Professional Documents
Culture Documents
المقابلة :تجرى المقابلة عادة مع المريض ،وفي بعض الحاالت مع احد أقاربه اذ تعذر تواصل -
مع المريض مباشرة ،هذا االتصال األول من دوره تأسيس علقة تفاعلية وأيضا الحصول على
معلومات إضافية .األسئلة الخاصة بجمع هذه المعلومات تكون مكيفة وخاصة بكل حالة .توفر
المقابلة فرصة لفهم المريض ومعرفة وجهة نظره و ما يقلقه ،كما توفر فرصة لمالحظة
المريض في جو بعيد عن التفاعل المنظم والمقنن الذي يكون في حالة إجراء االختبارات ،كما
تسمح المقابلة العيادية بجمع المعلومات عن المشكلة الحالية وخلفية هذه المشكلة مما يساعد في
تفسير المعلومات التي سوف يحصل عليها المختص من االختبارات ،وتساعد أيضا على تكوين
فرضية حول أسباب العجز أو الخلل المعرفي السلوكي عند المريض( .قربوع سهام،2023،ص
)417
الوسائل الطبية: -
رسام المخ الكهربائي (:(EEGتقوم فكرة الرسام الكهربائي على أساس أن الخاليا العصبية
لها نشاط كهربائي يمكن قياسه و تسجيله .ويتم ذلك من خالل عدد من األقطاب توضع على
فروة الرأس كل منها يقيس الفص الذي يقع تحته .وباعتبار أن نشاط أي منطقة في المخ
معناه زيادة النشاط الكهربائي لخاليا هذه المنطقة ،فان هذا النشاط يمكن أن نرصده في حالة
قيام الفرد بنشاط معين ،ويصبح التسجيل المسجل الناتج مؤشرا لطبيعة هذا النشاط.
التصوير المقطعي بالبوزيترون ( :)TEPتتطلب هذه الطريقة وجود مادة معينة ذات اثر
يمكن مالحظته ومتابعته ،ويجب أن تكون هذه المادة آمنة االستعمال عند حقنها في
المريض ،وعادة ما يتم حقن مادة مشعة قصيرة األمد أو المفعول في الوريد ،وهي نوع من
الغلوكوز وذلك أثناء انشغال الفرد بأداء مهمة ما.
التصوير المقطعي ( : )TDMيتم من خاللها تصوير المخ على هيئة مقاطع منتظمة يتراوح
سمكها بين 5-10مم ،حيث يجعل المخ على شكل شرائح يتم تصويرها ،وبالتالي ندخل إلى
أعماق األنسجة لنتعرف على تركيبها سواء كانت مصابة أو طبيعية.
تصوير المغناطيسي الدماغي( :)IRMتعد هذه التقنية وسيلة دقيقة يمكنها أن تصل إلى
تصوير ما لم تتمكن الطرق األخرى من الوصول إليه سواء من حيث الدقة أو من حيث
الوصول إلى أماكن تشريحية أخرى وأعراض جديدة مثل حاالت تآكل نسيج المخ،خاصة في
المراحل المبكرة منه .يتم وضع المريض في أنبوبة ذات مجال مغناطيسي منتظم ،ويتم
إطالق البروتونات من خالل موجات كهرومغناطيسية ،وهذه البروتونات تنعكس في شكل
إشارات تتحد معا لتعطي الصورة الخاصة بالرنين المغناطيسي ،و هذه اإلشارات تتغير وفق
طبيعة وخصائص كل نسيج ،وبالتالي تعطينا صورة أكثر وضوحا عن األشعة المقطعية.
التصوير المغناطيسي الوظيفي للدماغ :وهي ال تختلف عن التصوير التشريحي بالرنين إال
في كونها تقيس التفاعل الوظيفي ،وبالتالي تكشف عن مدى عمل الخاليا واضطرابها.
(قربوع سهام،ص)418_417
ساللم تشخيص اإلصابة الدماغية :يعتمد تقييم اإلصابة الدماغية على درجة وشدة اإلصابة أو -
مستوى الوعي أو موقع اإلصابة أو رقعة ومساحة اإلصابة .ويمكننا فيما يلي تلخيص أهم
خطوات تقييم وتشخيص اإلصابة الدماغية:
-تاريخ الحالة هو الخطوة األولى في تشخيص إصابة الدماغ.
-الفحص الجسمي الشامل.
-الفحص المعرفي الخاص باضطراب العمليات المعرفية مثل الذاكرة واالنتباه.
