You are on page 1of 148

‫‪Page 1 of 148‬‬

‫أهم اإلشـكاليات‬
‫الجوهرية العالقة‬
‫في مشروع الدستور الليبي (‪)2017‬‬

‫محمــد عبد الرحمــن بالرويـــن‬


‫ممثل دائرة مصراته في الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور‬

‫مدينة البيـضاء‪ ،‬دولة ليبيا‬


‫‪2018 - 03 – 03‬‬

‫لسهولة القراءة‪ ،‬اضغط في الفهرس على الموضوع الذي تريد‪ ،‬ستذهب الي هناك مباشرة ))‬ ‫مالحظة‪:‬‬ ‫))‬
‫‪Page 2 of 148‬‬

‫الـفهـرس‬
‫الصفحـة‬ ‫الموضوع‬ ‫الرقم‬
‫‪03‬‬ ‫مالحظات تمهيدية‬ ‫‪1‬‬
‫‪10‬‬ ‫أهم إشـكاليات الباب االول‪ :‬شكل الدولة ومقوماتها األساسية‬ ‫‪2‬‬
‫‪11‬‬ ‫أسم وشكل الدولة‬
‫‪15‬‬ ‫الهوية واللغة‬
‫‪19‬‬ ‫عاصمة الدولة‬
‫‪22‬‬ ‫الشريعة‬
‫‪26‬‬ ‫المواطنة‬
‫‪28‬‬ ‫أهم إشـكاليات الباب الثالث‪ :‬نظام الحكم‬ ‫‪3‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -‬تكوين مجلس النواب‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -‬تكوين مجلس الشيوخ‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -‬إشكالية أتخاد القرار‬
‫‪53‬‬ ‫‪ -‬انتخاب الرئيس‬
‫‪57‬‬ ‫أهم إشكالية الباب السادس ‪ :‬الحكم المحلي‬ ‫‪4‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪ُ -‬مقترح بديل‪ :‬السلطة المحلية‬
‫‪67‬‬ ‫أهم إشكاليات الباب الحادي عشر‪ :‬االحكام االنتقالية‬ ‫‪5‬‬
‫‪68‬‬ ‫‪ -‬مادة حكم خاص بالمرأة‬
‫‪74‬‬ ‫أهم إشكاليات الباب الثاني عشر‪ :‬أحكام عامة‬ ‫‪6‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -‬تعديل الدستور وإجراءاته‬
‫‪79‬‬ ‫‪ -‬مواد أقترح أضافتها‬
‫‪79‬‬ ‫* سحب الثقة‬
‫‪80‬‬ ‫* األحساء السكاني‬
‫‪81‬‬ ‫* علوية القوانين‬

‫‪83‬‬ ‫إشكالية المقدمة‬ ‫‪7‬‬


‫‪89‬‬ ‫ما هو الحل لهذه اإلشكاليات؟‬ ‫‪8‬‬
‫‪91‬‬ ‫الخـاتمــــة‬ ‫‪9‬‬
‫‪94‬‬ ‫مالحــق‪:‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -‬ال ُملحق االول ‪ :‬اختصاصات مجلس الشيوخ‬
‫‪97‬‬ ‫‪ -‬ال ُملحق الثاني ‪ :‬لعبة األرقام وحتمية االنسداد الدستوري‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -‬ال ُملحق الثالث ‪ :‬مقارنة بين الحكم المحلي في دستور تونس والمشروع‬
‫‪113‬‬ ‫‪ -‬ال ُملحق الرابع‪ :‬السلطة المحلية – الخيار األنسب لتوزيع السلطات‬
‫‪141‬‬ ‫‪ -‬ال ُملحق الخامس‪ :‬رسالة مفتوحة بعنوان "احترموا عقول زمالئكم‬
‫ايها السيدات والسادة‪".‬‬
‫‪146‬‬ ‫‪ -‬ال ُملحق السادس‪ :‬القرار رقم (‪ )23‬للهيئة لسنة ‪2015‬‬
‫‪149‬‬ ‫ميثاق شـرف انتخابي (‪)2014‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪Page 3 of 148‬‬

‫ب ســــــــــــــــــــــ هللا الرحمـن الرحـيم ـــــــــــــــــــــــــمـ‬

‫مالحظـات تمهيـديـة‬
‫بـداية قد يتبادر الى ذهن القارئ الكريم‪ ،‬وهو يطلع علي هذه ال ُمقترحات (التي قُمت بتقديمها‬
‫الي أعضاء الهيئة خالل أعمالها مند بداية عام ‪ ،)2014‬السؤال البديهي والمنطقي اآلتي‪:‬‬
‫لماذا االن؟ أي لماذا لم تقم بنشر هذه ال ُمقترحات عند تسليمها للجان المختلفة‪ ،‬أو عند توزيعها‬
‫على أعضاء الهيئة؟ والحقيقة انه سؤال وجيه‪ ،‬ومنطقي‪ ،‬واإلجابة عليه تكمن في اجتهادي‬
‫الشخصي بتغليب المصلحة الوطنية العامة على أي مصالح أخري‪ ،‬والسعي الجاد والصادق‬
‫للوصول الى توافقات يقبل بها الجميع‪ ،‬وأيضا الحرص الصادق (من جانبي على األقل) على‬
‫محاولة إبعاد السياسة قدر اإلمكان (وخصوصا ال ُمناكفات الفكرية‪ ،‬واأليديولوجية‪ ،‬والحزبية‪،‬‬
‫والجهوية) على نقاشات و ُمداوالت الهيئة‪ ،‬الن القضية الدستورية – في اعتقادي ‪ -‬تهم الجميع‬
‫في هذا الوطن بغض النظر عن ُمعتقداتهم‪ ،‬وأفكارهم‪ ،‬وأراءهم‪ ،‬واجتهاداتهم والمناطق التي‬
‫جاءوا منها‪.‬‬

‫من هذا الفهم البسيط‪ ،‬وانطالقا من تغليب الصالح العام‪ ،‬واعتقادا مني بان االعضاء يُمثلون‬
‫كل الليبيين‪ ،‬في ربوع الوطن‪ ،‬وليس مجرد مناطقهم‪ ،‬وال دوائرهم االنتخابية‪ ،‬قبلت أنا شخصيا‬
‫بالكثير من القرارات واإلجراءات والخيارات التي أتخدها زمالئي أعضاء الهيئة ُمجتمعة‬
‫بالرغم من أعتراضى الشديد علي الكثير منها ‪ -‬ولعل من أهم األمثلة علي ذلك اآلتي‪:‬‬
‫ُ‬

‫‪.1‬الطريقة التي تم بها تكوين وتشكيل ما عُرف بــ "لجنة العمل‪ ".‬هذا اللجنة في الحقيقة هي‬
‫فكرة ُمخالفة لكلما تم االتفاق عليه بين األعضاء‪ ،‬وال وجود لها في الالئحة الداخلية للهيئة! فقد‬
‫نصت الالئحة الداخلية في المادة (‪ )81‬على تشكيل لجنة فنية لصياغة ُمخرجات اللجان‬
‫النوعية كاآلتي‪:‬‬
‫‪Page 4 of 148‬‬

‫"تشكل لجنة فنية لصياغة مخرجات كل لجنة نوعية في نصوص دستورية محكمة من عدد‬
‫من االعضاء ويراعى فيها التخصص المتعلق بالصياغة ولها في سبيل ذلك االستعانة‬
‫بمقرري اللجان النوعية لتوضيح اي إبهام‪ .‬وعند حصول خالف بين لجنة الصياغة‬
‫واحدي اللجان النوعية يعرض األمر في جلسة عامة للهيئة ألتخاد قرار بشأنها‪.‬‬

‫والحقيقة ال ُمرة ان كل ما ذُكر في هذه المادة وغيرها تم تجاوزه من قبل لجنة العمل دون‬
‫وبرغم من ان‬
‫مناقشة‪ ،‬وال استشارة‪ ،‬وال إعطاء ُمبررات أو أسباب يمكن الرجوع اليها‪ُ ،‬‬
‫الالئحة الداخلية للهيئة قد نصت ايضا في مادتها (‪" )86‬على جميع أعضاء الهيئة بما في ذلك‬
‫مكتب رئاستها‪ ،‬االلتزام بأحكام هذه الالئحة وعدم مخالفتها‪".‬‬

‫‪ .2‬المثال الثاني (على قبولي شخصيا بالكثير من القرارات التي أتخدها زمالئي أعضاء‬
‫بالرغم من اعتراضي عليها) يتعلق بقضية تحول النقاش وال ُمداوالت في الهيئة‬
‫الهيئة ُمجتمعة ُ‬
‫على أساس أقليمي جهوي مصلحي صرف‪ .‬وقد بدء هذا التوجه باقتراح عقد جلسات تشاورية‬
‫عرف‬
‫علي أساس األقاليم الثالث (أي طرابلس وبرقة وفزان)! ونتج عن ذلك اقتراح تشكيل ما ُ‬
‫اصطالحا بــ "لجنة العمل"‪ ،‬واختيار أعضائها على أساس ال ُمحاصصة الجهوية (أربع أعضاء‬
‫من كل منطقة يتم اختيارهم باالنتخاب السري من كل اعضاء الهيئة!)‪ ،‬واالغرب من ذلك هو‬
‫اعتبار ما ستتوصل اليه هذه اللجنة من ُمخرجات هو "ال ُمقترح االساسي والرئيس" في‬
‫النقاشات‪ ،‬وال ُمداوالت المستقبلية للهيئة مجتمعة‪.‬‬

‫وبالرغم من كل هذه التجاوزات وغيرها الكثير‪ ،‬قبلتُ بكل ذلك بالرغم من رفضي‬
‫المشاركة فيها‪ ،‬وذلك حرصا منى علي إنجاح ال ُمخرجات النهائية للهيئة‪ ،‬والسعي الجاد‬
‫للوصول الي دستور ديمقراطي توافقي يُلبى طموحات كل الليبيين‪.‬‬

‫ولكن المفاجئة كانت عندما قدمت لنا "لجنة العمل" ُمخرجاتها النهائية وللمرة الثانية لآلسف‬
‫الشديد‪ ،‬كانت ُمخيبة لآلمال‪ ،‬وعكس كل التوقعات الموضوعية والمنطقية‪ .‬واألكثر من ذلك‪،‬‬
‫‪Page 5 of 148‬‬

‫انها كانت بدون ال ُمبررات‪ ،‬وال األسباب التي قادة وأقنعت أعضاء هذه اللجنة الختيار‬
‫ُمخرجاتهم دون غيرها‪ ،‬وال حتى معرفة الكيفية واآللية التي تم أتخاد القرارات بها‪.‬‬

