You are on page 1of 16

‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺑورﺻﺔ‪:‬‬


‫ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺑورﺻﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﻛﯾس اﻟﻧﻘود‪ ،‬وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب إطﻼق ﻟﻔظ اﻟﺑورﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳوق اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻘد ﻓﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﺻﻔﻘﺎت أو ﺑﯾﻊ اﻟﺳﻠﻊ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ أن اﻟﺗﺟﺎر ﻛﺎﻧوا ﯾﺄﺗون إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺳوق وﻫم ﯾﺣﻣﻠون ﻧﻘودﻫم‬
‫ﻓﻲ أﻛﯾﺎﺳﻬم‪.‬‬
‫وورد أﯾﺿﺎ أن ﻛﻠﻣﺔ ﺑورﺻﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ أﺻﻼ ﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﺣد اﻟﻣﺻدرﯾن‪:‬‬
‫‪ -1‬ﻓﻧدق ﻓﻲ ﺑﻠﺟﯾﻛﺎ ﻛﺎﻧت واﺟﻬﺗﻪ ﻣرﺳوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷﻌﺎر ﻋﻣﻠﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺛﻼث أﻛﯾﺎس ﻧﻘود وﻛﺎن ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻫذا‬
‫اﻟﻔﻧدق ﻋﻣﻼء ﻣﺻرﻓﯾون ووﺳطﺎء ﻣﺎﻟﯾون ﻟﺗﺻرﯾف أﻣواﻟﻬم؛‬
‫‪ -2‬ﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻏﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺟﯾﻛﺎ ﻣﻌروﻓﻪ "‪ "Van Der Bourse‬ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﻗﺻر اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻋﻣﻼء‬
‫ووﺳطﺎء ﻣﺎﻟﯾون ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎﻟﻪ‪.‬‬
‫‪ .1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺑورﺻﺔ‪:‬‬
‫ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻌرف اﻟﺑورﺻﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫" ﺳوق ﺗﺗداول ﻓﯾﻬﺎ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺄﺷﻛﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺳواء ﻓﻲ ﺷﻛﻠﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾدي أو ﺑﺄﻧواﻋﻬﺎ ﻏﯾر‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻣﺷﺗﻘﺔ وﻫﻲ ﺑذﻟك ﺗوﻓر اﻟﻣﻛﺎن‪ ،‬واﻷدوات واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﺳﻣﺎﺳرة واﻟوﺳطﺎء واﻷﻓراد‬
‫ﻣن ﺗﺣﻘﯾق رﻏﺑﺎﺗﻬم واﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄﻋﻣﺎل اﻟﺗداول أو إﺗﻣﺎم اﻟﻣﺑﺎدﻻت واﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺑﯾﻌﺎ واﻟﺷ ارء ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﺳرﻋﺔ"‪.‬‬
‫"ﺳوق ﻣﻧظﻣﺔ ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾون ﻹﺗﻣﺎم ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻧﺎﺷطﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻊ‬
‫واﻟﺷراء ﺣﯾث ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻘدر ﻋﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﻌﻠﻧﯾﺔ واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ وﻓﻘﺎ ﻟﻘواﻧﯾن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت ﺑﯾن‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺷراء واﻟﺑﯾﻊ"‪.‬‬
‫"ﺳوق ﻣ ﻧظﻣﺔ ﺗﻧﻌﻘد ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﻌﯾن وﻓﻲ أوﻗﺎت دورﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ ﺑﯾﻊ وﺷراء ﻣﺧﺗﻠف اﻷوراق‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ أو اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ وﻓق ﻟواﺋﺢ وﻗواﻧﯾن ﺗﻧظم ﻗواﻋد اﻟﺗﻌﺎﻣل وﻋﻘد اﻟﺻﻔﻘﺎت وﻛذﻟك اﻟﺷروط‬
‫اﻟواﺟب ﺗوﻓرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن وﻓﻲ اﻟﺻﻛوك واﻟﺣﺎﺻﻼت ﻣوﺿوع اﻟﺗﻌﺎﻣل ‪ ،‬وﻫﻛذا ﻧﻔرق ﻣﺎ ﺑﯾن ﺑورﺻﺔ‬
‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺑورﺻﺔ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ ‪ ،‬وﯾﺗﺄﻟف ﺟﻬﺎز اﻟﺑورﺻﺔ ﻣن ﻣﺟﻣوع اﻟوﺳطﺎء اﻟﻣﻛﻠﻔﯾن ﺑﺈﺟراء ﻣﺧﺗﻠف‬
‫اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻟﺣﺳﺎب ﻣوﻛﻠﯾﻬم‪ ،‬وﺗؤدي ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺑورﺻﺔ ﻣﻌﻧﯾﯾن‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺟﺗﻣﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون ﺑﯾﻌﺎ أو ﺷراء؛‬
‫‪ ‬ﻣﺟﻣوع اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌﻘد ﻓﯾﻪ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ .2‬اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺑورﺻﺔ‪:‬‬


‫اﻋﺗﻘد اﻟﻣؤرﺧون أن ﺳﻧﺔ ‪ 1339‬ﻫﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻔﻬوم اﻟﺑورﺻﺔ ﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ ﻋﺎﺋﻠﺔ‬
‫"‪ "Van Der Bourse‬ﺣﯾث ﻛﺎن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺳﺗﻘﺑل رﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻣﺛﻠﻲ رﺟﺎل اﻟﻣﺻﺎرف اﻹﯾطﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟذﯾن اﻧﺣﺻرت ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻬم ﺑﻘﺑول اﻹﯾداﻋﺎت وﺑﻣﻧﺢ اﻟﻘروض‪ ،‬وﻗد ارﺗﻔﻊ ﻋدد اﻟﺻراﻓﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﻌد ذﻟك‬
‫ﻷﺟل ﺗﯾﺳﯾر اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻌﯾن واﻟﻣﺷﺗرﯾن‪ ،‬وﻛﺎﻧت ﺗﺗﺣدث أﺳﻌﺎر اﻟﻌﻣﻼت وﻓﻘﺎ ﻟﻐ ازرﺗﻬﺎ آو‬
‫ﻧدرﺗﻬﺎ أي وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘرض واﻟطﻠب‪ ،‬وﻗد اﻧﺗﻘل ﻫذا اﻟدور اﻟﻬﺎم إﻟﻰ ﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻠﺟﯾﻛﯾﺔ أﺧرى‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺟد أول‬
‫ﺑورﺻﺔ أﻧﺷﺋت ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ‪ ANVERS‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ‬
‫اﻟﻘرن اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﺳﻧﺔ ‪ ،1531‬وﺗﻌﺗﺑر أول ﺳوق ﻧﻘدﯾﺔ ظﻬرت ﻓﻲ أوروﺑﺎ‪ ،‬وﻫﻛذا ﺗﺑﻠور ﻣﻔﻬوم اﻟﺑورﺻﺔ‬
‫ﻛﺳوق ﻣﻧظم ﻟﺗداول اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗداول أوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن أﺳﻬم وﺳﻧدات ﻟم ﺗظﻬر ﺑﻌد ﻓﻲ ذﻟك‬
‫اﻟوﻗت‪ ،‬ﺛم ﺗﺗﺎﺑﻊ ﺑﻌد ذﻟك إﻧﺷﺎء اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑورﺻﺎت ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺑورﺻﺔ ﻣدﯾﻧﺔ "ﻟﯾون" ﺑﻔرﻧﺳﺎ أول‬
‫ﻣن ﻧظﻣت ﺑورﺻﺔ ﻟﻠﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﺳﻧﺔ ‪ 1595‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣن أﻗدم وأﻫم ﺑورﺻﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑورﺻﺔ "ﺑﺎرﯾس"‬
‫ﻟم ﺗﺣﺿﻰ أﻫﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة إﻻ ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ‪ 1639‬ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ظﻬور ﻋﻣﻼء اﻟﺻرف اﻟذﯾن ﺗﺧﺻﺻوا ﻓﻲ ﺣﺳم‬
‫اﻟﻛﻣﺑﯾﺎﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗﺣوﻟت ﻫذﻩ اﻟﺑورﺻﺎت ﻓﻲ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن ‪ 17‬إﻟﻰ أﺳواق ﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺣرﻛﺔ‬
‫وﺗداول رؤوس اﻷﻣوال‪ ،‬وﺑرز ﻫذا ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﺑﻌد اﻧﺗﺷﺎر ﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ وﺗوﺟﻪ اﻟﻣﻼك واﻟﺣﻛوﻣﺎت‬
‫ﻟﻼﻗﺗراض ﻣن اﺟل ﺗﻣوﯾل ﻧﻔﻘﺎت اﻟدول وﺗﻣوﯾل اﻟﺣروب ﻓﺿﻼ ﻋن اﺣﺗﯾﺎج ﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻟﻠﺗﻣوﯾل‪ ،‬ﻣﺎ‬
‫أﻋطﻰ دﻓﻌﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﺻﻛوك اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟذي أدى ﺑدورﻩ إﻟﻰ ظﻬور ﺑورﺻﺎت اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌد‬
‫ذﻟك ﺑورﺻﺔ "ﺑوردو" ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﺛﻣﺎن ﺳﻧوات ﺑﻌد ظﻬور ﺑورﺻﺔ "ﺑﺎرﯾس"‪ ،‬ﺛم ظﻬرت ﺑورﺻﺔ "أﻣﺳﺗردام" ﺑﻬوﻟﻧدا‬
‫ﻋﺎم ‪ ،1608‬ﺛم ﻓﻲ "ﺑﺎل" ﻋﺎم ‪ 1683‬ﺛم ظﻬرت ﺑورﺻﺔ "ﻟﻧدن" ‪ 1695‬ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ظﻬرت ﺑورﺻﺔ "ﻓﯾﯾﻧﺎ" ﻋﺎم‪ 1762 ،‬ﺛم ﺑورﺻﺔ "ﻧﯾوﯾورك" ﻋﺎم ‪ 1762‬اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﺗﺑر أﻫم ﺑورﺻﺔ ﻟﻠﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﻧظ ار ﻟﺣﺟم اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﯾوﻣﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر‬
‫ﻓظﻬرت ﺑورﺻﺔ "ﺑروﻛﺳﯾل" ﻋﺎم ‪ 1801‬ﺛم ﺑورﺻﺔ "روﻣﺎ" ﺑﺎﯾطﺎﻟﯾﺎ ‪ ،1822‬ﺛم ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن اﻧﺗﺷرت‬
‫اﻟﺑورﺻﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟدول‪.‬‬
‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺗطورت ﺗﺎرﯾﺧﯾﺎ ﺑﺻورة ﻣﺗزاﻣﻧﺔ‬
‫ﻣﻊ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ وﺗﻧﺎﻣﻲ ﺣﺟم اﻹﻧﺗﺎج‪ ،‬ووﺣدات اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻛﺑﯾرة ﺑﺻورة أﺳرع ﻣن اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ‬
‫ﻟﻠﺗﻣوﯾل اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻪ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣن اﻟﺛروات اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ زﯾﺎدة ﻋدد اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫دول اﻟﻌﺎﻟم زﯾﺎدة ﻛﺑﯾرة ﻣﻊ زﯾﺎدة ﻧﺷﺎطﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث وﺻل ﻋدد أﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ‬

