Professional Documents
Culture Documents
أهم اإلشـكاليات
الجوهرية العالقة
في مشروع الدستور الليبي ()2017
لسهولة القراءة ،اضغط في الفهرس على الموضوع الذي تريد ،ستذهب الي هناك مباشرة )) مالحظة: ))
Page 2 of 148
الـفهـرس
الصفحـة الموضوع الرقم
03 مالحظات تمهيدية 1
10 أهم إشـكاليات الباب االول :شكل الدولة ومقوماتها األساسية 2
11 أسم وشكل الدولة
15 الهوية واللغة
19 عاصمة الدولة
22 الشريعة
26 المواطنة
28 أهم إشـكاليات الباب الثالث :نظام الحكم 3
29 -تكوين مجلس النواب
32 -تكوين مجلس الشيوخ
50 -إشكالية أتخاد القرار
53 -انتخاب الرئيس
57 أهم إشكالية الباب السادس :الحكم المحلي 4
60 ُ -مقترح بديل :السلطة المحلية
67 أهم إشكاليات الباب الحادي عشر :االحكام االنتقالية 5
68 -مادة حكم خاص بالمرأة
74 أهم إشكاليات الباب الثاني عشر :أحكام عامة 6
75 -تعديل الدستور وإجراءاته
79 -مواد أقترح أضافتها
79 * سحب الثقة
80 * األحساء السكاني
81 * علوية القوانين
مالحظـات تمهيـديـة
بـداية قد يتبادر الى ذهن القارئ الكريم ،وهو يطلع علي هذه ال ُمقترحات (التي قُمت بتقديمها
الي أعضاء الهيئة خالل أعمالها مند بداية عام ،)2014السؤال البديهي والمنطقي اآلتي:
لماذا االن؟ أي لماذا لم تقم بنشر هذه ال ُمقترحات عند تسليمها للجان المختلفة ،أو عند توزيعها
على أعضاء الهيئة؟ والحقيقة انه سؤال وجيه ،ومنطقي ،واإلجابة عليه تكمن في اجتهادي
الشخصي بتغليب المصلحة الوطنية العامة على أي مصالح أخري ،والسعي الجاد والصادق
للوصول الى توافقات يقبل بها الجميع ،وأيضا الحرص الصادق (من جانبي على األقل) على
محاولة إبعاد السياسة قدر اإلمكان (وخصوصا ال ُمناكفات الفكرية ،واأليديولوجية ،والحزبية،
والجهوية) على نقاشات و ُمداوالت الهيئة ،الن القضية الدستورية – في اعتقادي -تهم الجميع
في هذا الوطن بغض النظر عن ُمعتقداتهم ،وأفكارهم ،وأراءهم ،واجتهاداتهم والمناطق التي
جاءوا منها.
من هذا الفهم البسيط ،وانطالقا من تغليب الصالح العام ،واعتقادا مني بان االعضاء يُمثلون
كل الليبيين ،في ربوع الوطن ،وليس مجرد مناطقهم ،وال دوائرهم االنتخابية ،قبلت أنا شخصيا
بالكثير من القرارات واإلجراءات والخيارات التي أتخدها زمالئي أعضاء الهيئة ُمجتمعة
بالرغم من أعتراضى الشديد علي الكثير منها -ولعل من أهم األمثلة علي ذلك اآلتي:
ُ
.1الطريقة التي تم بها تكوين وتشكيل ما عُرف بــ "لجنة العمل ".هذا اللجنة في الحقيقة هي
فكرة ُمخالفة لكلما تم االتفاق عليه بين األعضاء ،وال وجود لها في الالئحة الداخلية للهيئة! فقد
نصت الالئحة الداخلية في المادة ( )81على تشكيل لجنة فنية لصياغة ُمخرجات اللجان
النوعية كاآلتي:
Page 4 of 148
"تشكل لجنة فنية لصياغة مخرجات كل لجنة نوعية في نصوص دستورية محكمة من عدد
من االعضاء ويراعى فيها التخصص المتعلق بالصياغة ولها في سبيل ذلك االستعانة
بمقرري اللجان النوعية لتوضيح اي إبهام .وعند حصول خالف بين لجنة الصياغة
واحدي اللجان النوعية يعرض األمر في جلسة عامة للهيئة ألتخاد قرار بشأنها.
والحقيقة ال ُمرة ان كل ما ذُكر في هذه المادة وغيرها تم تجاوزه من قبل لجنة العمل دون
وبرغم من ان
مناقشة ،وال استشارة ،وال إعطاء ُمبررات أو أسباب يمكن الرجوع اليهاُ ،
الالئحة الداخلية للهيئة قد نصت ايضا في مادتها (" )86على جميع أعضاء الهيئة بما في ذلك
مكتب رئاستها ،االلتزام بأحكام هذه الالئحة وعدم مخالفتها".
.2المثال الثاني (على قبولي شخصيا بالكثير من القرارات التي أتخدها زمالئي أعضاء
بالرغم من اعتراضي عليها) يتعلق بقضية تحول النقاش وال ُمداوالت في الهيئة
الهيئة ُمجتمعة ُ
على أساس أقليمي جهوي مصلحي صرف .وقد بدء هذا التوجه باقتراح عقد جلسات تشاورية
عرف
علي أساس األقاليم الثالث (أي طرابلس وبرقة وفزان)! ونتج عن ذلك اقتراح تشكيل ما ُ
اصطالحا بــ "لجنة العمل" ،واختيار أعضائها على أساس ال ُمحاصصة الجهوية (أربع أعضاء
من كل منطقة يتم اختيارهم باالنتخاب السري من كل اعضاء الهيئة!) ،واالغرب من ذلك هو
اعتبار ما ستتوصل اليه هذه اللجنة من ُمخرجات هو "ال ُمقترح االساسي والرئيس" في
النقاشات ،وال ُمداوالت المستقبلية للهيئة مجتمعة.
وبالرغم من كل هذه التجاوزات وغيرها الكثير ،قبلتُ بكل ذلك بالرغم من رفضي
المشاركة فيها ،وذلك حرصا منى علي إنجاح ال ُمخرجات النهائية للهيئة ،والسعي الجاد
للوصول الي دستور ديمقراطي توافقي يُلبى طموحات كل الليبيين.
ولكن المفاجئة كانت عندما قدمت لنا "لجنة العمل" ُمخرجاتها النهائية وللمرة الثانية لآلسف
الشديد ،كانت ُمخيبة لآلمال ،وعكس كل التوقعات الموضوعية والمنطقية .واألكثر من ذلك،
Page 5 of 148
انها كانت بدون ال ُمبررات ،وال األسباب التي قادة وأقنعت أعضاء هذه اللجنة الختيار
ُمخرجاتهم دون غيرها ،وال حتى معرفة الكيفية واآللية التي تم أتخاد القرارات بها.
وبعد ان استلمت نسختي من هذه ال ُمخرجات ،اتصلت برئيس اللجنة السيد المحترم الدكتور
محمـد الجيالني البدوي ،وبعض أعضاء اللجنة اآلخرين ،واستفسرت منهم عن األسباب وراء
عدم تزويدنا بالمذكرة التوضيحية الشارحة لهذه ال ُمخرجات (اعتقادا مني ان ذلك قد سقط منهم
سهوا أوانها ستاتي الحقا) .ولكن ولألسف الشديد استغربوا مني هذا الطلب ،واستهجنوا هذا
السؤال! وعندما رفضوا القيام بذلك واكتشفت بانه ليس لديهم ُمذكرة شارحة ،وال محاضر
للجلسات ُمفصلة و ُمعتمدة (اال كما قال رئيس اللجنة ،عندما سألته ،يمكنك االطالع علي
التسجيالت الجتماعات اللجنة) ،وبعد ان أيقنت بانه ليس في ُمخططهم القيام بذلك ،قررت ان
أُخاطبهم رسميا برسالة مفتوحة عنـوانها" :احترموا عقول زمالئكم في الهيئة أيها السيدات
والسادة "،في يوم األربعاء ( 17فبراير [،)2016لالطالع على الرسالة كاملة راجع الملحق
الخامس] أكدت فيها على مجموعة من النقاط لعل من أهمها اآلتي:
" ...انطالقا من إيماني وحرصي على إنجاح مشروع الدستور الذي هو أمانة في أعناقنا جميعا
كأعضاء للهيئة ،فإنني أطلب من حضرتكم تزويد الهيئة مجتمعة ،والرأي العام ،باآلتي:
أوال :تزويدنا بالمذكرة التوضيحية الشارحة لكل مادة ُمقترحة في ُمخرجات لجنتكم
الموقرةُ ،متضمنة آليات عملكم ،وكيفية اتخاذ قرارتكم (خصوصا بعد أن استقال عضوين من
لجنتكم دون رجوعكم للهيئة ُمجتمعة الستبدالهم) ،وماهي ُمبررات اختيار كل ُمقترح أو
"مادة" في ُمخرجاتكم االولي والثانية ،وهل كان قراركم بخصوص كل مادة باإلجماع؟ أم
كان بالتوافق؟ أم كان بأغلبية الحاضرين من أعضاء اللجنة؟ وإذا كان باألغلبية ،فكم كانت هذه
النتيجة (أي من الذي صوت معها ومن الذي صوت ضدها؟).
وصلتكم من بقية األعضاء ،ومن أشخاص ومؤسسات ومنظمات محلية ودولية أخرى ،حول
ُمقترحات لجنتكم األولى! وأنا على يقين بأن أكثر من ثمانية وسبعين (ُ )78مقترح قد وصلكم
من شخصيات وطنية ،وأعضاء ،ومنظمات دولية ،ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني.
وكنتيجة لهذا الكم الكبير من ال ُمقترحات التي وردت إليكم ،قمتم (وقد يكون معكم الحق في
ذلك) بطلب تمديد ُمدة عملكم في المرحلة ال ُمتاحة لكم حسب قرار تشكيل اللجنة ،وذلك ألن
المدة في نظركم كانت غير كافية للقيام بما يجب القيام به ،وقبل منكم األعضاء (وأنا من بينهم)
هذه ال ُمبررات ،وتم تمديد مدة عملكم .ولكن هل يُعقل ،وبعد أن أخذتم أكثر من أربعين ()40
يوما من العمل (بدال من 10أيام) أن ت ُرفض ُجل هذه المالحظات ،واالنتقادات ،واالقتراحات
البديلة ،دون تبرير وال تعليل؟ واالجابة في اعتقادي ستكون ،عند كل العقالء ،بالتأكيد ال!
فهل يُعقل ،على سبيل المثال ال الحصر ،أن ت ُرفض كل "المواد المقترحة" الواردة في
التقرير النهائي للجنة التواصل والتوافق مع المكونات ،والذي تقدمت به لجنة التواصل
بالرغم من ان كل أعضاء الهيئة ،الذين
والتوافق التي شكلتها الهيئة ،للتفاوض مع المكونات؟ ُ
شاركوا في اجتماعات مدينة غدامس ،قد أخدوا قرار تعهدوا فيه بااللتزام بما سيرد في هذا
التقرير واألخذ بكل ما ستتوصل اليه هذه اللجنة مع ال ُمكونات! وان تكون هي أول المواد
ال ُمقترحة للتداول والنقاش من قِبل الهيئة ُمجتمعة.
ثالثا :هل يُعقل ايضا ،بالرغم من وضوح المادة (( )5من قرار تشكيل لجنة العمل)
وصراحتها (وعدم قابليتها للشرح أو التأويل) ،والتي تنص في فقرتها ( )4بأن تعتمد اللجنة في
عملها على "المقترحات واآلراء المكتوبة المقدمة من أعضاء الهيئة ".لكن ولألسف الشديد
بالرغم من حضور ست عشر ( )16عضو ،من أعضاء الهيئة شخصيا ،لشرح أفكارهم
ُ
ومقترحاتهم والدفاع عنها ومطالبة اللجنة بتبنيها ،أو اعتبارها(على االقل) "نص بديل
لمقترحات اللجنة "،إال أن اللجنة رفضت اعتماد فكرة "نص أساسي" و "نص بديل له"
بخصوص أي مادة من المواد ،أو حتى بخصوص "الديباجة "،التي رفض بعض أعضاء
اللجنة .ذكر ثورة الــ 17من فبراير فيها ،وكإن هذا الحدث التاريخي والعظيم ،هو مجرد
Page 7 of 148
حدث عابر ،أو نكبة أو كارثة ،كما يريد البعض وصفها؟! ألم تنص الفقرة الثالثة من المادة
الثامنة ،من قرار الهيئة رقم ( )17لسنة ،2015بأنه "عند تعذر الوصول إلي التوافق أو
النصاب المحدد للتصويت داخل اللجنة يتم اعتماد "نص أساسي" و "نص بديل له" وفق
الخيارات المطروحة حول الموضوع ".ألم ترتق الخيارات المطروحة في نظركم الي مستوي
"النص البديل لمقترحكم؟" الرجاء ،وبكل صدق ،شرح هذا األمر وتوضيحه لنا وألهالينا
وللتاريخ"...
واختتمت هذه الرسالة باآلتي .." :وعليه أيها السيدات والسادة الكرام أعضاء لجنة
العمل ،أذا لم تقم لجنتكم ال ُمحترمة باإلجابة على االستفسارات المذكورة أعاله ،فانا شخصيا،
ومع احترامي الشديد لكم ،وتقديري لمجهوداتكم ،فإنني لن أعترف بهذه ال ُمخرجات ،ولن
اعتبر ما توصلتم إليه "المقترح األساسي" الذي سيتم التداول والتصويت عليه "،كما تنص
المادة ( )9من قرار الهيئة رقم ( )17لسنة .2015وذلك ألنكم لم تستطيعوا الوصول للهدف
المنشود والذي كان من ال ُمفترض (وفق قرار تكليفكم من الهيئة) أن تكون هذه ال ُمخرجات
نُسخة ُمنقحة ل ُمخرجاتكم األولي بعد استالمكم ودراستكم لكل المالحظات ،واالقتراحات،
واالنتقادات ،التي وصلتكم من بقية األعضاء حول ُمقترحاتكم األولي"...
واخيرا عندما قامت الهيئة بتشكيل لجنة عرفت بـــ "لجنة التوافقات بين االعضاء"
تقدمت لها أيضا ،يوم 08مايو ،2017بمذكرة تضمنت 22قضية دستورية ،ومقترح
للمقدمة ،وقد اجتمعتُ مع أعضاء هذه اللجنة في ذلك اليوم لمدة ساعتين ،أجبت فيها عن أسئلة
واستفسارات كل االعضاء ،وكان الجميع ممنون من هذا اللقاء والقضايا التي تم طرحها فيه.
وفي ختام وبعد هذه المالحظات التمهيدية ،لعله من المناسب ان أ ُذكر القاري الكريم،
بالمنهجية التي أتبعتها في التعاطي مع القضايا والمصطلحات الدستورية ،خالل ُمشاركتي في
أعمال هذه الهيئة انطلقا من أربع مبادي أساسية هي:
Page 8 of 148
( )1مبدأ الوضوح – بمعني ضرورة ان يكون النص الدستوري واضحا .وما أقصده
بالوضوح هنا هو ان االغلبية العظمي من القراء ال يختلفون على معني المصطلح الدستوري.
( )2مبدأ البساطة – بمعني يجب عدم تعقيد ال ُمبسط ،والسعي لتبسيط ال ُمعقد.
وبمعني آخر يجب البحت على المصطلحات البسيطة والغير ُمركبة او غامضة.
( )3مبدأ االقتراب – بمعني ضرورة االيمان بانه كلما كانت الخدمات قريبة من
المواطن ،كلما كانت السلطة أنجح وأحسن وأفيد .وبمعني آخر ان كل ما يسعي اليه ويطلبه
المواطن من الدولة هو ان تكون مدرسة أوالده قريبة من بيته ،وان يكون المستشفى قريب
من مرضاه ،وان تكون خدماته المعيشية قريبة منه ووفقا إلمكانياته ،وان يكون ُمثمن
في بيته ،و ُمصان في عرضه وشرفه وماله.
( )4مبدأ التنوع من خالل الوحدة .بمعني العيش في دولة موحدة و ُمتحدة ولكن في
داخلها تنوع ،وتنافس ،واختيارات متعددة .فمثال مصطلح "الشعب الليبي" يجب ال يعني
بالضرورة ،جنس واحد ،وال عرق واحد ،وال لون واحد ،وانما يشمل العرب ،واالمازيغ،
والطوارق ،والتبو ،والشركس ،والقريتلية ،واالواجلة ،والكراغلة ،واالفارقة ،واليهود ،وكل
االجناس اآلخرين التي تعتبر نفسها جزء من الشعب الليبي .ولكل هذه االجناس واالعراق
الحق في ان تتنافس لتحقيق "الحلم الليبي "،وان تسعد في هذا الوطن لتحقيقه كغيرها من
األجناس األخرين.
وانطلقا من هذه المبادئ االساسية االربعة حاولت خالل مرحلة عملي في الهيئة ان
يكون تركيزي– بالدرجة االولي -على مجموعة من األهداف الوطنية لعل من أهمها:
(أ) تحقيق العدالة للجميع – وهذا يتطلب ضرورة العدالة في توزيع السلطة والثروة
وذلك الن السلطة والثروة – في نظري – هما وجهان لعملة واحدة.
Page 9 of 148
(ب) تحقيق التمثيل المناسب -بمعني ضرورة ُمزاوجة التمثيل العددي مع التمثيل
الجغرافي المناسب ،وذلك لتحقيق المشاركة السياسية الفاعلة للجميع ،في أتخاد القرارات
الوطنية وخصوصا السيادية منها.
(جـ) تحقيق السلطة المحلية – بمعني ضرورة تمكين السلطات المحلية من المشاركة
الفعلية والعملية في آليات أتخاد القرارات خصوصا في االمور التي تخصها ،ومتعلقة
بمناطقها .وذلك باعتبار السلطة المحلية هي "السلطة الرابعة" في الدولة [وهذا يعني انه
باإلضافة للسلطات الثالث -التشريعية والتنفيذية والقضائية في الدولة ،هناك سلطة محلية].
بعد هذه المالحظات التمهيدية المختصرة ،سأعرض على القاري الكريم بعض من هذه
ال ُمقترحات ،التي تقدمت بها ألعضاء الهيئة (كحلول لإلشكاليات الجوهرية ،والتي ال تزال
عالقة في مشروع الدستور) خالل المرحلة الماضية ومند االيام االولي النعقاد الهيئة ،وذلك
مساهمة منى في صناعة دستور وطني توافقي ديمقراطي يُلبي طموحات كل أبناء الشعب
الليبي في كل ربوع الوطن...
مالحظة :هذا النص تم أ ُقترحه في ُمخرجات لجنة العمل االولي ،وتم قِبوله كما هو في
ُمخرجات لجنة العمل الثانية ،ولم يتغير عليه شيء ،في ُمخرجات ما عُرف بلجنة التوافقات
االخيرة ،اال بتغيير واحد فقظ (بمعني تغيير مصطلح أراضيها بإقليمها) ،بالرغم من االنتقادات
واالعتراضات العديدة ،التي وجهها بعض األعضاء لهذا النص! والعجيب ان هذه اللجان
الثالث ،قد رفضت تقديم أسبابها و ُمبرراتها في هذا الصدد .والسؤال الذي يطرحه أعضاء
الهيئة الذين لم يشاركوا في ُمداوالت هذه اللجان (وتقدموا بمقترحاتهم لهذه للجان وتم رفضها)،
هو ماهي اآلليات والمبررات التي اتخذتها هذا اللجان للوصول الي ُمقترحاتها؟
ولقد قمت انا شخصيا بتقديم ُمقترحات مكتوبة و ُمسببة لهذه اللجان وذلك بتعديل هذا المقترح
بإضافة مصطلح "موحدة" وايضا استبدال أسم " الجمهورية الليبية" باسم "دولة ليبيا"،
ليصبح النص بعد التعديل كاالتي:
ب .ليس هذا فقط بل تضمن محتوي هذه المادة ال ُمقترحة بأن يكون أسم هذه الدولة هو
"الجمهورية الليبية ".وبالرغم من اني شخصيا ،أستطيع القول بأنني "جمهوري سياسيا"،
اال انني أري انه من الواجب اال يرتبط "أسم الدولة" بشكل نظام حكمها .وفي الحقيقة ان أسم
"الجمهورية" هو أسم تعسفي قد يتم فرضه (إذا تم اعتماد هذا المشروع) ،على بقية أبناء
وشرائح الشعب الذين لم يشاركوا في اختياره ،وبذلك يتم منعهم ،وحرمانهم ،من تحقيق
أهدافهم باألساليب الديمقراطية ودون إجبارهم للسعي لتعديل الدستور! فعلي سبيل المثال هذا
االسم سيحرم ابناء الشعب ،الذين يريدون ان يكون نظام الحكم في ليبيا "ملكي "،من تحقيق
Page 13 of 148
أهدافهم ،وسيمنع أيضا ابناء الشعب ،الذين يرغبون ان يكون نظام الحكم في ليبيا
"جماهيري "،من تحقيق أمانيهم .وعليه فإنني أقترح انه من االنسب واالحسن
ان يكون أسم دولتنا القادم هو "دولة ليبيا".
ب .ان مصطلح "موحدة" يعني ان ليبيا دولة يجب تكون فيها السيادة موحدة .وهذا امر
ضروري خصوصا وان هذا المشروع لم ينص على مبدا السيادة في أي مادة من مواده.
بمعني ليس معروف في هذا المشروع السيادة لمن ،رغم المطالبات العديدة بتحديد هذا
المبدأ المهم.
جـ .ان مصطلح "موحدة" يعني ان دولة ليبيا ،هي دولة غير فدرالية ،وال كونفدرالية ،وال تقوم
على مفهوم الحكم المحلي.
د .ان مصطلح "موحدة" يعني ان دولة ليبيا لها حكومة وحدة وطنية ،قائمة علي أساس دستور
واحد ،وان جميع المواطنين في الدولة يخضعون لنفس القوانين دون اي تمييز بينهم.
ب .اسم الدولة يجب ان يكون أسم مجرد من أي وصف ألي نظام حكم ،بمعني يمكن ان يكون
نظام الحكم في داخل هذه الدولة جمهوري ،أو ملكي ،او جماهيري ،او اي نظام حكم آخر.
