You are on page 1of 7

‫دراســـة حـــالة‬

‫محمد بــــوهالل‬
‫تمهيــــد‪:‬‬

‫تعد دراسة الحالة ‪ Etude de cas‬من أهم التقنيات واآلليات التحليلية التي تستعين بها عدة علوم ومعارف‬
‫كعلم النفس وعلم االجتماع وعلم االقتصاد والطب والبيداغوجيا وعلم اإلدارة‪ ..‬و في دراسة النمو ‪ ،‬ودراسة التغير‬
‫االجتماعي‪ ،‬ودراسات الجريمة‪ ،‬واالنتحار واالبتكارية واالستجابات للكوارث‪ ،‬والمواقف غير المألوفة ‪...‬‬
‫وتسعف هذه الطريقة التحليلية الدارسين والمحللين والمتدربين وطلبة العلم على مواجهة المشاكل والوقائع عن‬
‫طريق تحليلها ومدارستها من أجل إيجاد الحلول الناجعة للصعوبات التي يتعرض لها األفراد والجماعات داخل سياق‬
‫زمكاني معين لتمثلها قصد مواجهة وضعيات متشابهة في المستقبل‪.‬‬

‫‪ .I‬تعريف دراســـــة الحالة‪:‬‬


‫‪ .1‬الحالة لغـــــــة‪:‬‬
‫تشتق كلمة الحالة من فعل حال وحول والمصدر االسمي حال أو الحال‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فالحالة في اللغة الحال‪،‬‬
‫والحالة في علم النفس الهيئة النفسية أول حدوثها قبل أن ترسخ‪ ،‬والحال في الطبيعة كيفية سريعة الزوال من نحو حرارة‬
‫وبرودة ويبوسة ورطوبة عارضة‪ .‬أما الحال فهو الوقت الذي أنت فيه‪ ،‬والكساء الذي يحتش فيه‪ ،‬واللبن‪ ،‬وحال الدهر‪:‬‬
‫صروفه‪ ،‬وحال الشيء‪ :‬صفته‪ ،‬وحال اإلنسان‪ :‬ما يختص به من أموره المتغيرة الحسية والمعنوية‪ ،‬والعجلة يعلم عليها‬
‫الصبي المشي‪ ،‬وفي النحو ‪ :‬الزمان الحاضر‪ ،‬ولفظ يبين الهيئة التي عليها الشيء عند مالبسة الفعل له واقعا منه أو عليه‪،‬‬
‫وفي البالغة‪ :‬األمر الداعي إلى إيراد الكالم الفصيح على وجه مخصوص وكيفية معينة‪ ،‬جمع أحوال وأحولة‪.‬‬
‫ويتبين لنا من هذه االشتقاقات اللغوية أن الحالة هي صفة الشيء وهيئته وطبيعته وأحواله المتغيرة‪ ،‬أما في اللغة‬
‫األجنبية فكلمة ‪ cas‬تعني حالة وحال وظرف وعارض‪ ،‬وقد يقصد بها حالة إعراب في مجال النحو واللسانيات‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة الحالة اصطالحا‪:‬‬


‫الحالة عرض لوضعية ملحوظة (معيشة) في الحياة الواقعية اليومية والمهنية أو مستوحاة منها‪ .‬وتتصف الحالة‬
‫بكونها وضعية –مشكلة تتطلب تقديم حل أو اتخاذ قرار بشأنها‪.‬‬

