You are on page 1of 26

‫مراحل تطور القانون اإلداري ‪ ،‬و دور القضاء فيه ‪ ،‬مدى تأثر القانون الجزائري‬

‫بنظيره الفرنسي ‪.‬‬

‫خطة البحث‬

‫المقدمة ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مراحل تطور القانون اإلداري‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مرحلة عدم مسؤولية الدولة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مرحلة اإلدارة القاضية ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مرحلة القضاء المقيّد أو المحجوز‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬مرحلة القضاء المفوض ( تغيير الطبيعة القانونية لمجلس الدولة‬
‫)‪.‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬محكمة التنازع وقرار بال نكو الشهير‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تنظيم مجلس الدولة الفرنسي و اختصاص القضاء اإلداري‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تنظيم مجلس الدولة ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المندوبون و النواب‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مستشارو الدولة في الخدمة العادية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬رؤساء األقسام و نائب رئيس المجلس‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري الفرنسي‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬اختصاصات مجلس الدولة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مجلس الدولة كمحكمة أول و آخر درجة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مجلس الدولة كمحكمة استئناف ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬مجلس الدولة كمحكمة نقض ‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬المحاكم اإلدارية االستئنافية‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬مراحل تطور نظام القضاء اإلداري في الجزائر‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المرحلة اإلستعمارية‪.1962-1830‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬مجلس اإلدارة ومجلس المنازعات ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مجالس المديريات ومجالس العماالت ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬المحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مرحلة االستقالل ‪1996. - 1962‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬فترة المحاكم اإلدارية ( المرحلة االنتقالية من ‪.( 65 -62‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬فترة الغرفة اإلدارية ما بين ‪1998. - 1965‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫المراجع‪.‬‬
‫الهوامش‪.‬‬
‫المقدمة ‪.‬‬
‫كانت كل السلطات للحكم قبل الثورة الفرنسية مركزة في يد الملك ‪ ،‬حيث ساد‬
‫نظام الملكية المطلقة ‪ ,‬ولم تكن الدولة تخضع للمساءلة أو الرقابة أمام القضاء‬
‫بواسطة دعاوى األفراد ‪ ,‬وهي إن تعاملت مع األفراد خضعت معامالتها للقانون‬
‫المدني ‪.‬‬
‫وفي هذه الفترة كانت توجد محاكم قضائية تدعى البرلمانات ‪ ،‬أنشئت لتكون ممثلة‬
‫للملك في وظائفه القضائية ‪ ,‬وكانت الدعاوى تستأنف أمامها ما لم يسند الملك ذلك‬
‫االختصاص إلى جهة أخرى ‪ ,‬كما وجدت محاكم مختصة ببعض المنازعات‬
‫اإلدارية ‪.‬‬
‫وقد كانت البرلمانات تمارس سيطرة رجعية على اإلدارة وتتدخل في شؤونها‬
‫وتعارض وتعرقل كل حركة إصالحية ‪ ،‬مما جعل رجال الثورة الفرنسية يعمدون‬
‫إلى منع المحاكم القضائية القائمة في ذلك الوقت من الفصل في المنازعات‬
‫اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية ‪ ,‬من خالل تبنيهم‬
‫لمبدأ الفصل بين السلطات ‪ .‬و نتيجة لهذا التجاذب و التطور تظهر بتفصيل أكثر‬
‫من خالل بحثنا في المراحل التي مر بها تطور القانون اإلداري الفرنسي بوصفها‬
‫منشأه و مكان وجوده ‪.‬‬
‫و كذلك الوقوف على دور القضاء اإلداري ‪ ،‬و نحاول استكشاف مدى تأثر‬
‫القانون اإلداري الجزائري بنظيره الفرنسي ‪ ،‬من خالل أربعة مباحث ‪ :‬المبحث‬
‫األول ‪ :‬مراحل تطور القانون اإلداري‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬تنظيم مجلس الدولة الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬تأثر القانون اإلداري الجزائري بنظيره الفرنسي‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مراحل تطور القانون اإلداري ‪.‬‬
‫• المطلب األول ‪ :‬مرحلة عدم مسؤولية الدولة‪.‬‬
‫أن القانون اإلداري ظهر في فرنسا وهو مرتبط‬ ‫أجمعت مختلف الدراسات ّ‬
‫بتاريخها ونظام الحكم فيها ‪ .‬فقبل الثورة الفرنسية ‪ 1789‬تمتع الملوك بسلطات‬
‫مطلقة في تسيير شؤون الدولة انطالقا من فكرة أنهم امتداد إلرادة هللا وأنهم ظ ّل‬
‫يتصور خضوعه ألي شكل من‬ ‫ّ‬ ‫هللا فوق األرض‪ .‬فالعدالة مصدرها الملك و ال‬
‫أشكال الرقابة و حتى القضائية منها‪.‬‬
‫و ال شك أن تصورا من هذا القبيل لمن شأنه أن يخلع كل قيد يحيط باإلدارة‬
‫في تصرفاتها‪ .‬وهو ما يترتب عليه المساس بحقوق األفراد خاصة بعد انشغال‬
‫طبقة البرجوازية ورجال الدين في جمع الثروة مما زاد الوضع سوءا وهو ما دفع‬
‫الفالسفة ورجال الفكر و الفقهاء إلى دق ناقوس الخطر فطالبوا الشعب أن يلتف‬
‫حولهم ما أدى في النهاية إلى انفجار الثورة‪.‬‬
‫وكان الملك في المرحلة السابقة للثورة الفرنسية يقوم بنفسه بتوزيع‬
‫ي منازعة من القضاء‬ ‫االختصاص بين المحاكم المختلفة و يملك حق سحب أ ّ‬
‫ليتكفل هو بالفصل فيها أو يعهد بها إلى غيره‪ ،‬كما تمتع الملك بسلطة واسعة إزاء‬
‫فحق له أمر وقفها أو ممارسة حق العفو‪.‬‬‫ّ‬ ‫األحكام‬

‫• المطلب الثاني ‪ :‬مرحلة اإلدارة القاضية‬


‫لما قامت الثورة الفرنسية رأت السلطة المنبثقة عنها أن المحاكم العادية قد‬
‫تعرقل اإلصالحات التي تعتزم اإلدارة القيام بها وتحد من فعاليتها وهو ما تأكد‬
‫عمال في زمن البرلمانات‪ .‬لذا كان االنشغال الكبير الذي راود السلطة الفرنسية‬
‫آنذاك هو محاولة إيجاد صيغة وطريقة إلبعاد منازعات اإلدارة عن والية‬
‫واختصاص المحاكم العادية‪ .‬فصدر لهذا الغرض القانون ‪ 24-16‬أوت ‪1790‬‬
‫ي " إن الوظائف القضائية تبقى دائما مستقلة عن‬ ‫فجاء في الفصل ‪ 13‬منه ما يل ّ‬
‫الوظائف اإلدارية و على القضاة وإال كانوا مرتكبين لجريمة الخيانة العظمى أال‬
‫ي وسيلة من الوسائل ألعمال الهيئات اإلدارية"‪ .‬وتأ ّكد هذا المبدأ مرة‬ ‫يتعرضوا بأ ّ‬
‫ّ‬
‫أخرى بالقول‪ " :‬إن القضاة ال يمكنهم التعدي على الوظائف اإلدارية أو محاكمة‬
‫رجال اإلدارة عن أعمال تتصل بوظائفهم و يحظر على المحاكم حظرا مطلقا‬
‫النظر في أعمال اإلدارة أيما كانت هذه األعمال "‪.‬‬
‫أن مقاضاة اإلدارة أو مساءلة أعوانها‬‫وهكذا اعتبر المدافعون عن قانون ‪ّ 1790‬‬
‫يؤدي دون ريب إلى عرقلة أعمالها التي تهدف إلى تحقيق الصالح العام‪ .‬فعندما‬
‫فإن إجراءات‬‫تنوي اإلدارة نزع ملكية وتقف أمام القضاء من أجل هذا العمل ّ‬
‫النزع ستتوقف وأيلولة المال من الملكية الخاصة إلى الملكية العامة ستج ّمد ‪ .‬وهو‬
‫ما يؤدي في النّهاية إلى تعطيل المشاريع ذات الطابع العام ‪ .‬وما قيل عن النزع‬
‫يقال عن غيره من سلطات اإلدارة كسلطة الضبط أو السلطات في مجال التعاقد ‪.‬‬
‫فان المنازعات اإلدارية التي تكون اإلدارة المركزية طرفا‬‫و تطبيقا لهذا القانون ّ‬
‫فيها فإنها تحال مباشرة على الملك ‪ .‬أ ّما المنازعات التي تكون اإلدارة المحلية‬
‫اختص بها حكام األقاليم ‪ .‬فقد قال‪ Sirey‬عبارة تؤكد هذا المعنى‬
‫ّ‬ ‫طرفا فيها فقد‬
‫سنة ‪ " : 1818‬العدالة اإلدارية مت ّممة و مك ّملة للعمل اإلداري"‪ .‬ومن هنا اجتمع‬
‫في اإلدارة صفة الخصم و الحكم لذلك سميت هذه المرحلة بمرحلة اإلدارة‬
‫أن أحكام هذا القانون منعت القضاء من تأويل النصوص‬ ‫القاضية ‪ .‬وجدير بالذكر ّ‬
‫الغامضة وألزمته باللجوء للسلطة التشريعية في نطاق ما يسمى بالدعوى‬
‫التشريعية االستعجالية ‪.‬‬
‫والحقيقة أن األسباب المستند إليها لفرض وإعمال قانون ‪ 1790‬يمكن‬
‫دحضها بالنظر لما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬إن عدم خضوع اإلدارة أمام القضاء يعني أن المحاكم قد تكون في وضعية‬
‫إنكار العدالة فهي حين يقصدها المتقاضون نتيجة عمل قامت به اإلدارة أو تسبب‬
‫فيه أحد أعوانها تضطر وتطبيقا لقانون ‪ 1790‬إلى التصريح برفض الدعوى لعدم‬
‫االختصاص أيا كان الضرر الناتج عن هذا العمل وأيا كانت خروقاته وتجاوزاته‪.‬‬
‫أن مبدأ الفصل بين السلطات يفرض‬ ‫‪ -2‬لقد تناسى المدافعون عن القانون ‪ّ 1790‬‬
‫تمكين السلطة القضائية من مراقبة أعمال السلطة التنفيذية وهذا ما أكده مونتسيكو‬
‫نفسه في كتابه روح القوانين بقوله ‪" :‬كل شخص بين يديه سلطة مدعو إلى أن‬
‫يستبد بها فال بد إذن حتى تنظم األشياء بكيفية تجعل كل سلطة تمنع تجاوزات‬
‫السلطة األخرى "‪ .‬وال مفر من االعتراف لجهاز القضاء بمراقبة أعمال اإلدارة‬
‫وهذا تطبيقا لمبدأ المشروعية‪ ،‬وصونا للحقوق األساسية و الحريات العامة‪ ،‬ومنعا‬
‫أن هذه المرحلة من مراحل تطور‬ ‫لإلدارة من كل عمل يطبع بالتعسف ‪ .‬و تبقى ّ‬
‫القانون اإلداري تتميز عن غيرها وسابقتها‪ .‬ففي المرحلة األولى لم تكن الدولة‬
‫ومن ث ّم اإلدارة تسأل عن أعمال موظفيها‪ .‬أما في ظل المرحلة الجديدة (اإلدارة‬
‫القاضية) صار باإلمكان مساءلة الدولة عن أعمال موظفيها لكن أمام اإلدارة‬
‫نفسها‪.‬‬

