Professional Documents
Culture Documents
مراحل تطور القانون الإداري
مراحل تطور القانون الإداري
خطة البحث
المقدمة .
المبحث األول :مراحل تطور القانون اإلداري.
المطلب األول :مرحلة عدم مسؤولية الدولة.
المطلب الثاني :مرحلة اإلدارة القاضية .
المطلب الثالث :مرحلة القضاء المقيّد أو المحجوز.
المطلب الرابع :مرحلة القضاء المفوض ( تغيير الطبيعة القانونية لمجلس الدولة
).
المطلب الخامس :محكمة التنازع وقرار بال نكو الشهير.
المبحث الثاني :تنظيم مجلس الدولة الفرنسي و اختصاص القضاء اإلداري.
المطلب األول :تنظيم مجلس الدولة .
الفرع األول :المندوبون و النواب.
الفرع الثاني :مستشارو الدولة في الخدمة العادية .
الفرع الثالث :رؤساء األقسام و نائب رئيس المجلس.
المطلب الثاني :اختصاص القضاء اإلداري الفرنسي.
الفرع األول :اختصاصات مجلس الدولة .
الفرع الثاني :مجلس الدولة كمحكمة أول و آخر درجة.
الفرع الثالث :مجلس الدولة كمحكمة استئناف .
الفرع الرابع :مجلس الدولة كمحكمة نقض .
المطلب الثالث :المحاكم اإلدارية.
المطلب الرابع :المحاكم اإلدارية االستئنافية
المبحث الثالث :مراحل تطور نظام القضاء اإلداري في الجزائر.
المطلب األول :المرحلة اإلستعمارية.1962-1830
الفرع األول :مجلس اإلدارة ومجلس المنازعات .
الفرع الثاني :مجالس المديريات ومجالس العماالت .
الفرع الثالث :المحاكم اإلدارية .
المطلب الثاني :مرحلة االستقالل 1996. - 1962
الفرع األول :فترة المحاكم اإلدارية ( المرحلة االنتقالية من .( 65 -62
الفرع الثاني :فترة الغرفة اإلدارية ما بين 1998. - 1965
الخاتمة.
المراجع.
الهوامش.
المقدمة .
كانت كل السلطات للحكم قبل الثورة الفرنسية مركزة في يد الملك ،حيث ساد
نظام الملكية المطلقة ,ولم تكن الدولة تخضع للمساءلة أو الرقابة أمام القضاء
بواسطة دعاوى األفراد ,وهي إن تعاملت مع األفراد خضعت معامالتها للقانون
المدني .
وفي هذه الفترة كانت توجد محاكم قضائية تدعى البرلمانات ،أنشئت لتكون ممثلة
للملك في وظائفه القضائية ,وكانت الدعاوى تستأنف أمامها ما لم يسند الملك ذلك
االختصاص إلى جهة أخرى ,كما وجدت محاكم مختصة ببعض المنازعات
اإلدارية .
وقد كانت البرلمانات تمارس سيطرة رجعية على اإلدارة وتتدخل في شؤونها
وتعارض وتعرقل كل حركة إصالحية ،مما جعل رجال الثورة الفرنسية يعمدون
إلى منع المحاكم القضائية القائمة في ذلك الوقت من الفصل في المنازعات
اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية ,من خالل تبنيهم
لمبدأ الفصل بين السلطات .و نتيجة لهذا التجاذب و التطور تظهر بتفصيل أكثر
من خالل بحثنا في المراحل التي مر بها تطور القانون اإلداري الفرنسي بوصفها
منشأه و مكان وجوده .
و كذلك الوقوف على دور القضاء اإلداري ،و نحاول استكشاف مدى تأثر
القانون اإلداري الجزائري بنظيره الفرنسي ،من خالل أربعة مباحث :المبحث
األول :مراحل تطور القانون اإلداري.
المبحث الثاني :تنظيم مجلس الدولة الفرنسي.
المبحث الثالث :اختصاص القضاء اإلداري الفرنسي.
المبحث الرابع :تأثر القانون اإلداري الجزائري بنظيره الفرنسي.
المبحث األول :مراحل تطور القانون اإلداري .
• المطلب األول :مرحلة عدم مسؤولية الدولة.
