Professional Documents
Culture Documents
الفهرس:
1/المقدمة.
2/تعريف الإنفعالات.
3/أبعاد الإنفعالات.
8/فوائد الإنفعالات.
9/مضار الإنفعالات.
المقدمة:
لا تمضي حياة الإنسان على وتيرة واحدة وعلى نمط واحد وإنما هي مليئة بالخبرات والتجارب
المتنوعة التي تبعث فيها مختلف الإنفعالات والحالات الوجدانية فالإنسان يشعر بالحب حينا وبالبغض
والكره حينا آخر .وهو يشعر بالخوف والقلق تارة وبالأمن والطمأنينة تارة أخرى .ويشعر بالفرح بعض
الوقت وبالحزن والكآبة في بعض الأحيان .وهكذا نجد أن حياة الإنسان في تقلب مستمر وتغير دائم.
وهذا لا شك يضفي على الحياة جزءا كبيرا مما لها من قيمة وما لها من متعة .وتصبح شبيهة بحياة
الجماد الذي لا يحس ولا يشعر ولا ينفعل.
تعريف الإنفعال:
رغم أن مفهوم اإلنفعال من المفاهيم الشائعة في مجال علم النفس فال يوجد تعريف واحد يعترف به جميع المتخصصين في مجال
علم النفس فهو كما يرى بول توماس يونغ "" 1961يتمثل في عملية ذات طبيعة مركبة وإلى درجة أنه ال بد من تحليله إلى
أجزاء من مختلف وجهات النظر .ففي الكتابات القديمة لبعض العلماء أمثال فونت وماكدوجل وغيرهم كان ينظر إلى اإلنفعال
كحدث شعوري .وتركزت المشكالت األساسية حول عالقة بين اإلنفعال الشعوري وبين تعبيرات الجسمية .تم تال ذلك مباشرة
إهتمام علماء النفس بالمظاهر الموضوعية لإلنفعال .فيجب أن يميز المرء بين الموقف الذي يثير اإلنفعال وبين رد الفعل الحادث
.فاإلرجاع اإلنفعالية نفسها مظاهر داخلية وخارجية على السواء ويستخدم البعض من السيكلوجيين مفهوم اإلنفعال على أنه عبارة
عن نماذج إنعكاسية معينة لإلستجابة (مثل الغضب والخوف والفرح …إلخ ) .تتصل بالمراكز العصبية في منطقة الهيبوثالموس
.ويستخدم البعض األخر نفس المفهوم بشكل أوسع وذلك على أنه إضطراب حاد ناشىء عن موقف سيكولوجي ويظهر في
الخبرة الشعورية وفي السلوك .ومن خالل التغيرات في األعضاء الحشوية الداخلية.
فاإلنفعال يشير إلى ما يتعرض له الكائن الحي من تهيج أو إستثارة تتجلى فيما يطرأ عليه من تغيرات فسيولوجية وما ينتابه من
مشاعر وأحاسيس وجدانية ومن رغبة في القيام بسلوك يتخفف به من هذه اإلستثارة وسواء كان مصدر اإلستثارة اإلنفعالية داخليا
أو خارجيا فهو وثيق الصلة بحاجات الكائن.
ويعرف ميلفن ماركس"" 1976الإنفعال بأنه " إضطراب حاد لأنه يتميز بحالة شديدة من التوتر
والتهيج العام ولأنه أثناء الإنفعال تتوقف جميع أنواع النشاطات الأخرى التي يقوم بها الفرد .ويصبح
نشاطه حول الشيء أو الموقف الذي أثار غضبه .وكما أنه يؤثر في جميع كيان الفرد سواء في سلوكه
أو خبرته الشعورية أو الوظائف الفسيولوجية الداخلية ( كما سنتعرض فيما بعد ) .وينشأ الإنفعال في
الأصل عن مصدرنفسي لأنه يحدث نتيجة إدراك بعض المؤثرات الخارجية أو الداخلية.