‫• المطلب الثالث ‪ :‬مرحلة القضاء المقيّد أو المحجوز‪.‬‬


‫بصدور دستور السنة الثامنة في عهد نابوليون بونابرت عرفت فرنسا‬
‫تحوال جذريا في مجال منازعات اإلدارة إذ نصت المادة ‪ 52‬منه على إحداث‬
‫مجلس الدولة كما ت ّم إنشاء مجالس المحافظات ‪ .‬ولقد أرجع كثير من الكتاب سبب‬
‫إنشاء المجلس إلى سيل الطلبات المرفوعة ضد اإلدارة الفرنسية آنذاك ‪.‬‬
‫وما يمكن مالحظته أن قرارات المجلس في هذه المرحلة لم تكن تكتسي‬
‫الطابع القضائي بل ال تخرج عن كونها آراء أو مشاريع قرارات بخصوص‬
‫منازعات معينة وجب أن ترفع أمام القنصل العام ( نابليون) باعتباره رئيس‬
‫الدولة الذي كان له وحده حق المصادقة عليها أو رفضها‪ .‬فوالية المجلس لم تكن‬
‫كاملة وشاملة وأحكامه لم تكن نهائية‪ .‬أ ّما مجالس األقاليم فقد كانت قراراتها قابلة‬
‫للطعن أمام مجلس الدولة الذي يبدي أيضا بشأنها الرأي ليرفع فيما بعد للقنصل‬
‫العام و الذي إن شاء أضفى الطابع التنفيذي على رأي المجلس وإن شاء رفضه ‪.‬‬
‫وإذا كانت هذه المرحلة قد عرفت نواة القانون اإلداري ممثلة في مجلس الدولة‪،‬‬
‫إال أنّه ال يمكن الحديث عن وجود هذا القانون في هذه المرحلة بالذات لسببين ‪:‬‬

‫إن مجلس الدولة لم يكن صاحب القرار النهائي عند فصله في النزاع بل أن‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫قضاءه كان مقيدا أو معلقا على مصادقة رئيس الدولة‪ ،‬وبالتالي علّق قضاؤه على‬
‫مشيئة ورغبة السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫إن مجلس الدولة لم يعتمد أحكاما خاصة حال فصله في المنازعات إنّما طبق‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫القانون الخاص‪.‬‬
‫وتشد تسمية مجلس الدولة االنتباه من زاويتين ‪:‬‬
‫إن تسمية مجلس الدولة اعتمدت على غرار التسمية التي كانت سائدة قبل‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫الثورة و هي مجلس الملك (‪ )Conseil du Roi‬فكأنما المجلس أنشئ لمساعدة‬
‫السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫إن تسمية مجلس الدولة‪ ،‬أريد له في بداية األمر أن يكون بمثابة هيئة مشورة‬ ‫‪ّ -2‬‬
‫تلجأ إليها السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫وبخصوص حاالت رفض رئيس الدولة الفرنسية لمشاريع األحكام الصادرة‬
‫عن مجلس الدولة أشار الدكتور ثروت بدوي أنها لم تتعد ثالث حاالت طوال‬
‫وأن حاالت التعديل كانت في صالح المواطن المدعي ال‬ ‫القرن التاسع عشر‪ّ ،‬‬
‫اإلدارة‪ .‬وإن كان األستاذ المذكور أشار لصعوبة تحديد و حصر حاالت التعديل‬
‫بحكم الحريق الذي أتى على أرشيف مجلس الدولة الفرنسي ‪.1871‬‬

‫• المطلب الرابع ‪ :‬مرحلة القضاء المفوض ( تغيير الطبيعة القانونية لمجلس‬


‫الدولة )‪.‬‬
‫لم تدم المرحلة السابقة طويال إذ صدر في ‪ 24‬ماي ‪ 1872‬قانونا اعترف‬
‫لمجلس الدولة بصالحية الفصل في المنازعات اإلدارية دون حاجة إلى مصادقة‬
‫السلطة اإلدارية على قراراته‪ .‬ولم تعد األحكام تصدر باسم رئيس الدولة بل باسم‬
‫الشعب الفرنسي ومنذ ذلك التاريخ أصبح مجلس الدولة جهة قضائية عليا بأتم‬
‫معنى الكلمة حيث تم الفصل بين القضاء اإلداري و القضاء العادي‪ .‬ودرءا ألي‬
‫تنازع في مجال االختصاص قد يثور تم إنشاء محكمة تنازع تتولى الفصل في‬
‫المنازعات بشأن االختصاص الذي قد يحدث بين القضاء العادي و القضاء‬
‫اإلداري عند ابتداعه فكرة تمييز قواعد القانون اإلداري عن مجموع قواعد‬
‫القانون الخاص‪.‬‬
‫وقد نجح المجلس في تبرير هذه القواعد وتأسيس استقاللية القانون اإلداري‬
‫باعتباره القانون الذي يحكم المنازعات اإلدارية ‪ .‬ولقد أحدث نجاحه هذا تخوفا‬
‫لدى البعض من أن المجلس اغتصب الوظيفة التشريعية في فرنسا‪ .‬وقد نجح‬
‫المجلس في تبرير هذه القواعد وتأسيس استقاللية القانون اإلداري باعتباره‬
‫القانون الذي يحكم المنازعات اإلدارية ‪ .‬عند إقراره للقواعد تحت عنوان القضاء‬
‫اإلنشائي أو الدور اإلبداعي لمجلس الدولة وذلك بمناسبة فصله في القضايا‬
‫أن رغبة‬ ‫المعروضة عليه ‪ .‬ومن خالل هذا العرض التاريخي السريع يتبيّن لنا ّ‬
‫السلطة الفرنسية كانت واضحة في إبعاد القضاء العادي من أن يتولى النظر في‬
‫وإن إنشاء مجلس للدولة جاء‬ ‫منازعات اإلدارة حتى ال يعرقل نشاطها وأعمالها ‪ّ .‬‬
‫ليترجم بصدق ضرورة التفكير في قواعد استثنائية غير مألوفة في مجال روابط‬
‫أن مجلس الدولة ومن‬ ‫القانون الخاص تحكم نشاطات اإلدارة‪ .‬ولقد أثبتت التجربة ّ‬
‫خالل المنازعات المعروضة عليه عرف كيف يوازن بين مصلحة اإلدارة وحقوق‬
‫األفراد األمر الذي منحه ثقة المتقاضين و الشعب الفرنسي عامة ‪ .‬واقتنع مجلس‬
‫أن تطبيق قواعد القانون المدني على منازعات اإلدارة سيقف‬ ‫الدولة تمام االقتناع ّ‬
‫دون شك حائال دون قيامه بمهمته على أفضل وجه ويعرقل حسن سير المرافق‬
‫العامة‪ .‬ولو اعتمد مجلس الدولة على قواعد القانون الخاص وحده حال فصله في‬
‫المنازعات المعروضة عليه لما وصل القانون اإلداري إلى ما وصل إليه ولما‬
‫سس مجلس الدولة قراراته على روح القانون العام‬ ‫عرف ذاتيته واستقالليته ‪ .‬و أ ّ‬
‫أحيانا و على مقتضيات العدالة أحيانا أخرى و على حسن سير المرفق العام في‬
‫حاالت ثالثة ودأب مجلس الدولة على تقسيم أعمال السلطة التنفيذية إلى قسمين‪:‬‬
‫أعمال السيادة وأعمال اإلدارة العامة ‪ .‬فترك لإلدارة حرية واسعة في دائرة‬
‫وأقر عدم صالحيته في مراقبة هذا النوع من األعمال إن إلغاءا‬ ‫ّ‬ ‫األعمال األولى‪،‬‬
‫أو تعديال ‪ ،‬وقصر رقابته فقط على ما يسمى بأعمال اإلدارة العادية‪.‬‬
‫ويعود سر استبعاد مجلس الدولة الفصل في القضايا التي تتعلق بما اصطلح‬
‫أن لهذا النوع من األعمال وثيق الصلة‬ ‫عليه بأعمال السيادة من وجهة نظرنا ّ‬
‫بالسياسة العامة للدولة‪ ،‬بشكل عام مما سيكون لها ( أي األعمال) بالغ األثر على‬
‫أن التعرض لها بإلغاء‬ ‫مجريات الحياة االقتصادية و االجتماعية و السياسية ‪ .‬و ّ‬
‫من جانب المجلس الدولة من شأنه أن يفسد على السلطة التنفيذية ما رسمته من‬
‫خطط لذلك استبعدها المجلس من مجال رقابته ‪ .‬وأمام ما حققه المجلس من نجاح‬
‫كبير لم تجد الدول األوربية حرجا في التأثر بالنّمط القضائي الفرنسي و تخلت‬
‫عن نظام القضاء الموحد كبلجيكا و ايطاليا وامتد أيضا لتركيا و اليونان‪ .‬و‬
‫بدورها سارعت بعض البلدان العربية كمصر وتونس و المغرب و الجزائر لتبني‬
‫فلسفة القانون اإلداري واستيعاب فكرة القواعد االستثنائية وفصل جهة القضاء‬
‫اإلداري عن القضاء العادي ولو مرحليا وذات األمر حدث في كل من السنغال‬
‫وكوت ديفوار و الغابون‪ .‬وبهذا النجاح تع ّمقت مكانة مجلس الدولة سواء في‬
‫ضمير الشعب الفرنسي كحارس للحريات العامة و لحقوق اإلدارة حافظا‬
‫لمكانتها‪ ،‬مما دفعه إلى إقرار كثير من االمتيازات و السلطات و التي أصبحت‬
‫تشكل فيما بعد جزءا ال يتجزأ من القانون اإلداري ‪.‬‬
‫ّّهذا و يجدر التنبيه أن مجلس الدولة يتكون من هيئات إدارية وأخرى قضائية‪.‬‬
‫وقد عهد للقسم اإلداري بالمجلس وظيفة االستشارة و ينقسم بدوره إلى قسم‬
‫الشؤون االجتماعية‪ ،‬وت ّم إنشاء لجنة جديدة أطلق عليها اسم لجنة التقرير وأسند‬
‫إليها دور هام تمثل في إبداء الرأي حول مشروعات القوانين أو اللوائح المقترحة‬
‫الخاصة باإلصالح اإلدارة‪ .‬كما أسند إليها مهمة أخرى تتمثل في مراقبة تنفيذ‬
‫األحكام القضائية أما عن طريق العرائض التي يتقدم بها األفراد للقاضي اإلداري‬
‫عند امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام‪.‬‬
‫أ ّما الوظيفة القضائية للمجلس فتتمثل في صالحيته كمحكمة أول درجة‬
‫بالنظر في المنازعات المحددة على سبيل الحصر منها‪:‬‬

