You are on page 1of 9

‫اإلنفعاالت‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫‪1/‬المقدمة‪.‬‬

‫‪2/‬تعريف الإنفعالات‪.‬‬

‫‪3/‬أبعاد الإنفعالات‪.‬‬

‫‪4/‬تصنيف أنماط الإنفعالات‪.‬‬

‫‪5/‬مظاهر الإنفعالات والتغيرات المصاحبة لها‪.‬‬

‫‪6/‬النظريات المفسرة للإنفعالات‪.‬‬

‫‪7/‬العوامل المؤثرة في إرتقاء الإنفعالات‪.‬‬

‫‪8/‬فوائد الإنفعالات‪.‬‬

‫‪9/‬مضار الإنفعالات‪.‬‬

‫‪10/‬التحكم في الإنفعالات أو السيطرة عليها‪.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫لا تمضي حياة الإنسان على وتيرة واحدة وعلى نمط واحد وإنما هي مليئة بالخبرات والتجارب‬
‫المتنوعة التي تبعث فيها مختلف الإنفعالات والحالات الوجدانية فالإنسان يشعر بالحب حينا وبالبغض‬
‫والكره حينا آخر ‪ .‬وهو يشعر بالخوف والقلق تارة وبالأمن والطمأنينة تارة أخرى ‪ .‬ويشعر بالفرح بعض‬
‫الوقت وبالحزن والكآبة في بعض الأحيان ‪ .‬وهكذا نجد أن حياة الإنسان في تقلب مستمر وتغير دائم‪.‬‬
‫وهذا لا شك يضفي على الحياة جزءا كبيرا مما لها من قيمة وما لها من متعة ‪ .‬وتصبح شبيهة بحياة‬
‫الجماد الذي لا يحس ولا يشعر ولا ينفعل‪.‬‬

‫تعريف الإنفعال‪:‬‬

‫رغم أن مفهوم اإلنفعال من المفاهيم الشائعة في مجال علم النفس فال يوجد تعريف واحد يعترف به جميع المتخصصين في مجال‬
‫علم النفس فهو كما يرى بول توماس يونغ "‪" 1961‬يتمثل في عملية ذات طبيعة مركبة وإلى درجة أنه ال بد من تحليله إلى‬
‫أجزاء من مختلف وجهات النظر ‪ .‬ففي الكتابات القديمة لبعض العلماء أمثال فونت وماكدوجل وغيرهم كان ينظر إلى اإلنفعال‬
‫كحدث شعوري‪ .‬وتركزت المشكالت األساسية حول عالقة بين اإلنفعال الشعوري وبين تعبيرات الجسمية ‪ .‬تم تال ذلك مباشرة‬
‫إهتمام علماء النفس بالمظاهر الموضوعية لإلنفعال ‪ .‬فيجب أن يميز المرء بين الموقف الذي يثير اإلنفعال وبين رد الفعل الحادث‬
‫‪ .‬فاإلرجاع اإلنفعالية نفسها مظاهر داخلية وخارجية على السواء ويستخدم البعض من السيكلوجيين مفهوم اإلنفعال على أنه عبارة‬
‫عن نماذج إنعكاسية معينة لإلستجابة (مثل الغضب والخوف والفرح …إلخ )‪ .‬تتصل بالمراكز العصبية في منطقة الهيبوثالموس‬
‫‪ .‬ويستخدم البعض األخر نفس المفهوم بشكل أوسع وذلك على أنه إضطراب حاد ناشىء عن موقف سيكولوجي ويظهر في‬
‫الخبرة الشعورية وفي السلوك ‪ .‬ومن خالل التغيرات في األعضاء الحشوية الداخلية‪.‬‬
‫فاإلنفعال يشير إلى ما يتعرض له الكائن الحي من تهيج أو إستثارة تتجلى فيما يطرأ عليه من تغيرات فسيولوجية وما ينتابه من‬
‫مشاعر وأحاسيس وجدانية ومن رغبة في القيام بسلوك يتخفف به من هذه اإلستثارة وسواء كان مصدر اإلستثارة اإلنفعالية داخليا‬
‫أو خارجيا فهو وثيق الصلة بحاجات الكائن‪.‬‬

‫ويعرف ميلفن ماركس"‪" 1976‬الإنفعال بأنه " إضطراب حاد لأنه يتميز بحالة شديدة من التوتر‬
‫والتهيج العام ولأنه أثناء الإنفعال تتوقف جميع أنواع النشاطات الأخرى التي يقوم بها الفرد ‪ .‬ويصبح‬
‫نشاطه حول الشيء أو الموقف الذي أثار غضبه‪ .‬وكما أنه يؤثر في جميع كيان الفرد سواء في سلوكه‬
‫أو خبرته الشعورية أو الوظائف الفسيولوجية الداخلية ( كما سنتعرض فيما بعد ) ‪ .‬وينشأ الإنفعال في‬
‫الأصل عن مصدرنفسي لأنه يحدث نتيجة إدراك بعض المؤثرات الخارجية أو الداخلية‪.‬‬

‫ويمكن تصور الإنفعالات على أنها تتضمن جانبين هما‪:‬‬


‫الأول‪ :‬المشاعر الذاتية‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬الإستجابات الموضوعية‪.‬‬

‫*المشاعر الذاتية‪:‬‬
‫حيث تعتبر الحاالت اإلنفعالية مثل الغضب والسرور خبرة ذاتية يشعر بها الفرد ‪ .‬ويمكن معرفتها وتحديدها من خالل التقارير‬
‫اللفظية التي يصف االفراد من خاللها إنفعاالتهم‪.‬‬

