You are on page 1of 26

‫‪13/02/10‬‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحمد لله رب العالمين وصلى الله علللى نبينللا محمللد وعلللى آللله‬
‫وصحبه أجمعين‬

‫المواقع الباحية على‬


‫شبكة النترنت‬
‫وأثرها على الفرد‬
‫والمجتمع‬
‫إعداد‬
‫د‪ /‬مشعل بن عبدالله القدهي‬

‫وحدة خدمات النترنت‬


‫مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية‬

‫‪1‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫بسم الله والحمد الله والصلة والسلم علللى رسللول الللله وعلللى‬
‫آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين‪ ،‬أما بعد‬

‫نحن أمة السلم قد من الله علينا بكتابه الكريم وهديه القويم‬


‫والصراط المستقيم‪ .‬ما من خير إل قد دلنللا الللله عليلله ومللا مللن‬
‫شر إل قد نهانا عنه‪ .‬السعيد من اعتصللم بحبللل الللله واتبللع سللنة‬
‫المصطفى صلى الله عليه وسلم ففاز بخيري الدنيا والخرة‪.‬‬

‫خدمة النترنت هي ثورة العصر وحديث المجللالس‪ .‬ولكنهللا أيضللا‬


‫سلح ذو حدين يستخدم للخير أو للشر‪ .‬حالها في ذلك حال كثير‬
‫من المصالح العامة الخرى‪ ،‬فاستخداماتها تابعة لنوايا المستخدم‪،‬‬
‫إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر‪ .‬وخدمللة النللترنت خدمللة‬
‫منافعها جمة وعطاؤهللا غزيللر وهللي مصللدر لخيللر وعلللم ومعرفللة‬
‫وهداية وصلة وتطور لمما وأفواجا‪ .‬وهي فلي اللوقت نفسله قلد‬
‫تكون مصدر لشر عظيم لمن أصر علللى سللوء اسللتخدامها‪ .‬فللإذا‬
‫أدركنللا هللذه الحقللائق وجللب علينللا أن نقللرر‪ :‬أي السللتخدامين‬
‫سنختاره؟‬

‫نحن أمة السلم جعلنا الللله أمللة وسللطا‪ .‬وينبغللي علينللا مراعللاة‬
‫التروي والتزان في كل أمورنا‪ .‬فل إفراط ول تفريللط‪ .‬ولكننللا ل‬
‫نجللد إخواننللا دائمللا يتحلللون بهللذه السللمة‪ .‬فنجللد مللن يللرى أن‬
‫النترنت كلها شر‪ .‬شر ما فيها شر مللا تبعهللا شللر مللن جللاء بهللا‪،‬‬
‫وهؤلء في نظري قلة‪ .‬وهنالللك مللن قللال إن النللترنت كللله خيللر‬
‫ويتجاهللل تواجللد أي مصللادر للشللر فللي هللذه الوسلليلة النافعللة‪.‬‬
‫وهؤلء في نظري أكثر‪ .‬وإن النفس لمارة بالسوء وكان النسان‬
‫أكثر شئ جدل‪ .‬ومن طبيعة النفس البشرية الجدل والخوض في‬
‫النقاشات‪ .‬ويريد الللله ليللبين لنللا ويهللدينا سللنن الللذين مللن قبلنللا‬
‫ويتوب علينا وكان الله عليما حكيما‪.‬‬

‫أقدم بين يدي القارئ الكريم بعض الحقللائق والدراسللات ليقرأهللا‬


‫على مكث بقلب واع وتأمل‪ .‬ول حاجة للشرح المطول فالحقائق‬
‫تغني عن كلمي‪ .‬وإن من حق الخ على أخيله أن ينصلحه وينبهله‬
‫إلى ما قد يضره‪ .‬أل فالحذر الحذر والنجاة النجللاة‪ .‬فلينظللر كللل‬
‫في نفسه وليتقي الله في رعيته‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫بعض اليات والحاديث‪:‬‬


‫عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه‬
‫وسلم قال )ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجممال مممن‬
‫النساء( رواه البخاري في صحيحه‬

‫} زيممن للنمماس حممب الشممهوات مممن النسمماء والبنيممن‬


‫والقنمماطير المقنطممرة مممن الممذهب والفضممة والخيممل‬
‫المسومة والنعام والحممرث ذلممك متمماع الحيمماة الممدنيا ‪‬‬
‫)آل عمران‪ (14 :‬قال عمر‪ :‬اللهم إنا ل نستطيع إل أن نفرح‬
‫بما زينته لنا اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه‬

‫عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‬
‫)إن الممدنيا حلمموة خضممرة وإن اللممه مسممتخلفكم فيهمما‬
‫فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقمموا النسمماء فممإن‬
‫أول فتنة بني إسرائيل كانت في النسمماء( رواه مسلللم‬
‫في صحيحه‬

‫قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا‬ ‫}‬


‫فروجهم ذلك أزكى لهممم إن اللممه خممبير بممما يصممنعون ‪،‬‬
‫وقممل للمؤمنممات يغضضممن مممن أبصممارهن ويحفظممن‬
‫فروجهن ول يبدين زينتهن إل ما ظهر منهمما وليضممربن‬
‫بخمرهن على جيوبهن ‪ [ ...‬النور ‪31-30 :‬‬

‫إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات‬ ‫}‬


‫والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين‬
‫والصمممابرات والخاشمممعين والخاشمممعات والمتصمممدقين‬
‫والمتصمممدقات والصمممائمين والصمممائمات والحمممافظين‬
‫فروجهم والحافظات والذاكرين اللممه كممثيرا والممذاكرات‬
‫أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ‪ ‬الحزاب ‪35 :‬‬

‫} قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلتهم خاشعون‬


‫والممذين هممم عممن اللغممو معرضممون والممذين هممم للزكمماة‬
‫فمماعلون والممذين هممم لفروجهممم حممافظون إل علممى‬
‫أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمممن‬
‫ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ‪ ‬المؤمنون ‪7-1 :‬‬

‫‪3‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫ول تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيل ‪‬‬ ‫}‬
‫السراء ‪32 :‬‬

‫عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال )لكل‬
‫بني آدم حظ من الزنا فالعينان تزنيان وزناهممما النظممر‬
‫واليممدان تزنيممان وزناهممما البطممش والممرجلن يزنيممان‬
‫وزناهممما المشممي والفممم يزنممي وزنمماه القبممل والقلممب‬
‫يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه( رواه أحمللد‬
‫في مسنده‬

‫عن جرير قال )سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫عن نظرة الفجأة فقال اصرف بصرك( رواه أبللو داود فللي‬
‫سننه‬

‫عن الهيثم بن مالك الطائي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‪:‬‬
‫)ما من ذنب بعممد الشممرك أعظممم عنممد اللممه مممن نطفممة‬
‫وضعها رجل في رحم ل يحل له(‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫حجم وأبعاد المشكلة‪:‬‬


‫مقدمة وتاريخ‪:‬‬
‫إن مسألة الباحية الخلقية والدعارة من المخاطر العظيمللة علللى‬
‫المجتمعات القديمة والمعاصرة وقد أوردنا سللابقا قللول الرسللول‬
‫الله صلى الله عليه وسلم ‪) :‬ما تركت بعدي فتنة هي أخطر‬
‫على الرجال من النساء(‬

‫لقللد ذكللرت وزارة العللدل المريكيللة فللي دراسللة لهللا‪ 1‬أن تجللارة‬
‫الدعارة والباحية الخلقية تجارة رائجة جدا يبلغ رأس مالها ثمانيللة‬
‫مليار دولرا ولها أواصر وثيقللة تربطهللا بالجريمللة المنظمللة‪ .‬وإن‬
‫تجللارة الللدعارة هللذه تشللمل وسللائل عديللدة كللالكتب والمجلت‬
‫وأشرطة الفيديو والقنللوات الفضللائية الباحيللة والنللترنت‪ .‬وتفيللد‬
‫الحصاءات الستخبارات المريكية )‪ (FBI‬أن تجلارة الللدعارة هللي‬
‫‪2‬‬
‫ثالث أكبر مصدر دخل للجريمة المنظمة بعد المخدرات والقمللار‬
‫حيث إن بأيديهم ‪ %85‬من أرباح المجلت والفلم الباحية‪.3‬‬

‫وهنالك في الوقت الحاضر في أمريكا وحللدها أكللثر مللن ‪ 900‬دار‬


‫سينما متخصصة بالفلم الباحية وأكثر من ‪ 15000‬مكتبة ومحللل‬
‫فيديو تتاجر بأفلم ومجلت إباحية‪ .‬وهذا العللدد يفللوق حللتى عللدد‬
‫مطاعم ماكدونالد بنسبة ثلثة أضعاف‪ .4‬ولقلد كلانت أمريكلا فلي‬
‫الماضي تحارب إلى درجللة كللبيرة انتشللار الباحيللة فللي مجتمعهللا‬
‫بفرض بعللض النظمللة والقللوانين‪ ،‬ولكللن مللن الملحللظ فللي هللذا‬
‫العصللر أن المعارضللين لنتشللار الباحيللة بللدءوا يخسللرون هللذه‬
‫الحرب حيث نجحت الستوديوهات بتخفيف المراقبة علللى الفلم‬
‫وتغيير مفهوم الباحية لدى المقّيمين فأصبحت الفلم التي كللانت‬
‫لتندرج تحت بند الفلم الباحية)‪ (X‬قبل قرن يعللاد تقييمهللا اليللوم‬
‫وإدراجها تحت بند )‪ (R‬الخف‪ .‬كما تللم إنشللاء فئات أخللرى بينيللة‬
‫كفئة )‪ (NC-17‬للهدف نفسه‪ .‬ولقد تم بنجاح مللؤخرا فللي أمريكللا‬
‫قلللب وإلغللاء قللانون "العفللة فللي التصللالت" )‪Communications‬‬
‫‪ (Decency Act of 1996‬ليتمكن الناس من الستمرار في أعمال‬
‫الباحية دون أي قيود قانونية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Report of the Attorney General's Task Force on Family Violence, U.S. Department of Justice,‬‬
‫‪Washington, D.C.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Federal Bureau of Investigation, reported in "Talking Points: Important Facts About Pornography,‬‬
‫‪Take Action Manual, National Coalition for the Protection of Children and Families, p. 8‬‬
‫‪3‬‬
‫”‪American Family Association, “Outreach: Facts About Pornography,‬‬
‫‪4‬‬
‫‪"Effect of Pornography on Women and Children," U.S. Senate Judiciary Committee, Subcommittee‬‬
‫‪on Juvenile Justice, 98th Congress, 2nd Session, 1984‬‬

‫‪5‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫ومن المعلوم أن أمريكا هي أولللى دول العللالم فللي إنتللاج المللواد‬


