You are on page 1of 6

‫طرق البحث و التشخيص في علم النفس العصبي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫المقابلة‪ :‬تجرى المقابلة عادة مع المريض‪ ،‬وفي بعض الحاالت مع احد أقاربه اذ تعذر تواصل‬ ‫‪-‬‬
‫مع المريض مباشرة‪ ،‬هذا االتصال األول من دوره تأسيس علقة تفاعلية وأيضا الحصول على‬
‫معلومات إضافية‪ .‬األسئلة الخاصة بجمع هذه المعلومات تكون مكيفة وخاصة بكل حالة‪ .‬توفر‬
‫المقابلة فرصة لفهم المريض ومعرفة وجهة نظره و ما يقلقه ‪ ،‬كما توفر فرصة لمالحظة‬
‫المريض في جو بعيد عن التفاعل المنظم والمقنن الذي يكون في حالة إجراء االختبارات‪ ،‬كما‬
‫تسمح المقابلة العيادية بجمع المعلومات عن المشكلة الحالية وخلفية هذه المشكلة مما يساعد في‬
‫تفسير المعلومات التي سوف يحصل عليها المختص من االختبارات‪ ،‬وتساعد أيضا على تكوين‬
‫فرضية حول أسباب العجز أو الخلل المعرفي السلوكي عند المريض‪( .‬قربوع سهام‪،2023،‬ص‬
‫‪)417‬‬
‫الوسائل الطبية‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ‬رسام المخ الكهربائي (‪:(EEG‬تقوم فكرة الرسام الكهربائي على أساس أن الخاليا العصبية‬
‫لها نشاط كهربائي يمكن قياسه و تسجيله‪ .‬ويتم ذلك من خالل عدد من األقطاب توضع على‬
‫فروة الرأس كل منها يقيس الفص الذي يقع تحته ‪ .‬وباعتبار أن نشاط أي منطقة في المخ‬
‫معناه زيادة النشاط الكهربائي لخاليا هذه المنطقة‪ ،‬فان هذا النشاط يمكن أن نرصده في حالة‬
‫قيام الفرد بنشاط معين‪ ،‬ويصبح التسجيل المسجل الناتج مؤشرا لطبيعة هذا النشاط‪.‬‬
‫‪ ‬التصوير المقطعي بالبوزيترون (‪ :)TEP‬تتطلب هذه الطريقة وجود مادة معينة ذات اثر‬
‫يمكن مالحظته ومتابعته‪ ،‬ويجب أن تكون هذه المادة آمنة االستعمال عند حقنها في‬
‫المريض‪ ،‬وعادة ما يتم حقن مادة مشعة قصيرة األمد أو المفعول في الوريد‪ ،‬وهي نوع من‬
‫الغلوكوز وذلك أثناء انشغال الفرد بأداء مهمة ما‪.‬‬
‫‪ ‬التصوير المقطعي (‪ : )TDM‬يتم من خاللها تصوير المخ على هيئة مقاطع منتظمة يتراوح‬
‫سمكها بين ‪ 5-10‬مم‪ ،‬حيث يجعل المخ على شكل شرائح يتم تصويرها‪ ،‬وبالتالي ندخل إلى‬
‫أعماق األنسجة لنتعرف على تركيبها سواء كانت مصابة أو طبيعية‪.‬‬
‫‪ ‬تصوير المغناطيسي الدماغي(‪ :)IRM‬تعد هذه التقنية وسيلة دقيقة يمكنها أن تصل إلى‬
‫تصوير ما لم تتمكن الطرق األخرى من الوصول إليه سواء من حيث الدقة أو من حيث‬
‫الوصول إلى أماكن تشريحية أخرى وأعراض جديدة مثل حاالت تآكل نسيج المخ‪،‬خاصة في‬
‫المراحل المبكرة منه‪ .‬يتم وضع المريض في أنبوبة ذات مجال مغناطيسي منتظم‪ ،‬ويتم‬