‫* ·الإستجابات الموضوعية‪:‬‬
‫·نظرا ألن هناك صعوبات في الحصول على تقارير لفظية دقيقة لوصف مشاعر األفراد ‪ .‬يفضل دراسة اإلستجابات الموضوعية‬
‫وذلك سواء من خالل مشاهدة المظهر أو المالمح الخارجية للجسم أو من خالل تسجيل اإلستجابات الداخلية ( مثل ضغط الدم ‪.‬‬
‫ضربات القلب ‪ .‬التنفس‪ .‬رسام المخ الكهربائي …‪.‬إلخ‪).‬‬

‫أبعاد الإنفعالات‪:‬‬

‫تمثلت جهود علماء النفس في محاولة التوصل إلى أهم األبعاد التي يمكن وصف اإلنفعاالت على أساسها في االبعاد التالية‪:‬‬
‫*النبرة أو الطابع الوجداني‬
‫*الشدة‬
‫*مدة الإنفعال‬
‫*التعقيد أو التركيب‬

‫ونعرض فيما يلي كل بعد على حدى‬

‫‪1/‬النبرة أو الطابع الوجداني‪:‬‬

‫يعد الطابع الوجداني المتمثل في مشاعروجدانية مثل ( السرور) وعلى الرغم أن الكائن ينجدب إلى النوعيات السارة من‬
‫اإلنفعاالت وينفر أو يبتعد عن النوعيات غير السارة‪.‬‬
‫فإنه ليس من السهل دائما أن نميز بدقة وبشكل قاطع بين هذين النوعين وخاصة في الحالات‬
‫الإستثارة الإنفعالية المعتدلة‪.‬‬

‫‪2/‬الشدة‪:‬‬

‫تظهر شدة اإلنفعال أو قوته بوضوح في زيادة الطاقة المبذولة في العمليات الثالث المكونة لإلنفعال وهي " الشعور أو الخبرة‬
‫الشعورية أو الوعي – السلوك الصريح – واإلستجابات الفسيولوجية "‪ .‬وتتسم العالقة بين هذه العناصر الثالثة بانها غير متسقة‬
‫حيث تختلف في درجة شدتها أو قوتها في اإلنفعال الواحد ‪ .‬كما تختلف من إنفعال آلخر‪.‬‬

‫‪3/‬مدة الإنفعال‪:‬‬
‫تختلف الإستجابات الإنفعالية في الفترة الزمنية التي تستغرقها ‪ .‬فالإستجابة لأالم من مستوى معين –‬
‫على سبيل المثال – قد تكون بسيطة ووقتية وليس لها آثار واضحة كما قد تكون مبالغ فيها‬
‫ويرى توماس يونغ أنه يمكن تصور اإلنفعاالت كأحد العمليات الوجدانية في ضوء عدة مستويات تختلف من حيث طول الفترة‬
‫الزمنية‬

‫*المستوى الأول‪:‬‬
‫حيث تواجد المشاعر الحسية البسيطة ( اإليجابية‪-‬السلبية ) وتشمل على نوعين وهي حاالت السرور أو الكدر‪.‬‬
‫*المستوى التاني‪:‬‬
‫المشاعر التي تتسم بالإستمرار أو الدوام ةعن المستوى السابق‪.‬‬
‫*المستوى الثالث ‪ :‬الإنفعالات‪.‬‬
‫وتشير إلى العمليات الوجدانية المضطربة التي تنشأ عن مصدر نفسي ‪ .‬ويصحبها عدة تغيرات‬
‫جسمية ‪ .‬ومنها الغضب الشديد والخجل والحزن والفرح‪.‬‬
‫*المستوى الرابع الحالة المزاجية‪.‬‬
‫ويشير إلى الحالة الإنفعالية الأقل إضطرابا من الإنفعال وأقل شدة منه و أنها أكثر إستمرارا أو بقاء من‬
‫الإنفعال ‪ .‬فيمكن أن يستمر لعدة ساعات أو أيام أو أسابيع ‪ .‬فالشخص متغير المزاج يعبر نمطا عن‬
‫إنفعالاته في سلوكه العام ( مثل الإكتئاب – القلق – المرح) فالإنفعالات إذن حالة حادة من الإضطراب‬
‫‪ .‬أما المزاج فهو حالة مزمنة‪.‬‬
‫*المستوى الخامس ‪ :‬الوجدان‬
‫‪.‬ويستخدم هذا المفهوم في كل من الطب النفسي وعلم النفس الأكلينيكي ومنه حالات الإكتئاب‬
‫الشديدة – القلق – الهوس – الشعور بالنشوة‪.‬‬
‫*المستوى السادس ‪:‬العواطف‪.‬‬
‫وهي عبارة عن مشاعر تقوم على أساس الخبرات والمعارف الماضية ‪ .‬ويتضمن هذا المستوى تحقيق درجة من الرضا وإشباع‬
‫الرغبات أو عدمها وذلك عند العمل في مجال معين ( كالموسيقى أو الفن أو الشعر …إألخ)‬
‫*المستوى السابع ‪ :‬الإهتمام والمنفرات‪.‬‬
‫ويشتمل هذا المستوى على اإلهتمامات واألنشطة التي يحبها الفرد ويستغرق في ممارستها وقتا طويال‪ .‬وكما يشتمل على‬
‫المنفرات وهي األنشطة التي ال يحبها الفرد ويحاول تحاشيها واإلبتعاد عنها كلما أمكن ذلك‪.‬‬
‫*المستوى الثامن ‪ :‬المزاج كسمة‪.‬‬
‫وعندما نتحدث عن هذا المستوى نقصد به أن هناك نمطا إنفعاليا مزمنا أو سمة من سمات الشخصية تتسم بقدر كبير من‬
‫اإلستقرار والثبات وتظهر في العديد من تصرفات الفرد وسلوكياته‬
‫وعلى الرغم من أن هناك تداخال بين اإلنفعاالت وبعض المفاهيم األخرى إال أن الشيء الواضح هو أن اإلنفعال "عملية إنفعالية‬
‫تتميز عن الجوانب األخرى بأنها حالة حادة من اإلضطراب الوجداني التي تستغرق فترة زمنية قصيرة‪".‬‬

