You are on page 1of 14

‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫تقنيات الحِجاج في البالغة الجديدةِعند شاييم بيرملانِ‬


‫‪Argumentation’s Technics in new rhetoric for ChaÏm perlman‬‬
‫تاريخ القبولِ‪8102-01-24ِ ِ:‬‬ ‫تاريخ إلارسال‪8102-01-20ِ :‬‬
‫الطالب ‪ :‬شعبان أمقران‬
‫‪Chokomoko2017@gmail.com‬‬
‫التخصص ‪ :‬الشعريات و قضايا النص ألادبي‬
‫إشراف أستاذة التعليم العالي ‪ :‬حفيظة رواينية‬
‫جامعة باجي مختار ‪ -‬عنابة ‪( -‬الجزائر)‬

‫الملخص‪:‬‬
‫يعرفه الفيلسوف البلجيكي شاييم بريملان ‪ ، ChaÏm perleman‬هو دراسة تقنيات اخلطاب اليت من شأهنا أن تؤدي‬ ‫ِ‬
‫احلجاج كما ّ‬
‫باألذهان إىل التسليم مبا يُعرض عليها من أطروحات‪ ،‬أو أن تزيد يف درجة ذلك التسليم‪ ،‬انطالقا من هذا التعريف ارتأينا أن يكون البحث‬
‫حماولة للكشف عن هذه التقنيات يف البالغة اجلديدة (احلجاج) عند رائدها بريملان‪ ،‬من خالل مناقشة مفهوم احلِجاج و وظيفته‪ ،‬مث التطرق‬
‫بشيء من التفصيل أل هم تقنياته احلجاجية و للياته اقإقناعية ‪ ،‬القائمة عل ننائية الفصل ‪ Dissociation‬و الوصل ‪، Liaison‬‬
‫باعتبارها أهم ركائز الدرس احلجاجي عند بريملان و َمن تأنروا ببالغته اجلديدة و تبنَّوا طرحه‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية ‪ :‬التقنيات ؛ احلجاج ؛ البالغة اجلديدة ؛ شاييم بريملان ‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪Argumentation as Chaim Perelman puts it is the study of techniques that uses the mind to‬‬
‫‪calculate the conclusion of a claim through interpersonal interaction, taking into account the‬‬
‫‪previous definition, this research paper tries to explore these new rhetoric techniques in the works‬‬
‫‪of Chaïm Perelman, the pioneer of new rhetoric, through the discussion of the concept of‬‬
‫‪argumentation, its function, and its premises, finally, we shall see in details the most important‬‬
‫‪techniques of argumentation and its mechanisms of persuasion, Perelman and whoever adopted his‬‬
‫‪perspective on rhetoric consider liaison and dissociation the two main categories of these‬‬
‫‪techniques.‬‬
‫‪Keywords: Technics, Argumentation, New rhetoric, Chaïm Perelman‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد شاييم بريملان ‪ ChaÏm perlman‬أول من استخدم مصطلح البالغة اجلديدة رفقة أولربخيت تيتيكا ‪ ،‬و يعين‬
‫هبا احلجاج ‪ ،‬فهو رائد نظرية احلجاج و أول من بعثه و أحياه يف النصف الثاين من القرن العشرين ‪ ،‬بعد ركوده مدة‬
‫طويلة ‪ ،‬من خالل مؤلَّفه‪" :‬مصنف يف احلجاج‪ -‬البالغة اجلديدة‪Traité de l’argumentation-la ( "-‬‬
‫‪ )nouvelle rhétorique‬الذي شاركته يف إجنازه أولربخت تيتيكا ‪ L. Olbrechts Tyteca‬سنة ‪،8591‬‬
‫حيث ميثل هذا الكتاب أوج ما توصلت إليه املدرسة البلجيكية ‪ ،‬و " أكثر املصنفات شهرة و اكتماال و إملاما بقضايا‬
‫احلجاج ")‪ ، (1‬وهو املستحدث لتقدم البحوث البالغية ‪.‬‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪223‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫أ‪-‬مفهوم الحجاج و غايته عند بيرلمان‪:‬‬


‫يقدم بريملان تصورا جديدا للحجاج ‪ ،‬حيث يقصد به‪ ":‬دراسة التقنيات اخلطابية اليت من شأهنا أن تؤدي باألذهان‬
‫إىل التسليم مبا يُعرض عليها من أطروحات أو أن تزيد يف درجة ذلك التسليم")‪، (2‬يشتمل هذا التعريف عل تركيب من‬
‫املفاهيم اليت تتطلب لحليال و تفكيكا‪ ،‬إن ما يُفهم يف الوهلة األوىل هو أن احلجاج أو البالغة اجلديدة‪-‬كما يسميها‬
‫بريملان‪ -‬له عالقة بالبالغة القدمية لكوهنما يرتكزان عل لليات و إجراءات خطابية معينة ترمي إىل التأنري يف املتلقي ‪ ،‬و‬
‫أهنما ينطلقان من جمالني مشرتكني مها اخلطابة و اجلدل ‪ ،‬غري أن بريملان م يقف عند حد هذا االشرتا و املشاهبة ‪ ،‬بل‬
‫ج ّدد و أعاد صياغة املفاهيم برؤية جديدة ‪ ،‬فهذه البالغة اجلديدة ترتكز عل تقنيات خطابية‪ ،‬تتمثل يف جمموعة من‬
‫البىن الذهنية االستداللية و املكونات احلجاجية ‪ ،‬و العناصر اقإنباتية املرتبة بطريقة حمددة ‪ ،‬و احملكمة بعالقات ربط و‬
‫عرض عليه‬‫فصل معينة‪ ،‬حبيث تستهدف إنارة ذهن املتلقي و تدفعه إىل اقإذعان و التسليم ‪ ،‬أو باألحرى االندماج فيما يُ َ‬
‫من أطروحات و قضايا و تصورات ‪ ،‬أو أن تزيد يف درجة ترسيخها و اخنراطه و تقبله هلا‪ ،‬فهي ذات وظيفة تأنريية إقناعية‬
‫‪ ،‬حبيث ال تقتصر عناية هذا احلجاج فقط عل بناء احلقائق لدى املتلقي و إمنا ترسيخها يف عقله‪ ،‬و جتسيدها يف سلوكه‬
‫‪ ،‬و وظيفة هذه التقنيات هي " الفعل يف املتلقي عل حنو يدفعه إىل العمل أو يهيئه للقيام بالعمل"(‪ ، )3‬فهي قوة دافعه‬
‫ترمي إىل لحقيق نتائج عملية قابلة للقياس ‪،‬أي أن تقييم احلجاج يتوقف عل املتلقني " فيعترب احلجاج جيدا أو صحيحا‬
‫إذا جنح يف التأنري عل املتلقني"(‪ ، )4‬مبعىن أن هذه التقنيات لحمل وظائف نالث هي‪ ":‬اقإقناع الفكري‪/‬العقلي اخلالص‪،‬‬
‫اقإعداد لقبول أطروحة ما‪ ،‬الدفع إىل الفعل")‪ ، (5‬و يفرق بريملان بني نوعني من احلجاج ‪ :‬نوع يسميه احلجاج االقتناعي‬
‫)‪ (L’argumentation convaincante‬بوصفه يهدف إىل " أن يسلّم به كل ذي عقل فهو عام")‪َ (6‬يو َّجه إىل‬
‫املستمع الكوين )‪-(L’auditoire universel‬عل حد تعبري حممد العمري‪ -‬و لذلك يعتربه بريملان "‬ ‫َ‬ ‫املتلقي أو‬
‫أساس اقإذعان و أساس احلجاج")‪ ، (7‬و نوع هو احلجاج اقإقناعي )‪ (L’argumentation persuasive‬الذي‬
‫يستهدف متلقيا خاصا )‪ (L’auditoire particulier‬فهو حجاج ذايت و خاص‪ ،‬و جماله ضيق لذلك ال يُعتَ ُّد‬
‫به يف احلجاج )‪ ، (8‬و بسبب صعوبة التفريق و الفصل بني ما هو وجداين ذايت ‪ ،‬و ما هو عقلي موضوعي يف طبيعة‬
‫املتلقي اختار بريملان تصنيف املتلقي إىل نوعني كما سبق ‪ ،‬فالفرق بني االقتناع و اقإقناع – كما يرى بريملان‪ " -‬أن املرء‬
‫يف حالة االقتناع يكون قد أقنع نفسه بأفكاره اخلاصة ‪ ،‬أما يف حالة اقإقناع فإن الغري هم الذين يقنعونه دائما")‪ ، (9‬و من‬