‫الباحية‪ .‬فهي تصدر سنويا ‪ 150‬مجلة مللن هللذه النللوع أو ‪8000‬‬
‫عللددا سلنويا‪ .5‬وتجللارة تلأجير الفلم الباحيلة قللد زادت ملن ‪75‬‬
‫مليون سنة ‪ 1985‬إلى ‪ 665‬مليون سنة ‪.1996‬‬

‫ولقللد علرف أهللل هلذه التجللارة فللي السللابق أن هنالللك فئة ملن‬
‫الناس قد تطاوعهم نفوسهم الخوض في هذه المللور لللول خللوف‬
‫العار من أن يراهم الناس وهم يدخلون أمثال هذه المتاجر أو دور‬
‫السللينما‪ .‬لللذا أخللذوا فللي تسللهيل هللذه المللور قللدر المسللتطاع‬
‫كالسماح للناس باقتناء هذه المواد عن طريق البريد‪ .‬واسللتكمال‬
‫لهذه الجهللود )وبعللد ضللغوط مللن الحكومللة( قللاموا بتغليللف هللذه‬
‫المواد بورق بني )‪ (plain brown wrapper‬يخفللي محتوياتهللا قبللل‬
‫الرسال‪ .‬ومع ذلك أصبح النللاس يعرفللون محتويللات أمثللال هللذه‬
‫الرسائل فكان ذلك رادعللا للبعللض ممللن لزالللت فطرتلله سللليمة‬
‫ويخشى العار‪.‬‬

‫لحظ تجار الدعارة هذه العوامل فأصللبح مللن اللزم إيجللاد طرقللا‬
‫لتوصيل هذه المواد إلى منازل النللاس بطريقللة مباشللرة وخفيللة‪.‬‬
‫ومللن هللذا المنطلللق تللم السلتفادة ملن البلث المباشللر والهلاتف‬
‫وشبكة النترنت‪ .‬وقد تمثل شبكة النترنت فللي الللوقت الحاضللر‬
‫اكثر هذه الطرق نجاحا في هذا الصدد حيث إن صللفحات النسلليج‬
‫العالمي المتعلقة بالدعارة تمثللل – بل منللافس – أشللد الصلفحات‬
‫إقبال في كل العالم‪.‬‬

‫ما هي شبكة النترنت؟‪:‬‬


‫شبكة النترنت عبللارة عللن مئات الملييللن مللن الحاسللبات الليللة‬
‫حول العالم مرتبطة بعضها ببعض‪ .‬ومع ترابط هللذا العللدد الهللائل‬
‫من الحاسبات أمكن إرسال الرسائل اللكترونية بينها بلمح البصر‬
‫بالضللافة إلللى تبللادل الملفللات والصللور الثابتللة أو المتحركللة‬
‫والصوات‪ .‬وقد تم التفاق على نظام موحللد لتبللادل جميللع هللذه‬
‫النماط من المعلومات تم تسميته النسيج العالمي‪.‬‬

‫انتقال الداء إلى النترنت وتوغله في المنازل‬


‫‪5‬‬
‫‪Schlosser, Eric, "Business of Pornography," U.S. News & World Report, February 10, 1997‬‬

‫‪6‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫إن حجم القبال على شلبكة النلترنت يتضلاعف تقريبلا كلل ملائة‬
‫يوم‪ .6‬حيث صرحت وزارة التجارة المريكية بأن عللدد الصللفحات‬
‫في النسيج العالمي بلغ ‪ 200‬مليون صفحة في نهاية عللام ‪1997‬‬
‫و ‪ 440‬مليون صفحة في نهاية عام ‪ 1998‬وأن عدد رواد النسيج‬
‫بلغلوا ‪ 140‬مليللون فللي عللام ‪1998‬م‪ . 8 7‬ولقللد أقللر هلذا العللدد‬
‫شركة جنيرال ماجيك‪ 9‬ومجلة تايم‪ .10‬ولكللن هنالللك مللن يللرى أن‬
‫هذا العللدد فيلله تحفللظ وأن العللدد الحقيقللي للصللفحات فللي عللام‬
‫‪ 1998‬قد بلغ ‪ 650‬مليون صفحة‪ .11‬ويتوقع لهذا العللدد أن يللزداد‬
‫إللى ‪ 8‬مليلار فلي علام ‪2002‬م‪ .‬وعلدد الصلفحات الباحيلة فلي‬
‫النللترنت تقللدر بنحللو ‪ %2.3‬مللن حجللم الصللفحات الكليللة فللي‬
‫النترنت‪ .12‬وهذا العدد يعد صغيرا نسبيا إل أنلله ل يعطللي الصللورة‬
‫الحقيقية لحجم المشكلة‪.‬‬

‫وكمثال على ذلك يمكن أن يكون فللي مدينللة واحللدة مللائة سللوق‬
‫ولكن أكللثر النللاس مقبلللون علللى سللوق واحللد بيللن هللذه المللائة‪.‬‬
‫وبالفعل نجللد الرقللام تعضللد هللذه النظريللة‪ .‬فشللركة )‪(Playboy‬‬
‫الباحيللة مثل تزعللم بللأن ‪ 4.7‬مليللون زائر يللزور صللفحاتهم فللي‬
‫السبوع الواحد‪ .13‬وقامت بعلض الشلركات بدراسلة علدد اللزوار‬
‫لصللفحات الللدعارة والباحيللة فللي النللترنت فوجللدت شللركة )‬
‫‪ (WebSide Story‬أن بعلللض هلللذه الصلللفحات الباحيلللة يزورهلللا‬
‫‪ 280034‬زائر في اليوم الواحللد وهنالللك أكللثر مللن مللائة صللفحة‬
‫مشابهة تستقبل أكللثر ملن ‪ 20000‬زائر يوميللا وأكللثر مللن ‪2000‬‬
‫صفحة مشابهة تستقبل أكثر من ‪ 1400‬زائر يوميللا‪ .‬وإن صللفحة‬
‫واحللدة فقللط مللن هللذه الصللفحات قللد اسللتقبلت خلل سللنتين‬
‫‪ 43613508‬زائر‪ .‬وإن واحدة من هذه الجهللات تزعللم أن لللديها‬
‫أكثر من ثلثمائة ألف صللورة خليعللة تللم توزيعهللا أكللثر مللن مليللار‬
‫مللرة‪ .‬ولقللد قللام بللاحثون فللي جامعللة كللارنيجي ميلللون بللإجراء‬
‫دراسة إحصائية على ‪ 917410‬صورة استرجعت ‪ 8.5‬مليون مرة‬
‫ملللن ‪ 2000‬مدينلللة فلللي ‪ 40‬دوللللة فوجلللدوا أن نصلللف الصلللور‬
‫‪6‬‬
‫‪Trainer Wortham, News and Noteworthy Market Commentary, Fourth Quarter 1999.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪U.S. Commerce Department‬‬
‫‪8‬‬
‫‪O'Neill, Edward, Characteristics of Web Accessible Information, IFLA JOURNAL 24 (1998), p.114-‬‬
‫‪116, 1998‬‬
‫‪9‬‬
‫‪Rutkowski, Tony. "Internet Trends", General Magic, February 1997. www. genmagic. com/ Internet/‬‬
‫‪(Trends (5- 14-97‬‬
‫‪10‬‬
‫‪(Wright, Robert. "The Man Who Invented the Web". Time 149( 20): 64- 68( 19 May 1997‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Gray, Matthew. "Web Growth Data", 19 March 1997.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪The Web Characterization Project, http://wcp.oclc.org/stats.htm‬‬
‫‪13‬‬
‫‪G.A. Servi, 'Sexy F Seeks Hot M': A Mother's Tale Discovering a Child's X-Rated E-Mail,‬‬
‫‪Newsweek, July 3, 1995, 51‬‬

‫‪7‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫المستعادة من النترنت هي صور إباحية وأن ‪ %83.5‬من الصللور‬


‫المتداولة في المجموعات الخبارية‪ 14‬هي صوٌر إباحية‪.15‬‬

‫وفي عملية إحصاء أجرتها مؤسسة زوجللبي )‪ (Zogby‬فللي مللارس‬


‫عام ‪ 2000‬وجد أن أكثر مللن ‪ %20‬مللن سللكان أمريكللا يللزورون‬
‫الصفحات الباحية‪ .‬ويقول الباحث ستيف واترز‪ 16‬أنه غالبا ما تبدأ‬
‫هذه العملية بفضول بريللء ثللم تتطللور بعللد ذلللك إلللى إدمللان ملع‬
‫عواقب وخيمة كإفساد العلقات الزوجية أو تبعات شرٍ من ذلك‪.‬‬

‫وقللد وجللد التجللار صللعوبة فائقللة فللي جمللع المللوال عللن طريللق‬
‫صفحات النسلليج العللالمي إل فللي شللريحة واحللدة وهللي شللريحة‬
‫صفحات الدعارة فإنها تجلارة مربحلة جلدا‪ 17‬ويقبلل النلاس عليهلا‬
‫بكثرة ولو اضطروا لدفع المللوال الطائلللة مقابللل الحصللول علللى‬
‫هذه الخدمة‪ .‬وفي سنة ‪ 1999‬بلغللت مجموعللة مشللتريات مللواد‬
‫الدعارة في النترنت ‪ %8‬من التجللارة اللكترونيللة والبللالغ دخلهللا‬
‫‪ 18‬مليار دولرا كما بلغت مجموعة الموال المنفقة على الدخول‬
‫على الصفحات الباحية ‪ 970‬مليون دولرا ويتوقع أن ترتفللع إلللى‬
‫‪ 3‬مليار دولرا في عام ‪ .182003‬وهذه الصلفحات تتكلاثر بشلكل‬
‫مهول تبلغ مئات الصفحات الباحية الجديدة في السبوع الواحللد‪،‬‬
‫كثير منها تؤمن هذه الخدمة مجانا‪.‬‬

‫ولقد صرحت وزارة العدل المريكية قائلة‪" :‬لم يسللبق فللي فللترة‬
‫من تاريخ وسائل العلم بأمريكا أن تفشت مثل هذا العدد الهللائل‬
‫الحالي من مواد الدعارة أمام هذه الكثرة من الطفال فللي هللذه‬
‫الكثرة من البيوت من غير أي قيود"‪.19‬‬

‫كما تفيد الحصللاءات بللأن ‪ %63‬مللن المراهقيللن الللذين يرتللادون‬


‫صللفحات وصللور الللدعارة ل يللدري أوليللاء أمللورهم طبيعللة مللا‬
‫يتصللفحونه علللى النللترنت‪ 20‬علمللا بللأن الدراسللات تفيللد أن أكللثر‬
‫مسللتخدمي المللواد الباحيللة تللتراوح أعمللارهم مللا بيللن ‪ 12‬و ‪17‬‬

