،‬ومن ال معرفة‬ ‫ْ‬
‫الحكم نتيجة ِ‬
‫له ال علم له‬
‫متجمد‪ .‬ابن عربي‬ ‫الزمأن مكأن سأئل‪ ،‬والمكأن زمأن ِ‬
‫الحكمة والمعرفة هنأك حكم وعلم‪ ،‬ومعرفة االول يعني الوصول إلى الثأني‪.‬‬
‫وبين ِ‬
‫۞۞۞۞۞۞‬

‫حتى يكون مأ نعرف في زمأننأ ومكأننأ هو‪ :‬حكم الزمأن فهي حكمة في مكأن سأئل؛‬
‫متجمد‪.‬‬
‫وعلم المكأن فهي معرفة في زمأن ِ‬
‫حواريات في مواضيع‬
‫االبداع و االحسان ‪ /‬إذا زاد االبداع زاد االحسان‪ ،‬وإذا قل االبداع قل االحسان‬ ‫اوال ‪:‬‬
‫التكنولوجيا واالنسان ‪( /‬االنسان عاجز امام االتكنولوجيا ام ال)‬ ‫ثانيا ‪:‬‬
‫ا إالنسااان فااي ته تاال مااع المجااار والج تجااع ‪ /‬توووازن اإلنسووان فووال عهقموول م و ال ووا‬ ‫ثالثا ‪:‬‬
‫وال جم‬
‫ا إالنسان والمجار ‪ /‬اإلنسان وال ا ايه ا اسبق‬ ‫رابما ‪:‬‬
‫ا إالنسان والفضاء ‪ /‬عهقة اإلنسان بالفضاء ‪/‬دو االنسان فال ال ا‬ ‫خامسا‪:‬‬
‫الجحكم والجتشابل‪ /‬فلسفة اإلنسان فال ال ا‬ ‫سادسا‪:‬‬
‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫حواريات في مواضع‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )471‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)471‬‬

‫حواريات في مواضيع‬
‫تنشا ؤية إلى فلسفة اإلنسان فال ال ا من خهل‪:‬‬
‫اوال‪:‬‬
‫ت د ال ا حاجة يس ى اإلنسان إلى اشباعها‪ ،‬ونماج لنشاط بشري‪ ،‬نحو تكووين ع وا هال حاجة اإلنسان‬
‫إلى مواوى يقيول مون عوامول فيزياويوة واخرى طبي يوة كال ناخ‪ ،‬فكانت هذه ال وامل ال رشد فال تكوين فكر‬
‫م ينة لنماج‪:‬‬
‫‪ -‬االسمجابة لنظام م ين من االحمياجات وينظم من خهل عمبة الش و اضافة إلى الفكر وال ل‪.‬‬
‫حيث يس ى اإلنسان فيها نحو‪ :‬هدفل فال جلب منف ة م ينة‪ ،‬ومقصده فال نماج يدف الضر عن‬
‫اإلنسان فال حياتل‪ .‬انل ي ثل فكر المنازع من اجل البقاء [‪ .]1‬فاالنسان يس ى إلى اسمغهل موا د‬
‫بيئمل الشباع حاجاتل االساسية‪ ،‬ويكون الوضوح قائ ا فال ال هقة ال مبادلة بين اإلنسان وال ا‬
‫ض ن النظام‪ ،‬وال حيط على اال ض‪.‬‬
‫‪ -‬المكيف م البيئة [‪ ،]2‬حيث يضطر اإلنسان او الكائن الحال و فال س يل من اجل البقاء إلى اعداد‬
‫نفسل ب ا ينمج‪ ،‬إلى الشكل الذي ي كنل م ل إدامة ال حيط الذي ي يش فيل‪.‬‬
‫ولكون االسباب البيئة وال رانية واالقمصادية واالجم اعية ال طلوبة الدامة حيا اإلنسان فال مدينمل او‬
‫الحيز الذي يمواجد فيل بيئة ال يش‪ ،‬مخملفة وممفاوتة فال كل زمان ومكان‪ .‬فان‪:‬‬
‫‪ -‬هذا االخمهف والمفاوت يؤدي إلى اخمهف وتفاوت حاجات اإلنسان‪ .‬والذي تجلى كنشاط بشري فال‬
‫ال ا وهندسمها بدات فال البحث عن ال اوى من جهة‪ ،‬ويفسر نميجة ل لية تطو اممدت منذ‬
‫وجود اإلنسان على اال ض من جهة اخرى‪.‬‬
‫واالنسان لل ما ي ثلل من حاجات يشب ها وم ا ف يطلبها و غبات يس ى إلى ايجادها‪ ،‬مقابل ما لديل‬
‫من طاقات وقد ات وحاالت خاصة بال جم ‪.‬‬

‫بين ا تحقيق الموازن ال ناسب بين‪ :‬د جة اال ضاء‪ ،‬لحاجة اإلنسان وتامين بقاءه‪ ،‬ود جة القد للطاقة‬
‫الناتجة من ال وا د ال ادية‪ .‬يكون من خهل دو اإلنسان فال نماج شئ م ين‪ ،‬وتواجد الحس ووعال‬

‫[‪ ]1‬يعد التنازع من اجل البقاء أحد أصلين اعتمد عليهما دارون(‪ )4081-4081‬في نظريته" تطور االنواع"‪ .‬واالصل‬
‫االخر هو فرضية التحول التدريجي‪.‬‬
‫[‪ ]2‬ينظر‪ :‬إلى تفاصيل املقالة السادسة‪ /‬االدراكات االعتبارية‪4140 ،‬هـ ‪ ،‬إلى السيد محمد حسين الطباطبائي‪ :‬اصول‬
‫الفلسفة واملنهج الواقعي"‪ ،‬ترجمة عمار ابو رغيف‪ ،‬املؤسسة العراقية للنشر والتوزيع‪ ،‬املجلد االول‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )471‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫اإلنسان فال نماجل‪ .‬ويظهر النماج بوجود مسمقل وبشكل مل وس ويقوم بوظيفة م ينة‪ ،‬وهذه م ادلة ل دد‬
‫من وظائوف الحاجات‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬
‫ومن ذلك‪ ،‬ينقسم نظام ال ا تب ا إلى س اتها الى‪ :‬ع ا ذات الصفة ال حلية وما تح ل من خصائص اجم اعية‬
‫وثقافية محدد ؛ وع ا ذات صفات دخيلة والمال ت د ممفوقة تكنولوجيا او اجم اعيا فم طال وجود نماج بقوانين‬
‫جديد ‪.‬‬

‫لذا فان حوا ية اإلنسان م ع ا فال بيئة م ينة يبحث فيها عند اعم اد ال ا كظاهر بحاجة إلى ما‬
‫يكومنفها من مفاهيم وقيم ج الية دائ ة المطو قد ا تباطها باالنسان‪ .‬م ا ي نال ص وبة تفسيرها تب ا‬
‫لهوضاع االقمصادية م اه ال دو اإلنسان وال جم كونها قوى مؤثر ‪ .‬فالحاجة هنا بطت ال ا‬
‫بالمطو ات الفكرية واالجم اعية واالقمصادية والبيئية المال ّمرت على مناطق مم دد من ال الم‪.‬‬
‫فاالنسان ال ا يم امل م الوظيفة ويس ى من خهلها إلى‪:‬‬
‫‪ -‬إشباع الحاجة االجم اعية عن طريق الوظيفة النف ية‪.‬‬
‫‪ -‬وتحقيق هوية الفرد ومجم ل عن طريق ال ادات والمقاليد وم مقداتل من خهل الوظيفة الرمزية‪.‬‬
‫‪ -‬وتامين ال م ة االد اكية والبصرية فال المكوينات ال ا ية من خهل الوظيفة الج الية‪.‬‬

‫ا نقول فال ت امل ال ا م م رفة إلى إخمصاص محدد للوصول إلى نماج من خهل‪:‬‬ ‫بين‬
‫ال ناصر ال كونة للمكوين وم رفة خصائصها ي نال تكامل الوصف لموجل النماج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ال هقات االجم اعية ب ا يحقق هوية ال جم واخمهف خصوصياتل تب ا الخمهف ال كان‪ ،‬وما فيها‬ ‫‪-‬‬
‫من عادات وتقاليد وم مقدات‪.‬‬
‫وم رفة النماج وتاثيراتل فال تباين مقاييس قيم ال ناصر والظواهر فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويكون بين اإلنسان وال ا نماج يم رض إلى مفاهيم تدل عليل وتسمث ر ال فاهيم ال ل ية فال ايجاد‬
‫ال قا بات بين النماج ال ا ي والموجهات ال ل ية عبر مفاهيم االسم ا وال حاكا من جهة والقبولية‬
‫ّ‬
‫والمكيف من جهة اخرى‪.‬‬
‫ويكون الفيصل بينه ا هو المطو الفكري واالهم امات المال ت كس هوية ال جم ب ا ي لك من لغة وتا يخ‬
‫وثقافة ممجذ فال حضا ‪:‬‬
‫‪ -‬البقاء فيكون مبدعا ومحسنا‪ ،‬فكان ا تباط نشوء ال ا بحاجة االنسان‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)477‬‬
‫والفكر فال اسم ال الشئ او اسمخدامل فال خدمة اإلنسان لل عهقة بالحاجة‪ .‬فكان ا تباطل في ا‬ ‫‪-‬‬
‫يجود بل فكره من تكنولوجية توصل لها ليكون المحدي فال كونل عاجزا امامها ام ال‪ .‬فس ى إلى يحقق‬
‫توازنل فال عهقمل م ال ا وال جم ‪ ،‬وعهقمل بال جم وما فيل من ع ا ‪.‬‬
‫تكيف بيئمل‪ .‬فبحث فال‬‫بالمالال ا إالنسان هو حجر االساس فال نشوء ال ا وتسخير محيطل نحو ّ‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسان وال ا ايه ا اسبق‪ ،‬وقراءتها فال عهقة اإلنسان بالفضاء‪ ،‬ليحدد دو االنسان فال كل ع ا ‪.‬‬
‫ثم يكون ظهو النماج ما تشابل عليل بين الناس فيكون ال مشابل هو ما يحدد الخصوصيات ض ن‬
‫إطا ‪ .‬إلى ما ع ل بل ال خمص‪،‬‬
‫بين ا ينظم ال حكم اطر حركات ال ا اال كوثر ع ومية‪ ،‬عندها اعطى هوية لها‪.‬‬

‫كبف يجكن للجمجار إاتقان تجلل‪:‬‬


‫ب ا يجب عليل االجابة على االتال‪:‬‬
‫مدى درتك الحسية م الواق وال قلية فال تحليلها والبرهنة عليها‪( .‬مشكلة تص يم‪ ،‬بحث)‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫هل ترغب في المجل ليكون حبك إلى اخمصاصك فال حل مشكلة ب د وجوه‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫هل انت بحاجة إالى تطوير مهاراتك‪ .‬لمنظر إلى جهود االخرين واالسمفاد منها‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫هل انت مسم د إلى تنظيم و تك لكال تنجز ع لك‪ .‬تفكر فال اي من الحلول هو الصحيح لمدخل‬ ‫‪)4‬‬
‫فال تفاصيلل‪ ،‬اي تسويق االفكا ‪.‬‬
‫هل لك اال اد فال بول التحدي فمنجز ال ل دون كسل‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫وتكون االجابة‪ :‬نمم قاد على ذلك فإنك قاد على اتقان ع لك‪.‬‬
‫ال غير قاد ‪ ،‬فه تحب ع لك‪ ،‬او على تطوير نفسك‪ ،‬اممهك قلوب االخرين‬
‫نحوك‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )470‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫[‪]3‬‬
‫اوال‪ :‬االبداع واالحسان‬
‫" إاذا زاد االبداع زاد االحسان‪ ،‬و إاذا ل االبداع ل االحسان"‬
‫قال سول هللا صلى هللا عليل والل وسلم‪:‬‬
‫اإلحسان ان ت بد هللا كانك تراه فإن لم تكن تراه فإنل يراك ‪.‬‬
‫اإلبداع (‪)Creativity‬ك ا يقول (ها ول اند سون)‪ :‬ع ّلية إنماج تشهد ّكل لحظة من لحظاتها والد جوهر‬
‫ذات قي ة انية‪ ،‬ليس ذلك فحسب بل تك ن االه ّية فال كون اإلبداع ضرو من ضرو ات الحيا ‪.‬‬

‫او ي رف اإلبداع [‪ ]4‬بانل ال يل إلى توليد او الم رف على االفكا او البدائل او االحم االت المال قد تكون‬
‫مفيد فال حل ال شاكل‪ ،‬والمواصل م االخرين‪ ،‬والمسلية بانفسنا واالخرين‪ .‬وهناك ثهثة اسباب تدف‬
‫الناس إلى اإلبداع‪ :‬الحاجة إلى الرواية‪ ،‬ممنوعة‪ ،‬وم قد المحفيز؛ الحاجة إلى المواصل االفكا والقيم؛‬
‫والحاجة إلى حل ال شاكل‪.‬‬
‫اما حمى تصبح مبدعا تحماج إلى‪:‬‬
‫‪ -‬ان تكون قاد ا على عرض االشياء‪ ،‬عن اشياء اخرى‪ ،‬بطرق جديد او من منظو مخملف‪.‬‬
‫‪ -‬ان تكون قاد على توليد إمكانيات جديد او بدائل جديد ( ‪new possibilities or new‬‬
‫‪ .)alternatives‬وال تقيس اخمبا ات اإلبداع ب دد البدائل المال ي كن ان يولدها الناس فحسب‪ ،‬بل‬
‫تفرد تلك البدائل ايضا‪.‬‬
‫‪ -‬بالمالال‪ ،‬القد على توليد بدائل او لرؤية االشياء بشكل فريد ال يحدث عن طريق المغيير‪ .‬فهو مرتبط‬
‫ب هقات تفكير اخرى اكوثر جوهرية‪ ،‬مثل ال رونة‪ ،‬والمسامح من الغ وض او عدم القد على المنبؤ‪،‬‬
‫والم م باالشياء المال لم تكن م روفة من قبل‪.‬‬

‫اوال‪ :‬المجار إابداع و إاحسان‪.‬‬


‫عندما نرى فال ال ا ابداعا واحسانا‪ ،‬فإن‪:‬‬

‫ُ‬
‫[‪ ]3‬أخذت الفكرة من نشاط أحد طلبة الدراسات العليا‪ /‬املاجستير ‪ –1841‬تصميم معماري‪ ،‬الطالب محمد سلمان‬
‫‪]4[ California State University, Northridge, From Human Motivation, 3rd ed., By Robert E. Franken.‬‬
‫‪P.396, 394.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)478‬‬
‫‪ -‬لل ا نصيب فال اسسها وتفاصيلها‪ ،‬من خهل منهج يمصف باالتقان والش ولية فال عهقاتها‬
‫ب سمويات مظاهر حيا اإلنسان‪.‬‬
‫‪ -‬يمد ج االتقان ثم االبداع فال ال ل ال ا ي‪ ،‬عند إعم اد اسس المكوينات ال ؤثر على االنسان‪.‬‬
‫وكهه ا يرتبط بجود النماج كحالة يقدمل ال خمص إلى االخرين من خهل ذلك ال ل‪.‬‬
‫‪ -‬ثم ا تباط مفهوم االتقان واالبداع فال ال ل ال ا ي بالجود كحالة من نماج يقدمل اإلنسان من‬
‫خهل ال ل‪.‬‬
‫‪ -‬بالمالال ا تباط مفهوم الجود فال النماج ب فهوم االحسان الذي بل تحث عقيد اإلنسان على االخهص‬
‫بل فال ظاهر االمر وباطنل‪.‬‬
‫والنميجة من ذلك‪ ،‬عند إ تباط مفهوم االبداع باالحسان فال م مقد اإلنسان االسهم مثه و يج لل يرتقال من‬
‫قي ة مجم ل إضافة إلى ا تقاء ال لم واالخهص فال ال ل‪.‬‬

‫االتقان‬ ‫العمل املعماري‬


‫إذا زاد االبداع في إتقان العمل زاد اإلحسان‪،‬‬
‫ومنه يزداد االخصاص بالعمل من خصال جودة‬ ‫االبداع‬ ‫التكوينات الهندسية‬
‫متغيرات العمل وارتقاء العلم‬
‫االحسان‬ ‫خدمات من انسان إلى انسان‬

