You are on page 1of 17

‫تلخيص‬

‫صفة صلةا النبي‬


‫صلى الله عليه وسلم‬

‫تأليف‬
‫محمد ناصر الدين اللباني‬
‫المكتب السلمي‬
‫بسم ا الرحمن الرحيم‬

‫تقديـــم‬

‫إن الحمد ل نحمده ونستعينه و نستغفره‪ ،‬و نعوذ بال من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده ا‬
‫فل مضل له و أشهد أن ل اله إل ا وحده ل شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ‪.‬‬

‫أما بعد فلقد اقترح علي أخي زهير الشاويش صاحب المكتب السلمي أن أقوم بتلخيص كتابي " صفة‬
‫صلةا النبي صلى ا عليه وسلم" من التكبير إلى التسليم كأنك تراها " واختصاره و تقريب عبارته إلى‬
‫عامة الناس ‪.‬‬

‫ولما رأيته اقتراحا ا مباركاا‪ ،‬وكان موافقاا لما كان يجول في نفسي من زمن بعيد‪ ،‬وطالما سمعت مثله من‬
‫أخ أو صديق ‪ .‬فشجعني ذلك على أن أقتطع له قليلا من وقتي المزدحم بكثير من العمال العلمية‪،‬‬
‫فبادرت إلى تحقيق ما اقترحه حسب طاقتي و جهدي‪ ،‬سائلا المولى سبحانه و تعالى أن يجعله خالصا ا‬
‫لوجهه الكريم‪ ،‬وينفع به إخواني المسلمين ‪.‬‬

‫وقد أوردت فيه بعض الفوائد الزائدةا على " الصفة " ‪ ،‬تنبهت لها ‪ ،‬واستحسنت ذكرها في أثناء‬
‫ت عناية خاصة بشرح بعض اللفاظ الواردةا في بعض الجمل الحديثية أو الذكار ‪.‬‬ ‫التلخيص‪ ،‬كما تعني ت‬

‫وجعلت له عناوين رئيسية‪ ،‬و أخرى كثيرةا جانبية توضيحية ‪ ،‬و أوردت تحتها مسائل الكتاب بأرقام‬
‫متسلسلة ‪.‬‬

‫وصرحت بجانب كل مسألة بحكمها من ركن أو واجب ‪ ،‬وما سكت عن بيان حكمه فهو من السنن ‪،‬‬
‫وبعضها قد يحتمل القول بالوجوب ‪،‬والجزم بهذا أو ذاك ينافي التحقيق العلمي ‪.‬‬

‫و الركن‪ :‬هو ما يتم به الشيء الذي هو فيه ‪ ،‬ويلزم من عدم وجوده بطلن ما هو ركن فيه ‪ ،‬كالركوع‬
‫ل في الصلةا ‪ ،‬فهو ركن فيها ‪ ،‬يلزم من عدمه بطلنها ‪.‬‬‫مث ا‬

‫و الشرط‪ :‬كالركن إل أنه يكون خارجا ا عما هو شرط فيه ‪ .‬كالوضوء مثلا في الصلةا ‪ .‬فل تصح بدونه ‪.‬‬

‫و الواجب‪ :‬هو ما ثبت المر به في الكتاب أو السنة ‪ ،‬ول دليل على ركنيته أو شرطيته ‪ ،‬ويثاب فاعله‬
‫ويعاقب تاركه إل لعذر ‪.‬‬

‫ومثله )الفرض( ‪ ،‬و التفريق بينه وبين الواجب اصطلح حادث ل دليل عليه ‪.‬‬

‫و السنة‪ :‬ما واظب النبي صلى ا عليه و سلم عليه من العبادات دائماا‪ .‬أو غالباا‪ .‬ولم يأمر به أمر إيجاب‬
‫‪ ،‬ويثاب فاعلها ‪ ،‬ول يعاقب تاركها و ل يعاتب ‪.‬‬

‫وأما الحديث الذي يذكره بعض المقلدين معزواا إلى النبي صلى ا عليه وسلم " من ترك سنتي لم تنله‬
‫شفاعتي " فل أصل له عن رسول ا صلى ا عليه وسلم ‪ .‬وما كان كذلك فل يجوز نسبته إليه صلى ا‬
‫ي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من‬
‫عليه وسلم خشية التقول عليه ‪ .‬فقد قال صلى ا عليه وسلم " من قال عل ي‬
‫النار" ‪.‬‬
‫وإن من نافلة القول أن أذكر أنني لم ألتزم فيه تبعا ا لصله مذهبا ا معينا ا من المذاهب الربعة المتبعة ‪.‬‬
‫وإنما سلكت فيه مسلك أهل الحديث الذين يلتزمون الخذ بكل ما ثبت عنه صلى ا عليه وسلم من‬
‫الحديث ‪ ،‬ولذلك كان مذهبهم أقوى من مذاهب غيرهم ‪ ،‬كما شهد بذلك المنصفون من كل مذهب ‪ ،‬منهم‬
‫العلمة أبو الحسنات اللكنوي الحنفي القائل‪:‬‬

‫" وكيف ل وهم ورثة النبي صلى ا عليه وسلم حقاا‪ .‬ونواب شرعه صدقاا‪ ،‬حشرنا ا في زمرتهم ‪،‬‬
‫وأماتنا على حبهم وسيرتهم" ‪.‬‬

‫ورحم ا المام أحمد بن حنبل إذ قال‪:‬‬

‫ديــن النبي محمــد أخبـــار *** نعـم المطية للفتـى آثــــاتر‬


‫ل تـرغبن عن الحديث وألـه *** فالرأي ليـل والـحديث نهـاتر‬
‫ولربـما جهل الفتى أثر الهدى *** والشـمس بازغـةة لـها أنـواتر‬

‫دمشق ‪ 26‬صفر ‪1392‬‬

‫محمد ناصر الدين اللباني‬


‫‪ -1‬استقبال الكعبة‬
‫‪ - 1‬إذا قمت أيها المسلم إلى الصلةا ‪ ،‬فاستقبل الكعبة حيث كنت ‪ ،‬في الفرض والنفل ‪ ،‬وهو ركن من‬
‫أركان الصلةا التي ل تصح الصلةا إل بها ‪.‬‬

