Professional Documents
Culture Documents
فما أكثر هذه السهام التي تتصُووبَّ إلى كبد السلم في هذه اليام! لقد
سقطت دولته،هل وتشرذمت أمته،هل واستعلن بعداوته من كان مستخفديا،هل وسلقه
بألسنة حداد من كان متملدقا،هل وتداعى خصُومه عليه من كل حدبَّ،هل وتقاسموا
بأوثانهم ليبيتنه وأهله،هل وسخرت في هذه المواجهة أجهزة جبارة،هل وتأنففقت في
سبيلها أموال طائلة،هل مستبيحين في ذلك كل ما تفتقت عنه قريحة الشيطان من
بغي وعربدة!
لقد أعلنت قوى الكفر العالمية حربها على السلم،هل وقدمته لشعوبها على
أنه الخطر المقبل الذي يهلك الحرث والنسل،هل ويدمر كل منجزات الحضارة،هل
ويغرق البشرية في طوفان من الدماء!
2
لقد رأينا من هؤلء ممنن يشن الغارة على تاريخ المسلمين وسيرة سادات
أولياء ال من الصُحابة والتابعين،هل ويتلقطون شواذ الخبار ومنكر الثار
ليملؤوا بها الدنيا ضجيدجا وجلبة،هل وليقدموا من خللها تاريخ السلم باعتباره
صُحيفة سوابق تشهد عليه وعلى أتباعه بالدانة وسوء السمعة!
لقد رأينا من هؤلء من يستعلن برفض شرائع السلم جملة وعلى الغيبَّ
ويشنون الغارة على صُلحيتها للتطبيق في صُلفة لم يبلغ معشارها
المحاربون من أبناء الملل الخرى.
وأخي دار رأينا فمن هؤلء ممن يهتك حرمة رسل ال،هل ويطلق لسانه فيهم بالسبَّ
والزراء،هل ناقلين في ذلك أحاديث الفك التي يروج لها الموتورون من
المستشرقين،هل ضاربين عرض الحائط ببدهيات الكتابَّ والسنة وما استقر
تقديسه في ضمير المة! وكأنما يعضون بالنواجذ على مكان لهم في غمرات
جهنم،هل ل يقبلون أن ينازعهم فيه أحد،هل أو أن ينتزعه منهم أحد!
ونظ دار لشيوع هذا المر الخير،هل ومظاهرة قوى الكفر لكل من تولى كبره
من المسلمين تحت دعاوى حرية الرأي والتعبير والمعتقد،هل فقد مست الحاجة
إلى بيان حكم الدين في تطاول على النبيين والمرسلين،هل إقامةد للحجة إواب اردء
للذمة،هل وزوددا عن حياض الدين،هل وانتصُا دار لحرمة النبياء والمرسلين،هل وقطدعا
لدابر الزنادقة والمنافقين،هل وال من وراء القصُد.
3
بَّ الرسول × إل تكييف واحد؛ وهو الردة عن السلم،هل ليس لجريمة س ب
وليس لها في أحكام الدنيا إل عقوبة واحدة؛ وهي القتل،هل فإن كفر الشاتم
لرسول ال × واعتبار ذلك من الردة المغلظة،هل والكفر المزيد الذي يتحتم معه
وجوبَّ قتل الشاتم مما استفاضت به الدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية
المطهرة،هل وانعقد عليه إجماع المسلمين في مختلف العصُار والمصُار،هل
وقبل أن نشرع في ذكر الدلة على ذلك،هل نوطئ لذلك بمقدمة تتضمن التعريف
بالسبَّ،هل والفرق بينه وبين مجرد الردة،هل ثم نردف ذلك بطائفة من مقالت أهل
العلم الناطقة بهذه الحقيقة.
صُا أو عيدبا أو طعدنا ونحو ذلك فهو من فما عوده أهتل العرف سيبا وانتقا د
السبَّ،هل وما لم يكن كذلك فهو كفر به،هل فيكون كف دار ليس بسبَّ،هل تحكم صُاحبه
حكم المرتد إن كان مظه دار له،هل إوال فهو زندقة.
والمعتبر أن يكون سيبا وأذى للنبي -عليه الصُلة والسلم -إوان لم يكن
سيبا وأدذى لغيره،هل وعلى هذا فيتحرر القول بأن كل ما لو قيل لغير النبي -عليه
4
بَّ تعزي داز أو حيدا بوجه من الوجوه،هل فإنه من بابَّ سبَّ
الصُلة والسلم -أمنومج م
النبي × كالقذف واللعن وغيرهما مما اتفق في العرف على اعتباره من قبيل
الزراء والسبَّ.
ثم ما ثبت أنه ليس بسبَّ فإن استمر به صُاحبه فهو زنديق،هل حكمه حكم
الزنديق،هل إوال فهو مرتد محض،هل واستقصُاء النواع والفرق بينهما ليس هذا
موضعه.
ول فرق في هذا التكييف بين أن يقصُد شتم النبي × أو ل يقصُد شتمه،هل
ولكن المقصُود شيء آخر محصُمل الشتم تبدعا له،هل أو ل يقصُد شيدئا من ذلك؛
بل يهزل ويمزحْ أو يفعل غير ذلك.
فهذا كله يشترك في هذا الحكم إذا كان القول نفتسه سيبا،هل فإن الرجل يتكلم
بالكلمة من سخط ال تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت،هل يهوي بها في النار
أبعد مما بين المشرق والمغربَّ،هل ومن قال ما هو سبَّ وتنقص له،هل فقد آذى ال
ورسوله،هل وهو مأخوذ بما يؤذي به الناس من القول الذي هو في نفسه أذى،هل
إوان لم يقصُد أذاهم،هل ألم تسمع إلى الذين قالوا :إنما كنا نخوض ونلعبَّ،هل فقال
ستأمهلزسئوأن* لأ تأمعتألذسروا قأمد أكفأمرتسمم أبمعأد ل وآَيالتله ور ل
ل
ال تعالى + :ألبا أ أ أ أ س
سوله سكمنتسمم تأ م
لإيأمالنسكمم" ]التوبة،65 :هل ،[66هل وهذا مثل من يغضبَّ فيذكر له حديث عن
5
النبي -عليه الصُلة والسلم -أو حكم من حكمه أو تيندعى إلى سنته،هل فيلعن
ويقبح ونحو ذلك،هل وقد قال تعالى+ :فألأ أوأربأك لأ سيمؤلمسنوأن أحبتى سيأحبكسموأك لفيأما
سلليءما"
سلبسموا تأ م شأجأر أبميأنسهمم ثسبم لأ أيلجسدوا لفي أمنفسلسلهمم أحأرءجا بمبما قأ أ
ضميأت أوسي أ أ
]النساء،[65 :هل فأقسم سبحانه بنفسه أنهم ل يؤمنون حتى يحكموه،هل ثم ل يجدوا
في نفوسهم حردجا من حكمه،هل فمن شاجر غيره في حكم فوجد حردجا في صُدره
لذكر رسول ال × حتى أفحش في منطقه فهو كافر بنص التنزيل،هل ول يعذر
بأن مقصُوده رد الخصُم،هل فإن الرجل ل يؤمن حتى يكون ال ورسوله أحبَّ إليه
مما سواهما،هل وحتى يكون الرسوتل أح و
بَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين.
6
البشرية الجائزة والمعهود لديه،هل قال :وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى
من لدن أصُحابه،هل وهلم جيرا.
* وقال ابن القاسم عن مالك :ممنن سبَّ النبي × قتل،هل ولم يستتبَّ،هل قال
ابن القاسم :أو شتمه،هل أو عابه،هل أو تنقصُه،هل فإنه يقتل كالزنديق،هل وقد فرض ال
توقيره.
وكذلك قال مالك في رواية المدنيين عنه :من سبَّ رسول ال × أو شتمه
أو عابه أو تنقصُه قتل،هل مسلدما كان أو كافدرا،هل ول يستتابَّ.
* وروى ابن وهبَّ عن مالك :من قال :إن رداء النبي × وروى تبنرمده
)وسخ( وأراد به معنيبه تقتل.
-منها :رجل سمع قودما يتذاكرون صُفة النبي × إذ ممور بهم رجل قبيح
الوجه واللحية،هل فقال :تريدون تعرفون صُفته؟ هذا المار في خلقه ولحيته!
-ومنها :رجل قال النبي × أسود!
-ومنها :رجل قيل له :ل،هل وحق رسول ال،هل فقال :فعل ال برسول ال
كذا وكذا! ثم قيل له :ما تقول يا عدو ال؟ فقال أشد من كلمه الول،هل ثم قال:
إنما أردت برسول ال العقربَّ! قالوا :لن اودعاء التأويل في لفظ صُراحْ ل
7
يقبل؛ لنه امتهان،هل وهو غير تمعبزر لرسول ال × ول تمموبقر له،هل فوجبت إباحة
دمه.
-ومنها :تمتمفممقه كان يستخف بالنبي × ويسميه في أثناء مناظرته :اليتيم
وختن حيدرة،هل ويزعم أن زهده لم يكن قصُددا،هل ولو قممدمر على الطيبات لكلها،هل
وأشباه هذا.
8
الدلة على كفر الساب وتحتم قتله
أوءل :الدلة من القرآَن الكريم:
الدليل الول :إن إيذاء رسول ال × محادة ل ورسوله ،والمحادة كفر
وموجبة للقتل:
قال تعالى+ :أولممنسهسم البلذيأن سيمؤسذوأن البنلببي أوأيسقوسلوأن سهأو أسسذنن سقمل أسسذسن أخميرر
ل ل ل ل ل ل
سوأل لبسكمم سيمؤلمسن لبال أوسيمؤلمسن لملسممؤلمنيأن أوأرمحأمنة لبلبذيأن آَأمسنوا ممنسكمم أوالبذيأن سيمؤسذوأن أر س
ضوهس ق أأن سيمر سسولسسه أأح ب ل لأسكمم للسيمر س
ضوسكمم أوالس أوأر س
ل لأهم عأذاب ألليم*يمحللسفوأن لبا ل
ا سم أ ن ن أ
ل
سولأسه فأ أبن لأسه أناأر أجأهبنأم لل ل
لإن أكاسنوا سممؤلمنيأن* ألأمم أيمعلأسموا أبنسه أمن سيأحادد الأ أوأر س
ي املأعلظيسم"]التوبة.[63 -61 : ل ل ل ل
أخالءدا فيأها أذلأك املخمز س
* أما أن اليذاء محادة ل ورسوله فيدل عليه:
-أنه لو لم يكن المؤذون لرسول ال × من المحادين لم يحسن أن
يوعدوا بأن للمحاد نار جهنم؛ لنه يمكن حينئذ أن يقال :قد علموا أن للمحاد
نار جهنم،هل لكنهم لم يحادوا،هل إوانما آذوا،هل فل يكون في الية وعيد لهم،هل فعلم أن
هذا الفعل لبد أن يندرج في عموم المحادة ليكون وعيد المحاد وعيددا له ويلتئم
الكلم.
10
خالدا فيها،هل ولم يقل "هي جزاؤه"،هل وبين
-أنه أخبر أن للمحاد نار جهنم د
الكلمين فرق،هل بل المحادة هي المعاداة والمشاقة،هل وذلك كفر ومحاربة،هل فهو
أغلظ من مجرد الكفر،هل فيكون المؤذي ل ورسوله × كافدرا،هل عدويا ل ورسوله،هل
ومحاربدا ل ورسوله؛ لن المحاداة اشتقاقها من المباينة بأن يصُير كل منها
في حد كما قيل المشاقة أن يصُير كل منها في شق،هل فهما جميدعا بمعنى
المقاطعة والمفاصُلة،هل وذلك يقتضي انقطاع الحبل الذي بين أهل العهد إذا
ضا،هل فل حبل لمحاد ال ورسوله.حاد بعضهم بع د
وقد جعل القرآن جزاء المشاقة القتل والتعذيبَّ في الدنيا،هل قال تعالى:
* أذللأك لب أبنهم أ ب
ضلربسوا لممنسهمم سكبل أبأنارن أ ضلربسوا فأمو أ
ق المعأنا ل
شاقوا الأ سم ق أوا م +أفا م
سوألهت" ]النفال،12 :هل [13فأمر بقتلهم لجل مشاقتهم ومحادتهم،هل فكل أوأر س
من حاد وشاق يجبَّ أن يفعل به ذلك لوجود العلة.
وفي الحديث أن رجلد كان يسبَّ النبي × فقال» :من يكفيني عدوي«،هل
وهذا ظاهر،هل وحينئذ فيكون كاف دار حلل الدم لقوله تعالى+ :إلبن البلذيأن سيأحابدوأن
سولأسه سأولألئأك لفي الأذبليأن".
الأ أوأر س
الدليل الثاني :نفى اليمان عمن يواد من حاد ال ورسوله فكيف
بالمحاد نفسه؟
11
ضا فقد قطع ال الموالة بين المؤمنين وبين المحادين ل ورسوله وأي د
ل أواملأيمولم الألخلر
والمعادين ل ورسوله فقال تعالى+ :لأ تألجسد قأوما يمؤلمسنوأن لبا ل
مء س
سولأسه "...الية ]المجادلة،[22 :هل وقال تعالى+ :أيا سيأوابدوأن أممن أحابد الأ أوأر س
أبيأها البلذيأن آَأمنسوا لأ تأتبلخسذوا أعسدبوي أوأعسدبوسكمم أمولأياأء تسملسقوأن إللأميلهمم لباملأمأوبدلة"...
الية ]الممتحنة،[1 :هل فعلم أنهم ليسوا من المؤمنين.
وقد روى عن رجال من أهل العلم منهم -ابن عمر ومحمد بن كعبَّ وزيد
بن أسلم وقتادة -دخل حديث بعضهم في بعض،هل أنه قال رجل من المنافقين
في غزوة تبوك :ما رأيت مثل قرائنا هؤلء أرغبَّ بطودنا،هل ول أكذبَّ ألسدنا،هل ول
أجبن عند اللقاء .يعني رسول ال × وأصُحابه القراء،هل فقال له عوف بن
مالك :كذبت ولكنك منافق،هل لخبرن رسول ال × فذهبَّ عوف إلى رسول ال
× وقد ارتحل وركبَّ ناقته فقال :يا رسول ال إنما كنا نلعبَّ ونتحدث حديث
12
الركبَّ نقطع به عناء الطريق .قال ابن عمر :كأني أنظر إليه متعلدقا بنسعة
ناقة رسول ال × إوان الحجارة لتنكبَّ رجليه وهو يقول :إنما كنا نخوض
ل وآَيالتله ور ل
ل
سوله سكمنتسمم تأ م
ستأمهلزسئوأن" ما ونلعبَّ،هل فيقول له رسول ال × + :ألبا أ أ أ أ س
يلتفت إليه ول يزيده عليه.
وقال مجاهد :قال رجل من المنافقين :يحدثنا محمد أن ناقة فلن بوادي
كذا وكذا وما يدريه بالغيبَّ؟ فأنزل ال -عز وجل -هذه الية.
وقال معمر :قال الكلبي :كان رجل منهم لم يماثلهم في الحديث يسير
طالئفأءة" ]التوبة،[66 :هل
طالئفأرة بممنسكمم سنأعبذمب أ عائدبا لهم فنزلت+ :لإن بنمع س
ف أعن أ
فتسبمي طائفة وهو واحد.
13
واللمز :العيبَّ والطعن .قال مجاهد :يتهمك ويزريك،هل وقال عطاء:
يغتابك.
وجه الدللة :وذلك يدل على أن كل من لمزه أو آذاه كان منهم؛ لن
)الذين( و)من( اسمان موصُولن وهما من صُيغ العموم،هل والية إوان كانت
نزلت بسببَّ لمز قوم إوايذاء آخرين،هل فحكمهما عام كسائر اليات اللواتي نزلن
على أسبابَّ،هل وليس بين الناس خلف نعلمه أنها تعم الشخص الذي نزلت
بسببه،هل ومن كان حاله كحاله.
ضا فإن كونه منهم حكم متعلق بلفظ مشتق من اللمز والذى وهو وأي د
مناسبَّ لكونه منهم،هل فيكون ما منه الشتقاق هو علة لذلك الحكم،هل فيجبَّ
اطراده.