‫وبعد ان استلمت نسختي من هذه ال ُمخرجات‪ ،‬اتصلت برئيس اللجنة السيد المحترم الدكتور‬
‫محمـد الجيالني البدوي‪ ،‬وبعض أعضاء اللجنة اآلخرين‪ ،‬واستفسرت منهم عن األسباب وراء‬
‫عدم تزويدنا بالمذكرة التوضيحية الشارحة لهذه ال ُمخرجات (اعتقادا مني ان ذلك قد سقط منهم‬
‫سهوا أوانها ستاتي الحقا)‪ .‬ولكن ولألسف الشديد استغربوا مني هذا الطلب‪ ،‬واستهجنوا هذا‬
‫السؤال! وعندما رفضوا القيام بذلك واكتشفت بانه ليس لديهم ُمذكرة شارحة‪ ،‬وال محاضر‬
‫للجلسات ُمفصلة و ُمعتمدة (اال كما قال رئيس اللجنة‪ ،‬عندما سألته‪ ،‬يمكنك االطالع علي‬
‫التسجيالت الجتماعات اللجنة)‪ ،‬وبعد ان أيقنت بانه ليس في ُمخططهم القيام بذلك‪ ،‬قررت ان‬
‫أُخاطبهم رسميا برسالة مفتوحة عنـوانها‪" :‬احترموا عقول زمالئكم في الهيئة أيها السيدات‬
‫والسادة‪ "،‬في يوم األربعاء (‪ 17‬فبراير ‪[،)2016‬لالطالع على الرسالة كاملة راجع الملحق‬
‫الخامس] أكدت فيها على مجموعة من النقاط لعل من أهمها اآلتي‪:‬‬
‫"‪ ...‬انطالقا من إيماني وحرصي على إنجاح مشروع الدستور الذي هو أمانة في أعناقنا جميعا‬
‫كأعضاء للهيئة‪ ،‬فإنني أطلب من حضرتكم تزويد الهيئة مجتمعة‪ ،‬والرأي العام‪ ،‬باآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تزويدنا بالمذكرة التوضيحية الشارحة لكل مادة ُمقترحة في ُمخرجات لجنتكم‬
‫الموقرة‪ُ ،‬متضمنة آليات عملكم‪ ،‬وكيفية اتخاذ قرارتكم (خصوصا بعد أن استقال عضوين من‬
‫لجنتكم دون رجوعكم للهيئة ُمجتمعة الستبدالهم)‪ ،‬وماهي ُمبررات اختيار كل ُمقترح أو‬
‫"مادة" في ُمخرجاتكم االولي والثانية‪ ،‬وهل كان قراركم بخصوص كل مادة باإلجماع؟ أم‬
‫كان بالتوافق؟ أم كان بأغلبية الحاضرين من أعضاء اللجنة؟ وإذا كان باألغلبية‪ ،‬فكم كانت هذه‬
‫النتيجة (أي من الذي صوت معها ومن الذي صوت ضدها؟)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ماهي األسس والخطوات المنهجية والموضوعية التي استخدمتموها في اختيار‬


‫وتفضيل ُمقترحات لجنتكم‪ ،‬ورفض المالحظات‪ ،‬واالنتقادات‪ ،‬واالقتراحات البديلة‪ ،‬التي‬
‫‪Page 6 of 148‬‬

‫وصلتكم من بقية األعضاء‪ ،‬ومن أشخاص ومؤسسات ومنظمات محلية ودولية أخرى‪ ،‬حول‬
‫ُمقترحات لجنتكم األولى! وأنا على يقين بأن أكثر من ثمانية وسبعين (‪ُ )78‬مقترح قد وصلكم‬
‫من شخصيات وطنية‪ ،‬وأعضاء‪ ،‬ومنظمات دولية‪ ،‬ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني‪.‬‬
‫وكنتيجة لهذا الكم الكبير من ال ُمقترحات التي وردت إليكم‪ ،‬قمتم (وقد يكون معكم الحق في‬
‫ذلك) بطلب تمديد ُمدة عملكم في المرحلة ال ُمتاحة لكم حسب قرار تشكيل اللجنة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫المدة في نظركم كانت غير كافية للقيام بما يجب القيام به‪ ،‬وقبل منكم األعضاء (وأنا من بينهم)‬
‫هذه ال ُمبررات‪ ،‬وتم تمديد مدة عملكم‪ .‬ولكن هل يُعقل‪ ،‬وبعد أن أخذتم أكثر من أربعين (‪)40‬‬
‫يوما من العمل (بدال من ‪ 10‬أيام) أن ت ُرفض ُجل هذه المالحظات‪ ،‬واالنتقادات‪ ،‬واالقتراحات‬
‫البديلة‪ ،‬دون تبرير وال تعليل؟ واالجابة في اعتقادي ستكون‪ ،‬عند كل العقالء‪ ،‬بالتأكيد ال!‬

‫فهل يُعقل‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬أن ت ُرفض كل "المواد المقترحة" الواردة في‬
‫التقرير النهائي للجنة التواصل والتوافق مع المكونات‪ ،‬والذي تقدمت به لجنة التواصل‬
‫بالرغم من ان كل أعضاء الهيئة‪ ،‬الذين‬
‫والتوافق التي شكلتها الهيئة‪ ،‬للتفاوض مع المكونات؟ ُ‬
‫شاركوا في اجتماعات مدينة غدامس‪ ،‬قد أخدوا قرار تعهدوا فيه بااللتزام بما سيرد في هذا‬
‫التقرير واألخذ بكل ما ستتوصل اليه هذه اللجنة مع ال ُمكونات! وان تكون هي أول المواد‬
‫ال ُمقترحة للتداول والنقاش من قِبل الهيئة ُمجتمعة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬هل يُعقل ايضا‪ ،‬بالرغم من وضوح المادة (‪( )5‬من قرار تشكيل لجنة العمل)‬
‫وصراحتها (وعدم قابليتها للشرح أو التأويل)‪ ،‬والتي تنص في فقرتها (‪ )4‬بأن تعتمد اللجنة في‬
‫عملها على "المقترحات واآلراء المكتوبة المقدمة من أعضاء الهيئة‪ ".‬لكن ولألسف الشديد‬
‫بالرغم من حضور ست عشر (‪ )16‬عضو‪ ،‬من أعضاء الهيئة شخصيا‪ ،‬لشرح أفكارهم‬
‫ُ‬
‫ومقترحاتهم والدفاع عنها ومطالبة اللجنة بتبنيها‪ ،‬أو اعتبارها(على االقل) "نص بديل‬
‫لمقترحات اللجنة‪ "،‬إال أن اللجنة رفضت اعتماد فكرة "نص أساسي" و "نص بديل له"‬
‫بخصوص أي مادة من المواد‪ ،‬أو حتى بخصوص "الديباجة‪ "،‬التي رفض بعض أعضاء‬
‫اللجنة‪ .‬ذكر ثورة الــ ‪ 17‬من فبراير فيها‪ ،‬وكإن هذا الحدث التاريخي والعظيم‪ ،‬هو مجرد‬
‫‪Page 7 of 148‬‬

‫حدث عابر‪ ،‬أو نكبة أو كارثة‪ ،‬كما يريد البعض وصفها؟! ألم تنص الفقرة الثالثة من المادة‬
‫الثامنة‪ ،‬من قرار الهيئة رقم (‪ )17‬لسنة ‪ ،2015‬بأنه "عند تعذر الوصول إلي التوافق أو‬
‫النصاب المحدد للتصويت داخل اللجنة يتم اعتماد "نص أساسي" و "نص بديل له" وفق‬
‫الخيارات المطروحة حول الموضوع‪ ".‬ألم ترتق الخيارات المطروحة في نظركم الي مستوي‬
‫"النص البديل لمقترحكم؟" الرجاء‪ ،‬وبكل صدق‪ ،‬شرح هذا األمر وتوضيحه لنا وألهالينا‬
‫وللتاريخ‪"...‬‬

‫واختتمت هذه الرسالة باآلتي‪ .." :‬وعليه أيها السيدات والسادة الكرام أعضاء لجنة‬
‫العمل‪ ،‬أذا لم تقم لجنتكم ال ُمحترمة باإلجابة على االستفسارات المذكورة أعاله‪ ،‬فانا شخصيا‪،‬‬
‫ومع احترامي الشديد لكم‪ ،‬وتقديري لمجهوداتكم‪ ،‬فإنني لن أعترف بهذه ال ُمخرجات‪ ،‬ولن‬
‫اعتبر ما توصلتم إليه "المقترح األساسي" الذي سيتم التداول والتصويت عليه‪ "،‬كما تنص‬
‫المادة (‪ )9‬من قرار الهيئة رقم (‪ )17‬لسنة ‪ .2015‬وذلك ألنكم لم تستطيعوا الوصول للهدف‬
‫المنشود والذي كان من ال ُمفترض (وفق قرار تكليفكم من الهيئة) أن تكون هذه ال ُمخرجات‬
‫نُسخة ُمنقحة ل ُمخرجاتكم األولي بعد استالمكم ودراستكم لكل المالحظات‪ ،‬واالقتراحات‪،‬‬
‫واالنتقادات‪ ،‬التي وصلتكم من بقية األعضاء حول ُمقترحاتكم األولي‪"...‬‬

‫واخيرا عندما قامت الهيئة بتشكيل لجنة عرفت بـــ "لجنة التوافقات بين االعضاء"‬
‫تقدمت لها أيضا‪ ،‬يوم ‪ 08‬مايو ‪ ،2017‬بمذكرة تضمنت ‪ 22‬قضية دستورية‪ ،‬ومقترح‬
‫للمقدمة‪ ،‬وقد اجتمعتُ مع أعضاء هذه اللجنة في ذلك اليوم لمدة ساعتين‪ ،‬أجبت فيها عن أسئلة‬
‫واستفسارات كل االعضاء‪ ،‬وكان الجميع ممنون من هذا اللقاء والقضايا التي تم طرحها فيه‪.‬‬

‫وفي ختام وبعد هذه المالحظات التمهيدية‪ ،‬لعله من المناسب ان أ ُذكر القاري الكريم‪،‬‬
‫بالمنهجية التي أتبعتها في التعاطي مع القضايا والمصطلحات الدستورية‪ ،‬خالل ُمشاركتي في‬
‫أعمال هذه الهيئة انطلقا من أربع مبادي أساسية هي‪:‬‬
‫‪Page 8 of 148‬‬

‫(‪ )1‬مبدأ الوضوح – بمعني ضرورة ان يكون النص الدستوري واضحا‪ .‬وما أقصده‬
‫بالوضوح هنا هو ان االغلبية العظمي من القراء ال يختلفون على معني المصطلح الدستوري‪.‬‬

‫(‪ )2‬مبدأ البساطة – بمعني يجب عدم تعقيد ال ُمبسط‪ ،‬والسعي لتبسيط ال ُمعقد‪.‬‬
‫وبمعني آخر يجب البحت على المصطلحات البسيطة والغير ُمركبة او غامضة‪.‬‬

‫(‪ )3‬مبدأ االقتراب – بمعني ضرورة االيمان بانه كلما كانت الخدمات قريبة من‬
‫المواطن‪ ،‬كلما كانت السلطة أنجح وأحسن وأفيد‪ .‬وبمعني آخر ان كل ما يسعي اليه ويطلبه‬
‫المواطن من الدولة هو ان تكون مدرسة أوالده قريبة من بيته‪ ،‬وان يكون المستشفى قريب‬
‫من مرضاه‪ ،‬وان تكون خدماته المعيشية قريبة منه ووفقا إلمكانياته‪ ،‬وان يكون ُمثمن‬
‫في بيته‪ ،‬و ُمصان في عرضه وشرفه وماله‪.‬‬

‫(‪ )4‬مبدأ التنوع من خالل الوحدة‪ .‬بمعني العيش في دولة موحدة و ُمتحدة ولكن في‬
‫داخلها تنوع‪ ،‬وتنافس‪ ،‬واختيارات متعددة‪ .‬فمثال مصطلح "الشعب الليبي" يجب ال يعني‬
‫بالضرورة‪ ،‬جنس واحد‪ ،‬وال عرق واحد‪ ،‬وال لون واحد‪ ،‬وانما يشمل العرب‪ ،‬واالمازيغ‪،‬‬
‫والطوارق‪ ،‬والتبو‪ ،‬والشركس‪ ،‬والقريتلية‪ ،‬واالواجلة‪ ،‬والكراغلة‪ ،‬واالفارقة‪ ،‬واليهود‪ ،‬وكل‬
‫االجناس اآلخرين التي تعتبر نفسها جزء من الشعب الليبي‪ .‬ولكل هذه االجناس واالعراق‬
‫الحق في ان تتنافس لتحقيق "الحلم الليبي‪ "،‬وان تسعد في هذا الوطن لتحقيقه كغيرها من‬
‫األجناس األخرين‪.‬‬

‫وانطلقا من هذه المبادئ االساسية االربعة حاولت خالل مرحلة عملي في الهيئة ان‬
‫يكون تركيزي– بالدرجة االولي ‪ -‬على مجموعة من األهداف الوطنية لعل من أهمها‪:‬‬