‫مث ميكننا القول بأن بريملان يرتكز يف بالغته اجلديدة عل االقتناع ‪،‬ألنه يناسب جمال احلجاج املنبين عل فسح اجملال‬
‫لعقل املتلقي ‪ ،‬و حرية اختياره يف خضوعه ملا يُعرض عليه من قضايا و أطروحات ‪ ،‬و جعله مبنأى عن االعتباطية و‬
‫التسليم االضطراري امللزم و العنيف‪ ،‬ألن " احلجاج غري امللزم )‪ (Non contraignant‬و غري االعتباطي هو وحده‬
‫القمني بأن حيقق احلرية اقإنسانية من حيث هي ممارسة الختيار عاقل")‪. (10‬‬
‫ج‪ -‬التقنيات الحجاجية‪:‬‬
‫بعد أن أكد بريملان عل وظيفة احلجاج و غايته املتمثلة يف لحقيق اقتناع املتلقي عقال و عمال ‪ ،‬علّق جناح العملية‬
‫احلجاجية و جناعتها عل ما أمساه ‪ " :‬التقنيات احلجاجية "‪ ،‬و هي أهم ركائز الدرس احلجاجي يف البالغة اجلديدة عند‬
‫شعبان أمقران‬ ‫‪224‬‬
‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫عرف احلجاج ‪ -‬كما رأينا ‪ -‬عل أنه معرفة و دراسة التقنيات اخلطابية اليت تساهم يف إذعان املتلقي ‪ ،‬أو‬
‫بريملان ‪ ،‬فقد ّ‬
‫وزعها بريملان‬
‫زيادة إذعانه ‪ ،‬و هذه التقنيات هي جمموعة احلجج املتنوعة اليت عليها مدار احلجاج يف أي خطاب ‪ ،‬و قد ّ‬
‫عل نوعني ‪ :‬األول هو " احلجج القائمة عل الوصل ‪ ،‬و هي اليت متكن من نقل القبول احلاصل حول املقدمات إىل‬
‫النتائج ‪ ،‬و الثاين هو احلجج القائمة عل الفصل ‪ ،‬و هي اليت تسع إىل الفصل بني عناصر ربطت اللغة أو إحدى‬
‫التقاليد املعرتف هبا بينها " (‪. )11‬‬
‫ج‪ 1-‬طرائق الوصل ‪: procédés de liaison‬‬
‫ج‪ 1-1-‬الحجج شبه المنطقية )‪:(Les arguments quasi-logiques‬‬
‫هي اليت " تستمد قوهتا اقإقناعية من مشاهبتها للطرائق الشكلية )‪ ، (Formelle‬و املنطقية و الرياضية يف الربهنة‬
‫‪ ،‬لكن هي تشبهها فحسب و ليست هي إياها إذ فيها ما يثري االعرتاض " )‪ ، (12‬و بالتايل فهي تقرتب من املنطق‬
‫الصوري و الرياضي و لكنها ال تساويه ‪ ،‬و إال أصبح احلجاج برهنة و هذا يتعارض مع مفهومه و طبيعته االحتمالية و‬
‫املمكنة ‪ ،‬و بالتايل فهي قابلة للرد لكوهنا ليست منطقية ‪ ،‬فهذه احلجج تستمد قوهتا اقإقناعية من خالل استنادها إىل‬
‫)‪(13‬‬
‫‪ ،‬و هذه احلجج شبه املنطقية‬ ‫بعض املبادئ املنطقية " كالتناقض و التمانل التام أو اجلزئي ‪ ،‬و قانون التعدية "‬
‫تنقسم إىل أنواع هي كالتايل ‪:‬‬
‫ج‪ 1-1-1-‬الحجج شبه المنطقية التي تعتمد البنى المنطقية ‪ :‬و هي بدورها أنواع ‪:‬‬
‫ج‪ 1-1-1-1-‬التناقض و عدم االتفاق )‪:(Contradiction et incompatibilité‬‬
‫" املقصود بالتناقض )‪ (Contradiction‬هو أن تكون هنا قضيتان ‪ 2 propositions‬يف نطاق مشكلتني‬
‫إحدامها نفي لألخرى و نقض هلا " )‪ ، (14‬فالتناقض هو الذي يكون فيه عدم اتفاق بني قضيتني ‪ ،‬أو بني فكرة و‬
‫نتائجها العملية ‪ ،‬كقولنا ‪ :‬الشيء موجود و غري موجود يف الوقت نفسه ‪ ،‬فهو نوع مجع بني إنبات و نفي ‪ ،‬أي أن‬
‫هنا قضية تنقض قضية أخرى و تنفيها ‪ ،‬و بالتايل يستحيل اجلمع بينهما‪ ،‬و أما " التعارض بني ملفوظني فيتمثل يف‬
‫)‪(15‬‬
‫وضع امللفوظني عل حمك الواقع و الظروف أو املقام ‪ ،‬الختيار إحدى األطروحتني و إقصاء األخرى فهي خاطئة "‬
‫‪ ،‬أي أننا أمام قضية صحيحة و أخرى خاطئة فال وجود للنقض هنا ‪ ،‬و لذلك ارتبط التعارض باملقام و ظروفه اليت‬
‫ترجح قضية عل حساب أخرى ‪ ،‬حيث ميكن تأويل األلفاظ بطرق خمتلفة ‪ ،‬بينما ارتبط التناقض بقضايا النفي و‬ ‫ّ‬
‫اقإنبات ‪ ،‬و احلضور و الغياب ‪ ،‬و بالتايل فمجال احلجاج هو التعارض )‪ ، (incompatibilité‬و ليس التناقض‬
‫املنطقي الصارم و املل ِزم الذي ال يتأنر بالظروف و ال املقام ‪ ،‬و كمثال عل التعارض أن املرء قد يق ّدم دعوى معينة مما‬
‫يسلم به اجلمهور ‪ ،‬مث هو يعارضها بأخرى خمالفة للواقع و املقام ‪ ،‬فيقع فيما أمساه بريملان بالسخرية و اهلزء ‪Ridicule‬‬
‫‪ ،‬و يقدم عل ذلك مثاال " يتعلق بالشخص الذي يزعم أن م يسبق له أن قتل كائنا حيا ‪ ،‬و الذي يُبَ َّني له أنه مبعاجلة‬
‫جرح متقيّح ‪ ،‬سوف يضطر إىل قتل عدد هائل من امليكروبات " )‪ (16‬باعتبارها كائنات حية ‪ ،‬و لذلك اعترب بريملان أ‬
‫ن" السخرية أو اهلزء من أهم األسلحة احلجاجية " )‪ (17‬و عوامل جناحه‪.‬‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪225‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫)‪(L’identité dans l’argumentation‬‬ ‫ج‪ 2-1-1-1-‬التماثل و الحد في الحجاج‬


‫التمانل هو كذلك صنف من احلجج املعتمدة عل البىن املنطقية ‪ ،‬و " مداره عل التعريف ‪ Définition‬من‬
‫املعرف متام‬
‫املعرف ‪ ، Le définien dum‬و ليس ِّ‬ ‫املعرف ‪ Le définiens‬و ِّ‬ ‫حيث هو تعبري عن التمانل بني َّ‬
‫)‪(18‬‬
‫كل من‬‫‪ ،‬أي أننا نكون بصدد تعريف شيء أو مفهوم أو واقعة حب ّد أو تعريف ممانل ‪ ،‬فيكون ّ‬ ‫املعرف عل احلقيقة "‬
‫َّ‬
‫املعرف متمانلني و متطابقني لفظاً بشكل يبدو ظاهريا أنه منطقي ‪ ،‬لكنهما يف احلقيقة خمتلفني " ألن استخدام‬
‫املعرف و َّ‬‫ِّ‬
‫)‪(19‬‬
‫‪ ،‬فمثال قولنا ‪ :‬العمل هو‬ ‫التعريفات يف احلجاج يفرتض احتمالية تعددها ‪ ،‬و االختيار من بني هذه التعددية "‬
‫اجملرة حقيقة ختتلف عن الثانية اليت تشمل كل عمل سواء أكان صاحلا أم‬
‫العمل ‪ ،‬فكلمة العمل األوىل اليت تعين القيمة ّ‬
‫سيئا‪ ،‬و بالتايل فهي جمازية ‪ ،‬و مع ذلك " فإن التمانل الظاهر يصعب دفعه " )‪. (20‬‬
‫ج‪ 3-1-1-1-‬الحجج القائمة على العالقة التبادلية )‪(arguments de réciprocité‬‬
‫تعتمد هي األخرى عل البىن املنطقية للتبادل ‪ ،‬و ذلك حني نبادل بني قضيتني تبدوان متمانلتني متشاهبتني ‪ ،‬و‬
‫من نفس الصنف و لكنه تبادل عكسي انطالقا من مبدأ العدل بينهما ‪ ،‬أي باعتبار أن " الكائنات املنتمية إىل نفس‬
‫تعامل بالطريقة نفسها "(‪، )21‬فال يُكال قإحدامها مبكيالني ‪ ،‬و لذلك هي " حجج عكسية و‬
‫الفئة األساسية ينبغي أن َ‬
‫دعوة إىل تطبيق قاعدة العدل عل وضعيتني متناظرتني "(‪ ، )22‬و من أمثلة ذلك قول أحد املتسولني ‪ " :‬ال أفهم كيف‬
‫ميكن أن يعترب التسول جريرة يف جمتمع يرى الصدقة فضيلة ! ")‪. (23‬‬