‫‪ .II‬لماذا دراسة حالة؟‬


‫وتعتبر دراسة الحالة من أبرز األدوات التي تساعد الباحث على جمع معلومات شاملة واستحصال قدر أكبر من‬
‫المعطيات لدراسة الحالة قيد الدراسة سواء في المجال النفسي أو االجتماعي أو التربوي من أجل اتخاذ قرارات صائبة‬
‫في لمعالجة ظاهرة ما‪.‬‬
‫فهي أسلوب تربوي هادف لتمرير المفاهيم الصحية والبيئية والسكانية للمستفيدين ألنها تربط تلك المفاهيم‬
‫بوقائع ملموسة‪.‬‬
‫‪ .III‬أنــــواع دراسة الحالة‪:‬‬
‫يمكن الحديث عن أنواع عدة من الحاالت حسب المجاالت والميادين وحسب مجموعة من العناصر‬
‫والمكونات‪.‬‬
‫فعلى مستوى المضامين‪ ،‬يجوز الحديث عن الحالة التربوية المتعلقة مثال بمناهج التعليم والطرائق‬
‫البيداغوجية كالتدريس بالكفايات و الوضعيات‪ ،‬وتناول الظواهر السائدة في المحيط التربوي والتعليمي كظاهرة الغش‪،‬‬
‫والتغيب ‪ ،‬وعدم االهتمام‪ ،‬والرسوب‪ ،‬والكسل‪ ،‬واالستهتار بالنظام المدرسي‪ ،‬واإلخالل باألخالق المدرسية‪ ،‬وعدم‬
‫االهتمام بفضاء المدرسة‪ ،‬والنزوع الفردي‪ ،‬وانعدام االستعداد للتعلم والتكوين‪، ...‬‬
‫والحالة االجتماعية التي تهتم على سبيل التمثيل بالفوارق االجتماعية‪ ،‬والعنف االجتماعي‪ ،‬والهدر‬
‫الدراسي‪، ...‬‬
‫والحالة التواصلية التي تتعلق بدراسة أنواع التواصل ‪ ،‬وانعدامه وذكر معيقاته‪ ،‬واإلشارة إلى تفاوت‬
‫الخطاب التواصلي‪، ...‬‬
‫والحالة الثقافية التي تنبني على رصد مجموعة من المواضيع ذات الصبغة الثقافية كاالختالف الثقافي‪،‬‬
‫والصراع الثقافي‪ ،‬والوسط والمدرسة‪ ،‬والتنشئة االجتماعية‪ ،‬وتعدد الثقافات داخل القسم والمدرسة‪ ،‬والتعرض للمتخيل‬
‫االجتماعي والمعرفة المدرسية‪...‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك نذكر‪ :‬الحالة االجتماعية‪ ،‬والحالة النفسية‪ ،‬والحالة اإلدارية‪ ،‬والحالة الصحية‪ ،‬والحالة‬
‫االقتصادية‪ ،‬والحالة األخالقية‪ ،‬والحالة العلمية‪...‬‬
‫وهناك تصنيف آخر للحالة المدروسة يرتكز على المنهجية والخطوات اإلجرائية‪ ،‬إذ نجد‪:‬‬
‫حالة التحليل ‪( Le cas analyse‬ينصب التركيز فيها على تحليل الحالة وإبراز مشكلها)‪،‬‬
‫وحالة القرار‪( Le cas décision‬ينصب األمر على تحديد القرار المتخذ في قضية ما)‪،‬‬
‫والحدث النقدي ‪( L'incident critique‬يرتكز عند موشيللي على دراسة حدث معقد أو وضعيات متشابكة‬
‫تتداخل فيها عالقات إنسانية من خالل رؤية نقدية)‪.‬‬
‫وهناك تصنيف آخر للحالة على مستوى الكمي والتقنين‪ ،‬فهناك الحالة المكتملة النهائية‪ ،‬والحالة المتتالية في‬
‫التدرج‪ ،‬وهي الحالة التي لم تكتمل بعد‪ ،‬بل هي مازالت في التدرج كما هو شأن حالة القرار‪ ،‬وتقنية بيگور‬
‫‪ Technique de Pigors‬التي تعتمد على تقديم معلومات قليلة عن الظاهرة ‪ ،‬لذا تستوجب الحالة جمع معلومات‬
‫كثيرة عن الموضوع المدروس عن طريق الحوار واالستجوابات والمقابلة ‪ ،‬والحالة الجزئية ‪ Cas partiel‬التي تتكئ‬
‫على معطيات جزئية غير كافية لدراسة الظاهرة بشكل كلي‪.‬‬
‫وهناك حاالت أخرى على مستوى تجنيس الظاهرة المرصودة ‪ ،‬إذ يمكن الحديث عن حالة الغير‪ ،‬وحالة‬
‫الشهادة‪ ،‬والحالة المسرودة دراميا‪ ،‬وحالة لعب األدوار حيث يستدعى الفاعلون لتشخيص األدوار المنيطة بهم بطريقة‬
‫حيوية ديناميكية‪.‬‬
‫‪ .IV‬ممــيزات الحالة‬
‫تتميز الحالة بكونها‪:‬‬
‫‪ -‬وضعية ملموسة ذات صلة مباشرة بحياة االفراد‪.‬‬
‫‪ -‬وضعية مصوغة في صورة مشكل تتطلب حال وينتج عنها اتخاذ قرار‪.‬‬
‫‪ -‬تتيح معالجتها إمكانية مالمسة جميع جوانبها‪.‬‬
‫‪ -‬تشمل جميع المعطيات الضرورية لفهمها (أحداث – أحاسيس – مواقف – إلخ)‬
‫‪ -‬مالئمة لمستوى الفئات التي يطلب منها دراستها‪.‬‬
‫‪ .V‬كيف انتقلت دراسة الحالة إلى البيداغوجيا؟‬
‫من المعروف أن دراسة الحالة طبقت في بدايتها في مجال البحث العلمي وبحوث علم النفس وعلم االجتماع‬
‫و والطب واالقتصاد وعلم اإلدارة وعلم التدبير والتسيير‪ ،‬ولم تطبق في مجال التقويم والبيداغوجيا إال في السنوات‬
‫المتأخرة من القرن الماضي‪.‬‬
‫إ ن دراسة الحالة لم تظهر إال في الخمسينيات من القرن العشرين في مجال الدراسات االجتماعية‬
‫والسيكولوجية القائمة على التجريب والتحقيق والتوثيق اإلحصائي والعلمي واألرشفة‪...‬‬