‫الجودة‬ ‫االخصاص في وواهر االمور ووواطهها‬

‫إذا زاد االبداع زاد‬


‫ارتقاء العلم‬ ‫االخصاص في العمل‬
‫االحسان‬

‫ثانيا‪ :‬الجفكر إانسان و ضية‪.‬‬


‫اإلنسووان كووائن مفكوور فضو ّولل هللا عووز وجوول بن وة ال قوول ميزتوول عوون بوواقال الكائنووات‪ّ ،‬‬
‫ومكنوول بال قوول ان‬
‫يصووبح سوويد ال خلوقووات علووى اال ض وإن يطوووع محيطوول لخدمموول وتلبيووة احمياجاتوول‪ .‬فهووو الوسوويلة المووال‬
‫ي يووز بوول الخيوور عوون الشوور ليبم وود عوون ضوور ه‪ .‬وعنوودما تج وول اإلنسووان يفكوور‪ ،‬فهووو يحوواول الوصووول إلووى‬
‫الحقائق‪ ،‬والى حلول ل شاكل حياتل وت امهتل‪ .‬وتفسر لل مايخاف منل ليم لم كيف يمصرف‪.‬‬
‫فال قل هو ما يطلق فال وصف القد على اإلد اك والم ييز واتخاذ القرا ال هئم باعم اد بيانوات دموا‬
‫اإلنسووان‪ ،‬وخاصووة الوظووائوف المووال تورتبط باإلنسووان الووواعال مثوول المفكيوور والوومامل والمحليوول ومووا اشووبل‬
‫ذلك‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )408‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫بالمالال فان ع ليل المفكير هال المال تقود اإلنسان إلى االبوداع واالبمكوا وإيجواد الحلوول‪ ،‬فالحاجوة الموال‬
‫تؤثر على اإلنسان تج ل ال قل يفكر ثم يبدع لي طال حلول تهمم بمطوي بيئمل لخدممل‪.‬‬

‫‪If you cannot define what you are doing as a process, you‬‬
‫”‪do not understand what you are doing.‬‬
‫‪W. Edwards Deming‬‬

‫" إاذا لم تتجكن من تحديد ما تقوم بل كمجلية‪ ،‬إفانك ال تفهم ما تقوم بل "‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬‬
‫االبداع )‪ ،) creativity‬هو االخمراع واالبمكا [‪ ،]5‬او اول من قام بف ل شئ م ين من غير نظير لل‪ ،‬وهو فال‬
‫ال وسوعة الفلسفيل ال ربية‪ :‬إنماج شالء جديد او صياغة عناصر موجوده بصو جديد فال احد مجاالت‬
‫ال رفة‬
‫اما ال وسوعة البرطانية فم رف االبداع على إنل القد على إيجاد شالء جديد ل شكلة او ادا جديد او اثر‬
‫فنال او اسلوب جديد‪ُ .‬وذكر فال القران الكريم فال مواض عد ‪ ،‬منها على سبيل ال ثال‪.‬‬
‫ات َو َاال ْ ض َوإ َذا َق َضى َا ْم ًرا َف ِإ َّن َ ا َي ُق ُول َل ُل ُكن َف َي ُك ُ‬
‫ون ﴾(البقر ‪.)111 :‬‬ ‫قال ت الى‪َ ﴿:‬ب ِدي ُ َّ‬
‫الس َ َاو ِ‬
‫ِ ِ‬
‫عندما خلق ت الى الس اوات واال ض وكل ما فيها من خلق على غير صو او مثال سابق‪ ،‬فه وجود إلى‬
‫ا ض او س اء‪ ،‬او إنسان او جن‪.‬‬
‫ك ا ان االبداع هو‪:‬‬
‫‪ -‬انماج شئ جديد او صياغة عناصر موجود بمشكيهت جديد فال احد مجاالت ال رفة‪ .‬فهو إعاد‬
‫تقديم القديم بصو جديد او مبمكر ‪ ،‬او اإلتيان بجديد‪.‬‬
‫‪ -‬الم امل م االشياء ال الوفة بطريقة غير مالوفة‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على صو جديد من خهل دمج ا اء قدي ة او جديد ‪ .‬او تكيف اال اء وتطويرها باسم ال‬
‫الخيال‪ ،‬حمى تشب حاجات اإلنسان بطريقة جديد او ع ل شالء جديد مل وس او غير مل وس‪.‬‬
‫ً‬
‫منطقيا‪.‬‬ ‫اعيا‪ ،‬ويحل مشكلة ما‬ ‫‪ -‬كذلك هو إنماج عقلال جديد ومفيد واصيل ومقبول اجم ً‬

‫[‪ ]5‬اإلبداع في اللغة هو االختراع واالبتكار على غير مثال سابق ‪.‬ووصورة أوضح هو إنتاج ش يء جديد لم يكن موجودا من‬
‫قبل على هذه الصورة‪ .‬واالبداع في املوسوعة البريطانية على أنه القدرة على إيجاد حلول ملشكلة أو أداة جديدة أو أثر‬
‫فني أو أسلوب جديد‪ ....‬أو هو مزيج من القدرات واالستعدادات والخصائص الشخصية التي إذا وجدت بيئة مناسبة‪.‬‬
‫(العالم جوان( ‪.‬‬
‫ينظر‪( :‬اإلبداع مفهومه ووسائل تنميته) ؛ م‪/‬محمد بن عبد الرحيم بن سعيد آل ناقرو‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)404‬‬
‫من ذلك‪ ،‬يكون اإلبداع حالة عقلية بشرية نحو إضافة حقيقية ل ج وع النماج اإلنسانال‪ ،‬فهو ضرو من‬
‫ضرو ات الحيا ‪ ،‬وت ل إليجاد افكا او طرق ووسائل غاية فال الجد والمفردو واالصالة والواق ية‪.‬‬
‫اإلبداع باعمبا ه نماجا إبمكا يا لل صفات م يز ‪ :‬فقد اعمبر ب ض الباحثين النماج االبمكا ي ال حك فال‬
‫قد الفرد على اإلبداع‪ ،‬وهذا النماج يكون مل وسا وي كن قياسل وإخضاعل للد اسة والمقييم‪ .‬ومن اهم‬
‫خصائص ال ل ال بمكر إنل يمسم بالجد واالصالة والواق ية والفائد ‪.‬‬

‫اما االحسان فهو‪ ،‬ات ام ال ل او ال نجز باحسن الصفات كالدقة وال مانة واالتقان واالخهص لمقيم صو‬
‫لل ل على افضل ما ي كن‪ .‬فهو يركز على نف االخر وهو حصيلة ع ل يبدا بإنسان وينمهال بإنسان اخر‬
‫ض ن مجم ‪ .‬بين ا يش ل االبداع‪ ،‬على صفات جوهرية المال يش لها االحسان تند ج تحت مفاهيم الجد‬
‫واالبمكا وخلق الجديد او اظها غير ال الوف من ال الوف)‪.‬‬

‫رابما‪:‬‬
‫فاالبداع هو اس ى مراحل انجاز ال ل فهو يشم ل على حل اشكالية يم رض لها اإلنسان إذا كان الهدف‬
‫اتقان ال ل باالتجاه االمثل وايجاد الجديد غير ال سبوق‪.‬‬
‫فاالبداع يبدا باإلنسان ال بدع بصفات ممفاوتة بين البشر‪ ،‬وتنمهال بإنسان اخر يقل ابداعا عنل او عن‬
‫مجم ل‪.‬‬
‫اي ان االحسان هو ما يقدم من ف ل ممداول بين افراد مجم على ال سموى االفقال ال طروق‬
‫واالبداع ي ثل النهضة او القفز ال ودية فال هذا الخط الذي يلبال حاجات او غبات انسانية‪.‬‬
‫فاإلنسان ومجم اتل تحماج إلى االبداع النل يحقق الموازن بين عقل اإلنسان وتطو اتل (الذهنال والنفسال)‬
‫وبين تلبية الحاجات ال جم ية‪.‬‬
‫فاالبداع يقلل اال باك بين الحاجات والمطو ات فال عقل اإلنسان الن تغذية احد الطرفين دون االخر يظهر‬
‫الهتوازن‪.‬‬
‫والهتوازن يؤدي إلى بقاء ال جم على ال سموى االفقال (المكرا او الن ذجة) والتحدث القفز المال‬
‫تنمقل باالنسان إلى حالة الموازن بين الحاجة والمطو ال قلال لل‪ .‬فاذا كوثر االبداع كوثر االحسان‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )401‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫ثانيا‪ :‬التكنولوجيا واالنسان‬


‫(االنسان تاجز امام االتكنولوجيا ام ال)‬
‫ت رف المكنلوجيا باسمخدام اإلنسان لهدوات من اجل تلبية غباتل باقل جهد واعلى ف الية وبذلك اقمرنت‬
‫المكنلوجيا بالف ل لمحقيق المكيف واعاد تشكيل الطبي ة ب ا يحقق صو لذات اإلنسان فال ذلك الزمان‬
‫وال كان‬
‫والمكنولوجيا إ تبطت بال لم‪ ،‬لكونها حلقة الوصل بين ال لم واالنماج‪ ،‬وهال م ا ف ومها ات‪ ،‬ت ين‬
‫اإلنسان على االبمكا واالخمراع والمطوير‪ .‬ف ندما تكون المكنولوجيا هال فال م رفة الوسيلة‪ ،‬فإن ال لم هو‬
‫فال م رفة ال بدا (ال لة)‪ .‬وما يصل إليل البحث ال ل ال يكون فال المكنولوجيا تطبيقا ع ليا لهخمراعات‬
‫واال كومشافات ال ل ية‪.‬‬
‫ونبم د اكوثر فال الفهم االقمصادي لها عندما تكون فال ال لية االنماجية وب ا يحقق انخفاض فال تكاليف‬
‫النماج او تطوير اساليبل‪.‬‬
‫وعندما سكن اإلنسان االول الكهوف‪ ،‬ا تبطت حياتل ب ا جادت بل ا ضل فال وقمها‪ ،‬فكانت من نماج‬
‫الطبي ة او الطبي ة نفسها‪ ،‬او ما يصن ل بيديل بقصد المكيف م بيئمل‪ ،‬لمغير من اساليب الم امل م‬
‫حاجاتل‪ ،‬فظهرت االدوات المال يسمخدمها فال كسب غذاءه ومواد جديد تلبال حاجاتل وممطلباتل‪ ،‬فمطو ت‬
‫نظم السكن واساليب االنشاء لها‪ .‬فإنمبل إلى ما فال بيئمل فاسم ل الخشب وصن اللبن وقط الحجر‪،‬‬
‫وتشج من خهلها فال بناء مسكن لل‪ .‬واحب االمن فمج وا من ب ضهم وع دوا إلى بناء مساكن ممقا بة‬ ‫ّ‬
‫لهم‪ ،‬حمى اصبحت ن وذجا يمهقفل الباحثون فال النقد والمحليل‪.‬‬

‫تاريخيا ‪...‬‬
‫املكان أقدم من اإلنسان‪ ،‬وكينونة‬
‫اإلنسانووجوده في املكان‪ ،‬يعيد‬
‫تشكيله وتحويله إلى أشكال مختلفة‬
‫حسب ثقافة اإلنسان واحتياجاته‪...‬‬
‫بين ا ترتبط فكر الس ال نحو المكنولوجية عن طريق عهقة اإلنسان م عنصر من عناصر ال ا ‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)401‬‬
‫ويبقى سؤال مطروح على ال هم ين فال كل زمان ومكان فال‪:‬‬
‫ماهية التكنولوجية وكيفية وامكانات تاثرها باالنسان؟‬
‫وهل انها ادا تسيطر تلى ا إالنسان ام هي التي تسيطر تليل؟‬
‫و ب ا يكون ال دخل فيه ا عن طريق تزامن انجاز اع ال م ا ية مسمحدثة وتلبال حاجات ال جم ‪ ،‬م‬
‫تسخير تقنيات م اصر ‪ .‬وما ينمف منه ا هو تطوير فكري فال حركة ت اقب نظريات ال ا وتوصيفاتها‬
‫ال م دد لم دد نماج اإلنسان‪ ،‬واخر تطوير تقنال فال اسم را ية تقنيات البناء وإمكانات اعم ادها فال إشباع‬
‫حاجات ال جم ات ب ا فيها اإلنسان‪.‬‬

‫من هذا‪ ،‬ي نال ا تباط المكنولوجيا ب رفة الوسيلة مقابل ال لم ال رتبط ب رفة ال لة او ال بدا فيل‪:‬‬
‫‪ -‬فقد تكون للمكنولوجيا الصو الفنية لها لكونها علم او تطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬او تكون ع ليات كحاالت تطبيق او نواتج كادوات واجهز ومواد ناتجة‪.‬‬
‫‪ -‬او تكون تقنيات ت طى بين الناتج وال لية المال تحك ل وي طال الصو االقمصادية لها‪.‬‬
‫‪ -‬ك ا انها المطبيقات النظامية لل رفة ال ل ية‪ ،‬وهال ايضا ال ا ف ال نظ ة الغراض عل ية‪.‬‬

‫او هال علم يموجل نشاطل إلى م الجة مشاكل وتص يم الحلول لها من خهل اسمث ا البحوث‬ ‫‪-‬‬
‫والد اسات بجانب توظيف القد ات البشرية وإمكانات ال وا د ال ادية‪ ،‬تطويرا واسمخداما‪ ،‬وادا‬
‫نحو اهداف محدد ‪ .‬وال لم الذي يوجل نشاطل ان ا هو فكرا تحويليا مقابل كونل ف الية ذهنية تنفيذية‬
‫منذ ظهو اإلنسان على اال ض‪.‬‬

‫وعند النظر إلى المكنولوجيا إلى كونها االسمخدام االمثل لل ا ف ال ل ية وتطبيقاتها خدمة لهنسان‪ ،‬فهال‪:‬‬
‫‪ -‬طريقة تفكير‪ ،‬وإيجاد حلول ل شاكل ت مرض إشباع حاجة االنسان‪.‬‬
‫‪ -‬اسلوبا للمفكير ي م دها اإلنسان للوصول إلى نمائج محدد لل‪ ،‬وليست نميجة‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة للمفكير فال اسمخدام ال ها ات وال ا ف الشباع حاجات االنسان‪ ،‬وزياد م رفمل المجربية‬
‫وال قلية‪.‬‬

‫وعند المقريب بين ال ا والمكنولوجيا فإن القاسم ال شمرك الذي يحرك الجهد االنسانال هو " قو‬
‫المغير"‪ ،‬فال البرامج الوظيفية ل بان جديد ‪ ،‬او حاجات جديد او ا تباطات بنظم جديد ‪ ،‬وف ل المغير‬
‫فال خصائص االشكال ال ا ية بين المصو ات الهندسية والمشكيلية‪ .‬باتجاه الجديد من المشكيهت على‬
‫مسموى النماج‪ ،‬او على مسموى الحركات عند المغير فال مبادئ المشكيل‪.‬‬

‫وهذا ما يموضح حضو ه و مثه و فال نماجات حركة الحداثة عند اسم ال ال واد الجديد من الزجاج‬
‫والكونكريت فال عقود مماخر من القرن الماس عشر‪ .‬فقد كزت فيها نماجاتهم على اتقان ال ل واالسمفاد‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )401‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫من النظم المال اضحت ال ؤثر االكبر فال تنوع النماجات بال واد واالشكال واالفكا وحمى المكوينات‬
‫وخصوصية وادها‪ .‬ا ّي اصبح ا تباط المكنولوجيا بحركات ال ا الجديد هال ال ؤثر فال صناعة ال كان فال‬
‫ال ا ‪.‬‬

‫وان ما يثير الكوثير من الناس المقنيات المال يحمك بها اإلنسان‪:‬‬


‫بين ان يكون ا إالنسان تاجزا امام التقنيات ام ال فيكون ا إالنسان االدا الجنفذ لها؟‬
‫وبين ان تكون التكنولوجيا حاجة يتطلب اشباتها؟‬
‫لمم دى حدود الرغبة لدى اإلنسان‪ ،‬حمى يم كن اإلنسان عند توفر الظروف الكوفيلة بمطوي ها حسب‬
‫قد تل او يكون عاجزا امامها‪.‬‬
‫‪ -‬إن ظهو مفهوم المكنلوجيا كوسيلة لملبية الحاجات االنسانية‪ ،‬ا تقى بالحاجة إلى س و اإلنسان و قيل‬
‫عبر حلول تثري الحلول ال م دد ل سمقبل امن إلى اإلنسان‪ ،‬بالمالال ُع ّدت ادا إلى الكوثير من‬
‫النماجات المال اعطت تصو ات عديد ل خملف طبقات الحيا االنسانية والماكن مم دد ‪.‬‬
‫‪ -‬تظهر الحاجة فال صو تها بهيئة غبة غير مبر ‪ ،‬ل ا فيها من اهداف او احهم‪ ،‬إال إنها قد تبر لملبية‬
‫واشباع ممطلبات لدى اإلنسان او مجم ل لمكون حاجة ك ا يجدها فال إيواء اإلنسان فال مشا ي‬
‫االسكان او ظهو جهاز كهربائال لي الج مشكلة االتصال بين إنسان واخر‪ ،‬عندما برزت المكنولوجية‬
‫لحلها‪ .‬وهذا ما يبر كونل حاجة ليكون الس ال إلى المكنولوجية باعمبا ها الهدف‪.‬‬

‫بالمالال يم ذ و فال هذا ال جال و اعمبا المكنولوجية حاجة لكونها تمزامن م شئ تهدف إلى تحقيقل او‬
‫تطوير ادائل‪ .‬وي كن تفسيرها فال ال ا عند ظهو الطراز ال ال ال والم بير عنل لمصبح المكنولوجيا فال‬
‫ع ا الحداثة اسلوبا النماج او نماجا م رفيا يرتبط بفكر زمان م ين‪.‬‬