ضا فإن ال -سبحانه -إوان كان قد علم منهم النفاق قبل هذا القول،هل وأي د
لكن لم يعلم نبيه بكل من لم يظهر نفاقه،هل بل قال +أولمبممن أحمولأسكم بمأن المع أارلب
ق لأ تأمعلأسمسهمم أنمحسن أنمعلأسمسهمم" سمأنالفسقوأن أولممن أمهلل املأملديأنلة أمأرسدوا أعألى البنأفا ل
]التوبة،[101 :هل ثم إنه سبحان وتعالى ابتلى الناس بأمور تميز بين المؤمنين
والمنافقين كما قال سبحانه+ :أولأأيمعلأأمبن الس البلذيأن آَأمنسوا أولأأيمعلأأمبن املسمأنالفلقيأن"
]العنكبوت.[11 :
وقال تعالي+ :أما أكاأن الس للأيأذأر املسممؤلملنيأن أعألى أما أمنتسمم أعلأميله أحبتى أيلميأز
املأخلبيأث لمأن الططبيلب" ]آل عمران،[179 :هل وذلك لن اليمان والنفاق أصُله في
القلبَّ،هل إوانما الذي يظهر من القول والفعل فرع له ودليل عليه.
فإذا ظهر من الرجل شيء من ذلك ترتبَّ الحكم عليه،هل فلما أخبر سبحانه
أن الذين يلمزون النبي × والذين يؤذونه من المنافقين،هل ثبت أن ذلك دليل
على النفاق وفرع له،هل ومعلوم أنه إذا حصُل فرع الشيء ودليله حصُل أصُله
14
المدلول عليه،هل فثبت أنه حينما وجد ذلك كان صُاحبه منافدقا؛ سواء كان منافدقا
قبل هذا القول،هل أو حدث له النفاق بهذا القول.
وقد نطق القرآن بكفر المنافقين في غير موضع،هل وجعلهم أسوأ حالد من
الكافرين،هل وأنهم في الدرك السفل من النار،هل وأنهم يوم القيامة يقولون للذين
س لمن بنولرسكمم" ]الية[ إلى قوله تعالى+ :أفاملأيموأم لأآمنوا+ :انظسسروأنا أنمقتألب م
سيمؤأخسذ لممنسكمم لفمدأينة أولأ لمأن البلذيأن أكفأسروا"،هل وأمر نبيه في آخر المر بأن ل
يصُلي على أحد منهم،هل وأخذ أنه لن يغفر لهم،هل وأمره بجهادهم،هل وأخبر أنهم إن
لم ينتهوا ليغرين ال نبيه بهم حتى يقتلوا في كل موضع.
وجه الدللة :أنه أقسم سبحانه بنفسه المقدسة أنهم ل يؤمنون حتى
تيمحبكتموه في الخصُومات التي بينهم،هل ثم ل يجدون في أنفسهم ضيدقا من حكمه،هل
بل يسلموا لحكمه ظاه دار وباطدنا .وقال قبل ذلك + :ألأمم تأأر إلألى البلذيأن أيمزسعسموأن
أبنسهمم آَأمنسوا لبأما أسمنلزأل إللأميأك أوأما أسمنلزأل لمن قأمبللأك سيلريسدوأن أأن أيتأأحاأكسموا إلألى
ضلألء أبلعيءدا*ضلبسهمم أ طاسن أأن ي ل
س طاسغولت أوقأمد أسلمسروا أأن أيمكفسسروا لبله أوسيلريسد ال ب
شمي أ ال ب
لل ل
صبدوأن سولل أرأميأت املسمأنافقيأن أي س
أ إولاأذا قيأل لأسهمم تأأعالأموا إلألى أما أمنأزأل الس أ إولاألى البر س
صسدوءدا" ]النساء .[61 -60 :فبين سبحانه أن من دعي إلى التحاكم أعمنأك س
إلى كتابَّ ال وسنة رسوله فصُد عن رسول رسوله كان منافدقا،هل فكيف بالنقص
والسبَّ ونحوه؟
15
طمعأنا ثسبم أيتأأوبلى فألري نسولل أوأ أ ل
ق وقال سبحانه+ :أوأيسقوسلوأن آَأمبنا لبال أولبالبر س
سولله للأيمحسكأم ل ل ل ل ل
بممنسهم بمن أبمعد أذلأك أوأما سأولأئأك لباملسممؤلمنيأن* أ إولاأذا سدسعوا إلألى ال أوأر س
ق أيأمتسوا إللأميله سممذلعلنيأن*ضوأن* أ إولان أيسكن لبسهسم املأح ب أبميأنسهمم إلأذا فألري ن
ق بممنسهم بممعلر س
سولسسه أبملف الس أعلأميلهمم أوأر س ض ألم امرأتابسوا أمم أيأخاسفوأن أأن أيلحي أ ألفي سقسلولبلهم بمأر ن
سولله ل ل بل
سأولأئأك سهسم الظالسموأن* إلبنأما أكاأن قأموأل املسممؤلمنيأن إلأذا سدسعوا إلألى ال أوأر س
ل
طمعأنا" ]النور.[51 -47 : سلممعأنا أوأ أ
لأيمحسكأم أبميأنسهمم أأن أيسقولسوا أ
ل
ودللتها من وجوه:
* الوجه الول :أنه قرن أذاه بأذاه،هل كما قرن طاعته بطاعته،هل فمن آذاه
فقد آذى ال تعالى :وقد جاء ذلك منصُوصُدا عليه،هل ومن آذى ال فهو كافر
حلل الدم.
* الوجه الثالث :أنه ذكر أنه لعنهم في الدنيا والخرة،هل وأعد لهم عذابدا
مهيدنا،هل واللعن :الإبعاد عن الرحمة،هل ومن طرده عن رحمته في الدنيا والخرة ل
يكون إل كافدرا،هل فإن المؤمن يقربَّ إليها بعض الوقات ,ول يكون مباحْ الدم؛
لن حقن الدم رحمة عظيمة من ال فل يثبت في حقه.
ض ويؤيد ذلك قوله تعالى+ :لألئن لبمم أينتأله املسمأنالفسقوأن أوالبلذيأن لفي سقسلولبلهم بمأر ن
أواملسممرلجسفوأن لفي املأملديأنلة لأسنمغلرأيبنأك لبلهمم ثسبم لأ سيأجالوسروأنأك لفيأها إللب أقلليلء*
أمملسعولنيأن أميأنأما ثسلقفسوا أسلخسذوا أوقستبلسوا تأمقلتيلء" ]الحزابَّ،60 :هل [61فإن أخذهم
وتقتيلهم -وال أعلم -بيان صُفة لعنهم،هل وذكر لحكمه فل موضع له من
الإعرابَّ،هل وليس بحال ثانية؛ لنهم إذا جاوروه ملعونين ولم يظهر أثر لعنهم
في الدنيا لم يكن في ذلك وعيد لهم،هل بل تلك اللعنة ثابتة قبل هذا الوعيد وبعده،هل
عدوها،هل فيثبت في فل بد أن يكون هذا الأخذ والتقتيل من آثار اللعنة التي تو ف
حق من لعنه ال في الدنيا والخرة،هل ويؤيد ذلك قوله تعالى + :ألأمم تأأر إلألى
طاسغولت أوأيسقوسلوأن لللبلذيأن صيءبا بمأن امللكأتالب سيمؤلمسنوأن لبامللجمبلت وال ب
أ
البلذيأن سأوتسوا أن ل
سلبيلء* سأولألئأك البلذيأن لأأعأنسهسم الس أوأمن أيملأعلن ل ل ل
أكفأسروا أهسؤلأء أمهأدى مأن البذيأن آَأمنسوا أ
18
ال أفألن تألجأد لأسه أن ل
صي ءار"،هل ولو كان معصُوم الدم لوجبَّ على المسلمين نصُره س
ولكان له نصُير.
يوضح ذلك أنه قد نزل في شأن ابن الأشرف،هل وكان من لعنته أن تقفتل؛
لنه كان يؤذى ال ورسوله.
الثاني :أن سائر الذين لعنهم ال في كتابه -مثل الذين يكتمون ما أنزل
عوجا،هل
ال من الكتابَّ،هل ومثل الظالمين الذين يصُدون عن سبيل ال ويبغونها د
ومثل من يقتل مؤمدنا متعمددا -إما كاف دار أو مباحْ الدم،هل بخلف بعض من لعن
في السنة.
الثالث :أن هذه الصُيغة خبر عن لعنة ال له؛ ولهذا عطف عليه:
+أوأأعبد لأسهمم أعأذاءبا بملهيءنا"،هل وعامة الملعونين الذين ل يقتلون أو ل يكفرون
إنما تلعنوا بصُيغة الدعاء مثل قوله -صُلى ال عليه وسلم» :لعن ال من
غير منار الرض ،ولعن ال السارق ،ولعن ال آَكل الربا ومؤكله«،هل ونحو
ذلك.
19
صأنالت ل
لكن الذي يرد على هذا قوله تعالى+ :إلبن البذيأن أيمرسموأن املسممح أ
ب أعلظينم" ]النور[23 : ل ل ل ل ل ل
املأغافلأت املسممؤلمأنات لسعنسوا في البدمنأيا أوالأخأرلة أولأسهمم أعأذا ن
فإن في هذه الية ذكر لعنتهم في الدنيا والخرة مع أن مجرد القذف ليس بكفر
ول يبيح الدم.
سلممعتسسموهس سقملستم بما أيسكوسن لأأنا أأن بنتأأكلبأم لبأهأذا كما قال سبحانه+ :أولأمولأ إلمذ أ
سمبأحاأنأك أهأذا سبمهأتانن أعلظينم" ]النور،[16 :هل والقرآن قد نص على الفرق بين س
بل
أذى ال ورسوله وبين أذى المؤمنين،هل فقال تعالى+ :إلبن الذيأن سيمؤسذوأن الأ
سولأسه لأأعأنسهسم الس لفي البدمنأيا أوالألخأرلة أوأأعبد لأسهمم أعأذاءبا بملهيءنا* أوالبلذيأن سيمؤسذوأن أوأر س
سبسوا فأقألد امحتأأملسوا سبمهأتاءنا أ إولاثمءما بملبيءنا" ل ل
املسممؤلمنيأن أواملسممؤلمأنات لبأغميلر أما امكتأ أ
]الحزابَّ،57 :هل ،[58هل فل يجوز أن يكون مجرد أذى المؤمنين بغير حق
موجدبا للعنة ال في الدنيا والخرة وللعذابَّ المهين؛ إذ لو كان كذلك لم يفرق
بين أذى ال ورسوله وبين أذى المؤمنين،هل ولم يخصُص مؤذي ال ورسوله
بهتانا إواثمدا مبيندا،هل
باللعنة المذكورة،هل ويجعل جزاء مؤذي المؤمنين أنه احتمل د
كما قال في موضع آخر+ :أوأمن أيمكلسمب أخلطيأئءة أمو إلثمءما ثسبم أيمرلم لبله أبلريءئا فأقألد
امحتأأمأل سبمهأتاءنا أ إولاثمءما بملبيءنا" ]النساء.[112 :
20
فقد روي أن ابن عباس فسر سورة النور،هل فلما أتى على هذه الية+ :إلبن
صأنالت املأغالفلألت املسممؤلمأنالت" إلى آخر الية ]النور[23 : ل
البذيأن أيمرسموأن املسممح أ
قال :هذه في شأن عائشة وأزواج النبي × خاصُة،هل وهي مبهمة ليس فيها
توبة،هل ومن قذف امرأة مؤمنة فقد جعل ال له توبة،هل ثم قرأ+ :أوالبلذيأن أيمرسموأن
شأهأداأء" إلى قوله+ :إللب البلذيأن أتابسوا لمن أبمعلد
صأنالت ثسبم لأمم أيأمتسوا لب أمرأبأعلة س
املسممح أ
صلأسحوا" ]النور،4 :هل [5فجعل لهؤلء توبة،هل ولم يجعل لولئك توبة،هل ل
أذلأك أوأ م
قال :فهموم رجل أن يقوم فيقبل رأسه من حسن ما فسر!
فقد بوين ابن عباس أن هذه الية إنما نزلت فيمن يقذف عائشة وأمهات
المؤمنين،هل لما في قذفهن من الطعن على رسوله × وعيبه،هل فإن قذف المرأة
أذى لزوجها كما هو أذى لبنها.
وروى أحمد بإسناده عن أبي الجوزاء في هذه الية+ :إلبن البلذيأن أيمرسموأن
صأنالت املأغالفلألت املسممؤلمأنالت لسلعنسوا لفي البدمنأيا أوالألخأرلة" ]النور [23 :قال:
املسممح أ
هذه لمهات المؤمنين خاصُة.
ويؤيد هذا القول أن ال -سبحانه -رتبَّ هذا الوعيد على قذف محصُنات
صأنالت ثسبم لأمم ل
غافلت مؤمنات،هل وقال في أول السورة،هل +أوالبذيأن أيمرسموأن املسممح أ
شأهأداأء أفامجللسدوسهمم ثأأمالنيأن أجملأدةء" ]النور [4 :الية،هل فرتبَّ الجلد
أيأمتسوا لب أمرأبأعلة س
21
ورد الشهادة والفسق على مجرد قذف المحصُنات،هل فلبد أن تكون المحصُنات
الغافلت المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصُنات،هل وذلك -وال أعلم -
لن أزواج النبي × مشهود لهن باليمان لنهن أمهات المؤمنين،هل وهن أزواج
نبيه في الدنيا والخرة،هل وعوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالبَّ ظاهر
اليمان.
فقوله» :من يعذرني«؛ أي من ينصُفني ويقيم عذري إذا انتصُفت منه لما
بلغني من أذاه في أهل بيتي"! فثبت أنه × قد تأذى بذلك تأذديا استعذر منه،هل
22
وقال المؤمنون الذين لم تأخذهم حمية» :مرنا نضربَّ أعناقهم،هل فإنا نعذرك إذا
أمرتنا بضربَّ أعناقهم« ولم ينكر النبي × على سعد استئماره في ضربَّ
أعناقهم،هل وقوله إنك معذور إذا فعلت ذلك.
وجوابه :أن هؤلء لم يقصُدوا أذى النبي × ،ولم يظهر منهم دليل على
آذاه،هل بخلف ابن أبي الذي إنما كان قصُده أذاه،هل ولم يكن إذ ذاك قد ثبت عندهم
أن أزواجه في الدنيا هن أزواج له في الخرة،هل وكان وقوع ذلك من أزواجه ممكدنا
في العقل،هل ولذلك توقف النبي × في القصُة،هل حتى استشار علييا وزيددا،هل وحتى
سأل بريرة،هل فلم يحكم بنفاق من لم يقصُد أذى النبي × لمكان أن يطلق المرأة
المقذوفة،هل فأما بعد أن ثبت أنهن أزواجه في الخرة وأنهن أمهات المؤمنين
فقذفهن أذى له بكل حال،هل ول يجوز -مع ذلك -أن تقع منهن فاحشة؛ لن في
ذلك جواز أن يقيم الرسول × مع امرأة بغي،هل وأن تكون أم المؤمنين موسومة
بذلك،هل وهذا باطل،هل ولهذا قال سبحانه+ :أيلعظسسكسم الس أأن تأسعوسدوا لللممثللله أأبءدا لإن
سكمنستم بممؤلملنيأن" ]النور.[17 :
الوجه الثاني :أن الية عامة،هل قال الضحاك :قوله تعالى+ :إلبن البلذيأن
صأنالت املأغالفلألت املسممؤلمأنالت"،هل يعني به أزواج النبي × خاصُة،هل
أيمرسموأن املسممح أ
ويقول آخرون :يعني أزواج المؤمنين عامة.
وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن :قذف المحصُنات من الموجبات،هل ثم ق أر:
صأنالت" -الية وهذا قول كثير من الناس،هل ووجهه ل
+لإبن البذيأن أيمرسموأن املسممح أ
23
ظاهر الخطابَّ فإنه عام،هل فيجبَّ إجراؤه على عمومه؛ إذ ل موجبَّ لخصُوصُه
صُا بنفس السببَّ بالتفاق؛ لن حكم غير عائشة من أزواج وليس هو مخت ي
النبي × داخل في العموم،هل وليس هو من السببَّ،هل ولنه لفظ جمع والسببَّ في
واحدة،هل ولن قصُر عمومات القرآن على أسبابَّ نزولها باطل،هل فإن عامة
اليات نزلت بأسبابَّ اقتضت ذلك،هل وعلم أن شيدئا منها لم يقصُر على سببه.