‫إطالق البروتونات من خالل موجات كهرومغناطيسية‪ ،‬وهذه البروتونات تنعكس في شكل‬
‫إشارات تتحد معا لتعطي الصورة الخاصة بالرنين المغناطيسي‪ ،‬و هذه اإلشارات تتغير وفق‬
‫طبيعة وخصائص كل نسيج‪ ،‬وبالتالي تعطينا صورة أكثر وضوحا عن األشعة المقطعية‪.‬‬
‫‪ ‬التصوير المغناطيسي الوظيفي للدماغ‪ :‬وهي ال تختلف عن التصوير التشريحي بالرنين إال‬
‫في كونها تقيس التفاعل الوظيفي‪ ،‬وبالتالي تكشف عن مدى عمل الخاليا واضطرابها‪.‬‬
‫(قربوع سهام‪،‬ص‪)418_417‬‬
‫ساللم تشخيص اإلصابة الدماغية‪ :‬يعتمد تقييم اإلصابة الدماغية على درجة وشدة اإلصابة أو‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى الوعي أو موقع اإلصابة أو رقعة ومساحة اإلصابة ‪ .‬ويمكننا فيما يلي تلخيص أهم‬
‫خطوات تقييم وتشخيص اإلصابة الدماغية‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ الحالة هو الخطوة األولى في تشخيص إصابة الدماغ‪.‬‬
‫‪ -‬الفحص الجسمي الشامل‪.‬‬
‫‪ -‬الفحص المعرفي الخاص باضطراب العمليات المعرفية مثل الذاكرة واالنتباه‪.‬‬
‫‪ -‬الفحص العصبي المفصل باستخدام األشعة السينية واألشعة المقطعية للكشف عن وجود التلف‬
‫الدماغي‪ ،‬تحديد موقعه ومدى انتشاره‪ ،‬باإلضافة للتخطيط الكهربائي للدماغ‪.‬‬
‫و فيما يلي أمثلة عن مقاييس تقييمية إللصابة الدماغية‪:‬‬
‫‪ ‬سلم ‪ Glasgow‬لتقييم الغيبوبة‪ :‬وضعه كل من ‪ Teasdale et Jennett‬سنة ‪ 1974‬وهو‬
‫احد أشهر المقاييس التي تسمح بوصف وتتبع حالة الوعي لدى المريض والنتيجة اإلجمالية‬
‫للمقياس تمثل درجة اضطراب الوعي وذلك بناء على العوامل التالية‪ :‬فتح العينين‪،‬‬
‫االستجابات اللفظية‪ ،‬االستجابات الحركية‪ .‬يكون التصنيف كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬اإلصابة الخفيفة من ‪ 13-15‬نقطة‪.‬‬
‫‪-‬اإلصابة المتوسطة من ‪ 09-12‬نقطة‪.‬‬
‫‪-‬اإلصابة الشديدة من ‪ 03-08‬نقطة‪.‬‬
‫‪ ‬سلم التصنيف حسب مدة فقدان الذاكرة بعد الصدمة‪ :‬وهو دائما من إعداد ‪Teasdale et‬‬
‫‪ Jennett‬سنة ‪ 1981‬ويكون التصنيف كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬من ‪ 5‬إلى ‪ 60‬دقيقة‪ :‬إصابة دماغية خفيفة‪.‬‬
‫‪-‬من ساعة إلى ‪ 24‬ساعة‪ :‬إصابة دماغية متوسطة‪.‬‬
‫‪-‬من يوم إلى ‪ 7‬أيام‪ :‬إصابة دماغية شديدة‪.‬‬
‫‪-‬من أسبوع إلى ‪ 4‬أسابيع‪ :‬إصابة دماغية شديدة جدا‪.‬‬
‫‪-‬أكثر من ‪ 4‬أسابيع‪ :‬إصابة دماغية شديدة للغاية‪ (.‬قربوع سهام‪،‬ص‪)419‬‬
‫‪ -‬البطاريات النفس عصبي‪ :‬التقييم النفس عصبي يتطلب سلسلة من االختبارات المختلفة‪ ،‬هذه‬