‫‪ -2‬ويسقط الستقبال عن المحارب في صلةا الخوف والقتال الشديد ‪.‬‬

‫ي خروج‬
‫• وعن العاجز عنه كالمريض ‪ ،‬أو من كان في السفينة أو السيارةا ‪ ،‬أو الطيارةا ‪ ،‬إذا خش ي‬
‫الوقت‪.‬‬

‫• وعمن كان يصلي نافلة أو وتراا ‪ ،‬وهو يسير راكباا دابة أو غيرها ‪ ،‬ويستحب له ‪-‬إذا أمكن‪ -‬أن يستقبل‬
‫بها القبلة عند تكبيرةا الحرام ‪ ،‬ثم يتجه بها حيث كانت وجهته‪.‬‬

‫‪ -3‬ويجب على كل من كان مشاهداا للكعبة أن يستقبل عينها ‪ ،‬وأما من كان غير مشاهد لها فيستقبل‬
‫جهتها ‪.‬‬

‫حكم الصلةا إلى غير الكعبة خطأ‪:‬‬

‫‪ -4‬وإن صلى إلى غير القبلة للغيم أو غيره بعد الجتهاد والتحري جازت صلته ‪ ،‬ول إعادةا عليه ‪.‬‬

‫‪ -5‬وإذا جاءه من يثق به وهو يصلي فأخبره بجهتها فعليه أن يبادر إلى استقبالها ‪ ،‬وصلته صحيحة ‪.‬‬

‫‪ -2‬القيام‬
‫‪ -6‬ويجب عليه أن يصلي قائما ا وهو ركن إل على‪:‬‬

‫• المصلي صلةا الخوف والقتال الشديد ‪ ،‬فيجوز له أن يصلي راكباا‪ .‬والمريض العاجز عن القيام ‪،‬‬
‫فيصلي جالساا إن استطاع ‪ ،‬وإل فعلى جنب‪.‬والمتنفل ‪ ،‬فله أن يصلي راكبا ا ‪ .‬أو قاعداا إن شاء ‪.‬ويركع‬
‫ويسجد إيماء برأسه ‪ .‬وكذلك المريض ‪ ،‬ويجعل سجوده أخفض من ركوعه ‪.‬‬

‫‪ -7‬ول يجوز للمصلي جالسا ا أن يضع شيئا ا على الرض مرفوعاا يسجد عليه ‪ ،‬وإنما يجعل سجوده‬
‫أخفض من ركوعه كما ذكرنا إذا كان ل يستطيع أن يباشر الرض بجبهته ‪.‬‬

‫الصلةا في السفينة والطائرةا‪:‬‬

‫‪ -8‬وتجوز صلةا الفريضة في السفينة‪ .‬وكذا الطائرةا ‪.‬‬

‫‪ -9‬وله أن يصلي فيهما قاعداا إذا خش ي‬


‫ي على نفسه السقوط‪.‬‬

‫‪ -10‬ويجوز أن يعتمد في قيامه على عمود أو عصا لكبر سنه ‪ ،‬أو ضعف بدنه ‪.‬‬
‫الجمع بين القيام والقعود‪:‬‬

‫‪ -11‬ويجوز أن يصلي صلةا الليل قائما ا ‪ ،‬أو قاعداا بدون عذر ‪ ،‬وأن يجمع بينهما ‪ ،‬فيصلي ويقرأ‬
‫جالساا ‪ ،‬و قبيل الركوع يقوم فيقرأ ما بقي عليه من اليات قائما ا ‪ ،‬ثم يركع ويسجد ‪ ،‬ثم يصنع مثل ذلك‬
‫في الركعة الثانية ‪.‬‬

‫‪ -12‬وإذا صلى قاعداا جلس متربعاا ‪ ،‬أو أي جلسة أخرى يستريح بها‪ .‬الصلةا في النعال‪:‬‬

‫‪ -13‬ويجوز له أن يقف حافيا ا ‪،‬كما يجوز له أن يصلي منتعلا ‪.‬‬

‫‪ -14‬والفضل أن يصلي تارةا هكذا ‪ ،‬وتارةا هكذا ‪.‬حسبما تيسر له ‪،‬فل يتكلف لبسهما للصلةا ول‬
‫خلعهما ‪ ،‬بل إن كان حافيا ا صلى حافيا ا ‪ ،‬وإن كان منتعلا صلى منتعلا ‪ ،‬إل لمر عارض ‪.‬‬

‫‪ -15‬وإذا نزعهما فل يضعهما عن يمينه وإنما عن يساره إذا لم يكن عن يساره أحد يصلي ‪ ،‬وإل‬
‫وضعهما بين رجليه )‪ ، (1‬بذلك صح المر عن النبي صلى ا عليه وسلم ‪.‬‬

‫الصلةا على المنبر‪:‬‬

‫‪ -16‬وتجوز صلةا المام على مكان مرتفع لتعليم الناس‪ ،‬يقوم عليه فيكبر ويقرأ ويركع وهو عليه‪ ،‬ثم‬
‫ينزل القهقرى حتى يتمكن من السجود على الرض في أصل المنبر‪ ،‬ثم يعود إليه‪ .‬فيصنع في الركعة‬
‫الخرى كما صنع في الولى‪.‬‬

‫وجوب الصلةا إلي سترةا والدنو منها‪:‬‬

‫‪ -17‬ويجب أن يصلي إلى سترةا‪ ،‬ل فرق في ذلك بين المسجد وغيره‪ ،‬ول بين كبيره وصغيره لعموم‬
‫قوله صلى ا عليه وسلم ‪":‬ل تصل إل ‘إلى سترةا‪ ،‬ول تدع أحداا يمر بين يديك ‪ ،‬فإن أبى فلتقاتله فإن‬
‫معه القرين"‪ .‬يعني الشيطان‪.‬‬

‫‪ -18‬ويجب أن يدنو منها‪ ،‬لمر النبي صلى ا عليه وسلم بذلك‪.‬‬

‫‪ -19‬واكن بين موضع سجوده صلى ا عليه وسلم والجدار الذي يصلي إليه نحو ممر شاةا‪ ،‬فمن فعل‬
‫)‪(2‬‬
‫ذلك فقد أتى بالدنوو الواجب‪.‬‬

‫مقدار ارتفاع السترةا‪:‬‬

‫‪ -20‬ويجب أن تكون السترةا مرتفعة عن الرض نحو شبر أو شبرين لقوله صلى ا عليه وسلم ‪ ":‬إذا‬
‫وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرةا )‪ (3‬الرحل فليصل‪ ،‬ول يبالي من وراء ذلك"‪.‬‬