‫وتكيفل فال مجم ل‪ ،‬واالسمفاد من اشباع الحاجة بافمراض‬‫وقد يكون من ال فيد الم امل م اإلنسان ّ‬
‫نشوء اإلنسان فال بيئة تس ى إلى اشباع حاجاتل‪ ،‬لمرف من قد تل على ّ‬
‫المكيف وإداء ف الياتل الحياتية‬
‫ض ن حدود سكنل او مكان ع لل وصوال إلى ال دينة‪ ،‬ويكون ّ‬
‫المكيف وفقا إلى م ايير وتقييم للحالة المال‬
‫يم امل بها‪ ،‬فقد تبدا بالحاجات االساسية فال ال لبس وال اكل وال شرب باتجاه ما يط ح لل فال القبول من‬
‫االخرين وتن ية شخصيمل فال احمرامل لذاتل‪.‬‬

‫حبث يكون اشباع الحاجة فال الموازن عند تحقيق االنم اء الناتج من م طيات الحاجات الفسيولوجية عبر‬
‫االمان ك رحلة تكيف انسان فال بيئة م ينة‪ ،‬المال تؤدي إلى مرحلة القبول فال الحاجة إلى االمقدير واحمرام‬
‫الذات عبر تاكيد الذات‪ .‬وي كن االجمهاد فيها عندما نمحقق من ظهو مسمويين فال تحقق ذات اإلنسان‬
‫وتقديره‪:‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)401‬‬
‫فقد يمحرك اإلنسان فال صراعل م بيئمل ليسمث رها فال اشباع حاجاتل الفسيويولوجية من االكل‬ ‫‪-‬‬
‫والشرب‪ ،‬فاعطى االسمقرا ال مزامن م االمن‪ ،‬وبالمالال يحقق انم اءه إلى موض ل بف ل االمان‪ ،‬ثم‬
‫يمشبث فال حضو ه زمانا ومكانا عند حاجمل فال تقديره واحمرامل لنفسل عبر الماكيد على الظروف المال‬
‫ت ينل على ظهو ه‪ ،‬وهذا ما ي كن بل تفسير ظهو اإلنسان االول وت املل م بيئة يحمك بها الول مر‬
‫فهو اعم د على المجربة فيها فم ددت النماجات وم يا ها د جة المكيف‪.‬‬

‫درجة التكيف‬
‫الحاجات االنسانية‬
‫يتاجات معمارية‬
‫درجة التوازن‬

‫درجة القبول‬

‫االسنسان االول وتعامله مع البيئة التي وجد فيها‬


‫التجربة والخطأ‬
‫او قد يمحرك بف ل عقلل‪ ،‬وما ي ملك من صيد ثقافال واجم اعال‪ ،‬ليم كن ً‬
‫ابمداء فال تحقيق انم اء‬ ‫‪-‬‬
‫ل جم م ين‪ ،‬او مج وعة م ينة‪ ،‬ليدف فال حبل إلى االمان الذي يض ن لل االسمقرا ليمكيف م‬
‫بيئمل بف ل حراكل في ا ي ينل على دي ومة الحيا ‪ ،‬وتظهر افرازاتها فال قال اإلنسان وعلو شانل عند‬
‫م رفة قد اتل فيجبل على إحمرم ذاتل‪ ،‬ليكون مقبوال فال مجم ل‪ ،‬وهذا ال يكون اال فال ظروف‬
‫ابداعل‪ .‬وي كن بل تفسير صراع اإلنسان‪ ،‬ب قلل وتجربمل‪ ،‬م البيئة المال يمواجد فيها لمظهر بصفة‬
‫الحركات والموجهات ال م دد فال ال ا واخمهفها عن ب ضها وم يا ها د جة القبول‪.‬‬

‫درجة التكيف‬

‫الحاجة االسنسايةة‬
‫الحركات املعمارية‬ ‫درجة التوازن‬
‫اسنسايةة‬
‫درجة القبول‬

‫االسنسان الحديث وتعامله مع البيئة التي وجد‬


‫فيها (العقل والتجربة)‬
‫التجربة والخطأ‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )401‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫وخهصة القول‪:‬‬
‫يسمطي الكاتب االتجاه فال كون الموازن هو ليس الهدف من حركة اإلنسان فيكون اعم اد المكنولوجية‬
‫حيث ُت ّ د مرحلة يمهشى دو ها عند ظهو نماجاتها ك رحلة اولى والقبول اليها من قبل االخرين ك رحلة‬
‫ثانية‪.‬‬
‫وهذا يمنافى م ما طرحل ابراهام ماسلو عندما طرح ترتيبل فال تسلسل اشباع الحاجات المال تبدا بقاعد‬
‫الهرم فال الحاجات الفسيولوجية‪ ،‬ثم االمن‪ ،‬واالنم اء‪ ،‬وهذه حاجات النقص المال يمطلب إشباعها حمى‬
‫تساعد فال ن و الفرد بدنيا ونفسيا وهال فال نظر الكاتب ت د مرحلة ّ‬
‫المكيف المال يحماجها الفرد لينمقل إلى‬
‫مرحلة االخمهف فال القبول الذي يمض ن االعمبا وتاكيد الذات‪.‬‬

‫وعندما ج ل ماسلو الحاجة إلى المقدير عند تن ية احمرام الذات والحصول على قبول االخرين‪ ،‬هال‬
‫الحاجة المالية ب د االنم اء ولينمهال بابراز الفرد لقد اتل على االبمكا واال كومشاف ليم كن من تقديم ما ي ينل‬
‫على ش و ه بوجوده وكيانل‪ ...‬وهذا ما يم ا ض ف ه م ن و االبمكا فال تحقيق االنم اء لل جم ات المال‬
‫تؤثر فيها المركيبة االجم اعية وصوال إلى االعمبا فال القبول‪.‬‬

‫وعندما تكون المكنولوجية هال‪:‬‬


‫‪ -‬القيم وال فاهيم االجم اعية والثقافية واالقمصادية المال تحكم الف الية المكنلوجية؛‬
‫‪ -‬وال ها ات وال لومات المال يسمخدمها االفراد وال جم لفهم الظواهرالطبي ية ال حيطة بهم‬
‫واالساليب االد اكية ال مب ة للحصول على ذلك ال ج وع؛‬
‫‪ -‬واالف ال وال ا سات المص ي ية والمنفيذية واالنماجية فال م املة ال واد واالدوات وال دد؛‬
‫‪ -‬وال نمجات والسل والخدمات المال ي لكها ال جم ويم كن من اسمخدامها ممحدا ب ا ي ملك من‬
‫وسائل وم ا ف‪.‬‬

‫وفال ضوء امكانية تفسير المكنولوجية ب وجب ما تقدم فإن‪:‬‬


‫‪ -‬البدء بالحاجات الفسيولوجية والحركة إليها من خهل حاجة االنم اء بإعمبا حضو ها هو ف ل‬
‫الموازن‪.‬‬
‫تكون ادا لمسهيل مه ة تحقيق اثر المكنولوجية‪ ،‬من خهل ف ل المكيف‪ ،‬ثم تمحول إلى‬ ‫‪-‬‬
‫غبات تقود اإلنسان إلى تحقيق االعمبا من خهل القبول عن االشياء الجديد و غير مموق ة و‬
‫لم طال انم ًاء جديدا فال خصوصية النماجات ال طروحة ال قد من حركات م ا ية‪ ،‬المال قد‬
‫يكون اإلنسان عاجزا امامها فمكون حركومها من خهل الحاجة إلى المقدير مرو ا بماكيد الذات‬
‫ووصوال إلى الموازن فال انم اء اإلنسان إلى زمانل ومكانل‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)407‬‬

‫ثالثا‪ :‬ا إالنسان في ته تل مع المجار والج تجع‬


‫توازن إاالنسان في ته تل مع المجار والج تجع‬
‫ي كن فهم احساس اإلنسان ببيئمل وش و ه الشخصال تجاه ال دينة على انها تفاعل مسم ر بين اإلنسان‬
‫وال كوان‪ ،‬وهوو تفاعل قائم بين اإلحساس الداخلال والبيئة‪ .‬يمجوسد مون خوهل تاويول الوذهن وتفوسيره‬
‫لل هقوات البيئيوة‪.‬‬

‫اوال‪ ،‬ت د ع ليوة االد اك‪ ،‬ع ليوة ابداعيوة‪ ،‬وليوست اسومقبال مجرد وثابت ل وؤثرات طبي ية وبيئيوة واخرى‬
‫فكرية‪.‬‬
‫لوذا فوان كوه مون البيئوة الفكريوة والبيئوة الطبي يوة تمفواعهن لمكووين بيئوة ع رانيوة‪ ،‬بين ا نسمرشد بالرؤية‬
‫ال سمقبلية المكانات المخطويط ال كانال ذات الس ة االجم اعية‪ ،‬فال كيفيات تشكل الحيز ال كانال‬
‫ال رتبط بال ا والب د الثقافال واالجم واعال والب ود الما يخال‪ .‬فالمفاعل بين اإلنسان وال كان ي نال‬
‫دالة القد على انسنة الفضاء الذي يحمويل بكل موا يموض نل مون م وان ودالالت‪،‬‬

‫ثانيا‪ ،‬ودال لوة الموشكيل ت نوال دال لوة فهوم واسومي اب مقمربات اإلنسان فال حيواتل ب وا لهوا مون ممطلبوات‬
‫اساسوية وحاجوات إنوسانية وتطل وات موسمقبلية‪ .‬فوالحيز ال كانال ال يقمصر على الخصائص الفيزياوية‬
‫وان ا يم داها إلى الهوية المال ت نح االحساس بحيوية الحيز ال كانال وتحقق ال نف وة م ال حافظة‬
‫على الخصوصية‪.‬‬
‫وي بر ال كان عن مكنوناتول مون حيوث الوشكل او إخومهف االشوكال وت ودد القوراءات‪ ،‬اضوافة إلى إنول ي ود‬
‫مون الناحيوة الفيزياويوة نوسيج مون ال هقوات ال موشابكة وال خملفوة بواخمهف مكونوات بيئوة اإلنسان‬
‫الفكريوة وبيئمول االجم اعيوة وال رانيوة‪،‬‬
‫وهوذه عهقوات ممداخلة ت م ود علوى عهقوات تربط بين‪ :‬اإلنسان وم مقده؛ الطبي ة وعهقاتها؛ وال نظومة‬
‫القي ية المال تكرم اإلنسان فال بيئمل وتضفال عليل اعمبا ات ثقافية واجم اعية واقمصادية وبيئية‪.‬‬
‫اما الداللة ال سموحا من ال كان نفسل‪ ،‬فإنها منبثقة من احد عناصر ال كان‪ ،‬من خهل تفسير السياق‬
‫ال كانال ومدى تفاعل ال ناصر داخلل‪ .‬وا تبطت الرموز م المفسير‪.‬‬

‫ثالثا‪ ،‬بين ا ترتبط مدلوالت ال ا بالشكل وال نى منل الذي هو ما و اء الشكل‪ ،‬فو‪:‬‬
‫يمحقق ت ريفها إلى من ينمج الشكل م ا ا وإلى من يسمقبل الشكل مملقيا او مسمخدما‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )400‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫ي ود تدبر ع ا م ينة إلى الفلسفة واالفكا منها ال ؤدية إلى تدبر ع ا م ينة‪.‬‬
‫ويبدو من ذلك ان اإلنسان‪ :‬م ا ا ومملقيا‪ ،‬هو من ي ّرف الحاجات والرغبات المال تماثر بال جم ‪ ،‬وما‬
‫فيل من إنسان‪.‬‬
‫وعند المطرق إلى وجود نماج ال ا ‪ ،‬ي طال شكل ال ا فيكون فيها ت دد لحركاتها المال يمدبرها‬
‫اإلنسان ك حمويات ‪ ،CONTANT‬تب ا لم دد حركاتها المال يمدبرها اإلنسان فال اشكال‪ FORM.‬بين ا‬
‫يكون ت ريف نشاطها فال النظام الكامن وهو ما نرى وجوده فال نظامل الظاهر‪.‬‬
‫فيكون الم امل م نظامها الكامن من خهل اإلنسان الذي يبحث فال ف اليات باعمبا ها قد‬
‫الحس فال تزامن مكانال‪ ،‬فهو ي ملك قد المصو ‪ ،‬يجمهد فيل‬‫اإلنسان فال ت املل م ال كان من خهل ّ‬
‫للوصول إلى البدائل ال م دد من الصو ‪ .‬وتكون الصو هال ال لة فال ظهو النماج‪.‬‬
‫الصو ال وجود فال ال قل وامكانية مطابقمها م الصو‬ ‫والمصو ب فهومل االول فال اسمحضا ّ‬
‫الحقيقية ال وجود فال اشكال الواق الخا جال‪ .‬او ب نى افمراضال فال بناء عقلال فال منطقة فاقد إلى‬
‫حدود تا ثير الزمان وال كان وال اد ‪ ،‬إال انل يموجل نحو الواق وما فيل من مكان وزمان بجانب المقيد‬
‫ب بادئ ال اد وقوانينها‪ .‬ويكون قراء ال ا فال صو نماج يم امل م م ادلة ال كن وال حال‪،‬‬
‫ويضيف إليل ما هو غير مالوف‪ .‬م مراعا بين ما تم االعم اد عليل فال المص يم والنميجة الظاهر‬
‫النهائيةتناسبا وموائ ًة ‪ .‬وفيها المجاوز على ثهثية ال كان والزمان وال اد عند انماج الصو الذهنية‪.‬‬
‫فالمكوينات فيل ابمكرت لهاعالم ذهنال وجودي‪ ،‬فه يمقاط م قوانين الطبي ة المال تحده‪ ،‬وان ا‬
‫اخذت ال هقات المال تحدثل‪ ،‬على افمراض ما يكون م كنا فال الواق فانل م كنا فال االبجاد‪.‬فهو بذلك‬
‫لم يخمرع وجودا لل ولل يحدثل إال إن ال ص م هو ال سمفيد من قوانين الوجود‪.‬‬

‫عمارة الطي‪ ،‬كونها اتجاه جديد نسبيا في‬


‫هندسة العمارة‪ .‬وهي طريقة اللعب باالشكال‬
‫في التصميم‪.‬‬

‫الذي يطلق العنان للعفوية واملفاجأة في تركيب‬


‫الشكل واالشكال‪ .‬ويتزايد فيها االحتمال عند‬
‫طرح املخططات املكانية والهيكلية والتنظيمية‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)408‬‬
‫وي كن ان تكون االمثلة من نماجات ال ا برنا د تشومال‪ ،‬وبيمر ايزن ان‪ ،‬و يم كولهاس‪.‬حيث اعطوا‬
‫افكا نماجات تم ثل فال نصوص او تركيبات او سوم بيانية [‪.]6‬‬

‫بين ا يكون ت املل م النظام الظاهر عبر ال كان‪ ،‬فهو ي ملك قد الم بير‪ ،‬الذي يظهر فال‬
‫البدائل ال م دد من االشكال ولوظائوف مم دد من خهل الحس فال المزامن الزمانال‪.‬‬

‫ويكون الج بين الصو ال م دد الكامنة فال ذهن االنسان‪ ،‬والذهن هو ال محكم فال اال تقاء ومسموياتل‬
‫الزمانية وال كانية‪ ،‬والمال يمحكم بها بواسطة الحواس الباطنة‪ ،‬وبين االشكال الظاهر لنماج اإلنسان‪.‬‬
‫ويمم الم رف عليها وإد اكها بواسطة الة وهال الحواس الظاهر ‪ ،‬للوصول إلى ع ا م ينة فال تشكيهت‬
‫كوملية مقبولة وممكيفة‪ ،‬هال ع ا مجم يمدبرها اإلنسان حمى تلبال حاجاتل ظاهرا وتمكيف م ها باطنا‪.‬‬

‫وجود نتاج‬ ‫تعدد الحركات‬ ‫اسنسان‬


‫العمارة‬
‫تعدد املاهيات‬

‫التزامن املكاسني‬ ‫الفعالةة‬


‫املكان‬ ‫صور كامنة متعدد للمكان‬
‫حاجات ورغبات‬

‫عمارة‬
‫‪+‬‬ ‫=‬ ‫التدبر‬
‫التزمن الزماسني‬ ‫الوظةفة‬
‫أشكال ظاهرة لنتاج االسنسان‬ ‫فلسفة وافكار‬

‫وم ا تقدم‪:‬‬
‫كيف يجكن ان تكون المجار ‪ ،‬ودور ا إالنسان فيها؟‬
‫‪ -‬إذا كان اإلنسان قائم بالبدن‪ ،‬او هو هيكل محسوس‪ .‬او حال ناطق لل ب دين جسد و وح فال‬
‫غايات ومقاصد وحاجات‪.‬‬