‫ج‪ 4-1-1-1-‬حجج التعدية )‪:(L’arguments de transitivité‬‬
‫ترتكز هذه احلجة عل عالقة صورية منطقية بني طرفني فأكثر ‪ ،‬مضموهنا أنه إذا كانت هنا عالقة معينة سواء‬
‫كرب ‪ ، plus grand que‬بني (أ) و (ب) ‪ ،‬و العالقة نفسها موجودة‬ ‫مساواة ‪، égal‬أو تضمني ‪، inclusion‬أو َ‬
‫بني (ب) و (ج) ‪ ،‬فإنه وفق قانون التعدية توجد عالقة تعدية بني (أ) و (ج) ‪ " ،‬و هذه السمات الصورية للتعدية و‬
‫االشتمال قابلة للنقل إىل حقل احلجاج ")‪ (24‬و اللغة الطبيعية ‪ ،‬و من أمثلة ذلك الواقع قولنا ‪( :‬عدو صديقي عدوي)‬
‫فهي عالقة تعدية ‪ ،‬و يف نفس الوقت تتضمن )‪ (inclus dans‬عالقة أخرى مفادها أن ‪( :‬صديق عدوي عدوي) ‪،‬‬
‫غري أن هذه احلجج قد يكذهبا الواقع و يردها ألنه ليس بالضرورة أن يكون عدو صديقي عدوي ‪ ،‬و ال صديق عدوي‬
‫عدوي ‪ ،‬و " ميكن أن نلخص هذه العالقة يف هذه اقإمكانات‪:‬‬
‫(أ) = (ب) و (ب) = (ج) إذن (أ) = (ج)‬
‫أو (أ) ≠ (ب) و (ب) ≠ (ج) إذن (أ) ≠ (ج)‬
‫)‪(25‬‬
‫أو (أ) (ب) و (ب) (ج) إذن (أ) (ج) "‬
‫ج‪ 2-1-1-‬الحجج شبه المنطقية التي تعتمد العالقات الرياضية‪ :‬و تتفرع منها‪:‬‬
‫ج‪ 1-2-1-1-‬إدماج الجزء في الكل‪ :‬هذا النوع من احلجج يتأسس عل مبدإ رياضي هو " أن ما‬
‫‪ ،‬و بالتايل فهي عالقة رياضية ‪ ،‬تستند إليها احلجة يف‬ ‫(‪)26‬‬
‫ينسحب عل الكل ينسحب عل اجلزء من هذا الكل "‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪226‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫إنباهتا من الناحية الكمية أن الكل يشتمل اجلزء و يتضمنه ‪ ،‬و أن اجلزء مهما كان حجمه فهو داخل يف الكل ‪ ،‬من‬
‫وجهة نظر كمية ‪ ،‬و كمثال عل ذلك ‪ " :‬ما أسكر كثريه فقليله حرام " (‪. )27‬‬
‫ج‪ 2-2-1-1 -‬حجة تقسيم الكل إلى أجزاء )‪:(Argument de division‬‬
‫هذه احلجج تلجأ إىل تقسيم الكل باعتباره أفضل و أهم و أمشل إىل أجزائه املكونة ‪ ،‬حيث يوظفها احملاجج كي‬
‫يتسىن له إدراج " تلك األجزاء و لحميلها الشحنة اقإقناعية اليت كانت هلا جمتمعة " (‪، )28‬فهي نوع إنبات حضور‬
‫‪ présence‬للكل من خالل إنبات أجزائه ‪ ،‬و لضمان جناح هذا النوع من احلجج " ينبغي أن يكون تعداد األجزاء‬
‫شامال ‪ ،‬و إال لحطم كل ما بناه اخلطيب و أنار ضحك اآلخرين " )‪ ، (29‬فحضور األجزاء وسيلة ضرورية خللق الكل و‬
‫حضوره ‪ ،‬و مع ذلك تبق هذه احلجج شبه منطقية " ألن األجزاء ال تعرب يف كل احلاالت و بدقة عن الكل " )‪. (30‬‬
‫ج‪ 3-2-1-1-‬حجة المقارنة )‪: (l’argument de comparaison‬‬
‫" تعترب املقارنة حجة شبه منطقية حني ال تسمح بإجراء وزن أو قياس فعلي " )‪ ، (31‬و إن كانت توحي بأننا أمام‬
‫قياس فعلي أو أننا نصدر حكما مضبوطا ‪ ،‬فمثال حني " نقارن شاعرا متوسطا فنقول إنه دون مكانة املتنيب ‪ ،‬فإننا نرفعه‬
‫هبذا ‪ ،‬و لكننا حينما نقول عنه أنه أرفع من شاعر ضعيف فإننا حنط من قيمته " )‪ ، (32‬فمعيار املقارنة ليس قياسا نابتا‬
‫و ال فعال قابال للقياس ‪ ،‬بل شبيه بذلك ‪.‬‬
‫‪(Les arguments basés sur la‬‬ ‫ج‪ 3-1-1-‬الحجج المؤسسة على بنية الواقع‬
‫‪stucture du réel) :‬‬
‫إذا كانت احلجج شبه املنطقية ترتكز يف بناء قوهتا احلجاجية عل بنيات منطقية و رياضية ‪ ،‬فإن احلجج املؤسسة عل‬
‫بنية الواقع " تستخدم احلجج شبه املنطقية للربط بني أحكام مسلَّم هبا " )‪ ، (33‬فتكون هذه األخرية متابعة و متصلة‬
‫باألوىل ‪ ،‬ألن األحكام املسلم هبا سواء أكانت وقائع أو حقائق أو فرضيات ‪..‬فإهنا استمدت قوهتا احلجاجية من كوهنا‬
‫نابعة من الواقع الذي يذعن له املتلقي و يقتنع به ‪ ،‬و هذه احلجج هلا طريقتان للربط بني عناصر الواقع ‪ :‬األوىل هي‬
‫عالقات " االتصال التتابعي )‪ (liaison de coexistence‬الذي يكون بني شخص و أعماله ‪ ،‬و عموما بني‬
‫اجلوهر و جتلياته كأن يقال عن طفل ما إنه عظيم باعتبار أن أباه فالن (قياس العرض عل اجلوهر) ")‪ ، (34‬و تتجل‬
‫أنواع كل من االتصالني و تفرعاهتما كما يلي‪:‬‬
‫ج‪ 1-3-1-1-‬االتاا التتابعي و الحجة البراغماتية‪:‬‬
‫هذا النوع من احلجج كما قلنا يعتمد عل عالقة االتصال السبيب من طريقني ‪ ،‬إما الربط بني السبب أو احلدث أو‬
‫املقدمة و ما ينتج عنها من نتائج ‪ ،‬و إما عكسيا تنطلق من النتائج لتصل إىل أسباهبا ‪ ،‬و يتم ذلك عرب نالنة أنواع من‬
‫احلجاج ‪ " :‬حجاج يسري يف اجتاه البحث عن أسباب ظاهرة ما ")‪ ، (35‬أي يعتمد يف بنائه عل الربط بني السبب و‬
‫تكاسل فرسب‪ ،‬و " حجاج يرمي إىل لحديد لنار ظاهرة ما " )‪ ، (36‬فهو ينطلق من النتيجة ليصل إىل‬ ‫َ‬ ‫نتائجه مثل ‪:‬‬
‫)‪(37‬‬
‫استخالص األحداث و األسباب مثل ‪ :‬رسب ألنه تكاسل‪ ،‬و " حجاج يرمي إىل تقييم حدث ما بواسطة نتائجه "‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪227‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫‪ ،‬أي أنه يعتمد عل التكهن مبا سيقع من نتائج لو توفر سبب و حدث معني ‪ ،‬مثل‪ :‬هو يتكاسل فسريسب ‪ ،‬و يف‬
‫هذا السياق حييلنا بريملان عن حجج أخرى تعتمد عل عالقة االتصال التتابعي ‪ ،‬من بينها ‪:‬‬
‫* الحجة النفعية )‪ :(Argument pragmatique‬و هي اليت يعرفها بريملان بقوله ‪:‬‬
‫ُمسّي حجة نفعية حجة النتائج اليت تقيّم فعال أو حدنا أو قاعدة ‪ ،‬أو أي شيء لخر تبعا لنتائجه اقإجيابية أو السلبية‬
‫" أَ‬
‫")‪ ، (38‬فهذه احلجة تربط قيمة السبب أو الفعل أو احلدث بقيمة ما ينتج عنه من نتائج إجيابا أو سلبا ‪ ،‬و لذلك تع ّد‬
‫هذه احلجة من أهم احلجج اليت حيفل هبا احملاجج ‪ ،‬فاحلكم عل قيمة السبب تابع للحكم عل نتائجه ‪ ،‬مثل قولنا "‬
‫هذه السياسة جيدة ألن نتائجها جيدة ")‪ ، (39‬فتقومينا و توجيهنا لألسباب و األحداث بأن يُنظر إليها باعتبار ما‬
‫سيسفر عنها من نتائج‪.‬‬
‫* حجة التبذير أو التبديد)‪ : (l’argument de gaspillage‬قد تبدو هذه احلجة للوهلة األوىل‬
‫متعلقة بصفة تبديد احلجج ‪ ،‬أي كثرة توظيفها و اقإسراف فيها عل حنو يقلل من فعاليتها ‪ ،‬و لكنها غري ذلك ‪ ،‬فهي‬
‫بعد يف القيام به ‪ ،‬و يتلخص ذلك " يف القول بأننا ملا كنا بدأنا‬
‫تقوم عل ضرورة استكمال ما بُدئ فيه و إمتام ما ُشرع ُ‬