‫‪4/‬التعقيد أو التركيب‬

‫تتسم اإلنفعاالت بأن هناك عالقات وإرتباطات فيما بينها ‪ .‬لذلك يصعب الفصل بينها ‪ .‬فال يمكننا مثال أن نحدد بدقة حالة نقية تماما‬
‫من الخوف أو الغضب فقط‪ .‬ولذلك فإن محاولة تصنيف اإلنفعاالت هي الخطوة األولى نحو تبسيطها والوقوف على كل نوع منها‬
‫وتحديد مظاهره والتغيرات المصاحبة له ‪ .‬وهذا ما سنتناوله في الفقرة التالية‪.‬‬

‫تصنيف أنماط الإنفعالات‪:‬‬

‫تعد المسميات اللفظية لإلنفعاالت –فيما يرى ميلفن ماركس ‪-‬غير كافية إلبراز مالمحها وأبعادها‪ .‬ويقترح تقيما لألنماط الرئيسية‬
‫لإلنفعاالت في ضوء فئتين‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬وختص بالمنشأ أو أصل اإلنفعاالت‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬وتختص بموضوع اإلنفعال‪.‬‬
‫وبإستخدام هذا المحك كأساس للتصنيف يمكننا أن نميز بين مصدرين رئيسيين لإلنفعاالت هما ‪ .‬المواقف والكائنات الحية (‬
‫وخاصة اآلدميين ) ثم عمل بعض التصنيفات الفرعية طبقا لموضوعات اإلنفعال التي تندرج في كل فئة على حدى‪.‬‬

‫‪1/‬الإنفعالات الموقفية‪:‬‬
‫ويستثار هذا النوع من اإلنفعاالت عن طريق اآلثارالحسية المباشرة للمنبهات أو بواسطة الدفاعية طويلة المدى أو خصائص‬
‫الموقف ‪ .‬ويظهر االساس الحسي لإلنفعال بوضوح في حاالت الشعور باأللم ‪ .‬فالمنبه الشديد أو اإلجهاد الدي يؤثر على بناء‬
‫الجسم وخاصة في االجزاء السطحية منه – يحاول الفرد التخلص منه واإلبتعاد عنه في حين أن إستجابة األلم التي تؤدي إلى‬
‫الغضب ( الهجوم ) أو الخوف ( الهروب ) تعتمد على طبيعة الموقف ووعي الفرد بها‪.‬‬

‫‪2/‬الإنفعالات الأولية‪:‬‬

‫تستثار معظم اإلنفعاالت بنفس الطريقة التي يدرك بها الكائن مختلف المواقف والمنبهات ‪ .‬وتنقسم اإلستجابات اإلنفعالية األولية‬
‫إلى أربعة أنماط أساسية وهي ‪ :‬السعادة و األسى والخوف والغضب‬
‫ونعرضها على النحو التالي‪:‬‬

‫*السعادة ‪ :‬إستجابة السرور أو السعادة هي نتائج إرضاء دافع ما‪ .‬وكلما كان الدافع قويا أو عميقا‬
‫بالنسبة للفرد كان أكثر كفاءة على بعض السرور لديه‬
‫ويظهر هذا النوع من الإنفعالات في أشكال مختلفة كالفرح الشديد أو النشوة‪.‬‬

‫*الأسى ‪ :‬وفي النهاية المتصل الوجدني للسرور نجد ما نسميه بإنفعال الأسى ‪ .‬والذي ينتج عن فقدان‬
‫هدف ما أو موضوع مرغوب ‪ .‬وقد يصل هذا النوع من الإنفعالات بالفرد إلى حالة متطرفة فيصاب‬
‫بالإكتئاب‪.‬‬

‫*الخوف ‪ :‬يقع الخوف أيضا في نهاية المتصل الوجداني للسرور أو السعادة ‪ .‬ولكنه ليس مقابلا لها ‪.‬‬
‫ويعد الخوف إستجابة متعلمة تتوقف على إكتساب الفرد للخبرات ومعارف‪.‬‬
‫ويؤدي إنفعال الخوف وظيفة بيولوجية هامة‪ .‬فهو يدفع الفرد إلى الهرب من الخطر والحذر منه فيعينه على حفظ حياته ‪ .‬غير أن‬
‫كثيرا ما يتجاوز الخوف هذه الوظيفة المفيدة فيصبح سببا إللحاق الضرر بحياة الفرد ‪ .‬وإنفعال الخوف هو إنفعال مكتسب فقد دلت‬
‫التجارب التي قام بها واطسون على أن الطفل الصغير ال يكاد يخاف إال من األصوات الشديدة المفاجئة ‪ .‬فهو ال يخاف الضالم أو‬
‫النار أو الثعابين أو القطط أو الكالب أو غير ذلك من األشياء التي قد يخاف منها الكبار ‪ .‬ثم يتعلم الطفل فيما بعد الخوف من‬
‫أشياء كثيرة لم يكن يخافها من قبل‪.‬‬
‫ويتفاوت الخوف كثيرا من شخص آلخر ومن حضارة ألخرى ‪ .‬ويالحظ أنه يستثار بتنبيه خارجي وليس من إجراء حاجة داخلية‬
‫تلقائية فعندما يواجه الكائن منبها مؤلما تحدث إستجابة إنسحاب وفيما بعد قد يسبب مجرد إقتراب المنبه المؤلم منه اإلنسحاب ‪.‬‬
‫ويقول الشخص بانه يشعر بالخوف ‪ .‬وهذا يوحي بأن الخوف إستجابة متعلمة ‪ .‬وتتوقف على الخبرة الماضية ‪ .‬وينمو شعور‬
‫الطفل بالخوف من عمر آلخر فهو يرتبط أول األمر بالواقع ‪ .‬ذلك أن الطفل عندما يتعلم المشي يتعرض لسقطات مؤلمة ‪ .‬وهكذا‬
‫ينمو لديه خوف يبرزه الواقع ‪ .‬ومع تزايد نضج الطفل يتعلم عادة بأنه بالتعامل مع هذه التهديدات ويختفي الخوف ‪ .‬والخوف كأحد‬
‫أنواع اإلنفعاالت يتضمن حالة من حاالت التوتر التي تدفع الخائف إلى الهرب من الموقف الذي أدى إلى إستثارة الخوف حتى‬
‫يزول التوتر ويزول اإلنفعال‪.‬‬
‫ويصاحب إنفعال الخوف بعض التغيرات الفسيولوجية مثل سرعة خفقان القلب واإلحسساس بالهبوط في المعدة والرعشة في‬
‫الركايب وتصيب العرق والقىء‪.‬‬