‫االختبارات تسعى لقياس وتقييم القدرات المعرفية لدى الفرد والتي من خاللها تحدد الحالة‬
‫المرضية من عدمها‪ ،‬ومن ثم ظهرت البطاريات التي تتكون من مجموعة من االختبارات التي‬
‫يتم تطبيقها كمجموعة‪.‬‬
‫ويمكن تصنيف البطاريات إلى‪:‬‬
‫‪ -‬بطاريات أعدت خصيصا للتقييم النفس عصبي مثل بطارية هالستيد ريتان‪.‬‬
‫‪ -‬بطاريات أعدت للتعرف على فئات خاصة مثل مرضى الخرف ‪.‬‬
‫‪ -‬بطاريات أعدت في األصل لقياس القدرة أو التحصيل ولكنها أصبحت على مر السنين أداة‬
‫هامة للتقييم النفس عصبي إما بوصفها بطارية متكاملة أو االنتقاء ما يناسب من اختبار أغراض‬
‫محددة‪.‬‬
‫وفيما يلي أمثلة عن مجموعة من البطاريات الرسمية للتقييم والقياس النفس عصبي‪:‬‬
‫‪ -‬بطارية هالستيد رايتان‪ :‬تتكون من ‪ 11‬اختبار تضم ‪ :‬التصنيف ‪ ،‬الذبذبة‪ ،‬ادراك األصوات و‬
‫األداء اللمسي ‪ ،‬التعقب ‪ ،‬قوة القبض ‪ ،‬االدراك الحسي ‪ ،‬الكتابة‪ ...‬الخ‬
‫‪ -‬البطارية النفس عصبية لوريا‪-‬نيبراسكا‪ :‬تفحص‪ :‬السيطرة المخية ‪،‬الوظائف الحركية لليدين و‬
‫الفم ‪ ،‬لتنظيم السمعي الحركي ( ادراك األصوات و النغمة)‪ ،‬االدراك الحسي الجلدي العضلي‪،‬‬
‫ثالثية االبعاد‪ ،‬االدراك البصري‪ ،‬التوجه المكاني‪ ،‬اللغة ( اإلنتاج و الفهم)‪ ،‬الكتابة القراءة و‬
‫الحساب‪ ،‬الذاكرة‪.‬‬
‫‪ -‬مقياس وكسلر الذكاء الراشدين‪ :‬الذكاء اللفظي و العملي العام‪( .‬تنساوت صافية‪،‬ص‪)28‬‬
‫‪ -‬مقياس وكسلر للذاكرة‬
‫‪ -‬كما يمكننا إضافة‬
‫‪ -‬اختبار ستروب لالنتباه االنتقائي (‪)Test de Stroop‬‬
‫‪ -‬اختبار ري لألشكال المعقدة ‪. )La Figure Complexe de Rey‬‬
‫‪ -‬بطارية اللغة الشفوية عند الحبسي (‪.)MT86‬‬
‫‪ -‬البطارية السريعة للتقييم الجبهي لقياس الوظائف التنفيذية (‪.)BREF‬‬
‫‪ -‬اختبار التقييم السريع للوظائف المعرفية (‪( .)ERFC‬قربوع سهام‪،‬ص‪)420‬‬
‫تقييم الوظائف العقلية العليا‪ :‬هي مجموعة من الوظائف التي تمتد من لحظة استقبال المعلومة‬ ‫‪-‬‬
‫إلى صدور االستجابة في أي صورة من صورها وتتأثر بالعديد من العوامل التي من أهمها‬
‫الوعي الذي يقع في لب اهتمامات التقييم النفس عصبي السيما لدى المصابين بإصابات ‪،‬دماغية‪،‬‬
‫كما تتأثر أيضا بسرعة نشاط الدماغ ‪ ،‬ونظرا لكثرة العمليات المعرفية والعقلية التي يتم تقييمها‬
‫أثناء الفحص النفس عصبي‪ ،‬ارتأينا التطرف إلى األساسية منها فقط‪ ،‬فيما يلي‪:‬‬
‫االنتباه‪ :‬هو عملية معرفية تنطوي على التركيز في مثيرات معينة من بين عدة مثيرات تستقبلها‬ ‫‪‬‬
