Professional Documents
Culture Documents
الموسيقى الشعبية
من إعداد:
منصوري خيرة
موسيقى شعبية يكون موسيقى مع جاذبية واسعة التي
يتم توزيعها عاد ًة على جماهير كبيرة من خالل
صناعة الموسيقى .يمكن االستمتاع بهذه األشكال
واألساليب وتنفيذها من قبل األشخاص الذين لديهم القليل
أو ال شيء تدريب موسيقي انها تقف على النقيض من
كليهما فن الموسيقى و "الموسيقى التقليدية أو "الشعبية.
تم نشر الموسيقى الفنية تاريخيا من خالل عروض
موسيقى مكتوبة ،على الرغم من أنه منذ بداية
أيضا من خالل التسجيالت. صناعة التسجيل ،يتم نشرها ً
أشكال الموسيقى التقليدية مثل المبكر البلوز األغاني أو
ترانيم تم تمريرها شفهيا ،أو إلى جمهور محلي أصغر
التطبيق األصلي للمصطلح هو موسيقى ثمانينيات القرن التاسع
عشر زقاق تين بان فترة في الواليات المتحدة .على الرغم من
أن الموسيقى الشعبية تُعرف أحيانًا باسم "موسيقى البوب" ،إال
أن المصطلحين غير قابلين للتبادل .الموسيقى الشعبية هي
مصطلح عام لمجموعة متنوعة من أنواع الموسيقى التي تروق
ألذواق شريحة كبيرة من السكان ،بينما موسيقى البوب يشير
عادة إلى نوع موسيقي معين في غضون موسيقى شعبية عاد ًة
ما يكون من السهل غناء األغاني والمقاطع الموسيقية الشعبية
األلحان .تتضمن بنية األغنية للموسيقى الشعبية عاد ًة تكرار
المقاطع ،مع تنسيق بيت شعر وجوقة أو امتنع تتكرر طوال
األغنية و جسر توفير قسم متناقض وانتقالي داخل قطعة
في العقد األول من القرن الحادي والعشرين ،مع توفر األغاني
والمقاطع كملفات صوتية رقمية ،أصبح من السهل انتشار
الموسيقى من بلد أو منطقة إلى أخرى .أصبحت بعض أشكال
الموسيقى الشعبية عالمية ،في حين أن البعض اآلخر يتمتع
بجاذبية واسعة داخل الثقافة األصلية .من خالل مزيج من األنواع
الموسيقية ،يتم إنشاء أشكال موسيقية شعبية جديدة لتعكس
المثل العليا للثقافة العالمية تُظهر أمثلة إفريقيا وإندونيسيا
والشرق األوسط كيف يمكن أن تمتزج أنماط موسيقى البوب
الغربية مع التقاليد الموسيقية المحلية إلنشاء أنماط هجينة
جديدة
بناء على عوامل
صنف العلماء الموسيقى على أنها "شعبية" ً
مختلفة ،بما في ذلك ما إذا كانت األغنية أو المقطوعة تصبح
معروفة للمستمعين بشكل أساسي من سماع الموسيقى
(على عكس موسيقى كالسيكية ،حيث يتعلم العديد من
الموسيقيين المقطوعات الموسيقية الموسيقى ورقة) ؛
جاذبيتها للمستمعين المتنوعين ومعاملتها كسوق سلعة في
رأسمالي السياق وعوامل أخرى .تعتبر مبيعات "التسجيالت"
أو النوتة الموسيقية أحد المقاييس .الحظ ميدلتون ومانويل أن
هذا التعريف به مشاكل ألنه ال يتم احتساب عدد مرات
االستماع أو التشغيل لنفس األغنية أو المقطوعة.
بناء على حجم الجمهور (النداء الجماعي) أو ما
تقييم النداء ً
إذا كان الجمهور معينًا الطبقة االجتماعية طريقة أخرى لتعريف
أيضا لها مشاكل في أن الفئاتالموسيقى الشعبية ،ولكن هذه ً
االجتماعية من الناس ال يمكن تطبيقها بدقة على األنماط
الموسيقية .يذكر مانويل أن أحد االنتقادات الموجهة للموسيقى
الشعبية هو أنها تنتجها تكتالت إعالمية كبيرة ويستهلكها
الجمهور بشكل سلبي ،الذين يشترون أو يرفضون الموسيقى
التي يتم إنتاجها .يدعي أن المستمعين في السيناريو لم يكونوا
قادرين على اختيار الموسيقى المفضلة لديهم ،مما ينفي
المفهوم السابق للموسيقى الشعبية .عالوة على ذلك ،
"تغيرت مفاهيم الموسيقى الشعبية مع مرور الوقت
يجادل ميدلتون أنه إذا تم إجراء بحث في مجال
الموسيقى الشعبية ،فسيكون هناك مستوى من
االستقرار داخل المجتمعات لتمييز الفترات
التاريخية وتوزيع الموسيقى وأنماط التأثير
واالستمرارية في أنماط الموسيقى الشعبية
قسمت أناهيد قصبيان الموسيقى الشعبية إلى أربع فئات ؛ "تحظى
بشعبية كبيرة شعبوية" ،أو لها نبرة التحرر والتعبير ؛" شعبية مثل قوم،
"أو اإلشارة إلى أن الموسيقى كتبها الناس ،ألنفسهم ؛" مشهورة
الثقافة المضادة" ،أو تمكين المواطنين للعمل ضد القهر يواجهون؛ و
"مشهورة مثل الجماهير" ،أو تصبح الموسيقى أداة القهر تعكس
المثل السائدة وقت تأديتها أو نشرها.
