Professional Documents
Culture Documents
Cours Tests Cognitifs S-3 2022
Cours Tests Cognitifs S-3 2022
البد ف البداية من التدقيق ف األهداف الت يرومها قياس اضطرابات الذاكرة ،فهناك
تداخل بي هذه األهداف وبالتال بي األدوات الموظفة لتحقيق هذا القياس .فاألدوات
الكالسيكية الت يوظفها النوروسيكولوج إل حدود 0991ه جزء من التشخيص
النورولوج البحت ،أي إن دور السيكولوج هو مساعدة النورولوج عىل اإلجابة عىل
سؤالي هما:
ويمكن أن تستعمل تلك األدوات كذلك لتقييم الحالة المعرفية لشخص ما وتقدير
قدراته الذهنية بعد حادث معي للحسم ف مدى إمكانية مزاولته مهامه المهنية أو
االجتماعية أو القانونية أم عدم إمكانيته ،مما يندرج ضمن الخية الطبية أو القانونية.
لكن الواقع االكلينيك يوضح صعوبة القيام بهذه المهمة نظر لتعقد الظواهر
المعرفية ،حيث يرى ) Walsh (1978أنه من السذاجة االعتقاد أن اختبارا واحدا أو عدة
اختبارات بسيطة يمكن أن تحدد وجود أو عدم وجود إصابة دماغية ،فهذا التوجه يقوم
عىل فهم أحادي االصابة الدماغية ،حيث تقوم المنهجية الكالسيكية المعتمدة من طرف
السيكولوج عىل وصف المهارات المضطربة انطالقا من مجموعة من االختبارات ،ثم يتم
تضيف تلك االضطرابات ضمن لوائح اكلينيكية معروفة الستنتاج االصابة الدماغية
المحتملة والمسؤولة .أثبتت هذه المقاربة ر
التشيعية االكلينيكية عدم فعاليتها ،فعىل سبيل
المثال فف مجال الحبسة الكالمية Aphasieهناك العديد من الحاالت ال يمكن تضيفها
ضمن أي فئة مقيحة لإلصابة الدماغية.
كما أن الدور التشخيص لالختبارات بدأ يياجع أمام االمكانات الت يوفرها التصوير
الدماغ ، IRMFوالذي شكك ف فعالية تلك األدوات ف تحديد مكان االصابة الدماغية
بدقة .لذلك أصبح االهتمام ييايد ف السنوات األخية ف اتجاه إعادة التأهيل ،ر
الشء الذي
جعل من الضوري اآلن عىل السيكولوج أن يحدد بدقة االضطرابات من حيث طبيعتها
ونوع السيورات المعرفية الكامنة وراءها ،حت يوفر أرضية واضحة للتدخل المعرف
لتأهيل الذاكرة ،وهذا ما أعىط انطالقة ظهور التقويم المعرف.
تتأسس المقاربة المعرفية ف قياس اضطرابات الذاكرة عىل قاعدة اعتبار النظام
المعرف بنية معقدة ومركبة من وحدات للمعالجة المستقلة نسبيا ،حيث تتطلب كل
مهمة معرفية مجموعة من وحدات المعالجة ،وبالتال فضعف كفاءة معرفية ما ه
حصيلة خلل عىل عدة مستويات ،كما يمكن ألشخاص يضفون كالسيكيا ضمن فئة ما
(متالزمة ما) أن يعيوا عىل اضطرابات معرفية نتيجة اختالل وحدات مختلفة.
إن دور السيكولوج انطالقا من هذا التوجه هو توضيح السيورات التحتية أو
النفسية الت سببت االضطرابات الذاكري ،واجاوز الوصف الفئوي ألدوات القياس
التقليدية .وتجدر اإلشارة إل أن هذا الحقل يفتقد حاليا إل أدوات إكلينيكية نهائية ،وعىل
الباحث أن يبينها بنفسه ،مما يجعله ف موقف صعب وغي مري ح يتطلب منه القيام
بمجهودات كبية ،دون أن ننش األخذ بعي االعتبار ضورة تكييف تلك األدوات مع
الوسط الثقاف للعينة المدروسة ،وانزالها للحياة اليومية.