‫‪14‬‬
‫‪There are about 14,000 Usenet newsgroups around the world today.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Rimm, Marty, Marketing Pornography on the Information Superhighway, Georgetown Law Journal,‬‬
‫‪Issue 5, Volume 83‬‬
‫‪16‬‬
‫‪Steve Watters, an Internet research analyst at Focus on the Family‬‬
‫‪17‬‬
‫‪C-Net; 4/28/99‬‬
‫‪18‬‬
‫‪U.S. News & World Report, 3/27/2000‬‬
‫‪19‬‬
‫‪U.S. Department of Justice Post Hearing Memorandum of Points and Authorities, at 1, ACLU vs.‬‬
‫)‪Reno, 929 (1996‬‬
‫‪20‬‬
‫‪Yankelovich Partners Study, September 1999‬‬

‫‪8‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫سنة‪ .21‬والصفحات الباحية تمثل بل منلافس أكللثر فئات صلفحات‬


‫النترنت بحثا وطلبا‪.22‬‬

‫وهل نتأثر بما نشاهده؟‪:‬‬


‫فمن قال إن النسان ل يتأثر بما يشاهد نقول له ليتأمل التي‪:‬‬
‫‪ (1‬إن أكللبر الشللركات التجاريللة العالميللة تللدرك أهميللة الدعايللة‬
‫والعلم على استمرارية تجارتها وجلللب النللاس لشللراء بضلاعتها‪.‬‬
‫فشللركة ماكدونالللد مثل تنفللق ‪ 287‬مليللون دولرا سللنويا علللى‬
‫العلم وحده‪ .‬وشركة سيرز تنفق ‪ 225‬مليون دولرا سنويا فللي‬
‫نفللس هللذا المجللال‪ ،‬وهكللذا‪ .‬ولللو كللان النللاس ل يتللأثرون بمللا‬
‫يشاهدون لما أنفقت هذه الشركات تلك المبالغ السلنوية الطائللة‬
‫في هذا الصدد‪.‬‬

‫‪ (2‬تثبللت الدراسللات العلميللة المكثفللة أن هنالللك تللأثيرا مباشللرا‬


‫وملحوظا للتلفاز على سلوك وتفكير مشاهديه‪ .‬فمثل لقللد صللرح‬
‫الدكتور براندون سنتروال المتخصص بدراسة مصللادر المللراض )‬
‫‪ (Epidemiology‬أنه لو لم يخللترع جهللاز التلفللاز لكللان هنالللك فللي‬
‫أمريكا في هذا العصر انخفاض فللي الجللرام بنسللبة عشللرة الف‬
‫جريمة قتل سنويا وسبعين ألف جريمة اغتصللاب وسللبعمائة ألللف‬
‫جريمة عنيفة‪ .‬ولقد توصل الدكتور براندون إلى هللذه النتللائج إثللر‬
‫دراسة دامت قريبا من ثلثين سنة‪.23‬‬

‫لحظ الدكتور براندون أن جهاز التلفاز قد دخل في أمريكا وكنللدا‬


‫في سنة ‪1945‬م‪ .‬وفي الفترة مللا بيللن ‪ 1945‬و ‪ 1974‬ارتفعللت‬
‫نسبة القتل في تلك الدولتين بنسبة ‪ %93‬في أمريكا و ‪ %92‬في‬
‫كندا‪ .‬فرأى الدكتور أن يعضد نظريته بعلقللة وسللائل العلم فللي‬
‫تفشي الجرام بأن أجرى بحثا على مجتمع جنوب أفريقيا‪.‬‬

‫كانت حكومة جنوب أفريقيا قللد منعللت دخللول جهللاز التلفللاز فللي‬
‫دولتهم لسباب سياسية حتى سنة ‪1975‬م‪ .‬ولقللد كللانت وسللائل‬
‫العلم الخرى كالكتب والذاعة والمجلت وغيرها متوافرة بكثرة‬
‫ومتطورة‪ ،‬لذا أمكن اسللتبعاد تأثيرهللا علللى دراسللته هللذه‪ .‬لحللظ‬
‫الدكتور براندون أن نسبة جريمة القتل قد انخفضللت فللي جنللوب‬
‫أفريقيا بنسبة ‪ %7‬في نفس الفترة ما بين ‪ 1945‬و ‪ 1974‬الللتي‬
‫‪21‬‬
‫‪Attorney General’s Commission of Pornography, 1986‬‬
‫‪22‬‬
‫‪Dr. Robert Weiss, Sexual Recovery Institute, Washington Times 1/26/2000‬‬
‫‪23‬‬
‫‪Dr. Brandon S. Centerwall, "Television and violence: the scale of the problem and where to go from‬‬
‫‪here." the Journal of the American Medical Association, June 10 1992. 267: 3059-3063‬‬

‫‪9‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫ارتفعت فيها نسبة جرائم القتللل فللي أمريكللا وكنللدا‪ .‬وفللي سللنة‬
‫‪ 1975‬دخل جهاز التلفللاز فللي جنللوب أفريقيللا فللرأى الللدكتور أن‬
‫يتابع أثر هذا الجهاز على سلوك المجتمع وقيمه‪.‬‬

‫تنبأ الدكتور براندون بأن مجتمع جنللوب أفريقيللا سيشللهد ارتفاعللا‬


‫في نسبة الجرام خلل ‪ 10‬إلى ‪ 15‬سنة من تاريخ ‪ – 1975‬سللنة‬
‫دخول التلفاز‪ ،‬وأن أول فئة ستقبل علللى هللذه الجريمللة الشللباب‬
‫البيض‪ ،‬ثم يلحقهم الشباب السود بعد ذلك بحوالي ثلث سنوات‪.‬‬
‫وبالفعللل‪ ،‬لقللد نشللرت سللنة ‪ 1989‬إحصللاءات عللن عللدد ضللحايا‬
‫جريمة القتل في جنوب أفريقيا في سنة ‪ 1987‬فوجدوا أن نسبة‬
‫القتل في تلك السنة قد ارتفعت بنسبة ‪ %130‬عمللا كللانت عليلله‬
‫سنة ‪ .1975‬أي أن عدد ضحايا جريمة القتل قللد ازداد إلللى أكللثر‬
‫من الضعفين خلل فترة الثنا عشرة سنة هذه‪.‬‬

‫سللئل الللدكتور برانللدون كيللف عللرف أن الشللباب الللبيض‬ ‫وحينمللا ُ‬


‫سيسبقون الشباب السود إلى هذا المر صللرح قللائل أن الطائفللة‬
‫الثرية في مجتمع جنوب أفريقيللا فللي ذلللك الللوقت كللانت طائفللة‬
‫البيض‪ .‬لللذا عللرف الللدكتور أنهللم سلليكونون أول المقتنيللن لتلللك‬
‫الجهللزة الجديللدة وأن أطفللالهم سلليكونون أول الطفللال تعرضللا‬
‫لهذه الوسيلة وتشبعا منه‪ .‬ثم بعد مضي ثلثة سللنوات سيشللتري‬
‫السود الجهزة المستخدمة عند البيض فتبدأ بالتأثير عليهم‪ .‬فللإذا‬
‫مضى قرابة عشرة سنوات فسوف يشب أولئك الطفللال الللبيض‬
‫الذين تربوا على التلفللاز فيبللدأ ظهللور تللأثيره عليهللم‪ ،‬وهكللذا مللع‬
‫السود‪ .‬وبالفعل حصل المر كما توقع الدكتور براندون‪.‬‬

‫ولقد بحث الدكتور براندون مجموعة أخللرى كللبيرة مللن العوامللل‬


‫المللؤثرة المحتملللة كفللوارق السللن والتمللدن وانتشللار السلللحة‬
‫والحلللوال القتصلللادية وتنلللاول الخملللور وتطلللبيق القصلللاص‬
‫والضطرابات السياسية والقومية فلم يجد لي من هذه العوامللل‬
‫تزامنا أو توافقا لهذه الحداث حتى يتمكن من عزو هذه الظللاهرة‬
‫إلى شيء منها‪.‬‬

‫يلحظ أن هذه دراسة واحدة فقط من ضمن عدد كللبير جللدا مللن‬
‫الدراسات المشابهة التي تثبت تأثر البشر بما يشللاهدونه والتللأثير‬
‫السلبي لتلك الوسائل على سلوكهم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫أثر الباحية في انحطاط القيم وتفشي الجرام‪:‬‬


‫ولقلللد وجلللد علللالم النفلللس د‪ /‬ادوارد دونرسلللتين ملللن جامعلللة‬
‫وسكونسون بأمريكا بأن الذين يخوضللون فللي الللدعارة والباحيللة‬
‫غالبا مللا يللؤثر ذلللك فللي سلللوكهم مللن زيللادة فللي العنللف وعللدم‬
‫الكتراث لمصائب الخرين وتقبل لجرائم الغتصاب‪.24‬‬

‫كما وجد عدد من الباحثين بلأن مثلل هلذه الباحيلة تلورث جلرائم‬
‫الغتصللاب‪ ،‬وإرغللام الخريللن علللى الفاحشللة‪ ،‬وهللواجس النفللس‬
‫باغتصاب الخرين‪ ،‬وعدم المبالة لجرائم الغتصلاب وتحقيلر هلذه‬
‫الجرائم‪.27 26 25‬‬

‫شللك بدراسللة عللدد مللن الرجللال‬‫ولقد قام الباحث الكندي جيمللز ِ‬


‫الذين تعرضوا لمصادر مواد إباحية بعضها مقترنة بالعنف وبعضللها‬
‫ل تختلط بعنف‪ .‬وكانت نتيجة هذه الدراسة أن وجد هللذا البللاحث‬
‫أن النتيجة واحللدة فللي كلتللا الحللالتين ووجللد تللأثيرا ملحوظللا فللي‬
‫مبادئهم وسلللوكهم وتقبلهللم بعللد ذلللك لسللتعمال العنللف لشللباع‬
‫غرائزهم‪.28‬‬

‫ولقد وجد الباحثان دولف زيلمان وجينينجللز براينللت أن مللن أكللثر‬


‫تداول هذه المواد أصبح ل يرى أن الغتصلاب جريملة جنائيللة كمللا‬
‫لحظ هذان الباحثان على هللؤلء المبتليللن الدمللان والنحطاط‬
‫والتدني والشغف بما هو أشنع وأبشع مللن ناحيللة الباحيللة‬
‫صللبين واللللواط واغتصللاب‬ ‫مغت َ َ‬
‫الخلقيللة كالغتصللاب وتعللذيب ال ُ‬
‫الطفال وفعل الفاحشة بالجملادات والحيوانلات وفعلل الفاحشلة‬
‫بالمحارم وغير ذلك‪ – 30 29‬نسأل الله العافية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪Edward Donnerstein, "Pornography and Violence Against Women," Annals of the New York‬‬
‫‪Academy of Science, 347, 1980‬‬
‫‪25‬‬
‫‪Edward Donnerstein, "Pornography: Its Effects on Violence Against Women," in Malamuth and‬‬
‫‪Donnerstein, eds., Pornography and Sexual Aggression, Academic Press, 1984‬‬
‫‪26‬‬
‫‪Neil Malamuth, "Rape Fantasies as a Function of Repeated Exposure to Sexual Violence," Archives‬‬
‫‪of Sexual Behavior, 10, 1981‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Linz, Donnerstein, and Penrod, "The Effects of Multiple Exposures to Filmed Violence Against‬‬
‫‪Women," Journal of Communication, 34, 1984‬‬
‫‪28‬‬
‫‪James Check, "The Effects of Violent and Nonviolent Pornography," Department of Justice, Ottawa,‬‬
‫‪Canada, submitted June 1984‬‬
‫‪29‬‬
‫‪Dolf Zillman, "Effects of Prolonged Consumption of Pornography," a paper prepared for the Surgeon‬‬
‫‪General's Workshop on Pornography and Public Health, Arlington, Va., 22-24 June 1986‬‬
‫‪30‬‬
‫‪Dolf Zillman and Jennings Bryant, "Pornography, Sexual Callousness, and the Trivialization of‬‬
‫‪Rape," Journal of Communications 32, 1982‬‬