‫[‪ ]6‬اعتماد التصور في بناءه في فهم التصميم قد كان من التوجهات التي اهتمت بها العمارة الحديثة‪ .‬وقد تكون الرؤية‬
‫فيه عندما يكون هناك تصور إلى شكل حتى قبل ان يعرف ما هو او ما يجري فيه‪ ،‬وهذا هو املكان الذي يبدأ فيه‬
‫املصمم‪ .‬والنقطة القابلة للبحث فيه هو غلبه املفاهيم التي يكون مستقرها الذهن قبل الظهور باشكال في الواقع‬
‫الخارجي‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )488‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫بين ا ال ا ‪ ،‬فكر يم ثل فال تكوين مادي محسوس‪ .‬وهنا يكون المصو ‪ ،‬إلى قد الذات‬ ‫‪-‬‬
‫ال نمجة للمشكيل ولل م نى عند الذات ال ملقية لل كحالة شكلية‪ ،‬او قد اإلنسان على اظها‬
‫ال ا وتلقيها عن طريق النظريات واالفكا والفلسفة فيها كحالة ما ب د الشكلية‪ .‬لكونل نشاطا‬
‫ذهنيا‪ ،‬ويفمرض وجود عالم يمحرك من خهلل ال قل‪ ،‬بقصد م الجة موضوع ليس بالضرو ان‬
‫يكون حقيقيا‬
‫وال ا هال بناء فكري و وحال ومفاهي ال‪ ،‬ك ا ان حضو اإلنسان فال فكره ومجم ل هو حضو‬ ‫‪-‬‬
‫ال ا فال فكرها ومفاهي ها‪ .‬وهكذا إذا غاب اإلنسان غابت ال ا ‪.‬‬
‫ي ل اإلنسان على تحقيق فكر الموازن‪ ،‬من خهل النظر فال ب ّدي ال ا ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الب د الروحال لحاجات و غبات م ا ف اإلنسان‪.‬‬
‫والب د ال جم ال االنسانال‪ .‬والمال يمم تغذيمه ا ب سموى واحد ومموازن بحيث ال تمجاوز ب د على‬
‫اخر‪ .‬وقد يؤدي االخهل فيها إلى الحالة غير ال سمقر فال الم امل م طرفال ال ادلة فال ال قل‬
‫والمجربة وال يل إلى طرف على حساب الطرف االخر‪.‬‬
‫وتظهر حالة الهتوازن والموازن عند تغير قيم ال هقة بين اإلنسان وال ا ‪ .‬فالهتوازن يحدث‬ ‫‪-‬‬
‫عند المغير فال اإلنسان‪ ،‬وباتجاهين‪ :‬االول فال البحث عن الجديد‪ ،‬والثانال عند الم امل م‬
‫الواس من خهل الموس فال قد ات اإلنسان‪.‬‬

‫بين ا الموازن فال ال ا المال تج ل من اإلنسان هو االساس وفال خدممل وتلبية حاجاتل‪ .‬ك ا تم امل‬
‫بنسب مموازنة بين جانبيها الروحال لهنسان ال ص م ال ؤثر والجانب ال جم ال ال ؤثر فيل‪ ،‬واخمهل‬
‫النسبة بينه ا ت طال الهتوازن‪ .‬بين ا تغذيمه ا بشكل مموافق م المغيرات المال ت مرض حيا اإلنسان‬
‫ومجم ل ت طال ع ا مموزانة لم نال ع ا اإلنسان منل وإليل‪ .‬وتبم د عن الحاالت القلقة فيها‪ ،‬المال‬
‫تكون فال ال رفة إلى حالة المجاوب م ال نهج ال مب فال ال رفة وتسقيطها على إمكانات اإلنسان‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)484‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلسنسان والعمارة‬


‫االنسان والمجار ايهجا اسبق‬
‫إن طبيعه العالقه بين اإلنسان والعماره هي طبيعه استخالف حيث استخلف هللا اإلنسان في الكون ليُدير موارده‪،‬‬
‫تختص بها‪ ،‬وأرادها هللا لإلنسان‬
‫َّ‬ ‫ويعمره‪ ،‬ويظهر أسرار هللا وقدرته في خلقه‪ ،‬وهي مهمَّة عظيمة أرادت المالئكة أن‬
‫تكريما له‪.‬‬
‫ً‬
‫ض واستَعمر ُ ِ‬ ‫أَنشَأَ ُ ِ‬
‫ك ْم ف َ‬
‫يها ﴾ (هود‪،)16 :‬‬ ‫ك ْم م َن ْاْل َْر ِ َ ْ ْ َ َ‬ ‫واإلرض وإعمارها اسبق‪ ،‬واإلشارة بقوله تعالى ‪ُ ﴿:‬ه َو ْ‬
‫واستعمركم معناها‪ :‬طلب إليكم أن تعمروها‪.‬‬

‫عندما تكون ال ا هال النماج االنسانال ال رتبط بصناعة الفضاء فال الزمن‪ .‬ويقرا قو نماج ال ا فال حدث‬
‫من خهل ال هقة بين الفضاء الذي يشغلل اإلنسان واالنسان والزمن‪ ،‬تماب ا او تزامنا‪ .‬واالنسان فيل‬
‫احساس ومشاعر لفرا فال بيئة محدد وهو اال كوثر تاثيرا فيها ل ا لل من مكانة خاصة فال عهقمل م ها‪.‬‬
‫‪ -‬بدات ال هقة بين اإلنسان والبيئة فال وجوده على اال ض لي رها بف ل ال اء‪.‬‬
‫‪ -‬تغيرت ال هقة لمرتبط االن باهداف انية كاالقمصاد والمقنيات والصناعة‪ .‬ويمحكم ال قل بهاو و غالبا و و‬
‫فال ترسيخ القيم االنسانية وت لم مها ات ترتقال بم قل الم امل م البيئة‪.‬‬
‫ونقف على اعماب سؤال‪:‬‬
‫ما نوع المه ة بين ا إالنسان والطبيمة‪ ،‬من حيث القو والسلطة الي منهجا تلى االخر؟‬
‫إن النظر إلى الطبي ة‪ ،‬المال تشير إلى ال الم ال ادي ب ا فال ذلك نبات وا اضال وتربة وحيوانات وغيرها من‬
‫عناصر اال ض‪ ،‬وهال ت رف فال عهقمها م اإلنسان‪ .‬ل ا فيها من موا د فال ممناول اإلنسان حمى يسمث رها‬
‫فال تسهيل حياتل واسم را يمها‪ ،‬وهنا للطبي ة صفة الماب ل ن ي ل بها‪ .‬او قد يكون ال كس فال حالة‬
‫صراع قائم بين اإلنسان والطبي ة‪ ،‬وهذا يفسر ال هقة الضدية بينه ا حمى تمحول إلى توافق بينه ا‪ ،‬المال‬
‫يشير إليها محو ال يثاق االخهقال للبيئة فال [‪:]7‬‬
‫ديناميكيا ف ًاال فال ع لياتها؛‬
‫ًّ‬ ‫كو ًنا‬
‫جزءا من الطبي ة؛ فهو يشكل ُم ّ‬
‫ِ‬ ‫اعمبا اإلنسان ً‬
‫حيث َينبغال عليل ان ُيد ك انل ليس فوق الطبي ة‪ ،‬بل هو احد عناصرها؛‬
‫َيدين بالوالء لها‪ُ ،‬ويحافظ عليها‪ ،‬وال َين ِزل عنها‪.‬‬

‫[‪ ]7‬ينظر‪ :‬د‪ .‬سامح عبد السصام محمد‪ ":1841 ،‬عصاقة اإلنسانبالبيئة"‪ ،‬موق االلوكة‪ ،‬وواالعتماد على مجلة الفكر‪ ،‬العدد ‪،1‬‬
‫ص‪.17-11‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )481‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫م االعمبا ب دم اقمصا الطبي ة على ما بها من موا د وإن ا ما يسخره اإلنسان لفائدتل من ابداع كونال‬
‫وم جزات‪ ،‬المال تم ثل فال كل الفنون ومنها ال ا و موز وج اليات المال َ‬
‫خلقها الخالق‪.‬‬
‫إال ان م االحداث االخير فال اليابان وصو اإلعصا كاترينا وتسونامال ‪ 2224‬ال تزال مؤثر فال اذهاننا‪،‬‬
‫فاالنسان اصبح محاصرا ومغلقا من قبل الطبي ة‪ ،‬وعاجزا عن الخروج عنها‪ .‬لذا يبدو إن القضية القدي ة فال‬
‫عهقة اإلنسانية بالطبي ة‪ ،‬ت ثلت فال تصو عهقة اإلنسان بالطبي ة فال عدد من الطرق ال م يز على مر‬
‫ال صو ‪ ،‬وكوثير منها البقاء على قيد الحيا حمى يومنا هذا [‪ .]8‬وما ينف نا طرحل هو تحول ال فاهيم‬
‫الما يخية للطبي ة‪.‬‬

‫حيث كانت النظر إلى الطبي ة فال ال جم ات اال كوثر بدائية للبشرية‪ ،‬على انها خصم يخشى منل‪.‬لكونها‬
‫تجلب االمراض والكوا ث وال جاعات وتدمير البشرية‪ .‬ثم جاء فجر المنوير [‪the dawn of the ]9‬‬
‫‪ ،Enlightenment‬الذي فيل اعيد النظر فال الطبي ة ك واد ميمة‪ ،‬وااللمزام ب ج وعة من القوانين‬
‫ال يكانيكية ولكن غير م روفة‪ ،‬لمكشف الطبي ة عن اسرا ها من خهل احمكاك اإلنسان م ها ب واقف‬
‫مادية من قبل الفنون ومنها ال ا من اجل تسخير الطبي ة لخدمة غاية اإلنسان على هذا الكون‪.‬‬
‫ووصوال إلى االفكا المال تدعو إلى مواجهة واق زياد االسمغهل الصناعال لل واق الطبي ية‪ ،‬والمدمير‬
‫السري للبيئة من قبل الراس الية ال ال ية والشركات‪ ،‬حسب الناشطون البيئيون‪.‬‬

‫ولكن يبقى الغرض االصلال‪ ،‬هو ما تخبرنا بل ال فاهيم الما يخية ال خملفة للطبي ة فال‪ :‬إعم اد مفهوم‬
‫الطبي ة على ال جم الذي هو موضوع للمامل؛ والطبي ة‪ ،‬على الرغم من انها ب ا ت ل وفقا ل ج وعة‬
‫ثابمة من القوانين ال ادية ال وحد ‪ ،‬اال ان اه يمها تمجاوز مجرد وجودها فال حد ذاتل‪ .‬وتكون ال شكلة‬
‫فيها هو ليس فال إيجاد نوع من الحل الحم ال حدوث انهيا بيئال محم ل‪ ،‬بل لصياغة الطبي ة بوصفها‬
‫مشكلة اجم اعية‪.‬‬
‫ولكن الذي يبقى عالقا فال الذهن هو إن‪:‬‬
‫مسالة عهقة اإلنسانية بالطبي ة تمجاوز حدود المفكير فال "إنقاذ الكوكب" او اي من هذه ال با ات؛‬
‫فإنل ينطوي فال جوهره على انحراف اإلنسان عن الطبي ة‪ ،‬وهال تمجاوز توجهات ال لوم فال إعاد‬
‫المدوير او ج الق امة او "الذهاب إلى اللون االخضر"‪ .‬وال ي كن الموصل إلى حل ل شكلة اإلنسان‬
‫والطبي ة إال من خهل المحول االجم اعال الجذ ي‪.‬‬

‫[‪ ]8‬ينظر‪ ،‬ملزيد من التفاصيل إلى‪، HOUSE ، THE CHARNEL FROM BAUHAUS TO BEIN HAUSM :‬‬
‫‪MAN&NATURE‬‬
‫[‪ ]9‬بعد أن بدأت الثورة العلمية في االنتشار‪ ،‬بدأ األكاديميون باستخدام تلك األفكار وتطبيقها على املجتمع‪ .‬وقد ألهم التنوير‬
‫الحركات الفكرية التي تؤكد على العقل‪ ،‬والتفكير العقصاني‪ ،‬وقوة الفرد لحل املشاكل‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)481‬‬
‫النظر إالى ته ة ا إالنسان بالطبيمة‪:‬‬
‫اوال‪ ،‬يمطلب الم امل م البيئة‪ ،‬المفكير السليم نحو حلول ل شكهت البيئة ال خملفة‪ ،‬واقامة ال هقة‬
‫الصحيحة بينه ا‪ ،‬ي نال المخطيط ونشر الوعال فال من لحوادث اكوثر من م الجمها عند وقوعها‪.‬‬
‫ثانيا‪ ،‬وعندما يس ى اإلنسان إلى اسمغهل موا د البيئة‪ ،‬إن ا يمجل نحو إشباع حاجاتل‪ ،‬عن طريق اساليب‬
‫مخملفة وتظهر فال صو مم دد ‪.‬‬
‫ثالثا‪ ،‬وي كن ان نبنال ال هقة وفق ثهث مسمويات [‪:]10‬‬
‫مؤث ًرا ومما ِّث ًرا فال‬
‫يمفاعل م ها ّ‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬النظرية الحم ية‪ ،‬حم ية ال هقة‪ ،‬وفيها يخض اإلنسان إلى ف لها‪ :‬فهو َ‬
‫تقدم لل ال ناصر‬ ‫دائر ت كس خضوعل لها؛ فاإلنسان ال ُي كنل ان َيحيا ب ًيدا عن البيئة‪ ،‬ما دامت ّ‬
‫ِ‬
‫الحياتية من طاقة وغذاء وكساء وهواء وماء وغيره‪.‬‬
‫تقر بإيجابية اإلنسان؛ النل يقوم بدو كبير وف ال فال‬ ‫‪ -‬النظرية االحم الية‪ ،‬احم الية اعهقة‪ ،‬وهال ُّ‬
‫وفقا ل ُ مطلباتل واحمياجاتل‪" ،‬فهو ليس مجرد مخلوق سلبال َينصاع لسلطان‬ ‫ت ديل بيئمل وتهيئمها ً‬
‫حول الظواهر البيئية‬ ‫البيئة الطبي ية‪ ،‬بل هو ب ا حباه هللا ِمن فكر وإد اك وقد ات يسمطي ان ُي ّ‬
‫ِ‬
‫لصالحل‪،‬‬
‫ِ‬
‫تؤمن بدو اإلنسان‬ ‫‪ -‬النظرية الموافقية‪ ،‬توافقية ال هقة‪ ،‬وتكون بين الحم ية واالحم الية‪ ،‬وهال ِ‬
‫سمند على البراهين الواق ة فال هذا ال صر؛‬ ‫ممغير‪ ،‬ك ا َت ِ‬‫والبيئة وتاثير كل منه ا على االخر بشكل ِّ‬
‫من حيث تاكيدها على الدو الف ال لإلنسان فال البيئة‪ ،‬وقد تل على تغيير البيائت الطبي ية إلى‬
‫بيائت مشيد ‪ ،‬إضافة إلى الوسطية بين الخضوع للبيئة وسيطر اإلنسان عليها اعم ًادا على الحالة‬
‫البيئية‪،‬‬
‫أوجه العالقة بين اإلسنسايوالبيئة‬

‫احتمالية العصاقة‬ ‫توافقية العصاقة‬ ‫حتمية العصاقة‬

‫دو اإلنسانفال ت ديل‬ ‫دو اإلنسانوالبيئة‬ ‫يخض اإلنسان إلى ف ل‬


‫بيئمل وتهيئمها وفقاً‬ ‫وتاثير كل منه ا على‬ ‫فاعل م ها‬ ‫البيئة‪ :‬فهو يم َ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مؤث ًرا ومما ِث ًرا‬
‫ل ُ مطلباتل واحمياجاتل‬ ‫االخر بشكل ِّ‬
‫ممغير‬ ‫ِ‬
‫والبيئة وتاثير كل‬
‫منه ا على االخر‬
‫بشكل ِّ‬
‫ممغير‬
‫[‪ ]10‬ينظر‪ :‬د‪ .‬سامح عبد السصام محمد‪ ":1841 ،‬عصاقة اإلنسانبالبيئة"‪ ،‬موق االلوكة‪ ،‬وواالعتماد على مجلة الفكر‪ ،‬العدد ‪،1‬‬
‫ص‪ .10 ،17‬الرابط‪: http://www.alukah.net/culture/0/59944/#ixzz4lNxwLWS7 :‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )481‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫رابما‪ ،‬اما عهقة اإلنسان بالبيئة فال ال نظو االسهمال‪ ،‬ا تبطت بو ‪ :‬تسخير عناصر البيئة لخدمة اإلنسان‬
‫لمساعده على النهوض برسالمل االسمخهفية‪.‬‬
‫الس َ َوات َو َما فال ْ َاال ْ ض َو َا ْس َب َغ َع َل ْي ُك ْم ن َ َ ُل َظاه َر ً َو َباط َنةً‬ ‫قال ت الى‪َ ﴿:‬ا َل ْم َت َر ْوا َا َّن َّ َ َّ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َسخ َر ل ْك ْم َمَا ِفال َ ِ ِ‬
‫َّ‬
‫اب ُم ِن ٍير ﴾(لق ان‪. )22 :‬‬ ‫َ‬ ‫ًُ‬ ‫َو ِم َن َّالناس َم ْن ُي َج ِاد ُل ِفال َّ ِ َ‬
‫اَّلل ِبغ ْي ِر ِعل ٍم َوال هدى َوال ِكوم ٍ‬ ‫ِ‬
‫وفال اسمث ا موا د البيئة ومناف ها من خهل االعمدال‪ ،‬وال حافظة عليها هو ض ان لوجود اإلنسان‪ ،‬اما‬
‫نن اإللهية الراعية‬ ‫الس ُ‬
‫إذا انقلب االعمدال إلى اسراف واالحسان إلى عدوان‪ ،‬سقطت ِالفطر ‪ ،‬وتهش ت ُّ‬
‫موازنات البيئة‪ ،‬فيحل الدما والبهء‪.‬‬ ‫ل ُ‬