-الفحص العصبي المفصل باستخدام األشعة السينية واألشعة المقطعية للكشف عن وجود التلف
الدماغي ،تحديد موقعه ومدى انتشاره ،باإلضافة للتخطيط الكهربائي للدماغ.
و فيما يلي أمثلة عن مقاييس تقييمية إللصابة الدماغية:
سلم Glasgowلتقييم الغيبوبة :وضعه كل من Teasdale et Jennettسنة 1974وهو
احد أشهر المقاييس التي تسمح بوصف وتتبع حالة الوعي لدى المريض والنتيجة اإلجمالية
للمقياس تمثل درجة اضطراب الوعي وذلك بناء على العوامل التالية :فتح العينين،
االستجابات اللفظية ،االستجابات الحركية .يكون التصنيف كما يلي:
-اإلصابة الخفيفة من 13-15نقطة.
-اإلصابة المتوسطة من 09-12نقطة.
-اإلصابة الشديدة من 03-08نقطة.
سلم التصنيف حسب مدة فقدان الذاكرة بعد الصدمة :وهو دائما من إعداد Teasdale et
Jennettسنة 1981ويكون التصنيف كالتالي:
-من 5إلى 60دقيقة :إصابة دماغية خفيفة.
-من ساعة إلى 24ساعة :إصابة دماغية متوسطة.
-من يوم إلى 7أيام :إصابة دماغية شديدة.
-من أسبوع إلى 4أسابيع :إصابة دماغية شديدة جدا.
-أكثر من 4أسابيع :إصابة دماغية شديدة للغاية (.قربوع سهام،ص)419
-البطاريات النفس عصبي :التقييم النفس عصبي يتطلب سلسلة من االختبارات المختلفة ،هذه
االختبارات تسعى لقياس وتقييم القدرات المعرفية لدى الفرد والتي من خاللها تحدد الحالة
المرضية من عدمها ،ومن ثم ظهرت البطاريات التي تتكون من مجموعة من االختبارات التي
يتم تطبيقها كمجموعة.
ويمكن تصنيف البطاريات إلى:
-بطاريات أعدت خصيصا للتقييم النفس عصبي مثل بطارية هالستيد ريتان.
-بطاريات أعدت للتعرف على فئات خاصة مثل مرضى الخرف .
-بطاريات أعدت في األصل لقياس القدرة أو التحصيل ولكنها أصبحت على مر السنين أداة
هامة للتقييم النفس عصبي إما بوصفها بطارية متكاملة أو االنتقاء ما يناسب من اختبار أغراض
محددة.
وفيما يلي أمثلة عن مجموعة من البطاريات الرسمية للتقييم والقياس النفس عصبي:
-بطارية هالستيد رايتان :تتكون من 11اختبار تضم :التصنيف ،الذبذبة ،ادراك األصوات و
األداء اللمسي ،التعقب ،قوة القبض ،االدراك الحسي ،الكتابة ...الخ
-البطارية النفس عصبية لوريا-نيبراسكا :تفحص :السيطرة المخية ،الوظائف الحركية لليدين و
الفم ،لتنظيم السمعي الحركي ( ادراك األصوات و النغمة) ،االدراك الحسي الجلدي العضلي،
ثالثية االبعاد ،االدراك البصري ،التوجه المكاني ،اللغة ( اإلنتاج و الفهم) ،الكتابة القراءة و
الحساب ،الذاكرة.