‫*الغضب ‪ :‬يقوم إنفعال الغضب بفائدة هامة للفرد فهو يزيد من نشاطه ويدفعه في بعض الأحيان‬
‫إلى القيام ببعض الأعمال العنيفة لإزالة ما يعترضه من عوائق‪ .‬ولكن كثيرا ما يشتد إنفعال الغضب‬
‫ويصعب على الشخص التحكم فيه فيؤدي إلى بعض النتائج الضارة أو السلبية ‪ .‬ويظهر هذا النوع من‬
‫الإنفعالات نتيجة عوامل وظروف عدة منها الحرمان أو المنع ‪ .‬فأول ما يثير غضب الاطفال هو‬
‫شعورهم بالعجز عن تحقيق أغراضهم ورغباتهم ‪ .‬كما يثير غضب الأطفال الشعور بالحرمان من حب‬
‫الوالدين وعطفهما‪.‬‬

‫يتضح مما سبق أن كال من إنفعال الخوف والغضب ينشأ نتيجة إحباط لبعض الدوافع األساسية للكائن الحي‪ .‬فالخوف يحدث إذا‬
‫إعترضت الكائن الحي بعض العقبات وحالت بينه وبين تحقيق رغبته ‪ .‬ويؤدي اإلنفعال في كل من حالتي الخوف والغضب وإلى‬
‫زيادة النشاط اي يمكن إستخدامه في مواقف الخطر المخيفة أو في إزالة العقبات التي تعوق الفرد من الوصول إلى رغبته‪.‬‬
‫ويرتبط نضج الشخص بقدرته على التحكم في إنفعال الغضب الذي يفقده القدرة على حسن مواجهة الموقف‪.‬‬
‫‪3/‬الإنفعالات الإجتماعية‪:‬‬

‫وتنقسم إلى فئتين رئيسيتين‪:‬‬


‫األولى ‪ :‬وتختص بالذات المرجعية " كالفخر والخجل والشعور بالذنب"‬
‫الثانية ‪ :‬وتتعلق بالتفاعل مع اآلخرين " كالحب والكراهية"‪..‬‬
‫ويبدو أن هناك درجة كبيرة من التداخل بين الإنفعالات الإجتماعية والإنفعالات الموقفية ‪ .‬ويعتمد هذا‬
‫الفصل على الشخص أو الأشخاص في مواقف معينة أكثر من إعتماده على الموقف في حد ذاته ‪.‬‬
‫ولأن تقسيمنا للإنفعالات يهدف إلى الشرح والتفسير وليس نتيجة بحوث أو دراسات أجريت في هذا‬
‫الصدد‪.‬‬
‫وتنقسم اإلنفعاالت اإلجتماعية إلى فئتين‪:‬‬

‫*إنفعالات تقدير الذات‪:‬‬


‫حيث تعد قدرة الفرد على تقييم ذاته من أكثر الجوانب المركزية في بنائه السيكولوجي‪ .‬وعملية تقدير الذات هي عملية دالة‬
‫للمتغيرات الشخصية واإلجتماعية العديدة ومن هذه المتغيرات ‪ :‬المستوى األكاديمي أو األخالقي والثقافي واإلقتصادي واإلطار‬
‫الحضاري ‪ .‬ويؤثر في عملية تقدير الفرد لذاته كل من الشعور بالذنب والخزي والندم‪.‬‬
‫ويشير الخزي إلى حالة منخفظة من تقدير الذات ‪ .‬أما الشعور بالذنب فيشير إلى إستجابة إنفعالية أكثر إرتباطا بإنتهاك المعايير‬
‫والقواعد األخالقية ‪ .‬أما الندم فهو حالة أكثر وضوحا وإمتدادا للشعور بالذنب ‪ .‬وتختلف هذه الحاالت اإلنفعالية من ثقافة ألخرى‪.‬‬

‫*الإنفعالات الخاصة بالعلاقات بين الأشخاص‪:‬‬


‫يمتد المتصل الوجداني من أقصى درجات المشاعر اإليجابية إلى أقصى درجات المشاعر السلبية ‪ .‬ويجب أال يقتصر تعاملنا فقط‬
‫على هذين القطبين ‪ :‬الحب – الكراهية‪.‬‬
‫فالحب كحالة إنفعالية يترتب عليه المزيد من اإلتصال والتفاعل مع األفراد اآلخرين ‪ .‬ويجب تصوره في ضوء أنواعه المختلفة ‪:‬‬
‫كالحب الرومنسي وحب الوالدين …إلخ‪.‬‬
‫أما الكراهية فهي حالة إنفعالية يترتب عليها النفور والبعد عن اآلخرين ‪ .‬وهناك درجات مختلفة من الحب والكراهية ‪ .‬ترتبط‬
‫درجة إستمرار أو دوام أي منهما بحضور أو غياب األفراد‪.‬‬