‫‪11‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫ويؤكد هللذه الحقيقللة بحللث أجللراه البللاحثون اليزابيللث باولوتشللي‬


‫ومارك جينيوس و كلوديو فايولتو في كندا حيث قللاموا بدراسللة‬
‫‪ 74‬بحثا مختلفا كلها تدرس تأثير المللواد الباحيللة الجنسللية علللى‬
‫الجرائم الجنسية بشتى أنواعهللا‪ .‬ولقللد شللملت هللذه الدراسللات‬
‫عددا من الدول الصناعية مثل أمريكا وكندا ودول أوروبللا مللا بيللن‬
‫السنوات ‪ 1953‬و ‪1997‬م تشمل في مجموعها دراسللة ‪12912‬‬
‫شخصا قد تعرضوا لمثل هذه المواد‪ .‬كان من نتللائج هللذا البحللث‬
‫أن نسبة النحطاط الخلقللي العللام ‪ -‬حسللب معللايير الغللرب‪ -‬هلي‬
‫‪) %28‬وتشللمل التعللري‪ ،‬والتجسللس علللى أعللراض الخريللن‬
‫بالكاميرات الخفية‪ ،‬والحتكاك الجسماني بللالخرين فللي المللاكن‬
‫المزدحمة‪ ،‬الخ(‪ .‬كما وجدوا أن نسبة الزدياد فللي جللرائم العنللف‬
‫والغتصاب تزداد عند متداولي المواد الباحية بنسللبة ‪ .%30‬وإن‬
‫نسللبة النحطللاط فللي العلقللات الزوجيللة والقللدرة الجنسللية مللع‬
‫الزوجة تتدنى بنسبة ‪ .%32‬ونسبة تقبل جرائم الغتصاب وعللدم‬
‫المبالة بها تزداد بنسبة ‪.31%31‬‬

‫ولقللد قللام دارل بللوب الضللابط فللي شللرطة ميشلليغان بأمريكللا‬


‫بدراسة ‪ 38000‬حالة اغتصاب ما بيللن السللنوات ‪ 1956‬و ‪1979‬‬
‫فوجد أن نسبة ‪ %41‬من مقترفي تلك الجريمللة كللان قللد عللرض‬
‫نفسه قبل أو خلل ارتكاب جريمته إلى مواد إباحية‪ .‬ويللدعم هللذا‬
‫صللبين‬‫الموقف الباحث ديفد سكات الذي وجد أن ‪ %50‬من المغت ِ‬
‫قد عرضوا أنفسهم لمواد خليعللة لتهيئة وتنشلليط أنفسللهم جنسلليا‬
‫قبل المباشرة بجريمتهم‪ .32‬وإن الستخبارات المريكية )‪ (FBI‬قللد‬
‫وجدوا أن في ‪ %80‬من حالت جرائم الغتصاب يتم العثور علللى‬
‫مواد إباحية إما في موطن الجريمة أو في منزل الجاني‪ .33‬وفللي‬
‫دراسة للدكتور وليام مارشال اعترف ‪ %86‬من المغتصبين بأنهم‬
‫يكثرون من استخدام المواد الباحية واعترف ‪ %57‬منهم أنه كان‬
‫يقلد مشهدا رآه في تلك المصادر حين تنفيذه لجريمته ‪.34‬‬

‫أما بالنسبة لجريمة اغتصاب الطفال فلقللد ُوجللد بعللد دراسللة‬


‫‪ 1400‬حالة من هذا النوع في مدينة لويسفيل مللا بيللن السللنوات‬
‫‪31‬‬
‫‪Elizabeth Oddone Paolucci, Mark L. Genuis, and Claudio Violato, “The Effects of Pornography on‬‬
‫‪Attitudes and Behaviours in Sexual and Intimate Relationships,” National Foundation for Family‬‬
‫‪Research and Education (NFFRE), 2000.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪David Alexander Scott, "How Pornography Changes Attitudes," in Pornography: The Human‬‬
‫‪Tragedy, ed. Tom Minnery, Tyndale House Publishers.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪Deborah Baker, "Pornography Isn't Free Speech," Dallas Morning News, 17 March 1989, Op. Ed.‬‬
‫‪Page.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪Dr. William Marshall, "Use of Sexually Explicit Stimuli by Rapists, Child Molesters and Non-‬‬
‫‪Offenders," Journal of Sex Research 267, 1988‬‬

‫‪12‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫‪ 1980‬و ‪1984‬م أن صللورا عاريللة للبللالغين متواجللدة عنللد جميللع‬


‫‪35‬‬
‫هؤلء المجرمين وصللورا خليعللة للطفللال موجللودة عنللد أغلبهم‬
‫ووجد لحقا في دراسة شللاملة لهللذه المأسللاة مللن قبللل مجلللس‬
‫النواب بأمريكا أن أكثر سمة موحدة بين هلؤلء المجرميلن – ملن‬
‫غيللر منللافس ‪ -‬هللو تللداولهم للصللور العاريللة للطفللال‪ .36‬وإن‬
‫الشرطة المريكية كللثيرا مللا يتقمصللون شخصلليات الطفللال فللي‬
‫النترنت ليصيدوا المجرميلن المسلتدرجين للطفلال والمغتصلبين‬
‫لهم‪.‬‬

‫ولقد صرح الدكتور مايكل مهتا من جامعة كللوينز فللي كينجسللتون‬


‫باونتللاريو بكنللدا بعللد دراسللة دامللت ‪ 18‬شللهرا أن هنالللك اتجاهللا‬
‫ملحوظا في الصور الخليعة إلى تصوير الطفال وقد زادت نسبتها‬
‫من ‪ %15‬عام ‪ 1994‬إلى ‪ %20‬عام ‪.37 1996‬‬

‫كملا قلام علدد ملن ضلباط الشلرطة بدراسلة ظلواهر الغتصلاب‬


‫والقتل المفرد والقتل الجماعي فوجدوا أن للمواد الباحيللة تللأثيرا‬
‫مباشرا وملحوظا في جميع هذه الجرائم حتى أصبحت هذه سللمة‬
‫معروفة وموحدة لدى المكثرين من الغتصاب أو القتل )‪standard‬‬
‫‪.40 39 38(profile among serial rapists and serial killers‬‬

‫شواهد حية‪:‬‬
‫ولقد وجد الدكتور فيكتور كلين بعد دراسللة للله لمجموعللة كللبيرة‬
‫ممن ابتلللوا بهللذا الللداء أن تواجللد المللواد الباحيللة بسللهولة أمللام‬
‫الناس من غير حجب أو تصفية يشكل إغراء شديدا يصللعب علللى‬
‫الفراد عليهم مقاومته حتى لو كلف ذلك فقدان مبالغ ضخمة من‬
‫المللال‪ .41‬كمللا وجللد أن تواجللد القنللوات الفضللائية الباحيللة فللي‬
‫المنزل يؤدي إلى نتللائج وخيمللة كاعتللداء الطفللال علللى أخللواتهم‬
‫الصغار واغتصابهم جنسيا‪ .‬وأخيرا وجد الدكتور فيكتللور أن أمثللال‬

‫‪35‬‬
‫‪Testimony by John B. Rabun, deputy director, National Center for Missing and Exploited Children,‬‬
‫‪before the Subcommittee on Juvenile Justice of the Senate Judiciary Committee, 12 September 1984‬‬
‫‪36‬‬
‫‪Child Pornography and Pedophilia, Permanent Subcommittee on Investigations, U.S. Senate, 1986,‬‬
‫‪"The Harm of Illegal Hard-Core and Child Pornography," National Coalition Against Pornography‬‬
‫‪37‬‬
‫‪Michael Mehta, “Laws fail to stem flow of pornography on the Internet,” Queen’s University, 1998.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪W. Marshall, "Pornography and Sex Offenders," in Dolf Zillman and Jennings Bryant, eds.‬‬
‫‪,Pornography: Research Advances and Policy Considerations, Academic Press, 1989‬‬
‫‪39‬‬
‫‪"The Men Who Murdered," FBI Law Enforcement Bulletin, August 1985‬‬
‫‪40‬‬
‫‪The Hill-Link Minority Report of the Presidential Commission on Obscenity and Pornography.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪Victor B. Cline, “Treatment and healing of Pornographic and Sexual Addictions,” April 1999.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫هؤلء المعتدين ربما ل ُيعللرف عنهللم سللوء الخلللق أو فعللل الشللر‬


‫مثلل ذللك الرجلل المتفلوق دراسليا والرئيلس لشلركته والفاعلل‬
‫للخير الذي ظهر بعد ذلك أنه كان يغتصب النساء بحد السللكين أو‬
‫المسدس فللي منطقللتي فينكللس وتوسلون وكللان الللدافع الوحيللد‬
‫لهذه العمال الذي وجدوه هو سهولة حصوله على المواد الباحية‬
‫في صباه وتشبعه بها منذ الصغر‪.‬‬

