Professional Documents
Culture Documents
الخلصا ة
) طبع بموافقة وزارة العإلما تاريخ 19/11/2007
رقم ) (97070
إعإداد
الباحث في القرآن والسنة
1
بسم الله الرحمن الرحيم
2
القلوب وصقلها
طلمئإلن قال تعالى } :النإذيلن آلممنأولا لوتل ل
طلمئإلن مقملومبمهما بإإذلكإر اللإه أللل بإإذلكإر اللإه تل ل
ب{ُ ) (28سورةا الرعد القمملو م
جمع إواعداد
الباحث في القرآن والسنأة
علي بن نأايف الشحود
حمص في 27شوال 1428هل الموافق ل 7/11/2007ما
3
ق القلب - 1
خل ة
قال ال تعلالى) :لواللنلهم أللخلرلجمكللما إمللن مبطملوإن أمنمهللاتإمكلما لل تللعلمملولن لشلليةئا لولجلعللل لمكلمما
صالر لواللللفئإلدةال للعلنمكلما تللشمكمرولن )] (78النأحل.[78 : النسلملع لواللللب ل
ب ليلعإقلمللولن بإهلللا أللو وق للال ال ل تعللالى) :أللفلل للما ليإسلليمروا إفللي اللللر إ
ض فلتلمكللولن لهلم للما مقلمللو ب
ب النتإل للي إف للي إ
صل للامر لولكل للن تللعلمل للى القمللم للو ملآلذابن ليلسل للممعولن بإهل للا فلإننأهلل للا لل تللعلم للى اللللب ل
صمدوإر )] ((46الحج.[46 : ال ل
الل تبللارك وتعللالى خلللق النأسللان ،والنأسللان للله ظللاهر وبللاطن ،وفللي بللاطنأه أكللثر
العضاء وأهمها كالقلب والكبد والمعدةا.
ولفظ القلب يطلق على معنيين:1
أحدهما :اللحما الصنأوبري الشكل ،المودع في الجانأب اليسر مللن الصللدر ،وهللو
لحما مخصوص وفي باطنأه تجويف ،وفي ذلك التجويف دما أسود هو منأبع الروحا
ومعدنأه ،يدخل فيه الدما ،ثما يدفعه بواسطة العروق لتغذية البدن.
الثاني :لطيفللة ربانأيللة روحانأيللة ،لهللا بللذلك القلللب الجسللمانأي تعلللق ،وتلللك اللطيفللة
هي حقيقة النأسان ،وهو المدرك العالما العارف من النأسان.
وهللو المخللاطب والمطللالب ،والمثللاب والمعللاقب ،ولهللذه اللطيفللة علقللة مللع القلللب
الجسمانأي.
أما الروح :فهللو جسللما لطيللف منأبعلله تجويللف القلللب الجسللمانأي ،ينأتشللر بواسللطة
العروق إلى سائر أجزاء البدن.
وجريللانأه فللي البللدن ،وفيضللان أنألوار الحيللاةا والحللس ،والسللمع والبصللر والشللما منأهللا
على أعضائها ،يضاهي فيضان النأور من السراج الذي يدار في زوايا البيت.
- 1إحياء علوما الدين ) -ج / 2ص (206وكتاب الكليات ل لبى البقاء الكفومى ) -ج / 1ص
(738
4
وسريان الروحا ،وحركته في باطن النأسان ،يشبه حركة السراج في جوانأب البيت
بتحريك محركه.
أما النفس :2فتطلللق علللى ذات النأسللان ،وهللي اللطيفللة الللتي هللي نأفللس النأسللان
وذاته ،وتطلق على المعنأى الجامع لقوةا الغضب والشهوةا في النأسان.
أممما العقممل :3فهللو مللا يعقللل النأسللان عمللا يشللينأه ويدنأسلله مللن القل لوال والفعللال
وضده الجنأون.
فيطلق ويراد بله العلللما بحقلائق الملور ،فيكلون عبللارةا علن صللفة العلللما اللذي محلله
القلب.
ويطلق ويراد به تلك اللطيفة المدرك للعلوما فيكون هو القلب.
ولمللا خلللق ال ل ع لنز وج لنل النأسللان ابتله وامتحنألله ،بمللا يعللرف بلله صللدقه وكللذبه،
وطاعته ومعصيته وطيبه وخبثه.
فمممزج فممي خلقتممه وتركيبممه أربممع شمموائب ،فلممذلك اجتمممع عليممه أربعممة أنممواع مممن
الوصاف وهي:
4
الصفات السبعية ..والبهيمية ..والشيطانأية ..والربانأية..
وكل ذلك مجموع في قلبه.
فهو من حيث سلط عليه الغضب يتعاطى أفعال السباع ،من العداوةا والبغضللاء،
والتهجما على النأاس بالشتما والضرب والقتل.
وهو ملن حيلث سللطت عليلله الشللهوةا يتعلاطى أفعللال البهلائما ،مللن الشلره والحللرص
والنأكاحا والشبق وغير ذلك.
5
وهللو مللن حيللث اختصاصلله عللن البهللائما بللالتمييز ،مللع مشللاركته لهللا فللي الغضللب
والشهوةا ،حصلت فيه شيطانأية ،فصار شري اةر يستعمل التمييز فلي استنأباط وجلوه
الش للر ،ويتوص للل إل للى الغل لراض ب للالمكر والخ للداع ،ويظه للر الش للر ف للي مع للرض
الخير ،وهذه أخلق الشياطين.
ومن حيث أنأه في نأفسه أمر ربانأي ،فإنأه يدعي لنأفسه الربوبية ،ويحب الستيلء
والسلتعلء فلي كلل شليء ،ويحلب السلتبداد فلي الملور كلهلا ،والتفلرد بالرياسلة،
والنأسلل عن ربقة العبودية والتواضع.
ويدعي لنأفسه العلما والمعرفة والحاطة بحقائق المور.
والحاطة بجميع الحقائق ،والسللتيلء بلالقهر علللى جميللع الخلئلق مللن أوصللاف
الربوبية ،وفي النأسان حرص على ذلك.
وكل إنأسان فيه شوب من هذه الوصاف الربعة.
فمعرفة القلب ،وحقيقة أوصافه أصلل اللدين ،وأسلاس طريق السالكين) :لولمللن لللما
ليلجلعإل اللنهم لهم منأوةار فللما لهم إملن منأورر )] ((40النأور.[40 :
والقلب يغرق فيما يستولي عليه من محبوب أو مكروه أو مخوف.
فالمحبوب يطلبه ،والمكروه يدفعه ..والخوف يحذره.
والرجاء يتعلق بالمحبوب ..والخوف يتعلق بالمكروه.
ول يأتي بالحسنأات والمحبوبات إلل ال ،ول يذهب بالسلليئات والمكروهللات إلل الل
،والل ل أعل للما حي للث يجع للل رس للالته ،ق للال تع للالى ) :إوإان يمسسل ل ل ن
ك اللل لهم بإ م
ضل لرر فللل ل ل لل ل ل
صيب بإ إه مللن يلشاء إمللن إعبلاإدهإ ضللإإه ي إ إ لكاإش ل
ف لهم إنل مهلو ل إوإالن ميإرلد ل
ل م ل ل م ك بإلخليرر فللل لارند لفل ل م
لومهلو اللغمفومر النرإحيمما )] ((107يونأس.[107 :
6
7
5منزلة القلب 2-
- 5موسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (5066وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 2ص (500و
إحياء علوما الدين ) -ج / 2ص (205
()6أخرجه البخاري برقما ) ،(52ومسلما برقما ).(4178
8
والخلق أنأواره وآثاره.
وبحسب ما فيه من النأور والظلما ،تظهر محاسن الظلاهر ومسلاويه ،إذ كلل إنألاء
بما فيه ينأضح ،والقلوب كالقدور تغلي بما فيها.
وصلحا العالما وفساده يكون بحسب حركة النأسان في الحياةا ،إذ هو قلب العلالما
ولبلله ،وصلللحا بللدن النأسللان وفسللاده قللائما علللى صلللحا القلللب وفسللاده كمللا قللال
النأبي صلى ال عليه وسلما في الحديث السابق .
7
والقلب هو الذي إذا عرفه النأسان فقد عرف نأفسه ،إواذا عرف نأفسه عرف رنبله،
وهللو الللذي إذا جهللله النأسللان فقللد جهللل نأفسلله ،ومللن جهللل نأفسلله فقللد جهللل رنب لله،
ومن عرف ربه فقد عرف كل شيء ،ومن جهل ربه فقد جهل كل شيء.
ومن جهل قلبه فهلو بغي ره أجهلل ،وأكلثر الخلق جاهلون بقللوبهما وأنأفسلهما وربهلما،
وقلد حيلل بينأهلما وبيلن أنأفسلهما ،فإن الل يحلول بيلن الملرء وقلبله كملا قال سلبحانأه:
ن إ إن إ نإ
)ليا ألليلها الذيلن لآلمنأموا الستلإجيبموا للله لوإللنرمسلوإل إلذا لدلعلامكلما للملا ميلحإييمكللما لوالعلمملوا ألنن الللهل
ليمحومل لبليلن اللملرإء لولقلبإإه لوألننأهم إلليإه تملحلشمرولن )] ((24النأفال.[24 :
وحيلولته :بأن يمنأعه سبحانأه عن مشاهدته ومراقبته ،ومعرفة أسمائه وصفاته.
وكيفيللة تقلبلله بيلن إصلبعين مللن أصلابع الرحملن 8،أنأله كيلف يهللوي مللرةا إللى أسللفل
- 7انأظر مجموع الفتاوى ) -ج / 9ص (295والحاوي للفتاوي للسيوطي ) -ج / 3ص (357
إوايقاظ الهمما شرحا متن الحكما ) -ج / 1ص (2و إحياء علوما الدين ) -ج / 3ص (431
والفتاوى الحديثية لبن حجر الهيتمي ) -ج / 1ص (677
ومعنأاه :من عرف نأفسه بالعجز والفتقار والتقصير والذلة والنأكسار عرف ربه بصفات الجللة
والجمالة على ما ينأبغي لهما ،فأداما مراقبته حتى يفتح له باب مشاهدته فيكون من أخصائه الذين
أفرغ عليهما سجال معرفته وألبسهما صوافي خلفته ؟ .
ن
ص ليمقومل لأننأ هم لسإملع لرمسولل الل ه -صلى ال عليه وسلما -ليمقومل :
إ - 8عن لعلبإد اللنإه لبإن لعلمإرو لبإن اللعا إ
إر إ ن » إنن مقملو إ
ث ليلشامء « .ثمنما
صلرفمهم لحلي مصابإإع النرلحلمإن لكلقلرب لواحد مي لصلبلعليإن ملن أل ل
ب لبنأى آلدلما مكللها لبليلن إ ل ل
ك «. إ
ت
ل ل ع طا
ل لى ل ع نأا بلوم ق ف ر
ل ص ب إ لو
م ق ل ا فرل ص م ما
ن ه ن
ل ال » وسلما- عليه ال -صلى هإ ن
ل ال لقالل لرمسومل
ل ل م لل ل م م ل ل م
9
سللافلين ،وينأخفللض إلللى رتبللة الشللياطين ،وكيللف يرتفللع أخللرى إلللى أعلللى علييللن،
ويرتقي إلى عالما الملئكة المقربين.
وحاجة القلب إلى معرفة ال وأسمائه وصفاته وأفعاله أعظما من حاجة البدن إلللى
الطعاما والشراب.
بللل نأسللبة حاجللات القلللب إلللى اليمللان ،ومعرفللة ال ل ع لنز وج لنل ،وحاجللات البللدن
للطعاما والشراب كالذرةا بالنأسبة للجبل ،والقطرةا بالنأسبة للبحر.
وقد خلق ال عزز وجزل في كل إنسان ثلثا أوانن أساسية وهي:
الدماغ ...والقلب ..والمعدةا.
فالدماغ آنأية العقل والعلما ..والقلب آنأية اليملان والتوحيلد ..والمعلدةا آنأية الطعلاما
والشراب ..فلكل آنأية غذاء ..ولك غذاء ثمرةا.
فالقلب محل اليمان والتصديق ،واليقين والتعظيللما لللرب العللالمين ،والخللوف منألله،
والتوكل عليه ،ومحبته والنأس به ،ومعرفته ،والنأقياد له ،والتسليما له سبحانأه.
ولذا صار القلب محل نأظر ال من العبد ،كملا قلال النألبي صللى الل عليله وسللما
صللوإرمكلما لوأللمللوالإمكلما لولإكللن ليلنأظملمر إللى مقلملوبإمكلما لوأللعلملالإمكلما «. ن
» :إنن اللهل لل ليلنأظممر إللى م
أخرجه مسلم).(9
وأصل للل العلل للما الل للذي يل للورث العمل للل ..ويل للوجب خشل للوع القلل للب ..وخشل لليته لربل لله..
ومحبتلله للله ..والقللرب منألله ..والنأللس بلله ..والقبللال عليلله ..ولللزوما طللاعته ..هللو
العل للما ب للال ..وه للو معرف للة أس للمائه وص للفاته ..وآلئ لله ونأعم لله ..وص للفات جلل لله
وجمللاله ..ثللما معرفللة وعللده ووعيللده ..ومللاذا أعللد الل مللن النأعيللما للمتقيللن ..ومللاذا
أعد من العذاب للمجرمين.
ثما يتلوه العلما بأحكاما ال ..وما يحبه ويرضاه من العبد من قول أو عمل أو حللال
صحيح مسلما برقما )( 6921
()9أخرجه مسلما برقما ) 6707و .(6708
10
أو اعتقاد ..ويستقيما على ذلك إلى أن يموت.
ومن فاته هذا العلما النأافع ،وقع في الربع التي استعاذ منأها النأبي صلى ال
ر إ عليه وسلما بقوله » :اللنهنما إإلنأى ألمعومذ بإ ل إ إ ر
ك ملن علما لل ليلنأفلعم لوملن لقلب لل ليلخلشعم م
س لل تللشلبعم لوإملن لدلعلورةا لل ميلستللجا م
وإملن لنألف ر
)(10
ب للها « أخرجه مسلم . ل
وال تبارك وتعالى خلق النأسان في أحسن تقويما ..خلق القلب للنأسان يعلما
11
به الشياء ..وخلق العين يرى بها الشياء ..وخلق الذن يسمع بها الصوات..
وخلق العقل يعقل به الشياء..
كما خلق سبحانأه كل عضلو ملن أعضلائه لملر ملن الملور وعملل ملن العملال
فالي للد للبط للش ،والرج للل للس للعي ،واللس للان للنأط للق ،والف للما للك للل ،والنأ للف للش للما،
وكذلك سائر العضاء الظاهرةا والباطنأة ،لكل وظيفة وحكمة.
فإذا اسلتعمل النأسلان العضلو فيملا خلق له ،وأعلند لجلله فذلك هو الحلق ،وكلان
ذلك خي اةر وصلحاة لذلك العضو ولربه ،وللشيء الذي استعمل فيه.
ل ،ف للذلك خسل لران ،وص للاحبه
إواذا ل للما يس للتعمل العض للو ف للي حق لله ،ب للل ت للرك بط للا ة
مغبون ،إوان استعمل في خلف ما خلق له فهو الضلل والهلك ،وصلاحبه ملن
الذين بدلوا نأعمة ال كف اةر.12
وسيد العضاء ،ورأسها وملكها هو القلب ،والفكر للقلب كالصغاء للذن.
وصلح القلب وحقه والذي خلق من أجله ،هو أن يعقل الشياء:
فيعرف ربه ومعبوده وفاطره ..وما ينأفعله وملا يضلره ..وملا يصللحه وملا يفسلده..
ويعرف أسباب النأجاةا وأسباب الهلك ..ويميز بين هذا وهذا ..ويختار مللا ينأفعلله
11
وما يصلحه ..ويعتصما بال ..ول يلتفت إلى ما سواه.
والنأللاس متفللاوتون فللي الخلللق ..ومتفللاوتون فللي عقلهللما الشللياء ..مللن بيللن كامللل
ونأاقص ،وفيما يعقلونأه من بين قليل وكثير ..وجيد ورديء.
إواذا آمن العبد بال أكرم ال قلبه بعشر كرامات:
الولى :الحياة:
كمللا قللال سللبحانأه) :أللولم للن لكللالن لمليتةللا فلأللحليليلنأللاهم لولجلعللنأللا ل لهم منأللوةار ليلمإشللي بإ لإه إفللي
ك مزليللن إلللكلاإفإريلن لملا لكلانأمواس لكلملن لمثللمهم إفلي الظللململاإت لليللس بإلخلاإررج إملنأهللا لكللذإل ل الننأا إ
ليلعلمملولن )] ( (122النأعاما.[122 :
ضللا لمليتللةة فلإهللى للهم ، . « ..وكللذلك الل علنز وجلنل خلللق القلللب،
13
و» لمللن أللحليللا أللر ة
وجعل فيه نأور اليمان ،فل يجوز أن يكون لغيره فيه نأصيب.
الثانية :الشفاء:
صمدولر قللورما مملؤإمإنأيلن )] (14التوبة.[14 : إ
كما قال سبحانأه) :لوليلشف م
فالعسل شفاء البدان ..واليمان شفاء القلوب ..والعلما شفاء من الجهل.
الثالثة :الطهارة:
فالصللائغ إذا امتحللن الللذهب مللرةا ل يللدخله النأللار ،وكللذلك ال ل إذا امتحللن قلللوب
صللواتلهملما إعلنأللد لرمسللوإل اللنلإه مأولئإل ل
ك المللؤمنأين ل يللدخلهما النأللار) :إنن النلإذيلن ليمغ ل
ضللولن أل ل
النإذيلن المتللحلن اللنهم مقملولبهملما إللتنلقلوى لهملما لملغإفلرةاب لوأللجبر لعإظيبما )] ((3الحجرات.[3 :
الرابعة :الهداية:
كمللا قللال سللبحانأه) :لولمل للن ميل للؤإملن بإللاللنإه ليلهل لإد لقللبل لهم لوالللن لهم بإمكل للل لشل لليرء لعإليل لبما )((11
]التغابن.[11 :
الخامسة :ثبوت اليمان:
12
فكما أن الورقة إذا كتب فيها قرآن لما يجز إحراقها ،فكذلك قلب المؤمن إذا كتللب
فيه اليمان لما يجز إحراقه) :لل تلإجمد قللوةما ميلؤإممنأولن إباللنإه لوالليللوإما الللإخلإر ميللوالدولن لمللن
لحللاند اللنل لهل لولرمسللولهم لولل للو لكللانأموا لآلبللالءمهلما أللو أللبلنأللالءمهلما أللو إلخل للوالنأهملما أللو لعإشلليلرتلهملما مأولئإل ل ل
ك
ب إفللي مقلمللوبإإهمما ا لإليلمللالن لوألنيل للدمهلما بإل لمرورحا إملنأل لهم لوميل للدإخلمهملما لجننأللارت تللجل لإري إمل للن تللحتإهلللا لكتلل ل ل
إ ك إحللز ن إ ضوا لعلنأهم مأولئإل ل إ ن إإ إ
ب اللله أللل إنن حللز ل
ب م اللللنألهامر لخالديلن فيلها لرضلي اللهم لعلنأهملما لولر م
اللنإه مهمما المملفلإمحولن )] ((22المجادلة.[22 :
السادسة :السكينة:
كما قال سبحانأه) :مهلو النإذي أللنألزلل النسإكيلنأةل إفي مقملوإب المملؤإمإنأيلن لإليلزلدامدوا إإيلماةنأا لمللع
ض لولكالن اللنهم لعإليةما لحإكيةما )] ((4الفتح.[4 : إإيلمانأإإهلما وإللنإه مجمنأومد النسلماواإت واللللر إ
ل ل ل
السابعة :اللفة:
ض لجإميةعلا لملا أللنلفل ل
ت ت لملا إفلي اللللر إ كمللا قلال سللبحانأه) :لوأللنل ل
ف لبليللن مقلملوبإإهلما لللو أللنأفللقل ل
ف لبليلنأهملما إننأهم لعإزيبز لحإكيبما )] ((63النأفال.[63 : لبليلن مقملوبإإهلما لولإكنن اللنهل أللن ل
الثامنة :الطمأنينة:
طلمئإللن مقللملومبهملما بإلإذلكإر اللنلإه أللل بإلإذلكإر اللنلإه تل ل
طلمئإللن كمللا قللال سللبحانأه) :النلإذيلن لآلمنأملوا لوتل ل
ب )] ((28الرعد.[28 :
المقملو م
التاسعة :المحبة:
ب إلليمكلمما ا لإليلملالن لولزنيلنألهم إفلي مقلملوبإمكلما لولكلنرهل إلليمكلمما إ ن
كملا قال سلبحانأه) :لولكلنن الل هل لحنبل ل
ك مهمما ال نارإشمدولن )] ((7الحجرات.[7 : صليالن مأولئإ ل المكلفر والفمسو ل إ
ق لوالع ل ل ل م
العاشرة :الزينة والحفظ من السوء:
ب إلليمكلمما ا لإليلملالن لولزنيلنألهم إفلي مقلملوبإمكلما لولكلنرهل إلليمكلمما إ ن
كملا قال سلبحانأه) :لولكلنن الل هل لحنبل ل
ك مهمما ال نارإشمدولن )] ((7الحجرات.[7 : صليالن مأولئإ ل المكلفر والفمسو ل إ
ق لوالع ل ل ل م
13
14
14صالحا القلب 3-
ت لعلليإهللما قال ال تعالى) :إننألما المملؤإممنأولن النإذيلن إلذا مذإكلر اللنهم لوإجل ل
ت مقملومبهملما ل إوإالذا تملإلي ل
لآلياتمهم لازلدتلهملما إإيلماةنأا لولعللى لرلبإهلما ليتللونكملولن )] ( (2النأفال.[2 :
نإ إ نإ إ ر وقال ال تعالى) :ما ألصا إ
ب ملن ممصليلبة إنل بإلإلذإن اللله لولمللن يمللؤإملن بإلالله ليلهلد لقللبلهم ل ل ل
لواللنهم بإمكلل لشليرء لعإليبما )] ((11التغابن.[11 :
أصل كل خير وسعادةا للعبد كمال حياته وكمال نأوره ،فالحياةا والنأور مللادةا الخيللر
كله في الدنأيا والخرةا.
فبالحيللاةا تكللون قللوته وسللمعه وبص لره ،وحيللاؤه وعفتلله ،وشللجاعته وصللبره ،وسللائر
أخلقه الفاضلة ،ومحبته للحسن ،وبغضه للقبيح.
وكلمللا قللويت حيللاته ،قللويت فيلله هللذه الصللفات ،إواذا ضللعفت حيللاته ،ضللعفت فيلله
هذه الصفات.
وحياؤه ملن القبائلح هلو بحسلب حيلاته فلي نأفسه ،فلالقلب الحلي إذا عرضت عليله
القبائح نأفر منأها بطبعه ،وأبغضها ولما يلتفت إليها ،بخلف القلللب الميللت فللإنأه ل
يفرق بين الحسن والقبيح ،وكذلك القلب المريض بالشهوةا ،فإنأه لضعفه يميل إلى
ما يعرض له من ذلك فيعطب.
وكذلك إذا قلوي نألور القللب إواشلراقه انأكشلفت لله صلور المعلوملات وحقائقهلا عللى
ما هي عليه.
فاستبان حسن الحسن بنأوره وآثره بحياته ،وكذلك قبح القبيح.
والق لرآن نأللور تستضلليء بلله القلللوب وتشللرق بلله ،وروحا تحيللا بلله القلللوب ،فللالمؤمن
حي أكرمه ال بالنأور الذي يبصر به الحق من الباطل.
- 14فتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 3ص (919وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص
(3876
15
والكافر ميت القلب ،مغمور في ظلمة الجهل ،والكافر لنأصرافه عن طاعللة اللل،
وجهللله بمعرفتلله وتوحيللده ،وش لرائعه وسللنأنأه ،وتللرك العمللل بمللا يللؤد بلله إلللى نأجللاته
وسعادته ،بمنأزلة الميت الذي ل ينأفع نأفسه ول يدفع عنأها مكروه.
فإذا هداه ال للسلما ،وجعل قلبه حياة بعد موته ،ومشرقاة ومستنأي اةر بعد ظلمته،
فصار يعرف مضار نأفسه ومنأافعها ،ويعمل في خلصها من سخط ال وعقابه،
وأبصر الحق بعد عماه عنأه ،وعرفه بعد جهله به ،واتبعه بعد إعراضه عنأه،
وحصل له نأور يستضيء به ،ويمشي به في النأاس كما قال سبحانأه) :أللولملن
س لكلملن لمثللمهم إفي الظللملماإت
لكالن لمليةتا فلأللحليليلنأاهم ولجلعللنأا لهم منأوةار ليلمإشي بإإه إفي الننأا إ
ل
إ إ
ك مزليلن لللكافإريلن لما لكانأموا ليلعلمملولن )] ((122النأعاما.[122 : لليلس بإلخاإررج إملنألها لكلذل ل
إ
وحياةا القلب واستنأارته تحصل بالستجابة ل والرسول صلى ال عليه وسلما ،
وما يدعونأا إليه ال والرسول من العلما واليمان كما قال سبحانأه) :ليا ألليلها النإذيلن
لآلمنأموا الستلإجيبموا إللنإه لوإللنرمسوإل إلذا لدلعامكلما إللما ميلحإييمكلما لوالعلمموا ألنن اللنهل ليمحومل لبليلن
اللملرإء لولقلبإإه لوألننأهم إلليإه تملحلشمرولن )] ((24النأفال.[24 :
وحياةا القلب وصحته ل تحصل إل بأن يكون مدركاة للحق ..مريداة له ..مؤث اةر له
على غيره ..فاللهما أرنأا الحق حقاة وارزقنأا اتباعه.
والقلب فيه قوتان:
قوةا العلما والتمييز ..وقوةا الرادةا والمحبة.
وكمال القلب وصلحه باستعمال هاتين القوتين فيما ينأفعه.
فكمال استعمال قوةا العللما فلي إدراك الحلق ومعرفتله ،والتمييلز بينأه وبيلن الباطلل،
وباستعمال قوةا الرادةا والمحبة في طلب الحق ومحبته ،إوايثاره على الباطل.
فمللن لللما يعللرف الحللق فهللو ضللال ..ومللن عرفلله وآثللر غي لره عليلله فهللو مغضللوب
عليه ..ومن عرفه واتبعه فهو منأعما عليه.
16
فالمسلمون أخص بالحق؛ لنأهما عرفوه واتبعوه.
واليهود أخص بالغضب؛ لنأهما أمة عنأاد ،عرفوا الحق فلما يتبعوه.
والنأصارى أخص بالضلل؛ لنأهما أمة جهل ،عرفوا الحق وضلوا عنأه.
وقد أمرنأا ال عنز وجنل بطلب الهداية إلى طريق الحق ،وهو طريق المنأعما عليهللما
ط ط المس لتلإقيما ) (6إ
ص ل لار ل بمعرفللة الحللق والعمللل بلله بقللوله سللبحانأه) :اله لإدلنأا ال ل
ص ل لار ل م ل ل
ض للالليلن )] ((7الفاتحل للة،6 :
ض للوإب لعلليإهل للما لولل ال ن النل لإذيلن أللنألعلمل ل ل
ت لعلليإهل للما لغليل لإر اللملغ م
15
.[7
وكللل إنأسللان خاسللر فللي هللذه الحيللاةا ،إل مللن كملللت قللوته العلميللة باليمللان بللال،
وقوته العملية بالعمل بطاعة ال تعالى ،فهذا كماله في نأفسه.
ثللما كنمللل غيل لره بوصلليته للله بللذلك ،وأمل لره إيللاه بلله ،والصللبر علللى ذلللك ،كمللا قللال
صل لإر ) (1إنن ا لإللنألسل للالن لإفل للي مخلسل لرر ) (2إنل النل لإذيلن لآلممنأل لوا لولعإململ لوا سل للبحانأه) :لواللع ل
صلبإر )] ((3العصر.[3-1 : صلوا إبال ن صلوا إباللح ل ال ن إ إ
ق لوتللوا ل صاللحات لوتللوا ل
وهاتان القوتان ل تتعطلن في القلب.
بللل إن اسللتعمل العبللد قللوته العلميللة فللي معرفللة الحللق إواد اركلله ،إوال اسللتعملها فللي
معرفة ما يليق به وينأاسبه من الباطل.
وكذا قوته الرادية ،إن استعملها فللي العملل بلالحق ،إوال اسلتعملها فلي ضللده .ول
س للعادةا للقل للب ول ل للذةا ول نأعي للما ول ص لللحا إل ب للأن يك للون الل ل ه للو إله لله وف للاطره
16
ومعبوده وحده ل شريك له.
فكلل مخلوق ،وكل حي ،سوى ال سبحانأه ،من ملك أو إنأس أو جن أو حيوان أو
نأبللات فهللو فقيللر إلللى ربلله فللي جلللب مللا ينأفعلله ،ودفللع مللا يض لره ،ول يتللما ذلللك إل
17
17
بتصوره للنأافع والضار.
والمنأفعة من جنأس النأعيما واللذةا ،والمضرةا من جنأس اللما والعذاب.
فل بزد للعبد من أمرين:
أحدهما :معرفة ما هو المحبوب المطلوب الذي ينأتفع به ،ويلتذ بإدراكه.
والثاني :معرفة المعين الموصل المحصل لذلك المقصود.
وبإزاء ذلك أمران آخران:
أحدهما :مكروه بغيض ضار.
والثاني :معين دافع له عنأه.
فهذه الربعة ضرورية لكل عبد ،بل لكل حيوان.
إواذا ثبل للت ذلل للك فل للال تعل للالى هل للو الل للذي يجل للب أن يكل للون هل للو المقصل للود المل للدعو
والمطلللوب الللذي ي لراد وجهلله ،ويبتلغللى قربلله ،ويطلللب رضللاه ،وهللو المعيللن علللى
حصول ذلك.
وعبوديللة مللا س لواه ،واللتفللات إليلله ،والتعلللق بلله ،هللو المكللروه الضللار ،والل ل هللو
المعين على دفعه ،فهو سبحانأه الجامع لهذه المور الربعة دون سواه.
فهو المعبود المحبوب المراد ..وهو المعين لعبده على وصوله إليه وعبادته له..
والمكروه البغيض إنأما يكون بمشيئته وقدره ..وهو المعين لعبده على دفعه عنأه.
وال تبارك وتعالى خلق الخلق لعبادته الجامعللة لمعرفتلله ،والنأابللة إليلله ،ومحبتلله،
والخلص له.
فبل للذكره سل للبحانأه تطمئل للن قلل للوبهما ،18وتسل للكن نأفوسل للهما ،وبرؤيتل لله فل للي الخل للرةا تقل للر
عيونأهما ،ويتما نأعيمهما.
فل يعطيهللما سللبحانأه فللي الخللرةا شلليئاة خيل اةر لهللما ،ول أحللب إليهللما ،ول أقلر لعيلونأهما
- 17قال تعالى }:ليا ألليلها الننأامس لأنأتممما الفمقللراء إللى اللنإه لواللنهم مهلو اللغنأإلي اللحإميمد{ُ ) (15سورةا فاطر
- 18قال تعالى ..}:أللل بإإذلكإر اللإه تل ل إ
ب{ُ ) (28سورةا الرعد طلمئلن المقملو م
18
من النأظر إليه ،وسماع كلمه منأه ،ورضوانأه عليهما.19
ولما يعطهما في الدنأيا شيئاة خي اةر لهما ،ول أحب إليهما ،ول أقر لعيلونأهما مللن اليمللان
20
به ،ومحبته والشوق إلى لقائه ،والنأس بقربه ،والتنأعما بذكره وعبادته.
وحاجة العبلاد إللى ربهلما فلي عبلادتهما إيلاه أعظلما ملن حلاجتهما إليله فلي خلقله لهلما،
ورزقه إياهما ،ومعافاةا أبدانأهما.
فإن العبادةا هي الغاية المقصودةا لهما ،ول صلحا ول سعادةا لهما بدون ذلك.
وال تبارك وتعالى يريد من خلقه أن يعرفوا أطيب مللا فللي الللدنأيا ..وأطيللب مللا فللي
ل.
الخرةا ..فيقبلون عليه علماة وعم ة
ويعرفوا شر ما في الدنأيا ..وشر ما في الخرةا ..فيحذروه ويجتنأبوه.
والصللل هللو القلللب ،فللإن كللان صللالحاة صلللحت أعمللال الجلوارحا ،إوان كللان فاسللداة
فسدت أعمال الجوارحا.
والعين تبصر في ضوء الشمس صورةا الشيء ل حقيقة الشيء ،امتحانأاة وابتلةء،
ولكن ل يعرف الحقيقة إل القلب ،ويعرف القلب ذلك إذا كان فيه نأور اليمان.
فكملا تحتلاج العيلن إللى الضلوء الخلارجي لمعرفة الشلياء ورؤيتهلا ،فكلذلك القلب
ل يعل للرف حقيقل للة الشل لليء إل بنأل للور اليمل للان ،ومل للن اسل للود قلبل لله ل يعل للرف حقيقل للة
الشياء ،بل يعرف صور الشياء.
إواذا استنأار القلب بنأور اليمان أنأاب إلى ال ،فللأح ن
ب الطاعللات وكلره المعاصللي،
ضلرةاب ) (22إللى لرلبلها لنأاإظلرةاب )]ُ{ (23القيامة[24-22/ - 19قال تعالى }:وجوه يومئإرذ لنأا إ
م م ب لل ل
ى لقالل لقالل لرمسومل اللنإه -صلى ال إ
ر
مل لد خ ل ا ر
د إ
عي س
ل بى إ ل
أ ن
للع ( 6549 ) برقما - 20ففي صحيح البخارى
ك .فلليمقومل لهلل ك لرنبلنأا لولسلعلدلي ل عليه وسلما » -إنن اللنهل ليمقومل لللهإل اللجننأ إة ليا أللهلل اللجننأ إة .ليمقوملولن لنبلي ل
ك .فلليمقومل أللنأا أملعإطيمكلما طليتللنأا لما للما تملعإط أللحةدا إملن لخلإق ل
ضى لوقللد أللع ل إ
لرضيتملما فلليمقوملولن لولما للنأا لل لنألر ل
ضلواإنأى فللل أللسلخطم ك فلليمقومل أمإحلل لع لليمكلما إر ل ضمل إملن لذلإ ل ر
ى لشلىء أللف ل ب لوأل ل ك .لقالموا ليا لر لضلل إملن لذلإ ل أللف ل
لع لليمكلما لبلعلدهم أللبةدا « .
19
وبنأللور القلللب تللبين قيمللة المل لوال والشللياء ،وقيمللة اليمللان والعمللال ،ول يبقللى
ق بالدنأيا ،بل يكون تعلقه بالخرةا.
للعبد تعل ب
ونأور اليمان في القلب يرسخ حقيقة الوعد والوعيد.
إواذا ج للاءت حقيق للة الوع للد والوعي للد زدنأ للا ف للي الطاع للات ،ونأفرنأ للا م للن المعاص للي،
وزهدنأا في الدنأيا ،ورغبنأا في الخرةا.
ونأور القلب في الدنأيا يكون مستو ةرا ،وفي الخرةا يكون ظاه اةر للمؤمنأين.
وبامتثال أوامر ال ،وفعل كل سنأة ،يزداد نأور القلب ،وبمخالفة السنأن يزيد ظلما
القلب ،وتثقل الطاعات.
ومحبة ال نأور في القلب والوجه ..ومحبة غير ال ظلما في القلب والوجه.
وكللل مللن أقلنر ب ل )ل إللله إل الل وأن محمللداة رسللول اللل( جللاء النأللور فللي قلبلله ،إواذا
جاء نألور الهدايلة فلي القللب سلهل تطلبيق أواملر الل ،والكثلار منأهلا ،والتللذذ بهلا،
ودعوةا النأاس إليها ،والصبر على كل ذلك.
ونأللور الهدايللة فللي القلللب :أن يللتيقن العبللد أن المعطللي والمللانأع ،والمع لنز والمللذنل،
والنأافع والضانر ،والمحيي والمميت فقط هو ال وحده ل شريك له.
وحاجل للات القلل للب كل للثيرةا كل للالبحر ،وحاجل للات البل للدن كل للالقطرةا ،لن القلل للب محل ل للل
اليمان ،واليمان ليس له حدد ،وباليمان يسعد النأسان في الدنأيا والخرةا.
واليمللان يزيللد فللي القلللوب بكللثرةا الطاعللات ،والنأظللر فللي اليللات الكونأيللة ،واليللات
القرآنأية ،والجهد للدين ،وتحصل بذلك الهداية.
ولك ل لنن الباطل للل ل يل للزول إل بالتضل للحية بكل للل شل لليء مل للن أجل للل إعلء كلمل للة ال ل ل
بالموال ،والنأفس ،والشهوات ،والجاه ،والوقات.
ولمل للا تركل للت المل للة التضل للحية بل للذلك نأقل للص اليمل للان ،وقلل للت الطاعل للات ،وكل للثرت
20
المعاصي ،فجاء البلء والفساد والعقاب.21
فالشيطان يزين للنأسان الشهوات التي عاقبتهلا الهلك ،والنأبيلاء يأمرون النألاس
باليمان والعمال الصالحة التي عاقبتها الفلحا.
وزينأ ل للة القلل للب باليم ل للان ،وزينأ ل للة الجل ل لوارحا بالعم ل للال ،وزينأ ل للة النأس ل للان الداخلي ل للة
والخارجية تكمل بالخلق الحسنأة ،اللتي وصلف الل بهللا نألبيه محمللداة صللى الل
ق لعإظيرما )] ((4القلما.[4 :
ك للعلى مخلم ر
عليه وسلما بقوله ) :ل إوإاننأ ل
وليس في الوجود شيء غير ال سللبحانأه يسللكن إليلله القللب ،ويطمئللن بله ،ويلأنأس
به ،ويتلذذ بالتوجه إليه.
ومللن عبللد غيللر الل ل سللبحانأه ،وحصللل للله بلله نأللوع لللذةا ومنأفعللة ،فمضل لرته بللذلك
أضعاف أضعاف منأفعته ،وهو بمنأزلة أكل الطعاما المسموما اللذيذ.
وكما أن السموات والرض لو كان فيهما آلهة إل ال لفسلدتا ،22فكلذلك القلب إذا
كان فيه معبود غير ال تعالى ،فسد فساداة ل يرجى صلحه ،إل بأن يخللرج ذلللك
المعبود من قلبه ،ويكون ل وحده هو إلهه ومعبوده ومحبوبه.
وفقلر العبلد إللى أن يعبلد الل وحلده ل شلريك لله ،ليلس له نأظير فيقلاس به ،ولكلن
يشلبه ملن بعلض الوجلوه حاجلة الجسلد إللى الطعلاما والشلراب والنأفلس ،لكلن بينأهملا
فروق كثيرةا.
فإن حقيقة العبد قلبه وروحه ،ول صلحا له ول سعادةا إل بإلهه الحق الذي ل إللله
إل هو.
- 21قال تعالى }:مقلل إإن لكالن آلبامؤمكلما لوأللبلنأآَمؤمكلما ل إوإالخلوامنأمكلما لوأللزلوامجمكلما لولعإشيلرتممكلما لوأللملوابل القتللرلفتمممولها
إإ ر إ إ إ إ
ب إ لليمكما لم لن الله لولرمسولإه لوإجلهاد في لسإبيله فلتللرنب م
صولا ضلولنألها أللح ن لوتإلجالرةاب تللخلشلولن لكلسالدلها لولملساكمن تللر ل
لحنتى ليلأتإلي اللهم بإأللمإرإه لواللهم لل ليلهإدي القللولما اللفاإسإقيلن{ُ ) (24سورةا التوبة
صمفولن{ُ )(22 ش عنما ي إ
ب اللعلر إ ل ل - 22قال تعالى }:للو لكالن إفيإهلما آلإهلةب إنل اللنهم لفللسلدلتا فلمسلبلحالن اللنإه لر ل
سورةا النأبياء
21
فل يطمئن إل بذكره ..ول يسلكن إل بمعرفتله وحبله ..وللو حصل له ملن اللذات
والسرور بغيره ما حصل فل يدوما له ذلك.
وكثي اةر ما يكون ذلك الذي يتنأعما به هو أعظما أسباب ألمه ومضرته.
وأما إلهه الحق فل بند له منأه في كل وقت ،وفي كل حال ،وأينأما كان.
فنأفللس اليمللان بلله ،ومحبتلله وعبللادته ،إواجلللله وذكلره ،هللو غللذاء النأسللان وقللوته،
وصلحه وقوامه.23
أم ل للا م ل للن ق ل للال :إن عب ل للادةا الل ل ل وذكل ل لره وش ل للكره تكلي ل للف ومش ل للقة لمج ل للرد البتلء
والمتحان ،أو لجل مجلرد التعللويض بلالثواب المنأفصللل ،كالمعاوضلة بالثملان،
أو لمجللرد رياضللة النأفللس وتهللذيبها ،ليرتفللع عللن درجللة البهيللما مللن الحي لوان ،فهللذا
قول من قنل نأصيبه ملن العلما والتحقيق ،وملن ذو إ
ق حقائق اليمان وحلوته.
بل عبادته سبحانأه ومعرفته وتوحيده وشكره قرةا عين النأسان ،وأفضللل لللذةا للللروحا
والقلب والجنأان.
وليس المقصود بالعبادات والوامر المشلقة والكلفلة بالقصلد الول ،إوان وقلع ذللك
ضمنأاة وتبعاة في بعضها لسباب اقتضته ل بند منأها.
فأواممره سبحانأه ،وحلقه الذي أوجبه على عباده ،وشرائعه التي شللرعها لهللما ،هللي
ق للرةا العي للون ،ول للذةا القل للوب ،ونأعي للما الرواحا وس للورها ،وبه للا ش للفاؤها وس للعادتها،
وفلحها ،وكمالهللا فللي معاشللها ومعادهللا كمللا قللال سللبحانأه } :ليللا ألليهلللا الننأللامس قلللد
ص لمدوإر لومهلةدى لولرلحلم لةب لإلممللؤإمإنأيلن )
ظلةب إم للن لرلبمك للما لوإش للفابء لإلمللا إفللي ال ل
لجللالءتلمكلما لملوإع ل
ك لفلليلفلرمحلوا مهللو لخليلبر إمنمللا ليلجلممعللولن )ُ{ (58 ضإل اللنلإه لوبإلرلحلمتإلإه فلبإللذلإ ل (57مقلل بإفل ل
]يونأس[58-57:
ولما يسما ال عنز وجنل أواملره ووصلاياه وشلرائعه تكليفلةا ،إوانأملا سلماها روحلاة ونأللو ةرا،
22
وهللدى وحيللاةا ،ورحمللة وشللفاء ،وعهللداة ووصللية ،ونأحللو ذلللك ،ومللا ذكللر فللي القلرآن
مللن ذكللر التكليللف فإنأمللا ورد فللي جللانأب النأفللي كمللا قللال سللبحانأه) :لل يلكلل م ن
ف الل لهم م
ت لرنبلنأللا لل تملؤاإخ للذلنأا إلن لنأإسلليلنأا أللو ت لولعلليهلللا لمللا الكتللس للب ل لنألفةسللا إنل مولس للعلها لهلللا لمللا لكلس للب ل
ص ةار لكلما لحلملتلهم لعللى النإذيلن إملن قللبإللنأللا لرنبلنأللا لولل تملحلمللنأللا إ
طلألنأا لرنبلنأا لولل تللحملل لعلليلنأا إ ل
أللخ ل
صللرلنأا لعللى القلللوإما ت لملولللنألا لفالنأ م ف لعننألا لوالغإفللر للنألا لوالرلحلملنألا أللنأل ل طاقلةل للنألا بإلإه لوالعل م
لما لل ل
اللكاإفإريلن )] ((286البقرةا.[286 :
وأجل نأعيما في الجنأة ،وأفضللله وأعله علللى الطلق ،هللو النأظللر إلللى وجلله اللنرب
جنل جلله ،وسماع خطابه.
فلالمؤمنأون ملع كملال تنأعمهلما بملا أعطاهما ربهلما فلي الجنأة ،للما يعطهلما ربهلما شليئاة
أح ن
ب إليهما من النأظر إليه.
إوانأمللا كللان ذلللك أحللب إليهللما ،لن مللا يحصللل لهللما بلله مللن اللللذةا والنأعيللما ،والفل لرحا
والسلرور ،وقلرةا العيلن ،فلوق ملا يحصلل لهلما ملن التمتلع بالكلل والشلرب ،والحللور
العين ،ول نأسبة بين اللذتين والنأعمتين البتة.
وكما أنأه ل نأسبة لنأعيما ما في الجنأة ،إلى نأعيما النأظللر إلللى وجلله العلللى سللبحانأه،
فكذلك ل نأسبة لنأعيما الدنأيا إلى نأعيما محبته ومعرفته والشوق إليه ،والنأس به.
ن نإ لعلن ألإبى لسإعيرد المخلدإرل
ى لقالل لقالل لرمسومل الله -صلى الل عليلله وسلللما » -إنن الللهل
ك .فليقلملومل لهللل ر إ ليمقومل لللهإل اللجننأإة ليا أللهلل اللجننأإة .ليمقوملولن لنبلي ل
ضلليتملما ل ك لرنبلنأا لولسللعلدلي ل ل
طليتللنأللا لمللا لللما تملعلإط أللحلةدا إمللن لخلإقل ل
ك .فلليقلملومل أللنأللا ضللى لوقلللد أللع ل
فلليمقوللملولن لولمللا للنأللا لل لنألر ل
ك فلليقمللومل أمإح للل ض لمل إم للن لذإل ل ل ر ك .قلللالموا ليللا لر ل ض للل إم للن لذإل ل ل إ
ى لش للىء أللف ل ب لوأل ل أملعطيمك للما أللف ل
ضلواإنأى فللل أللسلخطم لعلليمكلما لبلعلدهم أللبةدا « .متفق عليه).(24 لعلليمكلما إر ل
والمخلوق كله ،كبيره وصغيره ،قويه وضعيفه ،ليس عنأده للعبد نأفع ول ضلر ،ول
23
عطاء ول منأع ،ول هدى ول ضلل ،ول نأصر ول خذلن ،ول خفض ول رفع ،ول
عز ول ذل.
بل ال الواحد القهار هو الذي يملك كل ذلك وحده دون سواه.
والعبللد ضللعيف مضللطر إلللى مللن يللدفع عنألله عللدوه بنأص لره ،إوالللى مللن يجلللب للله
منألافعه برزقله ،فل ب ند له ملن نأاصلر ورازق ،والل وحلده هو الذي ينأصلر ويلرزق،
ق مذو القمنوإةا اللمإتيمن {ُ ) (58سورةا الذاريات. }إنن اللنهل مهلو النرناز م
ومن كمال إيمللان العبلد أن يعلللما أن الل إذا منسلله بسللوء ،لللما يرفعلله عنألله غيلره ،إواذا
نأاله بنأعمة ،لما يرزقه إياها سواه.
وهللذا يقتضللي مللن العبللد التوكللل علللى اللل ،والسللتعانأة بلله ،ودعللاؤه وس لؤاله وحللده
دون سواه ،ومحبته وعبادته ،لحسانأه إلى عبيده ،إواسباغ نأعمه عليهما.
فإذا أحبوه وعبدوه وتوكلوا عليه ،فتح ال لهما من لذيذ منأاجاته ،وعظيما اليمان
به ،والنأابة إليه ،ما هو أحب إليهما من قضاء حاجاتهما ) :إوإان يمسس ل ن
ك اللهم ل ل لل ل ل
ب بإإه لملن ك بإلخليرر فللل ارند لإفل ل إ إ إ
ضله ميصي م ل ف لهم إنل مهلو ل إوإالن ميإرلد لضرر فللل لكاإش ل
بإ م
ليلشامء إملن إعلباإدإه لومهلو اللغمفومر النرإحيمما )] ((107يونأس[107:
ب لمكلما ل إوإالن ليلخمذلمكلما فللملن لذا النإذي إ ن
صلرمكمما اللهم فللل لغال ل وقال ال سبحانأه) :إلن ليلنأ م
صمرمكلما إملن لبلعإدإه لولعللى اللنإه لفلليتللونكإل المملؤإممنأولن )] ((160آل عمران[160 : ليلنأ م
وتعلق العبد بما سوى ال تعالى مضرةا عليه ،إذا أخذ منأه فللوق القللدر ال ازئللد علللى
حاجته ،غير مستعين به على طاعته.
فإذا نأال من الطعاما والشراب والنأكاحا واللباس فوق حاجته ضره ذلك.
ولو أحب العبد ما سوى ال ما أحب ،فل بند أن ميسلبه ويفارقه ،فإن أحبه لغير
ال فل بند أن تضره محبته ،ويعذب بمحبوبه ،إما في الدنأيا أو في الخرةا ،أو
فيهما معةا ،وهذا هو الغالب كما قال سبحانأه) :فللل تملعإجلب ل
ك أللملوالمهملما لولل أللوللمدمهلما
24
إننألما ميإريمد اللنهم لإميلعلذلبهملما بإلها إفي اللحلياإةا اللدلنأليا لوتللزله ل
ق أللنأفممسهملما لومهلما لكاإفمرولن )((55
]التوبة[55:
فكل من أحب شيئاة سوى ال تعالى ،ولما تكن محبته له ل تعللالى ول لكلونأه معينألاة
له على طاعته ،عذب به في الدنأيا قبل يوما القيامة.
فإذا كان يوما القيامة ونلى الحكما العدل سبحانأه كنل محب ما كان يحبه في الدنأيا،
فكان معه إما منأعماة أو معذبةا.
فالمؤمن الذي يحب المؤمنأين ،يكون معهما في الجنأة ،25والكافر الذي اجتملع ملع
الكفللار علللى غيللر طاعللة ال ل ورسللوله ،يجمللع ال ل بينأهللما يل لوما القيامللة فللي النأللار،
ويعللذب كلل منأهللما بصللاحبه ،ويلعللن بعضللهما بعض لاة كمللا قللال سللبحانأه) :الللإخنلمء
ض لعمددو إنل الممتنإقيلن )] ((67الزخرف.[67 : ضهملما إللبلع ر إر
ليلولمئذ لبلع م
فكللل مللن أحل ن
ب شلليئاة سللوى ال ل فالضللرر حاصللل للله بمحبللوبه ،إن وجللد إوان فقللد،
فإنأه إن فقده عذب بفراقه ،وتألما على قدر تعلق قلبه به.
إوان وجده كان ما يحصل له من اللما قبل حصوله ،ومللن النأكللد والتعللب فلي حلال
حصللوله ،ومللن الحسللرةا عليلله بعللد فللوته ،أضللعاف أضللعاف مللا فللي حصللوله مللن
اللذةا.
واعتماد العبد على المخلوق ،وتوكله عليه ،يوجب له الضرر من جهته هو ول
بند ،عكس ما أنمله منأه ،فل بند أن ميلخذلل من الجهة التي قدر أن مينأصر منأها،
وميذما من حيث قدر أن ليلحمد كما قال سبحانأه) :لواتنلخمذوا إملن مدوإن اللنإه لآلإهلةة
ضلدا )((82 لإيمكومنأوا لهما إع لاز ) (81لكنل سيلكفمرون بإإعبالدتإإهما ويمكومنأون ع لليإهما إ
ل ل ل لل م ل ل ل ل ل مل ل
]مريما[:
س لبإن لمالإرك ألنن لرمجلة لسأللل الننأبإنى -صلى ال عليه - 25ففي صحيح البخارى برقما ) ( 6171لعلن أللنأ إ
صللرةا لولل إ إ
ت للها ملن لكثيإر ل
ت للها « .لقالل لما أللعلدلد م وسلما -لمنتى النسالعةم ليا لرمسولل اللنإه لقالل » لما أللعلدلد ل
ت«. ب اللنهل لولرمسولهم .لقالل » أللنأ ل
ت لملع لملن أللحلبلب ل صلدقلرة ،لولإكلنأى أمإح ل
صلورما لولل ل
ل
25
فالمشرك يرجو بشركه النأصر تارةا ..والعز تلارةا ..والسللعادةا تلارةا ..والحملد تلارةا..
والثنأاء تارةا ..وأنأى له ذلك.
فصلحا القلب وسعادته وفلحه في عبادةا ال وحده ،والستعانأة به وحده:
)فللل تللدعم لملع اللنإه إلةها لآلخلر فلتلمكولن إملن المملعنذإبيلن )] ((213الشعراء[213:
وهلك القلب وشقاؤه ،وضرره العاجل والجل ،في عبادةا المخلوق والستعانأة
به ،فاحذر ذلك) :لل تللجلعلل لملع اللنإه إ لةها لآلخلر فلتللقمعلد لملذمموةما لملخمذوةل )((22
]السراء.[22 :
وال عنز وجنل غنأي كريما ،عزيز رحيما ،فهو محسن إلى عبده مع غنأاه عنأه ،يريللد
به الخير ،ويكشف عنأه الضر ،ل لجلب منأفعة إليه من العبد ،ول لدفع مضرةا.