‫‪3‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ 14‬ﺑوﺻﺔ وأﻫﻣﻬﺎ اﻛﺑر ﺑورﺻﺔ ﻫﻲ ﺑورﺻﺔ "ﻧﯾوﯾورك"‪ ،‬وﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ اﻧدﻣﺟت ﻛل اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم‬
‫‪ 1913‬ﻓﻲ ﺟﻬﺎز واﺣد وﻫو ﺑورﺻﺔ "ﻟﻧدن"‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺎن ‪ 8‬ﺑورﺻﺎت أﻫﻣﻬﺎ ﺑورﺻﺔ "طوﻛﯾو"‪ ،‬وﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ‬
‫ﯾوﺟد ‪ 8‬ﺑورﺻﺎت أﻫﻣﻬﺎ ﺑورﺻﺔ "ﻓراﻧﻛﻔورت"‪ ،‬وﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﯾوﺟد ﺳﺑﻊ ﺑورﺻﺎت أﻫﻣﻬﺎ ﺑورﺻﺔ "ﺑﺎرﯾس"‪ ،‬وﻓﻲ‬
‫ﺳوﯾﺳ ار ﯾوﺟد ﺳﺑﻊ ﺑورﺻﺎت أﻫﻣﻬﺎ ﺑورﺻﺔ "ﺟﻧﯾف" وﺑورﺻﺔ "ﺑﺎل"‪.‬‬
‫وﻣن اﺟل ﻗﯾﺎم ﺑورﺻﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﺗوﺳﻌﺎﺗﻬﺎ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ وﻛذا‬
‫ﺗﻣوﯾل ﻋﺟز ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل أﺻﺣﺎب اﻟﻔﺎﺋض اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺷروط اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﻟﻘﯾﺎم اﻟﺑورﺻﺔ ﻟﺿﻣﺎن أداء ﻧﺷﺎطﻬﺎ‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺷروط ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬وﺟود ﻣﻛﺎن ﻣﺣدد وﻣﻌﻠوم ﻋﻧد ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن واﻟراﻏﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل؛‬
‫‪ ‬وﺟود ﺣﺟم ﻛﺎﻓﻲ ﻣن اﻟﻣدﺧرات اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗﻌدد اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر؛‬
‫‪ ‬ﻧﺷﺎط ﻣﺗﻧوع ﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ وﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻣن ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ﻟﺗؤدي دورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﺑﺋﺔ اﻟﻣدﺧرات‬
‫وﺗوﻟﯾد اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات؛‬
‫‪ ‬ﺳﻬوﻟﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن وﺗطوﯾر أﺟﻬزة اﻟﺗﺳﺟﯾل وﻧظم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت داﺧل اﻟﺑورﺻﺔ؛‬
‫‪ ‬ﺗﺣدﯾد إطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ وﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﻧظﯾم ورﻗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺗم داﺧل اﻟﺑورﺻﺔ وﻟﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر؛‬
‫‪ ‬ﺿرورة اﻟﻧﻣطﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻫﻲ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺑﻬﺎ ﺗوﻟﯾد ﺑورﺻﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ؛‬
‫‪ ‬اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺑورﺻﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ وﻣواﻛﺑﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻟﺗﺣوﻻت؛‬
‫‪ ‬ﯾﺟب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻛﻔﺎءة اﻹﻋﻼﻣﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫واﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗدﺧﻠﯾن ﺑﺎﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬وﻛذا اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻷﻋﺑﺎء اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ﻟدﻋم ﻧﺷﺎط اﻟﺑورﺻﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬أﻧواع اﻟﺑورﺻﺎت‪:‬‬
‫ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻛﻠﻣﺎ ازدادت وﺗﻧوﻋت اﻟﺑورﺻﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﯾﻬﺎ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﯾﺢ‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻛس ﺣﯾوﯾﺔ وﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻣن أﻫم اﻟﺑورﺻﺎت ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -1-3‬ﺑورﺻﺔ اﻟﺳﻠﻊ‪ :‬وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑورﺻﺔ اﻟﺑﺿﺎﺋﻊ أو اﻟﺑورﺻﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ؛ وﻫﻲ ﺳوق ﻣﻧظﻣﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺑﯾﻊ وﺷراء اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﻣﺢ ﻫذﻩ اﻟﺑورﺻﺔ ﺑﺗﻣوﯾل اﻷﺳواق ﺑﻛل أﻧواع اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻼزﻣﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت وﻗد ﯾﺑﺎع اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻋدة ﻣرات‪ ،‬وﻓﯾﻬﺎ ﺗﺗﺣدد اﻷﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ‬
‫واﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺣﺳب اﻟﻌرض واﻟطﻠب‪ ،‬وﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر اﻟﺷروط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻣﻌروﺿﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺑورﺻﺔ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ ‬ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻠﺗﻠف ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺧزﯾﻧﻬﺎ؛‬


‫‪ ‬ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻟﻠﻧﻘل ﺑﺗﻛﺎﻟﯾف ﻣﻌﻘوﻟﺔ؛‬
‫‪ ‬أن ﺗﻛون اﻟﺳﻠﻌﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎس؛‬
‫‪ ‬أن ﯾﻛون اﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ واﺳﻊ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬ﺑورﺻﺔ اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﺳوق ﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗداول اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ ﻣﺛل اﻟذﻫب واﻟﻔﺿﺔ‬
‫واﻷﻟﻣﺎس‪ ،...‬وﯾﺣق ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﻓﻲ اﻟﺳوق اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ أو اﻟﻌﺎﺟﻠﺔ أو ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ وﺗﺗﺣدث أﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﻣﻌﺎدن اﻟﻧﻔﯾﺳﺔ ﯾوﻣﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌرض واﻟطﻠب‪.‬‬
‫‪ -3-3‬ﺑورﺻﺔ اﻟﻌﻣﻼت اﻟﺻﻌﺑﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺳوق ﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗداول اﻟﻌﻣﻼت اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻋن طرﯾق‬
‫ﺑﯾﻊ وﺷراء اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﺗﺳوﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺎت ﻓﻲ ﺑﻠد آﺧر ﻛﺎﻟﻧﻘود اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ أو اﻷوراق اﻟﺗﻲ ﺗﻌطﻲ‬
‫ﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود‪ ،‬وﺗﺳﻣﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑورﺻﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﺳوق اﻟﺻرف واﻟذي ﯾﺗﺣدد وﻓﻘﺎ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌرض‬
‫واﻟطﻠب‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﺑورﺻﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ واﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي‪ ،‬وﯾﺧﺻص ﻟﻠوﺳطﺎء ﻓﻘط اﻟدﺧول‬
‫ﻟﻬذﻩ اﻟﺑورﺻﺔ ﻛﺎﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻣن طرف اﻟﺑﻧك اﻟﻣرﻛزي‪.‬‬
‫‪ -4-3‬ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ )اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ(‪ :‬ﻫﻲ ﺳوق ﻣﻧظﻣﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗداول اﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات وﺗﺗﺣدد‬
‫ﻓﯾﻬﺎ اﻷﺳﻌﺎر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻌرض واﻟطﻠب ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد ﻫﯾﺋﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺈدارﺗﻬﺎ واﻹﺷراف ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺗﻛون ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗداول اﻷﺳﻬم واﻟﺳﻧدات ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ وذﻟك ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷﺗري ودﻓﻊ اﻟﺛﻣن‬
‫ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ‪ ،‬أو ﺑﺻﻔﺔ آﺟﻠﺔ وﻫو اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري ﻓﻲ اﻟﺣﯾن ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون ﻣوﻋد ﺗﺻﻔﯾﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ أﺟﻼ‬
‫ﺣﺳب ﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟطرﻓﯾن‪ ،‬وﯾﻛون اﻟﻐرض ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ؛ إذ ﯾﻛون ﻗﺻد اﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﯾن ﯾﻘﺗﺻر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﺗﻘﻠﺑﺎت أﺳﻌﺎر ﻫذﻩ اﻷوراق ﺑﯾن ﻓﺗرة اﻻﻧﻌﻘﺎد وﻓﺗرة اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑورﺻﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد‪:‬‬
‫ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺑورﺻﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺗوﻓﯾر اﻟﻣوارد واﻷﻣوال ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ؛‬
‫‪ ‬ﺗوﻓﯾر ﻗﻧوات ﺳﻠﯾﻣﺔ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر؛‬
‫‪ ‬ﺗوﺟﯾﻪ ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﺗرﺷﯾد اﻹﻧﻔﺎق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري؛‬
‫‪ ‬زﯾﺎدة ﺣﯾوﯾﺔ اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ؛‬
‫‪ ‬ﺗﻌﺗﺑر أداﻩ ﻹﺷﺑﺎع اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺗﻪ؛‬
‫‪ ‬ﺗﺣﺳﯾن ﻛﻔﺎءة إدارة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑزﯾﺎدة ﻋدد اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن؛‬