‫(أ) تحقيق العدالة للجميع – وهذا يتطلب ضرورة العدالة في توزيع السلطة والثروة‬
‫وذلك الن السلطة والثروة – في نظري – هما وجهان لعملة واحدة‪.‬‬
‫‪Page 9 of 148‬‬

‫(ب) تحقيق التمثيل المناسب‪ -‬بمعني ضرورة ُمزاوجة التمثيل العددي مع التمثيل‬
‫الجغرافي المناسب‪ ،‬وذلك لتحقيق المشاركة السياسية الفاعلة للجميع‪ ،‬في أتخاد القرارات‬
‫الوطنية وخصوصا السيادية منها‪.‬‬

‫(جـ) تحقيق السلطة المحلية – بمعني ضرورة تمكين السلطات المحلية من المشاركة‬
‫الفعلية والعملية في آليات أتخاد القرارات خصوصا في االمور التي تخصها‪ ،‬ومتعلقة‬
‫بمناطقها‪ .‬وذلك باعتبار السلطة المحلية هي "السلطة الرابعة" في الدولة [وهذا يعني انه‬
‫باإلضافة للسلطات الثالث ‪ -‬التشريعية والتنفيذية والقضائية في الدولة‪ ،‬هناك سلطة محلية]‪.‬‬

‫بعد هذه المالحظات التمهيدية المختصرة‪ ،‬سأعرض على القاري الكريم بعض من هذه‬
‫ال ُمقترحات‪ ،‬التي تقدمت بها ألعضاء الهيئة (كحلول لإلشكاليات الجوهرية‪ ،‬والتي ال تزال‬
‫عالقة في مشروع الدستور) خالل المرحلة الماضية ومند االيام االولي النعقاد الهيئة‪ ،‬وذلك‬
‫مساهمة منى في صناعة دستور وطني توافقي ديمقراطي يُلبي طموحات كل أبناء الشعب‬
‫الليبي في كل ربوع الوطن‪...‬‬

‫وعليه في الصفحات القادمة سأعرض وأ ُناقش أهم‬


‫هذه اإلشكاليات والحلول ال ُمقترحة لحلها‪:‬‬
‫‪Page 10 of 148‬‬

‫أهم إشـكاليات الباب االول‬


‫شكل الدولة ومقوماتها األساسية‬
‫‪Page 11 of 148‬‬

‫أوال‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية أسم وشكل الدولة‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬
‫المادة (‪)1‬‬
‫أسم وشكل الدولة‬
‫ليبيا دولة حرة مستقلة ال تقبل التجزئة‪ ،‬وال يجوز التنازل عن سيادتها‬
‫والعن أي جزء من إقليمها‪ ،‬تسمى الجمهورية الليبية‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬هذا النص تم أ ُقترحه في ُمخرجات لجنة العمل االولي‪ ،‬وتم قِبوله كما هو في‬
‫ُمخرجات لجنة العمل الثانية‪ ،‬ولم يتغير عليه شيء‪ ،‬في ُمخرجات ما عُرف بلجنة التوافقات‬
‫االخيرة‪ ،‬اال بتغيير واحد فقظ (بمعني تغيير مصطلح أراضيها بإقليمها)‪ ،‬بالرغم من االنتقادات‬
‫واالعتراضات العديدة‪ ،‬التي وجهها بعض األعضاء لهذا النص! والعجيب ان هذه اللجان‬
‫الثالث‪ ،‬قد رفضت تقديم أسبابها و ُمبرراتها في هذا الصدد‪ .‬والسؤال الذي يطرحه أعضاء‬
‫الهيئة الذين لم يشاركوا في ُمداوالت هذه اللجان (وتقدموا بمقترحاتهم لهذه للجان وتم رفضها)‪،‬‬
‫هو ماهي اآلليات والمبررات التي اتخذتها هذا اللجان للوصول الي ُمقترحاتها؟‬
‫ولقد قمت انا شخصيا بتقديم ُمقترحات مكتوبة و ُمسببة لهذه اللجان وذلك بتعديل هذا المقترح‬
‫بإضافة مصطلح "موحدة" وايضا استبدال أسم " الجمهورية الليبية" باسم "دولة ليبيا"‪،‬‬
‫ليصبح النص بعد التعديل كاالتي‪:‬‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫ليبيا دولة حرة مستقلة موحدة‪ ،‬ال تقبل التجزئة‪ ،‬وال يجوز النزول‬
‫عن سيادتها‪ ،‬وال عن أي جزء من أراضيها‪ ،‬تسمى دولة ليبيا‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬لآلسف تم رفض هذا ال ُمقترح من قِبل اللجنة دون تقديم ُمبررات وال أسباب! ولم تتم أي‬
‫مناقشات وال ُمداوالت في هذا الشأن بين أعضاء الهيئة ُمجتمعة!‬
‫‪Page 12 of 148‬‬

‫أسباب و ُمبررات المطالبة بالتعديل واالضافة يمكن حصرها في االتي‪:‬‬


‫أ‪ .‬بالرغم من ان عنوان المادة المقترحة هو "أسم وشكل الدولة" اال ان محتواها ال يتضمن اي‬
‫شيء بخصوص الشكل!! بمعني ما هو شكل هذه الدولة التي يُريد ان يؤسسها هذا الدستور؟‬
‫أي هل هي دولة "موحدة" كما هو في األغلبية العظمي من دول العالم‪ ،‬أم هي دولة "موحدة‬
‫مناطقية" كما هو الحال في أثني عشر دولة من دول العالم من بينها بريطانيا وفرنسا‪ ،‬مند‬
‫ثمانيات القرن الماضي‪ .‬أم هي دولة "فدرالية" كما هو الحال في امريكا وألمانيا؟ أم هي دولة‬
‫"كونفدرالية" كما هو الحال في سويسرا؟ أم هي شكل آخر من أشكال "الدولة التوافقية‪ "،‬كما‬
‫هو الحال في لبنان؟! والحقيقة انه إذا تم اعتماد هذا المشروع بهذا الشكل‪ ،‬فان شكل الدولة‬
‫عرضة لكل التأويالت والتفسيرات! فالوحدويون‪ ،‬على‬
‫سيتشكل وفقا لمن يحكمها‪ ،‬وسيكون ُ‬
‫سبيل المثال‪ ،‬سيعتقدون ويتصرفوا على ان شكل الدول "موحد!" والفدراليون سيتعاملون معه‬
‫على انه فدرالي! وآخرون سينظرون له على انه "ال مركزي موسع!" وربما آخرون أيضا‬
‫سيعتقدون انه شكل "كونفدرالي!" وال ُمحزن ان كل هؤالء‪ ،‬هم على صواب!! والخالصة ان‬
‫عدم النص الصريح على "شكل الدولة" في هذه المادة‪ ،‬أو في مقدمة هذا المشروع‪ ،‬سيقود‬
‫حتما الي إيجاد هيكلية أداريه وسياسية غير ُمنضبطة‪ ،‬وربما ستكون سبب من أسباب إفشال‬
‫الدولة وإحداث الفوضى المستمرة فيها!‬

‫ب‪ .‬ليس هذا فقط بل تضمن محتوي هذه المادة ال ُمقترحة بأن يكون أسم هذه الدولة هو‬
‫"الجمهورية الليبية‪ ".‬وبالرغم من اني شخصيا‪ ،‬أستطيع القول بأنني "جمهوري سياسيا‪"،‬‬
‫اال انني أري انه من الواجب اال يرتبط "أسم الدولة" بشكل نظام حكمها‪ .‬وفي الحقيقة ان أسم‬
‫"الجمهورية" هو أسم تعسفي قد يتم فرضه (إذا تم اعتماد هذا المشروع)‪ ،‬على بقية أبناء‬
‫وشرائح الشعب الذين لم يشاركوا في اختياره‪ ،‬وبذلك يتم منعهم‪ ،‬وحرمانهم‪ ،‬من تحقيق‬
‫أهدافهم باألساليب الديمقراطية ودون إجبارهم للسعي لتعديل الدستور! فعلي سبيل المثال هذا‬
‫االسم سيحرم ابناء الشعب‪ ،‬الذين يريدون ان يكون نظام الحكم في ليبيا "ملكي‪ "،‬من تحقيق‬
‫‪Page 13 of 148‬‬

‫أهدافهم‪ ،‬وسيمنع أيضا ابناء الشعب‪ ،‬الذين يرغبون ان يكون نظام الحكم في ليبيا‬
‫"جماهيري‪ "،‬من تحقيق أمانيهم‪ .‬وعليه فإنني أقترح انه من االنسب واالحسن‬
‫ان يكون أسم دولتنا القادم هو "دولة ليبيا‪".‬‬

‫(‪ )1‬لماذا اقترح ان يضاف مصطلح "موحدة؟" لنص هذه المادة؟‬


‫أ‪ .‬ان اللجنة ذكرت بان " ليبيا دولة حرة مستقلة ال تقبل التجزئة‪ ".‬هذا يعني ببساطة شديدة‬
‫انها دولة ليست بالضرورة موحدة‪ ،‬وال يوجد في هذا المشروع‪ ،‬أي شيء يدل على انها‬
‫موحدة! ومصطلح "ال تقبل التجزئة" هو مصطلح مطاطي‪ ،‬ينطبق على كل أشكال الحكم! وقد‬
‫يقود الي ضعف وشلل المؤسسات السيادية خصوصا وان هذا المشروع ينص على ان نظام‬
‫الحكم المحلي يقوم على أساس "الالمركزية الموسعة!" وايضا على مبدئي‪" :‬التفريع" و‬
‫"التدبير الحر‪".‬‬

‫ب‪ .‬ان مصطلح "موحدة" يعني ان ليبيا دولة يجب تكون فيها السيادة موحدة‪ .‬وهذا امر‬
‫ضروري خصوصا وان هذا المشروع لم ينص على مبدا السيادة في أي مادة من مواده‪.‬‬
‫بمعني ليس معروف في هذا المشروع السيادة لمن‪ ،‬رغم المطالبات العديدة بتحديد هذا‬
‫المبدأ المهم‪.‬‬

‫جـ‪ .‬ان مصطلح "موحدة" يعني ان دولة ليبيا‪ ،‬هي دولة غير فدرالية‪ ،‬وال كونفدرالية‪ ،‬وال تقوم‬
‫على مفهوم الحكم المحلي‪.‬‬

‫د‪ .‬ان مصطلح "موحدة" يعني ان دولة ليبيا لها حكومة وحدة وطنية‪ ،‬قائمة علي أساس دستور‬
‫واحد‪ ،‬وان جميع المواطنين في الدولة يخضعون لنفس القوانين دون اي تمييز بينهم‪.‬‬

‫هـ‪ .‬ان مصطلح "موحدة" يعني أنها دولة ال تتعارض مع الالمركزية‪.‬‬


‫‪Page 14 of 148‬‬

‫‪ .2‬لماذا اقترح ان يتم تسمية ليبيا بـ "دولة ليبيا؟"‬


‫أ‪ .‬أسم الدولة يجب ان يُعبر عن كل مكوناتها‪ ،‬واطيافها‪ .‬بمعني يجب ان يكون أسم الدولة أكثر‬
‫شمولية ودقة في الوصف من اي أسم اخر‪.‬‬

‫ب‪ .‬اسم الدولة يجب ان يكون أسم مجرد من أي وصف ألي نظام حكم‪ ،‬بمعني يمكن ان يكون‬
‫نظام الحكم في داخل هذه الدولة جمهوري‪ ،‬أو ملكي‪ ،‬او جماهيري‪ ،‬او اي نظام حكم آخر‪.‬‬