‫مظاهر الإنفعالات والتغيرات المصاحبة لها‪:‬‬

‫يمكن تقسيم التغيرات المصاحبة لإلنفعال إلى نوعين رئيسيين‪ .‬هما ‪ :‬التغيرات الفيسيولوجية الداخلية ‪ .‬و التعبيرات الجسمية‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫‪1/‬التغيرات الفسيولوجية الداخلية‪:‬‬


‫تصاحب الحالة اإلنفعالية للفرد عدة تغيرات فسيولوجية كضغط الدام وسرعة التنفس ‪ ..‬كما تتأثر الغدد والعضالت ونشاط المعدة‬
‫واألمعاء …إلخ‬

‫*ضغط الدم ‪ :‬يحدث أثناء الإنفعال تغيرات في ضغط الدم وتوزيعه في أجزاء الجسم ‪ .‬فنجد إحتقانا‬
‫في كل من الوجه والرقبة عند الغضب ‪ .‬ويحدث هذا الإحتقان لأن الأوعية الدموية تتمدد فتزيد من‬
‫كمية الدم قرب سطح الجلد‪.‬‬

‫*إستجابة الجلد ‪ :‬حيث يصاحب الإنفعال حدوث تغيرات كهربائية يمكن التأكد منها عن طريق توصيل‬
‫أقطاب كهربائية إلى الجلد ( على الكفين ) متصلة بجلفانومتر لتسجيل الإستجابة (‪ )1‬الجلفانية للجلد ‪.‬‬
‫وتعد إستجابة الجلد الكهربائية بمثابة مؤشرللتغيرات الإنفعالية‪.‬‬

‫*التنفس ‪ :‬يتغير معدل التنفيد وزمن الشهيق والزفير حسب الحالة الإنفعالية فنجده ينقطع برهة من‬
‫الزمن في الحالات الدهشة ‪ .‬ويكون متقطعا أثناء الشحك أو البكاء ‪ .‬فعند الكشف عن الكذب على‬
‫سبيل لمثال يتم تسجيل مستديم للتنفس أو ضغط الدم أو الإثنين معا لإظهار حالة التهيج الإنفعالي‬
‫عند الشخص الكاذب‪.‬‬
‫*ضربات القلب ‪ :‬كما يتغير أيضا معدل ضربات القلب أثناء الحالة الإنفعالية فقد لوحظ أن سرعة‬
‫النبض قد تزيد أثناء الإنفعال من ‪ 72‬إلى ‪ 150‬نبضة في الدقيقة ‪ .‬كما أوضحت بعض التجارب التي‬
‫أجريت على عينات من الطلبة أن قوة إندفاع الدم من القلب قبل الإمتحان تزيد لترين في الدقيقة‬
‫عنه بعد الإمتحان‪.‬‬

‫*توتر وإرتعاش العضلات ‪ :‬يعتبر توتر العضلات من الأعراض المصاحبة للإنفعال فقد يرتعش الفرد‬
‫أثناء الإنفعال الشديد‪ .‬وتبين من خلال رسام العضلات الكهربائي أن النشاط الكهربائي يتزايد أثناء‬
‫إنفعال الفرد‪.‬‬

‫*حركة المعدة والأمعاء ‪ :‬فقد تبين أن حالات الغضب يصاحبها إنتفاخ الأغشية الداخلية للمعدة مع‬
‫زيادة في |إنقباض عضلاتها وإرتفاع نسبة إفراز الحامض منها ‪ .‬أما في حالات الإكتئاب فتقل نسبة‬
‫الحامض وتكف المعدة عن الحركة‪.‬‬
‫كما تبين من خالل إستخدام األشعة السينية أن حركة المعدة واألمعاء تتأثر باإلنفعال الشديد ‪ .‬وقد تؤدي اآلثار اإلنفعالية إلى القيء‬
‫واإلسهال‪.‬‬

‫*الإنفعال والكليتان ‪ :‬كما تتغير وظائف الكلية ونسبة الماء والأملاح في الجسم تبعا لتغير حالة‬
‫الإنفعالية ‪ .‬ففي حالات التهيج والخوف الشديد على سبيل المثال تزيد نسبة التبول‪.‬‬

‫*الإنفعال والغدد الصماء ‪ :‬تتغير معدلات إفراز الغدد الصماء للهرمونات أثناء الإنفعال ‪ .‬فمثلا تنشط‬
‫الغدتان المجاورتين للكليتين في حالات الغضب والخوف من خطر مفاجىء فنجد زيادة في إفراز‬
‫هرمون الأدرينالين الذي يؤدي بالكبد إلى زيادة نشاطه فيقوم بزيادة كمية السكر الذي يفرزه الكبد‬
‫في الدم ‪ .‬وتؤدي زيادة كمية السكر إلى تعبئة طاقة الفرد لمواجهة حالة الإنفعال فتزول آثارها بسرعة‪.‬‬

‫‪2/‬التعبيرات الجسمية الخارجية‪:‬‬


‫تعتبر التعبيرات الجسمية الخارجية من الوسائل التي نستدل من خاللها على إنفعاالت ومشاعر األفراد وعلى الرغم من أن هناك‬
‫بعض التعبيرات اإلنفعالية يمكن إخفاؤها إال أن البعض اآلخر يصعب إخفاؤه لعدم قدرة الشخص على التحكم في جهازه العصبي‬
‫‪ .‬وتعتمد قدرة الشخص على التحكم في تعبيراته غير اللفظية على درجة صحته النفسية والجسمية ‪ .‬فقد تبين من خالل البحث‬
‫الذي آجراه كل من أكمان وآخرون عن التعبيرات اإلنفعالية للمرضى العقليين تبين أن هؤالء المرضى أقل تحكما في التعبيرات‬
‫أيديهم وأرجلهم منهم في تحكمهم لتعبيرات وجوههم ‪.‬وقد أفترضا تفسيرا لهذا هو أن المناطق الجسمية لديهم أقل خضوعا للضبط‬
‫من غيرها وأن تعبيراتهم عن مشاعرهم وأفكارهم تتسرب لديهم من بعض المناطق األقل ضبطا أو تحكما‪.‬‬