والفرق بين اليتين أنه في أول السورة ذكر العقوبات المشروعة على أيدي
المكلفين من الجلد ورد الشهادة والتنسيق،هل وهنا ذكر العقوبة الواقعة من ال
سبحانه وهي اللعنة في الدارين والعذابَّ العظيم.
وروي عن النبي × من غير وجه وعن أصُحابه أن قذف المحصُنات من
الكبائر،هل وفي لفظ في الصُحيح" :قذف المحصُنات الغافلت المؤمنات"،هل
صأنالت املأغالفلألت ل
وكان بعضهم يتأوول على ذلك قوله+ :إلبن البذيأن أيمرسموأن املسممح أ
املسممؤلمأنالت" ]النور [23 :ثم اختلف هؤلء:
-فقال أبو حمزة الثمالي :بلغنا أنها نزلت في مشركي أهل مكة،هل فكانت
المرأة إذا خرجت إلى رسول ال × إلى المدينة مهاجرة،هل قذفها المشركون من
أهل مكة وقالوا إنما خرجت تفجر.
فعلى هذا يكون فيمن قذف المؤمنات قذدفا يصُدهن به عن اليمان،هل ويقصُد
بذلك ذم المؤمنين لينفر الناس عن السلم كما فعل كعبَّ بن الشرف،هل وعلى هذا
فمن فعل ذلك فهو كافر،هل وهو بمنزلة من سبَّ النبي ×.
24
والجوابَّ على هذا التقدير أنه سبحانه قال هنا+ :لسلعنسوا لفي البدمنأيا
أوالألخأرلة" ]النور [33 :على بناء الفعل للمفعول ولم يسم اللعن،هل وقال هناك:
+لأأعأنسهسم الس لفي البدمنأيا أوالألخأرلة" ]الحزابَّ،[57 :هل إواذا لم يسم الفاعل جاز أن
يلعنهم غير ال من الملئكة والناس،هل وجاز أن يلعنهم ال في وقت ويلعنهم
بعض خلقه في وقت،هل وجاز أن يتولى ال لعنة بعضهم وهو من كان قذفه
طعدنا في الدين،هل ويتولى خلقه لعنة الخرين،هل إواذا كان اللعن مخلودقا فلعنته قد
تكون بمعنى الدعاء عليهم،هل وقد تكون بمعنى أنهم يبعدون عن رحمة ال.
فهذا مما يلعن به القاذف،هل ومما يلعن به أن تيجلد وأن تترد شهادته وتيفموسق،هل
فإنه عقوبة له إواقصُاء له عن مواطن المن والقبول وهي من رحمة ال،هل وهذا
بخلف من أخبر ال أنه لعنه في الدنيا والخرة،هل فإن لعنة ال توجبَّ زوال
النصُر عنه من كل وجه،هل وبعده عن أسبابَّ الرحمة في الدارين.
ومما يؤيد الفرق أنه قال هنا+ :أوأأعبد لأسهمم أعأذاءبا بملهيءنا"،هل ولم يجئ إعداد
ب بملهينن" ل
العذابَّ المهين في القرآن إل في حق الكفار فقط +أولملأكافلريأن أعأذا ن
]البقرة،[90 :هل +أو أمعتأمدأنا للملأكالفلريأن أعأذاءبا بملهيءنا" ]النساء.[37 :
ب بمأن ل
وأما العذابَّ العظيم فقد جاء وعيددا للمؤمنين في قوله + :لأمولأ كأتا ن
ب أعلظينم" ]النفال،[68 :هل وقوله+ :أولأمولأ ق لأم ب ل
سسكمم فيأما أأخمذتسمم أعأذا ن سأب أ أ ال أ
ل
سسكم لفيما أفأ م ل ل ل ل ل فأ م ل
ب ضتسمم فيه أعأذا ن ضسل ال أعلأميسكمم أوأرمحأمتسسه في البدمنأيا أوالأخأرة لأأم ب م أ
ي لفيِ الددنُّمنكياَ كولكههمم ل أعلظينم"]النور،[14 :هل وفي القاتل المحاربَّ+ :كذلل ك
ك لكههمم خمز ي
ل ل ل
ب ال لهه كعلكميله كولككعنكهه ل
ب كعظييم" ]المائدة،[23 :هل وفي القاتل+ :كوغكض ك فيِ املخكرة كعكذا ي
ل
كوأككعلد لكهه كعكذابباَ كعلظيبماَ" ]النساء،[93 :هل وقوله+ :أولأ تأتبلخسذوا أميأماأنسكمم أدأخلء أبميأنسكمم
ل
بسلبيلل ال أولأسكمم أعأذا ن صأددتبمم أعن أسوأء لبأما أفأتألزبل قأأدنم أبمعأد ثسسبولتأها أوتأسذوقسوا ال ب
أعلظينم"]النحل،[94 :هل وقد قال سبحانه+ :أوأمن سيلهلن الس فأأما لأسه لمن بممكلررم"
25
]الحج[18 :؛ وذلك لن الهانة إذلل وتحقير وخزي،هل وذلك قدر زائد على ألم
العذابَّ؛ فقد يعذبَّ الرجل الكريم ول يهان.
فلما قال في هذه الية+ :أوأأعبد لأسهمم أعأذاءبا بملهيءنا" علم أنه من جنس
بالعذابَّ الذي توعد به الكفار والمنافقين،هل ولما قال هناك+ :أولأهمم أعأذا ن
ضتسمم لفيلهسسكمم لفيأما أفأ م
أعلظينم" جاز أن يكون من جنس العذابَّ في قوله+ :لأأم ب
ب أعلظينم".
أعأذا ن
عد للكافرين فإن جهنم لهم خلقت؛ من ناحية أخرى فإن العذابَّ إنما تأ ف
لنهم لبد أن يدخلوها وما هم منها بمخرجين،هل بخلف أهل الوعيد من
المسلمين فقد ل يدخلونها إذا غفر لهم،هل إواذا دخلوها خرجوا منها ولو بعد حين.
الدليل السابع :رفع الصوت فوق صوت النبي × سيخشى على صاحبه
الكفر ،فأولى أن يكون الذى المقصود المتعمد كفءرا:
صوُاتكهكم فكنوُكق صوُ ل
ت النلبلييِ كولك ل
قال تعالى+ :كياَ أكيدنكهاَ الذيكن آكمهنوُا لك تكنمرفكنهعوُا أك م ك م م ك م
ط أكمعكماَلههكمم كوأكنُّمنتهمم لك تكمشعههروكنَ" ضهكمم للبكنمع ض
ض كأنَ تكمحبك ك تكمجكهروا لكهه بلاَلمكقوُلل ككجمهلر بنمع ل
ك ك م ه
]الحجرات.[2 :
وجه الدللة :أن ال سبحانه نهاهم عن رفع أصُواتهم فوق صُوته،هل وعن
الجهر له كجهر بعضهم لبعض؛ لن هذا الرفع والجهر قد يفضي إلى حبوط
العمل وصُاحبه ل يشعر،هل فإنه علل نهيهم عن الجهر وتركهم له بطلبَّ سلمة
العمل عن الحبوط،هل والعمل يحبط بالكفر،هل قال سبحانه+ :كوكمن يكنمرتكلدمد لممنهكمم كعن
ت أكمعكماَلهههمم" ]البقرة،[217 :هل وقال تعالى: ك كحبلطك م ت كوههكوُ ككاَفلير فكهأولكئل كلدينلله فكنيكهم م
ط كعكملههه" ]المائدة.[5 :﴿كوكمن يكمكهفمر لباَلليكماَلنَ فكنكقمد كحبل ك
26
فإذا ثبت أن رفع الصُوت فوق صُوت النبي والجهر له بالقول يخاف منه
أن يكفر صُاحبه وهو ل يشعر ويحبط عمله بذلك،هل وأنه مظنة لذلك وسببَّ
فيه،هل فمن المعلوم أن ذلك لما ينبغي له من التعزيز والتوقير والتشريف
والتعظيم والكرام والجلل،هل ولما أن رفع الصُوت قد يشتمل على أذى له،هل
واستخفاف به،هل إوان لم يقصُد الرافع ذلك،هل فإذا كان الذى والستخفاف الذي
يحصُل في سوء الدبَّ من غير قصُد صُاحبه يكون كفدرا؛ فالذى
والستخفاف المقصُود المتعمد كفر بطريق الولى.
27
صيبكنههمم ل مفتننكةي" ]النور،[63 :هل الية،هل وجعل يكررها ويقول: يكخاَللهفوُكنَ كعن أكمملرهل كأنَ ته ل
م ه
وما الفتنة؟ الشرك،هل لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ
ك لك يهنمؤلمهنوُكنَ كحلتىَّ يهكحيكهموُكك
فيزيغ قلبه فيهلكه،هل وجعل يتلو هذه الية+ :فكلك كوكربي ك
لفيكماَ كشكجكر بك منيننكنههمم" ]النساء.[65 :
ومن الدلة على قتل من انتهك حرمته × بنكاحْ إحدى أزواجه أو س ارريه
ما رواه مسلم في صُحيحه عن أنس أن رجلد كان يتهم بأم ولد النبي ×،هل فقال
رسول ال × لعلي» :اذهب فاضرب عنقه« فأتاه علي،هل فإذا هو في ركن
يتبرد،هل فقال له علي :اخرج،هل فناوله يده،هل فأخرجه،هل فإذا هو مجبوبَّ ليس له
ذكر،هل فكف علي،هل ثم أتى النبي × فقال :يا رسول ال،هل إنه لمجبوبَّ،هل ما له
ذكر.
28
فهذا الرجل أمر النبي × بضربَّ عنقه لما قد استحل من حرمته،هل ولم
يأمر بإقامة حد الزنا؛ لن إقامة حد الزنا ليس هو ضربَّ الرقبة،هل بل إن كان
محصُدنا ترجم،هل إوان كان غير محصُن تجفلد،هل ول يقام عليه الحد إل بأربعة شهداء
أو بالقرار المعتبر،هل فلما أمر النبي × بضربَّ عنقه من غير تفصُيل مبنيمن أن
يكون محصُدنا أو غير محصُن تعفلم أن قتله لما انتهكه من حرمته،هل ولعله قد
شهد عنده شاهدان أنهما رأياه يباشر هذه المرأة،هل أو شهدا بنحو ذلك،هل فأمر
بقتله،هل فلما تبين أنه كان مجبودبا علم أن المفسدة مأمونة منه،هل أو أنه بعث علييا
ليرى القصُة،هل فإن كان ما بلغه عنه حيقا قتله.
وما روي من أن النبي × تزوج قمنيملة بنت قمنيس بن معدي كربَّ أخت
الشعث،هل ومات قبل أن يدخل بها،هل وقبل أن تقدم عليه،هل وقيل :إنه خويمرها بين
أن يضربَّ عليها الحجابَّ وتحرم على المؤمنين،هل وبين أن يطلقها فتنكح من
شاءت،هل فاختارت النكاحْ،هل قالوا :فلما مات النبي × تزوجها عكرمة بن أبي
جهل بحضرموت،هل فبلغ أبا بكر،هل فقال :لقد هممت أن أحرق عليهما بيتهما،هل
فقال عمر :ما هي من أمهات المؤمنين،هل ول دخل بها،هل ول ضربَّ عليها
الحجابَّ،هل وقيل :إنها ارتدت،هل فاحتج عمر على أبي بكر أنها ليست من أزواج
النبي × بارتدادها.
فوجه الدللة :أن الصُبديق -رضي ال عنه -عزم على تحريقها وتحريق
من تزوجها،هل لما رأى أنها من أزواج النبي ×،هل حتى ناظره عمر أنها ليست
من أزواجه فكف عنها) (1لذلك،هل فعلم أنهم كانوا يرون قتل من استحل حرمة
رسول ال ×.
)( 1
29
ثانءيا :أدلة السنة على كفر المسلم بالسب وتحتم قتله:
الدليل الول :قصُة ابن أبي سرحْ،هل وهي مما اتفق عليه أهل العلم
واستفاضت عندهم استفاضة تستغني عن رواية الحاد كذلك،هل وذلك أثبت
وأقوى مما رواه الواحد العدل،هل فنذكرها مشروحة ليتبين وجه الدللة منها:
عن مصُعبَّ بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال :لما كان يوم فتح
مكة،هل اختبأ عبد ال بن سعد بن أبي سرحْ عند عثمان بن عفان،هل فجاء به حتى
أوقفه على النبي ×،هل فقال :يا رسول ال،هل بايع عبد ال،هل فرفع رأسه فنظر إليه
ثلدثا،هل كل ذلك يأبى،هل فبايعه بعد ثلث،هل ثم أقبل على أصُحابه فقال» :أما كان
فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآَني كففت يدي عن بيعته فيقتله«،هل
فقالوا :ما ندري يا رسول ال ما في نفسك،هل أل أومأت إلينا بعينك،هل قال» :إنه
ل ينبغي لنبي أن تكون له خائنة العين« )رواه أبو داود بإسناد صُحيح(.
وقال ابن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد عنه :حدثني بعض علمائنا أن
ابن أبي سرحْ رجع إلى قريش فقال :وال لو أشاء لقلت كما يقول محمد،هل
وجئت بمثل ما يأتي به،هل إوانه ليقول الشيء وأصُرفه إلى شيء فيقول :أصُبت،هل
ل ككلذبباَ أكمو كقاَكل هأولحكيِ إللكليِ كولكمم
ففيه أنزل ال تعالى+ :ومن أكظملكم لململن افمنتكنرىَ كعكلىَّ ا ل
ك كك م ه
هيوُكح إللكميله كشميِءي" ]النعام،[93 :هل فلذلك أمر رسول ال × بقتله.
وجه الدللة من قصة ابن أبي سرحا :أن عبد ال بن سعد بن أبي سرحْ
افترى على النبي × أنه كان يتمم له الوحي ويكتبَّ له ما يريد فيوافقه عليه،هل
وأنه يصُرفه حيث شاء ويغبير ما أمره به من الوحي،هل فتيفقدره على ذلك،هل وزعم أنه
ستينزل مثل ما أنزل ال إذ كان قد أوحي إليه في زعمه كما أوحي إلى رسول
30
ال × وهذا الطعن قدر زائد على مجرد الكفر به،هل والردة في الدين،هل وهو من
أنواع السبَّ.
فلما تمكن النبي × من ابن أبي سرحْ أهدر دمه،هل لما طعن في النبوة
وافترى عليه الكذبَّ مع أنه قد آمن جميع أهل مكة الذين قاتلوه وحاربوه أشد
المحاربة،هل ومع أن السنة في المرتد أنه ل تيقتل حتى تيستتابَّ إما وجودبا أو
استحبادبا.
وفي ذلك دليل على أن جرم الطاعن على الرسول × السابَّ له أعظم
جردما من المرتد.
ثم إن إباحة النبي × دمه بعد مجيئه تائدبا مسلدما وقوله» :هل قتلتموه«،
ثم عفوه عنه بعد ذلك دليل على أن النبي × كان له أن يقتله وأن يعفو عنه
ويعصُم دمه،هل وهو دليل على أن له × أن يقتل من مسوبه إوان تابَّ وعاد إلى
السلم.
سنة ال في النتصار لنبيه × ممن افترى عليه إذا لم يقم عليه الحد:
وكذلك ما افترى عليه كاتبَّ آخر مثل هذه الفرية إل وفضحه ال وعاقبه
عقوبة خارجة عن العادة لكل أحد افترى،هل إذ كان مثل هذا يوجبَّ في القلوبَّ
المريضة ريدبا بأن يقول القائل :كاتبه أعلم الناس بباطنه وبحقيقة أمره،هل وقد
أخبر عنه بما أخبر،هل فمن نصُر ال لرسوله أن أظهر فيه آية تبين بها أنه
تمنفتمفر.
روى البخاري في صُحيحه عن أنس قال :كان رجل نصُراني فأسلم،هل وق أر
البقرة وآل عمران،هل وكان يكتبَّ للنبي ×،هل فعاد نصُرانييا،هل فكان يقول :ل يدري
محمد إل ما كتبت له،هل فأماته ال فدفنوه فأصُبح وقد لفظته الرض،هل فقالوا:
31
هذا فعل محمد وأصُحابه :نبشوا عن صُاحبنا فألقوه،هل فحفروا في الرض ما
استطاعوا،هل فأصُبح قد لفظته،هل فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه.