بل رحمة منأه إواحسانأاة ومحبة له ،وهو سبحانأه لما يخلق خلقه ليتكثر بهما من
قلة ،ول ليعتز بهما من ذلة ،ول ينأفعوه أو يدفعوا عنأه أو يرزقوه :كما قال
ت الإجنن وا لإل لنألس إنل إلليلعمبمدوإن ) (56لما أمإريمد إملنأهملما إملن إرلز ر
ق سبحانأه ) :لولما لخللق م
ل
ق مذو القمنوإةا اللمإتيمن )((58 طإعمموإن ) (57إنن اللنهل مهلو النرناز م لولما أمإريمد أللن مي ل
]الذاريات[58-56:
ومللاذا يملللك العبللد الفقيللر حللتى يعطللي؟ ..ومللاذا يعلللما مللن الخلللق حللتى يواسللي
غيره؟ ..وماذا يملك من العمر حتى يبقى؟.
إن العبد المخلوق ل يعلما مصلللحتك حلتى يعرفله الل تعللالى إياهللا ،ول يقللدر علللى
تحصيلها لك حتى يقدره ال تعالى عليها ،ول يريللد ذلللك حلتى يخللق الل فيلله إرادةا
ومشيئة لذلك.
فعاد المر كله لمن ابتدأ منأه ،فهو الذي بيده الخير كله ،واليه يرجع المللر كللله،
فتعلللق القلللب بغيلره ضللرر محللض ل منأفعللة فيلله ،ومللا يحصللل بللذلك مللن المنأفعللة
فه للو س للبحانأه الللذي قللدرها ويس للرها وأوصلللها إليللك ،وغ للالب الخلللق إنأمللا يري للدون
26
قضللاء ح لوائجهما منأللك ،إوان أض لنر ذلللك بللدينأك ودنأيللاك ،فهللما إنأمللا يريللدون قضللاء
حوائجهما ولو بمضرتك.
والل لنر ل
ب تبل للارك وتعل للالى إنأمل للا يريل للد لل للك المصل لللحة ،ويريل للد الحسل للان إليل للك لل للك ل
لمنأفعته ،ويريد دفع الضرر عنأك ،فكيف تعلق أملك ورجاءك وخوفك بغيره؟
وال سبحانأه رفيع الدرجات ،الذي تعالت ذاته أن ميتقللرب إليلله إل بالعمللل الصللالح
الزكل للي الطل للاهر ،وهل للو الخلص الل للذي يرفل للع درجل للات أصل للحابه ويقربهل للما إليل لله،
ويجعلهما فوق خلقه.
والللوحي للرواحا والقلللوب ،بمنأزلللة الرواحا للجسللاد ،فكمللا أن الجسللد بل روحا ل
يحيل للا ول يعيل للش ،فكل للذلك الل للروحا والقلل للب بل للدون روحا الل للوحي ل يصل لللح ول يفلل للح:
ص لليلن لل لهم الل للديلن لولل للو لكل لإرهل اللك للاإفمرولن ) (14لرإفيل لعم الل لندلرلجاإت مذو )فل للالدعوا اللنل له ملخإل إ
لم م
ق )((15 ش ميلإقللي الللرولحا إمللن أللملإرإه لعللى لمللن ليلشلامء إمللن إعلبللاإدإه لإميلنألإذلر ليللولما التنلل إ
اللعللر إ
]غافر.[15 ،14 :
إن من لللما يكللن فلي قلبله نأللور اليمللان ،يللرى العللزةا بلالموال والشللياء ،ل باليمللان
والعمال ،وبذلك يحرما من العمال الصالحة ،ويتعلق قلبه بالفانأية.
وكلما ضعف اليمان نأقص الدين ،فتوجه النأاس إلللى غيلر اللل ،والعمللل بل يقيللن
كالجس للد بل روحا ل فائ للدةا في لله ،واليقي للن أن نأعتق للد أن جمي للع الف للوز والفلحا ،ف للي
الدنأيا والخرةا ،بيد ال وحده ل شريك له.
إواذا كللانأت القلللوب متوجهللة إلللى اللل ..والجسللاد مزينأللة بالسللنأن ،فتحللت للنأسللان
أبلواب الهدايللة والسللعادةا فلي اللدنأيا والخللرةا) :ليلا ألليهللا النلإذيلن لآلمنأملوا اتنقملوا اللنلهل لومقولملوا
إ ن إ قلوةل سلإديةدا ) (70ي إ
صلللح لمكللما أللعلملالمكلما لوليلغفللر لمكللما مذمنألولبمكلما لولمللن ميطلإع الللهل لولرمسلولهم
م ل ل ل
إ
فلقللد لفالز فللوةاز لعظيةما )] (71الحزاب.[:
إواذا أحللب الل عبللدةا ،هللداه إليلله ،وأدخللله بيتلله ،وأشللغله فيمللا يحللب ،واسللتعمل قلبلله
27
إ إ إ إ ن
وجلوارحه فيمللا يحللب) :الللهم ليلجتلبإللي إلليله لمللن ليلشللامء لوليلهلدي إلليله لمللن مينأيل م
ب )((13
]الشورى.[13 :
28
26
-4حياة القلب
صالإةحا إملن لذلكرر أللو أملنألثى لومهلو مملؤإمبن لف لمنألحيإليننأهم لحلياةاة إ
قال ال تعالى) :لملن لعملل ل
طليلبةة لوللنألجإزليننأهملما أللجلرمهلما بإأللحلسإن لما لكامنأوا ليلعلمملولن )] ((97النأحل.[97 : ل
وقال ال تعالى) :ليا ألليلها النإذيلن لآلمنأموا الستلإجيبموا لإلنإه لوإللنرمسوإل إلذا لدلعامكلما لإلما ميلحإييمك للما
لوالعلمم لوا ألنن اللنلهل ليمحللومل لبلي للن اللم للرإء لولقلبإ لإه لوألننأ لهم إللي لإه تملحلش لمرولن )] ((24النأفللال:
.[24
حيللاةا القلللب ونأعيملله وسللروره وبهجتلله باليمللان بللال ،ومعرفتلله ومحبتلله ،والنأابللة
إليه ،والتوكل عليه ،وعبادته ،وطاعته وطاعة رسوله صلى ال عليه وسلما.
فللإنأه ل حيللاةا أطيللب مللن هللذه الحيللاةا ،ول نأعيللما فللوق نأعيمهللا إل نأعيللما الجنأللة الللذي
يجتمع فيه كمال اليمان ،وكمال النأعيما.
إواذا كانأت حياةا القلب حياةا طيبة تبعته حياةا الجوارحا ،فطابت كما طاب.
وقد جعلل الل الحيلاةا الطيبة لهلل معرفتله ومحبتله وعبلادته كملا قلال سلبحانأه فلي
الية السابقة
وحياة القلب تكون بثلثة أشياء:
قصر المل ..وتدبر القرآن ..وتجنأب مفسدات القلب.
فأما قصر المل ،فهو العلما بقرب الرحيل ،وسرعة انأقضاء مدةا الحياةا ،وهللو مللن
أنأفع المور للقلب.
29
فإنأه يبعثه على تدارك الياما ،وانأتهاز الفرص التي تمر منر السحاب ،ويثير
عزمات القلب إلى دار البقاء والخلود ،ويزهده في الدنأيا ،ويرغبه في الخرةا كما
صلبلر مأوملو اللعلزإما إملن اللرمسإل لولل تللستللعإجلل لهملما لكألننأهملما
صبإلر لكلما ل قال سبحانأه) :لفا ل
ك إنل القللومماليلولما ليلرلولن لما ميولعمدولن للما ليللبثموا إنل لسالعةة إملن لنألهارر لبللغب فلهللل ميلهل م
اللفاإسمقولن )] ((35الحقاف.[35 :
وأما تدبر القرآن ،فهو تحديق نأاظر القلب إلى معانأيه ،وجمع الفكر على تدبره
وتعقله ،وهو المقصود بإنأزاله ،ل مجرد تلوته بل فهما ول تدبر ،كما قال
ك لإليندنبمروا لآلياتإإه لولإليتللذنكلر مأوملو الللللباإب )((29 سبحانأه) :إكلتا ب
ب أللنألزللنأاهم إللي ل
ك مملبالر ب
]ص.[29 :
فليللس شلليء أنأفللع للعبللد فللي معاشلله ومعللاده ،وأقللرب إلللى نأجللاته مللن تللدبر القلرآن،
وجمع الفكر فيه علللى معللانأي آيلاته ،فإنأهللا تطللع العبلد عللى معلالما الخيلر والشلر،
وتدله على مفاتيح كنأوز السعادةا والعلوما النأافعة ،وتثبت قواعللد اليمللان فللي قلبلله،
وتريه صور الدنأيا والخرةا ،والجنأة والنأار.
وتحضل لره بيللن المللما السللابقة ،وتريلله أيللاما ال ل فيهللما ،وتشللهده عللدل الل ل وفضللله،
وتعرفه ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله ،وما يحبه ال وما يبغضه.
وتري لله طريللق أه للل الجنأ للة ،وأه للل النأ للار ،وم ارت للب أه للل الس للعادةا ،وأه للل الش للقاوةا،
وتطلعه على تفاصيل المر والنأهي ،والشرع والقدر ،والحلل والحلراما ،والللترغيب
والترهيب ،والمواعظ والصبر وغيرها.
وأمللا مفسللدات القلللب فكللثرةا الخلطللة .والتمنأللي ..والتعلللق بغيللر اللل ..وكللثرةا الشللبع
وكثرةا النأوما ..فهذه الخمسة أكبر مفسدات القلب.
فللالقلب السللليما يسللير إلللى ال ل تعللالى والللدار الخللرةا ،وهللذه الخمسللة تطفللئ نأللوره،
وتضعف قلواه ،قاطعللة لله علن الوصللول إللى مللا خللق لله ،وجعلل نأعيمله وسلعادته
30
وابتهاجه ولذته في الوصول إليه.
فل للإنأه ل نأعيل للما للقلل للب ول لل للذةا ،ول ابتهل للاج ول كمل للال ،إل بمعرفل للة الل ل ل ومحبتل لله،
والطمأنأينأل للة بل للذكره ،والف ل لرحا والبتهل للاج بقربل لله ،والشل للوق علل للى لقل للائه ،فهل للذه جنأتل لله
العاجلة.
كما أنأه ل نأعيما له في الخرةا ،ول فوز ول فلحا إل بجوار ربلله فللي دار النأعيللما فللي
الجنأة الجلة.
فللله جنأتللان :ل يللدخل الثانأيللة منأهمللا حللتى يللدخل الولللى ،وهللذه الشللياء الخمسللة
قاطعة عن هذا ،حائلة بين القلب وبينأه.
ولحياة القلب علمات أهمها:
وجل القلب من ال سبحانأه ،وشدةا خوفه منأه ،كما قال سبحانأه) :إننألما
ت لع لليإهلما لآلياتمهم لازلدتلهملما ت مقملومبهملما ل إوإالذا تملإلي لالمملؤإممنأولن النإذيلن إلذا مذإكلر اللنهم لوإج ل ل
إإيلماةنأا لولعللى لرلبإهلما ليتللونكملولن )] ((2النأفال[2:
ومنها :القشعريرةا في البدن ،ولين الجلود والقلوب عنأد سماع القرآن كما قال ال
سبحانأه) :اللنهم لنأنزلل أللحلسلن اللحإديإث إكلتاةبا ممتللشابإةها لملثانأإلي تللقلشإعلر إملنأهم مجملومد النإذيلن
ك مهلدى اللنإه ليلهإدي بإإه لملن ليلخلشلولن لرنبهملما ثمنما تلإليمن مجملومدمهلما لومقملومبهملما إللى إذلكإر اللنإه لذإل ل
ضلإإل اللنهم فللما لهم إملن لهارد )] ((23الزمر.[23 : ليلشامء لولملن مي ل
ومنها :خشوع القلب عنأد ذكر ال سبحانأه كما قال ال عنز وجنل) :ألللما ليلأإن إللنإذيلن
ق لولل ليمكونأمل لوا لكالنل لإذيلن مأوتلم لوا لآلمنأمل لوا أللن تللخلشل للع مقلمللومبهملما إلل لإذلكإر اللنل لإه لولمللا لنأل للزلل إمل للن اللحل ل ل
ت مقلمللومبهملما لولكثإي لبر إملنأهمللما لفاإس لمقولن )((16 طللالل لعلليإه لمما اللللم لمد فلقللسل ل ب إم للن قللب لمل فل ل إ
الكتلللا ل
]الحديد.[16 :
ومنأها :الذعان للحق والخبات له كما قال ال سبحانأه) :لولإليلعللما النإذيلن مأوتموا
ت لهم مقملومبهملما ل إوإانن اللنهل للهاإد النإذيلن لآلمنأموا ك فلميلؤإمنأموا بإإه فلتملخبإ ل ق إملن لرلب ل الإعللما ألننأهم اللح ل
31
ص لاررط مملستلإقيرما )] ((54الحج.[54 :
إللى إ
ومنها :كثرةا النأابة إلى ال كما قال ال سبحانأه) :لملن لخإشلي النرلحلملن إباللغليإب
لولجالء بإلقلرب ممإنأيرب )] (33ق.[33 :
ومنها :السكينأة والوقار كما قال ال سبحانأه) :مهلو النإذي أللنأللزلل النسلإكيلنأةل إفلي مقلملوإب
ن الممل للؤإمإنأيلن لإليل للزلدامدوا إإيلماةنأللا لمل للع إإيلمللانأإإهلما ولإلنل لإه مجمنأللومد النسل للماواإت واللللر إ
ض لولكللالن اللل لهم ل ل ل
لعإليةما لحإكيةما )] ((4الفتح.[4 :
ومنها :خفقللان القلللب بحللب المللؤمنأين كمللا قللال الل سللبحانأه) :لوالنلإذيلن لجللامءوا إمللن
لبلعإدإهلما ليمقوملولن لرنبلنأا الغإفلر للنأا لإوإللخلوانأإلنألا النلإذيلن لسللبمقولنأا إبا لإليلملاإن لولل تللجلعللل إفللي مقملوبإلنأللا
ف لرإحيبما )] ((10الحشر.[10 : ك لرمءو ب إغلل لإلنإذيلن لآلمنأموا لرنبلنأا إننأ ل
صمموا بإلحلبإل اللنإه ومنها :سلمة القلب من الحقاد كما قال ال سبحانأه)والعتل إ
ل
ف لبليلن مقملوبإمكلمالجإميةعا لولل تلفلنرقموا لوالذمكمروا نأإلعلمةل اللنإه لعلليمكلما إلذ مكلنأتملما أللعلداةء فلألل ل
ن
ك ميلبليمنصلبلحتملما بإنأإلعلمتإإه إلخلواةنأا لومكلنأتملما لعللى لشلفا محلفلررةا إملن الننأاإر فلأللنأقللذمكلما إملنألها لكلذإل ل فلأل ل
اللنهم لمكلما لآلياتإإه للعلنمكلما تللهتلمدولن )] ((103آل عمران.[103 :
إواذا مات قلب العبد تعطلت جوارحه عن الطاعة والعبادةا ..ولما يؤد حلق الل مللن
الطاعللة والعبوديللة ..ولللما يعمللل بكتللاب رلب لله ..ول بسللنأة رسللوله صلللى ال ل عليلله
وسلما ..وعالدى الرحمن ..وواللى الشيطان.
وأكل رزق ال ولما يشكره ..ودفن الموتى ولما يعتبر ..وعلما أن الموت حق ولما
يستعد له ..وأقبل على الدنأيا يعمرها ويجمعها وينأافس في جمع حطامها..
ن ويتعذب بذلك ليله ونأهاره كله)فللل تملعإجلب ل
ك أللملوالمهملما لولل أللوللمدمهلما إننألما ميإريمد اللهم
ق أللنأفممسهملما لومهلما لكاإفمرولن )] ((55التوبة.[55 : إلميلعلذلبهملما بإلها إفي اللحلياإةا اللدلنأليا لوتللزله ل
ومحركات القلوب إلى ال عزز وجزل ثلثة :27
- 27مجموع الفتاوى ) -ج / 1ص (89ومجموع الفتاوى ) -ج / 1ص (95وفتاوى يسألونأك -
)ج / 6ص (283وفتاوى السلما سؤال وجواب ) -ج / 1ص (5523والتخويف من النأار -
32
المحبة ..والخوف ..والرجاء.
فالمحبة أقواها ،ويحركها في القلب كثرةا ذكر المحبوب ،ومطالعة آلئه ونأعمائه،
فيسير إلى محبوبه الذي يرى كل نأعمة منأه.
والخوف ،المقصود منأه المنأع والزجر عن الخروج عن الطريق.
ويحرك لله ف للي القل للب مطالع للة آي للات الوعي للد والزج للر ،والع للرض والحس للاب والنأ للار
وأهوالها ،والعقوبات التي حلت بالمجرمين.
أمل للا الرجل للاء ،فيقل للود النأسل للان إلل للى الطريل للق،ويحركل لله فل للي القلل للب مطالعل للة الكل لرما
والحسان ،والحلما والعفو ،والعطاء والملن.
وقلوب العباد كلهم بيد ال :28
فمن أقبل على ال أقبل ال بقلوب عباده إليه فأحبوه.
ومن أعرض عن ال أعرض ال بقلوب عباده عنأه.
]مريللما: )إنن النلإذيلن لآلمنأم لوا لولعإملم لوا ال ن
صللاإللحاإت لس لليلجلعمل لهملمما النرلحلم لمن مولدا )((96
.[96
33
29
-5فتوحات القلب
قال ال تعالى) :لوالنإذيلن لجالهمدوا إفيلنأا للنألهإدليننأهملما مسمبللنأا ل إوإانن اللنهل للملع المملحإسإنأيلن )(69
( ]العنأكبوت.[69 :
ت مملعاإولي لةل لخإطيةبللا ليقمللومل ولع لإن الب لإن إش للهارب قلللالل قلللالل محلملي لمد لب لمن لعلب لإد النرلحلم لإن لس لإملع م
ت الننأبإنى -صلى ال عليه وسلما -ليمقومل » لمللن يملإرإد اللنلهم بإلإه لخليل ةار ميفلقللهلهم إفللى لسإملع م
اللديإن ،ل إوإاننألما أللنأا لقاإسبما لواللنهم ميلعإطى ،لوللن تل لازلل له إذإه المنملةم لقائإلملةة لعللى أللملإر اللنلإه لل
ضلرمهلما لملن لخالفلهملما لحنتى ليلأتإلى أللممر اللنإه « متفق عليه).(30 لي م
القلب إذا خل من الهتملاما باللدنأيا ،وتعللق بالخرةا ،وتلأهب للقلدوما عللى الل علنز
وجنل ،فذلك أول فتوحه ،وتباشير فجره.
فعنأللد ذلللك يتحللرك قلللب العبللد لمعرفللة مللا يرضللى بلله ربلله منألله ،فيفعللله ويتقللرب بلله
إليه ،وينأبعث لمعرفة ما يسخطه منأه فيجتنأبه.
ف للإذا تمك للن العب للد ف للي ذل للك ،فت للح الل ل ل لله ب للاب النأ للس ب للالخلوةا والوح للدةا ،ومحب للة
المللاكن الخاليللة الللتي تهللدأ فيهللا الصلوات والحركللات ،فل شلليء أشللوق إليلله مللن
ذلك.
فإنأهللا تجمللع عليلله قللوى قلبلله إوارادتلله إواقبللاله علللى ربلله ،وتسللد عليلله البلواب الللتي
تفرق همه ،وتمزق شمله.
ثللما يفتللح للله بللاب حلوةا العبللادةا ،بحيللث ل يكللاد يشللبع منأهللا ،ويجللد فيهللا مللن اللللذةا
والراحة أضعاف ما كان يجده في لذةا اللهو واللعب ،ونأيل الشهوات.
ثما يفتح له بلاب حلوةا اسلتماع كلما الل فل يشلبع منألله ،إواذا سلمعه هلدأ قلبله كملا
يهدأ الصبي إذا أعطي ما هو شديد المحبة له.
- 29مدارج السالكين ) -ج / 7ص (32وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (17
()30أخرجه البخاري برقما ) ،(71ومسلما برقما ).(2436
34
ثما يفتح له باب شهود عظمة المتكلما به وجلله ،وكمال نأعوته وصفاته ،ومعللانأي
خطابه ،بحيث يستغرق قلبه في ذلك.
ثما يفتح له باب الحياء من ال عنز وجنل ،وهو أول شواهد المعرفة ،وهو نأللور يقللع
في القلب ،يريله ذللك النأللور أنألله واقللف بيللن يلدي ربله علنز وجلنل ،فيسللتحي منألله فللي
خلواته وجلواته.
ويرزقه ال عنأد ذلك دواما المراقبة للرقيب ،ودواما التطلع إلللى ربلله ،حللتى كللأنأه يلراه
ويشل للاهده فل للوق سل للماواته ،نأل للاظ اةر إلل للى خلقل لله ،سل للامعاة لص ل لواتهما ،مطلع ل لاة علل للى
حركاتهما.
فإذا استولى هذا على العبد ،غطى عليله كلثي اةر مللن الهملوما بالللدنأيا ومللا فيهلا ،فهللو
في وجود بين يدي ربه ووليه ،والنأاس في وجود آخر.
ثما يفتح له باب الشلعور بمشلهد القيوميلة لربه عللى جميلع الكائنألات ،فيلرى سلائر
التقلبات الكونأية ،وتصاريف الوجود بيده سبحانأه وحده.
فيشهده ذلك ربه العظيما ،مالك النأفع والضر ،والخلق والرزق ،والحياء والماتلة،
ل ،ويرضى به ربلاة وملدب ةرا ،وعنألد ذللك إذا وقلع نأظ ره عللى شليء
فيتخذه وحده وكي ة
من المخلوقات دله على خالقه وبارئه.
فإذا استمر له ذلك ،فتح عليله بلاب القبلض والبسلط ،فيقبلض عليلله حلتى يجلد أللما
القبللض لقل لوةا وارده ،وتفيللض أنأل لوار المعرفللة والمحبللة والخلص م للن قلبلله ،كم للا
يفيض نأور الشمس من جرمها.
وكلما سار إلى ربله ملن الطريلق الموصلل إليله ،زادت الهدايلة فلي قلبه ،وزاد نألور
اليمان ،وانأشرحا صدره ،ووجد اللذةا في طاعة موله.
ل ،ول
فللإذا اسللتمر علللى حللاله ،واقفل لاة ببللاب مللوله ،ل يلتفللت عنألله يمينأل لاة ول شللما ة
يجيب غير من يدعوه إليله ،ويعللما أنأله للما يصلل بعلد ،رجلا أن يفتلح لله فتلح آخر،
35
هو فوق ما كان فيه.
فيسللتغرق قلبلله فللي أنأل لوار مشللاهدةا جلل اللل ،بعللد ظهللور أنأل لوار الوجللود الحللق،
ويبقللى قلبلله سللابحاة فللي بحللر مللن أنألوار آثللار الجلل والجمللال لربلله ،فتنأبللع النألوار
من باطنأه ،كما ينأبع الماء من العين ،ويجد قلبه عالياة صاعداة إلى من ليس فوقه
شيء.
ثما يرقيله الل تبللارك وتعلالى فيشللهد قلبله أنألوار الكلراما ،بعللد مللا شللهد أنألوار الجلل
والعظمة لموله.
فيسللتغرق فللي نأللور مللن أنألوار أشللعة الجمللال والكلراما ،والنأعللاما والحسللان ،فيللذوق
المحب ل للة الخاصل ل للة ،الملهبل ل للة للرواحا والقلل ل للوب ،الباعث ل للة لحس ل للن العب ل للادةا ،ولل ل للذةا
المنأاجاةا.
فيبقى القلب مأسو اةر في يد حبيبه العزيز الكريما ،ووليه الغفور الرحيما ،ممتحنأاة
بحبه ،مستسلماة لطاعته ،متلذذاة بعبادته ،مستغرقاة في جلله وجماله ،وهذا غاية
ضمل اللنإه ميلؤإتيإه لملن ليلشامء لواللنهم مذو الفل ل
ضإل اللعإظيإما ) مراد الرب من عبده) :لذلإ ل
ك فل ل
] ((4الجمعة.[4 :
والنأللاس مفتونأللون ممتحنألون بملا يفنأللى ،مللن الملوال والشلياء ،والصللور والرئاسلة،
معذبون بذلك قبل حصوله ،وحال حصوله ،وبعد حصوله.
وأشرفهما منأزلة ،وأعلهما مرتبة ،من يكللون مفتونألاة بلالحور العيللن ،أو عللاملة علللى
تمتعه في الجنأة ،بالكل والشرب والجماع واللباس.
وهذا المحب قد ترقى في درجات المحبة على غيره ،ينأظرون إليه فللي الجنأللة كمللا
ينأظللرون إلللى الكللوكب الللدري الغللابر فللي الفللق ،لعلللو درجتلله عنأللد ربلله ،وقللرب
منأزلته من حبيبه.
ى ألنن لرمسللولل اللنلإه -صلللى الل عليلله وسلللما -قلللالل » :إنن
رٍ لعللن ألبإللى لسلإعيرد المخللدإرل
36
ى اللغللابإلر إ إ إ
ب الللدلر ن أللهللل اللجننألة لليتلل لارلءلولن أللهللل المغللرف مللن فلللوإقإهلما لكلمللا تلتلل لارلءلولن اللكللولك ل
كضلإل لمللا لبليلنأهمللما « .قلللالموا ليلا لرمسلولل اللنلإه تإلل ل إ
ق ألإو اللملغلإرإب لتللفا م ق إمللن اللملشلإر إإملن المفم إ
لملنألاإزمل الللنأبإليلاإء لل ليلبلممغهللا لغليمرمهللما .لقالل » لبللى لوالنلإذى لنألفإسلى بإليلإدإه إرلجلابل آلمنأملوا إباللنإه
صندقموا المملرلسإليلن « .متفق عليه).(31 لو ل
وهذا العبد معية ال معه ،فإن المرء مع من أحب ،ولكل عمل جزاء ،وجزاء
المحبة المحبة) :مقلل إلن مكلنأتملما تمإحلبولن اللنهل لفاتنبإمعوإنأي ميلحبإلبمكمما اللنهم لوليلغإفلر لمكلما مذمنأولبمكلما
لواللنهم لغمفوبر لرإحيبما )] ((31آل عمران.[31 :
فهللذا العبلد ل يلزال ربله يرقيله طبقلاة بعللد طبللق ،ومنأللزلة بعللد منأللزل ،إلللى أن يوصللله
إليلله ،ويمكللن للله بيللن يللديه ،أو يمللوت فللي الطريللق ،فيقللع أجلره علللى اللل ،وللله مللا
نأوى.
والقل للوب بي للد ال لل ،يقلبه للا كي للف يش للاء ،وله للا إقب للال إوادب للار ،ف للإذا أقبل للت نأش للطت
ل.
للفرائض والسنأن ،وتلذذت بذلك ،ونأافست في الخير ،وسارعت إليه قولة وفع ة
إواذا أدبرت وضعفت نألزمها على القل الفرائض والواجبات.
37
32أقساما القلوب 6-
قللال ال ل تعللالى) :أللللما لي للأإن لإلنلإذيلن لآلممنأ لوا أللن تللخلشللع مقلمللومبهملما إل لإذلكإر اللنلإه لولمللا لنأ للزلل إم للن
ت مقللملومبهملما طللالل لعلليإهلمما اللللملمد فلقللسل ل ب إمللن قللبلمل فل ل إ نإ اللحل ل
ق لولل ليمكومنألوا لكاللذيلن مأوتملوا الكتلللا ل
لولكإثيبر إملنأهملما لفاإسمقولن )] ((16الحديد.[16 :
ك فلإهللي لكالإحلجلالرإةا أللو أللشللد قللسللوةاة ل إوإانن ت مقملومبمكلما إمللن لبلعلإد لذإلل ل وقال ال تعالى) :ثمنما قللس ل
ق فلليلخ لمرمج إملنأ لهم اللمللامء ل إوإاننإم للن الإحلجللالرإةا للمللا ليتلفلنج لمر إملنأ لهم اللللنأهلللامر ل إوإانن إملنأهلللا للمللا لينش لقن م
إملنألها للما ليلهبإطم إملن لخلشليإة اللنإه لولما اللنهم بإلغاإفرل لعنما تللعلمملولن )] ((74البقرةا.[74 :
33
تنقسم قلوب العباد إلى ثلثة أقسام
صحيح ..وسقيما ..وميت.
فالقلب الصحيح هو السليما الذي قد صارت السلمة صفة ثابتللة لله ،قللد سلللما مللن
كل شهوةا تخالف أمر ال ونأهيه ،ومن كل شبهة تعارض خبره.
فسلما من عبودية ما سواه ،وسلما من تحكيما غير رسوله ،وسلما من أن يكون لغير
ال فيه شرك بوجه ما.
بللل قللد خلصللت عبللوديته ل ل تعللالى إرادةا ومحبللة ،وتللوكلة إوانأابللة ،وخشللية إواخبات لاة
وخوفاة ورجاء.
ب أحللب فللي اللل ،إوان أبغللض أبغللض فللي اللل ،إوان وخلللص عمللله للل ،فللإلن أحل ل ن
أعط للى أعط للى ل لل ،إوان منأ للع منأ للع ل لل ،ول يكفي لله ه للذا ح للتى يس لللما م للن النأقي للاد
والتحكيما لكل من عدا رسول ال صلى ال عليه وسلما .
- 32موسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص 780و 2224و 4486و 4610و (5066وموسوعة
فقه القلوب ) -ج / 3ص (19
- 33موسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (1418وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 2ص
(4009وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 2ص (4010وفتاوى الشبكة السلمية معدلة
) -ج / 3ص (5510
38
فهذا أزكى القلوب ،وهو القلب السليما الذي ل ينأجو يوما القيامة إل من أتى ال
به) :ليلولما لل ليلنأفلعم لمابل لولل لبمنأولن ) (88إنل لملن أللتى اللنهل بإلقلرب لسإليرما )(89
]الشعراء.[89 ،88 :
والقلب الثاني :القلب الميت الذي ل حياةا به ،فهو ل يعرف ربه ،ول يعبده بللأمره
وما يحبه ويرضاه.
بل هو واقف مع شهواته ولذاته ،ولو كان فيها سخط ربلله وغضللبه ،فهللو ل يبللالي
إذا فللاز بشللهوته وحظلله ،رضللي ربلله أما سللخط ،فهللو متعبللد لغيللر ال ل حب لاة وخوف لاة
ل.
ورجاةء ،ورضاة وسخطةا ،وتعظيماة وذ ة
إلن أح ن
ب أحب لهواه ..إوان أبغض أبغض لهواه ..وهواه أحب إليه وآثر عنأده من
رضا موله.
فللالهوى إمللامه ..والشللهوةا قائللده ..والجهللل سللائقه ..والغفلللة مركبلله ..والسلليئات
تجارته ..والمعاصي بضاعته ..والمحرمات سلعته.
ل يستجيب لللدارع ول نأاصلح ،ويتبلع كللل شلليطان مريللد ..ملن النألس والجللن ،فهلذا
طارن أخبث القلوب وأنأجسها وأركسها.) :ﮂالنإذيلن ميلجلاإدملولن إفلي لآليللاإت اللنلإه بإلغليلإر مسلل ل
طلبلعم اللنلهم لعللى مكللل لقللإب ممتللكلبلرر ك لي لأللتامهلما لكمبلر لملقةتا إعلنألد اللنإه لوإعلنألد النلإذيلن لآلمنأملوا لكللذإل ل
لجنبارر )] ((35غافر.[35 :
والقلب الثالثا :قلب له حياةا وبه علة ،فهو السقيما.
فله مادتان :تمده هذه مرةا ..وهذه أخرى ،وهو لما غلب عليه منأهما.
ففيلله مللن محبللة الل تعللالى ،واليمللان بلله ،والخلص للله ،والتوكللل عليلله ،مللا هللو
مادةا حياته ونأجاته.
وفيلله مللن محبللة الشللهوات إوايثارهللا ،والحللرص علللى تحصلليلها ،والحسللد والكللبر
والعجب ،وحب العللو والفسلاد فلي الرض بالرياسلة ،والظللما ،ملا هلو ملادةا هلكله
39
وعطبه.
وهو ممتحن بين داعيين:
دارع يللدعوه إلللى ال ل والللدار الخللرةا ،ودارع يللدعوه إلللى العاجلللة ،وهللو إنأمللا يجيللب
أقربهما منأه باةبا ،وأعلهما صوةتا ،وأكثرها حضو ةرا.
فالقلب الول حدي مخبت واع لين ،والثانأي يابس ميت ،والثالث مريض.
فإن كان له مذكر فهو إلى السلمة أدنأى ،إوان لما يكن له مذكر فهو إلللى العطللب
أدنأى ،وهوصيد من يسبق إليه.
وقد جمع ال بين هذه القلوب الثلثة في قوله سبحانأه) :لإليلجلعلل لما ميلإقي
ظالإإميلن لإفي إشلقا ر طان إفتلنأةة لإلنإذين إفي مقملوبإإهما مرض واللقاإسيإة مقملوبهما إوإانن ال ن
ق م مل ل ل لل ب ل ل ل النشلي ل م ل
ك فلميلؤإممنأوا بإإه فلتملخبإ ل
ت لهم ق إملن لرلب للبإعيرد ) (53وإلليلعللما النإذيلن مأوتموا الإعللما ألننأهم اللح ل
ل
ر إ ر إ إ ن إ
مقملومبهملما ل إوإانن اللهل للهاد الذيلن لآلمنأموا إللى ص لارط مملستلقيما )] ((54الحج.[54 ،53 : ن
فالقلب الصحيح السليما ليس بينأله وبيلن قبلول الحلق ومحبتله إوايثلاره سلوى إد اركله،
فهو الدراك للحق ،ثما النأقياد له والقبول.
والقلب الميت القاسي ل يقبل الحق ول ينأقاد له.
والقلللب المريللض إن غلبللت عليلله صللحته التحللق بللالقلب السللليما ،إوان غلللب عليلله
مرضه التحق بالقلب الميت القاسي.
وك للل م للا يلقي لله الش لليطان ف للي الس للماع م للن اللف للاظ ..وف للي القل للوب م للن الش للبه
والشكوك ..فتنأة لهذين القلبين ..وقوةا للقلب الحي السليما ..لنأه يرد ذلك ويكرهه
ويبغضه ..ويعلما أن الحق في خلفه.
ويستدل على معرفة ما في القلوب بحركة اللسان ،فإن القلوب كالقدور تغلللي بمللا
فيها ،وألسنأتها مغارفها.
فلسان المرء يغرف لك من قلبه:
40
حلل للو وحل للامض ..وعل للذب وأجل للاج ..وحل للار وبل للارد ..وطيل للب وخل للبيث ..وحسل للن
وقبيح ..وحق وباطل ..وخير وشر.
فالقلب السليما هو الذي سلما من الشرك والغل ..ومن الحقد والحسد ..ومن الشللح
والبخل ..ومن الكبر والعلو ..ومن حب الدنأيا ..وحب الرياسة.
فسلما من كل آفة تبعده عن ال ،وسلما من كل شبهة تعارض خبره ،وسلما من كللل
شهوةا تعلارض أملره ،وسللما ملن كللل إرادةا ت ازحلما ملراده ،وسللما ملن كللل قلاطع يقطلع
عن ال والدار الخرةا.
ول تتم له سلمته مطلققا حتى يسلم من خمسة أشياء:
م للن ش للرك ينأ للاقض التوحي للد ..وم للن بدع للة تخ للالف الس للنأة ..وم للن ش للهوةا تخ للالف
المر ..ومن غفلة تنأاقض الذكر ..ومن هوى ينأاقض الخلص.
والقلوب بالنسبة للستجابة للحق تنقسم إلى قسمين:
أحدها :قلوب مستجيبة للحق ،فهذه بأرفع المنأازل في الدنأيا والخرةا.
الثاني :قلوب معرضة عن الحق ،والعراض مراتب:
فل للالعراض مرتبل للة ...والتكل للذيب مرتبل للة فوقهل للا ..ثل للما السل للتهزاء مرتبل للة فوقهل للا..
والمرتبللة الس لوأ مللن ذلللك هللي الصللد عنألله كمللا قللال ال ل سللبحانأه) :الن لإذيلن لكفلل لمروا
صل للدوا لعل للن لسل لإبيإل اللنل لإه إزلدلنأ للامهلما لعل للذاةبا فلل للو ل
ق اللعل للذاإب بإلم للا لك للانأموا ميلفإسل لمدولن )((88 لو ل
]النأحل.[88 :
وال جل جلله جعل القلوب على ثلثة أقسام:
مخبتة ..ومريضة ..وقاسية.
فالقلوب المخبتة :هي التي تنأتفع بالقرآن ،وتزكو به.
والخبات :سكون الجوارحا على وجه التواضع والخشوع ل.
ومن آثار الخبات:
41
وجللل القلللوب لللذكر الل سللبحانأه ،والصللبر علللى أقللداره ،والخلص فللي عبللوديته،
طامن إفتللنألةة إللنلإذيلن إفللي
والحسان إلى خلقه كما قال سلبحانأه) :إلليلجلعللل لملا ميلإقللي النشللي ل
ق لبإعيلرد ) (53لولإليلعلللما النلإذيلن ض واللقاإسليإة مقلملومبهملما إوإانن الظنلالإإميلن لإفلي إشللقا ر إإ
ل مقملوبهلما لملر ب ل
ت للهم مقللملومبهملما ل إوإانن اللنلهل لهلللاإد النلإذيلنك فلميلؤإممنألوا بإلإه فلتملخبإل لق إمللن لرلبل ل
مأوتملوا الإعلللما ألننألهم اللحل ل
ص لاررط مملستلإقيرما )] ((54الحج.[54 ،53 : لآمنأموا إللى إ
ل
فالقلب المخبلت ضلد القاسلي والمريللض ،وهلو سلبحانأه اللذي جعللل بعللض القلللوب
مخبةتا إليه ،وبعضها قاسةيا ،وجعل للقسوةا آثاةرا ،وللخبات آثاةرا.
أمللا القلللوب القاسللية الحجريللة ،فهللي الللتي ل تقبللل مللا يبللث فيهللا ،ول ينأطبللع فيهللا
الحق ،ول ترتسما فيها العلوما النأافعة ،ول تلين لعطاء العمال الصالحة.
فالقسلوةا يبللس فللي القلللب يمنأعلله مللن النأفعللال ،وغلظللة تمنأعلله مللن التللأثر بلالنأوازل،
فل يتأثر لغلظه وقساوته ،ل لصبره واحتماله.
ومن آثار قسوة القلب:
تحريف الكلما عن مواضعه ..وعدما قبول الحق ..والصلد عنأه ..ونأسلليان مللا ذلكللر
ت مقللملومبمكلما إمللنبه ،وهو ترك ما أمره ال به علةما وعملة كما قللال سللبحانأه) :ثملنما قللسل ل
ك فلإهلي لكالإحلجالرإةا أللو أللشلد قللسلوةاة ل إوإانن إملن الإحلجالرإةا للما ليتلفلنجمر إملنأهم اللللنألهامر ل إوإانن لبلعإد لذإل ل
ن إ نإ إ إ إ إملنأهلللا للمللا لينش لقن م
ق فلليلخ لمرمج ملنأ لهم اللمللامء ل إوإانن ملنأهلللا للمللا ليلهبإ لطم م للن لخلش للية الل له لولمللا الل لهم
بإلغاإفرل لعنما تللعلمملولن )] ((74البقرةا.[74 :
أما القلوب المريضة فهي اللتي يكللون الحللق ثابتلةلا فيهلا ،لكللن ملع ضلعف وانأحلل
ض طامن إفتللنأل لةة لإلنل لإذيلن إف للي مقلم للوبإإهلما لمل للر ب
كم للا ق للال س للبحانأه) :لإليلجلعل للل لم للا ميلإق للي النشل للي ل
]الحج.[53 : ق لبإعيرد )((53 ظاإلإميلن لإفي إشلقا ر واللقاإسيإة مقملوبهما إوإانن ال ن
م مل ل ل ل
فللذكر سللبحانأه القلللب المريللض وهللو الضللعيف المنأحللل الللذي ل تثبللت فيلله صللورةا
الحق ،ثما القلب القاسي اليابس الذي ل يقبلها ول تنأطبع فيه.
42
فهذان القلبان شقيان معذبان.
ثما ذكر القلب المخبت المطمئن إليه ،وهو الذي ينأتفع بالقرآن ويزكو به.
وهذا الختبار والمتحان مظهر لمختلف ما في القلوب الثلثة.
فالقاسللية والمريضللة ظهللر خبؤهللا مللن الشللك والكفللر ،والمخبتللة ظهللر خبؤهللا مللن
اليمان والهدى ،وزيادةا محبة الرب ،وبغض الكفر والشرك.
والقلللب عضللو مللن أعضللاء النأسللان ،وهللو أشللرف أعضللائه ،وكللل عضللو كاليللد
ضا ضعيةفا ،أو يكون حةيا قوةيا.
ل ،إما أن يكون جامةدا يابةسا ،أو يكون مري ة
مث ة
فالقلوب كذلك ثلثة:
قلللب قللا ر
س بمنأزلللة اليللد اليابسللة ..وقلللب مللائع رقيللق جل لةدا ..وقلللب رقيللق صللاف
صلب.
فالول ل ينأفعل بمنأزلة الحجر ،والثانأي بمنأزلة الماء ،وكلهما نأاقص.
وأص للح القلللوب القلللب الرقيللق الصللافي الص لللب ..فه للو يللرى الح للق م للن الباطللل
بصفائه ..ويقبله ويؤثره برقته ..ويحفظه ويحارب عدوه بصلبته.
وهذا أحب القلوب إلى ال ،وهو القلب المستقيما المخبت المطمئن) :لوإلمكلل أمنمرة
لجلعللنأا لملنألسةكا إلليلذمكمروا السلما اللنإه لعللى لما لرلزقلهملما إملن لبإهيلمإة اللللنألعاإما فلإلهممكلما إلهب لواإحبد
صابإإريلنت مقملومبهملما لوال ن لفلهم أللسلإمموا لولبلشإر المملخبإإتيلن ) (34النإذيلن إلذا مذإكلر اللنهم لوإجل ل
صللإةا لوإمنما لرلزلقلنأامهلما ميلنأإفمقولن )] ((35الحج،34 : صالبهملما لوالممإقيإمي ال ن لعللى لما أل ل
.[35
وأبغض القلوب إلى ال القلب القاسي ،والقلب القاسي والمريض كلهما منأحللرف
صللدلرهم إل ل إ
للسلللإما فلهمللو ن
عن العتدال ،هذا بمرضه ،وهذا بقسللوته) :ألفللمللن لشللرلحا الللهم ل
ضلللرل ممبإيلرن ) علللى منأللورر إمللن رلبلإه فلوليلبل لإللقاإسليإة مقللملوبهما إمللن إذلكلإر اللنلإه مأولئإل ل إ
ك فللي ل م مل ل ل ل ل
] ((22الزمر.[22 :
43
وهل ل للؤلء أصل ل للحاب القلل ل للوب المريضل ل للة والقاسل ل للية ،المعرضل ل للون عل ل للن ديل ل للن الل ل لل،
المعارضون له ،أل يتدبرون كتاب ال ،ويتأملونأه حق التأمل؟.
فللإنأهما لللو تللدبروه لدلهنللما علللى كللل خيللر ،وحللذرهما مللن كللل شللر ،ولمل قلللوبهما مللن
اليمل للان ،وأفئل للدتهما مل للن اليقل للان ،ولوصل لللهما إلل للى المطل للالب العاليل للة ،والم ل لواهب
الغالية ،ولبين لهما الطريق الموصلة إللى الل إواللى جنأتله ،والطريق الموصللة إللى
العذاب ،وبأي شيء تحذر؟.
ولعرفهل للما بربهل للما سل للبحانأه ،وبأسل للمائه وصل للفاته إواحسل للانأه ،ولشل للوقهما إلل للى الث ل لواب
الجزيل ،ورهبهما من العقاب الوبيل.
أما قلوبهما مقفلة على ما فيها من الشر ،فل يدخلها خير أبةدا) :ألفللل ليتللدنبمرولن
القم للآرلن أللما لعللى مقملورب أللقلفالملها )] ((24محمد.[24 :
اللهما مصرف القلوب صرف قلوبنأا على طاعتك ،وارزقنأا حسن تلوةا كتابك،
وحسن العمل بشرعك ،وصدق الخلص في عبادتك) :لرنبلنأا لآلمننأا بإلما أللنألزل ل
ت
لواتنلبلعلنأا النرمسولل لفالكتملبلنأا لملع النشاإهإديلن )] ((53آل عمران.[53 :
34غذاء القلوب 7-
طلمئإ للن مقلمللومبهملما بإ لإذلكإر اللن لإه أللل بإ لإذلكإر اللن لإه تل ل
طلمئإ للن قللال ال ل تعللالى) :الن لإذيلن لآلمنأم لوا لوتل ل
ب )] ((28الرعد.[28 : المقملو م
وقال ال تعالى) :لومنألنألزمل إملن القم للآرإن لما مهلو إشلفابء لولرلحلمةب لإلمملؤإمإنأيلن لولل ليإزيمد
ظاإلإميلن إنل لخلسا ةار )] ((82ارلسراء.[82 : ال ن
- 34آفات على الطريق كامل ) -ج / 1ص (195وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص
(3521وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (4888وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص
(24
44
ال عزز وجزل جعل للقلوب نوعين من الغذاء:35
الول :الطعاما والشراب الحسي ،وللقلب منأه خلصته وصفوه ،ولكل عضو منألله
بحسب استعداده وقبوله.
الثاني :غلذاء روحلانأي معنألوي ،خارج علن الطعلاما والشلراب ملن السلرور والفلرحا،
والبتهاج واللذةا ،والعلوما والمعارف.
وبهللذا الغللذاء كللان سللماوةيا علوةيللا ،وبالغللذاء المشللترك كللان أرضلةيا سللفلةيا ،وق لوامه
بهذين الغذاءين.
وللقل للب ارتب للاط بك للل واح للدةا م للن الحل لواس الخم للس ،ول لله غ للذاء يص للل إلي لله منأه للا
كحاسة السمع والبصر ،وحاسللة اللمللس والشللما والللذوق ،وارتبللاطه بحاسلتي السللمع
والبصلر أشلد ملن ارتبلاطه بغيرهملا ،ووصللول الغلذاء منأهملا إليله أكملل وأقلوى ملن
سائر الحواس.
وانأفعللاله عنأهمللا أشللد مللن انأفعللاله عللن غيرهمللا ،واقللترانأه فللي القلرآن بهمللا أكللثر مللن
اقترانأه بغيرهما.
بل ل يكاد يقرن إل بهما أو بأحدهما كما قال سبحانأه) :لواللنهم أللخلرلجمكلما إملن مب م
طوإن
صالر لواللللفئإلدةال للعلنمكلما تللشمكمرولن ) إ
أمنملهاتمكلما لل تللعلممولن لشليةئا لولجلعلل لمكمما النسلملع لواللللب ل
] ((78النأحل.[78 :
وتللأثر القلللب بمللا يلراه ويسللمعه ،أعظللما مللن تللأثره بمللا يلمسلله ويللذوقه ويشللمه ،ولن
هذه الثلثة هي أهما طرق العلما وهي السمع والبصر والعقل.
وتعلللق القلللب بالسللمع والبصللر ،وارتبللاطه بهمللا ،وتللأثره بهمللا ل يخفللى ،لكللن مللا
يدركه بحاسة السمع من العلما والهدى أعما وأشمل ،وما يدركه بحاسة البصللر أتللما
وأكمل.
45
فللس للمع العمل لوما والش للمول ،والحاط للة ب للالموجود والمع للدوما ،والحاض للر والغ للائب،
والحسي والمعنأوي ،وللبصر التماما والكمال.
وهذه الحواس الخمس لها أشباحا وأرواحا ،وأرواحها حظ القلب ونأصيبه منأها.
فمللن النأللاس مللن ليللس لقلبلله منأهللا نأصلليب إل كنأصلليب الحيوانأللات البهيميللة منأهللا،
ب ألنن أللكثللرمهلما ليلسللممعولن أللو ليلعإقللملولن إلن مهللما فهو بمنأزلتها كما قال سبحانأه) :أللما تللحلس م
ضلل لسإبيةل )] ((44الفرقان[44 : إنل لكاللللنألعاإما لبلل مهلما أل ل
ولهللذا نأفللى الل تبللارك وتعلالى علن الكفللار السلمع والبصللر والعقللل ،لعلدما انأتفللاعهما
ب لل بهللا كمللا قللال سللبحانأه) :ولقل للد لذ للأرلنأللا لإلجهلننأ للما لكثإي ل ةار إم للن الإج للن وا لإللنأ ل إ
س لهمللما مقلمللو ب ل ل
ك لكاللللنأعلاماإ إ إ
ليلفقلمهولن بإلها لولهملما أللعميبن لل ميلبصمرولن بإلها لولهملما لآلذابن لل ليلسلممعولن بإلها مأولئ ل
ل
ك مهمما اللغاإفملولن )] ((179العراف.[179 : ضلل مأولئإ ل لبلل مهلما أل ل
فهل للما يسل للمعون ويبصل للرون بل للالحواس الظل للاهرةا ،وبهمل للا قل للامت عليهل للما الحجل للة ،ول
يسلمعون ول يبصلرون بلالحواس الباطنأة ،اللتي هلي سلماع القلب ،اللتي هلي روحا
حاسللة السللمع ،الللتي هللي حللظ القلللب ،ولللو سللمعوه مللن هللذه الجهللة ،لحصلللت لهللما
الحياةا الطيبة في الدنأيا والخرةا.
وتعلق السمع الظاهر الحسي بالقلب ،أشد من تعلق البصر به ،وآثاره علللى قلللب
النأسان أسلرع وأشلد ،فربملا غشلي عللى النأسلان إذا سلمع كلةملا يسلره أو يسلوؤه،
أو ص للوةتا لذيل لةذا طيةب للا منأاسل لةبا ،ول يحص للل ل لله ذل للك م للن رؤي للة الش للياء بالبص للر
الظاهر إل نأادةرا.
فللإذا كللان المسللموع معنأللى شلريةفا بصللوت لذيللذ ،حصللل للقلللب حظلله ونأصلليبه مللن
إدراك المعنأللى ،وابتهللج بله أتللما ابتهلاج عللى حسلب إد اركله لله ،كملا يحصلل للقللب
عنأد سماع آيات القرآن المرتلة.
وللروحا حظها ونأصيبها من للذةا الصلوت ونأغمتله وحسلنأه ،فيحصل لهلا الرتيلاحا،
46
ويتما البتهاج ،وتتضاعف اللذةا ،حتى ربمللا فلاض البتهلاج والسللرور علللى البلدن
والجوارحا وعلى الجليس.
ويكاد القلب لكمال للذته ،وتللوفر غللذائه ،أن يفللارق هلذا العلالما ،ويللج عالةملا آخلر،
ويجد له لذةا وحالة ل يعهدها في شيء غيره البتة.
وذلك لمحة من حال أهل الجنأة في الجنأة.
فيا له من غذاء ما أصلحه ..وما أنأفعه ..وما أيسره.
والقلب يتأثر بالسماع بحسب ما فيه من المحبة ،فلإذا امتل مللن محبللة اللل ،سللمع
كلما محبوبه ،وتأثر به وانأتفع به.
وقلوب البشر على ثلثة أقسام :
أحدها :من اتصف قلبه بصلفات نأفسله ،بحيلث صلار قلبه نأفةسلا محضلة ،فغلبلت
عليه آفات الشهوات والهواء.
36
فهذا حظه من السماع الدينأي كحظ البهائما ،ل يسمع إل دعاةء ونأداةء.
ضا ،فغلبت عليه
الثاني :من اتصفت نأفسه بصفات قلبه ،فصارت نأفسه قلةبا مح ة
المعرفة والمحبة ،والعقل واللب.
وعشللق صللفات الكمللال ،فاسللتنأارت نأفسلله بنأللور قلبلله ،واطمللأنأت إلللى ربهللا ،وقللرت
عينأها بعبوديته ،وصار نأعيمها في حبه وقربه.
فهللذا حظلله مللن السللماع مثللل أو قريللب مللن حللظ الملئكللة ،وسللماعه غللذاء قلبلله
وروحه ،وقرت عينأه.
الثممالثا :مللن للله منأزلللة بيللن منأزلللتين ،وقلبلله بللاق علللى فطرتلله الولللى ،لكللن مللا
تصرف في نأفسه تصرةفا أحالها إليه ،ول قويت النأفللس علللى القللب فأحللالته إليهلا،
ن 36
-قال تعالى } :لولمثلمل النإذيلن لكفلمرولا لكلمثلإل النإذي ليلنأإع م
ق بإلما لل ليلسلمعم إل مدلعاء لونأإلداء م
صدما مبلكبما
ي فلهملما لل ليلعإقملولن {ُ ) (171سورةا البقرةا
معلم ب
47
فبين النأفس والقلب منأازلت ووقائع.
تدال النأفس عليه تارةا ..ويدال عليها تارةا ..والحرب سجال.