‫جتسمناها يف سبيله لو ختلّينا عن املهمة فإنه ينبغي املواصلة يف االجتاه ذاته ")‪، (40‬‬
‫عمال ما ‪ ،‬و ملا كنا سنخسر تضحيات ّ‬
‫و بالتايل فهذه احلجة تلعب دورا مهما يف جعل املتلقي يذعن و يقتنع مبواصلة ما بدأ فيه ‪ ،‬و إكماله ما دام أنه قطع‬
‫شوطا يف ذلك‪ ،‬و بذل إمكانات و تضحيات من أجل ذلك‪.‬‬
‫* حجة االتجاه )‪ " : (l’argument de direction‬تتمثل أساسا يف التحذير من مغبّة اتباع سياسة‬
‫تتنازل أكثر يف املرة القادمة ‪ ،‬و اهلل أعلم أين ستقف بك‬
‫لت هذه املرة وجب عليك أن َ‬ ‫املراحل التنازلية كقولنا ‪ :‬إذا تناز َ‬
‫سياسة التنازالت هذه ؟ " )‪ ، (41‬فهي تقنية يلجأ إليها احملاجج و يعتمد فيها أسلوب التحذير ‪ ،‬و التخويف من سلسلة‬
‫التنازالت اليت تؤدي باملتلقي يف النهاية إىل نتيجة تؤول به إىل االستسالم ‪ ،‬كما أهنا تعتمد " التحذير من انتشار ظاهرة‬
‫ما حبجة أهنا قد تصيب اجملاور هلا بالعدوى )‪.(42) " (l’argument de contagions‬‬
‫ج‪ 2-3-1-1-‬االتاا التواجدي و عالقات التعايش)‪:(les liaison de coexistance‬‬
‫ج‪ 1-2-3-1-1-‬الشخص و أعماله‪:‬‬
‫إذا كانت حجج االتصال التتابعي تربط بني األسباب سواء أكانت أحدانا أو مقدمات‪ ،‬مبا ينتج عنها من نتائج ‪،‬‬
‫فإن صور االتصال التواجدي ختتلف عنها ‪ ،‬باعتبارها تربط بني عالقات متداخلة بني الشخص و أعماله ‪ " ،‬و تتمثل‬
‫توضحه ")‪،(43‬فثنائية‬
‫هذه احلجة يف تفسري حدث أو موقف ما ‪ ،‬و التنبؤ به انطالقا من الذات اليت تعرب عنه أو جتلّيه و ّ‬
‫الشخص و أعماله ال تكاد تنفصل ‪ ،‬و لذلك فأعمال الشخص و أفعاله املتجلية و املتجسدة تساعدنا يف الكشف عن‬
‫جوهره و نيته‪ ،‬و أفكاره لحيلنا و تنبئنا مبا سيصدر عنها من أعمال و مواقف قبل وقوعها ‪ ،‬و تفسرها لنا بعد وقوعها ‪ ،‬و‬
‫هذا يف الغالب يصدق حينما نكون أمام شخصية متغرية متناقضة ‪ ،‬و يف هذه احلالة بإمكان املتلقي رد حجتنا يف‬
‫الشخص و أفعاله حبجة مضادة تقوم عل مبدأ التناقض و التغري املرصود بني الشخصية و أعماهلا ‪ ،‬فهي عالقة متبادلة‬
‫ص ّدقها ما يتجلّ عنها من‬‫تسري يف اجتاهني ‪ ،‬فما ن ّدعيه و حنتج به من صفات ُخلُقية و نوايا و مقاصد يف شخصية ما يُ َ‬
‫شعبان أمقران‬ ‫‪228‬‬
‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫أفعال و العكس صحيح ‪ ،‬ولذلك يويل بريملان اهتماما لنية الشخص و قصده بقوله ‪ " :‬فالنية اليت ختتبئ وراء األفعال‬
‫تصبح هي األساس ‪ ،‬فهي اليت جيب أن نبحث عنها وراء التجليات اخلارجية للشخص ‪ ،‬و هي اليت تعطيها معناها و‬
‫(‪)44‬‬
‫أمهيتها ‪ ،‬من هنا يأيت إصدار حكم مزدوج ‪ ،‬أحدمها يتعلق بالفعل ذاته و اآلخر بالفاعل "‬
‫ج‪ 2-2-3-1-1-‬حجة السلطة )‪:(Argument d’autorité‬‬
‫هنا حجج متنوعة يف خطابات الناس تستمد قوهتا من هيبة ‪ prestige‬الشخص و مكانته ‪ ،‬و من بينها حجة‬
‫احملاجج " هيبة شخص أو جمموعة أشخاص لدفع املخاطَب إىل تبين دعوى ما ‪ ،‬و‬ ‫السلطة ‪ ،‬اليت يستخدم فيها ِ‬
‫السلطات اليت يتم االعتماد عليها يف احلجاج متنوعة ‪ ،‬فقد تكون اقإمجاع أو الرأي العام تارة ‪ ،‬و قد تكون فئات من‬
‫الناس تارة أخرى كالعلماء و الفالسفة و رجال الدين و األنبياء ‪ ،‬و أحيانا قد تكون سلطة غري شخصية كالفيزياء أو‬
‫املنزلة " (‪ ،)45‬إذن فاحملاجج املتكلم أو الكاتب يدعم أقواله و طروحاته موظّفا هلذه السلطات ‪ ،‬و‬
‫املذهب او الكتب ّ‬
‫لكننا كما يرى بريملان " قبل أن نستند إىل سلطة فإننا غالبا ما نؤكدها و نعضدها و مننحها رصانة ٍ‬
‫شاهد مشروع")‪،(46‬‬
‫فالذي يضمن قبوهلا لدى هذا األخري هي السلطة نفسها و ليس شخص ِ‬
‫احملاجج ‪ ،‬الذي ال يعدو أن يكون مصدر‬
‫إنبات ‪ ،‬أما إذا كان هو نفسه السلطة فإن جناح حجاجه و جناعته سيكون أقوى و أضمن قبوال لدى املتلقي ‪ ،‬و بالتايل‬
‫ص ينبغي التمييز بني حالتني ‪ :‬حالة السلطة اليت تتجلّ مباشرة من قِبَل املخرب أو مصدر اقإنباتات ‪،‬و حالة السلطة اليت‬
‫)‪(47‬‬
‫يستشهد هبا املتكلم لدعم أقواله "‬
‫و يف كلتا احلالتني فالسلطة متنح املتكلم مصداقية و قيمة ملا يطرحه ‪ ،‬تضمن هبا قبول املتلقي ‪ ،‬و مع ذلك فإن حجة‬
‫مكملة و رافدة لعناصر حجاجية أخرى ‪،‬‬ ‫السلطة ال توظَّف يف اخلطابات احلجاجية مستقلة ‪ ،‬و مكتفية بذاهتا بل تأيت ّ‬
‫لتكمل حجاجا نريا عوض أن تكون احلجة‬ ‫و يف هذا السياق يقول بريملان ‪ " :‬تأيت حجة السلطة يف أغلب األحيان ّ‬
‫الوحيدة فيه ‪ ،‬فنستنتج عندها أن سلطة ما قد تُرفع أو ُلحط حسب اتفاقها أو اختالفها مع رأي املتكلم " )‪ ، (48‬نستنتج‬
‫من ذلك أن حجة السلطة تكتسب أمهيتها احلجاجية يف غياب حجج أخرى مقنعة ‪ ،‬و مع ما متتلكه السلطة من قوة‬
‫حجاجية فإنه بإمكان املتلقي مناقشتها و ردها بسلطة أخرى أقوى ما م تكن السلطة حمل النقاش إهلية أو معصومة‪.‬‬
‫ج‪ 3-2-3-1-1-‬االتاا الرمزي )‪:(La liaison symbolique‬‬
‫تُلحق الروابط الرمزية بروابط التواجد و التعايش حسب بريملان ‪ ،‬فالرمز )‪ (Symbole‬له" قوة تأنريية يف الذين‬
‫معني ‪ ،‬و اهلالل بالنسبة إىل حضارة اقإسالم‬
‫العلَم يف نسبته إىل وطن ّ‬
‫يقرون بوجود عالقة بني الرامز و املرموز إليه كداللة َ‬
‫‪ ،‬و الصليب بالنسبة إىل املسيحية‪ ،‬و امليزان إىل العدالة ")‪ ، (49‬إذن فالقيمة احلجاجية للرمز يف عالقته مبا يرمز إليه‬
‫مرهونة مبقام استخدامه ‪ ،‬أي بالفئة و البيئة االجتماعية و الثقافية و الدينية اليت أنشأته ‪ ،‬أي أن تأنريه العاطفي و الذهين‬
‫مقتصر عل اجلماعة اليت اتفقت عل داللته دون غريها ‪ ،‬فال يكون له دور و فعالية خارجها " ألن الرموز تتغري بتغري‬
‫األوساط االجتماعية و البيئات الثقافية " )‪ ، (50‬و تنتهي داللة الرمز و إحيائه بانفصال عالقة الرتابط و االتصال اليت‬
‫جتمع بينه و بني ما يرمز إليه ‪ ،‬هذه العالقة مسّاها بريملان عالقة املشاركة )‪ (Rapport de motivation‬حبيث‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪229‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫العلَم الوطين لدولة ما هو إهانة هلا و لشعبها ‪ ،‬و‬


‫يصبح أي سلو جتاه الرمز ميس بشكل مباشر باملرموز إليه ‪ ،‬فإحراق َ‬