‫الحواس من البيئة‪ ،‬فاالنتباه هو قدرة التعامل مع كميات هائلة من المعلومات تزودنا بها الحواس‬
‫والذاكرة ‪ .‬هناك بعدين لعملية االنتباه يحددان الطريقة المثلى لمعالجة المعلومات الحسية هما‬
‫االنتقائية والشدة‪ ،‬حيث تتطلب معالجة المعلومات وتخزينها أن يكون االنتباه موجها (انتقائي)‪،‬‬
‫وأن يكون مستوى شدته يتماشى مع المهمة المطلوبة‪ .‬و يمكن تقييم مكونات االنتباه البسيط من‬
‫خالل المقابلة او المالحظة المستمرة للمريض و بتحول التقييم الى االختبارات مع تعقيد وضع‬
‫تقييم االنتباه و من هذه االختبارات ‪:‬‬
‫اختبار ستروب‬ ‫‪-‬‬
‫اختبار إعادة األرقام و الحساب و الرموز األرقام في مقياس وكسلر للذكاء ‪ .‬قربوع سهام‪،‬ص‬ ‫‪-‬‬
‫‪)420‬‬
‫االدراك ‪ :‬هو عملية عقلية عليا من دورها تفسير المعلومات القادمة من الحواس إلى الدماغ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وينطوي هذا التفسير على الترميز التحليل التخزين واالستجابة الخارجية عند الحاجة يصاحب‬
‫العديد من إصابات وأمراض الجهاز العصبي المركزي اضطرابات واضحة في وظائف‬
‫اإلدراك‪ ،‬لذا يعطى لتقييمه أثناء الفحص النفسي العصبي نفس األهمية التي تعطى للوظائف‬
‫الذهنية األخرى‪ .‬ويتطلب اإلدراك مهارات محددة تتضمن االنتباه البصري والسمعي‪ ،‬والتمييز‬
‫البصري والسمعي‪ ،‬واالستدالل المكاني والتكامل البصري الحركي والقدرات البنائية‪ ،‬وقبل هذا‬
‫وذاك يتطلب التيقظ والتوجه‪ ،‬ومن ثم سالمة الحواس‪ ،‬لذا من المهم التأكد من مستويات وظائف‬
‫المصاب البصرية والسمعية واللمسية وذلك من خالل فحص سريع تسهم نتائجه في استبعاد أي‬
‫تأثير لالضطرابات الوظيفية لتلك الحواس ليس على األداء على اختبارات اإلدراك وحسب‪ ،‬بل‬
‫على األداء على اختبارات الوظائف الذهنية والتنفيذية األخرى‪.‬وتختلف االختبارات التي تقيس‬
‫اضطرابات اإلدراك باختالف الوظائف ومصادر المدخالت الحسية‪ ،‬فثمة اختبارات مخصصة‬
‫لتقييم اإلدراك البصري ‪،‬واضطراباته واختبارات أخرى مخصصة لتقييم اإلدراك السمعي أو‬
‫اإلدراك اللمسي‪ ،‬إضافة إلى اختبارات تستخدم لتقييم إدراك اإليماءات الحركية وغالبا ما تتضمن‬
‫البطاريات النفسية العصبية مثل تلك االختبارات وان كانت تلك االختبارات تقيس الوظائف‬
‫اإلدراكية إال أن معظمها تقيس وظائف أخرى منها االنتباه والتوجه المكاني والذاكرة‪ ،‬والحقيقة‬
‫أن هذا عائد إلى تداخل وظائف الدماغ مما يجعل القول بأن هذا االختبار أو ذاك يقيس فقط هذه‬
‫الوظيفة أو تلك أمر غير ممكن ‪( .‬قربوع سهام‪،‬ص‪)421‬‬