*المشاعر الذاتية:
حيث تعتبر الحاالت اإلنفعالية مثل الغضب والسرور خبرة ذاتية يشعر بها الفرد .ويمكن معرفتها وتحديدها من خالل التقارير
اللفظية التي يصف االفراد من خاللها إنفعاالتهم.
* ·الإستجابات الموضوعية:
·نظرا ألن هناك صعوبات في الحصول على تقارير لفظية دقيقة لوصف مشاعر األفراد .يفضل دراسة اإلستجابات الموضوعية
وذلك سواء من خالل مشاهدة المظهر أو المالمح الخارجية للجسم أو من خالل تسجيل اإلستجابات الداخلية ( مثل ضغط الدم .
ضربات القلب .التنفس .رسام المخ الكهربائي ….إلخ).
أبعاد الإنفعالات:
تمثلت جهود علماء النفس في محاولة التوصل إلى أهم األبعاد التي يمكن وصف اإلنفعاالت على أساسها في االبعاد التالية:
*النبرة أو الطابع الوجداني
*الشدة
*مدة الإنفعال
*التعقيد أو التركيب
يعد الطابع الوجداني المتمثل في مشاعروجدانية مثل ( السرور) وعلى الرغم أن الكائن ينجدب إلى النوعيات السارة من
اإلنفعاالت وينفر أو يبتعد عن النوعيات غير السارة.
فإنه ليس من السهل دائما أن نميز بدقة وبشكل قاطع بين هذين النوعين وخاصة في الحالات
الإستثارة الإنفعالية المعتدلة.
2/الشدة:
تظهر شدة اإلنفعال أو قوته بوضوح في زيادة الطاقة المبذولة في العمليات الثالث المكونة لإلنفعال وهي " الشعور أو الخبرة
الشعورية أو الوعي – السلوك الصريح – واإلستجابات الفسيولوجية " .وتتسم العالقة بين هذه العناصر الثالثة بانها غير متسقة
حيث تختلف في درجة شدتها أو قوتها في اإلنفعال الواحد .كما تختلف من إنفعال آلخر.
3/مدة الإنفعال:
تختلف الإستجابات الإنفعالية في الفترة الزمنية التي تستغرقها .فالإستجابة لأالم من مستوى معين –
على سبيل المثال – قد تكون بسيطة ووقتية وليس لها آثار واضحة كما قد تكون مبالغ فيها
ويرى توماس يونغ أنه يمكن تصور اإلنفعاالت كأحد العمليات الوجدانية في ضوء عدة مستويات تختلف من حيث طول الفترة
الزمنية
*المستوى الأول:
حيث تواجد المشاعر الحسية البسيطة ( اإليجابية-السلبية ) وتشمل على نوعين وهي حاالت السرور أو الكدر.
*المستوى التاني:
المشاعر التي تتسم بالإستمرار أو الدوام ةعن المستوى السابق.
*المستوى الثالث :الإنفعالات.
وتشير إلى العمليات الوجدانية المضطربة التي تنشأ عن مصدر نفسي .ويصحبها عدة تغيرات
جسمية .ومنها الغضب الشديد والخجل والحزن والفرح.
*المستوى الرابع الحالة المزاجية.
ويشير إلى الحالة الإنفعالية الأقل إضطرابا من الإنفعال وأقل شدة منه و أنها أكثر إستمرارا أو بقاء من
الإنفعال .فيمكن أن يستمر لعدة ساعات أو أيام أو أسابيع .فالشخص متغير المزاج يعبر نمطا عن
إنفعالاته في سلوكه العام ( مثل الإكتئاب – القلق – المرح) فالإنفعالات إذن حالة حادة من الإضطراب
.أما المزاج فهو حالة مزمنة.
*المستوى الخامس :الوجدان
.ويستخدم هذا المفهوم في كل من الطب النفسي وعلم النفس الأكلينيكي ومنه حالات الإكتئاب
الشديدة – القلق – الهوس – الشعور بالنشوة.
*المستوى السادس :العواطف.
وهي عبارة عن مشاعر تقوم على أساس الخبرات والمعارف الماضية .ويتضمن هذا المستوى تحقيق درجة من الرضا وإشباع
الرغبات أو عدمها وذلك عند العمل في مجال معين ( كالموسيقى أو الفن أو الشعر …إألخ)
*المستوى السابع :الإهتمام والمنفرات.