جـ .أن استخدام اسم "دولة ليبيا" ،من الناحية الفكرية والثقافية يعطينا فرصة أكبر وأفضل
إلعادة الهوية الوطنية المفقودة ،والسعي الجاد لترسيخ القيم الوطنية بروي جديدة و ُمتجددة.
د .الحقيقة التي ال غبار عليها ،ان اغلب الدول الحديثة اليوم ،قد اصبحت تستخدم اسم الــ
"دولة" المجرد ودون ربطه بأي نظام حكم معين وال بطبيعته.
هـ .أن أسم "دولة ليبيا" يساعدنا على الت ُخلص من أدران الماضي ومساويه.
ك .في الحقيقة ان استخدام اسم "دولة ليبيا" ،من الناحية العملية واالقتصادية ،يمكن ان يوفر
علي الدولة مليارات الدوالرات ،اذ ال ضرورة لتغيير ما قامت الدولة بطباعته واستخدامه
خالل السنوات الماضية والذي تضمن أسم "دولة ليبيا" عليه.
***
Page 15 of 148
المادة ()2
الهوية واللغة
” تقوم الهوية الليبية على ثوابت جامعة ،ومتنوعة ،ويعتز الليبيون بكل ُمكوناتهم االجتماعية،
والثقافية ،واللغوية ،وتعدّ ليبيا جزءا من الوطن العربي ،وأفريقيا ،والعالم اإلسالمي،
ومنطقة حوض البحر األبيض المتوسط.
تعدّ اللغات التي يتحدث بها الليبيون ،أو جزء منهم ومن بينها العربية ،واألمازيغية ،والتارقية،
والتباوية ،تراثا ثقافيا ،ولغويا ،ورصيدا مشتركا لكل الليبيين ،وتضمن الدولة أتخاد التدابير
الالزمة ،لحمايتها ،وضمان المحافظة على أصالتها ،وتنمية تعليمها ،واستخدامها.
اللغة العربية لغة الدولة .وينظم القانون في أول دورة انتخابية
تفاصيل إدماج اللغات الليبية اآلخرة ،في مجاالت الحياة العامة،
على المستوي المحلي ومستوي الدولة“ .
.2اإلشكالية االساسية في هذه المادة ( )2هي في الجزء المتعلق باللغات .فمثال :ماذا تعني
عبارة "اللغة العربية لغة الدولة؟" هل عبارة "لغة الدولة" تعني اللغة الرسمية؟ وإذا كانت
تعني اللغة الرسمية ،فلماذا ال نذكرها صراحة؟ وهل هذه العبارة "لغة الدولة" تعني ان اللغات
الوطنية اآلخرة ،كاألمازيغية ،والطارقية ،والتباوية ،والغدامسية ،والعبرية ،وغيرها ،ليست
لغات دولة ،ولن تكون لغات دولة في المستقبل (ال القريب وال البعيد)؟!! أوانه من المحتمل،
ان يكون لنا ،على األقل خمس لغات دولة ،خالل العشر سنوات القادمة؟!!!
Page 16 of 148
.3تنص المادة علي ان " ...ينظم القانون في أول دورة انتخابية تفاصيل إدماج اللغات الليبية
اآلخري ،في مجاالت الحياة العامة ،علي المستوي المحلي ومستوي الدولة “ .فما المقصود
هنا بــ "تفاصيل إدماج اللغات الليبية اآلخرة؟!!" وماذا سيحدث لو لم يتم ذلك في أول دورة
انتخابية؟ وماذا سيحدث عندما يتم اإلدماج؟ هل ستصبح هذه اللغات كلها لغات دولة؟!!!
وماهي هذه "اللغات الليبية اآلخري" التي يجب ان ينظمها القانون ،ويجب ان تعمل الدولة
علي أدامجها في مجاالت الحياة العامة ،على المستوي المحلي ومستوي الدولة؟
.4واألغرب من هذا كله ان السيدات والسادة المناصرين لهذا المشروع ،قد جعلوا هذا النص
"نص فوق دستوري!" أي نص غير قابل للتعديل ،كما نصت على ذلك المادة ( )195في
فقرتها ( )2التي تنص على انه " ..ال يجوز المساس بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة الثانية".
.4وعليه يمكن القول وباختصار شديد ان هذا النص المتعلق باللغات هو نص "غامض"،
وغير دقيق ،وال يصلح ان يكون نصا دستوريا ،واذا تم اعتماده فلن يزيد المشهد الليبي اال
أرباك وتعقيدا.
المادة ()2
الهوية واللغة
[مالحظة مهمة :البد من التأكيد عليها مرة آخري ،انه ليس لدي أي انتقادات جوهرية على
الجزء األول من هذه المادة والمتعلق بموضوع الهوية].
Page 17 of 148
أ .تعتبر اللغات العربية واالمازيغية والطارقية والتباوية لغات وطنية باعتبارها رصيدا
مشتركا ،وإرث تاريخي وثقافي ،لكل الليبيين ،واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة.
ب .تعمل الدولة علي ترسيم لغات المكونات في مناطقهم ،وفقا لمعايير ومراحل وآليات
يتم تحديدها بقانون.
جـ .تعمل الدولة علي حماية اللغات الوطنية ،وتوفير الوسائل الالزمة لتعلمها،
واستخدامها ،وتطويرها ،والسعي إلدماجها في مجاالت الحياة العامة.
د .تعمل الدولة علي توفير الوسائل الالزمة ،لتعلم واستخدام وتطوير
لغة برايل للكفيف ،ولغة اإلشارة للصم والكم.
هـ .تحدد بقانون االحوال التي يجوز فيها ،استعمال لغة اجنبية في المعامالت الرسمية.
.2هذا ال ُمقترح أعترف بكل اللغات التي يتحدثها جزء من الشعب الليبي وأعتبرها لغات وطنية
باعتبارها رصيدا مشتركا ،وإرث تاريخي وثقافي ،لكل الليبيين .وفي نفس الوقت نص علي ان
اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة.
.3في نفس الوقت أيضا نص هذا المقترح البديل على أمكانية ترسيم اللغات الوطنية اآلخرة
في مناطقهم وفقا لمعايير ومراحل وآليات يتم تحديدها بقانون.
.4نص هذا المقترح البديل على ان تعمل الدولة علي حماية اللغات الوطنية وتوفير الوسائل
الالزمة لتعلمها واستخدامها وتطويرها والسعي إلدماجها في مجاالت الحياة العامة .باإلضافة
الي هذه المادة ،هناك المادة ( )55من هذا المشروع ،تنص علي ان "لألشخاص ،أفرادا
وجماعات الحق في استخدام اللغات الوطنية وتعلمها والمشاركة في الحياة الثقافية ،وتضمن
الدولة حماية اللغات الليبية ،وتوفير الوسائل الالزمة لتعلمها واستخدامها في وسائل اإلعالم
العامة ،كما تضمن حماية الثقافات المحلية والتراث ،والمعارف التقليدية ،واآلداب والفنون،
والنهوض بها ،ونشر الخدمات الثقافية .وباإلضافة الي المادة ( ،)55هناك ايضا مادة آخري
لتعزيز مادة الهوية واللغة اال وهي المادة ( ،)160في هذا المشروع ،والتي تنص على تأسيس
مجلس وطني لحماية الموروث الثقافي واللغوي ،ومهمته "المحافظة على الموروث الثقافي
واللغوي المتنوع للشعب الليبي وتوثيقه واالهتمام به بما يكفل المحافظة على أصالته
واالندماج والتعايش بين الليبيين".
.5بإضافة لكل ذلك ،نص هذا المقترح البديل علي ان تعمل الدولة علي توفير الوسائل
الالزمة لتعلم واستخدام وتطوير لغة برايل للكفيف ،ولغة االشارة للصم والبكم .لآلسف هذه
المكونات (الكفيف ،والصم والبكم) ،هي مكونات مجهولة ومحرومة من حقها في المواطنة
والمشاركة في صنع القرار السياسي ،وعليه فالبد من االهتمام بهذه المكونات وإعطائها
حقوقها كاملة.
Page 19 of 148
المادة ()3
" الجمهورية الليبية عاصمتها مدينة طرابلس".
يتضح من هذا النص ،في هذا المشروع ،ان مفهوم ُمصطلح "العاصمة" عند معظم السيدات
والسادة اعضاء الهيئة هو مفهوم ُمشوه ،غير واضح ،وغير مفهوم! وهذه المادة هي أكبر
دليل علي ذلك! وذلك الن مفهوم "العاصمة" في هذا النص ال يشمل المجلس التشريعي وال
أعلي سلطة قضائية في الدولة!
وإذا سألت أي أحد منهم ،عن مفهومه لـ "عاصمة الدولة "،فلن تجد لهم تعريف واضح و ُمحدد!
وإذا سألتهم ،إذا كانت عاصمة الدولة هي طرابلس – كما تنص هذه المادة – فلماذا مقر
البرلمان الليبي بغرفتيه سيكون في مدينتنا بنغازي ،كما تنص على ذلك المادة ( )90من هذا
المشروع (وعموما أنا شخصيا ال احتجاج لي من حيت المبدأ عن ذلك) .ليس هذا فقط ،بل ان
مفهوم العاصمة ،ال يشمل عندهم ،مؤسسات القضاء ،وبذلك تجد ان هذا المشروع قد نص على
ان يكون مقر المحكمة الدستورية ،ليس في طرابلس (ما ذامت هي العاصمة كما يقولون) ،بل
في مدينتنا سبها كما تنص على ذلك المادة ( )135من هذا المشروع (وأنا شخصيا أيضا ال
احتجاج لي من حيت المبدأ عن ذلك) .وإذا سأل المرء ،ماذا تعني العاصمة عند هؤالء
السادة؟ فلن يجد أجابه واحدة ،وموحدة من هؤالء! والحقيقة ان مفهوم العاصمة كما أفهمه انا،
على االقل ،يعني "المكان او المدينة التي تجتمع بها المؤسسات السيادية (التشريعية
صنع وتنفيد وتفسير القرار السيادي في الدولة".
والتنفيذية والقضائية) ال ُمشاركة في ُ
وطالما ان هذه المادة ال تعبر عن ذلك ،وطالما كما يقول المثل األمريكي "اللي تأكل زي
البطة ،وتمشي زي البطة ،وأطير زي البطة ...فهي بطة ".وعليه يمكن القول ،ان هذه المادة
Page 20 of 148
ال تدل على ان الجمهورية الليبية عاصمتها مدينة طرابلس! بل األنسب ان نقول بان الدولة
الليبية ،وفقا لهذا المشروع ،سيكون لها ثالث عواصم هي :طرابلس وبنغازي وسبها!!
"الﯽ أن يتم اختيار (او إنشاء) عاصمة رسمية ،يكون للدولة الليبية عصمتان
هما طرابلس وبنغازي ،كأجراء انتقالي مؤقت لمدة ( )10عشر سنوات
اعتبارا من اعتماد الدستور ،يعود بعدها االمر للسلطة التشريعية
لتقرير ما تراه مناسبا".
أهم ال ُمبررات:
لعل من أهم ال ُمبررات للقيام بذلك يمكن حصرها في اآلتي:
.1يمكن القول ان المعنى العام لمصطلح "العاصمة" -وباختصار شديد -يعني من الناحية
السياسية ،المقر الرئيسي إلدارة وحكومة دولة .أما من النواحي األخرى للدولة ،فقد يعنى ان
"العاصمة" هي المدينة الرئيسية في الدولة التي يتمركز بها نشاط أو قطاع رئيسي ومحدد،
كأن يطلق السياسيون في دولة ما ،أسم "العاصمة المالية" علي المدينة التي تتمركز بها ُجل
وأهم النشاطات المالية والبنكية في الدولة ،أو أسم "العاصمة االقتصادية" علي المدينة التي
توجد بها أهم واكبر النشاطات االقتصادية في الدولة ،أو أسم "العاصمة التاريخية" علي
Page 21 of 148
المدينة التي تُمثل الرمزية التاريخية في الدولة ،أو أسم "العاصمة الثقافية" علي المدينة التي
توجد بها أكثر النشاطات الفنية والثقافية في الدولة.
.2الحقيقة التي ال جدال فيها انه مند استقالل الدولة الليبية في 24ديسمبر ،1951لم يتفق
الليبيين على عاصمة رسمية واحدة لها .ففي دستور المملكة نصت المادة ( )188على ان
"للمملكة الليبية عصمتان هما طرابلس وبنغازي ".هذا ما نص عليه الدستور ،أما من الناحية
الواقعية فقد كانت الحكومة في طرابلس ،وقام الملك بنقل مجلس االمة (مجلس النواب
ومجلس الشيوخ) الي مدينة البيضاء ،وانتقل هو الي طبرق.
.3وقد استمر الوضع الدستوري للعاصمة غير ُمعرف خالل كل مرحلة حكم القذافي .فلم
يجرؤ اي مسئول (حسب علمي) ،خالل كل هذه الفترة ان يطلب من القذافي ،مناقشة هذا
الموضوع (أي ماهي عاصمة الدولة الرسمية؟) .واصبحت مؤسسات الدولة الليبية
السيادية لآلسف رهينة في يد القذافي يدعوها لالجتماع متى شاء واينما شاء.
نصر علي
ّ .4واخيرا وكما يقول المثل "يجب اال نُضيع الغابة بالشجرة ".بمعني يجب اال
ان تكون لنا عاصمة ويضيع منا الوطن نتيجة لهذا اإلصرار! فمن االحسن واألجدى –
في اعتقادي -ان يكون لنا وطن يسع الجميع ،حتى ولو لم نتفق على عاصمة،
فما قيمة ان يكون لنا عاصمة أذا ضاع منا الوطن؟!
***
Page 22 of 148
المادة ()6
مصدر التشريع
"اإلسالم دين الدولة ،والشريعة اإلسالمية مصدر التشريع".
.2الحقيقة ان اإلشكالية في هذا النص تكمن في عبارة "الشريعة االسالمية مصدر التشريع؟"
والسؤال هنا هو :ما هو المقصود من هذه العبارة تحديدا؟ هل تعني ان كل التشريعات يجب ان
يكون مصدرها الشريعة؟ وإذا كان هذا هو المعني ،فكيف يمكن التوفيق بين هذه المادة والمواد
اآلخرة التي يبدو انها متناقضة معها! فمثال ،ما عالقة هذه المادة بالمواد ( ، 7و ،66و،159
و )194في هذا المشروع؟ فعلي سبيل المثال تنص المادة ( )7في هذا المشروع على أن
"المواطنون والمواطنات سواء في القانون وأمامه ،ال تمييز بينهم ،وتحظر أشكال التمييز
كافة ألي سبب ،كالعرق ،أو اللون ،أو اللغة ،أو الجنس ،أو الميالد ،أو الرأي السياسي ،أو
اإلعاقة ،أو األصل أو االنتماء الجغرافي ،وفق أحكام هذا الدستور ".والسؤال هنا هو :هل هذه
المصطلحات الواردة في هذه المادة ُمنضبطة مع مادة الشريعة االسالمية أم مستقلة عنها؟
Page 23 of 148
وماهي "العالقة العضوية المتماسكة" التي تجمع بين هاتين المادتين؟ كما تُشير لذلك المادة
( )194من المشروع ،والتي تُأكد بأن "الدستور بجميع نصوصه وحدة واحدة ال تتجزأ،
وتفسر أحكامه وتؤول بحسب أنها وحدة عضوية متماسكة ".فما المقصود بـ "وحدة عضوية
متماسكة" هنا؟ وماهي هذه "الوحدة الواحدة" التي ال تتجزأ؟" وهل هذه "الوحدة الواحد" التي
يجب اال تتجزأ ال تتعارض مع مصدر التشريع التي نصت عليها المادة ( ،)2أي الشريعة
االسالمية؟ أم هي موضوع ُمكمل للشريعة اإلسالمية عندما يتعلق األمر بـ "قضية التمييز؟"
وذلك ألنه يجب "حظر أشكال التمييز كافة ألي سبب!" أي سوأ ان كان هذا التمييز سلبي أم
إيجابي! ام ان االمر يعني بما ال يتعارض مع الشريعة االسالمية.
أما المثال الثاني ،علي عدم وضوح العالقة بين المادة ( )6المتعلقة بمصدر التشريع والمواد
المتعلقة بــ "حماية حقوق اإلنسان والنهوض بها (كما في المادة "،)66و "ترسيخ قيم حقوق
اإلنسان والحريات العامة في الشريعة اإلسالمية والمواثيق الدولية وتعزيزها ونشر ثقافتها،
(كما في المادة "...)159فهل ترسيخ قيم المواثيق الدولية وتعزيزها ونشر ثقافتها في هذه
المادة يجب اال يشمل المواد والبنود التي ال تتعارض مع الشريعة االسالمية ،التي هي مصدر
التشريع في الدولة؟ وهل النص على ترسيخ قيم حقوق اإلنسان والحريات العامة للمواثيق
الدولية وتعزيزها ونشر ثقافتها ،ال يقصد بها المواد والنصوص التي تخالف مبادئ الشريعة
االسالمية؟ وإذا كان كدلك فلماذا لم ينص على ذلك صراحة؟! حتى تكتمل الصورة ويتحقق
بذلك مفهوم وغرض المادة ( )194من المشروع والتي تُأكد بأن "الدستور بجميع نصوصه
وحدة واحدة ال تتجزأ ،وتفسر أحكامه وتؤول بحسب أنها وحدة عضوية متماسكة ".واال فال
داعي لوجود هذه المادة ،ألنها فقدت ُمحتواها ،وألنه من السهل تجزأت هذا المشروع وال
يمكن اعتباره وحدة واحدة ،وان وحدته العضوية غير متماسكة! وإذا لم يتم تعديل هذه
اإلشكاليات الخطيرة ،فقد يؤدي ذلك الي ضعف "الوحدة الموضوعية "،وأيضا
"الوحدة المنطقية" في هذا المشروع! وفي اعتقادي إن حل إشكالية مصدر
التشريع يكم في المقترح اآلتي:
Page 24 of 148
.1التأكيد على ان لشعبنا دين يعتقد ويعتز به ،اال وهو االسالم العظيم .وبالتالي يجب اال يكون
هناك خالف على ان االسالم هو دين هذه الدولة .وهذا ما أكده االجداد واالباء عندما نصوا
على ذلك في المادة (( - )5االسالم دين الدولة) من دستور االستقالل عام ،1951والذي
تعتبره الهيئة التأسيسية مصدر رئيسي لصياغة دستورنا الحديث.
.2من المسح الشامل الذي أعده مركز البحوث في جامعة بنغازي ،والذي يُستدل من خالله
على ان شعبنا الليبي يرغب ويطالب باال تتعارض تشريعات الدولة مع االسالم واحكامه.
.3ان ُجل توصيات الزيارات الميدانية التي قام بها اعضاء الهيئة بين االواسط الشعبية تؤكد
ان شعبنا الليبي يطالب بان تكون الشريعة االسالمية هي المصدر االساس في التشريع.
Page 25 of 148
.4نصت المادة ( )40من دستور 1951على االيمان بان السيادة في الدولة هي في االصل
هلل عز وجل ،وهي بإرادته تعالى وديعة األمة ،واألمة مصدر السلطات .تمارسها بصفة
مباشرة باالستفتاء او بصفة غير مباشرة من خالل المؤسسات الدستورية .وبمعني آخر ان
الشعب هو السيد وهو ال ُمدبر لشؤونه بالكيفية التي يراها مناسبة له .وطالما ان الهيئة
تعتبر دستور 1951المعدل في الـ 1963مصدر رئيسي يجب الرجوع اليها واخد كل ما
هو مناسب لنا االن ،فما الذي يمنع من أخد هذه المادة والتأكيد عليها مرة أخري .واالغرب
من هذا كله ان هذا المشروع لم يحدد لمن السيادة في هذه الدولة وما هي مصادرها!
.5أما عبارة "وكل ما يخالفها يعد باطال ".فتعني من حق الشعب ان يعمل ويتصرف كما
يريد ،وان يعمل ما يشاء في داخل دولته طالما ال يخالف ديننا الحنيف .وبمعني آخر ،للمجلس
التشريعي في دولتنا ان يُشرع كلما يخدم الوطن والمواطن ،وعلى كل من يعتقد ان ما قام به
المجلس التشريعي يخالف الشريعة ان يذهب للقضاء الذي هو الحكم ،وما يقوله القضاء في
هذا الشأن هو الحل النهائي الذي يجب على الجميع احترامه.
.6وأخيرا لعله من المناسب التذكير ،بانه فيما يتعلق بالفقرة األخيرة التي تنص على "االلتزام
بأن الشريعة االسالمية هي مصدر كل تشريع وكل ما يخالفها يعد باطال "،فماهي ،في الحقيقة،
اال المبدأ الخامس من المبادئ الحاكمة بالنسخة النهائية لــ "االتفاق السياسي الليبي"
الموقع بتلريخ 17ديسمبر ،2015والذي اعتمده مجلس النواب وأعترفت به األمم
المتحدة و ُجل القوي السياسية في داخل الوطن.
***
Page 26 of 148
المادة ()7
المواطنـة
المواطنون والمواطنات سواء في القانون وأمامه ،ال تمييز بينهم ،وتحظر أشكال
التمييز كافة ألي سبب ،كالعرق ،أو اللون ،أو اللغة ،أو الجنس ،أو الميالد،
أو الرأي السياسي ،أو اإلعاقة ،أو األصل أو االنتماء الجغرافي،
وفق أحكام هذا الدستور.