فهذا الملعون الذي افترى على النبي × أنه ما كان يدري إل ما كتبَّ له،هل
قصُمه ال وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دفن م اردرا،هل وهذا أمر خارج
عن العادة،هل يدل كل أحد على أن هذا كان عقوبة لما قاله وأنه كان كاذدبا؛ إذ
كان عامة الموتى ل يصُيبهم مثل هذا،هل وأن هذا الجرم أعظم من مجرد
الرتداد،هل إذ كان عامة المرتدين يموتون ول يصُيبهم مثل هذا،هل إوان ال منتقم
لرسوله × ممن طعن عليه وسبه،هل ومظهر لدينه ولكذبَّ الكاذبَّ،هل إذ لم يمكن
الناس أن يقيموا عليه الحد.
ونظير هذا ما رواه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما
جربوه مرات متعددة في حصُر الحصُون والمدائن التي بالسواحل الشامية،هل لما
حاصُر المسلمون فيها بني الصُفر،هل قالوا :كنا نحن نحصُر الحصُن أو
المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نيأس إذ تعرض أهله
لسبَّ رسول ال × والوقيعة في عرضه،هل فسرعان ما يتيسر لنا فتحه،هل ول
يتأخر إل يودما أو يومين أو نحو ذلك،هل ثم يفتح المكان عنوة،هل ويكون فيهم
ملحمة عظيمة،هل قالوا :حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح؛ إذا سمعناهم يقعون
ظا عليهم بما قالوه فيه.
فيه مع امتلء القلوبَّ غي د
32
الدليل الثاني :قصة ابن خطل:
ففي الصُحيحين من حديث الزهري عن أنس أن النبي × دخل مكة عام
الفتح،هل وعلى رأسه المغفر،هل فلما نزعه جاء رجل فقال :ابن خطل متعلق بأستار
الكعبة،هل فقال» :اقتلوه«،هل وهذا مما استفاض نقله بين أهل العلم واتفقوا عليه
أن رسول ال × أهدر دم ابن خطل يوم الفتح فيمن أهدره،هل وأنه قتل.
وقد ذكر الواقدي أن ابن خطل أقبل من أعلى مكة مدجدجا في الحديد،هل ثم
خرج حتى انتهى إلى الخندمة،هل فرأى خيل المسلمين ورأى القتال،هل ودخله رعبَّ
حتى ما يستمسك من الرعدة حتى انتهى إلى الكعبة فنزل عن فرسه وطرحْ
سلحه فأتى البيت فدخل بين أستاره.
وذكر ابن المسيبَّ أن أبا برزة أتاه وهو متعلق بأستار الكعبة فبقر بطنه،هل
وكذلك روى الواقدي عن أبي برزة قال :في نزلت هذه الية+ :لك أهقملسهم بلكهكذا
املبكنلكلد
ت لحلل بلكهكذا املبكنلكلد" ]البلد،1 :هل ،[2هل أخرجت عبد ال بن خطل وهو
* كوأكنُّ ك
متعلق بأستار الكعبة فضربت عنقه بين الركن والمقام.
33
أنه لم يقتل لقتل النفس؛ لن أكثر ما يجبَّ على من قتل ثم ارتد أن يقتل
قوددا،هل والمقتول من خزاعة له أولياء،هل فكان حكمه لو قتل قوددا أن يسلم إلى
أولياء المقتول،هل فإما أن يقتلوا أو يعفوا أو يأخذوا الدية.
ولم يقتل لمجرد الردة؛ لن المرتد يستتابَّ،هل إواذا استنظر أنظر،هل وهذا ابن
خطل قد فر إلى البيت،هل عائدذا به،هل طالدبا المان،هل تاردكا للقتال،هل ملقديا للسلحْ،هل
حتى نظر في أمره،هل وقد أمر النبي × بعد علمه بذلك كله أن يقتل،هل وليس هذا
سنة من يقتل من مجرد الردة.
فثبت أن هذا التغليظ في قتله إنما كان لجل السبَّ والهجاء،هل وأن السابَّ
إوان ارتد فليس بمنزلة المرتد المحض بقتل قبل الستتابة ول يؤخر قتله،هل وذلك
دليل على جواز قتله بعد التوبة،هل وقد استدل بقصُة ابن خطل طائفة من
الفقهاء على أن من سبَّ النبي من المسلمين يقتل إوان أسلم حيدا.
واعترض عليهم بأن ابن خطل كان حربييا فقتل لذلك،هل وصُوابه أنه كان
مرتيدا بل خلف بين أهل العلم بالسير،هل فعلم أن من ارتد وسبَّ يقتل بل
استتابة بخلف من ارتد فقط،هل يؤيده أن النبي × آمن عام الفتح جميع
المحاربين إل ذوي جرائم مخصُوصُة،هل وكان ممن أهدر دمه دون غيره،هل فعلم
أنه لم يقتل لمجرد الكفر والحرابَّ.
34
فقال» :إن وجدته حييا فاقتله،هل إوان أنت وجدته ميدتا فحرقه بالنار«،هل فانطلق
فوجده قد لدغ فمات،هل فحرقه بالنار،هل فعند ذلك قال رسول ال ×» :من كذب
علي متعمءدا فليتبوأ مقعده من النار«.
-وقد رواه أبو أحمد بن عدي في كتابه الكامل بإسناده من حديث ابن
بريدة عن أبيه قال :كان حي من بني ليث من المدينة على ميلين،هل وكان رجل
قد خطبَّ منهم من الجاهلية فلم يزوجوه،هل فأتاهم وعليه حلة فقال :إن رسول
ال × كساني هذه الحلة،هل وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم،هل ثم انطلق
فنزل على تلك المرأة التي كان يحبها،هل فأرسل القوم إلى رسول ال ×،هل فقال:
»كذب عدو ال«،هل ثم أرسل رجلد فقال» :إن وجدته حييا ،وما أراك تجده
حييا ،فاضرب عنقه ،إوان وجدته ميءتا فاحرقه بالنار«،هل قال :فذلك قول رسول
ال ×» :من كذب علي متعمءدا فليتبوأ مقعده من النار«،هل وهذا إسناد
صُحيح على شرط الصُحيح ل نعلم له علة.
-وقد روى أبو بكر بن مردويه من حديث الوازع عن أبي سلمة عن
أسامة قال :قال رسول ال ×» :من يقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من
النار«،هل وذلك أنه بعث رجلد فكذبَّ عليه فوجد ميدتا وانشق بطنه ولم تقبله
الرض!
35
ومن هؤلء من قال :يكفر بذلك،هل قاله جماعة منهم أبو أحمد الجوثي،هل
حتى قال ابن عقيل عن شيخه أبي العقيل الهمداني :مبتدعة السلم
والكاذبون والواضعون للحديث أشد من الملحدين،هل قصُدوا إفساد الدين من
خارج،هل وهؤلء قصُدوا إفساده من داخل،هل فهم كأهل بلد سعوا في فساد أحواله،هل
والملحدون كالمحاضرين من خارج،هل فالدخلء يفتحون الحصُن فهم شر على
السلم من غير الملبسين له.
ووجه هذا القول:
-أن الكذبَّ عليه كذبَّ على ال،هل ومن تعمد الكذبَّ على ال فهو كافر
حلل الدم،هل فكذلك من تعمد الكذبَّ على رسوله.
-أن الكذبَّ عليه بمنزلة التكذيبَّ له،هل وتكذيبه كفر بل نزاع.
-أن تعمد الكذبَّ على رسول ال استهزاء به واستخفاف،هل فإن من كذبَّ
على من يجبَّ تعظيمه فإنه مستخف به مستهين بحقه،هل وذلك كفر.
-أن الكاذبَّ عليه لبد أن يشينه بالكذبَّ عليه وينقصُه بذلك،هل ومن
انتقص الرسول فقد كفر.
واعلم أن هذا القول في غاية القوة كما تراه،هل لكن يتوجه أن يفرق بين الذي
يكذبَّ عليه مشافهة وبين الذي يكذبَّ عليه بواسطة مثل أن يقول :حدثني
فلن بن فلن عنه بكذا،هل فهذا إنما كذبَّ على ذلك الرجل،هل ونسبَّ إليه ذلك
الحديث عليه بواسطة مثل أن يقول :حدثني فلن بن فلن عنه بكذا،هل فهذا
إنما كذبَّ على ذلك الرجل،هل ونسبَّ إليه ذلك الحديث،هل فأما إن قال» :هذا
الحديث صُحيح« أو ثبت عنه أنه قال ذلك عالدما بأنه كذبَّ فهذا قد كذبَّ
عليه،هل أما إذا افتراه ورواه رواية ساذجة ففيه نظر،هل لسيما والصُحابة عدول
بتعديل ال لهم.
36
فالكذبَّ لو وقع من أحد ممن يدخل فيهم لعظم ضرره في الدين،هل فأراد
النبي × قتل من كذبَّ عليه وعجل عقوبته؛ ليكون ذلك عاصُدما من أن يدخل
في العدول من ليس منهم من المنافقين ونحوهم.
وأما من روى حديدثا يعلم أنه كذبَّ،هل فهذا حرام كما صُح عنه أنه قال :من
روى عني حديدثا يعلم أنه كذبَّ فهو أحد الكاذبين،هل لكن ل يكفر إل أن ينضم
إلى روايته ما يوجبَّ الكفر؛ لنه صُادق في أن شيخه حدث به،هل لكن لعلمه
بأن شيخه كذبَّ فيه لم تكن تحل له الرواية،هل فصُار بمنزلة أن يشهد على إق ارره
أو شهادة أو عقد،هل وهو يعلم أن ذلك باطل،هل فإن هذه الشهادة حرام،هل لكنه ليس
بشاهد زور.
وعلى هذا القول فمن سبه فهو أولى بالقتل ممن كذبَّ عليه،هل فإن الكاذبَّ
عليه قد زاد في الدين ما ليس منه،هل وهذا قد طعن في الدين بالكلية،هل وحينئذ
فالنبي × قد أمر بقتل الذي كذبَّ عليه من غير استتابة،هل فكذلك السابَّ له
أولى.
القول الثاني :أن الكاذبَّ عليه تغلظ عقوبته،هل لكن ل يكفر ول يجوز قتله؛
لن موجبات الكفر والقتل معلومة،هل وليس هذا فيها،هل فل يجوز أن يثبت ما ل
أصُل له،هل ومن قال هذا فلبد أن يقيد قوله بأنه لم يكن الكذبَّ عليه متضمدنا
لعيبَّ ظاهر،هل فأما إن أخبر أنه سمعه يقول كلدما يدل على نقصُه وعيبه دللة
ظاهرة مثل عرق الخيل ونحوه من الترهات،هل فهذا مستهزئ استه ازدء ظاهدرا،هل ول
ريبَّ أنه كافر حلل الدم.
وقد أجابَّ من ذهبَّ إلى هذا القول عن الحديث بأن النبي × علم أنه
كان منافدقا فقتله لذلك،هل ل للكذبَّ،هل وهو ليس بشيء:
37
-لن النبي × لم يكن من سنته أن يقتل أحددا من المنافقين الذين أخبر
الثقة عنهم بالنفاق أو الذين نزل القرآن بنفاقهم،هل فكيف يقتل رجلد بمجرد علمه
بنفاقه؟ ومن ناحية أخرى فإنه سومى مخلدقا من المنافقين لحذيفة وغيره،هل ولم يقتل
ضا فالسبَّ المذكور في الحديث إنما هو كذبه على النبي ×
منهم أحددا،هل وأي د
كذدبا له فيه غرض وعليه رتبَّ القتل،هل فإن الرجل إنما قصُد بالكذبَّ نيل
شهوته،هل ومثل هذا قد يصُدر من الفساق كما يصُدر من الكفار.
ضا فإما أن يكون نفاقه لهذه الكذبة أو لسببَّ ماض :فإن كان لهذه
-وأي د
فقد ثبت أن الكذبَّ عليه نفاق والمنافق كافر.
إواذا كان النفاق متقددما وهو المقتضي للقتل ل غيره،هل فعلم يؤخر المر
بقتله إلى هذا الحين؟! وعلم لم يؤاخذه تعالى بذلك النفاق حتى فعل ما فعل؟!
ضا فإن القوم أخبروا رسول ال × بقوله،هل فقال» :كذب عدو ال«،هل -وأي د
ثم أمر بقتله إن وجده حييا،هل ثم قال» :أراك تجده حييا« لعلمه × بأن ذنبه
يوجبَّ تعجيل العقوبة.
38
لكن يمكن أن يقال فيه ما هو أقربَّ من هذا؛ وهو أن هذا الرجل كذبَّ
على النبي × كذدبا يتضمن انتقاصُه وعيبه؛ لنه زعم أن النبي × حوكمه في
دمائهم وأموالهم،هل وأذن له أن يبيت حيث شاء من بيوتهم،هل ومقصُوده بذلك أن
يبيت عند تلك المرأة ليفجر بها،هل ول يمكنهم النكار عليه إذا كان محبكدما في
الدماء والموال.
ومعلوم أن النبي × ل يحلل الحرام،هل ومن زعم أنه أحل المحرمات من
الدماء والموال والفواحش فقد انتقصُه وعابه،هل ونسبَّ النبي × إلى أنه يأذن
له أن يبيت عند امرأة أجنبية خالديا بها،هل وأنه يحكم بما شاء في قوم مسلمين،هل
وهذا طعن على النبي × وعيبَّ له،هل وعلى هذا التقدير فقد أمر بقتل من عابه
وطعن عليه من غير استتابة،هل وهو المقصُود في هذا الم كان،هل فثبت أن
الحديث نص في قتل الطاعن عليه من غير استتابة على كل القولين.
ومما يؤيد القول الثاني أن القوم لو ظهر لهم أن هذا الكلم سبَّ وطعن
لبادروا إلى النكار عليه،هل ويمكن أن يقال :رابهم أمره،هل فتوقفوا حتى استبينوا
ذلك من النبي × لما تعارض وجوبَّ طاعة الرسول وعظم ما أتاهم به هذا
اللعين،هل ومن نصُر القول الول قال :كل كذبَّ عليه فإنه متضمن للطعن عليه
كما تقدم.
ثم إن هذا الرجل لم يذكر في الحديث أنه قصُد الطعن والزراء؛ إوانما
قصُد تحصُيل شهوته بالكذبَّ عليه،هل وهذا شأن كل من تعومد الكذبَّ عليه،هل فإنه
إنما يقصُد تحصُيل غرض له إن لم يقصُد الستهزاء به،هل والغراض في
الغالبَّ إما مال أو شرف،هل كما أن المسيء إنما يقصُد إذا لم يقصُد مجرد
الضلل إما الرياسة بنفاذ المر وحصُول التعظيم،هل أو تحصُيل الشهوات
39
الظاهرة،هل وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كفر،هل كفر بذلك،هل إوان لم يقصُد أن
يكون كاف دار إذا ل يقصُد الكفر أحد إل ما شاء ال.
ووجه الدللة :أن هذا الحديث يدل على أن من آذاه إذا قتل دخل النار
وذلك دليل على كفره وجواز قتله،هل إوال كان يكون شهيددا،هل وكان قاتله من أهل
النار،هل إوانما عفا عنه النبي × ثم استرضاه بعد ذلك حتى رضي،هل لنه كان له
أن يعفو عمن آذاه.
* ومن هذا البابَّ أن الرجل الذي قال له لما قسم الغنائم :إن هذه لقسمة
ما أريد بها وجه ال .فقال عمر :دعني يا رسول ال فأقتل هذا المنافق،هل فقال:
)معاذ ال أن يتحدث الناس أني أقتل أصُحابي( .
ثم أخبر أنه يخرج من ضئضئه أقوام يقرءون القرآن ل يجاوز حناجرهم،هل
وذكر حديث الخوارج .رواه مسلم.