‫الذاكرة‪ :‬يعد مفهوم الذاكرة من المفاهيم صعبة التعريف فهي عملية معرفية عليا معقدة‪ ،‬ترتبط‬ ‫‪‬‬
‫بعمليات اإلدراك والتخزين واالستجابة وتشمل استقبال المعلومات وترميزها وخزنها‬
‫واستدعائها‪ .‬من المهم فهم ومعرفة مكونات الذاكرة قبل الشروع في اختيار وتطبيق اختبارات‬
‫الذاكرة‪ ،‬حيث ينظر إلى أن الذاكرة‪ ،‬وكما أشرنا سابقا هي مجموعة من األنظمة التي تختلف في‬
‫وظائفها‪ ،‬فعلى سبيل المثال قد تتزامن صعوبات تذكر كلمات أو أسماء شائعة وهو ما يعرف‬
‫اضطرابات التسمية (‪ ،)Troubles de Denomination‬مع القدرة الطبيعية على استرجاع‬
‫الذكريات والخبرات الشخصية الماضية‪ ،‬وقد يحدث العكس حيث يستطيع المريض تذكر الكلمات‬
‫واألسماء ولكنه يجد صعوبة في استرجاع خبرات وأحداث مضت‪ .‬ويتأثر نشاط الذاكرة بالعديد‬
‫من الوظائف والعوامل التي من ضمنها االنتباه والتركيز وسرعة معالجة المعلومات والتنظيم‬
‫والجهد ومراقبة الذات واإلجهاد ‪.‬ومن بين قائمة االختبارات التي يمكن استخدامها في تقييم‬
‫الذاكرة ما يلي‪ :‬سلم وكسلر العيادي للذاكرة‪.‬‬
‫‪ -‬اختبار ري لألشكال المعقدة‪( .‬قربوع سهام‪،‬ص‪)422‬‬
‫الوظائف التعبيرية‪ :‬يقصد بها المخرجات السلوكية التي يعبر من خاللها اإلنسان عن أفكاره أو‬ ‫‪‬‬
‫مفاهيمه ومشاعره أو انفعاالته‪ ،‬ويمكن النظر إلى الوظائف التعبيرية من خالل ثالث مجموعات‬
‫رئيسية وذلك على النحو التالي‪:‬‬
‫المجموعة األولى‪ :‬وهي وظائف اللغة التي تشتمل على الكالم الذي يعتبر سمة يتميز بها اإلنسان‬ ‫‪-‬‬
‫في التواصل مع اآلخرين سواء نطقا أو كتابة أو قراءة‪.‬‬
‫‪-‬المجموعة الثانية‪ :‬وهي الوظائف الحركية التي تتضمن التعامل مع األشياء حركيا وإيماءات أو‬ ‫‪-‬‬
‫أوضاع الجسد‪ ،‬مثل محاكاة إيماءات الوجه‪.‬‬
‫المجموعة الثالثة‪ :‬وهي الوظائف البنائية ويقصد بها األنشطة التي يمكن التعبير عنها من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫الرسم أو التصميم أو التجميع‪.‬‬
‫ومن السهل التعرف العيادي على اضطرابات الوظائف التعبيرية‪ ،‬ويمكن من خاللها إلى حد ما‬
‫استنتاج بعض اضطرابات العمليات العقلية األخرى ‪ .‬وتعد اللغة ووظائفها من أكثر المجاالت التي‬
‫يتم تقييمها في مجال علم النفس العصبي نظرا لكونها وسيلة أساسية للتواصل باإلضافة إلى تعدد‬
‫أبعادها وتعدد األماكن التشريحية المخية التي تدخل في عمل هذه الوظائف في نصفي المخ‪ ،‬ويعتبر‬
‫تناظر الكالم احد الجوانب األساسية في تقييم اللغة وتقييم تخصص كل نصف من نصفي المخ في‬
‫هذه الوظيفة ‪ ،‬ومن أكثر االختبارات استعماال نجد‪:‬‬