‫‪5‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ ‬ﺟذب اﻟﻔواﺋض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺗوظﯾف اﻷﻣوال ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ؛‬


‫‪ ‬ﺗوﻓﯾر ٕواﻋﺎدة ﺗدوﯾر ﻛم ﻣﻧﺎﺳب ﻣن اﻷﻣوال ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﯾوﻟﺔ؛‬
‫‪ ‬ﺗﺳﻣﺢ اﻟﺑورﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﺎﻟوﺿﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣرآة اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد؛‬
‫‪ ‬ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺑورﺻﺔ أداة ﺗﺣذﯾر وﺗﻧﺑﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر واﻷزﻣﺎت‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ؛ ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ وأﻧواﻋﻬﺎ‪:‬‬


‫اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﻠﻌﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ ﻓﻲ ﺑورﺻﺔ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ‬
‫دراﺳﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗوﺟد أدوات اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ )اﻷﺳﻬم(‪ ،‬أدوات اﻟدﯾن )اﻟﺳﻧدات( واﻟﻣﺷﺗﻘﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻟﺳﻬم‪:‬‬
‫‪ -1-1‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻬم‪ :‬ﯾﻌرف اﻟﺳﻬم ﺑﺄﻧﻪ ﺻك ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ أو ﺻك ﻣﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرﻛﺔ أﻣوال ﺗﻌطﻲ ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﺻﻔﺔ‬
‫اﻟﺷرﯾك واﻟﻣﺳﺎﻫم‪ ،‬واﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺷرﻛﺔ ﺣﺳب ﻣﻘدار اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ وذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻷﺳﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻣﻧﺣﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أرﺑﺎح اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ ﻓﻲ أﺻوﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻠﺳﻬم ﻋدة ﻗﯾم‬
‫وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻟﻠﺳﻬم ﻋﻧد ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ‪ ،‬ﯾﺻدر ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻬم ﻷول ﻣرة‬
‫وﯾﺣﺳب أرس اﻟﻣﺎل اﻻﺳﻣﻲ أو اﻟﻣﺻرح ﺑﻪ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻟﻣﺟﻣوع اﻷﺳﻬم‪ ،‬وﺗﺻدر اﻷﺳﻬم‬
‫ﺑﻘﯾﻣﺗﻬﺎ اﻻﺳﻣﯾﺔ وﻻ ﯾﺟوز إﺻدارﻫﺎ ﺑﻘﯾﻣﺔ أﻗل ﺳواء ﻋﻧد ﺗﺄﺳﯾس اﻟﺷرﻛﺔ أو ﻋﻧد زﯾﺎدة رأس ﻣﺎﻟﻬﺎ‪،‬‬
‫وﯾﻣﻛن إﺻدار اﻷﺳﻬم ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻛﺑر ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ وﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﻌرف ﺑﻌﻼوة اﻹﺻدار‪ ،‬وﺗﺣدد ﺑﻧﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﻣراﻗب اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت؛‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ‪ :‬وﻫﻲ ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻬم ﻓﻲ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻗد ﺗﻛون أﻛﺛر ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ أو‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﻟﻬﺎ أو ﺗﻛون اﻗل ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وذﻟك ﺣﺳب اﻟﻌرض واﻟطﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺳوق اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻬﻲ‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺎع ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻬم‪ ،‬أي ﻫﻲ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﻬﺎ ﺗداول اﻟﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬وﺗﺗﺣدد‬
‫ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺷرﻛﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻬﺎ‪ ،‬أداء اﻟﺷرﻛﺔ‪ ،‬اﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗوزﯾﻌﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ؛‬
‫اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟدﻓﺗرﯾﺔ )اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ(‪ :‬وﻫﻲ ﻻ ﺗﺗﺿﻣن اﻷﺳﻬم اﻟﻣﻣﺗﺎزة وﺗﺗﺿﻣن اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت واﻷرﺑﺎح‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﻣﺣﺗﺟزة‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻣﺛل ﻧﺻﯾب اﻟﺳﻬم ﻓﻲ ﺻﺎﻓﻲ أﺻول اﻟﺷرﻛﺔ وﻗد ﺗﺗﺳﺎوى ﻣﻊ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻋﻧد‬
‫ﺑداﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎط‪ ،‬وﺗﺣﺳب ﺑﻘﺳﻣﺔ ﺻﺎﻓﻲ أﺻول اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدد اﻷﺳﻬم اﻟﻣﺻدرة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ -2-1‬أﻧواع اﻷﺳﻬم‪ :‬ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻷﺳﻬم ﺣﺳب ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬ﻣن ﺣﯾث طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺻﺔ‪ :‬ﺗﺻﻧف اﻷﺳﻬم إﻟﻰ‪:‬‬
‫‪ -1-1-2-1‬اﻟﺳﻬم اﻟﻧﻘدي‪ :‬وﻫو اﻟﺳﻬم اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻧﻘدا ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﺳﻬم )ﺣﺻﺔ‬
‫ﻧﻘدﯾﺔ(؛‬
‫‪ -2-1-2-1‬اﻟﺳﻬم اﻟﻌﯾﻧﻲ‪ :‬ﻫو اﻟﺳﻬم اﻟذي ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺷﺗري ﻗﯾﻣﺗﻪ ﺣق ﻋﯾﻧﻲ أي أراﺿﻲ ﻣﺑﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻏﯾر ذﻟك‬
‫ﻟﻠﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﺳﻬم ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ )ﺣﺻﺔ ﻋﯾﻧﯾﺔ(؛‬
‫‪ -2-2-1‬ﻣن ﺣﯾث طرﯾﻘﺔ اﻟﺗداول‪ :‬ﯾﺷﻣل ﻫذا اﻟﺗﺻﻧﯾف اﻷﻧواع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -1-2-2-1‬اﻟﺳﻬم اﻻﺳﻣﻲ‪ :‬ﺗﺻدر ﻫذﻩ اﻷﺳﻬم ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺳﺎﻫم وﺗﻘﯾد ﻓﻲ ﺳﺟﻼت ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ‬
‫اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﺳﻬم وﻋﻧد اﻟﺗداول ﯾﺗم ﻧﻘل ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﺳم اﻟﻣﺳﺎﻫم اﻟﺟدﯾد؛‬
‫‪ -2-2-2-1‬اﻟﺳﻬم ﻟﺣﺎﻣﻠﻪ‪ :‬وﻫو ﺷﺑﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﻘود ﻻ ﯾﺣﻣل اﺳم ﻣﺎﻟﻛﻪ وﯾﻛون ﺣﯾﺎزﺗﻪ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻻﻣﺗﻼﻛﻪ وﺗﻧﺗﻘل‬
‫ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﺗﻧﺎول ﻣن ﺷﺧص ﻷﺧر وﯾﺣق ﻟﺣﺎﻣﻠﻪ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻوﯾت؛‬
‫‪ -3-2-2-1‬اﻟﺳﻬم اﻹذﻧﻲ‪ :‬ﯾﺻدر ﻷﻣر أو ﻹذن ﺷﺧص ﻣﻌﯾن أول ﻣرة ﺛم ﯾﺗم ﺗداوﻟﻪ ﺑﺎﻟﺗظﻬﯾر وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﺳﻬم أن ﺗﻛون ﻗﯾﻣﺗﻪ ﻗد دﻓﻌت ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل‪.‬‬
‫‪ -3-2-1‬ﻣن ﺣﯾث ﺣﻘوق ﺣﺎﻣﻠﻪ‪ :‬وﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫‪ -1-3-2-1‬اﻷﺳﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌﺗﺑر اﻷﺳﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣن اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻹﺻدارات وﻫﻲ‬
‫ﺗﺣﻣل اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﺣق ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻷرﺑﺎح إﻻ إذا ﻗررت اﻟﺷرﻛﺔ ﺗوزﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﺻﺎﺣب‬
‫اﻟﺳﻬم اﻟﻌﺎدي اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ رأس اﻟﻣﺎل‪ ،‬وﻋﻧد اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ ﻻ‬
‫ﯾﺣﺻل ﻧﺻﯾﺑﻪ ﻣن اﻟﺷرﻛﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺗﺳدﯾد ﺟﻣﯾﻊ اﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﻟﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧدات واﻷﺳﻬم اﻟﻣﻣﺗﺎزة‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﺣﺎﻣﻠﻲ‬
‫اﻷﺳﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺻوﯾت ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻹدارة واﻟﺣق ﻓﻲ اﻹدارة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﺣﺎﻣل اﻟﺳﻬم اﻟﻌﺎدي‬
‫ﺑﯾﻊ اﻷﺳﻬم اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬وﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﺳﺟﻼت اﻟﺷرﻛﺔ وﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬أﯾﺿﺎ ﻟﻪ اﻟﺣق‬
‫ﻓﻲ اﻷرﺑﺎح ﻋﻧد ﺗوزﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬و أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺟزء ﻣن اﻷﺻول ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺎﺑل ﺣﺻﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ ﻋﻧد اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ؛‬
‫‪ -2-3-2-1‬اﻷﺳﻬم اﻟﻣﻣﺗﺎزة‪ :‬ﺳﻣﯾت ﻣﻣﺗﺎزة ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻣﺗﯾﺎزات ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص‬
‫اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح ﻋﻧد ﺗوزﯾﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﺗﺷﺑﻪ اﻷﺳﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﻛوﻧﻬﺎ ﺳﻧد ﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬وأﯾﺿﺎ‬
‫ﻻ ﯾﺣﺻل ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرﺑﺎح إﻻ إذا ﺗﺣﻘﻘت وﻗررت اﻟﺷرﻛﺔ ﺗوزﯾﻌﻬﺎ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ أن اﻟﺗوزﯾﻌﺎت‬
‫ﻷﺻﺣﺎب اﻷﺳﻬم اﻟﻣﻣﺗﺎزة ﺗﻛون ﻣﺣددة ﺑﻣﻘدار ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻛﻣﺎ إﺻدار ﻫذﻩ اﻷﺳﻬم ﯾﻛون ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ‬