-مقياس وكسلر الذكاء الراشدين :الذكاء اللفظي و العملي العام( .تنساوت صافية،ص)28
-مقياس وكسلر للذاكرة
-كما يمكننا إضافة
-اختبار ستروب لالنتباه االنتقائي ()Test de Stroop
-اختبار ري لألشكال المعقدة . )La Figure Complexe de Rey
-بطارية اللغة الشفوية عند الحبسي (.)MT86
-البطارية السريعة للتقييم الجبهي لقياس الوظائف التنفيذية (.)BREF
-اختبار التقييم السريع للوظائف المعرفية (( .)ERFCقربوع سهام،ص)420
تقييم الوظائف العقلية العليا :هي مجموعة من الوظائف التي تمتد من لحظة استقبال المعلومة -
إلى صدور االستجابة في أي صورة من صورها وتتأثر بالعديد من العوامل التي من أهمها
الوعي الذي يقع في لب اهتمامات التقييم النفس عصبي السيما لدى المصابين بإصابات ،دماغية،
كما تتأثر أيضا بسرعة نشاط الدماغ ،ونظرا لكثرة العمليات المعرفية والعقلية التي يتم تقييمها
أثناء الفحص النفس عصبي ،ارتأينا التطرف إلى األساسية منها فقط ،فيما يلي:
االنتباه :هو عملية معرفية تنطوي على التركيز في مثيرات معينة من بين عدة مثيرات تستقبلها
الحواس من البيئة ،فاالنتباه هو قدرة التعامل مع كميات هائلة من المعلومات تزودنا بها الحواس
والذاكرة .هناك بعدين لعملية االنتباه يحددان الطريقة المثلى لمعالجة المعلومات الحسية هما
االنتقائية والشدة ،حيث تتطلب معالجة المعلومات وتخزينها أن يكون االنتباه موجها (انتقائي)،
وأن يكون مستوى شدته يتماشى مع المهمة المطلوبة .و يمكن تقييم مكونات االنتباه البسيط من
خالل المقابلة او المالحظة المستمرة للمريض و بتحول التقييم الى االختبارات مع تعقيد وضع
تقييم االنتباه و من هذه االختبارات :
اختبار ستروب -
اختبار إعادة األرقام و الحساب و الرموز األرقام في مقياس وكسلر للذكاء .قربوع سهام،ص -
)420
االدراك :هو عملية عقلية عليا من دورها تفسير المعلومات القادمة من الحواس إلى الدماغ،
وينطوي هذا التفسير على الترميز التحليل التخزين واالستجابة الخارجية عند الحاجة يصاحب
العديد من إصابات وأمراض الجهاز العصبي المركزي اضطرابات واضحة في وظائف
اإلدراك ،لذا يعطى لتقييمه أثناء الفحص النفسي العصبي نفس األهمية التي تعطى للوظائف
الذهنية األخرى .ويتطلب اإلدراك مهارات محددة تتضمن االنتباه البصري والسمعي ،والتمييز
البصري والسمعي ،واالستدالل المكاني والتكامل البصري الحركي والقدرات البنائية ،وقبل هذا
وذاك يتطلب التيقظ والتوجه ،ومن ثم سالمة الحواس ،لذا من المهم التأكد من مستويات وظائف
المصاب البصرية والسمعية واللمسية وذلك من خالل فحص سريع تسهم نتائجه في استبعاد أي
تأثير لالضطرابات الوظيفية لتلك الحواس ليس على األداء على اختبارات اإلدراك وحسب ،بل
على األداء على اختبارات الوظائف الذهنية والتنفيذية األخرى.وتختلف االختبارات التي تقيس
اضطرابات اإلدراك باختالف الوظائف ومصادر المدخالت الحسية ،فثمة اختبارات مخصصة
لتقييم اإلدراك البصري ،واضطراباته واختبارات أخرى مخصصة لتقييم اإلدراك السمعي أو
اإلدراك اللمسي ،إضافة إلى اختبارات تستخدم لتقييم إدراك اإليماءات الحركية وغالبا ما تتضمن
البطاريات النفسية العصبية مثل تلك االختبارات وان كانت تلك االختبارات تقيس الوظائف
اإلدراكية إال أن معظمها تقيس وظائف أخرى منها االنتباه والتوجه المكاني والذاكرة ،والحقيقة
أن هذا عائد إلى تداخل وظائف الدماغ مما يجعل القول بأن هذا االختبار أو ذاك يقيس فقط هذه
الوظيفة أو تلك أمر غير ممكن ( .قربوع سهام،ص)421
الذاكرة :يعد مفهوم الذاكرة من المفاهيم صعبة التعريف فهي عملية معرفية عليا معقدة ،ترتبط
بعمليات اإلدراك والتخزين واالستجابة وتشمل استقبال المعلومات وترميزها وخزنها
واستدعائها .من المهم فهم ومعرفة مكونات الذاكرة قبل الشروع في اختيار وتطبيق اختبارات
الذاكرة ،حيث ينظر إلى أن الذاكرة ،وكما أشرنا سابقا هي مجموعة من األنظمة التي تختلف في
وظائفها ،فعلى سبيل المثال قد تتزامن صعوبات تذكر كلمات أو أسماء شائعة وهو ما يعرف
اضطرابات التسمية ( ،)Troubles de Denominationمع القدرة الطبيعية على استرجاع
الذكريات والخبرات الشخصية الماضية ،وقد يحدث العكس حيث يستطيع المريض تذكر الكلمات
واألسماء ولكنه يجد صعوبة في استرجاع خبرات وأحداث مضت .ويتأثر نشاط الذاكرة بالعديد
من الوظائف والعوامل التي من ضمنها االنتباه والتركيز وسرعة معالجة المعلومات والتنظيم
والجهد ومراقبة الذات واإلجهاد .ومن بين قائمة االختبارات التي يمكن استخدامها في تقييم
الذاكرة ما يلي :سلم وكسلر العيادي للذاكرة.