‫رفع صورة ياسر عرفات يف مظاهرة معناه التعبري عن التضامن مع الشعب الفلسطيين )‪ ، (51‬و هكذا‪.‬‬
‫المؤسسة لبنية الواقع‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ج‪ 4-1-1-‬الحجج‬
‫ج‪ 1-4-1-1-‬تأسيس الواقع بوساطة الحاالت الخاصة‪:‬‬
‫ج‪ 1-1-4-1-1-‬المثل )‪:(l’exemple‬‬
‫يؤت باملثل لدعم و تقوية أطروحة ما " يف احلاالت اليت ال توجد فيها عادة مقدمات )‪(des prémisses‬‬
‫")‪ (52‬احلجاج املعروفة ‪ ،‬حبيث تكون هذه األطروحة حمل خالف بني ِ‬
‫احملاجج و املتلقي ‪ ،‬فيُستخدم املثل لرتسيخ و تثبيت‬
‫قاعدة خاصة يف ذهن املتلقي ‪ ،‬الذي تكون له خلفية مسبقة حول هذا املثل ‪ ،‬و " األمثال هي بنيات مستمدة من‬
‫الواقع املاضي مبا خيتزنه من جتارب إنسانية ‪ ،‬و أحداث تارخيية ذات قيمة جمتمعية لحظ باهتمام األفراد ‪ ،‬و تُستخدم‬
‫داخل القول احلجاجي لإلقناع مبا تقدمه من تصور و جتريد لألشياء ‪ ،‬و ما تتضمنه من مشاهبة يستدعيها سياق القول‬
‫احلجاجي ")‪ ، (53‬و هي لحظ بالقول العام ألهنا ناجتة عن قصة واقعة ‪ ،‬و ألهنا كذلك فهي ذات قوة حجاجية مؤنرة‬
‫يف اجلمهور العام ‪ ،‬إن استدعاء املثل و توظيفه يف اخلطاب احلجاجي ميكن أن يُستدل به عل حالة خاصة مشاهبة ‪ ،‬ملا‬
‫يتضمنه املثل من حادنة أو قصة أو واقعة‪ ،‬كما ميكن أن يساهم يف بناء و إنبات قضية أو قاعدة عامة يسع احملاجج إىل‬
‫تعميمها ‪ ،‬لذلك " يستدل احمل تج أحيانا لدعواه حبالة مفردة معزولة يؤسس عليها حكما يسع إىل تعميمه و توسيعه ‪،‬‬
‫فيربز العام انطالقا من اخلاص ")‪ ، (54‬و مثال ذلك أن " نقول زيد امللِك جنح للطغيان ألنه طلب أن يكون له حرس‬
‫خاص ‪ ،‬هو قاعدة خاصة يؤت هبا لدعمها مبثل ملكني سابقني مها عمرو و احلارث فقد طلبا حرسا خاصا و أصبحا‬
‫بواسطته طاغيتان ")‪ ، (55‬فاحلالة اخلاصة يف هذا املثل هي كون زيد سيصبح طاغية بسبب طلبه للحرس اخلاص ‪ ،‬تدل‬
‫عليها و تثبتها حالة خاصة أخرى تعترب مثال سابقا وقوعه يتمثل يف أن عمرو و احلارث أصبحا طاغيتني بعد طلبهما‬
‫حلرس خاص ‪ ،‬أي أنه انتقال من خاص إىل خاص ‪ ،‬كما ميكن اعتبار قضية عمرو و احلارث قاعدة عامة يؤت هبا و‬
‫يُستدل هبا عل حالة خاصة (زيد) ‪.‬‬
‫ج‪ 2-1-4-1-1-‬الشاهد)‪:(L’illustration‬‬
‫لئن كان توظيف املثل يف اخلطاب من أجل تدعيم و تقوية دعوى ما‪ ،‬أو بناء و تأسيس قاعدة معينة ‪ ،‬فإن‬
‫الشاهد يؤت به من أجل " توضيح القاعدة وتكثيف حضور األفكار يف الذهن " )‪ ، (56‬و بالتايل يقوي درجة تصديقها‬
‫لدى املتلقي ‪ ،‬و توضيحها بشكل جيعلها كأهنا مانلة بني يديه ‪ " ،‬إن حكايات كليلة و دمنة مثال جيد يف هذا اقإطار ‪،‬‬
‫فهي تبدأ دائما بتسطري القاعدة قبل سرد أحداث احلكاية اليت تأيت لتوضيح تلك القاعدة " )‪ ، (57‬فهي تنطلق من قضية‬
‫توضحها و جتلّيها ‪ ،‬و يدخل يف املعىن " االستشهاد بالنصوص ذات القيمة السلطوية عل‬ ‫عامة إىل حاالت خاصة ّ‬
‫املخاطَب كاملقوالت الدينية ‪ ،‬أو كلمات القواد اخلالدين يف نظر اجلماعة املقصودة ")‪. (58‬‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪230‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫ج‪ 3-1-4-1-1-‬النموذج و النموذج المضاد)‪:(Modèle et l’anti-modèle‬‬


‫املؤسسة لبنية الواقع ‪ ،‬حيث يستخدمها احملتج أمنوذجا ذا قيمة‬
‫حجة النموذج هي كذلك من احلاالت اخلاصة ِّ‬
‫مسلَّم هبا ‪ " ،‬للحض عل عمل ما اقتداء به و حماكاة له و نسجا عل منواله " )‪ ، (59‬أي أنه‬
‫اجتماعية معرتف هبا و َ‬
‫يقدمها للمتلقي كقدوة ُحيتذى هبا و يُسلَّم هبا ‪ ،‬حلثه عل فعل أو سلو أو موقف معني ‪ ،‬و كذا لدعم و ترسيخ قضية‬
‫أو دعوى معينة ‪ ،‬فتوظيف النموذج إذن يساهم كثريا يف حجاجية اخلطاب‪ ،‬و جعله حيظ بقبول واسع ‪ ،‬يتضح من‬
‫ذلك أن" أنسب اجملاالت لتوظيفه جمال التوجيه و القيادة‪ ،‬توجيه املتلقي إىل سلو معني و قيادته حنو موقف حمدد")‪، (60‬‬
‫و حىت يقوم النموذج بأداء دوره احلجاجي يف اخلطاب‪ ،‬البد عل احملتج أن حيسن اختياره مبا يوافق مقام متلقيه‪" ،‬‬
‫فاحلجاج بالقدوة مثله مثل حجة السلطة يفرتض وجود سلطة تكون ضامنة للفعل املزمع القيام به " )‪ ،(61‬هذا بالنسبة‬
‫للنموذج الذي يكون حجة ‪ ،‬باملقابل ميكن استخدام النموذج املضاد )‪ " (l’anti-modèle‬فبواسطة حجة عكس‬
‫النموذج هذه يكون احلض ال عل االقتداء بطبيعة احلال و إمنا عل االنفصال عن الشخص الذي ميثل عكس النموذج "‬
‫)‪ (62‬مثل قولنا ‪ :‬عليك بالتفوق يف الدراسة و إال ستفشل يف حياتك مثلما فشل زيد ‪ ،‬فزيد هنا ميثل منوذجا مضادا ‪ ،‬و‬
‫هي دعوة لالنفصال عن شخصه‪.‬‬
‫ج‪ 2-4-1-1-‬تأسيس الواقع بوساطة التمثيل )‪(L’analogie‬‬
‫االستدالل بالتمثيل هو من بني احلجج القائمة عل االتصال املؤسس لبنية الواقع ‪ ،‬يعرف عل أنه " طريقة حجاجية‬
‫تعلو قيمتها عل مفهوم املشاهبة املستهلك ‪ ،‬حيث ال يرتبط التمثيل بعالقة املشاهبة ‪ ،‬و إمنا يرتبط بتشابه العالقة بني‬
‫أشياء ما كان هلا أن تكون مرتبطة " )‪ ، (63‬يتضح من التعريف أن التمثيل يهتم بتشابه العالقات بني األطراف املتباعدة ‪،‬‬
‫و ليس عالقة مشاهبة بينهما ‪ ،‬كأن نقول ‪ :‬إن العالقة بني (أ) و (ب) تشبه العالقة بني (ج) و (د) ‪ ،‬فنحن بصدد‬
‫عالقتني متشاهبتني ‪ " ،‬فبني الثنائي (أ‪-‬ب) الذي يسميه بريملان التيمة )‪، (thème‬و الثنائي (ج‪-‬د) الذي يسميه‬
‫احلامل )‪ ، (phore‬نثبت مشاهبة هتدف إىل إيضاح التيمة و تقوميها ‪،‬و بنينتها بفضل ما نعرفه عن احلامل " )‪ ،(64‬أي‬
‫أن التيمة أو املوضوع )‪ ، (thème‬الذي نريد الدفاع عنه و إبرازه و توضيحه من خالل حامل )‪ (phore‬يكون‬
‫منتميا إىل جمال بعيد و خمتلف عن جمال املوضوع احلمول ‪ ،‬و بالتايل البد أن يكون هذا احلامل حاظيا بقبول مسبق لدى‬
‫املتلقي ‪ ،‬و مألوفا عنده حىت يعطي املوضوع داللة إقناعية ‪ ،‬فالتمانل نوع من إعادة صياغة و وضع لعالقة حمدودة و‬
‫خاصة قد تكون خفية ‪ ،‬يف عالقة أخرى مشاهبة و عامة و أكثر جالء ‪ ،‬و كمثال عل ذلك قوله تعاىل ‪﴿:‬مثل الذين‬
‫اختذوا من دون اهلل أولياء كمثل العنكبوت اختذت بيتا و إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون ﴾‪-‬العنكبوت‬