‫النظر إالى ته ة ا إالنسان بالجكان‪:‬‬


‫ينمج ت امل اإلنسان م ال كان الذي يشغلل‪ ،‬م ا يحقق وجود واق ال لل‪ ،‬عهقة ّ‬
‫حسية خاصة بل تجاه‬
‫ال ا ‪ ،‬او ال دينة ككل من خهل تفسير ال هقات بين االفراد‪ ،‬حيث‪:‬‬
‫‪ -‬إن الحالة ال شمركة بين اإلنسان وال ا هو ال كان الذي تنمجل ال ا ليشغلل االنسان‪.‬‬
‫‪ -‬يربط ال كان بين مكوناتل‪ ،‬ال محركة المال تبدو إلى الب ض كونها طبي ة مسمقر ‪.‬‬

‫اوال‪:‬‬
‫سواء اكان اإلنسان هو من اوجد ال ا ام ال‪ .‬فإن النماج االنسانال ال يطلق عليل ع ا اال بوجود اإلنسان‬
‫كونل يس ى إلى تلبية حاجاتل ال خملفة والمكيف م ها على مر ال صو ‪ ،‬وسواء ّ‬
‫شكلمها الطبي ة ام اعاد‬
‫اإلنسان تشكيلها او ّ‬
‫شكلها هو‪ .‬فهال ا تبطت بفهم اإلنسان لبيئمل ال حيطة وقد تل على اسمث ا ها م ا اعطى‬
‫لل ا حق ال ل فال انماج المكوينات ال م دد واسمخدام اإلنسان لها جزءا وكه‪.‬‬
‫وهنا نموقف امام اعمبا ات‪:‬‬
‫االعمبا االول‪ :‬النماج االنسانال‪ ،‬هو ما ا تبط باالنسان كوفاعل لل‪ ،‬ك ا يمحدد حضو نماجل كال ا مثه‪.‬‬
‫االعمبا الثانال‪ :‬المكيف م الحاجة‪ ،‬هو ما يبر س ال اإلنسان فال تلبية الحاجة واشباعها بصيغ الموافق‬
‫والمالف فال اي زمان والي مكان‪.‬‬
‫االعمبا الثالث‪ ،‬ظهو فهم اإلنسان لنماجل‪ ،‬هو فهم لبيئمل ال حيطة والم رف على امكانياتها لغرض‬
‫اسمث ا ها‪.‬‬
‫االعمبا الراب ‪ ،‬يمح ل فهم النماج االنسانال فال تشكيلل بين الطبي ة وقد اتها فال احداث المشكيل نحو‬
‫المغيير فال الصو ال م دد واالوجل ال خملفة فال الم امل م مكوناتها الحية كاالنسان والحيوان‬
‫وحمى النبات‪.‬‬
‫االعمبا الخامس‪ ،‬اسمث ا امكانيات بيئة اإلنسان هال حق اإلنسان ال ا و او كه حسب اخمصاصل‬
‫ود جة قربل من مشكلة فال مجم م ين و فال انماج تكوينات ثم تشكيهت تم دد بم دد مسمويات‬
‫اشباع الحاجة والمكيف م ها‪ ،‬كه او ً‬
‫جزءا‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)481‬‬
‫ثانيا‪،‬‬
‫نبدا من نقطة تكيف اإلنسان لل يش من خهل وجوده فال مكان‪ ،‬يخص اإلنسان منذ وجود الخليقة فال‬
‫بيئة لها من الخواص ما تكيفل لل يش وإداء ف الياتل االنسانية م اخيل اإلنسان او م ما تحوي بيئمل من‬
‫امم اخرى‪.‬‬
‫ويكون وجود االفكا المال ابدعها اإلنسان فال ت امهتل ويصبح فهم ال ا واسمي ابها من جهة‬
‫وتحديث ؤية اإلنسان وعهقمها بال ا من جهة اخرى‪ ،‬مدعا إلى ال ديد من االفكا المال ابمدعها‬
‫اإلنسان فال ت امهتل الدينية او الدنيوية‪ ،‬حول الظاهر ال حيطة بل ومنها ال ا ‪ ،‬ليظهر السؤال حول‬
‫عهقة عهقة اإلنسان بها‪ ،‬وهل هو من اوجدها‪ ،‬وكيف تكون عندما تكون ال ا فال انماجها و كنماج و‬
‫ويكون اإلنسان بين ال صصم او ال سم ل لها‪.‬‬
‫‪ -‬تحماج ال ا باعمبا ها ظاهر اجم اعية إلى فهم طبي ة ال فردات الج الية ال مغبر وال ؤثر على‬
‫تطو النماج او عقلية ال ُ نمج‪ ،‬بالمالال يحماج مفسرها إلى مراعا ا اد اإلنسان والقوى الفاعلة فال‬
‫ال جم اكوثر من اعم اده على االوضاع االقمصادية لذلك الوض ‪.‬‬
‫بين ا س ى اإلنسان فال الما يخ الحديث على يط علم ال ا بالمطو ات االقمصادية واالجم اعية المال‬
‫شهدتل مناطق ممفرقة فال ال الم‪ ،‬ك ا يظهر واضحا فال الد اسات المال ت اطت ال ا االو بية فال القرن‬
‫الماس عشر‪ ،‬والمال عدت ع ا تها وليد عصر النهضة‪.‬‬

‫تكون د اسة ال ا ‪ ،‬من خهل عوامل م ينة ت نال‪:‬‬


‫‪ -‬إحياء عقول سابقة ابدعت فال نماجاتها‪.‬‬
‫‪ -‬وظهو والد ع ا هو منطلق إلحياء توجل ونبذ لموجهات اخرى‪.‬‬
‫وقد تض ف قد عقلية م ينة من تجاوز سيطر ال فردات الج الية ال مغبر لزمان ومكان م ينيين‪،‬‬
‫باتجاه تاهيل ال خمص ل واجهة تحديات ممطلبات عصر م ين‪ُ ،‬تقرا فال حاجات بشرية محدد لحيا‬
‫ج اعات م ينة من الناس‪.‬‬
‫وجود المجار واالنسان‪:‬‬
‫ومن وجود ال ا واالنسان‪ ،‬واعمبا ها حاجة اجم اعية‪ ،‬فإنها ترتبط اساسا بو رفة تم ثل بو ‪:‬‬
‫‪ -‬نماج يمحقق من خهل ال رفة الوصفية لخصائص الظواهر واالشياء؛‬
‫‪ -‬ال جم وطبي ة ال هقات فيل‪ ،‬وال رفة الخاصة بنوع ال هقات االجم اعية‪ ،‬في ا يخص ال جم‬
‫وهويمل وعاداتل وخصوصية المكوينات االجم اعية وال ادات والطقوس الدينية‪.‬‬
‫‪ -‬ال كونات الخاصة بال ا ‪ ،‬فال النماج وحركومل‪ ،‬وال رفة ب قاييسها وعهقمها بالظواهر الطبي ة على‬
‫تغيير وصف النماج وف اليمل‪.‬‬

‫مقابل ال ا الذي يس ى إلى ع ا ذا مم ة إد اكية عبر عقلل ووعيل إلى نماجها عبر قلبل‪ ،‬حيث يمحدى‬
‫ممغيرات مجم ل عن طريق تامين حاجاتل واشباعها‪ ،‬فال جوانبل الوظيفية ال رتبطة بال نف ة باعم اد‬
‫ال بدا البراغ اتال‪ ،‬وبالقد على تحديد هوية الفرد وال جم ‪ ،‬وما تح لل ال ا عبر االيديولوجية الخاصة‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )481‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫ب ص ها اضافة إلى ال ادات والمقاليد المال ياخذها باالعمبا فال نماجل المص ي ال‪ ،‬عن طريق تكوينات‬
‫هندسية ممنوعة ّتؤمن للناس تشكيهت م ا ية بف ل الزمان وال كان ت ينل على إداء ممطلبات حياتل‬
‫ال لية والنفسية‪.‬‬
‫إال إن ال كان ثابت مقابل الزمان ال محرك‪ ،‬وال كان يد ك بالحواس إد اكا مباشرا‪ ،‬ل ا فيل من‬
‫ثبوت وإحمواء الشياء ّ‬
‫حسية مسمقر ‪ ،‬فإنل‪ .‬بين ا يد ك الزمان إد اكا غير مباشر ل ا قيل من ف ل‪ ،‬ويفسر‬
‫ذلك من خهل الصو االولية‪ ،‬وهال ال كان‪ ،‬المال ترج إلى الى قو الحساسية للظواهر الخ سة‪.‬‬

‫وقد يكون من االجد ‪ ،‬إعمبا الد اسات الفكرية واللغوية فال مجال فن ال ا ‪ ،‬له تقاء بال ناهج‬
‫المال ُت ين الباحث فال طرح مسمويات م رفية ممكاملة تبحث فال النماجات ال ا ية المال ج ت بين‬
‫الفن وال ا ‪ ،‬وشيوع مفردات و يكوثر اسمخدامها فال االخمصاص و يمطرق لها ال ا فال توصيف فكرتل او‬
‫طرحل لفلسفة محدد اعم د عليها‪ ،‬فيقول باالبداع واالصالة والجد والم يز ‪ ،‬ثم االحساس والج ال‬
‫وال مانة وال هئ ة ‪ ،‬ليقدح فكر ال ا مسمفيدا من طروحات ال ا ين والمال بدات من طروحات‬
‫فمروفيوس فال ثهثيمل ال شهو فال ال نف ة وال مانة والج ال‪.‬‬
‫اما فن ال ا فقد ا تبط بمطو فكر اإلنسان من بدائيمل المال اسم رت مائت اال الف من السنين‬
‫وإلى مرحلة تحضره المال اسم رت اال الف من السنين وإلى مرحلة الفن ال اصر والحديث‪.‬‬
‫وشهدت هذه ال راحل من تا يخ اإلنسان تراك ا ك يا ونوعيا من خهل تطو حقب وعهود‬
‫وحضا ات من تا يخ البشرية‪ .‬وقد كان لل مقدات الدينية اثرها فال تطو اإلنسان وبالمالال تطو الفنون‬
‫المال كانت فال الغالب لخدمة ال مقدات الدينية [‪. ]11‬‬

‫فرشت أرضية(الجامع) كلها بالطابوق املربع(الفرش ي)‪.‬‬


‫وجدران الجامع ضخمة ومتميزة بارتفاعها البالغ ‪ 44‬مترا‪،‬‬
‫وسمكها البالغ ‪ 1.7‬مترا‪ ،‬بإستثناء االبراج‪ ،‬وهذه الجدران‬
‫مدعمة بابراج نصف اسطوانية تجلس على قواعد‬
‫مستطيلة عدا أبراج األركان فهي شبه مستديرة‪ ،‬حيث يبلغ‬
‫قطرها خمسة أمتار‪ ،‬وعدد أبراج الجامع ‪ 11‬برجا‪،‬‬
‫وللجامع(‪ )41‬بابا للدخول‪.‬‬
‫جامع امللوية‪ /‬سامراء‪ .‬ونجد من مساجد العراق األثرية القديمة‪ ،‬وهو ا‪ 18‬مترا مربعا ووطول ‪ 118‬مترا‬
‫وبعرض ‪410‬مترا‪ ،‬ويسع املصلى ألكثر من ثمانون ألف مصلي‪ ،‬وشيد الجامع بمادة الطابوق والجص‪.‬‬

‫[‪ ]11‬ينظر‪ :‬املوسوي‪ ،‬هاشم عبود‪ ":1844 ،‬العمارة وحلقات تطورها عبر التاريخ القديم"‪ ،‬عمان‪ ،‬دار دجلة‪ ،‬ط‪ ،4‬ص‪.48‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)487‬‬
‫وفال ال خمصر الذي نبحث عنل‪ ،‬نمطل إلى‪:‬‬

‫كيف ينظر ا إالنسان إالى المجار و إايهجا اسبق؟‬


‫عندما يكون اإلنسان مم يزا ببحثل عن ال رفة فيقوم بمنظيم ال لومات‪ ،‬وقد تل على االخميا فيكون‬
‫اساس وجود ال جم‬
‫وعندما تكون ال ا كومل م مد بصريا باتجاهات ع ودية وافقية‪ ،‬ويد كها اإلنسان بامكاناتل ّ‬
‫الحسية ل ا‬
‫تح ل من موز ووظيفة محدد ‪ ،‬حمى تلبال حاجات اإلنسان الروحية وال ادية‪ .‬وتثير هذه الحاجات سلوك‬
‫اإلنسان وتوجهل‪.‬‬

‫‪“ Our world، like a charnel-house،‬‬


‫‪Lies strewn with the detritus of dead epochs.” ⎯ Le Corbu-‬‬
‫‪sier, Urbanisme ,1925.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )480‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫خامسا‪ :‬ا إالنسان والفضاء‬


‫عالقة اإلنسان بالفضاء ‪/‬دوراالنسان في العمارة‬
‫الفضاء يسبق الخلق ويستمر حتى بعدأن يتدمر الكون(إف الطون)‪.‬‬
‫تؤثر الفضاء والمكان والحيز في تكوين كيان اإلنسان (المتحكم في نوع وطبيعة الحيز الذي يشغله)‬
‫ت د ال ا فال هندسمها إد اك ‪Cognitive‬الى فضاء‪ ،‬وهو لغة ال ا ‪ ،‬ك ا ترتبط فال م رفة ت ينل فال‬
‫تفهم ال ا ومشاكلها‪ .‬فال حين يبحث ال سمخدم لل و االنسان و عن م لومات يرغب باتنظي ها او الم رف‬
‫على اسلوب تنظي ها‪ ،‬من خهل انظ ة خاصة فال محيطل البيئال‪.‬‬
‫وي رف ال ا الفضاء‪ ،‬كونل جزءا ا ً‬
‫ساسيا فال ال ا ‪ ،‬فبداية ظهو ه ظهر منذ بدا اإلنسان فال بناء ماواه‪.‬‬
‫واسمخدم ما هو مموفرا فال بيئمل ال حلية كاالشجا ومواد طبي ية اخرى‪ ،‬ك ا اسمطاع توظيف الكهوف‬
‫الغراض السكن‪.‬‬

‫وتداخلت عناصر الفضاء االساسية كالسقوف والجد ان بشكل طبي ال لمكون وحد الفضاء‪ ،‬وظهرت‬
‫ال دن فال البهد ال مفرقة من وادي الرافدين وزقو تها‪ ،‬والنيل واهراماتها‪.‬‬
‫الفضاء‪ ،‬ي نال ال كان الواس ‪ .‬او هو الخالال من اال ض‪ ،‬وي نى بل االتساع واالنمهاء ويفضال كل شئ‬
‫اي يصير فضاء وكذا فال النهاية‪.‬‬

‫ويشير إليل افهطون‪ ،‬بانل يد ك وال يرى‪.‬واعمبره عنصرا كامه ولل وجود مطلق وي ثل نظام ثهثال االب اد‪.‬‬
‫ك ا يوفر مكانا إلى كل االشياء المال تظهر للوجود وهو يسبق الخلق وسوف يسم ر حمى ب د ان يمدمر‬
‫الكون‪ ،‬بين ا ال كان هو ال وق ال سمقل لهشياء ال وجود فال فضاء محدد‪.‬‬
‫بين ا يشير ابن سينا إلى ال كان من خهل قس ين‪ :‬االول مكان خاص لكل جسم؛ ومكان عام ويش ل‬
‫االمكنة الجزئية لهجسام المال يحويها‪ .‬والفضاء عنده يساوي الخهء‪ ،‬وهو اول من وض ت ريف للخهء‬
‫كونل ي ملك ثهث اب اد‪ ،‬وي هه جسم‪.‬‬
‫بين ا اعطى" كانت"‪ ،KANT‬فه ا م اصرا الى الفضاء بو‪ :‬ال واق المال لها عهقة باجزاء جسم االنسان او‬
‫الفضاء‪ ،‬حيث يكون االنمقال من مكان الى اخر‪ ،‬هو االنمقال م الجسم ال محرك الذي ي لك اتجاهية‬
‫خاصة‪ .‬فالفضاء لل اتجاهية ت م د على جسم االنسان‪ ،‬ك ا اعمبر ال كان جزء ال يمجزا من الفضاء‪ .‬وهو‬
‫عكس تصو هايدكر فال اعمبا ال هقة غير ممبادلة بين الفضاء وال كان‪ ،‬فالفضاء يولد ال كان اي باتجاه‬
‫جزءا من ال كان‪ ،‬والفضاء هو االكبر حمى اصبح ال كان ً‬
‫جزءا منل‪.‬‬ ‫واحد لكون الفضاء ليس ً‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)488‬‬
‫والموجل اال كوثر تاثيرا هو ما ذكره"سيجفريد جيديون"‪ Sigfrid Giedion‬فال مؤلفل" ‪Space,Time and‬‬
‫"‪ Architecture‬فال مراحل تطو الفضاء ال ا ي الثهثة‪ :‬فاالولى ا تبط بال ا السومرية واالغريقية‬
‫وال صرية القدي ة‪ ،‬فال ظهو الفضاء من تفاعل بين كومل مخملفة؛ والثانية ا تبطت ب شكلة الفضاء‬
‫الداخلال وتوجهات المغطية بالقبوات‪ ،‬وبدات من منمصف الحضا اليونانية وحمى نهاية القرن الثامن‬
‫عشر؛ والثالثة فال بداية القرن ال شرين ب د إضافة الزمن الى الفضاء وفيها يمم إد اك الفضاء من خهل‬
‫الحركة فيل بجانب ت دد زوايا ونقاط ؤيمل وهو تحول عن فكر إد اك الفضاء من خهل منظو النقطة‬
‫الواحد ‪.‬‬