‫النظريات المفسرة للإنفعالات‪:‬‬

‫‪1/‬النظريات الفسيولوجية‪:‬‬

‫*نظرية جيمس ‪-‬لانج ‪ :‬نشر عالم الفسيولوجي الدنماركي " كارل جورج لانج " )‪ .( 1834- 1950‬عام‬
‫‪ 1885‬نظريته في الإنفعالات تتمثل في أن الإنفعالات تحدث نتيجة لشعور الشخص بالتغير في‬
‫الأوعية الدموية‪.‬‬
‫وكان وليم جيمس ) ‪ ( 1842-1900‬الفيلسوف وعالم النفس األمريكي قد توصل مستقال إلى نظرية متشابهة ‪ .‬ونشر عام ‪1890‬‬
‫في كتابه مبادىء علم النفس نظريته في اإلنفعال واضعا في حسبانه إسهام النج ‪ .‬وقد عرفت النظرية فيما بعد بإسم‬
‫نظرية جيمس ‪ -‬النج ‪ .‬في اإلنفعال‪.‬‬
‫ولم تكن نظرية النج شديدة اإلتساع إذ كانت تؤكد فقط على تغير األوعية الدموية في حين إهتم وليم جيمس بكل أنواع التغيرات‬
‫الحشوية ‪ .‬إال أنهما يتفقان على أن اإلنفعاالت تكون نتيجة شعور الشخص بالتغيرات في األوعية أو األحشاء الداخلية ‪ .‬فاإلحساس‬
‫الحشوي الجسمي يسبق اإلحساس اإلنفعالي ‪( ..‬فمثال نحن نري شيئا مخيفا فنرتعش ثم نشعر بالخوف )‪ .‬وعلى العكس من الفكرة‬
‫الشائعة‪ -‬وقتئذ التي تذهب إلى أن اإلنفعال يترتب عليه السلوك – أكد وليم جيمس أن السلوك هو الذي يولد اإلنفعال ويلخص‬
‫مضمون النظرية بقوله ‪ " :‬إننا نخاف ألننا نجري" ‪.‬‬
‫وهذا فيما يرى " هيلجارد و إيكيسون " وهو الذي أعطى هذه النظرية شيئا من القبول والمعقولية‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أهمية هذه النظرية ‪ .‬فإن هناك بعض التجارب التي تقيم الدليل على أنها نظرية قاصرة ‪ .‬حيث تبين أن الشعور‬
‫اإلنفعالي ال يحدث إذا هيجنا الغدد واألحشاء بطريقة تجريبية ‪ .‬فإلضطرابات الفسيولوجية الحشوية ليست وحدها المسئولة عن‬
‫الشعور باإلنفعاالت‪.‬‬
‫ونتيجة لهذه اإلنتقادات التي وجهت إلى نظرية جيمس – النج في تفسير اإلنفعاالت ‪ .‬تقدم عالم الفسيولوجي األمريكي "ولتر‬
‫كانون ) ‪ "( 1871- 1945‬بنظريته التي نعرض لها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫*النظرية الثلاموسية أو المهادية ‪ :‬وهي النظرية التي قدمها كانون لتفسير الإنفعالات ‪ .‬ومضمونها‬
‫أن المشاعر الإنفعالية هي تنيجة تنبيه الثلاموس أو المهاد ‪ .‬أما التعبيرات السلوكية للإنفعال فهي من‬
‫وظائف الهيبوثلاموس أو مهاد المخ‪.‬‬
‫وتفترض هذه النظرية أن اإلحساسات المختلفة من الجسم تصل إلى كل من القشرة المخية والهيبوثالموس من خالل مسارات‬
‫اإلحساس الصاعدة ‪ .‬حيث يصدر نوعان من السياالت العصبية ‪ :‬أحدهما لقشرة المخ للشعور باإلنفعال ‪ .‬والثاني للهيبوثالموس‬
‫ويختص بالسلوك اإلنفعالي ومظاهره ‪ .‬وتشير هذه النظرية إلى أن الشعور اإلنفعالي والسلوك اإلنفعالي يصدران في نفس الوقت‬
‫وليس كما يظن سابقا واحدة تلي األخرى‪.‬‬
‫ويؤخد على هذه النظرية أنها مجرد إفتراضات وال يوجد برهان علمي أو ثبات يبين أن الشعور باإلنفعال يصدر من المهاد وأن‬
‫المهاد ال يخدم إال الشعور بالحساسية األولية‪.‬‬

‫ملاحظة ‪ :‬المهاد الثلاموس هو مركز تنظيم المعلومات الحسية التي ترد المخ ‪ .‬حيث يخبر المخ بما‬
‫يحدث خارج حدود الجسم‪.‬‬
‫أما ما تحت المهاد الهيبوثالموس فهو يراقب أجهزة الجسم التي تنظم وظائفه فهو يخبر المخ بما يجري داخل الجسم‪.‬‬

‫‪2/‬النظرية المعرفية‪:‬‬
‫تفتقد النظريات الفسيولوجية إلى مظهرهام من مظاهر الخبرة اإلنفعالية ‪ .‬فاإلحساس بالسعادة أو اليأس من شيء معين مصحوب‬
‫بخبرات ومعارف عن هذا الشيء ‪ .‬وطبقا لهذه الوجهة من النظر فإن اإلنفعال يعد نتيجة التفاعل بين اإلستثارة الداخلية والعمليات‬
‫المعرفية‪.‬‬
‫وقد ساعدت سلسلة التجارب الحديثة على سد الفجوة في النظريات الفسيولوجية المفسرة لإلنفعال ‪ .‬فالتعبير اإلنفعالي يمكن أن‬
‫يحدث في غياب أي مشاعر إنفعالية أو دون وجود دليل واضح يؤكدها ‪ .‬ومن هنا برزت أهمية تفسيرنا في ضوء الخبرات‬
‫والمعارف التي توجد لدى الفرد عن موضوع اإلنفعال فعملية تقدير الفرد للموقف الخارجي في ضوء خبراته ومعارفه هي عملية‬
‫معرفية تؤثر في اإلنفعال‪.‬‬