أن القانون اإلداري ظهر في فرنسا وهو مرتبط أجمعت مختلف الدراسات ّ
بتاريخها ونظام الحكم فيها .فقبل الثورة الفرنسية 1789تمتع الملوك بسلطات
مطلقة في تسيير شؤون الدولة انطالقا من فكرة أنهم امتداد إلرادة هللا وأنهم ظ ّل
يتصور خضوعه ألي شكل من ّ هللا فوق األرض .فالعدالة مصدرها الملك و ال
أشكال الرقابة و حتى القضائية منها.
و ال شك أن تصورا من هذا القبيل لمن شأنه أن يخلع كل قيد يحيط باإلدارة
في تصرفاتها .وهو ما يترتب عليه المساس بحقوق األفراد خاصة بعد انشغال
طبقة البرجوازية ورجال الدين في جمع الثروة مما زاد الوضع سوءا وهو ما دفع
الفالسفة ورجال الفكر و الفقهاء إلى دق ناقوس الخطر فطالبوا الشعب أن يلتف
حولهم ما أدى في النهاية إلى انفجار الثورة.
وكان الملك في المرحلة السابقة للثورة الفرنسية يقوم بنفسه بتوزيع
ي منازعة من القضاء االختصاص بين المحاكم المختلفة و يملك حق سحب أ ّ
ليتكفل هو بالفصل فيها أو يعهد بها إلى غيره ،كما تمتع الملك بسلطة واسعة إزاء
فحق له أمر وقفها أو ممارسة حق العفو.ّ األحكام
-1إن عدم خضوع اإلدارة أمام القضاء يعني أن المحاكم قد تكون في وضعية
إنكار العدالة فهي حين يقصدها المتقاضون نتيجة عمل قامت به اإلدارة أو تسبب
فيه أحد أعوانها تضطر وتطبيقا لقانون 1790إلى التصريح برفض الدعوى لعدم
االختصاص أيا كان الضرر الناتج عن هذا العمل وأيا كانت خروقاته وتجاوزاته.
أن مبدأ الفصل بين السلطات يفرض -2لقد تناسى المدافعون عن القانون ّ 1790
تمكين السلطة القضائية من مراقبة أعمال السلطة التنفيذية وهذا ما أكده مونتسيكو
نفسه في كتابه روح القوانين بقوله " :كل شخص بين يديه سلطة مدعو إلى أن
يستبد بها فال بد إذن حتى تنظم األشياء بكيفية تجعل كل سلطة تمنع تجاوزات
السلطة األخرى " .وال مفر من االعتراف لجهاز القضاء بمراقبة أعمال اإلدارة
وهذا تطبيقا لمبدأ المشروعية ،وصونا للحقوق األساسية و الحريات العامة ،ومنعا
أن هذه المرحلة من مراحل تطور لإلدارة من كل عمل يطبع بالتعسف .و تبقى ّ
القانون اإلداري تتميز عن غيرها وسابقتها .ففي المرحلة األولى لم تكن الدولة
ومن ث ّم اإلدارة تسأل عن أعمال موظفيها .أما في ظل المرحلة الجديدة (اإلدارة
القاضية) صار باإلمكان مساءلة الدولة عن أعمال موظفيها لكن أمام اإلدارة
نفسها.
إن مجلس الدولة لم يكن صاحب القرار النهائي عند فصله في النزاع بل أن ّ -1
قضاءه كان مقيدا أو معلقا على مصادقة رئيس الدولة ،وبالتالي علّق قضاؤه على
مشيئة ورغبة السلطة التنفيذية.
إن مجلس الدولة لم يعتمد أحكاما خاصة حال فصله في المنازعات إنّما طبق ّ -2
القانون الخاص.
وتشد تسمية مجلس الدولة االنتباه من زاويتين :
إن تسمية مجلس الدولة اعتمدت على غرار التسمية التي كانت سائدة قبل ّ -1
الثورة و هي مجلس الملك ( )Conseil du Roiفكأنما المجلس أنشئ لمساعدة
السلطة التنفيذية.
إن تسمية مجلس الدولة ،أريد له في بداية األمر أن يكون بمثابة هيئة مشورة ّ -2
تلجأ إليها السلطة التنفيذية.