مالحظات هامة حول هذا النص:
يتضمن هذا النص مصطلحات غريبة وعامة ،أعتقد انها ال تليق ان تكون ضمن دستور ليبيا
القادم ،وذلك ألنها غير واقعية ،وتتناقض مع مواد آخري في هذا المشروع! من هذه
المصطلحات اآلتي:
.1مصطلح "سوء في القانون وأمامه!" مصطلح غريب حقا! فالصحيح والمتعارف عليه
قانونيا ان يكون المواطنون "سوء أمام القانون "،ولكن ان يكونوا "سوء في القانون"
فهذا أمر غريب وعجيب! فالناس ليس متساوون بالضرورة في القانون ،ففي القانون،
المواطن وعمله ،والمواطن ومقدرته ،والمواطن وعطاءه ،والمواطن وذكائه ،والمواطن
واستعداده ،والمواطن وخياراته ...الخ .فعندما يُشرع المشرع قانون "ضريبة تصاعدية" مثال،
ال يمكن لألغنياء ان يحتجوا بانه قد تم التمييز ضدهم ،الن الدستور ينص على التساوي في
القانون! وكذلك الحال عند صدور قانون المرتبات ،أواي قانون أخر يقوم على أساس
التصنيف .فالقوانين في المجتمعات الحرة تقوم على مبدأ التنافس " -وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون ".وعليه علينا ان نفرق بين "مبدأ التصنيف "،و"اشكالية التمييز السلبي الضار".
Page 27 of 148
.2المصطلح الغريب الثاني هو "تحظر أشكال التمييز كافة ألي سبب!" العجيب ان الذين
يصرون على هذا النص ،هم نفسهم أيضا ،من يصرون على ان يتضمن هذا المشروع ما
يُعرف بالكوتا!!" فقد أصروا على ان تتضمن المادة ( )76بعنون "تكوين مجلس الشيوخ"
على ان يشمل ذلك "ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع عضوين عن كل مكون".
فهل هذا تمييز أم ال!! وهل هذا يتعارض مع النص المذكور أعاله ،أي "تحظر أشكال التمييز
كافة ألي سبب!" ليس هذا فقط ،فقد نصت المادة ( )205بعنوان :حكم خاص بالمرأة ،على ان
" ...يضمن أي نظام انتخابي تمثيل للمرأة بنسبة خمس وعشرين ( )25بالمائة من مقاعد
مجلس النواب والمجالس المحلية "...أفال يعتبر هذا تمييزا يتعارض مع نص مادة المواطنة؟!
المادة ()7
المواطنـة
المواطنون والمواطنات سواء أمام القانون ،وهم متساوون في التمتع بالحقوق
المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ،وفيما عليهم
من الواجبات والتكاليف العامة وفقا ألحكام الدستور.
***
Page 28 of 148
.1إن الغرض األساسي من إيجاد المجلسين هو أحداث توازن ومراقبة بين "التعداد السكاني"
من جهة ،و "الجغرافيا السياسية" من جهة آخري .والحقيقة ان فكرة "المجلسين" في دولة
المواطنة التي تقوم على أساس المساواة وتكافؤ الفرص ،قد اصبحت فكرة قديمة [واداة سياسية
ُمربكة و ُمعطلة للعملية التشريعية] تعمل الدول الحديثة على التخلص منها .وعليه فاذا كان
والبد من تطبيقها في الواقع السياسي الليبي ،فانا أقترح ان يكون مجلس النواب ممثال للتعداد
السكاني ،دون مراعات اي شروط او توازنات آخري ،مثل الفقرة "مع مراعاة المعيار
الجغرافي "...التي وردت في المقترح ،وال ضرورة ألي شروط اخري في توزيع المقاعد
داخل كل منطقة او محافظة ،حتي تحدت المراقبة ويتحقق التوازن بين القوتين السياسيتين
واالساسيتين في توزيع السلطة في الدولة والمجتمع.
.2لكي يتحقق التمثيل المناسب في هذا المجلس ،ويتحقق مبدأ "لكل مواطن صوت واحد"
البد من تطبيق "مبدأ المتوسط االنتخابي" أو التمثيل العددي لكل مقعد "،وذلك باعتماد
أحد األسلوبين:
(أ) في حالة االتفاق علي عدد المقاعد في المجلس (كما حدت مع مقاعد المؤتمر الوطني
العام وتحديدها بــ 200مقعد ،او كما هو الحال في مجلس النواب بالواليات المتحدة االمريكية
الذي قرروا ان يحدد مند ،1910عدد مقاعده بــ 435مقعدا) ،في هذه الحالة يكون التمثيل
العددي لكل مقعد علي أساس تقسيم [عدد السكان في الدولة علي عدد مقاعد المجلس] .فعلي
سبيل المثال ،ان المتوسط االنتخابي أو التمثيل العددي لكل مقعد في المؤتمر الوطني = (عدد
السكان على عدد المقاعد) ،أي ان:
Page 31 of 148
(ب) أما في حالة عدم االتفاق علي عدد المقاعد في المجلس (كما هو الحال في ُج ّل
الدساتير التي نصت على مجلس تشريعي يتكون من مجلسين .ففي هذه الحالة البد من ان ينص
الدستور علي المعيارية العددية (أي المتوسط االنتخابي لكل مقعد في المناطق االنتخابية)،
وذلك حتي ال تُسيس هذه القضية ،وبالتالي ستقود الي العديد من اإلشكاليات القانونية والسياسية
كما حدث في عام 2011عندما أقر المجلس الوطني االنتقالي عدد المقاعد ،بأسلوب عشوائي
ومزاجي ،النتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام ،وايضا قام باستخدام نفس األسلوب،
بترسيم الـ 13دائرة انتخابية على مستوي ليبيا ،لتحقيق هذا الهدف! وفي عام 2013قام المؤتمر
الوطني بإعادة ترسيم ليبيا ،وبأسلوب عشوائي ومزاجي أيضا ،الي 11دائرة انتخابية الختيار
أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور!!
.3لكي يتحقق التمثيل المناسب في هذا المجلس ،ويتحقق مبدأ "لكل مواطن صوت واحد"
البد من دسترة آليات تحديد النتائج وتوزيع المقاعد في داخل المجلس .وعلينا ان نعي
بأن تحديد ودسترة المعيارية العددية أمر ضروري لتحقيق االستقرار السياسي والتماسك
االجتماعي في الدولة.
***
Page 32 of 148
.2لماذا يتم توزيع المقاعد على أساس "المناطق االنتخابية الثالث" وليس على أساس االقاليم
التاريخية الثالث؟! وإذا قبلنا بهذا المصطلح الجديد والغريب فسيبرز هنا ،السؤال المنطقي
اآلتي :علي أي مناطق انتخابية ثالث نتحدث؟! بمعني هل المقصود بها الدوائر االنتخابية
الـ ( 13أي الدوائر االنتخابية الـ 13النتخاب أعضاء المؤتمر الوطني عام ،2012ومن
بعدهم أعضاء مجلس النواب عام )2014؟ أم هي الدوائر االنتخابية الـ ( 11أي الدوائر
الـ 11النتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية عام ،)2014أم المقصود هو االقاليم االنتخابية
Page 33 of 148
التاريخية الثالث – أي والية برقة ،ووالية فزان ،ووالية طرابلس؟! ومن الذي سيحدد لنا
ذلك؟
الحقيقة ان أعضاء لحنة التوافقات قد رفضوا اإلجابة على هذه األسئلة!!
ولم يوضحوا لنا األسباب والمبررات التي اذت الي هذا االختيار!!
.3لماذا وضع شرط "ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع عضوين" عن كل
مكون ولماذا شرط "العضوين" وليس "عضو واحد" أو أكثر من عضوين؟" وماهي
المكونات المؤهلة لذلك؟ وعلى أي اساس سيتم اختيار المكونات ،ومن الذي له حق تقرير
ذلك؟ وكم لدينا مكون في ليبيا االن؟! فعلي سبيل المثال ال الحصر ،لقد زارنا وفد من سادتنا
واخوتنا األواجلة ،وقالوا لنا بكل وضوح ،كالم من أروع ما يمكن ان يقوله مواطن ليبي .لقد
قالوا لنا ما معناه" :يا أخوتنا نحن ليبيون ،كغيرنا من الليبيين ،نُريد ليبيا للجميع ،ونعتز بديننا
االسالمي ،واللغة العربية ،ولكن إذا أردتم ان تعطوا للمكونات اللغوية والثقافية دور خاص،
فأعلموا ،اننا ُمكون أصيل ،ولنا ثقافتنا الخاصة بنا التي نعتز بها .وعليه فالبد من اعتبارنا
ُمكون ثقافي كغيرنا من المكونات .وباإلضافة الي هذا الوفد الكريم ،فقد أتي لنا ،في مقر الهيئة،
وفد آخر كريم ،من أخوتنا وسادتنا القريتلية ،وقالوا نفس الكالم الذي قاله لنا وفد أخوتنا
األواجلة .فهل يجب االستجابة لهذه المطالب؟ في نظري ،نعم وبكل تأكيد .بمعني إذا تم
تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع "عضوين في مجلس الشيوخ "،فيجب ان تمثل
كل المكونات دون استثناء وال إقصاء الحد.
.4االمر الغريب اآلخر في هذا النص هو اشتراط ان "يراعى التوزيع الجغرافي للمقاعد
داخل كل منطقة انتخابية!!" أليس االمر متروك لكل اقليم او والية او منطقة انتخابية كما
يسميها هذا النص؟ ومن الذي سيقرر ذلك؟ وماذا تعني كلمة "يراعي" في هذا النص؟
وما الذي سيحدث إذا لم تراعي منطقة معينة هذا الشرط؟!
Page 34 of 148
أو
()9 غدوة ،سمنو ،تمهنت ،الزيغن ،القرضة ،الثانوية ،حي الكرامة ،قعيد، .9الدائرة التاسعة (سبها)
المنشية ،الجديد ،سكرة ،حي عبد الكافي ،الناصرية ،حجارة ،المهدية.
براكأشكده ،زلواز ،قيرة ،الزوية ،أقار ،حي المشاشية ،تامزاوه ،محروقه،
القرضة ،ثاروث ،قطة ،برقن ،القلة ،أبوقدقود ،الزهراء ،وتزاريك،
الحطية ،تمسان ،المنصورة ،إدري.
أوباري المدينة ،الديسة ،الحطية ،القعيرات ،الغريفة ،جرمة ،توش، .10الدائرة العاشرة (أوباري)
()9 أبريك ،الفخفاخة ،تويوهالخرائق ،قرارقره ،تكركبية ،الفجيج ،بنت بيه،
القراية ،قبر عون ،الرقيبة ،التناحمة ،الزويه ،القلعه ،اخليف ،الحمرا ،بن
حارث ،األبيض ،مكون الطوارق.
مرزق ،جيزاو ،إدليم ،حج حجيل ،أم الحمام ،دوجال ،أقار عتبه ،مرحبا،
تقروطين ،السبيطات ،تساوة ،الجارن ،مكنوسة ،تراغن ،فنقل ،أم
األرانب ،مجدول ،تمسه ،زويله ،القطرون ،تجرهي ،البخي ،مدروس
(مكون التبو).
()2 غدامس ،سيناون ،درج( ،مكون الطوارق) .11الدائرة الحادية عشرة (غدامس)
Page 37 of 148
أو
معادلة توزيع المحافظات كانت = 5في طرابلس 3 +في برقة 2 +في فزان
Page 39 of 148
تتكون الدولة الليبية من 6أقاليم ،اثنين في الشرق واثنين في الجنوب واثنين في الغرب ،
ومنطقتين هما – طرابلس الكبرى وبنغازي الكبرى وهي كاآلتي:
إقليم .....ويتكون من ................................
إقليم .....يتكون من ..................................
إقليم .....يتكون من ..................................
إقليم .....يتكون من ..................................
إقليم .....يتكون من ..................................
Page 46 of 148
وذلك بالرجوع الى فكرة االقاليم التاريخية الثالث (أي الرجوع الي التقسيم االداري الذي كان
سائدا من 1951الي ،1963كحل مؤقت على األقل) ،أنظر الخارطة التوضيحية التالية:
أسباب التعديل:
في اعتقادي المتواضع يجب ان يكون التمثيل في مجلس الشيوخ متساوي بين المحافظات (أو
الواليات) ،وليس على أساس األقاليم التاريخية الثالثة ،وذلك الن المحافظات يجب ان تكون
هي الوحدات المحلية االساسية في نظام الحكم ،وهي اآلليات السياسية المناسبة لمراعات
وتحقيق التوازن السكاني ،والجغرافي داخل كل اقليم .وفي اعتقادي أيضا ان محاولة الرجوع
بليبيا الى مرحلة الواليات الثالث (أي ما قبل الــ )1963هي محاولة غير عملية وال تتماشى
مع تحديات هذا العصر .فليس من المعقول في هذا العصر ،الذي تسعي فيه الكثير من الشعوب
والدول الي التجمع واالتحاد ،ان نقوم نحو بالتفرق واالبتعاد عن بعضنا البعض .وبمعنى اخر،
ان تلك الفترة من تاريخنا ،التي يحن لها البعض منا ،هي فترة قد تجاوزها شعبنا وأليمكن أن
تكون الحل الصحيح واألمثل والجاد للتحديات التي تواجهنا جميعا اليوم .وعليه فال داعي
للرجوع الى الخلف واالصرار على الجهوية والمناطقية ،بدال من الوطنية ،والمواطنة التي
ستكون خطوة لألمام ،نحو توحيد وترابط وتألف الشعب الليبي ،وتقوية المناطق السياسية
واالجتماعية للدولة وليس ألي منطقة آخري ،والتي ستكون محصلتها فوزنا جميعا .وعلينا
ان نعي ،انه أذا فعال نريد ان نؤسس لدولة المواطنة ،فإن دولة المواطنة تقوم علي أساس
"مبدأ االقامة "،بمعني "مبدأ أين ما تُقيم فانت مواطن ".ولكن لآلسف تم رفض هذا
المقترح ،ورفضت اللجنة تقديم االسباب لهذا الرفض! وإذا كان البد من االصرار على
الرجوع بليبيا الى مرحلة الواليات التاريخية الثالث ،فالبد من تسمية االسماء ب ُمسمياتها
الحقيقية والرجوع الي األقاليم التاريخية الثالث ،أي والية برقة ،ووالية فزان ،ووالية
طرابلس ،كما كان التقسيم قبل .1963
***
Page 49 of 148
أوال :لمعرفة المزيد عن إشكالية شرط الثمانية ،يمكن للقارئ مراجعة ال ُملحق الثاني بعنوان:
"لعبة األرقام ..وحتمية االنسداد الدستوري "،لمعرفة تفاصيل هذه اإلشكالية وحتمية
االنسدادات الدستورية كنتيجة لذلك.
ثانيا :لإلجابة على السؤال أعاله يمكن القول ،بالتاكيد ان هذا المجلس ليس مؤسس على مبدأ
التساوي الجغرافي -ال في عدد االعضاء ،وال في الفاعلية في أتخاد القرارات! والغريب أيضا
ان هذه المعادلة العجيبة ال يوجد لها مثيل في أي نظام تشريعي آخر في العالم ،بالرغم من ان
هناك أكثر من 80نظام تشريعي يقوم علي أساس نظام المجلسين! وقد اقترحت عليهم ،ان
يختاروا من بين هذه األنظمة الناجحة في العالم ،أي نظام يعجبهم (بما فيها نظام المجلس
التشريعي أيام المملكة الليبية قبل (1969بما فيها نظام المجلس التشريعي أيام المملكة الليبية
قبل ،)1969بشرط ان يتم نسخه كما هو ،وخصوصا في كيفية أتخاد قراراته ...ولكن لألسف
فرفضوا ذلك أيضا!! تحت شعار الخصوصية الليبية! وكأن ليبيا قبل 1969لم يكن لها
خصوصية!!
Page 51 of 148
(ب) تصدر القرارات في كل من المجلسين بأغلبية الثلثين زائد واحد ()1 + 2/3
من عدد أعضاء كل مجلس في األحوال اآلتية:
.1قانون النظام المالي للدولة.
.2قانون الحكم المحلي.
.3قانون الجنسية والهجرة.
.4قانون االنتخابات.
.5قانون الثروات الطبيعية.
.6مقترحات التعديالت الدستورية.
(جـ)يتولى مجلس الشيوخ المصادقة علي ترشيحات مجلس النواب بأغلبية الثلثين
زائد واحد ( )1 + 2/3من عدد أعضاء المجلس بشأن الوظائف اآلتية:
.1أعضاء المحكمة الدستورية.
.2رؤساء وأعضاء الهيئات الدستورية المستقلة.
.3محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه.
وذلك وفق معايير االستحقاق والجدارة لتحقيق المصالح العليا للدولة خالل المدة
والشروط التي يحددها القانون ويصدر رئيس الجمهورية قرارا بتسميتهم.
مالحظة :لمعرفة المزيد على "شرط الثمانية" في مشروع الدستور ،راجع الملحق رقم (.)2
Page 52 of 148
المادة ()100
انتخاب الرئيس
” ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام الحر السري المباشر باألغلبية المطلقة
لألصوات الصحيحة للمقترعين ،وبما يضمن القيمة المتساوية من لألصوات ،وتوزيعها
جغرافيا على الدوائر االنتخابية ،وفق النسبة التي يحددها القانون .وينتخب رئيس الجمهورية
قبل مئة وعشرين يوما من انتهاء فترة رئيس الجمهورية القائم وقت إجراء االنتخابات
الرئاسية ،على ان تعلن النتائج النهائية خالل أسبوعين من نهاية المدة السابقة .وفي حال تعدر
تقرها المحكمة الدستورية ،يحدد مجلس الشوري
إجراء االنتخابات الرئاسية ،قاهرة ّ
اإلجراءات ،والمواعيد الالزمة إلجراء االنتخابات الرئاسية الحقا.
وال يجوز إعادة انتخاب الرئيس ألكثر من دورتين متصلتين،
أو منفصلتين ،وفي حال االستقالة تعد ُ تلك المدة مدة رئاسة كاملة".
ما المقصود في هذه المادة بــ "بما يضمن القيمة المتساوية لألصوات؟!" وكيف سيتم توزيع
هذه االصوات جغرافيا على المناطق االنتخابية؟" وهل يُعقل ان تترك هذه القضية المهمة
للمجلس التشريعي؟! واين ذهب "مبدأ الفصل بين السلطات "،الذي نص عليه هذا المشروع؟!
وهل يُعقل ان يترك لمجلس الشورى تحديد اإلجراءات ،والمواعيد الالزمة إلجراء
االنتخابات الرئاسية الحقا؟
Page 53 of 148
.2األغلبية المطلقة (خمسين في المئة زايد واحد) لعدد األصوات الصحيحة للمقترعين.
.3يشترط فيمن يتحصل على األغلبية المطلقة لعدد األصوات الصحيحة للمقترعين ،ان
يتحصل على ما ال يقل عن %20لعدد األصوات الصحيحة للمقترعين في أكثر من نصف
الحافظات.
.1الجولة األولى لالنتخابات :تجري الجولة األولى لالنتخابات الرئاسية ،حيث يقترع
الليبيون الختيار مرشحهم ،فإذا استطاع أحد المرشحين الحصول على األغلبية المطلقة (واحد
وخمسين بالمئة) يعد المرشح فائزا باالنتخابات من الجولة األولى ،وإذا لم يستطع أي من
المرشحين الحصول على األغلبية المطلقة ينتقل مرشحين اثنين فقط (وهما الحاصالن على
أكبر نسبة من األصوات) إلى الجولة الثانية من االنتخابات.
Page 54 of 148
.2الجولة الثانية لالنتخابات :تُنظم الجولة الثانية من االنتخابات الرئاسية الفرنسية بعد مرور
أسبوعين على الجولة األولى ،ويعتبر المرشح الحاصل على أغلبية األصوات فائزا في
االنتخابات.
يشترط في كل موقع أال يعطى إال توقيعا واحدا ألحد المرشحين فقط .وبشرط ايضا ان
تكون هذه التوقيعات موزعة على %60من عدد المحافظات على أقل تقدير ،وذلك بدون
أن يتخطى عدد الموقعين في كل محافظة عُشر العدد اإلجمالي لألعضاء الموقعين.
أو
.2أن يجمع ما ال يقل عن 5000توقيعا من الناخبين ،شريطة اال يكرر الناخب توقيعه
ألكثر من مرشح واحد .ويشترط ايضا ان تكون هذه التوقيعات موزعة على %60من
عدد المحافظات على أقل تقدير ،وذلك بدون أن يتخطى عدد الموقعين في كل محافظة
عشر العدد اإلجمالي لألعضاء الموقعين.
ُ
خامسا :ال يجوز إعادة انتخاب الرئيس ألكثر من دورتين كاملتين متصلتين ،وفي
حالة االستقالة تعتبر تلك المدة مدة رئاسة كاملة.
Page 55 of 148
سادسا :ينتخب رئيس الجمهورية قبل تسعين يوما من انتهاء فترة رئيس الجمهورية
القائم وقت إجراء االنتخابات الرئاسية ،على أن تعلن النتائج النهائية قبل أسبوعين
من نهاية المدة السابقة .وفي حال تعذر إجراء االنتخابات الرئاسية ألسباب قاهرة أو
لخطر قائم يتم إثبات ذلك بقرار من المحكمة الدستورية ،ويحدد مجلس الشورى
اإلجراءات والمواعيد الالزمة إلجراء االنتخابات الرئاسية الحقا.
***
Page 56 of 148
في هذا الصدد أقترح استبدال مواد الباب المذكور فيما يُسمى "بمشروع الدستور "،بمواد باب
جديد ،وذلك ألسباب عديدة لعل من أهمها:
.1من ال ُمحزن جدا ان أخوتنا أصحاب مشروع الدستور قد قاموا باقتباس (بتصرف) فصل
كامل (السلطة المحلية) من الدستور التونسي ،وغيروا اسمة الي باب الحكم المحلي،
[لمعرفة التفاصيل لهذا االختالس راجع الملحق الثالث بعنوان :مقـارنـة "باب الحكم المحلي“
بين الدستور التونسي و"مشروع" مجموعة من أعضاء الهيئة[:إساءة فهم ..أمُ ..مقارنة
خاطئة]
.2البد ان يدرك الجميع انه ،أذا كانت جمهورية تونس لم تنجح في تطبيق نصوصها
الدستوري على أرض الواقع حتى االن؟ بالرغم من انها اعتمدت دستورها عام ،2014
فهل من المناسب وال ُمفيد لشعبنا ان يُقلد تجربة لم تنجح بعد؟!!