ووجه الدللة :أن النبي × لم يمنع عمر من قتله إل لئل يتحدث الناس
أن محمددا يقتل أصُحابه،هل ولم يمنعه كونه في نفسه معصُودما،هل كما قال في
حديث حاطبَّ بن أبي بلتعة،هل فإنه لما قال :ما فعلت ذلك كف دار ول رغبة عن
40
ديني ول رضا بالكفر بعد السلم،هل فقال النبي ×» :إنه قد صدقكم«،هل فقال
عمر :دعني أضربَّ عنق هذا المنافق،هل فقال» :إنه شهد بدءرا ،وما يدريك
لعل ال اطلع على أهل بدر فقال :اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم« .فبين
× أنه باق على إيمانه،هل وأنه صُدر منه ما يغفر له به الذنوبَّ،هل فعلم أن دمه
معصُوم،هل وهنا علل بمفسدة زالت.
فعلم أن قتل مثل هذا القائل إذا أمنت هذه المفسدة جائز،هل وكذلك لما أمنت
هذه المفسدة أنزل ال تعالى قوله+ :كجاَلهلد المهكلفاَكر كوالمهمكناَفللقيكن كوامغلهمظ كعلكميلهمم"
]التوبة،[73 :هل بعد أن كان قال له+ :كولك تهلطلع المككاَفللريكن كوالمهمكناَفللقيكن كوكد م
ع أككذاههمم"
]الحزابَّ،[48 :هل قال زيد بن أسلم قوله+ :كجاَلهلد المهكلفاَكر كوالمهمكناَفللقيكن" نسخت ما
كان قبلها.
* ومما يشبه هذا أن عبد ال بن أبي لما قال+ :لكلئن لركجمعكناَ إلكلىَّ المكملدينكلة
لكيهمخلركجلن الكعدز لم مننكهاَ الكذلل" ]المنافقون،[80 :هل وقال+ :لك تهنمنلفهقوُا كعكلىَّ كممن لعنكد
ضوُا" ]المنافقون،[7 :هل استأمر عمر في قتله،هل فقال» :إذن رسوُلل ا ل
ل كحلتىَّ يكن مننكف د كه
ترعد له أنوف كثيرة بالمدينة«،هل وقال» :ل يتحدث الناس أن محمءدا يقتل
أصحابه«،هل والقصُة مشهورة وهي في الصُحيحين.
ووجه الدللة :أن من آذى النبي × بمثل هذا الكلم جاز قتله كذلك مع
القدرة،هل إنما ترك النبي × قتله؛ لما خيف في قتله من نفور الناس عن السلم
لما كان ضعيدفا.
* ومن هذا البابَّ :أن النبي × لما قال» :من يعذرني في رجل بلغني
أذاه في أهلي؟«،هل قال له سعد بن معاذ :أنا أعذرك،هل إن كان من الوس
ضربت عنقه .والقصُة مشهورة.
41
وجه الدللة :فلما لم ينكر ذلك عليه،هل دل على أن من آذي النبي ×
وتنقصُه يجوز ضربَّ عنقه،هل والفرق بين ابن أبي وغيره ممن تكلم في شأن
عائشة أنه كان يقصُد بالكلم فيها عيبَّ رسول ال × والطعن عليه،هل إوالحاق
العار به ويتكلم بكلم ينتقصُه به،هل فلذلك قالوا نقتله،هل بخلف حسان ومسطح
وحمنة فإنهم لم يقصُدوا ذلك،هل ولم يتكلموا بما يدل على ذلك؛ ولهذا إنما
استعذر النبي × من ابن أبي دون غيره،هل ولجله خطبَّ الناس حتى كاد
الحيان يقتتلون.
الدليل الخامس :ما دلت عليه السنة من كفر من طعن على رسول ال
× ومشروعية قتله:
42
به علي من اليمن،هل بل هذه القصُة قبل ذلك في قسم مال العزى،هل وكان هدم
العزى قبل الفتح في أواخر شهر رمضان سنة ثمان،هل وغنائم حنين قسمت بعد
ذلك بالجعرانة في ذي القعدة،هل وحديث علي في سنة عشر.
وجه الدللة :أن هذا الحديث وأمثاله دليل على أن النبي × أمر بقتل
طائفة هذا الرجل العائبَّ عليه،هل وأخبر أن في قتلهم أج دار لمن قتلهم،هل وقال:
»لألئمن أمدأرمكتسسهمم لأمقتسلأبنسهمم قأمتأل أعارد«،هل وذكر أنهم شر الخلق والخليقة.
وفيما رواه الترمذي وغيره عن أبي أمامة أنه قال» :هم شر قتلى تحت
أديم السماء ،خير قتلى من قتلوه«.
وعلى كل حال فمن كان يعتقد أن النبي × جائر في قسمه،هل وهو يقول
إنه يفعلها بأمر ال فهو مكذبَّ له.
ومن زعم أنه يجور في حكم أو قسمة فقد زعم أنه جائر،هل وأن اتباعه ل
يجبَّ،هل وهو مناقض لما تضمنته الرسالة من أمانته ووجوبَّ طاعته،هل وزوال
الحرج عن الجنس من قضائه بقوله وفعله،هل فإنه قد بلغ عن ال أنه أوجبَّ
طاعته والنقياد لحكمه،هل وأنه ل يحيف على أحد،هل فمن طعن في هذا فقد طعن
43
في تبليغه،هل وذلك طعن في الرسالة،هل وبهذا تبين صُحة رواية من روى الحديث:
»ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل«؛ لن هذا
الطاعن يقول :إنه رسول ال،هل إوانه يجبَّ عليه تصُديقه وطاعته،هل فإذا قال :إنه
لم يعدل،هل فلقد لزم أنه صُدق غير عدل ول أمين،هل ومن اتبع مثل ذلك فهو
خائبَّ خاسر،هل كما وصُفهم ال بأنهم من الخسرين أعمالد إوان حسبوا أنهم
يحسنون صُندعا،هل ولنه من لم يؤتمن على المال لم يؤتمن على ما هو أعظم
منه،هل ولهذا قال ×» :أل تأمنوني وأنا أمين من في السماء! يأتيني خبر
السماء صباءحا ومساء«.
وقوله ×» :شر الخلق والخليقة«،هل وقوله» :شر قتلى تحت أديم
السماء« نص في أنهم من المنافقين؛ لن المنافقين أسوأ حالد من الكفار،هل
ت" ]التوبة[58 : كما ذكر أن قوله تعالى+ :كولم مننههم لمن يكنمللمهزكك لفيِ ال ل
صكدكقاَ ل
نزلت فيهم.
وكذلك في حديث أبي أمامة أن قوله تعالى+ :أكمككفمرتهمم بكنمعكد لإيكماَنُّلهكمم" ]آل
عمران [106 :نزلت فيهم،هل هذا مما ل خلف فيه إذا صُرحوا بالطعن في
الرسول والعيبَّ له كفعل أولئك اللمزين له.
فإذا ثبت بهذه الحاديث الصُحيحة أنه × أمر بقتل من كان من جنس
هذا الرجل الذي لمزه أينما لقوا،هل أخبر أنهم شر الخليقة،هل وثبت أنهم من
المنافقين،هل كان ذلك دليلد على صُحة معنى حديث الشعبي في استحقاق
أصُلهم للقتل.
وبهذا تبين سببَّ كونه في بعض الحديث يعلل بأنه يصُلي،هل وفي بعضه
بأن ل يتحدث الناس أن محمددا يقتل أصُحابه وفي بعضه بأن له أصُحادبا
سيخرجون،هل وسيأتي -إن شاء ال تعالي -ذكر بعض هذه الحاديث إوان كان
ضا.
هذا الموضع خليدقا بها أي د
45
فثبت أن كل من لمز النبي × في حكمه أو قسمه فإنه يجبَّ قتله،هل كما
أمر به × في حياته وعند موته،هل وأنه إنما عفا عن ذلك اللمز في حياته كما
قد كان يعفو عمن يؤذيه من المنافقين،هل لما علم أنهم خارجون في المة ل
محالة،هل وأن ليس في قتل ذلك الرجل كثير فائدة،هل بل فيه من المفسدة ما في
قتل سائر المنافقين أو أشد.
الفرق بين اللمز الدال على النفاق والكفر وبين مراجعة بعض الصحابة
للرسول ×:
قد يرد في هذا المقام أن يقال :ما الفرق بين قول هؤلء اللمزين في كونه
نفادقا موجدبا للكفر،هل وفحبل الودفم حتى صُار جنس هذا القاتل شر الخلق،هل وبين ما
ذكر من ممنوفجدة قريش والنصُار؟
ففي حديث أبي سعيد الصُحيح أن النبي × لما قسم الذهيبة بين أربعة
غضبت قريش والنصُار،هل وقالوا :تعطيه صُناديد أهل نجد وتدعنا؟ فقال:
»إنما أتألفهم«،هل فأقبل رجل غائر العينين،هل وذكر حديث اللمز.
وروي مسلم موجدة النصُار في غنائم حنين،هل فعن أنس بن مالك أن نادسا
من النصُار قالوا يوم حنين -حين أفاء ال على رسوله من أموال هوازن ما
أفاء،هل فطفق رسول ال × يعطي رجالد من قريش المائة من البل -قالوا:
يغفر ال لرسوله × يعطي رجالد من قريش ويتركنا وسيوفنا تقطر من
دمائهم؟!
وفي رواية :لما فتحت مكة قسم الغنائم في قريش،هل فقالت النصُار :إن
هذا لهو العجبَّ! إن سيوفنا تقطر من دمائهم،هل إوان غنائمنا ترد عليهم!
46
طى الغنائمم وفي رواية :فقال النصُار :إذا كانت الشدة فنحن ندعى وتيع م
غيترنا!،هل قال أنس :فحدثت رسول ال × ذلك من قولهم،هل فأرسل إلى النصُار
فجمعهم في قبة من أدم،هل ولم يدع معهم غيرهم،هل فلما اجتمعوا جاءهم رسول ×
فقال» :ما حديث بلغني عنكم؟« فقال له فقهاء النصُار :أما ذوو رأينا يا
رسول ال فلم يقولوا شيدئا،هل وأما أناس منا حديثة أسنانهم فقالوا :يغفر ال
لرسول ال × يعطي قريدشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم؟ فقال رسول ال
×» :فإني أعطي رجالء حديثي عهد بكفر أتألفهم ،أفل ترضون أن يذهب
الناس بالموال وترجعون إلى رجالكم برسول ال؟ ما تنقبلون به خي ءار مما
ينقبلون به«،هل قالوا :بلى يا رسول ال،هل قد رضينا،هل قال» :فإنكم ستجدون
بعدي أأثرة ،فاصبروا حتى تلقوا ال ورسوله«،هل قالوا :سنصُبر.
ل،هل بل قد
وذوو الرأي من القبيلتين -وهم الجمهور -لم يتكلموا بشيء أصُ د
رضوا ما آتاهم ال ورسوله،هل وقالوا :حسبنا ال،هل سيؤتينا ال من فضله ورسوله،هل
كما قالت فقهاء النصُار» :أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيدئا«.
وأما الذين تكلموا من أحداث السنان ونحوهم ف أروا أن النبي × إنما يقسم
المال لمصُالح السلم،هل ول يضعه في محل إل لن وضعه فيه أولى من
وضعه في غيره،هل هذا مما ل يشكون فيه،هل وكان العلم بجهة المصُلحة قد ينال
بالوحي وقد ينال بالجتهاد،هل ولم يكونوا علموا أن ذلك مما فعله النبي ×
وقال» :إنه بوحي من ال«،هل فإن من كره ذلك أو اعترض عليه بعد أن يقول
ذلك فهو كافر مكذبَّ،هل وجوزوا أن يكون قسمه اجتهاددا،هل وكانوا يراجعونه في
47
الجتهاد في المور الدنيوية المتعلقة بمصُالح الدين،هل وهو بابَّ يجوز له
العمل فيه باجتهاده باتفاق المة.
وربما سألوه عن المر،هل ل لمراجعته فيه؛ لكن ليتثبتوا وجهه،هل ويتفقهوا في
سننه،هل ويعلموا علته،هل وكانت المراجعة المشهورة منهم ل تعدو هذين الوجهين:
48
وما كان من قبل الرأي والظن في الدنيا فقد قال × لما سئل عن التلقيح:
»ما أظن يغني ذلك شيءئا ،إنما ظننت :فل تؤاخذوني بالظن ،ولكن إذا
حدثتكم عن ال بشيء فخذوا به ،فإني لن أكذب على ال« )رواه مسلم(،هل
وفي حديث آخر» :أنتم أعلم بشئون دنياكم ،فما كان من أمر دينكم
فإلبي«.
طا
ومن هذا البابَّ حديث سعيد بن أبي وقاص قال :أعطى رسول ال ره د
وأنا جالس،هل فترك رجلد منهم هو أعجبهم إلي فقمت فقلت له :يا رسول ال
أعطيت فلدنا وفلدنا،هل وتركت فلدنا وفلدنا وهو مؤمن،هل فقال» :أو مسلم«
ذكر ذلك سعد له ثلدثا،هل وأجابه بمثل ذلك،هل ثم قال» :إني لعطي الرجل وغيره
أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه« )متفق عليه(.
فإنما سأله رضي ال عنه ليذكر النبي × بذلك الرجل لعله يرى أنه ممن
ينبغي إعطاؤه،هل أو ليتبين لسعد وجه تركه مع إعطائه من هو دونه،هل فأجابه
النبي × عن المقدمتين،هل فقال :إن العطاء ليس لمجرد اليمان،هل بل أعطي
وأمنع والذي أترك أحبَّ إلي من الذي أعطيه؛ لن الذي أعطيه لو لم أعطه
لكفر،هل فأعطيه لحفظ عليه إيمانه،هل ول أدخله في زمرة من يعبد ال على
حرف،هل والذي أمنعه معه من اليقين واليمان ما يغنيه عن الدنيا،هل وهو أحبَّ
إلي وعندي أفضل،هل وهو يعتصُم بحبل ال تعالى ورسوله،هل ويعتاض بنصُيبه
من الدين عن نصُيبه من الدنيا،هل كما اعتاض أبو بكر وغيره،هل وكما اعتاض
النصُار حين ذهبَّ الطلقاء وأهل نجد بالشاة والبعير وانطلقوا هم برسول ال
×.
49
ثم لو كان العطاء لمجرد اليمان فمن أين لك أن هذا مؤمن؟ بل يجوز أن
يكون مسلدما،هل إوان لم يدخل اليمان في قلبه! فإن النبي × أعلم من سعد
بتمييز المؤمن من غيره حيث أمكن التمييز.
وقد ذكر بعض أهل المغازي في حديث النصُار :وددنا أن نعلم من أين
هذا،هل إوان كان من قبل ال صُبرنا،هل إوان كان من رأي رسول ال × استعتبناه.
فبهذا تبين أن من وجد منهم جوز أن يكون القسم وقع باجتهاده في
المصُلحة،هل فأحبَّ أن يعلم الوجه الذي تأعفطمي به غيره وتمفنع هو مع فضله على
غيره في اليمان والجهاد وغير ذلك.
50
اتباعه لنه المصُلحة؟ أو اجتهاد يمكن النبي × أن يأخذه بغيره إذا رأى أنه
أصُلح؟
وأما قول بعض قريش والنصُار في الذهبية التي بعث بها علي من
ضا،هل إنما سألوه
اليمن :أيعطي صُناديد أهل نجد ويدعنا؟ فمن هذا البابَّ أي د
على هذا الوجه.
الجواب الثاني :أن العتراض قد يكون ذندبا ومعصُية يخاف على صُاحبه
ك لفيِ المكحيق بكنمعكدكماَ تكنبكنيلكن"
النفاق،هل إوان لم يكن منافدقا،هل مثل قوله تعالى+ :يهكجاَلدهلوُنُّك ك
]النفال،[6 :هل ومثل مراجعتهم له في فسخ الحج إلى عمرة،هل إوابطائهم عن
الحل،هل وكذلك كراهتهم للحل عام للحديبية،هل وكراهتهم للصُلح،هل ومراجعة من
راجع منهم،هل فإن من فعل ذلك فقد أذنبَّ ذندبا كان عليه أن يستغفر ال منه،هل
كما أن الذين رفعوا أصُواتهم فوق صُوته أذنبوا ذندبا تابوا منه،هل وقد قال تعالى:
ل لكموُ يهلطيعههكمم لفيِ ككلثيضر يمكن المملر لككعنلتدمم" ]الحجرات:
+وامعلكموُا أكلنَ لفيهكم رسوُكل ا ل
م كه ك ه
.[7
قال سهل بن حنيف :اتهموا الرأي على الدين،هل فلقد رأيتني يوم أبي جندل
ولو أستطيع أن أرد أمر رسول ال × لفعلت.