‫‪ -21‬ويتوجه إلى السترةا مباشرةا‪ ،‬لنه الظاهر من المر بالصلةا إلى سترةا‪ ،‬وأما التحول عنها يمينا ا أو‬
‫يساراا بحيث أنه ل يصمد إليها صمداا‪ ،‬فلم يثبت‪.‬‬

‫)‪ (1‬قلت‪ :‬وفيه إيماء لطيف إلى أنه ل يضعهما أمامه‪ .‬وهذا أدب أخل به جماهير المصلين ‪ ،‬فتراهم يصلون إلى نعالهم !‬
‫)‪ (2‬قلت‪ :‬ومنه نعلم أن ما يفعله الناس في كل المساجد التي رأيتها في سورية وغيرها من الصلةا وسط المسجد بعيداا عن الجدار أو السارية‪ ،‬ما هو إل غفلة عن أمره‬
‫صلى ا عليه وسلم وفعله‪.‬‬
‫)‪ (3‬هي العمود الذي في آخر الرحل‪ .‬و)الرحل( هو للجمل بمنزلة السرج للفرس‪ .‬وفي الحديث إشارةا إلى أن الخط على الرض ل يجزي‪ ،‬والحديث المروي فيه‬
‫ضعيف‪.‬‬
‫‪ -22‬وتجوز الصلةا إلى العصا المغروزةا في الرض أو نحوها‪ ،‬وإلى شجرةا أو أسطوانة‪ ،‬وإلى امرأته‬
‫المضطجعة على السرير‪ .‬وهي تحت لحافها‪ ،‬وإلى الدابة ولو كانت جم ا‬
‫ل‪.‬‬

‫تحريم الصلةا إلى القبور‪:‬‬

‫‪ -23‬ول تجوز الصلةا إلى القبور مطلقا ا سواء كانت قبوراا للنبياء أو غيرهم‪.‬‬

‫تحريم المرور بين يدي المصلي ولو في المسجد الحرام‪:‬‬

‫‪ -24‬ول يجوز المرور بين يدي المصلي إذا كان بين يدي سترةا‪ .‬ول فرق في ذلك بين المسجد الحرام‬
‫وغيره من المساجد‪ .‬فكلها سواء في عدم الجواز‪ ،‬لعموم قوله صلى ا عليه وسلم ‪ ":‬لو يعلم المار بين‬
‫يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين‪ ،‬خيراا له من أن يمر بين يديه"‪ .‬يعني المرور بينه وبين‬
‫موضع سجوده )‪.(4‬‬

‫وجوب منع المصلي للمار بين يديه ولو في المسجد الحرام‪:‬‬

‫‪ -25‬ول يجوز للمصلي إلى سترةا أن يدع أحداا يمر بين يديه‪ .‬للحديث السابق ‪ ":‬ول تدع أحداا يمر بين‬
‫يديك…" وقوله صلى ا عليه وسلم ‪ ":‬إذا صلى‬

‫أحدكم إلى شيء يستره من الناس‪ ،‬فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره‪ ،‬وليدرأ ما استطاع‪،‬‬
‫)وفي رواية‪ :‬فليمنعه مرتين(‪ ،‬فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان"‪.‬‬

‫المشي إلى المام لمنع المرور‪:‬‬

‫‪ -26‬ويجوز أن يتقدم خطوةا أو أكثر ليمنع غير مكلف من المرور بين يديه كدابة أو طفل‪ ،‬حتى يمر من‬
‫ورائه‪.‬‬

‫ما يقطع الصلةا‪:‬‬

‫‪ -27‬وإن من أهمية السترةا في الصلةا‪ ،‬أنها تحول بين المصلي إليها‪ ،‬وبين إفساد صلته بالمرور بين‬
‫يديه‪ ،‬بخلف الذي لم يتخذها‪ ،‬فإنه يقطع صلته إذا مرت بين يديه المرأةا‪ ،‬وكذلك الحمار والكلب السود‪.‬‬

‫)‪(4‬‬
‫وأما حديث صلته صلى ا عليه وسلم في حاشية المطاف دون سترةا والناس يمرون بين يديه فل يصح‪ ،‬على أنه ليس فيه أن المرور كان بينه وبين سجوده‪.‬‬
‫‪ -3‬النية‬
‫‪ -28‬ول بد للمصلي من أن ينوي الصلةا التي قام إليها وتعيينها بقلبه‪ ،‬كفرض الظهر أو العصر‪ ،‬أو‬
‫ل‪ ،‬وهو شرط أو ركن‪ .‬وأما التلفظ بها بلسانه فبدعة مخالفة للسنة‪ ،‬ولم يقل بها أحد من‬ ‫سنتهما مث ا‬
‫متبوعي المقلدين من الئمة‪.‬‬

‫‪ -4‬التكبير‬
‫‪ -29‬ثم يستفتح الصلةا بقوله‪ ":‬ا أكبر" وهو ركن‪ ،‬لقوله صلى ا عليه وسلم ‪":‬مفتاح الصلةا الطهور‪،‬‬
‫وتحريمها )‪ (5‬التكبير‪ ،‬وتحليلها التسليم"‪.‬‬

‫‪ -30‬ول يرفع صوته بالتكبير في كل الصلوات‪ ،‬إل إذا كان إماماا‪.‬‬

‫‪ -31‬ويجوز تبليغ المؤذن تكبير المام إلى الناس‪ ،‬إذا وجد المقتضى لذلك‪ ،‬كمرض المام‪ ،‬وضعف‬
‫صوته أو كثرةا المصلين خلفه‪.‬‬

‫‪ -32‬ول يكبر المأموم إل عقب انتهاء المام من التكبير‪.‬‬

‫رفع اليدين وكيفيته‪:‬‬

‫‪ -33‬ويرفع يديه مع التكبير أو قبله‪ ،‬أو بعده‪ ،‬كل ذلك ثابت في السنة‪.‬‬

‫‪ -34‬ويرفعهما ممدودتا الصابع‪.‬‬

‫‪ -35‬ويجعل كفيه حذو منكبيه‪ ،‬وأحياناا يبالغ في رفعهما حتى يحاذي بهما أطراف تأذنيه )‪.(6‬‬