‫‪ .VI‬أهــــداف دراســـة الحالـــة‪:‬‬


‫تستند دراسة الحالة إلى مجموعة من األهداف في المجال التربوي والتعليمي يمكن إجمالها كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬التعمق في فهم المشاكل التربوية والتعليمية واإلدارية؛‬
‫‪ -2‬تطوير التعليم وتحقيق تنميته عن طريق معالجة مشاكله؛‬
‫‪ -3‬تحقيق الجودة الكمية والكيفية بواسطة إيجاد الحلول لكل المشاكل والمعيقات التي يتخبط فيها‬
‫التعليم؛‬
‫‪ -4‬تدوين الحلول التربوية وتوثيقها وأرشفتها لتصبح فيما بعد تشريعات إلزامية أو إرشادية يستهدي‬
‫بها أطر التعليم واإلدارة في حل المعضالت التربوية ومعالجة المشكالت المطروحة و مجابهة الوضعيات‬
‫المستجدة في الساحة التعليمية؛‬
‫‪ -5‬اع تماد دراسة الحالة كأداة إجرائية مهمة ومفيدة في دراسة المشاكل الفردية والجماعية ‪ ،‬ورصد‬
‫الظواهر النفسية واالجتماعية والبيداغوجية ؛‬
‫‪ -6‬تفسير الوضعية اإلشكالية انطالقا من أسبابها الذاتية والموضوعية وحيثياتها السياقية واإلنسانية؛‬
‫‪ -7‬تساعد دراسة الحالة على استجماع المعلومات والمعطيات حول حالة ما من أجل تحليلها‬
‫وتشخيصها قصد معالجتها معالجة سليمة؛‬
‫‪ -8‬إيجاد الحلول للمشاكل التربوية العويصة االفتراضية والواقعية من أجل تفاديها في المستقبل؛‬
‫‪ -9‬يساعد الجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية فهما وتفسيرا على معالجة الظواهر التربوية‬
‫واإلدارية ميدانيا؛‬
‫‪ -10‬مساعدة المدرسين المتدربين والرسميين ورجال اإلدارة التربوية على حل المشكالت تطبيقيا‬
‫قبل مواجهتها في الواقع المؤسساتي فعليا؛‬
‫‪ -11‬االستعانة بدراسة الحالة في مجال التقويم والمراقبة وحل المشكالت واتخاذ القرارات في المجال‬
‫التربوي والديداكتيكي‪.‬‬