51
فهذه أمور صُدرت عن شهوة وعجلة،هل ل عن شك في الدين،هل كما صُدر
ص يجبَّ على صُاحبها أنبَّ ومعا ف
عن حاطبَّ التجسس لقريش،هل مع أنها ذنو ب
يتوبَّ،هل وهي بمنزلة عصُيان أمر النبي ×.
ومما يدخل في هذا حديث أبي هريرة في فتح مكة قال :فقال رسول ال
×» :من دخل دار أبي سفيان فهو آَمن ،ومن ألقى السلحا فهو آَمن،
ومن أغلق بابه فهو آَمن«،هل فقالت النصُار :أما الرجل فقد أدركته رغبة في
قرابته ورأفة بعشيرته.
قال أبو هريرة :وجاء الوحي،هل وكان إذا جاء ل يخفى علينا،هل فإذا جاء ليس
أحد منا يرفع طرفه إلى رسول ال × حتى ينقضي الوحي.
قال رسول ال ×» :يا معشر النصار«،هل قالوا :لبيك يا رسول ال،هل قال:
»قلتم :أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته؟« قالوا :قد كان
ذلك،هل قال» :كل ،إني عبد ال ورسوله ،هاجرت إلى ال إواليكم ،المحيا
محياكم ،والممات مماتكم«،هل فأقبلوا إليه يبكون ويقولون :وال ما قلنا إل لضن
بال ورسوله،هل فقال رسول ال ×» :إن ال ورسوله يصدقناكم ويعذرانكم«
)رواه مسلم(.
وذلك أن النصُار لما أروا النبي × قد آمن أهل مكة وأقرهم على دمائهم
وأموالهم مع دخوله عليهم عنوة وقهدرا،هل وتمكنه من قتلهم وأخذ أموالهم لو شاء،هل
خافوا أن النبي × يريد أن يستوطن مكة ويستبطن قريدشا؛ لن البلد بلده
والعشيرة عشيرته،هل وأن يكون نزاع النفس إلى الوطن والهل يوجبَّ انصُرافه
عنهم،هل فقال من قال منهم ذلك،هل ولم يقله الفقهاء وأولو اللبابَّ الذين يعلمون
أنه لم يكن له سبيل إلى استيطان مكة،هل فقالوا ذلك،هل ل طعدنا ول عيدبا،هل ولكن
52
ضينا بال ورسوله،هل وال ورسوله قد صُدقاهم،هل إنما حملهم على ذلك الضن بال
ورسوله،هل ومعمذمراهم فيما قالوا لما أروا وسمعوا،هل ولن مفارقة الرسول شديد على
مثل أولئك المؤمنين الذين هم شعار،هل وغيرهم دثار،هل والكلمة التي تخرج عن
محبة وتعظيم وتشريف وتكريم تغفر لصُاحبها،هل بل يحمد عليها،هل إوان كان
مثلها لو صُدر بدون ذلك استحق صُاحبها النكال.
وكذلك الفعل،هل أل ترى أن النبي × لما قال لبي بكر حين أراد أن يتأخر
عن موقفه في الصُلة لما أحس بالنبي ×» :مكانك«،هل فتأخر أبوبكر،هل فقال
له النبي ×» :ما منعك أن تثبت مكانك وقد أمرتك«،هل فقال :ما كان لبن
أبي قحافة أن يتقدم بين يدي النبي ×.
وكذلك أبو أيوبَّ النصُاري،هل لما استأذن النبي × في أن ينتقل إلى السفل
وأن يصُعد رسول ال × إلى العلو ,وشق عليه أن يسكن فوق رسول ال ×
بالمكث في مكانه،هل وذكر له أن سكناه أسفل أرفق به من أجل دخول الناس
عليه،هل فامتنع أبو أيوبَّ من ذلك أددبا مع النبي × وتوقي دار له،هل فكلمه النصُار
-رضي ال عنهم -من هذا البابَّ.
ل يخفى أن تعمد قتل المرأة لمجرد الكفر الصُلي ل يجوز بالجماع،هل وقد
استفاضت بذلك السنة عن رسول ال × ففي الصُحيحين عن ابن عمر قال:
وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول ال × فنهى رسول ال × عن
قتل النساء والصُبيان.
إل أن المرأة إذا سبت النبي × وطعنت عليه،هل فقد دلت السنة الصُحيحة
على مشروعية قتلها؛ سواء كانت من أهل الملة أو من أهل الذمة أو من أهل
الحربَّ،هل فإن من هجا الرسول × أو سبه جاز قتله بكل حال.
54
الدليل الول :قصة العمى الذي قتل اليهودية التي كانت تقع في النبي
× فأطل النبي × دمها:
ما رواه الشعبي عن علي أن يهودية كانت تشتم النبي × وتقع فيه،هل
فخنقها رجل حتى ماتت،هل فأطل رسول ال × دمها،هل وهكذا رواه أبو داود في
سننه وابن بطة في سننه،هل وهو من جملة ما استدل به المام أحمد في رواية
ابنه عبد ال وقال :ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال :كان رجل من
المسلمين -أعني أعمى -يأوي إلى امرأة يهودية،هل فكانت تطعمه وتحسن إليه،هل
فكانت ل تزال تشتم النبي × وتؤذيه،هل فلما كان ليلة من الليالي خنقها فماتت،هل
فلما أصُبح ذكر ذلك للنبي × فنشد الناس في أمرها،هل فقام العمى فذكر
أمرها،هل فأطل) (2النبي × دمها.
درجة الحديث :هذا الحديث جيد،هل فإن الشعبي رأى علييا،هل وروى عنه
حديث شراحة الهمداني،هل وكان على عهد علي قد ناهز العشرين سنة،هل وهو
ل،هل ثم إن كان فيه إرسال لن
كوفي،هل فقد ثبت لقاؤه،هل فيكون الحديث متصُ د
الشعبي يبعد سماعه من علي فهو حجة وفادقا؛ لن الشعبي عندهم صُحيح
المراسيل،هل ل يعرفون له مرسلد إل صُحيدحا،هل ثم هو من أعلم الناس بحديث
علي وأعلمهم بثقات أصُحابه،هل وله شاهد حديث ابن عباس الذي يأتي؛ فإن
القصُة إما أن تكون واحدة أو يكون المعنى واحد،هل وقد عمل به عوام أهل
العلم،هل وجاء ما يوافقه عن أصُحابَّ النبي × ومثل هذا المرسل لم يتردد
الفقهاء في الحتجاج به.
وجه الدللة :وهذا الحديث نص في جواز قتلها؛ لجل شتم النبي ×،هل
ودليل على قتل الرجل الذمي،هل وقتل المسلم والمسلمة إذا سوبا بطريق الولى؛
)( 2
55
لن هذه المرأة كانت موادعة مهادنة،هل لن النبي × لما قدم المدينة وادع
جميع اليهود الذين كانوا بها موادعة مطلقة،هل ولم يضربَّ عليهم جزية،هل وهذا
مشروع عند أهل العلم بمنزلة المتواتر بينهم،هل حتى قال الشافعي :لم أعلم
مخالدفا من أهل العلم بالسير أن رسول ال × لما نزل المدينة وادع اليهود
كافة على غير جزية،هل وهو كما قال الشافعي.
ومما يوضح ذلك أن النبي × لما ذكر له أنها قتلت نشد الناس في
أمرها،هل فلما ذكر له ذنبها أبطل دمها،هل وهو × إذا حكم بأمر عقبَّ حكاية
حكيت له دل ذلك على أن ذلك المحكى هو الموجبَّ لذلك الحكم؛ لنه حكم
حادث،هل فلبد له من سببَّ حادث،هل ول سببَّ إل ما حكي له،هل وهو مناسبَّ
فتجبَّ الضافة إليه.
* الوجه الثاني :أن نشد النبي × الناس في أمرها ثم إبطال دمها دليل
على أنها كانت معصُومة،هل وأن دمها كان قد انعقد سببَّ ضمانه،هل وكان
مضمودنا لو لم يبطله النبي × لنها لو كانت حربية لم ينشد الناس فيها،هل ولم
يحتج إلى أن يبطل دمها ويهدره؛ لن البطال والهدار ل يكون إل لدم قد
انعقد له سببَّ الضمان.
56
فإذا كان النبي × قد عاهد المعاهدين اليهود عهددا بغير ضربَّ جزية
عليهم،هل ثم إنه أهدر دم يهودية منهم لجل سبَّ النبي × فأن يهدر دم يهودية
من اليهود الذين ضربت عليهم الجزية والتزموا أحكام الملة لجل ذلك أولى
وأحرى،هل ولو لم يكن قتلها جائ داز لمبوين للرجل قبح ما فعل،هل فإنه قد قال ×:
سا معاهدة بغير حق لم يرحا رائحة الجنة«،هل ولوجبَّ ضمانها أو
»من قتل نف ء
الكفارة -كفارة قتل المعصُوم -فلما أهدر دمها علم أنه كان مبادحا.
الدليل الثاني :قصة العمى الذي قتل أم ولده التي كانت تقع في رسول
ال × فأهدر رسول ال × دمها:
)( 3
57
وهذه القصُة يحتمل أن تكون هي الولى،هل ويدل عليه كلم المام أحمد؛
لنه قيل له في رواية عبد ال :في قتل الذمي إذا سبَّ أحاديث؟ قال :نعم،هل
منها حديث العمى الذي قتل المرأة،هل قال :سمعها تشتم النبي × ثم روى عنه
عبد ال كل الحديثين،هل ويكون قد خنقها وبعج بطنها بالمغول،هل أو يكون كيفية
القتل غير محفوظ في إحدى الروايتين.
ويؤيد ذلك أن وقوع قصُتين مثل هذه لعميين كل منهما كانت المرأة
تحسن إليه وتكرر الشتم،هل وكلهما قتلها وحده،هل وكلهما نشد الرسول × فيها
الناس،هل بعيد في العادة،هل ويمكن أن تكون هذه القصُة غير تامة.
وجه الدللة :وهذه المرأة إما أن تكون زوجة لهذا الرجل أو مملوكة،هل
وعلى التقديرين فلو لم يكن قتلها جائ داز لبين النبي × له أن قتلها كان محردما،هل
وأن دمها كان معصُودما،هل ولوجبَّ عليه الكفارة بقتل المعصُوم،هل والدية إن لم
تكن مملوكة له،هل فلما قال» :اشهدوا أن دمها هدر« والهدر الذي ل يضمن
بقود ول دية ول كفارة،هل علم أنه كان مبادحا مع كونها ذمية،هل فعلم أن السبَّ أباحْ
دمها،هل لسيما والنبي × إنما أهدر دمها عقبَّ إخباره بأنها قتلت لجل السبَّ،هل
فعلم أنه الموجبَّ لذلك،هل والقصُة ظاهرة الدللة في ذلك.
الدليل الثالث :قصة العصماء بنت مروان التي ندب النبي × إلى قتلها
بسبب هجائها له:
ما روي عن ابن عباس من قصُة العصُماء بنت مروان قال :هجت امرأة
من خطمة النبي × فقال» :من لي بها؟«،هل فقال رجل من قومها :أنا يا
رسول ال،هل فنهض فقتلها،هل فأخبر النبي × فقال» :ل ينتطح فيها عنزان«،هل
وقد ذكر بعض أصُحابَّ المغازي وغيرهم قصُتها مبسوطة.
58
قال الواقدي :حدثني عبد ال بن الحارث بن الفضل عن أبيه أن عصُماء
بنت مروان من بني أمية بن زيد كانت تحت يزيد بن زيد بن حصُن الخطمي،هل
وكانت تؤذي النبي × وتعيبَّ السلم،هل وتحرض على النبي × وقال عمير
بن عدي الخطمي حين بلغه قولها وتحريضها :اللهم إن لك علوي نذ دار لئن
رددت رسول ال × إلى المدينة لقتلنها،هل ورسول ال × ببدر،هل فلما رجع
رسول ال × من بدر جاء عمير في جوف الليل حتى دخل عليها في بيتها
وحولها نفر من ولدها نيام منهم من ترضعه في صُدرها،هل فحسها بيده فوجد
الصُبي ترضعه،هل فنحاه عنها،هل ثم وضع سيفه على صُدرها،هل حتى أنفذه من
ظهرها،هل ثم خرج حتى صُلى الصُبح مع النبي × فلما انصُرف × نظر إلى
عمير فقال :أقتلت بنت مروان؟ قال :نعم،هل بأبي أنت يا رسول ال،هل وخشي أن
يكون عمير افتات على رسول ال × بقتلها،هل فقال :هل علي شيء يا رسول
ال؟ قال» :ل ينتطح فيها عنزان«،هل فإن أول ما سمعت هذه الكلمة من
رسول ال × قال عمير :فالتفت النبي × إلى من حوله فقال» :إذا أحببتم
أن تنظروا إلى رجل نصر ال ورسوله بالغيب فانظروا إلى عمير بن عدي«،هل
فقال عمر بن الخطابَّ :انظروا إلى هذا العمى الذي تسرى في طاعة ال،هل
فقال» :ل تقل العمى،هل ولكنه البصُير!«.
59
وجه الدللة :ووجه الدللة أن هذه المرأة لم تقتل إل لمجرد أذى النبي ×
وهجوه،هل وهذا مببين في قول ابن عباس» :هجت امرأة من بني خطمة النبي ×
فقال» :من لي بها؟«،هل فعلم أنما ندبَّ إليها لجل هجوها،هل وكذلك في الحديث
الخر» :فقال عمير حين بلغه قولها وتحريضها :اللهم إن لك علوي نذ دار لئن
رددت رسول ال × إلى المدينة لقتلنها« ،هل وفي الحديث لما قال له قومه:
»أنت قتلتها؟«،هل قال» :نعم،هل فكيدوني جميدعا ثم ل تنظرون! فوالذي نفسي
بيده لو قلتم جميدعا ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم« فهذه
مقدمة.
يبين ذلك أنها هجته بالمدينة،هل وقد أسلم أكثر قبائلها،هل وصُار المسلم بها
أعز من الكافر،هل ومعلوم أن السابَّ في مثل هذه الحال ل يقصُد أن يقاتل
الرسول وأصُحابه إوانما يقصُد إغاظتهم وأن ل يتابعوا.
ضا،هل فإنها لم تكن تطمع في التحريض على القتال،هل فإنه ل خلف بين
وأي د
أهل العلم بالسير أن جميع قبائل الوس والخزرج لم يكن فيهم من يقاتل النبي
× بيد ول لسان،هل ول كان أحد بالمدينة يتمكن من إظهار ذلك،هل إوانما غاية
الكافر أو المنافق منهم أن يثبط الناس عن اتباعه،هل أو أن يعين على رجوعه
من المدينة إلى مكة،هل ونحو ذلك مما فيه تخذيل عنه وحض على الكفر به،هل ل
60
على قتاله،هل على أن الهجاء إن كان من نوع القتال فيجبَّ انتقاض العهد به،هل
ويقتل به الذمي،هل فإنه إذا قاتل انتقض عهده لن العهد اقتضى الكف عن
القتال،هل فإذا قاتل بيد أو لسان فقد فعل ما يناقض العهد وليس بعد القتال غاية
في نكث العهد.
إذا تبين ذلك فمن المعلوم من سيرة النبي × الظاهر علمه عند كل من له
علم بالسيرة أنه × لما قدم المدينة لم يحاربَّ أحددا من أهل المدينة،هل بل
صُا بطون الوس والخزرج،هل فإنه كان يسالمهم
وادعهم،هل حتى اليهود،هل خصُو د
ويتألفهم بكل وجه،هل وكان الناس إذ قدمها على طبقات :منهم المؤمن وهم
الكثرون،هل ومنهم الباقي على دينه،هل وهو متروك ل تيحافربَّ ول تيحامربَّ،هل وهو
والمؤمنون من قبيلته وحلفائهم أهل سلم،هل ل أهل حربَّ،هل حتى حلفاء النصُار
أقرهم النبي × على حلفهم،هل فإذا كان النبي × قد أقرهم كانت هذه المرأة من
المعاهدين،هل ثم إنه مع هذا ندبَّ الناس إلى قتل المرأة التي هجته،هل وقال فيمن
قتلها» :إذا أحببتم أن تنظروا إلى رجل نصر ال ورسوله بالغيب فانظروا
إلى هذا«،هل فثبت بذلك أن هجاءه وذمه موجبَّ للقتل غير الكفر،هل وثبت أن
السابَّ يجبَّ قتله،هل إوان كان من الحلفاء والمعاهدين.