‫‪ -‬الطعون الخاصة بتجاوز السلطة أو دعاوى اإللغاء الموجهة ضد المراسيم‬


‫الالئحية أو الفردية‪.‬‬
‫‪ -‬المنازعات المتعلقة بالمراكز الفردية للموظفين المعنيين بمرسوم‪.‬‬
‫‪ -‬الطعون الموجهة ضد أعمال إدارية يتجاوز نطاق تطبيقها دائرة اختصاص‬
‫محكمة إدارية واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬كما ينظر المجلس في المنازعة اإلدارية باعتباره محكمة استئنافية بخصوص‬
‫الطعون المرفوعة ضد أحكام المحاكم اإلدارية اإلقليمية‪.‬‬

‫• المطلب الخامس‪ :‬محكمة التنازع وقرار بال نكو الشهير‪.‬‬


‫إن الحذر الذي راود كثيرا من رجال الفقه و اإلدارة في فرنسا لم يكن من‬ ‫ّ‬
‫القضاء العادي فقط‪ ،‬بل التخوف كان مركزا أكثر على القواعد القانون الخاص‪.‬‬
‫لذا فان تخصيص قضاء مستقل لإلدارة كان الهدف منه إحداث نواة لقانون متميز‬
‫يحكم نشاطها‪ .‬وكانت مهمته هذه في غاية من الصعوبة خاصة من ناحية تعليل‬
‫عدم صالحية قواعد القانون الخاص ألن تحكم بعض صور نشاط اإلدارة‪ .‬ولع ّل‬
‫النقلة النوعية و القرار التاريخي تجسد في قرار بال نكو الشهير‪ .‬ونظرا ألهميته‬
‫نسوق وقائعه و منطوقه ‪:‬‬
‫تعرضت بنت صغيرة تدعى إيجنز بال نكو لحادث تسببت فيه عربة تابعة‬
‫لوكالة التبغ الّتي كانت تنقل إنتاج هذه الوكالة من المصنع إلى المستودع‪ .‬قام ولي‬
‫البنت برفع دعوى لتعويض الضرر المادي الذي حصل ألبنته أمام المحكمة‬
‫العدلية أو القضاء العادي على أساس أحكام القانون المدني الفرنسي‪ .‬إالّ ّ‬
‫أن وكالة‬
‫وأن مجلس الدولة هو صاحب االختصاص‬ ‫أن النزاع يهم اإلدارة ّ‬ ‫التبغ اعتبرت ّ‬
‫لذلك طالبت بإيقاف النظر في الدعوى حتى تبت محكمة تنازع االختصاص في‬
‫هذا اإلشكال‪.‬‬
‫وحال عرض األمر عليها أجابت محكمة تنازع االختصاص بتاريخ ‪08‬‬
‫فبراير ‪ 1973‬بما يلي‪:‬‬
‫أن المسؤولية الّتي يمكن أن تتح ّملها الدولة بسبب األضرار التي يلحقها‬ ‫"حيث ّ‬
‫أعوان المرفق العام باألفراد ال يمكن أن تخضع لمبادئ القانون المدني الّتي‬
‫تضبط عالقة األفراد فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬حيث أن هذه المسؤولية ليست عامة أو مطلقة بل لها قواعدها التي تتغير حسب‬
‫مقتضيات المرفق العام وضرورة التوفيق بين مصلحة الدولة وحقوق األفراد‪.‬‬
‫‪ -‬وحيث أصبحت بالتالي السلطة اإلدارية وحدها المختصة بالنظر في هذا النزاع‬
‫وهو ما يجعل قرار رئيس المقاطعة في رفع القضية أمام المحكمة قرار صائبا‬
‫يستوجب إقراره "‪.‬‬
‫أن هذا القرار أحدث هزة ال مثيل‬ ‫و هكذا يتضح لنا بما ال يدع مجاال للشك ّ‬
‫لها بخصوص إثبات ذاتية القانون اإلداري على اعتبار أنّه مجموعة قواعد تحكم‬
‫اإلدارة العامة وتتضمن أحكاما استثنائية غير مألوفة في مجال روابط القانون‬
‫الخاص‪ .‬وإذا نحن أمعنا النظر في حيثيات هذا القرار و منطوقه نستنج ما يأتي‪:‬‬
‫أن هذا القرار أعلن عن وجود قواعد خاصة تحكم نشاط اإلدارة بقوله‪" :‬حيث‬ ‫‪ّ -1‬‬
‫أن المسؤولية التي يمكن أن تتح ّملها الدولة ال يمكن أن تخضع لقواعد القانون‬ ‫ّ‬
‫أن قواعد القانون المدني لم تعد تواكب نشاط‬ ‫المدني‪ ،"...‬ومنها (أي الحيثية) يفهم ّ‬
‫اإلدارة وال تليق بطبيعة عملها‪ .‬لذا وجب استبعادها لعدم صالحيتها وقصر‬
‫تطبيقها فقط على األفراد بحسب ما أشير إليه صراحة‪ .‬وحين يستبعد القانون‬
‫المدني يقتضي المنطق القانوني التفكير في قواعد بديلة أكثر مالئمة لطبيعة‬
‫النشاط اإلداري أصطلح على تسميتها فيما بعد بقواعد القانون اإلداري‪.‬‬
‫‪ -2‬أكد القرار على خضوع الدولة للمسؤولية فعدم خضوعها لقواعد القانون‬
‫المدني ال يعفيها من تحمل المسؤولية‪ .‬وفي هذا المسلك مخالفة للقناعة السائدة في‬
‫ذلك الوقت وهي عدم مسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها‪.‬‬
‫‪ -3‬أفصح هذا القرار عن المعيار المعتمد لمعرفة طبيعة المنازعة وهل يختص‬
‫بالفصل فيها القضاء اإلداري أم القضاء العادي وهذا المعيار أصطلح على تسميته‬
‫بمعيار المرفق العام‪ .‬فهو الّذي فرض مثل هذه القواعد الغير مألوفة في مجال‬
‫روابط القانون الخاص‪.‬‬
‫أن القواعد التي يخضع لها المرفق‬ ‫أقرت محكمة التنازع الفرنسية صراحة ّ‬ ‫‪ّ -4‬‬
‫العام غير مستقرة وثابتة بل إنها تتغير كلما فرضت مصلحة المرفق ذلك فهي إذن‬
‫في حركة مستمرة‪ .‬و إزالة لكل خوف لدى األفراد المتعاملين مع اإلدارة أعلنت‬
‫محكمة التنازع إن هذه القواعد الغير مألوفة ينبغي أن يراعي فيها التوفيق بين‬
‫مصلحة اإلدارة وحقوق األفراد‪.‬‬
‫إن هذا القرار التاريخي اعترف للقاضي اإلداري بتطبيق قواعد القانون‬ ‫‪ّ -5‬‬
‫اإلداري‪ .‬ولقد كان لهذا القرار بصمة واضحة ليس من ناحية إقرار مسؤولية‬
‫الدولة فحسب بل من ناحية تعريف القانون اإلداري و تحديد أسسه ورسم نطاقه‬
‫وواليته كما سنرى ذلك الحقا‪.‬‬
‫أن االزدواج القضائي أدى إلى االزدواج القانوني‪ ،‬أي‬ ‫ومن ذلك كله نستنتج ّ‬
‫وجود نوعين من القواعد القانونية‪ .‬أحدها قواعد القانون الخاص التي تحكم‬