وبخصوص حاالت رفض رئيس الدولة الفرنسية لمشاريع األحكام الصادرة
عن مجلس الدولة أشار الدكتور ثروت بدوي أنها لم تتعد ثالث حاالت طوال
وأن حاالت التعديل كانت في صالح المواطن المدعي ال القرن التاسع عشرّ ،
اإلدارة .وإن كان األستاذ المذكور أشار لصعوبة تحديد و حصر حاالت التعديل
بحكم الحريق الذي أتى على أرشيف مجلس الدولة الفرنسي .1871
المبحث الثاني :تنظيم مجلس الدولة الفرنسي و اختصاص القضاء اإلداري .8
يمثل مجلس الدولة في فرنسا قمة القضاء اإلداري فهو يعلو على المحاكم اإلدارية
سواء أكانت نوعية أم متخصصة .ويمتاز أعضاء المجلس بمؤهالت عالية
ومتنوعة ،ويرأس المجلس رئيس الوزراء أو الوزير األول وعند غيابه وزير
العدل يتم تقسيم العمل في المجلس بحيث يعمل األعضاء األصغر سنا على
تحضير القضايا والملفات بينما يتم اتخاذ القرارات النهائية من األعضاء األكبر
سنا .ووفقا للمرسوم الصادر في 31يوليو 1945المعدل بالمرسوم في 30
سبتمبر 1953يتكون المجلس من األعضاء اآلتين :
• المطلب األول :تنظيم مجلس الدولة الفرنسي.
الفرع األول :المندوبون و النواب
المندوبون هم يشغلون أدنى درجات السلم اإلداري في المجلس ويتم تعيينهم
من بين خريجي المدرسة الوطنية لإلدارة الذين يقضون مدة سنتين تحت االختبار
يتم نقلهم إلي وظيفة أخرى في حالة عدم إثبات كفاءتهم في العمل .ويقسمون إلي
درجتين الدرجة األولى توضع في السلم األول للجهاز اإلداري ويتم ترقيتهم إلي
الدرجة الثانية في حالة إثبات كفاءتهم ،وقد كانت الفكرة األساسية تقوم على
أساس اقتصار عمل المندوبين على التمرين والتدرب على عمل المجلس ،أما اآلن
فإنهم يشاركون بشكل فاعل في دراسة وتحضير ملفات القضايا.
و النواب ويتم اختيار ثالثة أرباعهم من المندوبين من الدرجة األولى ويعين
الربع األخير منهم من الحكومة من خارج المجلس بشرط أن يتوفر فيهم أمران :
األول :بلوغ الثالثين من العمر على األقل .
الثاني :أن ال تقل خدمتهم داخل اإلدارة العمومية عن عشر سنوات .
ويتولى النواب تقديم المطالعة بشأن موضوع النزاع ويختار من بينهم مفوضو
الحكومة الذين يعينون بمرسوم ويقومون بدراسة الدعاوى المطروحة أمام
المجلس من ناحية الوقائع والقانون ويتولون تكييفها واستخالص حكم القانون فيها
.
وهم ال يمثلون الحكومة كما توحي تسميتهم فهم يعبرون عن وجهة نظر القانون
التي يضمنونها في ما يمكن اعتباره مشروع حكم كان له في كثير من األحيان
دور مهم في تأسيس العديد من مبادئ القانون العام.
لقد عرف التنظيم القضائي بالمنازعات اإلدارية عدة تطورات مند استقالل
الجزائر إلى حين صدور التعديل الدستوري ( دستور ) 1996الذي أحدث نظاما
قضائيا مزدوجا بموجب المادة 152منه .
إن التعرض لنظام الغرفة اإلدارية بالمجالس القضائية أمر ضروري بهذا الصدد
لعالقته بنظام المحاكم اإلدارية ذلك أن المادة 08من القانون 02-98المتعلق
بالمحاكم اإلدارية و تنص على ما يلي " :بصفة انتقالية وفي انتظار تنصيب
المحاكم اإلدارية المختصة إقليميا تبقى الغرف اإلدارية بالمجالس القضائية وكذا
الغرف اإلدارية الجهوية مختصة بالنظر في القضايا التي تعرض عليها
طبقا للقانون اإلجراءات المدنية القديم "
* كيف تطور نظام الغرفة اإلدارية ؟ وما هي األشكال التي اتخذتها تلك الغرفة ؟
-2األشكال :
الخاتمة .
إن القانون اإلداري بالمفهوم الفني الضيق لم يبرز للوجود إال في فرنسا وعقب
مراحل أساسية يمكن حصرها في األتي :
-مرحلة عدم مسؤولية الدولة .
-مرحلة اإلدارة القاضية .
-مرحلة القضاء المقيد أو المحجوز .
-مرحلة القضاء المفوض ( تغيير الطبيعة القانونية لمجلس الدولة ) .