‫بالمالال‪ ،‬فالفضاء (الفرا الشاس الذي يحيط باإلنسان من الكون لخا جال)‪ ،‬هو ما يحدد ال كان (الحيز‬
‫الجغرافال ال روف)‪ ،‬وال كان جزء من الفضاء وحقيقة مل وسة منل‪.‬ويؤثر ويماثر بال حموى الفضائال‪.‬‬
‫والفضاء اوس من الحيز‪ .‬كونل(الحيز) مساحة محدود االطراف مثل ال كان الجغرافال وهو مكان ناتئ‪.‬‬
‫وعندما نقرا الفضاء الداخلال و وما لل من خصائص بو‪ :‬حدوده‪ ،‬وعهقة الكوملة والفضاء‪ ،‬وعهقة الفضاء‬
‫بال وق و فال المشكيل ال ا ي فان لل من الخصائص ال رتبطة‪ :‬بال قياس والمناسب والمناغم وااليقاع‬
‫والمضاد‪ ،‬المال لها عهقة بالفضاء ال ا ي‪ ،‬الذي يكومسب صفاتل من خهل عهقمل بالفضاءات االخرى‪،‬‬
‫او بين الخا ج والداخل‪ ،‬او بين مسمويين‪.‬‬

‫اوال‪ :‬ممرفة المجار من جهة كونها نتاج‪.‬‬


‫فيكون النظر إلى اوجل النماج ان ا هو النظر إلى اوجل ل ا ‪ ،‬ثم خواص ال ا ‪ .‬ولكل منها م رفة‬
‫تخصها‪ ،‬لم طال تنوعا فال ال ا وابداعا فال نماجها وحركاتها‪ .‬واد اكل و المنوع واالبداع و ان ا هو اد اكا‬
‫للحيز الفضائال اوال‪ ،‬ثم إد اك حلول ال هقة بين نماج ال ا والبيئة ال حيطة بل‪.‬‬
‫ويكون تل س الج ال فيها‪ ،‬يبدا عند م رفة ج ال الشئ فال‪ :‬الم رف على الشئ من خهل االحساس بل‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وممرفة الجمجار‪:‬‬


‫يمحدد دو ال ا فال البحث فال افضلية الطرق فال تنظيم م لوماتل ب ا يحقق لل ال رفة والقد على‬
‫االخميا ‪ .‬وي م د على عقلل كادا إلى المفكير ووجوده على الية المفكير‪ .‬ل ا ي لك من مفاهيم وافكا اضافة‬
‫إلى الرموز ال اخوذ من القديم والجديد‪ .‬يكون إد اك ال ا منل ان ا هو بف ل‪ :‬ف الية النماج وذهن‬
‫ال ا ‪ .‬وال هقة بينه ا تسمثير ف اليات تؤثر على سلوك ال ملقال للنماج‪.‬‬
‫عندما يقرا اإلنسان ع ا تل‪ ،‬فانها تكون هال نماجل فال جانبيل ال قلال وال اطفال‪ ،‬وهو يصن فضاء عبر‬
‫زمن‪ ،‬ويؤسس عهقة بينل والزمان والفضاء نحو مكان ي رفل‪ .‬وي م د الحكم ب ا هو ج يل على ال قل‪،‬‬
‫وال اطفة فال ؤية الشئ و د الف ل اتجاهل‪.‬‬
‫وقد تؤثر هنا الفلسفة المص ي ية لل ا ‪ ،‬وناخذ مثه‪ ،‬فلسفة ميس المال تمجل نحو اخمزال ال بنى‬
‫وتجريده الى عمبة الهشئ‪ .‬ويكون مصداقل في ا طرحل ش ا ا الى ع ا الحداثة فال "القليل هو الكوثير"‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )188‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫فال حين اعم د على فكر الفضاء الشامل‪ Universal Space‬فال بيان الفضاء ال ا ي‪ .‬وهو ما‬
‫ي كن تقسي ل تب ا الى حاجة االنسان وبد جة عالية من ال رونة عن طريق القواط الص اء او الشفافة المال‬
‫ال تصل الى السقف‪ ،‬ودون اعمبا الى نقاط ا تكاز ال بنى‪ ،‬وبالمالال يبقى الش و بمكامل الفضاء كوحد‬
‫واحد ‪.‬‬

‫‪Villa tugendhat‬‬

‫‪Dancing house Prague‬‬

‫وناخذ مثال اخر من ال ا المفكيكية‪ ،‬المال قد تمناقض من فكر ال ا الحداثة‪ ،‬او توجل ميس ‪ ،‬وهال‬
‫توجل فرانك جيري فال تفكيك ال بنى إلى فراغات مم دد اكومسبت وضوحها فال الكومل ال يز لها والم ييز‬
‫بينها‪ ،‬ويق هذا الموجل فال مفهومل ال م ثل بالمفكيك والهترابط‪ ،‬وينص على تفكيك الكل الى اجزاء ثم‬
‫إعاد المركيب باساليب فنية غير مالوفة وغير تقليدية‪.‬‬

‫وهو بذلك يم ايز عن سابقل فال‪:‬‬


‫ش و مملقال النماج ب دم ترابط اجزاءه؛ وتهشيم الصو الذهنية الذهنية المقليدية لم اسك مكونات‬
‫االع ال ال ا ية وظهو البديل الهممرابط وال فكك‪.‬‬
‫وي كن إج ال صفات فضاء ع ا الحداثة فال‪ :‬كونل فضاء الممناه ي مد ويموس به حدود ب ا ي زز عهقة‬
‫االنسان بالطبي ة من خهل الفضاء ال فموح وغير محدد‪ ،‬يقابلل تقلص بالفضاء الفيزيائال ال حسوس‪ .‬اما‬
‫إد اكل فيكون فال نبذ الم قيد والزخرف مقابل اسمخدام اشكال هندسية اساسية بسيطة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫المخلص من ج ي القيود المال تربط اإلنسان بالفضاء؛ بين ا ا تبط اسم ال االشكال غير ال كوم لة‬
‫إلجبا الناظر على ال شا كة الذهنية فال إك ال الشكل الناقص فال فضاء ما ب د الحداثة‪.‬‬
‫وما ميز فضاء الحداثة كونل فضاء منسابا لمحقيق االسم را ية بين الداخل والخا ج‪ .‬فال حين هناك وجود‬
‫فيزيائال لفضاء ما ب د الحداثة كونل فضاء ذو شكل محدد‪ ،‬واسم ال للفضاء غير النظامال الغامض‬
‫ال حرف واالبم اد عن الفضاء الهممناه وال دمج م الطبي ة‪ .‬وفضاء المفكيكية الذي يص ب ت ريفل‬
‫كوفضاء غير مرئال‪ ،‬احدث تغيرات جوهرية طالت مفاهيم ال ا فال اعم اد اشكال الخطوط ال ا ية غير‬
‫تقليدية باتجاه نماجات م ا ية لها س ات القو والهي نة واالبها واالنفرادية‪ ،‬عن طريق تجاوز اشكال‬
‫الخطوط المقليديل ال سمقي ة وال م امد من دائر االبداع ال ا ي إلى الفضاء االبداعال المجريدي‪ .‬وافقد‬
‫الش و بين الداخل والخا ج‪ ،‬ل ا فيل من إ باك‪ ،‬ا ّي فض فكر االحمواء‪ ،‬ليفسر عدم وجود فضاء محدد‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)184‬‬
‫وما ي م ده ال ا فال اظها نماجل هو الفرا ‪ ،‬وال ا فيل هو صناعة ال كان فال الفرا ‪ .‬وبين‬
‫ال ا والهع ا هو صناعة ال كان‪ ،‬فبين القط ة النحمية المال ال ت د ع ا النحراف تركيزها إلى اليات‬
‫المنفيذ بجانب وعدم احموائل على وظيفية تخدم اإلنسان او تحويل من جانب اخر‪ ،‬انل ما فال الفضاء وليس‬
‫الفضاء نفسل‪.‬‬
‫‪ -‬فالنماج عندما يحموي فال الفرا هو ع ا ‪ ،‬فه البرج وال الجسر هو ع ا إذا لم يكن فال اتجاه خلق‬
‫الفضاء‪ .‬وال ا من يسمخدم لغة تؤسس إلى الفضاء الحاوي لف الية الكائن الحال لكونل يفكر فال‬
‫ت ريف الفضاء عبر اشياء او مكونات من قبل شاغليل وليس ال حدد من قبلهم‪.‬‬
‫‪ -‬وعند بناء النماج ال ا ي‪ ،‬فانل يجهد نفسل فال الرسوم المخطيطية المال ت بر ما يدو فال ذهن‬
‫ال ملقال‪ ،‬عبر اسم ا ات الشكال وتكوينات فال بيئمل او غيرها‪ .‬من خهل المحوالت ال م دد‬
‫لهشكال والمغيير بها‪ ،‬وال م م د على الطاقة الكامنة فيها عند تحوليها من الطاقة الساكنة إلى‬
‫الديناميكية وبالمالال السيطر على الناتج منها‪.‬‬
‫‪ -‬وتساعد ال هقة بين الفضاء واالنسان فيل‪ ،‬على وضوح ع لية االد اك الفضائال‪ ،‬ويمم ت ثيلل عن‬
‫طريق اسمخدام موز ت بر عن اشكال ذهنية‪ ،‬وتنظم بشكل مخططات ذهنية يمم تحويلها إلى‬
‫اشكال‪.‬‬
‫‪ -‬وهذه االشكال هال الفضاء ال ادي الفيزياوي ال حسوس وال ل وس من قبل اإلنسان والذي قد قام‬
‫اإلنسان باد اكل وتكوينل سايكولوجيا ونفسيا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬وممرفة الفضاء‪:‬‬


‫ي م د إد اك الفضاء فال الحيز الناتج من تحديد اب اد ل ساحة محدد او من خهل اعم اد لون م ين وهو‬
‫اللون ال هي ن على تلك ال ساحة‪ ،‬او من خهل سياد عنصر على اخر‪ .‬وعندما يكومسب الفضاء صفة‬
‫االنفماح والحرية فانل ي نح دالالت ترتبط بالحركة واالحساس وإد اك عقلال لل‪ ،‬حمى ي د فضاءا ايجابيا‪.‬‬
‫وعكسل فضاءا سلبيا‪ ،‬عندما يساء اسمخدام الفضاء وفه ل‪ .‬ومن هذا النص‪ ،‬نكون بحاجة إلى ت ا يف‬
‫تخص‪:‬‬
‫‪ -‬الفضاء‪ ،‬وهو الفرا الهائل الذي يحيط باالنسان ونماجل وحاجاتل‪ .‬ك ا ي مد من حولل‪ ،‬ويحدد‬
‫بال نطقة بين الس اء واال ض‪.‬‬
‫‪ -‬ي م د تطو مفهوم الفضاء من خهل اخذ نماج ال ا فال الحركات ال ا ية ال خملفة اب ادا‬
‫مخملفة‪ ،‬وح ل افكا ا اقمربت من المطرف فال طروحاتل عند توصيف فضاءها فال مكان وزمان‬
‫محددين‪ .‬عن طريق افكا تمضا ب م ب ضها فال ظهو وهي نة احده ا مقابل غياب االخر وتهشيل‪.‬‬
‫‪ -‬ال كان باعمبا ه " كل حيز جغرافال م روف" ‪ .‬او الحيز الذي يشغلل فرا ‪ ،‬اي هو حقيقة مل وسة فال‬
‫الفضاء لي رف تاثيره وتاثره بال حموى الفضائال الذي ي د الفضاء ال حدد إلى ذلك ال كان الذي هو‬
‫جزء من الفضاء‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )181‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫فضاءا كبي ًرا‬
‫يمباد إلى الذهن عند بدء المصو فال مسالة الخلق او وجود اإلنسان على اال ض‪ .‬بان هناك ً‬
‫يمحرك بل اإلنسان ويحمويل‪ .‬فاعطى إلى ذلك االولوية فال إمكان تكيفل م بيئمل كونل شئ بحث عنل‬
‫اإلنسان قبل البحث عن ال ا ‪ .‬وتكون المصو ات الذهنية نشاطا م رفيا إلى ال قل‪ ،‬الذي يمحرك إلى‬
‫خا ج نطاق ال والم ال ادية بقد تكوينية وتكيفية‪ ،‬بشرط عهقة اإلمكان بينه ا (ال قل وعالم الوجود)‪.‬‬
‫لذا فاالسبقية فال الماثير ووجوده‪ ،‬ان ا يمب الفضاء الذي يساعد فه ل على تطوير الفضاء و عند قيامل‬
‫بمشكيلل و الذي يحموي اإلنسان قبل ال ا ‪ .‬وهذا يبر ف ل اإلنسان فال تغيير شكل الفضاء وتصو ه‪.‬‬
‫ف فاهيم الفضاء والحيز وال كان‪ ،‬اثرت على تكوين خصوصية الفرد والوصول إلى هوية ال جم ‪.‬‬
‫واالنسان هو ال ؤثر ال محكم فال طبي ة الحيز ال شغول ونوعل‪ ،‬والذي يمطلب تحديد الحيز و ال كان و عن‬
‫طريق عناصر وتركيبها لمكون كوملة وصياغة فضاء‪ .‬قد يكون مص ا‪ ،‬يمحدد بقياسات ب دية اعم د عليها‬
‫المص يم ويكون تقسي ل عبر فواصل تثير اهم ام فال تقبل اقسامها حمى يم كن ال قل من اد اكها‪ ،‬او‬
‫فضاء ن يش فيل فهو غير محدد وم مد بج ي االتجاهات‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)181‬‬

‫سادسا‪ :‬الجحكم والجتشابل‪ /‬فلسفة اإلنسان فال ال ا‬


‫وجوها فهو المنسوخ‪.‬‬
‫وجها واحدًا فهو الناسخ‪ ،‬والمتشابه‪ :‬ما يحتمل ً‬
‫كم‪ :‬ما ال يحتمل إال ً‬
‫المح َ‬
‫عندما ينظم المحكم اطر حركات العمارة االكثر عمومية‪ ،‬عندها اعطى هوية لها‪.‬‬
‫فيكون المتشابه هو ما يحدد الخصوصيات ضمن اإلطار نفسه‪.‬‬
‫اوال‪ :‬ما هو الجنطق الفلسفي للجحكم والجتشابل؟‬
‫عندما نبحث فال ت ريف علم ال حكم وال مشابل‪ ،‬فإن االقرب إلى الم ريف بقصد المفسير او الماويل هو‬
‫البدء بب ض ال صطلحات القرانية‪ ،‬فهال ال تخرج عن ال نى ال محقق من فكر الموجيل فال القران الكريم‪،‬‬
‫والمال المفت لماخذ م انال محدد ‪.‬‬
‫[‪]12‬‬
‫وما تم رض لل مفاهيم ال حكم وال مشابل‪ ،‬من اجمهاد ال يم دى حدود تاثيرها تفسيرا ك صطلحات ‪،‬‬
‫فإنها ترتبط بدالالت م ينة تماثر بخصوصية توجل الباحث فيها‪ ،‬حمى ت طال م انال ال تمجاوز داللمها‬
‫بال نى ال ام له ا‪.‬‬
‫وعندما نركز على ذكره ا فال القران الكريم‪ ،‬فال قولل ت الى‪ُ ﴿:‬ه َو َّال ِذي َا ْن َز َل َع َل ْي َك ْال ِكو َ‬
‫ماب ِم ْن ُل اياتٌ‬
‫هات ﴾ )ال ع ران‪ .)1 :‬فقد و دت فال نصل مفردات ت ثلت فال‬ ‫ات ُه َّن ُا ُّم ْال ِكوماب َو ُا َخ ُر ُم َمشاب ٌ‬
‫ُم ْح َك ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال حك ات وال مشابهات بحالة مجمزء تفيد م نى محدد من عدد من ال انال‪.‬‬
‫‪ )1‬يظهر‪ ،‬إن هناك‪ ،‬تقابه بين ال حك ات وال مشابهات‪ ،‬لمفيد م نى م ينا وهو ال راد منه ا‪،‬‬
‫فال مشابل ال يمضح م ناه اال بقرينة و او بيان اضافال و وما فال القران ب ضل هو واضح الداللة على‬
‫م ناه‪ ،‬واخر ليس كذلك‪ ،‬لذا يحماج إلى داللة‪ .‬بين ا يكون فيل ال فصل وال بين محك ًا‪ ،‬فيم دى‬
‫حدود م نى االتقان الن القران كوماب ممقن‪.‬‬