‫جـ‪ .‬أن استخدام اسم "دولة ليبيا"‪ ،‬من الناحية الفكرية والثقافية يعطينا فرصة أكبر وأفضل‬
‫إلعادة الهوية الوطنية المفقودة‪ ،‬والسعي الجاد لترسيخ القيم الوطنية بروي جديدة و ُمتجددة‪.‬‬

‫د‪ .‬الحقيقة التي ال غبار عليها‪ ،‬ان اغلب الدول الحديثة اليوم‪ ،‬قد اصبحت تستخدم اسم الــ‬
‫"دولة" المجرد ودون ربطه بأي نظام حكم معين وال بطبيعته‪.‬‬

‫هـ‪ .‬أن أسم "دولة ليبيا" يساعدنا على الت ُخلص من أدران الماضي ومساويه‪.‬‬

‫ك‪ .‬في الحقيقة ان استخدام اسم "دولة ليبيا"‪ ،‬من الناحية العملية واالقتصادية‪ ،‬يمكن ان يوفر‬
‫علي الدولة مليارات الدوالرات‪ ،‬اذ ال ضرورة لتغيير ما قامت الدولة بطباعته واستخدامه‬
‫خالل السنوات الماضية والذي تضمن أسم "دولة ليبيا" عليه‪.‬‬

‫***‬
‫‪Page 15 of 148‬‬

‫ثانيا‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية الهوية واللغة‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬

‫المادة (‪)2‬‬
‫الهوية واللغة‬
‫” تقوم الهوية الليبية على ثوابت جامعة‪ ،‬ومتنوعة‪ ،‬ويعتز الليبيون بكل ُمكوناتهم االجتماعية‪،‬‬
‫والثقافية‪ ،‬واللغوية‪ ،‬وتعدّ ليبيا جزءا من الوطن العربي‪ ،‬وأفريقيا‪ ،‬والعالم اإلسالمي‪،‬‬
‫ومنطقة حوض البحر األبيض المتوسط‪.‬‬
‫تعدّ اللغات التي يتحدث بها الليبيون‪ ،‬أو جزء منهم ومن بينها العربية‪ ،‬واألمازيغية‪ ،‬والتارقية‪،‬‬
‫والتباوية‪ ،‬تراثا ثقافيا‪ ،‬ولغويا‪ ،‬ورصيدا مشتركا لكل الليبيين‪ ،‬وتضمن الدولة أتخاد التدابير‬
‫الالزمة‪ ،‬لحمايتها‪ ،‬وضمان المحافظة على أصالتها‪ ،‬وتنمية تعليمها‪ ،‬واستخدامها‪.‬‬
‫اللغة العربية لغة الدولة‪ .‬وينظم القانون في أول دورة انتخابية‬
‫تفاصيل إدماج اللغات الليبية اآلخرة‪ ،‬في مجاالت الحياة العامة‪،‬‬
‫على المستوي المحلي ومستوي الدولة‪“ .‬‬

‫مالحظات واستفسارات حول هذه المادة (‪:)2‬‬


‫‪ .1‬المالحظة االولي هي البد من اإلشارة هنا بانه ليس لدي أي انتقادات جوهرية‬
‫على الجزء االول من هذه المادة والمتعلق بموضوع الهوية‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلشكالية االساسية في هذه المادة (‪ )2‬هي في الجزء المتعلق باللغات‪ .‬فمثال‪ :‬ماذا تعني‬
‫عبارة "اللغة العربية لغة الدولة؟" هل عبارة "لغة الدولة" تعني اللغة الرسمية؟ وإذا كانت‬
‫تعني اللغة الرسمية‪ ،‬فلماذا ال نذكرها صراحة؟ وهل هذه العبارة "لغة الدولة" تعني ان اللغات‬
‫الوطنية اآلخرة‪ ،‬كاألمازيغية‪ ،‬والطارقية‪ ،‬والتباوية‪ ،‬والغدامسية‪ ،‬والعبرية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬ليست‬
‫لغات دولة‪ ،‬ولن تكون لغات دولة في المستقبل (ال القريب وال البعيد)؟!! أوانه من المحتمل‪،‬‬
‫ان يكون لنا‪ ،‬على األقل خمس لغات دولة‪ ،‬خالل العشر سنوات القادمة؟!!!‬
‫‪Page 16 of 148‬‬

‫‪ .3‬تنص المادة علي ان "‪ ...‬ينظم القانون في أول دورة انتخابية تفاصيل إدماج اللغات الليبية‬
‫اآلخري‪ ،‬في مجاالت الحياة العامة‪ ،‬علي المستوي المحلي ومستوي الدولة‪ “ .‬فما المقصود‬
‫هنا بــ "تفاصيل إدماج اللغات الليبية اآلخرة؟!!" وماذا سيحدث لو لم يتم ذلك في أول دورة‬
‫انتخابية؟ وماذا سيحدث عندما يتم اإلدماج؟ هل ستصبح هذه اللغات كلها لغات دولة؟!!!‬
‫وماهي هذه "اللغات الليبية اآلخري" التي يجب ان ينظمها القانون‪ ،‬ويجب ان تعمل الدولة‬
‫علي أدامجها في مجاالت الحياة العامة‪ ،‬على المستوي المحلي ومستوي الدولة؟‬

‫‪ .4‬واألغرب من هذا كله ان السيدات والسادة المناصرين لهذا المشروع‪ ،‬قد جعلوا هذا النص‬
‫"نص فوق دستوري!" أي نص غير قابل للتعديل‪ ،‬كما نصت على ذلك المادة (‪ )195‬في‬
‫فقرتها (‪ )2‬التي تنص على انه "‪ ..‬ال يجوز المساس بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة الثانية‪".‬‬

‫‪ .4‬وعليه يمكن القول وباختصار شديد ان هذا النص المتعلق باللغات هو نص "غامض‪"،‬‬
‫وغير دقيق‪ ،‬وال يصلح ان يكون نصا دستوريا‪ ،‬واذا تم اعتماده فلن يزيد المشهد الليبي اال‬
‫أرباك وتعقيدا‪.‬‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫نص ال ُمقترح الذي تقدمت به للجنة التوافقات األخيرة في هذا الشأن‪،‬‬
‫وهو نفسه نص المادة ( ) التي وردت في التقرير النهائي للجنة التوافق مع المكونات‪،‬‬
‫ووافق عليه أعضاء الهيئة باألجماع في لقاء مدينة غدامس‬

‫المادة (‪)2‬‬
‫الهوية واللغة‬
‫[مالحظة مهمة‪ :‬البد من التأكيد عليها مرة آخري‪ ،‬انه ليس لدي أي انتقادات جوهرية على‬
‫الجزء األول من هذه المادة والمتعلق بموضوع الهوية]‪.‬‬
‫‪Page 17 of 148‬‬

‫أ‪ .‬تعتبر اللغات العربية واالمازيغية والطارقية والتباوية لغات وطنية باعتبارها رصيدا‬
‫مشتركا‪ ،‬وإرث تاريخي وثقافي‪ ،‬لكل الليبيين‪ ،‬واللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة‪.‬‬
‫ب‪ .‬تعمل الدولة علي ترسيم لغات المكونات في مناطقهم‪ ،‬وفقا لمعايير ومراحل وآليات‬
‫يتم تحديدها بقانون‪.‬‬
‫جـ‪ .‬تعمل الدولة علي حماية اللغات الوطنية‪ ،‬وتوفير الوسائل الالزمة لتعلمها‪،‬‬
‫واستخدامها‪ ،‬وتطويرها‪ ،‬والسعي إلدماجها في مجاالت الحياة العامة‪.‬‬
‫د‪ .‬تعمل الدولة علي توفير الوسائل الالزمة‪ ،‬لتعلم واستخدام وتطوير‬
‫لغة برايل للكفيف‪ ،‬ولغة اإلشارة للصم والكم‪.‬‬
‫هـ‪ .‬تحدد بقانون االحوال التي يجوز فيها‪ ،‬استعمال لغة اجنبية في المعامالت الرسمية‪.‬‬

‫أهم االسباب وال ُمبررات‪:‬‬


‫‪ .1‬باختصار شديد‪ ،‬هذا النـص هو المادة ال ُمقترحة في التقرير النهائي للجنة التواصل والتوافق‬
‫مع مكون الطوارق‪ .‬وبالتالي فهو نص توافقي مع أخوتنا ُمكون الطوارق‪ ،‬ويمكن اعتباره‬
‫نص أعتمده أعضاء الهيئة التأسيسية باإلجماع‪ .‬وقد أصدرت الهيئة التأسيسية لصياغة‬
‫مشروع الدستور – في هذا الشأن – القرار رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2015‬م بشأن اعتماد توافقات‬
‫لجنة التواصل والتوافق مع ُمكون الطوارق والذي قررت فيه‪ :‬المادة (‪ )1‬تستمر لجنة‬
‫التواصل والتوافق مع لجنة المكونات ال ُمشكلة بموجب قرار رقم (‪ )21‬لسنة ‪ 2015‬في عملها‬
‫الي حين الوصول الي توافقات مع ممثلي المكونات‪ .‬والمادة (‪ )2‬تنص على "تلتزم الهيئة‬
‫التأسيسية باعتماد مشروعات النصوص الدستورية المتعلقة بمكون الطوارق قبل اعتماد أي‬
‫نص دستوري آخر‪[".‬لألسف لم يلتزم أعضاء الهيئة المؤيدون للمشروع هذه النص المقترح‬
‫من اللجنة‪ ،‬ورفضوا حتى مناقشته في اجتماع عام للهيئة رغم انهم تعهدوا بذلك في قرارهم‬
‫الذي اتخذوه في غدامس– لالطالع على تفاصيل القرار رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2015‬م‪ ،‬راجع‬
‫الملحق السادس]‪.‬‬
‫‪Page 18 of 148‬‬

‫‪ .2‬هذا ال ُمقترح أعترف بكل اللغات التي يتحدثها جزء من الشعب الليبي وأعتبرها لغات وطنية‬
‫باعتبارها رصيدا مشتركا‪ ،‬وإرث تاريخي وثقافي‪ ،‬لكل الليبيين‪ .‬وفي نفس الوقت نص علي ان‬
‫اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة‪.‬‬

‫‪ .3‬في نفس الوقت أيضا نص هذا المقترح البديل على أمكانية ترسيم اللغات الوطنية اآلخرة‬
‫في مناطقهم وفقا لمعايير ومراحل وآليات يتم تحديدها بقانون‪.‬‬

‫‪ .4‬نص هذا المقترح البديل على ان تعمل الدولة علي حماية اللغات الوطنية وتوفير الوسائل‬
‫الالزمة لتعلمها واستخدامها وتطويرها والسعي إلدماجها في مجاالت الحياة العامة‪ .‬باإلضافة‬
‫الي هذه المادة‪ ،‬هناك المادة (‪ )55‬من هذا المشروع‪ ،‬تنص علي ان "لألشخاص‪ ،‬أفرادا‬
‫وجماعات الحق في استخدام اللغات الوطنية وتعلمها والمشاركة في الحياة الثقافية‪ ،‬وتضمن‬
‫الدولة حماية اللغات الليبية‪ ،‬وتوفير الوسائل الالزمة لتعلمها واستخدامها في وسائل اإلعالم‬
‫العامة‪ ،‬كما تضمن حماية الثقافات المحلية والتراث‪ ،‬والمعارف التقليدية‪ ،‬واآلداب والفنون‪،‬‬
‫والنهوض بها‪ ،‬ونشر الخدمات الثقافية‪ .‬وباإلضافة الي المادة (‪ ،)55‬هناك ايضا مادة آخري‬
‫لتعزيز مادة الهوية واللغة اال وهي المادة (‪ ،)160‬في هذا المشروع‪ ،‬والتي تنص على تأسيس‬
‫مجلس وطني لحماية الموروث الثقافي واللغوي‪ ،‬ومهمته "المحافظة على الموروث الثقافي‬
‫واللغوي المتنوع للشعب الليبي وتوثيقه واالهتمام به بما يكفل المحافظة على أصالته‬
‫واالندماج والتعايش بين الليبيين‪".‬‬