الموسيقى الشعبية في المجتمع ُ
يقول David Riesmanأن جماهير الشباب للموسيقى الشعبية
تناسب إما مجموعة األغلبية أو مجموعة ثقافة فرعية .تستمع
مجموعة األغلبية إلى األنماط المنتجة تجاريًا بينما تجد الثقافات
الفرعية أسلوبًا أقلية لنقل قيمها الخاصة .يتيح ذلك للشباب اختيار
الموسيقى التي يتعرفون عليها ،مما يمنحهم القوة كمستهلكين
للتحكم في سوق الموسيقى الشعبية
ناقد موسيقي كريستجاو روبرت صاغ مصطلح "الموسيقى شبه الشعبية"
في عام ، 1970لوصف التسجيالت التي بدت متاحة لالستهالك الشعبي
ولكنها أثبتت فشلها تجاريًا" .أدركت أن شيئًا آخر كان يحدث -بدا أن
نظام التوزيع يتعثر FM ،وجميع " ،كتب الحقًا في كريستاودليل سجل
تلكفي
الروك
موسيقىعن ألبومات
، )1981نقال ً السبعينيات ( :
السجالت مثل قبو المخمل و قصر مذهب الخطيئة (بواسطة بوريتو تحلق
براذرز ) امتلكت صفات شعبوية لكنها فشلت في التأثير على
تسجيل المخططات" .نحن فقط موسيقى شبه كالسيكية هو تخفيف
منهجي ل رفيع المستوى تفضيالت ،والموسيقى شبه الشعبية هي تركيز
هجين لألنماط العصرية " .في عقله ،فإن اإلعجاب بـ "البغيض والوحشي
والقصير يكثف نزعة شبه شعبية مشتركة حيث يتم اإلشادة بالتطور
الغنائي والمفاهيمي أثناء التطور الموسيقي -موسيقى الجاز القطع أو
التصميم الكالسيكي أو طليعي االبتكار -متروك للمتخصصين
الموسيقى الشعبية الجزائرية
سليلة األغنية األندلسية الكالسيكية التي امتزجت مع
المدائح النبوية ،ولدت ونشأت وتطورت في األحياء
الشعبية بالعاصمة الجزائرية ،تنقل هموم البسطاء وتعبر
عن وجعهم ومعاناتهم ،إنها أغنية "الشعبي" الجزائرية،
في هذا التقرير يأخذكم "نون بوست" في جولة
لمعرفة هذا الفن الجزائري الذي ال يحمل المعنى نفسه
لألغنية الشعبية في باقي الدول العربية.
في حي القصبة العتيق
في أربعينيات القرن الماضي ،تأسست موسيقى
"الشعبي" على يد الحاج محمد العنقا ( ،)1907-1978بحي
القصبة العتيق في مدينة الجزائر ،العاصمة ،التي أصبحت
جزءا من التراث الموسيقي الجزائري وأحد أهم األشكال الفنية
ً
المنتشرة في هذا البلد العربي.
كانت تعرف في بداياتها األولى بتسمية "المديح"
أيضا ،ثم أصبحت تسمى "الشعبي" و"المغربي" والمغيربي" ً
بداية من سنة ،1946لتشتهر بهذا االسم بعد أن خلدها
عمالقة من المطربين الذين جعلوا منها فنًا عريقًا يمثل
صوت الشعب ،على اعتبار أنها تحاكي يومياته وتصف
الواقع المعيشي له ،من خالل القصائد التي تتغنى بأفراحه
وأحزانه ،وتعبر عن أحاسيسه ومشاعره ،ليتمكن هذا النوع
الفني األصيل في فترة وجيزة من كسب جمهور واسع
يعتبر هذا الفن من بين التنوعات الغنائية الناتجة عن تطور
التراث الغنائي والموسيقى األندلسية التي نقلها المهاجرون
األندلسيون إلى مدن المغرب العربي بفضل توطينه وتكييفه مع
التراث المحلي لهذه المدن والموروث عن حقبة تاريخية
قديمة.
