You are on page 1of 12

‫مفهوم منظومة القيم‬

‫تعريف علم‬
‫التربية‬

‫تعريف‬ ‫منظور‬
‫الفلسفي‬ ‫ديني‬

‫تعريف علم‬
‫االجتماع‬
‫• القيم هي مجموعة من المعايير التي يحكم بها االنسان ما هو حسن وما هو قبيح‪, ،‬لقد تبنى هذه‬
‫االتجاه تعريف الشافعي ‪ ":‬القيم هي مجموعة من المعايير والمقاييس‪ ،‬المعنوية بين الناس‪،‬‬
‫يتفقون عليها فيما بينهم‪ ،‬ويتخذون منها ميزانا يزنون به أعمالهم‪ ،‬ويحكمون به على تصرفاتهم‬
‫المادية والمعنوية"‪( .‬الشافعي‪)375 ،1971،‬‬
‫• وعرف الشحات القيم اإلسالمية بأنها " حكم يصدره االنسان على ما مهتديا بمجموعة من‬
‫المبادئ و المعايير التي ارتضاها الشرع محددا المرغوب وغير المرغوب عنه من السلوك‬
‫( الشحات‪)20 ،1988 ،‬‬

‫• ويرى موريس أن القيم هي علم السلوك التفضيلي (دياب‪)24-1980،023 ،‬‬


‫"قيمة كل امرئ ما يُ ْحسن"‬

‫بشتى معاني «يحسن» بالعربية (اإلتقان‪ ،‬والجمال‪ ،‬والنفع‪،‬‬


‫والعطاء‪ ،‬واالحترام)‪ .‬تشكل العبارة مصدراً لقيمة المرء يجسّد‬
‫احتراما ً وكرامة وتنوعا ً وحكمة و التي تعتمد على فِ ْعل‪.‬‬
‫• يرى علماء االجتماع أن القيم مؤثر على سلوكيات الفرد ودوافعه و احتياجاته واهتماماته‬
‫وميوله وسماته الشخصية (الجالد‪)24 ،2004 ،‬‬
‫• يرى علماء النفس االجتماعي أن القيم هي حاجات ‪ ،‬ودوافع و اهتمامات‪ ،‬واتجاهات مرتبطة‬
‫بالفرد و سماته‪.‬‬
‫• أن القيم هي كل ما له قيمة‪ ،‬وهي تشمل أشياء كثيرة‪ ،‬األخالق جزء منها‪ ،‬بينما األخالق منها ما هو ذا قيمة ومنها ما ليس له قيمة‪.‬‬

‫• – مثال‪ :‬تقدير المال وعدم اإلسراف فيه يعتبر قيمة‪ ،‬لكنه ليس خلق‪ ،‬بينما الكرم خلق حسن (وهو قيمة)‪ ،‬والبخل خلق ذميم (وهو ليس قيمة)‬

‫• ‪ .2‬القيم ذاتية ومتعدية‪ ،‬أي أن منها ما هو مرتبط بالفرد نفسه‪ ،‬ومنها ما مرتبط باآلخرين‪ ،‬بينما األخالق فإنها متعدية وهي ما يرتبط باآلخرين عادة‪.‬‬

‫• – مثال‪ :‬تقدير الشخص لألعمال الفنية يعتبر قيمة لديه‪( ،‬مرتبط به ذاتيا ً) بينما احترام اآلخرين خلق وقيمة في نفس الوقت (مرتبط باآلخرين)‬

‫• ‪ .3‬األخالق قد تكون حسنة وقد تكون سيئة‪ ،‬بينما القيم كلها حسن‪ ،‬وكل ما له قيمة فهو طيب‪.‬‬

‫• – مثال‪ :‬العدوان خلق ذميم‪ ،‬ورحمة اآلخرين خلق حميد‪.‬‬

‫• ‪ .4‬القيم اسم شامل تدخل فيه األخالق ضمناً‪ ،‬بينما األخالق مفهوم خاص‪ ،‬فكل خلق جيد قيمة‪ ،‬وليس كل قيمة خلق‪.‬‬

‫• – مثال‪ :‬المحافظة على الوقت قيمة ولكنها ليست خلقاً‪ ،‬بينما احترام المواعيد مع اآلخرين خلق حسن‪ ،‬وهو أيضا ً قيمة‪ ،‬وتضييع أوقات اآلخرين خلق سيء‪ ،‬ولكنه‬
‫ليس قيمة‪.‬‬