فإذا كان قد أمر بقتل هذه المرأة فإما أن يقال» :هجاؤها قتال«،هل فهذا
يفيدنا أن هجاء الذمي قتال،هل فينقض العهد،هل ويبيح الدم،هل أو يقال» :ليس
بقتال«،هل وهو الظهر،هل لما قدمناه من أنه لم يكن فيه تحريض على القتال،هل ول
كان لها رأي في الحربَّ،هل فيكون السبَّ جناية مضرة بالمسلمين غير القتال
موجبة للقتل بمنزلة قطع الطريق عليهم،هل ونحو ذلك يفيد أن السبَّ موجبَّ
للقتل لوجوه:
61
الوجه الول :أنه لو لم يكن موجدبا للقتل لما جاز قتل المرأة،هل إوان كانت
حربية؛ لن الحربية إذا لم تقاتل بيد ول لسان لم يجز قتلها إل بجناية موجبة
للقتل،هل وهذا ما أحسبَّ فيه مخالدفا،هل لسيما عند من يرى قتالها بمنزلة قتال
الصُائل.
الوجه الثاني :أن هذه السابة كانت من المعاهدين ممن هو أحسن حالد
من المعاهدين في ذلك الوقت،هل فلو لم يكن السبَّ موجدبا لدمها لما قتلت،هل ولما
جاز قتلها؛ ولهذا خاف الذي قتلها أن تتولد فتنة حتى قال النبي ×» :ل
ينتطح فيها عنزان« مع أن انتطاحهما إنما هو كالتشام،هل فبين × أنه ل
يتحرك لذلك قليل من الفتن ول كثير؛ رحمة من ال بالمؤمنين،هل ونصُ دار لرسوله
ودينه،هل فلو لم يكن هناك ما يحذر معه قتل هذه لول الهجاء لما خيف هذا.
الوجه الثالث :أن الحديث مصُرحْ بأنها إنما قتلت لجل ما ذكرته من
الهجاء،هل وأن سائر قومها تركوا إذ لم يهجوا،هل وأنهم لو هجوا لفعل بهم كما فعل
بها،هل فظهر بذلك أن الهجاء موجبَّ بنفسه للقتل،هل سواء كان الهاجي حربييا أو
مسلدما أو معاهددا،هل حتى يجوز أن يقتل لجله من ل يقتله بدونه.
الوجه الرابع :أن المسلمين كانوا ممنوعين قبل الهجرة وفي أوائل الهجرة
من البتداء بالقتال،هل وكان قتل الكفار حينئذ محردما،هل وهو من قتل النفس بغير
حق كما قال تعالى+ :أكلكمم تكنكر إلكلىَّ اللذيكن لقيكل لكههمم هكدفوُا أكيملديكهكمم" إلى قوله:
ب كعلكميلههم الملقكتاَهل" ]النساء،[77 :هل ولهذا أول ما أنزل من القرآن فيه ل
+فكنلكلماَ هكت ك
نزل بالباحة لقوله+ :أهلذكنَ للللذيكن يهنكقاَتكنهلوُكنَ" ]الحج،[39 :هل ثم إنه لم يقاتل أحددا
من أهل المدينة،هل ولم يأمر بقتل أحد من رءوسهم الذين كانوا يجمعونهم على
الكفر ول من غيرهم،هل واليات التي نزلت إذ ذاك إنما تأمر بقتال الذين
أخرجوهم وقاتلوهم،هل ونحو ذلك،هل وظاهر هذا أنه لم يؤذن لهم إذ ذاك في ابتداء
62
قتل الكافرين من أهل المدينة،هل إواذ أمر بقتل هذه المرأة التي هجت،هل ولم يؤذن
له في قتل قبيلتها الكافرين،هل علم أن السبَّ موجبَّ للقتل،هل إوان كان هناك ما
يمنع لول السببَّ كالعهد والنوثة ومنع قتل الكافر الممسك أو عدم إباحته،هل
وهذا وجه حسن دقيق.
فإذا قتل المرأة التي هجت من هؤلء وليسوا عنده محاربين بحيث يجوز
قتالهم مطلدقا كان قتل المرأة التي تهجوه من أهل الذمة بهذه المثابة أولى؛ لن
هذه قد عاهدناها على أن ل تسبَّ،هل وعلى أن تكون صُاغرة،هل وتلك لم نعاهدها
على شيء.
الدليل الرابع :قصة القينتين اللتين كانت تغنيان بهجاء النبي × فأهدر
دمها لذلك:
وحديث القينتين مما اتفق عليه علماء السير واستفاض نقله استفاضة
يستغنى بها عن رواية الواحد.
وجه الدللة :أن تعمد قتل المرأة لمجرد الكفر الصُلي ل يجوز
بالجماع،هل وقد استفاضت بذلك السنة عن رسول ال × كما سبق،هل وهؤلء
النسوة كن معصُومات بأنوثة،هل ثم إن النبي × أمر بقتلهن لمجرد كونهن كن
يهجينه،هل وهن في دار حربَّ،هل فعلم أن من هجاه وسبه جاز قتله بكل حال.
63
الوجه الول :أن هؤلء النسوة كن من أهل الحربَّ،هل وقد آذين النبي ×
في دار الحربَّ،هل ثم قتلهن بمجرد السبَّ كما نطقت به الحاديث،هل فقتل المرأة
الذمية بذلك أولى وأحرى كالمسلمة؛ لن الذمية بيننا وبينها من العهد ما
يكفيها عن إظهار السبَّ،هل ويوجبَّ عليها التزام الصُغار،هل ولهذا تؤخذ بما
تصُيبَّ به المسلم من دم أو مال أو عرض،هل والحربية ل تؤخذ بشيء من ذلك.
فإذا جاز قتل المرأة لنها سبت الرسول وهي حربية تستبيح ذلك من غير
مانع،هل فقتل الذمية الممنوعة من ذلك بالعهد أولى.
ول يقال :عصُمة الذمي أوكد لنه مضمون والحربي غير مضمون؛ لنا
ضا ضامن لدم المسلم والحربي غير ضامن،هل فهو ضامن نقول :الذمي أي د
مضمون؛ لن العهد الذي بيننا اقتضى ذلك،هل وأما الحربية فل عهد بيننا وبينها
يقتضي ذلك،هل فليس كون الذمي مضمودنا يجبَّ علينا حفظه بالذي يهون عليه
ما ينتهكه من عرض الرسول × بل ذلك أغلظ لجرمه،هل وأولى بأن يؤاخذ بما
يؤذينا به،هل ول نعلم شيدئا تقتل به المرأة الحربية قصُددا إل وقتل الذمية به أولى.
الوجه الثالث :أن النبي × آمن جميع أهل مكة إل أن يقاتلوا،هل مع كونهم
قد حاربوه وقتلوا أصُحابه ونقضوا العهد الذي بينهم وبينه،هل ثم إنه أهدر دماء
هؤلء النسوة فيمن استثناه إوان لم يقاتلن لكونهن كن يؤذينه،هل فثبت أن جرم
المؤذي لرسول ال × بالسبَّ ونحوه أغلظ من جرم القتال وغيره،هل وأنه يقتل
في الحال التي نهى فيها عن قتال من قتل وقاتل.
64
الوجه الرابع :أن القينتين كانتا أمتين مأمورتين بالهجاء،هل وقتل المة أبعد
من قتل الحرة،هل فإن النبي × نهى عن قتل العسيف وكونها مأمورة بالهجاء
أخف لجرمها حيث لم تقصُده ابتداء،هل ثم مع هذا أمر بقتلهما،هل فعلم أن السبَّ
أغلظ الموجبات للقتل.
الوجه الخامس :أن هؤلء النسوة إما أن يكن قتلن بالهجاء؛ لنهن فعلنه
مع العهد الذي كان بين النبي × وبين أهل مكة،هل فيكون من جنس هجاء
الذمي،هل أو قتلن لمجرد الهجاء مع عدم العهد،هل فإذا كان الول فهو المطلوبَّ،هل
إوان كان الثاني فإذا جاز أن تقتل السابة التي ل عهد بيننا وبينها يمنعها،هل فقتل
الممنوعة بالعهد أولى؛ لن مجرد كفر المرأة وكونها من أهل الحربَّ ل يبيح
دمها بالتفاق على ما تقدم،هل لسيما والسبَّ لم يكن بمنزلة القتال على ما تقدم.
65
الباطن فإن كان صُاددقا فيما قال فهو مسلم،هل قلنا في الزنديق ل تقبل توبته في
ظاهر الحكم.
وقد ذكر القاضي عياض بعد أن رد هذه الحكاية عن بعض فقهاء العراق
والخلف الذي ذكره ابن حزم بما نقله من الجماع عن غير واحد،هل وحمل
الحكاية على أن أولئك لم يكونوا ممن يوثق بفتواه لميل الهوى به،هل أو أن
الفتوى كانت في كلمة اختلف في كونها سيبا،هل أو كانت فيمن تابَّ،هل وذكر أن
السابَّ إذا أقر بالسبَّ ولم يتبَّ منه قتل كفدرا؛ لن قوله إما صُريح كفر
كالتكذيبَّ ونحوه،هل أو هو من كلمات الستهزاء والذم،هل فاعترافه بها وترك توبته
ضا،هل قال :فهذا كافر بل خلف.
منها دليل على استحلله لذلك،هل وهو كفر أي د
وقال في موضع آخر :إن من قتله بل استتابة فهو لم يره ردة،هل إوانما
يوجبَّ القتل فيه حيدا،هل إوانما نقول ذلك مع إنكاره ما شهد عليه به أو إظهاره
القلع عنه والتوبة،هل ونقتله حيدا كالزنديق إذا تابَّ،هل قال :ونحن إوان أثبتنا له
حكم الكافر في القتل فل نقطع عليه بذلك لق ارره بالتوحيد إوانكاره ما شهد به
عليه،هل أو زعمه أن ذلك كان منه ذهولد ومعصُية،هل وأنه مقلع عن ذلك نادم
عليه،هل قال :وأما من علم أنه سبه معتقددا لستحلله فل شك في كفره بذلك،هل
66
وكذلك إن كان سبه في نفسه كف دار كتكذيبه أو تكفيره ونحوه،هل فهذا ما ل إشكال
فيه،هل وكذلك من لم يظهر التوبة واعترف بما شهد به وصُمم عليه فهو كافر
ضا تثبيت منه بأن
بقوله واستحلله هتك حرمة ال أو حرمة نبيه،هل وهذا أي د
السبَّ يكفر به لجل استحلله له إذا لم يكن في نفسه تكذيدبا صُريدحا.
وهذا موضع لبد من تحريمه،هل ويجبَّ أن يعلم أن القول بأن كفر السابَّ
في نفس المر إنما هو لستحلله السبَّ زلة منكرة وهفوة عظيمة.
وصُرحْ القاضي هنا،هل قال عقبَّ أن ذكر ما حكيناه عنه :وعلى هذا لو قال
الكافر» :أنا معتقد بقلبي معرفة ال وتوحيده،هل لكني ل آتي بالشهادتين كما ل
آتي غيرها من العبادات كسلد« لم تيحمكم بإسلمه في الظاهر،هل ويحكم به
باطدنا!
قال :وقول المام أحمد »من قال إن المعرفة تنفع في القلبَّ من غير أن
يتلفظ بها فهو جهمي« محمول على أحد وجهين :أحدهما أنه جهمي في
ظاهر الحكم،هل والثاني :على أنه يمتنع من الشهادتين عناددا؛ لنه احتج أحمد
في ذلك بأن إبليس عرف ربه بقلبه ولم يكن مؤمدنا،هل ومعلوم أن إبليس اعتقد
أنه ل يلزم امتثال أمره تعالى بالسجود لدم.
67
وقد ذكر القاضي في غير موضع أنه ل يكون مؤمدنا حتى يصُدق بلسانه
مع القدرة وبقلبه،هل وأن اليمان قول وعمل،هل كما هو مذهبَّ الئمة كلهم :مالك،هل
وسفيان،هل والوزاعي،هل والليث،هل والشافعي،هل وأحمد،هل إواسحاق،هل ومن قبلهم وبعدهم
من أعيان المة.
وليس الغرض في هذا المقام استيفاء الكلم في الصُل،هل إنما الغرض أن
نذكر منه ما يخص هذه المسألة،هل وذلك من وجوه:
الوجه الول :أن الحكاية المذكورة عن الفقهاء أنه إن كان مستحلد كفر،هل
إوال فل ليس لها أصُل،هل إوانما نقلها القاضي من كتبَّ بعض المتكلمين الذين
نقلوها عن الفقهاء،هل وهؤلء نقلوا قول الفقهاء بما ظنوه جارديا على أصُولهم ،هل أو
ل،هل وقد حكينا
قد سمعوه من بعض المنتسبين إلى الفقه ممن ل يعد قوله قو د
نصُوص أئمة الفقهاء وحكاية إجماعهم عمن هو أعلم الناس بمذاهبهم،هل فل
يظن ظان أن في المسألة خلدفا يجعل المسألة من مسائل الخلف والجتهاد،هل
إوانما ذلك غلط ل يستطيع أحد أن يحكي عن واحد من الفقهاء أئمة الفتوى
هذا التفضيل البتة.
الوجه الثاني :أن الكفر إذا كان هو الستحلل فإنما معناه اعتقاد أن
السبَّ حلل،هل فإنه لما اعتقد أن ما حرمه ال تعالى حلل كفر،هل ول ريبَّ أن
من اعتقد في المحرمات المعلوم تحريمها أنها حلل كفر،هل لكن ل فرق في
ذلك بين سبَّ النبي × وبين قذف المؤمنين والكذبَّ عليهم والغيبة لهم إلى
غير ذلك من القوال التي علم أن ال حرمها،هل فإنه من فعل شيدئا من ذلك
مستحلد كفر،هل مع أنه ل يجوز أن يقال من قذف مسلدما أو اغتابه كفر،هل ويعني
بذلك إذا استحله.
68
الوجه الثالث :أن اعتقاد حل السبَّ كفر،هل سواء اقتربَّ به وجود السبَّ أو
لم يقترن،هل فإذا ل أثر للسبَّ في التكفير وجوددا أو عددما،هل إوانما المؤثر هو
العتقاد،هل وهو خلف ما أجمع عليه العلماء.
الوجه الرابع :أنه إذا كان المكفر هو اعتقاد الحل فليس في السبَّ ما يدل
على أن السابَّ مستحل فيجبَّ أل يكفر،هل لسيما إذا قال» :أنا أعتقد أن هذا
ظا وسفدها،هل أو عبدثا أو لعدبا«،هل كما قال المنافقون+ :إلنُّلكماَ
حرام،هل إوانما أقول غي د
ب" ]التوبة،[65 :هل وكما إذا قال» :إنما قذفت هذا وكذبت ض كونُّكنملكع ه
هكلناَ نُّكهخوُ ه
عليه لعدبا وعبدثا«.
فإن قيل :ل يكونون كفادرا،هل فهو خلف نص القرآن،هل إوان قيل :يكونون
كفادرا،هل فهو تكفير بغير موجبَّ إذا لم يجعل نفس السبَّ مكفدرا،هل وقول القائل :أنا
ل أصُدقه في هذا ل يستقيم،هل فإن التكفير ل يكون بأمر محتمل،هل فإذا كان قد
قال :أنا أعتقد أن ذلك ذنبَّ ومعصُية وأنا أفعله؛ فكيف يكفر إن لم يكن ذلك
كفدرا؟ ولهذا قال سبحانه وتعالى+ :لك تكنمعتكلذهروا قكمد كككفمرتهمم بكنمعكد لإيكماَنُّلهكمم" ]التوبة:
،[66هل ولم يقل :قد كذبتم في قولكم إنما كنا نخوض ونلعبَّ،هل فلم يكذبهم في
هذا العذر كما كذبهم في سائر ما أظهروه من العذر الذي يوجبَّ براءتهم من
الكفر لو كانوا صُادقين،هل بل بويمن أنهم كفروا بعد إيمانهم بهذا الخوض واللعبَّ.