‫كأصل عام منازعات أشخاص القانون الخاص‪ .‬وثانيهما قواعد القانون العام التي‬
‫تحكم المنازعات اإلدارية و تستمد كأساس مصدرها من القضاء نفسه‪ .‬ذلك ّ‬
‫أن‬
‫المشرع‪ ،‬ولم يصدرها في شكل منظومة‬ ‫ّ‬ ‫قواعد القانون اإلداري لم تنشأ بتدخل من‬
‫مقننة كالقانون المدني أو التجاري أو الجنائي‪ ،‬وإنما نشأت هذه القواعد تباعا‬
‫وعلى مدى مراحل طويلة على يد القضاء الفرنسي خاصة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تنظيم مجلس الدولة الفرنسي و اختصاص القضاء اإلداري ‪.8‬‬
‫يمثل مجلس الدولة في فرنسا قمة القضاء اإلداري فهو يعلو على المحاكم اإلدارية‬
‫سواء أكانت نوعية أم متخصصة‪ .‬ويمتاز أعضاء المجلس بمؤهالت عالية‬
‫ومتنوعة‪ ،‬ويرأس المجلس رئيس الوزراء أو الوزير األول وعند غيابه وزير‬
‫العدل يتم تقسيم العمل في المجلس بحيث يعمل األعضاء األصغر سنا على‬
‫تحضير القضايا والملفات بينما يتم اتخاذ القرارات النهائية من األعضاء األكبر‬
‫سنا‪ .‬ووفقا للمرسوم الصادر في ‪ 31‬يوليو ‪ 1945‬المعدل بالمرسوم في ‪30‬‬
‫سبتمبر ‪ 1953‬يتكون المجلس من األعضاء اآلتين ‪:‬‬
‫• المطلب األول ‪ :‬تنظيم مجلس الدولة الفرنسي‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المندوبون و النواب‬
‫المندوبون هم يشغلون أدنى درجات السلم اإلداري في المجلس ويتم تعيينهم‬
‫من بين خريجي المدرسة الوطنية لإلدارة الذين يقضون مدة سنتين تحت االختبار‬
‫يتم نقلهم إلي وظيفة أخرى في حالة عدم إثبات كفاءتهم في العمل‪ .‬ويقسمون إلي‬
‫درجتين الدرجة األولى توضع في السلم األول للجهاز اإلداري ويتم ترقيتهم إلي‬
‫الدرجة الثانية في حالة إثبات كفاءتهم ‪ ،‬وقد كانت الفكرة األساسية تقوم على‬
‫أساس اقتصار عمل المندوبين على التمرين والتدرب على عمل المجلس‪ ،‬أما اآلن‬
‫فإنهم يشاركون بشكل فاعل في دراسة وتحضير ملفات القضايا‪.‬‬
‫و النواب ويتم اختيار ثالثة أرباعهم من المندوبين من الدرجة األولى ويعين‬
‫الربع األخير منهم من الحكومة من خارج المجلس بشرط أن يتوفر فيهم أمران ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬بلوغ الثالثين من العمر على األقل ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬أن ال تقل خدمتهم داخل اإلدارة العمومية عن عشر سنوات ‪.‬‬
‫ويتولى النواب تقديم المطالعة بشأن موضوع النزاع ويختار من بينهم مفوضو‬
‫الحكومة الذين يعينون بمرسوم ويقومون بدراسة الدعاوى المطروحة أمام‬
‫المجلس من ناحية الوقائع والقانون ويتولون تكييفها واستخالص حكم القانون فيها‬
‫‪.‬‬
‫وهم ال يمثلون الحكومة كما توحي تسميتهم فهم يعبرون عن وجهة نظر القانون‬
‫التي يضمنونها في ما يمكن اعتباره مشروع حكم كان له في كثير من األحيان‬
‫دور مهم في تأسيس العديد من مبادئ القانون العام‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مستشارو الدولة في الخدمة العادية ‪:‬‬


‫ويتم اختيار ثلثيهم من بين النواب عن طريق ترقيتهم ويختار الثلث الباقي من‬
‫الحكومة بشرط بلوغهم سن الخامسة واألربعين ‪ .‬ويتولى هؤالء مناقشة القضايا‬
‫المعروضة على المجلس واتخاذ القرارات النهائيـة ويبلغ عددهم حاليا (‪)79‬‬
‫مستشارا ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬رؤساء األقسام و نائب رئيس المجلس ‪.‬‬
‫رؤساء األقسام يبلغ عددهم خمسة ويتولون إدارة العمل في أقسام المجلس‬
‫الخمسة وهي أربعة أقسام إدارية ( قسم المالية‪ ،‬قسم الداخلية ‪ ،‬قسم األشغال‬
‫العامة‪ ،‬القسم االجتماعي ) والقسم الخامس منها وهو القسم القضائي الذي يختص‬
‫بالفصل في المنازعات اإلدارية ‪.‬‬
‫ونائب رئيس المجلس هو الرئيس الفعلي للمجلس الن رئيس المجلس وهو‬
‫الوزير األول أو رئيـس الوزراء وفي حالة غيابه وزير العدل يقتصر عمله على‬
‫تولي رئاسة الجمعية العمومية للمجلس في المناسبات الرسمية ضمانا النتقال‬
‫مجلس الدولة عن السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫بجانب هؤالء األعضاء الدائمين هناك فئات تسهم في أعمال المجلس بشكل‬
‫عارض ومنهم مستشارو الدولة في الخدمة غير العادية الذين يتولون المشاركة‬
‫في بعض االختصاصات اإلدارية دون القضائية وهم من كبار الموظفين أو‬
‫المتقاعدين أو الشخصيات المعروفة تعينهم الحكومة لمدة أربع سنوات قابلة‬
‫للتجديد بشرط انقضاء سنتين على عملهم خارج المجلس ‪.‬‬
‫كذلك يملك الوزراء الحضور إلي المجلس والمشاركة في المناقشات باستثناء‬
‫القسم القضائي ومن حقهم أن يطلبوا من المجلس استدعاء أي شخص لإلدالء‬
‫برأيه في القضايا المعروضة ‪.‬‬
‫ويالحظ أن أعضاء مجلس الدولة ال يتمتعون بمبدأ عدم القابلية للعزل من‬
‫الناحية القانونية على أن الواقع الفعلي وتاريخ المجلس في مواجهة الحكومة يؤكد‬
‫وجـود هذه الحصانة بسبب المكانة الراسخة للمجلس في الضمير القانوني ال‬
‫يحرمها‪ ،‬وهي الضمانة التي مكنته من فرض استقالله عن الحكومة‪.‬‬