‫‪ .VII‬مواصفات دراسة الحالة وطريقة صياغتها‪:‬‬


‫تصاغ دراسة الحالة التربوية أو التعليمية أو اإلدارية بطريقة سردية أوصفية أو درامية أو استجوابية توليدية‪،‬‬
‫كما تصاغ في شكل سيناريو يصف مجموعة من الظروف التربوية أو اإلدارية التي تشخص مشكال ما ‪ ،‬كما ترد في‬
‫شكل قصة محبكة تخضع لمجموعة من آليات المتن السردي من أحداث وعقدة وشخوص وفضاء وصياغة أسلوبية‪ ،‬أو‬
‫ترد في شكل سيرة تاريخية تتضمن قضايا أو مشكالت تربوية أو إدارية مقصودة يشار إليها من خالل أسئلة محددة‪.‬‬
‫‪ .VIII‬مصادر دراسة الحالة‪:‬‬
‫‪ .1‬المسترشد نفسه‪( .‬موضوع الدراسة)‬
‫‪ .2‬األفراد اآلخرون (الوالدين‪ ،‬المعلمين‪ ،‬األصدقاء(‪...‬‬
‫‪ .3‬وسائل جمع المعلومات (المالحظة‪ ،‬المقابلة‪ ،‬االختبارات المدرسية‪ ،‬المقاييس واالختبارات‬
‫النفسية‪ ،‬السيرة الذاتية‪ ،‬الوثائق والسجالت‪(.‬‬
‫‪ .4‬الجهات المختصة (مراكز نفسية واجتماعية‪ ،‬مستشفيات)‬
‫‪ .5‬أرشيف المؤسسات التربوية التعليمية‪ ،‬والوثائق الواقعية‪ ،‬واإلحصاء‪ ،‬والببليوغرافيات‪،‬‬
‫والدراسات التي تناولت ومازالت تتناول دراسة الحالة بشكل نظري وتطبيقي‪...‬‬

‫‪ .IX‬مكونات دراسة الحالة وعناصرها الجوهرية‪:‬‬


‫تتكون دراسة الحالة في المجال البيداغوجي والديداكتيكي من العناصر البارزة التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬نص توثيقي للحالة التربوية أو اإلدارية؛‬
‫‪ .2‬الصياغة القصصية أو السردية أو السينارية للحالة؛‬
‫‪ .3‬تذييل النص باألسئلة؛‬
‫‪ .4‬تحميل النص المشكلة الرئيسة؛‬
‫‪ .5‬تحديد األطراف المتفاعلة داخل النص الوثيقة؛‬
‫‪ .6‬تبيان الفضاء السياقي الذي يتضمن المشكلة؛‬
‫‪ .7‬طرح مجموعة من المواقف العالجية الختيار األنسب منها أو ترك الحالة مفتوحة في حاجة‬
‫إلى عالج‪.‬‬
‫‪ .8‬اللجوء إلى أسلوبي الفهم والتفسير لتطويق الحالة ودراستها؛‬
‫‪ .9‬االسترشاد بالعوامل الذاتية والموضوعية في حل المشكالت والحاالت المعقدة‪.‬‬

‫‪ .X‬طريقة دراسة الحالة‬


‫تعتمد طريقة الحالة على تحليل وقائع عن طريق فحص ظواهرها وأبعادها وأسبابها‪ ،‬وتقديم حلول لمعالجتها‪.‬‬
‫وتعد دراسة الحالة ذات أهمية خاصة في تكوين الكبار‪ ،‬وبخاصة إذا كان لهذا التكوين صلة بالممارسة‬
‫المهنية‪.‬‬
‫ويعمل المكون عند األخذ بتقنية دراسة الحالة ‪ ,‬على اتباع خطوات عامة تتمثل في ما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬طرح المشكلة (الحالة)‪.‬‬


‫‪ .2‬تحليل التدخالت وتوضيحها‪.‬‬
‫‪ .3‬تحفيز أعضاء الجماعة على المشاركة‪.‬‬

‫‪ .XI‬خطوات دراسة الحالة‬


‫‪ -1‬جمع المعلومات باستخدام المصادر المتعددة‬
‫‪ -2‬تصنيف المعلومات التي تم جمعها وتحليلها‬
‫‪ -3‬تشخيص الحالة‬
‫‪ -4‬وضع خطة لإلرشاد والعالج‬
‫‪ -5‬المتابعة المستمرة لعملية اإلرشاد والعالج‬
‫‪ -6‬كتابة التقرير النهائي‬
‫‪ .XII‬تطبيق عملي لمنهج دراسة الحالة‬
‫يتطلب تنفيذ منهج دراسة الحالة من المكون القيام بعدد من االجراءات العملية االساسية تغطي كل مراحل ذلك‬
‫المنهج المعروض أعاله ‪ ,‬وهذه جملة من االجراءات تبين طريقة إعداد الحالة ‪ .‬ويمكن التمييز منهجيا بين جانبين هما ‪:‬‬
‫تحضير الحالة وتنفيذ التدريس بالحالة‪.‬‬