ويشتمل هذا المستوى على اإلهتمامات واألنشطة التي يحبها الفرد ويستغرق في ممارستها وقتا طويال .وكما يشتمل على
المنفرات وهي األنشطة التي ال يحبها الفرد ويحاول تحاشيها واإلبتعاد عنها كلما أمكن ذلك.
*المستوى الثامن :المزاج كسمة.
وعندما نتحدث عن هذا المستوى نقصد به أن هناك نمطا إنفعاليا مزمنا أو سمة من سمات الشخصية تتسم بقدر كبير من
اإلستقرار والثبات وتظهر في العديد من تصرفات الفرد وسلوكياته
وعلى الرغم من أن هناك تداخال بين اإلنفعاالت وبعض المفاهيم األخرى إال أن الشيء الواضح هو أن اإلنفعال "عملية إنفعالية
تتميز عن الجوانب األخرى بأنها حالة حادة من اإلضطراب الوجداني التي تستغرق فترة زمنية قصيرة".
4/التعقيد أو التركيب
تتسم اإلنفعاالت بأن هناك عالقات وإرتباطات فيما بينها .لذلك يصعب الفصل بينها .فال يمكننا مثال أن نحدد بدقة حالة نقية تماما
من الخوف أو الغضب فقط .ولذلك فإن محاولة تصنيف اإلنفعاالت هي الخطوة األولى نحو تبسيطها والوقوف على كل نوع منها
وتحديد مظاهره والتغيرات المصاحبة له .وهذا ما سنتناوله في الفقرة التالية.
تعد المسميات اللفظية لإلنفعاالت –فيما يرى ميلفن ماركس -غير كافية إلبراز مالمحها وأبعادها .ويقترح تقيما لألنماط الرئيسية
لإلنفعاالت في ضوء فئتين:
األولى :وختص بالمنشأ أو أصل اإلنفعاالت.
الثانية :وتختص بموضوع اإلنفعال.
وبإستخدام هذا المحك كأساس للتصنيف يمكننا أن نميز بين مصدرين رئيسيين لإلنفعاالت هما .المواقف والكائنات الحية (
وخاصة اآلدميين ) ثم عمل بعض التصنيفات الفرعية طبقا لموضوعات اإلنفعال التي تندرج في كل فئة على حدى.
1/الإنفعالات الموقفية:
ويستثار هذا النوع من اإلنفعاالت عن طريق اآلثارالحسية المباشرة للمنبهات أو بواسطة الدفاعية طويلة المدى أو خصائص
الموقف .ويظهر االساس الحسي لإلنفعال بوضوح في حاالت الشعور باأللم .فالمنبه الشديد أو اإلجهاد الدي يؤثر على بناء
الجسم وخاصة في االجزاء السطحية منه – يحاول الفرد التخلص منه واإلبتعاد عنه في حين أن إستجابة األلم التي تؤدي إلى
الغضب ( الهجوم ) أو الخوف ( الهروب ) تعتمد على طبيعة الموقف ووعي الفرد بها.
2/الإنفعالات الأولية:
تستثار معظم اإلنفعاالت بنفس الطريقة التي يدرك بها الكائن مختلف المواقف والمنبهات .وتنقسم اإلستجابات اإلنفعالية األولية
إلى أربعة أنماط أساسية وهي :السعادة و األسى والخوف والغضب
ونعرضها على النحو التالي:
*السعادة :إستجابة السرور أو السعادة هي نتائج إرضاء دافع ما .وكلما كان الدافع قويا أو عميقا
بالنسبة للفرد كان أكثر كفاءة على بعض السرور لديه
ويظهر هذا النوع من الإنفعالات في أشكال مختلفة كالفرح الشديد أو النشوة.
*الأسى :وفي النهاية المتصل الوجدني للسرور نجد ما نسميه بإنفعال الأسى .والذي ينتج عن فقدان
هدف ما أو موضوع مرغوب .وقد يصل هذا النوع من الإنفعالات بالفرد إلى حالة متطرفة فيصاب
بالإكتئاب.