فهللذا حظلله مللن السللماع حللظ بيللن الحظيللن ،فللإن صللادفه وقللت دولللة القلللب كللان
حظه منأه قوةيا ،إوان صادفه وقت دولة النأفس كان ضعيةفا.37
ومللن هنأللا يقللع التفللاوت فللي الفقلله عللن اللل ،والفهللما عنألله ،والبتهللاج بلله ،وحصللول
النأعيما واللذةا بسماع كلمه.
وخلصة غذاء القلوب يمكن الحصول عليه من أربعة أبواب :
الول :الكلما فللي عظمللة اللل ،وعظمللة أسللمائه وصللفاته وأفعللاله والتحللدث بللذلك،
والنأظر في اليات الكونأية ،واليات القرآنأية.
الثمماني :الكلما ف للي آلء الل ل ونأعم لله ،ورؤي للة إحس للانأه وجم للاله إواك ارم لله والتح للدث
]الضحى.[11 : ث )((11 بذلك كما قال سبحانأه) :لوألنما بإنأإلعلمإة لرلب ل
ك فللحلد ل
الثالثا :معرفللة وعللد الل لعبللاده المتقيللن بالجنأللة ،وذكللر منأازلهللا وقصللورها ،ورؤيللة
مللا فيهللا مللن النأعيللما واللللذات ،والتنأعللما برؤيللة الللرب جللل جلللله ،وسللماع كلملله،
والتحدث بذلك بين النأاس.
الرابع :معرفة وعيد ال لمن عصاه ،وتذكر النأار وما فيهللا مللن السلعير والسللموما،
والقمللع والحلراق ،وعنأللد ذلللك تللرق القلللوب وتمتلللئ بللالخوف والوجللل مللن معصللية
الرب ،وتقبل على ربها بلباس اليمان والتقوى.
وحاجات النأسان قبل الموت كالقطرةا ،وحاجات النأسان بعد الموت كالبحر.
وحاجات البدن في الدنأيا كالقطرةا ،وحاجات القلب كالبحر.
وليللس للقلللوب سللرور ول لللذةا ول نأعيللما إل باليمللان بللال ومحبتلله ،والتقللرب إليهللا بمللا
يحبه ،وليس في الدنأيا نأعيما يشبه نأعيما الخرةا إل نأعيما اليمان بال والمعرفة به.
48
ومن كان محةبا لغير ال في الدنأيا ،فهو معذب في الدنأيا والخلرةا ،فلإن نأال ملراده
عذب به ،إوان لما ينأله فهو في العذاب والحسرةا والحزن.
وكل من استقاما على الدين ،واجتهد للدين ،ظهرت شعب اليمان في حياته ،من
التوكل والخشية ،والخوف والرجلاء ،والمحبلة والنأابللة ،والسلتعانأة بلال فللي جميلع
القوال والعمال الظاهرةا والباطنأة.
وفاز بالسعادةا في الدنأيا ..ودخل الجنأة في الخرةا.
38فقه أعإمال القلوب 8-
ك ومل لن يع ل
ظل للما لشل للعائإلر الللن لإه فلإننأهلللا إمل للن تللقل للوى المقلمللوإب )((32 إ
قللال الل ل تعللالى) :لذلل ل ل ل ل ل م ل
]الحج.[32 :
ش اللنهل لوليتنلقإه فلمأولئإ ل
ك مه مما الفللائإمزولن ) وقال ال تعالى) :لولملن ميإطإع اللنهل لولرمسولهم لوليلخ ل
] ((52النأور.[52 :
الوامللر تنأللزل فللي كللل لحظللة مللن ذات الل تبللارك وتعللالى ،والعمللال تصللدر مللن
ذات النأسان ،فإذا تطابقت الواملر والعملال ،فلهلذا النأسللان السللعادةا فلي اللدنأيا
والخللرةا ،إواذا خللالفت أعمللال النأسللان أوامللر الللرب ،شللقي هللذا النأسللان فللي الللدنأيا
والخرةا.
والعمال التي تصدر من النسان نوعان:
أعمال القلوب ..وأعمال الجوارحا.
- 38موسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (67وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (875
وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (1291وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (2575
وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (3138وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (3823
وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (3936وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (27
49
وأعمال القلوب من أصول اليمان وقواعد الدين:
كاليمللان والتوحيللد ..ومحبللة الل ورسللوله ..والتوكللل علللى اللل ..إواخلص الللدين
له ..واليقين على ذاته وأسمائه وصفاته ..والخوف منأه ..والرجاء له ..والخشللية
منأل لله ..والخشل للوع لل لله ..والتل للذلل والتضل للرع بيل للن يل للديه ..والصل للبر علل للى حكمل لله،
والستعانأة به ونأحو ذلك.
فهممذه العمممال جميعهمما واجبممة علممى جميممع الخلممق ،والنمماس فيهمما علممى ثلثا
درجات كما هم في أعمال البدان على ثلثا درجات:39
ظالما لنأفسه ..ومقتصد ..وسابق بالخيرات.
فالظالم لنفسه :هو العاصي بترك مأمور ،أو فعل محظور.
والمقتصد :المؤدي للواجبات ،التارك للمحرمات.
والسابق بالخيرات :المتقرب إلى ربه بملا يقلدر عليله ملن فعلل واجلب ومسلتحب،
التارك للمحرما والمكروه ،الذاكر لربه في كل حين.
وأعمللال القللوب ،وأعملال الجلوارحا ،كلهمللا مطلللوب ،لكللن الول أساسلي للثلانأي،
والثانأي مظهره وعلمته ،لكنأه ل يقبل بدونأه.
إوانأما خص ال أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارحا ،لن أعمال
الجوارحا تابعة لعمال القلوب ،فلول إرادةا القلب لما تحصل أفعال الجوارحا ولهذا
صلل لما إفي ال ل
صمدوإر ) قال سبحانأه ) :ألفللل ليلعلمما إلذا مبلعثإلر لما إفي القممبوإر ) (9لومح ل
(10إنن لرنبهملما بإإهلما ليلولمئإرذ للخإبيبر )] ( (11العاديات.[11-9 :
وجعل ال القلوب الصل في المدحا كما قال سبحانأه) :إننألما المملؤإممنأولن النإذيلن إلذا
مذإكلر اللنهم لوإجل ل
ت مقملومبهملما ل إوإالذا تملإلي ل
ت لعلليإهلما لآلياتمهم لازلدتلهملما إإيلماةنأا لولعللى لرلبإهلما ليتللونكملولن )
- 39مجموع الفتاوى ) -ج / 7ص (368ومجموع الفتاوى ) -ج / 10ص (6إواحياء علوما
الدين ) -ج / 3ص (152وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (2432وموسوعة خطب
المنأبر ) -ج / 1ص (2906
50
] ((2النأفال.[2 :
وجعلها الصل في الذما كما قلال سلبحانأه ) :ل إوإالن مكلنأتمللما لعللى لسلفلرر لولللما تلإجلمدوا لكاتإةبللا
فلإرهابن ملقبوضةب فلإن ألإمن بعضمكما بعضا لفليؤلد النإذي اؤتمإملن ألمللالنأتله وليتنل إ ن
ق الللهل لرنبلهم ل ل ل ملل ل ل م ل ل ل ل ل م ل ل ل ة مل
ن
لولل تللكتممم لوا النش للهالدةال لولم للن ليلكتملمهلللا فل لإننأهم لآثإ لبما لقلبم لهم لوالل لهم بإلمللا تللعلململلولن لعإلي لبما )((283
]البقرةا.[283 :
وقد خلق ال عنز وجنل القلوب ،وجعلها محلة لمعرفته ومحبته إوارادته ،فهي
عرش المثل العلى الذي هو معرفة ال ومحبته إوارادته كما قال سبحانأه:
)لإلنإذيلن لل ميلؤإممنأولن إبالللإخلرإةا لمثلمل النسلوإء لولإلنإه اللمثلمل اللللعللى لومهلو اللعإزيمز اللحإكيمما )
] ((60النأحل.[60 :
والقلمب إن لمم يكمن أطهمر الشمياء وأنزههمما وأطيبهما ،لمم يصملح لسمتواء المثمل
العلمممى عليمممه معرفمممة ومحبمممة إوارادة ،إوال اسمممتوى عليمممه مثمممل المممدنيا السمممفل
ومحبتها إوارادتها ،حتى تعود القلوب على قلبين:
قلب هو عرش الرحمن :ففيلله النأللور والحيللاةا ،والفلرحا والسللرور ،والبهجللة وذخللائر
الخير.
وقلممب هممو عممرش الشمميطان :فهنأللاك الضلليق والظلمللة ،والمللوت والحللزن ،والهللما
والغما.
والنأور الذي يدخل القلب إنأما هو من آثار المثل العلى ،فللذلك ينأفسللح وينأشلرحا،
إواذا لما تكن فيه معرفة ال ومحبته فحظه الظلمة والضيق.
والتوحيل للد واليم للان والخلص ش للجرةا فل للي القل للب ،فروعهل للا العم للال الص للالحة،
وثمرها طيب الحياةا في الدنأيا ،والنأعيما المقيما في الخرةا.
والشللرك والكللذب والريللاء شللجرةا فللي القلللب فروعهللا العمللال السلليئة ،وثمرهللا فللي
الدنأيا الخوف والهما والغما ،وفي الخرةا عذاب الجحيما.
51
فشللجرةا اليمللان أصلللها ثللابت فللي قلللب المللؤمن علةمللا واعتقللاةدا ،وفرعهللا مللن الكلللما
الطيل للب ،والعمل للل الصل للالح ،والخلق المرضل للية ،والداب الحسل للنأة ،فل للي السل للماء
دائةما ،يصعد إلى ال منأه من العمال والقوال اللتي تخرجهللا شللجرةا اليمللان ،مللا
ب اللنلهم لمثلةلضللر ل
ف ل ينأتفلع بله المللؤمن ،وينأفللع غيلره كمللا قلال سللبحانأه) :أللللما تلللر لكليل ل
ت لوفللرمعهلللا إفللي النسللماإء ) (24تمللؤإتي أممكلهللا مكلنل صللملها ثللابإ ب طليبةة لكلشجررةا ل ر
طليلبة أل ل لل
إ
لكللمةة ل ل
س للعلنهمللما ليتلللذنكمرولن )] ((25إبراهيللما: ب اللنلهم اللللمثللالل إللننألا إ إحيرن بإإلذإن لرلبهللا لولي ل
ضلإر م
.[25 ،24
وأما شجرةا الكفر فهي شلجرةا خبيثلة المأكلل والمطعلما كشلجرةا الحنأظلل ونأحوهلا ،ل
عروق تمسكها ،ول ثمرةا صالحة تنأتجها.
كذلك كلمة الكفر والمعاصي ليس لها ثبوت نأافع في القلب ،ول تثمر إل كل
قول خبيث ،وعمل خبيث ،يضر صاحبه ول ينأفعه ،ول يصعد إلى ال منأه عمل
ت إملن فللو إ
ق صالح كما قال سبحانأه) :لولمثلمل لكإللمرة لخإبيثلرة لكلشلجلررةا لخإبيثلرة الجتمثن ل
ض لما للها إملن قل لاررر )] (26إبراهيما.[26 : اللللر إ
والقلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن ال بقدر تعلقها بها.
والقلوب آنأية ال في أرضه ،وأحبها إليه ألينأها وأرقها وأصفاها.
إواذا زهدت القلوب في موائد الدنأيا ،قعدت على موائد الخرةا ،إواذا رضلليت بموائللد
الدنأيا فاتتها تلك الموائد الغالية.
ول تدخل محبة ال في قلب فيه حب الدنأيا ،إواذا أحب ال عبةدا اصلطنأعه لنأفسلله،
واستخلصلله لعبللادته ،فشللغل هملله بلله ،ولسللانأه بللذكره ،وجلوارحه بخللدمته ،وصللرف
قلبه عما سواه.
والقلللب يعمللل ،والبللدن يعمللل ،والقلللب يمللرض كمللا يمللرض البللدن ،وشللفاؤه بالتوبللة
والحميللة ..والقلللب يصللدأ كمللا تصللدأ الملرآةا ،وجلؤه بالللذكر ..والقلللب يعللرى كمللا
52
يعرى الجسما ،وزينأته بالتقوى..
والقلل للب يجل للوع ويظمل للأ كمل للا يجل للوع البل للدن ويظمل للأ ،وطعل للامه وش ل لرابه العلل للما بل للال
والمعرفة ،والمحبة والتوكل ،والنأابة والعبادةا.
والوصول إلى المطلوب المحبوب موقوف على ثلثة أمور:
هجر العوائد ..وقطع العلئق ..إوازالة العوائق.
فالعوائد :ما ألفه النأاس واعتادوه من الرسوما والعادات التي جعلوها بمنأزلة الشلرع
المتبللع ،بللل هللي عنأللد بعضللهما أعظللما مللن الشللرع ،وهللذه الرسلوما قللد اسللتولت علللى
طوائف من بنأي آدما من الملوك والولةا والفقهاء والعامة والخاصة.
ينأكللرون علللى مللن خالفهللا ،وربمللا كفللروه أو بللدعوه ،أو ضللللوه أو قتلللوه ،واتخللذها
النأاس سنأةنأا ،ومهجر لجلها الكتاب والسنأة.
وأما العلئق :فهي كل ما تعلق به القللب مللن دون الل مللن ملذ الللدنأيا وشللهواتها
ورياساتها ،وصحبة النأاس ،والتعلق بهما.
ول سللبيل إلللى قطعهللا إل بقل لوةا التعلللق بللالمطلوب العلللى ،فللإن النأفللس ل تللترك
مألوفها ومحبوبها إل لمحبوب هو أحب إليها منأه.
وأما العوائق :فهللي أنألواع المخالفللات الللتي تعللوق القلللب عللن سلليره إلللى الل وهللي
ثلثة :الشرك ،والبدعة ،والمعصية.
واليمان مبني على أصلين:
أحممدهما :تصللديق الخللبر عللن ال ل ورسللوله ،وبللذل الجهللد فللي رد الشللبهات الللتي
توحيها شياطين الجن والنأس في معارضته.
الثاني :طاعللة أمللر الل ورسللوله ،ومجاهللدةا النأفللس فللي دفلع الشللهوات الللتي تحللول
بين العبد وبين كمال الطاعة.
فالشبهات والشهوات أصل فساد العبد وشقائه في معاشه ومعاده.
53
كم للا أن الص لللين الولي للن :تص للديق الخ للبر ،وطاع للة الم للر ،أص للل فلحا العب للد
وسعادته في معاشه ومعاده.
وكل عبد له قوتان:
الولى :قوةا الدراك والنأظر ،وما يتبعها من العلما والمعرفة والكلما.
الثانية :قوةا الرادةا والحب ،وما يتبعهما من النأية والعزما والعمل.
فالشبهات تؤثر فساةدا في القوةا العلمية النأظرية ما لما يداوها بدفعها.
والشهوات تؤثر فساةدا في القوةا الرادية العملية ما لما يداوها بإخراجها.
ومللن تملاما حكملة الل تعلالى أنأله يبتللي هلذه النأفلوس بالشللقاء والتعلب فللي تحصلليل
ل ،ولللو تفرغللت هللذه
مراداتهللا وشللهواتها ،فل تتفللرغ للخللوض فللي الباطللل إل قلي ة
النأفوس لكانأت أئمة تدعو إلى النأار.
وهذا حال من تفرغ منها كمما همو مشماهد بالعيمان ،فمإن داء الوليمن والخريمن
أمران:
اتبللاع الشللهوات المانأعللة مللن متابعللة المللر ..والخللوض بالشللبهات المانأعللة مللن
النأقياد للمر.
وهللذا شلأن النأفللوس الباطللة اللتي للما تخللق لنأعيللما الخلرةا ،ول تلزال سلاعية فللي نأيللل
شللهواتها ،فللإذا نأالتهللا فإنأمللا هللي فللي خللوض بالباطللل الللذي ل يجللدي عليهللا إل
ضللولن الضللرر العاجلل والجللل ،فاحللذر هللؤلء ومجالسللهما ) :إوإالذا ألرليل ل ن إ
ت اللذيلن ليمخو م ل ل
طامن ن
ك الشللي لضلوا إفللي لحلإديرث لغليلإرإه ل إوإانمللا ميلنأسللينأ ل
ن إ إفللي لآلياتإلنأللا فللأللعإر ل
ض لعلنأهمللما لحتلنلى ليمخو م
ظالإإميلن )] ((68النأعاما.[68 : فللل تللقعلد بعلد اللذلكرى مع القلوإما ال ن
ل لل ل م لل
ومن رزقه ال قلةبا سليةما ،رأى الحق حةقا واتبعه ،ورأى الباطل باطلة واجتنأبه.
فإذا رأى النأاس متوكلين على تجارتهما ،وصحة أبدانأهما ،توكل على ال ) :إنن
اللنهل لباإلغم أللمإرإه قللد لجلعلل اللنهم إلمكلل لشليرء قللد ةار )] ((3الطلق.[3 :
54
إواذا رآهما يذلون أنأفسهما في طلب الرزق اشتغل بما لربه عليه ،لعلمه أن رزقه
ض إنل لعللى اللنإه إرلزقملها لوليلعلمما مملستلقلنرلها سيأتيه) :ولما إملن لدانبرة إفي اللللر إ
ل
]هود.[6 : إ ر إ إ د
لومملستللولدلعلها مكل في كلتاب ممبيرن )((6
إواذا رآه للما يتحاس للدون ف للي دنأي للاهما ت للرك ذل للك له للما ،لعلم لله أن نأص لليبه م للن ال للرزق
ق ب إبال ل
صللد إ نإ ن سيصل إليه ،ولن يأخذه غيره) :فلملن أل ل إ
ب لعللى الل ه لولكلذ ل ظللمما منمللن لكللذ ل ل
إلذ لجالءهم أللليلس إفي لجهلننألما لمثلةوى لإللكافإريلن )] ((32الزخرف.[32 :
إ
إواذا رأى النأللاس يطلبللون العللزةا والمكانأللة عنأللد المخلللوق بالمللال والجللاه والمنأاصللب،
طلب المكانأة عنأد ربه بالتقوى كما قلال سلبحانأه) :إنن أللكلرلممكللما إعلنأللد اللنلإه ألتلقلللامكلما إنن
اللنهل لعإليبما لخإبيبر )] ((13الحجرات.[13 :
إواذا رأى النأاس يركضون وراء شهواتهما ،أجهلد نأفسله فلي دفع الهلوى حتى تسلتقر
ف لمقللالما لرلبلإه لولنأهللى الننألفللس لعلإن الهلللوى ) على طاعة ال عنز وجنل) :لوألنمللا لمللن لخلا ل
(40فلإنن اللجننأةل إهلي اللملألوى )] ((41النأازعات.[41 ،40 :
إواذا رأى الخل للق ك للل ل لله محب للوب ،ف للإذا وص للل إل للى الق للبر ف للارقه محب للوبه ،جع للل
محبللوبه حسللنأاته الللتي ل تفللارقه ):اللمللامل لواللبمنأللولن إزيلنأل لةم اللحليللاإةا الل للدلنأليا لواللباإقليللا م
ت
ك ثللواةبا لولخليبر أللمةل )] (46الكهف.[46 : ت لخليبر إعلنألد لرلب ل
صاإللحا م
ال ن
55
40صافات القلب السليم 9-
قلال الل تعلالى) :ليللولما لل ليلنأفللعم لمللابل لولل لبنأمللولن ) (88إنل لمللن ألتللى اللنلهل بإلقللرب لسلإليرما )
] ((89الشعراء.[89-87 :
ت وقللال الل ل تعللالى) :إننألمللا المملؤإممنأللولن اللن لإذيلن إلذا مذإكل للر اللنل لهم لوإجلل ل ل
ت مقلمللومبهملما ل إوإالذا تملإليل ل ل
صلللةال لوإمنمللا لعلليإهللما لآليللاتمهم لازلدتلهمللما إإيلماةنأللا لولعلللى لرلبإهللما ليتللونكللملولن ) (2النلإذيلن ميإقيممللولن ال ن
لرلزلقلنأامهلما ميلنأإفمقولن( ]النأفال.[3 ،2 :
القلب السليما الذي ينأجو من علذاب الل يلوما القياملة ،هو القلب الذي قد سللما ملن
مرض الشهوات ،وسلما من مرض الشبهات ،الذي قد سلما لربه ،وسلما لملره ،ولللما
تبق فيه منأازعة لمره ،ول معارضة لخبره.
فهو سليما مما سوى ال وأمره ،ل يريد إل ال ،ول يفعل إل ما أمره ال عنز وجنل.
فللال وحللده غللايته ..وأم لره وشللرعه وسلليلته ..ل تعترضلله شللبهة تحللول بينألله وبيللن
تصديق خبره ..ول شهوةا تحول بينأه وبين متابعة رضاه.
ومتى كان قللب العبلد كللذلك فهللو سللليما ملن الشلرك ،وسللليما ملن البلدع ،وسلليما مللن
المعاصي ،وسليما من الغي ،وسليما من الباطل.
فالقلب السليما هو الذي سلما لعبودية ربه حةبللا وخوفةللا ،ورجللاةء وطمةعللا ،وسلللما لملره
وسلما لرسوله تصديةقا وطاعة ،واستسلما لقضاء ال وقدره ،فلللما يتهملله ولللما ينأللازعه،
ولما يتسخط لقداره.
فأسلما لربه وموله انأقياةدا وخضوةعا ،وذلة وعبودية.
وسلللما جميللع أحلواله وأقلواله ،وأعمللاله الظللاهرةا والباطنأللة ،لمللا جللاء عللن رسللول الل
صلى ال عليه وسلما .
56
وسالما أولياء الل وحزبله المفلحيلن ،اللذابين علن دينأله وسللنأة نألبيه صلللى الل عليله
وسلما ،والقائمين بها ،والداعين إليها.
وعل للادى أعل للداءه المخل للالفين لكتل للاب ال ل ل وسل للنأة نأل للبيه صل لللى ال ل ل عليل لله وسل لللما ،
الخارجين عنأهما ،الداعين إلى خلفهما.
والمللؤمن حللي ،والكللافر ميللت ،والميللت ل يللؤمر بصلللةا ول صللياما حللتى تنأفللخ فيلله
روحا اليمان ،إوان كان سيحاسب على تركه اليمان والعمال يوما القيامة.
فإذا حيي قلبه باليمان ،صار قابلة ومستعةدا لقبول الوامر والنأواهي.
فللالمؤمن حللي ،والحللي إمللا صللحيح ،إوامللا مريللض ،فصللاحب القلللب السللليما هللو
الصحيح ،وصاحب القلب المريض هو السقيما.
والمرض قسمان :41
مرض شبهة ..ومرض شهوة.
ضا ن فالول كما قال سبحانأه عن المنأافقين) :إفي مقملوبإإهلما لملر ب
ض فل لازلدمهمما اللهم لملر ة
ب ألإليبما بإلما لكانأموا ليلكإذمبولن )] ((10البقرةا.[10 : لولهملما لعلذا ب
والثاني :كما قال سبحانأه) :ليا نأإلسالء الننأبإلي للستمنن لكأللحرد إملن اللنألساإء إإن اتنقلليتمنن فللل
ض لومقللن قللوةل لملعمروةفا )((32 طلملع النإذي إفي لقلبإإه لملر ب ضلعلن إبالقللوإل فللي ل
تللخ ل
]الحزاب.[32 :
وشفاء هذين المرضين في القرآن كما قال سبحانأه) :إلذ لجالءتلهممما اللرمسمل إملن لبليإن
ألليإديإهلما لوإملن لخلإفإهلما ألنل تللعمبمدوا إنل اللنهل لقالموا للو لشالء لرلبلنأا للللنألزلل لمللئإلكةة فلإننأا بإلما
أملرإسلتملما بإإه لكاإفمرولن )] ((14فصلت.[44 :
ويحصل تأثر القلب بالقرآن أو بالمواعظ أو غيرها بأربعة أمور:
الول :المؤثر كالقرآن مثلة يسمعه أو يقرؤه.
- 41مجموع الفتاوى ) -ج / 10ص (95وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 3ص
(2753ومجلة مجمع الفقه السلمي ) -ج / 2ص (14774
57
الثاني :المحل القابل ،وهو القلب الحي الذي يعقل عن ال.
الثالثا :وجود الشرط ،وهو الصغاء.
الرابع :انأتفاء المانأع ،وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنأى الخطاب.
فإذا تمت هذه الشروط ،حصل الثر ،وهو النأتفاع والتذكر والستقامة.
ك لإذلكلرى لإلملن لكالن لهم لقل ب
ب أللو ألللقى النسلملع لومهلو كما قال سبحانأه) :إنن إفي لذلإ ل
لشإهيبد )] ((37ق.[37 :
ك لإذلكلرى( هذا هو المؤثر. )إنن إفي لذإل ل
ب( هذا هو المحل. )لإلملن لكالن لهم لقل ب
)أللو ألللقى النسلملع( وهذا هو الشرط وهو الصغاء.
)لومهلو لشإهيبد( وهذا انأتفاء المانأع.
وقلب النأسان له أربعة أبواب ،وكلها تصب في القلب وهي:
اللسان ..والذن ..والعين ..والدماغ.
فما يتكلما به اللسان يتأثر به القلب ،فإذا تكلما باليمان ،وتلوةا القرآن ،تأثر بللذلك
قلبه ،وزاد إيمانأه.
والذن بللاب إلللى القلللب ،فللإذا سللمع كلمللات اليمللان والق لرآن تللأثر بهللا قلبلله ،وزاد
إيمانأه.
والعيلن بلاب إللى القللب ،فالنأظر إللى المخلوقلات ،وعظيلما صلنأع البلاري يلؤثر فلي
القلللب ،وتعلللما اليمللان بللالنأظر للكللاملين فللي اليمللان ،فكلمللا نأظللروا إلللى المخلللوق
زاد إيمانأهما بالخالق سبحانأه.
أما نأاقص اليمان فينأظر إلى المخلوق ويغرق فيلله ،فينأقلص إيمللانأه ،لنألله اشلتغل
ض لولمللا تملغنأإللي
بلله ولللما يتعللداه إلللى خللالقه) :مق لإل النأظم لمروا لمللالذا إفللي النس للماواإت واللللر إ
ل ل
ت لواللنأمذمر لعلن قللورما لل ميلؤإممنأولن )] ((101يونأس.[101 : الللليا م
58
وكلم للا تفك للر ال للدماغ ف للي عظم للة ال لل ،وعظي للما إحس للانأه ،ت للأثر ب للذلك القل للب ،وزاد
إيمانأه.
والقلب السليم هو ما سلم من ستة أدواء:
فهو سلليما ملن الشرك ..سلليما ملن الجهلل ..سلليما ملن الكلبر ..سلليما ملن الغفللة..
سليما من حب الدنأيا ..سليما من سيئ الخلق.
فهللو قلللب طللاهر زكللي ،مملللوء باليمللان والتوحيللد والعلللما ،والتواضللع لربلله ،ولللزوما
ذكره ،يحب ال والدار الخرةا ،متجمل بمكارما الخلق.
فهذا القلب السليما إذا نأظر ال إليه ،وأحبه واجتباه ،وأعانأه على كل خير،
ومنأع عنأه كل سوء ،وذلك فضل ال يؤتيه من يشاء) :لوالنإذيلن لجالهمدوا إفيلنأا
للنألهإدليننأهملما مسمبللنأا ل إوإانن اللنهل للملع المملحإسإنأيلن )] ( (69العنأكبوت.[69 :
إواذا تأكللد المسلللما مللن صللحة قلبلله وسلللمته ،فهللو مطللالب بالمحافظللة عليلله بمللا
يحفللظ عليلله قللوته باليمللان وأوراد الطاعللات ،إوالللى حميللة مللن المللؤذي الضللار،
وذلك باجتنأاب الثاما والمعاصي والمحرمات.
إوالللى اسللتفراغ الملواد الفاسللدةا الللتي تعللرض للله بالتوبللة النأصلوحا والسللتغفار ،إوالللى
شللغله بكللل مللا يللورث القلللب إيماةنأللا ،ويزيللده مللن العلللما النأللافع ،والعمللل الصللالح،
والدعوةا إلى ال ،فكل ذلك أغذية له.
والقلب السليم :هللو الللذي سلللما مللن الغللل والحقللد ،والحسللد والشللح ،وسلللما مللن كللل
آفللة تبعللده عللن اللل ،وسلللما مللن كللل شللبهة تعللارض خللبره ،وسلللما مللن كللل شللهوةا
تعللارض أملره ،وسلللما مللن كللل إرادةا ت ازحللما ملراده ،وسلللما مللن كللل قلاطع يقطعلله عللن
ال.
فهذا القلب السليما في جنأة معجلة في الدنأيا ،وفي جنأة في البرزخ ،وفللي جنأللة يلوما
المعاد ،حيث كمال النأعمة ،وكمال النأعيما ،ورؤية المنأعما جل جلله.
59
ول تتم سلمته مطلققا حتى يسلم من خمسة أشياء:
م للن ش للرك ينأ للاقض التوحي للد ..وم للن بدع للة تخ للالف الس للنأة ..وم للن ش للهوةا تخ للالف
المر ..ومن غفلة تنأاقض الذكر ..ومن هوى ينأاقض التجريد.
وهللذه الخمسللة حجللب عللن اللل ،ولهللذا اشللتدت حاجللة العبللد بللل ضللرورته إلللى أن
يسللأل الل أن يهللديه الصلراط المسللتقيما كللل يلوما ،بللل فللي كللل صلللةا ،بللل فللي كللل
ركعة.
والقلب يتعلق به أحكاما ملن جهلة خلقه وشلكله ..وملن جهلة اللوارد عليله ملن الل،
وم للن النأف للس ،والش لليطان ..وم للن جه للة المطل للوب منأ لله م للن العب للادةا وطاع للة الل ل
ورسوله.
طا للله ،وليللس كللالقلب القاسللي الللذي ل
وخيللر القلللوب مللا كللان داعةيللا للخيللر ضللاب ة
يقبل لله ،فه للذا قل للب حج للري ،ول كالم للائع الخ للرق ال للذي يقب للل ،ولك للن ل يحف للظ ول
يضبط.
والفرق بين سلمة القلب ،والبله والتغفل:
أن سلمة القللب تكللون ملن عللدما إرادةا الشلر بعللد معرفتله ..فيسللما قلبله ملن إرادتلله
وقصده ل ملن معرفتله والعللما به ..وهلذا بخلف البلله والغفللة ..فإنأهلا جهلل وقللة
معرفة ..وهذا ل يحمد إذ هو نأقص.
فالكمال أن يكون القلب عارةفا بالخير ،مريةدا له ،عارةفا بالشر ،سليةما من إرادته.
وأصل أعمال القلوب المأمور بها:
اليمللان ..والحسللان ..والتق للوى ..والتوكللل ..والخ للوف ..والرجللاء ..والنأابللة..
والتسليما ونأحوها.
وأص للل ذل للك كل لله الص للدق ،فك للل عم للل ص للالح ظ للاهر وب للاطن فمنأش للؤه الص للدق،
وأضداد ذلك من أعمال القلوب المنأهي عنأها هي:
60
الري ل ل للاء ..والعج ل ل للب ..والك ل ل للبر ..والفخ ل ل للر ..والخيلء ..والبط ل ل للر ..والش ل ل للر..
والعجز ..والكسل ..والجبن ،وغيرها.
وأصل ذلك كله الكذب ،فكل عمل فاسد ظاهر وباطن فمنأشؤه الكذب.
وال عنز وجنل يعاقب الكذاب ،بلأن يقعلده ويثبطه علن مصلالحه ومنألافعه ،ويلثيب
الصادق ،بأن يوفقه للقياما بمصالح دينأه ودنأياه وآخرته.
فمللا اسللتجلبت مصللالح الللدنأيا والخللرةا بمثللل الصللدق ،ول اسللتجلبت مضللار الللدنأيا
والخرةا ومفاسدهما بمثل الكذب.
ولهذا رغلب الل عبلاده المللؤمنأين بالصلدق ،وأمرهلما بللزوما أهلل الصلدق فللي القلول
والعمل كما قال سبحانأه ) :ليا ألليلها النإذيلن لآلمنأموا اتنقموا اللنهل لومكونأملوا لمللع ال ن
صللاإدإقيلن )
] ((119التوبة.[119 :
ولهللذا كللان الصللدق أسللاس الللبر ،والكللذب أسللاس الفجللور ،كمللا قللال النأللبي صلللى
ق ليلهإدى إللى البإلر ،ل إوإانن البإنر ليلهإدى إللى اللجننألإة ،ل إوإانن صلد لال عليه وسلما » :إنن ال ل
ب ليلهلإدى إ لللى الفممجللوإر ،ل إوإانن الفممجللولر إ إ
ق لحنتى ليمكولن صلديةقا ،ل إوإانن اللكذ ل صمد م النرمجلل للي ل
ب إعلنأل للد الللن لإه لكل لنذاةبا « .متفممق
ب ،لحتنللى ميلكتل ل ل
إ إ
ليلهل لدى إلللى الننأللاإر ،ل إوإانن النرمجل للل لليلكل لذ م
عليه).(42
وأول مللا يسللري الكللذب مللن النأفللس إلللى اللسللان فيفسللده ،ثللما يسللري إلللى الج لوارحا
فيفسد عليها أعمالها ،كما أفسد على اللسان أقواله.
فيعما الكذب أقواله ،وأعماله ،وأحواله.
فيستحكما عليه الفساد ،ويترامى داؤه إلى الهلكة ،إن لما يتداركه ال بللدواء الصللدق
ب للنألا إمللن الذي يقلع تلك المادةا من أصلها) :لرنبلنألا لل تمإز ل
غ مقملولبلنألا لبلعللد إلذ له لدليتللنأا لولهل ل
ب )] ((8آل عمران.[8 : ت اللونها م ك لرلحلمةة إننأ ل
ك أللنأ ل لمدلنأ ل
61
62
43فقه سكينة القلب 10-
قال ال تعالى) :مهلو النإذي أللنألزلل النسإكيلنأةل إفللي مقللملوإب الممللؤإمإنأيلن لإليللزلدامدوا إإيلماةنألا لمللع
ض لولكالن اللنهم لعإليةما لحإكيةما ﴿] (﴾4الفتح: إإيلمانأإإهلما وإللنإه مجمنأومد النسلماواإت واللللر إ
ل ل ل
.[4
ت النشلجلرإةا فللعلإلما لمللا ضلي اللنهم لعإن المملؤإمإنأيلن إلذ ميلبايإمعولنأ ل
ك تللح ل وقال ال تعالى) :لقللد ر إ
ل
إفي مقملوبإإهلما فلأللنألزلل النسإكيلنأةل لعلليإهلما لوأللثالبهملما فلتلةحا قلإريةبا )] ((18الفتح.[18 :
السللكينأة :هللي الطمأنأينأللة والوقللار والسللكون الللذي ينأزللله ال ل فللي قلللب عبللده ،عنأللد
اضطرابه من شدةا المخاوف.
فل ينأزع للج مم للا ي للرد علي لله ،وي للوجب ل لله زي للادةا اليم للان ،وقل لوةا اليقي للن والثب للات.
ولهذا أخبر الل علنز وجلنل عللن إنأزالهللا علللى رسلوله صللى الل عليلله وسلللما وعلللى
الم للؤمنأين ف للي مواض للع القل للق والض للطراب ،كيل لوما الهج للرةا إذ ه للو وص للاحبه ف للي
الغ للار ،والع للدو ف للوق رؤوس للهما ،وكيل لوما حنأي للن حي للن ولل لوا م للدبرين م للن ش للدةا ب للأس
الكفار ،وكيوما الحديبية حين اضطربت قلوبهما من تحكما الكفار عليهما.
والسكينة اسم لثلثة أشياء:
أولهمما :س للكينأة بنأ للي إسل لرائيل ال للتي أعطوه للا ف للي الت للابوت ،فف للي أي مك للان ك للان
التابوت اطمأنأوا إليه وسكنأوا.
الثانية :التي تنأطق عل لسان المحدثين ،ليسللت شلليةئا يملللك ،إنأمللا هللي شلليء مللن
لطائف صنأع الحق ،تلقى على لسان المحدث الحكمة.
فالسللكينأة إذا نأزلللت عل للى القلللب اطم للأن بهللا ،وس للكنأت إليه للا الجل لوارحا وخشللعت،
وأنأطقت اللسان بالصواب والحكمة ،وحالت بينأه وبين قللول الخنأللا والفحللش واللغللو
وكل باطل.
- 43مجموع الفتاوى ) -ج / 7ص (230وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (36
63
وربما ينأطق من في قلبه السكينأة بكلما لما يكن عن فكرةا منأه ول روية ،ويسللتغربه
هو من نأفسه.
وأكثر ما يكون هذا عنأد الحاجة ،وصلدق الرغبلة ملن السلائل والمجلالس ،وصلدق
الرغبة منأه هو إلى ال ،وحضرته مع تجرده من الهواء.
الثالثممة :السللكينأة الللتي نأزلللت علللى قلللب النأللبي صلللى الل ل عليلله وسلللما وقلللوب
المؤمنأين.
وهذه السكينأة تشتمل على النأور ..والقوةا ..والروحا.
فبللالروحا الللذي فيهللا حيللاةا القلللب ..وبللالنأور الللذي فيهللا اسللتنأارته إواشلراقه ..وبللالقوةا
ثباته وعزمه ونأشاطه.
فللالنأور يكشللف للعبللد عللن دلئللل اليمللان ،ويميللز للله بيللن الحللق والباطللل ،والهللدى
والضلل ،والغي والرشد ..والحياةا توجب كمال يقظته وفطنأته ..والقوةا توجب للله
الص للدق وص للحة المعرف للة ..وقهل للر داع للي الغل للي ..وضل للبط النأفل للس عل للن جزعهل للا
وهلعهللا ..واسترسللالها فللي النأقللائص والعيللوب ..ولكللي يللزداد بالسللكينأة إيماةنأللا مللع
إيمانأه.
واليمان يثمر له النأور والحيلاةا والقلوةا ،فإذا حصللت هذه الثلثة بالسلكينأة ،سلكن
إليها العاصي ،وهو الللذي سللكونأه إلللى المعصللية والمخالفللة ،لعللدما سللكينأة اليمللان
في قلبه ،صار سكونأه إليها عوض سكونأه عن الشهوات والمخالفات.
فيجد في هلذه السلكينأة مطلللوبه ،وهلي الللذةا اللتي كللان يطلبهلا فلي المعصللية ،فلإذا
نأزلت عليه السكينأة اعتاض بلذتها وروحها ونأعيمها عن لللذةا المعصللية ،وصللارت
لللذته روحانأيللة قلبيللة ،بعللد أن كللانأت لللذته جسللمانأية بهيميللة ،وسللكن خللوفه ،وذهللب
همه وغمه.
فالسكينة :هي طمأنينة القلب واسممتقراره ..وأصمملها فممي القلممب ..ويظهممر أثرهمما
64
على الجوارح ..والناس فيها متفاوتون:
فس للكينأة النأبي للاء عليه للما الص لللةا والس لللما أخ للص مراتبه للا وأعله للا ،وذل للك مث للل
السللكينأة الللتي نأزلللت علللى إبراهيللما الخليللل صلللى الل عليلله وسلللما حيللن ألقللي فللي
النأار التي أضرمها له أعداؤه.
فلله عظمة وطمأنأينأة تلك السكينأة التي أنأزلها ال على قلبه.
وكذلك السكينأة اللتي حصللت لموسللى صلللى الل عليله وسللما وقللد غشليه فرعللون
وجنأوده من ورائهما ،والبحر أمامهما.
فلله ما ألذ تلك السلكينأة اللتي أنأزلهلا الل عللى قللب موسلى صللى الل عليله وسللما
حين ضرب البحر ،وحين عبر البحر ،وحين رأى أعداءه يغرقون في البحر.
وكذلك السكينأة التي حصلت له وقت تكليما ال له عنأد الشجرةا.
وكذلك السكينأة التي حصلت له وقد رأى العصا ثعباةنأا مبيةنأا أماما فرعون وملئه.
وكللذلك السللكينأة الللتي نأزلللت عليلله وقللد رأى حبللال السللحرةا وعصلليهما كأنأهللا حيللات
تس للعى ،ف للأوجس ف للي نأفس لله خيف للة ،ث للما ألق للى عص للاه ال للتي ابتلع للت تل للك العص للي
والحبال.
فلله عظمة تلك السكينأة حين رأى فعل ربه بعدوه ،ونأصره لنأبيه.
وكذلك السكينأة التي حصلت لنأبينأا محمد صلى ال عليلله وسلللما فللي الغللار ،وقللد
أشرف عليه أعداؤه ،فصرفهما ال عنأه.
فلله كما لذةا تلك السكينأة التي رأى فيها حفظ وليه من كيد أعدائه.
وكللذلك السللكينأة الللتي نأزلللت عليلله صلللى ال ل عليلله وسلللما فللي م لواقفه العظيمللة،
وأعداء ال قد أحاطوا به في يوما بدر ،ويوما الخنأدق ،ويوما حنأين ،وغيرها.
فهذه السكينأة أمر فوق عقول البشر ،وهي آية عظيمة على صدق النأبياء.
وأمل للا سل للكينأة أتبل للاع النأبيل للاء ،فتكل للون للمل للؤمنأين بحسل للب متل للابعتهما ،وهل للي سل للكينأة
65
اليمان واليقين.
وهي سكينأة تسكن القلوب عن الريب والشك ،ولهذا أنأزلها ال على المؤمنأين في
أصعب المواطن أحوج ما كانأوا إليها كما قال ال سبحانأه) :مهلو النإذي أللنألزلل
النسإكيلنأةل إفي مقملوإب المملؤإمإنأيلن إلليلزلدامدوا إإيلماةنأا لملع إإيلمانأإإهلما لوإللنإه مجمنأومد النسلمالواإت
ض لولكالن اللنهم لعإليةما لحإكيةما )] ((4الفتح.[4 : واللللر إ
ل
ولما علما ال ملا فلي قللوب الملؤمنأين ملن الضلطراب والقللق ،وذللك حيلن منأعتهلما
قريللش مللن دخللول بيللت ال ل عللاما الحديبيللة ،وعلللما مللا فيهللا مللن اليمللان والصللدق
والخيللر ،وحلب الل ورسلوله ثبتهلا بالسللكينأة وأنأزلهلا عليهللما كمللا قلال سللبحانأه) :لقلللد
ت النش للجلرإةا فللعإل للما لمللا إفللي مقلمللوبإإهلما فل لأللنألزلل ض للي اللنلهم لع لإن المم للؤإمإنأيلن إلذ ميلبايإمعولنأ ل ل
ك تللح ل ل رإ
ل
النسإكيلنأةل لعلليإهلما لوأللثالبهملما فلتلةحا قلإريةبا )] ((18الفتح.[18 :
ومنأها السكينأة التي يجلدها العبد عنألد القيلاما بوظلائف العبوديلة ،وهلي التي تلورث
الخشللوع والخضللوع ،وجمعيللة القلللب علللى اللل ،بحيللث يللؤدي عبللوديته بقلبلله وبللدنأه
قانأةتا ل عز وجل.
والخشوع نأتيجة هذه السكينأة ،وثمرتها ،وخشوع الجوارحا نأتيجة خشوع القلب.
والسباب المؤدية إلى السكينأة سببها استيلء مراقبلة العبلد لربلله جللل جلللله حللتى
كأنأه يراه.
وكلما اشتدت هذه المراقبة أوجبت له ملن الحيلاء والسلكينأة ،والمحبلة والخضلوع،
والخوف والرجاء ،ما ل يحصل بدونأها ،فالمراقبة أساس العمال القلبية كلها.
وقد جمع النأبي صلى الل عليلله وسلللما أصلول أعمللال القلللوب وفروعهللا كلهللا فلي
كلمة واحلدةا ،وهلي قلوله» :الحسللان :أللن تللعمبللد اللنلهل لكألننأل ل
ك تلل لارهم ،فللإلن لللما تلمكللن تلل لارهم
ك « متفق عليه).(44 فلإننأهم لي لار ل
()44متفق عليه ،أخرجه البخاري برقما ) ،(50واللفظ له ،ومسلما برقما ).(9
66
وكل عبد محتاج إلى السكينأة عنألد الوسلاوس المعترضلة ،وعنأد الخط رات السيئة،
ليثبت قلبه ول يزيغ ،وعنأد المخاوف ليثبت قلبه ويسكنأه جأشه ،وعنأد الف رحا ،لئل
يطمح به مركبه فيجاوز الحد ،وعنأد هجوما السباب المؤلمة ،لئل ييأس ويقنأط.
ولهل ل للذا أنأل ل للزل الل ل ل السل ل للكينأة علل ل للى رسل ل للوله وعلل ل للى المل ل للؤمنأين فل ل للي مواقل ل للع القلل ل للق
والضطراب ،كيوما الهجرةا حينأما أحاط المشركون بالغلار ،كملا قلال الل سلبحانأه:
صل للرهم الللن لهم إلذ أللخلرلجل لهم اللن لإذيلن لكفلل لمروا ثلللانأإلي اثللنأليل لإن إلذ مهلمللا إفللي
صل لمروهم فلقلل للد لنأ ل
ن
)إل تللنأ م
إ إ ن ن اللغللاإر إلذ يقمللومل إل إ إ
صللاحبإه لل تللحللزلن إنن الللهل لملعلنأللا فللأللنألزلل الللهم لسلكيلنأتلهم لعلليله لوألنيللدهم ل ل
ن نإ إ إ إ نإ
بإمجنأمللورد لللما تللرلولهللا لولجلعللل لكللملةل اللذيلن لكفللمروا اللسللفللى لولكللملةم اللله هللي المعلليللا لوالللهم
لعإزيبز لحإكيبما ﴿] (﴾40التوبة.[40 :
وكيوما حنأين حين ولى المؤمنأون مدبرين من شدةا بأس الكفار ،كما قال سللبحانأه:
)ثلم لنما أللنأل للزلل اللنل لهم لسل لإكيلنأتلهم لعلللى لرمسللوإلإه لولعلللى الممل للؤإمإنأيلن لوأللنأل للزلل مجنأمللوةدا لل للما تللرلولهللا
ك لج لازمء اللكاإفإريلن ﴿] (﴾26التوبة.[26 : ب النإذيلن لكفلمروا لولذإل ل ن
لولعذ ل
وكيوما الحديبية حين اضطربت قلوب المؤمنأين من تحكما الكفار عليهما) :مهلو
النإذي أللنألزلل النسإكيلنأةل إفي مقملوإب المملؤإمإنأيلن لإليلزلدامدوا إإيلماةنأا لملع إإيلمانأإإهلما لوإللنإه مجمنأومد
ض لولكالن اللنهم لعإليةما لحإكيةما ﴿] (﴾4الفتح.[4 : النسلماواإت واللللر إ
ل ل
وأما سكينأة الوقار فهي نأوع من السكينأة ،وسكينأة الوقار كالضياء لتلللك السللكينأة،
كما يحصل الضياء عن الشمس.
وسكينة الوقار لها ثلثا درجات:
الولى :سللكينأة الخشللوع عنأللد القيللاما للخدمللة رعايللة وتعظيةمللا وحضللوةرا ،فالخشللوع
فللي العبللادةا يكللون برعايللة حقوقهللا الظللاهرةا والباطنأللة ،وتعظيللما الخدمللة إواجللهللا،
وذلك تبع لتعظيما المعبود إواجلله ووقاره.
فعل للى ق للدر تعظيم لله ف للي قل للب العب للد إواجلل لله ،يك للون تعظيم لله لخ للدمته إواجلل لله
67
ورعايته لها.
وحضللور القلللب فيهللا بمشللاهدةا المعبللود كللأنأه ي لراه ،ويتقللدما مللن مقللاما اليمللان إلللى
مقللاما الحسللان كمللا قللال سللبحانأه) :أللللما ليللأإن لإلنلإذيلن لآلممنألوا أللن تللخلشللع مقللملومبهملما إللإذلكإر
طلالل لعلليإهلمماب إمللن قللبلمل فل ل إ نإ اللنلإه لولملا لنأللزلل إمللن اللحل ل
ق لولل ليمكونأملوا لكاللذيلن مأوتملوا الكتللا ل
ت قمملومبهملما لولكإثيبر إملنأهملما لفاإسمقولن ﴿] (﴾16الحديد.[16 : اللللممد فلقللس ل
الثانية :السكينة عند المعاملة:
وتحصل بمحاسبة النأفس ،وملطفة الخلق ،ومراقبة الحق سبحانأه.
فمحاسبة النأفس حتى تعلرف ملا لهلا وملا عليهلا ،وزكاتهلا وطهارتهلا موقلوف عللى
محاسبتها.
وبمحاسبة النأفس ،يطلع عللى عيوبهلا ونأقائصلها ،فيمكنأله السلعي فلي إصللحها.
وملطف للة الخلللق بمع للاملتهما بم للا يحللب أن يعللاملوه بلله م للن اللطللف ،ول يعللاملهما
بللالعنأف والشللدةا والغلظللة ،فللإن ذلللك ينأفرهللما عنألله ،ويغريهللما بلله ،ويفسللد عليلله قلبلله
ووقته وحاله مع ال.
فليس للقلب شيء أنأفع من معاملة النأاس باللطف واللين ،والحلما والرحمة.
فإن معاملة النأاس بذلك ثمرته:
إمل للا أجنأل للبي تكسل للب مل للودته ومحبتل لله ..إوامل للا صل للاحب وحل للبيب فتسل للتديما صل للحبته
ومودته ..إواما عدو ومبغض فتطفئ بلطفك جمرته وتستكفي شره.
أما مراقبة ال سبحانأه ،فهي الموجبة لكل صلحا ،وخير عاجل أو آجل ،ومراقبة
الحق سبحانأه توجب إصلحا النأفس ،واللطف بالخلق.
الثالثة :السكينأة التي تثبت الرضلا بالقسلما ،وتمنألع ملن الشطح ،وتوقلف صلاحبها
عنأد حده من رتبة العبودية.
فهللذه الرتبللة تللوجب لصللاحبها أن يرضللى بالمقس لوما ،ول تتطلللع نأفسلله إلللى غي لره،
68
وهي من أعظما مواهب الحق جل وعل ،ومن أجلل عطاياه.
ولهذا لما يجعلها ال في القرآن إل لرسوله وللمؤمنأين ،والسلكينأة كأنأهللا رداء ينألزل،
فيثبت القلوب الطائرةا ،ويهدئ النأفعالت الثائرةا.
اللهللما يللا مقلللب القلللوب ثبللت قلوبنأللا علللى دينأللك ..وصللرفها فللي طاعتللك ..واهللدنأا
لحسن القوال والعمال ..إنأك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيما.
69
فقه طمأنينة القلب - 11 45
- 45مجموع الفتاوى ) -ج / 3ص (329ومجموع الفتاوى ) -ج / 7ص (426وفتاوى الشبكة
السلمية معدلة ) -ج / 4ص (10117وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 5ص
(2102وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 9ص (1061وبريقة محمودية في شرحا طريقة
محمدية وشريعة نأبوية ) -ج / 4ص (404وغذاء اللباب في شرحا منأظومة الداب ) -ج / 1
ص (114ومدارج السالكين ) -ج / 5ص (50
70
والطمأنينة على ثلثا درجات:
الولى :طمأنأينأة القلب بذكر الل علنز وجلنل ،وهللي طمأنأينألة الخللائف إللى الرجلاء،
فالخلائف إذا طلال عليلله الخلوف واشللتد بله ،وأراد الل علنز وجلنل أن يريحله ويحمللل
عنأه ،أنأزل عليه السكينأة ،فاستراحا قلبه إلى الرجاء واطمأن به.
وطمأنأينأة الضجر إلى الحكلما ،فإن ملن أدركله الضلجر ملن قلوةا التكلاليف ،وأعيلاه
المللر ،ل سلليما مللن يق لوما بللدعوةا النأللاس إلللى الخيللر وتعليمهللما ،وجهللاد أعللداء ال ل
ونأحو ذلك ،فل بند أن يدركه الضجر ،ويضعف صبره.
فإذا أراد الل أن يريحه ويحملل عنأله ،أنألزل الل عليله سلكينأته ،فاطملأن إللى حكمله
الدينأي ،وحكمه القدري.
وبحسب مشاهدةا العبد لهما تكون طمأنأينأته وراحته ،بل لذته.
فإذا اطمأن إللى حكمله اللدينأي عللما أنأله دينأله الحلق ،وهلو صلراطه المسلتقيما ،وهلو
نأاصره ونأاصر أهله وكافيهما.
إواذا اطمللأن إللى حكملله الكلونأي ،عللما أنألله لللن يصليبه إل ملا كتلب الل لله ،وأنأله مللا
شاء كان ،وما لما يشأ لما يكن ،فل وجه للجزع والقلق إل ضعف اليمان واليقين.
فكل محذور ،وكل مخوف ،إن لما يقدر فل سبيل إلى وقوعه ،إوان قلملدر فل سللبيل
إلى صرفه ،بعد أن أبرما تقديره العليما القدير.
وأما طمأنأينأة المبتلى إلى المثوبة ،فلإن المبتللى إذا قلويت مشلاهدته للمثوبلة سلكن
قلبه ،واطمأن قلبه بمشاهدةا العوض.
إوانأما يشتد عليه البلء إذا غاب عنأه ملحظة الثواب على البلء.
وقد تقوى ملحظة الثواب حتى يستلذ بالبلء ويلراه نأعمله ،كالللدواء الكريله يلتللذ بله
لملحظة نأفعه.