-محكمة التنازع و قرار بال نكو الشهير .
و من خالل بحثنا تبين لنا الدور الفاعل للقضاء في بروز القانون اإلداري حتى
أعتبر بأنه قضائي األصل و المنشأ .
و بحكم أن الجزائر مستعمرة فرنسية رئينا كيف أثر القانون اإلداري الفرنسي
على نظيره الجزائري في مرحلة ، 1962 -1830حيث أبقى المشرع الجزائري
الحال على ما هو عليه باستثناء القوانين التي تمس السيادة الوطنية ،و مع تطور
الحياة االجتماعية و االقتصادية و السياسية للدولة الجزائرية ،أخذ القانون
اإلداري الجزائري منحى مراعاة الظروف و الفلسفة الخاصة بالمجتمع الجزائري
.
المراجع.
• الكتب .
-1أ .محمد الصغير بعلي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للتوزيع
و النشر . 2006 ،
-2أ .عبد العزيز سعد ،أجهزة و مؤسسات النظام القضائي الجزائري ( ،د م
ج ) ،ط . 2006 ، 1
-3الدكتور عياض بن عاشور ،القضاء اإلداري وفقه المرافعات اإلدارية الطبعة
الثالثة مركز النشر الجامعي ،تونس2006 ،
-4أ.د عمار بوضياف ،القضاء اإلداري في الجزائر ،الجسور للنشر و التوزيع
. 2004 ،
-5د .مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،الجزء األول ،
طبعة . 1999
-6البشير التكاري ،مؤسسات إدارية وقانون إداري ،كلية الحقوق جامعة تونس،
.1995
-7الدكتور لعشب محفوظ ،المسؤولية في القانون اإلداري ،الجزائر ،ديوان
المطبوعات الجامعية .1994
-8الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا ،القضاء اإلداري ،بيروت ،الدار
الجامعية .1993 ،
-9الدكتورعمارعوابدي ،األساس القانوني لمسؤولية اإلدارة عن أعمال
موظفيها،الجزائر الشركة الوطنية للنشر والتوزيع . 1982 ،
-10د .سليمان محمد الطماوي ،القضاء اإلداري ،الكتاب األول ،دار الفكر
العربي ،القاهرة . 1976
• المحاضرات .
-1من محاضرات األستاذ الدكتور عمار بوضياف ،مدخل لدراسة القانون
اإلداري ،األكاديمية العربية المفتوحة ،الدنمارك .
الهوامش.
1الدكتور عمار عوابدي ،األساس القانوني لمسؤولية اإلدارة عن أعمال
موظفيها ،الجزائر الشركة الوطنية للنشر و التوزيع – ،1982ص .18
2الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا القضاء اإلداري ،بيروت ،الدار الجامعية ،
1993ص. 72
3أنظر الدكتور عياض بن عاشور ،القضاء اإلداري وفقه المرافعات اإلدارية
الطبعة الثالثة مركز النشر الجامعي ،تونس ،2006 ،ص 36وما بعدها
4أنظر الدكتور عياض بن عاشور ،المرجع السابق ،ص .39
5الدكتور عبد الغني بسيوني عبد هللا القضاء اإلداري ،بيروت ،الدار الجامعية ،
. 1993
6البشير التكاري ،مؤسسات إدارية وقانون إداري ،كلية الحقوق جامعة تونس،
،1995ص.21
7خاصة وأنه جسد مسؤولية الدولة .راجع :الدكتور لعشب محفوظ ،المسؤولية
في القانون اإلداري ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،1994ص .27
8من محاضرات األستاذ الدكتور عمار بوضياف ،مدخل لدراسة القانون
اإلداري ،األكاديمية العربية المفتوحة ،الدنمارك .
9د .سليمان محمد الطماوي ،القضاء اإلداري ،الكتاب األول ،دار الفكر
العربي ،القاهرة ، 1976ص 52و ما بعدها .
10أ.د عمار بوضياف ،القضاء اإلداري في الجزائر ،الجسور للنشر و التوزيع
، 2004 ،ص 42و ما بعدها ،بتصرف .
أ .محمد الصغير بعلي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للتوزيع و
النشر ، 2006 ،ص 18و ما بعدها ،بتصرف .
11د .مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ،الجزء األول ،
طبعة . 1999
أ .عبد العزيز سعد ،أجهزة و مؤسسات النظام القضائي الجزائري ( ،د م ج )
،ط ، 2006 ، 1ص 12و ما بعدها .