*الخوف :يقع الخوف أيضا في نهاية المتصل الوجداني للسرور أو السعادة .ولكنه ليس مقابلا لها .
ويعد الخوف إستجابة متعلمة تتوقف على إكتساب الفرد للخبرات ومعارف.
ويؤدي إنفعال الخوف وظيفة بيولوجية هامة .فهو يدفع الفرد إلى الهرب من الخطر والحذر منه فيعينه على حفظ حياته .غير أن
كثيرا ما يتجاوز الخوف هذه الوظيفة المفيدة فيصبح سببا إللحاق الضرر بحياة الفرد .وإنفعال الخوف هو إنفعال مكتسب فقد دلت
التجارب التي قام بها واطسون على أن الطفل الصغير ال يكاد يخاف إال من األصوات الشديدة المفاجئة .فهو ال يخاف الضالم أو
النار أو الثعابين أو القطط أو الكالب أو غير ذلك من األشياء التي قد يخاف منها الكبار .ثم يتعلم الطفل فيما بعد الخوف من
أشياء كثيرة لم يكن يخافها من قبل.
ويتفاوت الخوف كثيرا من شخص آلخر ومن حضارة ألخرى .ويالحظ أنه يستثار بتنبيه خارجي وليس من إجراء حاجة داخلية
تلقائية فعندما يواجه الكائن منبها مؤلما تحدث إستجابة إنسحاب وفيما بعد قد يسبب مجرد إقتراب المنبه المؤلم منه اإلنسحاب .
ويقول الشخص بانه يشعر بالخوف .وهذا يوحي بأن الخوف إستجابة متعلمة .وتتوقف على الخبرة الماضية .وينمو شعور
الطفل بالخوف من عمر آلخر فهو يرتبط أول األمر بالواقع .ذلك أن الطفل عندما يتعلم المشي يتعرض لسقطات مؤلمة .وهكذا
ينمو لديه خوف يبرزه الواقع .ومع تزايد نضج الطفل يتعلم عادة بأنه بالتعامل مع هذه التهديدات ويختفي الخوف .والخوف كأحد
أنواع اإلنفعاالت يتضمن حالة من حاالت التوتر التي تدفع الخائف إلى الهرب من الموقف الذي أدى إلى إستثارة الخوف حتى
يزول التوتر ويزول اإلنفعال.
ويصاحب إنفعال الخوف بعض التغيرات الفسيولوجية مثل سرعة خفقان القلب واإلحسساس بالهبوط في المعدة والرعشة في
الركايب وتصيب العرق والقىء.
*الغضب :يقوم إنفعال الغضب بفائدة هامة للفرد فهو يزيد من نشاطه ويدفعه في بعض الأحيان
إلى القيام ببعض الأعمال العنيفة لإزالة ما يعترضه من عوائق .ولكن كثيرا ما يشتد إنفعال الغضب
ويصعب على الشخص التحكم فيه فيؤدي إلى بعض النتائج الضارة أو السلبية .ويظهر هذا النوع من
الإنفعالات نتيجة عوامل وظروف عدة منها الحرمان أو المنع .فأول ما يثير غضب الاطفال هو
شعورهم بالعجز عن تحقيق أغراضهم ورغباتهم .كما يثير غضب الأطفال الشعور بالحرمان من حب
الوالدين وعطفهما.
يتضح مما سبق أن كال من إنفعال الخوف والغضب ينشأ نتيجة إحباط لبعض الدوافع األساسية للكائن الحي .فالخوف يحدث إذا
إعترضت الكائن الحي بعض العقبات وحالت بينه وبين تحقيق رغبته .ويؤدي اإلنفعال في كل من حالتي الخوف والغضب وإلى
زيادة النشاط اي يمكن إستخدامه في مواقف الخطر المخيفة أو في إزالة العقبات التي تعوق الفرد من الوصول إلى رغبته.
ويرتبط نضج الشخص بقدرته على التحكم في إنفعال الغضب الذي يفقده القدرة على حسن مواجهة الموقف.