يتطلب قياس اضطرابات الذاكرة ف إطار التصور المعرف من األخصان النفش
التساؤل حول األنظمة الذاكرية الت عليه فحصها ،آخذا بعي االعتبار نموذجا نظريا
متوفرا سلفا ،والذي يعتي أن كل من مهمة للذاكرة تتضمن مجموعة من المكونات الت
تحكمها سيورات كامنة يمكن أن يحدث فيها خلل نتيجة إصابة دماغية ،ويمكنه
االستعانة بمختلف المنهجيات المتبعة أو أن يستلم منها إجراءات جديدة ،لكنه مطالب
باختيار تصنيف معي لتلك السيورات الذاكرية والت يود اختبارها ،وهناك عدة طرق كأن
يمي بي الذاكرة قصية المدى (الذاكرة العاملة) والذاكرة بعيدة المدى .أو ذاكرة داللية
وذاكرة إبيودية وذاكرة إجرائية ،أو الذاكرة القبلية والذاكرة البعدية ،أو اليمي واالسيجاع.
ولهذا الغرض سنعرض ف الفقرة الموالية أهم االجراءات المنهجية المتبعة إلجراء قياس
الضطرابات الذاكرة.
تعتي المنهجية األكي اتباعا لحساب سعة الذاكرة قصية المدى هو اختبار األرقام،
وقد أثبتت الدراسات حساسية هذا االختبار لإلصابات الدماغية ،ويقوم االختبار عىل
اسيجاع أكي عدد من الوحدات المخزنة لحظيا وبشكل فوري ف نفس اليتيب المقدم
أثناء التعرف .إال أنه ف إطار تطور المقاربة المعرفية لم يعد هذا االجراء كافيا ،بل ال بد من
إجراء إضاف يقوم عىل إعادة الوحدات المخزنة عكس اليتيب المقدم ر
الشء الذي يوضح
وجود خلل عىل مستوى المركز التنفيذ (انظر المحور الخاص بالذاكرة العاملة) .لكن
تجدر اإلشارة إل أنه عند الوقوف عىل نقص ف األداء عن طريق هذا االختبار فمن
األفضل تقديم اختبارات أخرى ،ويعد اختبار Bentonلالحتفاظ البعدي (حيث نقدم
للمبحوث شكال لمدة 01ثوان ونطلب منه إعادة انشائه بشكل فوري) من االختبارات
األكي انتشارا.
من بي االختبارات اإلضافية الت تشخص جودة اليمي واالسيجاع هناك اختبار
التعرف ،حيث تقدم الئحة تضم مثيات بضية (كلمات ،أشكال ،وجوه )...خالل مرحلة
التعلم بالتتابع ،وبعد مدة معينة نطلب من المبحوث تعرف تلك المثيات وسط اختيارات
أوسع (تضم المثيات المقدمة إضافة إل مثيات جديدة) بغرض التشويش ،هذا النوع من
االختيارات يسمح بتحديد طبيعة اليمي انطالقا من األخطاء المرتكبة ،فمثال إذا اختار
المنصوص عنضا مشوشا ألنه فونولوجيا مشابه ألحد العناض الهدف (العناض المقدمة
خالل مرحلة التعلم والمراد اسيجاعها) فهذا يعت أنه لم يعتمد ترميا دالليا بل فقط ترميا
من مستوى سطح أو من مستوى أدن .كما أنه إذا كان هناك تعرف جيد وخلل ف التذكر
الحر فهذا دليل عىل اضطراب اتقان ف االسيجاع ،ينطبق نفس ر
الشء إذا كان هناك فرق
ر
بالمؤش. بي التفكر الحر والتذكر
عموما رغم االختالف بي اختياري االستظهار والتعرف فإن الباحثي ف علم النفس
المعرف يرون ضورة الجمع بينهما وإجراء مقارنة بي نتائجها ،حيث أن الفرق بينها يوضح
مشاكل عىل مستوى اليمي ،أما إذا كانت نتائج المفحوص ضعيفة فيهما معا فيصعب
تحديد الخلل بشكل دقيق مما يستدغ بروتوكوالت إضافية.