‫‪ -‬بطاريات اختبارات الحبسة ‪ ،)Batteries de tests d'aphanie‬مثل‪:‬‬
‫‪ -‬بطارية مونتلاير تولوز (‪.)Protocol Montréal-Toulouse,86‬‬
‫‪ -‬اختبار بوسطن لتشخيص الحبسة (‪.)Test de Boston pour diagnostique d'aphasis‬‬
‫‪ -‬رائز فحص الحبسة لبلونش دوكارن (‪.)Test d'aphasie Blanche Ducame,1989‬‬
‫(قربوع سهام‪،‬ص‪)423‬‬

‫مبادء العالج في علم النفس العصبي العيادي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫المرونة العصبية‪ :‬قديما اعتقد العلماء ان القدرات االدراكية لدى االنسان الراشد ثابت و غير‬ ‫‪‬‬
‫قابلة للتغير ‪ ،‬مع القرن العشرين ظهرة ادلة جديدة تشير الى ان القدرات الدماغية في الواقع‬
‫مرنة‪ .‬فحسب مبادئ المرونة العصبية فإن الدماغ يتغير بشكؿ مستمر استجابة لتجارب المختلفة‬
‫بما في ذلك السلوكيات المختلفة‪ ،‬وتعلم أمور جديدة وحتى التغيرات البيئية و اإلصابات‬
‫الفيزيائية‪ .‬و تغير يحفز الدماغ على تشكيل مسارات عصبية جديدة او إعادة تنظيم مسارات‬
‫موجودة أي تغير طريقة معالجة الدماغ للمعلومات‪ ،‬فدماغ لديه القدرة على التكييف مع‬
‫المعطيات الجديدة و قابلية القيام بالمهمات الالعتيادية بطريقة أكثر كفاءة و في حالة األمراض‬
‫العصبية يصاب الدماغ بخلل و العصبونات اليمكن تجديدها فيقوم الدماغ باستعادة الوظائف‬
‫المفقودة عن طريق إيجاد طرق جديدة تمكن اإلشارة العصبية الوظيفية العبور من خاللها ‪ ،‬و يتم‬
‫ذلك بواسطة التمرين المستمر و البرامج العالجية التجريبية الموجهة للهدف في سياق أساليب‬
‫إعادة التأهيل للعواقب الوظيفية للخلل و يتركز المبدأ األساسي في هذا العمل على تحفيز أو‬
‫تنشيط أو إعادة تنظيم المناطق المجاورة للقشرة المخية غير التالفة ‪( .‬تنساو صافية‪،‬ص‪)35‬‬
‫التدريب المعرفي ‪ :‬وهو برنامج يحتوي على مجموعة من األنشطة العقلية تهدف إلى تحسين أو‬ ‫‪‬‬
‫الحفاظ على القدرات اإلدراكية للفرد من خالل تمرين الدماغ‪ ،‬ويشمل التدريب المعرفي‬
‫التدخالت الخاصة بالقدرات المعرفية ( الذاكرة اإلنتباه اإلدراك‪ ،‬سرعة المعالجة حل المشكالت‪،‬‬
‫فهم العالقات التخطيط‪ ،‬الوظائف التنفيذية‪ .)..‬ولقد أكدت عدة دراسات أهمية التدريب المعرفي‬
‫كتدخل لمنع التدهور المعرفي و الخرف‪ .‬ويتم تقييم برامج التدريب المعرفي المختلفة والتي‬
‫تستهدف األمراض العصبية التنكسية (مرض الزهايمر على وجه الخصوص) سرسريا يعتمد‬
‫المختص النفسي العصبي اإلكلينيكي في تحسين القدرات المعرفية للمرضى على الخلفية النظرية‬
‫لعلم النفس المعرفي لفهم النظام المعرفي الطبيعي من خالل دراسة اختالالته‪ ،‬و يتطلب التدريب‬