‫‪ ، -18‬فاملوضوع ‪ thème‬يف هذه اآلية الكرمية يتمثل يف عالقة املشركني الذين ميثلون الطرف (أ) بأوليائهم و لهلتهم‬
‫املزعومة من دون اهلل و هم الذين ميثلون الطرف (ب) ‪ ،‬أما احلامل ‪ phore‬هلذه العالقة أو القضية فهي عالقة‬
‫العنكبوت اليت متثل الطرف (ج) ببيتها الضعيف و الوهن الذي ميثل الطرف (ج) ‪ ،‬و بالتايل حنن أمام تشابه عالقة‬
‫املشركني بأوليائهم يف اختاذهم لهلة و أصناما من دون اهلل ‪ ،‬يرجون نصرهم و رزقهم و يتمسكون هبم يف الشدائد ‪،‬‬
‫بعالقة العنكبوت ببيتها الذي ال جيدي عنها شيئا لضعفه و وهنه‪.‬‬
‫شعبان أمقران‬ ‫‪231‬‬
‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫ج‪ 3-4-1-1-‬تأسيس الواقع بوساطة االستعارة )‪(métaphore‬‬


‫ال ينظر بريملان إىل االستعارة بأهنا جمرد صورة أسلوبية لتجميل الكالم – و إن كان ذلك من وظائفها – و إمنا جتاوز‬
‫ذلك إىل اعتبارها حجة تؤدي و ظيفة إقناعية ‪ ،‬هذه االستعارة مشتقة من مفهوم التمثيل ‪ ،‬فإذا كان التمثيل يُعىن بتشابه‬
‫موجز ‪ ،‬و وجه الكثافة‬‫َّف فهو َ‬ ‫عالقة بني املوضوع )‪ (thème‬و احلامل )‪ ، (phore‬فإن االستعارة " هي متثيل تَ َكث َ‬
‫االندماج احلاصل بني أحد عناصر املوضوع ‪ ،‬و أحد عناصر احلامل ‪ ،‬اندماجا ال ميكن معه معرفة أي‬ ‫ُ‬ ‫فيه و اقإجياز ‪،‬‬
‫العنصرين هو املوضوع ‪ ،‬و أيهما هو احلامل " )‪ ، (65‬إذن فاالستعارة هبذا املفهوم تعترب متثيال مكثَّفا ‪ ،‬يُصهر فيه طرفاه و‬
‫يتحدان فال يكاد يتميز أحدمها عن اآلخر ‪ ،‬رغم اختالفهما يف األصل ‪ ،‬و ميكننا صياغة ذلك انطالقا من التمثيل و‬
‫انتهاء إىل االستعارة بالتعبريات التالية ‪:‬‬
‫و هي عالقة املوضوع )‪(thème‬‬ ‫(أ) بالنسبة إىل (ب)‬
‫و هي عالقة احلامل )‪(phore‬‬ ‫م ث ل‪( :‬ج) بالنسبة إىل (د)‬
‫)‪(66‬‬
‫و لتقريب هذا املعىن منثل مبا يلي ‪ " :‬الشيخوخة للحياة هي ما يشكله املساء بالنسبة للنهار "‬
‫املوضوع‬ ‫(الشيخوخة) بالنسبة إىل (احلياة)‬
‫احلامل‬ ‫م ث ل‪( :‬املساء) بالنسبة إىل (النهار)‬
‫انطالقا من هذا التمثيل )‪ (analogie‬نستطيع أن نصوغ عالقات جديدة و مكثفة متثل استعارات‬
‫)‪ (métaphores‬كاآليت ‪:‬‬
‫شيخوخة النهار‪.‬‬ ‫(أ) منسوب إىل (د)‬
‫مساء احلياة ‪.‬‬ ‫(ج) منسوب إىل (ج)‬
‫)‪(67‬‬
‫الشيخوخة مساء‬ ‫(أ) هي (ج)‬
‫و بالتايل نرى من خالل هذه االستعارات الحاد عناصر و اندماجها رغم انتمائها ألنظمة خمتلفة ‪ ،‬و بإمكاهنا أن لحمل‬
‫وظيفة إقناعية ‪ ،‬و مع ذلك ال جنزم أن كل استعارة لحمل يف طياهتا طاقة حجاجية ‪ ،‬فإهنا تكون " حجة عندما تُستخدم‬
‫يف الدفاع عن أطروحة أو عن رأي ")‪. (68‬‬
‫و هبذا نكون قد ختمنا القول عن احلجج القائمة عل الوصل ‪ ،‬لننتقل بعدها إىل نوع لخر هو احلجج القائمة عل‬
‫الفصل‪.‬‬
‫ج‪ 2-‬طرائق الفال ‪: procédés de dissociation‬‬
‫إضافة إىل التقنيات احلجاجية السابقة املتمثلة يف طرائق الوصل ‪ ،‬اليت تعمل عل ربط عناصر متباعدة واقعيا ‪ ،‬يعتمد‬
‫بريملان تقنية حجاجية أخرى تقوم عل الفصل حيث " يعمد فيها إىل الكل فيحدث فيه فصال بني حقيقته و ظاهره‬
‫")‪ ، (69‬أي بني عناصر املوضوع الواحد ‪ ،‬و جتزيئها ألهداف حجاجية ‪ ،‬فاألشياء و املفاهيم و الذوات ‪..‬اليت تبدو أهنا‬
‫يتجزأ و أهنا تؤلّف وحدة ال تنقسم ‪ ،‬هي يف احلقيقة قابلة ألن تُكسر وحدهتا و ترابطها إىل ح ّدين‬
‫تشكل كال واحدا ال ّ‬
‫و عنصرين أساسيني ميثالن ننائية ‪ :‬الظاهر‪/‬احلقيقي أو الواقع )‪ " ، (Apparence/Réalité‬فبالنظرة األوىل ال‬
‫شعبان أمقران‬ ‫‪232‬‬
‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫جتل للواقع ‪ ،‬و لكن حني تكون الظواهر )‪ (les apparences‬متعارضة ‪...‬فإهنا ال ميكن أن متثّل‬ ‫يكون الظاهر سوى ٍّ‬
‫الواقع كما هو ‪ ،‬ألنه حمكوم مببدإ عدم التناقض ‪ ،‬يصبح من الضروري إذن متييز الظواهر اليت تطابق الواقع عن تلك اليت‬
‫تكون خادعة " )‪ ، (70‬فظاهر الشيء ال يدل بالضرورة عل حقيقته ‪ ،‬رغم ارتباطهما الونيق ‪ ،‬فيصبح ظاهر الشيء حمل‬
‫شك يف كونه صادقا يف متثيله و تعبريه عن الواقع‪ ،‬أم أنه جمرد وهم و خداع و تضليل و صورة خاطئة و مزيّفة عن الواقع‬
‫أو احلقيقة ‪ ،‬من هذا املنطلق رأى بريملان أنه لغايات حجاجية البد أن تكسر وحدة هذه الثنائية الظاهر‪/‬احلقيقي أو ما‬
‫عرب عنها بثنائية (احلد‪ /8‬احلد‪ " ، )2‬فاحلد ‪ 2‬ملا كان متييزه ال يكون إال يف عالقته باحلد ‪ 8‬و مقارنة به ‪ ،‬فإنه ال ميكن‬
‫ّ‬
‫أن يكون إال نتيجة فصل )‪ (Dissociation‬حندنه داخل احلد ‪ 8‬نفسه‪ ،‬سعيا منا إىل القضاء عل ما ميكن أن‬
‫يزودنا احلد ‪ 2‬يف هذه العملية باملقياس أو القاعدة اليت تتيح لنا أن‬
‫نلمحه من مظاهر احلد ‪ 8‬هذا من تناقضات ‪ ...‬و ّ‬
‫يزودنا به‬
‫منيز داخل مظاهر احلد ‪ 8‬بني ما له قيمة‪ ،‬و ما ليس له قيمة فنقول عن املظاهر غري املطابقة للحد ‪ 2‬الذي ّ‬
‫الواقع إهنا زائفة و خاطئة وظاهرية ")‪ ، (71‬و بالتايل بالفصل بني ح ّد ْي الثنائية نستطيع أن منيّز أحدمها عن اآلخر ‪ ،‬و أن‬
‫نقصي و نبعد كل ما حيمله احلد ‪( 8‬الظاهر) من تضليل و تزييف و مظاهر خادعة بعيدة عن واقع احلد ‪( 2‬احلقيقة) ‪،‬‬
‫أي إسقاط أحد احل ّدين و إبقاء اآلخر ‪ ،‬أي أننا ننطلق من احلد ‪ 2‬الذي ميثّل القاعدة و األساس و اجلوهر الذي حنكم‬
‫من خالله عل صحة احلد ‪ ، 8‬فرتتفع قيمة احلد ‪ 2‬و ُلحط قيمة احلد اآلخر ‪ ،‬و من بني هذه الثنائيات عل سبيل‬
‫املثال ننائية عا م املادة‪/‬عا م املثل اليت طغت عل املشروع الفلسفي األفالطوين‪ ،‬و قد انبثقت عنها ننائيات فرعية يف‬
‫لحول‪/‬نبات ‪ ،‬كثرة ‪/‬‬
‫حماورة فيدروس ‪ ، phèdre‬و منها ظاهر‪/‬حقيقي ‪ ،‬معرفة حسية‪/‬معرفة عقلية ‪ ،‬جسم‪/‬روح ‪ّ ،‬‬
‫وحدة ‪ ،‬إنساين‪/‬إهلي )‪ ، (72‬و من بني الثنائيات أيضا ما عرضها بريملان يف مصنفه ‪ ،‬ننائية‪ :‬غاية‪/‬وسيلة ‪ ،‬نتيجة‪/‬حدث ‪،‬‬
‫فعل‪/‬شخص ‪ ،‬عرض‪/‬جوهر ‪ ،‬مناسبة‪/‬سبب ‪ ،‬نسيب‪/‬مطلق ‪ ،‬ذايت‪/‬موضوعي ‪ ،‬تعددية‪ /‬وحدانية ‪ ،‬عادي‪/‬معيار ‪،‬‬
‫فردي‪/‬كوين ‪ ،‬خاص‪/‬عام‪ ،‬نظرية‪/‬تطبيق‪ ،‬لغة‪/‬فكر ‪ ،‬لفظ‪/‬معىن ‪ ،‬حيث رأى الفكر الغريب املنتمي إىل الفلسفة الوجودية و‬