‫• المطلب الثاني ‪ :‬اختصاص القضاء اإلداري الفرنسي‪. 9‬‬


‫الفرع األول ‪ :‬اختصاصات مجلس الدولة ‪.‬‬
‫يمارس مجلس الدولة في فرنسا نوعين من االختصاصات ‪ :‬اختصاصات‬
‫استشارية وأخرى قضائية‪:‬‬
‫‪ –1‬االختصاصات االستشارية ‪ :‬الوظيفة األساسية لمجلس الدولة كانت استشارية‬
‫وما يزال المجلس يمارس هذه الوظيفة في مجالين المجال التشريعي والمجال‬
‫اإلداري ففي المجال التشريعي كان المجلس يشارك في تحضير القوانين وإعداد‬
‫مشروعاتها ‪ .‬وفي ذلك نصت المادة ‪ 39‬من الدستور الفرنسي لعام ‪ 1958‬على‬
‫وجوب إعداد مشروعات القوانين التي تقترحها الحكومة على البرلمان من مجلس‬
‫الدولة إال أن القوانين التي يقترحها البرلمان ال يستشار المجلس بشأنها‪ .‬أما في‬
‫المجال اإلداري فان المجلس يمارس اختصاصه االستشاري في ثالث حاالت ‪:‬‬
‫بصفة إجبارية إذ تلزم الحكومة باستشارته عند إصدارها للقرارات التنظيمية‬
‫وكذلك عند إصدارها للقرارات اإلدارية المعروفة باسم األوامر طبقا للفصل ‪38‬‬
‫من دستور ‪. 1958‬‬
‫وبصفة اختيارية في الحاالت األخرى بناء على رغبة الجهة طالبة المشورة ‪.‬‬
‫كذلك يجوز للمجلس أن يتدخل بنفسه إلبداء رأيه إلثارة انتباه السلطات العمومية‬
‫إلي اإلصالحات الواجب مراعاتها في المجاالت التشريعية والتنظيمية واإلدارية‬
‫التي يراها مطابقة للمصلحة العامة ‪ .‬وبصدور قانون عام ‪ 1963‬أصبح من‬
‫الواجب على المجلس أن يقـدم تقريرا سنويا للحكومة بشأن اإلصالحات التي‬
‫يراها ضرورية ‪.‬‬
‫‪ -2‬االختصاصات القضائية ‪ :‬إذا كان اإلفتاء هو الغرض األساس الذي أنشئ‬
‫مجلس الدولة من اجله فقد أضحى االختصاص القضائي يحتل الجانب المهم من‬
‫دوره ألن مجلس الدولة يمثل أعلى درجات القضاء اإلداري في فرنسا بوصفه‬
‫محكمة أول وأخر درجة ومحكمة استئناف أو محكمة نقض ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬مجلس الدولة كمحكمة أول وآخر درجة‬
‫قبل عام ‪ 1954‬كان مجلس الدولة يتمتع باختصاصات واسعة بوصفه محكمة أول‬
‫وآخر درجة ألنه يمثل الوالية العامة في مجال القضاء اإلداري ‪ ،‬إال انه بصدور‬
‫مرسوم ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1953‬الذي أصبح نافذا في يناير ‪ 1954‬أصبحت المحاكم‬
‫اإلدارية صاحبة الوالية العامة في نظر المنازعات اإلدارية وبسبب تراكم القضايا‬
‫المعروضة أمام المجلس وبغية اإلسراع في فض المنازعات أصبح اختصاص‬
‫المجلس كأول وآخر درجة محددا بالقضايا اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬الدعاوى المتعلقة بإلغاء القرارات التنظيمية والفردية الصادرة بشكل مراسيم‪،‬‬
‫وإلغاء قرارات الوزراء بسبب تجاوز السلطة ‪.‬‬
‫‪ -‬المنازعات المتعلقة بالموظفين المعينين بمراسيم‪ ،‬فيما يتعلق بوظائفهم ‪.‬‬
‫‪ -‬الدعاوى المرفوعة ضد القرارات اإلدارية التي يمتد نطاق تنفيذها إلي حدود‬
‫أكثر من محكمة إدارية واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬المنازعات اإلدارية التي تقع في مناطق ال تدخل في اختصاص محاكم إدارية ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬مجلس الدولة كمحكمة استئناف ‪.‬‬
‫يقوم المجلس بالنظر بصفته درجة ثانية في التقاضي في األحكام الصادرة من‬
‫المحاكم اإلدارية في المستعمرات ومحكمة المحاسبات‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬مجلس الدولة كمحكمة نقض ‪.‬‬
‫يمارس مجلس الدولة اختصاص محكمة نقض بالنسبة لألحكام الصادرة من‬
‫محاكم القضاء اإلداري التي ال يجوز استئناف أحكامها أمامه إال إذا نص القانون‬
‫على خالف ذلك‪.‬‬

‫• المطلب الثالث ‪ :‬المحاكم اإلدارية ‪.‬‬


‫أنشأت المحاكم اإلدارية في فرنسا بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1953‬وهي وريثة في‬
‫الواقع لمجالس اإلقليم التي أنشأت منذ ‪ 16‬فبراير ‪ 1800‬لتقديم االسـتشارات‬
‫والفتاوى إلي المحافظين ‪ .‬وكذلك كانت تمارس اختصاصا قضائيا فيما يتعلق‬
‫بالضرائب المباشرة واألشغال العامـة وبيع ممتلكات الدولة والمخالفات الخاصة‬
‫بالبناء والمنازعات الخاصة باالنتخابات اإلدارية المحلية‪ .‬إال انه وبموجب‬
‫المرسوم الصادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪ 1953‬أطلق على مجالس األقاليم اسم المحاكم‬
‫اإلدارية وتمتعت بالوالية العامة في المنازعات اإلدارية‪ ،‬وال يخرج من‬
‫اختصاصها إال الموضوعات التي حددها القانون وأناطها إلي جهات قضائية‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وتملك المحاكم اإلدارية باإلضافة إلي اختصاصها القضـائي اختصاصا استشاريا‬
‫يتمثل بإصدار المشورة في المسائل المعروضة عليها من اإلدارة في نطاق‬
‫الحدود اإلقليمية للمحكمة‪ ،‬وهو اختصاص ثانوي إذا ما قيس باختصاصها‬
‫القضائي‪ .‬ويترأس كل محكمة رئيس وله نائب أو نائبان وعدد من األعضاء‬
‫ويعين رؤساء المحاكم اإلدارية وأعضائها بواسطة مراسـيم بناء على اقتراحات‬
‫وزير الداخلية وموافقة وزير العدل ‪.‬‬
‫وتقبل األحكام الصادرة من المحاكم اإلدارية في المنازعات اإلدارية الطعن أمام‬
‫المحاكم االستئنافية أو أمام مجلس الدولة وفقا للقانون ‪.‬‬

‫• المطلب الرابع ‪ :‬المحاكم اإلدارية االستئنافية ‪.‬‬


‫ورغم إنشاء المحاكم اإلدارية سنة ‪ 1953‬واختصاصها بالفصل في اغلب‬
‫المنازعات اإلدارية‪ ،‬فان العبء الواقع على عاتق مجلس الدولة ظل ثقيال‪ ،‬إذ‬
‫تتراكم أمامه القضايا سواء باعتبارها محكمة أول درجة أو محكمة استئناف أو‬
‫محكمة نقض وهذا ما أدى إلي التأخير في نظر القضايا وإصدار األحكام بشأنها‬
‫ولهذا تدخل لمشرع الفرنسي في سنة ‪ 1987‬وإنشاء محاكم جديدة هي المحاكم‬
‫اإلدارية االستئنافية تتكون من خمس محاكم موزعة على أنحاء البالد لكي يطعن‬
‫أمامها في األحكام الصادر من المحاكم اإلدارية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مراحل تطور نظام القضاء اإلداري في الجزائر‪.10‬‬

‫• المطلب األول ‪ :‬المرحلة االستعمارية ‪. 1962-1830‬‬


‫لقد تطور وتغيير تشكيل و اختصاص التنظيمات و الهيئات المختصة بالنزاعات‬
‫اإلدارية خالل الفترة االستعمارية من ‪1830‬إلى ‪ 1962‬حسب تطورات األوضاع‬
‫في فرنسا والجزائر مع انحيازها و انقيادها لخدمة االستعمار على حساب العدل‬
‫وحقوق وحريات الجزائريين ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬مجلس اإلدارة ومجلس المنازعات ‪.‬‬


‫حاولت السلطات االستعمارية خالل هذه المرحلة وضع هيئات قضائية مختصة‬
‫في الفصل في النزاعات اإلدارية حيث وضع أول هيكل قضائي تحت تسمية‬
‫مجلس اإلدارة في سنة ‪1832‬وهيكل قضائي ثاني سمي مجلس المنازعات في‬
‫سنة ‪.1845‬‬
‫‪ -1‬مجلس اإلدارة ‪ :‬أنشئ مجلس اإلدارة سنة ‪1832‬مشكال من ممثلين للجهات‬
‫مختلفة كما حول له صالحيات متنوعة حيث يتكون هذا المجلس من كبار‬
‫المواطنين و المسئولين عن الجهات اإلدارية والمدنية والعسكرية والجهات‬
‫القضائية إذا أنه يتألف طبقا للنصوص الخاصة ‪ 1834‬تحت رئاسة الحاكم العام‬
‫بالجزائر بعد احتاللها من رئيس مجلس اإلدارة والناظر اإلداري والنائب العام‬
‫إضافة إلى مدير المالية والضرائب يليها ضباط العسكريين ‪.‬‬
‫و اختصاصاته يتميز اختصاص مجلس اإلدارة بطابعه المتنوع والمــــختلط حيث‬
‫كان يتمتع تبعا لطبيعة تكوينية بصالحيات إدارية وأخرى قضائية فبالنسبة‬
‫لالختصاص القضائي فكان مجلس اإلدارة يعتبر جهة استئناف من حيث النظر‬
‫في الطعون الموجهة ضد أحكام المحاكم العادية إلى غاية ‪ 1834‬كما كان يعتبر‬
‫قاضي أو آخر درجة حيث يفصل ابتدائيا ونهائيا في المنازعات اإلدارية‪،‬ذلك أن‬
‫مجلس الدولة الفرنسي في باريس كان دائما يرفض النظر في الطعون الموجهة‬
‫ضد قراراته كما يتجلى بصورة واضحة في قضية كابي سنة ‪. 1834‬‬
‫‪ -2‬مجلس المنازعات ‪ :‬أسس مجلس المنازعات بواسطة األمر الملكي المؤرخ‬
‫في ‪15‬أفريل لسنة ‪1845‬المتضمن أساسا إعادة تنظيم اإلدارة الجزائرية المركزية‬
‫والمقاطعات الجزائرية ‪.‬‬
‫ويمكن اعتبار هذا المجلس هيئة قضائية شبه مستقلة عن اإلدارة من حيث تشكيله‬
‫وصالحياته وخاصة من حيث بعض القرارات الصادرة عنه ‪ ،‬حيث يتشكل‬
‫ويتكون من رئيس وأربعة مستشارين ونائب عام وكاتب ضبط ‪.‬‬
‫و اختصاصاته كان المجلس يمارس االختصاصات الموكلة بصورة عامة لمجالس‬
‫العماالت أي الواليات في فرنسا آنذاك ومن ثم فقد كان المجلس يلعب دور‬
‫المستشار لإلدارة إلى جانب اختصاصه القضائي المتمثل في النظر في بعض‬
‫المنازعات المتعلقة بالضرائب واألشغال العامة مع إمكانية الطعن في قراراته‬
‫أمام مجلس الدولة في باريس وكانت القرارات في مجلس المنازعات وخاصة تلك‬
‫الناتجة عن النزاعات المتعلقة بالملكية‪،‬تعتبر بمثابة سندات ملكية قانونية وهي‬
‫قابلة لالستئناف أمام مجلس الدولة في فرنسا ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مجالس المديريات ومجالس العماالت‪.‬‬