‫‪ .5‬بإضافة لكل ذلك‪ ،‬نص هذا المقترح البديل علي ان تعمل الدولة علي توفير الوسائل‬
‫الالزمة لتعلم واستخدام وتطوير لغة برايل للكفيف‪ ،‬ولغة االشارة للصم والبكم‪ .‬لآلسف هذه‬
‫المكونات (الكفيف‪ ،‬والصم والبكم)‪ ،‬هي مكونات مجهولة ومحرومة من حقها في المواطنة‬
‫والمشاركة في صنع القرار السياسي‪ ،‬وعليه فالبد من االهتمام بهذه المكونات وإعطائها‬
‫حقوقها كاملة‪.‬‬
‫‪Page 19 of 148‬‬

‫الثالث‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية عاصمة الدولة‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬

‫المادة (‪)3‬‬
‫" الجمهورية الليبية عاصمتها مدينة طرابلس‪".‬‬
‫يتضح من هذا النص‪ ،‬في هذا المشروع‪ ،‬ان مفهوم ُمصطلح "العاصمة" عند معظم السيدات‬
‫والسادة اعضاء الهيئة هو مفهوم ُمشوه‪ ،‬غير واضح‪ ،‬وغير مفهوم! وهذه المادة هي أكبر‬
‫دليل علي ذلك! وذلك الن مفهوم "العاصمة" في هذا النص ال يشمل المجلس التشريعي وال‬
‫أعلي سلطة قضائية في الدولة!‬

‫وإذا سألت أي أحد منهم‪ ،‬عن مفهومه لـ "عاصمة الدولة‪ "،‬فلن تجد لهم تعريف واضح و ُمحدد!‬
‫وإذا سألتهم‪ ،‬إذا كانت عاصمة الدولة هي طرابلس – كما تنص هذه المادة – فلماذا مقر‬
‫البرلمان الليبي بغرفتيه سيكون في مدينتنا بنغازي‪ ،‬كما تنص على ذلك المادة (‪ )90‬من هذا‬
‫المشروع (وعموما أنا شخصيا ال احتجاج لي من حيت المبدأ عن ذلك)‪ .‬ليس هذا فقط‪ ،‬بل ان‬
‫مفهوم العاصمة‪ ،‬ال يشمل عندهم‪ ،‬مؤسسات القضاء‪ ،‬وبذلك تجد ان هذا المشروع قد نص على‬
‫ان يكون مقر المحكمة الدستورية‪ ،‬ليس في طرابلس (ما ذامت هي العاصمة كما يقولون)‪ ،‬بل‬
‫في مدينتنا سبها كما تنص على ذلك المادة (‪ )135‬من هذا المشروع (وأنا شخصيا أيضا ال‬
‫احتجاج لي من حيت المبدأ عن ذلك)‪ .‬وإذا سأل المرء‪ ،‬ماذا تعني العاصمة عند هؤالء‬
‫السادة؟ فلن يجد أجابه واحدة‪ ،‬وموحدة من هؤالء! والحقيقة ان مفهوم العاصمة كما أفهمه انا‪،‬‬
‫على االقل‪ ،‬يعني "المكان او المدينة التي تجتمع بها المؤسسات السيادية (التشريعية‬
‫صنع وتنفيد وتفسير القرار السيادي في الدولة‪".‬‬
‫والتنفيذية والقضائية) ال ُمشاركة في ُ‬
‫وطالما ان هذه المادة ال تعبر عن ذلك‪ ،‬وطالما كما يقول المثل األمريكي "اللي تأكل زي‬
‫البطة‪ ،‬وتمشي زي البطة‪ ،‬وأطير زي البطة‪ ...‬فهي بطة‪ ".‬وعليه يمكن القول‪ ،‬ان هذه المادة‬
‫‪Page 20 of 148‬‬

‫ال تدل على ان الجمهورية الليبية عاصمتها مدينة طرابلس! بل األنسب ان نقول بان الدولة‬
‫الليبية‪ ،‬وفقا لهذا المشروع‪ ،‬سيكون لها ثالث عواصم هي‪ :‬طرابلس وبنغازي وسبها!!‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫(نص ال ُمقترح الذي تقدمت به للجنة التوافقات األخيرة في هذا الشأن)‬

‫سيست وكثر حولها الجدل‪ ،‬فإنني أقترح‬


‫نظرا الن قضية العاصمة في الدستور الليبي الجديد قد ُ‬
‫تبني المادة (‪ )188‬من دستور المملكة عام ‪ 1951‬بعد تعديلها كحل انتقالي ومؤقت لوضع‬
‫العاصمة في دستورنا القادم‪ ،‬لمدة عشر سنوات على األقل‪ ،‬ليكون نصها كاآلتي‪:‬‬

‫"الﯽ أن يتم اختيار (او إنشاء) عاصمة رسمية‪ ،‬يكون للدولة الليبية عصمتان‬
‫هما طرابلس وبنغازي‪ ،‬كأجراء انتقالي مؤقت لمدة (‪ )10‬عشر سنوات‬
‫اعتبارا من اعتماد الدستور‪ ،‬يعود بعدها االمر للسلطة التشريعية‬
‫لتقرير ما تراه مناسبا‪".‬‬

‫أهم ال ُمبررات‪:‬‬
‫لعل من أهم ال ُمبررات للقيام بذلك يمكن حصرها في اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬يمكن القول ان المعنى العام لمصطلح "العاصمة" ‪ -‬وباختصار شديد ‪ -‬يعني من الناحية‬
‫السياسية‪ ،‬المقر الرئيسي إلدارة وحكومة دولة‪ .‬أما من النواحي األخرى للدولة‪ ،‬فقد يعنى ان‬
‫"العاصمة" هي المدينة الرئيسية في الدولة التي يتمركز بها نشاط أو قطاع رئيسي ومحدد‪،‬‬
‫كأن يطلق السياسيون في دولة ما‪ ،‬أسم "العاصمة المالية" علي المدينة التي تتمركز بها ُجل‬
‫وأهم النشاطات المالية والبنكية في الدولة‪ ،‬أو أسم "العاصمة االقتصادية" علي المدينة التي‬
‫توجد بها أهم واكبر النشاطات االقتصادية في الدولة‪ ،‬أو أسم "العاصمة التاريخية" علي‬
‫‪Page 21 of 148‬‬

‫المدينة التي تُمثل الرمزية التاريخية في الدولة‪ ،‬أو أسم "العاصمة الثقافية" علي المدينة التي‬
‫توجد بها أكثر النشاطات الفنية والثقافية في الدولة‪.‬‬

‫‪ .2‬الحقيقة التي ال جدال فيها انه مند استقالل الدولة الليبية في ‪ 24‬ديسمبر ‪ ،1951‬لم يتفق‬
‫الليبيين على عاصمة رسمية واحدة لها‪ .‬ففي دستور المملكة نصت المادة (‪ )188‬على ان‬
‫"للمملكة الليبية عصمتان هما طرابلس وبنغازي‪ ".‬هذا ما نص عليه الدستور‪ ،‬أما من الناحية‬
‫الواقعية فقد كانت الحكومة في طرابلس‪ ،‬وقام الملك بنقل مجلس االمة (مجلس النواب‬
‫ومجلس الشيوخ) الي مدينة البيضاء‪ ،‬وانتقل هو الي طبرق‪.‬‬

‫‪ .3‬وقد استمر الوضع الدستوري للعاصمة غير ُمعرف خالل كل مرحلة حكم القذافي‪ .‬فلم‬
‫يجرؤ اي مسئول (حسب علمي)‪ ،‬خالل كل هذه الفترة ان يطلب من القذافي‪ ،‬مناقشة هذا‬
‫الموضوع (أي ماهي عاصمة الدولة الرسمية؟)‪ .‬واصبحت مؤسسات الدولة الليبية‬
‫السيادية لآلسف رهينة في يد القذافي يدعوها لالجتماع متى شاء واينما شاء‪.‬‬

‫نصر علي‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬واخيرا وكما يقول المثل "يجب اال نُضيع الغابة بالشجرة‪ ".‬بمعني يجب اال‬
‫ان تكون لنا عاصمة ويضيع منا الوطن نتيجة لهذا اإلصرار! فمن االحسن واألجدى –‬
‫في اعتقادي ‪ -‬ان يكون لنا وطن يسع الجميع‪ ،‬حتى ولو لم نتفق على عاصمة‪،‬‬
‫فما قيمة ان يكون لنا عاصمة أذا ضاع منا الوطن؟!‬

‫***‬
‫‪Page 22 of 148‬‬

‫رابعا‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية مصدر التشريع‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬

‫المادة (‪)6‬‬
‫مصدر التشريع‬
‫"اإلسالم دين الدولة‪ ،‬والشريعة اإلسالمية مصدر التشريع‪".‬‬

‫مالحظات هامة حول هذا النص‪:‬‬

‫عرف بــ "لجنة التوافقات‪" ،‬تقدمت في هذا الشأن للجنة‬


‫‪ .1‬قبل تقديم ُمقترحي األخير للجنة ما ُ‬
‫العمل (التي سبقت هذه اللجنة) ب ُمقترحين (في لقاءاتي معها ‪ -‬األولي والثانية)‪ ،‬وقُمت بتبرير‬
‫وشرح هذه المقترحات ألعضاء اللجنة عندما اجتمعت بهم وأجبت عن كل استفساراتهم‪ ،‬ولكن‬
‫لألسف الشديد‪ ،‬تم رفض هذه ال ُمقترحات التي تقدمت بها (و ُمقترحات آخري من غيري من‬
‫أعضاء اخرين) دون تقديم أي مبررات أو أسباب لهذا الرفض!!‬

‫‪ .2‬الحقيقة ان اإلشكالية في هذا النص تكمن في عبارة "الشريعة االسالمية مصدر التشريع؟"‬
‫والسؤال هنا هو‪ :‬ما هو المقصود من هذه العبارة تحديدا؟ هل تعني ان كل التشريعات يجب ان‬
‫يكون مصدرها الشريعة؟ وإذا كان هذا هو المعني‪ ،‬فكيف يمكن التوفيق بين هذه المادة والمواد‬
‫اآلخرة التي يبدو انها متناقضة معها! فمثال‪ ،‬ما عالقة هذه المادة بالمواد (‪ ، 7‬و‪ ،66‬و‪،159‬‬
‫و‪ )194‬في هذا المشروع؟ فعلي سبيل المثال تنص المادة (‪ )7‬في هذا المشروع على أن‬
‫"المواطنون والمواطنات سواء في القانون وأمامه‪ ،‬ال تمييز بينهم‪ ،‬وتحظر أشكال التمييز‬
‫كافة ألي سبب‪ ،‬كالعرق‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو اللغة‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الميالد‪ ،‬أو الرأي السياسي‪ ،‬أو‬
‫اإلعاقة‪ ،‬أو األصل أو االنتماء الجغرافي‪ ،‬وفق أحكام هذا الدستور‪ ".‬والسؤال هنا هو‪ :‬هل هذه‬
‫المصطلحات الواردة في هذه المادة ُمنضبطة مع مادة الشريعة االسالمية أم مستقلة عنها؟‬
‫‪Page 23 of 148‬‬