.3هناك مصطلحات ومبادي عديدة تم ذكرها في مشروع الدستور مثل ”:الحكم المحلي“ و
"الالمركزية الموسعة“ و ”مبدأ التدبير الحر“ و ”مبدأ التفريع“ لم ير ْد تعريفها بدقة في هذه
النصوص الدستورية .وهي مفاهيم غامضة وعا ّمة ومفتوحة وعرضة لالجتهادات المختلفة.
وستظهر من خاللها العديد من االشكاليات أهمها "إشكالية تنازع االختصاصات“.
.4أعتمد هذا المشروع في تنظيم الالمركزي علي ”األقاليم التاريخية الثالث “،وخصوصا
في توزيع مقاعد البرلمان! ولكن لم يتم تحديد دور هذه االقاليم االداري وال السياسي صراحة
كما فعل الدستور التونسي؟
.5البد من االشارة الي ان السلطة المحلية (في تونس) تقوم على أساس الالمركزية (وليس
الالمركزية الموسعة) ،وتتجسد الالمركزية في جماعات محلية ،تتكون من بلديات وواليات
وأقاليم ..فعلي أي أساس تقوم الالمركزية الموسعة في مشروع الدستور الليبي؟
Page 58 of 148
.6األخوة أصحاب هذا المشروع قاموا بتغيير عنوان هذا الباب الي "باب الحكم المحلي“ بذال
من "باب السلطة المحلية ".فعلي أي أسس تم ذلك؟ وما هي المبررات التوافقية التي أقنعتهم
بذلك؟!! وهل يعلم األخوة أصحاب هذا المشروع ان مصطلح ” الحكم المحلي“ هو أخطر
وأكثر تعقيدا من مصطلح” السلطة المحلية“ وخصوصا في الدولة الموحدة؟
.7هل يعلم األخوة أصحاب هذا المشروع ان مصطلح ”الالمركزية“ في حد ذاته ال يضمن
إدارة أفضل للحكم ،بل في الواقع قد يخلق من المشاكل أكثر مما يحل! ..وأن الالمركزية قد
تُشكل خطرا على ”الوحدة الوطنية“ ألنها تُضعف ”الوالء للدولة “،وتشجع ظهور حركات
جهوية وانفصالية ...وهل يُذرك أصحاب هذا المشروع أن مفهوم ”الالمركزية“ يقوم في
االساس علي ثالث ركائز تعتبر أخطر من الركائز التي يقوم عليها مفهوم ”المركزية“.
وهذه الركائز هي” :التفكيك ..والتفريع ..والتدبير “.وهل يعلم هؤالء السادة انهم بإضافة
مصطلح "الموسعة" لالمركزية قد أصبحت أكثر تعقيدا وغموضا في دولة بسيطة ال تستحق
كل هذا التعقيد.
.8هل يعلم االخوة أصحاب هذا المشروع ان أسلوب الالمركزي في الحكم لن يكتب له النجاح
اال اذا أستند بالدرجة االولي علي "مبدا التوزيع الوظيفي للسلطات "،و ”مبدا علوية الدستور
واحترام القوانين “.ولكن لألسف الشديد إن هذه المبادي ال وجود لها ،ولم يتم حتى االشارة
اليها في هذا المشروع.
.9ان السؤال المهم هنا هو -من سيتولى السلطات الغير مذكورة في الدستور؟ وأيضا
السلطات التي لم تُذكر في هذا ”المشروع “.والحقيقة انه ليس معروف من يستولها؟!! وهنا
أيضا سيقولون لك :سيحدد دلك القانون!! وهنا سيكون مكمن الخطر ،خصوصا عندما تقوم
الالمركزية على مبدئي – التفريع والتدبير الحر.
[مالحظة :لالطالع على شرح أكثر في هذا الشأن ،يُرجي الذهاب للملحق رقم ( )3بعنوان :مقـارنـة "باب الحكم المحلي“
بين الدستور التونسي و"مشروع" مجموعة من أعضاء الهيئة:
)إساءة فهم ..أمُ ..مقارنة خاطئة)]
Page 59 of 148
الباب السادس
السلطة المحلية
[ لمعرفة المزيد من التفاصيل حول مفهوم السلطة المحلية أقرأ الملحق الرابع بعنوان
الســــلطة المحلية :الخيار األنسب لتوزيع السلطات في الدولة]
المادة ()1
اإلدارة المحلية
تقسم دولة ليبيا إلى وحدات إدارية تسمي المحافظات وفقا للقانون الذي يصدر
في هذا الشأن ،ويجوز أن تشكل فيها مجالس محلية ومجالس بلدية ،ويحدد القانون
عدد وحدود ونطاق وسلطات هذه الوحدات كما ينظم هذه المجالس*.
(* المصدر :المادة 176من دستور المملكة المعدل في )1963
المادة ()2
السلطات االدارية :السلطات الحصرية للحكومة المركزية
.1التمثيل الدبلوماسي والقنصلي والتجاري .وشؤون هيئة األمم المتحدة والوكاالت
المتخصصة .واالشتراك في المؤتمرات والهيئات الدولية وجميع المسائل األخرى
المتعلقة بالشؤون الخارجية.
Page 60 of 148
.2الشؤون المتعلقة بالحرب والسلم .وعقد المعاهدات واالتفاقيات مع الدول األخرى وتنقيدها.
.4تنظيم امور الجنسية والتجنس واالقامة وحق اللجوء السياسي وإصدار جوازات السفر
والتأشيرات والمهاجرة الي ليبيا ومنها .ودخول االجانب الي البالد وأقامتهم فيها
وإبعادهم عنها.
.5تنظيم القوات المسلحة وإدارتها وتدريبها واالنفاق عليها واستخدامها .وملكية الصناعات
الخاصة بالدفاع الوطني بأنواعها المختلفة وجميع الوسائل األخرى المتعلقة بالدفاع الوطني.
.7االنترنت والبريد والتلغراف والتليفون واالتصال الالسلكي وغير ذلك من مسائل االتصال
.8الطرق الوطنية والطرق التي تقرر الحكومة المركزية انها غير خاصة بمحافظة
أو بمنطقة معينة.
.9تنظيم المصرف المركزي والنظام النقدي ونظام تصريف وإصدار وسك وطبع العملة
وتنظيم قيمتها وقيمة العمالت األجنبية والنظام التمويلي وسوق رؤوس األموال
وتحديد معايير الموازين والمقاييس.
.15نظام المالحة ونظام النقل الجوي والبري والبحري ذو الصفة الوطنية؛ والخطوط الجوية
واالتفاقات المتعلقة بها واالرصاد الجوي ،وانشاء الموانئ والمطارات وتنظيم تحركات
الطائرات واالعمال الخاصة بإدارة المطارات وبنيتها التحتية.
.16االحتكارات واالمتيازات.
.17الثروات الموجودة في باطن االرض وفي البحار وفي السماء والتنقيب عنها واكتشافها.
.26إدارة سياسة الحدود من وجهة نظر متكاملة للبلد والمحافظة على األرض
والسيادة على كل المناطق.
.28سن جميع القوانين التي تكون ضرورية ومناسبة لكي توضع السلطات
آنفة الذكر موضع التنفيذ.
المادة ()3
االختصاصات الممنوحة للمحافظات
.1يسمح لكل محافظة ان يكون لها لوائحها الداخلية الخاص بها بشرط أن تتطابق مع أسس
الدولة وان ال تتعارض مع الدستور .وفي حالة المالبسات يطبق القانون المركزي.
.2تنظيم بلدياتها وهيئاتها المحلية وتقسـيمها اإلداري حسب هذا الدستور وحسب القوانين
المتعلقة بهذا االمر.
.4ييتم انتخاب المحافظ لمدة أربع سنوات بأغلبية المواطنين المقيميين في المحافظة
والذين يحق لهم االنتخاب.
ت .إدارة ممتلكاتها واستثمار وإدارة أموالها بما فيها المتأتية من تحويالت أو مساعدات
وإعانات خاصة من السلطة المركزية ،وكذلك ما يُعين لها كحصة من الضرائب الوطنية.
جـ .تنظيم وتحصيل ومراقبة وإدارة األنواع الضريبية والرسوم التي تفرضها المحافظة،
وبما ال يتعارض مع نصوص القوانين الوطنية.
حـ .تنظيم الشرطة وتحديد المجاالت العائدة من هذه الخدمة للصالحية البلدية،
حسب التشريع الوطني.
ع .القيام باتخاذ ما ينبغي من تدابير لتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطات المركزية.
ل .كل األمور األخرى التي يخولها الدستور وقوانين الدولة للمحافظات.
مـ .يكون لكل محافظة هيئة رقابة تتمتع باسـتقالل ذاتي ووظيفي .تمارس هذه الهيئة
رقابة نشاطات وأعمال وحماية ومراقبة مداخيل ونفقات وأمالك
المحافظة ووفقا للدسـتور والقانون.
Page 64 of 148
المادة ()4
السلطات المحظورة على المحافظات
.1ال يجوز ألية محافظة أن تعقد أية معاهدة ،أو أن تدخل في أي حلف أو اتحاد ،أو تفرض
برد االعتداء واالستيالء على السفن والبضائع أو تسك عملة أو تصدر سندات حكومية ،أو
تعتمد أي شيء خالف العملة المعتمدة من الدولة ،أو تصدر أي قانون يقضي باإلدانة والعقوبة
بدون محاكمة ،أو أي قانون جزائي ذي أثر رجعي ،أو أي قانون ينقص من قوة التزامات
الدولة ،أو تمنح أي لقب من ألقاب الشرف.
.2ال يجوز ألية محافظة ،دون موافقة البرلمان ،أن تفرض أية رسوم
على الواردات أو عوائد الصادرات.
.3ال يجوز ألية محافظة ،دون موافقة البرلمان ،أن تفرض أية رسوم على حمولة السفن ،أو
تحتفظ بقوات عسكرية أوسفن حربية فيوقت السلم ،أو تعقد أي اتفاق أو ميثاق معدولة أجنبية.
المادة ( )
يتم العمل بهذا التقسيم خالل العشر سنوات القادمة ،ويجب إعادة النظر في هذا
التقسيم االداري بعد ذلك.
Page 65 of 148
أهم إشـكاليات
الباب الحادي عشـر
األحكام االنتقالية
Page 66 of 148
أسباب الحذف
عمان ،الذي أنعقد
عرف بلقاء مدينة صاللة ،بدولة ُ
.1هذه المادة كانت نتاج ُمخرجات ما ُ
بتاريخ (من 03 / 18إلى ،)2016 / 04 / 04وكان وراء هذه المادة بعثة األمم
المتحدة لدعم ليبيا.
.2وبالرغم من انني من حيت المبدأ لستُ ضد إعضاء المرأة حقوقها كاملة وبدون تحفظ،
وال فيود ،وال شروط ،ولكن يجب اال تكون بهذه األسلوب .فهدة قضية يجب اال تذكر في
الدستور ،وربما تكون قضية قانونية إذا توفر ما يبررها .والغريب ان هذا النص يتعارض
ُمعارضة صريحة مع نص مادة ( )7المواطنة في هذا المشروع.
.3الحقيقة ان هناك الكثير من الضمانات في هذا المشروع ،لحماية المرأة كمواطنة كغيرها
من المواطنين .فعلى سبيل المثال هناك ،في هذا المشروع ،المادة (" )49دعم حقوق
المرأة" والتي تنص على" :تلتزم الدولة بدعم ورعاية المرأة ،وسن القوانين التي تكفل
حمايتها ،ورفع مكانتها في المجتمع ،والقضاء على الثقافة السلبية ،والعادات االجتماعية
التي تنتقص من كرامتها ،وحظر التمييز ضدها ،وضمان حقها في التمثيل في االنتخابات
Page 67 of 148
العامة ،وإتاحة الفرص أمامها في المجاالت كافة ،وتتخدد التدابير الالزمة ،لعدم المساس
بحقوقها المكتسبة ،ودعمها".
والسؤال الغريب والمهم هنا هو ،لماذا تحديد نسبة %25وليس أكثر (أو أقل) من
ذلك ،طالما أن المرأة تمثل أكثر من %50من عدد السكان في األغلبية العظمي من
الدول؟ وعلى أي أساس تم وضع هذه النسبة؟ ولماذا لم تلتزم الدول الديمقراطية
العريقة (وخصوصا امريكا ،وبريطانيا ،وفرنسا!) بهذه الكوتا؟ وهل نحن
أحسن من كل هذه الديمقراطيات العريقة في ضرورة إعطاء حصة (كوتا) للمرأة
في كل المؤسسات التشريعية؟ وهل فعال هذا هو األسلوب األحسن لتمكين المرأة
والدفع بها للمشاركة في العملية السياسية؟ وبنظرة سريعة لمشاركة المرأة في
الدول الديمقراطية نجد أن الواليات المتحدة األمريكية ،وبعد 225سنة من ممارسة
الديمقراطية ،لم تصل فيها نسبة مشاركة المرأة في مجلس النواب (حتى عام )2015إال
إلى ( %19.3أي 84من )435من مجموع أعضاء مجلس النواب .وفي مجلس الشيوخ
كانت النسبة %20فقط كلهن من الجنس األبيض .أما في الدول الديمقراطية األخرى،
فرنسا مثال ،وبعد أكثر من 225سنة من ممارسة الديمقراطية أيضا ،لم تصل فيها نسبة
مشاركة المرأة في مجلس النواب (حتى عام )2014إال إلى ،%26.2وفي مجلس
الشيوخ فإن النسبة %25فقط .ولعل الجدول ( )1التالي يعطي صورة واضحة
للمشاركة السياسية الفاعلة والقائمة على أسس ومبادئ المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص
فهل هذه الدول( ،أنظر :الجدول ( ،))1هي دول فاشلة ديمقراطيا ،ألنها ال تتطابق مع
نظام الحصة (الكوتا) للمرأة المنصوص عليها في الوثائق الدولية كما تقول البعثة؟
وبالرغم من أنها تمارس الديمقراطية لعشرات (بل بعضها لمئات) السنيين كأمريكا،
وفرنسا ،وبريطانيا؟ أم أنها دول ال تؤمن بمبادئ المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص؟
Page 68 of 148
الجـدول ()1
نسبة النساء في المجالس النيابية – أمريكا واليابان وأوروبا
سـنة عدد عدد
الرقم الدولة %النساء
النساء المقاعد االنتخابات
1 بريطانيا 2015 650 191 29.4%
2 استراليا 2013 150 40 26.7%
3 فرنسا 2012 577 151 26.2%
4 كندا 2015 338 88 26.0%
5 اليونان 2015 300 59 19.7%
6 الواليات المتحدة 2014 434 84 19.4%
8 اندونيسيا 2014 555 95 17.1%
9 ايرلندا 2011 166 27 16.3%
10 تركيا 2015 550 82 14.9%
11 روسيا 2011 450 61 13.6%
12 الهند 2014 543 65 12.0%
13 هنغاريا 2014 198 20 10.1%
14 اليابان 2014 475 45 9.5%
15 سويسرا 2013 65 4 6.2%
المصــدر
Women in national parliaments
http://www.ipu.org/wmn-e/classif.htm
ولكن تعالوا ننظر للقضية من منظور آخر هو :هل يمكن االستنتاج أن الدول التي
تمارس نظام الكوتا (أو حصة %30على األقل) ،والتي جلها من دول العالم الثالث
(أنظر الجدول )2هي دول أكثر ديمقراطية من الدول األوروبية؟ وبمعني آخر هل
رواندا وبوليفيا وكوربا هي دول أكثر ديمقراطية من أمريكا وفرنسا وبريطانيا في
Page 69 of 148
هذا الشأن؟ وأخيرا هل يمكن القول بأن المرأة في هذه الدول (الموجودة في الجدول )2
قد تحصلت على كل حقوقها السياسية التي تُطالب بها وأصبحت متساوية مع الرجل
بالتمام والكمال؟ أنظر إلى الجدول ( )2وأحكم بنفسك.
الجـدول ()2
نسبة النساء في المجالس النيابية – دول العالم الثالث
سـنة عدد
الرقم الدولة عدد النساء %النساء
االنتخابات المقاعد
1 رواندا 2013 80 51 63.8%
2 بوليفيا 2014 130 69 53.1%
المصـدر
Women in national parliaments
http://www.ipu.org/wmn-e/classif.htm
Page 70 of 148
لعل من المناسب هنا أن اختم هذا البند بالتأكيد على ثالثة أمور مهمة:
( )1حتى ال يعتقد البعض ،أو يتهمني آخرون ،بأنني ضد المشاركة الحقيقية والفاعلة للمرأة في
كل مناحي الحياة السياسية¸ أقول إنني أنظر للمرأة كمواطنة أوال ،وكأي مواطن آخر في دولة.
وأن هذه المواطنة ،في اعتقادي ،تقوم بالدرجة األولي على أسس العدالة ،والمساواة ،وتكافؤ
الفرص ،ومن جهة أخرى ،فإنني أرفض كل أنواع التمييز والتهميش واإلقصاء ألي مواطن.
( )2في اعتقادي ايضا ،أن إعطاء حصة (أو كوتا) للمرأة ،أو إلى أي ُمكون آخر في المجتمع،
لن يكون على المدى الطويلُ ،مفيد ال للمرأة ،وال ألي مواطن آخر ،وال للدولة ،وال للمجتمع
ككل .وستكون الكوتا ،األداة التي ستقضى على مبادئ المواطنة ،والمساواة ،وتكافؤ الفرص،
وستستغلها األحزاب والتكتالت السياسية هذا الكوتا لتحقيق أهدافها الخاصة.
(ب) المحاصصة ضد مبدأ تكافؤ الفرص للجميع ،حيث يتم منح المرأة
أفضلية على الرجل.
(جـ) المحاصصة تعطي انطباع سلبي على مقدرة المرأة ،والنظر اليها وكأنها مواطن
غير قادر بذاتها على المشاركة الفاعلة في الدولة ،ولهذا تجد العديد من النساء (في
الدول الديمقراطية) ال يرغبون في الحصول على المناصب لمجرد أنها امرأة.
وللتأكيد على هذه النقطة أقول :هل نسي السياسيون والمفكرون العرب تجربة
"االتحاد االشتراكي العربي" وفكرة "تحالف قوي الشعب العاملة "،التي أسسها
الرئيس جمال عبد الناصر ،في مطلع الستينات من القرن الماضي ،وال تزال مستمرة
Page 71 of 148
(بدرجة أو بأخرى) إلى اآلن ،في البرلمان المصري .لقد كانت فكرة االتحاد
االشتراكي تقوم على مبدأ التمثيل على أساس مكونات (أو قوى) الشعب العاملة.
وعلى هذا األساس أعطى عبد الناصر ،عام ،1963نسبة %50كحصة من مقاعد
البرلمان للفالحين والعمال! والسؤال هنا :ماذا حصل للفالحين والعمال بعد هذه التجربة
الطويلة (أي وإعطائهم هذا الحصة ألكثر من 60سنة؟ بمعني آخر ،هل أصبح
موقف ،الفالحين والعمال في مصر ،السياسي واالقتصادي واالجتماعي اليوم
أحسن وأقوى من قبل الحصول على الكوتا؟ بالتأكيد ،ال!
***
Page 72 of 148
أهم إشـكاليات
الباب الثاني عشـر
أحكام عامة
Page 73 of 148
.2ال يجوز المساس بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة الثانية من هذا الدستور ،وال بالمبدأ الذي
تقوم عليه المادة السادسة ،وال بالمبادي المتعلقة بالتعددية السياسية ،والتداول السلمي علي
السلطة ،ووحدة التراب الوطني وسالمته ،وال بالضمانات المتعلقة بالحقوق والحريات ،إال
بغرض تعزيزها ،وال بزيادة عدد دورات أو مدد رئاسة الجمهورية.
.3يجوز لكل من رئيس الجمهورية ،أو ثلث مجلس النواب ،أو ثلث مجلس الشيوخ
طلب تعديل مادة ،أو أكثر من مواد الدستور ،على ان يتضمن الطلب المواد
المطلوب تعديلها واألسباب والمقترحات البديلة.
.4يناقش طلب التعديل من المجلس المقدم اليه خالل مدة ال تتجاوز ثالثين يوما من
تاريخ تقديم الطلب ،ويقر باألغلبية المطلقة ألعضائه المنتخبين ،وفق نظام كل
مجلس ،ويحال على المجلس اآلخر للموافقة عليه ،أو رفضه خالل نفس الميعاد.
.5في حالة الموافقة على التعديل ،يعرض رئيس الجمهورية األمر على المحكمة الدستورية،
لرقابة صحة اإلجراءات ،وجواز طلب التعديل خالل مدة ال تجاوز خمسة عشر يوما.
.6عند إقرار المحكمة الدستورية صحة طلب التعديل ،يعرض على الشعب في
استفتاء عام ،ويُقر باألغلبية المطلقة لألصوات الصحيحة للمقترعين.
.7عند رفض الطلب ،ال يجوز عرضه مرة أخري خالل نفس دورة االنعقاد.
Page 74 of 148
.2الغريب في هذه المادة ايضا ،هو اعتبار بعض فقراتها غير قابلة للتعديل،
مثل النص على أنه "ال يجوز المساس بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة
الثانية من هذا الدستور "،و "ال بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة السادسة"،
و "ال بالمبادي المتعلقة بالتعددية السياسية".
والسؤال هنا :ما هي هذه المبادئ (الفوق دستورية) التي تقوم عليها هذه المواد؟
وما هي هذه المبادئ (الفوق دستورية) المتعلقة بالتعددية السياسية؟"
.3الحقيقة ان عملية تعديل الدستور ،يجب ان ال يكون للرئيس وال للسلطة التنفيذية،
أي دور فيها .فهي عملية في العادة ،تشترك فيها السلطة التشريعية للحكومة المركز،
مع سلطات االقاليم (او المناطق) ،مع استفتاء الشعب .وعليه فان أعطا دور للرئيس
في عملية تعديل الدستور هو أسلوب خطير ويشجع الرئاسة الستغالله
وتطويعه لتحقيق رغباته ورغبات حزبه او جماعته.