‫المعرفي تنفيذ برنامج كامل و مخصص ذات سياقات محددة حسب كل حالة‪ ،‬يتم تعديل مستوى‬
‫صعوباتها بما يتوافق و قدرات كل فرد‪ ،‬انما قد نلمس أحيانا بعض الصعوبة فيها مما يجبر‬
‫الدماغ على العمل ولكن ليس بتلك الصعوبة التي تعجز و تحد من استجابات ‪،‬الحاالت كما‬
‫ويجب اإلعتماد على بعض الوسائل التأهيلية القريبة من الحياة اليومية للمريض كاستعمال صور‬
‫شخصية لعائلته لتوليد الشعور باأللفة‪( .‬تنساو صافية‪،‬ص‪)36‬‬
‫تعديل السلوك‪ :‬المقصود به تغير السلوك غير المرغوب بطريقة مدروسة‪ ،‬وهو نوع من العالج‬ ‫‪‬‬
‫السلوكي يعتمد على التطبيق المباشر لمبادئ التعلم والتدعيمات االيجابية والسلبية بهدف تعديل‬
‫السلوك غير المرغوب‪ .‬إنما قبل البدء في تعديل أي سلوك يجب اجراء تحليل عملي ودراسة‬
‫شامله للظروف المؤدية لحصول السلوك‪ .‬تعتبر العديد من التقنيات في هذا العالج تقنيات محددة‬
‫وهادفة لمشاكل محددة‪ .‬أثبتت التدخالت باالعتماد على المبادئ التحليلية للسلوك فعاليتها في‬
‫تطوير عالجات مدعمة باألدلة‪ .‬فمثال بالنسبة لألطفال الذين يعانون من اضطراب فرط النشاط‬
‫المرتبط بنقص االنتباه‪ ،‬أظهرت عدة دراسات أن العالجات السلوكية فعالة في عالج هذا‬
‫االضطراب خاصة في الحد من العدوانية و إيذاء الغير‪.‬كما يجب معرفة أنه إذا كان لدى الطفل‬
‫مجموعة من السلوكات غير المرغوبة فال يمكن تعديلها دفعة واحدة‪ ،‬بل ستكون مهمة مستحيلة‪،‬‬
‫لذلك على المختص تقسيم السلوك إلى مراحل واختيار األصعب أو األخطر أو المهم في أو على‬
‫أو إلى حياة الطفل المعوق لتصنف حسب األولوية‪ .‬ويعتبر قانون التحفيز أساسا في عملية تعديل‬
‫السلوك وينص على أن كل سلوك إيجابي يؤدي إلى مكافئه ودفع الفرد إلى تكراره غالبا‬
‫للحصول عليها ثانية‪ .‬فالمكافأة إذن هي نتيجة ومحصل بعد القيام بذلك السلوك‪ .‬وبطبيعة الحال‬
‫إذا لم يحدث السلوك فلن يكن هناك أي مكافأة‪ .‬أما العقاب فهي عملية تحدث بعد وقوع السلوك‬
‫غير ايجابي وتؤدي إلى التخفيف من حدوثه فيما بعد‪ ،‬وبتلك الطريقة يمكن تحديد السلوك السيئ‬
‫ووصف العقاب المناسب بعد وقوعه وتحدث المعاقبة بطرق مختلفة كحرمان الطفل من‬
‫المشاركة في األلعاب التي يحبها أو ابعاده من غرفة الفصل لفترة قصيرة في الحصص التي‬
‫يحبها أو اإلهمال بعدم اعطائه أي اهتمام و غيرها‪( .‬تنساو صافية‪،‬ص‪)37‬‬
‫العالج النفسي‪ :‬على المختص النفسي العصبي اإلكلينيكي اإلهتمام بالجانب النفسي للمريض‬ ‫‪‬‬
‫فعملية التأهيل هي عملية تفاعل مستمرة‪ ،‬وبما أن االضطرابات النفسية كثيرا ما تظهر لدى‬