‫ولقد قامت الستخبارات المريكية )‪ (FBI‬بمقابلة واسللتجواب ‪24‬‬


‫مجرما في السجون‪ ،‬كلهللم قللد اغتصللب وقتللل عللددا كللبيرا مللن‬
‫البالغين أو الطفلال فوجلدوا أن ‪ %81‬منهلم كلان يعلرض نفسله‬
‫بكثرة للمواد الباحية ثم يقوم بتطبيق مللا قللد رأى علللى الخريللن‬
‫بطرق شنيعة وفظيعة تفوق الوصف‪ .‬وكان من هؤلء المجرميللن‬
‫رجل اسمه ارثور جاري بيشوب )‪ (Arthur Gary Bishop‬والذي قام‬
‫بالعتلداء الجنسلي المريلع عللى خمسلة أولد ثلم قتلهلم جميعلا‪.‬‬
‫وكان اصغر ضحاياه سنا يبلغ من العمللر ‪ 4‬سللنوات فقللط)‪Danny‬‬
‫‪ !(Davis‬ولقد اعتاد هذا المجرم أمثال هذه الجرائم لدرجة أنه لم‬
‫يعد يلقي لها بال‪ .‬فكان مثل يقتل أحللد الطفللال فيلقللي بجسللده‬
‫في شنطة السيارة ثم يذهب إلى العمل ويتناول الغداء فإذا فللرغ‬
‫من جميع مشاغله ذهب وتخلص من الجثللة‪ .‬وكللان أحللد ضللحاياه‬
‫الطفل كيم بيترسون )‪ (Kim Petersen‬والبالغ من العمر ‪ 11‬سللنة‬
‫والذي قام آرثللور بقتللله بالرصللاص والغللراق ثللم شللوهه جنسلليا‪.‬‬
‫ولقد وصف دون بيل‪ 42‬الضابط في شرطة يوتا هذا المجللرم بللأنه‬
‫رجل في ظاهره في غاية اللطف والمرح والمتناع عن السللذاجة‬
‫فللي الكلم ول يمكللن أبللدا لي كللان أن يشللك بحقيقللة مللا تخفيلله‬
‫نفسه‪ .‬ويؤكد ذلك ما عرف عن هذا المجرم في نشأته من كللونه‬
‫عضو فعال في الكشافة ومللن أحللد البللارزين والمتفللوقين لللديهم‬
‫والحائز على أسللمى أوسللمتهم‪ .‬كمللا كللان أحللد المبشللرين لللدين‬
‫النصرانية)‪(Mormon Missionary‬‬

‫وبعد اعتقاله وإدانته ودخوله السجن صرح قائل‪" :‬د د دد د ددد‬


‫ددد د دد د د د د ددد د د دد د‬
‫ددددددد ددددددددد د د د‬
‫د ددد د ددددد دددد ددد ددددد ددد ددددد د" كما قللال‬
‫واصفا تأثير مواد الدعارة عليه‪" :‬دد ددددد دد د د دد د دددد‬
‫ددددد د ددد د د دد ددد دد ددددد د ددددد دد دددد د‪.‬‬
‫ددد ددد د د دد د ددددد د د ددد دد دد د ددد دد ددددد‬

‫‪42‬‬
‫‪Veteran police officer Don Bell, Ogden, Utah.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫دددددددد د دددد ددد" لقللد اعللدم جللاري بيشللوب فللي‬


‫‪10/6/1988‬م‪.‬‬

‫وهنالك مثال حللي آخللر للنتللائج الوخيمللة وتفشللي الجللرام نتيجللة‬


‫النغماس في مواد الدعارة‪ .‬وهذا المثال هو مثال القاتل السفاح‬
‫الذي ذاع صيته في كل أنحاء أمريكا والمعروف باسم تيد بانلدي )‬
‫‪ .(Ted Bundy‬وكان هللذا الرجللل مللن بيللت محللافظ وعضللو فللي‬
‫الكشافة وطالب قانون وشاب وسلليم وجللذاب وخلللوق‪ .‬لقللد تللم‬
‫القبض على هللذا السللفاح بعللد أن اختطللف وعللذب وشللوه وقتللل‬
‫قريبا من ‪ 40‬امللرأة‪ .‬وكللان ل يكتفللي بتعللذيب وخنللق واغتصللاب‬
‫ضحاياه فحسب ولكنه كان يتفنن في ألوان الشناعة المريعة كأن‬
‫ينهش ويأكل لحومهن ويشوه أخريات بالسكاكين‪ .‬وكللانت أصللغر‬
‫ضلحاياه طفللة تبللغ ملن العملر ‪ 10‬سلنوات‪ .‬قلام هلذا السلفاح‬
‫باختطافها وتعذيبها واغتصابها وأكللل لحللم ِوركهللا ثللم قتلهللا شللنقا‬
‫وترك جثتها ليأكلها العفن في مرحاض للخنازير‪ .‬ولقللد تللم إدانتلله‬
‫بجريمة القتل تلك بعد أن تم تطبيق آثار أسنانه علللى آثللار اللحللم‬
‫المفقود في جسم الطفلة القتيلة وتطابقهما‪ .‬ولقللد اسللتمر هللذا‬
‫المجرم يدعي البراءة فترة طويلللة جللدا مللن الزمللن حللتى التللف‬
‫عليلله آلف مللن النللاس الللذين صللدقوا مزاعملله وطللالبوا بللإطلق‬
‫حكللم عليلله‬ ‫سراحه فورا ومن غير تردد‪ .‬ولكللن فللي نهايللة المللر ُ‬
‫بالعدام فحينذاك اعترف بجرائمه‪ .‬ففي مقابلة مصورة مسللجلة‬
‫معه قبل إعدامه بقليل صرح قللائل‪" :‬ددد د د دد دددد ددددد‬
‫دد دد د دد ددد د دددددد د د د د ددد ددد د دددد د‬
‫ددد ددد ددد ددد ددد ددد دد د د د دددد دد ددد دد‬
‫ددددددد دد دددد د دد دددد دد د ددد دد د دد د‬
‫دددد ددد‪ ".‬وقلللال أيضللا‪" :‬د د دددددد د د د ]ددد دد‬
‫ددددددد د[ دد دد د دد ددد دد د د دددددد د ‪ ...‬دد د‬
‫ددددد ددد ددد د دددد د دددد د دد د د د د د دد دد‬
‫دددددد دددد دددد دددد دددد د د دددد دددد د د دد د‬
‫ددد دد دد دددد دددد ددددددد دد دددد دددددد دددد‬
‫ددد دددد دددددد ددد دددد دد دد دددد د د د دد دددد‬
‫ددددد د د دد ددددد دد دد دد دد دد د ددد دددد دد دد‬
‫دددد دد دددد ددددددد دد دددددد”‬

‫واستطرد قائل في اعترافه للللدكتور جللايمز دوبسللون فللي اليللوم‬


‫السابق لعدامه‪" :‬دد د دد ددد ددد ددد ددددددد د ددد د‬
‫ددد دددددددد دددد دد د ددددد ددددد د‪ .‬ددد د دددد‬

‫‪15‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫دددد دددددددد – ددد ددددد دددد – دددد دد دد دددد‬


‫دد دد د د دددد دددد دد دد د د د د دددد د ددد دددد‬
‫‪43‬‬
‫دددددددد"‬

‫وقللال أيضللا‪]" :‬أنللا وأمثللالي[ لللم نولللد وحوشللا‪ ,‬نحللن أبنللاؤكم‬


‫وأزواجكم‪ ,‬تربينا في بيوت محافظة‪ ,‬ولكن المواد الباحية يمكنهللا‬
‫اليوم أن تمد يديها داخل أي منزل فتخطف أطفالهم"‬

‫وقال قبل ساعات من إعدامه‪" :‬ددد ددد دددد دددد دددد د‬


‫دد دددددد دددددد ددددد دددددد دد ددددددد دددد د‬
‫دددد‪ .‬ددددد ددددددد ددد دددد ددد دددد دددددددد‬
‫د د ددد دد ددددددد د دد ددد ددد ددد ددد د ددد ددد‬
‫دددددد ددد‪".‬‬

‫وبشكل مماثل فإن القاتل جيفري دامر )‪ (Jeffrey Dahmer‬قد بدأ‬


‫حياته الجرامية بالغتصاب المتكرر للنساء‪ .‬ثم تطللورت اتجاهللاته‬
‫الجرامية بعد ذلك إلى الشذوذ والقتل الذي يفوق الوصاف حيث‬
‫اغتصللب وقتللل عشللرات مللن الرجللال والطفللال‪ .‬وكللان يحبللس‬
‫ضحاياه لفللترات طويلللة جللدا يغتصللبهم ويعللذبهم ويشللوههم فيهللا‬
‫يوميا بطرق مبتدعة وجديدة في كل مللرة‪ ،‬ثللم إذا مللل مللن ذلللك‬
‫قتلهم وقطع أجسادهم بالمناشير ثم أكللل بعللض أعضللائهم وتللرك‬
‫بعضللها فللي الثلجللات وأذاب بعضللها بالحمللاض‪ .‬وحينمللا قبضللت‬
‫الشرطة عليه وجدوا في منزله رؤوسللا بل أجسللاد فللي الثلجللات‬
‫والدواليب وموزعة هنا وهناك‪ .‬ووجدوا أيضللا قلللب أحللد ضللحاياه‬
‫فللي الثلجللة‪ ،‬فحيللن سللألوه عللن ذلللك قللال "دد د دددد د د د‬
‫دددد د دددد د‪ ".‬وكان يهتم بالمشللاركة فللي "مسلليرات أهللل‬
‫الشذوذ" ووجدت الشرطة في منزله حينمللا قبضللوا عليلله أعللدادا‬
‫مهولة تكاد ل تحصى من الفلم والصور الباحيللة‪ .44‬ولقللد تللوفي‬
‫جيفللري فللي حمللام السللجن عللام ‪ 1996‬إثللر الضللرب المتتللالي‬
‫بقضيب من حديد أنزله به سجين آخر‪.‬‬

‫لقللد أصللدرت مجلللة )‪ (Hustler‬الباحيللة فللي عللددها الخيللر عللام‬


‫‪ 1990‬مقال من خمسة صفحات بعنوان "دليل القتل" تصف فيلله‬
‫كيفية اقتلع عين الضحية وكيفية تشويه فرجه‪ .‬واثللر ذلللك بقليللل‬
‫في مدينة نورمان بولية أوكلهوما كان الطفل سام)‪ (Sam‬والبالغ‬
‫‪43‬‬
‫‪Interview with Dr. James Dobson with Ted Bundy in Starke, Florida, on 23 January 1989‬‬
‫‪44‬‬
‫‪Michael C. Buelow. "Police Believe Suspect Killed 17." The Oregonian, July 26, 1991, pages A1 and‬‬
‫‪A24, and "Relative in Dahmer Case Sues." USA Today, August 6, 1991, page 3A.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫من العمللر ‪ 9‬سللنوات يتمشللى عللائدا مللن مدرسللته إلللى المنللزل‬


‫عندما اختطفه شخص غير معروف ثم اعتدى عليه جنسيا ثم قتله‬
‫واقتلع أحد عينيه وشوه فرجه – تقليدا لما قرأه في ذلك المقال‪.‬‬