إن قياس الذاكرة اإلبيودية يستند إل المعطيات النظرية السالفة الذكر ف المحاور
ر
بالمؤش أو عىل مهمة السابقة ،وذلك بإجراء اختبارات تقوم عىل مهام التذكر الحر والتذكر
التعرف عىل مرحلتي :مرحلة التعلم (اليمي) ومرحلة االسيجاع .فف البداية نقدم
للمفحوص بنودا مع تعليمات تساعد عىل اليمي بشكل ضمت أو ضي ح ،ثم نطلب منه
بعد ذلك اسيجاع تلك البنود .تختلف طبيعة االسيجاع حسب نوع االختبار (حر أو
ر
بالمؤش أو التعرف) .يمكن تنوي ع هذه االختبارات والمهام المطلوبة من المفحوص من
اجراء تحليل مفصل وشامل للكفاءات الذاكرية ،ومنه فليس الغرض تقديم مجموعة من
االختبارات المنفصلة وإنما حض متغي معي وتحديد ما إذا كان هو المسؤول عن
اضطراب الذاكرة من خالل مقارنة أداء المبحوث ف اختبارات مختلفة ،فمثال إذا كانت
ر
بالمؤش أو مقارنة االسيجاع السيورة المسؤولة ه اليمي نقارن بي التذكر الحر والتذكر
ف اختبارات تختلف فيما بينها من حيث صعوبة اليمي.
ويعتمد لقياس الذاكرة اإلجرائية مجموعة من االختبارات أهمها مهمة تعلم اجراءات
حسية حركية حيث يتم تشخيص مدى احتفاظ المبحوث بهذه المهارات ف فيات زمنية
الحقة ،وهناك أيضا مهمة مالحقة هدف متحرك ،ومهمة الكتابة من خالل المرآة وه
مهام تتطلب توظيف معلومات مخزنة ف الذاكرة اإلجرائية ( Dickوآخرون.)2112 ،
عموما يظل هذا الحقل غي قار من حيث التوجه العام لالختبارات واألقل دراسة
( Lechevalierوآخرون.)120 ،2112 ،
يتضح مما سبق أن االضطراب ف الذاكرة ليس خلال ف االسيجاع فقط ،بل إن
اليمي حاسم بشكل دال ف كفاءة الذاكرة لذلك تحاول المقاربة المعرفية تحديد
السيورات الكامنة وراء اشتغاله ،كما أنها تعمل أثناء قياس الذاكرة عىل التأكد من أن عملية
اليمي قد تمت بشكل جيد ومتساو بي عناض العينة ،وذلك بطرح أسئلة عىل المبحوثي
حول الخصائص الت تمي كل عنض من عناض الرائز (الخصائص الشكلية ،الفئة،
الداللة ،)...بعد اسيجاع المحتوى بشكل حر وف حالة نسيان بعض العناض تتم
مساعدته بتقديم إحدى خصائصه الت اعتمدها لليمي ،إذا تمكن المبحوث من تذكر
العنض نستخلص وجود اختالالت بي التخزين واالسيجاع ،بمعت آخر أنه قد خزن
المحتوى بشكل جيد ولكنه لم يتمكن من اسيجاعه.
عموما كل هذه اليوتوكوالت تواجه مشكلي أساسي هما :ضورة تحيي هذه
االختبارات ) (Mise à Jourفكلما انضافت أحداث جديدة كان من الضوري اقحامها ،كما
أن األحداث الت تعد اليوم قريبة تصبح بعد سنة قديمة ،هذا من جهة .من جهة أخرى
فهذه االختبارات خاصة بثقافة معينة وال يمكن تمريرها خارج مجالها االجتماغ األصىل.
خاتمة