‫‪ -1‬مجالس المديريات ‪ :‬تم إنشاء مجالس المديريات في سنة ‪1847‬في ثالث‬
‫مناطق من وهران ‪ -‬الجزائر‪-‬قسنطينة وهو يتشكل من رئيس للمجلس في بعض‬
‫المنازعات اإلدارية مثل المنازعات الخاصة بالضرائب ومنازعات الغابات وكل‬
‫ما يتعلق بالحقوق العمومية والمرافق العمومية للدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬مجالس العماالت والمحافظات ‪ :‬حيث تم في سنة ‪1848‬إنشاء ثالث مجالس‬
‫عماالت في كل من عمالة الجزائر‪ -‬وهران ‪ -‬قسنطينة مع مراعاة األوضاع‬
‫بالجزائر ومقتضيات وسياسات السلطة الفرنسية االستعمارية ويتشكل هذا المجلس‬
‫من نفس أعضاء مجلس المديرية السابق‪،‬فرغم التغيرات التي طرأت على تركبيه‬
‫البشرية في فترة وجوده إال أن الطابع الغالب هو هيمنة إدارة المحافظة عليه‪.‬‬
‫و اختصاصاته يتمتع مجلس العمالة بصالحيات متنوعة إذا يعتبر هيئة استشارية‬
‫حيــــث يجب على المحافظة أي الوالي أن يستشيره ويطلب رأيه في العديد من‬
‫المواضيع حسب المرسوم الصادر في ‪28‬أكتوبر ‪1858‬إذ كان مجلس عمالة‬
‫قسنطينة مثال يعطي حوالي ‪440‬رأيا سنويا من خالل الفترة من ‪1870‬إلى‬
‫‪1962‬كذلك يعتبر هيئة إدارية نظرا لكفاءتهم واختصاصاتهم فإن المحافظ أو‬
‫الوالي كان يكلف أعضاء المجلس بمهام ويفوض لهم صالحياته نظرا لشاسعة‬
‫العمالة وأتساعها‪ ،‬كما أنه يعتبر هيئة قضائية حيث تتمتع مجالس العمالت ببعض‬
‫الصالحيات القضائية حيث كانت تنظر في الطعون المتعلقة بالمنازعات االنتخابية‬
‫المحلية ومنازعات الطرق ومنازعات الضرائب المباشرة ومنازعات األشغال‬
‫العامة ‪ ،‬حيث أنها من هذه الناحية كانت تمثل قاضي اختصاص إذ أن الوالية‬
‫العامة بالمنازعات اإلدارية في هذه الفترة كانت لمجلس الدولة بباريس ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬المحاكم اإلدارية ‪.‬‬

‫تبعا إلصالح النظام القضائي في فرنسا ومستعمراتها أصدر المشرع الفرنسي‬


‫قانونا تحت رقم ‪ 611-53‬بتاريخ ‪ 11‬جويلية ‪ 1953‬وذلك لتحويل مجالس‬
‫العماالت السابقة القائمة في كل من الجزائر ووهران و قسنطينة إلى محاكم‬
‫إدارية حيث تتألف هذه األخيرة من رئيس وثالثة مستشارين يمارس أحدهم مهمة‬
‫مفوض الحكومة ‪ ،‬كما يتم اختيارهم من الطلبة خريجي المدرسة الوطنية لإلدارة‬
‫بعد تربص لدى قسم المنازعات لمجلس الدولة و نستنتج من هذا أن قانون واحد‬
‫نظم المحاكم اإلدارية سواء كانت في الجزائر أو في فرنسا تتشكل من أعضاء‬
‫مختصين في القانون و مستقلين عن اإلدارة‪.‬‬
‫واختصاصاتها إضافة لبعض االختصاصات االستشارية أصبحت المحاكم فــي‬
‫مجال االختصاص القضائي ‪ ،‬لها والية عامة في النظر في جميع المنازعات‬
‫اإلدارية داخل اختصاصها المحلي‪،‬ماعدا ما كان القانون تمنحه صراحة لمجلس‬
‫الدولة والذي كان يعتبر جهة استئناف ‪.‬‬
‫‪ -1‬االختصاص النوعي ‪ :‬بعدما كانت المجالس الوالئية هيئات قضائية ذات‬
‫الصالحيات المحدودة‪ ،‬فإن المحاكم اإلدارية أصبحت هيئات قضائية ذات الوالية‬
‫العامة أي مختصة في جميع النزاعات اإلدارية ما عدا تلك المخولة لمجلس الدولة‬
‫كذلك تختص في النظر في دعاوي تفسير وفحص مشروعية القرارات اإلدارية‬
‫التي تندرج في مجال اختصاصها‪.‬‬
‫‪ -2‬االختصاص اإلقليمي‪ :‬تضمنت عدة نصوص قانونية التقسيم اإلقليمي في‬
‫الجزائر وكذا االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية في هذا الموضوع وبذلك‬
‫أصبحت المحاكم اإلدارية ثالث في الجزائر ووهران و قسنطينة محاكم مابين‬
‫المحافظات وتم توزيع االختصاص اإلقليمي على المحاكم الثالث كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬االختصاص اإلقليمي للمحكمة اإلدارية بالجزائر يضم الواليات التالية ‪:‬‬
‫الجزائر‪ -‬األصنام‪ -‬المدية ‪-‬تيزي وزو ‪ -‬عنابة وجزء من الواحات‪.‬‬
‫‪ -‬االختصاص اإلقليمي للمحكمة اإلدارية بوهران يضم الواليات التالية‪ :‬وهران –‬
‫عنابة – مستغانم – تيارت ‪ -‬تلمسان – سعيدة ‪ -‬ساورة‪.‬‬
‫‪ -‬االختصاص اإلقليمي للمحكمة اإلدارية بقسنطينة يضم الواليات ‪ :‬قسنطينة –‬
‫باتنة – سطيف – عنابة – بجاية ‪ -‬والجزء الثاني من الواحات ‪.‬‬

‫• المطلب الثاني ‪ :‬مرحلة االستقالل ‪1996 . - 1962‬‬

‫لقد عرف التنظيم القضائي بالمنازعات اإلدارية عدة تطورات مند استقالل‬
‫الجزائر إلى حين صدور التعديل الدستوري ( دستور‪ ) 1996‬الذي أحدث نظاما‬
‫قضائيا مزدوجا بموجب المادة‪ 152‬منه ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬فترة المحاكم اإلدارية ( المرحلة االنتقالية من ‪.) 65-62‬‬