‫طلللب مللن‬‫وبشكل مماثل ففي مدينة سبرينجفيلد بوليللة الينللوي ُ‬


‫رجل يبلغ من العمر ‪ 43‬سنة أن يرعى)‪ (babysit‬ولد اسمه جيم )‬
‫‪ (Jim‬يبلغ من العمر ‪ 11‬سنة وثلثة بنات أعمللارهن ‪ 7‬و ‪ 11‬و ‪13‬‬
‫سنة‪ .‬فاعتدى هذا الرجل على البنات جميعا ثم قتل الطفل جيم‪.‬‬
‫وعنللدما فتشللت الشللرطة منللزل الجللاني وجللدوا فيلله عللددا مللن‬
‫المجلت الباحية ومسدس تخللدير وإعلن لبرنامللج تلفللاز يتحللدث‬
‫عللن شللواهد لتعللذيب وتشللوه الطفللال مللن قبللل المربيللن )‬
‫‪ -(babysitters‬فهو بذلك كان يقلد ما ورد في برنامج التلفاز ذلك‪.‬‬

‫أما عن الذين ينتجون تلك الملواد فحللدث ول حللرج‪ .‬ومثلال ذلللك‬


‫مخرج الفلم الباحية جوني ِزن الذي دفع عام ‪ 1986‬لثلثللة مللن‬
‫"ممثليه" ‪ 1500‬دولرا حتى يحضللروا للله بنتللا شللقراء تمثللل فللي‬
‫أفلمه‪ .‬فقام هؤلء الثلثة باختطاف امرأة اسمها ليندا لي دانيالز‬
‫وجدوها تمشي في شللوارع نيومكسلليكو ثللم خللدروها واغتصللبوها‬
‫مرارا أمام كاميرات المخرج‪ .‬وفي الصباح فقدها أهلهللا وُنشللرت‬
‫صورتها فللي الجللرائد‪ .‬وحينمللا رأى المخللرج جللوني صللورتها فللي‬
‫الجللرائد أمللر الثلثللة بقتلهللا فللأطلقوا عليهللا النللار مللرارا ‪ -‬وهللي‬
‫تترجاهم أن يرحموها – حتى ماتت‪.‬‬

‫عواقب الباحية وتأثيرها على المجتمع‪:‬‬


‫كما تفيد إحصللاءات وزارة العللدل المريكيللة بللأن تفشللي وسللائل‬
‫الللدعارة مللن السللباب المباشللرة فللي تفشللي أنللواع أخللرى مللن‬
‫الجرائم والمآسي الجتماعية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫في بحث أجرته الوزارة سنة ‪ 1979‬في فينكس ارازونللا ُوجللد أن‬
‫الحياء التي فيها متاجر تتاجر بوسائل الدعارة تللزداد فيهللا جللرائم‬
‫الممتلكللات بنسللبة ‪ %40‬وتللزداد فيهللا جللرائم الغتصللاب بنسللبة‬
‫‪ %500‬مقارنة بالحياء الخرى ‪.45‬‬
‫وبشكل مماثل فإن دراسللة مماثلللة فللي تكسللاس ُوجللد أن نسللبة‬
‫الزدياد في الجرائم الجنسية تللزداد فللي أمثللال هللذه الحيللاء مللن‬
‫‪ %177‬إلى ‪ %482‬مقارنة بالحياء الخرى ‪.46‬‬
‫‪45‬‬
‫‪U.S. Department of Justice, "Child Pornography, Obscenity and Organized Crime," February 1988‬‬
‫‪46‬‬
‫‪National Law Center for Children and Families, 1997‬‬

‫‪17‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫يرى العلماء أن السمة الموحدة لمقترفي القتل الجمللاعي )‪serial‬‬


‫‪ (killers‬هو كونهم غالبا ما يقدمون على جرائمهم لسباب جنسلية‬
‫في بادئ المللر‪ .‬ثللم تتطللور عمليللاتهم الجراميللة بعللد حيللن مللن‬
‫إدمان الجنس إلللى التعللذيب والقتللل وفعللل الفاحشللة فللي جثللث‬
‫الموات‪ 47‬وغير ذلك من الجرائم المريعة‪.‬‬
‫الللذين يروجللون الوسللائل الباحيللة غالبللا مللا تكللون لهللم علقللات‬
‫وطيدة بالجريمة المنظمة‪ ،‬كما يدعون إلى تفشي جللرائم أخللرى‪.‬‬
‫فمؤسسة ‪ Playboy‬تدعو منذ سنة ‪ 1966‬إلى إباحة المخلدرات‪.48‬‬
‫وقد بدأت المؤسسة منذ سنة ‪ 1971‬بالتبرع سنويا بمبالغ ل تقللل‬
‫عن مائة ألف دولر للغاء قوانين منع المخدرات‪ .49‬وتصللدر هللذه‬
‫المؤسسللة سللنويا عللددا مللن المقللالت الللتي تللدعو النللاس إلللى‬
‫نصرتهم في تلك المساعي‪.‬‬
‫إدمان الوسائل الباحيلة كملا أسللفنا يجللر تبعلات أسلرية كتفكلك‬
‫الروابط الزوجية وضعف قدرة الرجللل مللع زوجتلله وتفشللي الزنللا‬
‫وعواقب أسرية واجتماعية غير حميدة مشابهة‪.‬‬
‫وتفيد الحصاءات أن ‪ %33‬من ضحايا الغتصاب يفكرون بالنتحار‬
‫أو ينتحرون‪.50‬‬
‫في الوقت الحاضر فإن نسللبة ‪ %12‬مللن نسللاء أمريكللا يتعرضللن‬
‫‪51‬‬
‫لنوع من العتداء الجنسي في حياتهن‬
‫‪ 80%‬من ضحايا العتداء الجنسي من الولد الذكور يصبحون بعد‬
‫ذلك مدمنين لنواع المخدرات والمسكرات‪ .‬و ‪ %50‬منهللم يفكللر‬
‫بالنتحار و ‪ %23‬منهللم يقللدم علللى النتحللار و ‪ %70‬تبقللى معهللم‬
‫عقد نفسية‪.52‬‬
‫الذين يدمنون المواد الباحية غالبا ما تصبح أحوالهم مثللل مللدمني‬
‫المخدرات والمسكرات‪ ،‬فبعد حين من الزمن فإنهم يجدون أنهللم‬
‫ل يتمالكون أنفسللهم أمللام هللذا البلء وهللم علللى اسللتعداد لفنللاء‬
‫أموالهم من أجل إشباع غرائزهم‪.53‬‬
‫ل ُيعللرف المللدى الحقيقللي لهللذه الكارثللة الجتماعيللة لن أكللثر‬
‫الضحايا يعرفون الجاني وغالبا ما يكون محرما أو قريبا أو صللديقا‬

‫‪47‬‬
‫‪Brown, James S. Jr. "The Historical Similarity of 20th Century Serial Sexual Homicide to Pre-20th‬‬
‫‪Century Occurrences of Vampirism." The American Journal of Forensic Psychiatry, 12, 11-24, 1991.‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Dr. Judith Reisman, the president of Washington's Institute for Media Education.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪"American Drug Culture Has Roots in Playboy." National Federation for Decency Journal,‬‬
‫‪November/December 1986, page 4.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪Kilpatrick et. Al., "Rape in America: A Report to the Nation," April 23, 1992, p. 7‬‬
‫‪51‬‬
‫‪National Victim Center, "Pornography's Link to Rape, Crime and Child Molestation." National‬‬
‫‪Coalition for the Protection of Children and Families, 1992‬‬
‫‪52‬‬
‫‪Lisak, "The Psychological Impact of Sexual Abuse, Content Analysis of Interviews with Male‬‬
‫‪Survivors," Journal of Traumatic Stress, Vol. 7, no. 4: 525-548‬‬
‫‪53‬‬
‫‪Victor B. Cline, “Treatment and healing of Pornographic and Sexual Addictions,” April 1999.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫للعائلة‪ 54‬ويدوم العتلداء سلنوات طويللة متوسلطها ‪ 7.6‬سلنوات‬


‫عنللد البنللات ويكللون أول عهللدهن بالغتصللاب فللي سللن ت ت‬
‫تتتتت‪!55‬‬

‫وتجدر الشارة هنا إلى أن كل هذه البحاث قام بهللا غربيللون غيللر‬
‫مسللمين‪ .‬وإن القيللم والمبللادئ والخلق السللمية أرفلع وأجللل‬
‫وأشمخ من قيمهم‪ .‬فهم ل يقيسون مثل نسبة الزدياد في جريمة‬
‫الزنا لنهم ل يرون ذلك جريمة‪ .‬فكيف بهذه الحصاءات كلهللا لللو‬
‫أخذت معايير السلم في الحسبان؟‬

‫التبعات‬
‫قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )لم تظهممر الفاحشممة‬
‫في قوم قط حتى يعلنوا بها إل فشمما فيهممم الطمماعون‬
‫والوجمماع الممتي لممم تكممن مضممت فممي أسمملفهم الممذين‬
‫مضوا( رواه ابن ماجه‬
‫‪56‬‬
‫لقد قام الباحث الدكتور دايفد ويلت فلي جامعلة آكلرون أوهلايو‬
‫بدراسة ظاهرة تفشي الفاحشة والباحية بين الشللباب والشللابات‬
‫الذين تتراوح أعمارهم مللا بيللن ‪ 20-16‬سللنة عللبر العقللود السللتة‬
‫الخيرة فوجدوا ازديادا ملحوظا في هذه الظللاهرة كمللا هللو مللبين‬
‫في الجدول التي‪:‬‬

‫السللن الللذك النللا‬


‫ور ث‬ ‫ة‬
‫‪20 40 194‬‬
‫‪% %‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪21 42 195‬‬
‫‪% %‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪25 60 196‬‬
‫‪% %‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪54‬‬
‫& ‪Finkelhor, et. al., "Sexual Abuse in a national Survey of Adult Men and Women," Child Abuse‬‬
‫‪Neglect, (1990) Vol. 14 p. 19‬‬
‫‪55‬‬
‫‪Roesler and Wind, "Telling the Secret: Adult Women Describe Their Disclosures of Incest," Journal‬‬
‫‪of Interpersonal Violence (1994) Vol. 9, No. 3: 327-238‬‬
‫‪56‬‬
‫”‪Witt, David, “Courtship, Marriage and the Family, an Electronic Textbook‬‬

‫‪19‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫‪40 60 197‬‬
‫‪% %‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪64 77 198‬‬
‫‪% %‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪70 85 199‬‬
‫‪% %‬‬ ‫‪0‬‬

‫كما قللام بتوزيللع اسللتبانات ورصللد بعللض الحقللائق المتعلقللة بزنللا‬


‫المتزوجين في أمريكا فوجللد أن ‪ %50‬مللن الرجللال و ‪ %25‬مللن‬
‫النساء قد اعترفوا بممارسة الزنا بعد الزواج‪.‬‬

‫وعند قراءتنا لليللة السللابقة نتوقللع أن نجللد الطللاعون والمللراض‬


‫الجديدة متفشية فيهم‪ ،‬وبالفعل ابتلى هؤلء عبر السنوات الخيللر‬
‫قوبللاء( والسلليلن‬‫بشتى أصناف المللراض كللالزهري والهربللس)ال ُ‬
‫والحرشللفية واليللدز وغيرهللا )‪Syphillis, Herpes, Gonorrhea,‬‬
‫‪ .(Chlamydia, AIDS‬فمثل لقد شاع وباء الزهري المسبب للعقم‬
‫وأمراض الدماغ في أمريكا في فترة ‪ 1930‬كمللا شللاع مللن قبللل‬
‫قي القرن الخللامس عشللر‪ .‬وهللذا المللرض ل ينتقللل إل بالباحيللة‬
‫الجنسية‪.‬‬