‫• تقريبا ً هذه أبرز الفروق بين القيم واألخالق‪ ،‬ونحن في التربية نهتم بالقيم ألنه أشمل‪ ،‬والمطلوب أن يكون نطاق التربية في دائرة القيم ألنها تشمل األخالق وكل ما له‬
‫قيمة‪.‬‬
‫• القيم هي أحد المكونات األساسية للشخصية‪ ،‬ويشمل تأثيرها على سلوك األفراد‪،‬‬
‫واتجاهاتهم‪ ،‬وعالقاتهم‪.‬وهي بذلك توفر إطارا مهما لتوجيه وتنظيم سلوك األفراد‬
‫والجماعات ‪ ،‬إذ تقوم بدور المراقب الداخلي الذي يراقب أفعال الفرد وتصرفاته ‪.‬فالقيمة هي‬
‫ما يعتبره الفرد مهما ‪ ،‬وذا قيمة في حياته ‪ ،‬فهي تمثل معتقدات الفرد عن قدرته على إيجاد‬
‫معنى لحياته ‪ ،‬وعلى هذا تعد القيم من المفاهيم الجوهرية في جميع ميادين الحياة‬
‫االقتصادية‪،‬السياسية ‪،‬االجتماعية ‪ ،‬والدينية نظرا ألنها تمس العالقات االنسانية بكافة‬
‫صورها ‪ ،‬وذلك ألنها ضرورة اجتماعية و ألنها معايير وأهداف ال بد أن نجدها في كل‬
‫مجتمع فهي تتغلغل في األفراد في شكل اتجاهات ودوافع وتطلعات‪ ،‬وتظهر في السلوك‬
‫الظاهري للشخص‬
‫ت أَ َّن لَ ُه ْم أَ ْج ًرا‬
‫صالِ َحا ِ‬
‫ون ال َّ‬ ‫ين الَّ ِذ َ‬
‫ين يَ ْع َملُ َ‬ ‫آن يَ ْه ِدي لِلَّ ِتي ِه َي أَ ْق َو ُم َويُبَ ِّ‬
‫ش ُر ا ْل ُم ْؤ ِم ِن َ‬ ‫• إِ َّن هذا ا ْلقُ ْر َ‬
‫َك ِبي ًرا" اإلسراء ‪.9‬‬
‫• فاإلسالم دين القيم العليا‪ ،‬والمثل السامية ورسالته رسالة القيم اإلنسانية التي تتسم بالربانية‬
‫والشمولية والثبات والتوازن والعالمية‪ ،‬وهذا ما يعني أنها صحيحة ودائمة و شاملة لكل ما‬
‫يراد لإلنسان ويتمثلها و يعيشها لتحقق مصالحه كلها و نسقها منظم متكامل متناغم ال تضاد و‬
‫ال تضارب‪ ،‬كما ال ينفك بعضها عن بعض‪ ،‬واحكام الشرع الحنيف ماهي اال معايير قيمية‬
‫سامية توضح لإلنسان سبل السلوك اإلنساني السوي‪ ،‬فكل حكم شرعي يحمل قيمة محددة إما‬
‫مرغوب فيها وإما مرغوب عنها فما أمر هللا به مرغوب فيه وما نهى الحق عنه مرغوب عنه‪.‬‬
‫• من اللبنات األساسية في قيام أي مجتمع بغض النظر عن دينه وعرقه ولسانه ولونه؛ منظومة القيم‬
‫والمبادئ العليا الحاكمة لهذا المجتمع‪ .‬حيث ال يتصور وجود مجتمع إنساني بدون وجود منظومة من‬
‫القيم والمثل العليا التي تحكم وتوجه وتضبط وتقيّم التصورات والتصرفات العامة والخاصة في هذا‬
‫المجتمع‪ ،‬فتلك المنظومة من القيم والمثل العليا هي التي تميز المجتمع البشري عن المجتمع الحيواني‬
‫الذي ال تحركه إال الغرائز‪ ،‬وبقدر سمو ونقاء وكمال وشمولية تلك المنظومة وسالمة مصادرها‬
‫وقوة إيمان األفراد والجماعات بها؛ اعتقاداً وتطبيقاً‪ ،‬يرتفع المجتمع ويعلو على غيره من المجتمعات‬
‫ويحقق ميزة التفوق الحضاري واألممي ويتأهل لقيادة البشرية‪ .‬وهذا ما لم يتحقق خالل التجربة‬
‫البشرية الضاربة في أعماق التاريخ من لدن آدم ‪-‬عليه السالم‪ -‬إال وقتنا الحالي وإلى قيام الساعة إال‬
‫في منظومة القيم والمثل اإلسالمية العليا‪.‬‬

‫•‬
‫• مكــــــــــونات وعناصر القيم‪:‬‬

‫• تتلخص مكونات القيم في ثالثة مكونات‪ :‬المكون المعرفي‪ ،‬المكون الوجداني‪ ،‬والمكون السلوكي‪.‬‬

‫• *المكون المعرفي ‪ :‬وتتضمن مجموعة المعارف ‪،‬والمعلومات التي تعرفنا بالقيمة‬

‫• المراد تعلمها وما تحمله من معاني مختلفة‪.‬‬

‫• * المكون الوجداني‪ :‬وهذا المكون مرتبط بتقدير القيمة واالعتزاز بها وهو مجموعة المشاعر واألحاسيس الداخلية للفرد إزاء قيمة دون‬
‫األخرى‪ ،‬وفي هذا يظهر استعداد الفرد بالتمسك بالقيمة وسعادته بذلك ‪.‬‬