‫غداة استرجاع السيادة الوطنية سنة‪،1962‬وجدت الدولة الجزائرية نفسها أمام‬


‫مجموعة من العوائق ومخلفات االستعماري على جميع المستويات االجتماعية ‪-‬‬
‫االقتصادية والثقافية وكان عليها أن تختار بين أحد الطريقتين ‪ :‬إما أن تستمر في‬
‫تطبيق التشريع الفرنسي‪،‬أو أنتعيش مدة فراغ قانوني على جميع المستويات‪ .‬وقد‬
‫حسم القانون رقم‪ 153-62‬المؤرخ في ‪ 1962/12/31‬الموقف فقضى باستمرار‬
‫تطبيق التشريع الفرنسي إال ما كان يتنافى منه مع السيادة الوطنية كان يتعلق‬
‫األمر بالسياسة الداخلية والخارجية للدولة الجزائرية أو التفرقة العنصرية‪.‬‬
‫وقد يبرر المشرع هذا التمديد في ديباجة القانون المذكور بقوله ‪ " :‬إذا كانت‬
‫الظروف ال تسمح بإعطاء البالد تشريعا يتماشى مع احتياجاتها وطموحاتها فإنه‬
‫من غير المعقول تركها تسير بدون قانون‪.‬‬
‫لذلك كان من الضروري تمديد مفعول القانون القديم و استبعاد األحكام التي‬
‫تتنافى و السيادة الوطنية إلى أن يتم التمكن من وضع تشريع جديد" ومن هنا كان‬
‫الوضع سنة الحصول على االستقالل في غاية من التعقيد على جميع المستويات‬
‫واألصعدة االقتصادية و االجتماعية والقانونية ‪ ،‬مما فرض على سلطة اإلبقاء‬
‫مؤقتا على التشريع الفرنسي في حدود معينة ‪ ،‬ريثما يتم التفكير في إعداد تشريع‬
‫جديد يالئم ظروف المجتمع الجزائري وفلسفة الدولة المستقلة ‪.‬ليمارس مهمة‬
‫محكمة النقض بالنسبة للقضاء العادي ومجلس الدولة بالنسبة للمنازعات اإلدارية‬
‫وهو نفس ما حدث بالنسبة للدول المغاربية‪ .‬وإعماال بالقانون رقم ‪157-62‬‬
‫المذكور يتم االحتفاظ بالمحاكم اإلدارية الثالث الموجودة بالجزائر العاصمة و‬
‫قسنطينة ووهران‬
‫وعهد إليها الفصل في المنازعات اإلدارية بحكم قابل لالستئناف أمام المجلس‬
‫األعلى ‪ .‬وبذلك تحققت االزدواجية في النظام القضائي الجزائري بموجب هذا‬
‫القانون على مستوى أدنى درجات التقاضي ‪ .‬إذ فصل المشرع بين منازعات‬
‫القضاء العادي ومنازعات القضاء اإلداري ‪ ،‬فتفصل في النوع األول من القضايا‬
‫كل من المحاكم باعتبارها أول درجة من السلم القضائي ومحاكم االستئناف (‬
‫المجالس القضائية ) والمجلس األعلى باعتباره محكمة نقض حل محل محكمة‬
‫النقض الفرنسية‪.‬‬
‫أما المنازعات اإلدارية ‪ ،‬فتفصل فيها المحاكم اإلدارية الثالث كما قلنا بحكم قابل‬
‫للطعن أمام المجلس األعلى ‪ ،‬بذلك تحققت الوحدة في أعلى الهرم القضائي ولعل‬
‫هدف المشرع من اعتماد نظام وحدة القضاء على مستوى أعلى الهرم القضائي ‪،‬‬
‫يتمثل في تبسيط اإلجراءات وتشريع الفصل في القضايا وذلك التالقي مساوئ‬
‫االزدواجية التي تؤدي إلى تنازع االختصاص بين جهات القضاء العادي وجهات‬
‫القضاء اإلداري ‪ .‬والحقيقة أن هناك مبررات جمة دفعت المشرع لالحتفاظ‬
‫بالمحاكم اإلداريـة خاصة بالنظر في طبيعة المنازعات اإلدارية وما تستوجبه من‬
‫تأطير خاص ‪ ،‬فلم يعهد المشرع في بداية األمر إلى إلغاء المحاكم اإلدارية ألنه‬
‫لو فعل ذلك ألدى األمر إلى أن يعهد بالمنازعة اإلدارية إلى جهة القضاء العادي‬
‫وهذا أمر ينطوي على خطورة إذ قد يتأثر القاضي العادي على المنازعات‬
‫المعروضة عليه شبه صريحة لنظام االزدواجية وألحدث بدلك نظاما قضائيا‬
‫منسجما و متناسقا مع المحاكم اإلدارية الثالث التي تم اإلبقاء عليها‪ -.‬إجابة عن‬
‫هذا السؤال نقول إن إنشاء مجلس للدولة كان يتطلب تأطيرا خاصا وقضاة على‬
‫درجة كبير من الكفاءة و الخبرة وهو ما كانت تفتقد إليه الدولة بالعدد المطلوب‬
‫سنة ‪1962‬بحكم العودة‬
‫الجماعية للقضاة الفرنسيين لوطنهم لذا إضظر المشرع إلى االعتراف بالمجلس‬
‫األعلى بممارسة مهام مجلس الدولة الفرنسي أن هناك عامل آخر ينبغي أن‬
‫تصرف الهمة له وهو أن الدولة الجزائرية أرادت أن تكمل استقاللها السياسي‬
‫الذي تحقق في ‪05‬جويلية‪ 1962‬باستقالل قانوني وأن تثبت للعالم أجمع أنه‬
‫بإمكانها االستغناء عن النظام القانوني الفرنسي وتستبدله بتشريع متميز يالئم‬
‫فلسفة وظروف الدولة المستقلة ‪ .‬وكان إلزاما على المشرع لو أنشأ مجلسا للدولة‬
‫سنة ‪1963‬أن ينشئ معه محكـــــمة للتنازع ويعود إليها أمر الفصل في حاالت‬
‫تنازع االختصاص اإليجابي أو السلبي بين جهة القضاة العادي أو القضاء‬
‫اإلداري وإنشاء محكمة التنازع في سنة ‪1963‬وكان يتطلب وجود قضاة على‬
‫درجة عالية من الكفاءة و الخبرة الطويلة وهو ما كانت تشكو منه الدولة في تلك‬
‫الفترة لذلك تبنى المشرع نظام وحدة القضاء ولو بشكل متميز نظرا لبساطته‬
‫وألنه كان يواكب إمكانيات الدولة خاصة البشرية في ذلك‬
‫الوقت ‪ .‬و الجدير باإلشارة واستنادا لما أكدته لعض الدراسات المتخصصة أن‬
‫المحاكم اإلدارية الثــالث التي تم اإلبقاء عليها في الفترة االنتقالية شهدت خلال‬
‫كبيرا في أعمالها بسبب الهجرة الجماعية بقضاة‬
‫الفرنسيين وعدم إمكانية تعويضهم في تلك المرحلة حتى أن األمر أدى إلى تولي‬
‫رئيس المحكمة اإلدارية للجزائر رئاسة المحكمتين اإلداريتين في كل من قسنطينة‬
‫ووهران اللتين لم تشهدا نفس درجة النشاط والفصل في المنازعات كالمحكمة‬
‫اإلدارية للجزائر العاصمة‪ .‬متأثرا بالنظام الفرنسي فيما تعلن بالفصل بين‬
‫المنازعات ا|إلدارية والمنازعات العادية على مستوى البنية القاعدية إال أنه مع‬
‫ذلك يمكن وصف هذا النظام باالزدواجية بالمعنى الظني المتعارف عليه وهذا‬
‫بالنظر لجملة من األسباب منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬إن نظام االزدواجية يفرض إنشاء مجلس للدولة للفصل بين جهة القضاء‬
‫العادي وجهة القضاء اإلداري وهو األمر الذي لم يتحقق كما رأينا إذا تولى‬
‫المجلس األعلى مهمة الفصل في المنازعات العادية واإلدارية على حد سواء‪.‬‬
‫‪ -2‬إن نظام ازدواجية القضاء يفرض إنشاء محكمة للتنازع وهو أمر لم يتحقق‬
‫في نظام القضاء الجزائري في الفترة من ‪1962‬إلى ‪1965‬وبالتالي إن ازدواجية‬
‫القضاء في الجزائر وإن بدت مالمحها في اإلبقاء على ثالث محاكم إدارية إال أن‬
‫هدا اإلبقاء فرضته ظروف تاريخية ولم يكن نتيجة قناعة من المشرع بتميز هذا‬
‫النظام عن غيره ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬فترة الغرفة اإلدارية مابين ‪199811. - 1965‬‬

‫إن التعرض لنظام الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية أمر ضروري بهذا الصدد‬
‫لعالقته بنظام المحاكم اإلدارية ذلك أن المادة ‪ 08‬من القانون ‪02-98‬المتعلق‬
‫بالمحاكم اإلدارية و تنص على ما يلي ‪ " :‬بصفة انتقالية وفي انتظار تنصيب‬
‫المحاكم اإلدارية المختصة إقليميا تبقى الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية وكذا‬
‫الغرف اإلدارية الجهوية مختصة بالنظر في القضايا التي تعرض عليها‬
‫طبقا للقانون اإلجراءات المدنية القديم "‬

‫* كيف تطور نظام الغرفة اإلدارية ؟ وما هي األشكال التي اتخذتها تلك الغرفة ؟‬

‫‪ -1‬التطور ‪:‬بعد إلغاء المحاكم اإلدارية الثالث الموروثة عن االستعمار بموجــب‬


‫األمر ‪ 278-65‬الــمؤرخ في ‪1965/11/16‬المتضمن التنظيم القضائي تم نقل‬
‫اختصاصاتها إلى المجالس القضائية من خالل الغرف اإلدارية التي أقيمت بها‬
‫إلى جانب الغرف األخرى وهو ما أكده الحقا األمر‬
‫رقم‪154-66‬المؤرخ في ‪ 08‬جوان‪1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫القديم‪.‬‬
‫لقد مر تطور نظام الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية بالمراحل التالية ‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬من ‪ 1986-1965‬بعد إلغاء المحاكم اإلدارية الموروثة عن‬
‫النظام االستعماري ثم إحداث ‪ 03‬غرف إدارية خلفا لها بالمجالس القضائية بكل‬
‫من الجزائر‪ -‬وهران ‪ -‬قسنطينة‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬من‪ 1990-1986‬أمام ازدياد المنازعات اإلدارية تم رفع عدد‬
‫الغرف اإلدارية إلى ‪20‬غرفة بموجب المرسوم رقم‪ 107-80‬المؤرخ في‬
‫‪ 1986/04/29‬الذي أضاف ‪ 17‬غرفة إدارية‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬من ‪1998-1990‬حيث تم غرفة إدارية بكل مجلس من المجالس‬
‫القضائية الـــواحدة والثالثين الموجودة ‪ -‬حينئذ‪ -‬عبر التراب الوطني مع إضافة‬
‫غرف أخرى كما تم إحداث مجلس قضائي جديد‪ .‬مع اإلشارة هنا أن تأسيس‬
‫مجلس الدولة ومباشرة مهــــامه فعليا بعد ‪ 1998‬أدى إلى زوال الغرفة اإلدارية‬
‫بالمحكمة العليا بينما بقيت الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية قائمة وتمارس‬
‫اختصاصات المحاكم اإلدارية بموجب القانون‪ 02-98‬إلى أن تنصب تلك المحاكم‬
‫فعليا‪.‬‬