3/الإنفعالات الإجتماعية:
يمكن تقسيم التغيرات المصاحبة لإلنفعال إلى نوعين رئيسيين .هما :التغيرات الفيسيولوجية الداخلية .و التعبيرات الجسمية
الخارجية.
*ضغط الدم :يحدث أثناء الإنفعال تغيرات في ضغط الدم وتوزيعه في أجزاء الجسم .فنجد إحتقانا
في كل من الوجه والرقبة عند الغضب .ويحدث هذا الإحتقان لأن الأوعية الدموية تتمدد فتزيد من
كمية الدم قرب سطح الجلد.
*إستجابة الجلد :حيث يصاحب الإنفعال حدوث تغيرات كهربائية يمكن التأكد منها عن طريق توصيل
أقطاب كهربائية إلى الجلد ( على الكفين ) متصلة بجلفانومتر لتسجيل الإستجابة ( )1الجلفانية للجلد .
وتعد إستجابة الجلد الكهربائية بمثابة مؤشرللتغيرات الإنفعالية.
*التنفس :يتغير معدل التنفيد وزمن الشهيق والزفير حسب الحالة الإنفعالية فنجده ينقطع برهة من
الزمن في الحالات الدهشة .ويكون متقطعا أثناء الشحك أو البكاء .فعند الكشف عن الكذب على
سبيل لمثال يتم تسجيل مستديم للتنفس أو ضغط الدم أو الإثنين معا لإظهار حالة التهيج الإنفعالي
عند الشخص الكاذب.
*ضربات القلب :كما يتغير أيضا معدل ضربات القلب أثناء الحالة الإنفعالية فقد لوحظ أن سرعة
النبض قد تزيد أثناء الإنفعال من 72إلى 150نبضة في الدقيقة .كما أوضحت بعض التجارب التي
أجريت على عينات من الطلبة أن قوة إندفاع الدم من القلب قبل الإمتحان تزيد لترين في الدقيقة
عنه بعد الإمتحان.
*توتر وإرتعاش العضلات :يعتبر توتر العضلات من الأعراض المصاحبة للإنفعال فقد يرتعش الفرد
أثناء الإنفعال الشديد .وتبين من خلال رسام العضلات الكهربائي أن النشاط الكهربائي يتزايد أثناء
إنفعال الفرد.
*حركة المعدة والأمعاء :فقد تبين أن حالات الغضب يصاحبها إنتفاخ الأغشية الداخلية للمعدة مع
زيادة في |إنقباض عضلاتها وإرتفاع نسبة إفراز الحامض منها .أما في حالات الإكتئاب فتقل نسبة
الحامض وتكف المعدة عن الحركة.
كما تبين من خالل إستخدام األشعة السينية أن حركة المعدة واألمعاء تتأثر باإلنفعال الشديد .وقد تؤدي اآلثار اإلنفعالية إلى القيء
واإلسهال.
*الإنفعال والكليتان :كما تتغير وظائف الكلية ونسبة الماء والأملاح في الجسم تبعا لتغير حالة
الإنفعالية .ففي حالات التهيج والخوف الشديد على سبيل المثال تزيد نسبة التبول.
*الإنفعال والغدد الصماء :تتغير معدلات إفراز الغدد الصماء للهرمونات أثناء الإنفعال .فمثلا تنشط
الغدتان المجاورتين للكليتين في حالات الغضب والخوف من خطر مفاجىء فنجد زيادة في إفراز
هرمون الأدرينالين الذي يؤدي بالكبد إلى زيادة نشاطه فيقوم بزيادة كمية السكر الذي يفرزه الكبد
في الدم .وتؤدي زيادة كمية السكر إلى تعبئة طاقة الفرد لمواجهة حالة الإنفعال فتزول آثارها بسرعة.
1/النظريات الفسيولوجية:
*نظرية جيمس -لانج :نشر عالم الفسيولوجي الدنماركي " كارل جورج لانج " ) .( 1834- 1950عام
1885نظريته في الإنفعالات تتمثل في أن الإنفعالات تحدث نتيجة لشعور الشخص بالتغير في
الأوعية الدموية.