‫أ‪ -‬تحضير الحالة ‪:‬‬


‫‪ ‬البحث عن الحالة المناسبة‪:‬‬
‫وهو إجراء أساسي يتم انطالقا من مصادر متعددة ومتنوعة‪ ،‬مثال‪:‬‬
‫‪-‬الوثائق المختصة بكل أنواعها (كتب‪ ,‬مجالت‪ ,‬جرائد يومية‪)...‬‬
‫‪-‬شهادات شفهية (تحويلها إلى حالة مكتوبة) ‪...‬‬
‫‪ ‬االطالع على معطيات ضرورية وكافية ‪:‬‬
‫من المهم أن يكون المكون محيطا بمعطيات كافية وضرورية تمكنه من إدراك مختلف جوانب الحالة (أسباب‬
‫التلوث‪ ،‬نتائجه‪ ،‬انعكاساته المختلفة‪ ،‬أساليب معالجته‪ ،‬اقتراح حلول تمكن من تفادي حدوثه‪) ...‬‬
‫‪ ‬إعداد الحالة‪:‬‬
‫لتكون صالحة كموضوع للدراسة‪ ،‬وذلك بصياغتها بكيفية تجعلها تستجيب لمجموعة من العناصر‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون متضمنة لمشكل واضح ومحدد وقابل للحل‪.‬‬
‫‪ -‬أن تشمل مجموعة من الوقائع والمعطيات‪ ,‬التي تمكن من فهم المشكل ووضع فرضيات لحله‪.‬‬
‫‪ -‬أن تصاغ بأسلوب وصفي واضح ومباشر‪...‬‬

‫ب ‪ -‬تنفيذ التدريس بمنهج الحالة‬


‫يقتضي تنفيذ التدريس بتقنية دراسة الحالة التمييز بين مستويين‪ .‬هما‪:‬‬

‫‪ o‬المستوى التنظيمي‪:‬‬
‫نميز في هذا المستوى بين جانبين مترابطين‪:‬‬
‫أ‪ -‬تنظيم فضاء التكوين‪ :‬اختيار تنظيم مادي مناسب للمكان الذي سيتم داخله التكوين ليكون أكثر‬
‫مالءمة لألسلوب المعتمد في توزيع المستفيدين (أسلوب العمل الفردي أو أسلوب العمل الجماعي)‪.‬‬

‫ب‪ -‬توزيع المستفيدين إلى مجموعات‪ :‬ومن المهم أن ينجز المكون هذا االجراء بالكيفية التي تضمن‬
‫فعالية قصوى لعمل المجموعات ‪,‬بحيث‪:‬‬
‫يشرف بنفسه على تكوين المجموعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يترك الحرية للمستفيدين ليكونوا المجموعات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يختار االعضاء الذين يشرفون بدورهم على اختيار أعضاء مجموعاتهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يقدم التوجيهات الضرورية إلنجاز العمل‪...‬إلخ ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ o‬المستوى االجرائي ‪:‬‬