‫‪ -2‬األشكال ‪:‬‬

‫لقد أخذت الغرفة اإلدارية في الواقع ثالثة أشكال هي ‪:‬‬


‫‪ -‬الغرفة اإلدارية بالمحكمة العليا ‪ :‬وهي الغرفة التي كانت قائمة ( بالمجلس‬
‫األعلى ) أي المحكمة العليا خالل فترة وحدة القضاء من‪ 1965‬إلى ‪1998‬تاريخ‬
‫تأسيس مجلس الدولة بموجب القانون العضوي ‪ 01-98‬السابق‪ .‬لقد كانت هذه‬
‫الغرفة تحتكر كامل قضاء ا|إللغاء إلى حين صدور القانون رقم‪ 23-90‬المعدل‬
‫والمتمم لقانون اإلجراءات المدنية الذي قام بتوزيع الطعون باإللغاء بين الغرفة‬
‫اإلدارية بالمحكمة العليا والغرف الجهوية والغرف اإلدارية بالمجالس القضائية‬
‫بموجب تعديله‬
‫للمادة‪ 07‬قانون اإلجراءات المدنية ‪.‬‬
‫‪ -‬الغرف اإلدارية الجهوية ‪ :‬وهي الغرف اإلدارية القائمة بالمجالس القضائية‬
‫التالية‪ :‬الجزائر‪ -‬وهران – قسنطينة – بشار ‪ -‬ورقلة ‪ ،‬حينما تختص بالنظر في‬
‫الطعون باإللغاء أو بتفسير أو مدى شرعية القرارات الصادرة عن الواليات وفقا‬
‫للمادة‪ 07‬من قانون اإلجراءات المدنية المعدل والمتمم حسب اختصاصها المحلي‬
‫وعلى كل فإن هذا النوع من الغرف كان قد أستند في وجوده إلى اعتبار مفاده‬
‫استبعاد تأثير اإلدارة ( الوالة ) على القضاة وهو األمر الذي " ليس له أي مبرر‬
‫قانوني أو منطقي وما هو إال تعقيد لإلجراءات أمام القضاء اإلداري "‪.‬‬
‫‪ -‬الغرفة اإلدارية بالمجلس القضائي ‪:‬يتوفر كل مجلس فضائي على غرفة إدارية‬
‫إلى جانب الغرف األخـرى بموجب القانون رقم ‪ 13-84‬المؤرخ في‬
‫‪ . 1984/06/23‬المتضمن التقسيم القضائي‪ .‬وهذا طبقا لقانون اإلجراءات المدنية‬
‫الساري المفعول إلى حد اآلن فإن الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية ( أو ما‬
‫يسمى الغرف المحلية ) كما هو الحال بالنسبة للمحاكم اإلدارية في فرنسا وهي‬
‫صاحبة الوالية العامة أو قاضي القانون العام في المنازعات اإلدارية طبقا للمادة‬
‫منه إال أن االستثناءات الواردة على ذلك بموجب المادة‪ 07‬مكرر من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية أو بموجب قوانين أخرى ‪.‬‬

‫الخاتمة ‪.‬‬

‫إن القانون اإلداري بالمفهوم الفني الضيق لم يبرز للوجود إال في فرنسا وعقب‬
‫مراحل أساسية يمكن حصرها في األتي ‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة عدم مسؤولية الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة اإلدارة القاضية ‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة القضاء المقيد أو المحجوز ‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة القضاء المفوض ( تغيير الطبيعة القانونية لمجلس الدولة ) ‪.‬‬
‫‪ -‬محكمة التنازع و قرار بال نكو الشهير ‪.‬‬
‫و من خالل بحثنا تبين لنا الدور الفاعل للقضاء في بروز القانون اإلداري حتى‬
‫أعتبر بأنه قضائي األصل و المنشأ ‪.‬‬
‫و بحكم أن الجزائر مستعمرة فرنسية رئينا كيف أثر القانون اإلداري الفرنسي‬
‫على نظيره الجزائري في مرحلة ‪ ، 1962 -1830‬حيث أبقى المشرع الجزائري‬
‫الحال على ما هو عليه باستثناء القوانين التي تمس السيادة الوطنية ‪ ،‬و مع تطور‬
‫الحياة االجتماعية و االقتصادية و السياسية للدولة الجزائرية ‪ ،‬أخذ القانون‬
‫اإلداري الجزائري منحى مراعاة الظروف و الفلسفة الخاصة بالمجتمع الجزائري‬
‫‪.‬‬

‫المراجع‪.‬‬
‫• الكتب ‪.‬‬
‫‪ -1‬أ ‪ .‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للتوزيع‬
‫و النشر ‪. 2006 ،‬‬
‫‪ -2‬أ ‪ .‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬أجهزة و مؤسسات النظام القضائي الجزائري ‪ ( ،‬د م‬
‫ج ) ‪ ،‬ط ‪. 2006 ، 1‬‬
‫‪ -3‬الدكتور عياض بن عاشور‪ ،‬القضاء اإلداري وفقه المرافعات اإلدارية الطبعة‬
‫الثالثة مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪2006 ،‬‬
‫‪ -4‬أ‪.‬د عمار بوضياف ‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر ‪ ،‬الجسور للنشر و التوزيع‬
‫‪. 2004 ،‬‬
‫‪ -5‬د‪ .‬مسعود شيهوب ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫طبعة ‪. 1999‬‬
‫‪ -6‬البشير التكاري‪ ،‬مؤسسات إدارية وقانون إداري‪ ،‬كلية الحقوق جامعة تونس‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫‪ -7‬الدكتور لعشب محفوظ‪ ،‬المسؤولية في القانون اإلداري‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية ‪.1994‬‬
‫‪ -8‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار‬
‫الجامعية ‪.1993 ،‬‬
‫‪ -9‬الدكتورعمارعوابدي ‪ ،‬األساس القانوني لمسؤولية اإلدارة عن أعمال‬
‫موظفيها‪،‬الجزائر الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ‪. 1982 ،‬‬
‫‪ -10‬د‪ .‬سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي ‪ ،‬القاهرة ‪. 1976‬‬
‫• المحاضرات ‪.‬‬
‫‪ -1‬من محاضرات األستاذ الدكتور عمار بوضياف ‪ ،‬مدخل لدراسة القانون‬
‫اإلداري ‪ ،‬األكاديمية العربية المفتوحة ‪ ،‬الدنمارك ‪.‬‬
‫الهوامش‪.‬‬
‫‪ 1‬الدكتور عمار عوابدي ‪ ،‬األساس القانوني لمسؤولية اإلدارة عن أعمال‬
‫موظفيها ‪ ،‬الجزائر الشركة الوطنية للنشر و التوزيع – ‪ ،1982‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 2‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا القضاء اإلداري ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬
‫‪ 1993‬ص‪. 72‬‬
‫‪ 3‬أنظر الدكتور عياض بن عاشور‪ ،‬القضاء اإلداري وفقه المرافعات اإلدارية‬
‫الطبعة الثالثة مركز النشر الجامعي‪ ،‬تونس‪ ،2006 ،‬ص ‪ 36‬وما بعدها‬
‫‪ 4‬أنظر الدكتور عياض بن عاشور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 5‬الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا القضاء اإلداري ‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬
‫‪. 1993‬‬
‫‪ 6‬البشير التكاري‪ ،‬مؤسسات إدارية وقانون إداري‪ ،‬كلية الحقوق جامعة تونس‪،‬‬
‫‪ ،1995‬ص‪.21‬‬
‫‪ 7‬خاصة وأنه جسد مسؤولية الدولة‪ .‬راجع‪ :‬الدكتور لعشب محفوظ‪ ،‬المسؤولية‬
‫في القانون اإلداري‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،1994‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 8‬من محاضرات األستاذ الدكتور عمار بوضياف ‪ ،‬مدخل لدراسة القانون‬
‫اإلداري ‪ ،‬األكاديمية العربية المفتوحة ‪ ،‬الدنمارك ‪.‬‬
‫‪ 9‬د‪ .‬سليمان محمد الطماوي ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬الكتاب األول ‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 1976‬ص ‪ 52‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪ 10‬أ‪.‬د عمار بوضياف ‪ ،‬القضاء اإلداري في الجزائر ‪ ،‬الجسور للنشر و التوزيع‬
‫‪ ، 2004 ،‬ص ‪ 42‬و ما بعدها ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬
‫أ ‪ .‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للتوزيع و‬
‫النشر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪ 18‬و ما بعدها ‪ ،‬بتصرف ‪.‬‬
‫‪ 11‬د‪ .‬مسعود شيهوب ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ‪ ،‬الجزء األول ‪،‬‬
‫طبعة ‪. 1999‬‬
‫أ ‪ .‬عبد العزيز سعد ‪ ،‬أجهزة و مؤسسات النظام القضائي الجزائري ‪ ( ،‬د م ج )‬
‫‪ ،‬ط ‪ ، 2006 ، 1‬ص ‪ 12‬و ما بعدها ‪.‬‬

You might also like