Page 75 of 148
ُمقترحات بديلة
لألسف لقد تقدمت للجان بخيارين (أي نصين) لتعديل هذه المادة ولكن تم رفضهما معا،
دون تقديم أي ُمبررات وال أسباب ،وهذان النصان هي:
المادة ( )
تعديل الدستور واجراءاته
للبرلمان حق اقتراح تعديل أحكام هذا الدستور .ويمكن اقتراح إدخال تعديالت عليه
بأغلبية ثلثي ( )2/3األصوات في كل من مجلسي البرلمان (مجلس النواب
ومجلس الشيوخ) .ومن أجل أن يصبح تعديل ما ،جزءا من الدستور،
ينبغي المصادقة عليه من قبل الشعب بأغلبية
ثالثة أرباع ( )3/4االصوات.
أو
.1يجب اال يكون لرئيس الدولة أي دور في عملية تعديل الدستور ،حتى ال ت ُسيس
القضايا الدستورية ،وحتى ال يستطيع توظيفها لخدمة أغراضه الخاصة كما
حدث في كثير من الدول ،وخصوصا دول العالم الثالث
***
Page 77 of 148
.2بعد مرور نصف المدة التي انتخب من أجلها المسؤول ،يمكن لعدد ال يقل عن عشرين في
المائة من الناخبين المقيدين في الدائرة المختصة أن يطلب الدعوة الستفتاء إللغاء تفويضه.
.3إذا صوت لصالح اإللغاء عدد يساوي أو يزيد عن عدد الناخبين الذين انتخبوا المسؤول،
بشرط أن يشارك في االستفتاء عدد يساوي أو يزيد عن خمسة وعشرين في المائة
من عدد الناخبين المسجلين ،يعتبر تفويضه ال غيا وتتم فورا إجراءات تغطية
الغياب المطلق حسب ما هو مقرر في هذا الدستور وفي القانون.
.4ال يمكن خالل المدة التي انتخب من أجلها المسؤول إجراء أكثر
من طلب واحد إللغاء تفويضه.
.5ال يمكن القيام بأكثر من استفتاء إلغائي لنفس الموضوع في نفس الفترة التشريعية.
والحقيقة انه لن ينزل إال بالموت الطبيعي ،كما حدت للملك فهد ،والملك حسين ،والملك
الحسن .أو باالغتيال ،كما حدث للرئيس السادات ،والملك فيصل .أو بالجنون كما حدث
للرئيس بورقيبة .أو بالشنق ،كما حدث لصدام حسين .أو بالثورة ،كما حدث للقذافي ،وابن
علي ،ومبارك أو باالنقالب ،كما حدث ألغلب الحكام العرب .وعليه البد من وجود آليات
تساعد المواطنين للتخلص من كل سياسي انتخبوه لمهمة ما( ،أنظر المادة التي حاولت تقديمها
في هذا الشأن في آخر هذه ال ُمقترحات ،ولكنها ولألسف الشديد تم رفضها من قبل كل اللجان)
دون تقديم ُمبررات .ولعل السبب من أضافة هذه المادة هو انها ،ستجعل كل مسئول يعلم جيدا
بان المواطنين ،الذين اختاروه ،وانتخبوه ،لديهم اآلليات الدستورية والقانونية التي تمكنهم من
سحب الثقة منه ،متي شاءوا ،وباآللية التي تحددها هذه المادة.
.....................
مادة ( )
االحصاء السكان
تقوم الدولة بإجراء احصاء سكاني خالل سنة بعد انعقاد اول اجتماع للبرلمان.
وبعد ذلك يجب ان تقوم الدول بإحصاء للسكان كل فترة عشر ( )10سنوات
الحقة وذلك بالكيفية التي يحددها القانون.
.1هل يعقل ان تجد دولة تتحدث عن التخطيط االستراتيجي ،والتنمية ،وتوزيع ثروتها ،وهي
ال تملك قاعدة بيانات دقيقة ،وعلمية ،وال تعرف حتى عدد سكانها ،وال مكونات شعبها.
Page 79 of 148
.2وضع هذه القضية في الدستور سيلزم كل السلطات في الدولة علي أخد هذا الموضوع
المهم والخطير بمحمل الجدّ واالهمية.
.3جعل القيام بهذا الموضوع (االحصاء) كل عشر ( )10سنوات ،حتى تتمكن الدولة من
وضع خطط خماسية وعشارية ،ويعرف كل جيل ما له وما عليه.
..........................................
المادة ( )
علوية القانون
علوية القانون أساس الحكم ،وهذا الدستور هو القانون األعلى للدولة،
وتلتزم السلطات العامة ،والمؤسسات ،واألشخاص الطبيعيون،
واالعتباريون ،بالخضوع له ،ويعد باطال
كل ما يصدر بالمخالفة ألحكامه.
إشـكالية المقدمـة
Page 81 of 148
"تشكل لجنة فنية إلعداد مقترح ديباجة الدستور من أعضاء الهيئة بموافقة ثلثي أعضاء الهيئة.
وذلك عند االنتهاء من أبواب الدستور وفصوله ومواده .ويعرض المقترح على الهيئة للموافقة
عليه باألغلبية المقررة باعتباره مادة دستورية".
بالر ُ
غم من وضوح هذه المادة والشروط التي وضعها إلعداد الديباجة ،اال ان أعضاء لجنة
العمل قاموا بتجاهل هذا النص وسعوا الي تمرير نصهم ،من خالل المجموعة التي ذهبت
عمان! وقد نص ُمقترح لجنة العمل الثانية خالفا لالئحة الداخلية
الي مدينة صاللة ،بدولة ُ
على اآلتي:
الـديبـاجـة
تأسيسا على قيم ديننا الحنيف ،واهتداء بكفاح الليبيين ضد االستعمار والديكتاتورية،
ومنعا للعودة لهما تحت أي صورة كانت ،واستحضارا للتجارب المريرة التي مرت بها
البالد والتي انتهكت فيها الحقوق والحريات ،ووفاء لما قدمه الليبيون في الماضي والحاضر
من شهداء أبرار وتضحيات جسام من أجل االستقالل والتحرر من الظلم واالستبداد،
وانتصارا لكافة المظلومين ،ومن أجل المضي قدما نحو الحرية والسالم والحفاظ على
وحدة البالد والقطيعة التامة مع حكم الفرد ومن أجل بناء دولة القانون وتحقيق النمو
Page 82 of 148
االجتماعي واالقتصادي وتأسيس مجتمع قائم على المواطنة والتداول السلمي على السلطة
والحكم الرشيد والتكافل والعدالة والمساواة بين الليبيين ،وتواصال مع تأسيس الدولة الليبية
سنة 1951م من الواليــات الثـالث (برقة وطرابلس وفزان) ثم انتقالها إلي دولة موحدة
اعتبارا من سنة 1963م وتطلعا للتعاون مع شعوب العالم على أساس مبادئ المساواة
والمصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية فإننا وقد فتح هللا لنا بفضله أفاقا رحبة لبناء
دولة القانون والمؤسسات ،نحن الشعب الليبي بعد باسم هللا الرحمن الرحيم وبالصالة
على نبينا محمد صلوات هللا وسالمه عليه سيد المرسلين نقر هذا الدستور.
-----------
مالحظة:
لقد تم تبني هذا النص لألسف الشديد دون احترام اللوائح واإلجراءات التي تم االتفاق عليها فيما يخص
صياغة الديباجة! ليس هذا فقط ،بل ودون تقديم ُمبررات وال أسباب لتعليل القيام بذلك! ليس هذا فقط،
بل رفضوا تقديم األسباب التي دفعتهم لرفض كل المقترحات اآلخرين التي جاءتهم من األعضاء ومن
خارج الهيئة! فعلي سبيل المثال لقد تقدمت شخصيا للجنة العمل االولي والثانية بمقترح ُمسبب في
هذا الخصوص ولم نستلم منهم أي تبرير للرفض!
المقدمة
استجابة ألوامر هللا مالك ال ُملك ..وتفييدا لرغبة الشعب ..وإيمانا بثورة السابع عشر من
فبراير 2011الموافق 14ربيع األول 1432التي قادها شعبنا الليبي بكل شرائحه ومكوناته
االجتماعية وفي كل ربوع الوطن ،واستجابة لرغبته وتطلعاته في ارساء قواعد الحق والعدل
والحرية والسالم ..وتطلعا لتأسيس دوله مدنية عصرية ُمسلمة ،تسمو فيها الشريعة ويحكم فيها
القانون ،ويسود فيها العدل ،ويعم فيها السالم واالمن واالمان ..وتجسيدا للوحدة الوطنية..
وسعيا نحو ايجاد دولة نموذجية تنعم باالستقرار ،والطمأنينة ،وتضمن الحرية ..وترعى الرقى
Page 83 of 148
العلمي ،والنمو االقتصادي ،وتحافظ على النسيج االجتماعي ،وتعتز بال ُمكون الثقافي،
واللغوي ،في كل ربوع الوطن ..وانطالقا من كل ذلك ..وبعد االتكال على هللا الواحد القهار..
نحن ممثلي الشعب الليبي من كل مناطقة ومدنه وقراه المجتمعين ..بمدينة البيضاء في
هيئة تأسيسية لصياغة تقدمنا بمشروع دستور للشعب الليبي الذي أقره في استفتاء عام.
وهللا على ما نقول ونعمل شهيد.
مبررات واسباب:
.1بداية البد من لفت االنتباه هنا ،الى الفرق بين مصطلحات "المقدمة" و"الديباجة"
و"وثيقة إعالن الدستور ".فقد فرق فقهاء الدستور بين هذه المصطلحات واختلفوا في معنى
ودور كل منها ،في وظيفة الوثيقة الدستورية .فبينما تتضمن المقدمة في العادة مبادى عامة
يستوجبها الدستور ،ويسير عليها .تكون الديباجة مجرد كالم عام على درجة كبيرة من
الحماس والبالغة .وفى العادة ال تتضمن الديباجة مبادى عامة وملزمة للدولة .وانطالقا من
هذا الفهم فإنني أقترح ان يتضمن هذا المشروع "مقدمة" وليس "ديباجة ".وان يكون هذه
المقدمة ذات قيمة قانونية ومعنوية .ويجب ان نعتبرها تعبيرا على إرادة الشعب ،ومدى إيمانه
بأصول الحكم التي ينص عليها الدستور .وأن يتم اعتبارها أيضا ،برامج عمل ،يجب على
السلطات والنخب الحاكمة القيام به.
.2ان اإلشارة في هذه المقدمة الي ثورة السابع عشر من فبراير ،كحدث عظيم في تاريخ
الشعب الليبي [والذي تجاهلته قصدا ،ديباجة لجنة العمل الثانية] ،هو أمر ضروري ومهم.
وفي اعتقادي ان الرفض المقصود ،لذكر هذا الحدت التاريخي العظيم في الديباجة التي
اقترحوها في مشروعهم ،هو خطاء ال يمكن التغاضي عنه ،وال يمكن القبول به ،وذلك ألسباب
عديدة لعل من أهمها( :أ) إن ثورة 17فبراير "حدت عظيم" بإجماع الراي العام العالمي ،فال
يمكن نكرانه ،أو تجاهله ،اال من أنسان جاحد أو ال يؤمن بها( .ب) يجب على القاري الكريم ان
Page 84 of 148
يعي بأن الثورات عموما يجب اال ترتبط بما سياتي بعدها من نتائج سلبية .فالثورات كأحداث
ال تُلغى بالنتائج التي تأتى بعدها ،واال فال يمكن االشارة أو الحديث عن أي ثورة حقيقية في
العالم عبر التاريخ ،وذلك الن كل الثورات العظيمة ،نتج عنها الكثير من الفوضى والعنف
والتخبط في أتخاد القرارات ،وحاول سرقتها واستغاللها الكثيرين من االنتهازيين ،وخصوصا
في السنوات االولي من حدوتها .وعليه فالبد من الفصل بين الثورة كـ "حدث عظيم "،خلصتنا
من الظلم والقهر واالستعباد ،وبين النتائج التي نتجت عنها .وعليه فالبد من إدانة كل ما هو
سلبي وانتقاد كل ما هو خطاء ،ومحاسبة كل من أجرم ،وأفسد بعد الثورة ،والبد من المناداة
بتطبيق مبدأ "من أين لك هذا؟" مع كل الثوار ،والسياسيين ،ورجال األعمال ،من يوم 11
فبراير 2011الي يومنا هذا ،ولكن وفي نفس الوقت ،يجب تقدير وذكر كل ما هو حسن،
وعظيم ،وإيجابي .وبعد أسبوع من تقديم مقترحي الذي ُرفضته اللجنة ،تقدمت ب ُمقترح آخر،
لتقريب وجهات النظر بين "الديباجة" ال ُمقترحة فيالمشروع ،و"المقدمة" التي تقدمت بها
أعاله:
واللغوية ،وتتطلع للتعاون مع شعوب العالم على أساس مبادئ السالم والحياد والمصالح
المتبادلة واحترام السيادة الوطنية .وبعد االتكال على هللا مالك الملك ،نحن ممثلي الشعب من
كل مناطقة ومدنه وقراه ،نقر هذا الدستور ،وهللا على ما نفول ونعمل شهيد.
بعد كل ذلك ،كانت المفاجئة للجميع ،بان قامت لجنة التوافقات بتقديم مقترح مشروعها
بدون مقدمة وال ديباجة؟!وذكرت بذال من ذلك العبارة التالية:
ضرورة تشكيل "لجنة تحكيم وطنية ُمحايدة "،يتكون أعضائها من شخصيات وطنية نزيهة
ومستقلة ،ويكون عملها االساسي والوحيد [وفي مدة ال تتجاوز الشهرين] ُمنحصر في
الثالث خطوات االتية:
الخطوة األولي
.1حصر المواد التي يعترض عليها األعضاء المعارضين لمشروع الدستور ،وبشرط
أن تتم هذه العملية في مدة ال تزيد عن سبع أيام من تاريخ اختيار هذه اللجنة.
.2يتم االستماع لكل األطراف --المؤيدين والمعارضين لهذه المواد الخالفية.
.3ضرورة تخصيص وقت محدد لنقاش هذه اإلشكاليات – على أن يخصص ساعة
لنقاش كل إشكالية ،بشرط أن يوزع الوقت بالتساوي بين المؤيدين والمعارضين.
.4يجب أن يكون النقاش عالنيا ،وأن يتم إعالنه في وسائل اإلعالم المختلقة لنقله محطات
الراديو وعلى القنوات الفضائية .بمعني يجب أن يكون هذا النقاش بين األطراف
Page 87 of 148
مفتوح ومنقول على الهواء ،حتى يتعرف المواطنين ،في كل ربوع الوطن ،على
نقاط االختالف في هذا المشروع والحلول المطروحة للتعامل مع كل منها.
.5بعد االستماع إلى وجهات النظر المختلفة ،تقوم لجنة التحكيم بالفصل في هذه
المواد الخالفية ،ويشترط أن تتخذ قراراتها باألجماع.
.6ضرورة اعتبار حكم لجنة التحكيم نهائي وال ُملزم لجميع األطراف.
الخطوة الثانية
بعد االنتهاء من الخطوة االولي ،يتم الرجوع لما نص عليه دستور 1951فيما يتعلق
باإلشكاليات ال ُمتبقية .بمعني في حالة عدم مقدرة لجنة التحكيم للوصول إلى أجماع بين
أعضائها حول بعض اإلشكاليات ،تقوم هذه اللجنة بالرجوع إلى ما ينص عليه دستور 1951م
فيما يتعلق بهذه المواد الخالفية الباقية ،واعتبار ما ورد فيه هو الحل التوافقي والنهائي لهذه
اإلشكاليات.
في تصوري هذه الخطوات العملية ستمكننا من حل اإلشكاليات العالقة ،وسنقوم بإنجاز
المشروع الدستوري في أسرع وقت ممكن ،وسيكون ذلك بأسلوب شفاف وعلني ،وامام
مريء ومسمع الجميع.
Page 88 of 148
الخاتمة
لعله من المناسب ان أختم أهم مالحظاتي حول مشروع الدستور بتذكير القاري الكريم
بمجموعة من البديهيات والحقائق التي انطلقت منها في تحليالتي وانتقاداتي في هذا
الصدد ،لعل من أهمها:
أوال :أنا فخور جدا بدائرتي االنتخابية مصراته ،التي كرمتني واختارتني أن أمتلها
في الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور .وأدعو هللا عز وجل ان تكون
نتائجها النهائية ناجحة ولصالح الوطن والمواطن.
ثانيا :انطلت في عملي في هذه المؤسسة ومند اليوم األول من مبدئيين أساسيين هما:
(أ) انني ممثل عن ألهالينا في دائرتي االنتخابية ولست نائبا عنهم ،وان الممثل مؤتمن
ويجب اال يضيع األمانة.
(ب) طالما انني وضعت في هذا المكان الريادي ،فعليا ان نتذكر أن "الرائد ال يكذب أهله".
ثالثا :علينا ان نتذكر جميعا بان الدولة هي فكرة "لقاء الفرقاء" من شعوب وقبائل وأفراد،
اختاروا العيش معا علي قطعة من االرض وفق ميثاق يطلقوا عليه اصطالحا "الدستور"،
الذي هو عبارة عن "عقد اجتماعي" يُعرف ويحدد العالقة بين الحاكم والمحكوم ،ويُبين شكل
الدولة والسلطات ال ُمكونة لها ،وهو من جهة أخري األساس لبناء أي دولة ديمقراطية ،ومدنية،
وحديته .وعليه فيجب اال يكون هذا الدستور مجرد وثيقة هدفها تحقيق مصالح سياسية أو
اقتصادية آنية ،ويجب اال يكون أساس هذه الوثيقة الخوف ومجرد الهروب لألمام .بمعني آخر
يجب اال يُسيس هذا االمر ،والعمل على تسويقه للمواطنين على انه المنقذ من هذا الواقع
يمر به وطننا الجريح.
المأسوي والمحزن الذل ّ
Page 89 of 148
رابعا :أنا على دراية كاملة برغبات أهالينا في التخلص من حاالت الدمار والفساد والفوضى
ي وأدرك جيدا ماذا يعني
الي نعيشها جميعا ،وانا كطالب من طالب علم السياسة الواقعية أع ّ
كل ذلك ،ولكن الواقعية السياسية التي أعرفها أنا ال تعني بأي حال من األحوال ،االستسالم
لهذا الواقع التعيس ،وال الي هذه الظروف الصعبة ،التي نعيشها هذه االيام ،وال للمساهمة
والعمل علي شرعنتها والقبول بها كأمر واقع .وعليه فيجب ان يؤسس الدستور علي أسس
سليمة ،ويجب ان يكون فعال دستور دائما وليس مجرد وثيقة إلنهاء المرحلة االنتقالية.
خامسا :البد من التأكيد على انني ال أقصد بأن كل ما في مشروع الدستور المقترح ليس جيدا
ومرفوض ،بل بالعكس تماما ،ف ُجل ما فيه مقبول ،وانما االعتراض على مجموعة محدودة من
المواد (والتي ال تزيد عن %12من مجموع مواد المشروع) التي أعتبرها إشــكاليـات
جوهرية البد من التعامل معها والسعي إليجاد توافقات حولها.
سادسا :ختاما وباختصار شديد – في اعتقادي المتواضع -ان الدولة الدستورية التي يحلم بها
ُمعظم الليبيون هي:
دولة تُجمع...ال ...تُفرق...
دولة ُمستقلة...ال ...تابعة...
دولة جاذبة...ال ...طاردة ...
دولة تُعلم...ال ...تُجهل...
دولة مؤسسات...ال ...قبائل وعائالت...
دولة تسمو فيها الشريعة ..ويحكم فيها قانون.
وفوق هذا وذاك ...دولة تقوم على االحترام ..ال ..على الخوف
وانا علي يقين بأنه اذا توفرت النوايا الصادقة ،واألهداف الواضحة ،واإلرادة القادرة،
والعمل الدؤوب ،نستطيع تحقيق هذا الحلم ،وبإذن هللا سنحقق أكثر ذلك...
Page 90 of 148
واخيرا ال تنسوا يا أحباب بان هذا مجرد اجتهاد أعتقد انه الصواب ...فمن أتى باجتهاد أحسن
منه قبلناه ومن اتي باجتهاد يختلف عنه احترمناه ...وبذلك أدعو هللا أن أكون قد وفقت ...في
المساهمة في إنجاح ثورتنا العظيمة المباركة ،وبناء دولتنا الدستورية الثانية.
وهللا المستعان.
مـالحــق
Page 92 of 148
المادة ()79
االختصاص التشريعي للمجلس
يتولى مجلس الشيوخ مراجعة القوانين التي يتوجب إحالتها إليه من
مجلس النواب إلقرارها أو التعديل فيها في المواضيع اآلتية:
.1النظام المالي للدولة.
.2الحكم المحلي.
.3الجنسية والهجرة.
.4االنتخابات.
.5الثروات الطبيعية والبيئة.
.6مقترحات التعديالت الدستورية.
المادة ()80
اختصاص المجلس بشأن بعض الوظائف
يتولى مجلس الشيوخ المصادقة على ترشيحات مجلس النواب بشأن الوظائف اآلتية:
.1أعضاء المحكمة الدستورية.
.2رؤساء وأعضاء إدارة الهيئات الدستورية المستقلة.
.3محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه.
وذلك وفق معايير االستحقاق والجدارة لتحقيق المصالح العليا للدولة خالل المدة،والشروط
التي يحددها القانون ،ويصدر رئيس الجمهورية قرارا بتسميتهم.
***
Page 94 of 148
يقول السيدات والسادة أعضاء "كتلة الـ ،"9أحد تكتُالت ما كان يُعرف بـ "لجنة التوافقات"
في المادة ( )76من ُمقترحاتها اآلتي:
الحقيقة ان هذا "ال ُمقترح" من السيدات والسادة األعضاء يُتير العديد من األسئلة واالستفسارات
التي ال يسع المجال للتعاطي مع جميعها في هذه المساحة المحدودة .ولعل من المناسب ان
يقتصر حديتي هنا على إشكاليات ثالث هي ( )1ما يمكن ان أطلق عليه بـ "اإلشكالية
العددية؟!" ()2إشكالية الدوائر االنتخابية ،و()3إشكالية أتخاد القرار.