‫‪7‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫ﻣﺎ ﺗﻛون ﻋﻧد زﯾﺎدة رأس ﻣﺎل اﻟﺷرﻛﺔ ﺗطرﺣﻬﺎ اﻟﺷرﻛﺔ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﺳﻣﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ وﺗﺣدد ﺗوزﯾﻌﺎت اﻟﺳﻬم اﻟﻣﻣﺗﺎز ﺑﻧﺳﺑﺔ‬
‫ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺗﻪ اﻻﺳﻣﯾﺔ وﻻ ﯾﺣق ﻟﺣﺎﻣل اﻷﺳﻬم اﻟﻣﻣﺗﺎزة اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻹدارة‪.‬‬
‫‪ -2‬اﻟﺳﻧد‪:‬‬
‫‪ -1-2‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻧد‪ :‬ﯾﻌرف اﻟﺳﻧد ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺻك ﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗداول وﯾﻣﺛل ﺟزء ﻣن ﻗرض ﺗﺻدرﻩ اﻟدوﻟﺔ‬
‫أو ﺷرﻛﻪ أﻣوال‪ ،‬وﯾﺗﻌﻬد ﻓﯾﻪ اﻟﻣﻘﺗرض ﺑدﻓﻊ ﻗﯾﻣﻪ اﻟﻘرض )اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧد( ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق ﻣﻊ ﻓﺎﺋدة ﻣﺣددة ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﺳواء ﺣﻘﻘت أرﺑﺎح أو ﺧﺳﺎﺋر‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻧﺢ‬
‫ﻟﺣﺎﻣﻠﻪ اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﺳﺗرداد دﯾﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ ﺗﻌرض اﻟﺷرﻛﺔ ﻟﻺﻓﻼس أو اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ‪ ،‬وﻻ ﯾﻣﻧﺣﻬم اﻟﺣق ﻓﻲ اﻹدارة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺳﻧدات‪ :‬ﻟﻠﺳﻧد ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﯾﻌﺗﺑر ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد داﺋﻧﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺷرﻛﺔ ﺣﯾث ﺗطرح اﻟﺳﻧدات ﺑﺂﺟﺎل ﻣﺣددﻩ ﺗﻠﺗزم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻدرة ﺑرد‬
‫ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﺧﻼﻟﻬﺎ وﺗﺗراوح اﻟﻣدة ﻣن ‪ 5‬إﻟﻰ ‪ 30‬ﺳﻧﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون أﻗل أو أﻛﺛر؛‬
‫‪ ‬ﯾﺣﺻل ﺣﺎﻣل اﻟﺳﻧد ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋدة ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻓﻲ ﻣواﻋﯾد ﻣﺣددة دون اﻟﻧظر إﻟﻰ أرﺑﺎح أو ﺧﺳﺎﺋر اﻟﻣﺻدر وﯾﺗم‬
‫ﺳداد اﻷﺻل ﻓﻲ اﺟل اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ؛‬
‫‪ ‬ﺑﻌض اﻟﺳﻧدات ﻗﺎﺑﻠﻪ ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء أو اﻻﺳﺗرﺟﺎع ﺣﯾث ﺗﺷﺗرط اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻدرة إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﺳﻧدات‬
‫ٕواﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق؛‬
‫‪ ‬ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻧد ﻟﻪ ﺣق اﻷوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﻪ اﻟﺳﻧد ﻗﺑل ﺣﻣﻠﻪ اﻷﺳﻬم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ إﻓﻼس اﻟﺷرﻛﺔ‬
‫أو اﻟﺗﺻﻔﯾﺔ؛‬
‫‪ -3-2‬أﻧواع اﻟﺳﻧدات‪ :‬ﯾﻣﻛن ﺗﺻﻧﯾف اﻟﺳﻧدات إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1-3-2‬ﻣن ﺣﯾث اﻹﺻدار‪ :‬ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺳﻧدات إﻟﻰ‪:‬‬
‫‪ -1-1-3-2‬ﺳﻧدات ﺣﻛوﻣﯾﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﺻﻛوك ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ اﻟﻘﯾﻣﺔ ﺗﺻدر ﻋن اﻟدوﻟﺔ أو ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ ﻟﻼﻛﺗﺗﺎب اﻟﻌﺎم‬
‫ﻣن أﺟل ﺗﻣوﯾل ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻣﺛل دﯾﻧﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﻋﺎﺋد ﺛﺎﺑت وﻟﻬﺎ‬
‫اﺟل ﻣﺣدودة؛‬
‫‪ -2-1-3-2‬ﺳﻧدات اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‪ :‬ﯾﺻدر ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن ﻫﯾﺋﺎت دوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺑﻧك اﻟدوﻟﻲ ﻟﻺﻧﺷﺎء‬
‫واﻟﺗﻌﻣﯾر وﺗﺳﺗﺧدم اﻷﻣوال اﻟﻣﻘﺗرﺿﺔ ﻓﻲ ﺗﻣوﯾل ﻣﺷﺎرﯾﻌﻪ؛‬
‫‪ -3-1-3-2‬ﺳﻧدات ﺧﺎﺻﺔ‪ :‬ﺗﺻدرﻫﺎ اﻟﺷرﻛﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﻬﺎ ﺑدل ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫إﺻدار أﺳﻬم ﺟدﯾدة‪.‬‬
‫‪ -2-3-2‬ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ‪ :‬ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺳﻧدات ﻣن ﺣﯾث اﻟطﺑﯾﻌﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ -1-2-3-2‬اﻟﺳﻧد اﻟﻌﺎدي‪ :‬ﻫو ﺻك ﻣدﯾوﻧﯾﺔ ﯾﺻدر ﺑﻘﯾﻣﺔ اﺳﻣﯾﺔ ﻣﺣددة ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻛﺗﺗب ﻛﺎﻣﻠﺔ‪ ،‬ﯾﻌطﻲ‬
‫ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻓواﺋد ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻣرﺗﻔﻌﻪ ﻋﺎدﻩ‪ ،‬وﺣﯾن ﺣﻠول أﺟل اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ﯾﻘﺗﺿﻲ ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻗﯾﻣﺗﻪ‪ ،‬وﺗﻛون ﻣدة اﻟﺳﻧد ﻋﺎدة‬
‫ﻗﺻﯾرة؛‬
‫‪ -2-2-3-2‬اﻟﺳﻧد اﻟﻣﺳﺗﺣق ﺑﺎﻟوﻓﺎء ﺑﻌﻼوة إﺻدار‪ :‬ﻫو اﻟﺳﻧد اﻟذي ﯾﺻدر ﺑﻘﯾﻣﺔ اﺳﻣﯾﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾدﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣﻛﺗﺗب ﺣﻘﯾﻘﺔ‪ ،‬وﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﺗﺣﺳب اﻟﻔواﺋد وﯾﺗداول اﻟﺳﻧد‪ ،‬وﻋﻧد اﻧﺗﻬﺎء‬
‫ﻣدة اﻟﺳﻧد ﺗرد ﻗﯾﻣﺗﻪ اﻻﺳﻣﯾﺔ أﯾﺿﺎ وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻓواﺋد ﻫذا اﻟﻧوع ﻣﻧﺧﻔﺿﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗراﻋﻰ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻼوة اﻟﺗﻲ‬
‫ﯾﺄﺧذﻫﺎ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻧد ﻋﻧد اﻟوﻓﺎء؛‬
‫‪ -3-2-3-2‬ﺳﻧدات اﻟﻧﺻﯾب‪ :‬ﻫﻲ ﺳﻧدات ﺗﺻدر ﺑﻘﯾﻣﻪ اﺳﻣﯾﺔ ﻣﺣددﻩ‪ ،‬وﯾﻛﺗب ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻧﻔس اﻟﻘﯾﻣﺔ وﺗﻛﺳب‬
‫ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻗﺗﺿﺎء ﻓواﺋد ﺳﻧوﯾﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺿﺎف إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻔﺎﺋدة ﺟﺎﺋزة ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻌدد ﻣن اﻟﺳﻧدات ﯾﺟرى‬
‫ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﻧﺻﯾب )اﻟﻘرﻋﺔ(‪ ،‬وﻻﺑد ﻹﺻدار ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺳﻧدات أن ﺗﺄﺧذ إذن ﻣن اﻟﺣﻛوﻣﺔ وذﻟك ﻓﻲ‬
‫أﻏﻠب اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ؛‬
‫‪ -4-2-3-2‬اﻟﺳﻧدات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣول إﻟﻰ أﺳﻬم‪ :‬ﻫﻲ ﺳﻧدات ﯾﺗم إﺻدارﻫﺎ ﺑﻘرار ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن وﺗﻌطﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺳﻧدات ﻟﺣﺎﻣﻠﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ طﻠب ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ أﺳﻬم‪ ،‬واﻗﺗﺿﺎء ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ إذا رﻏب ﻓﻲ ذﻟك‪ ،‬وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﻌطﻲ‬
‫ﻟﻠﻣﺳﺎﻫﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺷرﻛﺔ أوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻻﻛﺗﺗﺎب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳﻧدات؛‬
‫‪ -5-2-3-2‬اﻟﺳﻧدات ذات اﻟﺣق ﻓﻲ ﺷراء أﺳﻬم‪ :‬ﻫﻲ ﺳﻧدات ﺗﺻدر ﺑﻣﻌدل ﻓﺎﺋدة ﻣﺣدد‪ ،‬ﺗﻌطﻲ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ‬
‫ﺣق ﺷراء ﻋدد ﻣن اﻷﺳﻬم ﺑﺳﻌر ﻣﺣدد ﻣﺳﺑﻘﺎ دون أن ﯾﻔﻘد وﺿﻌﻪ ﻛداﺋن‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﺳﺗﻣر ﻣﺎﻟﻛﺎ ﻟﻠﺳﻧدات‬
‫ﺑﻔواﺋدﻫﺎ ﻣﻊ ﺣﻘﻪ ﺑﺷراء ﻋدد ﻣن اﻷﺳﻬم‪ ،‬ﺑﺧﻼف اﻟﺳﻧدات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣول إﻟﻰ أﺳﻬم ﻓﻼ ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﺗﺣول إﻟﻰ ﺻﺎﺣب أﺳﻬم إﻻ ﺑﻔﻘدان ﺳﻧداﺗﻪ ﻷﻧﻪ ﺳﯾﺳﺗﺑدﻟﻬﺎ ﺑﺄﺳﻬم‪ ،‬وﻫذا اﻟﺣق ﻓﻲ ﺷراء اﻷﺳﻬم ﻗﺎﺑل ﻟﻠﺗداول‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻓﺻﻠﻪ ﻋن اﻟﺳﻧد‪ ،‬ﻓﻬو ﻓﻲ ﺷﻛل ﻛوﺑون ﻣرﻓق ﺑﻪ؛‬
‫‪ -6-2-3-2‬اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﻣل ﻛوﺑون )‪ :(Zero Coupon Bonds‬إن اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣﻣل ﻣﻌدل‬
‫ﻟﻠﻛوﺑون ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺑﺎع ﺑﺧﺻم ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺳﺗرد اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧد ﻋﻧد ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﺑﯾﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﺎﻟﺳﻌر اﻟﺳﺎﺋد وذﻟك إذا رﻏب اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺳﺗﺣﻘﺎق‪.‬‬
‫وﯾﻣﺛل اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣدﻓوﻋﺔ ﻟﺷراء اﻟﺳﻧد وﺑﯾن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻻﺳﻣﯾﺔ أو ﺳﻌر اﻟﺑﯾﻊ ﻣﻘدار اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﯾﺣﻘﻘﻪ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر‪.‬‬
‫‪ -7-2-3-2‬اﻟﺳﻧدات ذات ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﺣرك‪ :‬ﻓﻘد اﺳﺗﺣدﺛت ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻟﻣواﺟﻬﺔ ﻣوﺟﺔ‬
‫اﻟﺗﺿﺧم اﻟﺗﻲ أدت إﻟﻰ رﻓﻊ ﻣﻌدﻻت اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺳﻧدات طوﯾﻠﺔ‬