جزءا بار ًزا من الشخصية الجزائرية التي
ً تعتبر هذه الموسيقى
تميزها عن باقي الشخصيات األخرى سواء العربية أو الغربية،
مهما من التراث الجزائري الذي يحمل رسائل كثيرة وجزء ً
كتبها أشخاص عاشوا تجارب مختلفة ومراحل مميزة في تاريخ
البالد ،فنقلوا بموسيقاهم ظواهر معينة عاشوها في مجتمع
عريق.
وقد عرفت هذه الموسيقى التي تجمع بين الموسيقى العربية واألندلسية
وتقليد الشعر الشفوي واإليقاعات البربرية ،ذروتها في خمسينيات القرن
الماضي في القصبة السفلى حول الكنيس الكبير وفي باب الواد والمرفأ
حيث كان يتجاور عرب ويهود وسكان من منطقة القبائل ومالطيون
وإسبان وإيطاليون.
احتضنته المقاهي
ترتكز موسيقى الشعبي على ما يسمى بالشعر الملحون الذي يتميز
بطول القصيدة ،حيث يتكون بعضها من 150بيتًا ،مما يطيل األغنية
التي قد تصل إلى 40دقيقة ،وتتميز موسيقى هذا الفن باإليقاع المأخوذ
في معظمه من الموسيقى األندلسية من بينها "بورجيلة" و"مسامعي"
و"روميا" ،من أهم آالت هذه الموسيقى (وترية وأخرى نقرية أو إيقاعية)
الكمان والقيتارة والطر والزرنة والدربوكة والمندول التي تعتبر من التراث
الموسيقي الغنائي المضبوطة علميًا.
وتسمى أماكن تأدية موسيقى الشعبي "المحشاشات" كما
أيضا "الدبكيات" كونها موجودة في الطابق السفلي ،وهو
تسمى ً
نهارا عبارة عن
مكان مزدوج الوظيفة بين النهار والليل فهو ً
مقهى ،ويتحول في الليل لممارسة الموسيقى ،ويضم آالت
موسيقية عديدة ويعتبر مكانًا للقاء "الحشايشية" ،ومن أشهر
المقاهي التي احتضنت هذا الفن مقهى "مالكوف" ،ويلقب
رئيس فرقة "الشعبي" بـ"الشيخ" بغض النظر عن سنه.
قبل االستعمار وبعد
في بداية نشأته كان لهذا النوع من الغناء دور كبير في الحفاظ على القيم
الدينية واالجتماعية وربط الناس ببلدهم في أوج فترة االحتالل الفرنسي،
فقد وجد الجزائريون فيه القيم الجميلة والنبيلة والمبادئ الحميدة التي
جاهدا للقضاء عليها وإبعاد الناس عنها،
ً كان المستعمر الفرنسي يعمل
ضمن سياسة التغريب التي كان ينتهجها في الجزائر لحمل الناس
للخروج من ملتهم ،فهو يدعو إلى احترام العادات والتقاليد وترك المعاصي
في الكثير من القصائد التي مازال الجميع يحفظها ويرددها إلى اآلن.
بأنغامهم الجميلة والعذبة ،ارتبط فنانو فن "الشعبي" بالشرائح البسيطة
في المجتمع الجزائري ،فهم يخاطبونهم باللغة التي يفهمونها
يعتبر الشعبي ،حسب موسيقيين جزائريين ،موسيقى حية
ومفتوحة تتغذى من إسهامات عصرها من حيث بنية الفرقة
وأيضا من خالل االستماع واالهتمام الذي يولى إلى أعمال ً
المراكز الكبرى إلنتاج الموسيقى العالمية للفترة ،وتستند على
إسهامات التقاليد والحكايات واألساطير والممارسات الصوفية
والطقوس والعبادات.
أيضا بعد
ومثلما كان مال ًذا لهم قبل االستقالل ،كان مال ًذا لهم ً
االستقالل حين فضل الكثير من مطربي هذا الفن الكبار النأي
بأنفسهم عن الدعاية الرسمية ،واختاروا الشعب ونقل همومه،
فكانت أغنية "الشعبي" ،رد فعل على التهميش الذي طال
الجزائريين وأبناء العاصمة من السلطة الحاكمة.
بأنغامهم الجميلة والعذبة ،ارتبط فنانو فن "الشعبي" بالشرائح البسيطة
في المجتمع الجزائري ،فهم يخاطبونهم باللغة التي يفهمونها ،لغة
تماما كما يخاطبونهم بلغة القلب واإلحساس الجميل ً العوز والحاجة
المليء بالصدق النابع من شخص يقاسمهم نفس اإلحساس ،فكان
بمثابة إبداع تلقائي بسيط صادر عن وجدان مشترك بين أبناء
المجتمع ،حامال ً معه ذاك الكم الهائل من الموروث الثقافي واألخالقي
الخاص بالجماعة الشعبية عبر الزمن.