‫وماهي "العالقة العضوية المتماسكة" التي تجمع بين هاتين المادتين؟ كما تُشير لذلك المادة‬
‫(‪ )194‬من المشروع‪ ،‬والتي تُأكد بأن "الدستور بجميع نصوصه وحدة واحدة ال تتجزأ‪،‬‬
‫وتفسر أحكامه وتؤول بحسب أنها وحدة عضوية متماسكة‪ ".‬فما المقصود بـ "وحدة عضوية‬
‫متماسكة" هنا؟ وماهي هذه "الوحدة الواحدة" التي ال تتجزأ؟" وهل هذه "الوحدة الواحد" التي‬
‫يجب اال تتجزأ ال تتعارض مع مصدر التشريع التي نصت عليها المادة (‪ ،)2‬أي الشريعة‬
‫االسالمية؟ أم هي موضوع ُمكمل للشريعة اإلسالمية عندما يتعلق األمر بـ "قضية التمييز؟"‬
‫وذلك ألنه يجب "حظر أشكال التمييز كافة ألي سبب!" أي سوأ ان كان هذا التمييز سلبي أم‬
‫إيجابي! ام ان االمر يعني بما ال يتعارض مع الشريعة االسالمية‪.‬‬

‫أما المثال الثاني‪ ،‬علي عدم وضوح العالقة بين المادة (‪ )6‬المتعلقة بمصدر التشريع والمواد‬
‫المتعلقة بــ "حماية حقوق اإلنسان والنهوض بها (كما في المادة ‪ "،)66‬و "ترسيخ قيم حقوق‬
‫اإلنسان والحريات العامة في الشريعة اإلسالمية والمواثيق الدولية وتعزيزها ونشر ثقافتها‪،‬‬
‫(كما في المادة ‪"...)159‬فهل ترسيخ قيم المواثيق الدولية وتعزيزها ونشر ثقافتها في هذه‬
‫المادة يجب اال يشمل المواد والبنود التي ال تتعارض مع الشريعة االسالمية‪ ،‬التي هي مصدر‬
‫التشريع في الدولة؟ وهل النص على ترسيخ قيم حقوق اإلنسان والحريات العامة للمواثيق‬
‫الدولية وتعزيزها ونشر ثقافتها‪ ،‬ال يقصد بها المواد والنصوص التي تخالف مبادئ الشريعة‬
‫االسالمية؟ وإذا كان كدلك فلماذا لم ينص على ذلك صراحة؟! حتى تكتمل الصورة ويتحقق‬
‫بذلك مفهوم وغرض المادة (‪ )194‬من المشروع والتي تُأكد بأن "الدستور بجميع نصوصه‬
‫وحدة واحدة ال تتجزأ‪ ،‬وتفسر أحكامه وتؤول بحسب أنها وحدة عضوية متماسكة‪ ".‬واال فال‬
‫داعي لوجود هذه المادة‪ ،‬ألنها فقدت ُمحتواها‪ ،‬وألنه من السهل تجزأت هذا المشروع وال‬
‫يمكن اعتباره وحدة واحدة‪ ،‬وان وحدته العضوية غير متماسكة! وإذا لم يتم تعديل هذه‬
‫اإلشكاليات الخطيرة‪ ،‬فقد يؤدي ذلك الي ضعف "الوحدة الموضوعية‪ "،‬وأيضا‬
‫"الوحدة المنطقية" في هذا المشروع! وفي اعتقادي إن حل إشكالية مصدر‬
‫التشريع يكم في المقترح اآلتي‪:‬‬
‫‪Page 24 of 148‬‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫(نص ال ُمقترح الذي تقدمت به للجنة التوافقات األخيرة في هذا الشأن)‬

‫” االسالم دين الدولة‪،‬‬


‫والشريعة االسالمية مصدر للتشريع‪ ،‬و كل ما يخالفها يعد باطال‪“.‬‬

‫أهم المبررات واألسباب لهذا المقترح‪:‬‬


‫لعل من أهم االسباب التي دفعتني لتقديم هذا النص البديل هو محاولة وضع االصول الجامعة‬
‫لطبيعة دولتنا المدنية ال ُمسلمة الحديثة‪ ،‬وذلك بالتأكيد على أسس معتقدات شعبنا االصيل‪،‬‬
‫والتي لعل من اهم هذه االسس اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬التأكيد على ان لشعبنا دين يعتقد ويعتز به‪ ،‬اال وهو االسالم العظيم‪ .‬وبالتالي يجب اال يكون‬
‫هناك خالف على ان االسالم هو دين هذه الدولة‪ .‬وهذا ما أكده االجداد واالباء عندما نصوا‬
‫على ذلك في المادة (‪( - )5‬االسالم دين الدولة) من دستور االستقالل عام ‪ ،1951‬والذي‬
‫تعتبره الهيئة التأسيسية مصدر رئيسي لصياغة دستورنا الحديث‪.‬‬

‫‪ .2‬من المسح الشامل الذي أعده مركز البحوث في جامعة بنغازي‪ ،‬والذي يُستدل من خالله‬
‫على ان شعبنا الليبي يرغب ويطالب باال تتعارض تشريعات الدولة مع االسالم واحكامه‪.‬‬

‫‪ .3‬ان ُجل توصيات الزيارات الميدانية التي قام بها اعضاء الهيئة بين االواسط الشعبية تؤكد‬
‫ان شعبنا الليبي يطالب بان تكون الشريعة االسالمية هي المصدر االساس في التشريع‪.‬‬
‫‪Page 25 of 148‬‬

‫‪ .4‬نصت المادة (‪ )40‬من دستور ‪1951‬على االيمان بان السيادة في الدولة هي في االصل‬
‫هلل عز وجل‪ ،‬وهي بإرادته تعالى وديعة األمة‪ ،‬واألمة مصدر السلطات‪ .‬تمارسها بصفة‬
‫مباشرة باالستفتاء او بصفة غير مباشرة من خالل المؤسسات الدستورية‪ .‬وبمعني آخر ان‬
‫الشعب هو السيد وهو ال ُمدبر لشؤونه بالكيفية التي يراها مناسبة له‪ .‬وطالما ان الهيئة‬
‫تعتبر دستور ‪ 1951‬المعدل في الـ ‪ 1963‬مصدر رئيسي يجب الرجوع اليها واخد كل ما‬
‫هو مناسب لنا االن‪ ،‬فما الذي يمنع من أخد هذه المادة والتأكيد عليها مرة أخري‪ .‬واالغرب‬
‫من هذا كله ان هذا المشروع لم يحدد لمن السيادة في هذه الدولة وما هي مصادرها!‬

‫‪ .5‬أما عبارة "وكل ما يخالفها يعد باطال‪ ".‬فتعني من حق الشعب ان يعمل ويتصرف كما‬
‫يريد‪ ،‬وان يعمل ما يشاء في داخل دولته طالما ال يخالف ديننا الحنيف‪ .‬وبمعني آخر‪ ،‬للمجلس‬
‫التشريعي في دولتنا ان يُشرع كلما يخدم الوطن والمواطن‪ ،‬وعلى كل من يعتقد ان ما قام به‬
‫المجلس التشريعي يخالف الشريعة ان يذهب للقضاء الذي هو الحكم‪ ،‬وما يقوله القضاء في‬
‫هذا الشأن هو الحل النهائي الذي يجب على الجميع احترامه‪.‬‬

‫‪ .6‬وأخيرا لعله من المناسب التذكير‪ ،‬بانه فيما يتعلق بالفقرة األخيرة التي تنص على "االلتزام‬
‫بأن الشريعة االسالمية هي مصدر كل تشريع وكل ما يخالفها يعد باطال‪ "،‬فماهي‪ ،‬في الحقيقة‪،‬‬
‫اال المبدأ الخامس من المبادئ الحاكمة بالنسخة النهائية لــ "االتفاق السياسي الليبي"‬
‫الموقع بتلريخ ‪ 17‬ديسمبر‪ ،2015‬والذي اعتمده مجلس النواب وأعترفت به األمم‬
‫المتحدة و ُجل القوي السياسية في داخل الوطن‪.‬‬

‫***‬
‫‪Page 26 of 148‬‬

‫خامسا‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية المواطنة‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬

‫المادة (‪)7‬‬
‫المواطنـة‬
‫المواطنون والمواطنات سواء في القانون وأمامه‪ ،‬ال تمييز بينهم‪ ،‬وتحظر أشكال‬
‫التمييز كافة ألي سبب‪ ،‬كالعرق‪ ،‬أو اللون‪ ،‬أو اللغة‪ ،‬أو الجنس‪ ،‬أو الميالد‪،‬‬
‫أو الرأي السياسي‪ ،‬أو اإلعاقة‪ ،‬أو األصل أو االنتماء الجغرافي‪،‬‬
‫وفق أحكام هذا الدستور‪.‬‬
‫مالحظات هامة حول هذا النص‪:‬‬
‫يتضمن هذا النص مصطلحات غريبة وعامة‪ ،‬أعتقد انها ال تليق ان تكون ضمن دستور ليبيا‬
‫القادم‪ ،‬وذلك ألنها غير واقعية‪ ،‬وتتناقض مع مواد آخري في هذا المشروع! من هذه‬
‫المصطلحات اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬مصطلح "سوء في القانون وأمامه!" مصطلح غريب حقا! فالصحيح والمتعارف عليه‬
‫قانونيا ان يكون المواطنون "سوء أمام القانون‪ "،‬ولكن ان يكونوا "سوء في القانون"‬
‫فهذا أمر غريب وعجيب! فالناس ليس متساوون بالضرورة في القانون‪ ،‬ففي القانون‪،‬‬
‫المواطن وعمله‪ ،‬والمواطن ومقدرته‪ ،‬والمواطن وعطاءه‪ ،‬والمواطن وذكائه‪ ،‬والمواطن‬
‫واستعداده‪ ،‬والمواطن وخياراته‪ ...‬الخ‪ .‬فعندما يُشرع المشرع قانون "ضريبة تصاعدية" مثال‪،‬‬
‫ال يمكن لألغنياء ان يحتجوا بانه قد تم التمييز ضدهم‪ ،‬الن الدستور ينص على التساوي في‬
‫القانون! وكذلك الحال عند صدور قانون المرتبات‪ ،‬أواي قانون أخر يقوم على أساس‬
‫التصنيف‪ .‬فالقوانين في المجتمعات الحرة تقوم على مبدأ التنافس ‪" -‬وفي ذلك فليتنافس‬
‫المتنافسون‪ ".‬وعليه علينا ان نفرق بين "مبدأ التصنيف‪ "،‬و"اشكالية التمييز السلبي الضار‪".‬‬
‫‪Page 27 of 148‬‬

‫‪.2‬المصطلح الغريب الثاني هو "تحظر أشكال التمييز كافة ألي سبب!" العجيب ان الذين‬
‫يصرون على هذا النص‪ ،‬هم نفسهم أيضا‪ ،‬من يصرون على ان يتضمن هذا المشروع ما‬
‫يُعرف بالكوتا!!" فقد أصروا على ان تتضمن المادة (‪ )76‬بعنون "تكوين مجلس الشيوخ"‬
‫على ان يشمل ذلك "ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع عضوين عن كل مكون‪".‬‬
‫فهل هذا تمييز أم ال!! وهل هذا يتعارض مع النص المذكور أعاله‪ ،‬أي "تحظر أشكال التمييز‬
‫كافة ألي سبب!" ليس هذا فقط‪ ،‬فقد نصت المادة (‪ )205‬بعنوان‪ :‬حكم خاص بالمرأة‪ ،‬على ان‬
‫"‪ ...‬يضمن أي نظام انتخابي تمثيل للمرأة بنسبة خمس وعشرين (‪ )25‬بالمائة من مقاعد‬
‫مجلس النواب والمجالس المحلية‪ "...‬أفال يعتبر هذا تمييزا يتعارض مع نص مادة المواطنة؟!‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫نص ال ُمقترح الذي تقدمت به للجنة التوافقات األخيرة في هذا الشأن‬

‫المادة (‪)7‬‬
‫المواطنـة‬
‫المواطنون والمواطنات سواء أمام القانون‪ ،‬وهم متساوون في التمتع بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬وفيما عليهم‬
‫من الواجبات والتكاليف العامة وفقا ألحكام الدستور‪.‬‬