الثانيممة :طمأنأينأللة الللروحا إلللى الطريللق الموصللل إلللى المطلللوب ،ومعرفللة عيللوب
71
النأفل للس ،وآفل للات العمل للال ،ومعرفل للة المطلل للوب المقصل للود بالسل للير ،وهل للو معرفل للة
السماء والصفات ،واليمان والتوحيد.
فتسكن النأفس لذلك ،وتطمئن إليه ،كما يطمئن الجائع الشديد الجوع إلى ما عنأده
من الطعاما ،ويسكن إليه قلبه.
الثالثممة :طمأنأينأللة القلللب إلللى لطللف ال ل عنأللد شللهوده ذات ال ل وأسللمائه وصللفاته
وأفعللاله ،فلللول الطمأنأينأللة لمحقلله الشللهود ،فقللد خلنر موسللى صلللى الل عليلله وسلللما
صعةقا للما تجللى رلبله للجبل.
وتدكدك الجبللل وسللاخ فللي الرض مللن تجليله سلبحانأه ،وكللذلك القللب السلليما يللرى
الحق سبحانأه وحده قائةما بذاته ،ويرى كل شيء قائةما به.
وال عنز وجنل قد فاوت بين قوى القلوب أشد من تفاوت قوى البدان.
والطمأنأينأللة إلللى الل ل سللبحانأه حقيقللة تللرد منألله سللبحانأه علللى قلللب عبللده ،تجمعلله
عليه ،وترد قلبه الشارد إليه ،حتى كأنأه جلالس بيلن يديه ،يسلمع به ،ويبصلر به،
ويتحرك به ،ويبطش به.
فتسلري تلللك الطمأنأينألة فللي نأفسله وقلبلله ومفاصللله ،وقلواه الظلاهرةا والباطنألة تجللذب
روحه إلى ال ،ويلين جلده ومفاصله وقلبه إلى خدمته والتقرب إليه.
ول يحصل ذلك إل بال وبذكره ،وهو كلمه الذي أنأزله على رسوله كما قال
طمئإلن مقملوبهما بإإذلكإر اللنإه أللل بإإذلكإر اللنإه تل ل إ نإ
طلمئلن المقملو م
ب م مل سبحانأه) :الذيلن لآلمنأموا لوتل ل ل
﴿] (﴾28الرعد.[28 :
وحقيقة الطمأنينة التي تصير بها النفس مطمئنة:
أن تطمئن في باب معرفة أسماء ال وصفاته إلى خبره الذي أخبر به عن نأفسه،
وأخبرت به عنأه رسله.
فتتلقاه بالقبول والتسليما والذعان ،وانأشراحا الصللدر لله ،وفلرحا القلللب بلله ،فل يلزال
72
القلب في أعظما القلق والضطراب ،حلتى يخلالط اليملان بأسلماء الرب وصلفاته
وتوحيده وعلوه على عرشه ،وتكلمه بالوحي ،بشاشة قلبه.
فيطمئللن إليلله ،ويفلرحا بلله ،ويليللن لله قلبلله ،حلتى كللأنأه شللاهد المللر كمللا أخلبرت بلله
الرسل صلوات ال وسلمه عليهما أجمعين.
فل يبالي بعد ذلك بأي مخالف ،فهذه أول درجات الطمأنأينأة.
ثما ل يزال يقوى كلما سللمع آيللة متضللمنأة لصللفة مللن صلفات ربله ،فهللذه الطمأنأينألة
أصل أصول اليمان ،التي قاما عليها بنأاؤه.
ثللما يطمئللن إلللى خللبره بمللا بعللد المللوت مللن أمللور الللبرزخ ،ومللا بعللدها مللن أه لوال
القيامة حتى كأنأه يشاهد ذلك كله عياةنأا.
وهذا حقيقة اليقيلن اللذي وصلف الل بله أهللل اليملان بقللوله) :لوالنلإذيلن ميلؤإمنأمللولن بإلمللا
ك لوإبالللإخلرإةا مهلما ميوإقمنأولن )] (4البقرةا.[4 :
ك لولما أملنأإزلل إملن قللبلإ ل
أملنأإزلل إللي ل
فل يحصل اليمان بالخرةا حتى يطمئن القلب إلى ما أخبر ال به عنأها.
والطمأنينة إلى أسماء الرب تعالى وصفاته نوعان:
طمأنأينأة إلى اليمان بهلا إواثباتهلا واعتقادهلا ..وطمأنأينأللة إلللى ملا تقتضلليه وتلوجبه
من أثار العبودية.
فالطمأنأينأة إلى القدر إواثباته واليمان به ،يقتضي الطمأنأينأة إلى مواضللع القللدار
الللتي لللما يللؤمر العبللد بللدفعها ول قللدرةا للله علللى دفعهللا ،فيسلللما لهللا ويرضللى بهللا ،ول
يسخط ول يشكو ،ول يضطرب إيمانأه.
فل يأسللى علللى مللا فللاته ،ول يفلرحا بمللا آتللاه ربلله ،لن المصلليبة فيلله مقللدرةا قبللل أن
صلليلبرة إنل بإلإلذإن
تصللل إليلله وقبللل أن يخلللق كمللا قللال سللبحانأه) :مللا ألصللاب إمللن م إ
م ل ل ل
اللنإه لولملن ميلؤإملن إباللنإه ليلهإد لقللبهم لواللنهم بإمكلل لشليرء لعإليبما ﴿] (﴾11التغابن.[11 :
وهكذا سائر الصفات كالسمع والبصر ،والمحبة والعلللما ،والرضللا والغضللب ،فهللذه
73
طمأنأينأة اليمان.
صللا ونأصلةحا،
وأما طمأنأينأة الحسللان :فهلي الطمأنأينألة إلللى أملر الل امتثلالة إواخل ة
فل يقدما عللى أملره إرادةا ول هلوى ول تقليلةدا ،فل يسلكن إللى شلبهة تعلارض خبره،
ول إلى شهوةا تعارض أمره.
وعلمات هذه الطمأنينة:
أن يطمئلن ملن قللق المعصلية وانأزعاجهلا ،إللى سلكون التوبلة وحلوتهلا وفرحتهلا،
وكل عا ر
ص في قلبه الخلوف والقللق ،ولكلن سلكر الشلهوةا والغفللة يلواري عنأله ذللك
الخوف والقلق.
ولكللل شللهوةا سللكر يزيللد علللى سللكر الخمللر ،وكللذلك الغضللب للله سللكر أعظللما مللن
سكر الشراب.
وكللذلك يطمئللن مللن قلللق الغفلللة والعلراض ،إلللى سللكون القبللال علللى الل وحلوةا
ذكره ،وتعلق الروحا بحبه ومعرفته.
إواذا اطمللأنأت النأفللس وترحلللت مللن الشللك إلللى اليقيللن ..ومللن الجهللل إلللى العلللما..
ومن الغفلة إلى الذكر ..فقد باشرت روحا الطمأنأينأة.
وأصللل ذلللك كللله ومنأشللؤه مللن اليقظللة ،فهللي أول مفاتيللح الخيللر ،فللإن الغافللل عللن
الستعداد للقاء ربه ،والللتزود لمعللاده ،بمنأزللة النألائما ،بلل أسلوأ حلالة منألله ،كمللا قلال
ب لل ليلفقلهلملولن بإهلللا س لهمللما مقللملو ب سللبحانأه) :ولقلللد لذ للأرلنأللا إللجهلننأللما لكثإيل ةار إمللن الإجللن وا لإللنأل إ
ل ل
إ
ك لكاللللنألعلاما لب لل مه لما إ إ إ إ
لولهملما أللعميبن لل ميلبصمرولن بهللا لولهمللما لآلذابن لل ليلسللممعولن بهللا مأولئل ل
ك مهمما اللغاإفملولن ﴿] (﴾179العراف.[179 : ضلل مأولئإ ل
أل ل
ت لواتنلبلعلنأا النرمسولل لفالكتملبلنأا لملع النشللاإهإديلن ﴿(﴾53ل ]آل اللهما) :لرنبلنأا لآلمننأا بإلما أللنألزل ل
عمران.[53 :
74
46فقه سرور القلب 12-
ك لفلليلفلرمحوا مهلو لخليبر إمنما ليلجلممعللولن ضإل اللنإه لوبإلرلحلمتإإه فلبإلذلإ ل قال ال تعالى) :مقلل بإفل ل
﴿] (﴾58يونأس.[58 :
ضل للإإه لوليلستللبإشل لمرولن إبالنل لإذيلن لل للما
وقللال الل ل تعللالى) :فلإرإحيل للن بإلمللا لآتلللامهمما اللنل لهم إمل للن فل ل
ف لعلليإهل للما لولل مهل للما ليلحلزمنأ للولن ﴿] (﴾170آل ليللحقمل لوا بإإهل للما إمل للن لخلإفإهل للما ألنل لخل للو ب
عمران.[170 :
الل ل عل لنز وجل لنل أمللر عب للاده بللالفرحا بفض للله ورحمت لله ،وذل للك تللابع للفل لرحا والس للرور
بصاحب الفضل والرحمة.
- 46لقاءات الباب المفتوحا ) -ج / 122ص (5وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 9ص
(6258والموسوعة الفقهية 45-1كاملة ) -ج / 2ص (7827ومدارج السالكين ) -ج / 3ص
(54و مدارج السالكين ) -ج / 4ص (29وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (144
وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (3885وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (44
75
فإن من فرحا بما يصل إليه من جواد كريللما ،محسللن بللر ،يكللون فرحلله بمللن أوصللل
ذلك إليه أولى وأحرى.
والفل لرحا :ل للذةا تق للع ف للي القل للب ب للإدراك المحب للوب ،ونأي للل المش للتهى ،والس لللمة م للن
المكروه.
فيتولد من ذلك حالة تسمى الفرحا والسرور.
كما أن الحزن والغلما ملن فقلد المحبلوب ،وحصلول المكلروه ،فيتوللد ملن ذللك حاللة
تسمى الحزن والغما.
ول شيء أحق أن يفلرحا العبلد بله مللن فضلل الل ورحمتلله اللتي تتضلمن الموعظللة،
وشللفاء الصللدور مللن أدواء الجهللل والظلللما ،والغللي والسللفه ،وهللو أشللد ألةمللا لهللا مللن
أدواء البدن ،ويشتد ألمها به عنأد مفارقة الدنأيا ،فهنأاك يحضرها كل مللؤلما محللزن.
ومللا آتاهللا مللن ربهللا مللن الهللدى ،الللذي يتضللمن ثلللج الصللدور بللاليقين ،وطمأنأينأللة
القلب به ،وسلكون النأفلس إليله ،فلذلك خير ملن كلل ملا يجملع النألاس ملن أعلراض
الدنأيا وزينأتها.
فهذا ليس بموضع فرحا ،لنأه عرضة للفات ،ووشيك الزوال.
وقد جاء الفرح في القرآن على نوعين:
فرحا مطلق ..وفرحا مقيد.
فالمطلق جاء في الذما كقوله سبحانأه عن قارون) :إنن لقامرولن لكالن إملن قللوإما
صلبإة مأوإلي القمنوإةا إ إ
ممولسى فللبلغى لعلليإهلما لولآتلليلنأاهم ملن المكمنأوإز لما إنن لملفاتلحهم لتلمنأومء إبالمع ل
ب الفلإرإحيلن ﴿] (﴾76القصص.[76 : إلذ لقالل لهم قللوممهم لل تللفلرلحا إنن اللنهل لل ميإح ل
والمقيد نوعان:
الول :فرحا مقيلد باللدنأيا ،ينأسلي صلاحبه فضل الل ورحمتله فهلو ملذموما كملا قال
ب مكللل لشلليرء لحتنلى إلذا فلإرمحلوا إ
سبحانأه) :لفلنما لنأمسوا لما مذلكمروا بإه فلتللحلنأا لعلليإهلما أللبللوا ل
76
بإلما مأوتموا أللخلذلنأامهلما لبلغتلةة فلإلذا مهلما مملبلإمسولن ﴿] (﴾44النأعاما.[44 :
الثللانأي :فلرحا مقيللد بفضللل الل ورحمتلله ،فهللو محمللود كللالفرحا بلال ورسللوله ،والفلرحا
ضل لإل اللنل لإه لوبإلرلحلمتإل لإه فلبإل للذلإ ل
ك باليم للان والسللنأة والقل لرآن كمللا قللال سللبحانأه) :مقل للل بإفل ل
لفلليلفلرمحوا مهلو لخليبر إمنما ليلجلممعولن ﴿] (﴾58يونأس.[58 :
والفرق بين الفرحا والستبشار ،أن الفرحا بالمحبوب بعد حصوله ،والستبشار
يكون بالمحبوب قبل حصوله ،إذا كان على ثقة من حصوله كما قال سبحانأه:
ضإلإه لوليلستللبإشمرولن إبالنإذيلن للما ليللحقموا بإإهلما إملن لخلإفإهلما
)فلإرإحيلن بإلما لآلتامهمما اللنهم إملن فل ل
ف لعلليإهلما لولل مهلما ليلحلزمنأولن ﴿] (﴾170آل عمران.[170 : ألنل لخلو ب
فللالفرحا أعلللى وأعظللما نأعيللما القلللب ولللذته وبهجتلله ،والف لرحا والسللرور نأعيملله ،والهللما
والحزن عذابه.
والسرور :اسلما لستبشلار جلامع يظهلر أثلره عللى اللوجه ،فلإنأه تلبرق منألله أسللارير
الوجه.
والستبشار :مأخوذ من البشرى ،والبشارةا :أول خبر صادق سللار ،سللميت بللذلك
لنأها تؤثر في بشرةا الوجه بالنأور والسرور.
والبشرى نوعان:
بشرى سارةا ..وبشرى محزنأة.
فالولى :تكسب الوجه نأضرةا وبهجة.
والثانية :تكسبه سواةدا ،وعبوةسا.
والبش للرى إذا أطلقللت كللانأت للس للرور ،إواذا قيللدت ك للانأت بحس للب م للا تقيللد بلله م للن
الحوال.
والسرور على ثلثا مراتب:
الولمممى :سل للرور ذوق طعل للما اليمل للان ،والقبل للال علل للى الل لل ،والنأل للس بل لله ،وحلوةا
77
منأاجاته ،والتلذذ بعبادته.
ففللي القلللب شللعث ل يلملله إل القبللال علللى اللل ،وفيلله وحشللة ل يزيلهللا إل النأللس
بال ،وفيه حزن ل يذهبه إل السلرور بمعرفلة الل ،وصلدق معلاملته ،وفيله قللق ل
يسكنأه إل اللتجاء إليه ،والفرار منأه إليه.
وفيلله نأي لران حس لرات ل يطفئهللا إل الرضللا بللأمره ونأهيلله ،والتسللليما لقضللائه وقللدره،
وفيه فاقة ل يسدها إل محبته ،والنأابة إليه ،ودواما ذكره.
الثانيمممة :سل للرور شل للهود العبل للد آلء ربل لله ونأعمل لله ،وجمل للاله وجللل لله ،فيقبل للل علل للى
الطاعات مسروةرا ،لنأه يراها غذاةء لقلبه ،وسروةار له ،وقرةا عين في حقه ،ونأعيةمللا
لروحه ،يلتذ بها ،ويتنأعما بملبستها ،أعظما مما يتنأعما بملبسة الطعاما والشراب.
فاللذات القلبيلة الروحانأيلة أقلوى وأتلما ملن اللذات الجسلمية ،فل يجلد فلي العبادات
كلفة ،بل يسر بها ،ويتلذذ بتكرارها والكثار منأها.
الثالثممة :سللرور سللماع الجابللة ،وهللو سللماع انأقيللاد القلللب والللروحا والجل لوارحا لمللا
سمعته الذان ،ويزيل بقايا الوحشة التي سببها ترك النأقياد التاما.
وهللو إذا دعللا ربلله سللبحانأه فسللمع ربلله دعللاءه سللماع إجابللة ،وأعطللاه مللا سللأله أو
أعطلاه خيل ةار منأله ،حصلل لله بلذلك سللرور يمحللو مللن قلبله آثلار مللا كللان يجللده ملن
وحشة البعد.
فللعطاء والجابة سرور وأنأس وحلوةا في قلب العبد.
وللمنأع وحشة ومرارةا وضيق.
والفرحا أعلى أنأواع نأعيما القلب وللذته وبهجتله ،ول للذةا له ول سلرور إل بأن يكلون
ربه معبوده ومحبوبه ومطلوبه.
والفرحا بالشيء فوق الرضا به ،فإن الرضا طمأنأينألة وسللكون وانأشلراحا ،والفلرحا للذةا
ض ،وليس كل ار ر
ض فرةحا. وبهجة وسرور ،فكل فرحا ار ر
78
والفل لرحا ص للفة كم للال ،وله للذا يوص للف ال للرب جللل جلللله بللأعلى أنأل لواعه وأكمله للا،
كفرحه سبحانأه بتوبة التائب أعظما ملن فرحلة الواجلد لراحلتلله ،اللتي عليهلا طعلامه
وشرابه ،في الرض المهلكة ،بعد فقده لها ،كما قال النأبي صلى ال عليلله وسلللما
ر ر » :للنل لهم أللشل للد فللرةحللا بإتللولبل لإة لعلبل لإدإه الممل للؤإمإن إمل للن لرمجل لرل إفللى أللر ر
ض لدإونيل لة لملهللكل لة لملعل لهم
ش طل م طللبلها لحنتى أللدلرلكهم اللع ل ت فل لظ لوقللد لذلهلب ل طلعاممهم لولش لارمبهم فللنأالما لفالستلليقل ل لارإحلتمهم لعلليلها ل
ضللع للأرلسلهم لعلللى ت .فللو ل ت إفيلإه فلأللنأللامما لحتلنلى ألممللو ل ثملنما قلللالل أللرإجلعم إلللى لملكللاإنأى النلإذى مكلنأل م
طلعاممهم لولش لارمبهم لفاللنهم أللشلد فللرةحاظ لوإعلنألدهم لارإحلتمهم لولعلليلها لازمدهم لو ل ت لفالستلليقل للساإعإدإه إلليممو ل
بإتللولبإة اللعلبإد المملؤإمإن إملن لهلذا بإ لارإحلتإإه لولازإدإه « .متفق عليه).(47
والفرق بين فرحا القلب ،وفرحا النأفس ظاهر.
فإن الفرحا بال ومعرفته ومحبته ومحبة كلمه ودينأه من القلب كما قال ال
ضإل اللنإه لوبإلرلحلمتإإه فلبإلذلإ ل
ك لفلليلفلرمحوا مهلو لخليبر إمنما ليلجلممعولن ﴿ سبحانأه) :مقلل بإفل ل
] (﴾58يونأس.[58 :
فهذا فرحا القلب وهو من اليمان ،ويثاب عليه العبد.
والفرحا يكون على قدر المحبة ..وعلى قدر المعرفة.
فللالفرحا بللال وأسللمائه وصللفاته ورسللوله وسللنأته وكلملله محللض اليمللان وصللفوته
ولبه ،ولله عبوديلة عجيبلة ،وأثلر فلي القللب ل يعلبر عنأله ،والفلرحا بلذلك أفضلل ملا
يعطاه العبد ،بل هو أجلل عطاياه.
والفرحا في الخرةا بال ولقائه ،بحسب الفرحا به ،ومحبته في الدنأيا.
فهذا شأن فرحا القلب.
وللله ف لرحا آخللر ،وهللو فرحلله بمللا مللن ال ل بلله عليلله مللن معللاملته ،والخلص للله،
والتوكل عليه ،والثقة به ،وحسن عبادته.
79
وللله فرحللة أخللرى عظيمللة الشللأن ،وهللي الفرحللة الللتي تحصللل للله بالتوبللة ،فللإن لهللا
فرحة عجيبة ل نأسبة لفرحة المعصية إليها البتة.
وسللر هللذا الفلرحا ،إنأمللا يعلملله مللن علللما سلر فلرحا الللرب تعللالى بتوبللة عبللده أشللد مللن
فرحا العبد الذي أضل راحلته في أرض فلةا ثما وجدها.
وفوق ذلك فرحة أعظما من هذا كله ،وهي فرحته عنأد مفارقته الدنأيا إلى ال ،إذا
أرسل ال إليه الملئكة فبشروه بلقائه ،وقال له ملك الموت :أخرجي أيتها الروحا
الطيبة كانأت في الجسد الطيب ،أبشري بروحا وريحان ،ورب غير غضبان،
طلمئإننأةم ﴿
فترجع الروحا الطيبة إلى ربها راضية مرضية) :ليا ألنيتملها الننألفمس المم ل
ضنيةة ﴿ ﴾28لفالدمخإلي إفي إعلباإدي ﴿﴾29 ضيةة مر إإ إ إ
﴾27الرإجعي إللى لرلبك لار ل ل ل
لوالدمخإلي لجننأإتي ﴿] (﴾30الفجر.[30-27 :
ومن بعدها أنواع من الفرح:
منهمما :ص لللةا الملئك للة ال للذين بي للن الس للماء والرض عل للى روح لله ،وفت للح أبل لواب
السماء لها ،وصلةا ملئكة السماء عليهلا ،وكيللف يقلدر فرحهلا ،وقللد اسلتؤذن لهلا
على ربها ووليها فوقفت بين يديه ،وأذن لها بالسجود فسجدت.
ثللما يللذهب إلللى الجنأللة فيللرى مقعللده فيهللا ،ومللا أعللد الل للله ،ويلقللى أهللله وأصللحابه
فيستبشرون به ويفرحون.
وهل للذا كلل لله قبل للل الفل لرحا الكل للبر يل لوما حشل للر الجسل للاد :بجلل للوس المل للؤمن فل للي ظل للل
العللرش ..وش لربه مللن الحللوض ..وأخللذه كتللابه بيمينألله ..وثقللل مي ازنألله ..وبيللاض
وجهه ..إواعطائه النأور التاما ..وقطعه جسر جهنأما ..وانأتهائه إلى باب الجنأة.
وقد أزلفت له في الموقف كما قال سبحانأه) :لوأملزإلفلإت اللجننأةم إللممتنإقيلن لغليلر لبإعيرد ﴿
] (﴾31ق.[31 :
وتلقاه خزنأتها بالسلما والترحيب والبشارةا والكراما.
80
وقدومه عل منأازله وقصوره وأزواجه.
والنأعيما الذي لما تره عين ،ولما تسمعه أذن ،ولما يخطر على قلب بشر.
فلله ما أعظما هذا النأعيما ،وما أشد فرحا العبد به ..وما أخسر من أضاعه.
وبعللد ذلللك ف لرحا آخللر ل يقللدر قللدره ،تتلشللى هللذه الف لراحا والمس لرات عنأللده ،وهللو
رؤيللة المللؤمنأين لربهللما ،وسلللمه عليهللما ،ورضللاه عنأهللما ،وتكليملله إيللاهما كمللا قللال
ضللرةاب ﴿ ﴾22إ لللى لرلبهلللا لنأللاإظلرةاب ﴿] (﴾23القيامة: سبحانأه) :وجوه يومئإلرذ لنأا إ
م م ب لل ل
.[23 ،22
81
- 13 48
فقه خشوع القلب
قال ال تعالى) :ألللما ليللأإن لإلنلإذيلن لآلمنأملوا أللن تللخلشللع مقلملومبهملما إللإذلكإر اللنلإه لولملا لنأللزلل إمللن
طالل لعلليإهمما اللللممد فلقللسل ل
ت مقللملومبهملما ب إملن قللبمل فل ل إ نإ اللح ل
ق لولل ليمكونأموا لكالذيلن مأوتموا الكلتا ل
لولكإثيبر إملنأهملما لفاإسمقولن ﴿] (﴾16الحديد.[16 :
صلللتإإهلما لخاإشلمعولن ﴿ إ نإ
وقال ال تعالى) :قللد أللفللح المملؤإمنأمللولن ﴿ ﴾1اللذيلن مهللما فللي ل
] (﴾2المؤمنأون.[2 ،1 :
ال تبارك وتعالى هو الواحد القهار ،ذو الجللبروت والملكللوت والكبريللاء والعظمللة،
الللذي خضللعت رقللاب العبللاد لعظمتلله ،وخشللعت الص لوات لهيبتلله ،وذل القويللاء
لعزته ،وافتقرت جميع الخلئق إليه.
والخشوع :قياما القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.
ومحلل لله القلل للب ،وثمرتل لله علل للى الج ل لوارحا ،فل للإن حسل للن أدب الظل للاهر عنأ ل لوان أدب
الباطن ،والكمال الخارجي ثمرةا الكمال الداخلي.
فالخشوع معنى يلتئم من:
التعظيما للرب ..والمحبة له ..والذل له ..والنأكسار بين يديه.
والخشوع أربعة أنواع:
الول :اتضاع القلب والجوارحا وانأكسارها لنأظر الرب إليها ،وهو مقاما الرب على
عبده بالطلع والقدرةا والربوبية ،فخوفه من هذا المقاما يوجب له خشوع القلللب ل
محالللة ،وكلمللا كللان أشللد استحضللا ةار لعظمللة الللرب وجلللله وجمللاله إواحسللانأه كللان
- 48مجموع الفتاوى ) -ج / 7ص (29ومجموع الفتاوى ) -ج / 11ص (590وفتاوى الشبكة
السلمية معدلة ) -ج / 4ص (3456وفتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 5ص (387
والرسالة القشيرية ) -ج / 1ص (68وقوت القلوب ) -ج / 1ص (327وبريقة محمودية في
شرحا طريقة محمدية وشريعة نأبوية ) -ج / 4ص (215ومدارج السالكين ) -ج / 3ص (31و
موسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (257وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (48
82
أشد خشوةعا.
الثاني :التذلل للمر ،بتلقيه بذلة القبول والنأقياد والمتثال ،مع إظهار الضللعف
والفتقللار إلللى الهدايللة للمللر قبللل الفعللل ،والعانأللة عليلله حللال الفعللل ،وقبللوله بعللد
الفعل.
والستسلما للحكما القدري ،بعدما تلقيه بالتسخط والكراهة والعتراض.
الثالثا :ترقللب آفللات النأفللس وآفللات العمللل ،وذلللك بانأتظللار ظهللور نأقللائص نأفسللك
وعملك وعيوبهما لك.
فذلك يجعل القلب خاشلةعا لمطالعلة عيلوب نأفسله وأعمللاله ونأقائصللهما ،مللن الكلبر
والعجب والرياء ،وقلة اليقين ،وتشتت النأية ،وعدما إيقاع العمللل علللى الللوجه الللذي
ترضاه لربك ،ورؤية فضل كل ذي فضل عليك.
وذلللك بللأداء حقللوق النأللاس ،وعللدما مطللالبتهما بحقللوق نأفسللك ،وتعللترف بفضلللهما،
وتنأسى فضل نأفسك عليهما.
ال اربمممع :ضل للبط النأفل للس بالل للذل والنأكسل للار عل للن البسل للط والدلل الل للذي تقتضل لليه
المكاشللفة ،وأن يخفللى أحل لواله عللن الخلللق جهللده ،كخشللوعه وذللله وانأكسللاره ،لئل
ي ارهللا النأللاس ،فيعجبلله اطلعهللما عليهللا ،ورؤيتهللما لهللا ،فيفسللد عليلله وقتلله وقلبلله
وحاله مع ال ،فل شيء أنأفع للصادق من التحقق بالمسكنأة والفاقة والذل.
وأن ل يرى الفضل والحسان إل من ال ،فهو المالن به بل سبب منأللك .والشلهقة
التي تعرض أحياةنأا عنأد سماع القرآن أو عنأد ذكر ال لها أسباب منأها:
أن يلوحا لله عنألد سلماع القلرآن والللذكر درجلة ليسلت لله فيرتلاحا لهللا ،فيشللهق ،فهلذه
شهقة شوق.
أو يلوحا له ذنأب ارتكبه فيشهق خوةفا ،فهذه شهقة خشية.
أو يلل لوحا للله نأقللص فللي العمللل ل يقللدر علللى دفعلله فيحللدث حزةنأللا ،فيشللهق شللهقة
83
حزن.
أو يلوحا له كمال محبوبه ،ويرى الطريق إليه مسدودةا ،فيشهق شهقة أسف.
أو يذكره ذلك بمحبوبه ،ويرى الطريق إليه مفتوةحا ،فيشهق شهقة فرحا وسرور.
أو يللذكره ذلللك جلل ربلله وجمللاله ،إواحسللانأه إواك ارملله ،فيللرى الخلئللق كلهللا تحللت
قهره ،مدينأين لفضله إواحسلانأه ،فيشلهق لملا يلرى ملن كملال عظملة اللرب ،وجميلل
ن صل للدإقين والم ن إ
ضللا لحلسل لةنأا صل للدلقات لوأللقلر م
ضل لوا اللل لهل قللر ة إحسللانأه إل للى عبللاده) :إنن المم ن ل ل م
ف لهملما لولهملما أللجبر لكإريبما ﴿] (﴾18الحديد.[16 :
ضالع م مي ل
إنأه عتاب مؤثر من المولى الكريما الرحيما ،واسلتبطاء للسلتجابة الكامللة ملن تللك
القلوب التي أفاض عليها من فضله.
فبعللث إليهللا الرسللول يللدعوها إلللى اليمللان بربهللا ،وأنأللزل عليهللا اليللات البينأللات،
ليخرجها من الظلمات إلى النأور.
وأراها من آياته في الكون والخلق ما يبصر ويحذر.
إنألله عتللاب فيلله الللود ،وفيلله الحللض ،وفيلله الستجاشللة إلللى الشللعور بجلل اللل،
والخشل للوع لل للذكره ،وتلقل للي مل للا نأ للزل مل للن الحل للق بمل للا يليل للق بجلل الل ل مل للن الخشل للية
والطاعة والستسلما ،مع رائحة التنأديد والستبطاء في السؤال.
إوالل للى جل للانأب الحل للض والسل للتبطاء ،تحل للذير مل للن عاقبل للة التبل للاطؤ والتقل للاعس عل للن
الستجابة ،وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بللدون جلء،
وما تنأتهلي إليله ملن القسلوةا بعلد الليلن ،حيلن تغفلل علن ذكلر الل ،وحيلن ل تخشع
للحق.
وليس وراء قسوةا القلوب إل الفسق والخروج) :ألللما ليلأإن إللنإذيلن لآلمنأموا أللن تللخلشلع
ب إملن قللبمل إ نإ مقملومبهملما لإإذلكإر اللنإه لولما لنألزلل إملن اللح ل
ق لولل ليمكونأموا لكالذيلن مأوتموا الكلتا ل
ت مقملومبهملما لولكإثيبر إملنأهملما لفاإسمقولن ﴿] (﴾16الحديد.[16 : طالل لعلليإهمما اللللممد فلقللس ل فل ل
84
إن القلب البشري سريع التقلب ،كثير النأسيان ،وفيه نأللور الفطللرةا ،فللإذا طللال عليلله
الملد بل تلذكير ول تلذكر تبللد وقسلا ،وأظللما وأعتلما ،فل بلند ملن تلذكير هذا القلب
حتى يذكر ويخشع.
ول بند من الطرق عليه حتى يشف ويرق ،ول بند من اليقظة الدائمة كي ل يصيبه
التبلد والقساوةا.
ولكن ل بأس من قلللب خمللد وجمللد ،وقسلا وتبلللد ،فلإنأه يمكلن أن تلدب فيلله الحيلاةا،
وأن يشرق فيه النأور ،وأن يخشع لذكر ال.
فل للال عل لنز وجل لنل يحيل للي الرض بعل للد موتهل للا ،فل للتزخر بالنأبل للات والزهل للار ،وتخل للرج
الحبوب والثمار ،وتصبح الرض مخضلرةا بعللد أن كللانأت مغلبرةا) :ليلا ألليهلللا الننأللامس
طفللرة ثملنما إمللن لعلقللرة إلن مكلنأتملما إفي لرليرب إملن اللبلعإث فلإننأا لخللقلنألامكلما إمللن تمل لاررب ثملنما إمللن منأ ل
ضللغرة مملخلنقللرة لولغليلإر مملخلنقللرة لإمنألبليللن لمكللما لومنأإقللر إفلي اللللرلحلاإما لملا لنألشلامء إللى ثملنما إمللن مم ل
أللجلرل مملسللمى ثملنما منألخإرمجمكللما إطلفةل ثملنما إلتللبلممغلوا ألمشلندمكلما لوإملنأمكللما لمللن ميتلللونفى لوإملنأمكللما لمللن
ض لهاإمللدةاة فللإلذا إ إ إ إ
ميللرلد إلللى أللرلذإل المعمم لإر للكليلل ليلعلللما مللن لبلع لد عل لرما لش لليةئا لوتلللرى اللللر ل
ت إملن مكلل لزلورج لبإهيرج ﴿] (﴾5الحج.[5 : ت لوأللنألبتل ل أللنألزللنأا لعلليلها اللمالء الهتلنز ل
ت لولرلب ل
وكللذلك القلللوب حيللن يشلاء اللل ،وفلي هلذا القلرآن ملا يحيللي القللوب باليمللان ،كمللا
ض لبلعل للد لملوتإهلللا قلل للد لبنيننأللا لمكل لمما ن
تحيللا الرض بالمللاء) :العلممل لوا ألنن اللل لهل ميلحيإللي اللللر ل
اللللياإت للعلنمكلما تللعإقملولن ﴿] (﴾17الحديد.[17 :
والل للذي أحيل للا الرض بعل للد موتهل للا ،قل للادر علل للى أن يحيل للي الم ل لوات بعل للد مل للوتهما،
فيجازيهما بأعمالهما.
واللذي أحيلا الرض بعلد موتهلا بملاء المطر ،قلادر عللى أن يحيلي القللوب الميتلة
بما أنأزله من الحق على رسوله.
فمتى يجيء الوقت الذي تلين فيه القلوب ،وتخشلع للذكر الل الذي هو القلرآن؟..
85
ومتى تنأقاد لوامره وزواجره؟.
ومتى يخشع القلب لربه ،وما أنأزله من الكتاب والحكمة؟.
ومللتى نأللترقى مللن سللمعنأا وعصللينأا إلللى سللمعنأا وأطعنأللا؟ .ونأقللدما أوامللر الللرب علللى
محبوبات النأفس؟ ..ونأؤثر الحياةا العالية على الشهوات الفانأية؟.
قال تعالى ):إننألما لكالن قللولل المملؤإمإنأيلن إلذا مدمعوا إللى اللنإه لولرمسولإإه لإليلحمكلما لبليلنأهملما أللن
ك مهمما المملفلإمحولن ﴿] (﴾51النأور[51 : طلعلنأا لومأولئإ ل
ليمقولموا لسإملعلنأا لوأل ل
أل مللا أحللوج القلللوب فللي كللل وقللت إلللى أن تللذكر بمللا أنأزللله اللل ،وتنأطللق بالحكمللة
والموعظة ،لئل تحصل لها الغفلة والقسوةا وجمود العين) :لنألحمن أللعلمما بإلما ليمقوملولن
ف لوإعيإد ﴿] (﴾45ق.[45 : ت لعلليإهلما بإلجنبارر فللذلكلر إبالقم للآرإن لملن ليلخا م
لولما أللنأ ل
86
49فقه حياء القلب 14-
قال ال تعالى) :ألللما ليلعللما بإألنن اللنهل ليلرى ﴿] (﴾14العلق.[14 :
قس لواإحللدرةا لولخلل ل وقللال الل تعلالى) :لياألليهلللا الننألامس اتنقملوا لرنبمكلمما النلإذي لخلقلمكللما إمللن لنألفل ر
ث إملنأهملم للا إرلج للاةل لكثإيل ل ةار لونأإلس للاةء لواتنقمل لوا اللنل لهل النل لإذي تللس للالءملولن بإل لإه
إملنأه للا لزولجه للا ولبل ل ن
ل ل ل ل
لواللللرلحالما إنن اللهل لكالن لعلليمكلما لرقيةبا ﴿] (﴾1النأساء.[1 :
إ ن
- 49موسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (780وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (51
()50أخرجه مسلما برقما ).(35
87
بللل هللو خاصللة النأسللانأية ،فمللن ل حيللاء فيلله ليللس معلله مللن النأسللانأية إل اللحللما
والدما وصورتهما الظاهرةا.
ولللول خلللق الحيللاء لللما يقللر الضلليف ..ولللما يللوف بالعهللد ..ولللما تللؤد أمانأللة ..ولللما
ض لحد حاجة ..ول ستر له علورةا ..ول آثر الجميلل عللى القبيلح ملن القلوال
تق ل
والعمال ..ول امتنأع من فاحشة.
وكثير من النأاس لول الحياء الذي فيه لللما يللؤد شلليةئا مللن المللور المفروضللة عليلله،
ولما يرع لمخلوق حةقا ،ولما يصل له رحةما ،ول بر له والةدا.
فإن الباعثا على هذه الخصال الحميدة:
إما ديني :وهو رجاء عاقبتها الحميدةا.
إواما دنيوي علوي :وهو حياء فاعلها من الخلق.
فلول الحياء إما من الخالق أو من الخلئق لما يفعلها صاحبها.
س إمدن ككلإم النسبزوإة :إكذا كلمدم إ
قال النأبي صلى ال عليه وسلما » :إزن ممزما أددكركك الزنا س
ت« أخرجه البخاري).(51 صكندع كما إشدئ ك
سكتمدحإي كفا د
تك د
فالرادع عن فعل القبيح إنما هو الحياء ،فمن لم يسممتح فممإنه يصممنع ممما يشمماء،
ولكل إنسان آمران وزاجران:
آمر وزاجر من جهة الحياء ..وآمر وزاجر من جهة الهوى والطبيعة.
فمن لما يطع آمر الحياء وزاجره ،أطاع آمر الهوى والشهوةا كما قال سبحانأه:
صللةال لواتنلبمعوا النشهللواإت فللسلو ل
ف ليلقللولن لغليا ضامعوا ال ن ف إملن لبلعإدإهلما لخل ب
ف أل ل )فللخل ل
﴿] (﴾59مريما.[59 :
وحياء البشر على عشرة أوجه:
حيللاء جنأايللة ..وحيللاء تقصللير ..وحيللاء إجلل ..وعلللى حسللب معرفللة العبللد بربلله
88
يكل للون حيل للاؤه منأل لله ..وحيل للاء كل لرما ..وحيل للاء حشل للمة ..وحيل للاء استصل للغار للنأفل للس
واحتقار لها ..وحياء محبة ..وهو حياء المحب من محبوبه.
وحيللاء عبوديللة ..وهللو حيللاء ممللتزج مللن محبللة وخللوف ،ومشللاهدةا عللدما صلللحا
عبل للوديته لمعبل للوده سل للبحانأه ،وأن قل للدره أعلل للى وأجل للل منأهل للا ،فعبل للوديته لل لله تل للوجب
استحياءه منأه ل محالة.
وحياء الشرف والعزةا ..وهو حياء النأفس العظيمة الكللبيرةا ،إذا صللدر منأهللا مللا هللو
دون قدرها من بذل أو عطاء أو إحسان ،فإنأه يستحي مع بلذله حيلاء شرف نأفلس
وعزةا.
وحيلاء الملرء ملن نأفسله ..وهلو حيلاء النأفلوس الش ريفة العزيزةا الرفيعلة ملن رضلاها
لنأفسها بالنأقص ،وقنأاعتها بالدون ،فيجد نأفسه مستحةيا من نأفسه.
وه للذا أكمللل م للا يك للون مللن الحيللاء ،فللإن العبللد إذا اسللتحى م للن نأفسلله ،فهللو بللأن
يستحي من غيره أجدر.
والحياء على ثلثا درجات:
الدرجة الولى :حيللاء يتولللد مللن علللما العبللد بنأظللر الحللق إليلله ،وذلللك يجللذبه إلللى
احتمل للال أعبل للاء الطاعل للة ،ويحملل لله علل للى اسل للتقباحا الجنأايل للة ،وأرفل للع منأل لله درجل للة
الستقباحا الحاصل عن المحبة ،فاستقباحا المحب أتما من استقباحا الخائف.
وهذا الحياء يكف العبد أن يشتكي لغير ال ،فيكون قد شكى ال إلى خلقه.
الثانيممة :حي للاء يتول للد م للن النأظ للر ف للي عل للما الق للرب م للن ال لل ،في للدعوه إل للى رك للوب
المحبة ،وال قريب من أوليائه وأهل طاعته ،وكلما ازداد العبد حةبا ازداد قرةبا.
والقرب نوعان:
قربلله سللبحانأه مللن داعيلله بالجابللة ..وقربلله مللن عابللده بالثابللة ،وهللؤلء هللما أهللل
طاعته.
89
ب لدلعلوةال ك إعلباإدي لعلنأي فلإإلنأي قلإري ب
ب أمإجي م فالول :كقوله سبحانأه ) :ل إوإالذا لسألل ل
النداإع إلذا لدلعاإن لفلليلستلإجيبموا إلي لولميلؤإمنأموا إبي للعلنهملما ليلرمشمدولن ﴿] (﴾186البقرةا:
.[186
ب كما كيسكوسن ادلكعدبممسد إمممدن كربمممإه
والثاني :كما قال النأبي صلى ال عليه وسلما » :أدقكر س
ساإجدد ،كفأدكإثسروا الندكعاكء« أخرجه مسلم).(52
كوسهكو ك
الثالثة :حيللاء يتولللد مللن انأجللذاب الللروحا والقلللب مللن الكائنأللات ،وعكللوفه علللى رب
البريات ،فهو في حضرةا قربه مشاهةدا لربله ،إواذا وصلل القلب إليله غشليته الهيبلة
والجلل لموله.
فل يخطللر ببللاله فللي تلللك الحللال سللوى الل وحللده ،فهللو سللبحانأه ليللس للله غايللة ول
نأهاية ل في وجوده ،ول في مزيد جوده.
فهو الول الذي ليس قبله شيء ..وهو الخر الذي ليلس بعلده شليء ..ول نأهايلة
لحمده وعطائه ..ول نأهاية لعظمته وجلله.
ل ،وكلملا ازداد له طاعلة زاده لمجلده وكرمله
وكلما ازداد العبلد شلك ةار زاده الل فضل ة
مثوبة.
وأهل الجنأة في مزيد دائما بل انأتهاء ،فإن نأعيمهما متصل بمن ل نأهاية لفضله ول
لعطائه ،ول لمزيده ول لوصافه ،فتبارك ال رب العالمين ،الرزاق ذو القوةا
المتين) :إنن لهلذا لإرلزقملنأا لما لهم إملن لنألفارد ﴿] (﴾54ص.[54 :
اللهما إنأا نأسألك الجنأة وملا قرب إليهلا ملن قلول وعملل ..ونأعلوذ بلك ملن النألار وملا
قرب إليها من قول وعمل.
90
أسباب مرض القلب والبدن 15-
قال ال تعالى) :ليا لبإنأي لآلدلما مخمذوا إزيلنأتلمكلما إعلنألد مكلل لملسإجرد لومكلموا لوالشلربموا لولل
ب المملسإرإفيلن ﴿] (﴾31العراف.[31 : تملسإرفموا إننأهم لل ميإح ل
ب لل وق للال الل ل تع للالى) :ولقلل للد لذ للأرلنأ للا إللجهلننأل للما لكثإيل ل ةار إمل للن الإجل للن وا لإللنأل ل إ
س لهمل للما مقلمللو ب ل ل
ك إ إ إ إ
ليلفقلهمللولن بإهل للا لولهمل للما أللعميل لبن لل ميلبصل لمرولن بهل للا لولهمل للما لآلذابن لل ليلسل للممعولن بهل للا مأولئل ل ل
ك مهمما اللغاإفملولن ﴿] (﴾179العراف.[179 : ضلل مأولئإ ل لكاللللنألعاإما لبلل مهلما أل ل
مرض البدن :خروجله علن اعتلداله الطبيعي لفسلاد يعرض له ،يفسلد به إد اركله،
وحركته الطبيعية.
فإمللا أن يللذهب إد اركلله بالكليللة كللالعمى والصللمما ،إوامللا أن ينأقللص إد اركلله لضللعف
فللي اللت ،إوامللا أن يللدرك الشللياء علللى خلف مللا هللي عليلله كمللا يللدرك الحلللو
مةرا ،والطيب خبيةثا.
وأمللا فسللاد حركتلله الطبيعيللة فمثللل أن تضللعف قللوته الهاضللمة ،أو الماسللكة ،أو
الدافعة ،أو الجاذبة.
فيحصللل للله مللن اللللما بحسللب خروجلله عللن العتللدال ،وسللبب هللذا الخللروج عللن
العتدال:
إما فساد في الكمية ..إواما فساد في الكيفية.
فالول :إما لنأقص فلي الملادةا فيحتلاج إللى زيادتهلا ،إواملا لزيلادةا فيهلا فيحتلاج إللى
نأقصها.
والثمماني :إمللا بزيللادةا الح لرارةا ،أو الللبرودةا ،أو الرطوبللة ،أو اليبوسللة ،أو نأقصللانأها
عن القدر الطبيعي.
فيداوى بمقتضى ذلك.
والصحة تقوم على ثلثة أصول:
91
حفظ القوةا ..والحمية عن المؤذي ..واستفراغ المواد الفاسدةا.
ونأظر الطبيب دائر على هذه الصول الثلثة.
إواذا معل للرف هل للذا فل للالقلب محتل للاج إلل للى مل للا يحفل للظ عليل لله قل للوته ..وهل للو اليمل للان
والطاعل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل ل للات.
ومحتللاج إلللى حميللة مللن الضللار المللؤذي ..وذلللك باجتنأللاب الثللاما والمعاصللي..
وأنأواع المخالفات.
ومحتللاج إلللى اسللتفراغه مللن كللل مللادةا فاسللدةا تعللرض للله ،وذلللك بالتوبللة النأص لوحا
ولزوما الستغفار.
ومرض القلب :هو نأوع فساد يحصل له ،يفسد بله تصللوره للحللق ،إوارادتلله لله ،فل
يللرى الحللق حقةللا ،أو يل لراه خلف مللا هللو عليلله ،أو ينأقللص إد اركلله للله ،وتفسللد بلله
إرادته له.
فيبغض الحق النأافع ،أو يحب الباطل الضار ،أو يجتمعان له وهو الغالب.
ولمللا كللان البللدن المريللض ،يللؤذيه مللا ل يللؤذي الصللحيح ،مللن يسللير الحللر والللبرد
والحركل للة ،فكل للذلك القلل للب إذا كل للان فيل لله مل للرض آذاه أدنأل للى شل لليء مل للن الشل للبهة أو
الشهوةا ،وحتى ل يقوى على دفعها إذا وردا عليه.
والقلب الصحيح يطرقه أضعاف ذلك فيدفعه بقوته وصحته.
إواذا أظل للما القل للب رأى المخل للوق يفع للل ،إواذا اس للتنأار القل للب باليم للان رأى الفاع للل
الحقيقي هو ال وحده.
وبقدر قوةا اليقين على عظمة اللل ،تكلون قلوةا اليمللان ،ثلما تكلون قلوةا العمللال ،ثلما
حصول البركات.
وأعظم أسباب مرض القلب هي:
الغفلة عن ال ..والغفلة عن أوامر ال ..والغفلة عن اليوما الخر.
92
فالغفلة عن ال سببها قلة ذكره ،وتعلق القلب بغيره من المحبوبات.
والغفلللة عللن أوامللر ال ل سللببها عللدما الرغبللة فيهللا ،إوايثللار الشللهوات عليهللا ،وتعلللق
القلب بالهوى والشيطان.
والغفلة عن اليوما الخر سببها قلة المذكر بالموت والحشر ،والجنأة والنأار.
إواذا تمت الغفلة بأركانأها الثلثة ..ثقلت على العبد الطاعات ..وشمرت النأفس
للمعاصي ..وآثرت الدنأيا على الخرةا ..وقدمت الشهوات على أوامر ال..
وتجاوزت العدل إلى السراف ..وقدمت مراد النأفس على مراد الرب كما قال
صللةال لواتنلبمعوا النشهللواإت فللسلو ل
ف ضامعوا ال ن ف إملن لبلعإدإهلما لخل ب
ف أل ل سبحانأه) :فللخل ل
ليلقللولن لغليا ﴿] (﴾59مريما.[59 :
فغذاء البدن بالطيبات ،وغذاء القلب باليمان والعمال الصالحة.
ولما كانأت أعمال القلب ،وأعمال البدن مستمرةا ،فل بند من الغذاء اليومي لهما.
فالبدن يصح على أكل الطيبات ..ويعتل يأكل الخبائث.
فكللذلك القللب يزكللو ويصللح بمعرفللة الطيللب مللن القللول ..وهللو معرفللة الل بأسللمائه
وصل للفاته ..ومعرفل للة جللل لله وعظمتل لله ..ومعرفل للة نأعمل لله وآلئل لله ..ومعرفل للة وعل للده
ووعيده ..ومعرفة دينأه وشرعه.
ويفسد القلب بالجهل بذلك ،واتباع الهوى ،وطاعة الشيطان ،والعلراض عللن الل
ورسوله ودينأه.
93
مفسدات القلب 16-
قللال ال ل تعللالى) :لل تللجلع للل لم للع اللنلإه إلهةللا لآلخ للر فلتللقمع للد لم للذمموةما لملخ لمذوةل ﴿(﴾22
]السراء.[22 :
ضلولن لعلهللد اللنلإه إمللن لبلعلإد إميثللاإقإه لوليلق ل
طمعلولن لملا أللمللر نإ
وقال ال تعالى) :لواللذيلن ليلنأقم م
ك لهملمما اللنلعلنألةم لولهمللما مسلومء اللنداإر ﴿ض مأولئإل لصللل وميلفإسلمدولن إفللي اللللر إ ن إإ
اللهم به أللن ميو ل ل
] (﴾25الرعد.[25 :
مفسدات القلوب كثيرة ويجمعها خمسة أمور:
الول :كثرة مخالطة الناس:
فللامتلء القلللب مللن دخللان أنأفللاس بنأللي آدما حللتى يسللود ،يللوجب للله تشللتةتا وتفرقةللا،
وهةمللا وغةمللا ،إواضللاعة مصللالحه ،والشللتغال عللن مصللالحه بهللما ،وتقسللما فكلره فللي
أودية مطالبهما ومجالسهما.
فماذا يبقى منأه ل والدار الخرةا؟.
وكما جلبت خلطة النأاس من نأقمة ،ودفعت من نأعمة؟.
وكل للل المشل للتركين فل للي تحصل لليل غل للرض ،يتل ل لوادون مل للا دامل ل لوا متسل للاعدين علل للى
حصللوله ،فللإذا انأقطللع ذلللك الغللرض ،أعقللب نأدامللة وحزةنأللا ،وانأقلبللت تلللك المللودةا
ضا ،ولعنأة من بعضهما لبعض إل ما شاء ال.
بغ ة
ومحكم القول في أمر الخلطة:
أن يخللالط النأسللان الخلللق فللي الخيللر كالجمعللة والجماعللة ..والعيللاد والحللج..
والللدعوةا والمللر بللالمعروف والنأهللي عللن المنأكللر ..والعلللما والجهللاد ..والنأصلليحة
وبذل المعروف ..ويعتزلهما في الشر ..وفضول المباحات.
فللإن دعللت الحاجللة إلللى خلطتهللما فللي الشللر ،فليحللذر أن ي لوافقهما ،وليصللبر علللى
أذاهما ،فإنأهما ل بد أن يؤذوه ،والصبر على أذاهما خير وأحسن عاقبة.
94
إوان دعللت الحاجللة إلللى خلطتهللما فللي فضللول المباحللات ،فليجتهللد أن يقلللب ذلللك
المجلللس إلللى مجلللس طاعللة ل ل إن أمكنألله ،فللإن عجللز عللن ذلللك فليسللل قلبلله مللن
بينأهما كسل الشعرةا من العجين.
وليكن فيهما حاض ةار غائةبا ،قريةبا بعي ةدا ،ينأظلر إليهلما ول يبصلرهما ،ويسلمع كلمهلما
ول يعيلله ،لنألله قللد أخللذ قلبلله مللن بينأهللما ،ورقللى بلله إلللى المل العلللى ،مللع الرواحا
العلوية الزكية ،ول ينأال هذا إل بتوفيق ال وعونأه.
المفسد الثاني :ركوبه بحر التمني.
وهلو بحلر ل سلاحل له ،وهلو البحلر اللذي يركبه مفلاليس العلالما ،وبضلاعة ركلابه
مواعيللد الشلليطان ،والخيللالت ،والمللانأي الكاذبللة ،وتلللك بضللاعة كللل نأفللس مهينأللة
خسيسة سفلية.
والناس متفاوتون في ذلك ،وكل بحسب حاله:
فإمللن متلملرن للقللدرةا والسلللطان ..وللضللرب فللي الرض ..والتطلواف فللي البلللدان..
أو متم ل ل لرن للم ل ل لوال والثمل ل للان ..أو للنأس ل ل لوةا والمل ل للردان ..أو للعل ل للب واللهل ل للو ..أو
للشهوات واللذات.
وصللاحب الهمللة العاليللة ،أمللانأيه تحلوما حللول العلللما واليمللان ،والعمللل الللذي يقربلله
إلى ال ،ويكون سبباة للفوز بالجنأة.