مهما في دعم ثقافة دورا ًأدت أغنية "الشعبي" ،منذ انطالقتها ً
وشكرا أو
ً احتفاء
ً المجتمع الجزائري وتبرير أنماط سلوك أفراده إما
وتنديدا ،وبسبب االلتفاف الجماهيري حول فناني "الشعبي"، ً استنكارا
ً
ظلت جنائز كبار فنانيه أهم جنائز البالد ،ال ينافسهم في ضخامتها
السياسيون بما في ذلك كبار المسؤولين ورؤساء البالد
كبيرا في ذاكرة الصغار والكبار ،فكانت تذاع مما جعل لها حي ًزا ً
في القنوات واإلذاعات قبل وبعد صالة العيد وفي ليلة المولد
النبوي الشريف ،ومباشرة بعد آذان اإلفطار في شهر رمضان
الكريم وبعد إعالن رؤية هالل العيد أو هالل مطلع شهر الصيام.
أبرز أسمائه
ارتبطت أغنية "الشعبي" بأسماء كبيرة ساهمت في النهوض
بها ،وإيصالها إلى ما وراء الحدود ،أبرزهم الحاج محمد العنقاء
خالدا ،حيث كتب ً الملقب بـ"الكاردينال" الذي ترك إرثًا فنيًا
350أغنية وسجل ما يقارب 130منها ،من بينها "الحمام اللي
ربيتو مشى عليا" و"الحمد لله ما بقاش االستعمار في
بالدنا" و"مالو بطا عليا" و"ولفي مريم" و "ال إله إال الله".
ويعد الحاج محمد الذي يحمل اسم "ايت أوعراب محمد
إيدير" رم ًزا لألغنية الشعبية ويعود إليه الفضل في تطويرها
تعبيرا عن همومهم ،ويعود الفضل
ً وتقريبها من البسطاء وجعلها
في اكتشافه إلى الفنان الراحل الشيخ مصطفى الناظور الذي
أعجب به كثيرا فضمه إلى فرقته الموسيقية ،رغم معارضة
والده.
ويؤكد عديد من الموسيقيين ،أن العقنا -أو عميد األغنية
الشعبية كما يطلق عليه -قام بثورة على النص ،حيث بسط
كلماته وغير ألفاظه الغامضة ،وأصبح ممكنًا أن تسمع في حفل
مديحا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
ً واحد
وقصيدة أخرى ''ما تسمع فيه غير كب وهات ربي غفار".
إلى جانب محمد العنقا ،نجد الهاشمي قروابي الذي يطلق
عليه البعض "أسطورة الفن األصيل" ،فعشقه للغناء جعله
يتقرب من شيوخ الطرب الشعبي ،غامر وتحدى ولم تنته
الستينيات حتى كان له أسلوبه الشخصي في الغناء الذي قام
على تحرير أغاني "الشعبي" وتقريبها من الطرب المشرقي
والغربي.
استطاع صاحبرائعتي "يوم الخميس" و"عويشة والحراز" أن
يسطع نجمه ويتألق في سماء أغنية "الشعبي" ،حيث تميزت
مؤلفاته بالتنوع والثراء ،وأدى بامتياز األغاني القصيرة ال سيما
أغنية "البارح كان في عمري عشرين" التيرافقت العديد من
األجيال منذ 40سنة وأعادها الفنان المصري محمد منير ،إلى
جانب أغاني أخرى هي "يا الورقة" و"يوم الجمعة خرجوا
لريام".
فضال ً عن هؤالء ،برز اسم محمد الباجي الذي لم يكتف بالغناء
أيضا مؤلفًا وملحنًا ،فقد كتب العديد من القصائد
فقط ،بل كان ً
الشعبية التي تغنى بها عمالقة الفن الشعبي الجزائري ،من
بينها "يا المقنين الزين" و"بحر الطوفان" و"فلسطين" ،إلى
جانب قصائد أخرى في المديح الديني والعاطفي والوطني.
إلى جانبهم ،نجد دحمان الحراشي ،الذي اشتهر بأغنيته
الرائعة "يا الرايح وين مسافر" التي انتقد فيها هجرة شباب
كبيرا داخل الجزائر وخارجها،
الجزائر إلى فرنسا ،والقتإقباال ً ً
وتغنى بها عديد من المطربين ،وقد أعطى الحراشي ألغنية
خاصا ،حيث تميزت أغانيه بأسلوب جميل الشعبي رونقًا ً
يعالج قضايا المجتمع