وكان وليم جيمس ) ( 1842-1900الفيلسوف وعالم النفس األمريكي قد توصل مستقال إلى نظرية متشابهة .ونشر عام 1890
في كتابه مبادىء علم النفس نظريته في اإلنفعال واضعا في حسبانه إسهام النج .وقد عرفت النظرية فيما بعد بإسم
نظرية جيمس -النج .في اإلنفعال.
ولم تكن نظرية النج شديدة اإلتساع إذ كانت تؤكد فقط على تغير األوعية الدموية في حين إهتم وليم جيمس بكل أنواع التغيرات
الحشوية .إال أنهما يتفقان على أن اإلنفعاالت تكون نتيجة شعور الشخص بالتغيرات في األوعية أو األحشاء الداخلية .فاإلحساس
الحشوي الجسمي يسبق اإلحساس اإلنفعالي ( ..فمثال نحن نري شيئا مخيفا فنرتعش ثم نشعر بالخوف ) .وعلى العكس من الفكرة
الشائعة -وقتئذ التي تذهب إلى أن اإلنفعال يترتب عليه السلوك – أكد وليم جيمس أن السلوك هو الذي يولد اإلنفعال ويلخص
مضمون النظرية بقوله " :إننا نخاف ألننا نجري" .
وهذا فيما يرى " هيلجارد و إيكيسون " وهو الذي أعطى هذه النظرية شيئا من القبول والمعقولية.
وعلى الرغم من أهمية هذه النظرية .فإن هناك بعض التجارب التي تقيم الدليل على أنها نظرية قاصرة .حيث تبين أن الشعور
اإلنفعالي ال يحدث إذا هيجنا الغدد واألحشاء بطريقة تجريبية .فإلضطرابات الفسيولوجية الحشوية ليست وحدها المسئولة عن
الشعور باإلنفعاالت.
ونتيجة لهذه اإلنتقادات التي وجهت إلى نظرية جيمس – النج في تفسير اإلنفعاالت .تقدم عالم الفسيولوجي األمريكي "ولتر
كانون ) "( 1871- 1945بنظريته التي نعرض لها على النحو اآلتي:
*النظرية الثلاموسية أو المهادية :وهي النظرية التي قدمها كانون لتفسير الإنفعالات .ومضمونها
أن المشاعر الإنفعالية هي تنيجة تنبيه الثلاموس أو المهاد .أما التعبيرات السلوكية للإنفعال فهي من
وظائف الهيبوثلاموس أو مهاد المخ.
وتفترض هذه النظرية أن اإلحساسات المختلفة من الجسم تصل إلى كل من القشرة المخية والهيبوثالموس من خالل مسارات
اإلحساس الصاعدة .حيث يصدر نوعان من السياالت العصبية :أحدهما لقشرة المخ للشعور باإلنفعال .والثاني للهيبوثالموس
ويختص بالسلوك اإلنفعالي ومظاهره .وتشير هذه النظرية إلى أن الشعور اإلنفعالي والسلوك اإلنفعالي يصدران في نفس الوقت
وليس كما يظن سابقا واحدة تلي األخرى.
ويؤخد على هذه النظرية أنها مجرد إفتراضات وال يوجد برهان علمي أو ثبات يبين أن الشعور باإلنفعال يصدر من المهاد وأن
المهاد ال يخدم إال الشعور بالحساسية األولية.
ملاحظة :المهاد الثلاموس هو مركز تنظيم المعلومات الحسية التي ترد المخ .حيث يخبر المخ بما
يحدث خارج حدود الجسم.
أما ما تحت المهاد الهيبوثالموس فهو يراقب أجهزة الجسم التي تنظم وظائفه فهو يخبر المخ بما يجري داخل الجسم.
2/النظرية المعرفية:
تفتقد النظريات الفسيولوجية إلى مظهرهام من مظاهر الخبرة اإلنفعالية .فاإلحساس بالسعادة أو اليأس من شيء معين مصحوب
بخبرات ومعارف عن هذا الشيء .وطبقا لهذه الوجهة من النظر فإن اإلنفعال يعد نتيجة التفاعل بين اإلستثارة الداخلية والعمليات
المعرفية.