فالقلوب جوالة منأها ما يطوف حول العرش ..ومنأها ما يطوف حول الحش.
والذي يتمنألى الخير ،ربملا جعلل الل أجلره كلأجر فاعله ،كالقائلل :للو أن للي ملالة
لعملت فيه بعمل فلن الذي يتقى ال في ماله ،ويصل فيه رحمه.
وكما تمنأى النأبي صللى الل عليله وسللما أن يكلون متمتةعلا وقلد قرن ،فأعطلاه الل
ث لواب الق لران بفعللله ،وث لواب التمتللع الللذي تمنأللاه بللأمنأيته ،فجمللع للله بيللن الجريللن،
وال غنأي كريما.
95
الثالثا :التعلق بغير ال تبارك وتعالى.
وهللذا أعظللما مفسللدات القلللب علللى الطلق ..فليللس عليلله أضللر مللن ذلللك ..ول
أقطع له عن مصالحه وسعادته منأه ..فليحذره العبد.
فإنأه إذا تعلق بغير الل وكلله الل إللى ملا تعلق به ،وخلذله ملن جهلة ملا تعللق بله،
وفاته تحصيل مقصوده من ال عنز وجنل بتعلقه بغيره ،والتفاته إلى ما سواه.
فهو ل على نأصيبه من ال حصل ،ول إلى ما أمله ممن تعلق به وصل.
فأعظما النأاس خذلةنأا من تعلق بغير ال.
وأساس الشرك وقاعدته التي بنألي عليهللا التعللق بغيلر اللل ،وصلاحب ذلللك مللذموما
مخذول كما قال سبحانأه) :لل تللجلعلل لملع اللنإه إلةها لآلخلر فلتللقمعلد لمللذمموةما لملخلمذوةل ﴿
] (﴾22السراء.[22 :
الرابع :الطعام.
والمفسد للقلب من الطعام نوعان:
أحدهما :ما يفسده لعينأه وذاته كالمحرمات وهي نأوعان:
محرما لحق ال كالميتة والدما ولحما الخنأزير ،وكل ذي نأاب مللن السللباع ،وكللل ذي
مخلب من الطير.
ومحل لرما لح للق العب للاد كالمس للروق والمغص للوب والمنأه للوب ،وم للا أخ للذ بغي للر رض للا
صاحبه ،إما قهةرا ،إواما حيلة.
الثاني :ما يفسده بقدره وتعدي حده كالسراف فللي الحلل ،والشللبع المفللرط ،فللإنأه
يشغله علن الطاعلات ،ويشلغله بمزاوللة مؤونألة البطنأة حتى يظفر بهلا ،فإذا ظفر
بها ،شغله بمزاولة تصريفها والتأذي بثقلها ،وقوي عليه مواد الشهوةا ،ووسع عليلله
طلرق مجلاري الشليطان ،والشليطان يجلري ملن ابلن آدما مجلرى اللدما ،فكلثرةا الكلل
يوسع طرق الشيطان في النأسان ،والصوما يضيق مجاريه ،ويسد عليه طرقه.
96
الخامس :كثرة النوم:
فكللثرةا النأل لوما تميللت القلللب ،وتثقللل البللدن ،وتضلليع الوقللات ،وتللورث كللثرةا الغفلللة
والكسل.
والنأوما درجات ،فمنأه المكروه جةدا ،ومنأه الضار غير النأافع للبدن.
وأنفممع النمموم :مللا كللان عنأللد شللدةا الحاجللة إليلله ،ونأ لوما أول الليللل أنأفللع وأحمللد مللن
آخره ،ونأوما وسط النأهار أنأفع من طرفيه.
وكلمللا قللرب النأ لوما مللن الطرفيللن قللل نأفعلله ،وكللثر ضللرره ،ول سلليما نأ لوما العصللر،
والنأوما أول النأهار إل لسهران.
ويكلره النألوما بيللن صلللةا الصللبح وطلللوع الشللمس ،فللإنأه وقللت غنأيمللة ،ووقللت نأللزول
الرزاق والبركات ،وأول النأهار ومفتاحه ،ومنأه ينأشأ النأهار.
وأعللدل النألوما وأنأفعلله نألوما نأصللف الليللل الول ،وسدسلله الخيللر ،وهللو مقللدار ثمللان
ساعات.
وهللذا أعللدل النأل لوما عنأللد الطبللاء ،ومللا زاد عليلله ،أو نأقللص منألله ،أثللر عنأللدهما فللي
الطبيعة.
ومللن النأ لوما الللذي ل ينأفللع ،النأ لوما أول الليللل عقيللب غللروب الشللمس ،وهللو مكللروه
شرةعا وطبةعا.
وكما أن كثرةا النأوما مورثة لهذه الفات ،فمدافعته وهجره مورث لفات عظاما ،من
س للوء المل لزاج ويبس لله ،وانأحل لراف النأف للس ،وجف للاف الرطوب للات المعينأ للة عل للى الفه للما
ضللا متلفللة ل ينأتفللع صللاحبها بقلبلله ول بللدنأه معهللا ،ومللا قللاما
والعمللل ،ويللورث أم ار ة
الوجود إل بالعدل.
وشياطين النس والجن يقتحمون النفس البشرية بسلحين:
ف إملن لبلعإدإهلما لخل ب
ف أحدهما :سلحا الشهوات ،لفساد سلوكه فيغوى) :فللخل ل
97
ف ليلقللولن لغليا ﴿] (﴾59مريما.[59 : صللةال لواتنلبمعوا النشهللواإت فللسلو ل ضامعوا ال ن أل ل
ب الثاني :سلللحا الشللبهات ،لفسللاد فك لره فيضللل) :مه لو الن لإذي أللنأ للزلل عللي ل ل إ
ك الكتلللا ل ل ل
إ إ إ إ ن
ت فلألنما الذيلن فللي قمللملوبهلما لزليلغب ت مهنن أملما الإكلتاإب لوأملخمر ممتللشابإلها ب إملنأهم لآليا ب
ت مملحلكلما ب
ن إإ إ إ إ إ إ
فلليتنبإمعللولن لمللا تللشللالبهل ملنأ لهم البتلغللالء الفتللنأ لة لوالبتلغللالء تلللأإويله لولمللا ليلعل لمما تلللأإويلهم إنل الل لهم
لوال نارإسل لمخولن إفللي الإعلل لإما ليمقولمللولن لآلمننأللا بإل لإه مكل لدل إمل للن إعلنأل لإد لرلبلنأللا لولمللا ليل لنذنكمر إنل مأولمللو
الللللباإب ﴿] (﴾7آل عمران.[7 :
وقد حثا ال المؤمنين على مجاهدة هؤلء العداء بسلحين أمضى وأقوى:
أحدهما :سلحا الصبر ،وبه يجتث شجرةا الشهوات والهواء.
الثاني :اليقين الذي يحطما الشبهات والوهاما كما قال سبحانأه) :لولجلعللنأا إملنأهملما
صلبمروا لولكامنأوا إآَبللياتإلنأا ميوإقمنأولن ﴿] (﴾24السجدةا.[24 : إ
ألئنمةة ليلهمدولن بإأللمإرلنأا لنما ل
واللذنأوب والخطايلا ،والمعاصللي والسليئات ،تلوجب للقلب ح رارةا ونأجاسلة وضلعةفا،
فيرتخي القلب ،وتضطرما فيه نأار الشهوةا وتنأجسه.
فالخطايا والذنأوب للقلب بمنأزلة الحطب الذي يمد النأار ويوقدها.
ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نأار القلب ،وضعف عن الطاعة.
والماء يغسل الخبث ،ويطفئ النأار.
فإن كان بارةدا أورث الجسما صلبة وقوةا ،فلإن كللان معلله ثلللج وبللرد كللان أقللوى فللي
التبريد وصلبة الجسما وشدته ،فكان أذهب لثر الخطايا.
فالنأجاسة التي تزول بالماء هي ومزيلها حسيان.
وأث للر الخطايللا الللتي ت للزول بالتوبللة والسللتغفار ه للي ومزيله للا معنأويللان ،وص لللحا
القلل للب ونأعيمل لله وحيل للاته ل يتل للما إل بهل للذا ..وهل للذا كمل للا قل للال ال ل ل تبل للارك وتعل للالى:
ض مق ل للل مه ل لو ألةذى فلل للالعتلإزلموا اللنألسل للالء إفل للي اللمإحي ل ل إ
ض لولل ك لع ل لإن اللمإحي ل ل إ
)لوليلس ل لألملولنأ ل
ل
ث أللملرمكلمما اللن هم إنن اللنلهل ميإحل ل
ب طهن لرلن فلللأمتومهنن إمللن لحليل م تللقلرمبومهنن لحنتى لي ل
طهملرلن فلإلذا تل ل
98
طهلإريلن ﴿] (﴾222البقرةا.[222 : ب الممتل ل التننواإبيلن لوميإح ل
ى لكلم للا وق للال النأ للبي ص لللى الل ل علي لله وس لللما » :اللنهمل لنما لباإعل للد لبلينأإللى لولبليل للن لخ ل
طالي للا ل
ض ب الللبلي ل م طاليا لكلما ميلنأنقى الثنلو م ق لواللملغإرإب ،اللنهمنما لنأقلإنأى إملن اللخ ل ت لبليلن اللملشإر إ لبالعلد ل
ى إباللماإء لوالثنلإج لواللبلرإد « .متفق عليه).(53 س ،اللنهمنما الغإسلل لخ ل
طاليا ل إملن الندلنأ إ
وهذا يدل على شدةا حاجة البدن والقلب إلى ما يطهرهما ويبردهما ويقويهما.
وكملا أن النأجلو يثقلل البلدن ويلؤذيه باحتباسله ،فكلذلك اللذنأوب تثقلل القلب وتلؤذيه
باحتباسها فيه.
فهما مؤذيان مضران بالبدن والقلب ،وخروجهما فيه راحة البدن والقلب.
صلهلليرب قلللالل لسلإملع م
ت أللنأةسللا ليقمللومل لكللالن الننأبإللى -صلللى الل إ
و لعللن لعلبلد اللعإزيلإز لبلإن م
عليه وسلما -إلذا لدلخلل اللخلللء لقالل » اللنهمنما إإلنأى ألمعومذ بإ ل
ك إملن المخمبلإث لواللخلبللائإإث «
.متفق عليه).(54
فالمللاء والغسللل ل ازلللة الوسللاخ والدران عللن البللدن ،والتوبللة والسللتغفار ل ازلللة
الثاما والذنأوب التي تراكمت على القلب.
فالول به جمال الظاهر ،والثانأي به جمال الباطن والظاهر.
99
55مداخل الشيطان إلى القلب 17-
- 55فتاوى الشبكة السلمية معدلة ) -ج / 10ص (1555إواحياء علوما الدين ) -ج / 2ص
(234وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (60والزواجر عن اقتراف الكبائر ) -ج / 1ص
(219
100
متساوةيا.
ويترجللح أحللد الجللانأبين علللى الخللر باتبللاع الهللوى ،والنأغمللاس فللي الشللهوات ،أو
العراض عنأها ومخالفتها.
ف للإن اتب للع النأس للان مقتض للى الغض للب والش للهوةا ،ظه للر تس لللط الش لليطان بواس للطة
الهل للوى ،وصل للار القلل للب عل للش الشل لليطان ومعل للدنأه ،لن الهل للوى مرعل للى الشل لليطان
ومرتعه.
إوان جاهد الشهوات ولما يسلطها على نأفسه ،وتشبه بأخلق الملئكة ،صللار قلبلله
مستقر الملئكة ومهبطهما.
ومهمللا غلللب علللى القلللب ذكللر الللدنأيا بمقتضلليات الهللوى ،وجللد الشلليطان مجللالة
فوسوس.
ومهما انأصرف القلب إلى ذكر ال تعالى ارتحل الشيطان ،وضاق مجاله ،وأقبللل
الملك ،وألهما فعل الخير.
والتطللارد بيللن جنأللدي الملئكللة والشللياطين دائللما ،إلللى أن ينأفتللح القلللب لحللدهما
فيستوطن ويستمكن ،ويكون اجتياز الثانأي اختلةسا.
ول يمحو وسوسة الشليطان ملن القللب إل ذكلر ملا سلوى ملا يوسلوس به ،لنأله إذا
خطر في القلب شيء ،انأعدما منأه ما كان فيه من قبل.
فينأبغللي للعبللد أن يشللتغل بللدفع العللدو عللن نأفسلله ،ل بالسل لؤال عللن أصللله ونأسللبه
ومسكنأه.
وأن يعللرف سلللحا عللدوه ،ليللدفعه عللن نأفسله ،وسلللحا الشليطان الهللوى والشللهوات،
ف للعالمين. وذلك كا ر
فل للالقلب كالحصل للن ،والشل لليطان عل للدو يريل للد أن يقتحل للما الحصل للن ويل للدخله ،فيملكل لله
ويستولي عليه.
101
ول يق للدر النأس للان عل للى حف للظ الحص للن م للن الع للدو إل بح ارس للة أبل لواب الحص للن
ومداخله ،ومواضع ثلمه.
فمن أبوابه العظيمة :الغضب والشهوةا ،فالغضب غول العقللل ،إواذا ضللعف جنأللد
العقل ،هجما جنأد الشيطان ،فأفسد القصر ومن فيه.
ومهما غضب النأسان ،لعب الشيطان به ،وفجر شهواته فيما يغضب ال.
صللا علللى كللل
ومللن أب لوابه العظيمللة :الحسللد والحللرص ،فمهمللا كللان النأسللان حري ة
شلليء ،أعمللاه حرصلله ،وأصللمه عللن اليمللان ،وأقعللده عللن الطاعللات ،وزيللن للله
الكفر والفسوق والعصيان.
وممممن أبممموابه العظيممممة :الطمل للع فل للي النأل للاس ،إواذا غلل للب عليل لله الطمل للع زيل للن لل لله
الشلليطان ،وحبللب إليلله التصللنأع والللتزين لمللن طمللع فيلله بللأنأواع الريللاء والتلللبيس،
حتى يصير المطموع فيه معبوده ،فل يلزال يتفكللر فللي حيلللة التللودد والتحبللب إليلله
ولو على حساب دينأه.
ومن أبوابه العظيمة :الللدراهما والللدنأانأير ،وسللائر أصللنأاف الم لوال مللن العللروض
والدواب والعقار والشياء.
فكل ما يزيد على قدر القوت والحاجة ،فهو مستقر الشيطان ،فلإن مللن معلله قللوته
فهو فارغ القلب.
فلو وجد مائة دينأار مثلة على طريق ،انأبعث من قلبه عشللر شللهوات ،تحتلاج كللل
شللهوةا إلللى مائللة دينأللار أخللرى ،فل يكفيلله مللا وجللد ،فيزيللد فللي الطلللب ،ويزيللد فللي
النأفاق ،وذلك أمر ل آخر له.
ومن أبوابه العظيمة :العجلللة وتللرك التثبللت فللي المللور ،حللتى يقللع فيمللا ل يحمللد
عقباه.
وممممن أبممموابه العظيممممة :البخل للل وخل للوف الفقل للر ،ليمنأل للع بل لله الصل للدقات والزك ل لوات
102
والحسان إلى العباد ،لتكثر الجرائما والسرقات.
ومن آفات البخل :الحرص على ملزمة السواق لجمع الملال ،والسلواق مسلرحا
الشياطين ،تزين لهلها الكذب والغش والحتيال.
ومن أبوابه العظيمة :حب التزين في الثاث والثياب ،والمراكب والمساكن.
فللإن الشلليطان إذا رأى ذلللك غالةبللا علللى قلللب النأسللان بللاض فيلله وفللرخ ،فل ي لزال
يدعوه إلللى عملارةا اللدار وتزيينأهللا وتوسلليعها ،ويللدعوه إللى اللتزين بالثيلاب والللدواب
والم اركللب ،وتجديللد الوانأللي والثللاث ،ويستسللخره فيهللا طللول عم لره ،ويشللغله بهللا
عما خلق له ،من طاعة ال وعبادته والدعوةا إليه.
ول ي لزال يغريلله ويزيللن للله ،حللتى ينأقللله مللن صللف المحسللنأين المتقيللن إلللى صللف
المسرفين والمبذرين والمترفين.
ومن أبوابه المهلكة :التعصللب للمللذاهب والقبائللل والهلواء والشللخاص ،والحقللد
على الخصوما ،والنأظر إليهما بعين الزدراء والستخفاف والحتقار.
وذلك مما يهلك العباد والفساق جميةعا.
ف للالطعن ف للي النأ للاس ،والش للتغال ب للذكر عي للوبهما ونأقص للهما ،وأك للل لح للومهما ،م للن
صفات السباع المهلكة.
ومن أبوابه كذلك سوء الظن بالمسلمين ،فيغريه الشيطان بغيبتلله فيهلللك ،ويقصللر
فللي القيلاما بحقله ،أو يتلوانأى فلي إك ارملله ،وينأظلر إليله بعيلن الحتقللار ،ويلرى نأفسله
خي ةار منأه ،وكل ذلك من المهلكات.
وممممن أبممموابه العظيممممة :الس ل لراف فل للي إضل للاعة الم ل لوال بالشل للهوات ،إواضل للاعة
الوقللات بالباطللل ،إواضللاعة العقللول بللالعلوما السللافلة ،إواضللاعة الحسللنأات بجمللع
الحطاما الفانأي.
والملئكلة والشلياطين تتلوارد عللى القللوب ،وتحلوما حلول أبوابهلا ،فلإن أصلابه هذا
103
من جانأب ،أصابه الخر من جانأب آخر.
فإذا نأزل به الشيطان ،فلدعاه إللى الهلوى ،نألزل به المللك فصلرفه عنأله ،إوان جذبه
شيطان إلى شر ،جذبه شيطان آخلر إللى غيلره ،إوان جلذبه ملللك إللى خيلر ،جلذبه
ملك آخر إلى خير غيره.
فتللارةا يكللون القلللب متنأازةعللا بيللن ملكيللن ..وتللارةا بيللن شلليطانأين ،وتللارةا بيللن ملللك
وشيطان.
والقلوب في التقلب والثبات على الخير والشر ثلثة:
أحممدها :قلللب معمللر بللالتقوى ،وطهللر عللن خبللائث الخلق ،تنأقللدحا فيلله خل لواطر
الخير ،المفتوحة فيه أبواب الملئكة ،المسدودةا عنأه أبواب الشياطين ،يرى الحق
ويحبه ،ويعمل به ،ويدعو إليه ،ويصبر عليه ،وينأفر مما سوى ذلك.
الثمماني :قل للب مخ للذول مش للحون ب للالهوى ،م للدنأس ب للالخلق المذموم للة ،والقبائ للح
والخبائث ،المفتوحا فيه أبواب الشياطين ،المسدود عنأه أبواب الملئكة.
ومبللدأ الشللر فيلله ،أن ينأقللدحا فيلله خللاطر الهللوى فيللأنأس بلله ويسللتجيب للله ،فيللرى
الباطل ويحبه ،ويعمل به ،ويدعو إليه ،ويصبر عليه ،وينأفر مما سواه.
الثالثا :قلللب تبللدو فيلله خلواطر الهللوى فتللدعوه إلللى الشلر ،فيلحقله خلاطر اليمللان
والهدى ،فيدعوه إلى الخير والهدى.
فتنأبعللث النأفللس بشللهواتها إلللى نأصللرةا خللاطر الشللر فتقللوى الشللهوةا ،وتحسللن التمتللع
والتنأعللما ،فينأبعللث العقللل إلللى خللاطر الخيللر ،فيللدفع عللن وجهلله الشللهوةا ،ويقبحهللا
ويقبللح فعلهللا ،وينأسللبها إلللى الجهللل ،ويشللبهها بالبهيمللة والسللبع فللي تهجمهللا علللى
الشر ،وقلة اكتراثها بالعواقب.
فتميل النأفس إلى نأصح العقل ،فيحمل الشيطان حمللة عللى العقلل ،فيقلوي داعللي
الهللوى ،ثللما يحمللل الملللك علللى الشلليطان ،فعنأللد ذلللك تسللتجيب النأفللس إلللى قللول
104
الملك.
ول تزال الحزاب والجنأود متوالية عليه ،حتى يظفر به أقواهما وأصبرهما.
وقللد جعللل ال ل للشلليطان دخللولة فللي جللوف العبللد ،ونأفللوةذا إلللى قلبلله وصللدره ،فهللو
يجري منأه مجرى الدما ،ويتجول على سائر أعضائه وجوارحه.
وقد وكل بالعبد فل يفارقه إلى الممات.
ولعللن لعلبلإد اللنلإه لبلإن لملسلمعورد قلللالل قلللالل لرمسللومل اللنلإه -صلللى الل عليلله وسلللما » -لمللا
إملنأمكلما إملن أللحرد إلن لوقللد مولكلل بإإه قلإريمنأهم إملن الإجلن « .لقالموا ل إوإانيا ل
ك ليا لرمسولل اللنلإه قلللالل »
ى إلن ألنن اللنهل أللعالنأإنأى لعلليإه فلأللسللما فللل ليلأمممرإنأى إلن بإلخليرر « .أخرجه مسلم).(56 ل إوإانيا ل
وقد وصف ال عنز وجنل الشيطان بأعظما صلفاته ،وأشلدها خطلةرا ،وأقواهلا تلأثيةرا،
وأعمها فساةدا ،وهي الوسوسة التي هي مبادئ الرادةا.
فللإن القلللب يكللون فارةغللا مللن الشللر والمعصللية فيوسللوس إليلله الشلليطان ،ويخطللر
الللذنأب ببللاله ،ويشللهيه للله ،فيصللير شللهوةا ،ويزينأهللا للله ويحسللنأها ،ويخيلهللا للله فللي
خيلال تميلل نأفسله إليله ،فيصلير إرادةا ،وينأسليه علمله بضلررها ،ويطلوي عنأله سلوء
عاقبتها ،فل يرى إل صورةا المعصية فقط ،وينأسيه ما وراء ذلك.
فتصللير الرادةا عزيمللة جازمللة ،فيشللتد الحللرص عليهللا مللن القلللب ،فيبعللث الجنأللود
في الطلب ،فيبعث الشيطان معهما مدةدا لهما وعوةنأا.
فإن فتروا حركهما ،إوان سكنأوا أزعجهما كما قال سبحانأه) :ألللما تللر ألننأا أللرلسللنأا
النشلياإطيلن لعللى اللكاإفإريلن تلمؤلزمهلما أللاز ﴿] (﴾83مريما.[83 :
فأصل كل معصية الوسوسة ،ولهذا وصفه ال بها ،وحذرنأا) :مقلل ألمعومذ بإلر ل
ب
س﴿س اللخننأا إ س ﴿ ﴾3إملن لشلر الولسوا إ س ﴿ ﴾2إلإه الننأا إ س ﴿ ﴾1لمإلإك الننأا إ الننأا إ
ل ل
س ﴿ ﴾5إملن الإجننأإة والننأا إ صمدوإر الننأا إ إ نإ
س ﴿] (﴾6النأاس: ل ﴾4الذي ميلولسإومس في م
105
.[6-4
فالذي يوسوس في صدور الناس نوعان:
إنأس ..وجن.
ضا يوسوس إلى النأسي.
فالجنأي يوسوس في صدور النأاس ..والنأسي أي ة
والوسوسة :اللقللاء الخفللي فللي القللب ،وهللذا مشللترك بيللن الجللن والنأللس كمللا قلال
إ ك لجلعللنأا لإمكللل لنأبإلري لعلمدلوا لشللياإطيلن ا لإللنأ إسبحانأه) :لولكللذلإ ل
س لوالإجللن ميلوحي لبلع م
ضلهملما
ف القلللوإل مغلمروةار لولللو لشلالء لرلبل ل
ك لملا فللعلملوهم فلللذلرمهلما لولملا ليلفتللمرولن ﴿ ض مزلخ مر ل إللى لبلع ر
] (﴾112النأعاما.[112 :
فشللياطين النأللس والجللن يشللتركون فللي الللوحي الشلليطانأي ،ويشللتركون كللذلك فللي
الوسوسة ،ويشتركون كذلك في الفساد والفساد.
وكمللا أن الملئكللة ليللس لهللما عمللل إل عبللادةا الل ل وطللاعته ،فهللما يسللبحون الليللل
والنأهار ل يفترون ،ول يعصون ال ما أمرهما ،ويفعلون ما يؤمرون.
فكللذلك الشلليطان وذريتلله ليللس لهللما هللما ول عمللل إل إضلللل بنأللي آدما ،إواغل لوائهما
ابتلء من ال ،ليعلما من يطيعه ممن يطيع عدوه.
وحيل للل الشل لليطان ،ومكل لره ،وكيل للده ،وخطل لواته فل للي تحقيل للق مل للا يريل للد ،مل للن أعجل للب
العجب.
فإذا أقبلل عللى النأسلان بجنألوده وعسلاكره ..فوجلد القلب فلي حصنأه جالةسلا عللى
كرسي مملكته ..أمره نأافذ ،وجنأده قد أحاطوا به ..يحرسونأه ويدافعون عنأه.
فل يتمكن الشيطان وجنوده من الهجوم عليه إل بمخارة بعض أمرائه ،وأخص
جنممده وهممي النفممس ،فزينمموا لهمما الشممهوات والمحبوبممات ،حممتى اسممتولت علممى
القلب ،ومكنت للشياطين من الستيلء على ثغور المملكة:
العين ..والذن ..واللسان ..والفما ..واليد ..والرجل.
106
وأمر الشيطان جنأوده بالمرابطة على هذه الثغور.
وقال :ادخلوا منأهلا إللى القلب لتقتللوه أو تثخنألوه ،ول تمكنألوا أحلداة يدخل منأهلا إللى
القلب ،فيخرجكما منأه ،ويفسده عليكما.
وامنأع لوا ثغللر العيللن أن يكللون نأظرهللا اعتبللاةرا ،بللل اجعلللوه تفرةجللا وتلهةيللا ،وبللالعين
تنأالون بغيتكما من بنأي آدما.
فابللذروا فللي القلللوب بللذور الشللهوةا ،ثللما اسللقوه بمللاء المنأيللة ،ثللما إعللدوه وملنأللوه حللتى
تقوى عزيمته ،فيقع في المعصية فيهلك.
ثما امنأعوا ثغر الذن أن يدخل منأه ما يفسد عليكما أمركما.
واجتهللدوا أل يللدخل منألله إل الباطللل واللهللو ،فللإنأه خفيللف علللى النأفللس ،تسللتحليه
وتستملحه وتطرب له.
إوايللاكما أن يللدخل مللن هللذا الثغللر شلليء مللن كلما ال ل ورسللوله ،لئل يفسللد عليكللما
أمركما ،ويحرق سلعتكما.
فإن دخل شيء فأفسدوه عليه بإدخال ضده عليه أو تهويله.
ثما امنأعوا ثغر اللسان أن يدخل منأه ما ينأفع القلب ،من ذكر الل واسللتغفاره وتلوةا
كتابه ،ونأصح عباده ،والدعوةا إليه.
وزينأ لوا للله الكلما بمللا يض لره ول ينأفعلله ،إمللا بللالتكلما بالباطللل ،إوامللا بالسللكوت عللن
الحق.
فالرب للاط ..الرب للاط ..الرب للاط ..عل للى ه للذا الثغ للر أن يتكل للما بح للق ،أو يمس للك ع للن
باطل.
وهللذا الثغللر هلو الثغللر العظلما ،اللذي أهلللك منألله الشليطان بنأللي آدما ،وأكبهلما عللى
منأاخرهما في النأار.
واقعدوا لبنأي آدما بكل رصد ..وبكل طريق ..وبكل منأاسبة) :لقالل فلبإلما أللغلوليتلإنأي
107
ك المملستلإقيلما ﴿ ﴾16ثمنما لللتإليننأهملما إملن لبليإن ألليإديإهلما لوإملن لخلإفإهلما
طل للللقعلدنن لهما إ
ص لار ل مل م
لولعلن ألليلمانأإإهلما لولعلن لشلمائإإلإهلما لولل تلإجمد أللكثللرمهلما لشاإكإريلن ﴿] (﴾17العأراف:
.[17 ،16
ت لرمسولل اللنإه -صلى ال عليه وسلللما -ليقمللومل » ولعلن لسلبلرةال لبإن ألإبى لفاإكره لقالل لسإملع م
كق اإللسللإما فلقللالل تملسللإمما لوتلللذمر إديلنأل ل طإري إ طمرإقإه فلقللعلد لهم بإ لطالن قللعلد إللبإن آلدلما بإأل ل إنن النشلي ل
ق الإهلجلرإةا فلقلللالل تمهلللاإجمر لوتلللدعم صاهم فلأللسللما ثمنما قللعلد لهم بإ ل
طإري إ ك فللع ل ك لوآلباإء ألإبي للوإديلن آلبائإ ل
صلاهم فلهللالجلر ثمنما ل إ ك إوإاننأملا مثللمل المهلاإجإر لكمثللإل الفللر إ إ
س فلى الطللول فللع ل ل ل مل ك لولسلمالء ل ل ل ل ضل أللر ل
س لواللمللاإل فلتملقاتإلمل فلتملقتللمل فلتملنألكلمحق الإجهلللاإد فلقلللالل تملجاإهلمد فلهملو لجلهلمد الننألفل إ
ل قللعللد للهم بإ ل
طإريل إ
صلاهم فللجالهللد « .فلقلللالل لرمسلومل اللنلإه -صللى الل عليلله وسلللما- اللم لألرةام لوميلقلسمما اللمامل فللع ل
ك لكالن لحلقا لعللى اللنإه لعنز لولجنل أللن ميلدإخلهم اللجننأةل لولملن قمتإلل لكللالن لحقلللا » فللملن فللعلل لذإل ل
ق لكالن لحلقا لعللى اللنإه أللن يمللدإخلهم اللجننألةل لعللى اللنإه لعنز لولجنل أللن ميلدإخلهم اللجننأةل ل إوإالن لغإر ل
صلتلهم لدانبتملهم لكللالن لحقلللا لعلللى اللنلإه أللن ميللدإخلهم اللجننألةل « .أخرجممه أحمممد والنسممائي أللو لوقل ل
).(57
والسبل التي يسلكها النسان أربعة:
اليمين ..والشمال ..والماما ..والخلف.
وأي سبيل سلكها النأسان من هذه وجد الشيطان عليها رصةدا له.
فإن سلكها العبد في طاعة وجد الشيطان عليها يثبطه عنأها ،ويبطئه ويعوقه.
إوان سلكها في معصية وجده عليها حاملة له وخادةما ،ومعيةنأا ومزيةنأا.
ثلما الزملوا ثغلر اليللدي والرجللل ،فامنأعوهلا أن تبطلش بملا يضلركما أو تمشلي فيله،
وقيللدوها عللن العمللال الصللالحة ،وحركوهللا لتمشللي فللي كللل شللر وفسللاد ،وتبطللش
()57أخرجه أحمد برقما ) ،(16054و سنأن النأسائى برقما )( 3147صحيح =الطول :حبل يشد به
قائمة الدابة =وقصت :كسرت عنأقه انأظر السلسلة الصحيحه رقما ).(2937وأخرجه النأسائي برقما )
،(3134وهذا لفظه ،صحيح سنأن النأسائي رقما ).(2973
108
بكل صالح تقي.
واعلم ل لوا أن أكل للبر أع ل لوانأكما النأفل للس المل للارةا ،فاسل للتعينأوا بهل للا علل للى حل للرب النأفل للس
المطمئنأة.
فللإذا قللويت النأفللس المللارةا ،فاسللتنأزلوا القلللب مللن حصللنأه ،واعزلللوه عللن مملكتلله،
وولوا مكانأه النأفس المارةا ،فإنأها ل تأمر إل بما تهوونأه وتحبونأه.
واستعينوا على بني آدم بجنديين عظيمين:
أحدهما :جنأد الغفلة ،فأغفلوا قلوب بنأي آدما عن ال ،وعن أوامر ال ،وعن الدار
الخرةا ،فإن القلب إذا غفل عن ال تعالى تمكنأتما منأه.
والثاني :جنأد الشهوةا ،فزينأوا الشهوات فلي قللوب بنألي آدما ،وحسلنأوها فلي أعينأهلما،
فللإن رأيتللما جماعللة اجتمع لوا علللى ذكللر اللل ،ولللما تقللدروا علللى تفريقهللما ،فاسللتعينأوا
عليهما ببنأي جنأسهما من النأس البطالين.
وانأتهزوا فرصة الشهوةا والغضب ،فل تصطادوا بنأي آدما في أعظما من هذين
الوطنأين ،فإنأي أخرجت أبويهما من الجنأة بالشهوةا ،وألقيت العداوةا بين أولدهما
ظننأهم لفاتنلبمعوهم إنل فلإريةقا إملن المملؤإمإنأيلن ﴿
ق لعلليإهلما إلبإليمس ل
صند ل
بالغضب) :لولقللد ل
] (﴾20سبأ.[20 :
فالمداخل التي يأتي الشيطان من قبلها إلى النسان ثلثة:
الشهوةا ..والغضب ..والهوى.
فالشل للهوةا بهيميل للة ،وبهل للا يصل للير النأسل للان ظالةمل للا لنأفسل لله ،ومل للن نأتائجهل للا الحل للرص
والبخل.
والغضب سبعية ،وهللو آفللة أعظللما مللن الشلهوةا ،وبالغضللب يصلير النأسللان ظالةملا
لنأفسه ولغيره ،ومن نأتائجه العجب والكبر.
والهوى شيطانأية ،وهو آفة أعظما من الغضب ،وبللالهوى يتعلدى ظلملله إلللى خلالقه
109
بالشرك والكفر ،ومن نأتائجه الكفر والبدعة والمعصية.
وأكل للثر ذنأل للوب الخلل للق بهيميل للة ،لعجزهل للما عل للن غيرهل للا ،ومنأهل للا يل للدخلون إلل للى بقيل للة
القساما.
58عإلمات مرض القلب وصاحته 18-
ت مسولرةاب فلإملنأهملما لملن ليمقومل ألليمكلما لازلدتلهم لهإذإه إإيلماةنأا فلألنما قال ال تعالى ) :ل إوإالذا لما أملنأإزل ل
النل لإذيلن لآلممنأل لوا فل لازلدتلهلم للما إإيلماةنأللا لومهل للما ليلستللبإشل لمرولن ﴿ ﴾124لوألنمللا النل لإذيلن إفللي مقلمللوبإإهلما
ض فل لازلدتلهمللما إرلجةسللا إلللى إرلجإس لإهلما لولمللاتموا لومه للما لكللاإفمرولن ﴿(﴾125ل ]التوبللة: لم للر ب
.[125 ،124
ت وقللال ال ل تعللالى ) :ل إوإالذا إقي للل لهم للما تللعللاللوا إلللى لمللا أللنأ للزلل اللن لهم ل إوإالللى النرمسللوإل لألرلي ل ل
صمدوةدا ﴿] (﴾61النأساء.[61 : صلدولن لعلنأ ل إإ
ك م المملنأافقيلن لي م
خلللق ال ل تبللارك وتعللالى كللل عضللو مللن أعضللاء البللدن لفعللل خللاص بلله ،وجعللل
كماله في حصول ذلك الفعل منأه.
ومرضه أن يتعذر عليه الفعل الذي خلق له ،حتى ل يصدر منأله ،أو يصلدر مللع
نأوع من الضطراب والنأقص.
فم للرض الي للد أن يتع للذر عليه للا البط للش ،وم للرض العي للن أن يتع للذر عليه للا النأظللر
والرؤيللة ،ومللرض اللسللان أن يتعللذر عليلله النأطللق ،ومللرض البللدن أن تتعللذر عليلله
حركته الطبيعية ،أو يضعف عنأها.
- 58آفات على الطريق كامل ) -ج / 1ص (79وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (1464
وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (4446وموسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (5066
وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (68
110
ومرض القلب أن يتعذر عليه ما خلق له من المعرفة بال ،ومحبته ،والشوق إلللى
لقائه ،والنأابة إليه ،إوايثار ذلك على جميع شهواته.
فلو عرف العبد كل شيء ولما يعرف ربه فكأنأه لما يعرف شيةئا.
ولللو نأللال كللل حللظ مللن حظللوظ الللدنأيا ولللذاتها وشللهواتها ،ولللما يظفللر بمحبللة الل ل
والشوق إليه ،والنأس به ،فكأنأه لما يظفر بلذةا ول نأعيما ول قرةا عين.
بل إذا كان قلب العبد خالقيا عن ذلك ،عادت تلك الحظوظ واللذات عممذاقبا لممه ول
بزد ،فيصير معذقبا بنفس ما كان منعقما به من جهتين:
من جهة حسرةا فوته ،وأنأه حيل بينأه وبينأه مع شدةا تعلق روحه به.
ومن جهة فوت ما هو خير له وأنأفع وأدوما ،حيث لما يحصل له.
وكل من عرف ال عنز وجنل أحبه ،وأخلص لله العبلادةا ،وللما يلؤثر عليله شليةئا ملن
المحبوبات.
فم للن آث للر علي لله ش لليةئا م للن المحبوب للات فقلب لله مري للض ول بل لند ،كم للا أن المع للدةا إذا
اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب ،سقطت عنأها شهوةا الطيب.
وقد يملرض قللب النأسلان ويشلتد مرضله ،ول يعلرف به صلاحبه ،لنأشلغاله عنأله،
بل قد يموت وصاحبه ل يشعر بموته.
وعلمة ذلك:
أن ل تؤلمه جراحات القبائح ..ول يوجعه جهله بالحق.
فإن القلب إذا كان فيه حياةا تلألما بلورود القبيللح عليله ،وتلألما بجهلله بلالحق بحسللب
حياته.
وقللد يشللعر بمرضلله ،ولكللن يشللتد عليلله تحمللل م لرارةا الللدواء والصللبر عليهللا ،فهللو
يللؤثر بقللاء ألملله علللى مشللقة الللدواء ،فلإن دواءه فللي مخالفللة الهللوى ،وذلللك أصللعب
شيء على النأفس ،وليس لها أنأفع منأه.
111
وت للارةا ي للوطن نأفس لله عل للى الص للبر ،ث للما ينأفس للخ عزم لله ،لض للعف علم لله وبص لليرته
وصبره.
والقلب يبصلر الحلق كملا تبصر العيلن الشلمس ،والحلق إذا لحا وتلبين ،للما يحتلج
إلى شاهد يشهد به ،كما أن الجساما إذا تجلت أماما العين لما تحتج إلى شاهد.
والحللق هللو الللذي كللانأت عليلله الجماعللة الولللى ،مللن عهللد النأللبي صلللى الل عليلله
وسلما وأصحابه ،والجماعة ما وافق الحق إوان كنأت وحدك ،إواذا فسدت الجماعة
فعليل للك بمل للا كل للانأت عليل لله الجماعل للة قبل للل أن تفسل للد إوان كنأل للت وحل للدك ،فإنأل للك أنأل للت
الجماعة حينأئذ فالزما الحق.
فالعصر إذا كان فيه إملاما علارف بالسلنأة دارع إليهلا ،فهلو الحجلة ،وهلو الجملاع،
وهو اللسواد العظما ،وهو سبيل المؤمنأين التي من فارقها واتبع سواها وله ال مللا
إ إ تولى ،وأصله جهنأما وساءت مصيةرا) :ولملن ميلشاإق إ
ق النرمسولل ملن لبلعد لما تللبنيلن للهم ل
تم إ الهلدى ويتنبإع لغلير سإبيإل المؤإمإنأين منأولإه ما تللونلى ومنأ إ إ
صللي ةار صلله لجهلننأللما لولسللالء ل ل
مل ل ل ل ل ل ل م لل ل ل ل
﴿] (﴾115النأساء.[115 :
ومللن علمللات أمل لراض القلللوب عللدولها عللن الغذيللة النأافعللة الموافقللة لهللا إلللى
الغذية الضارةا ..وعدولها عن دوائها النأافع إلى دائها الضار.
والقلب الصحيح يؤثر النأافع الشافي على الضار المؤذي ،والقلب المريض بضللد
ذلك ،يؤثر الضار المهلك على النأافع الشافي.
وأنأفع الغذية غذاء اليمان ..وأنأفع الدوية دواء القرآن ..وكل منأهما فيه الغذاء
والدواء ،والشفاء والرحمة.
ومن علمات صحة القلب أن يرتحل علن اللدنأيا حلتى ينألزل بلالخرةا ،ويحللل فيهللا
حتى يبقى كأنأه من أهلها وأبنأائها ،جاء إلى هذه الدار غريةبلا يأخلذ حلاجته ويعلود
إلى وطنأه فلعلن لعلبإد اللنإه لبلإن معلمللر -رضلى الل عنأهملا -قللالل أللخللذ لرمسلومل اللنلإه -
112
ب ،أللو لعللابإمر ك لغإريل ب صلللى الل عليلله وسلللما -بإلملنأإكبإللى فلقلللالل » مكللن إفللى الللدلنأليا لكألننأل ل
تص لبلح ل ت فللل تللنأتلإظلإر ال ن
صللبالحا ،ل إوإالذا أل ل لسلإبيرل « .لولكلالن البلمن معلمللر ليقملومل إلذا أللملسللي ل
ك ..أخرجه ك لإلملوتإل لك ،لوإمللن لحلياتإل ل ضل ل ك لإمر إ إ إ إ إ
فللل تللنأتلظلإر اللملسللالء ،لومخللذ مللن صلنحت ل ل ل
البخاري).(59
وكلمللا صللح القلللب مللن مرضلله ،ترحللل إلللى الخللرةا ،وقللرب منأهللا حللتى يصللير مللن
أهلها ،يعمل بأعمالها ،ويجنأي من ثمارها.
وكلما مرض القلب واعتل ،آثر الدنأيا واستوطنأها ،حتى يصير من أهلها.
ومن علملات صلحة القللب ،أنأله ل يلزال يضلرب عللى صلاحبه ،حلتى ينأيلب إللى
ال ،ويخبت إليلله ،ويتعللق بله تعللق المحلب المضلطر إلللى محبلوبه اللذي ل حيلاةا
له ول نأعيما ول سرور إل برضاه وقربه والنأس به.
ومللن علملات صللحته كلذلك أن ل يفلتر عللن ذكلر ربله ،ول يسلأما ملن خلدمته ،ول
يأنأس بغيره إل بمن يدله عليه ،ويذكره به.
ومللن علمللات صللحته أنألله إذا فللاته فللرض مللن ف ارئللض اللل ،أو فللاته ورده ،وجللد
لفواته ألةما عظيةما ،أعظما من تألما الحريص بفوات ماله وفقده.
ومللن علمللات صللحته أنألله يشللتاق إلللى الخدمللة والعبللادةا ،كمللا يشللتاق الجللائع إلللى
الطعللاما أو الشل لراب ،وأنألله إذا دخللل فللي الصلللةا ذهللب عنألله هملله وغملله بالللدنأيا،
واشتد عليه خروجه منأها ،ووجد فيها راحته ونأعيمه.
ومللن علملات صللحته أن يكلون همله واحلةدا ،وأن يكلون فللي الل ،وأن يكللون أشلح
بوقته أن يذهب ضائةعا من أشد النأاس شةحا بماله.
وأن يكون اهتماما العبد بتصحيح العمل أعظما منأه بالعمل.
فيحرص فيه على الخلص والمتابعة والحسان ،ويشهد ملع ذللك منألة الل عليله
113
فيه ،وتقصيره في حق ال جل جلله.
فللالقلب السللليما الصللحيح هللو الللذي هملله كللله فللي اللل ،وحبلله كللله للل ،وقصللده للله،
وبللدنأه لله ،وأعمللاله لله ،ونأللومه للله ،ويقظتلله للله ،وحللديثه للله ،والحللديث عنألله أشللهى
إليه من كل حديث ،وأفكاره تحوما حول مراضيه ،ومحابه سبحانأه.
وكلما وجد من نأفسه تقاعةسا أو التفاةتا إلى غيره تل عليها) :ليا ألنيتملها الننألفمس
ضنيةة ﴿ ﴾28لفالدمخإلي إفي إعلباإدي ضيةة مر إ
إ إ إ الم ل إ
طلمئننأةم ﴿ ﴾27الرإجعي إللى لرلبك لار ل ل ل م
﴿ ﴾29لوالدمخإلي لجننأإتي ﴿] (﴾30الفجر.[30-27 :
ف للإذا انأص للبغ القل للب بي للن ي للدي إله لله ومعب للوده الح للق بص للبغة العبودي للة ،ص للارت
العبودية صفة له ،وأتى بها تودةدا وتحبةبا وتقرةبا.
فكلما عرض له أمر من ربه أو نأهي قال :لبيك وسعديك ،والملنأة لك ،والحمد فيه
عائللد إليللك) :لآلمل للن النرمسللومل بإلمللا أملنأل لإزلل إلليل لإه إمل للن لرلبل لإه لوالمملؤإممنأللولن مكل لدل لآلمل للن بإللاللنإه
ق لبليل للن أللحل لرد إمل للن مرمسل لإلإه لوقلل للالموا لسل لإملعلنأا لوأل ل
طلعلنأ للا لولمللئإلكتإل لإه لومكتمبإل لإه لومرمسل لإلإه لل منأفلل للر م
ك الم إ
صيمر ﴿] (﴾285البقرةا.[285 : ك لرنبلنأا ل إوإاللي ل ل مغلف لارلنأ ل
إوان أصابه قدر قال :أنأت ربلي العزيز الرحيلما ،وأنألا الفقيلر العلاجز الضلعيف ،ل
صبر لي إن لما تصبرنأي ،ول ملجأ لي منأك إل إليك.
إوان أصللابه مللا يكلره قللال رحمللة أهللديت إلللي ،إوان صللرف عنألله مللا يحللب قللال شل ةار
صرف عنأي.
فكل ما مسه به من السراء والضراء ،اهتللدى بهللا طريقةللا إليله ،وانأفتللح لله منأله بلاب
يدخل منأه عليه.
والقلب الصحيح :هو الذي عرف الحق واتبعه ،وعرف الباطل واجتنأبه.
ل ،وارزقنأا اجتنأابه.
فاللهما أرنأا الحق حةقا ،وارزقنأا اتباعه ،وأرنأا الباطل باط ة
ومرض القلوب نوعان:
114
مرض شبهات وشكوك ..ومرض شهوات وفسوق.
وصحة القلب الكاملة تتم بشيئين:
كمال معرفته بال وعلمه ويقينأه ..وكمال إرادته وحبه لما يحبه ال ويرضاه.
ف للإن ك للان عنأ للد النأس للان ش للبهات تع للارض م للا أخ للبر الل ل ب لله ،ف للي أص للول ال للدين
وفروعه ،كان علمه منأحرةفا ..إوان كانأت إرادته ومحبته مائلة لشيء من معاصي
ال ،كان ذلك انأح ارةفا في إرادته ،وهما متلزمان ل ينأفك أحدهما عن الخر.
فل تغل للب عل للى العب للد الش للبهات إل بفس للاد علم لله ب للال ،وجهل لله بع للدله وقض للائه،
وحكمته وشرعه وجزائه.
ول تغل للب علي لله الش للهوات إل بفس للاد نأفس لله ،وغلب للة ش للهوات ال للدنأيا علي لله ،وغلب للة
رياساتها وحظوظها على ما عنأد ال والدار الخرةا.
إوانأما يكون فقط أحدهما أبرز من الخر.
بضا لولهملما لعلذا ب ن فمن الول قوله سبحانأه) :إفي مقملوبإإهلما لملر ب
ض فل لازلدمهمما اللهم لملر ة
ألإليبما بإلما لكانأموا ليلكإذمبولن ﴿] (﴾10البقرةا.[10 :
ومن الثانأي قوله سبحانأه) :ليا نأإلسالء الننأبإلي للستمنن لكأللحرد إملن اللنألسللاإء إإن اتنقلليتملنن فللل
ض لومقلل للن قلل للوةل لملعمروفة للا ﴿(﴾32 طلمل للع النل لإذي إف للي لقلبإل لإه لمل للر ب
ضل للعلن بإ للالقللوإل فللي ل
تللخ ل
]الحزاب.[32 :
والقلللب مكللان اليمللان والتقللوى ،كمللا أن المعللدةا مكللان الطعللاما والشلراب ،واليمللان
في القلب يحرك البدن لطاعلة الل ،كملا أن الطعلاما فلي المعلدةا يملد البلدن بالغلذاء
الذي به تتما صحته وتكمل حركته.
فالقلب يحتاج إلى غذاء اليمان ،والبدن يحتاج إلى أكل الطيبات ،وكلهما لزما
للنأسان ،وكماله باجتماعهما ،وهلكه بفقدهما.
ولهذا أمرنأا ال عنز وجنل بهذا وهذا فقال سبحانأه) :ليا ألليلها النإذيلن لآلمنأموا مكلموا إملن
115
طليلباإت لما لرلزلقلنأامكلما لوالشمكمروا لإلنإه إلن مكلنأتملما إنياهم تللعمبمدولن ﴿] (﴾172البقرةا.[172 :
ل
والقلل للب منأل للزل الملئكل للة ،ومهبل للط أثرهل للما ،والصل للفات الرديئل للة فيل لله مثل للل الغضل للب
والشهوةا المحرمة ،والحقد والحسد ،والكللبر والعجلب ،وأخواتهللا كلهللا كلب نأابحللة،
فأنأى تدخله الملئكة وهو مشحون بالكلب؟.
وحراما على قلب أن يدخله النأور ،وهو مظلما فيه شيء مما يكره ال عنز وجنل.
وعلل القلب كثيرةا مؤلمة أشد من ألما البدن.
ل ..فإن كان المرض داء البخللل ..فعلجله بلذل
وعلجها :أن ينأظر إلى العلة أو ة
المال ..ولكن ل يسرف ،أو يبذر ،ول يقتر.
ومعرفة الوسط تكون بأن تنأظر إلى نأفسك.
فلإن كللان إمسلاك الملال وجمعله ،أللذ عنأللدك مللن بلذله لمسللتحقه ،فلاعلما أن الغللالب
عليك البخل ،فعالج نأفسك بالبذل.
إوان كللان البللذل ألللذ عنأللدك وأخللف عليللك مللن المسللاك ،فقللد غلللب عليللك التبللذير،
فارجع إلى المواظبة على المساك.
ول ت لزال ت ارقللب نأفسللك ،حللتى تنأقطللع علقللة قلبللك بالمللال ،فل تبللالي مللن قلتلله أو
كثرته ،ول تميل إلى بذله ول إمساكه.
فكل قلب صار كذلك فقد جاء ال سليةما.
إواذا أراد ال بعبد خيل ةار بص ره بعيلوب نأفسله ..إواذا علرف العيلوب أمكنأله العلج..
وما أنأزل ال داء إل أنأزل له دواء ..علمه من علمه وجهله من جهله.
وعلج أدواء القلوب معلوما موجود ،وهو أن تعرف فاطرها ومعبودها وتطيع
أمره ..وتحب ما يحب ..وتحذر مما يكره ..وذلك كله في كتاب ال وسنأة
ت لآلياتمهم صل لرسوله صلى ال عليه وسلما ) :لوللو لجلعللنأاهم قم للآرةنأا أللعلجإمليا للقالموا للولل فم ل
ألأللعلجإمدي لولعلربإدي مقلل مهلو لإلنإذيلن لآلمنأموا مهةدى لوإشلفابء لوالنإذيلن لل ميلؤإممنأولن إفي لآلذانأإإهلما
116
ك ميلنأالدلولن إملن لملكارن لبإعيرد ﴿] (﴾44فصلت.[44 :
لولقبر لومهلو لعلليإهلما لعةمى مأولئإ ل
117
60فقه أمراض القلوب وعإلجاها 19-
- 60موسوعة خطب المنأبر ) -ج / 1ص (2256وموسوعة فقه القلوب ) -ج / 3ص (73
118
وكذلك الشك والجهل يؤلما القلب ،وشفاء العي السؤال.
والمرض دون الموت ،فالقلب يموت بالجهل المطلق ،ويمرض بنأوع مللن الجهللل،
فللقلب موت ومرض ،وحياةا وشفاء ..كالبدن تمامةا.
وحيللاةا القلللب ومللوته ،ومرضلله وشللفاؤه ،أعظللما مللن حيللاةا البللدن ومللوته ،ومرضلله
وشفائه.
فلهللذا مريللض القلللب إذا ورد عليلله شللبهة أو شللهوةا قللوت مرضلله ،إوان حصلللت للله
حكمة وموعظة كانأت من أسباب صلحه وشفائه.
والقرآن شلفاء لملا فلي الصدور ،وملن فلي قلبله أملراض الشلبهات والشلهوات ،ففلي
القرآن من البينأات ما يزيل الحق من الباطل.
فيزيل أمراض الشبهة المفسدةا للعلما والتصور والدراك ،بحيث يرى الشياء على
ما هي عليه.
وفيلله مللن الحكمللة ،والموعظللة الحسللنأة ،والقصللص الللتي فيهللا عللبرةا ،مللا يللوجب
صلحا القلب ،فيرغب فيما ينأفعه ،ويحذر ما يضره.
فللالقلب يتغللذى مللن اليمللان والقل لرآن بمللا يزكيلله ويشللفيه ،كمللا يتغللذى البللدن مللن
الطعاما والشراب بما ينأميه ويقومه ،فزكاةا القلب مثل نأماء البدن.