Page 96 of 148
من منظور آخر وطالما ان مجلس الشيوخ يمثل الجغرافيا ،فلماذا تم رفض الرجوع
(كحل مؤقت على األقل) الي نظام العشر ( )10محافظات (بدال من الثالث أقاليم) الذي تم
ت ُ
طبيقه في ليبيا من 1963الي بداية التسعينات؟ أو الرجوع الي نظام الــ أثنين والثالثين ()32
شعبية الذي تم ت ُ
طبقه في ليبيا من 2001الي ، 2007أو الرجوع الي نظام الــ أثنين والعشرين
( )22شعبية الذي تم ت ُ
طبقه في ليبيا من 2007الي .2011وعلى ان يكون توزيع المقاعد في
مجلس الشيوخ متساوي بين هذه المحافظات أو الشعبيات؟! أليس هذا أسهل وأحسن وأعدل من
تطبيق أسلوب االنحراف المعياري بطريقة عشوائه وغير كاملة!!!
الغريب فيما تقدم به السيدات والسادة أعضاء هذه الكتلة ،انهم لم يقدموا لنا أي " ُمذكرة
شارحة" ل ُمبرراتهم وأسبابهم في اختيارهم لهذه األرقام والتصنيفات وعدد الدوائر
االنتخابية!!! واالغرب من كل ذلك هو عدم معرفة االسباب التي على أساسها قاموا برفض
المقترحات اآلخرة التي قُدمت لهم من زمالئهم أعضاء الهيئة من خارج لجنتهم؟!
التاريخية الثالث التي كانت موجودة قبل تعديل دستور المملكة عام 1963؟ والتي كانت
حدودها كاآلتي:
أم انهم يقصدون بها المناطق االنتخابية الثالث -طرابلس ،وبرقة ،وفزان ،وفقا لتقسيم الدوائر
االنتخابية الــ 13النتخاب أعضاء المؤتمر في ، 2012وايضا انتخاب أعضاء مجلس النواب
في 2014؟ والتي هي حدودها كاآلتي:
Page 98 of 148
أم أنهم يقصدون بها المناطق االنتخابية الثالث -طرابلس ،وبرقة ،وفزان ،وفقا لتقسيم الدوائر
االنتخابية الــ 11النتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية في 2014؟ والتي حدودها كاآلتي:
Page 99 of 148
العجيب هنا ان هذا ال ُمقترح لم يحدد لنا بوضوح أي المناطق االنتخابية الثالث التي سيتم
استخدامها في توزيع مقاعد مجلس الشيوخ؟ وعلى أي أساس سيتم هذا االختيار؟ وهل هذا
االختيار دائم أم مؤقت؟ ولماذا أشترط هذا ال ُمقترح ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية
بواقع عضوين عن كل مكون؟ وما المقصود بـ "المكونات" هنا التي يجب ان يضمن لها
Page 100 of 148
الدستور عضوين؟ وعلى أي أساس تم اختيار هذا العدد ،أي لماذا عضوين فقط لكل مكون؟
وهل يشمل مصطلح المكونات في هذا المادة المكونات األخرى غير أخوتنا األمازيغ
والطوارق والتبو التي تم ذكرها في االعالن الدستوري؟ بمعني آخر ،هل يشمل هذا المصطلح
كل المكونات اآلخرة (غير العربية مثال) الموجودة في الوطن مثال خوتنا األواجلة ،والقريتلية،
وتاورغاء ،والشراكسة ،والكراغلة وغيرهم؟
من الوهلة االولي ،يبدو ان ذلك صحيح! أي ان اقليم فزان هو أضعف كتلة في مجلس
الشيوخ! ولكن في الحقيقة ان العكس هو الصحيح!!! فكتلة فزان في الواقع هي األقوى في
المجلس!! ولكي تتضح هذه الصورة أكثر ،دعونا ننظر ل ُمقترح المادة ( )80وال ُمتعلقة بــ
"نصاب االنعقاد وآلية أتخاد القرارات ".تنص هذه المادة على اآلتي:
"ال تعتبر جل سات المجلس صحيحة إال بحضور األغلبية المطلقة ألعضائه
المنتخبين .وتتخذ القرارات بشأن المسائل المنصوص عليها في المادتين
( )91 ، 90بذات االغلبية ،علي ان يكون من بينهم ثمانية أعضاء
علي االقل من كل منطقة انتخابية“.
Page 101 of 148
فماذا تعني هذه المادة؟ وهل فعال ان القرارات في هذا المجلس ستتخذ باألغلبية ال ُمطلقة (أي
بنصف مجموع االعضاء زائد واحد) كما تنص هذه المادة؟! الحقيقة ان هذا غير صحيح!
وذلك الن آلية أتخاد القرار هنا هو ما يمكن ان أطلق عليه بــ "األغلبية المطلقة
المشروطة!!" بمعني اشتراط ان يكون من ضمن هذه األغلبية المطلقة ثمانية أعضاء على
االقل من كل منطقة انتخابية .وبمعني اخر ان أي أغلبية آخري مهم كان عددها ،إذا لم يتحقق
بها شرط الثمانية لن تستطيع أتخاد أي قرار!!! تصور معي على سبيل المثال ال الحصر ،ان
كل أعضاء منطقة طرابلس الـ ، 32وكل أعضاء منطقة برقة الــ ، 26ومعهم أيضا 7
أعضاء من منطقة فزان ،هؤالء جميعا لن يستطيعوا أتخاد قرار بالرغم من ان مجموعهم
يُشكل 65عضو (أي )%83.3من مجموع أعضاء المجلس!! لماذا؟! الن "شرط الثمانية" لم
يتحقق في هذه المعادلة!! بمعني لم يكن من بينهم ثمانية أعضاء على االقل من منطقة فزان!!!
فهل يُعقل ان تتخذ القرارات بهذه الكيفية؟! وهل هذا هو الوطن الذي نحلم ان يعيش فيه أبناءنا
ُمتساوون وسعداء؟! وهل هذا هو معني العدالة وتكافؤ الفرص التي نؤكد عليها في كل مكان
في مشروعنا للدستور المرتقب؟!! ...بالتأكيد :ال!!
وإذا نظرنا الي مفهوم "األغلبية المطلقة" التي نص عليها ُمقترح هؤالء السيدات
والسادة من منظور آخر ،هب ان سيداتنا وسادتنا أعضاء منطقة فزان الــ 20قرروا هذه المرة
ان يتحالفوا مع أعضاء منطقة برقة الــ 26وأن يقنعوا 7أعضاء من طرابلس ليصوتوا معهم
علي مشروع قانون ما ،فان هؤالء ايضا بالرغم من انهم يمثلون 53عضوا من مجموع
أعضاء المجلس الــ ( 78أي الــ )1 + 2/3لن يستطيعوا القيام بذلك النهم يحتاجوا الي
ثمانية أعضاء علي االقل من منطقة طرابلس!!!
فهل بعد هذه االمثلة البسيطة (وغيرها الكثير) ،يمكن القول ان االرقام الي ذكرت في
ُمقترح المادة ( )76تعني أي شيء؟! وهل حقا تحمل نفس الوزن والثقل السياسي؟! أم انها
مجرد لعبة من لعب األرقام التي يطلق عليه بعض اإلحصائيين "لعبة كيف تكذب باألرقام".
Page 102 of 148
واالهم من كل ذلك هو :هل باستخدام هذه اللعبة الرقمية يمكن تحقيق مفهوم "التمثيل السياسي
المناسب" علي اساس الجغرافية الذي نسعى له جميعا؟ وهل بهذا التقسيم يمكن ان نبني وطن
يسع الجميع؟!
يا سادة ،يا كرام ،وببساطة شديدة جدا ،ان ما تطرحونه في ُمقترحاتكم هو "تعقيد
لل ُمبسط" وليس حال لإلشكال ،وسيقود حتما النسدادات دستورية ال حصر لها!!! وستكون
السيطرة فيه ال محالة ،ليس "لألغلبية المطلقة" وال "ألغلبية الثلثين زائد واحد "،وال حتى لــ
" %83من عدد أعضاء المجلس" ،وانما لكل من يُقوم بتحقيق "شرط الثمانية أعضاء من كل
منطقة انتخابية!!" بمعني أخر ،بغض النظر عن األغلبية ،فإن:
13عضو فقط من منطقة فزان يستطيعوا إيقاف أي مشروع قرار ال يلبي رغباتهم!
و 19عضو فقط من منطقة برقة يستطيعوا إيقاف أي مشروع قرار ال يلبي رغباتهم!
و 25عضو فقط من منطقة طرابلس يستطيعوا إيقاف أي مشروع قرار ال يلبي رغباتهم!
فهل يُعقل هذا يا أحباب؟! وهل فعال تعتقدوا اننا نستطيع ان نبني وطن بهذه المعادالت
الخاطئة؟!! بالتأكيد ال.
أخير ،أليس من األجدى واالحسن ،اذا كنتم ُمصرين علي الرجوع لـ فكرة "الثالث أقاليم"،
فلماذا ال نقوم بالرجوع (كحل ُمؤقت علي األقل) الي تبني الفصل السابع ال ُمعنون بــ (مجلس
االمة ،وتحديدا المواد 93 :الي )140من دستـور لـيبيـا [الذي أصدرته الجمعية الوطنية
الليبية في 7أكتوبر ،1951وتم تعديله في 1يناير ،1963وألغاه االنقالبين في أول سبتمبر
،]1969مع ضرورة إعادة صياغة بعض المواد واستبدال دور "الملك" بدور "الرئيس ".هذا
في اعتقادي سيحل إشكاليات كثيرة وخصوصا إشكاليات التمثيل الجغرافي ،وتركيبة
المجلسين ،وايضا إشكالية آليات اتخاد القرارات .وفي اعتقادي ايضا ان هذا الحل هو أحسن
وأفيد وأنسب حل للواقع التعيس الذي يعيشه شعبنا المظلوم هذه االيام .وهللا المستعان
Page 103 of 148
الملحق الثالث
مقـارنـة "باب الحكم المحلي“ بين الدستور التونسي
ومشروع مجموعة من أعضاء الهيئة:
[إساءة فهم ..أمُ ..مقارنة خاطئة]
Page 104 of 148
المادة ( : )156تتمتع وحدات الحكم المحلي بالشخصية الفصل - 132تتمتع الجماعات المحلية بالشخصية
االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي .وتدار المصالح القانونية ،وباالستقاللية اإلدارية والمالية ،وتدير
المحلية وفق مبدأ التدبير الحر. المصالح المحلية وفقا لمبدا التدبير الحر
المادة ( : )157يتم اختيار مجالس المحافظات والبلديات الفصل - 133تدير الجماعات المحلية مجالس منتخبة.
باالنتخاب العام الحر السري المباشر ،ويراعى في تنتخب المجالس البلدية والجهوية انتخابا عاما حرا
تشكيل مجلس المحافظة تمثيل البلديات الواقعة في مباشرا سريا نزيها وشفافا
نطاقها .وذلك وفق ما ينظمه القانون. تنتخب مجالس األقاليم من قبل أعضاء المجالس البلدية
والجهوية .يضمن القانون االنتخابي تمثيلية الشباب في
مجالس الجماعات المحلية
المادة ( : )158تتمتع وحدات الحكم المحلي بصالحيات الفصل -134تتمتع الجماعات المحلية بصالحيات ذاتية
ذاتية وصالحيات منقولة من السلطة المركزية وصالحيات مشتركة مع السلطة المركزية وصالحيات
وصالحيات مشتركة معها .على أن توزع الصالحيات منقولة منها .توزع الصالحيات المشتركة والصالحيات
المشتركة والصالحيات المنقولة استنادا إلي مبدأ .المنقولة استنادا إلى مبدا التفريع
التفريع .وتختص الوحدات المحلية بإصدار التشريعات تتمتع الجماعات المحلية بسلطة ترتيبية في مجال
الالئحية .وذلك كله وفق ما يحدده القانون. ممارسة صالحياتها ،وت ُنشر قراراتها الترتيبية في
جريدة رسمية للجماعات المحلية
Page 105 of 148
كل إحداث لصالحيات أو نقل لها من السلطة المركزية إلى المادة ( : )159تمويل وحدات الحكم المحلي
للمحافظات والبلديات موارد مركزية تتفق مع القدر الجماعات المحلية ،يكون مقترنا بما يناسبه من موارد.
الالزم لقيامها باختصاصاتها ،وموارد ذاتية من رسوم يتم تحديد النظام المالي للجماعات المحلية بمقتضى
وجزاءات وضرائب ذات طابع محلي وعوائد القانون.
استثماراتها وما تتلقاه من هبات ووصايا وما تحصل
عليه من قروض وأي عوائد أخرى يحددها القانون. الفصل - 136تتكفل السلطة المركزية بتوفير موارد
[وتضمن الدولة التوازن المالي بين وحدات الحكم إضافية للجماعات المحلية تكريسا لمبدا التضامن
المحلي بما يكفل التضامن بينها .وكل اختصاص منقول وباعتماد آلية التسوية والتعديل .تعمل السلطة المركزية
لوحدات الحكم المحلي من السلطة المركزية يكون على بلوغ التكافؤ بين الموارد واألعباء المحلية .يمكن
مقترنا بما يناسبه من موارد مالية] (من الفصل .)136 تخصيص نسبة من المداخيل المتأتية من استغالل
[ولوحدات الحكم المحلي ،في إطار الميزانية المصادق الثروات الطبيعية للنهوض بالتنمية الجهوية على
عليها ،حرية التصرف في مواردها حسب قواعد المستوى الوطني.
الحوكمة الرشيدة] (من الفصل .)137
الفصل - 137للجماعات المحلية في إطار الميزانية
المصادق عليها حرية التصرف في مواردها حسب قواعد
الحوكمة الرشيدة وتحت رقابة القضاء المالي
الفصل 138تخضع الجماعات المحلية فيما يتعلق بشرعية
المادة ( : )160تخضع وحدات الحكم المحلي فيما يتعلق أعمالها للرقابة الالحقة.
بشرعية اعمالها للرقابة الالحقة.
المادة ( : )163تعتمد وحدات الحكم المحلي التدابير الفصل 139تعتمد الجماعات المحلية آليات الديمقراطية
الالزمة لضمان مساهمة المواطنين ومنظمات المجتمع التشاركية ،ومبادئ الحوكمة المفتوحة ،لضمان إسهام
المدني في اعداد برامج التنمية المحلية ومتابعة تنفيذها أوسع للمواطنين والمجتمع المدني في إعداد برامج
التنمية والتهيئة الترابية ومتابعة تنفيذها طبقا لما يضبطه وفق الضوابط التي يحددها القانون.
القانون
المادة ( : )162لوحدات الحكم المحلي إقامة شراكات الفصل - 140يمكن للجماعات المحلية أن تتعاون وأن
بينية ،وفقا لمبدأ التكامل ،لتنفيذ برامج أو انجاز أعمال تنشئ شراكات فيما بينها لتنفيذ برامج أو إنجاز أعمال
ذات مصلحة مشتركة ،ولها إقامة مناطق اقتصادية فيما ذات مصلحة مشتركة
بينها .كما لها بالتنسيق مع السلطة المركزية إقامة كما يمكن للجماعات المحلية ربط عالقات خارجية
عالقات خارجية للشراكة والتعاون بما يخدم التنمية. للشراكة والتعاون الالمركزي .يضبط القانون قواعد
وذلك كله وفق الضوابط واالجراءات التي يحددها التعاون والشراكة.
القانون.
المادة ()164المجلس األستشاري للحكم المحلي
يستحدث مجلس يسمى المجلس األعلى للحكم المحلي الفصل - 141المجلس األعلى للجماعات المحلية هيكل
يتكون من المحافظين .ويتولى المهام اآلتية: تمثيلي لمجالس الجماعات المحلية مقره خارج العاصمة.
.1إبداءالرأيفيمشاريعالقوانينالمتعلقةبالتخطيطوال ينظر المجلس األعلى للجماعات المحلية في المسائل
ميزانيةوالماليةالمحليةوأيقوانينأخرىمتعلقةبال المتعلقة بالتنمية والتوازن بين الجهات ،ويبدي الرأي في
حكمالمحلي .ولهتقديممقترحاتقوانينبشأنها. مشاريع القوانين المتعلقة بالتخطيط والميزانية والمالية
.2تعزيزالتنسيقوالتعاونبينوحداتالحكمالمحليفيماب المحلية ،ويمكن دعوة رئيسه لحضور مداوالت مجلس
ينهاومعالجهاتالتنفيذيةالمختصة. نواب الشعب .تضبط تركيبة مجلس الجماعات المحلية
Page 106 of 148
الفصل - 142يبت القضاء اإلداري في جميع النزاعات المادة ( : )161يكون تدخل السلطة التنفيذية إال لضمان
المتعلقة بتنازع االختصاص التي تنشأ فيما بين الجماعات استمرارية المرفق العام وبمراعات المعايير الوطنية
وفق الدستور والقانون. المحلية وبين السلطة المركزية والجماعات المحلية
ويختص القضاء بالفصل في أي نزاع يقوم بين وحدات
الحكم المحلي والسلطات المركزية او فيما بينها.
بعد قراءة هذه االبواب ومقارنتها ببعضها البعض ،يحق للقاري الموضوعي أن يسأل:
هل يوجد تشابه بين الدستور التونسي ومشروع هذه المجموعة؟!! فعلي أي أسس تم هذا
التشابه؟ وما هي ُمبررات ذلك؟
أوال :الحقيقة المهمة والتي البد ان يدركها الجميع هي ،أذا كانت جمهورية تونس لم تنجح في
تطبيق نصوصها الدستوري على أرض الواقع حتى االن؟ فهل من المناسب وال ُمفيد لشعبنا ان
يُقلد تجربة لم تنجح بعد؟!! وهل يُعقل ان نترك التجارب الناجحة ونُُُ قلد تجربة ال تزال في
مرحلتها النظرية وواقعها و ُمعطياتها تختلف عنا في كثير من األمور ...أليس من االجدى
واألحسن (أذا أردنا التقليد) تطبيق تجربتنا الناجحة في الحكم المحلي والتي استمرت من
1963الي بداية التسعينات.
ثانيا :المالحظة الثانية هي ان هناك مصطلحات ومبادي عديدة تم ذكرها في مشروع هذه
المجموعة مثل” :الحكم المحلي“ و "الالمركزية الموسعة“ و ”مبدأ التدبير الحر“ ومبدأ
التفريع“ لم يردْ تعريفها بدقة في هذه النصوص الدستورية .وهي مفاهيم عا ّمة ومفتوحة
وعرضة لالجتهادات المختلفة .وستظهر من خاللها العديد من ”إشكاليات تنازع
االختصاصات “.ولن يستطيع القضاء (وال اي سلطة أخري) حل هذه اإلشكاليات
بأسلوب عادل للجميع.
ثالثا :ال يوجد وضوح كافي ،في مشروع هذه المجموعة ،للعالقات بين مستويات الحكم
المحلي المختلفة وعالقتها بالسلطة المركزيّة .فعلي سبيل المثال أعتمد مشروعهم في تنظيمه
الالمركزي علي ”األقاليم التاريخية“ في توزيع مقاعد البرلمان! ولكن لم يتم تحديد
دورها االداري وال السياسي صراحة كما فعل الدستور التونسي؟
رابعا :السلطة المحلية (في تونس) تقوم على أساس الالمركزية ،وتتجسد الالمركزية في
جماعات محلية ،تتكون من بلديات وجهات وأقاليم ..فعلي أي أساس تقوم الالمركزية الموسعة
Page 108 of 148
في مشروع هذه المجموعة؟ ربما هنا سيقولون لك :سينظم ذلك القانون؟!! وهذه هي
االشكالية ..بمعني "تسيس" القضية وليس "دسترتها!"
خامسا :عنوان الباب السابع (في الدستور تونسي) ”السلطة المحلية “،بمعني هو بُعد آخر
ُمكمل لــ” :السلطة التشريعية“ و“السلطة التنفيذية“ و“السلطة القضائية“ في الدولة التونسية.
وهو وضع يمنح السلطة المحلية في تونس القوة القانونية الالزمة كباقي السلطات الثالث...
والسؤال هنا :األخوة أصحاب مشروع هذه المجموعة قاموا بتغيير عنوان هذا الباب الي
”الحكم المحلي“ بدال من "السلطة المحلية ".فعلي أي أسس تم ذلك؟ وما هي المبررات
التوافقية التي أقنعتهم بذيك؟!! وهل يعلم األخوة أصحاب مشروع هذه المجموعة ان مصطلح
”الحكم المحلي“ هو أخطر وأكثر تعقيدا من مصطلح ”السلطة المحلية“ وخصوصا في الدولة
الموحدة؟
سادسا :هل يعلم األخوة أصحاب مشروع هذه المجموعة ان مصطلح ”الالمركزية“ في حد
ذاته ال يضمن إدارة أفضل للحكم ،بل في الواقع قد يخلق من المشكالت أكثر مما يحل! ...وأن
الالمركزية قد تُشكل خطرا على ”الوحدة الوطنية“ ألنها تُضعف ”الوالء للدولة “،وتشجع
ظهور حركات جهوية وانفصالية ...وهل يُذرك أصحاب هذا المشروع أن مفهوم
”الالمركزية“ يقوم في االساس علي ثالث ركائز تعتبر أخطر من الركائز التي يقوم عليها
مفهوم ”المركزية “.وهذه الركائز هي” :التفكيك ،والتفريع ،والتدبير “.وهل يعلم هؤالء السادة
انهم بإضافة مصطلح "الموسعة" لالمركزية قد أصبحت أكثر تعقيدا وغموضا في دولة بسيطة
ال تستحق كل هذا التعقيد.
سابعا :هل يعلم االخوة أصحاب هذا المشروع ان أسلوب الالمركزي في الحكم لن يكتب له
النجاح اال اذا أستند بالدرجة االولي علي مبدأ ”علوية الدستور واحترام القوانين “.ولكن
لألسف الشديد فإن هذا المبدأ المهم والضروري لم يتم حتى االشارة اليه وال التأكيد عليه
في مشروع هذه المجموعة ...والسؤال لماذا؟!!