‫***‬
‫‪Page 28 of 148‬‬

‫أهم إشـكاليات الباب الثالث‬


‫نظام الحكم‬
‫‪Page 29 of 148‬‬

‫أوال‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية تكوين مجلس النواب‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬
‫المادة (‪)68‬‬
‫تكوين مجلس النواب‬
‫” يتألف مجلس النواب من عدد من األعضاء ينتخبون باالقتراع العام‬
‫الحر السري المباشر على أساس السكان‪ ،‬مع مراعاة المعيار‬
‫الجغرافي‪ ،‬وفق ما يحدده القانون‪ .‬وضمان الحد‬
‫األدنى لتمثيل المكونات الثقافية واللغوية‪“...‬‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫نص ال ُمقترح الذي تقدمت به للجنة التوافقات األخيرة في هذا الشأن‬
‫وردا على ُمقترح اللجنة‪ ،‬قمت بالمطالبة بحذف الفقرتين األتيتين من المادة ال ُمقترحة وهما‪:‬‬
‫"مع مراعاة المعيار الجغرافي" و " بما يضمن التمثيل المتكافئ للناخبين‪ ".‬وبشرط ان يكون‬
‫هناك "معيار انتخابي‪ ".‬وإعادة صياغة المادة ليصبح النص بعد التعديل كاالتي‪:‬‬

‫"يتشكل مجلس النواب من عدد من األعضاء‪ ،‬ينتخبون باالقتراع العام‬


‫الحر السري المباشر‪ ،‬وفق المعيار السكاني‪ .‬ويحدد عدد أعضاء‬
‫مجلس النواب على أساس نائب واحد عن كل ثالثين (‪ )30‬ألفا‬
‫من السكان‪ ،‬أوعن كل جزء من هذا العدد يجاوز نصفه‪ .‬بشرط‬
‫أن يكون لكل محافظة (او والية) نائب واحد على األقل‪".‬‬
‫[لألسف رفضت اللجنة هذا ال ُمقترح دون تقديم أي أسباب وال ُمبررات!]‬
‫‪Page 30 of 148‬‬

‫أهم أسباب و ُمبررات هذا التعديل‪:‬‬

‫‪ .1‬إن الغرض األساسي من إيجاد المجلسين هو أحداث توازن ومراقبة بين "التعداد السكاني"‬
‫من جهة‪ ،‬و "الجغرافيا السياسية" من جهة آخري‪ .‬والحقيقة ان فكرة "المجلسين" في دولة‬
‫المواطنة التي تقوم على أساس المساواة وتكافؤ الفرص‪ ،‬قد اصبحت فكرة قديمة [واداة سياسية‬
‫ُمربكة و ُمعطلة للعملية التشريعية] تعمل الدول الحديثة على التخلص منها‪ .‬وعليه فاذا كان‬
‫والبد من تطبيقها في الواقع السياسي الليبي‪ ،‬فانا أقترح ان يكون مجلس النواب ممثال للتعداد‬
‫السكاني‪ ،‬دون مراعات اي شروط او توازنات آخري‪ ،‬مثل الفقرة "مع مراعاة المعيار‬
‫الجغرافي ‪ "...‬التي وردت في المقترح‪ ،‬وال ضرورة ألي شروط اخري في توزيع المقاعد‬
‫داخل كل منطقة او محافظة‪ ،‬حتي تحدت المراقبة ويتحقق التوازن بين القوتين السياسيتين‬
‫واالساسيتين في توزيع السلطة في الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫‪ .2‬لكي يتحقق التمثيل المناسب في هذا المجلس‪ ،‬ويتحقق مبدأ "لكل مواطن صوت واحد"‬
‫البد من تطبيق "مبدأ المتوسط االنتخابي" أو التمثيل العددي لكل مقعد‪ "،‬وذلك باعتماد‬
‫أحد األسلوبين‪:‬‬

‫(أ) في حالة االتفاق علي عدد المقاعد في المجلس (كما حدت مع مقاعد المؤتمر الوطني‬
‫العام وتحديدها بــ ‪ 200‬مقعد‪ ،‬او كما هو الحال في مجلس النواب بالواليات المتحدة االمريكية‬
‫الذي قرروا ان يحدد مند ‪ ،1910‬عدد مقاعده بــ ‪ 435‬مقعدا)‪ ،‬في هذه الحالة يكون التمثيل‬
‫العددي لكل مقعد علي أساس تقسيم [عدد السكان في الدولة علي عدد مقاعد المجلس]‪ .‬فعلي‬
‫سبيل المثال‪ ،‬ان المتوسط االنتخابي أو التمثيل العددي لكل مقعد في المؤتمر الوطني = (عدد‬
‫السكان على عدد المقاعد)‪ ،‬أي ان‪:‬‬
‫‪Page 31 of 148‬‬

‫‪ -‬عدد السكان الليبيين حسب تعداد ليبيا لسنة ‪ 5,298,120 = 2006‬نسمه‬


‫‪ -‬عدد المقاعد التي أقرها المجلس االنتقالي لكل ليبيا = ‪ 200‬مقعد‬
‫‪ -‬وبهذا فإن المتوسط االنتخابي لكل مقعد في المناطق االنتخابية = ‪26,491 = 5,298,120‬‬
‫‪200‬‬

‫(ب) أما في حالة عدم االتفاق علي عدد المقاعد في المجلس (كما هو الحال في ُج ّل‬
‫الدساتير التي نصت على مجلس تشريعي يتكون من مجلسين‪ .‬ففي هذه الحالة البد من ان ينص‬
‫الدستور علي المعيارية العددية (أي المتوسط االنتخابي لكل مقعد في المناطق االنتخابية)‪،‬‬
‫وذلك حتي ال تُسيس هذه القضية‪ ،‬وبالتالي ستقود الي العديد من اإلشكاليات القانونية والسياسية‬
‫كما حدث في عام ‪ 2011‬عندما أقر المجلس الوطني االنتقالي عدد المقاعد‪ ،‬بأسلوب عشوائي‬
‫ومزاجي‪ ،‬النتخاب أعضاء المؤتمر الوطني العام‪ ،‬وايضا قام باستخدام نفس األسلوب‪،‬‬
‫بترسيم الـ ‪ 13‬دائرة انتخابية على مستوي ليبيا‪ ،‬لتحقيق هذا الهدف! وفي عام ‪ 2013‬قام المؤتمر‬
‫الوطني بإعادة ترسيم ليبيا‪ ،‬وبأسلوب عشوائي ومزاجي أيضا‪ ،‬الي ‪ 11‬دائرة انتخابية الختيار‬
‫أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور!!‬

‫‪.3‬لكي يتحقق التمثيل المناسب في هذا المجلس‪ ،‬ويتحقق مبدأ "لكل مواطن صوت واحد"‬
‫البد من دسترة آليات تحديد النتائج وتوزيع المقاعد في داخل المجلس‪ .‬وعلينا ان نعي‬
‫بأن تحديد ودسترة المعيارية العددية أمر ضروري لتحقيق االستقرار السياسي والتماسك‬
‫االجتماعي في الدولة‪.‬‬

‫***‬
‫‪Page 32 of 148‬‬

‫ثانيا‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية تكوين مجلس الشيوخ‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬
‫المادة (‪)76‬‬
‫تكوين مجلس الشيوخ‬
‫يتألف مجلس الشيوخ من عدد ثمان وسبعين (‪ )78‬عضوا‪ ..‬توزع المقاعد‬
‫بين المناطق االنتخابية الثالث‪ :‬طرابلس ‪ ،32‬برقة ‪ ،26‬فزان ‪.20‬‬
‫على ان يشمل ذلك ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع‬
‫عضوين عن كل مكون‪ ،‬ويراعى التوزيع الجغرافي للمقاعد‬
‫داخل كل منطقة انتخابية‪.‬‬

‫مالحظات مهمة حول هذا النص‪:‬‬


‫‪ .1‬المالحظة االولي على هذه المادة هي‪" :‬لماذا عدم التساوي بين األقاليم الثالث؟" خصوصا‬
‫وان هذا المجلس يقوم علي أساس التمثيل الجغرافي وليس على أساس التمثيل العددي للسكان!‬
‫وطالما ان البالد قد تم تقسيمها سياسيا الي ثالث مناطق! فلماذا ال يتم إعطاء كل منطقة عدد‬
‫متساوي من االصوات؟! هذا هو االسلوب الصحيح والشائع وال ُمتبع في كل الدول التي تستخدم‬
‫هذه المعادلة السياسية‪.‬‬

‫‪ .2‬لماذا يتم توزيع المقاعد على أساس "المناطق االنتخابية الثالث" وليس على أساس االقاليم‬
‫التاريخية الثالث؟! وإذا قبلنا بهذا المصطلح الجديد والغريب فسيبرز هنا‪ ،‬السؤال المنطقي‬
‫اآلتي‪ :‬علي أي مناطق انتخابية ثالث نتحدث؟! بمعني هل المقصود بها الدوائر االنتخابية‬
‫الـ ‪( 13‬أي الدوائر االنتخابية الـ ‪ 13‬النتخاب أعضاء المؤتمر الوطني عام ‪ ،2012‬ومن‬
‫بعدهم أعضاء مجلس النواب عام ‪)2014‬؟ أم هي الدوائر االنتخابية الـ ‪( 11‬أي الدوائر‬
‫الـ ‪ 11‬النتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية عام ‪ ،)2014‬أم المقصود هو االقاليم‬ ‫االنتخابية‬
‫‪Page 33 of 148‬‬

‫التاريخية الثالث – أي والية برقة‪ ،‬ووالية فزان‪ ،‬ووالية طرابلس؟! ومن الذي سيحدد لنا‬
‫ذلك؟‬
‫الحقيقة ان أعضاء لحنة التوافقات قد رفضوا اإلجابة على هذه األسئلة!!‬
‫ولم يوضحوا لنا األسباب والمبررات التي اذت الي هذا االختيار!!‬

‫‪ .3‬لماذا وضع شرط "ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع عضوين" عن كل‬
‫مكون ولماذا شرط "العضوين" وليس "عضو واحد" أو أكثر من عضوين؟" وماهي‬
‫المكونات المؤهلة لذلك؟ وعلى أي اساس سيتم اختيار المكونات‪ ،‬ومن الذي له حق تقرير‬
‫ذلك؟ وكم لدينا مكون في ليبيا االن؟! فعلي سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬لقد زارنا وفد من سادتنا‬
‫واخوتنا األواجلة‪ ،‬وقالوا لنا بكل وضوح‪ ،‬كالم من أروع ما يمكن ان يقوله مواطن ليبي‪ .‬لقد‬
‫قالوا لنا ما معناه‪" :‬يا أخوتنا نحن ليبيون‪ ،‬كغيرنا من الليبيين‪ ،‬نُريد ليبيا للجميع‪ ،‬ونعتز بديننا‬
‫االسالمي‪ ،‬واللغة العربية‪ ،‬ولكن إذا أردتم ان تعطوا للمكونات اللغوية والثقافية دور خاص‪،‬‬
‫فأعلموا‪ ،‬اننا ُمكون أصيل‪ ،‬ولنا ثقافتنا الخاصة بنا التي نعتز بها‪ .‬وعليه فالبد من اعتبارنا‬
‫ُمكون ثقافي كغيرنا من المكونات‪ .‬وباإلضافة الي هذا الوفد الكريم‪ ،‬فقد أتي لنا‪ ،‬في مقر الهيئة‪،‬‬
‫وفد آخر كريم‪ ،‬من أخوتنا وسادتنا القريتلية‪ ،‬وقالوا نفس الكالم الذي قاله لنا وفد أخوتنا‬
‫األواجلة‪ .‬فهل يجب االستجابة لهذه المطالب؟ في نظري‪ ،‬نعم وبكل تأكيد‪ .‬بمعني إذا تم‬
‫تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع "عضوين في مجلس الشيوخ‪ "،‬فيجب ان تمثل‬
‫كل المكونات دون استثناء وال إقصاء الحد‪.‬‬