‫[‪ ]12‬يتحقق لكل مصطلح معنى محكما واضحا‪:‬‬


‫يستخدم مصطلح (‪ ، ) Archetype‬بمعنى نسق االصلي تعمل منه نسخ متعددة‪ .‬ويشير في الفلسفة االفصاطونية إلى‬
‫الشكل أو الفكرة‪ form) .، (Idea‬ويكون محكوما عند البعض بالعقل املستقل عن الش ئ‪.‬‬
‫ويستخدم مصطلح ‪ ،Prototype‬بمعنى النمط األساس ي أو االولي لكل عينة أو موديل‪ .‬ويعطى معنى النمط الريادي في‬
‫اللغة العروية‪.‬‬
‫ويستخدم مصطلح )‪ (Stereotype‬للتعبير عن ش يء قابل العادة انتاج ثصاثي االبعاد‪ ،‬أي شكصا مجسدا صلدا )‪(Stereo‬‬
‫)‪(Soild‬لش يء خلق سابقا‪ .‬وهو يرتبط بالتمثيل الجماعي أو تبني االحكام املسبقة عن االخرين‪.‬‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )181‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬
‫‪ )2‬م نى الحك ة فال القران هو ال لم وال دل والنبو ‪ ،‬واإلحكام م نى السداد‪ ،‬كذلك ال ن واإلتقان‬
‫لغة‪ .‬بين ا يذهب ال مشابل إلى المشابل وال شا كة وال اثلة‪ ،‬فهال تؤدي إلى عدم الوضوح وااللمباس‪.‬‬

‫‪ )3‬فال حكم [‪ ]13‬هو ال راد من شئ ما‪ ،‬يظهر او يؤول‪ ،‬فيحم ل مظهرا واحدا من الماويل‪ ،‬فلل وضوح‬
‫الداللة ال يحم ل ت ددها فه ينسخ‪ ،‬ليكون مسمقه ال يحماج إلى بيان‪ ،‬ليكون ممقنا ال يمسرب اليل‬
‫الشك‪.‬‬
‫بالمالال‪ :‬ال حكم‪ ،‬هو من احكم وحكم‪ .‬فهو ب نى اتقن ووثق فيكون ال نى ايجابيا فال وجوده‪،‬‬
‫بين ا يكون ال نى سلبيا فال من ل‪ ،‬فيكون من مسملزمات وجود ال نى االيجابال‪ .‬وا تبط القصد من‬
‫ال نى بسلطة تنب من فكر ال ص م وتؤثر على خيالل وتمحكم فال نماجاتل المص ي ية من خهل‬
‫النوايا الوظيفية والهيكلية والج الية والخلفية الثقافية لل ص م وسياق مم ثل فال الزمان والما يخ‬
‫وال وق ‪.‬‬

‫الـمظهرالواحد‬ ‫املراد من ش ئ‬
‫وضوح الداللة‬ ‫تأويصا أو وهورا‬ ‫املحكم‬
‫للتأويل املحكم‬
‫ال يحتمل‬ ‫الةقين في حركة املحكم‬ ‫ال يتسرب له‬
‫التعدد‬
‫ال يحتاج‬ ‫الشك‬
‫املظهر املستقل‬ ‫إلى بيان‬ ‫املتقن‬

‫‪ )4‬بين ا ال مشابل هو ما ا تبط بالم اثل بين االشياء او شيئين‪ ،‬فهو َّ‬
‫الش َبل‪ ،‬وعندما يؤدي الم اثل إلى‬
‫الحير والشك فإنل ُيوق فال االلمباس‪.‬ف ن المبس عليل هو من اشمبل االمر عليل‪ .‬لذا مظهر لم يسمقل‬
‫بنفسل فمكون حاجمل إلى بيان لي رفل ويحدده من خهل غيره‪ ،‬ليحم ل اكوثر من مظهر‪ ،‬بالمالال ما‬
‫ليس بواضح الداللة فانل يحم ل النسخ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إاشكالية الجحكم والجتشابل [‪]14‬؟‬
‫كم‪ :‬ما عُرِف تأويلُه‪ ،‬وفُ ِهم معناه وتفسيره‪ ،‬والمتشابه‪ :‬ما لم يكن ْلحد إلى عِلمه سبيل‪.‬‬
‫المح َ‬
‫بين المحكم والمتشابه تكامال‪ ،‬ف ال يناقض المتشابه المحكم الن يعمل بحدوده‪.‬‬

‫[‪ ]13‬ينظر‪ :‬القاموس ‪ /‬مادة (حكم) ‪ .‬و" لسان العرب" ‪ /‬مادة (حكم)‪ ،‬بيروت‪. .‬‬
‫[‪ ]14‬جاء في املحكم في اللغة‪ :‬يستعمل بمعنى املتقن واملمنوع‪ .‬يقال‪ :‬أحكم األمر‪:‬‬
‫املتشابه في اللغة‪ :‬املتماثل‪ ،‬يقال‪ :‬أمور متشابهة‪ ،‬أي متماثلة يشبه بعضها بعضا‪ ،‬ويقال شابهه وأشبهه‪ :‬أي ماثله إلى درجة‬
‫االلتباس‪.‬‬
‫َّ‬
‫فاملحكم هو املتقن واملوثق‪ ،‬فلذلك يمكن التعويل عليه والرجوع إليه‪.‬‬
‫أما املتشابه فهو املتماثل ّ‬
‫املؤدي إلى االلتباس بين ما هو حق وما هو باطل‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)181‬‬
‫ُت ّ د م ادلة ال حكم وال مشابل [‪ ]15‬من اشكاليات الفكر‪ ،‬وما ينف نا فال ال ا ‪ .‬فإن‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ )1‬وجود النصوص ال مشابل و عند الب ض و اعطى تنوعا فال المفسير‪ ،‬بالمالال تولدات إشكالية الحقيقة‬
‫ال غيبة وال به ة عندها تداخهت ال حك ات وال مشابهات‪ ،‬اال ان الفكر االسهمال مثه قد اتى بل‬
‫ال حكم ليكون هو الدليل والحل‪.‬‬
‫‪ )2‬وعند وجود النص و ال قدس و فال الدين واي ان االنسان‪ ،‬ي ين فال اسملهامه ا‪ .‬بين ا فال ال ا فقد‬
‫تنوعت وت ددت النصوص تب ا لم دد وتموع الحركات ال ا ية و ت دد الحركات او ض ن الحركة‬
‫الواحد و حيث اصد ت احكام محك ة كاساس لقانون او توجيل الحركة‪ ،‬بجانب ظهو االفكا‬
‫ال مصا عة وال مشابل داخل الحركة الواحد او بين الحركات ال م دد ‪ ،‬فال زمان ومكان او مكان‬
‫ت دد فيل‪ ،‬لمكون احكام ممشابل‪.‬‬
‫‪ )3‬ان كان هناك اخمهفا فال ج ل كه من م نى ال حكم وال مشابل مخمصا بشئ‪ ،‬فو ‪:‬‬
‫‪ -‬كيف ي كن بيان ال هقة المال تظهر وتنظم وصف االحكام‪ ،‬على نماجات ال ا وحركاتها من خهل‪:‬‬
‫نظم ت م د‪ ،‬وافكا ومفاهيم مم اسكة ومنسج ة‪.‬‬
‫‪ -‬وكيف ي كن بيان ال هقة المال اظهرت ونظ ت وصف ال مشابهات‪ ،‬الجام للمناقضات‪ ،‬على‬
‫نماجات ال ا فال الية الم اثل والمشابل بين االشياء فال االسلوب والهدف منها‪.‬‬
‫وهنا تظهر اإلشكالية فال ال حكم وال مشابل [‪ ]16‬جلية واضحة فال‪:‬‬
‫‪ -‬القوانين المال الفكر فال حركة واتجاهاتها او الحركات ال م دد تب ا الخمهف ال قياس‪.‬‬
‫‪ -‬ويسمند اساس كل فكر على قوانين‪:‬‬
‫محكجة وهال الثابمة المال تم ثل فال النصوص الصريحة ال م ثلة فال ال هقات بين المكوينات‬
‫والمشكيهت الهندسية وال ا ية فال حدود الزمان وال كان‪.‬‬
‫ومتشابل وهال ال مغير المال تمح ل ت دد نماجها فال قد ال ا وامكاناتل فال المغيير والمحويل‬
‫تب ا إلى المفسير والماويل‬
‫‪ -‬ال ديات المال تمداخل فيها االفكا ‪ ،‬وتباين تاثيرها فال افكا اخرى باخمهف الزمان او ال كان‪ ،‬او‬
‫تشابهه ا‪.‬‬
‫‪ -‬احم االت ظهو االخمهف (المناقضات) فال الحركات‪ ،‬او توجل النماجات فيها‪.‬‬

‫[‪ ]15‬جاء في القران الكريم آيات بينات ذكرت املتشابه واملحكم مهها‪:‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٌ ُ ْ َ ْ َ ُ ُ ُ َّ ُ ّ َ‬
‫صل ْت ِمن لدن ح ِك ٍيم خ ِب ٍير ﴾(هود‪ .)4 :‬فاحكمت بالثواب والعقاب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫كتاب محكم‪ ،‬قال تعالى‪ ﴿:‬الر ِكتاب أح ِكمت آياته ثم ف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َ ُ ْ َ ْ‬
‫اب الح ِك ِيم " (يونس‪.)4 :‬‬ ‫الر ِتلك آيات ال ِكت ِ‬ ‫وفصلت باألمر والنهي‪ .‬وقوله تعالى‪" :‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َ َ ْ َ ُّ ْ ُ ُ ُ ُ َّ َ َ ْ َ ْ نَ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ‬
‫يث ِكتابا متش ِابها مثا ِني تقش ِعر ِمنه جلود ال ِذين يخشو ربهم ﴾(الزمر‪.)11 :‬‬ ‫كتاب متشابه‪ ،‬قال تعالى‪ ﴿:‬اّلل نزل أحسن الح ِد ِ‬
‫[‪ ]16‬ينظر‪ :‬لسان العرب ‪-‬مادة شبه‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ثل َ‬ ‫والش َب ُه َّ‬
‫والشب ُ‬
‫يه ا ِمل ُ‬ ‫به َّ‬ ‫ّ‬
‫الش ُ‬
‫والجمع اشباه‪ .‬واشبه الش يء الش يء‪ :‬ماثله وأشبهت فصانا وشابهته واشتبه علي وتشابه الشيئان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫صاحبه واملشتبهات من األمور ‪ :‬املشكصات‪ ،‬واملتشابهات ‪ :‬املتماثصات والتشبيه ‪ :‬التمثيل‪ .‬والشبهة‪:‬‬ ‫واحد مهها ِ‬ ‫واشتبها ‪ :‬أشبه كل ٍ‬
‫ََ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َّ ُ َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫شبه بعضها بعضا‪ .‬وشبه عليه‪ :‬خلط عليه األمر حتى ِاشتبه ِبغ ِير ِه‬ ‫االلتباس وامور مشتبهة ومش ِبهة ومش ِبهة‪ :‬مشكلة ي ِ‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )181‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫ً‬ ‫تليل‪:‬‬
‫ً‬
‫االحكام لها وجود ايجابال‪ ،‬هو االتقان والوثوق‪ ،‬ويكون ال ن م نى سلبيا وهو من مسملزمات ال نى‬
‫االيجابال‪ .‬اما ال مشابل فهو ب نى ماثل الشئ لشئ اخر‪ ،‬من ناحية الوصف بين الشيئين‪ .‬فهو وجود‬
‫موضوعال‪ .‬ويكون إلى الشبل و ال ثل و م نى يطلق عليه ا لوجود الشبل ذاتيا‪ ،‬فيظهر االلمباس‪ .‬وقد و دت‬
‫فال ب ض المفاسير المال اهم ت فال ال انال الشديد والض يفة المال يسملزم فيها ال نى وجود شئ اخر‪.‬‬
‫وفال توجهات ال ا ‪ ،‬ظهرت ال ديد من القوانين‪ ،‬ك حك ات و ا تبطت بالثبات و يم امل م ها اإلنسان فال‬
‫نماج ال ا ‪ ،‬واخرى ممشابهات‪ ،‬ت طال لل ا فرصة الم امل بها باالضافة والحذف بشكل كبير‪ ،‬م ا‬
‫ّ‬
‫ولد ممس ا من ال جال فال طرح الحلول والبدائل تب ا لزمانها ومكانها او قد مص ها فقد يكون ذلك ثر ًاءا‬
‫إلى ال ا فال نماجها عند تلبية ممطلبات مواطنيها‪ .‬اال ان ظهو الخلل فال الم امل بال حك ات قد يسبب‪:‬‬
‫‪ -‬ابم اد نماج ال ا عن اطرها المقليدية الماب ة لزمانها ومكانها‪ .‬فمكون مدعا إلى ظهو الجديد‬
‫ال ناقض لها‪ ،‬م ا ي نال عدم االسمقرا ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهو النماج الذي ال يلبال حاجة ال جم ‪ ،‬م ا ي نال فشل ال ا نماجا وحركة‪.‬‬
‫‪ -‬اعم اد الوصف على الطرفين ال شبهين او ال م اثلين‪ ،‬بف ل عهقة‪ ،‬يدل على إن هناك الهسمقرا‬
‫صفة على احد الشيئين او الطرفين‪.‬‬

‫فيكون اعم اد ال حكم لحركة فال نماج ال ا ‪ ،‬ان ا هو م مقد وادها‪ ،‬فه يجيزون الخروج عليل‪ ،‬اال ان‬
‫ذلك ال ي نال ظهو الميا ات ال ناهضة المال اعطت ت ابير جديد اخملفت فال ت املها م مقدسات الحر ‪.‬‬
‫ومثالنا ما جاءت بل ع ا الحداثة من مقولة سيليفان فال "الشكل يمب الوظيفة"‪ ،‬حيث ظهرت ض ن‬
‫الحداثة ت ابير شكلية للوظيفة من خهل المهعب بال مشابل‪ .‬لذا يكون فه نا إلى دو الحكم فال تنظيم‬
‫االطر اال كوثر ع ومية فال الحركة ونماجها‪ ،‬بين ا تحدد الخصوصيات ض ن اإلطا نفسل من دو ال مشابل‪.‬‬
‫مقدمة في قراءة العمارة‬
‫حواريات في مواضيع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)187‬‬

‫ي د نماج ال ا الذي يم ذ إ جاعل الى مرج اصلال‪ ،‬هو نماج محكم‪.‬‬


‫اما النتاج الجمجاري في حقبة ممجارية ممينة ويجكن ارجاتل إالى نتاج سابق لحقبة ممجارية اخرى‬
‫يجكن تده متشابها‪.‬‬
‫وتندما كانت الدتو إالى االنجاط االصلية السابقة وهي االنجاط الكهسيكية‪ ،‬كجا في نتاج تجار ما‬
‫بمد الحداثة الجنسوب إالى نتاجها هو نتاج محقق التشابل‪.‬‬

‫من هذه االر ولد اول تمبير لكلجة الحرية بالمالم في ر يم ييني و بل ‪ 0044‬اربمة االف‬
‫وخجسجائة تام باسم (امارجي)‬
‫هكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫العمارة‬
‫(‪ )180‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مقدمة في قراءة العمارة‬

‫وسؤالنا الذي نبحث لل عن اجابة ّ‬


‫تطرقنا لها سابقا‪:‬‬
‫هل تت ل المجار إالينا؟‬
‫ام نحن من نت ل إالى المجار ‪.‬‬

‫هذا ما ن ده في القادم بجشيئة هللا تمالى‬

‫ا‪.‬د‪ .‬إابراهيم جواد كاظم ال يوسف‬


‫ال اممة التكنولوجيل‪ /‬سم هندسة المجار‬
‫‪123367@uotechnology.edu.iq‬‬

‫وا ً‬
‫خيرا‬
‫الحجد هلل تلى االول واالخر‬
‫ال يكون إهداء هذا الكتاب إلى لقارئ لم يغادر مكتبة العمارة!‬
‫الكاتب‪ ،‬بغداد – ايلول ‪9402‬‬
‫العمارة‪ ....‬مقدمة في قراءة العمارة‬ ‫هك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قرأت َ‬
‫املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر‬