‫‪3/‬النظريات السلوكية‪:‬‬

‫ينشأ اإلنفعال من وجهة نظر السلوكيين نتيجة الصراع المستثار لدى الكائن الحي ‪ .‬والذي يؤدي به للقيام بإستجابات غير متسقة‪.‬‬
‫كما يفسر البعض اآلخر اإلنفعاالت في ضوء إضطراب السلوك ‪ .‬ويؤخذ على هذه النظريات – فيما يرى ميلفن ماركس – أن‬
‫هناك صعوبات في تحديد التعريفات اإلجرائية الدقيقة لمعنى الصراع بإعتباره اساسا لإلنفعاالت‪.‬‬
‫وقد تعامل واطسون مع اإلنفعال على أنه نمط وراثي من اإلستجابة وتتضمن تغيرات جسمية في جسم الكائن الحي ككل ‪.‬‬
‫وخاصة في األنظمة الحشوية والغددية ‪ .‬وقد عالج واطسون اإلنفعاالت بنفس الطريقة التي تعامل بها مع اإلستجابات غير‬
‫شرطية التي تحدث بشكل متسق لمنبهات معينة ‪ .‬ويالحظ أن واطسون لم يهتم بالتحليل الفسيولوجي لإلنفعال أو بدور الجهاز‬
‫العصبي‪.‬‬
‫أما تومان فيتعامل مع اإلنفعال على أنه إستجابة لتنبيه معين ‪ .‬فاإلنفعال ال يمكن تحديده بواسطة المنبهات فقط أو اإلستجابات فقط‬
‫ولكن في ضوء العالقة بينهما ‪ .‬وقد إهتم تولمان بآثار التعلم على اإلنفعاالت سواء لدى الحيوانات أو األطفال أو الراشدين ‪.‬‬
‫أما سكينر فقد تعامل في البداية مع اإلنفعاالت على أنها ليست نوعا آليا من اإلستجابة ولكنها نوع من القوة يمكن مقارنتها أو‬
‫مضاهاتها بمظاهر الحوافز‪.‬‬
‫ثم تغيرت معالجة سكينر لإلنفعاالت بعذ ذلك حيث إعتبرها حالة إفتراضية تمثل إستعداد أو تهيؤ للفعل أو اإلستجابة بشكل معين ‪.‬‬
‫ويرى أن اإلنفعال عبارة عن " جملة من النشاط أو اإلستثارة يصاحبها تغيرات في األحشاء و العضالت‪".‬‬
‫العوامل المؤثرة في إرتقاء الإنفعالات‪:‬‬

‫يؤثر كل من النضج والتعلم في إرتقاء الإنفعالات وتمايزها وزيادة تعقيدها أو تركيبها ‪ .‬غير أن حدوث‬
‫نمو الإنفعالات على نسق واحد تقريبا عند الإطفاء في أثناء الشهور الأو لى من حياتهم يوحي بأن‬
‫النضج هو العامل الأساسي المؤثر في هذه الفترة المبكرة من العمر ‪ .‬وكلما تقدم الطفل في العمر‬
‫كان أثر التعلم أكثر وضوحا‪.‬‬
‫النضج ‪ :‬ويقصد به النمو الذي يحدث بدون تأثير التعلم ‪ .‬ويحدث نتيجة للعوامل الوراثية وحدها ‪.‬‬
‫ويظهر أثر النضج واضحا في تهيئة البناء العضلي والغدي والعصبي اللزم لظهور بعض الغنفعالات ‪.‬‬
‫فالأطفال عادة لا يبتسمون ولا يضحكون قي الشهرين الأولين لأن الحركات العضلية التي يمكن من‬
‫خلالها القيام بذلك لم تنضج بعد‪.‬‬
‫التعلم ‪ :‬ويظهر دوره واضحا في إكتساب الأطفال للعديد من التعبيرات الإنفعالية فالتعبير عن إنفعال‬
‫الغضب لدى الأطفال يتمثل في الإفصاح عن الطعام أو مغادرة مكان ما …وكل هذه الأفعال يتعلمها‬
‫الأطفال من البيئة التي يعيشون فيها ‪ .‬ويعد إختلاف التعبيرات الإنفعالية من مجتمع لآخر دليلا على‬
‫وجود آثار التعلم في تشكيل الإستجابة الإنفعالية ‪ .‬فبعض المجتمعات يعبر عن الدهشة برفع الحاجب‬
‫وفتح العينين ‪..‬بينما يعبر الصينيون مثلا عن الدهشة بإخراج ألسنتهم ‪ .‬ويرى إدوارد )‪ (1968‬أن تعلم‬
‫الطفل للإستجابة الإنفعالية يتم من خلال ثلاثة أساليب وهي ‪:‬‬
‫المحاكاة ‪ :‬وتقوم بدور كبير في إكتساب الأطفال للإستجابة الإنفعالية ويبدأ الطفل في محاكاة‬
‫الآخرين في حوالي سن السنتين ‪ .‬فهو يقتدي بوجود نماذج من البيئة التي يعيش فيها " أفراد الأسرة‬
‫أو أقارب أو جيران "…‬
‫التشريط ‪ :‬ويبدأ بأن يربط الكائن بين منبه محايد ومنبه آخر سبق وأن إستثار إستجابة إنفعالية لديه ‪.‬‬
‫كما تبين أن الخوف الذي يتعلمه الفرد من منبه معين يمتد إلى غيره من المنبهان التي تتشابه معه‬
‫وذلك في ضوء مبدأ التعميم‪.‬‬
‫الفهم ‪ :‬ويعني إدراك المواقف التي تحتمل أن تثير إستجابة إنفعالية لدى الفرد ‪ .‬فالخوف من تعاطي‬
‫مخدر معين يتضمن فهما لأضراره وما يمكن أن يحدثه من مخاطر او أضرار‪.‬‬