‫المصابين باإلعتالالت العصبية كاإلحباط واالكتئاب والضغوط النفسية واالنعزال وقلة أو زيادة‬
‫االندفاعية وحتى العدوانية أحيانا كل هذه األعراض تحد من تحسن الفرد المصاب إذا لم يتم‬
‫عالجها‪ .‬يعمل المختص على استخدام األساليب النفسية في شكل تفاعل شخصي منتظم‪ ،‬بهدف‬
‫مساعدة المريض على التغيير‪ ،‬والتغلب على مشكالته بطريقة مرجوة‪ ،‬و العمل على إعادة‬
‫إدماجه أسريا و اجتماعيا مع تحسين الصحة النفسية لديه‪ ،‬و كذلك تخفيف السلوكات و المعتقدات‬
‫والدوافع واألفكار والعواطف المزعجة‪ ،‬وتحسين العالقات والمهارات االجتماعية‪ .‬يعتمد‬
‫المختص في عمله هذا على جلسات االسترخاء والتداعي الحر واإليحاء واإلرشاد األسري‬
‫وغيرها من أساليب العالج المعرفي السلوكي المختلفة‪( .‬تنساو صافية‪ ،‬ص‪)38‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫علم النفس العصبي العيادي هو العلم ظهر كجسر رابط يربط بين المناطق الدماغية و الوظائف العقلية و‬
‫السلوكية لإلنسان ‪ ،‬فهو يدرس مناطق الدماغ المختلفة و الوظائف المسؤولة عنها كما يدرس التفاعل بين‬
‫هذه المناطق و االثار الناتجة عن إصابة احد هذه المناطق‪ ،‬و كما رأينا في بحثنا أن التطور التكنولوجي‬
‫له دور كبير في تطور هذا العلم حيث ان التطور التكنولوجي يسمح لنا بمعرفة طريقة علم الدماغ في‬
‫لحظة حدوث الوظيفة كما يسمح لنا بكشف عن اإلصابات بشكل ادق و فهم الدماغ بشكل اعمق ‪ .‬ان‬
‫االخصائي النفسي العصبي العيادي يهدف الى إعادة تأهيل مناطق الدماغ المصابة ألعادة تنشيط‬
‫الوظائف الغائبة بعدة اإلصابة و قبل ذلك يلجئ الى تشخيص شامل للحالة و أعراضها من خالل األدوات‬
‫مختلفة منها الفحوصات الطبية و البطاريات التي تساعده على الكشف عن كل الجوانب المحيطة بالحالة‬
‫و بعدها يرسم خطة عالجية ‪ ،‬و اخصائي النفسي العصبي ال يعمل وحيدا انما يكون في طاقم طبي‬
‫متكامل ألجل الوصول الى نتائج اشمل ‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أ قربوع‪ ،‬سهام‪ ،)2023( ،‬التقييم النفس عصبي لإلصابات الدماغية (دراسة نظرية لتطبيقات‬ ‫‪-‬‬
‫علم النفس العصبي العيادي)‪ ،‬مجلة الشامل للعلوم التربوية واالجتماعية‪ ،‬المجلد ‪( 06‬العدد‬
‫‪ ،) 01‬ص‪-414‬ص‪423‬‬
‫تنساوت‪ ،‬صافية‪( ،‬لم يذكر التاريخ)‪ ،‬مقياس غلم النفس العصبي العيادي(السداسي الثاني)‬ ‫‪-‬‬
‫لسنة الثالثة تخصص ارطفونيا‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ 2‬أبو القاسم سعد هللا كلية العلوم االجتماعية‪.‬‬

You might also like