‫وضع اليدين وكيفيته‪:‬‬

‫‪ -36‬ثم يضع يده اليمنى على اليسرى عقب التكبير‪ ،‬وهو من سنن النبياء عليهم الصلةا والسلم‪ ،‬وأمر‬
‫به رسول ا صلى ا عليه وسلم أصحابه‪ ،‬فل يجوز إسدالهما‪.‬‬

‫‪ -37‬ويضع اليمنى على ظهر كفه اليسرى‪ ،‬وعلى الرسغ والساعد‪.‬‬

‫‪ -38‬وتارةا يقبض باليمنى على اليسرى )‪.(7‬‬

‫محل الوضع‪:‬‬

‫)‪ (5‬أي وتحريم ما حرم ا من الفعال‪ ،‬وكذا تحليلها‪ ،‬أي تحليل ما أحل خارجها من الفعال‪ ،‬والمراد بالتحريم والتحليل المحيرم والمحيلل‪.‬‬
‫لذنين بإبهاميه‪ ،‬فل أصل له في السنة‪ ،‬بل هو عندي من دواعي الوسوسة‪.‬‬ ‫)‪ (6‬قلت‪ :‬وأما مس شحمتي ا ت‬
‫)‪ (7‬وأما ما استحسنه بعض المتأخرين من الجمع بين الوضع والقبض في آن واحد فمما ل اصل له‪.‬‬
‫‪ -39‬ويضعهما على صدره فقط‪ ،‬الرجل والمرأةا في ذلك سواء )‪.(8‬‬

‫‪ -40‬ول يجوز أن يضع يده اليمنى على خاصرته‪.‬‬

‫الخشوع والنظر إلى موضع السجود‪:‬‬

‫‪ -41‬وعليه أن يخشع في صلته وأن يتجنب كل ما قد يلهيه عنه من زخارف ونقوش‪ ،‬فل يصلي‬
‫بحضرةا طعام يشتهيه‪،‬ول وهو يدافعه البول و الغائط‪.‬‬

‫‪ -42‬وينظر في قيامه إلى موضع سجوده‪.‬‬

‫‪ -43‬ول يلتفت يميناا‪ ،‬ول يساراا‪ ،‬فإن اللتفات اختلس يختلسه الشيطان من صلةا العبد‪.‬‬

‫‪ -44‬ول يجوز أن يرفع بصره إلى السماء‪.‬‬

‫دعاء الستفتاح‪:‬‬

‫‪ -45‬ثم يستفتح القراءةا ببعض الدعية الثابتة عن النبي صلى ا عليه وسلم وهي كثيرةا أشهرها‪:‬‬

‫" سبحانك اللهم وبحمدك‪ ،‬وتبارك اسمك‪ ،‬وتعالى جدك‪ ،‬ول إله غيرك"‪.‬‬

‫وقد ثبت المر به فينبغي المحافظة عليه )‪.(9‬‬

‫‪ -5‬القراءةا‬
‫‪ -45‬ثم يستعيذ بال تعالى وجوبا ا ويأثم بتركه‪.‬‬

‫‪ -46‬والسنة أن يقول تارةا‪ ":‬أعوذ بال من الشيطان الرجيم‪ ،‬من همزه‬

‫ونفخه‪ ،‬ونفثه" و)النفث( هنا اللشعر المذموم‪.‬‬

‫‪ -48‬وتارةا يقول‪ " :‬أعوذ بال السميع العليم‪ ،‬من الشيطان…" الخ‪.‬‬

‫‪ -49‬ثم يقول سراا في الجهرية والسرية‪ " :‬بسم ا الرحمن الرحيم "‪.‬‬

‫قراءةا الفاتحة‪:‬‬

‫‪ -50‬ثم يقرأ سورةا )الفاتحة( بتمامها –والبسملة منها‪ ،‬وهي ركن ل تصح الصلةا إل بها‪ ،‬فيجب على‬
‫العاجم حفظها‪.‬‬

‫‪ -51‬فمن لم يستطع أجزأه أن يقول‪ " :‬سبحان ا‪ ،‬والحمد ل‪ ،‬ول إله إل ا‪ ،‬ا أكبر ول حول ول قوةا‬
‫إل بال "‪.‬‬
‫)‪(8‬‬
‫قلت‪ :‬ووضعهما على غير الصدر إما ضعيف‪ ،‬وإما ل اصل له‪.‬‬
‫)‪(9‬‬
‫ومن شاء الطلع على بقية الدعية فليراجع "صفة الصلةا" )ص ‪ (73-72‬من الطبعة العاشرةا أو الحادية عشرةا‪.‬‬
‫‪ -52‬والسنة في قراءتها أن يقطعها آية آية‪ ،‬يقف على رأس كل آية‪ ،‬فيقول‪) :‬بسم ا الرحمن الرحيم( ثم‬
‫يقف‪ ،‬ثم يقول‪) :‬الحمد ل رب العالمين (‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬ثم يقول‪) :‬الرحمن الرحيم(‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬ثم يقول‪) :‬مالك‬
‫يوم الدين(‪ ،‬ثم يقف‪ ،‬وهكذا إلى آخرها‪.‬‬

‫صتلها بما بعدها‪ ،‬وإن‬


‫وهكذا كانت قراءةا النبي صلى ا عليه وسلم كلها‪ ،‬يقف على رؤوس الي‪ ،‬ول يي ل‬
‫كانت متعلقة المعنى بها‪.‬‬

‫ك(‪.‬‬
‫‪ -53‬ويجوز قراءتها )ماللك( و)يملل ل‬
‫قراءةا المقتدي لها‪:‬‬

‫‪ -54‬ويجب على المقتدي أن يقرأها وراء المام في السرية‪.‬‬

‫وفي الجهرية أيضاا إن لم يسمع قراءةا المام‪ ،‬أو سكت هذا بعد فراغه منها سكتة ليتمكن فبها المقتدي من‬
‫قراءتها‪ ،‬وإن كنا نرى أن هذا السكوت لم يثبت في السنة )‪.(10‬‬

‫القراءةا بعد الفاتحة‪:‬‬

‫‪ -55‬ويسن أن يقرأ بعد الفاتحة‪ ،‬سورةا أخرى‪ ،‬حتى في صلةا الجنازةا‪ ،‬أو بعض اليات في الركعتين‬
‫الوليين‪.‬‬