Page 109 of 148
ثامنا :ان السؤال المهم الذي لم يجب عليه هذا مشروع هذه المجموعة هو :من سيتولى
السلطات الغير مذكورة في الدستور؟ الحقيقة ان السلطات المتعلقة بالمسائل التي لم يُعهد بها
هذا ”المشروع“ للحكومة المركزية ،وأيضا السلطات التي لم تُذكر في هذا ”المشروع “،ليس
معروف من سيتوالها؟!!! وهنا أيضا سيقولون لك :سيحدد دلك القانون!! وهنا سيكون مكمن
الخطر خصوصا عندما تقوم الالمركزية على مبدئي – التفريع والتدبير الحر.
فهل يعلم السادة أصحاب هذا المشروع ان مبدأ التدبير الحر يقوم على أسس لعل من أهمها:
(ب) استقاللية األجهزة التنفيذية المحلية وإلغاء كل أشكال الرقابة المتعلقة باختياراتها.
وانه في االصل يعتبر مبدأ من مبادى الحكم الذاتي.
وهل يعلم السادة أصحاب هذا المشروع ان مبدأ التفريع يقوم على أساس ان ما يستطيع األدنى
القيام به يترفع عنه األعلى ،وما يعجز عنه األدنى يتواله األعلى .بمعني ان االصل والمرجع
هو الفرع (وليس المركز) هو االصل .كل هذا سيقود حتما في هذا الوضع الي إضعاف
التنسيق بين المركز والسلطات المحلية وأيضا إضعاف تنفيذ السياسات العامة للدولة.
تاسعا واخيرا :من ال ُمحزن جدا ان أخوتنا أصحاب مشروع هذه المجموعة قد قاموا اقتباس
(بتصرف) فصل كامل من الدستور التونسي (مع احترامي إلخوتنا التونسيين ،في الوقت
الذي لم يقوموا فيه باقتباس مادة واحدة من دستور 1952ال ُمعدل في الـ .1963
Page 110 of 148
الملحق الرابع
المحلية* الســــلطة
الخيار األنسب لتوزيع السلطات في الدولة.
________
حتمية الالمركزية
في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعب الليبي ،ونتيجة للفشل الذريع الذي تعيشه
المؤسسات الرسمية في البالد ،وعجز النخب السياسية على إعادة بناء الدولة والنهوض
بها من جديد ،فقد أصبح من الضروري تبني النظام الالمركزي في حكم البالد وإدارتها
حتى يستطيع الشعب توحيد كلمته وتحقيق أهدافه التي ثار من أجلها في 17فبراير
.2011
ولعله من المفيد هنا التذكير بأنه ال توجد معادلة واحدة للنظام الالمركزي متفق
عليها من قبل جميع الخبراء اإلداريين والسياسيين .بمعنى عدم االتفاق على تحديد
الصالحيات التي يجب أن تتمتع بها الحكومة المركزية ،والصالحيات التي يجب أن
تتمتع بها الوحدات المحلية في االنظمة الالمركزية .وعلية فان النظام المنشود في
اعتقادي هو الذي تتوزع فيه السلطات على أساس مبدأ المشاركة بين المستويات
الحكومية المختلفة في الدولة وخصوصا بين السلطة المركزية والسلطات المحلية.
وهذه الفكرة هي محاولة للجمع ما بين إعطاء المواطنين ،في مناطقهم ،الحرية الكافية
إلدارة شئونهم المحلية من جهة ،وتمكين الحكومة المركزية من إدارة الشؤون العامة
والدفاع والخارجية للدولة من جهة أخرى .وبمعنى آخر ،وباختصار شديد ،إن هذا
النظام هو الحل الوسط ما بين السلطات المركزية ال ُكلية (أي ال ُملك المطلق) من جهة،
والالمركزية الموسعة (أي استقالل االقاليم) من جهة أخرى.
والحقيقة أنه عندما اتحدث على هذا النظام من الحكم ،فإنني ال اتحدث على نموذج
واحد (أو هيكلية واحدة) ،وذلك ألن هناك أساليب وأشكاال ونماذج عديدة تختلف فى
درجتها وكيفيتها التي يتم بها توزيع السلطات بين المستويات الحكومية المختلفة في
ال دولة .فعلى سبيل المثال هناك نماذج يتم فيها تحديد وتفصيل سلطات الحكومة
Page 112 of 148
المركزية فقط ،وتترك بقية السلطات للسلطات المحلية ،وهذا النوع يتم تطبيقه اليوم
فيكل من السويد وألمانيا وماليزيا والواليات المتحدة .ونجد على النقيض من هذا
النموذج من االنظمة الالمركزية ،هناك نموذج آخر يقوم على أساس تحديد وتفصيل
السلطات المحلية مع ترك ما تبقى من سلطات للحكومة المركزية ،ولعل خير مثال
على هذا النموذج هو ما يطبق اليوم في كل من الهند وكندا .وهناك نموذج ثالث يقوم
على أساس تحديد وتفصيل سلطات الحكومة المركزية مع إعطاء جزء من سلطاتها
لبعض السلطات المحلية دون األخرى ،وهذا النوع يتم تطبيقه اليوم في اثني عشر
إندونيسيا ،والبرتغال ،وإسبانيا ،وإيطاليا التي تتكون من )12(: 20دولة لعل من أهمها
أقليم منها 5لديها حكم شبه ذاتي ،وفرنسا التي تتكون من 18أقليم منها 6لديها حكم
شبه ذاتي ،وبريطانيا التي تتكون من 4أقاليم منها 3لديها حكم شبه ذاتي .وهذا النوع
من النظام يطلق عليه ،بعض أساتذة السياسة المقارنة ،اسم "النظام ال ُموحد المناطقي"
بمعنى دولة ُموحدة مع إعطاء سلطات محلية لبعض األقاليم .ولعل الرسم التوضيحي
التالي يوضح كيفية العالقة بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية والشعب في
أغلب األنظمة الالمركزية.
Page 113 of 148
Page 114 of 148
لماذا الالمركزية؟
لعل البعض يسأل لماذا المطالبة بالنظام (الالمركزي) في دولة قليلة العدد ومن المفترض
أن تكون دولة بسيطة؟ وبمعنى آخر ماهي أهم مزايا النظام الالمركزي؟ وهنا يمكن حصر
أهمها في اآلتي:
.1يساعد النظام الالمركزي على تحقيق التوازن وتوزيع األعباء بين المستويات الحكومية
المختلفة في الدولة ،وذلك بتفويض كل (أو بعض) السُلطات العليا إلى الوحدات المحلية
في الدولة.
.2اعتراف النظام الالمركزي بوجود مصالح محلية (أو خاصة) متميزة عن المصالح الوطنية،
فنقطة البداية في النظام الالمركزي هو االعتراف بأن هناك مصالح خاصة أو محلية
.3تحقيق مبدأ "الوحدة من خالل التنوع" والمساهمة في تعزيز الوحدة الوطنية في الدول
التي يوجد بها ُمكونات مختلفة كالقومية والدينية والثقافية والجهوية ...وغيرها.
.4في النظام الالمركزي تكون الوحدات المحلية أسرع في االستجابة إلشباع الحاجات،
وذلك ألن الوحدات المحلية أدرى بمتطلبات السكان المحليين.
.5النظام الالمركزي يساعد على تشجيع األفكار واالبتكارات النوعية والجديدة للتعامل
مع المشاكل والتحديات المحلية.
الذاتي ،الذي هو عبارة عن كيان في داخل دولة ذو سلطة محلية مستقلة .وهو كيان يمتاز
باإلضافة إلى الالمركزية الموسعة ،باالستقاللية السياسية.
بمعنى الحكم المحلي هو أسلوب حكم يقوم على اساس مبدأ الالمركزية الموسعة والتي تتقاسم
فيها الوظائف السياسية بين المركز والوحدات المحلية .بمعنى آخر هو محاولة التقسيم على
أساس تجزئيه الكيان السياسي وسيادته ،وتحقيق استقالل ذاتي (أو شبه ذاتي) للوحدات
الالمركزية المحلية في الدولة .أما الدكتور احمد صقر عاشور فيعرف نظام الحكم المحلي
باعتباره "...أسلوبا لممارسة الحكم ذاتيا يقوم من خالل مشاركة المواطنين في األقاليم لتسيير
أجهزة محلية تتمتع بقدر كبير من االستقالل الذاتي ،وتقوم على ثالثة أركان هي:
(أ) تقسيم الدولة إلى وحدات جغرافية يتضمن كل منها تجمعا اقتصاديا وسكانيا مناسبا.
(جـ) تمتع هذه األجهزة بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية أصيلة(".للمزيد راجع:
عاشور .)483 ،1979،وباإلضافة الي هذه األركان الثالث ،يشترط بعض السياسيين
ضرورة توافر آليات أساسية إلنجاح الالمركزية الموسعة لعل من أهمها:
(أ) اعتماد مبدأ التدبير الحر ،والذي يعنى أن يكون للوحدات المحلية كامل الحرية
والصالحيات في تحديد برامجها ،وإلغاء مفهوم الوصاية والرقابة عليها ،واستقاللية
كاملة في ممارسة اختصاصاتها.
(ب) اعتماد مبدأ التفريع والذي يعنى إن ما تستطيع الوحدات المحلية القيام به يتركه المركز،
وما تعجز عنه الوحدات المحلية يتواله المركز ،وبمعنى آخر فإن المهام تتوزع على حسب
المقدرة.
Page 117 of 148
الغريب حقا أن هناك جدال كثيرا بين الباحثـين (العرب) حـول مصطلحات اإلدارة المحلية
والحكم المحلي! اذ يعتقد بعضهم أن هناك اختالف كبير بين المصطلحين ،فاألول (يعني
اإلدارة المحلية) يتعلق بالالمركزية اإلدارية فقط ،في حين أن الثاني (يعنى الحكم المحلي)
يتعلق بالالمركزية السياسية فقط .وهناك رأي ثاني يعتقد أن نظام اإلدارة المحلية ماهو إال
خطوة أو مرحلة أساسية للوصول إلى الحكم المحلي .وهناك أيضا رأي ثالث يدعو إلى عدم
التفريق بين المصطلحين ،ويعتقد أن لهما مدلوال واحدا ،ويشيران إلى أسلوب واحد من أساليب
اإلدارة ،وأن االختالف الوحيد بينهما هو في التعابير واأللفاظ !وعليه فأن هذان المصطلحان
يعنيان مفهوما واحدا ال غير( .للمزيد راجع :الشيخلي .)21: 2001 ،والحقيقة أن هنالك فروق
كبيرة بين مصطلح اإلدارة المحلية ومصطلح الحكم المحلي يمكن توضيح أهمها في التالي:
.1إن اإلدارة المحلية تنشأ بموجب قانون وترتبط بالتنظيم اإلداري للدولة ،وبذلك تعتبر
أسلوب من أساليب التنظيم اإلداري ،بينما الحكم المحلي ينشأ بموجب الدستور ،وهو قضية
ترتبط بالمشاركة في الحكم أكثر من اإلدارة.
.2اإلدارة المحلية تمارس جزء من وظيفة الدولة اإلدارية فقط ،واختصاصاتها قابلة
للتغيير زيادة أو نقصا ،وتخضع لتوجيه ورقابة وإشــــراف السلطة التنفيذية في الدولة .أما
نظام الحكم المحلي فيقوم على أساس توزيع الوظيفة اإلدارية والتشريعية والقضائية
وهو سمة من سمات النظم الالمركزية.
.3ال يوجد نظام حكم محلي إال في الدول الفيدرالية أو في بعض الدول التي تُعرف اآلن
بالدول الموحدة المناطقية (مثل فرنسا ،وبريطانيا ،وإيطاليا ،واسبانيا) أما اإلدارة المحلية
(أي الالمركزية اإلدارية) فهي ظاهرة عامة توجد في جميع الدول سواء كانت بسيطة ام
Page 118 of 148
مركبة ،موحدة ام غير موحد ،آلن بعض الدول الموحدة (أي المركزية) قد أصبحت تأخذ في
ذات الوقت بأسلوب الالمركزية اإلدارية.
.4مهام الحكم المحلي تقوم على اساس الالمركزية السياسية ،بمعني السلطات المحلية المستقلة
عن الحكومة المركزية تشريعيا وتنفيذيا وقضائيا في الحدود التي يرسمها دستور الدولة ،بينما
مهام السلطات المحلية مقصورة على الوظائف االدارية التي تحددها السلطة التنفيذية"(للمزيد
راجع :الطماوي.)369 ،1969 ،
.5وأخيرا ،حتما ان باب التفريق اللغوي بين المصطلحين ،يمكن القول إنه ليس لهما مدلوال
واحدا .فالحكم هو القرار الذي يصدره الحاكم (أومن بيده السلطة) للفصل في قضية محددة .أما
مصطلح اإلدارة فهو عملية تخطيط وتنظيم وتنسيق وتوجيه ورقابة للموارد المادية والبشرية،
من أجل الوصول إلى أفضل النتائج ،بأقصر الطرق وأقل التكاليف .وبمعنى آخر هي عملية
تحقيق األهداف المرسومة باالستخدام األمثل للموارد المتاحة ،وفقا لمنهج ُمحدّد وبيئة مناسبة.
والذي يعني ببساطة وجود كيان في داخل الدولة ذو سلطة محلية مستقلة يمتاز باإلضافة إلى
الالمركزية الموسعة ،باالستقاللية السياسية.
وعليه فإن الحل ،في اعتقادي ،هو اعتماد أسلوب "السلطة المحلية "،ألنه الخيار األمثل
واألنسب لتوزيع السلطات في الدولة ،وللخروج من فكرة الدولة المركزية التي ثبت فشلها.
وهو النظام الذي يساعدنا في السعي نحو تأسيس وبناء دولة ُموحدة المركزية متوازنة ،تقوم
على أسس وطنية ،وتعزز مبادئ الحكم العادل ،والمشاركة الشعبية ،والمساواة السياسية،
وسيادة القانون ،وحيادية المؤسسات العسكرية واألمنية ،والفصل بين السلطات واستقالليتها،
وضمان الحقوق والحريات للجميع .بمعني آخر إن نموذج السلطة المحلية في الحكم هو الحل
العملي والمناسب للتعامل بنجاح مع التحديات واألزمات التي تُواجه الدول الحديثة هذه األيام.
وفي اعتقادي ايضا أن أهم المقومات األساسية والمرتكزات الضرورية التي يجب أن يقوم
عليها هذا النظام هي اآلتي:
أوال :يجب اإلقرار بوجود مصالح محلية تختلف عن المصالح الوطنية العامة.
ثالثا :يحق للوحدات المحلية أن تمارس أي نشاط جديد ال يتعارض مع ما نص عليه الدستور.
سادسا :استقالل الوحدات المحلية عن السلطة المركزية مع خضوع هذه الوحدات لرقابة
السلطة المركزية في حدود ما نص عليه الدستور والقانون.
Page 120 of 148
وبناء على هذا الفهم يمكن القول أن نظام السلطة المحلية الناجح هو الذي يقوم بتوزيع
االختصاصات والمسؤوليات بين ُمكونات السلطة في الدولة .وأن هذه االختصاصات
Page 121 of 148
والمسؤوليات غالبا ما يتم توزيعها إلى ثالث فئات :صالحيات حصرية للسلطة المركزية،
وصالحيات متروكة من اختصاص الوحدات المحلية ،وصالحيات مشتركة بينهما( .كما هو
واضح من الشكل أعاله) ،وأن طبيعة هذه الفئات ومداها تتحكم فيها حاجات وإمكانيات
وظروف الدولة المنشودة .بمعنى آخر إن الهدف األساسي هو تقاسم وتوزيع السلطات بين
حكومة المركز والوحدات المحلية األخرى .وفي هذا الصدد أقترح أن يكون توزيع
السلطات في دولة ليبيا الحديثة كاآلتي:
.2الشؤون المتعلقة بالحرب والسلم .وعقد المعاهدات واالتفاقيات مع الدول األخرى وتنفيذها.
.4تنظيم أمور الجنسية والتجنس واإلقامة واألحوال المدنية وحق اللجوء السياسي وإصدار
جوازات السفر ،والتأشيرات والهجرة ،ودخول األجانب إلى البالد وإقامتهم فيها وإبعادهم عنها
.5تنظيم القوات المسلحة وإدارتها وتدريبها واإلنفاق عليها( .وملكية الصناعات الخاصة
بالدفاع الوطني بأنواعها المختلفة) ،وجميع الوسائل األخرى المتعلقة بالدفاع الوطني.
.8شبكات الطرق بأنواعها التي تربط كافة أنحاء البالد بعضها ببعض وتربط البالد بالخارج
الطرق الوطنية والطرق التي تقرر الحكومة المركزية أنها غير خاصة بمنطقة معينة.
.9تنظيم المصرف المركزي والنظام النقدي ونظام تصريف وإصدار وسك وطبع العملة
وتنظيم قيمتها وقيمة العمالت األجنبية والنظام التمويلي وسوق رؤوس األموال وتحديد
معايير الموازين والمقاييس.
.15نظم المالحة والنقل بأنواعهما ذات الصبغة الوطنية وإدارتها .واالتفاقات المتعلقة
بها واألرصاد الجوية ،وإنشاء الموانئ والمطارات وتنظيم تحركات الطائرات
واألعمال الخاصة بإدارة المطارات وبنيتها التحتية.
.19وضع المنظومة التشريعية بما يتمشى مع الدستور واحترام حقوق اإلنسان ،والقانون
المدني والتجاري وقانون العقوبات واإلجراءات المدنية والجنائية والمحاماة.
.23شؤون السياحة واألماكن األثرية والمتاحف وأي مؤسسات أخرى لها أهمية وطنية.
.24المحافظة على الصحة العامة وتنسيق األعمال الخاصة بها وبالتأمينات الطبية.
.25كافة الشؤون المتعلقة بمزاولة المهن ذات العالقة بصحة اإلنسان وسالمته .شروط
الترخيص بمزاولة مهنة الطب وغيرها من المهن الصحية.
.26وضع السياسات الخاصة بإدارة الحدود وكيفية تسييرها بمنظور متكامل في كافة
أنحاء البالد والمحافظة على السيادة الوطنية .إدارة سياسة الحدود من وجهة نظر
متكاملة للبلد والمحافظة على السيادة على كل المناطق.
.28سن القوانين التي تكون ضرورية ومناسبة لكي توضع السلطات أنفة الذكر موضع التنفيذ.
Page 124 of 148
.1يسمح لكل وحدة محلية أن يكون لها لوائحها الداخلية الخاصة بها بشرط أن تتطابق مع
أسس الدولة وأال تتعارض مع الدستور ،وفي حالة التعارض يطبق القانون المركزي.
.2تنظيم الوحدة المحلية وتقسـيمها السياسي واإلداري وفق الدستور والقوانين المتعلقة بها.
.4يتم انتخاب المسئول التنفيذي لمدة أربع سنوات بأغلبية المواطنين المقيمين في الوحدة
المحلية والذين يحق لهم االنتخاب.
.5يمارس السلطة التشــريعية في كل وحدة محلية مجلسها الذي يتكون من عدد من
األعضاء يمثلون سكان هذه الوحدة والمستويات التابعة لها ،وللمجلس التشريعي
للوحدة المحلية الصالحيات التالية:
جـ .إدارة ممتلكاتها واستثمار وإدارة أموالها بما فيها المتأتية من تحويالت أو مساعدات
وإعانات خاصة من السلطة المركزية ،وكذلك ما يُخصص لها كحصة من الضرائب الوطنية.
د .تنظيم وتحصيل ومراقبة وإدارة األنواع الضريبية والرسوم التي تفرضها الوحدة المحلية،
وبما ال يتعارض مع نصوص القوانين الوطنية.
Page 125 of 148
هـ .تنظيم الشرطة وتحديد أوجه صرف العائدات الناتجة عن أعمالها وفق ما تنص عليه
التشريعات الوطنية.
ز .إنشاء وصيانة وإدارة كافة أنواع لطرق داخل الوحدة المحلية.
ط .صيانة وإدارة الطرق البرية والموانئ والمطارات المستخدمة تجاريا بالتنسيق
مع الحكومة المركزية.
ك .قيام الجهاز التنفيذي بالوحدة المحلية باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لتفعيل
لتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة المركزية.
ل .االضطالع بكافة االختصاصات واألمور األخرى التي يخولها الدستور وقوانين
الدولة للوحدات المحلية.
م .القيام باالختصاصات التي يخولها البرلمان للوحدات المحلية بشكل استثنائي.
ن .يكون لكل وحدة محلية هيئة رقابة تتمتع باسـتقالل ذاتي ووظيفي .تمارس هذه الهيئة
رقابة نشاطات وأعمال وحماية ومراقبة إرادات ونفقات وأمالك الوحدة المحلية وفق
ما ينص عليه الدسـتور والقانون.
Page 126 of 148
.3رسم سياسات التنمية والتخطيط العام والعمل على تنفيذها وفق المخططات العامة والمحلية.
.4رسم السياسة الصحية داخل الوحدة المحلية والعمل على تنفيذها وفق ما هو مقرر في
السياسة العامة للدولة.
.6رسم سياسة الموارد المائية ،وتنظيمها بما يضمن توزيعا عادال لها.
.1ال يجوز ألي وحدة محلية أن تعقد أية معاهدة ،أو أن تدخل في أي حلف أو اتحاد أو
شراكة ،مع أي دولة أخرى إال وفق ما تنص عليه القوانين الداخلية للدولة.
.3ال يجوز ألي وحدة محلية أن تصدر أي قانون يقضي باإلدانة والعقوبة بدون محاكمة،
أو أي قانون جزائي يطبق بأثر رجعي ،أو أي قانون ينقص من قوة التزامات الدولة.
.4ال يجوز ألي وحدة محلية أن تفرض أية رسوم أو عوائد على الواردات أو الصادرات،
إال بعد موافقة السلطة التشريعية في البالد.