‫• * المكون السلوكي‪ :‬ويتضمن الترجمة الفعلية للقيمة عن طريق سلوكيات وأفعال وأداء نفس‪ -‬حركي ‪،‬ولكي نضبط مفهوم القيم ونحدده ‪،‬‬
‫يجب اإلشارة إلى عناصر القيم األساسية حتى نتمكن من فصلها عن بعض المفاهيم التي قد تتداخل معها في كثير من األحيان‬
‫• ن خالل المقاربة والتفريق بين المفهوم " القيم" وبعض المفاهيم األخرى يمكننا تحديد "مفهوم القيم" واإللمام بمجاالت‬
‫استخدامه في مختلف الميادين األخرى في النقاط التالية‪:‬‬

‫القيم محك نحكم بمقتضاه ونحدد على أساسه ماهو مرغوب فيه أو مفضل في موقف توجد فيه عدة بدائل‪.‬‬ ‫•‬
‫يمكن من خالل القيم الحكم سلبا أو إيجابا على مظاهر معينة من الخبرة في ضوء عملية التقييم التي يقوم بها الفرد ‪.‬‬ ‫•‬
‫تأخذ القيم خاصية الوجوب أو اإللزام مثل‪ " :‬يجب أن «‪ ،‬ينبغي أن"‪.‬‬ ‫•‬
‫يختلف وزن القيمة من فرد آلخر بقدر إحتكام هؤالء األفراد إلى هذه القيمة في المواقف المختلفة‪.‬‬ ‫•‬
‫القيم ظاهرة اجتماعية يكتسبها االنسان بالتعلم‪ ،‬وهي ليست صناعة فردية وإنما صاغها المجتمع عبر مراحل تطوره ‪.‬‬ ‫•‬
‫القيم ذاتية بمعنى أنها مرتبطة بذات األفراد‪ ،‬وأن تفضيالت األفراد للقيم تفضيالت تقديرية شخصية أو ذاتية بما يسمح‬ ‫•‬
‫به االطار العام للقيم‪.‬‬
‫القيم نسبية من حيث المكان والزمان وتختلف من ثقافة إلى أخرى ‪ ،‬كما تتباين داخل المجتمع الواحدعبر الزما‬ ‫•‬
‫جورج هربرت ميد‪Georges Herbert Mead‬‬ ‫•‬
‫يرى ميد أن الواقع كيان حي ينشأ ويتكون من خالل تفاعالت األفراد مع بعضهم البعض ومن خالل مظاهر التفاهم المشتركة التي‬ ‫•‬
‫تمكنهم من خلق مؤسسات والنظم ‪ ،‬وتتغير النظم‪  ‬عند تغير التعريفات الذاتية المشتركة لهذه النظم ‪.‬‬
‫وعملية خلق تعريفات مشتركة للواقع هي عملية خلق القيم والمعايير المشتركة ‪ ،‬وهي التي تميز جماعة معينة عن باقي‬ ‫•‬
‫الجماعات‪  ‬والتي تستدعي مدة زمنية طويلة ‪،‬فالجماعة تمر بخبرات طويلة ومراجعات ومفاوضات طويلة‪  ‬لكي تحقق هذا الفهم‬
‫المشترك‪  ‬الذي يكسب حياتها استمرارية ‪ ،‬أما الوعي الجمعي فينشأ من تكيف الفرد (الذات) مع بيئته من خالل تفاعلهم معها‪ ‬‬
‫ومع بعضهم البعض ‪ ،‬فيؤثر كل منهم على اآلخرين وبالتالي يعدل كل واحد سلوكه على ضوء سلوك اآلخرين ‪ ،‬إذن "فالجماعة‬
‫تستطيع أن تقيم لنفسها واقعا في داخلها إذا توصلت إلى فهم مشترك وقيم مشتركة شكلت بناءها العقلي"‪ ،‬فالجماعة التي تستطيع‬
‫أن تشكل لنفسها رموزا يتعارف عليها أعضاءها فقد استطاعت أن تحقق تفاهما مشتركا وبالتالي تؤسس قيم ومعايير مشتركة‬
‫وعامة‪.‬‬
‫لكن الواقع الرمزي ـ القيمي ـ غير ثابت‪ ،‬قابل للتغيير باستمرار ألن الواقع االجتماعي مرن ‪ ،‬فاألفراد يغيرون من تصوراتهم ‪،‬‬ ‫•‬
‫وبالتالي يغيرون من واقعهم باستمرار ‪.‬‬
‫إذن فالقيم ليست ثابتة في المجتمع بل متغيرة ألنها من صنع األفراد ‪ ،‬وبالتالي فهم قادرون على تغييرها من أجل إثراء التفاعل ‪،‬‬ ‫•‬
‫وليست أطر خارجية تفرض على األفراد من البيئة الخارجية ‪.‬‬

You might also like