‫فوائد الإنفعالات‪:‬‬

‫تحقق الدرجات المعتدلة من الإنفعالات العديد من الفوائد بالنسبة للفرد ومنها ما يأتي ‪:‬‬
‫‪1/‬تزيد الشحنة الوجدانية المصاحبة للإنفعال من تحمل الفرد وتدفعه إلى مواصلة العمل وتحقيق‬
‫أهدافه‪.‬‬
‫‪2/‬للإنفعال قيمة إجتماعية ‪ .‬فالتعبيرات المصاحبة للإنفعال ذات قيمة تعبيرية تربط بين الأفراد وتزيد‬
‫من فهمهم لبعضهم البعض‪.‬‬
‫‪3/‬تعتبر الإنفعالات مصدرا من مصادر السرور ‪ .‬فكل فرد يحتاج إلى درجة معينة منها إذا زادت أثرت‬
‫على سلوكه وتفكيره ‪ .‬وإذا قلت إصابته بالملل‪.‬‬
‫‪4/‬تهيىء الإنفعالات الفرد للمقاومة من خلال تنبيه الجهاز العصبي اللارادي ‪.‬‬

‫أضرار الإنفعالات‪:‬‬

‫‪1/‬يؤثر الإنفعال على التفكير الفرد فيمنعه من الإستمرار ‪ .‬كما هو الحال في الحالة الغضب أو يجعل‬
‫التفكير بطيئا كما هو الحال في حالات الحزن والإكتئاب‪.‬‬
‫‪2/‬يقلل الإنفعال من قدرة الشخص على النقد وإصدار الأحكام الصحيحة كما يؤثر أيضا على الذاكرة‪.‬‬
‫‪3/‬في حالة حدوث الإنفعالات بشكل مستمر ودائم يترتب عليه العديد من التغيرات الفسيولوجية مما‬
‫يؤدي إلى حدوث تغيرات عضوية في الأنسجة وينشأ في هذه الحالة ما يسمى بالأمراض النفسية –‬
‫الجسمية أو السيكوسوماتية ‪ .‬ومنها قرحة المعدة وإرتفاع ضغط الدم‪.‬‬

‫ووالسؤال الذي يستحق الإجابة عليه هو ‪ :‬كيف يمكن التغلب والسيطرة على الإنفعالات والتقليل من‬
‫أضرارها ‪ .‬وهذا ما نتناوله في الفقرة التالية‪:‬‬

‫التحكم في الإنفعالات أو السيطرة عليها‪:‬‬


‫‪1/‬التعبير عن الطاقة الإنفعالية في الأعمال المفيدة ‪ .‬حيث يولد الإنفعال طاقة زائدة في الجسم‬
‫تساعد الفرد على القيام ببعض الأعمال العنيفة ‪ .‬ومن الممكن أن يتدرب الفرد على القيام ببعض‬
‫الأعمال الأخرى المفيدة لكي يتخلص من هذه الطاقة‪.‬‬
‫‪2/‬تقديم المعلومات والمعارف عن المنبهات المثيرة للإنفعال ‪ .‬حيث يساعد ذلك على إنقاص شدة‬
‫الإنفعال وبالتالي التغلب على الإضطراب الذي يحدث للأنشطة المتصلة به ‪ .‬فالطفل الذي يخاف من‬
‫القطط مثلا يمكن مساعدته على التخلص من ذلك عن طريق تزويده ببعض المعلومات التي تقلل‬
‫من هذه الحالة لديه‪.‬‬
‫‪3/‬محاولة البحث عن الإستجابات التي تتعارض مع الإنفعال ‪ .‬فإذا شعر الفرد نحو شخص ما بشيء‬
‫من الكراهية لأسباب معينة‪ .‬عليه أن يبحث عن أسباب أخرى إيجابية يمكن أن تثير إعجابه بهذا‬
‫الشخص وتغير إتجاهه نحوه‪.‬‬
‫‪4/‬عدم تركيز الإنتباه على الأشياء والمواقف المثيرة للإنفعالات ‪ .‬فإذا لم يستطع الفرد التحكم في‬
‫إنفعالاته عن طريق البحث عن الجوانب الإيجابية أو السارة في الشيء مصدر الإنفعال فيمكنه أن يغير‬
‫إهتمامه عن هذا الشيء إلى الأشياء والموضوعات التي تساعده على الهدوء والتخلص من إنفعالاته‬
‫وتوتراته‪.‬‬
‫‪5/‬الإسترخاء ‪ :‬يحدث الإنفعال عادة حالة عامة من التوتر في عضلات الجسم وفي هذه الحالات يحسن‬
‫القيام بشيء من الإسترخاء العام لتهدئة الإنفعال وتناقصه تدريجيا‪.‬‬

‫وبهذا نكون قد عرضنا في هذا البحث تعريف الإنفعالات وأبعادها وأنواعها والنظريات المفسرة لها‬
‫ومظاهرها وكيف ترتقي وتتغير من عمر لآخر ‪ .‬ثم تحدثنا بعد ذلك عن فوائد وأضرار الإنفعالات وكيف‬
‫يمكن التحكم والسيطرة عليها‪..‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫*حسين حسن سليمان ‪ .‬السلوك اإلنساني والبيئة االجتماعية‪ ،‬بين النظرية والتطبيق المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‪2005 .‬‬

‫*كتاب السلوك الإنساني ‪ .‬مؤسسة أطفال الخليج لذوي الإحتياجات الخاصة‬

You might also like