-اختبار ري لألشكال المعقدة( .قربوع سهام،ص)422
الوظائف التعبيرية :يقصد بها المخرجات السلوكية التي يعبر من خاللها اإلنسان عن أفكاره أو
مفاهيمه ومشاعره أو انفعاالته ،ويمكن النظر إلى الوظائف التعبيرية من خالل ثالث مجموعات
رئيسية وذلك على النحو التالي:
المجموعة األولى :وهي وظائف اللغة التي تشتمل على الكالم الذي يعتبر سمة يتميز بها اإلنسان -
في التواصل مع اآلخرين سواء نطقا أو كتابة أو قراءة.
-المجموعة الثانية :وهي الوظائف الحركية التي تتضمن التعامل مع األشياء حركيا وإيماءات أو -
أوضاع الجسد ،مثل محاكاة إيماءات الوجه.
المجموعة الثالثة :وهي الوظائف البنائية ويقصد بها األنشطة التي يمكن التعبير عنها من خالل -
الرسم أو التصميم أو التجميع.
ومن السهل التعرف العيادي على اضطرابات الوظائف التعبيرية ،ويمكن من خاللها إلى حد ما
استنتاج بعض اضطرابات العمليات العقلية األخرى .وتعد اللغة ووظائفها من أكثر المجاالت التي
يتم تقييمها في مجال علم النفس العصبي نظرا لكونها وسيلة أساسية للتواصل باإلضافة إلى تعدد
أبعادها وتعدد األماكن التشريحية المخية التي تدخل في عمل هذه الوظائف في نصفي المخ ،ويعتبر
تناظر الكالم احد الجوانب األساسية في تقييم اللغة وتقييم تخصص كل نصف من نصفي المخ في
هذه الوظيفة ،ومن أكثر االختبارات استعماال نجد:
-بطاريات اختبارات الحبسة ،)Batteries de tests d'aphanieمثل:
-بطارية مونتلاير تولوز (.)Protocol Montréal-Toulouse,86
-اختبار بوسطن لتشخيص الحبسة (.)Test de Boston pour diagnostique d'aphasis
-رائز فحص الحبسة لبلونش دوكارن (.)Test d'aphasie Blanche Ducame,1989
(قربوع سهام،ص)423
الخاتمة:
علم النفس العصبي العيادي هو العلم ظهر كجسر رابط يربط بين المناطق الدماغية و الوظائف العقلية و
السلوكية لإلنسان ،فهو يدرس مناطق الدماغ المختلفة و الوظائف المسؤولة عنها كما يدرس التفاعل بين
هذه المناطق و االثار الناتجة عن إصابة احد هذه المناطق ،و كما رأينا في بحثنا أن التطور التكنولوجي
له دور كبير في تطور هذا العلم حيث ان التطور التكنولوجي يسمح لنا بمعرفة طريقة علم الدماغ في
لحظة حدوث الوظيفة كما يسمح لنا بكشف عن اإلصابات بشكل ادق و فهم الدماغ بشكل اعمق .ان
االخصائي النفسي العصبي العيادي يهدف الى إعادة تأهيل مناطق الدماغ المصابة ألعادة تنشيط
الوظائف الغائبة بعدة اإلصابة و قبل ذلك يلجئ الى تشخيص شامل للحالة و أعراضها من خالل األدوات
مختلفة منها الفحوصات الطبية و البطاريات التي تساعده على الكشف عن كل الجوانب المحيطة بالحالة
و بعدها يرسم خطة عالجية ،و اخصائي النفسي العصبي ال يعمل وحيدا انما يكون في طاقم طبي
متكامل ألجل الوصول الى نتائج اشمل .
قائمة المراجع:
أ قربوع ،سهام ،)2023( ،التقييم النفس عصبي لإلصابات الدماغية (دراسة نظرية لتطبيقات -
علم النفس العصبي العيادي) ،مجلة الشامل للعلوم التربوية واالجتماعية ،المجلد ( 06العدد
،) 01ص-414ص423
تنساوت ،صافية( ،لم يذكر التاريخ) ،مقياس غلم النفس العصبي العيادي(السداسي الثاني) -
لسنة الثالثة تخصص ارطفونيا ،جامعة الجزائر 2أبو القاسم سعد هللا كلية العلوم االجتماعية.