إواذا تبين أن مذهبَّ سلف المة ومن اتبعهم من الخلق أن هذه المقالة في
نفسها كفر استحلها صُاحبها أو لم يستحلها،هل فالدليل على ذلك جميع ما قدمناه
في المسألة الولى من الدليل على كفر السابَّ.
69
ومنشأ هذه الشبهة التي أوجبت هذا الوهم من المتكلمين ومن حذا حذوهم
من الفقهاء أنهم أروا أن اليمان هو تصُديق الرسول فيما أخبر به،هل و أروا أن
اعتقاد صُدقه ل ينافي السبَّ والشتم بالذات،هل كما أن اعتقاد إيجابَّ طاعته ل
ينافي معصُيته،هل فإن النسان قد يهين من يعتقد وجوبَّ إكرامه،هل كما يترك ما
يعتقد وجوبَّ فعله،هل ويفعل ما يعتقد وجوبَّ تركه.
ثم أروا أن المة قد كوفرت السابَّ،هل فقالوا :إنما كفر لنه سبه دليل على أنه
لم يعتقد أنه حرام،هل واعتقاد حله تكذيبَّ للرسول،هل فكفر بهذا التكذيبَّ ل بتلك
الهانة،هل إوانما الهانة دليل على التكذيبَّ،هل فإذا فرض أنه في نفس المر ليس
بمكذبَّ كان في نفس المر مؤمدنا،هل إوان كان حكم الظاهر إنما يجري عليه بما
أظهره،هل فهذا مأخذ المرجئة ومعتضديهم،هل وهم الذين يقولون :اليمان هو
العتقاد والقول،هل وغلتهم وهم الكرامية الذين يقولون :مجرد القول إوان عرى
عن العتقاد!
وأما الجهمية الذين يقولون» :هو مجرد المعرفة والتصُديق بالقلبَّ فقط
إوان لم يتكلم بلسانه« فلهم مأخذ آخر،هل وهو أنه قد يقول بلسانه ما ليس في
قلبه،هل فإذا كان في قلبه التعظيم والتوقير للرسول لم يقدحْ إظهار خلف ذلك
بلسانه في الباطن،هل كما ل ينفع المنافق إظهاره خلف ما في قلبه في الباطن.
بطلن مذهب المرجئة في تقييد تكفير الساب بالستحلل:
وجوابَّ الشبهة الولى وهي ما ذهبت إليه المرجئة من أن اليمان هو
العتقاد بالقول من وجوه:
الوجه الول :تصديق القلب يستلزم تعظيم الرسول إواجلله ومحبته:
فاليمان إوان كان أصُله تصُديق القلبَّ،هل فلذلك التصُديق لبد أن يوجبَّ
حالد من القلبَّ وعمل له؛ وهو تعظيم الرسول إواجلله ومحبته،هل وذلك أمر
70
لزم كالتألم والتنعم عند الحساس بالمؤلم والمنعم،هل وكالنفرة والشهوة عند
الشعور بالملئم والمنافي،هل فإذا لم تحصُل هذه الحال والعمل في القلبَّ لم ينفع
ذلك التصُديق ولم يغن شيدئا،هل إوانما يمتنع حصُوله إذا عارضه معارض من
حسد الرسول والتكبر عليه أو الهمال له إواعراض القلبَّ عنه،هل ونحو ذلك،هل
كما أن إدراك الملئم والمنافي يوجبَّ اللذة واللم إل أن يعارضه معارض،هل
ومتى حصُل المعارض كان وجود ذلك التصُديق كعدمه،هل كما يكون وجود ذلك
كعدمه؛ بل يكون ذلك المعارض موجدبا لعدم المعلول الذي هو حال في
القلبَّ،هل وهذا هو الموجبَّ لكفر ممنن محمسد النبياء أو تكبر عليهم،هل أو كره فراق
اللف والعادة،هل مع علمه بأنهم صُادقون،هل وكفرهم أغلظ من كفر الجهال.
إواذا كان كذلك فالسبَّ إهانة واستخفاف،هل والنقياد للمر إكرام إواعزاز،هل
ومحال أن يهين القلبَّ من قد انقاد له وخضع واستسلم أو يستخف به،هل فإذا
حصُل في القلبَّ استخفاف واستهانة امتنع أن يكون فيه انقياد أو استسلم،هل
71
فل يكون فيه إيمان،هل وهذا هو بعينه كفر إبليس،هل فإنه سمع أمر ال فلم يكذبَّ
ل،هل ولكن لم ينقد للمر،هل ولم يخضع له،هل واستكبر عن الطاعة فصُار كافدرا.رسو د
وهذا موضع زاغ فيه خلق من الخلف تخيل لهم أن اليمان ليس في
الصُل إل التصُديق،هل ثم يرون مثل إبليس وفرعون ممن لم يصُدر عنه تكذيبَّ
أو صُدر عنه تكذيبَّ باللسان ل بالقلبَّ وكفره من أغلظ الكفر فيتحيرون،هل ولو
أنهم هدوا لما هدي إليه السلف الصُالح لعلموا أن اليمان قول وعمل،هل أعني
في الصُل قولد في القلبَّ وعملد في القلبَّ،هل فإن اليمان بحسبَّ كلم ال
ورسالته،هل وكلم ال ورسالته يتضمن أخباره وأوامره فيصُدق القلبَّ أخباره
تصُديدقا يوجبَّ حالد في القلبَّ بحسبَّ المصُدق به،هل والتصُديق هو من نوع
العلم والقول،هل وينقاد لمره ويستسلم،هل وهذا النقياد والستسلم هو من نوع
الرادة والعمل،هل ول يكون مؤمدنا إل بمجموع المرين،هل فمتى ترك النقياد كان
مستكب دار فصُار في الكافرين إوان كان مصُددقا،هل فالكفر أعم من التكذيبَّ :يكون
ل،هل ويكون استكبا دار وظلدما،هل ولهذا لم يوصُف إبليس إل بالكفر
تكذيدبا وجه د
والستكبار دون التكذيبَّ؛ ولهذا كان كفر من يعلم مثل اليهود ونحوهم من
جنس كفر إبليس،هل وكان كفر من يجهل مثل النصُارى ونحوهم ضللد وهو
الجهل،هل أل ترى أن نف دار من اليهود جاءوا إلى النبي × وسألوه عن أشياء
فأخبرهم،هل فقالوا» :نشهد أنك نبي«،هل ولم يتبعوه،هل وكذلك هرقل وغيره،هل فلم
ينفعهم هذا العلم وهذا التصُديق؟ أل ترى أن من صُدق الرسول بأن ما جاء به
هو رسالة ال وقد تضمنت خب دار وأمدرا،هل فإنه يحتاج إلى مقام ثان،هل وهو تصُديقه
خبر ال وانقياده لمر ال،هل فإذا قال» :أشهد أن ل إله إل ال« فهذه الشهادة
تتضمن تصُديق خبره والنقياد لمر ال،هل فإذا قال» :وأشهد أن محمددا رسول
ال« تضمنت تصُديق الرسل فيما جاء به من عند ال،هل فبمجموع هاتين
72
الشهادتين يتم القرار،هل فلما كان التصُديق لبد منه في كل الشهادتين -وهو
الذي يتلقى الرسالة بالقبول -ظن من ظن أنه أصُل لجميع اليمان،هل ومغمفمل
عن أن الصُل الخر لبد منه وهو النقياد،هل إوال فقد يصُدق الرسل ظاه دار
وباطدنا ثم يمتنع من النقياد للمر؛ إذ غايته في تصُديق الرسل أن يكون
بمنزلة من سمع الرسالة من ال -سبحانه وتعالى -كإبليس،هل وهذا ما بيين لك
أن الستهزاء بال أو برسوله ينافي النقياد له؛ لنه قد بلغ عن ال أنه أمر
بطاعته،هل فصُار النقياد له من تصُديقه في خبره،هل فمن لم ميننقمند لمره فهو إما
مكذبَّ له،هل أو ممتنع عن النقياد لربه،هل وكلهما كفر صُريح،هل ومن استخف به
واسته أز بقلبه امتنع أن يكون منقاددا لمره،هل فإن النقياد إجلل إواكرام
والستخفاف إهانة إواذلل،هل وهذان ضدان،هل فمتى حصُل في القلبَّ أحدهما
انتفى الخر،هل فعلم أن الستخفاف والستهانة به ينافي اليمان منافاة الضد
للضد.
الوجه الثالث :أن الستحلل قد يكون مرده إلى خلل في التصديق أو
إلى خلل في النقياد:
73
وبيان هذا أن من فعل المحارم مستحلد لها فهو كافر بالتفاق،هل فإنه ما
آمن بالقرآن من استحل محارمه،هل كذلك لو استحلها من غير فعل،هل والستحلل
اعتقاد أن ال لم يحرمها،هل وتارة بعدم اعتقاد أن ال حرمها،هل وهذا يكون لخلل
ضا غيرفي اليمان بالربوبية،هل ولخلل في اليمان بالرسالة،هل ويكون جحددا مح د
مبني على مقدمة.
وتارة يعلم أن ال حرمها ويعلم أن الرسول إنما حرم ما حرمه ال،هل ثم يمتنع
عن التزام هذا التحريم،هل ويعاند المحرم،هل فهذا أشد كف دار ممن قبله،هل وقد يكون هذا
مع علمه أن من لم يلتزم هذا التحريم عاقبه ال وعذبه،هل ثم إن هذا المتناع
والباء إما لخلل في اعتقاده حكمة المر وقدرته فيعود هذا إلى عدم التصُديق
بصُفة من صُفاته،هل وقد يكون مع العلم بجميع ما يصُدق به تمرددا أو اتبادعا
لغرض النفس،هل وحقيقته كفر؛ هذا لنه يعترف ل ورسوله بكل ما أخبر به،هل
ويصُدق بكل ما يصُدق به المؤمنون،هل لكنه يكره ذلك ويبغضه ويسخطه لعدم
موافقته لمراده ومشتهاه،هل ويقول :أنا ل أقر بذلك ول ألتزمه،هل وأبغض هذا الحق
وأنفر منه،هل فهذا نوع غير النوع الول،هل وتكفير هذا معلوم بالضطرار من دين
السلم،هل والقرآن مملوء من تكفير مثل هذا النوع،هل بل عقوبته أشد،هل وفي مثله
س كعكذابباَ يكنموُكم الملقكياَكملة كعاَلليم لكمم يكن مننكفمعهه ال لهه بللعململهف« وهو إبليس ومن
قيل» :أككشدد اللناَ ل
سلك سبيله.
وبهذا يظهر الفرق بين العاصُي،هل فإنه يعتقد وجوبَّ ذلك الفعل عليه
ويجبَّ أن يفعله،هل ولكن الشهوة والنفرة منعته من الموافقة،هل فقد أتى من اليمان
بالتصُديق والخضوع والنقياد،هل وذلك قول وعمل،هل لكن لم يكمل العمل.
وأما إهانة الرجل من يعتقد وجوبَّ كرامته كالوالدين ونحوهما؛ فلنه لم
طا في إيمانه،هل إوانما أهان ممنن إكرامه شرط
يهن من كان النقياد له والكرام شر د
74
بَّ ال والرسول إنما كفر فيه؛ لنه ل يكون مؤمدنا في بره وطاعته وتقواه،هل وجان ت
حتى يصُدق تصُديدقا يقتضي الخضوع والنقياد،هل فحيث لم يقتضه لم يكن ذلك
التصُديق إيمادنا،هل بل كان وجوده ش يار من عدمه،هل فإن ممن تخفلق له حياة إوادراك،هل
ولم يرزق إل العذابَّ كان فمنقتد تلك الحياة والدراك أحبَّ إليه من حياة ليس
فيها إل اللم.
إواذا كان التصُديق ثمرته صُلحْ حاله وحصُول النعم له واللذة في الدنيا
والخرة،هل فلم يحصُل معه إل فساد حاله والبؤس واللم في الدنيا والخرة،هل كان
أن ل يوجد أحبَّ إليه من أن يوجد.
75
اليمان،هل حتى اختلفوا في تكفير من قال :إن المعرفة تنفع من غير عمل
الجوارحْ،هل وليس هذا موضع تقرير هذا.
وما ذكره القاضي -رحمه ال -من التأويل لكلم المام أحمد فقد ذكر هو
وغيره خلف ذلك في غير موضع،هل وكذلك ما دل عليه كلم القاضي عياض،هل
فإن مالدكا وسائر الفقهاء من التابعين ومن بعدهم -إل من ينسبَّ إلى بدعة-
قالوا :اليمان قول وعمل،هل ومبنسطت هذا له مكان غير هذا.
فمن قال بلسانه كلمة الكفر من غير حاجة،هل عامددا لها،هل عالدما بأنها كلمة
كفر،هل فإنه يكفر بذلك ظاه دار وباطدنا.
ول يجوز أن يقال :إنه في الباطن يجوز أن يكون مؤمدنا،هل ومن قال ذلك
ل لمن بكنمعلد إيكماَنُّلله إللل كممن أهمكلركه
فقد مرق من السلم،هل قال سبحانه+ :من كككفر بلاَ ل
ك ك
ضب يمن ا ل ل ل ل
ل كولكههمم صمدبرا فكنكعلكميلهمم غك ك ي ك كوقكنملبههه همطمكمئلن لباَلليكماَنَ كولككن لمن كشكركح لباَلمهكمفلر ك
ب كعلظييم" ]النحل.[106 : كعكذا ي
ومعلوم أنه لم يرد بالكفر هنا اعتقاد القلبَّ فقط؛ لن ذلك ل تيكمره الرجل
عليه،هل وهو قد استثنى من أكره،هل ولم يرد من قال واعتقد؛ لنه استثنى التمنكمره،هل
وهو ل يكره على العقد والقول،هل إوانما يكره على القول فقط،هل فعلم أنه أراد من
76
تلكم بكلمة الكفر فعليه غضبَّ من ال وله عذابَّ عظيم،هل وأنه كافر بذلك إل
من أكره وهو مطمئن باليمان،هل ولكن من شرحْ بالكفر صُد دار من المكرهين
ضا،هل فصُار من تكلم بالكفر كاف دار إل من أكره،هل فقال بلسانه كلمة فإنه كاف دار أي د
الكفر وقلبه مطمئن باليمان،هل وقال تعالى+ :لك تكنمعتكلذهروا قكمد كككفمرتهمم بكنمعكد
لإيكماَنُّلهكمم" ]التوبة،[66 :هل فبين أنهم كفار بالقول مع أنهم لم يعتقدوا صُحته.
وهذا بابَّ واسع،هل والفقه فيه ما تقدم من أن التصُديق بالقلبَّ يمنع إرادة
التكلم إوارادة فعل فيه استهانة واستخفاف،هل كما أنه يوجبَّ المحبة والتعظيم،هل
واقتضاؤه وجود هذا وعدم هذا أمر جرت به سنة ال في مخلوقاته،هل كاقتضاء
إدراك الموافق للذة إوادراك المخالف لللم،هل فإذا تعفدمم المعلوم كان مستلزدما لعدم
العلة،هل إواذا وجد الضد كان مستلزدما لعدم التصُديق النافع ولعدم النقياد
والستسلم؛ فلذلك كان كافدرا.
77
كلمة أخيرة:
بعد هذه الجولة مع الدلة ومقالت أهل العلم نخلص إلى ما بدأنا به
حديثنا في هذه النازلة؛ وهو أن جريمة سبَّ الرسول × ليس لها إل تكييف
واحد؛ وهو الردة المغلظة والكفر المزيد،هل وأنه يتعين قتل فاعلها نكالد له وزج دار
لغيره،هل وأن هذا هو الحكم المتعين الذي ل يحل العدول عنه عند القدرة عليه
لما تقدم من الدلة،هل مع عدم الخلل بمقتضيات العدالة من التحقيق العادل،هل
وحق المتهم في الدفاع عن نفسه،هل فإذا لم يتيسر إقامة هذا الحكم لسببَّ أو
لخر كان السعي في تشديد العقوبة بحسبَّ المكان سعديا موافدقا لمقصُود
الشارع بناء على أن مبنى الشريعة تحصُيل المصُالح وتكميلها وتعطيل
المفاسد وتقليلها،هل ووفدقا لقاعدة :الميسور ل يسقط بالمعسور،هل وما ل يدرك كله
ل يترك جله .وال تعالى أعلى وأعلم.
78