‫‪ -56‬ويطيل القراءةا بعدها أحياناا‪ ،‬ويقصرها أحياناا‪ ،‬لعارض سفر‪ ،‬أو سعال‪ ،‬أو مرض‪ ،‬أو بكاء صبي‪.‬‬

‫‪ -57‬وتختلف القراءةا باختلف الصلوات‪ ،‬فالقراءةا في صلةا الفجر أطول منها في سائر الصلوات‬
‫الخمس‪ ،‬ثم الظهر‪ ،‬ثم العصر و العشاء‪ ،‬ثم المغرب غالباا‪.‬‬

‫‪ -58‬والقراءةا في صلةا الليل أطول من ذلك كله‪.‬‬

‫‪ 59‬والسنة إطالة القراءةا في الركعة الولى أكثر من الثانية‪.‬‬

‫‪ -60‬وأن يجعل القراءةا في الخريين أقصر من الوليين‪ ،‬قدر النصف )‪.(11‬‬

‫قراءةا الفاتحة في ركعة‪:‬‬

‫‪ -61‬وتجب قراءةا الفاتحة في كل ركعة‪.‬‬

‫‪ -62‬ويسن الزيادةا عليها في الركعتين الخيرتين أيضا ا أحياناا‪.‬‬

‫‪ -63‬ول تجوز إطالة المام للقراءةا بأكثر مما جاء في السنة‪ ،‬فإنه يشق بذلك على من قد يكون وراءه من‬
‫رجل كبير في السن‪ ،‬أو مريض‪ ،‬أو امراءةا لها رضيع‪ ،‬أو ذي الحاجة‪.‬‬

‫الجهر والسرار بالقراءةا‪:‬‬

‫)‪(10‬‬
‫قلت‪ :‬وقد ذكرت مستند من ذهب إليه‪ ،‬وما يرد عليه في سلسلة " الحاديث الضعيفة " رقم )‪546‬و ‪.(547‬‬
‫) ‪(11‬‬
‫وتفصيل هذا الفصل راجعه إن شئت في " صفة الصلةا " )ص ‪ (83‬من الطبعة الحادية عشر‪.‬‬
‫‪ -64‬ويجهر بالقراءةا في صلةا الصبح‪ ،‬والجمعة‪ ،‬والعيدين‪ ،‬والستسقاء‪ ،‬والكسوف‪ ،‬والوليين من‬
‫صلةا المغرب والعشاء‪.‬‬

‫ويسر بها في صلةا الظهر والعصر‪ ،‬وفي الثالثة من صلةا المغرب‪ ،‬واليخيرييين من صلةا العشاء‪.‬‬

‫‪ -65‬ويجوز للمام أن يسمعهم الية أحيانا ا في الصلةا السرية‪.‬‬

‫‪ -66‬وأما الوتر وصلةا الليل‪ ،‬فيسر فيها تارةا‪ ،‬ويجهر تارةا‪ ،‬ويتوسط في رفع الصوت‪.‬‬

‫ترتيل القراءةا‪:‬‬

‫ل‪ ،‬ل هذاا ول عجلة‪ ،‬بل قراءةا مفسرةا حرفا ا حرفاا‪ ،‬ويزين القرآن‬‫‪ -67‬والسنة أن يرتل القرآن ترتي ا‬
‫بصوته‪ ،‬ويتغنى به في حدود الحكام المعروفة عند أهل العلم بالتجويد‪ ،‬ول يتغنى به على اللحان‬
‫المبتدعة‪ ،‬ول على القوانين الموسيقية‪.‬‬

‫الفتح على المام‪:‬‬

‫صد الفتح على المام إذا ارتج عليه في القراءةا‪.‬‬


‫‪ -68‬ويشرع للمقتدي أن يتق ي‬

‫‪ -6‬الركوع‬

‫‪ -69‬فإذا فرغ من القراءةا سكت سكتة لطيفة بمقدار ما يييترادد إليه نيفيتسته‪.‬‬

‫‪ -70‬ثم يرفع يديه على الوجوه المتقدمة في تكبيرةا الحرام‪.‬‬

‫‪ -71‬ويكبر‪ ،‬وهو واجب‪.‬‬

‫‪ -72‬ثم يركع‪ ،‬بقدر ما تستقر مفاصله‪ ،‬ويأخذ كل عضو مأخذه‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬

‫كيفية الركوع‪:‬‬

‫‪ -73‬ويضع يديه على ركبتيه‪ ،‬ويمكنهما من ركبتيه‪ ،‬ويفرج بين أصابعه‪ ،‬كأنه قابض على ركبتيه‪ ،‬وهذا‬
‫كله واجب‪.‬‬

‫‪ -74‬ويمد ظهره ويبسطه‪ ،‬حتى لو صب عليه الماء لستقر‪ ،‬وهو واجب‪.‬‬

‫‪ -75‬ول يخفض رأسه‪ ،‬ول يرفعه‪ ،‬ولكن يجعله مساويا ا لظهره‪.‬‬

‫‪ -76‬ويباعد مرفقيه عن جنبيه‪.‬‬

‫‪ -77‬ويقول في ركوعه‪ " :‬سبحان ربي العظيم " ثلث مرات أو أكثر )‪.(12‬‬

‫تسوية الركان‪:‬‬

‫)‪ (12‬و هناك أذكار أخرى تقال في هذا الركن‪ ،‬منها الطويل ومنها المتوسط‪ ،‬ومنها القصير تراجع في " صفة صلةا النبي صلى ا عليه وسلم )ص ‪-113‬الطبعة‬
‫الحادية عشر(‪.‬‬
‫‪ -78‬ومن السنة أن يسوي بين الركان في الطول‪ ،‬فيجعل ركوعه وقيامه بعد الكوع‪ ،‬وسجوده‪ .‬وجلسته‬
‫بين السجدتين قريبا ا من السواء‪.‬‬

‫‪ -79‬ول يجوز أن يقرأ القرآن في الركوع ول في السجود‪.‬‬

‫العتدال من الكوع‪:‬‬

‫‪ 80‬ثم يرفع صلبه من الركوع‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬

‫‪ -81‬ويقول في أثناء العتدال‪ :‬سمع ا لمن حمده‪ ،‬وهذا واجب‪.‬‬

‫‪ -82‬ويرفع يديه عند العتدال على الوجوه المتقدمة‪.‬‬

‫‪ -83‬ثم يقوم معتدلا مطمئناا حتى يأخذ كل عظم مأخذه‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬

‫‪ -84‬ويقول في هذا القيام‪ " :‬ربنا ولك الحمد " )‪ (13‬وهذا واجب على كل مصل ولو كان مؤتما ا )‪ (14‬فإنه‬
‫لورد القيام‪ ،‬أما التسميع فلورد العتدال‪.‬‬

‫‪ -85‬ويسوي بين هذا القيام والركوع في الطول كما تقدم‪.‬‬

‫‪ -7‬السجود‬
‫‪ -86‬ثم يقول‪ " :‬ا أكبر " وجوباا‪.‬‬

‫‪ -87‬ويرفع يديه‪ ،‬أحياناا‪.‬‬

‫الخرور على اليدين‪:‬‬

‫‪ -88‬ثم ييلخدر إلى السجود على يديه‪ ،‬يضعهما قييبيل ركبتيه‪ ،‬بهذا أمر رسول ا صلى ا عليه وسلم وهو‬
‫الثابت عنه من فعله صلى ا عليه وسلم ‪ ،‬ونهى عن التشبه ببروك البعير‪ ،‬وهو إنما يخر على ركبتيه‬
‫اللتين هما في مقدمتيه‪.‬‬

‫‪ -89‬فإذا سجد‪-‬وهو ركن‪ -‬اعتمد على كفيه وبسطهما‪.‬‬

‫‪ -90‬ويضم أصابعهما‪.‬‬

‫‪ -91‬ويوجههما إلى القبلة‪.‬‬

‫‪ -92‬ويجعل كفيه يحيذيو منكبيه‪.‬‬

‫‪ -93‬وتارةا يجعلهما حذو أذنيه‪.‬‬

‫)‪(13‬‬
‫وهناك أذكار أخرى تقال هنا‪ ،‬فراجع " صفة الصلةا " )ص ‪-116‬الطبعة الحادية عشر(‪.‬‬
‫)‪(14‬‬
‫ول يشرع وضع اليدين إحداهما على الخرى في هذا القيام لعدم وروده‪ ،‬وانظر إن شئت البسط في الصل " صفة صلةا النبي صلى ا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -94‬ويرفع ذراعيه عنالرض‪ ،‬وجوباا‪ ،‬ول يبسطهما بسط الكلب‪.‬‬

‫‪ -95‬وتيموكن أنفه وجبهته من الرض‪ ،‬وهذا ركن‪.‬‬

‫‪ -96‬ويمكن أيضا ا ركبتيه‪.‬‬

‫‪ -97‬وكذا أطراف قدميه‪.‬‬

‫‪ -98‬وينصبهما‪ ،‬وهذا كله واجب‪.‬‬

‫‪ -99‬ويستقبل بأطراف أصابعهما القبلة‪.‬‬

‫ص عقبيه‪.‬‬
‫‪ -100‬وييتر د‬

‫العتدال في السجود‪:‬‬

‫‪ -101‬ويجب عليه أن يعتدل في سجوده‪ ،‬وذلك بأن يعتمد فيه اعتماداا متساويا ا على جميع أعضاء‬
‫سجوده‪ ،‬وهي‪ :‬الجبهة والنف معاا‪ ،‬والكفان‪ ،‬والركبتان‪ ،‬وأطراف القدمين‪.‬‬

‫‪ -102‬ومن اعتدل في سجوده هكذا فقد اطمأن يقيناا‪ ،‬والطمئنان في السجود ركن أيضاا‪.‬‬

‫‪ -103‬ويقول فيه‪ " :‬سبحان ربي العلى " ثلث مرات أو اكثر )‪.(15‬‬

‫‪ -104‬ويستحب أن يكثر الدعاء فيه‪ ،‬فإنه مظنة الجابة‪.‬‬

‫‪ -105‬ويجعل سجوده قريبا ا من ركوعه في الطول كما تقدم‪.‬‬

‫‪ -106‬ويجوز السجود على الرض‪ ،‬وعلى حائل بينها وبين الجبهة‪ ،‬من ثوب‪ ،‬أو بساط‪ ،‬أو حصير‪ ،‬أو‬
‫نحوه‪.‬‬

‫‪ -107‬ول يجوز أن يقرا القرآن وهو ساجد‪.‬‬

‫الفتراش والقعاء بين السجدتين‪:‬‬

‫‪ -108‬ثم يرفع رأسه مكبراا‪ ،‬وهذا واجب‪.‬‬

‫‪ -109‬ويرفع يديه أحياناا‪.‬‬

‫‪ -110‬ثم يجلس مطمئناا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه‪ ،‬وهو ركن‪.‬‬

‫‪ -111‬ويفرش رجله اليسرى فيقعد عليها‪ ،‬وهذا واجب‪.‬‬

‫‪ -112‬وينصب رجله اليمنى‪.‬‬

‫‪ -113‬ويستقبل بأصابعها القبلة‪.‬‬


‫)‪(15‬‬
‫وفيه أذكار أخرى تراها في " صفة الصلةا " )ص ‪.(127‬‬
‫‪ -114‬ويجوز القعاء أحياناا‪ ،‬وهو أن ينتصب على عقبيه وصدور قدميه‪.‬‬

‫‪ -115‬ويقول في هذه الجلسة‪ " :‬اللهم اغفر لي‪ ،‬وارحمني‪ ،‬واجبرني‪ ،‬وارفعني‪ ،‬وعافني‪ ،‬وارزقني "‪.‬‬

‫‪ -116‬وإن شاء قال‪ " :‬رب اغفر لي‪ ،‬رب اغفر لي "‪.‬‬

‫‪ -117‬ويطيل هذه الجلسة حتى تكون قريبا ا من سجدته‪.‬‬

‫السجدةا الثانية‪:‬‬

‫‪ -118‬ثم يكبر وجوباا‪.‬‬

‫‪ -119‬ويرفع يديه مع هذا التكبير أحياناا‪.‬‬

‫‪ -120‬ويسجد السجدةا الثانية‪ ،‬وهي ركن أيضاا‪.‬‬

‫‪ -121‬ويصنع فيها ما صنع في الولى‪.‬‬

‫جلسة الستراحة‪:‬‬

‫‪ -122‬فإذا رفع رأسه من السجدةا الثانية‪ ،‬وأراد النهوض إلى الركعة الثانية كبر وجوباا‪.‬‬