وقد ساعدت سلسلة التجارب الحديثة على سد الفجوة في النظريات الفسيولوجية المفسرة لإلنفعال .فالتعبير اإلنفعالي يمكن أن
يحدث في غياب أي مشاعر إنفعالية أو دون وجود دليل واضح يؤكدها .ومن هنا برزت أهمية تفسيرنا في ضوء الخبرات
والمعارف التي توجد لدى الفرد عن موضوع اإلنفعال فعملية تقدير الفرد للموقف الخارجي في ضوء خبراته ومعارفه هي عملية
معرفية تؤثر في اإلنفعال.
3/النظريات السلوكية:
ينشأ اإلنفعال من وجهة نظر السلوكيين نتيجة الصراع المستثار لدى الكائن الحي .والذي يؤدي به للقيام بإستجابات غير متسقة.
كما يفسر البعض اآلخر اإلنفعاالت في ضوء إضطراب السلوك .ويؤخذ على هذه النظريات – فيما يرى ميلفن ماركس – أن
هناك صعوبات في تحديد التعريفات اإلجرائية الدقيقة لمعنى الصراع بإعتباره اساسا لإلنفعاالت.
وقد تعامل واطسون مع اإلنفعال على أنه نمط وراثي من اإلستجابة وتتضمن تغيرات جسمية في جسم الكائن الحي ككل .
وخاصة في األنظمة الحشوية والغددية .وقد عالج واطسون اإلنفعاالت بنفس الطريقة التي تعامل بها مع اإلستجابات غير
شرطية التي تحدث بشكل متسق لمنبهات معينة .ويالحظ أن واطسون لم يهتم بالتحليل الفسيولوجي لإلنفعال أو بدور الجهاز
العصبي.
أما تومان فيتعامل مع اإلنفعال على أنه إستجابة لتنبيه معين .فاإلنفعال ال يمكن تحديده بواسطة المنبهات فقط أو اإلستجابات فقط
ولكن في ضوء العالقة بينهما .وقد إهتم تولمان بآثار التعلم على اإلنفعاالت سواء لدى الحيوانات أو األطفال أو الراشدين .
أما سكينر فقد تعامل في البداية مع اإلنفعاالت على أنها ليست نوعا آليا من اإلستجابة ولكنها نوع من القوة يمكن مقارنتها أو
مضاهاتها بمظاهر الحوافز.
ثم تغيرت معالجة سكينر لإلنفعاالت بعذ ذلك حيث إعتبرها حالة إفتراضية تمثل إستعداد أو تهيؤ للفعل أو اإلستجابة بشكل معين .
ويرى أن اإلنفعال عبارة عن " جملة من النشاط أو اإلستثارة يصاحبها تغيرات في األحشاء و العضالت".
العوامل المؤثرة في إرتقاء الإنفعالات:
يؤثر كل من النضج والتعلم في إرتقاء الإنفعالات وتمايزها وزيادة تعقيدها أو تركيبها .غير أن حدوث
نمو الإنفعالات على نسق واحد تقريبا عند الإطفاء في أثناء الشهور الأو لى من حياتهم يوحي بأن
النضج هو العامل الأساسي المؤثر في هذه الفترة المبكرة من العمر .وكلما تقدم الطفل في العمر
كان أثر التعلم أكثر وضوحا.
النضج :ويقصد به النمو الذي يحدث بدون تأثير التعلم .ويحدث نتيجة للعوامل الوراثية وحدها .
ويظهر أثر النضج واضحا في تهيئة البناء العضلي والغدي والعصبي اللزم لظهور بعض الغنفعالات .
فالأطفال عادة لا يبتسمون ولا يضحكون قي الشهرين الأولين لأن الحركات العضلية التي يمكن من
خلالها القيام بذلك لم تنضج بعد.