‫‪9‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫اﻷﺟل‪ ،‬ﺑﺷﻛل أﻟﺣق ﺑﺣﻣﻠﺗﻬﺎ ﺧﺳﺎﺋر رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة‪ ،‬وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺣدد ﻟﺗﻠك اﻟﺳﻧدات ﺳﻌر ﻓﺎﺋدة ﻣﺑدﺋﻲ ﯾﺳﺗﻣر‬
‫اﻟﻌﻣل ﺑﻪ ﻟﻣدة ﺳﺗﺔ أﺷﻬر‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﯾﻌﺎد اﻟﻧظر ﻓﯾﻪ دورﯾﺎ ﻛل ﻧﺻف ﺳﻧﺔ ﺑﻬدف ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻟﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻣﻌدﻻت‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق؛‬
‫‪ -8-2-3-2‬ﺳﻧدات اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﺳﻧدات ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻔواﺋد اﻟﺳﻧوﯾﺔ‪ ،‬وأﯾﺿﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺟزء‬
‫ﻣن اﻷرﺑﺎح اﻟﻣوزﻋﺔ وذﻟك وﻓﻘﺎ ﻟﺷروط ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺣددﻫﺎ اﻟﺷرﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -3-3-2‬ﻣن ﺣﯾث ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗدﻋﺎء‪ :‬ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺳﻧدات ﻣن ﺣﯾث ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗدﻋﺎء إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1-3-3-2‬اﻟﺳﻧدات اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء‪ :‬أي ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﻣﺻدرة أن ﺗﺷﺗرط إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻗﯾﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﺎدة ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺳﻧدات ٕواﻟﻐﺎﺋﻬﺎ ﻗﺑل اﻟﻣوﻋد وﻓق اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻋﻼوة اﺳﺗرداد وﺗﻘل ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻌﻼوة ﻛﻠﻣﺎ اﻗﺗرب ﻣوﻋد طﻠب اﻟﺳداد ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﺳﻧد‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺷﻣل اﻟﺳﻧدات‬
‫ذات اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ أو ذات اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﻐﯾرة‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ذات أﻫﻣﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻣﺻدر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻪ اﻟﺳﻧدات ذات اﻟﻔﺎﺋدة‬
‫اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻔﺎدى دﻓﻊ ﻓواﺋد ﺗزﯾد ﻋن اﻟﻣﻌدل اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺳوق إذا اﻧﺧﻔﺿت اﻟﻔواﺋد ﺑﻌد إﺻدار اﻟﺳﻧدات‪،‬‬
‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻣﺻدر أن ﯾطﻠب اﻟﺳداد وﯾﻘوم ﺑﺈﺻدار ﺳﻧدات ﺟدﯾدة ﺑﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ‬
‫اﻟﺳوق وﻗت اﻹﺻدار اﻟﺟدﯾد؛‬
‫‪ -2-3-3-2‬ﺳﻧدات ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗدﻋﺎء‪ :‬ﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺳﻧدات اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺷرﻛﺔ ﺳداد ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻘرض‬
‫ﻗﺑل ﺣﻠول أﺟﻠﻪ‪.‬‬
‫‪ -4-3-2‬ﻣن ﺣﯾث اﻟﺿﻣﺎن‪ :‬ﺗﻧﻘﺳم اﻟﺳﻧدات ﻣن ﺣﯾث اﻟﺿﻣﺎن إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن ﻫم‪:‬‬
‫‪ -1-4-3-2‬اﻟﺳﻧدات اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ‪ :‬ﺣﯾث ﺗﻘدم اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﻣﺻدرة ﺑﻌض أﺻوﻟﻬﺎ ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﺣﻘوق أﺻﺣﺎب‬
‫اﻟﺳﻧدات‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﺷﻠت اﻟﺷرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ ﻧﺣو اﻟﺳﻧدات‪ ،‬وﯾﻣﻛن ﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﺳﻧدات ﺑﯾﻊ ﻫذﻩ اﻷﺻول ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣزاد وﺗﺣﺻﯾل ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻬم؛‬
‫‪ -2-4-3-2‬اﻟﺳﻧدات ﻏﯾر اﻟﻣﺿﻣوﻧﺔ‪ :‬ﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﺳﻧدات اﻟﺑﺳﯾطﺔ وﻫﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﺿﻣﺎن اﻟﻣرﻛز‬
‫اﻻﺋﺗﻣﺎﻧﻲ ﻟﻠﺷرﻛﺔ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻧﺷﺄت اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻋﻠم اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت وﻫﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺗﻐﯾر ﯾﺷﺗق ﻣن ﻣﺗﻐﯾر آﺧر‪ ،‬وﺗﻌﺗﺑر‬
‫اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣن أﻫم اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗدﻣﻬﺎ ﻣﻧظرو اﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻷﻏراض اﻟﺗﺣوط ﻣن‬
‫اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ -1-3‬ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ﺗﻌرف اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘود ﻓرﻋﯾﺔ ﺗﺷﺗق ﻣن ﻋﻘود‬
‫أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻷدوات اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ )أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻣﻼت أﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺳﻠﻊ‪ (...،‬ﻟﯾﻧﺷﺄ ﻋﻧﻬﺎ أدوات اﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﺷﺗﻘﺔ‪ .‬ﺗﻣﺛل‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ وﺳﺎﺋل ﻹدارة اﻟﻣﺧﺎطر ﻣﺛل ﻣﺑﺎدﻻت أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻋﻘود اﻟﺧﯾﺎرات واﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ‬
‫وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﺎرت اﻟﯾوم ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻬﻧدﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌرف ﻛذﻟك ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻟورﻗﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗق ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻣن اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟورﻗﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى‬
‫ﻣﺣددة ﻣﺛل اﻟﺳﻬم اﻟﻌﺎدي أو اﻟﺳﻧد‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻠﯾس ﻟﻠﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﻘوق ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ أﺻول ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ‪،‬‬
‫أي أﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﺗﻌطﻲ ﻷﺣد اﻟطرﻓﯾن اﻟﺣق ﻓﻲ أﺻل ﻣﻌﯾن ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣدد وﺗﻠزم اﻟطرف اﻵﺧر ﺑﺎﺣﺗرام اﻟﺗزام‬
‫ﻣﻣﺎﺛل‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻘد ﻗد ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺻل ﻣﺎﻟﻲ أو ﺑﻣﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣﻼت أو ﻛﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻗد ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣؤﺷر‬
‫ﻣن اﻟﻣؤﺷرات وﻗد ﯾرﺑط اﻟطرﻓﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻠزﻣﺔ‪ ،‬أو ﻗد ﯾﻌطﻲ ﻟواﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد أو ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذﻩ‪،‬‬
‫وﯾﻌﺗﻣد اﻟﺳﻌر اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﻠﻣﺷﺗﻘﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﻌر اﻷﺻل اﻟﻣﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻪ ﻣﻧذ ﻧﺷﺄة اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻋﻘود ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗم ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن‪ ،‬وﺗﻛﺗﺳب ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ ﻣن اﻷﺻول اﻟﻣﺎدﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺣدد ﺑﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻣﻊ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺷروط ﺑﯾن اﻟﻣﺷﺗري واﻟﺑﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻣن‬
‫ﺑﯾن اﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧﺟد اﻟﻌﻘﺎرات‪ ،‬اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬اﻷﺳﻬم‪ ،‬اﻟﺳﻧدات‪ ،‬اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌدل اﻟﻔﺎﺋدة‬
‫وﻣؤﺷرات اﻟﺑورﺻﺔ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬أﻧواع اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -1-2-3‬ﻋﻘود اﻟﺧﯾﺎر‪:‬‬
‫ﺗﻣﺛل ﻋﻘود اﻟﺧﯾﺎرات أﺣد أﻫم اﻷدوات اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻓرﺻﺔ اﻟﺣد ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺧﺎطر‬
‫اﻟﺳﻌر وﺗﺳﻣﻰ ﺑﻌﻘود أو ﺣﻘوق اﻟﺧﯾﺎر ﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻌطﻲ ﻟﺻﺎﺣﺑﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻻﺧﺗﯾﺎر ﺑﯾن اﻟﺷراء وﻣن ﻋدﻣﻪ أو‬
‫اﻟﺑﯾﻊ ﻣن ﻋدﻣﻪ‪ ،‬ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻼوة ﺗدﻓﻊ ﻟﻠﻣﺣرر دون إرﺟﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬وﻟﯾس اﻹﻟزام ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻠﺧﯾﺎرات ﺛﻼث أﻧواع ﻣن اﻟﻌﻘود ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1-1-2-3‬ﺧﯾﺎر اﻟﺷراء‪ :‬ﻫو ﻋﻘد ﯾﻣﺗﻠك ﻣﺷﺗرﯾﻪ أو ﻣﺎﻟﻛﻪ ﺣق ﺷراء ﻋدد ﻣﺣدد ﻣن أﺳﻬم ﺷرﻛﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ أو‬
‫أي أوراق ﻣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﺑﺳﻌر ﻣﺣدد ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻫو ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺎﻟﺗﻧﻔﯾذ إذا أراد اﻟﺑﺎﺋﻊ ﺑﯾﻌﻪ ﺗﻠك اﻷﺳﻬم‬
‫ﺧﻼل ﻣدﻩ ﺳرﯾﺎن اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﯾدﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑل ﻫذا اﻟﺣق ﺳﻌ ار ﻏﯾر ﻣﺳﺗرد ﺑﺄي ﺣﺎل‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻧﻔﺗرض أن‬
‫اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ ﺣق ﺧﯾﺎر ﺷراء ﺑﻣﻘدار ﺻﻔﻘﺔ )‪ (100‬ﺳﻬم وﻟﻣدة ‪ 6‬أﺷﻬر ﻋﻠﻰ وﻓق‬
‫اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺳﻌر اﻟﺳوق وﻗت إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ = ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 8‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 800‬دوﻻر‬