‫وفللي عللام ‪ 1981‬صللرح متحللدث باسللم مركللز مكافحللة الوبئة‬


‫بأمريكا )‪ (Center for Disease Control‬أن هنالك قرابة ‪325000‬‬
‫مريض مصاب بمرض الزهري بأمريكا‪ .‬كمللا أنلله يتللم رصللد ‪2.5‬‬
‫مليلون حاللة جديلدة سلنويا لشلباب فلي مرحللة الثانويلة العاملة‬
‫مصابين بأمراض جنسية منوعلة كلالزهري والسليلن والحرشلفية‬
‫واللتهاب الكبدي الوبائي‪.‬‬

‫ولكن مرض هذا العصر بل شك هو مرض اليدز‪ .‬ولقد صرح كثير‬


‫مللن البللاحثين بللأن أكللثر مللن ‪ %80‬مللن حللالت اليللدز مصللدرها‬
‫الباحيللة الخلقيللة‪ .58 57‬أمللا اليللوم فللإن مركللز مكافحللة الوبئة‬
‫بأمريكا )‪ (Center for Disease Control‬يقدرون عدد حالت الصابة‬
‫بفايروس ‪ HIV‬فيما بين ‪ 650000‬إلى ‪ 900000‬حالللة وأن أكللثر‬

‫‪57‬‬
‫‪UNAIDS. Report on the global HIV/AIDS epidemic: June 2000‬‬
‫‪58‬‬
‫‪Quinn T. Global burden of the HIV pandemic. Lancet 1996;348:99-106‬‬

‫‪20‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫من ‪ 200000‬منهم ل يعلم أنه يحمل هذا الفيروس ل‪ .60 59‬وحللتى‬


‫تاريخ ‪ 31/12/1999‬فقد رصد المركز ‪ 430441‬حاللة وفلاة ملن‬
‫جللراء هللذا المللرض الخللبيث فأصللبح مللرض اليللدز يحتللل المركللز‬
‫الخامس في قائمة أسباب الوفيات في أمريكا للفئة ما بيللن ‪-25‬‬
‫‪ 44‬سنة ‪ .62 61‬وهذا الرقم يفلوق علدد قتللى أمريكلا فلي حربلي‬
‫فيتنلللام وكوريلللا معلللا‪ .‬أملللا فلللي نيويلللورك ولوسلللانجلوس‬
‫وسانفرانسسكو فإن مرض اليدز هو السبب الرئيسي للوفاة بين‬
‫الشباب والشابات‪.‬‬

‫وإن منظمة الصحة العالمية )‪ (World Health Organization‬تقدر‬


‫عدد المصللابين بفيللروس اليللدز ‪ HIV‬حللول العللالم بلل ‪ 13‬مليللون‬
‫حالة‪ ،‬منها ‪ 611589‬حالة قد تطورت إلى مرض اليدز‪.‬‬

‫ومللن المعللروف عللن فيللروس اليللدز أنلله أسللرع الفيروسللات‬


‫المعروفة على وجه الرض تغيرا وتحول إلى أشكال جديدة‪ .‬كمللا‬
‫أنه من المعلوم أن أول ظهوره في الغرب كان في أهل الشللذوذ‬
‫في مدينتي سانفرانسسلكو ونيويلورك‪ ،‬ثللم انتقللل بعلد ذللك إلللى‬
‫ممارسي الزنا‪ .‬وكان في بادئ المر يعللرف هللذا المللرض باسللم‬
‫"ملرض تلدني المناعلة فللي أهلل الشلذوذ" )"‪GRID" for Gay‬‬
‫‪ (Related Immune Deficiency‬وإن المعهد الوطني لدراسة‬
‫الحساسيات والمراض المعدية بأمريكللا )‪ (NIAID‬رصللد فللي أول‬
‫ستة أشهر من سنة ‪1996‬م تزايللدا فللي تفشللي اليللدز جللله بيللن‬
‫المراهقيللن الللذين تللتراوح أعمللارهم مللا بيللن ‪ 19-13‬سللنة يبلللغ‬
‫‪ %524‬وأن جللل هللذه الزيللادة كللانت فللي الشللاذين منهللم ثللم‬
‫الزنللاة‪ .63‬وفللي عقللد ‪ 1980‬قللام أهللل الشللذوذ بحملللة إعلميللة‬
‫مكثفة لتوعية أفراد مجتمعهم الخبيث لمخللاطر هللذا المللرض نتللج‬
‫عنها نزول ملحوظ في عدد المصابين‪ .‬ولكن إثر وفللاة كللثير مللن‬
‫الجيل الول من أهل الشذوذ وتدني نسبة المصابين بهذا المللرض‬

‫‪59‬‬
‫‪Karon JM, et al. Prevalence of HIV infection in the United States, 1984 to 1992. JAMA‬‬
‫‪1996;276(2):126-31‬‬
‫‪60‬‬
‫‪Sweeney PA, et al. Minimum estimate of the number of living HIV-infected persons confidentially‬‬
‫‪tested in the United States. In: Program and abstracts of the Interscience Conference on Antimicrobial‬‬
‫‪Agents and Chemotherapy, Toronto, Sept. 28 - Oct. 1, 1997. Washington, D.C.: American Society for‬‬
‫‪Microbiology, 1997:245 abstract‬‬
‫‪61‬‬
‫‪Centers for Disease Control and Prevention (CDC). HIV/AIDS Surveillance Report 1999;11(no.2):1-‬‬
‫‪44‬‬
‫‪62‬‬
‫‪Murphy, SL. Deaths: final data for 1998. National Vital Statistics Reports; vol. 48, no. 11.‬‬
‫‪Hyattsville, Maryland: National Center for Health Statistics, 2000‬‬
‫‪63‬‬
‫‪National Institute of Allergy and Infectious Diseases Sept. 1996‬‬

‫‪21‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫في تلك الفترة فقد أخذ المراهقين الشاذين بالتشجع للعودة إلللى‬
‫أعمالهم الخبيثة مرة أخرى‪.64‬‬

‫}فلول إذا جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قسممت قلمموبهم‬


‫وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون ‪ ‬النعام‪43 :‬‬
‫كان ميًتا َ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫شممي ب ِم ِ‬ ‫م ِ‬ ‫عل ْن َمما ل َم ُ‬
‫ه ن ُمموًرا ي َ ْ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬
‫حي َي َْناهُ َ‬
‫فأ ْ‬ ‫ن َ َ َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫}أ َ‬
‫و َ‬
‫همما‬
‫من ْ َ‬
‫ج ِ‬
‫ر ٍ‬‫خمما ِ‬ ‫ت ل َي ْم َ‬
‫س بِ َ‬ ‫ممما ِ‬ ‫في الظّل ُ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫مث َل ُ ُ‬
‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫س كَ َ‬‫في الّنا ِ‬ ‫ِ‬
‫ن ‪‬‬ ‫ملو َ‬ ‫ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ما َ‬
‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬
‫كا ِ‬ ‫ْ‬
‫ن ل ِل َ‬‫ك ُزي ّ َ‬‫ك َذَل ِ َ‬

‫وإن لهذه المراض تبعات اجتماعية واقتصادية وسياسللية عديللدة‪.‬‬


‫فمثل مللن المعلللوم أن متوسللط تكلفللة معالجللة )وليللس شللفاء(‬
‫شخص مصاب باليدز حتى يتوفى تبلغ ‪ 120‬ألللف دولر‪ .‬كمللا أن‬
‫هذه المراض تجلب كوارث عائلية واجتماعية وارتفاعا فلي نسلبة‬
‫البطالة وتفشي للفقر وغير ذلك من التبعات السيئة‪ .‬ناهيك عمللا‬
‫يتعرض إليه الطباء والممرضون وغيرهم من الخطار الجسيمة‪.‬‬

‫محاولة تصدير الباحية بدعوى الحرية‪:‬‬


‫}إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الممذين آمنمموا‬
‫لهم عذاب أليم في الدنيا والخرة والله يعلممم وأنتممم ل‬
‫تعلمممون‪ ,‬ولممول فضممل اللممه عليكممم ورحمتممه وأن اللممه‬
‫رؤوف رحيم ‪‬‬
‫أمللا فللي زماننللا فللإن أهللل الغللرب بقيمهللم الفاسللدة وأمراضللهم‬
‫الخبيثة ومبادئهم الذميمة لم يكتفللوا بإفشللاء الللرذائل والمنكللرات‬
‫ودواعي غضب الجبار بينهم ولكن تمادى بهم الحللال إلللى محاولللة‬
‫تصدير هذه المصائب والمراض إلى دول السلم‪ .‬فنجللد جمعيللة‬
‫"مراقبة حقوق النسان" )‪ (Human Rights Watch‬مثل تذم وتنكر‬
‫بشدة أي محاولت لدول الخليج العربي لحجب النترنت ويدعوننا‬
‫إلى "النفتاح والحرية"‪.65‬‬

‫جدوى الحجب‪:‬‬
‫‪64‬‬
‫‪Dr. R. E. Hurlbert, Washington State University 1999‬‬
‫‪65‬‬
‫‪http://www.hrw.org/advocacy/internet/mena/‬‬

‫‪22‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫الحجب من الساليب المجدية والفعالة التي هللدانا إليلله ربنللا عللز‬


‫وجل في كتابه الكريم‪ .‬فنحن نقللرأ فللي قصللة نللبي الللله يوسللف‬
‫عليه السلم أنه حينما وجد نفسه أمام فتنة النساء وخشللي علللى‬
‫نفسه المعصية دعا الله قائل‪} :‬قال ربي السجن أحب إلممى‬
‫مما يدعونني إليه وإل تصرف عني كيدهن أصب إليهممن‬
‫وأكن من الجاهلين ‪ ‬وبالفعل عصللم الللله نللبيه يوسللف عليلله‬
‫السلللم مللن هللذه الفتنللة بحجبهللا عنلله ‪‬فاسممتجاب لممه ربممه‬
‫فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم‪ ،‬ثم بممدا لهممم‬
‫من بعد ما رأوا اليات ليسجننه حتى حين ‪‬‬