.5ال تمنح الوحدة المحلية أي لقب من ألقاب الشرف ،وال يجوز ألي شخص يشغل لديها
منصبا يدر ربحا أو يقتضي ثقة ،أن يقبل ،دون موافقة البرلمان ،أية هدايا أو مقابل مادي أو
معنوي أو يتقلد منصب أو لقب أيا كان نوعه ،من أيشخص أو أي جهة عامة أو خاصة.
Page 128 of 148
.1أسم الدولة يجب أن يُعبر عن كل مكوناتها ،وأطيافها .بمعنى يجب أن يكون أكثر
شمولية ودقة في الوصف من أي اسم آخر.
.2اسم الدولة يجب أن يكون أسم مجرد من أي وصف ألي نظام حكم ،بمعني يمكن أن يكون
نظام الحكم في داخل هذه الدولة جمهوري ،أو ملكي ،أو جماهيري ،أو أي نظام حكم آخر.
.3أن استخدام اسم "دولة ليبيا" ،من الناحية الفكرية والثقافية يعطينا فرصة أكبر وأفضل
إلعادة الهوية الوطنية الجامعة ،والسعي الجاد لترسيخ القيم الوطنية برؤى جديدة و ُمتجددة.
.4الحقيقة التي ال غبار عليها ،أن اغلب الدول الحديثة اليوم أصبحت تستخدم اسم الـ "دولة"
ودون ربطه بأي نظام حكم معين وال بطبيعته.
.5أن أسم "دولة ليبيا" يساعدنا على التُخلص من إشكاليات الماضي ومساوئه.
.6إن استخدام اسم "دولة ليبيا" ،من الناحية العملية واالقتصادية ،يمكن أن يوفر على الدولة
مليارات الدوالرات ،إذ ال ضرورة لتغيير ما قامت الدولة بطباعته واستخدامه خالل السنوات
الماضية والذي تضمن أسم "دولة ليبيا" عليه خاصة وأنه يستند إلى اإلعالن الدستوري
الصادر في 3أغسطس .2011
أما فيما يتعلق بشكل الدولة الذي يجب أن يؤسس عليه شكلها الحديث؟ بمعنى هل هي دولة
"موحدة" كما هو في األغلبية العظمى من دول العالم ،أم هي دولة "موحدة مناطقيا" كما هو
الحال في أثني عشر دولة من دول العالم من بينها بريطانيا وفرنسا ،منذ ثمانيات القرن
الماضي ،أم هي دولة "فيدرالية" كما هو الحال في أمريكا والمانيا؟ أم هي دولة "كونفدرالية"
Page 129 of 148
كما هو الحال في سويسرا؟ أم هي شكل آخر من أشكال "الدول التوافقية "،كما هو الحال في
لبنان؟
والحقيقة التي يجب أن يُدركها الجميع ،أه إذا تم اعتماد أي مشروع للدستور دون تحديد شكل
الدولة فيه! فان شكل هذه الدولة سوف يكون عرضة للتغيير وفقا لمن يحكمها ،كما سيكون
عرضة لكل تأويالت وتفسيرات الطبقة الحاكمة فيها !فالوحدويون ،على سبيل المثال،
ُ
سيعتقدون ويتصرفون على أن شكل دولتهم "موحدة "!بينما الفيدراليون ،إذا وصلوا إلى
السلطة ،سيتعاملون مع شكل الدولة على أنه نظام فيدرالي! وآخرين سينظرون له على أنه
نظام "المركزي موسع!" وربما آخرون أيضا سيعتقدون أن شكل دولتهم هو نظام
"كونفدرالي!" والمحزن أن كل هؤالء ،من الناحية النظرية ،هم على صواب!! والخالصة من
كل ذلك ،أن عدم النص الصريح على "ما هو شكل الدولة" في الدستور ،أو النص عليه في
مقدمته أو ديباجته ،سيقود حتما إلى إيجاد هيكلية أداريه وسياسية غامضة وغير ُمنضبطة،
وربما ستكون سببا من أسباب إفشال الدولة وإحداث الفوضى المستمرة فيها !وعليه فمن
الواجب والضروري تحديد شكل الدولة ،وأقترح في هذا الصدد ،أنه من األنسب أن تكون
دولتنا الحديثة "دولة موحدة "،وذلك ألسباب عديدة لعل من أهمها األسباب التالية:
.1إن مصطلح "موحدة" يعنى أن ليبيا دولة تكون فيها السيادة موحدة.
.2إن مصطلح "موحدة" يعنى أن دولة ليبيا ،هي دولة غير فيدرالية وال كونفدرالية.
.3إن مصطلح "موحدة" يعنى أن دولة ليبيا لها حكومة واحدة ،قائمة على أساس دستور
واحد ،وان جميع المواطنين فيها يخضعون لنفس القوانين دون أي تمييز.
في هذا الصدد أقترح ان يتم إعادة التقسيم اإلداري في الدولة على أساس ثمان ( )8واليات في
الثالث أقاليم التاريخية ،وذلك كاآلتي :اثنان في إقليم برقة ،واثنان في إقليم فزان ،واثنان في
إقليم طرابلس الغرب ،واعتقد انه قد اصبح من الضروري اعتبار كل من بنغازي (الكبرى)،
وطرابلس (الكبرى) ،في مرتبة (أومستوى) الواليات،وذلك لما لهما من خصوصيات سكانية
ومزايا سياسية واقتصادية واجتماعية في الدولة ،كما هو واضح في الخريطة والجدول التالي:
Page 131 of 148
Page 132 of 148
باختصار شديد يمكن القول إن هذا التقسيم ،في اعتقادي المتواضع ،هو األنسب في هذه
الظروف بالذات ،وسيحقق التوازن السياسي واالقتصادي والجغرافي المطلوب في
الدولة .وفي الحقيقة هي محاولة عملية وواقعية ،وهي ايضا الحل المناسب والجاد
لمواجعه التحديات والتعامل مع األزمات التي تواجه شعبنا هذه األيام.
Page 133 of 148
وفي تصوري ان هذا التقسيم سيعطي لألقاليم التاريخية دورها الطبيعي في
دولتنا المدنية الحديثة والتي سيكون اساسها الوطن والمواطنة ،بمعنى اين ما تُقيم فأنت
مواطن .وعلينا ان نعى ان تقسيم الدول إلى أقاليم هو تقسيم سائد في ُج ّل دول العالم
اليوم ،ولكن دوره ووظيفته ليست سياسية بالدرجة األولي وال إدارية ،وإنما الغرض
األساسي والوظيفي لألقاليم في الدول الحديثة هو المقارنة والتنافس بين هذه األقاليم،
على أسس التنمية المكانية والجغرافية والسكانية والثقافية ،وأيضا التخطيط االقتصادي
واالجتماعي .وتقسيم الدولة الي أقاليم هو أسلوب شائع في أغلب الدول الحديثة ،مثل
الواليات المتحدة ،وبريطانيا ،وكندا ،وألمانيا ،و سويسرا ،و إيطاليا ،والبرازيل،
.والمغرب ،وتونس ،وجنوب إفريقيا ,والهند ،ومصر ،والجزائر
ثانيا :دسترة المعايير واآلليات الضرورية لتوزيع هذه الثروات على كل المواطنين
بشكل منصف ومناسب .ويجب أن يكون من بين هذه المعايير واآلليات اآلتي:
(ك) التوزيع على أساس أي معايير آخري يراها المشرع ضرورية ،ويحدد كل ذلك بقانون.
ثالثا :ضرورة دسترة أهم الموارد الخاصة بتمويل وحدات السلطة المحلية .ولعل من
أهم الموارد والمساعدات التي تخص الوحدات المحلية اآلتي:
.1الموارد التي تعود لوحدات المحلية بفعل المخصصات الدســتورية .ويحدد القانون المبادئ
والقواعد واإلجراءات الهادفة لضمان االستخدام الصحيح والعادل لهذه الموارد.
الخـاتمـة
في اعتقادي ،إن "نظام السلطة المحلية" سيعمل على الجمع بين عاطفتي الوحدة
واالستقالل معا .فهو من جهة يحقق عاطفة الوحدة الوطنية ،وذلك بالتأكيد على وحدة
الدولة ،والمحافظة على سيادتها واإلجماع على هويتها الوطنية الواحدة .ومن جهة
أخرى يحقق عاطفة االستقالل ،وذلك بوجود درجة كبيرة من االستقاللية المحلية في
كل ماهو شأن داخلي للوحدات المحلية ،وبذلك سيكون لكل وحدة محلة سلطات أكبر
فيما يتعلق بشؤونها مثل الخدمات المدنية واالجتماعية والصحية والتعليمية واألمنية
وغيرها.
وحتى ال يكون اقتراح تقسيم الدولة إلى ثمان ( )8واليات مجرد قرار سياسي ،فوقي،
سلطوي ،وغير عادل ،البد أن يقوم هذا التقسيم على أساس فكرة الدولة الموحدة
والمتعددة الواليات ،وأن يسعى المواطنون في هذه الدولة إليجاد حلول ومعالجات
جديدة ،وبنظرة واقعية وسياسية واقتصادية لكل القضايا المحلية والوطنية .وأن ينظر
لفكرة السلطة المحلية كــ "سلطة رابعة" في الدولة -باإلضافة إلى السلطات الثالث
التشريعية ،والتنفيذية ،والقضائية .إن اعتبار السلطة المحلية سلطة رابعة :األخرى
سيقود حتما إلي نجاح الدولة وأزدها ،وستتحقق بذلك أغراض عديدة لعل من أهمها:
.1توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات السياسية بين جميع ُمكونات
النظام.
.2دارة التنوع في الدولة بنجاح ،وذلك بالتوزيع العادل واعتماد مبدأ التنوع من خالل
الوحدة.
Page 136 of 148
.3تحقبق وضمان وحدة الدولة ومنع هيمنة السلطة المركزية على الشؤون المحلية
.5خلق توازن وتكامل بين المستويات الثالث :المركزي والمناطقي والمحلي في الدولة
ختاما ،يمكن القول وباختصار شديد ،أن أسلوب السلطة المحلية هو النظام الذي يجمع
بين مصطلحي اإلدارة والحكم في النظام الالمركزي المتوازن ،وهو نموذج للسلطة
األمثل واألنسب للواقع الليبي ووحدة الوطن ،وخصوصا في هذه الظروف الحرجة
التي تمر بها بالدنا.
أخيرا ال تنسوا يا أحباب بأن هذا مجرد اقتراح اعتقد أنه الصواب
فمن أتى باقتراح أحسن منه قبلناه ومن أتي باقتراح يختلف عنه احترمناه.
أدعو هللا عز وجل أن أكون قد وفقت في المساهمة
.في إعادة بناء دولتنا الدستورية الثانية
وهللا المســتعان
Page 137 of 148
المراجع:
الدكتور احمد صقر عاشور "اإلدارة العامة ،مدخل بيئي مقارن " دار النهضة العربية للنشر ،بيروت ،
1979
الدكتور سلمان محمد الطماوي "الوجيز في نظم الحكم واإلدارة " دار الفكر العربي للنشر ،القاهرة1962 ،
الدكتور عبد الرزاق الشيخلي " اإلدارة المحلية ،دراسة مقارنة " جامعة مؤتة ،األردن .2001،
عبد الرزاق ابراهيم الشيخلي " اإلدارة المحلية في العراق ،عملياتها واتجاهاتها ودورها في التنمية "
رسالة ماجستير – الجامعة األميركية ،بيروت 1969،الدكتور عبد القادر الشيخلي " نظرية اإلدارة المحلية
والتجربة االردنية " المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،عمان 1982 ،
الدكتور علي عبد العليم محجوب " اإلدارة العامة وتنمية المجتمع " مركز تنمية المجتمع في العالم العربي
سرس الليان 1962 ،
جالل كاساني " ،مفهوم اإلدارة المحلية و مقوماتها اإلدارية للدولة الحديثة "،سبتمبر 2018 ،8
https://radio-onefm.com/
الدكتور محمد حسنين عبد العال " الالمركزية المحلية " معهد اإلدارة العامة ،الرياض 1398 ،هــ
الدكتور محمود عاطف البنا" نظم اإلدارة المحلية " مكتبة القاهرة المدنية ،القاهرة 1968
د .أحمد السيد الدقن " ،األسس الحديثة لإلدارة المحلية ،أستاذ اإلدارة العامة والمحلية المشارك بكلية العلوم
اإلدارية ،وخبير اإلصالح اإلداري واإلدارة االقتصادية -أكاديمية السادات للعلوم اإلدارية-09 -01 ،
http://www.nashiri.info/articles/business/5215-2012-08-27-12-01-52.html 2012
الملحق الخامس
رسالة مفتوحة
بعنـوان
احترموا عقول زمالئكم في الهيئة أيها السيدات والسادة
لعلنا نتفق بأن عملية ترجيع "ال ُمخرجات األولى" للجنتكم كانت نتيجة لرغبة وإصرار
البعض منكم على ذلك .وكان ال ُمبرر للقيام بذلك هو محاولة تنقيح ال ُمخرجات وتعديلها
واستيعاب االعتراضات عليها قبل ُمداوالت الهيئة مجتمعه ومن اجل تقريب وجهات النظر
وتحقيق التوافق بين األعضاء.
واستجابة لهذا الطلب اتخذت الهيئة قرار "باألكثرية البسيطة" ( ُكنت أنا أحد
المعارضين على هذه الخطوة وخصوصا عميلة ترجيع ال ُمخرجات إلى نفس اللجنة التي
أصاغتها .وفي نهاية المداوالت احترمت هذا القرار سعيا إلنجاحها وخدمة للصالح العام.
ولألسف الشديد قد أعطى انطباع خاطئ في الشارع الليبي بان هذه ال ُمخرجات التي أنجزتها
لجنتكم هي المسودة الثانية للدستور .وهذا ما أكد عليه رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور
االستاد على الترهوني عندما أعلن في مؤتمر صحفي في تونس بأن الهيئة بصدد إعداد النسخة
النهائية لمسودة الدستور الذي سيكون توافقيا يمثل كل األطراف.
وبعد اعتقادي أنكم ُمرهقين وفي حاجة لشيء من الراحة واالستجمام بعد هذه
االجتماعات المتواصلة ،أتفاجأ بان البعض منكم قد سافر لجمهورية تونس بمجرد استالمكم
لرسالة نصيه عن طريق الهاتف تُعلم األعضاء بان هناك ورشة عمل في تونس! وحيثيات
الرسالة هي اآلتي :في يوم 04فبراير ،2016وعند الساعة 23:51من رقم مجهول هو:
218 .91 .1000 .994يقول فيه" :السيدات والسادة أعضاء الهيئة المحترمين" :ستعقد
ورشة عمل بتونس يوم االثنين القادم وعلى الراغبين إبالغنا للحجز الفندقي واالستقبال مع
مالحظة حجز تذكرة السفر وسيتم تسديدها الحقا".
وفي اليوم التالي ،أي يوم 05فبراير ،2016وعند الساعة 13:36وصلتني رسالة ثانية
من نفس الرقم تقول "عطفا على رسالتنا السابقة بخصوص ورشة العمل بتونس نفيذكم بأن
الورشة ستعقد يوم األربعاء القادم بدل من االثنين .يرجي السفر قبل موعد الورشة علما بأنه
سيتم تسديد تذاكر السفر بتونس وتمنياتنا لكم بالتوفيق".
والغريب في األمر أن هذه الرسالة لم تذكر لنا "ما هو موضوع هذا الورشة؟" وال
الجهة القائمة بتنظيمها وال "من هم الخبراء الذين سيشاركون فيها؟ وال "على أي أساس تمت
الدعوة لهذه الورشة ومن الذي أتخذ القرار بأننا في حاجة لها؟" والغريب أكثر أن "الذي بعث
لنا هذه الرسالة (مشكور) لم يعرفنا بنفسه وال بصفته الوظيفية في الهيئة؟"
Page 141 of 148
والغريب أكثر أنني وبعد أن قمت ببعض االتصاالت ،اكتشفت بأن الورشة كانت تحت
إشراف المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية واالنتخابات! ليس هذا فقط بل علمت فيما بعد
أن بعض األعضاء قد ذهبوا إلي هذه الورشة لمناقشة "مخرجاتكم رقم ( ")2مع (كما يقول
البعض منكم) خبراء هذه المنظمة! وقبل أن يطلع زمالئكم في الهيئة الذين كلفوكم بهذه المهمة
على هذه ال ُمخرجات! والبعض منهم لم تصل له بعد! فه لهذا األمر جائز وصحيح؟ وهل يُعقل
(إذا صح هذا الخبر) قيامكم بذلك؟ ومن جهة أخرى هل يجوز ما ورد على لسان مقرر اللجنة
التصريح (لموقع ليبيا المستقبل ،يوم 15فبراير 2016بأن "الهيئة تسعى لعقد اجتماعات
تحاورية مع عدد من األعضاء في تونس العاصمة؛ لبحث حلول لنقاط الخالف الدائر على
المسودة النهائية ،...وذلك بحسب ما أوردته وكالة األنباء الليبية ".فهل ُيعقل أيها السيدات
والسادة الكرام هذا األسلوب والتعاطي مع قضايا مهمة وخطيرة وفي هذه الظروف بالذات؟
وهل يُعقل أن نتحدث باسم التوافق (وتمنح لكم الهيئة ُمجتمعة محاولة جمع الشمل) ونتصرف
بهذه الطريقة؟ فمن هو الخبير الذي سيقدم لكم حلول عن قضايا لم يقم بدراستها وبحث
ُمبرراتها سلفا وخصوصا إذا كان الخبير من خارج الوطن؟
أوال :تزويدنا بالمذكرة التوضيحية الشارحة لكل مادة ُمقترحة في ُمخرجات لجنتكم
الموقرةُ ،متضمنة آليات عملكم ،وكيفية اتخاذ قرارتكم (خصوصا بعد أن استقال عضوين من
لجنتكم دون رجوعكم للهيئة ُمجتمعة الستبدالهم!) ،وما هي ُمبررات اختيار كل ُمقترح أو
"مادة" في ُمخرجاتكم رقم ( ،)2وهل كان قراركم بخصوص كل مادة باإلجماع؟ أم كان
بالتوافق؟ أم كان بأغلبية الحاضرين؟ وإذا كان باألغلبية ،فكم كانت النتيجة (أي من الذي
صوت معها ومن الذي صوت ضدها؟).
Page 142 of 148
ثالثا :هل يُعقل ،بالرغم من وضوح المادة ( )5وصراحتها (وعدم قابليتها للشرح أو
التأويل) ،والتي تنص في فقرتها ( )4بأن تعتمد اللجنة في عملها على "المقترحات واآلراء
وبالرغم من حضور ست عشر ( )16شخصيا لشرح
ُ المكتوبة المقدمة من أعضاء الهيئة".
مقترحاتهم والدفاع عنها ومطالبة اللجنة بتبنيها أو اعتبارها على االقل "نص بديل لمقترحات
اللجنة ".إال أن اللجنة ولألسف الشديد رفضت اعتماد فكرة "نص أساسي" و "نص بديل له"
بخصوص أي مادة من المواد ،أو حتى بخصوص "الديباجة" التي رفض بعض أعضاء اللجنة
ذكر ثورة الــ 17من فبراير فيها ،وكأن هذا الحدث التاريخي والعظيم هو مجرد حدث عابر
أو (نكبة أو كارثة) كما يريد البعض وصفها؟ ألم تنص الفقرة الثالثة من المادة الثامنة ،من
قرار الهيئة رقم ( )17لسنة ،2015بأنه "عند تعذر الوصول إلي التوافق أو النصاب المحدد
للتصويت داخل اللجنة يتم اعتماد "نص أساسي" و "نص بديل له" وفق الخيارات المطروحة
Page 143 of 148
حول الموضوع ".ألم ترتق الخيارات المطروحة في نظركم الي مستوي "النص البديل
لمقترحكم؟" الرجاء ،وبكل صدق ،شرح هذا األمر وتوضيحه لنا وألهالينا وللتاريخ.
رابعا :وأخيرا ،هل فعال قامت لجنتكم بالذهاب للمشاركة في ورشة العمل في تونس
لمناقشة ُمخرجات لجنتكم قبل عرضها على األعضاء وإتاحة الفرصة لهم لدراستها ومعرفة
مبرراتها؟
وعليه أيها السيدات والسادة الكرام أعضاء لجنة العمل ،أذا لم تقم لجنتكم ال ُمحترمة
باإلجابة على االستفسارات المذكورة أعاله ،فانا شخصيا ،ومع احترامي الشديد لكم ،وتقديري
لمجهوداتكم ،فإنني لن أعترف بهذه ال ُمخرجات ،ولن اعتبر ما توصلتم إليه "المقترح األساسي
الذي يتم التداول والتصويت عليه "،كما تنص المادة ( )9من قرار الهيئة رقم ( )17لسنة
.2015وذلك ألنكم لم تستطيعوا الوصول للهدف المنشود والذي كان من ال ُمفترض (وفق قرار
تكليفكم من الهيئة) أن تكون هذه ال ُمخرجات نُسخة ُمنقحة ل ُمخرجاتكم األولي بعد استالمكم
ودراستكم لكل المالحظات واالقتراحات واالنتقادات التي وصلتكم من بقية األعضاء حول
ُمقترحاتكم األولي.
وفى الختام ال املك إال أن نذكركم بالقسم الذي قسمتموه يوم انتخابكم واستعدادكم للقيام
بهذه المهمة المقدسة" :أقسم باهلل العظيم أن أعمل على تأدية عملي بصدق وإخالص وعلى
إعالء مصلحة الوطن فوق أية اعتبارات أو مصالح جهوية أو قبلية أو حزبية أو عرقية وهللا
على ما أقول شهيد".
وختاما أدعو هللا عز وجل أن نكون جميعا في مستوى التحدي ،وأن نكون أهل لتحقيق
أحالم وأمال أهالينا في كل ربوع وطننا الجريح الغالي.
وهللا المستعان.
عضـو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور د .محمـد عبد الرحمن بالرويـن،
Page 144 of 148
الملحق السادس
قرار الهيئة التأسيسية
رقم ( )23لسنة 2015م
بشأن اعتماد توافقات لجنة التواصل مع المكونات
Page 145 of 148
Page 146 of 148
Page 147 of 148