‫‪11‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫‪ ‬ﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ = ‪ 10‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 1000‬دوﻻر‬


‫‪ ‬اﻟﻌﻼوة = ‪ 0.5‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 50‬دوﻻر‬
‫‪ ‬ﺳﻌر اﻟﺳوق وﻗت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد = ‪ 12‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪1200‬دوﻻر‬
‫وﺗﻧﻌﻘد اﻟﺻﻔﻘﺔ ﺑﻣﺟرد أن ﯾدﻓﻊ ﻣﺷﺗري ﺧﯾﺎر اﻟﺷراء ‪ 50‬دوﻻر ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ ﻟﺑﺎﺋﻊ اﻟﺧﯾﺎر‪ ،‬وﺑﻬذﻩ اﻟﻌﻼوة ﯾﻛون‬

‫ﻟﻠﻣﺷﺗري اﻟﺣق ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ أو ﻋدم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد ﺣﺳب ﻣﺎ ﯾراﻩ ﻣﻧﺎﺳﺑﺎً ﻟﻪ‪ .‬ﻓﺈذا ارﺗﻔﻊ اﻟﺳﻌر اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﻸﺳﻬم ﻓﻌﻼً‬
‫إﻟﻰ ‪ 1200‬دوﻻر ﻓﺈن ﻣﺷﺗري اﻟﺧﯾﺎر ﺳوف ﯾﻧﻔذ اﻟﻌﻘد وﯾﺣﻘق رﺑﺢ ﻗدرﻩ ‪ 150‬دوﻻر‪ ،‬أي أن رﺑﺢ ﻣﺷﺗري‬
‫ﺧﯾﺎر اﻟﺷراء ﯾﺣﺳب ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ = ﺳﻌر اﻟﺳوق ‪ -‬ﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ – اﻟﻌﻼوة‬
‫= ‪ 1200‬دوﻻر ‪ 1000 -‬دوﻻر ‪ 50 -‬دوﻻر‬
‫رﺑﺢ اﻟﻣﺷﺗري = ‪ 150‬دوﻻر‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﺋﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﺷراء ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻠزم ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺻﻔﻘﺔ واﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻷﺳﻬم ﺑﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻫو ‪ 1000‬دوﻻر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ارﺗﻔﺎع اﻟﺳﻌر اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﻸﺳﻬم إﻟﻰ ‪ 1200‬دوﻻر‪ ،‬ﻟذا ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺣﻘق ﺧﺳﺎرة ﻣﺳﺎوﯾﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً إﻟﻰ رﺑﺢ‬
‫اﻟﻣﺷﺗري وﻫﻲ ‪ 150‬دوﻻر‪ ،‬أي أن اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻧﻔذ ﺑﺳﻌر ‪ 1000‬دوﻻر وﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻋﻼوة ‪ 50‬دوﻻر ‪ .‬أي أن‬
‫ﺧﺳﺎرة ﺑﺎﺋﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﺷراء ﺗﺣﺳب ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫ﺧﺳﺎرة اﻟﺑﺎﺋﻊ = ﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ +‬اﻟﻌﻼوة ‪ -‬ﺳﻌر اﻟﺳوق‬
‫= ‪ 1000‬دوﻻر ‪ 50 +‬دوﻻر ‪ 1200 -‬دوﻻر‬
‫ﺧﺳﺎرة اﻟﺑﺎﺋﻊ = ‪ 150‬دوﻻر‬
‫أﻣﺎ إذا ﺣﺻل اﻟﻌﻛس واﻧﺧﻔض اﻟﺳﻌر اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﻸﺳﻬم إﻟﻰ ‪ 700‬دوﻻر ﻓﺈن ﻣﺷﺗري ﺧﯾﺎر اﻟﺷراء ﻻ ﯾﻣﺎرس‬
‫ﺣﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺧﺳﺎرﺗﻪ ‪ 50‬دوﻻر وﻫﻲ ﻣﻘدار اﻟﻌﻼوة اﻟﺗﻲ دﻓﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣر ﻻﻣﺗﻼك ﺣق‬
‫اﻟﺧﯾﺎر‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻌﻼوة ﺗﻣﺛل اﻟرﺑﺢ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﺎﺋﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﺷراء‪ .‬ﯾﻣﻛن ﺗوﺿﯾﺢ ذﻟك ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ ‬ﺳﻌر اﻟﺳوق وﻗت إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺔ ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 8‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 800‬دوﻻر‬
‫‪ ‬ﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ = ‪ 6.5‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 650‬دوﻻر‬
‫‪ ‬اﻟﻌﻼوة = ‪ 0.5‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 50‬دوﻻر‬
‫‪ ‬ﺳﻌر اﻟﺳوق وﻗت ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد = ‪ 5‬دوﻻر × ‪ 100‬ﺳﻬم = ‪ 500‬دوﻻر‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﺻﺣت ﺗوﻗﻌﺎت ﻣﺷﺗري ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ واﻧﺧﻔض اﻟﺳﻌر اﻟﺳوﻗﻲ ﻟﻸﺳﻬم إﻟﻰ ‪ 500‬دوﻻر ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟد أن‬
‫ﻣن ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﺗﺣﻘﯾق رﺑﺢ ﻣﻘدارﻩ ‪ 100‬دوﻻر وﺗﺣﺳب اﻷرﺑﺎح ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫اﻷرﺑﺎح اﻟﻣﺗﺣﻘﻘﺔ = ﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ -‬ﺳﻌر اﻟﺳوق – اﻟﻌﻼوة‬