والقلب يحتاج أن يتربى فينأملو ويزيلد ،حتى يكملل ويصللح ،كملا يحتلاج البلدن أن
يربى بالغذية المصلحة له ،ول بند مع ذلك من منأع ما يضره.
فالصللدقة مثلة تزكللي القلللب ،وكللذلك تللرك الفلواحش والمعاصللي يزكللو بهللا القلللب،
فإنأها بمنأزلة الخلط الرديئة في البدن.
فللإذا اسللتفرغ البللدن مللن الخلط الرديئللة ،اسللتراحا البللدن ونأمللا ،وكللذلك القلللب إذا
تللاب مللن الللذنأوب ،كللان اسللتف ارةغا مللن تخليطللاته ،حيللث خلللط عملة صللالةحا وآخللر
سيةئا.
119
فللإذا تللاب العبللد مللن الللذنأوب والمعاصللي ،تخلصللت قل لوةا القلللب إوارادتلله للعمللال
الصالحة ،واستراحا القلب من تلك المواد الفاسدةا التي كانأت فيه.
فصلللحا القلللب فللي العللدل وهللو التوحيللد واليمللان ،وفسللاده فللي الظلللما وهللو الشللرك
والكفر.
ولهذا جميع الذنأوب يكون العبد فيها ظالةما لنأفسه ،وظالماة لغيره.
والعمل له أثر في القلب ،من نأفع وضر ،وصلحا وفساد ،قبل أثره في الخارج.
وصحة القلب وصلحه في العدل ،ومرضه من الزيغ والنأحراف والظلما.
والظلم كله من أمراض القلوب بأنواعه الثلثة:
الظلما في حق الرب ..والظلما في حق النأفس ..والظلما في حق الخلق.
وأصللل صلللحا القلللب هللو حيللاته واسللتنأارته كمللا قللال سللبحانأه) :أللولم للن لكللالن لمليتةللا
س لكلم للن لمثللملهم إفللي الظللململلاإت للي للس
فلأللحليليلنأللاهم ولجلعللنأللا ل لهم نأمللوةار ليلمإشللي بإ لإه إفللي الننأللا إ
ل
ك مزليلن إلللكاإفإريلن لما لكانأموا ليلعلمملولن ﴿] (﴾122النأعاما.[122 : بإلخاإررج إملنألها لكلذإل ل
ومممن أمممراض القلمموب الحسممد :وهللو البغللض والك ارهللة لمللا ي لراه مللن حسللن حللال
المحسود.
والحسد نوعان:
أحدهما :كراهة النأسان للنأعمة على غيره مطلةقا ،وهذا هللو الحسللد المللذموما ،إواذا
ضللا فللي قلبلله،
أبغللض ذلللك فللإنأه يتللألما ويتللأذى بوجللود مللا يبغضلله ،فيكللون ذلللك مر ة
ويلتللذ بللزوال النأعمللة عنألله ،إوان لللما يحصللل للله نأفللع بزوالهللا ،لكللن نأفعلله زوال اللللما
الذي كان في نأفسه.
الثمماني :أن يكل لره فضللل ذلللك الشللخص عليلله ،فيحللب أن يكللون مثللله ،أو أفضللل
منأه ،فهذا حسد ،وهو الذي يسمى الغبطة والمنأافسة.
وه للذا إوان ك للان مباحل لةا ،إل أن الس للالما م للن ه للذه الم للور أرف للع درج للة مم للن عنأ للده
120
منأافسة وغبطة.
ويعرض لكل قلب مرضان عظيمان وهما:
مرض الرياء ..ومرض الكبر.
ك لنألستلإعيمن )] (5الفاتحة.[5 :ك لنألعمبمد ل إوإانيا ل
فدواء مرض الرياء بل) :إنيا ل
ك لنألستلإعيمن )] (5الفاتحة.[5 : ودواء مرض الكبر بل) :إنيا ل
ك لنألعمبمد ل إوإانيا ل
ف للإذا ع للوفي المس لللما م للن م للرض الري للاء بإي للاك نأعبللد ..وم للن م للرض الك للبر بإيللاك
نأسللتعين ..ومللن مللرض الجهللل والضلللل باهللدنأا الصلراط المسللتقيما ..فقللد عللوفي
ملن أم ارضله وأسلقامه ..وكلان ملن المنأعلما عليهلما ،غير المغضلوب عليهلما ..وهلما
الللذين عرفل لوا الحللق وعللدلوا عنألله ..ول الضللالين ..وهللما الللذين جهلل لوا الحللق ولللما
يعرفوه.
وزكاةا القلب موقوفة على طهارته ،كما أن زكاةا البدن موقوفة عللى اسلتفراغه ملن
طاإن لولمللن أخلطلله الرديئللة الفاسللدةا) :ليللا ألليهلللا النلإذيلن لآلمنأملوا لل تلتنبإمعلوا مخطمللواإت النشللي ل
ضل لمل اللنل لإه لعلليمكل للما
طاإن فلل لإننأهم ليل للأمممر إبالفللحلش للاإء لوالمملنألكل لإر لولل للولل فل ل
ليتنبإل للع مخطمل للواإت النشل للي ل
لولرلحلمتمهم لما لزلكا إملنأمكلما إملن أللحلرد أللبلةدا لولإكلنن اللنلهل ميلزلكللي لمللن ليلشلامء لواللنلهم لسلإميعب لعإليلبما )
] ((21النأور.[21 :
صل ل لنلى )((15 إ ن
وق ل للال سل للبحانأه) :قلل ل للد أللفلل ل للح لمل ل للن تللزكل للى ) (14لولذلكل ل للر السل ل للما لرلبل ل له فل ل
]العألى.[15 ،14 :
فأص للل م للا تزك للو ب لله الرواحا والقل للوب ه للو التوحي للد واليم للان ،ال للذي بهم للا يزك للو
القلب ،وينأشرحا الصدر.
فللإن ذلللك يتضللمن نأفللي إلهيللة مللا سللوى الحللق مللن القلللب ،وذلللك طهللارته ،إواثبللات
إلهيته سبحانأه ،وهو أصل كل زكاةا ونأماء.
فللإن الللتزكي إوان كللان أصللله النأمللاء والزيللادةا والبركللة ،فللإنأه كللذلك يحصللل بإ ازلللة
121
الشر.
فلهذا صار التزكي ينأتظما المرين جميةعا.
فملن غلض بص ره عملا حلرما الل علنز وجلنل ،عوضله الل تعلالى ملن جنأسله ملا هو
خير منأه ،فمن أمسك نأور بصره عن المحرمللات ،أطللق الل نأللور بصلليرته وقلبلله،
فرأى به ما لما يره من أطلق بصلره ،وللما يغضله علن محلارما الل تعلالى ،وهلذا أمر
يحسه النأسان من نأفسه.
والقلللوب تمللرض كمللا تمللرض البللدان ،وتعتريهللا الفللات كمللا تعللتري العضللاء
والجوارحا.
وكما أن للبدان غذاةء ودواةء ،فكذلك للقلوب غذاء ودواء.
وعلملة صلحة القللب قبلوله ملا ينأفعله ويغلذيه ملن اليملان ،ومعرفلة ربه ،ومعرفلة
أسمائه وصفاته وأفعاله ،وحب الطاعات والعمال الصللالحة ،والعلراض والنأفللرةا
عما سوى ذلك.
وعلم للة فس للاد القل للب ،ع للدوله ع للن الغذي للة النأافع للة إل للى الغذي للة الض للارةا ،م للن
الكذب والنأفلاق والريلاء ،والحقلد والحسلد ،والعجلب والكلبر ،والجهلل والظللما ،ونأحلو
ذلك من حب المعاصي والفواحش والمنأكرات.
صره بعيوب نأفسه ،فإذا عرف العيوب أمكنأه العلج، ر
إواذا أراد ال بعبد خي ةار ب ل
ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنأفسهما ،بسبب موت قلوبهما أو مرضها أو
نأقص إدراكها ،بحيث ل تميز بين القبيح والمليح وما يزينأها وما يشينأها ،وما
ب ليلعإقملولن بإلها أللو ينأفعها وما يضرها) :أللفللما ليإسيمروا إفي اللللر إ
ض فلتلمكولن لهملما مقملو ب
صمدوإرب النإتي إفي ال ل إ
صامر لولكلن تللعلمى المقملو م لآلذابن ليلسلممعولن بإلها فلإننألها لل تللعلمى اللللب ل
)] ((46الحج.[46 :
والل علنز وجلنل خلللق طبيعللة الغضللب مللن النأللار ،وغرزهللا فللي النأسللان ،فللإذا صلند
122
النأسان عن غرض من أغراضه ،اشلتعلت نألار الغضللب ،وثلارت ثو ارةنألا يغللي بله
دما القلب ،وينأتشر في العروق ،ويرتفع إلى أعالي البدن كما ترتفع النأار.
وقل لوةا الغضللب محلهللا القلللب ،ومعنأاهللا :غليللان دما القلللب بطلللب النأتقللاما ،إوانأمللا
تت للوجه ه للذه القل لوةا عنأ للد ثورانأه للا إل للى دف للع المؤذي للات قب للل وقوعه للا ،إوال للى التش للفي
والنأتقاما بعد وقوعها.
والنأتقاما قوت هذه القوةا وشهوتها ول تسكن إل به.
والسباب المهيجة للغضب هي:
الزه للو ..والعج للب ..والمل لزاحا ..واله للزل ..واله للزء ..والتعيي للر ..والغ للدر ..وش للدةا
الحرص على فضول المال والجللاه ..ونأحوهللا مللن الخلق الرديئلة ..ول خلص
من الغضب مع بقاء هذه السباب.
فل بزد من إزالة هذه السباب المهلكة بأضدادها المنجية:
فتميلت الزهلو بالتواضلع ..وتميلت العجب بمعرفتلك بنأفسلك ..وتزيلل الفخر بأنألك
من جنأس عبدك ..إوانأما الفخر بالفضائل.
والفخر والعجب والكبر أكبر الرذائل ،وأشدها هلكاة للعبد.
وأمللا الملزاحا فللتزيله بالمهمللات الدينأيللة الللتي تسللتوعب العمللر ،مللن الللذكر والعبللادةا،
والعلما والدعوةا.
وأما الهزل فتزيله بالجد فلي طللب الفضلائل ،والخلق الحسلنأة ،والعللوما الشلرعية
التي تبلغك إلى سعادةا الخرةا.
وأما الهزء فتزيله بالتكرما عن إيذاء النأاس ،وبصيانأة النأفس عن أن ميسته أز بها.
وأما التعيير فتزيله بالحذر عن القول القبيح ،وصيانأة النأفس عن مملر الجواب.
وأمللا شللدةا الحللرص فللتزال بالقنأاعللة بقللدر الضللرورةا ،طلةبللا لعللز السللتغنأاء ،وترفةعللا
عن ذل الحاجة.
123
فهذا حسم لمواد الغضب ،وقطع لسبابه ،حتى ل يهيج ،فيهلك صاحبه:
فللإذا جللرى سللبب هيجللانأه ،فعنأللد ذلللك يجللب الصللبر والتثبللت ،حللتى ل يقللع مللا ل
تحمد عقباه.
إوانأما يعالج الغضب عنأد هيجانأه بمعجون العلما ..والعمل ..والصبر.
أما العلما فيعلما العبد فضل كظما الغيظ ،والعفو والحللما ،وملا فلي ذللك ملن الثلواب،
فتمنأعه شدةا الحرص على الثواب من التشفي والنأتقاما ،فيسللكن غضللبه ،ويخللوف
نأفسه بعقاب ال ،ويقول :قدرةا ال علي أعظما من قدرتي على هذا النأسان.
ويحللذر نأفسلله عاقبللة العللداوةا والنأتقللاما ،وتشللمر العللدو لمقللابلته والسللعي فللي هللدما
أغ ارضلله ،ويفك للر بقب للح صللورته عنأللد الغضللب ،وأنأ لله كللالكلب الضللاري ،والس للبع
العادي.
أما الحليما الهادي فهو كالنأبياء والولياء في علمه وحلمه ،وكالقمر في نأوره.
ويقل للول لنأفسل لله :ت للأنأفين مل للن الحتمل للال الن ،ول ت للأنأفين م للن خل للزي يل لوما القيامل للة،
وتحذرين من أن تصغري في أعين النألاس ،ول تحلذرين ملن أن تصلغري عنألد الل
والملئكة ،وأنأه يوشك أن يكون غضب ال عليه أعظما من غضبه.
وأما العمل ،فإنه يقول من أصابه الغضب:
أعل للوذ ب للال مل للن الش لليطان الرجيل للما ،فل للإن لل للما يل لمزلل ب للذلك ف للاجلس إن كنأل للت قائةمل للا،
واضطجع إن كنأت جالةسا ،فإن لما يزل بذلك فليتوضأ بالماء البارد وليصللل .وأمللا
الصبر فيتذكر عاقبته ،وثوابه الجزيل في الدنأيا والخرةا.
وأما الحقد ،فإن الغضب إذا لزما كظمه ،لعجز عن التشللفي فللي الحللال ،رجللع إلللى
البل ل للاطن واحتقل ل للن فيل ل لله ،فصل ل للار حق ل ل لةدا ينأشل ل للأ عنأل ل لله الحسل ل للد للنأسل ل للان ،وهج ل ل لره،
والستصغار له ،وذمه ،والستهزاء بله ،إوايلذاؤه ،ومنأعله حقله ملن قضاء ديلن ،أو
صلة رحما ،أو رد مظلمة ،وكل ذلك حراما.
124
والحسد من نتائج الحقمد ،والحقمد ممن نتائمج الغضمب ،والحسمد يأكمل الحسمنات
كما تأكممل النممار الحطممب ،61ول حسممد إل علممى نعمممة ،فممإذا أنعممم المم علممى أخيممك
بنعمة فلك فيها حالتان:
الولى :أن تكره تلك النأعمة وتحب زوالها.
والثانية :أن ل تحب زوالها عنأه ،ول تكلره وجودهلا ،ولكلن تشتهي لنأفسلك مثلهلا،
فالولى حراما ،والثانأية جائزةا.
وأشللد أسللباب الحسللد العللداوةا والبغضللاء ،فمللن آذاه شللخص وخللالفه أبغضلله قلبلله،
وغضب عليه وحقد عليه ،وانأتقما منأه إن قدر.
ومنأها التعزز ،فإن أصاب أحد أقرانأه ولية أو مالة أو علةما ثقل عليه ،وخللاف أن
يتكبر عليه ،ول يطيق تكبره فيحسده.
ومن أسباب الحسلد الكلبر ،وهلو أن يكلون فلي طبعله أن يتكلبر عليله ،ويستصلغره
ويستخدمه ،فإذا نأال نأعمة خاف أل يحتمل تكبره ويترفع عن متابعته.
ومنأها العجب ،فيتعجب أن يفلوز برتبة عالية ملن دونأله ،وهلو أقلل منأله فيملا يلرى
فيحسده.
ومنأهللا الخللوف مللن فللوت المقاصللد ،ومنألله ت ازحللما الضلرات علللى مقاصللد الزوجيللة،
وتزاحما الخوةا على نأيل المنأزلة في قلب البوين.
ومنأهللا حللب النأف لراد بالرياسللة ،وطلللب الجللاه لنأفسلله ،كمللن يحللب أن يكللون عللديما
النأظير ،ليس مثله أحد ،ليقال أنأه فريد عصره.
ومنأهللا خبللث النأفللس وشللحها بللالخير لعبللاد اللل ،فيضلليق ذرةعللا إذا سللمع بأحللد نأللال
نأعمة ،ويفرحا بإدبار أحوال النأاس ،نأعوذ بال من ذلك الخلق الشيطانأي.
ومنأشأ جميع ذلك حب اللدنأيا ،فلإن الدنأيا هلي التي تضليق عللى الملتزاحمين ،أملا
125
الخللرةا فل ضلليق فيهللا ،ومجللال المسللارعة والمسللابقة إلللى الخيلرات مفتلوحا لجميللع
العباد.
وال عنز وجنل يحدث فللي قلللب مللن يشلاء مللن عبلاده مللا شللاء ،ويطلعلله علللى أمللور
تخفللى علللى غي لره ،وقللد يمسللكها عنألله بالغفلللة عنأهللا ،ويواريهللا عنألله بللالغين الللذي
يغشللى قلبلله ،وهللو أرق الحجللب ..أو بللالغيما ،وهللو أغلللظ منألله ..أو بللالران ،وهللو
أشدها.
فالول :وهو الغين يقع للنأبياء والرسل ،كما قال النألبي صللى الل عليله وسللما :
سممتكدغإفسر الكمم ،إفممي ادلكيممدوإم ،إماكئممكة كمممزرنة« أخرجممه
»إزنمممسه لكسيكغمماسن كعلكمممى كقدلإبممي ،ك إوإابنممي ل د
مسلم).(62
والثاني :وهو الغيما ،يكون للمؤمنأين.
والثالثا :وهو الران ،يكون لمن غلبت عليه الشقوةا ،كما قال سبحانأه) :لكنل لبلل
لارلن لعللى مقملوبإإهلما لما لكانأموا ليلكإسمبولن )] ((14المطففين.[14 :
والحجب التي تحول بين القلب وبين ال عشرة:
الول :حجلاب التعطيللل والكفللر ،وهلو أغلظهلا ،فل يتهيللأ لصللاحب هلذا الحجلاب
أن يعرف ال ،ول يصل إ ليه البتة.
الثاني :حجاب الشرك ،وهو أن يعبد مع ال غيره.
الثالثا :حجاب البدعة القولية ،كحجاب أهل الهواء.
ال اربممع :حجللاب البدعللة العمليللة ،كحجللاب أهللل السلللوك المبتللدعين فللي طرقهللما
المخالفة للسلف الصالح.
الخامس :حجللاب أهللل الكبللائر الباطنأللة ،كحجللاب أهللل الكللبر والعجللب ،والريللاء
والحسد ،والفخر والخيلء ،ونأحوها.
126
السادس :حجاب أهل الكبائر الظللاهرةا ،وهللؤلء حجللابهما أرق وأخلف مللن حجللاب
أهل الكبائر الباطنأة مع كثرةا عبادتهما وزهدهما كالخوارج ،وكبائر هؤلء أقرب إلى
التوبة من كبائر أهل الكبائر الباطنأة.
السابع :حجاب أهل الصغائر.
الثامن :حجاب أهل الفضلت والتوسع في المباحات.
التاسع :حجاب أهل الغفلة عن استحضار ما خلقلوا للله ،ومللا أريلد منأهللما ،ومللا لل
عليهما من دواما ذكره وشكره وعبوديته.
العاشر :حجاب المجتهدين السالكين المستمرين في السير عن المقصود.
فهذه عشرةا حجب تحول بين القلب وبين ال سبحانأه وتعالى.
وهذه الحجب تنشأ من أربعة عناصر:
عنأصر النأفس ..وعنأصر الشيطان ..وعنأصر الهوى ..وعنأصر الدنأيا.
فل يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعنأاصرها في القلب البتة.
وهللذه الربعللة تفسللد القللول والعمللل والقصللد أن يصللل إلللى القلللب ،ومللا وصللل إلللى
القلب قطعت عليه الطريق أن يصل إلى الرب.
فإن حاربها العبد ،وخلص العمل إلى قلبله دار فيله ،وطللب النأفلوذ ملن هنألاك إللى
اللل ،فللإنأه ل يسللتقر دون الوصللول إليلله) :لوألنن إلللى لرلب ل ل
ك المملنأتلهلللى )] ((42النأجللما:
.[42
فللإذا وصللل إلللى ال ل ع لنز وج لنل أثللابه عليلله مزيلةدا مللن اليمللان واليقيللن ،وجمللل بلله
ظللاهره وبللاطنأه ،فهللداه بلله لحس للن الخلق والعم للال ،وصللرف عنألله بلله س لليئ
الخلق والعمال.
وأقاما ال سبحانأه من ذلك العمل جنأةدا يحارب به قطاع الطريق للوصول إليه.
فيحارب الدنأيا بالزهد فيها ،إواخراجها من قلبه.
127
ويحللارب الشلليطان بللترك السللتجابة لللداعي الهللوى ،فللإن الشلليطان مللع الهللدى ل
يفارقه.
ويحارب الهوى بتحكيما المر الشرعي المطلق ،والوقوف مع الهدى.
ويحارب النأفس بقوةا الخلص ،وتقديما مراد ال على مرادها.
إوان دار العمللل فللي القلللب ،ولللما يجللد منأف لةذا إلللى اللل ،وثبللت عليلله النأفللس فأخللذته
وصيرته جنأةدا لها ،فصالت به وعلت وطغت) :لولما أملبلرئم لنألفإسي إنن الننألفلس لللنمللالرةاب
إباللسوإء إنل لما لرإحلما لرلبي إنن لرلبي لغمفوبر لرإحيبما )] ((53يوسف.[53 :
63أدوية أمراض القلوب 20-
ظل لةب إمل للن لرلبمكل للما لوإشل للفابء لإلمللا إفللي
قللال الل ل تعللالى) :ليللا ألليهلللا الننأللامس قلل للد لجللالءتلمكلما لملوإع ل
صمدوإر لومهةدى لولرلحلمةب إللمملؤإمإنأيلن )] ((57يونأس.[57 : ال ل
وق للال الل ل تع للالى) :لومنألنأل للزمل إمل للن القمل ل للآرإن لم للا مهل للو إشل للفابء لولرلحلمل لةب لإلممل للؤإمإنأيلن لولل ليإزيل لمد
ظالإإميلن إنل لخلسا ةار )] ((82السراء.[82 : ال ن
تنقسم أدوية أمراض القلوب إلى قسمين:
أدوية طبيعية ..وأدوية شرعية.
ومرض القلب نوعان:
الول :ملرض ل يتلألما بله صلاحبه فلي الحلال كملرض الجهلل ،وملرض الشبهات
والشللهوات والشللكوك ،وهللذا النأللوع هللو أشللد النأللوعين ألةمللا ،ولكللن لفسللاد القلللب ل
يحس باللما ،ولن سكر الجهل والهوى يلحول بينأله وبيللن إدراك الللما ،وهللو متلوارر
عنأه لشتغاله بضده.
128
وهذا أخطر المرضين وأصعبهما ،وعلجه إلى الرسلل وأتبلاعهما ،فهلما أطبلاء هلذا
المرض ،ول شفاء منأه إل باتباع ما جاءوا به من الهدى.
والنوع الثاني :مللرض مللؤلما للله فللي الحللال كللالهما والغللما ،والحللزن والغيللظ ونأحوهللا،
وهذا المرض قد يلزول بأدويلة طبيعيلة كإ ازللة أسبابه ،أو بالملداواةا بملا يضلاد تللك
السباب ،وما يدفع موجبها مع قيامها.
فقلب النأسان يتألما بما يتألما به بدنأه ،ويشقى بما يشقى به البدن ،وأمراض القلب
التي تزول بالدوية الطبيعية من جنأس أمراض البدن ،وهللذه قللد ل تللوجب وحللدها
شقاءه وعذابه بعد الموت.
وأما أمراض القلب التي ل تزول إل بالدوية اليمانأية النأبويللة ،فهللي الللتي تللوجب
للله الشللقاء والعللذاب الللدائما ،إن لللما يتللداركها بالدويللة المضللادةا لهللا ،فللإذا اسللتعمل
تلك الدوية حصل له الشفاء.
فللالغيظ مثلة مللؤلما للقلللب ،ودواؤه فللي شللفاء غيظلله ،فللإن شللفاه بحللق اشللتفى ،إوان
شفاه بظلما وباطلل زاد مرضله ،واسلتحق العقوبلة عليله ،كملن شلفى ملرض العشلق
بالفجور بالمعشوق.
وكللذلك الهللما والغللما والحللزن مللن أمل لراض القلللب ،وشللفاؤها بأضللدادها مللن الفل لرحا
والسرور والنأس.
فإن كان بحق شفي القلب ،وصح وبرئ من مرضه ،إوان كلان بباطللل تلوارى ذلللك
ضا أصعب وأخطر.
واستتر ،وأعقب أم ار ة
وكذلك الجهل مرض مؤلما للقلب ،فمن النأاس من يداويه بعلوما ل تنأفع ،بللل تزيللده
ضا إلى مرضه ،إوانأما شفاؤه وصحته بالعلوما اليمانأية النأافعة.
مر ة
وكذلك الشاك المرتاب فلي الشلليء ،يتللألما قلبله حلتى يحصللل لله العللما واليقيلن بله،
ولما كان ذلك يوجب له حرارةا ،قيل لمن حصل له اليقين ثللج صلدره ،وحصلل له
129
برد اليقين.
فمن أمراض القلوب مللا يللزول بالدويللة الطبيعيلة ،ومنأهلا ملا ل يللزول إل بالدويللة
الشرعية اليمانأية.
والقلب له حياةا وموت ..ومرض وشفاء ..وذلك أعظما مما للبدن.
وجممماع أمممراض القلمموب هممي أمممراض الشممبهات ،وأمممراض الشممهوات ،والقممرآن
شفاء للنوعين ،وجميع السقام:
ففيلله مللن اليللات والللبراهين القطعيللة مللا يللبين الحللق مللن الباطللل ..فللتزول أملراض
الشبه المفسدةا للعلما والتصور والدراك ..بحيث يرى الشياء على ما هي عليه.
وفيه إثبات التوحيد ..إواثبات الصفات ..إواثبات المعاد ..إواثبات النأبلوات ..وفللي
ذلك كله شفاء من الجهل.
وهللو الشللفاء علللى الحقيقللة مللن أدواء الشللبه والشللكوك ،ولكللن ذلللك موقللوف علللى
فهمه ومعرفة المراد منأه.
فمللن رزقلله الل ل تعللالى ذلللك أبصللر الحللق والباطللل عياةنأللا بقلبلله ،كمللا يللرى الليللل
والنأهللار ،وعلللما أن مللا عللداه مللن كتللب النأللاس بيللن عل لوما ل ثقللة بهللا ،وبيللن ظنأللون
كاذبة ل تغنأي ملن الحلق شليةئا ،وبيلن أملور صلحيحة ل منأفعلة للقلب فيهلا ،وبيلن
علوما صحيحة قد وعروا الطريق إلى تحصيلها.
وأمللا شللفاؤه لمللرض الشللهوات ..فللذلك بمللا فيلله مللن الحكمللة والموعظللة الحسللنأة..
ب للالترغيب وال للترهيب ..والتزهي للد ف للي ال للدنأيا ..وال للترغيب ف للي الخ للرةا ..والمث للال
والقصص التي فيها أنأواع العبر والستبصار.
فيرغب القلب السليما إذا أبصر ذللك فيملا ينأفعله فلي معاشله ومعلاده ،ويرغلب عملا
ضللا للغللي ،ويعللود للفطللرةا الللتي فط لره ال ل
يض لره ،فيصللير القلللب محةبللا للرشللد مبغ ة
عليها ،كما يعود البدن المريض إلى صحته.
130
ويتغللذى القلللب مللن اليمللان والقل لرآن بمللا يزكيلله ويقللويه ،ويؤيللده ويفرحلله ،ويسل لره
وينأشطه كما يتغذى البدن بما ينأميه ويقويه.
وكل من القلب والبدن محتاج إلى أن يتربى ،فينأمو ويزيد حتى يكمل ويصلح.
فكما أن البدن محتاج إلى أن يزكو بالغذية المصللحة له ،والحميلة عملا يضلره،
فل ينأمللو إل بإعطللائه ملا ينأفعلله ،ومنألع مللا يضلره ،فكلذلك القللب ل يزكللو ول ينأملو
ول يتما صلحه إل بذلك ،ول سبيل له إلى الوصول إلى ذلك إل من القرآن.
ونأجاسل للة الفل لواحش والمعاصل للي فل للي القلل للب بمنأزلل للة الخلط الرديئل للة فل للي البل للدن،
وبمنأزلة الخبث في الذهب والفضة.
فكمللا أن البللدن إذا اسللتفرغ مللن الخلط الرديئللة ،تخلصللت القل لوةا الطبيعيللة منأهللا
فاستراحت ،فعملت عملها بل معوق ول ممانأع فنأما البدن.
فكذلك القلب إذا تخلص من الذنأوب بالتوبة ،فقد استفرغ مللن تخليطلله ،فتخلصللت
قوةا القلب إوارادته للخير ،فاستراحا من تلك الجواذب الفاسدةا ،والملواد الرديئة فزكلا
القلللب ونأمللا ،وقللوي واشللتد ،وجلللس علللى سل لرير ملكلله ،ونأفللذ حكملله فللي رعيتلله،
فسمعت له وأطاعت ،فصلحت المملكة.
فزكاةا القلب موقوفة على طهارته ،كما أن زكاةا البدن موقوفلة عللى استفراغه ملن
أخلطه الرديئة الفاسدةا كما قال سبحانأه) :ليلا ألليهللا النلإذيلن لآلمنأملوا لل تلتنبإمعلوا مخطمللواإت
ضلمل طاإن فللإننأهم ليللأمممر إبالفللحلشللاإء لوالمملنألكلإر لولللولل فل ل
طاإن لولمللن ليتنبإللع مخطمللواإت النشللي ل النشللي ل
ن إ ن ر إ إ نإ
اللله لعلليمكللما لولرلحلمتملهم لمللا لزلكللا ملنأمكللما مللن أللحلد أللب لةدا لولك لنن الللهل ميلزلكللي لمللن ليلشللامء لوالللهم
لسإميعب لعإليبما )] ((21النأور.[21 :
ب لملن لدنسلالها )] ((10الشللمس: وقال سبحانأه) :قللد أللفللح لملن لزنكالها ) (9لوقللد لخا ل
.[10 ،9
والنأسان إذا اعتاد سماع الباطل وقبوله ،أكسبه ذلك تحريةفا للحق عن مواضعه،
131
فللإنأه إذا قبللل الباطللل أحبلله ورضلليه ،فللإذا جللاء الحللق بخلفلله رده وكللذبه إن قللدر
على ذلك إوال حرفه.
فهذا إواخوانأه من الذين لما يرد ال أن يطهر قلوبهما ،فإنأها لو طهرت لما
أعرضت عن الحق ،وتعوضت بالباطل عن كلما ال ورسوله ) :يا ألليلها النرمسومل
ك النإذيلن ميلساإرمعولن إفي المكلفإر إملن النإذيلن لقالموا لآلمننأا بإأللفلواإهإهلما لوللما تملؤإملن لل ليلحمزلنأ ل
ك ميلحلرمفولن مقملومبهملما لوإملن النإذيلن لهامدوا لسنمامعولن لإللكإذإب لسنمامعولن لإقللورما لآلخإريلن للما ليلأمتو ل
ضإعإه ليمقوملولن إلن مأوإتيتملما لهلذا فلمخمذوهم ل إوإالن للما تملؤتللوهم لفالحلذمروا لولملناللكإلما إملن بعإد موا إ
ل ل لل ل
طهللر مقملولبهملما ن إ
ك الذيلن للما ميإرد اللهم أللن مي ل إ ن إ إ ن إ
ك لهم ملن الله لشليةئا مأولئ ل إ إ ن
ميإرإد اللهم فتللنأتلهم لفللن تللمل ل
ب لعإظيبما )] ((41المائدةا.[41 :
ي لولهملما إفي الللإخلرإةا لعلذا ب إ إ
لهملما في اللدلنأليا خلز ب
أما القلب الطلاهر ،فلكملال حيلاته ونألوره وتخلصله ملن الدران والخبلائث ل يشبع
من القرآن ،ول يتغذى إل بحقائقه ،ول يتداوى إل بأدويته.
وأمللا القلللب الللذي لللما يطه لره ال ل تعللالى ،فللإنأه يتغللذى مللن الغذيللة الللتي تنأاسللبه،
بحس للب م للا في لله م للن النأجاس للة ،ف للإن القل للب النأج للس كالب للدن العلي للل المري للض ،ل
تلئمه الغذية التي تلئما الصحيح.
وطهللارةا القللب موقوفللة علللى إرادةا الل تعللالى الللذي يعلللما مللا فللي القلللوب ،ويعلللما مللا
يصلح له منأها وما ل يصلح ،ومن للما يطهلر الل قلبله فل ب لد أن ينألاله الخلزي فلي
الدنأيا ،والعذاب في الخرةا ،بحسب نأجاسة القلب وخبثه.
فالجنأة دار الطيبين ل يدخلها خبيث ،ول مللن فيلله شلليء مللن الخبلث ،فمللن تطهلر
في الدنأيا باليمان والعمال الصالحة ،ولقي ال طاه ةار من نأجاساته دخلها بغيللر
معوق؛ لنأه جاء ربه بقلب سليما ،وعمل سليما.
ومللن لللما يتطهللر فللي الللدنأيا ،فللإن كللانأت نأجاسللته عينأيللة كالكللافر لللما يللدخلها بحللال،
إوان ك للانأت نأجاس للته كس للبية عارض للة دخله للا بع للد م للا يتطه للر ف للي النأ للار م للن تل للك
132
النأجاسة ،ثما يخرج منأها إلى الجنأة بعد طهارته.
وكل للذلك المؤمنأل للون إذا جل للاوزوا الصل لراط حبس ل لوا علل للى قنأطل للرةا بيل للن الجنأل للة والنأل للار
فيهذبون وينأقون ،ثما يؤذن لهما في دخول الجنأة.
والل ل جللل جلللله بحكمتلله جعللل الللدخول عليلله موقوفةللا علللى الطهللارةا ،فل يللدخل
المصلى عليه حتى يتطهر ،وكذلك جعل الدخول إلى جنأتلله موقوفةللا علللى الطيللب
والطهارةا ،فل يدخلها إل كل طيب طاهر.
والذنأوب والخطايا توجب للقلب حرارةا ونأجاسةة وضعةفا ،فيرتخي القلب ،وتضطرما
فيه نأار الشهوةا وتنأجسه.
فالخطايا والذنأوب للقلب بمنأزلة الحطب الذي يمد النأار ويوقدها.
ولذلك كلما كثرت الخطايا اشتدت نأار القلب ،واشتد ضعفه.
والماء يغسل الخبث ،ويطفئ النأار.
فإن كان بارةدا أورث الجسما صلبة وقلوةا ،إوان كللان معلله ثلللج وبللرد كللان أقللوى فللي
التبريد وصلبة الجسما وشدته ،فكان أذهب لثر الخطايا والذنأوب.
فللالقلب والبللدن بأشللد الحاجللة إلللى مللا يطهرهمللا ويبردهمللا ويقويهمللا ،ولللذلك كللان
النأللبي صلللى ال ل عليلله وسلللما يقللول فللي دعللاء السللتفتاحا فللي الصلللةا » :اللنهملنما
ق لواللملغلإرإب ،اللنهملنما لنأقلنأإللى إمللن ت لبليللن اللملشلإر إ ى لكلمللا لبالع للد ل
طاليللا للباإعللد لبلينأإللى لولبلي للن لخ ل
ى إباللمللاإءطاليللا ل س ،اللنهمل لنما الغإسل للل لخ ل ض إمل للن الل لندلنأ إ طاليللا لكلمللا ميلنأقنللى الثلن للو م
ب الللبليل ل م اللخ ل
لوالثنلإج لواللبلرإد « .متفق عليه).(64
وقلوب البشر لها آفات وعلل ،وأمرض وأسقاما.
والحسللد مللن الملراض العظيمللة الللتي تصلليب القلللوب ،ول تللداوي أملراض القلللوب
إل بالعلما والعمل.
()64متفق عليه ،أخرجه البخاري برقما ) ،(744واللفظ له ،ومسلما برقما ).(598
133
فللالعلما النأللافع لمللرض الحسللد ،هللو أن يعللرف النأسللان أن الحسللد ضللرر عليلله فللي
الدنأيا والدين.
أما في الدين فهو أنأك سخطت قضاء ال تعالى ،وكرهت نأعمته التي قسلمها بيلن
عبللاده ،وعللدله الللذي أقللامه فللي ملكلله بحكمتلله ،فاسللتنأكرت وكرهللت واستبشللعت مللا
قضاه ال وقلدره واختاره لعبده.
وهذه جنأاية كبرى على التوحيد واليمان والدين.
وأما كونأه ضرةار عليك في الدنأيا ،فهو أنأك تتألما في الدنأيا ،أو تتعللذب بله ،فالللذين
تحسدهما ل يخليهلما الل ملن نأعللما يفيضلها عليهللما ،فل تلزال تتللألما بكلل نأعملة ت ارهلا،
وتتعذب بكل بلية تصرف عنأهما ،فتبقى مغموةما محروةملا ،قلد نألزل بللك مللا تشلتهيه
لعدائك.
فهللذه هللي الدويللة العلميللة ،فللإذا فكللر النأسللان فيهللا بللذهن صللا ر
ف ،انأطفللأت نأللار
الحسللد مللن قلبلله ،وعلللما أنألله مهلللك لنأفسلله ،ومفلرحا عللدوه ،ومسللخط ربلله ،ومنأغللص
عيشه.
وأمللا العمللل النأللافع فيلله ،فهللو أن يحكللما الحسللد ،ويكلللف نأفسلله نأقيضلله ،فللإن حمللله
الحسد على القدحا في محسوده ،كلف لسانأه المدحا له ،والثنأاء عليه.
إوان حمله الحسد على التكبر عليه ،ألزما نأفسه التواضع له ،والعتذار إليه.
إوان بعثه على كف النأعاما عليه ،ألزما نأفسه الزيلادةا فلي النأعلاما عليله ،فلإذا علرف
المحسود ذلك طلب قلبه وأحبه ،وجاءت الموافقة التي تقطع مادةا الحسد.
فهللذه أهللما أدويللة الحسللد ،وهللي نأافعللة جلةدا ،إل أنأهللا مللرةا علللى القلللوب جلةدا ،ولكللن
النأفع في الدواء المر ،فمن لما يصبر على مرارةا الدواء ،لما ينأل حلوةا الشفاء.
ومن أمراض القلوب حب الدنأيا فكةرا ..وطلةبا ..وتمتةعللا ،والعلراض عللن الخللرةا،
ومللن اتخللذ الللدنأيا رةبللا اتخللذته عبلةدا ،والعاقللل مللن يرضللى منأهللا بالقليللل مللع سلللمة
134
الدين ،كما رضي أهل الدنأيا بقليل الدين مع سلمة الدنأيا.
ومن أحب شيةئا أكثر من ذكلره ،وبقلدر ملا يحلزن النأسلان للدنأيا يخلرج هلما الخلرةا
من قلبه.
وبقدر ما يحزن العبد للخرةا يخرج هما الدنأيا من قلبه.
ضلنرتان ..فبقللدر مللا ترضللى إحللداهما تسللخط الخللرى ،وبقللدر مللا
فالللدنأيا والخللرةا م
تعمر إحداهما تهدما الخرى ..وبقدر ما تقدما إحداهما تؤخر الخرى.
وطلالب الدنأيا مثلل شلارب ملاء البحلر ،كلملا ازداد شلرةبا ازداد عطةشلا ،حتى يقتلله
الشرب.
والدنأيا سريعة الفنأاء ،تعلد بالبقلاء ثما تخللف فلي الوفلاء ،تنأظلر إليهلا فت ارهلا سلاكنأة
مسللتقرةا ،وهللي سللائرةا سللي ةار عنأيفةللا ،وهللي كالظللل فللإنأه متحللرك سللاكن ،متحللرك فللي
الحقيقة ساكن في الظاهر.
والدنأيا كالرض إن مشيت عليها حملتك ،إوان حملتها على رأسك قتلتك.
وهللي دار ضلليافة سللبلت عللى المجتللازين ل علللى المقيميللن ..ودار عاريللة ل دار
ملك ..ودار فنأاء ل دار بقاء ..ودار زوال والخرةا هي دار القرار.
والعاقل من صرف همه عنأها حتى ل يتألما عنأد فراقها ،ويأخذ منأها بقللدر الحاجلة
ما يستعين به على عبادةا ربه.
وأما الشهوات فيقمع منأها ما خرج عللن طاعللة الشلرع والعقللل ،ول يتبلع كللل شللهوةا،
ول يترك كل شهوةا ،بل يتبع العدل ،وخير المور أوسطها.
ول يللترك كللل شلليء فللي الللدنأيا ،ول يطلللب كللل شلليء مللن الللدنأيا ،بللل يعلللما مقصللود
كل ما خلق من الدنأيا ،ويأخذ منأه قدر حاجته.
فيأخذ من القوت ما يقوى به البدن على العبادةا ..ويأخذ من المسكن ما يكن مللن
الحللر والللبرد ..ويحفللظ الهللل والمللال مللن اللصللوص ..ويسللتقل مللن المركللب مللا
135
يحملل لله لحاجل للاته مل للن غيل للر إسل لراف ول مخيلل للة ..ويلبل للس مل للن الكسل لوةا مل للا يسل للتر
عورته ..ويتجمل به في صلته ،ويتزين به في العيد ولقاء الضيوف.
حتى إذا فرغ القلب من شغل البدن أقبل على الل بكليتله ،واشللتغل بالللذكر والفكللر
والطاعات في جل وقته ،وكل ميسر لما خلق له ،وال شكور حليما.
ومن أمراض القلب :الحرص والطمع.
فالمللال وسلليلة إلللى مقصللود صللحيح ،ويصلللح أن يكللون آلللة ووسلليلة إلللى مقاصللد
فاسدةا ،فهو بحسب استخدامه يكون محموةدا أو مذموةما.
ولما كانأت الطباع مائلة إلى اتباع الشهوات القاطعة عن سبيل اللل ،وكللان المللال
مسهلة وآلة إليها ،عظما الخطر فيما يزيد على قدر الكفاية من المال.
فعلللى العبللد القنأاعللة ،فللإن تشللوف إلللى الكللثير أو طللول أمللله فللاته عللز القنأاعللة،
وتدنأس ل محالة بالطمع وذل الحرص.
وجل ل لره الح ل للرص والطم ل للع إل ل للى مس ل للاوئ الخلق ،وارتك ل للاب المنأكل ل لرات الخارق ل للة
للمروءات ،والوقوف بأبواب اللئاما.
وقد جبل الدمي على الحرص والطمع ،ول يمل جوف ابن آدما إل التراب.
ودواء الحرص والطمع:
القتصاد في المعيشة ..والرفق في النأفاق ..والرضا بما قسما ال له.
فإذا تيسر للعبد في الحال ما يكفيه ،فل يضلطرب لجلل المسلتقبل ،ويعينأله عللى
ذلللك قصللر المللل ،واليقيللن بللأن الللرزق الللذي قللدر للله ل بلند أن يللأتيه إوان لللما يشللتد
حرصه ،وأن يعرف ما في القنأاعة من عللز السللتغنأاء ،ومللا فللي الحللرص والطمللع
من الذل.
وبللذلك تنأبعللث رغبتلله فللي القنأاعللة ،لنألله فللي الحللرص ل يخلللو مللن تعللب ،وفللي
الطمع ل يخلو من ذل ،وكلهما مذموما.
136
وينأظر في أحواله المتنأعمين من اليهود والنأصارى وأراذل النأاس.
ثما ينأظر في أحوال النأبياء والوليللاء ،ويخيللر نأفسله بيللن أن يكللون مشللابةها لراذل
النأللاس ،أو مقتللدةيا بللأعز الخلللق عنأللد اللل ،ويفهللما مللا فللي جمللع المللال مللن الخطللر،
ومللا فيلله مللن خللوف السللرقة والنأهللب ،والضللياع والفسللاد ،ومللا فللي خلللو اليللد مللن
الراحة والمن والفراغ.
وبهللذه المللور يقللدر علللى التخلللص مللن الحللرص والطمللع ،وعلللى اكتسللاب خلللق
القنأاعة.
والمللال إن كللان مفقللوةدا فينأبغللي أن يكللون حللال العبللد القنأاعللة وقلللة الحللرص ،إوان
ك للان موج للوةدا فينأبغ للي أن يك للون ح للاله اليث للار والس للخاء ،واص للطنأاع المع للروف،
والتباعد عن الشح والبخل ،فإن الجود والسخاء من أخلق النأبياء والفضلء.
ومن أمراض القلب :البخل والشح.
وسببهما حب المال ،ولحب المال سببان:
أحمدهما :حللب الشللهوات الللتي ل وصللول إليهللا إل بالمللال مللع طللول المللل ،إوان
كان قصير المل ولكن له أولد ،أقاما الولد مقاما طول المل.
الثاني :أن يحب عين المال ،فمن النأاس من يملك ما يكفيه بقية عمره وهو شيخ
بل ولد ،ومعه أموال كثيرةا ،ول تسمح نأفسه بإخراج الزكاةا ،ول بملداواةا نأفسله منأهلا
عنأللد المللرض ،بللل صللار محةبللا لهللا ،عاش لةقا لهللا ،يلتللذ بوجودهللا فللي يللده ،ويكنأزهللا
تحت الرض أو في مكان أمين ،وهو يعلما أنأه يموت فتضيع أو يأخذها غيره.
ومع هذا فل تسمح نأفسه بأن يأكل أو يتصدق أو يعالج نأفسه منأها.
وهذا مرض للقلب عظيما ..عسير العلج ..ل سيما في كبر السن.
فعلج ك للل عل للة ف للي القل للب بمض للادةا س للببها ..فتعال للج ح للب الش للهوات بالقنأاع للة
باليسللير وبالصللبر ..ويعالللج طللول المللل بكللثرةا ذكللر المللوت ..ويعالللج التفللات
137
القلب إلى الولد بأن خالقه خلق معه رزقه.
ومل للن الدويل للة النأافعل للة :كل للثرةا التأمل للل فل للي أحل لوال البخلء ،ونأفل للرةا الطبل للع عنأهل للما،
واستقباحه لهما ،والتفكر في مقاصد المال ،وأنأه لماذا خلق؟.
وما هو ثواب إنأفاقه في سبيل ال ومرضاته؟.
ف للإذا ع للرف النأس للان ه للذا ،وع للرف أن الب للذل خي للر ل لله م للن المس للاك ف للي ال للدنأيا
ل.
والخرةا ،هاجت رغبته في البذل إن كان عاق ة
فإن هاجت شهوةا المساك ،قمعها برؤية ثمرةا النأفاق وثوابه ،وحسن عاقبته.
ومن أمراض القلب :الرياء والسمعة.
والرياء :مشتق من الرؤية ،والسمعة :مشتقة من السماع.
والرياء :أصله طلب المنأزلة فلي قللوب النأللاس بلإيرائهما خصلال الخيلر ،والملراءى
به كثير ،وهو كل ما يتزين به العبد للنأاس.
والرياء يحصل بستة أشياء هي:
البدن ..واللباس ..والقول ..والعمل ..والتباع ..والشياء.
وكذلك أهل الدنأيا يراؤون بهذه السباب.
فالريل للاء فل للي الل للدين بالبل للدن يكل للون بإظهل للار النأحل للول والصل للفار ليل للوهما بل للذلك شل للدةا
الجتهاد ،وعظما الحزن على أمر الدين.
والريللاء بالهيئللة والللزي بشللعث الل لرأس ،إواطل لراق ال لرأس فللي المشللي ،ولبللس غليللظ
الثياب ،وترك تنأظيف الثياب ،وترك الثوب مخرةقا ،كل ذلك ي ارئللي بلله ليظهللر أنألله
متبع للسنأة.
وأمللا الريللاء بللالقول فيكللون بللالوعظ والتللذكير ،والنأطللق بالحكمللة ،وحفللظ الخبللار
والثار لجل البروز في المحاورةا ،إواظها ةار لغريزةا العلما ،وتحريك الشفتين بالذكر
في محضر النأاس ،ونأحو ذلك.
138
وأما المراءاةا بالعمل فكمراءاةا المصلي مللن حلوله بطلول القيلاما والركلوع والسلجود،
إواطراق الرأس ،وكذلك بالصوما والصدقة ،إواطعاما الطعاما ونأحو ذلك.
وأمللا الم لراءاةا بالصللحاب والللزوار كالللذي يتكلللف أن يسللتزير عالةمللا مللن العلمللاء
ليقللال إن العللالما فلةنأللا قللد زار فلةنأللا ،أو عابل لةدا مللن العبللاد ،ليقللال إن أهللل الللدين
يتبركون بزيارته ،ونأحو ذلك.
فالريللاء محبللط للعمللال ،وسللبب للمقللت عنأللد الل تعللالى ،وهللو مللن كبللائر الللذنأوب
والمهلكات.
ومللا هللذا وصللفه فجللدير بالعاقللل التشللمير عللن سللاق الجللد فللي إزالتلله ،وذلللك بقلللع
عروقه واستئصال أصوله.
وأصللله :حللب المنأزلللة والجللاه عنأللد النأللاس ،والفلرار مللن ألللما الللذما ،والطمللع فيمللا فللي
أيدي النأاس.
فيعلللما أن طلللب المنأزلللة والجللاه عنأللد ال ل بالطاعللة ،أعظللما وأولللى مللن طلبهللا عنأللد
النأاس بالرياء والنأفاق.
ويعل للما أن الل ل تع للالى ه للو المس للخر للقل للوب ب للالمنأع والعط للاء ،وأن الخل للق كله للما
مضطرون إليه سبحانأه ،فل رازق إل ال ،ومن طمع في الخلق لما يخمل من الذل
والخيبة ،إوان وصل إللى الملراد للما يخلمل علن المنألة والمهانألة ،فكيف يترك ملا عنألد
ال لذلك.
وأما ذمهما فلما يحذر منأه؟ ..ول يزيده ذمهما شيةئا ما لما يكتبله الل عليله ،ول يعجلل
أجله ،ول يؤخر رزقه ،ول يجعله من أهل النأار إن كان من أهل الجنأة.
وما يعرض من الريلاء أثنألاء العبلادةا ل بلند أنأله يشلمر للدفعه وقهلره ،بذكر وم ارعلاةا
باطن العبادةا وظاهرها.
ففي إسرار العمال فائدةا الخلص والنأجاةا من الرياء.
139
وفي الظهار فائدةا القتداء ،وترغيب النأاس في الخير ،ولكن فيه آفة الرياء.
والسللر أحللرز العمليللن ،ولكللن فللي الظهللار فائللدةا القتللداء ،وفللي كللل خيللر ،وذلللك
يختللف بلاختلف الحلوال والعمللال والشللخاص) :النلإذيلن ميلنأإفقلملولن أللمللوالهملما إباللنليلإل
ف لعلليإه للما لولل مه للما ليلحلزنأمللولن ) لوالننأهلللاإر إس ل لار لولعللنأإلي لةة لفلهمللما أللجمرمه للما إعلنأ للد لرلبإه للما لولل لخ للو ب
] ((274البقرةا.[274 :
ص للدلقاإت فلنأإإعنمللا إه للي ل إوإالن تملخمفولهللا لوتملؤمتولهللا الفمقل ل لارلء وقللال ال ل سللبحانأه) :إلن تملب لمدوا ال ن
فلهملو لخليبر لمكلما لوميلكفلمر لعلنأمكلما إمللن لسلليلئاتإمكلما لواللنلهم بإلملا تللعلململولن لخبإيلبر )] ((271البقلرةا:
.[271
ومن أعظما أمراض القلوب :الكبر والعجب.
والكبر ينأقسما إلى ظاهر وباطن.
فالبللاطن هللو خلللق فللي النأفللس ،والظللاهر هللو أعمللال تصللدر عللن الج لوارحا ،وهللي
ثمرات ذلك الخلق.
وعلمة المتكبر:
إن حللاج أح لةدا أنأللف أن يللرد عليلله ..إوان وعظلله أح لبد اسللتنأكف مللن القبللول ..إوان
وعللظ علنأللف فللي النأصللح ..إوان مرد عليلله شلليء مللن قللوله غضللب ..إوان علللما لللما
يرف للق ب للالمتعلمين ..واس للتذلهما وامتل للن عليه للما ..إوان رأى لم للن دونأ لله تكريمل لاة حق للد
عليه.
ويحللب قيللاما النأللاس للله أو بيللن يللديه ..ول يمشللي إل ومعلله غيل لره يمشللي خلفلله..
ويحب أن يثنأى عليه في المجالس ..وأن يصدر في المجالس.
فهذا داء الكلبر ،وفيله يهللك الخلواص ملن الخلق ،وقلملا ينأفلك عنأله الزهلاد والعلبلاد
والعلماء والولةا فضلة عن عواما الخلق.
ول يتك للبر إل م للن اس للتعظما نأفس لله ،ول يس للتعظمها إل وه للو يعتق للد له للا ص للفة م للن
140
صفات الكمال.
وجماع ذلك يرجع إلى أمرين:
كمال دينأي ..وكمال دنأيوي.
فال للدينأي ه للو العل للما والعم للل ..وال للدنأيوي ه للو النأس للب ،والم للال ،والجم للال ،والقل لوةا،
والذكاء ،وكثرةا النأصار ونأحو ذلك.
فللالكبر اسلتعظاما النأفللس ،ورؤيللة قلدرها فللوق قلدر الغيللر ،وهللذا الشللعور البللاطن لله
موجب واحد ،وهو العجب الذي يتعلق بالمتكبر ،فإنأه إذا أعجب بنأفسه أو بعلملله
أو بعمله ،أو بشيء من أسبابه ،استعظما نأفسه وتكبر.