‫التيار الوضعاين ‪ ،‬قد تقبّل هذه الثنائيات كما هي دون أن يناقشها بفصل حدها األول عن الثاين ‪ ،‬خبالف الفكر‬
‫امليتافيزيقي الذي تبنّاه أفالطون )‪ ، (73‬إن التعبري عن ننائيات احلد‪/8‬احلد‪ 2‬يكون وفق أساليب خمتلفة يتجلّ فيها الفصل‬
‫بني احل ّدين ‪ ،‬كاستخدام عبارات و سوابق )‪ (préfixes‬معينة مثل (شبه) كقولنا ‪ –:‬و األمثلة من عندنا‪ -‬شبه طيب أو‬
‫الال أخالقي ‪ ،‬و بعض الصفات مثل (املزعوم و املوهوم) كقولنا ‪ :‬اهليكل املزعوم ‪،‬‬
‫الال) كقولنا ‪ّ :‬‬
‫شبه عسكري‪ ،‬و ( ّ‬
‫يعرب عنه بعبارات دقيقة مثل استعمال احلرف التاجي )‪، (Majuscule‬‬ ‫فهي كلها تشري إىل احلد ‪ ، 8‬يف حني احلد ‪ّ 2‬‬
‫و أداة التعريف (أل) ‪ ،‬و نعوت مثل (فريد) و (حقيقي) )‪ ، (74‬و من بني أهم الطرق اليت يفصل فيها بني طريف ننائية‬
‫ظاهر‪/‬حقيقي يف املفهوم الواحد ‪ ،‬أسلوب التعريف ‪ les définitions‬خصوصا إذا جاءت هذه التعريفات تزعم‬
‫تقدمي معىن حقيقي للمفهوم ‪ ، le sens véritable ou réel‬يف مقابل معناه الظاهري اجلاري به العرف و العادة ‪،‬‬
‫مثل قولنا يف مقام االعتذار ‪ :‬نسيت أن أجنز ذلك العمل ألنيين إنسان و ما مسي اقإنسان إال لنسيانه )‪. (75‬‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪233‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫ميكننا أن خنلص إىل أن مسامهات بريملان يف ميدان احلجاج ‪ ،‬جتسدت يف مؤلَّفه " مصنف يف احلجاج ‪ :‬البالغة‬
‫اجلديدة " ‪ ،‬الذي اعتربه الدارسون عودة قوية لبالغة اقإقناع بعد أن أُمهلت لقرون ‪ ،‬فقد أعاد بعث الدرس احلجاجي يف‬
‫اخلمسينيات من القرن العشرين من زاوية بالغية ‪ ،‬ليضع بذلك أسس النظرية احلجاجية احلديثة ‪ ،‬و يربطها جبذورها‬
‫اليونانية اليت مض عل وجودها زمن قدمي ‪ ،‬مرتكزا عل البالغة القدمية املتمثلة يف اخلطابة و اجلدل األرسطيني ‪ ،‬لكنه‬
‫يف الوقت ذاته افرتق عنهما من خالل لحرره من بعض مساهتا كصرامة املنطق و االستدالل ‪ ،‬و كذا املغالطات و التالعب‬
‫بالعواطف ‪ ،‬و اقرتابه من جمال استعمال اللغة و اخلطاب املكتوب الذي أمهلته اخلطابة القدمية ‪ ،‬فأعاد بعثها يف نوب‬
‫جديد هو " البالغة اجلديدة " أو احلجاج ‪ ،‬و قد ق ّدم هلذا األخري تعريفا و أسند إليه غاية و وظيفة ‪ ،‬باعتباره جمموعة‬
‫احملاجج ( متكلّما كان أم كاتبا ) ‪ ،‬هبدف إحداث تأنري فعلي عملي يف سلو املتلقي و‬ ‫تقنيات خطابية يستخدمها ِ‬
‫موقفه بعد أن يكون قد اقتنع ذهنيا و عاطفيا ‪ ،‬أو إحداث زيادة يف تصديقه و قبوله جتاه قضية أو دعوى ما إذا كان‬
‫يسلّم هبا َسلَفاً ‪ ،‬كما أن احلجاج عنده يقوم عل مبدأ احلرية و املعقولية ‪ ،‬و احلوار املتبادل بني اخلطيب و مجهوره ‪،‬‬
‫مهما اختلف مهما اختلف نوع هذا اجلمهور سواء أكان خاصا أو كونيا ‪ ،‬ألنه يهدف إىل لحقيق االقتناع ال اقإلزام و‬
‫وزعة‬
‫اقإكراه ‪ ،‬مراعيا يف ذلك مقامه و حاله ‪ ،‬كما ينبين اخلطاب احلجاجي يف تصور بريملان عل جمموعة من احلجج م ّ‬
‫بني مجلة من التقنيات املنقسمة إىل نوعني ‪ :‬نوع ميثل تقنيات الوصل اليت تعتمد عل تقريب احلجج املتباعدة و الربط‬
‫املؤسسة‬
‫املؤسسة عل بنية الواقع ‪ ،‬و احلجج ِّ‬ ‫بينها للوصول إىل نتيجة واحدة ‪ ،‬و منها احلجج شبه املنطقية و احلجج َّ‬
‫طريف ننائية (الظاهر‪/‬احلقيقي) يف املفهوم الواحد ‪ ،‬حيث تشكل‬‫لبنية الواقع ‪ ،‬و نوع ميثل تقنيات الفصل اليت تفصل بني ْ‬
‫هذه التقنيات أهم ركائز الدرس احلجاجي عند بريملان ‪ ،‬و َمن تأنروا ببالغته اجلديدة و تبنَّوا طرحه كتلميذيه كريستيان‬
‫بالنتان و ميشال مايري‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪:‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج – دراسات و تطبيقات‪،-‬مسكيلياين للنشر و التوزيع ‪ ،‬تونس ‪،‬ط‪،2188، 8‬ص‪.88:‬‬
‫)‪ (2‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.81:‬‬
‫(‪ )3‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب القدمي من اجلاهلية إىل القرن الثاين للهجرة – بنيته و أساليبه – عا م الكتب احلديث للنشر و التوزيع ‪ ،‬األردن ‪،‬‬
‫ط ‪ ، 2111 ، 8‬ص‪.28:‬‬
‫(‪ )4‬فرانز فان إميرن‪/‬روب غروتندورست‪ ،‬نظرية نسقية يف احلجاج‪-‬املقاربة الذريعية اجلدلية‪،-‬ترمجة عبد اجمليد جحفة‪ ،‬دار الكتاب اجلديدة املتحدة ‪ ،‬بريوت‪،‬لبنان‬
‫‪ ،‬ط‪،2182 ، 8‬ص‪.22:‬‬
‫(‪ )5‬عبد اجلليل العشراوي ‪،‬احلجاج يف اخلطابة النبوية ‪ ،‬عا م الكتب احلديث ‪،‬إربد ‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2182 ،8‬ص‪.11:‬‬
‫(‪ )6‬عبد اهلل صولة‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.89:‬‬
‫(‪ )7‬املرجع السابق ص‪.89:‬‬
‫(‪ )8‬ينظر ‪ :‬املرجع السابق ص‪.89:‬‬
‫(‪ )9‬كمال الزماين ‪ ،‬حجاجية الصورة يف اخلطابة السياسية لدى اقإمام علي رضي اهلل عنه‪ ،‬عا م الكتب احلديث ‪ ،‬إربد ‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪ ،2182 ، 8‬ص‪.881:‬‬
‫(‪ )10‬ينظر ‪ :‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪،‬ص‪.82:‬‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪234‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫(‪ )11‬احلسني بنو هاشم‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬دار الكتاب اجلديدة املتحدة‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان ‪،‬ط‪ ،2181 ،8‬ص‪.95:‬‬
‫(‪ )11‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ص‪.95:‬‬
‫(‪ )12‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.12:‬‬
‫(‪ )13‬عباس حشاين ‪ ،‬خطاب احلجاج و التداولية دراسة يف نتاج ابن باديس األديب ‪ ،‬عا م الكتب احلديث ‪ ،‬ط‪2181 ،8‬ص‪.19:‬‬
‫(‪ )14‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.11-12:‬‬
‫(‪ )15‬املرجع نفسه ص‪.11:‬‬
‫(‪ )16‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.95:‬‬
‫(‪ )17‬حممد سا م حممد األمني الطلبة ‪ ،‬احلجاج يف البالغة املعاصرة ‪ ،‬دار الكتاب اجلديد املتحدة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬لبنان ‪ ،‬ط ‪ ، 2111 ، 8‬ص‪.821:‬‬