‫= ‪ 650‬دوﻻر ‪ 500 -‬دوﻻر ‪ 50 -‬دوﻻر‬
‫رﺑﺢ ﻣﺷﺗري ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ = ‪ 100‬دوﻻر‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﺋﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺳوف ﯾﻛون ﻣﺿط اًر ﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﺷراء اﻷﺳﻬم ﺑﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ ‪ 650‬دوﻻر ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟرﻏم ﻣن أن ﺳﻌر اﻷﺳﻬم ﻓﻲ اﻟﺳوق ﯾﺳﺎوي ‪ 500‬دوﻻر ٕواذا أﺧذﻧﺎ ﻓﻲ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺎ ﻗﺑﺿﻪ ﻣن ﺛﻣن ﻟﺗﻣﻛﯾن‬
‫ﻣﺷﺗري اﻟﺧﯾﺎر ﻣن ﺣق اﻟﺑﯾﻊ وﻫو اﻟﻌﻼوة ‪ 50‬دوﻻر ﻓﺈن ﺻﺎﻓﻲ ﻣﺎ ﺧﺳرﻩ ﯾﺣﺳب ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫ﺻﺎﻓﻲ اﻟﺧﺳﺎرة = ﺳﻌر اﻟﺳوق ‪ +‬اﻟﻌﻼوة ‪ -‬ﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫= ‪ 500‬دوﻻر ‪ 50 +‬دوﻻر‪ 650 -‬دوﻻر‬
‫ﺧﺳﺎرة ﺑﺎﺋﻊ ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ = ‪ 100‬دوﻻر‬
‫أﻣﺎ ﻟو ﻛﺎﻧت ﺗوﻗﻌﺎت ﻣﺷﺗري ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ ﺧﺎطﺋﺔ وارﺗﻔﻌت أﺳﻌﺎر اﻷﺳﻬم ﺑدﻻً ﻣن اﻧﺧﻔﺎﺿﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﯾﻔﻛر ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻘد وﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺧﺳﺎرﺗﻪ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﺑﺎﻟﻌﻼوة واﻟﺑﺎﻟﻐﺔ ‪ 50‬دوﻻر ﻟﻠﺻﻔﻘﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﺎﺋﻊ‬
‫ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ ﻓﺈﻧﻪ ﻧﺟﺎ ﻣن ﺧطر اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر واﺣﺗﻔظ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﺑﻘﯾﻣﺔ اﻟﻌﻼوة ﻛرﺑﺢ ﺻﺎﻓﻲ‪.‬‬
‫‪ -2-1-2-3‬ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ‪ :‬ﻫو ﻋﻘد ﯾﻌطﻲ ﻣﺷﺗرﯾﻪ أو ﻣﺎﻟﻛﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺑﯾﻊ ﻋدد ﻣﻌﯾن ﻣن اﻷﺳﻬم أو اﻷوراق‬
‫اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻷﺧرى ﺑﺳﻌر ﻣﺣدد ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺣددة‪ ،‬وﻟﯾس ﻣﺟﺑر ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﻊ إﻧﻣﺎ ﻫو ﺑﺎﻟﺧﯾﺎر‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﺷﺗري ﻫو‬
‫اﻟﻣﻠزم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم إذا ﻣﺎ ﻗرر ﻣﺷﺗري ﺣق اﻟﺑﯾﻊ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﺑﺎﻟﺳﻌر اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﺣددة‪،‬‬
‫وﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ ﻣﻘﺎﺑل ﺗﻣﺗﻌﻪ ﺑﺣق ﺧﯾﺎر اﻟﺑﯾﻊ ﻏﯾر ﻣﺳﺗرد ﺑﺄي ﺣﺎﻟﻪ؛‬
‫‪ -3-1-2-3‬اﻟﺧﯾﺎر اﻟﻣرﻛب‪ :‬ﯾﺗﺿﻣن ﻫذا اﻟﺧﯾﺎر ﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺷراء وﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﻊ ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﯾﺷﺗري ﻣﺳﺗﺛﻣر ﻫذا اﻟﺧﯾﺎر ﺛم ﯾﺗرﻗب ﻣﺎ ﺳﯾﺣدث ﻓﻲ اﻟﺳوق‪ ،‬ﻓﯾﺑﯾﻊ إن وﺟد اﻟﺑﯾﻊ ٕواﻻ ﺳﯾﻘوم ﺑﺎﻟﺷراء‪ ،‬ﻓﯾﻛون‬
‫ﻣﺗﺄﻛدا ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺣد أدﻧﻰ ﻣن اﻟﻌﺎﺋد ﻣﻘﺎﺑل ﺗﺣﻣﻠﻪ ﺳﻌر اﻟﺧﯾﺎر إذا ﺗﻐﯾرت ﻗﯾﻣﻪ اﻟﺻﻔﻘﺔ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﻐﯾر اﻷﺳﻌﺎر ﻋن ﻗﯾﻣﻪ اﻟﺧﯾﺎر زﯾﺎدة أو ﻧﻘﺻﺎن‪.‬‬
‫ﻟﻘد ظﻬرت ﻋﻘود اﻟﺧﯾﺎر ﻛوﺳﯾﻠﺔ ﺗﺣوط ﻣن ﻣﺧﺎطر ﺗﻐﯾر أﺳﻌﺎر اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرون واﻟﻣﺿﺎرﺑون ﻟﺗﻐطﯾﻪ أرﺑﺎﺣﻬم‪ ،‬وﻫﻲ ﻋﻘود ﻟﯾس ﻟﻬﺎ أي ﻗﯾﻣﻪ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ٕواﻧﻣﺎ أﺛﺎرﻫﺎ وﻫﻣﯾﺔ و‪ %98‬ﻣن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻻ ﯾﺟرى ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪.‬‬
‫‪ -2-2-3‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪:‬‬
‫ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘود ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺳﻠﯾم واﺳﺗﻼم أﺻل ﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﺳﻌر‬
‫واﻟﻣدة وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد‪ ،‬وﻗد ﺗوﺳﻊ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت واﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت وﺗم إﻧﺷﺎء أﺳواق‬