‫املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر‬
‫العربية واالجنبية املستخدمة‪:‬‬
‫هكذا ‪ ..‬قرأت العمارة‬
‫(‪ ) 012‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ املص ـ ــادر‬
‫القران الكريم‬
‫محاضرات طلبة الدراسات العليا‪ ،‬ماجستير – تصميم معماري‪ ،‬لسنة ‪5102-5102‬‬
‫الجرجاني‪ ،‬علي بن محمد بن علي‪1021:‬هـ‪ " :1891 ،‬كتاب التعريفات"‪ ،‬تحقيق وتقديم وفهارس‬ ‫‪.1‬‬
‫إبراهيم األبياري‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الريان للتراث‪.‬‬
‫الشيرازي‪ ،‬محمد الحسيني‪ ":0221،‬فلسفة التاريخ‪ .‬دراسة تحليلية في املناهج والسلوك"‪ ،‬تحقيق‬ ‫‪.0‬‬
‫وتعليق الشيخ صاحب مهدي‪ ،‬دار القارئ للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬مؤسسة الوعي االسالمي‪.‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ .‬ط‪.0‬‬
‫املدرس ي‪ ،‬محمد تقي‪1000 ،‬ھ ‪ ":‬املنطق اإلسالمي‪ ،‬اصوله ومناهجه"‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫‪.3‬‬
‫ال يوسف‪ ،‬د‪ .‬ابراهيم جواد‪ " :0211 ،‬عمارة واحدة أم عمائر متعددة‪ ،‬الجزء االول والثاني‪.‬‬ ‫‪.0‬‬
‫ال يوسف‪ ،‬د‪ .‬ابراهيم جواد‪ " :0211 ،‬عمارة واحدة أم عمائر متعددة‪ ،‬الجزء الثالث‬ ‫‪.1‬‬
‫الشيخ حسن الرميتي‪ ،‬بحث األصول\ مقدمات \ املقدمة الرابعة \ توجيه كالم العلمين‬ ‫‪.6‬‬
‫املوسوي‪ ،‬هاشم عبود‪ ":0211 ،‬العمارة وحلقات تطورها عبر التاريخ القديم"‪ ،‬عمان‪ ،‬دار دجلة‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫ط‪.1‬‬
‫الشلبي‪ ،‬كمال عبد الكريم حسين‪" :‬أصالة الوجود عند الشيرازي من مركزية الفكر املاهوي إلى‬ ‫‪.9‬‬
‫مركزية الفكر الوجودي"‪ ،‬تقديم د‪ .‬صالح الجابري‪ ،‬دار صفحات للدراسات والنشر‪ .‬نسخة‬
‫الكترونية‪.‬‬
‫الخوئي‪ " ،‬محاضرات في أصول الفقه"‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬االمر السابع (اقسام الداللة)‪ ،‬نسخة‬ ‫‪.8‬‬
‫الكترونية‪.‬‬
‫النعل‪ ،‬مختار فوزي‪1003،‬هـ‪" ،‬موسوعة األلفاظ القرآنية"‪ ،‬اليمامة للطباعة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.1:‬‬ ‫‪.12‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبي الفضل جمال الدين‪“ :1816 ،‬لسان العرب املحيط"‪ ،‬تقدم العالمة الشيخ عبد‬ ‫‪.11‬‬
‫هللا العاليلي‪ ،‬اعداد وتصنيف يوسف خياط‪ ،‬دار لسان العرب‪ ،‬ج‪ 3‬بيروت‪ .‬نسخة الكترونية‪.‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬أبي الفضل جمال الدين‪“ :1883 ،‬لسان العرب املحيط"‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫بيروت‪ ،‬ج‪ . 3‬نسخة الكترونية‪.‬‬
‫ابن الرشد‪ ،‬من تلخيص كتاب السماع الطبيعي أو الفيزياء الرسطو (الكتاب الرئيس ي للطبيعيات)‪،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫املقالة الرابعة في املكان‪ ...‬االنترنيت‬
‫ابن القيم الجوزية‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أبي بكر‪ " :1886 ،‬مدارج السالكين بين منازل إياك‬ ‫‪.10‬‬
‫نعبد وإياك نستعين"‪ ،‬تحقيق محمد املعتص م البغدادي‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ .)012-009(1 ،‬عن‬
‫موقع املكتبة االسالمية‪.‬‬
‫ابن الهيثم‪ ،‬رسالة في ماهية املكان والخالء‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫الطباطبائي‪ ،‬محمد حسين‪ 1019 ،‬ه ‪ " :‬أصول الفلسفة واملنهج الواقعي"‪ ،‬ترجمة عمار ابو‬ ‫‪.16‬‬
‫رغيف‪ ،‬تعليق مرتض ى مطهري‪ ،‬املؤسسة العراقية للنشر واالعالن‪ ،‬املجلد االول‪.‬‬
‫مقـدمــة في قراءة العمارة‬
‫املص ـ ــادر ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ )‪)011‬‬

‫املظفر‪ ،‬الشيخ محمد رضا‪1007 ،‬هـ‪ " ،‬املنطق "‪ ،‬دار الغدير‪ ،‬مطبعة معراج‪ ،‬ط‪.6‬‬ ‫‪.17‬‬
‫اإلبداع مفهومه ووسائل تنميته؛ م‪/‬محمد بن عبد الرحيم بن سعيد آل ناقرو‬ ‫‪.19‬‬
‫الحيزان‪ ،‬د‪ .‬عبداالله بن ابراهيم‪ :‬ملحات عامة في التفكير االبداعي‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬بدون‬ ‫‪.18‬‬
‫تاريخ‪ ،‬نسخة الكترونية‪ ،‬بوابة تكنولوجيا العلوم‪ .‬قراءة في كتاب‪.‬‬
‫البالغة فنونها وأفنانها‪ ،‬د‪ .‬فضل حسن عباس‪ ،‬دار الفرقان‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪ 0227 ،11‬م‪.‬‬ ‫‪.02‬‬
‫الكتب العشرة في العمارة‪ /‬فتروفيوس‪.‬‬ ‫‪.01‬‬
‫الصدر‪ ،‬محمد باقر‪ " :1890 ،‬فلسفتنا "‪،‬‬ ‫‪.00‬‬
‫الدوريات‪ ،‬د‪ .‬معن زيادة‪( ،‬رئيس التحرير)‪" :1896 ،‬املوسوعة الفلسفية العربية"‪ ،‬معهـد اإلنمـاء‬ ‫‪.03‬‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫أندريه الالند‪ ،‬موسوعة الالند الفرنسية‪ ،0221 ،‬تعريب خليل أحمد خليل‪ ،‬منشورات عويدات‬ ‫‪.00‬‬
‫بيروت‪ /‬باريس‪ ،‬ط‪.0‬‬
‫بغية اإليضاح لتلخيص املفتاح في علوم البالغة‪ ،‬تأليف عبد املتعال الصعيدي‪ ،‬مكتبة اآلداب‪،‬‬ ‫‪.01‬‬
‫القاهرة‪ 1887 ،‬م‪.‬‬
‫بريزات قاسم حسين‪" ،0210 ،‬التثاقف وطرز العمارة في العراق"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬ ‫‪.06‬‬
‫بغداد‪ ،‬كلية الهندسة‪ ،‬قسم هندسة العمارة‪.‬‬
‫د‪.‬خالد السلطاني‪ ":0213،‬نصف قرن على تصميمه ‪ ..‬عمارة جامع الخلفاء ‪ ..‬اكتشاف الذات‬ ‫‪.07‬‬
‫املعمارية "‪ ،‬جريدة املدى‪ ،‬العدد ‪ ،72‬ك ‪.1‬‬
‫درة إسماعيل‪ ":0213 ،‬التفكير في العمارة مجازفة بالحدثية "‪ ،‬دار نقوش عربية‪ ،‬ط‪ ،1‬تونس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪.09‬‬
‫د‪ .‬القصب‪ ،‬د‪ .‬خالد ‪ ":0217،‬العلم واملنجز في اعمال املعماري رفعة الجادرجي "نصب الجندي‬ ‫‪.08‬‬
‫املجهول أنموذجا"‪ ،‬جريدة املدى‪ ،‬العدد ‪- 3861‬االربعاء‪ 1 ،‬تموز ‪0217‬‬
‫د‪ .‬سامح عبد السالم محمد‪ ":0213 ،‬عالقة االنسان بالبيئة"‪ ،‬موقع االلوكة‪ ،‬وباالعتماد على‬ ‫‪.32‬‬
‫مجلة الفكر‪ ،‬العدد ‪ ،3‬ص‪.07-06‬‬
‫فلسفة الرواق‪ ،‬نقال عن فلوطرخس‪ ،‬االراء الطبيعية التي ترض ي بها الفالسفة‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫الفلسفة ومناهجها‪ /‬د‪ .‬سمير مثنى علي األبارة‪ ،‬وعلى الرابط‪:‬‬ ‫‪.30‬‬
‫‪http://www.alukah.net/culture/0/107178/#ixzz4Pcd4trmM‬‬
‫روبيه بالنشيه‪ "،1896 ،‬نظرية املعرفة العلمية (األبستمولوجي) ‪ ،‬ترجمة د ‪ .‬حسن عبد الحميد‪،‬‬ ‫‪.33‬‬
‫ومحمود فهمي زيدان‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫جروبر هاورد‪ ،‬واالس دورس ي (‪ )0228‬منهج دراسة الحالة وأنساق التطور‪ :‬منحى لفهم املبدعين‬ ‫‪.30‬‬
‫املتفردين في العمل‪ .‬في ستيرنبرج‪ ،‬روبرت‪ ،‬القياس النفس ي واإلبداع البشري‪ ،‬ترجمة (املركز الثقافي‬
‫للتعريب والترجمة) ‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الكتاب الحديث‪.‬‬
‫هكذا ‪ ..‬قرأت العمارة‬
‫(‪ ) 010‬ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ املص ـ ــادر‬

‫غتاري‪“ :1897 ،‬ما هي الفلسفة “‪ ،‬ترجمة ‪:‬د ‪.‬مطاع صفدي وآخرون‪ ،‬مركز‬ ‫جيل دولوز وفليكس ّ‬ ‫‪.31‬‬
‫اإلنماء القومي‪ ،‬بيروت ـ باريس‪.‬‬
‫عطا هللا‪ ،‬صالح الدين فرح (‪ )0226‬تقنين اختبار الدوائر من الصور الشكلية «ب» لبطارية‬ ‫‪.36‬‬
‫تورانس للتفكير اإلبداعي على األطفال في األعمار من (‪ )10-9‬سنة بمدارس القبس بوالية‬
‫الخرطوم‪ .‬مجلة دراسات تربوية (‪.137 -120 .)10‬‬
‫مجلة املعرفة‪ ،‬وزارة التربية والتعليم في اململكة العربية السعودية‪ ،‬في موضوع "من هو املبدع"‪،‬‬ ‫‪.37‬‬
‫العدد ‪.0213 ،002‬‬
‫مقدمة أبن خلدون‪ ،‬طبعة دار الفكر‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫‪.39‬‬
‫محاضرة القاها االستاذ رفعت الجادرجي‪ ،‬في قسم هندسة العمارة ‪ /‬الجامعة التكنولوجيا في عام‬ ‫‪.38‬‬
‫‪.1892‬‬
‫معجم الفالسفة‪ /‬جورج طرابيش ي‪/‬ط‪/3/0226‬بيروت‪.‬‬ ‫‪.02‬‬
‫مقاييس اللغة‪ ،‬ابن فارس (‪316‬هـ)‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ج‪1878 ، 3‬م‪.‬‬ ‫‪.01‬‬
‫تفسير البغوي‪ ،‬الحسن بن مسعود البغوي‪ ،‬اصدار دار طيبة‪.‬‬ ‫‪.00‬‬
‫قاموس ويبستر‬ ‫‪.03‬‬
‫املوسوعة البريطانية‬ ‫‪.00‬‬
‫صليبيا‪ ،‬د‪ .‬جميل‪" :1880 ،‬املعجم الفلسفي" ‪ ،‬الشركة العاملية‪ ،‬بيروت ‪ ،1880‬ج‪0‬‬ ‫‪.01‬‬
‫‪1) Snyder, James C. & Catanese, Antony. J.,”Introduction to Architec-‬‬
‫‪ture”, McGraw-Hill Book Company, 1979, USA.‬‬
‫)‪2‬‬ ‫‪http://imamsadeq.com/ar/index/book?bookID=70&page=0‬‬
‫)‪3‬‬ ‫‪Colquhoun, Alan, 1989; "Essay in Architectural Criticisim, modern‬‬
‫‪Architecture as a Historical Change ", the MIT Press, 5th pro. See‬‬
‫‪INTRODUCTION by Frampton.‬‬
‫)‪4‬‬ ‫‪( (www.Dictionary.com, Concept‬‬
‫)‪5‬‬ ‫‪http://eshia.ir/feqh/archive/text/romaity/osool/33/340118‬‬
‫)‪6‬‬ ‫‪California State University, Northridge, From Human Motivation,‬‬
‫‪3rd ed., by Robert E. Franken.‬‬
‫)‪7‬‬ ‫‪http://www.alukah.net/culture/0/59944/#ixzz4lNxwLWS7‬‬
‫)‪8‬‬ ‫‪From Bauhaus to Beinhausnthe Charnel, House, Man&Nature.‬‬
So... I read Architeture
Introduction to reading architecture

Shows that there are values beyond the acceptable limit of one to bear the repetition
of elements of formations.

Which corresponds to acceptance is the failure in which the forces of formation col-
lapse in its internal structure and the surrounding circumstances affecting the indi-
vidual and thus applies to the collective state of society, which is related to the so-
cial and intellectual composition of society.And its role in the transition between
multiple cases of influence and multiple images.
So... I read Architeture
Introduction to reading architecture

It is interesting that the process of philosophical and architectural transition in con-


cepts and ideas occurs in a similar manner to what happens in the knowledge. There
may be similar cases between them.Proper concepts and their potential for applica-
tion can help to produce good architecture. However, what is unique is the philoso-
phy that has the precise answers to the movement of cultures, ideas and concepts
within a single architecture or multiple buildings.

It may be useful to note


To be affected by the individual forces other than what we put forward, be his
condition and psychological behavior and social environment [], where he grew up.
No matter how hard he tries to get rid of his ideas, which are traditional in most of
his life, he remains tight.

The central and focused force that it stresses and all remains a certain behavior and
an environment that cannot be overcome. However, the desire of man and his
tendencies in the uniqueness and excellence in the products presented through a
conceptual system of mental explicit, in exchange for what happens from the con-
tradictions of reality with the thought of the tendencies and interests of the human
attempts to go towards those forces.
In addition, what happens with it is one of two things:
The first thing that remains a man is the orbit in the orbit of architecture influenced
by the forces and therefore remain within the static state governed by its ideas and
directions;
The second thing this situation applies not only to the individual state of man but
also to collective societies of knowledge or intellectual currents, and to collective
states of mind, as a phenomenon in which a group of people assume a particular sit-
uation and reflect acceptable behavior according to the validity and compatibility of
the conditions With their needs, which in turn is affected by the forces active in the
movement of production and the movement of architecture.

The situation is known more across two levels:


The first level, that there are forces: intellectual and other social or economic or
environmental, make the individual and its output revolves in the orbit of influential
forces such as social traditions and customs and religious judgments, and other
forces that connect the intellectual currents of multiple levels to the field of influ-
ence of these forces, When can not make a specific decision and return to the total
in search of an appropriate decision or indicators, which makes the collective mind
as a behavioral state of the community does not accept separation from these forc-
es. Depending on the correctness of the choice and then the appropriate determina-
tion in the reaction.
Second, the exposure of man and his product to a series of forces that generate ef-
fects that lead to the failure to see the human and failure in the internal structure of
the architectural output, beyond the acceptable limits of the configurations, and
So... I read Architeture
Introduction to reading architecture

What has been written has been circulated to reach a new intellectual vision in an
academic society through:
- Adoption of lectures given to students of graduate studies / Masters courses (2014 - 2015),
in which the spirit of cash is characterized by the specificity of the proposition, which pre-
vailed over the theoretical and practical applications abstract. And the positive views that
they derived from the reports or criticisms and discussions to the subject of research to get
out of science avoids the falsity of the prosecution when exposure to many intellectual
products far from the local dimensions;
- Try to stay away from the variables that have lost the architectural identity and destabilize
the privacy of the architectural output when investigating the knowledge of the reality of
architecture and ignorance. In addition, the extraction of ideas from the minds through the
analysis of words and return to their original meanings without fallacy in order to reach the
truth, the adoption of references that achieve specialized knowledge on the other hand.
We are aware of knowledge, of being aware of something by thinking and thinking,

He missed the heart after realizing it, and if he realized something, he knew it or
was what he described as his qualities and saw him and learned that he is pre-
scribed, he knew him. Knowledge, in general, benefits the distinction of the known.
In addition, that it is the act through which the self can mentally control a particular
subject in order to discover its characteristic properties.
Knowledge may move further in its flow when a quantity or a number of them pass
within certain jurisdictions or orientations governed by laws that we seek in our
forthcoming books such as:
1) The Law of Architecture against Architecture, Architecture and against Al-
Architecture.
2) the law of the message of architecture in the product of the architecture of the continu-
ity of architecture between the negative and the positive of ideas, and expansion as a
case in the meanings of the product of architecture and expansion as a case in the
movement of architecture. Moreover, the proportion of expansion and extension in the
form of a product, to conclude dialogue in the product of architecture.
3) The law of our Architecture and the architecture of the other, through the structure of
the architecture of architecture (counterfeit architecture), and issues in architecture and
against architecture.

In spite of the importance of culture, However ,Language remains the leader in un-
derstanding and learning when absorbing science and the arts that advance its socie-
ties. And here are the ideas that are the birth of words in the language of peoples,
and in architecture, the forms and elements are the seeds of ideas. Language is the
basis of culture and the way of building civilization. In addition, the continuation of
the development of their formal (verbal) and the introduction of new meanings or
the production of new forms.
INTRODUCTION
TO READING ARCHITECTURE

So I read architecture /General entrance


So I read architecture
What's in the book?

If there is no opposite of meaning, meaning does not have meaning.


If there is no presence against architecture, architecture would not have
an architecture.
Mind grows by perpetuating thinking, reading books of thinkers, and wak-
ing up to life experiences.
ARCHITECTURE

2019

View publication stats

You might also like