‫‪ -123‬ويرفع يديه أحياناا‪.‬‬


‫‪ -124‬ويستوي قبل أن ينهض قاعداا على رجله اليسرى‪ ،‬معتد ا‬
‫ل‪ ،‬حتى يرجع كل عظم إلى موضعه‪.‬‬

‫الركعة الثانية‪:‬‬

‫‪ -125‬ثم ينهض معتمداا على الرض بيديه المقبوضتين كما يقبضهما العاجن‪ ،‬إلى الركعة الثانية‪ ،‬وهي‬
‫ركن‪.‬‬

‫‪ -126‬ويصنع فيها ما صنع في الولى‪.‬‬

‫‪ -127‬إل أنه ل يقرأ دعاء الستفتاح‪.‬‬

‫‪ -128‬ويجعلها أقصر من الركعة الولى‪.‬‬

‫الجلوس للتشهد‪:‬‬

‫‪ -129‬فإذا فرغ من الركعة الثانية قعد للتشهد‪ ،‬وهو واجب‪.‬‬

‫‪ -130‬ويجلس مفترشا ا كما سبق بين السجدتين‪.‬‬

‫‪ -131‬لكن ل يجوز القعاء هنا‪.‬‬


‫‪ -132‬ويضع كفه اليمنى على فخذه وركبته اليمنى‪،‬ونهاية مرفقه اليمن على فخذه ل يبعد عنه‪.‬‬

‫‪ -133‬ويبسط كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى‪.‬‬

‫‪ -134‬ول يجوز أن يجلس معتمداا على يده‪ .‬وخصوصا ا اليسرى‪.‬‬

‫تحريك الصإبع والنظر إليها‪:‬‬

‫‪ -135‬ويقبض أصابع كفه اليمنى كفه اليمنى كلها‪ .‬ويضع إبهامه على إصبعه الوسطى تارةا‪.‬‬

‫‪ -136‬وتارةا تيحيلق بهما حلقة‪.‬‬

‫‪ -137‬ويشير بإصبعه السبابة إلى القبلة‪.‬‬

‫‪ -138‬ويرمي ببصره إليها‪.‬‬

‫‪ -139‬ويحركها يدعو بها من أول التشهد إلى آخره‪.‬‬

‫‪ -140‬ول يشير بإصبع يده اليسرى‪.‬‬

‫‪ -141‬ويفعل هذا كله في كل تشهد‪.‬‬

‫صيغة التشهد والدعاء بعده‪:‬‬

‫‪ -142‬والتشهد واجب‪ ،‬إذا نسيه سجد سجدتي السهو‪.‬‬

‫‪ -143‬ويقرؤه سراا‪.‬‬

‫‪ -144‬وصيغته‪ " :‬التحيات ل‪ ،‬والصلوات‪ ،‬والطيبات‪ ،‬السلم على النبي )‪ (16‬ورحمة ا وبركاته‪،‬‬
‫السلم علينا وعلى عباد ا الصالحين‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ا‪ ،‬وأشهد أن محمد عبده ورسوله " )‪.(17‬‬

‫‪ -145‬ويصلي بعده على النبي صلى ا عليه وسلم فيقول‪:‬‬


‫" اللهم صل على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد‪.‬‬

‫اللهم بارك على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬كما باركت على إبراهيم‪ ،‬وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد "‪.‬‬

‫‪ -146‬وإن شئت الختصار قلت‪:‬‬


‫" اللهم صل على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬وبارك على محمد‪ ،‬وعلى آل محمد‪ ،‬كما صليت وباركت على‬
‫إبراهيم‪ ،‬وعلى آل إبراهيم‪ ،‬إنك حميد مجيد "‪.‬‬

‫‪ -147‬ثم يتخير في هذا التشهد من الدعاء الوارد أعجبه إليه‪ ،‬فيدعو ا به‪.‬‬

‫)‪ (16‬هذا هو المشروع بعد وفاةا النبي صلى ا عليه وسلم‪ ،‬وهو الثابت في تشهد ابن مسعود وعائشة وابن الزبير وابن عباس رضي ا عنهم‪ .‬ومن شاء التفصيل فعليه‬
‫بكتابي " صفة الصلةا " )ص ‪.(142‬‬
‫)‪ (17‬وفي كتابي المذكور صيغ أخرى ثابتة‪ ،‬وما ذكرته هنا أصحها‪.‬‬
‫الركعة الثالثة والرابعة‪:‬‬

‫‪ -148‬ثم يكبر وجوباا‪ ،‬والسنة أن يكبر وهو جالس‪.‬‬

‫‪ -149‬ويرفع يديه أحياناا‪.‬‬

‫‪ -150‬ثم ينهض إلى الركعة الثالثة‪،‬وهي ركن كالتي بعدها‪.‬‬

‫‪ -151‬وكذلك يفعل إذا أراد القيام إلى الركعة الرابعة‪.‬‬

‫‪ -152‬ولكنه قبل أن ينهض يستوي قاعداا على رجله اليسرى معتدلا حتى يرجع كل عظم إلى موضعه‪.‬‬