ف للالعجب ي للورث ك للبر الب للاطن ،وك للبر الب للاطن يثم للر التك للبر الظ للاهر ف للي القل لوال
ب لمكللما إنن النلإذيلن ليلسلتللكبإمرولن لعللن والعمللال والحلوال) :لوقلللالل لرلبمكلمما الدمعللوإنأي أللسلتلإج ل
إعلبالدإتي لسليلدمخملولن لجهلننألما لداإخإريلن )] ((60غافر.[60 :
و لعللن لعلملإرو لبلإن مشللعليرب لعللن ألإبي إه لعللن لج لدإه لعلإن الننأبإللى -صللى الل عليله وسللما-
صللوإر اللرلجلاإل ليلغلشللامهمما الللذلل ن إ إ إ
لقالل » ميلحلشمر الممتللكلبمرولن ليلولما القليالملة أللمثللالل اللذلر فللى م
إم للن مك للل لملكللارن فلميلسللامقولن إلللى إس للجرن إفللى لجهلننأ للما ميلس لنمى بمللوللس تللعلمللومهلما لنأللامر الللنأليللاإر
صالرإةا أللهإل الننأاإر إطيلنأإة اللخلباإل « .أخرجه أحمد والترمذي ).(65 إ
ميلسقللولن ملن مع ل
ولما كان الكبر من المهلكات ،ول يخلو أحد من الخلق عن شيء منه ،إوازالتممه
واجبة ،وهو ل يزول بمجرد التمني ،بل بالمعالجة ،واسممتعمال الدويممة القامعممة
له ،وذلك يتم بأمرين:
أحممدهما :استئص للال أص للله ،وقل للع ش للجرته م للن مغرس للها ف للي القلللب ،وذل للك بللأن
يعرف نأفسه ،ويعرف ربه تعالى ،ويكفيه ذلك في إزالة الكبر.
فللإنأه مهمللا عللرف نأفسلله حللق المعرفللة ،علللما أنألله أذل مللن كللل ذليللل ،وأقللل مللن كللل
()65الترمذي برقما ) ( 2680وأخرجه أحمد برقما ) (6677حسن.
وأخرجه الترمذي برقما ) ،(2492وهذا لفظه ،صحيح سنأن الترمذي رقما ).(2025
141
قليل ،وأنأه ل يليق به إل التواضع والذلة والمهانأة.
إواذا عرف ربه علما أنأه ل تليق العظمة والكبرياء إل بال وحده ل شريك له.
ثما يتواضع ل بالفعل ،ولسائر الخلق بالمواظبة على أخلق المتواضعين.
وأما علج التكبر بالسباب المذكورةا السابقة:
فيعلما نأسبه الحقيقي ،ويذكر أباه وجلده ،فلإن أبلاه القريب نأطفلة قذرةا ،وجلده البعيلد
تراب ذليل.
ومل للن تكل للبر بجمل للاله فل للدواؤه أن ينأظل للر إلل للى بل للاطنأه نأظل للر العقلء ،ول ينأظل للر إلل للى
الظاهر نأظر البهائما ،ومهما نأظر في باطنأه رأى من القبائح ما يكدر عليه تعللززه
بالجمال.
فالقذار في جميع أجزائه:
البلول فلي مثللانأته ..والرجيلع فلي أمعللائه ..والمخلاط فلي أنأفله ..والللبزاق فلي فيله..
والدما فلي عروقله ..والصلديد تحلت بشلرته ..والصلنأان تحلت إبطله ..والوسللخ فلي
أذنأيه ..ورائحة العرق تنأبعث من جلده.
فهل لحد أن يتكبر بعد هذا؟.
وأمل للا التكل للبر بل للالقوةا واليل للدي ،فيمنأعل لله منأل لله علمل لله بمل للا سل لللط عليل لله مل للن العلل للل
والم لراض ،وأنألله لللو اعتللل عللرق واحللد مللن بللدنأه ،لصللار أعجللز مللن كللل عللاجز،
وأذل من كل ذليل.
ثللما إنألله ل يطيللق شللوكة ،ول يقللاوما بقللة ،ول يللدفع عللن نأفسلله ذبابللة ،فل ينأبغللي أن
يفتخر بقوته وهذه حاله.
ثما إن قوي النأسان فل يكون أقوى من حمار أو بقرةا أو جمل.
وأي افتخار في صفة يسبقك فيها البهائما؟ ..ويأكل بها القوي الضعيف؟.
أما الغنأى وكثرةا المال ،وفي معنأاه كثرةا التباع والنأصلار ،فكلل ذللك تكلبر خارج
142
عن ذات النأسان.
وهذا أقبح أنأواع الكبر.
فلإن المتكلبر بملاله كلأنأه متكلبر بفرسله وداره ،وللو ملات فرسله وانأهلدمت داره لعلاد
ل.
ذلي ة
والمتك للبر بمعرف للة الس لللطان وتمكينأ لله ل لله عل للى وج للل ،فل للو تغي للر علي لله ك للان أذل
الخلق.
أما الكلبر بلالعلما ،فهللو أعظللما الفلات ،وأغللب الدواء ،وأبعلدها علن قبلول العلج
إل بجهد جهيد ،وتعب شديد ،لن قدر العلما عظيللما عنأللد اللل ،عظيللما عنأللد النأللاس،
وللعلما طغيان في النأفوس كطغيان المال.
ولللن يقللدر العللالما علللى دفللع الكللبر إل أن يعلللما أن حجللة الل علللى أهللل العلللما آكللد،
وأنأه يحتمل من الجاهل ما ل يحتملل عشلره ملن العلالما ،إذ ملن عصلى الل تعلالى
عن معرفة وعلما فجنأايته أفحش وذنأبه أعظما من الجاهل.
وأن يعلرف كلذلك أن الكلبر ل يليلق إل بلال المللك العزيلز الجبلار المتكلبر وحلده،
وأنألله إذا تكللبر صللار ممقوتةللا عنأللد اللل ،لن اللئللق بللالمخلوق الضللعيف العللاجز
التذلل والخضوع ل الكبر.
وأمللا التكلبر بلالورع والعبللادةا فلذلك فتنألة عظيملة عللى العبلاد ،وسلبيله أن يللزما قلبله
التواضلع لسلائر الخلق ،ويعللما أن ملن تقلدما عليله بلالعلما ل ينأبغلي أن يتكلبر عليله
كيفما كان ،لما عرفه من فضيلة العلما.
والعجب ملن أملراض القللوب ،وهلو يدعو إللى الكلبر ،ويلدعو إللى نأسليان اللذنأوب
إواهمالها ،لظنأه أنأه مستغرن عن تفقدها ،وما يتللذكره منأهللا يستصللغره ول يسللتعظمه
فل يتداركه ،بل يظن أنأه يغفر له.
وأمللا العبللادات والعمللال فللإنأه يسللتعظمها ويسللتعلي بهللا ،ويمللن علللى الل بفعلهللا،
143
وينأسى نأعمة ال عليه بالتوفيق لها ،والتمكين منأها ،ثللما إذا أعجللب بهللا عمللي عللن
آفاتها ،والعمال ما لما تكن خالصة ل ،نأقية من الشوائب ،قلما تنأفع.
والمعجب يغتر بنأفسه وبرأيه ،ويأمن مكر ال وعذابه ،ويظن أنأه عنأد ال بمكلان،
وأن له عنأد ال ملنأة وحةقا بأعماله التي هي نأعمة من نأعمه.
ويخرجلله العجللب إلللى أن يثنأللي علللى نأفسلله ويحمللدها ويزكيهللا ،إوان أعجللب بعلملله
و أريلله وعقللله منأعلله ذلللك مللن السللتفادةا ،ومللن الستشللارةا والس لؤال ،فيسللتبد بنأفسلله
و أريلله ،ويسللتنأكف عللن س لؤال مللن هللو أعلللما منألله ،ويسللتجهل غي لره ،ويصللر علللى
خطئه.
فإن كان في أمر دنأيوي أخفق فيه ،إوان كان في دين هلك به.
وم للن أعظ للما آف للات العج للب أنأ لله يف للتر ع للن الس للعي ،لظنأ لله أنأ لله ق للد ف للاز ،وأنأ لله ق للد
استغنأى ،وهو الهلك الصريح الذي ل شبهة فيه.
وعلج العجب:
أن مل للن أعجل للب ببل للدنأه فل للي جمل للاله وهيئتل لله ..وقل للوته وصل للحته ..وحسل للن صل للوته
وصورته ..أن يعلما أن ذلك كله نأعمة من ال تعالى عليه ..وواجب النأعللما الشللكر
للمنأعللما ..وأن يعلللما أن النأعللما عرضللة للللزوال كللالنأفس ..وعلجلله بمللا ذكرنأللاه فللي
الكل للبر ..وأن يعلل للما أن الوجل للوه الحسل للان ..والبل للدان النأاعمل للة سل للوف تتمل للزق فل للي
التراب ..وسوف تنأتن في القبور حتى تستقذرها الطباع.
وعلج العجب بالعقل والفطنأة والذكاء.
أن يعلللما أن ذلللك نأعمللة مللن الل ل فليشللكر الل ل عليهللا ..ويتفكللر أنألله بللأدنأى مللرض
يصيب دماغه يوسوس ويجن ،ويضحك منأه الخلق.
وعلج العجب بالنأسب الشريف.
أن يعلللما أنألله مهمللا خللالف آبللاءه فللي أفعللالهما وأخلقهللما ،وظللن أنألله يلحللق بهللما فقللد
144
جهل ،فليتشرف بما شرفوا به من اليمان والخلق والتقوى.
ومن أعجب بكثرةا العدد من الولد والخدما والغلمان والنأصار.
فعلجلله :أن يتفكللر فللي ضللعفه وضللعفهما ،وأنأهللما كلهللما عبيللد عجللزةا ،ل يملكللون
لنأفسهما نأفةعا ول ضةرا.
ثما كيف يعجب بهؤلء وهما سيفترقون عنأه إذا مات ،ويهربون منأه يوما القيامة؟.
ومن أعجب بالمال وافتخر به فعلجه :أن يتفكر في آفات المال ،وكثرةا حقللوقه،
وعظما غوائله ،وينأظر إلى فضيلة الفقلراء ،وسلبقهما إللى الجنألة يلوما القياملة ،ويعللما
أن المال غاد ورائح ل أصل له ،وأن في اليهود والكفار والفسللاق واللئللاما مللن يزيللد
عليلله فللي المللال ،وغايللة المللال بل إيمللان أن يكللون كقللارون الللذي خسللف ال ل بلله
وبداره الرض.
ومن أعجب ب أريله الخطأ فعلجه :أن يعللما أن جميلع أهلل البلدع والضللل ،إنأملا
أصروا عليها ،لعجبهما بآَرائهما ،وتعصبهما لها.
وعلج هل للذا العجل للب أشل للد مل للن علج غيل لره ،لن صل للاحب الل لرأي الخطل للأ جاهل للل
بخطئه ،ولو عرفه لتركه ،ول يعالج الداء الذي ل يعللرف ،والجهللل داء ل يعللرف،
فعسرت مداواته جةدا.
فعلجه أبةدا أن يكون متهةما لرأيه ل يغتر به ،إل أن يشهد له قاطع من كتللاب أو
سنأة أو دليل عقلي صحيح.
ومن أمراض القلب :الغرور.
والغرور :هو سكون النأفللس إلللى ملا يوافلق الهلوى ،ويميللل إليلله الطبلع ،عللن شلبهة
وخدعة من الشيطان.
فمللن اعتقللد أنألله علللى خيللر إمللا فللي العاجللل أو فللي الجللل عللن شللبهة فاسللدةا فهللو
مغرور ،وأكثر النأللاس مغلرورون ،إوان اختلفللت أصلنأاف غرورهلما ،وأشلدهما غللروةار
145
الكفار ..والعصاةا ..والفساق.
فالكفار منأهما من غرته الحياةا الدنأيا ،ومنأهما من غنره بال اللغرور كما قال
ق فللل تلمغنرننأمكمما اللحلياةام اللدلنأليا لولل ليمغنرننأمكلما إباللنإه
سبحانأه) :ليا ألليلها الننأامس إنن ولعلد اللنإه لح د
ل
اللغمرومر )] ((5فاطر.[5 :
فالللذين غرتهللما الحيللاةا الللدنأيا قللالوا :النأقللد خيللر مللن النأسلليئة ،والللدنأيا نأقللد ،والخللرةا
نأسيئة ،فهي إذاة خير ،فل بند من إيثارها.
وقالوا :اليقين خير من الشللك ،ولللذات الللدنأيا يقيللن ،ولللذات الخللرةا شللك ،فل نألترك
اليقين بالشلك ..فانأظر كيلف صلاغ لهلما الشيطان هذه المقلدمات التي جرهلما بهلا
إلى النأار؟
وعلج هذا الغرور والجهل باليمان والتصديق بما جاء عن ال ورسوله.
وأمللا غللرور الكفللار بلال فقللولهما :إنألله لللو كللان لل معللاد فنأحللن أحللق بلله مللن غيرنأللا،
ل) :لوقلللالموا لنألح لمن أللكثللمر أللم للواةل لوأللوللةدا لولمللا لنألح لمن
ظللا فيلله وأسللعد حللا ة
ونأحللن أوفللر ح ة
بإمملعنذإبيلن )] ((35سبأ.[35 :
وأمللا غللرور العصللاةا مللن المللؤمنأين فهللو قللولهما :إن ال ل كريللما ،إوانأللا نأرجللو عفللوه،
واتكالهما على ذلك ،إواهمالهما العمال ،وظنأهما أن الرجاء مقاما محمود في الدين،
وأن رحم للة الل ل واس للعة وكرم لله عمي للما ،وربم للا ك للان رج للاؤهما مس للتنأةدا إل للى ص لللحا
الباء ،وعلو مرتبتهما.
والمغرورون من البشر أصناف ،والصناف فرق ودرجات:
فأولهم :أهل العلما ،والمغترون منأهما فرق:
ففرقة أحكموا العلوما الشرعية والعقلية واشتغلوا بها ،وأهملوا تفقد الجوارحا وحفظهللا
من المعاصي ،إوالزامها الطاعات ،واغتروا بعلمهلما ،وظنألوا أنأهلما عنألد الل بمكلان،
ولو كانأوا مقصرين في العمل.
146
وفرقة أحكموا العلما والعمل ،فواظبلوا عللى الطاعلات الظلاهرةا ،وتركلوا المعاصلي،
إل أنأهللما لللما يتفقللدوا قلللوبهما ،ليمح لوا عنأهللا الصللفات المذمومللة عنأللد ال ل مللن الكللبر
والحسد والرياء ،وطلب الرياسة والشهرةا في البلد والعباد ،فهللؤلء زينألوا ظلواهرهما
وأهملوا بواطنأهما.
وفرقة علموا أن هذه الخلق مذمومة من جهة الشلرع ،إل أنأهللما لعجبهلما بأنأفسللهما
يظنأون أنأهما منأفكون عنأها ،وأنأهما أرفع عنأد الل مللن أن يبتليهلما بلذلك ،إوانأملا يبتللى
بلله العل لواما دون مللن بلللغ مبلغهللما فللي العلللما ،ثللما إذا ظهللرت عليهللما مخايللل الكللبر
والرياسلة ،وطللب العللو والشلرف قالوا :ملا هلذا كلبر ،إوانأملا هلو طللب علز الدين،
إواظهللار شللرف العلللما ،ونأصللرةا ديللن اللل ،ونأسللي هللؤلء مللا عليلله النأللبي صلللى الل
عليه وسلما وأصحابه من التواضع والتبذل ،والقنأاعة ولين الجانأب.
ونأسي المغرور من هؤلء أن عدوه الذي حذره ال منأه هللو الشلليطان ..وأنألله يفلرحا
بمللا يفعللله ويسللخر بلله ..وينأسللى أن النأللبي صلللى الل ل عليلله وسلللما بمللاذا نأصللر
الدين؟ ..وبماذا أرغما الكافرين؟ ..وبماذا جذب قلوب العالمين؟.
وفرقل للة أخل للرى أحكم ل لوا العلل للما والعمل للل ،وطهل للروا الج ل لوارحا ،وزينأوهل للا بالطاعل للات،
واجتنأبل لوا المعاصللي ،وتفقللدوا أخلق النأفللس ،وصللفات القلللب مللن الريللاء والحسللد
والك للبر وطل للب العل للو ،وجاه للدوا أنأفس للهما عل للى الت للبري منأه للا ،وقلعل لوا م للن القل للوب
منأابتها القوية.
ولكنأهما بعد مغرورون ،إذ بقيت في زوايا القلب من خفايا مكايلد الشليطان وخللداع
النأفس ما دق وغمض مدركه ،فلما يفطنأوا لها وأهملوها.
فالعالما قلد يفعلل كلل ذللك ،ويغفللل عللن المراقبلة للخفايللا ،فلتراه يسللهر ليللله ،ويتعلب
في نأهاره في جمع العلوما وترتيبها ،وتحسين ألفاظها ونأشرها ،وهو يللرى أن بللاعثه
الحرص على إظهار دين ال ونأشر شريعته.
147
ولعممل بمماعثه الخفممي :هللو طلللب الللذكر ،وانأتشللار الصلليت فللي الط لراف ،وكللثرةا
الرحلللة إليلله مللن الفللاق ،وانأطلق اللسللنأة عليلله بالثنأللاء ،والمللدحا بالزهللد والللورع
والعلما.
فنأسأل ال السلمة ،وحسن الخلص ،وحسن العمل ،ابتغاء وجهه سبحانأه.
وفرقللة اشللتغلوا بعلللما الكلما ،وفنأللون الجللدل والمنأللاظرات ،والمجادلللة فللي اله لواء،
فتقطعت أعمارهما في تعلما الجدل ،وهذيانأات المبتدعة ،وأهمللوا أنأفسلهما وقللوبهما،
حتى عميت عليهما ذنأوبهما وخطاياهما الظاهرةا والباطنأة.
وأحدهما يظن أن اشتغاله بالجدل أولى وأقرب وأفضل عنأد ال.
ومجموعللة أخللرى اشللتغلوا بللالوعظ والتللذكير ،وأعلهللما رتبللة مللن يتكلللما فللي أخلق
النأفل للس ،وصل للفات القلل للب مل للن الخل للوف والرجل للاء ،والصل للبر والشل للكر ،والخلص
واليقيللن ،وهللما مغللرورون ،يظنأللون أنأهللما إذا تكلم لوا بهللذه الصللفات ،ودعل لوا الخلللق
إليها ،فقد صاروا موصوفين بهذه الصفات ،وهما منأفكللون عنأهلا عنألد الل ،إل عللن
قدر يسير ل ينأفك عنأه عواما المسلمين.
وغللرور هللؤلء أشللد الغللرور ،لنأهللما معجبللون بأنأفسللهما غايللة العجللاب ،ويظنأللون
أنأهما ما تبحروا في علما المحبة إل وهما محبون ل ،وهكذا.
فالمسللكين بهللذه الظنأللون يللرى أنألله مللن ال ارضللين بقضللاء الل وهللو مللن السللاخطين،
ويللرى أنألله مللن المتللوكلين علللى ال ل وهللو مللن المتكليللن علللى العللز والجللاه والمللال
والسباب ،ويرى أنأه من المخلصين وهو من المرائين.
وفرقة أخرى عدلوا عن المنأهاج الشرعي فلي اللوعظ والتعليلما ،فاشلتغلوا بالطاملات
والشللطح ،وتلفيللق الكلمللات طلةبللا للغلراب ،وشللغفوا بطيللارات النأكللت والسللجع فللي
اللف ل للاظ ،وغرض ل للهما أن يك ل للثر النأ ل للاس ح ل للولهما ،ويك ل للثر ف ل للي مجالس ل للهما الزع ل للاق
والصراخ ،ولو على أغراض فاسدةا ،فهؤلء شياطين النأس قد ضلوا وأضللوا علن
148
سواء السبيل ،وما يفسدونأه أكثر مما يصلحونأه.
وطائفة أخرى قنأعلوا بحفلظ كلما الزهلاد وأحلاديثهما فلي ذما اللدنأيا ،وتكلملوا بله عللى
المنأابر وفي السواق ومجامع النأاس.
وكل منأهما يظن أنأه تميز بهذا القدر ،وأنأله قلد أفللح ونألال الغرض ،وصلار مغفللوةار
لله ،وأملن عقلاب الل ،ملن غيلر أن يحفلظ ظلاهره وبلاطنأه علن الثلاما ،لكلونأه يظلن
أن حفظه لكلما أهل الدين يكفيه ،وغرور هؤلء أظهر من غرور من قبلهما.
وطائفللة اسللتغرقوا أوقللاتهما فللي علللما الحللديث فللي سللماعه ،وجمللع الروايللات الكللثيرةا
منأه ،وطلب السانأيد الغريبة العالية.
فهمل للة أح للدهما أن يل للدور فل للي البلد ،ويل للرى الش لليوخ ليقل للول :أنأل للا أروي عل للن فلن،
وفلن ،وفلن ،وفلن.
فهؤلء أكثرهما مغرور ليلس معله إل النأقلل ،يحفلظ السللانأيد والروايلات ،ويظلن أنأله
يكفيه العمل بما يروى ويحفظ ،ويلتركون العللما الذي يحصلل به علج القلب ملن
معرفللة الل ل وأسللمائه وصللفاته وأفعللاله ،ووعللده ووعيللده ،والعلللما الللذي يحصللل بلله
معرفة الدين وأحكامه والعمل به.
ويشللتغلون بكللثرةا السللانأيد ،وتعللدد الطللرق ،وطلللب العللالي منأهللا ،همللة أحللدهما أن
يقول :معي من السنأاد ما ليس مع غيري.
وهل نأزل الوحي إل للعلما والعمل والتعليما للدين؟.
فما أشد غرور هؤلء ،والمة تحتاج من هؤلء من كان تقةيا عاملة بعلمه.
وطائفة أخرى اشتغلوا بعلما النأحو واللغللة والشللعر وغريللب اللغللة ،وزعملوا أنأهللما مللن
علمللاء المللة ،إذ قل لواما الللدين بالكتللاب والسللنأة ،وقل لواما الكتللاب والسللنأة بعلللما اللغللة
والنأحو ،فأفنأى هؤلء أعمارهما في طلب ذلك.
فهللؤلء كمللن يفنأللي عمل لره فللي تعلللما الخللط وتحسللين الكتابللة ،ويزعللما أن العلل لوما ل
149
يمكن حفظها إل بالكتابة ،وكان يكفيه معرفة أصل الخط والباقي زيادةا.
فهؤلء مغرورون أضاعوا أوقاتهما وأوقات غيرهما ،واشتغلوا في غير ما خلقلوا للله،
فيكفيهما من اللغة معرفة الغريب في القرآن والسنأة ،ومللن النأحللو مللا يتلعلق بلالقرآن
والحديث.
فأم للا التعم للق في لله إل للى درج للات ل تتنأ للاهى ،فه للو فض للول مس للتغنأى عنأ لله ،يض لليع
الوقات ،ويشغل عن أداء الحقوق والواجبات.
والصنأف الثانأي :أرباب العبادةا والعمل.
والذين غرهم الشيطان منهم فرق كثيرة:
فمنأهما من غلروره فللي الصللةا ..ومنأهلما مللن غلروره فللي تلوةا القلرآن ..ومنأهلما ملن
غروره في الحج أو الصياما أو الذكار ..ومنأهما من غروره في الوضوء ..ومنأهللما
من غروره في الزهد.
وكل عامل غالةبا ل يخلو من غرور إل من رحما ال.
فمنأه للما فرق للة أهملل لوا الف ارئ للض ،واش للتغلوا بالنأواف للل والفض للائل ،وربم للا تعمقل لوا ف للي
الفضل للائل حل للتى وصل لللوا إلل للى حل للد العل للدوان والسل للرف ،كمل للن غلبل لله الوسل لواس فل للي
الوضوء والغسل.
وفرقللة أخللرى غلللب عليهللا الوسل لواس فللي الصلللةا ،فل يللدعه الشلليطان يعقللد نأيللة
صحيحة ،بل يشوش عليلله حلتى تفللوته الجماعللة أو الركعلة ،ويخللرج الصللةا عللن
وقتها ،إوان كنبر شككه الشيطان في صحة نأيته.
ومنألله مللن تغلللب عليلله الوسوسللة فللي إخلراج حللروف الفاتحللة وسللائر الذكللار مللن
مخارجهللا ،فل ي لزال يحتللاط ويللردد التشللديدات ل يهملله غي لره ،ذاهلة عللن معللانأي
اليللات ،والتعللاظ بهللا وفهمهللا ،وهللذا مللن أقبللح أنألواع الغللرور ،فللإن الل لللما يكلللف
عباده في تلوةا القرآن إل بما جرت به عادتهما في الكلما.
150
وطائفللة اغللتروا بتلوةا القلرآن يهللذونأه هلةذا ،وربمللا ختمللوه فللي اليلوما والليلللة مرتيللن،
يتل للوه ه للذا المغ للرور ،وقلب لله ف للي أوديل للة الم للانأي يتج للول ،فه للو مغ للرور يظ للن أن
المقصود من إنأزال القرآن الهمهمة مع الغفلة عن تدبره والعمل بموجبه.
وفرقللة أخللرى اغللتروا بالص لوما ،وربمللا صللاموا الللدهر ،أو صللاموا اليللاما الش لريفة،
لكن صاما الظاهر منأهما دون الباطن.
فلأطلقوا ألسلنأتهما فللي كلل شليء ملن الهللذيان والغيبللة ،وملللؤوا بطلونأهما بلالحراما عنأللد
الفطار ،وقعدوا عن الدعوةا إلى الحق ،ونأشر الهداية.
وكللذلك الحللج غرهللما الشلليطان فحجلوا بل ازرد حلراما ،وعليهللما مللن المظللالما والللديون مللا
عليهما ،وأشغلهما بالرفث والفسوق والخصاما.
وفرقة أخرى أخذت فلي طريلق الحسلبة ،والملر بلالمعروف ،والنأهلي علن المنأكلر،
ينأكرون على النأاس ما ظهلر مللن المعاصلي ،وينأسلون مللا فللي بلواطن أنأفسلهما مللن
المنأكرات التي تأكل ما جمعوه من الحسنأات.
وفرق للة زه للدت ف للي الم للال ،وقنأع للت م للن اللب للاس والطع للاما بال للدون ،وم للن المس للاكن
بالمسللاجد ،وظنأللت أنأهللا أدركللت رتبللة الزهللاد ،وهللما مللع ذلللك راغبللون فللي الرياسللة
والجاه ،إما بالعلما ،إواما بالوعظ أو بمجرد الزهد.
وهكذا في كل عمل للشيطان منأه نأصيب.
ومنأهللما فرقللة غرهللما الشلليطان ،وجعللل لهللما زةيللا وهيئللة ومنأطقةللا وحركللات وم ارسللما،
واختار لهما أدعيلة باطللة ،وحللالت مشلينأة كالتمللاوت والسلماع والتنأفلس إلللى غيلر
ذلك من الشمائل والهيئات المشينأة التي غرهما بها الشيطان.
وفرقللة منأهللما ادعللت علللما المعرفللة ومشللاهدةا الحللق ،ومجللاوزةا المقامللات والحلوال،
والملزم للة ف للي عي للن الش للهود والكش للف والوج للد ،وغيره للا م للن الطام للات واله للذيان
والبهتللان ،حلتى ظلن بعضلهما أن ملا هلما عليلله مللن الباطلل أعللى مللن عللما الوليللن
151
والخريل للن ،وينأظل للر هل للؤلء إلل للى الفقهل للاء والعلمل للاء والمحل للدثين والمفس ل لرين بعيل للن
الزدراء ،فضلة عن العواما ،فكما يفرحا الشيطان بمثل هؤلء؟.
وفرقللة أخللرى وقعللت فللي الباحللة ،وطللووا بسللاط الشلرع ،ورفضلوا الحكللاما ،وسللووا
بين الحلل والحراما.
فبعضهما يزعما أن ال مستغرن عن عمله فإلللما يتعب نأفسه؟.
وقال بعضهما :كلف العباد ما ل يطيقون من تطهير القلللوب مللن الشللهوات وحللب
الدنأيا وذلك محال.
فلله كما أضل الشيطان من البشر بمثل هذه الخواطر والفكار؟.
الصنف الثالثا :أرباب الموال.
والمغترون منهم فرق:
ففرقة منأهما يحرصون على بنأاء المساجد والمدارس والقنأاطر ،وما يظهلر للنأللاس،
ويكتبللون أسللماءهما عليهللا ،ليتخلللد ذكرهللما ويللدعى لهللما ،ويظنأللون أنأهللما يغفللر لهللما
بذلك ،وهما مغرورون حيث بنأوها مللن أملوال محرمللة ،فهلما قلد تعرضلوا لسلخط الل
في كسبها ،وتعرضوا لسخطه في إنأفاقها ،وكتابة السماء تنأافي الخلص ،وال
صا صواةبا ،وال أعلما بما في صدور العالمين.
ل يقبل من العمل إل ما كان خال ة
ضلا
وربما اكتسبت هذه الفرقة الملال ملن الحلل ،وأنأفقلت عللى المسلاجد ،وهلي أي ة
مغ للرورةا إم للا بالري للاء ،وح للب الثنأ للاء ،أو بالسل لراف ال للذي زينأ لله الش لليطان بزخرف للة
المساجد ونأقشها ،والتي تشغل المصلين ،وتخطف أبصارهما.
والمقصللود مللن الصلللةا الخشللوع ،وحضللور القلللب ،وهللذه الزخرفللة تشللغلهما عللن
ذلك ،وتحبط ثواب أعمالهما .ووبال ذلك كللله يرجلع إليله ،وهللو مللع ذلللك يغللتر بله،
ويرى أنأه من الخيرات.
وطائفل ل للة أخ ل للرى مل للن الغنأ ل للياء ينأفق ل للون المل ل لوال فل للي الصل للدقات علل للى الفقل ل لراء
152
والمساكين ،ويطلبون بذلك المحافل الجامعة ،ويرون إخفاء الفقير لما يأخذ منأهما
جنأاية عليهما ،وكف ارةنأا لحسانأهما إليه.
ويكرهون التصدق في السر طلةبا لمحمدةا النأاس ،وعلو الجاه عنأدهما.
وفرقة أخرى من الغنأياء اشتغلوا بحفلظ ،الملوال إوامسللاكها بحكللما البخللل ،ثلما هلما
يشتغلون بالعبللادات البدنأيلة اللتي ل يحتلاج فيهلا إللى النأفقلة كصلياما النأهللار ،وقيللاما
الليل ،وختما القرآن ونأحو ذلك.
وهما مغرورون بذلك ،لن البخل المهلك قد استولى على قلوبهما.
وفرقللة أخللرى غلبهللما البخللل ،فل تسللمح نأفوسللهما إل بللأداء الزكللاةا فقللط ،ثللما إنأهللما
يخرجون من المال الخبيث الرديء الذي يرغبلون عنأله ،ويطلبلون ملن الفقلراء ملن
يخل للدمهما ،ويل للتردد فل للي حاجل للاتهما ،وكل للل ذلل للك مل للن مفسل للدات النأيل للة ،ومحبطل للات
العمال.
وفرقللة أخللرى مللن أربللاب الملوال والفقلراء وعلواما الخلللق اغللتروا بحضللور مجللالس
الللذكر ،واعتقللدوا أن ذلللك يغنأيهللما ويكفيهللما ،واتخللذوا ذلللك عللادةا ،ويظنأللون أن لهللما
على مجرد سماع الوعظ دون التعاظ أجلةرا ،وهللما مغللرورون ،لن فضللل مجللالس
الذكر لكونأها مرغبة في الخير ،فإن لما يهيج المجلس الرغبلة فلي العملل فل خيلر
فيه.
فهللذه وسلائل الشليطان وملداخله إلللى القللب وهللي كللثيرةا ،فليلس فلي النأسلان صلفة
مذمومة إل وهي سلحا للشيطان ،ومدخل من مداخله ،ومطلية من مطاياه.
وعلجها على وجه العموم بثلثة أمور:
الول :اللجوء إلى ال بالدعاء وسؤاله إبعاد الشيطان عنأه.
إ إ إ نإ إ ك إم للن النش للي ل
طاإن لنأ للزغب لفالس لتلعلذ بللالله ننأ لهم مه للو النس لميعم قللال ال ل تعللالى ) :ل إوإانمللا ليلنألزلغننأ ل ل
اللعإليمما )] ((36فصلت.[36 :
153
الثاني :العنأاية فلي إ ازللة هلذه الصلفات المذمومللة مللن القللوب ،وقلعهلا منأهلا ،فلإن
الشلليطان مثللل الكلللب فللي التسلللط علللى النأسللان ،فلإذا كللان النأسللان متصلةفا بهللذه
الصفات الذميمة من الغضللب والحسللد والحلرص ونأحوهلا ،كللان بمنأزللة ملن يكللون
بين يديه خبز ولحما ،فإن الكلب ل محالة يتهور عليه ويتوثب ،ويشق دفعه.
إوان لما يكن متصةفا بها لما يطمع فيه ،لنأه ل داعي له هنأاك ،ويكون دفعه أسللهل
ما يكون.
وتزال تلك الصفات بضدها ..فيزال الغضب بالرضللا ..ويلزال الكللبر بالتواضللع..
ويزال الطمع بالورع ..ويزال الحسد بمعرفة أن النأعما فضل الل يلؤتيه ملن يشلاء..
وهو أعلما بمن يصلح لها ..ويزال البخل بالنأفاق ..وهكذا.
الثالثا :ذكر ال تعالى والفكر ،فكلما ألما بقلوبهما شيء من تلك الصفات
المذمومة ذكروا ال وتفكروا في حقه ،وفيما أمر به ،وفيما نأهى عنأه ،فعنأد ذلك
ف إملن تحصل لهما البصيرةا كما قال سبحانأه) :إنن النإذيلن اتنقللوا إلذا لمنسهملما ل
طائإ ب
صمرولن )] ((201العراف.[201 : طاإن تللذنكروا فلإلذا مهما ملب إ
النشلي ل
ل م م
والغين على القلب ألطف شيء وأرقه.
ص للحلبةب -ألنن لرمسللولل اللن لإه -صلللى ال ل عليلله ت ل لهم م ولع لإن الللغ للر المملزنأإ للى -لولكللالنأ ل
وسلللما -قلللالل » إننأ لهم لميلغللامن لعلللى لقلبإللى ل إوإالنأللى لللسلتللغإفمر اللنلهل إفللى اللي للوإما إمالئ لةل لم لنررةا «.
أخرجه مسلم).(66
والران من أغلظ الحجب على القلب وأكثفها ،فإذا كثرت الذنأوب والمعاصللي عنأللد
العبل للد ،وت ل لوالى الل للذنأب بعل للد الل للذنأب ،أحل للاطت تلل للك الل للذنأوب والمعاصل للي بل للالقلب
وتغشته ،فيموت القلب إذا غمرته تلك العمال الخبيثة.
ولع للن ألبإللى مهلرلي للرةال لع للن لرمسللوإل اللنلإه -صلللى ال ل عليلله وسلللما -قلللالل » إنن اللعلب للد إلذا
154
إ ت إفلى لقلبإلإه منألكتللةب لسللولدامء فللإلذا مهللو لنأللز ل
طأل لخإطيلئةة منأإكتل ل
ب مسلقلل لقلمبلهم
ع لوالسلتللغفللر لوتلللا ل أللخ ل
ل إوإالن لعللالد إزيللد إفيهلللا لحتلنلى تللعلمللو لقللبلهم لومهللو الل نارمن النلإذى لذلكللر اللنلهم ) لكلن لبللل لارلن لعلللى
مقملوبإإهلما لما لكانأموا ليلكإسمبولن( « .أخرجه الترمذي ).(67
فالذنأب بعد الذنأب يغطي القلب حتى يصير كالران عليه كما قال سبحانأه) :لكنل
لبلل لارلن لعللى قمملوبإإهلما لما لكانأموا ليلكإسمبولن )] ((14المطففين.[14 :
فللالغين ألطللف شلليء وأرقلله ..والل لران أن يسللود القلللب مللن الللذنأوب ..والطبللع أن
يطبع على القلب ،وهو أشد من الران ..والقفال أشد من الطبللع ..وهللي أن يقفللل
على القلب فل يصل إليه شيء كمللا قلال سللبحانأه) :ألفللل ليتلللدنبمرولن القمل للآرلن أللما لع لللى
مقملورب أللقلفالملها )] ((24محمد.[24 :
وجميع أمراض القلوب إنأما تنأشأ من جانأب النأفلس ،وملن جانأب الشليطان ،ولكلل
منأهما على القلب آثار وأضرار ..ولكل منأهما علمات ،ولكل منأهما دواء.
ول تزكو القلوب إل بثلثة أمور:
تزكيللة القلللوب بالتوحيللد واليمللان ..والتزكيللة بفعللل الواجبللات وتللرك المحرمللات..
والتزكية بفعل النأوافل المشروعة.
فإذا زكت القلوب ذكرت ربها في كل حين ،وعبدته بكل جارحة ،وأطاعته في
كل أمر ،وتخلقت بأحسن الخلق ،مع ال باليمان وأحسن العمال ،ومع
الخلق بأحسن المعاملت والمعاشرات) :لولل تلإزمر لواإزلرةاب إولزلر أملخلرى ل إوإالن تللدعم
ممثللقلةب إللى إحلملإلها لل ميلحلملل إملنأهم لشليبء لوللو لكالن لذا قملرلبى إننألما تملنأإذمر النإذيلن ليلخلشلولن
صللةال وملن تللزنكى فلإننأما يتللزنكى لإلنألفإسإه إوإاللى اللنإه الم إ إ إ
صيمر ) ل ل ل ل لرنبهملما باللغليب لوأللقامموا ال ن ل ل
] ((18فاطر.[18 :
()67أخرجه الترمذي برقما ) ،(3334وقال حسن صحيح وهو كما قال .وأخرجه ابن ماجه برقما )
،(4244صحيح سنأن ابن ماجه رقما ).(3422
155
===================
156
-1عإلجا مرض القلب من استيلء النفس عإليه
قللال الل تعللالى) :لولمللا أملبللرئم لنألفإسللي إنن الننألفللس لللنمللالرةاب إباللسللوإء إنل لمللا لرإحللما لرلبللي إنن
لرلبي لغمفوبر لرإحيبما )] ((53يوسف.[53 :
ف لملقالما لرلبإه لولنألهى الننألفلس لعإن الهللوى ) (40فلإنن وقال ال تعالى) :لوألنما لملن لخا ل
اللجننأةل إهلي اللملألوى )] ((41النأازعات.[41 ،40 :
إن جميع أمراض القلوب إنأما تنأشأ من جانأب النأفس.
فالمواد الفاسدةا كلهلا تنأصلب إليهلا ،ثما تنأبعلث منأهلا إللى العضلاء ،وأول ملا تنألال
القلب.
وقللد اسللتعاذ النأللبي صلللى الل عليلله وسلللما مللن شللرها عموةمللا ،ومللن شللر مللا يتولللد
منأها من العمال ،ومن شر ما يترتب على ذلك من المكاره والعقوبات.
ق رضللى ال ل عنألله قلللالل ليللا لرمسللولل اللنلإه مملرنأإللى ولع للن ألبإللى مهلرليللرةال ألنن أللبللا لبلك لرر ال ل
ص للدي ل
ت .قلل للالل » مقل لإل اللنهمل لنما فلل للاإطلر النسل للملواإت ت ل إوإالذا أللملسل للي م إ ر
بإلكللمل للات ألقلم للولمهمنن إلذا أل ل
صل للبلح م
ن
تب مكل للل لشل للىرء لولمإليلكل لهم أللشل لهلمد أللن لل إلل لهل إل أللنأل ل لض لعللالإلما اللغليل لإب لوالنشل للهالدإةا لر ن والللر إ
ل
إ إإ ك إملن لشلر لنألفإسلى لولشللر النشللي ل ألمعومذ بإ ل
ت ل إوإالذا طاإن لوشللركه « .قللالل » مقلهللا إلذا أل ل
صللبلح ل
ك « .أخرجه البخاري في الدب المفرد والترمذي ).(68 ضلجلع ل ت لم ل ت ل إوإالذا أللخلذ ل أللملسلي ل
والنأفس قاطعة بين القللب وبيلن الوصلول إللى الرب ،فإنأه ل يدخل عليله سلبحانأه
ول يوصل إليه إل بعد إماتتها وزجرها ومخالفتها.
فإن الناس على قسمين:
قسما ظفرت به نأفسه فملكته وأهلكته ،وصار طوةعا لها ،ينأفذ أوامرها.
وقسما ظفروا بنأفوسهما فقهروها ،فصارت طوةعا لهما ،منأقادةا لوامرهما.
()68أخرجه البخاري في الدب المفرد برقما ) ،(1239وهذا لفظه ،صحيح الدب المفرد رقما ).(914
صحيح وأخرجه الترمذي برقما ) ،(3529صحيح سنأن الترمذي رقما ).(2792
157
فالنأفس تدعو إلى الطغيان ،إوايثار الحياةا الدنأيا ..والرب يللدعو عبللده إلللى طللاعته
وخوفه ،ونأهي النأفس عن الهوى ،والقلب بين الداعيين.
يميل إلى هذا الداعي مرةا ..إوالى هذا مرةا ..وهذا موضع المحنأة والبتلء.
والنفس واحدة باعتبار ذاتها ،وثلثا باعتبار صفاتها:
نأفس مطمئنأة ..ونأفس لوامة ..ونأفس أمارةا بالسوء.
فالنأفس إذا سلكنأت إللى الل واطمللأنأت بلذكره ،وأنألابت إليلله ،واشلتاقت إليلله ،وأنأسلت
طلمئإننأةم
بقربه ،فهي المطمئنأة ،وهي التي يقال لها عنأد الموت) :ليا ألنيتملها الننألفمس المم ل
ضنيةة ) (28لفالدمخإلي إفي إعلباإدي ) (29لوالدمخلإللي ضيةة مر إ
إ إ إ
) (27الرإجعي إللى لرلبك لار ل ل ل
لجننأإتي )] ((30الفجر.[30-27 :
وحقيقة الطمأنينة :السكون والستقرار ،فهللي اللتي قللد سللكنأت إلللى ربهللا وطللاعته
وأمره وذكره ،ولما تسكن إلى أحرد سواه.
فقللد اطمللأنأت إلللى محبتلله وعبللوديته وذك لره ..واطمللأنأت إلللى أم لره ونأهيلله وخللبره..
واطمأنأت إلى لقائه ووعده ..واطمأنأت إلى قضلائه وقلدره ..واطمللأنأت إللى كفللايته
وحسللبه ..واطمللأنأت إلللى التصللديق بحقللائق أسللماء الل وصللفاته ..واطمللأنأت بللأن
الل ل وح للده ربه للا إوالهه للا ومعبوده للا ومليكه للا ..ومال للك أمره للا كل لله ..وأن مرجعه للا
إليلله ..وأنألله ل غنأللى لهللا عنألله طرفللة عيللن ..واطمللأنأت إلللى الرضللى بللال رةبللا..
ل.
وبالسلما ديةنأا ..وبمحمد رسو ة
والنأفللس المللارةا بالسللوء هللي الللتي بضللد ذلللك تللأمر صللاحبها بالسللوء ..وبمللا تهلواه
من شهوات الغي والباطل ..فهي ملأوى كلل سلوء ..إوان أطاعهلا العبلد قلادته إللى
كللل قبيللح ..وسللاقته إلللى كللل مكللروه ..وهللي الللتي ذكرهللا ال ل بقللوله) :لولمللا أملب للرئم
لنألفإس للي إنن الننألفل للس لللنم للالرةاب إباللس للوإء إنل لم للا لرإحل للما لرلب للي إنن لرلب للي لغفمللوبر لرإحيل لبما )((53
]يوسف.[53 :
158
وعل للادةا النأفل للس ودأبهل للا المل للر بالسل للوء إل إذا رحمهل للا الل لل ،وجعلهل للا زاكيل للة تل للأمر
صللاحبها بللالخير ،فلذلك مللن رحمللة الل ل منأهللا ،فإنأهللا بللذاتها أمللارةا بالسللوء ،لنأهللا
فللي الصللل خلقللت جاهلللة ظالمللة إل مللن رحملله اللل ،والعللدل والعلللما طللارئ عليهللا
بإلهاما ربها وفاطرها لها ذلك.
فإذا ال لما يلهمها رشدها ،بقيللت علللى ظلمهلا وجهلهللا ،فللما تكلن أمللارةا إل بملوجب
الجهل والظلما.
فلول فضل ال ورحمته على المؤمنأين ما زكت منأهما نأفس واحدةا كما قال
طاإن لولملن ليتنبإلع مخطملواإت سبحانأه) :ليا ألليلها النإذيلن لآلمنأموا لل تلتنبإمعوا مخطملواإت النشلي ل
ضمل اللنإه لعلليمكلما لولرلحلمتمهم لما لزلكا
طاإن فلإننأهم ليلأمممر إبالفللحلشاإء لوالمملنألكإر لوللولل فل ل
النشلي ل
إملنأمكلما إملن أللحرد أللبةدا لولإكنن اللنهل ميلزلكي لملن ليلشامء لواللنهم لسإميعب لعإليبما )] ((21النأور:
.[21
وسبب الظلما إما جهل ..إواما حاجة.
والنأفلس فلي الصلل جاهللة ،والحاجلة لزملة لهلا ،فللذلك كلان أمرهلا بالسلوء لزةملا
لها إن لما تدركها رحمة ال وفضله.
فإذا أراد ال بها خي ةار جعل فيها ما تزكو به من اليمان والعمال الصالحة.
إوان لما يرد بها ذلك تركها على حالها التي خلقت عليها من الجهل والظلما.
أما النأفس اللوامة فهي اللؤما كما أخبر ال عنأها بقوله) :لا أملقإسمما بإليلوإما الإقليالمإة )(1
س اللننوالمإة )] ((2القيامة.[2 ،1 :
ولل أملقإسمما إبالننألف إ
ل
فكل نفس تلوم نفسها يوم القيامة:
تلوما المحسن نأفسه أن ل يكون ازداد إحسللاةنأا ..وتللوما المسلليء نأفسلله أن ل يكللون
رجع عن إساءته.
والمؤمن ما تراه إل يلوم نفسه على كل حالته:
159
يلومهللا علللى كللل مللا يفعللل ،ويلومهللا علللى تللرك مللا أمللر ال ل بلله ..ويلومهللا علللى
تل للأخيره ونأقصل لله إن فعلل لله ،ويلومهل للا علل للى فعل للل مل للا نأهل للى الل ل عنأل لله وعلل للى كل للثرته
إواعلنأه.
والنأفللس قللد تكللون تللارةا لوامللة ..وتللارةا أمللارةا بالسللوء ..وتللارةا مطمئنأللة ،بلل فللي اليلوما
الواحللد ،والسللاعة الواحللدةا ،يحصللل منأهللا هللذا وهللذا ،والحكللما للغللالب عليهللا مللن
أحوالها.
فكونأهلا مطمئنألة وصلف ملدحا لهلا ..وكونأهلا أملارةا بالسلوء وصلف ذما لهلا ،وكونأهلا
لوامللة ينأقسللما إلللى المللدحا والللذما بحسللب مللا تلل لوما عليلله مللن تللرك واجللب ،أو فعللل
محرما.
ومرض القلب باستيلء النفس المارة عليه له علجان هما:
محاسبة النأفس ..ومخالفة النأفس.
وهلك القلب من إهمال محاسبتها ،ومن موافقتها واتباع هواها.
والنأفللس مللع صللاحبها كالش لريك فللي المللال بينأهمللا شللروط وعهللود ،فكللذلك النأفللس
حتى تزكو ل بند أن يتفق معها على شروط.
يشارطها أولة على حفظ الجوارحا السبعة التي حفظها هو رأس المال ،والربللح بعللد
ذلك وهي :العين ،والذن ،والفما ،واللسان ،والفرج ،واليد ،والرجل.
وهل للذه هل للي م اركل للب العط للب والنأج للاةا ،فمنأهل للا عط للب م للن عط للب بإهماله للا وع للدما
حفظها ،ونأجا من نأجا بحفظها ومراعاتها.
فحفظها أساس كل خير ،إواهمالها أساس كل شر.
صاإرإهلما لوليلحفلظموا فممرولجهملما لذإل ل
ك أللزلكى لهمللما قال تعالى ):مقلل إللمؤإمإنأين يمغ ل إ
ضوا ملن أللب ل مل ل ل
ن
صلنأمعولن )] ((30النأور.[30 : إنن اللهل لخإبيبر بإلما لي ل
ظللن فممرولجهملنن لولل صلاإرإهنن لوليلحفل ل وقال ال تعالى) :ومقلل لإلمؤإملنألاإت يلغض ل إ
ضللن مللن أللب ل ل م مل ل
160
ضل لإرلبلن بإمخممإرإهل لنن لعل للى مجمي للوبإإهنن لولل ميلبل لإديلن ظهلل للر إملنأهل للا لوللي ل ميلبل لإديلن إزيلنأتلهمل لنن إنل لم للا ل
إزيلنأتلهملنن إنل إلمبمعللولتإإهنن أللو لآلبللائإإهنن أللو لآلبللاإء مبمعللولتإإهنن أللو أللبلنأللائإإهنن أللو أللبلنأللاإء مبمعللولتإإهنن أللو
إلخ للوانأإإهنن أللو لبنأإللي إلخ للوانأإإهنن أللو لبنأإللي أللخ للواتإإهنن أللو نأإلسللائإإهنن أللو لمللا لمللك ل ل
ت ألليلمللامنأهمنن ألإو
ظهللمروا لعلللى لعللولارإت التلنلابإإعيلن لغليلإر مأولإللي ا لإللرلبلإة إمللن اللرلجللاإل ألإو الطللفلإل النلإذيلن لللما لي ل
ضلإرلبلن بإلأللرمجلإإهنن لإميلعلللما لمللا ميلخإفيللن إمللن إزيلنأتإإهلنن لومتوبملوا إلللى اللنلإه لجإميةعللا اللنألسللاإء لولل لي ل
ألليلها المملؤإممنأولن للعلنمكلما تملفلإمحولن )] ((31النأور.[30 :
صلر لوالفملؤالد مكلل ف ما لليس ل ل إ إ
ك بإه علبما إنن النسلملع لواللب ل وقال ال تعالى) :لولل تللق م ل ل
ك لكالن لعلنأهم لملسئموةل )] ((36السراء.[36 : مأولئإ ل
صللإلح إ ن نإ
وقللال الل تعللالى) :ليللا ألليهلللا اللذيلن لآلمنأملوا اتنقملوا الللهل لومقولملوا قلللوةل لسلديةدا ) (70مي ل
لمك للما أللعلمللالمكلما لوليلغإف للر لمك للما مذمنأللولبمكلما لولم للن ميإط لإع اللنلهل لولرمسللولهم فلقل للد فلللالز فل للوةاز لعإظيةمللا )
] ((71الحزاب.[70 :
فل للإذا شل للارط العبل للد نأفسل لله علل للى حفل للظ هل للذه الجل لوارحا انأتقل للل منأهل للا إلل للى مطالعتهل للا
ومراقبتهللا ،فل يهملهللا لئل ترتللع فللي الخيانأللة ،ومللتى أحللس بالنأقصللان بللادر إلللى
محاسبتها وتذكيرها بما شارطها عليه.
فإن أحلس بالخسلران اسلتدرك منأهللا مللا يسلتدركه الشلريك ملن شلريكه ،مللن الرجلوع
عليله بملا مضلى ،والقيلاما بالحفظ والمراقبلة فلي المسلتقبل ،ول مطمع له فلي فسلخ
عقد الشركة مع هذا الخائن والستبدال بغيره فإنأه ل بند له منأه.
فليجتهللد فللي مراقبتلله ومحاسللبته ،وليحللذر مللن إهمللاله ،ويعينألله علللى هللذه المراقبللة
والمحاس للبة ،معرفت لله أنأ لله كلم للا اجته للد فيه للا اليل لوما اس للتراحا منأه للا غل لةدا ،إذا ص للار
الحساب إلى غيره يوما القيامة.
ويعينأه كذلك معرفته أن ربح هذه التجارةا سكنأى الفردوس ،والنأظر إلى وجه الرب
سبحانأه ،والفوز برضوانأه.
161
وخسارتها دخول النأار والحجاب عن الرب تعالى ،والتعرض لسخطه.
ت إمللنس لمللا لعإملل ل فإذا تيقن هذا هان عليه الحساب اليلوما وغلةدا) :ليللولما تلإجلمد مكللل لنألفل ر
ن إ لخليرر ملحض ار وما عإمل ل إ
ت ملن مسورء تللولد للو ألنن لبليلنألها لولبليلنأهم أللملةدا لبعي ةدا لوميلحللذمرمكمما الللهم م لة ل ل ل
ف إبالإعلباإد )] ((30آل عمران.[30 : لنألفلسهم لواللنهم لرمءو ب
ومحاسبة النفس لها مرحلتان:
الولى :محاسبتها قبل العمل.
فللإذا تحركللت النأفللس لعمللل مللن العمللال ،وهللما بلله العبللد ،فلينأظللر هللل ذلللك العمللل
مقدور له أما غير مقدور له؟.
فإن لما يكن مقدوةار لما يقدما عليه ،إوان كان مقدوةار له ،نأظلر هلل فعلله خير له ملن
تركه؟ ..أو تركه خير له من فعله؟.