‫(‪ )18‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.11:‬‬
‫(‪ )19‬سامية الدريدي ‪ :‬احلجاج يف الشعر العريب ‪ ،‬ص‪. 211:‬‬
‫(‪ )20‬فيليب بروتون و جييل جوتييه ‪ ،‬تاريخ نظريات احلجاج ‪ ،‬ترمجة د‪ .‬حممد صاحل ناجي الغامدي ‪ ،‬مركز النشر العلمي ‪ ،‬جامعة امللك عبد العزيز ‪ ،‬جدة ‪،‬‬
‫ط‪ ، 2188 ،8‬ص‪.11:‬‬
‫(‪ )21‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ص ‪.21 :‬‬
‫(‪ )22‬عبد اهلل صولة‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.12:‬‬
‫(‪ )23‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )24‬فيليب بروتون و جيل جوتييه ‪ ،‬تاريخ نظريات احلجاج ‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫األالف البن حزم األندلسي ‪ ،‬دار سحر للمعرفة ‪ ،‬تونس‪ ،‬دط‪ ، 2181 ،‬ص‪.29 :‬‬ ‫(‪ )25‬سراب الرمحوين ‪ ،‬احلجاج يف بنية كتاب طوق احلمامة يف األلفة و ّ‬
‫(‪ )26‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب ‪ ،‬ص‪.281:‬‬
‫(‪ )27‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.11:‬‬
‫(‪ )28‬حممد سا م حممد األمني الطلبة ‪ ،‬احلجاج يف البالغة املعاصرة ‪ ،‬ص‪.825 :‬‬
‫(‪ )29‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫(‪ )30‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب ‪ ،‬ص‪.215 :‬‬
‫(‪ )31‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.25:‬‬
‫(‪ )32‬املرجع السابق ص‪.51 :‬‬
‫(‪ )33‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫(‪ )34‬املرجع نفسه ص‪.15 :‬‬
‫(‪ )35‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.58:‬‬
‫(‪ )36‬املرجع نفسه ص‪.58:‬‬
‫(‪ )37‬املرجع نفسه ص‪.58:‬‬
‫(‪ )38‬املرجع نفسه ص‪.52:‬‬
‫(‪ )39‬فيليب بروتون و جيل جوتييه ‪ ،‬تاريخ نظريات احلجاج ‪ ،‬ص‪.91:‬‬
‫(‪ )40‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب ‪ ،‬ص‪.221 :‬‬
‫(‪ )41‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ص‪.98-91:‬‬
‫(‪ )42‬حممد سا م حممد األمني الطلبة ‪ ،‬ص‪.811 :‬‬
‫(‪ )43‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب ‪،‬ص‪.221:‬‬
‫(‪ )44‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند بريملان ‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫(‪ )45‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.55:‬‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪235‬‬


‫ردمد‪0712-7171:‬‬ ‫المجلد ‪ 5‬العدد ‪ 75‬سبتمبر ‪0272‬‬ ‫التعليمية‬

‫(‪ )46‬فيليب بروطون ‪ ،‬احلجاج يف التواصل ‪ ،‬ترمجة ‪ :‬حممد مشبال و عبد الواحد التهامي العلمي ‪ ،‬املركز القومي للرتمجة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ،‬ط ‪2181 ، 8‬‬
‫ص‪.11:‬‬
‫(‪ )47‬كريستيان بالنتان ‪ ،‬احلجاج ‪ ،‬ترمجة ع بد القادر املهريي ‪ ،‬دار سيناترا ‪ ،‬املركز الوطين للرتمجة ‪ ،‬تونس ‪ ،‬دط ‪ ،2111 ،‬ص‪.891:‬‬
‫(‪ )48‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب ‪ ،‬ص‪.212:‬‬
‫(‪ )49‬صابر احلباشة ‪ ،‬التداولية و احلجاج ‪ ،‬مداخل و نصوص ‪ ،‬صفحات للدراسات و النشر ‪ ،‬سورية ‪ ،‬ط‪ ، 2111 ،8‬ص‪.11:‬‬
‫(‪ )50‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب ‪ ،‬ص‪.212:‬‬
‫(‪ )51‬ينظر‪ :‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.18:‬‬
‫(‪ )52‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.91 :‬‬
‫املوجه إىل بين إسرائيل ‪ ،‬عا م الكتب احلديث ‪ ،‬األردن ‪ ،‬ط ‪ ، 2182 ، 8‬ص‪.12:‬‬ ‫(‪ )53‬قدور عمران ‪ ،‬البعد التداويل و احلجاجي يف اخلطاب القرلين ّ‬
‫(‪ )54‬عبد القادر قادا ‪ ،‬احلجاج يف اخلطاب السياسي – الرسائل السياسية األندلسية خالل القرن اهلجري اخلامس أمنوذجا دراسة لحليلية ‪ ، -‬دار كنوز املعرفة ‪،‬‬
‫عمان ‪ ،‬ط ‪ ، 2189 ، 8‬ص‪.855:‬‬
‫(‪ )55‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.91:‬‬
‫(‪ )56‬صابر احلباشة ‪ ،‬التداولية و احلجاج ‪ ،‬ص‪.15:‬‬
‫(‪ )57‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.19:‬‬
‫(‪ )58‬حممد سا م حممد األمني الطلبة ‪ ،‬احلجاج يف البالغة املعاصرة ‪ ،‬ص‪.818:‬‬
‫(‪ )59‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.99 :‬‬
‫(‪ )60‬سامية الدريدي ‪ ،‬احلجاج يف الشعر العريب ‪ ،‬ص‪.219:‬‬
‫(‪ )61‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.12:‬‬
‫(‪ )62‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.92:‬‬
‫(‪ )63‬عبد السالم عشري ‪ ،‬عندما نتواصل نغري ‪ -‬مقاربة تداولية معرفية آلليات التواصل و احلجاج ‪ ، -‬أفريقيا الشرق ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪2182 ، 2‬‬
‫‪ ،‬ص‪.55:‬‬
‫(‪ )64‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.11:‬‬
‫(‪ )65‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.21:‬‬
‫(‪ )66‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.51:‬‬
‫(‪ )67‬ينظر ‪ :‬املرجع نفسه ص ‪.51 :‬‬
‫(‪ )68‬فيليب بروطون ‪ ،‬احلجاج يف التواصل ‪ ،‬ص‪.821:‬‬
‫(‪ )69‬سعيد العوادي ‪ ،‬تلقي احلجاج يف الدراسات العربية املعاصرة عبد اهلل صولة أمنوذجا ‪ ،‬ضمن الكتاب اجلماعي ‪ :‬احلجاج و االستدالل احلجاجي دراسات‬
‫عمان‪،‬ط‪،2188 ،8‬ص‪.258:‬‬ ‫يف البالغة اجلديدة ‪ ،‬إشراف حافظ إمساعيلي علوي ‪ ،‬دار ورد األردنية ‪ّ ،‬‬
‫(‪ )70‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.59:‬‬
‫(‪ )71‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.22:‬‬
‫(‪ )72‬ينظر ‪ :‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫(‪ )73‬ينظر ‪ :‬احلسني بنو هاشم ‪ ،‬نظرية احلجاج عند شاييم بريملان ‪ ،‬ص‪.55:‬‬
‫(‪)74‬ينظر ‪ :‬املرجع السابق ص ‪.51:‬‬
‫(‪ )75‬ينظر ‪ :‬عبد اهلل صولة ‪ ،‬يف نظرية احلجاج ‪ ،‬ص‪.21:‬‬

‫شعبان أمقران‬ ‫‪236‬‬

You might also like