‫‪ -153‬ثم يقوم معتمداا على يديه كما فعل في قيامه إلى الركعة الثانية‪.‬‬

‫‪ -154‬ثم يقرا في كل من الثالثة و الرابعة سورةا )الفاتحة( وجوباا‪.‬‬

‫‪ -155‬ويضيف إليها آية أو أكثر أحياناا‪.‬‬

‫القنوت للنازلة ومحله‪:‬‬

‫‪ -156‬ويسن له أن يقنت ويدعو للمسلمين لنازلة نزلت بهم‪.‬‬

‫‪ -157‬ومحله إذا قال بعد الركوع‪ " :‬ربنا ولك الحمد "‪.‬‬

‫‪ -158‬وليس له دعاء راتب‪ ،‬وإنما يدعو فيه بما يتناسب مع النازلة‪.‬‬

‫‪ -159‬ويرفع يديه في هذا الدعاء‪.‬‬

‫‪ -160‬ويجهر به إذا كان إماماا‪.‬‬

‫‪ -161‬ويؤومن عليه يمين خلفه‪.‬‬

‫‪ -162‬فإذا فرغ‪ ،‬كبر وسجد‪.‬‬

‫قنوت الوتر ومحله وصإيغته‪:‬‬

‫‪ -163‬وأما القنوت في الوتر فيشرع أحياناا‪.‬‬

‫‪ -164‬ومحله قبل الركوع خلفا ا لقنوت النازلة‪.‬‬

‫‪ -165‬ويدعو فيه بما يأتي‪:‬‬

‫" اللهم اهدني فيمن هديت‪ ،‬وعافني فيمن عافيت‪ ،‬وتولني فيمن توليت‪ ،‬وبارك لي فيما أعطيت‪ ،‬وقني‬
‫شر ما قضيت‪ ،‬فإنك تقضي ول يقضى عليك‪ ،‬وإنه ل يذل من واليت‪ ،‬ول يعز من عاديت‪ ،‬تباركت ربنا‬
‫وتعاليت‪ ،‬ول منجا منك إل إليك "‪.‬‬
‫‪ -166‬وهذا الدعاء من تعليم رسول ا صلى ا عليه وسلم‪ ،‬فل يزاد عليه‪ ،‬إل الصلةا عليه صلى ا‬
‫عليه وسلم فتجوز لثبوتها عن الصحابة رضي ا عنهم‪.‬‬

‫‪ -167‬ثم يركع ويسجد السجدتين‪ ،‬كما تقدم‪.‬‬

‫التشهد الخير والتورك‪:‬‬

‫‪ -168‬ثم يقعد للتشهد الخير‪ ،‬وكلهما واجب‪.‬‬

‫‪ -169‬ويصنع فيه ما صنع في التشهد الول‪.‬‬

‫‪ -170‬إل أنه يجلس فيه متوركاا‪ ،‬يفضي بوركه اليسرى إلى الرض‪ ،‬ويخرج قدميه من ناحية‬
‫واحدةا‪،‬ويجعل اليسرى تحت ساقه اليمنى‪.‬‬

‫‪ -171‬وينصب قدمه اليمنى‪.‬‬

‫‪ -172‬ويجوز فرشها أحياناا‪.‬‬

‫‪ -173‬ويلقم كفه اليسرى ركبته‪،‬يعتمد عليها‪.‬‬

‫وجوب الصلةا على النبي صلى ا عليه وسلم والتعوذ من الربع‪:‬‬

‫‪ -174‬ويجب عليه في هذا التشهد الصلةا على النبي صلى ا عليه وسلم‪ ،،‬وقد ذكرنا في التشهد الول‬
‫بعض صيغها‪.‬‬

‫‪ -175‬وأن يستعيذ بال من أربع يقول‪:‬‬


‫" اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم‪ ،‬ومن عذاب القبر‪ ،‬ومن فتنة المحيا والممات‪ ،‬ومن شر فتنة المسيح‬
‫الدجال " )‪.(18‬‬

‫الدعاء قبل السلم‪:‬‬

‫‪ -176‬ثم يدعو لنفسه بما بدا له مما ثبت في الكتاب والسنة‪ ،‬وهو كثير طيب‪ ،‬فإن لم يكن عنده شيء منه‪،‬‬
‫دعا بما تيسر له مما ينفعه في دينه أو دنياه‪.‬‬

‫التسليم وأنواعه‪:‬‬

‫‪ -177‬ثم يسلم عن يمينه‪ ،‬وهو ركن‪ ،‬حتى يرى بياض خده اليمن ‪.‬‬

‫‪ -178‬وعن يساره حتى يرى بياض خده اليسر‪ ،‬ولو في صلةا الجنازةا‪.‬‬

‫‪ -179‬ويرفع المام صوته بالسلم إل في صلةا الجنازةا‪.‬‬

‫‪ -180‬وهو على وجوه‪:‬‬


‫)‪ (18‬فتنة )المحيا( هي‪ :‬ما يعرض للنسان في حياته من الفتتان بالدنيا وشهواتها‪ .‬وفتنة )الممات( هي‪ :‬فتنة القبر وسؤال الملكين‪ .‬و)فتنة المسيح الدجال(‪ :‬ما يظهر‬
‫على يديه من الخوارق التي يضل بها كثير من الناس ويتبعونه على دعواه اللوهية‬
‫الول‪ :‬السلم عليكم ورحمة ا وبركاته‪ ،‬عن يمينه‪ .‬السلم عليكم ورحمة ا‪ ،‬عن يساره‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬مثله‪ ،‬دون قوله " وبركاته "‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬السلم عليكم ورحمة ا‪ ،‬عن يمينه‪ .‬السلم عليكم‪ ،‬عن يساره‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬يسلم تسليمة واحدةا تلقاء وجهه‪ ،‬يميل به إلى يمينه قلي ا‬
‫ل‪.‬‬

‫***‬

‫أخي المسلم! هذا ما تيسر لي من " تلخيص صفة صلةا النبي صلى ا عليه وسلم " محاولا بذلك أن‬
‫أقربها إليك‪ ،‬حتى تكون واضحة لديك‪ ،‬ماثلة في ذهنك‪ ،‬وكأنما تراها بعينك‪ .‬فإذا أنت صليت نحو ما‬
‫وصفت لك من صلته صلى ا عليه وسلم‪ ،‬فإني أرجو من ا تعالى أن يتقبلها منك‪ ،‬لنك بذلك تكون قد‬
‫ل قول النبي صلى ا عليه وسلم‪ " :‬صلوا كما رأيتموني أصلي "‪.‬‬‫حققت فع ا‬

‫ثم عليك بعد ذلك أن ل تنسى الهتمام باستحضار القلب والخشوع فيها‪ ،‬فإنه هو الغاية الكبرى من وقوف‬
‫العبد بين يدي ا تعالى فيها‪ ،‬وبقدر ما تحقق في نفسك من هذا الذي وصفت لك من الخشوع والحتذاء‬
‫بصلته صلى ا عليه وسلم‪ ،‬يكون لك من الثمرةا المرجوةا التي أشار إليها ربنا تبارك وتعالى بقوله‪" :‬‬
‫إن الصلةا تنهى عن الفحشاء والمنكر"‪.‬‬

‫وختاماا اسأل ا تعالى أن يتقبل منا صلتنا‪ ،‬وسائر أعمالنا‪ ،‬ويدخر لنا ثوابها إلى يوم نلقاه ) يوم ل ينفع‬
‫مال ول بنون إل من أتى ا بقلب سليم(‪ .‬والحمد ل رب العالمين‪.‬‬

You might also like