فللإن كللان الثللانأي تركلله ،إوان كللان الول وقللف ونأظللر هللل البللاعث عليلله إرادةا وجلله
ال وثوابه ،أو إرادةا الجاه والثنأاء والمال من المخلوق؟.
فللإن كللان الثللانأي لللما يقللدما عليلله ،إوان أفضللى بلله إلللى مطلللوبه ،لئل تعتللاد النأفللس
الشلرك ،ويخللف عليهللا العمللل لغيلر الل ،فبقلدر مللا يخلف عليهللا ذلللك ،يثقللل عليهللا
العمل ل تعالى.
إوان ك ل للان الول وق ل للف ونأظ ل للر ه ل للل ه ل للو مع ل للان علي ل لله ،ول ل لله أعل ل لوان يس ل للاعدونأه
وينأصرونأه ،إذا كان العمل محتاةجا إلى ذلك أما ل؟.
فلإن للما يكلن لله أعلوان أمسلك عنأله كملا أمسلك النألبي صللى الل عليله وسللما علن
الجهاد ،بمكة حتى صار له شوكة وأنأصار في المدينأة.
إوان وجد نأفسه معاةنأا فليقدما عليه فإنأه منأصور.
ول يفوت النأجاحا والفوز والفلحا إل من فوت خصلة من هذه الخصال.
الثانية :محاسبة النأفس بعد العمل.
162
وتكون بمحاسبتها على طاعة قصرت فيها في حق ال تعالى.
وحق ال في الطاعة ستة أمور وهي:
الخلص في العمل ..والنأصيحة فيه ل ..ومتابعة الرسول فيه ..وشهود مشهد
الحسان فيه ..وشهود منأة ال عليه فيه ..وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله.
ويحاسبها كذلك على كل عمل كان تركه خي ةار له من فعله ،وعلى كللل أمللر مبللاحا
أو معتاد لما فعله؟ ،وهل أراد به ال والدار الخرةا؟ ،أو أراد به الدنأيا وعاجلها؟.
وصلحا القلب بمحاسبة النأفس ،وفساده بإهمالها والسترسال معها.
صللا تلداركه
وجمللاع ذلللك أن يحاسلب نأفسله أولة علللى الف ارئللض ،فلإن تللذكر فيهللا نأق ة
إما بقضاء أو إصلحا أو الكثار من النأوافل.
ثللما يحاسللبها علللى المنأللاهي ،فللإن عللرف أنألله ارتكللب منأهللا شلليةئا ،تللداركه بالتوبللة
والستغفار والحسنأات الماحية.
ثللما يحاسللب نأفسلله كللذلك علللى الغفلللة ،فللإن كللان قللد غفللل عمللا خلللق للله ،تللداركه
بالذكر والقبال على ال تعالى.
ثللما يحاسللبها علللى مللا تكلللما بلله لسللانأه ،أو مشللت إليلله رجله ،أو بطشللت يللداه ،أو
سمعته أذنأاه ،ماذا أردت بهذا؟ ..ولما فعلته؟ ..وعلى أي وجه فعلته؟.
فكل عبد سيسأل عن الخلص والمتابعة في كل عمل) :مقلل إننألما أللنأا لبلشبر إملثلممكلما
صاإلةحا لولل إ إ إ
ميولحى إلني ألننألما إلهممكلما إلهب لواحبد فللملن لكالن ليلرمجوا للقالء لرلبه لفلليلعلملل لعلمةل ل
ميلشإرلك بإإعلبالدإةا لرلبإه أللحةدا )] ((110الكهف.[110 :
إواذا كان العبد مسؤولة ومحاسةبا على كل شيء ،فهو حقيق أن يحاسب نأفسه قبل
أن ينأللاقش الحسللاب) :ليللا ألليهلللا النلإذيلن لآلمنأملوا اتنقملوا اللنلهل لولتللنأظمللر لنألفلبس لمللا قللندلم ل
ت إللغلرد
لواتنقموا اللنهل إنن اللنهل لخإبيبر بإلما تللعلمملولن )] ((18الحشر.[18 :
وأنأفللع مللا للقلللب النأظللر فللي حللق الل ل علللى العبللد ،فللإن ذلللك يللورثه مقللت نأفسلله،
163
والزدراء عليهل للا ،ويخلصل لله مل للن العجل للب ورؤيل للة العمل للل ،ويفتل للح لل لله بل للاب الل للذل
والخضللوع والنأكسللار بيلن يلدي الل ،واليللأس ملن نأفسله ،وأن النأجلاةا ل تحصللل لله
إل بعفو ال ومغفرته ورحمته.
فإن من حقه سبحانأه أن يطلاع فل ميعصللى ،وأن ميلذكر فل مينأسلى ،وأن ميشلكر فل
ميكفر ،وأن يعبد وحده دون سواه.
فملن نأظر فلي هذا الحلق الذي لربله عليله ،عللما عللما اليقيلن أنأله غيلر ملؤرد له كملا
ينأبغي ،وأنأه ل يسعه إل طلب العفو والمغفرةا ،وأنأه إن أحيل على عمله هلك.
فه للذا مح للل نأظ للر أه للل المعرف للة ب للال تع للالى وبنأفوس للهما ،وه للذا ال للذي أيأس للهما م للن
أنأفسهما ،وعلق رجاءهما كله بعفو ال ورحمته.
قللال الل تعللالى) :قلللالل لرمجللإن إمللن النلإذيلن ليلخللامفولن أللنألعللما اللنلهم لعلليإهلمللا الدمخلملوا لعلليإهلمما
ب فلل لإلذا لدلخلتمممللوهم فلل لإننأمكلما لغللالإمبولن لولعلللى اللنل لإه فلتللونكلمل لوا إلن مكلنأتلم للما ممل للؤإمإنأيلن )((23
اللبللا ل
]المائدةا.[23 :
و لعللن لعائإلش ةل ألنن لرمسلولل اللن إه -صللى الل عليله وسللما -قللالل » لس لدمدوا لوقللاإربموا ،
ب الللعلملاإل أللدلوممهلللا إ لللى اللنلإه ، لوالعلمموا أللن للن ميلدإخلل أللحلدمكلما لعلململهم اللجننألةل ،لوألنن أللحل ن
ل إوإالن لقنل « متفق عليه).(69
إواذا تأمل العبد حال أكثر النأاس وجدهما بضد ذلك ،ينأظرون في حقهما عللى الل،
ول ينأظرون في حق ال عليهلما ،وملن هنألا انأقطعلوا علن الل ،وحجبلت قللوبهما علن
معرفته ومحبته ،والشوق إلى لقائه ،والتلذذ بذكره ،والبتهاج بطللاعته ،وهللذا غايللة
جهل النأسان بنأفسه وربه.
ل ،ثما نأظره هل قللاما بلله كمللا
فمحاسبة النأفس تكون بنأظر العبد في حق ال عليه أو ة
ينأبغي لجلل ال ثانأةيا ،ثلما نأظ ره هل أداه فلي وقتله ثالةثا ثما نأظلره فلي تقصليره علن
164
شكر ما أنأعما ال به عليه رابعةا.
وأفضللل الفكلر الفكلر فلي ذلللك ..فلإنأه يسلير بلالقلب إللى اللل ..ويطرحله بيلن يلديه
ذليلة خاضةعا ..منأكس ةار كس ةار فيه جبره ..ومفتقل ةار فقل ةار فيله غنألاه ..وذليلة ذلة فيله
عزه.
ومعرفة العبد بحق ال عليه يجعله ل يدلي بعمل أصلة كائةنأا ما كان ،ومن أدلللى
بعمله للما يصلعد إللى الل تعلالى ،والل غنألي علن كلل ملا سلواه) :لولمللن لجالهللد فلإننألملا
ميلجاإهمد إللنألفإسإه إنن اللنهل للغنأإدي لعإن اللعالإميلن )] ((6العنأكبوت.[6 :
ظلمل لت نألفإسللى ظململلا لكثإيل ل ار ولل يلغإفل لر الل للذنأو ن
ت ،فلللالغإفلر إلللى ب إل أللنأل ل ل
ة ل ل م م ل ة » اللنهمل لنما إإلنأللى ل ل م ل
ت اللغمفومر النرإحيمما « .متفق عليه).(70 ك أللنأ لك ،لوالرلحلمإنأى إننأ ل
لملغإفلرةاة إملن إعلنأإد ل
=======================
عإلجا مرض القلب من وسوسة الشيطان 2-
165
إلى التعوذ منأه ،ولما يأمر سبحانأه بالستعاذةا من النأفس في موضع واحد.
إوانأملا جاءت السلتعاذةا ملن شر النأفلس ،وشلر الشليطان فلعللن ألبإلى لارإشلرد المحلب لارنأإللى
ت إمللن لرمسللوإل ت للهم لحللدثللنأا إمنمللا لسلإملع ل
صى فلقمل م ت علبلد اللنإه لبن عمإرو لبإن العا إ
ل ل لل لقالل ألتللي م ل
ب إلى لرمسومل اللنلإه صحيفلةة فللقالل لهلذا لما لكتل ل
اللنإه -صلى ال عليه وسلما.-فلألللقى إلنى إ
ل
ق رضلى ت إفيهللا فللإلذا إفيهللا إنن أللبلا لبلكلرر ال ل
صللدي ل ظللر م-صلى ال عليله وسللما -قللالل فللنأ ل
ت .فلقللالل » ليا ت ل إوإالذا أللملسللي م
صللبلح م نإ ل إ
ال عنأه لقالل ليا لرمسلولل اللله لع لمنألى لملا ألقملومل إلذا أل ل
ن أللبللا لبلكلرر مقلإل اللنهملنما فلللاإطلر النسللمواإت والللر إ
ت ض لعللاإللما اللغليلإب لوالنشللهالدإةا لل إللهل إل أللنأل ل ل ل
إ إ
طاإن لولشللركه لوأللن ك إمللن لشللر لنألفسللى لومللن لشللر الشللي ل
ن إ إ ب مكللل لشللىرء لولمإليلكلهم ألمعللومذ بإل ل لر ن
ف لعلللى لنألفإسللى مسللوةءا أللو ألمج لنرهم إلللى مملس للإرما « .أخرجه البخاري في الدب المفممرد أللقتللإر ل
والترمذي ).(71
فالشر كله إما أن يصدر من النأفس ..أو يصدر من الشيطان.
وغ للايته :إم للا أن تع للود عل للى العام للل ،أو عل للى أخي لله المس لللما ،فتض للمن الح للديث
السلتعاذةا ملن الشر وأسلبابه وغلايته ،وبيلان مصلدري الشر ،وغلايتيه اللتي يصل
إليهما.
وأمر ال علنز وجلنل بالستعاذةا ملن الشليطان عنألد ق راءةا القلرآن كملا قلال سلبحانأه:
طابن ت القمل للآرلن لفالسلتلإعلذ بإللاللنإه إمللن النشللي ل
طاإن النرإجيلإما ) (98إننألهم لليللس للهم مسلل ل )فللإلذا قلل للأر ل
لعللى النإذيلن لآلمنأموا لولعللى لرلبإهلما ليتللونكملولن )] ((99النحل.[99 ،98 :
فللالقرآن شللفاء لمللا فللي الصللدور ،يللذهب مللا يلقيلله الشلليطان فيهللا مللن الوسللاوس
والشللهوات ،والرادات الفاسللدةا ،فللأمر الل العبللد أن يطللرد مللادةا الللداء ،ويخلللي منألله
القلب.
والقرآن مادةا الهدى والعلما والخير في القلب ،وكلمللا أحلس الشليطان بنأبللات الخيلر
()71أخرجه البخاري في الدب المفرد برقما ) ،(1239وهذا لفظه ،صحيح الدب المفرد رقما ).(914
وأخرجه الترمذي برقما ) ،(3529صحيح سنأن الترمذي رقما ) .(2789صحيح
166
فللي القلللب سللعى فللي إفسللاده إواح ارقلله ،فللأمر أن يسللتعيذ بللال علنز وجلنل منألله ،لئل
يفسد عليه ما يحصل له بالقرآن من المنأافع.
والملئكة تدنأو من قلارئ القلرآن ،وتسلتمع لقراءتله ،والشلليطان ضلد المللك وعلدوه،
فل للأمر القل للارئ أن يطلل للب مل للن الل ل تعل للالى مباعل للدته عنأل لله ،حل للتى يحضل لره خل للاص
ملئكته.
وكللذلك الشلليطان يجلللب علللى القللارئ بخيللله ورجللله ،حللتى يشللغله عللن النأتفللاع
بالقرآن ،ويحول بينأه وبينأه ،فأمر عنأد الشروع في القراءةا أن يستعيذ بال منأه.
وكللذلك الشلليطان يلقللي فللي قلراءةا القللارئ ،ويلبللس عليلله ،ولهللذا يغلللط القللارئ تللارةا،
ويخلط عليه تارةا ،فأمر ال سبحانأه بالستعاذةا منأه عنأد قراءةا القرآن.
والل ل عل لنز وجل لنل ل يجعللل للكللافرين علللى المللؤمنأين سللبي ة
ل ،لكللن قللد تصللدر مللن
المؤمنأين من المعاصي والمخالفلات اللتي تضلاد اليمللان ،مللا يصلير بله للكلافرين
عليهللما سللبيل بحسللب تلللك المخالفللة ،فهللما الللذين تسللببوا إلللى جعللل السللبيل عليهللما،
كما تسببوا إليه يوما أممحد بمعصية الرسول ومخالفته.
صولن بإمكلما فلإلن نإ
فالصل نأصر ال لمن أطاعه ،وخذلن من عصاه) :الذيلن ليتللرنب م
ب لقالموا ألللماصي ب لكان لمكما فلتلبح إمن اللنإه لقالموا أللما لنأمكلن معمكما إوإالن لكان إلللكاإفإرين لنأ إ
ل ل لل ل ل ل ل ل ل
لنألستللحإولذ لعلليمكلما لولنألملنألعمكلما إملن المملؤإمإنأيلن لفاللنهم ليلحمكمما لبليلنأمكلما ليلولما الإقليالمإة لوللن ليلجلعلل
اللنهم إلللكاإفإريلن لعللى المملؤإمإنأيلن لسإبيةل )] ((141النأساء.[141 :
ب لمكل للما ل إوإالن ليلخ لمذلمكلما فللم للن لذا الن لإذي إ ن
وقللال ال ل سللبحانأه) :إلن ليلنأ م
ص للرمكمما الل لهم فللل لغللال ل
صمرمكلما إملن لبلعإدإه لولعللى اللنإه لفلليتللونكإل المملؤإممنأولن )] ((160آل عمران.[160 : ليلنأ م
وال سبحانأه لما يجعل للشيطان على العبد سلطاةنأا ،حتى جعل له العبد سبيلة
طا وقه ةار
إليه بطاعته والشرك به ،فجعل ال حينأئذ للشيطان على النأسان تسل ة
بالغواء والضلل ،بحيث يؤزهما إلى الكفر والشرك والمعاصي ،ويزعجهما
167
إليها ،ول يدعهما يتركونأها كما قال سبحانأه) :ألللما تللر ألننأا أللرلسللنأا النشلياإطيلن لعللى
اللكاإفإريلن تلمؤلزمهلما أللاز )] ((83مريما.[83 :
فالتوحيد واليمان ،والخلص والتوكل على ال يمنأع سلطانأه كما قال ال
طابن لعللى النإذيلن لآلمنأموا لولعللى لرلبإهلما ليتللونكملولن )((99
سبحانأه) :إننأهم لليلس لهم مسل ل
]النأحل.[99 :
والشرك وفروعه من المعاصلي والمنأكلرات والفلواحش يلوجب سللطانأه عللى البشر
الذين تولوه ،ودخلوا في طاعته ،وانأضموا لحزبه.
فهل للؤلء الل للذين جعلل لوا للشل لليطان وليل للة علل للى أنأفسل للهما ،فل للأزهما إلل للى المعاصل للي أةزا،
طامنأهم لعللى النإذيلن ليتللولنلولنأهم لوالنلإذيلن
وقادهما إلى النأار من حيث ل يشعرون) :إننألما مسل ل
مهلما بإإه مملشإرمكولن )] ((100النأحل.[100 :
وقد استولى الشيطان على كثير من قلوب البشر وأبدانأهما ،أمرهما بللالكفر فكفللروا،
ظننأهم لفاتنلبمعوهم إنل فلإريةقا إملن ق لعلليإهلما إلبإليمس ل صند ل
وزين لهما المعاصي فعصوا) :لولقللد ل
المملؤإمإنأيلن )] ((20سبأ.[20 :
وجميع ذلك بقضاء من أزمة المور بيده ،فمن وجد خيل ةار فليحمللد اللل ،ومللن وجللد
غير ذلك فل يلومن إل نأفسه ،وال حكيما عليما.
والشلليطان دأبلله وديللدنأه الوسوسللة ،فللإذا ذكللر العبللد ربلله هللرب الشلليطان وخنأللس
واختفللى ،فللإن ذكللر الل ل هللو مقمعتلله الللتي يقمللع بهللا كمللا يقمللع المفسللد والشل لرير
بالمقامع التي تروعه من سياط وحديد وعصي ونأحوها.
فللذكر الل ل عل لنز وجل لنل يقمللع الشلليطان ويللؤلمه ويللؤذيه ،كالمقللامع الللتي تللؤذي مللن
ميضرب بها من البشر.
ولهذا يكون شيطان المؤمن هزيلة ضئيلة مضنأى ،مما يعذبه المللؤمن ويقمعلله بلله
من ذكر ال وطاعته.
168
فكلما اعترضه صلب عليله سلياط اللذكر والتللوجه والسلتغفار والطاعللة ،فشليطانأه
معه في عذاب شديد.
أما شيطان الكافر فهو معه في راحة ودعة ،ولهلذا يكلون قوةيلا عاتةيلا شلديةدا ،لنأله
مطاع فيما يلأمر بله ملن المعاصلي والمنأكلرات ،فملن للما يعلذب شليطانأه بلذكر الل
في الدنأيا وتوحيده واستغفاره وطاعته ،عذبه شيطانأه في الخرةا بعذاب النأار.
فل بند لكل أحد أن يعذب شيطانأه ..أو يعذبه شيطانأه ..وأنأت أحدهما ول بد.
والشر نوعان:
شر من داخل النأفس ..وشر من خارج النأفس.
وسورةا الفلق تضمنأت الستعاذةا من الشر الخارجي ،وهو ظلما الغير له ،كما قللال
ق ) (2وإمللن لشللر لغاإسل ر
ق إلذا ق ) (1إمللن لشللر لمللا لخلل ل ب اللفلل إسللبحانأه) :قمللل ألمعللومذ بإللر ل
ل
ب ) (3لوإمل للن لشل للر الننأنفاثلللاإت إف للي المعقلل لإد ) (4لوإمل للن لشل للر لحاإسل لرد إلذا لحلسل للد )((5 لوقلل ل ل
]الفلق.[5-1 :
والشر الخارجي الذي أمر العبد أن يستعيذ بال منه أربعة أقسام:
الول :السللتعاذةا مللن كللل شللر فللي أي مخلللوق قللاما بلله الشللر مللن إنأسللان أو غيلره
من جن أو حيوان أو هامة أو دابة أو ريةحا أو صاعقة أو غيرها.
الثاني :شللر الغاسللق إذا وقللب ،وهللو الليللل إذا أظلللما ،والقمللر علمتلله ،وهللو محللل
سلطان الرواحا الشريرةا الخبيثة ،وفيه تتسلط شياطين النأس والجن مللا ل تتسلللط
في النأهار ،والفلق هو الصبح الذي يطرد الظلما.
الثممالثا :شللر النأفاثللات فللي العقللد ،وهللي الرواحا الش لريرةا ،والنأفللس الخبيثللة ،فللإذا
تكيفللت نأفسلله بللالخبث والشللر الللذي يريللده بالمسللحور ،ويسللتعين عليلله بللالرواحا
الخبيثة ،نأفث في تلك العقد فيقع السحر.
الرابع :شر الحاسد إذا حسد ملن النألس والجللن ،وكلل عنألده حسلد ،ولكللن الملؤمن
169
يدفعه ،والحاسد عدو النأعما يتمنأى زوالها.
فسورةا الفلق تضمنأت الستعاذةا من هذه الشرور الخارجية الربعللة ،ويسللمى ذلللك
كله شر المصائب.
أما سورةا النأاس فقد تضمنأت الستعاذةا من الشر الذي هو ظلما العبد لنأفسه ،وهو
شر من داخل النأسان ،ويسمى شر المعائب التي أصللها الوسوسلة كملا قال الل
س ) (3إم للن لش للر س ) (2إللإه الننأللا إ س ) (1لمإل لإك الننأللا إ
ب الننأللا إسللبحانأه) :مق للل ألمعللومذ بإللر ل
س ) (5إملن الإجننألإة والننأللا إ صمدوإر الننأا إ إ نإ
س) ل س ) (4الذي ميلولسإومس في م س اللخننأا إالولسوا إ
ل ل
] ((6النأاس.[6-1 :
والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ،ول ثالث لهما.
فممالول :وهللو شللر المصللائب ،ل يللدخل تحللت التكليللف ،لنألله ليللس مللن كسللب
النأسان.
والثاني وهو شر المعائب ،يلدخل تحللت التكليلف ،ويطللب ملن العبلد الكلف عنألله،
وهو منأشأ العقوبات في الدنأيا والخرةا.
وال ل ع لنز وج لنل سللميع لسللتعاذةا عبللده ،عليللما بمللا يسللتعيذ منألله ،مللرةا يقللرن السللمع
بالعلما ،ومرةا يقرنأه بالبصر ،لقتضاء حال المستعيذ ذلك.
فالستعاذةا من الشيطان الذي نأعلما وجوده ول نأراه جاءت بلفظ السميع العليما كمللا
ض لعل لإن اللج للاإهإليلن ) (199ل إوإانم للا ق للال س للبحانأه) :مخل لإذ العلفل لو ولأمل لر بإللالعر إ
ف لوأللعل لإر ل مل ل ل ل مل
طاإن لنأل للزغب لفالسل لتلإعلذ بإ للاللنإه إننأل لهم لسل لإميعب لعإليل لبما )] ((200العل لراف:
ك إمل للن النشل للي ل
ليلنألزلغننأل ل ل
.[200
والستعاذةا من شر النأس الذين يرون بالبصار جاء بلفلظ السلميع البصلير كملا
ق للال س للبحانأه) :إنن النل لإذيلن ميلج للاإدملولن إف للي لآلي للاإت اللنل لإه بإلغليل لإر مسل لل ل
طارن ألتلللامهلما إلن إف للي
صلليمر )((56 ص لمدوإرإهما إنل إكلب لر مللا مه لما بإبللاإلإغيإه لفاس لتلإعلذ بإللاللنإه إننأ له مه لو النس لإميع الب إ
م ل م ل ل ب ل ل ل ل م
170
]غافر.[56 :
وذلللك لينأبسللط المسللتعيذ ،وليعلللما أن الل سللميع لسللتعاذته ،مجيللب للله ،عليللما بكيللد
عدوه ،يراه ويبصره ،فيقبل الداعي على الدعاء.
س )(1 وقد اشتملت الضافات الثلث في قوله سبحانأه) :مقلل ألمعومذ بإلر ل
ب الننأا إ
س ) ((3على جميع قواعد اليمان ،وتضمنأت معانأي س ) (2إلإه الننأا إ
لملإإك الننأا إ
أسماء ال الحسنأى.
فالضافة الولى) :بإلر ل
ب الننأا إ
س(إضافة الربوبية المتضمنأة لخلق العباد
وتدبيرهما ،وتربيتهما إواصلحهما ،وجلب ما ينأفعهما ،ودفع ما يضرهما ،وحفظهما
مما يفسدهما.
والضافة الثانية) :لمإلإك الننأا إ
س( إضافة الملك ،فهو الملك المتصرف فيهما ،وهما
عبيده ومماليكه ،وهو المدبر لهما كما يشاء ،النأافذ القدرةا فيهما ،الذي له السلطان
التاما عليهما ،فهو ملكهما الحق الذي إليه مفزعهما عنأد الشدائد والنأوائب ،فليس لهما
ملك غيره يلجؤون إليه إذا دهمهما العدو ،ويستنأصرونأه إذا نأزل العدو بساحتهما،
فهو الملك المر النأاهي ،العزيز الجبار ،الحكما العدل ،القوي العظيما ،الذي له
كل شيء ،وبيده كل شيء.
والضافة الثالثة) :إلإه الننأا إ
س( إضافة اللهية إليهما ،فهو إلههما الحق،
ومعبودهما الذي ل إله لهما سواه ،ول معبود لهما غيره ،فكما أنأه وحده ربهما
وملكهما ،لما يشركه في ربوبيته ول في ملكه أحد ،فكذلك هو وحده إلههما
ومعبودهما ،فل يحل لهما أن يجعلوا معه شريةكا في إلهيته.
وقل ل للدما سل ل للبحانأه الربوبيل ل للة لعمومهل ل للا وشل ل للمولها لكل ل للل مربل ل للوب ..وأخل ل للر اللوهيل ل للة
لخصوصللها ،لنألله سللبحانأه إللله مللن عبللده ووحللده ،إوان كللان فللي الحقيقللة ل إللله
سواه.
171
ووس للط المل للك ،لن المل للك ه للو المتص للرف بق للوله وأمل لره ،فه للو المط للاع إذا أم للر،
فملكه سبحانأه من كمال ربوبيته ،وكونأه إلههما الحق من كمال ملكه.
والمستعيذ :هللو كللل مكلللف س لواء كللان نأبةيللا أو ملةكللا ،أو إنأس لةيا أو جنأةيللا ،لن كللل
عبد وكل مخلوق محتاج ،والمحتاج ل ملجأ له إل ال اللذي خلقله ،فل ملجلأ منأله
إل إليه سبحانأه.
والمستعاذ به :هللو الل علنز وجلنل ،فللإن المسللتعاذ بلله ل بلند أن يكللون قللاد ةار مطلقةللا
علللى الجللارةا والتعويللذ ،عالةمللا بجميللع أح لوال المسللتعيذ ،وذلللك ل يعلملله إل اللل،
فكل استعاذةا بغير ال شرك وخيبة.
أما المستعاذ منأه فكلثير كملا ورد فلي القلرآن والسلنأة ملن السلتعاذةا ملن الشيطان،
وشل للر م للا خل للق الل لل ،وش للر الغاس للق ،وشل للر النأفاث للات ،وشل للر الحاسل للد إذا احس للد،
والجهالة ،والسؤال عما ل يليق.
وفل للي السل للنأة السل للتعاذةا بل للال مل للن جهل للد البلء ،ودرك الشل للقاء ،وسل للوء القضل للاء،
وشماتة العداء.
والسل للتعاذةا مل للن اله للما والح للزن ،والعج للز والكسل للل ،وع للذاب الق للبر ،وفتنأل للة المحي للا
والمم للات ،وفتنأ للة المس لليح ال للدجال ،وم للن ع للذاب جهنأ للما ،وم للن ال للبرص والجنأ للون
والجوع ونأحو ذلك.
ولمللا كللان شللر الشلليطان جنأةيللا أو إنأسل لةيا أكللبر المللور المانأعللة مللن قل لراءةا القل لرآن
والدعوةا إليه ،اختص بالذكر بالستعاذةا منأه عنأد قراءةا القرآن.
ومخلوقات ال تنقسم إلى ثلثة أقسام:
الول :شللر محللض كالنأللار إوابليللس باعتبللار ذاتهمللا ،أمللا باعتبللار الحكمللة الللتي
خلقهما ال من أجلها فهي خير ،وفيها من المنأافع ما ل يحصيه إل ال.
الثاني :خير محض كالجنأة والرسل والملئكة.
172
الثالثا :ما فيه خير وشر ،ونأفع وضر ،كعامة المخلوقات.
إ
ب لبللن والستعاذةا إنأما تكون من شر ما فيه شر فلعإن اللحاإرث لبلإن ليلعقلملو ل
ب ألنن ليلعقلملو ل
ص ليقملومل ت لسللعلد لبللن ألبإلى وقنلا ر
ل لعلبإد اللنإه لحندثلهم ألننألهم لسلإملع مبلسللر لبللن لسلإعيرد ليقملومل لسلإملع م
ت لرمسللولل اللنل لإه -صلللى الل ل عليلله ت لحإكيل لرما اللسل للإمنيةل تلقمللومل لسل لإملع م لسل لإملع م
ت لخلولل لةل بإلنأل ل ل
وسلللما -ليقمللومل » لم للن لنأ للزلل لملنأ لإزلة ثملنما قلللالل ألمعللومذ بإلكلإلمللاإت اللن لإه النتانمللاإت إم للن لش للر لمللا
ك « .أخرجه مسلم).(72 ضلرهم لشلىبء لحنتى ليلرتلإحلل إملن لملنأإزإلإه لذلإ ل ق .للما لي ملخل ل
والذي يوسوس في صدور الناس نوعان:
إنأس ..وجن.
س ) (5إملن الإجننأإة والننأا إ
صمدوإر الننأا إ إ نإ
س )(6 ل كما قال سبحانأه) :الذي ميلولسإومس في م
( ]النأاس.[6 ،5 :
ضللا يوسللوس للنأسللي ،والوسوسللة
فالجنأي يوسوس في صدور النأس ،والنأسي أي ة
اللقاء الخفي في القلب ،وهذا مشترك بين النأس والجن ،إوان كللان النأسللي يلقللى
بواسللطة الذن ،والجنأللي ل يحتللاج لللذلك ،لنألله يللدخل فللي ابللن آدما ،ويجللري منألله
مجرى الدما.
ونأظيللر اشللتراكهما فللي هللذه الوسوسللة ،اشللتراكهما فللي الللوحي الشلليطانأي كمللا قللال
إ ك لجلعللنأا لإمكلل لنأبإري لعمدلوا لشلياإطيلن ا لإللنأ إ سبحانأه) :لولكلذلإ ل
س لوالإجلن ميوحي لبلع م
ضهملما إلللى
ف القلللوإل مغلمروةار لولللو لشللالء لرلبل ل
ك لمللا فللعللملوهم فلللذلرمهلما لولمللا ليلفتللمرولن )((112 لبلعل ر
ض مزلخلمر ل
]النأعاما.[112 :
فالشيطان يوحي إلى النأسي باطله ،ويوحيه النأسي إلى إنأسي مثله.
فش ل للياطين النأ ل للس والج ل للن يش ل للتركون ف ل للي ال ل للوحي الش ل لليطانأي ،ويش ل للتركون ف ل للي
الوسوسة.
173
ك إمللن لهلمل لازإت ب ألمعلومذ بإل لنأسأل ال السلمة من شر هؤلء ..وشر هؤلء) :لومقللل لر ل
ضمروإن )] (98المؤمنون.[98 ،97 : ب أللن ليلح م ك لر ل النشلياإطيإن ) (97لوألمعومذ بإ ل
ت اللنهملنما
صللم م
ك لخا ل ت لوبإل ل
ك أللنألبل م
ت ل إوإالليل لك تلللونكل م
ت لولعلليل لك آلملنأل م ت لوبإل ل
ك أللسلللم م » اللنهملنما لل ل
ن
ت لوالإج للن ت اللح للى الن لإذى لل ليممللو م ض للنإنأى أللنأ ل ل
ت أللن تم إ ك لل إل لهل إل أللنأ ل ل إإلنأللى ألمعللومذ بإإعنزتإ ل ل
لواإللنأمس ليممومتولن « .متفق عليه).(73
=======================
174
شفاء القلوب والبدان 3-
ظل لةب إمل للن لرلبمكل للما لوإشل للفابء لإلمللا إفللي
قللال الل ل تعللالى) :ليللا ألليهلللا الننأللامس قلل للد لجللالءتلمكلما لملوإع ل
صمدوإر لومهةدى لولرلحلمةب لإلمملؤإمإنأيلن )] ((57يونأس.[57 : ال ل
وقال ال تعالى) :لومنألنألزمل إملن القم للآرإن لما مهلو إشلفابء لولرلحلمةب إللمملؤإمإنأيلن لولل ليإزيمد
ظالإإميلن إنل لخلسا ةار )] ((82السراء.[82 : ال ن
القرآن كتاب ال عنز وجنل ،شفاء لملا فلي الصدور ملن أملراض الشلهوات الصلادةا
عن النأقياد للشرع ،وأمراض الشبهات القادحة في العلما اليقينأي.
إواذا شفي العبد ملن أملراض الشلهوات ،وأملراض الشبهات ،زال سلقمه ،فقلدما ملراد
ال ل علللى م لراد النأفللس ،وصللار مللا يرضللي ال ل أحللب إلللى العبللد مللن شللهوةا نأفسلله،
ووصل القلب إلى أعلى درجات اليقين.
إواذا صللح القلللب مللن مرضلله ،ورفللل بللأثواب العافيللة ،تبعتلله الج لوارحا كلهللا ،فإنأهللا
تصلح بصلحه ،وتفسد بفساده.
ت لرمسلولل اللن إه -صللى الل ت اللنألعلملالن لبللن لبإشليرر ليقملومل لسلإملع م فلعلن لعاإمرر لقالل لسلإملع م
ت لل ليلعلممهلللاعليلله وسلللما -ليقمللومل » اللحللمل لبليل لبن لواللحل ل لارمما لبليل لبن ،لولبليلنأهململلا مملشل لنبلها ب
ض لإه ،لولم للن لوقل للع إفللى س ،فلم لإن اتنقلللى الملش لنبهاإت اس لتللب ألر إل لإديإنأإإه وإعر إ
ل ل ل ل م ل
إ إ
لكثي لبر م للن الننأللا إ ل
ك أللن ميلواإقلعهم .أللل ل إوإانن لإمكلل لملإرك إحةمللى ، اللشمبلهاإت لك لاررع ليلرلعى لحلولل الإحلمى ،ميوإش م
تصل لللح ل ضل لإه لملحللاإرممهم ،أللل ل إوإانن إفللى اللجلسل لإد مم ل أللل إنن إحمللى الللن لإه إفللى ألر إ
ضل للغةة إلذا ل ل ل
ب « .متفممق إ ل ل
ت فللسل للد اللجلسل لمد مكلل لهم .أللل لوهل للى اللقلل ل م صل لللح اللجلسل لمد مكلل لهم ،ل إوإالذا فللسل للد ل
ل
)(74
عليه .
ويحصل للمؤمنأين بالقرآن كل هدى ..وكل رحمة.
فالهدى :هو العلما بالحق والعمل به.
175
والرحممة :هللي مللا يحصللل مللن الخيللر والحسللان ،والث لواب العاجللل والجللل لمللن
اهتدى به.
إواذا حصل الهدى للعبد ،وحللت الرحملة النأاشلئة عنأله ،حصلللت السلعادةا والفلحا،
والربح والنأجاحا ،والفرحا والسرور.
ضإل اللنإه لوبإلرلحلمتإإه فلبإلذلإ ل
ك ولذلك أمر ال عنز وجنل بالفرحا بذلك فقال) :مقلل بإفل ل
لفلليلفلرمحوا مهلو لخليبر إمنما ليلجلممعولن )] ((58يونأس.[58 :
فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحملة ،وليللس ذللك لكلل أحلد ،إوانأملا ذللك للملؤمنأين
به ،المصدقين بآَياته ،وأملا الظللالمون بعللدما التصلديق بله ،أو علدما العملل بله ،فل
يزيدهما إل خساةرا ،إذ به تقوما عليهما الحجة.
والشل للفاء الل للذي تضل للمنأه القل ل لرآن ،عل للاما لشل للفاء القلل للوب مل للن الشل للبه والجهل للالت،
والنأحرافات والراء الفاسدةا ونأحوها.
فهو مشتمل على العلما اليقينأي الذي تزول به كل شبهة وجهالة.
ومشتمل على الوعظ والتذكير الذي تزول به كل شهوةا تخالف أمر ال ،ومشتمل
على شفاء البدان من أسقامها وآلمها.
فلالقرآن شلفاء للسلقاما القلبية ،والسلقاما البدنأيلة ،لنأله يحلث عللى اليملان والتوبلة
من الذنأوب ،ويزجلر علن مسلاوئ الخلق ،وأقبلح العملال ،ويلأمر بالعلدل وعلدما
السراف ،واجتنأاب الخبائث والمضرات.
وأهللل الهللدى واليمللان لهللما شلرحا الصللدر واتسللاعه وانأفسللاحه ،وأهللل الضلللل لهللما
إ ن
ضلليق الصللدر والحللرج كمللا قللال سللبحانأه) :فللمللن ميلإرإد الللهم أللن ليهلدليهم ليلشللرلحا ل
صللدلرهم
صلنعمد إفللي النسللماإء
ضلليةقا لحلرةجلا لكألننألمللا لي ن إن إل ل إ إ
للسلللما لولمللن ميلإرلد أللن ميضللهم ليلجلعللل ل
صللدلرهم ل
ك ليلجلعمل اللنهم اللرلجلس لعللى النإذيلن لل ميلؤإممنأولن )] ((125النأعاما.[125 : لكلذلإ ل
فقلللب الكللافر ل يصللل إليلله شلليء مللن الخيللر ،فيجعللل الل صللدره ضلليةقا حرةجلا ،إذ
176
سمع ذكر ال اشمأز قلبه ،إواذا ذكلر شلليء مللن عبلادةا الصلنأاما واللهللو ارتلاحا إلللى
ب الن لإذيلن لل ميلؤإمنأمللولن بإللالللإخلرإةا ل إوإالذا مذإك للر ذلللك ) :ل إوإالذا مذإك للر اللن لهم لولحل للدهم الشل للمألنز ل
ت مقلمللو م
النإذيلن إملن مدونأإإه إلذا مهلما ليلستللبإشمرولن )] ((45الزمر.[45 :
ولمللا كللان القلللب محلة لليمللان والتوحيللد ،والعلللما والمعرفللة ،والمحبللة والسللكينأة،
والصدق والخلص ونأحوها ،وكانأت هذه الشياء إنأما تدخل في القلب إذا اتسلع
لها.
فإذا أراد ال هداية عبد ،وسع صدره وشرحه ،فدخلت فيه وسكنأته.
إواذا أراد ضلللله ،ضلليق صللدره وأحرجلله ،فلللما يجللد محلة يللدخل فيلله ،فيعللدل عنألله
إلى غيره ول يساكنأه.
وكل شيء فارغ إذا دخل فيه الشيء ضاق به ،وكلما أفرغت فيله زيادةا ضلاق إل
القللب الليللن السلليما ،فكلملا أفللرغ فيلله اليملان والعلللما ،اتسلع وانأفسلح وانأشلرحا ،وهللذا
من آيات قدرةا الرب عنز وجنل.
وشل لرحا الص للدر م للن أعظ للما أس للباب اله للدى ،وض لليق الص للدر م للن أعظ للما أس للباب
الضلل ،وشلرحا الصلدر لليملان والهلدى ملن أج لل النأعلما ،كملا أن ضليق الصلدر
من أعظما النأقما.
وكلم للا دخ للل نأ للور العل للما واليم للان واله للدى ف للي القل للب انأفس للح وانأشل لرحا ،والم للؤمن
منأشرحا الصدر في هذه الدار على ما نأاله من مكروهاتها ،إواذا قوي اليمان كللان
على مكارهها أشرحا صد ةار منأه على شهواتها ومحابها.
فإذا فارقها كلان انأفسلاحا روحله ،والشلرحا الحاصلل له بفراقهلا أعظلما بكلثير ،كحلال
من خرج من سجن ضيق إلى فضاء واسع موافق له ،فالدنأيا سجن المؤمن وجنأللة
الكافر.
فإذا بعث ال المؤمن يوما القيامة ،رأى من انأشراحا صدره وسعته ما ل نأسبة لما
177
قبله إليه ،فشرحا الصدر كما أنأه سبب الهداية ،فهو أصل كل نأعمة ،وأساس كل
خير ،وقد طلب موسى من ربه أن يشرحا له صدره ،لما علما أنأه ل يتمكن من
تبليغ رسالة ال إل بشرحا صدره فل) :لوليلسلر إلي أللمإري ) (26لوالحلملل معلقلدةاة إملن
إللساإنأي ) (27ليلفقلهموا قللوإلي )] ((28طه.[28-25 :
أما السباب التي تشرحا الصلدور فهلي نألور يقلذفه الل فلي القلب ،فلإذا دخلله ذللك
النأور اتسع بحسب قوةا النأور وضعفه ،إواذا فقد ذلك النأور أظلما وضاق ،وهو هبة
من ال تعالى.
والمر كله ل ،والخير كله بيديه ،وليس مع العبد من نأفسه شيء ،بللل الل واهللب
السللباب ومسللبباتها ،يمنأحهللا مللن يشللاء ،ويمنأعهللا مللن يشللاء ،وهللو أعلللما حيللث
يجعل رسالته.
إواذا أراد الل ل بعب للده خيل لةرا ،وفق لله لس للتفراغ وس للعه ،وب للذل جه للده ،فيم للا يحب لله الل ل
ويرضاه ،وفي الرغبة إليه ،وفي الرهبة منأه.
وبقل للدر قيل للاما الرغبل للة والرهبل للة فل للي القلل للب يحصل للل التوفيل للق للعبل للد ،والرغبل للة فل للي
الطاعات ،والحذر من المعاصي.
والرغبة والرهبة بيد ال ل بيد العبد ،وهما مجرد فضل ال ومنأته.
يجعلهما ال في المحل الذي يصلح لهما ،ويليق بهما ،ويحبسلهما عملا ل يصللح
لهما ،ول يليق بهما.
فإن قيل فما ذنأب من ل يصلح؟.
قيل :أكثر ذنأوبه أنأه ل يصلح ،لن صلحيته بما اختاره لنأفسه ،وآثره وأحبلله مللن
الضلل والغي على بصيرةا من أمره.
فللآَثر ه لواه علللى حللق ربلله ومرضللاته ،واسللتحب العمللى علللى الهللدى ،وكللان كفللر
المنأعللما عليلله بصللنأوف النأعللما ،وجحللد إلهيتلله ،والشللرك بلله ،والسللعي فللي مسللاخطه،
178
أحللب إليلله مللن شللكره وتوحيللده ،والسللعي فللي مرضللاته ،فهللذا مللن عللدما صلللحيته
لتوفيق خالقه ومالكه.
وأي ذنأب إواعراض فوق هذا؟.
فإذا أمسك الحكما العدل توفيقه عمن هذا شأنأه ،كان قد علدل فيلله ،وانأسللدت عليله
أبواب الهدايلة ،وطلرق الرشلاد ،فأظلما قلبه ،فضلاق علن دخلول السللما واليملان
فيه.
فلو جاءته كل آية لما تزده إل ضللة وكف ةار وعنأاةدا كما قال سبحانأه) :إنن النإذيلن
ر ت لعلليإهلما لكلإلمةم لرلب ل
بك لل ميلؤإممنأولن ) (96لوللو لجالءتلهملما مكلل لآلية لحنتى ليلرموا اللعلذا ل لحقن ل
الللإليلما )] ((97يونأس.[97 ،96 :
تض لعلنأهلللا لولنأإسللي لمللا قللندلم ل إ إ وقال سبحانأه) :وملن أل ل إ
ظلمما منمللن مذلكللر إآَبلليلات لرلبله فللأللعلر ل لل
إ إ
ليلداهم إننأا لجلعللنأا لعللى مقملوبإإهلما ألكننأةة أللن ليلفقلمهوهم لوإفي لآلذانأإهلما لولق ةار ل إوإالن تللدمعهملما إللى الهملدى
لفللن ليلهتلمدوا إةذا أللبةدا )] ((57الكهف.[57 :
ومن شرحا ال صدره للسلما واليمان ،وأنأار قلبله بالتوحيللد ،وعلرف عظمللة ربله،
وجميللل إحسللانأه إوانأعللامه ،صللار لقلبلله عبوديللة أخللرى ،ومعرفللة خاصللة ،وعلللما أنألله
عبد من كل وجه ،وبكل اعتبار.
وعلللما أن الل ل تعللالى رب كللل شلليء ومليكلله ،والمللر كللله بيللده ،والحمللد كللله للله،
وأزمة المور كلها بيده ،ومرجعها كلها إليه.
وأعظللما أسللباب شلرحا الصللدر التوحيللد ،وعلللى حسللب كمللاله وقللوته وزيللادته يكللون
للسلللإما فلهمللو لعللى منألورر إمللن لرلبلإه
صللدلرهم لإ ل إ ن
انأشراحا صلدر صلاحبه) :ألفللمللن لشللرلحا الللهم ل
ضللرل ممإبيرن )] ((22الزمر.[22 : فلوليبل إلللقاإسيإة مقملوبهما إملن إذلكإر اللنإه مأولئإ ل إ
ك في ل م مل ل ل
فالتوحي للد م للن أعظ للما أس للباب شل لرحا الص للدر ،والش للرك م للن أعظ للما أس للباب ض لليق
الصدر.
179
ومنأها نأور اليمان الذي يقذفه ال في قلب العبد ،فيشرحا الصدر ويوسعه.
ومنأهللا العلللما ،فللإنأه يشلرحا الصللدر ويوسللعه حللتى يكللون أوسللع مللن الللدنأيا ،والجهللل
ي للورثه الضلليق والحص للر ،فكلم للا اتس للع عل للما العبللد بللال وأس للمائه وص للفاته ودينأ لله
وشرعه انأشرحا صدره واتسع.
ومنأه للا النأاب للة إل للى الل ل س للبحانأه ،ومحبت لله بك للل القل للب ،والقب للال علي لله ،والتل للذذ
بعبادته ،فل شيء أشرحا لصدر العبد من ذلك.
وكلما كانأت المحبة ل أقوى وأشد ،كان الصدر أفسح وأشرحا.
وم للن أعظ للما أسللباب ض لليق الصللدر العل لراض ع للن الل ل تع للالى ..وتعل للق القلللب
بغيلره ..والغفلللة عللن ذكلره ..ومحبتلله سلواه ..فلإن مللن أحلب غيلر الل عللذب بله..
وسجن قلبه في محبة ذلك الغير ،فما في الرض أشقى منأه.
ومن أسباب شرحا الصلدر وشلفاء القللب الحسللان إلللى الخللق ،ونأفعهللما بملا يمكنأله
من المال والجاه.
ف للالكريما المحس للن أشل لرحا النأ للاس ص للدةرا ،وأطيبه للما نأفةس للا ،والبخي للل أض لليق النأ للاس
صدةرا ،وأعظمهما هةما ،وأنأكدهما عيةشا.
ومن أسباب شرحا الصدر دواما ذكر ال على كل حال ،وفي كل موطن.
ومنأهللا الشللجاعة ،فللإن الشللجاع أشل لرحا النأللاس صللدةرا ،وأوسللعهما صللدةرا ،والجبللان
أضيق النأاس صد ةار ل فرحة له ول سرور.
وحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر نأعيةما وعذاةبا ،وسجةنأا وانأطلةقا.
ومنأها ترك فضول النأظر والكلما ،والسللماع والمخالطللة ،والكللل والنألوما ،فللإن هلذه
الفضول إذا لما تترك ،تستحيل آلةما وغموةما وهموةما في القلب ،تحصلره وتحبسلله
ويتعذب بها.
فما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الفات بسهما؟.
180
وما أنأكد عيشه؟ ..وما أسوأ حاله؟ ..وما أشد حصر قلبه؟.
وما أنأعما عيش من ضرب في كل خصلة من الخصال المحمودةا بسهما؟.
وكانأت همته دائرةا عليها حائمة حولها ،فلهذا نأصيب وافر من قوله سبحانأه:
)إنن اللللب لارلر لإفي لنأإعيرما )] ((13النأفطار.[13 :
ولل ل للذلك نأصل ل لليب وافل ل للر مل ل للن قل ل للوله سل ل للبحانأه ) :ل إوإانن الفمنجل ل للالر لإفل ل للي لجإحيل ل لرما )((14
]النأفطار.[14 :
وبينأهما مراتب متفاوتة ل يحصيها إل ال تبارك وتعالى.
والنأللبي صلللى ال ل عليلله وسلللما أكمللل الخلللق فللي كللل صللفة يحصللل بهللا انأش لراحا
الصدر ..وأكملل الخلق متابعلة له أكملهلما انأشل ارةحا ..وعللى حسب متلابعته ينألال
صللدلرهم إل ل إ
للسلللإما فلهمللو ن
العبد من انأشراحا صدره ،وقرةا عينأه ما نأال) :ألفللملن لشلرلحا اللهم ل
ضلللرل ممبإيلرن ) علللى منأللورر إمللن رلبلإه فلوليلبل لإللقاإسليإة مقللملوبهما إمللن إذلكلإر اللنلإه مأولئإل ل إ
ك فللي ل م مل ل ل ل ل
] ((22الزمر.[22 :
اللهما حبب إلينأا اليمان ،وزينأه في قلوبنأللا ،وكلره إلينألا الكفلر والفسللوق والعصلليان،
واجعلنأا من الراشدين.
181
المصادر والمراجاع الهامة
.1القرآن الكريم
.2صحيح البخارى
.3الدب المفرد للبخاري
.4صحيح مسلم
.5سنن أبى داود
.6سنن الترمذى
.7سنن النسائى
.8مصنف ابن أبي شيبة مرقم ومشكل
.9مسند أحمد
.10السنن الكبرى للمام النسائي الرسالة
.11المستدرك على الصحيحين للحاكم
.12المعجم الكبير للطبراني
.13السنن الكبرى للبيهقي وفي ذيله الجوهر النقي
.14شعب اليمان للبيهقي
.15سنن الدارمى
.16مسند البزار 14-1
.17مسند الحميدى
.18سنن الدارقطنى
.19صحيح ابن حبان
.20مسند الشاميين للطبراني
.21مجمع الزوائد للهيثمي مدقق
.22موسوعة السنة النبوية
.23عشرة النساء للنسائي مشكل
.24مجموع الفتاوى
.25فتاوى الزأهر
.26فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
.27مجموع فتاوى ابن تيمية
.28لقاءات الباب المفتوح
.29فتاوى يسألونك
.30فتاوى السلم سؤال وجواب
182
.31فتاوى واستشارات السلم اليوم
.32فتاوى الشبكة السلمية معدلة
.33فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والفتاء
.34الموسوعة الفقهية 45-1كاملة
.35مجلة مجمع الفقه السلمي
.36إحياء علوم الدين
.37إيقاظ الهمم شرح متن الحكم
.38الرسالة القشيرية
.39حلية الولياء
.40صفة الصفوة
.41قوت القلوب
.42عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
.43صفة صاحب الذوق السليم ومسلوب الذوق اللئيم
.44أدب الدنيا والدين
.45المدخل
.46الداب الشرعية
.47الزواجر عن اقتراف الكبائر
.48بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية
.49غذاء اللباب في شرح منظومة الداب
.50لواقح النوار القدسية في بيان العهود المحمدية
.51آفات على الطريق كامل
.52ففروا إلى ا
.53مدارج السالكين
.54التبصرة ـ لبن الجوزأى
.55تنبيه الغافلين ،الصدار 2
.56موسوعة خطب المنبر
.57موسوعة فقه القلوب
.58تلبيس إبليس لبن الجوزأي
.59كتاب الكليات ـ لبى البقاء الكفومى
.60الحاوي للفتاوي للسيوطي
.61الفتاوى الحديثية لبن حجر الهيتمي
.62المكتبة الشاملة 2
183
.63برنامج قالون
.64كثير من مواقع النت
184
الفهرس العام
-1خل ق
ق القلب4....................................................................
-2منزلة القلب8..................................................................
الولى :الحياة12.............................................................:
الثانية :الشفاء12............................................................. :
الثالثة :الطهارة13........................................................... :
الرابعة :الهداية13........................................................... :
الخامسة :ثبوت اليمان13..................................................:
السادسة :السكينة13......................................................... :
السابعة :اللفة13.............................................................:
الثامنة :الطمأنينة14......................................................... :
التاسعة :المحبة14........................................................... :
العاشرة :الزينة والحفظ من السوء14.................................... :
-3صلح القلب 15..............................................................
-6أقسام القلوب 40..............................................................
-7غذاء القلوب 47..............................................................
-8فقه أعمال القلوب52.........................................................
-9صفات القلب السليم 59.....................................................
-10فقه سكينة القلب 66........................................................
-11فقه طمأنينة القلب 73.....................................................
185
-12فقه سرور القلب78........................................................
-13فقه خشوع القلب 86.....................................................
-14فقه حياء القلب 91.........................................................
-14فقه حياء القلب 91.........................................................
-15أسباب مرض القلب والبدن96...........................................
-16مفسدات القلب99..........................................................
الول :كثرة مخالطة الناس99.............................................:
المفسد الثاني :ركوبه بحر التمني100................................... .
الثالث :التعلق بغير ا تبارك وتعالى101.............................. .
الرابع :الطعام101............................................................
الخامس :كثرة النوم102....................................................:
-17مداخل الشيطان إلى القلب 106..........................................
-18علمات مرض القلب وصحته 116....................................
-19فقه أمراض القلوب وعلجها 125.....................................
-20أدوية أمراض القلوب136................................................
- 1علج مرض القلب من استيلء النفس عليه166....................
-2علج مرض القلب من وسوسة الشيطان174.......................
-3شفاء القلوب والبدان185...............................................
186