‫نلحللظ أن مللع كللون سلليدنا يوسللف عليلله السلللم مللن النبيللاء‬


‫والمقربين ومن أشد الناس طاعة لللله وأكللثرهم عبللادة وأهللداهم‬
‫وأشدهم خشية لله فلم يأمن علللى نفسلله هللذه الفتنللة الحاضللرة‬
‫المستمرة غير المحجوبة ول الممنوعة فدعا ربلله أن يحجللب هللذا‬
‫الشر عنه فاستجاب ربه لدعائه‪ .‬فإن قال قائل إن البشللر – فللي‬
‫غللالبهم ‪ -‬يسللتطيعون ضللبط أنفسللهم والستعصللام عنللد حضللور‬
‫الفتنة‪ ،‬فهو بذلك أمير نفسه ول حاجة للحجب‪ ،‬نقول له هل أنللت‬
‫خير أم نبي الله يوسف عليه السلم؟‬

‫وكللدليل آخللر علللى جللدوى الحجللب وجللد السللتاذ الللدكتور كللاس‬


‫سانستين بأن الدول التي تفرض قوانين صارمة فللي منللع المللواد‬
‫الباحية تنخفض فيها نسبة هذه الجلرائم‪ .66‬وبعلد دراسلة لبراملج‬
‫الحجب والتصفية في مدارس ولية يوتا ُوجد أنلله بعللد ‪ 54‬مليللون‬
‫عملية تصفح فإن الخطأ في الحجب يبلغ ‪ 64‬خطأ لكل ‪205737‬‬
‫عملية حجب صحيحة‪ ،‬وهذا يمثل نسبة نجاح ‪.67%99.9994‬‬

‫ولقد قام باحثان من جامعة نيوهامبشير بأمريكا همللا لري بللارون‬


‫وموري ستراوس بدراسة ظاهرة تفشي الباحيللة والللدعارة وأثللر‬
‫ذلك على جريمة الغتصاب‪ .‬وبعد دراسة شملت جميللع الوليللات‬
‫المريكيللة وجللدا أن الوليللات الللتي تكللثر فيهللا وسللائل الللدعارة‬
‫والباحية ترتفع فيهللا نسللبة جللرائم الغتصللاب‪ ،‬والعكللس صللحيح‪.‬‬
‫ووجدوا أن وليتي السللكا ونيفللادا فيهمللا أكللبر نسللبة مللن المللواد‬

‫‪66‬‬
‫‪Cass R. Sunstein, "Pornography and the First Amendment," Duke Law Journal, September 1986‬‬
‫‪67‬‬
‫‪David Burt, "Censorware Project Helps Filtering Cause," July 2, 1999.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫الباحية )خمسة أضعاف وليات أخللرى( ترافقهللا أكللبر نسللبة مللن‬


‫جرائم الغتصاب )ثمانية أضعاف وليات أخرى(‪.69 68‬‬

‫دور وحدة خدمات النترنت‪:‬‬


‫والمملكة العربيللة السللعودية هللي مللن الللدول القليلللة جللدا الللتي‬
‫أدركت حكومتهللا الللرائدة أهميللة هللذا المللر فطبقللت أمثللال هللذه‬
‫البرامج‪ 70‬على مستوى الدولة ككل فهي بلذلك تعتللبر ملن الللرواد‬
‫في هذا المجال‪ .‬أما باقي الدول التي تتبع سياسة الحجللب فإنهللا‬
‫في غالبها تحجب شيئا قليل جدا من المواد الباحية بالضافة إلللى‬
‫كون أجهزة الحجب لللديها ضللعيفة جللدا ومقترنللة بثغللرات كللبيرة‪.‬‬
‫وإن إخللوانكم القللائمين عللى حجلب الصللفحات الباحيللة يعمللون‬
‫جاهدين على حفظ وحماية المجتمع من سلبيات النترنت من غير‬
‫أن يمنعوهم من محاسنها الجمة‪ .‬فهم بذلك قللائمون علللى ثغللرة‬
‫في بالغ الخطورة والهمية على هللذا المجتمللع السلللمي ‪ ،‬وهللم‬
‫يدركون جيدا حجم المانة الملقاة علللى عللواتقهم ويسللألون الللله‬
‫عز وجل أن يعينهم على حسن رعاية تلك المانة‪.‬‬

‫في عام ‪1417‬هل)‪1997‬م( صدر قرار مجلس الوزراء رقللم ‪163‬‬


‫بتاريللخ ‪24/10/1417‬هللل الللذي أنللاط بمدينللة الملللك عبللدالعزيز‬
‫للعلللوم والتقنيللة مهمللة إدخللال خدمللة النللترنت العالميللة إلللى‬
‫المملكة‪ .‬وتبعا لذلك أنشئت وحدة خدمات النللترنت الللتي تللولت‬
‫كافة الجللراءات اللزمللة لدخلال هلذه الخدمللة وتشلغيل الشلبكة‬
‫وتسللجيل مقللدمي الخدمللة وترشلليح المحتللوى وتأهيللل القطللاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫وقد بدأت الخدمة بالمملكللة فللي ‪26/8/1419‬هلل حيللث تللم ربللط‬


‫الجامعات وشركات تقديم الخدمة المحلية بهذه الشبكة‪ .‬وتتكون‬
‫وحدة خدمات النترنت من أربعة مراكز أساسية هي‪:‬‬
‫مركز معلومات الشبكة‪ :‬الخاصة بتسجيل النطاقات وعنللاوين‬
‫الشبكة وتطوير صفحات المعلومات وإدارة خدمات المستفيدين‬
‫مركز تشغيل الشبكة‪ :‬ويقللوم بللتركيب وصلليانة كللل مكونللات‬
‫الشبكة من معدات وبرمجيات ومتابعة العطال والصيانة‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫‪Larry Baron and Murray Strauss, "Legitimate Violence and Rape: A Test of the Cultural Spillover‬‬
‫‪Theory," Social Problems 34, December 1985‬‬
‫‪69‬‬
‫‪"Final Report of the Attorney General's Commission on Pornography". Rutledge Hill Press,1986.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪Cyber Patrol, Netnanny, Smartfilter, Netfilter, Surfwatch, etc.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫قسممم خممدمات المسمماندة وعلقممات مقممدمي الخدمممة‪:‬‬


‫ويتولى تأهيللل مقللدمي الخدمللة والللترخيص لهللم وتنميللة المللوارد‬
‫البشرية ومتابعة الشؤون المالية والدارية بالوحدة‬
‫مركز أمممن المعلومممات‪ :‬ويتللولى الترشلليح وتوثيللق الطللوارئ‬
‫وتوعيللة المسللتخدمين والتنسلليق مللع اللجنللة المنيللة فيمللا يخللص‬
‫الضبط المني للمعلومات‪.‬‬

‫لقد حرص موظفللو وحللدة خللدمات النللترنت علللى تقللديم خدمللة‬


‫النللترنت بشللكل مللوزون إلللى أفللراد المجتمللع وذلللك بترشلليح‬
‫الصفحات الباحية بطريقللة تللترك أكللبر قللدر ممكللن مللن الحريللة‬
‫للمستخدمين ومع عدم إغلق شيء من المنافللذ أو الصللفحات إل‬
‫للضرورة القصوى‪ .‬فلقد تم وضع قوائم حجب بمئات اللوف من‬
‫الصفحات الباحية وجلبت أجهلزة وبرمجيلات خاصلة لحجلب تللك‬
‫الصفحات الباحية دون المساس بالصفحات المفيدة‪ .‬كما قلامت‬
‫الوحدة بتطللوير الخللبرات الوطنيللة الللتي تمكنللت علللى إثللره مللن‬
‫اكتشاف وإغلق الصفحات الباحية الجديدة بشكل آلي وآني ومنع‬
‫بعض أساليب العبث‪.‬‬

‫ولقد نتجت تلك السياسة السمحة عن عدد من التعديات من قبل‬


‫بعض أفراد المجتمع لستغلل هذه المنافللذ المفتوحللة والسياسللة‬
‫السمحة لمحاولة تخطي أو كسر نظام الترشيح‪ .‬ومع كلثرة هلذه‬
‫المحاولت إل أن الوحدة مصرة على سياستها بعدم الفراط فللي‬
‫إقفال المنافذ ولو تطلبللت هللذه السياسللة مضللاعفة الجهللود لللرد‬
‫العابثين دون الضرار بالباقين‪ .‬وبللذلك فللإن كللل عمللل تقللوم بلله‬
‫الوحدة تعد سباقة ورائدة في العلالم ومبتكلرة‪ ،‬وملا زاللت بلذلك‬
‫تهتدي في كل يوم إلى أساليب جديدة لم يسبقهم إليها أحللد لللرد‬
‫تلك المحاولت من غير أن تضطر إلى تغييللر سياسللتها الساسللية‬
‫السمحة‪.‬‬

‫ولكن الكمال غاية ل تدرك ولو أصر النسللان علللى الوصللول إلللى‬
‫هذه المنكللرات فيمكنلله تخطللي الوحللدة تمامللا والتصللال بإحللدى‬
‫الدول المجاورة للتواصل مع النترنت‪ .‬وهنا ينبغي علينا أن ندرك‬
‫أن الوحدة تمثل جهة فنية تنفيذية فقللط وعلللى أوليللاء المللور أن‬
‫يقوموا بما أوكله الله إليهم من حسن التربية والتوجيه والمراقبللة‬
‫والنصح لذراريهم ومن يعولونه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪13/02/10‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫كلنا أمير نفسه وكلنا عليه الختيار‪ .‬خدمة النللترنت واقللع ل مفللر‬
‫منه‪ .‬وهللذه الخدمللة تفتللح أمامنللا أيللديها بعطللاء وخيللر ومنللافع ل‬
‫تحصى‪ .‬ولكنها خدمة تجر معها مسؤوليات‪ .‬فعلينا نحن أن نكون‬
‫خير مستخدمين وخير مربين لبنائنا ومن نعول‪.‬‬

‫كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته‪ .‬فيا رب البيت هل تعلللم مللا‬


‫يفعل أبناؤك وبناتك عندما ينعزلون ساعات ل تحصللى فللي غللرف‬
‫مغلقة أمام شاشة النترنت؟‬

‫وهل سألت عنهم حينما غابوا عنك أياما في مقاهي النترنت فللي‬
‫الغرف الخاصة أو وراء الشاشات المستورة؟‬

‫هل تابعت ابنتك وعرفت ما تكتب للشباب في "سللاحات الحللوار"‬


‫أو ما ترسل لهم من صور؟‬

‫إخوانك في وحدة النترنت لن يألوا جهدا بإذن الللله فللي الوقللوف‬


‫معك لحماية أبنائك وبناتك من سوء استغلل هذه الخدمة النافعللة‬
‫ولكن المر بيديك وأنت مسؤول عن أهل بيتك‪ .‬أل هل بلغت؟‬

‫أسللأل المللولى عللز وجللل أن يعيننللا علللى حسللن اسللتخدام هللذه‬


‫الخدمة وعدم استخدامها فيما يضر‪ .‬وختاما نقول سبحانك اللهللم‬
‫وبحمدك أشهد أن ل اله إل أنت استغفرك وأتوب إليك‪.‬‬

‫‪26‬‬

You might also like