‫و هو المستوى المتعلق بالتنفيذ الفعلي للتكوين بتقنية دراسة الحالة ‪ .‬إن مهمة المكون تتمثل في تنشيط عمل‬
‫المجموعات‪ .‬و بالتالي فهو يعمل على تنظيم عمل هذه المجموعات ‪ ,‬وضبطه ‪ ,‬وتوجيهه صوب تحقيق األهداف ‪ ,‬و‬
‫كذا تطوير هذا العمل وتيسيره ‪ ,‬وتسهيل التواصل بين أعضاء المجموعات وضبط التفاعالت بينهم ‪ ,‬ويمكن أن نذكر‬
‫من بعض اإلجراءات كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يوزع المكون أدوار الكالم‬
‫‪ -‬ينبه إلى ردود الفعل الجماعية وإدراك محتواها ودالالتها‪.‬‬
‫‪ -‬يشجع المستفيدين‪ ،‬أعضاء المجموعات على الوصول إلى استنتاجات‪ ،‬واتخاذ القرارات المالئمة في ضوء‬
‫ما توفر لديهم من معطيات‪.‬‬
‫‪ .XIII‬كيفية التعامل مع دراسة الحالة؟‬
‫تستوجب دراسة الحالة مجموعة من الخطوات األساسية التي ينبغي أن ينطلق منها الدارس أو الباحث من أجل‬
‫رصد المشكلة ومعالجتها وإيجاد الحلول الناجعة للوضعية اإلشكالية‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬هذا مقترح للخطوات اإلجرائية التي تمر منها‪:‬‬
‫‪ ‬قراءة النص المعطى؛‬
‫‪ ‬تبيان نوع الحالة؛‬
‫‪ ‬تحديد موضوع الدراسة أو الحالة الخاضعة للرصد‪،‬‬
‫‪ ‬مالحظة النص مالحظة جيدة من خالل التركيز على كل مفاهيم النص وعناصره البارزة؛‬
‫‪ ‬طرح السؤال اإلشكالي المحوري؛‬
‫‪ ‬فهم النص واستقراء محتواه الداللي واإلشكالي؛‬
‫‪ ‬االستعانة بمعلومات النص الداخلية والمعلومات الخارجية اإلضافية؛‬
‫‪ ‬التحليل المنهجي للنص على ضوء تصميم محكم يتكون من المقدمة والعرض والخاتمة؛‬
‫‪ ‬وضع خاتمة تركيبية تحمل جوابا للحالة المطروحة وتتضمن القرارات المناسبة‪.‬‬
‫ويمكن دراسة الحالة من خالل مجموعة من العناصر والمكونات التي تساهم في إضاءة الموضوع وتحليله‬
‫فهما وتفسيرا‪ .‬إذ يفضل في التمهيد أن يقدم الدارس الحالة‪ ،‬ويستعرض األهداف وطريقة معالجة الظاهرة أو الحالة‪.‬‬
‫أما في مرحلة العرض‪ ،‬فيلتجئ الدارس إلى قراءة الحالة‪ ،‬وشرح الكلمات الصعبة‪ ،‬وتقسيم النص‪/‬الحالة إلى‬
‫مقاطعها األساسية‪ ،‬وتحديد األسئلة اإلشكالية‪ ،‬واستعراض المعلومات الخارجية والداخلية التي يستلزمها الموضوع‪،‬‬
‫والمقابلة بين وجهات النظر ومناقشتها ‪ ،‬وتحليل المعلومات تحليال منطقيا وحجاجيا وجدليا‪ ،‬والبحث عن العقدة‪،‬‬
‫واالستعانة بكل المعلومات اإلضافية التي تخدم الموضوع من قريب أو من بعيد‪ .‬ثم تنتقى القرارات المناسبة التي‬
‫ستصبح بمثابة قواعد إجرائية تقويمية تحليلية للوضعيات المتشابهة في المستقبل‪.‬‬
‫ويجب أن تنطلق دراسة الحالة التربوية التعليمية من المعارف والنظريات التي تلقاها المدرس‪ ،‬ليخضعها‬
‫إجرائيا للممارسة التطبيقية والميدانية من خالل االحتكاك بالوضعيات االفتراضية أو الواقعية‪.‬‬
‫إن دراسة الحالة في مجال السيكولوجيا والتحليل النفسي تخضع لمجموعة من الخطوات المنهجية يمكن‬
‫حصرها في‪:‬‬
‫‪ ‬مرحلة جمع المعلومات والبيانات؛‬
‫‪ ‬مرحلة العالج؛‬
‫‪ ‬مرحلة التقويم والمتابعة؛‬
‫‪ ‬إعداد التقرير النهائي عن الحالة المدروسة‪.‬‬
‫ومنها يمكن تسطير خطوات عملية كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد أهداف الدراسة‬
‫‪ ‬إعداد مخطط دراسة حالة‬
‫‪ ‬جمع البيانات األولية والضرورية لفهم الحالة‬
‫‪ ‬صياغة فرضية أو فرضيات تعطي تفسيرات منطقية ومحتملة لمشكلة الحالة ونشأتها وتطورها‬
‫‪ ‬تنظيم وعرض وتحليل البيانات‬
‫‪ ‬النتائج والتوصيات‬
‫وتعتمد دراسة الحالة النفسية على مجموعة من الوسائل كالمالحظة بجميع أنواعها والمقابلة والسجل المدرسي‬
‫و الزيارات المنزلية واألسرية و االختبارات النفسية والتحصيلية‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫تقنيات دراسة حالة‪...................‬االستاذ جميل حمداوي‬

‫فنيات دراسة حالة‪...................‬االستاذ سالم الزبيدي‬

‫‪http://attarbiya61.boardeducation.net/t10-topic‬‬

You might also like