‫‪13‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ وذﻟك ﻟﺗﻧظﯾم ﻗواﻋد اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗداول ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻌﻘود‬
‫ﺗﻌطﻲ ﻟﻣﺷﺗرﯾﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﺷراء أو ﺑﯾﻊ أﺻل ﻣﺎﻟﻲ أو ﻋﯾﻧﻲ ﺑﺳﻌر ﻣﺣدد ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ اﻟوﻗت‬
‫اﻟﻣﺣدد ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﻌﻘد إﯾداع ﻋﻼوة ﺗﺣدد ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد ﻟدى ﺑﯾت‬
‫اﻟﺳﻣﺳرة ﺑﻬدف ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣن اﻟﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻠﻛن أن ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻋدم ﻗدرة أﺣد اﻟطرﻓﯾن اﻟوﻓﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺗﺟﺎﻩ اﻟطرف اﻵﺧر‪.‬‬
‫ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻣﻛن ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻬﺎ ﻣن ﺗﺟﻣﯾد اﻷﺳﻌﺎر وﻓﻘﺎ ﻟﺗوﻗﻌﺎﺗﻬم‪ ،‬ﻣﺛﻼ‪ :‬ﻗد ﯾﺗوﻗﻊ‬
‫اﻟﻣزارع ﻟﻣﺣﺻول اﻟﻘﻣﺢ وﺟود اﻧﺧﻔﺎض ﻟﺳﻌر اﻟﻘﻣﺢ ﻋن اﻟﺳﻌر اﻟﺣﺎﻟﻲ ﺑﻌد ﺳﺗﺔ أﺷﻬر‪ ،‬أي ﻋﻧد اﻟﺣﺻﺎد‪،‬‬
‫ﻓﺈذا أراد أن ﯾﺣﻣﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻣن اﻧﺧﻔﺎض اﻷﺳﻌﺎر ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ﺑﯾﻊ ﻣﺣﺻوﻟﻪ ﻓو ار ﺑﺳﻌر ﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون‬
‫ﺗﺳﻠﯾم اﻟﻧﻘود واﻟﻘﻣﺢ ﺑﻌد ﺳﺗﺔ أﺷﻬر‪ .‬ﻟﻠﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋدة أﻧواع‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ -1-2-2-3‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ‪ :‬ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻋﻘد ﺑﯾن طرﻓﯾن‪ ،‬ﯾﻠﺗزم ﺑﻣوﺟﺑﻪ أﺣد اﻟطرﻓﯾن‬
‫ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟطرف اﻵﺧر ﻣﻘدا ار ﻣﺣددا ﻣن ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺑﺳﻌر ﻣﺣدد ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣدد‪ .‬وﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻻ ﺗرد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ واﻟﺳﻠﻊ ﻏﯾر اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺧزﯾن‪.‬‬
‫‪ -2-2-2-3‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ :‬ﺗﺗﻔرع اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻬم‪ :‬ﻻ ﺗﺧﺗﻠف ﺻورة اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻬم ﻋن ﺻورة اﻟﻌﻘود‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬ﻷن اﻷﺳﻬم ﺗﻣﺛل ﺣﺻﺔ ﺷﺎﺋﻌﺔ ﻣن أﺻول اﻟﺷرﻛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل‪ :‬اﻟﺳﻠﻊ‪ ،‬اﻷراﺿﻲ‪،‬‬
‫اﻟﻌﻘﺎرات واﻟﻣﻌدات ‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ذات اﻟدﺧل اﻟﺛﺎﺑت‪ :‬ﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﯾن ﻣﺷﺗري اﻟﻌﻘد وﺑﺎﺋﻌﻪ‪ ،‬وﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺗﻐطﯾﺔ ﺿد ﻣﺧﺎطر اﻟﺗﻘﻠﺑﺎت‬
‫اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺳﺗﺧدم أﯾﺿﺎ ﻟﻐرض اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل أﻧواع اﻟﻌﻘود‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ اﻷﺧرى‪.‬‬
‫‪ -3-2-2-3‬اﻟﻌﻘود اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼت‪ :‬ﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ ﺑﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺎت اﻟﻌﻣﻼت‪ ،‬وﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ اﺗﻔﺎق ﺑﯾن‬
‫طرﻓﯾن‪ ،‬ﯾﺗم ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺷراء أو ﺑﯾﻊ ﻣﻌﯾﺎري ﻣن ﻋﻣﻠﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻘﺎﺑل ﻋﻣﻠﺔ أﺧرى ﻋﻠﻰ ﺳﻌر ﺻرف ﻣﺣدد ﻋﻠﻰ أن‬
‫ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم واﻻﺳﺗﻼم ﺑﺎﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻣﺣدد ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ‪.‬‬
‫‪ -3-2-3‬اﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ‪:‬‬
‫ﻫو ﻋﻘد ﯾﺑرم ﺑﯾن طرﻓﯾن ﻣﺷﺗري وﺑﺎﺋﻊ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻋﻠﻰ أﺻل ﻣﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺳﻌر ﯾﺗﺣدد ﻋﻧد اﻟﺗﻌﺎﻗد‬
‫ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛون اﻟﺗﺳﻠﯾم ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺣق‪ ،‬وﻻ ﯾﺗم ﺗداول ﻫذﻩ اﻟﻌﻘود ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ ﻛوﻗﺎﯾﺔ ﻣن ﺗﻘﻠب اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺳوﻗﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠﻊ أو اﻟﺳﻧدات واﻟﻘروض وﺣﺗﻰ أﺳﻌﺎر‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺗﻘﻠﯾل ﺧطر ﺗذﺑذب أﺳﻌﺎر ﺻرف اﻟﻌﻣﻼت‪ ،‬وذﻟك ﺑﺈﺑرام اﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ ﻷﺳﻌﺎر اﻟﺻرف‬
‫ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ .‬ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣروﻧﺔ‪ :‬ﺣﯾث ﻻ ﺗﻛون اﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻌﯾﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻌﻧﻲ ﻫذا أن ﻛﻼ ﻣن اﻟﺑﺎﺋﻊ واﻟﻣﺷﺗري‬
‫ﯾﺗﻔﺎوﺿﺎن ﻋﻠﻰ ﺷروط اﻟﻌﻘد‪ ،‬ﻓﻬﻣﺎ ﯾﻣﺗﻠﻛﺎن ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺔ ﺷروط اﻟﻌﻘد؛‬
‫‪ -‬ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ ﺑﺎﻟﺳﯾوﻟﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻷﺧرى؛‬
‫‪ -‬ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻌﻘود اﻵﺟﻠﺔ درﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﻣﺧﺎطر اﻻﺋﺗﻣﺎن أو ﻣﺧﺎطر اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﺳداد وﻫﻲ اﻟﻣﺧﺎطر‬
‫اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﻋدم ﻗدرة أﺣد أطراف اﻟﻌﻘد اﻵﺟل ﻋﻠﻰ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﻋدم وﺟود طرف ﯾﺿﻣن اﻟﺗزاﻣﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﯾن؛‬
‫‪ -‬ﯾﺗﺣدد اﻟرﺑﺢ واﻟﺧﺳﺎرة ﻣن اﻟﻌﻘد اﻵﺟل ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺳﻌر اﻟﺳوق ﻟﻸﺻل ﻣﺣل اﻟﺗﻌﺎﻗد‬
‫وﺳﻌر اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟذي ﺗم ﺗﺣدﯾدﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد ﻣن ﺧﻼل اﻻﺗﻔﺎق ﺑﯾن طرﻓﯾن؛‬
‫‪ -‬ﺗﺗﺣﻘق ﻗﯾﻣﺔ اﻟﻌﻘد اﻵﺟل ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﺗﻬﺎء ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻌﻘد وﻻ ﺗوﺟد ﻣدﻓوﻋﺎت ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﻌﻘد‪.‬‬
‫‪ -4-2-3‬ﻋﻘود اﻟﻣﺑﺎدﻻت‪:‬‬
‫ﻋرﻓت ﻋﻘود اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﺗﻔﺎق ﺗﻌﺎﻗدي ﺑﯾن طرﻓﯾن أو أﻛﺛر ﻟﺗﺑﺎدل ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ‬
‫ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﻌرف ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ‪" :‬اﺗﻔﺎق ﺑﯾت طرﻓﯾن ﻋﻠﻰ ﺗﺑﺎدل ﻗدر ﻣﻌﯾن ﻣن أﺻل ﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬أو ﻋﯾﻧﻲ ﻣﻘﺎﺑل‬
‫أﺻل آﺧر ﺑﺷروط ﻣﺣددة وﻗت إﺑرام اﻟﻌﻘد‪ ،‬واﻟﺗﻧﻔﯾـذ ﯾﻛون ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺣدد ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ"‪.‬‬
‫ﺗوﺟد أﻧواع ﻋدﯾدة ﻟﻌﻘود اﻟﻣﺑﺎدﻻت ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫‪ -1-4-2-3‬ﻋﻘود ﻣﺑﺎدﻻت أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة‪ :‬إن ﻣﺑﺎدﻟﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة ﺗﺗﺿﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺑﺎدل ﻓﻲ ﻣدﻓوﻋﺎت‬
‫اﻟﻔﺎﺋدة وﻫﻲ ﻋﺎدة ﺗﺣدث ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج ﺷﺧص أو ﻣؤﺳﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺣوﯾل ﺑﻔﺎﺋدة ﺛﺎﺑﺗﺔ وﻫو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول‬
‫ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋدة ﻣﺗﻐﯾرة‪ ،‬ﻓﯾﺣﺎول إﯾﺟﺎد طرف آﺧر ﯾﺣﺗﺎج ﻟﻠﻔﺎﺋدة اﻟﻣﺗﻐﯾرة وﯾﻛون ﻗﺎد ار ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺋدة‬
‫ﺛﺎﺑﺗﺔ‪.‬‬
‫وﺗﺳﺗﻌﻣل ﺑﻌض ﻫذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻟﻠﺗﺣوط ﻣن ﻣﺧﺎطرة أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة‪ ،‬وﻟﻌﻘود ﻣﺑﺎدﻻت أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة‬
‫أﻧواع ﻣﺗﻌددة أﺷﻬرﻫﺎ ﻫو ﻣﺑﺎدﻟﺔ أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﻐﯾرة‪.‬‬
‫‪ -2-4-2-3‬ﻋﻘود ﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﻌﻣﻠﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺑﺎدﻟﺔ أﺻل ﻗرض وﻣدﻓوﻋﺎت ﻓﺎﺋدة ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗرض‬
‫ﺑﻌﻣﻠﺔ ﻣﺎ ﺑﺄﺻل ﻗرض وﻣدﻓوﻋﺎت ﻓﺎﺋدة ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرض ﻣﻛﺎﻓﺊ ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﺑﻌﻣﻠﺔ أﺧرى‪ .‬وﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧدام ﻣﺑﺎدﻟﺔ‬

‫‪15‬‬
‫ﻣدﺧل ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺑورﺻﺔ واﻷوراق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣور اﻷول‬

‫اﻟﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺣوﯾل ﻗرض ﺑﻌﻣﻠﺔ ﻣﺎ إﻟﻰ ﻗرض ﺑﻌﻣﻠﺔ أﺧرى‪ .‬إن وظﯾﻔﺔ ﻣﺑﺎدﻻت اﻟﻌﻣﻠﺔ ﺗﺷﺑﻪ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻘود‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬واﻟﻔرق ﻫو أن اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ ﻟﻠﻌﻣﻼت ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻟﻠﺗﺣوط ﺿد ﻣﺧﺎطرة أﺳﻌﺎر اﻟﺻرف‬
‫اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﺧﻼل ﻣدة ﻣن اﻟﺳﻧﯾن ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻟﻣدة واﺣدة ﻣن اﻟزﻣن‪.‬‬
‫‪ -3-4-2-3‬ﻋﻘود اﻟﻣﺑﺎدﻻت اﻟﺧﯾﺎرﯾﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﻋﻘد ﺧﯾﺎر ﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﯾﻌطﻲ ﺣﺎﻣﻠﻪ اﻟﺣق وﻟﯾس‬
‫اﻻﻟﺗزام ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﺑﺎدﻟﺔ أﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋدة ﺛﺎﺑﺗﺔ أو ﻣﺗﻐﯾرة‪ ،‬ﺧﻼل ﻣدة ﻣﺣددة ﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﺑﺷروط ﯾﺗم اﻻﺗﻔﺎق‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗت اﻟﺗﻌﺎﻗد ﻋﻠﻰ اﻟﺧﯾﺎر‪ .‬ﻓﺎﻟﻐرض ﻣن اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺧﯾﺎرﯾﺔ ﻫو إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠزﺑون اﻟﻣﻘﺗرض ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة‬
‫ﻣن أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺧﻼل ﻓﺗرة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗﺎدﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﺣﺗواء ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻣوﯾل ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن‬
‫ﺗﺛﺑﯾت ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻧد ﻧﺳﺑﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﯾدﻓﻊ ﻣﺷﺗري اﻟﺧﯾﺎر ﺣﺎﻣل اﻟﺣق ﻋﻼوة ﻟﻠﺑﺎﺋﻊ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذا اﻟﺣق‪،‬‬
‫وﺑذﻟك ﯾﻛون ﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﺑﺄن ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة اﻟذي ﺳﯾدﻓﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﻠﻎ ﻣﻌﯾن ﻗد ﺗم ﺗﺛﺑﯾﺗﻪ ﺳﻠﻔﺎ‪ ،‬وذﻟك‬
‫ﻣﻘﺎﺑل ﺳداد ﻋﻼوة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗؤﻣﻧﻪ ﺿد ﻣﺧﺎطر ﺗﺣرك ﺳﻌر اﻟﻔﺎﺋدة ﻓﻲ ﻏﯾر ﺻﺎﻟﺣﻪ واﻟطرف اﻟﺑﺎﺋﻊ ﻟﻌﻘود‬
‫اﻟﻣﺑﺎدﻟﺔ اﻟﺧﯾﺎرﯾﺔ إﻣﺎ أن ﯾﻛون ﺑﻧﻛﺎ ﺗﺟﺎرﯾﺎ أو ﺑﻧك اﺳﺗﺛﻣﺎر‪ ،‬وﺗﺗﺣﻣل ﻫذﻩ اﻟﺑﻧوك ﻣﺧﺎطر ﺗﻐﯾرات أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة‬
‫ﻣﻘﺎﺑل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻋﻼوة اﻟﺧﯾﺎر‪.‬‬

‫‪16‬‬

You might also like