التعلم :ويظهر دوره واضحا في إكتساب الأطفال للعديد من التعبيرات الإنفعالية فالتعبير عن إنفعال
الغضب لدى الأطفال يتمثل في الإفصاح عن الطعام أو مغادرة مكان ما …وكل هذه الأفعال يتعلمها
الأطفال من البيئة التي يعيشون فيها .ويعد إختلاف التعبيرات الإنفعالية من مجتمع لآخر دليلا على
وجود آثار التعلم في تشكيل الإستجابة الإنفعالية .فبعض المجتمعات يعبر عن الدهشة برفع الحاجب
وفتح العينين ..بينما يعبر الصينيون مثلا عن الدهشة بإخراج ألسنتهم .ويرى إدوارد ) (1968أن تعلم
الطفل للإستجابة الإنفعالية يتم من خلال ثلاثة أساليب وهي :
المحاكاة :وتقوم بدور كبير في إكتساب الأطفال للإستجابة الإنفعالية ويبدأ الطفل في محاكاة
الآخرين في حوالي سن السنتين .فهو يقتدي بوجود نماذج من البيئة التي يعيش فيها " أفراد الأسرة
أو أقارب أو جيران "…
التشريط :ويبدأ بأن يربط الكائن بين منبه محايد ومنبه آخر سبق وأن إستثار إستجابة إنفعالية لديه .
كما تبين أن الخوف الذي يتعلمه الفرد من منبه معين يمتد إلى غيره من المنبهان التي تتشابه معه
وذلك في ضوء مبدأ التعميم.
الفهم :ويعني إدراك المواقف التي تحتمل أن تثير إستجابة إنفعالية لدى الفرد .فالخوف من تعاطي
مخدر معين يتضمن فهما لأضراره وما يمكن أن يحدثه من مخاطر او أضرار.
فوائد الإنفعالات:
تحقق الدرجات المعتدلة من الإنفعالات العديد من الفوائد بالنسبة للفرد ومنها ما يأتي :
1/تزيد الشحنة الوجدانية المصاحبة للإنفعال من تحمل الفرد وتدفعه إلى مواصلة العمل وتحقيق
أهدافه.
2/للإنفعال قيمة إجتماعية .فالتعبيرات المصاحبة للإنفعال ذات قيمة تعبيرية تربط بين الأفراد وتزيد
من فهمهم لبعضهم البعض.
3/تعتبر الإنفعالات مصدرا من مصادر السرور .فكل فرد يحتاج إلى درجة معينة منها إذا زادت أثرت
على سلوكه وتفكيره .وإذا قلت إصابته بالملل.
4/تهيىء الإنفعالات الفرد للمقاومة من خلال تنبيه الجهاز العصبي اللارادي .
أضرار الإنفعالات:
1/يؤثر الإنفعال على التفكير الفرد فيمنعه من الإستمرار .كما هو الحال في الحالة الغضب أو يجعل
التفكير بطيئا كما هو الحال في حالات الحزن والإكتئاب.
2/يقلل الإنفعال من قدرة الشخص على النقد وإصدار الأحكام الصحيحة كما يؤثر أيضا على الذاكرة.
3/في حالة حدوث الإنفعالات بشكل مستمر ودائم يترتب عليه العديد من التغيرات الفسيولوجية مما
يؤدي إلى حدوث تغيرات عضوية في الأنسجة وينشأ في هذه الحالة ما يسمى بالأمراض النفسية –
الجسمية أو السيكوسوماتية .ومنها قرحة المعدة وإرتفاع ضغط الدم.
ووالسؤال الذي يستحق الإجابة عليه هو :كيف يمكن التغلب والسيطرة على الإنفعالات والتقليل من
أضرارها .وهذا ما نتناوله في الفقرة التالية:
وبهذا نكون قد عرضنا في هذا البحث تعريف الإنفعالات وأبعادها وأنواعها والنظريات المفسرة لها
ومظاهرها وكيف ترتقي وتتغير من عمر لآخر .ثم تحدثنا بعد ذلك عن فوائد وأضرار الإنفعالات وكيف
يمكن التحكم والسيطرة عليها..
المراجع:
*حسين حسن سليمان .السلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية ،بين النظرية والتطبيق المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر2005 .