‫‪ .4‬االمر الغريب اآلخر في هذا النص هو اشتراط ان "يراعى التوزيع الجغرافي للمقاعد‬
‫داخل كل منطقة انتخابية!!" أليس االمر متروك لكل اقليم او والية او منطقة انتخابية كما‬
‫يسميها هذا النص؟ ومن الذي سيقرر ذلك؟ وماذا تعني كلمة "يراعي" في هذا النص؟‬
‫وما الذي سيحدث إذا لم تراعي منطقة معينة هذا الشرط؟!‬
‫‪Page 34 of 148‬‬

‫الخرائط اآلتية توضخ االختيارات الثالث‬

‫توزيع الدوائر االنتخابية وفق ما أقره المجلس االنتقالي في ‪2012‬‬


‫عدد‬ ‫المراكز التابعة لها (دوائر فرعية)‬ ‫الدوائر االنتخابية‬
‫(‪)3‬‬ ‫طبرق ‪ ،‬القبة ‪ ،‬درنة‪.‬‬ ‫الدائرة األولى‬ ‫‪.1‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫شحات ‪ ،‬البيضاء ‪ ،‬المرج ‪ ،‬قصر ليبيا‪.‬‬ ‫الدائرة الثانية‬ ‫‪.2‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫بنغازي ‪ ،‬توكره ‪ ،‬األبيار ‪ ،‬قمينس ‪ ،‬سلوق‪.‬‬ ‫الدائرة الثالثة‬ ‫‪.3‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫اجدابيا ‪ ،‬البريقة ‪ ،‬جالو \ أوجلة جخرة ‪ ،‬تازربو ‪ ،‬الكفرة‪.‬‬ ‫لدائرة الرابعة‬ ‫‪.4‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫السدرة ‪ ،‬سرت ‪ ،‬الجفرة‬ ‫الدائرة الخامسة‬ ‫‪.5‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫سبها ‪ ،‬الشاطئ براك ‪ ،‬الشاطئ الفرضة ‪ ،‬الشاطئ إدرى‪.‬‬ ‫الدائرة السادسة‬ ‫‪.6‬‬
‫(‪)3‬‬ ‫أوباري ‪ ،‬غات ‪ ،‬مرزق‪.‬‬ ‫الدائرة السابعة‬ ‫‪.7‬‬
‫غريان‪ ،‬األصابعه ‪ ،‬ككلة القلعة ‪ ،‬يفرن ‪،‬‬ ‫الدائرة الثامنة‬ ‫‪.8‬‬
‫(‪)14‬‬ ‫الرياينة ‪ ،‬الرحيبات ‪،‬الرجبان ‪ ،‬جادو ‪ ،‬الزنتان‪،‬‬
‫مزدة ‪ ،‬نالوت ‪ ،‬باطن الجبل ‪ ،‬كاباو ‪ ،‬غدامس‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫تاورغاء ‪ ،‬مصراته ‪ ،‬بنى وليد ‪ ،‬زليتن‪.‬‬ ‫‪ .9‬الدائرة التاسعة‬
‫(‪)5‬‬ ‫ترهونة‪ ،‬مسالته‪ ،‬الخمس الساحل‪،‬‬ ‫‪ .10‬الدائرة العاشرة‬
‫الخمس المدينة ‪ ،‬قصر االخيار‪.‬‬
‫(‪)8‬‬ ‫القره بوللي‪ ،‬تاجوراء ‪ ،‬سوق الجمعة ‪ ،‬طرابلس المركز‪ ،‬حي‬ ‫‪ .11‬الدائرة الحادية عشرة‬
‫االندلس ‪ ،‬أبو سليم ‪ ،‬عين زارة‪ ،‬جنزور‪،‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫الناصرية ‪ ،‬العزيزية ‪ ،‬سواني بن آدم ‪ ،‬قصر بن غشير‪،‬‬ ‫‪ .12‬الدائرة الثانية عشرة‬
‫مسيحل‪ ،‬السائح ‪ ،‬اسبيعه‬
‫(‪)7‬‬ ‫الزاوية‪ ،‬صرمان ‪ ،‬صبراتة ‪ ،‬العجيالت ‪،‬‬ ‫‪ .13‬الدائرة الثالثة عشرة‬
‫زوارة ‪ ،‬زلطن ‪ ،‬الجميل ‪ ،‬رقدالين‪.‬‬
‫‪Page 35 of 148‬‬

‫أو‬

‫توزيع الدوائر االنتخابية وفق ما أقره المؤتمر الوطني العام في ‪2012‬‬


‫‪Page 36 of 148‬‬

‫عدد‬ ‫المراكز التابعة لها (دوائر فرعية)‬ ‫الدوائر االنتخابية‬


‫(‪)3‬‬ ‫بن وليد‪ ،‬تاورغاء‪ ،‬بوقرين‪ ،‬الوشكه‪ ،‬زمزم‪ ،‬ودان‪ ،‬هون‪ ،‬سوكنه‪ ،‬الفقهاء‪،‬‬ ‫‪ .1‬الدائرة األولى (سرت)‬
‫راس األنوف‪ ،‬السدره‪ ،‬سرت‬
‫(‪)4‬‬ ‫مصراته‪ ،‬زليتن‪ ،‬الخمس‪ ،‬سوق الخميس‪ ،‬غنيمة‪ ،‬قصر األخيار‪ ،‬ترهونة‪،‬‬ ‫‪ .2‬الدائرة الثانية (مصراته)‬
‫مسالته‪.‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫القرابولي‪ ،‬تاجوراء‪ ،‬سوق الجمعة‪ ،‬أبو سليم‪ ،‬عين زارة‪ ،‬حي االندلس‪،‬‬ ‫‪ .3‬الدائرة الثالثة (طرابلس)‬
‫طرابلس المركز‪ ،‬جنزور‪ ،‬المنية‪ ،‬الزهراء‪ ،‬الناصرية‪ ،‬العزيزية‪ ،‬سواني‬
‫بن يأدم‪ ،‬قصر بن غشير‪ ،‬تسيحل‪ ،‬السائح‪ ،‬السبيعه‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫صرمان‪ ،‬صبراته‪ ،‬زوارة‪ ،‬العجيالت‪ ،‬رقدالين‪ ،‬الجميل‪ ،‬زلطن‪ ،‬الجبل‬ ‫‪ .4‬لدائرة الرابعة (الزاوية)‬
‫بكافة قراها‬
‫(‪)5‬‬ ‫طبرق المدينة‪ ،‬الجغبوب‪ ،‬الوتر‪ ،‬أمساعد‪ ،‬البردي‪ ،‬راس عزاز‪ ،‬قصر‬ ‫‪ .5‬الدائرة الخامسة (البطنان)‬
‫الجدي‪ ،‬بير األشهب‪ ،‬كمبوت‪ ،‬جنرور‪ ،‬القعره‪ ،‬باب الزيتون‪ ،‬المرصص‪،‬‬
‫بالخاثر‪ ،‬القرضبه‪ ،‬عين الغزالة‪ ،‬الشعبة‪ ،‬مرسلك‪ ،‬القبة المدينة‪ ،‬المخيلي‪،‬‬
‫األبرق‪ ،‬القيقب‪ ،‬اللي‪ ،‬خوالن‪ ،‬لملودة‪ ،‬عين مارة‪ ،‬بيت تامر‪ ،‬راس هالل‬
‫والقري المحبطة‪ ،‬درنة المدينة‪ ،‬العزيات‪ ،‬التميمي‪ ،‬أم الرزم‪ ،‬خليج‬
‫البومبه‪ ،‬مرتوبه‪ ،‬الفتائح‪ ،‬األثرون‪ ،‬كرسه والقري المحيطه‪.‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫شحات‪ ،‬الغاندية‪ ،‬قرنادة‪ ،‬سوسة والقري المحيطه‪ ،‬البيضاء‪ ،‬الوسيطة‪،‬‬ ‫‪ .6‬الدائرة السادسة (الجبل األخظر)‬
‫مسه‪ ،‬الخويمات‪ ،‬عمر المختار‪ ،‬سلنطه‪ ،‬المرج‪ ،‬تاكنس‪ ،‬جردس العبيد‪،‬‬
‫البنيه‪ ،‬الصليعايه‪ ،‬مدور الزيتون‪ ،‬فرزوغه‪ ،‬العويليه‪ ،‬زاوية القصور‪،‬‬
‫سيدي الصادق‪ ،‬الخروبة‪ ،‬قصر ليبيا‪ ،‬زاوية العوب‪ ،‬وادي بالحديد‪،‬‬
‫طلميثة‪ ،‬بطة‪ ،‬سيدي نوح‪ ،‬أقفنطه‪ ،‬الحمامة‪ ،‬الحنية‪.‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫بنغازي من جسر سيدي خليفه شرقا الي الثرية غربا الي معمل اإلسمنت‬ ‫‪ .7‬الدائرة السابعة (بنغازي الكبري)‬
‫جنوبا‪ ،‬الساحل الشرقي من منطقة توكرا الي سيدي خليفة‪ .‬سلوق‪ ،‬التوقيه‪،‬‬
‫أبو الصفن‪ ،‬قمينس‪ ،‬المقرون‪ ،‬شط البدين‪ ،‬الرقطة‪ ،‬زاوية طلمون‪ ،‬سلوق‪،‬‬
‫الجردينه‪ ،‬مسوس‪ ،‬األبيار‪ ،‬الرجمة‪ ،‬بنينة‪ ،‬وادي الباب‪ ،‬السلك‪ ،‬المقترحه‪.‬‬
‫إجدابيا‪ ،‬سلطان‪ ،‬بشر‪ ،‬البريقة‪ ،‬العقيلة‪ ،‬مرادة‪ ،‬الزويتينة‪ ،‬الواحات‪،‬‬ ‫‪ .8‬الدائرة الثامنة (إجدابيا)‬
‫(‪)5‬‬ ‫جالو‪ ،‬أوجلة‪ ،‬أجخرة‪ ،‬الكفرة‪ ،‬تازربو‪ ،‬مكون التبو‬

‫(‪)9‬‬ ‫غدوة‪ ،‬سمنو‪ ،‬تمهنت‪ ،‬الزيغن‪ ،‬القرضة‪ ،‬الثانوية‪ ،‬حي الكرامة‪ ،‬قعيد‪،‬‬ ‫‪ .9‬الدائرة التاسعة (سبها)‬
‫المنشية‪ ،‬الجديد‪ ،‬سكرة‪ ،‬حي عبد الكافي‪ ،‬الناصرية‪ ،‬حجارة‪ ،‬المهدية‪.‬‬
‫براكأشكده‪ ،‬زلواز‪ ،‬قيرة‪ ،‬الزوية‪ ،‬أقار‪ ،‬حي المشاشية‪ ،‬تامزاوه‪ ،‬محروقه‪،‬‬
‫القرضة‪ ،‬ثاروث‪ ،‬قطة‪ ،‬برقن‪ ،‬القلة‪ ،‬أبوقدقود‪ ،‬الزهراء‪ ،‬وتزاريك‪،‬‬
‫الحطية‪ ،‬تمسان‪ ،‬المنصورة‪ ،‬إدري‪.‬‬
‫أوباري المدينة‪ ،‬الديسة‪ ،‬الحطية‪ ،‬القعيرات‪ ،‬الغريفة‪ ،‬جرمة‪ ،‬توش‪،‬‬ ‫‪ .10‬الدائرة العاشرة (أوباري)‬
‫(‪)9‬‬ ‫أبريك‪ ،‬الفخفاخة‪ ،‬تويوهالخرائق‪ ،‬قرارقره‪ ،‬تكركبية‪ ،‬الفجيج‪ ،‬بنت بيه‪،‬‬
‫القراية‪ ،‬قبر عون‪ ،‬الرقيبة‪ ،‬التناحمة‪ ،‬الزويه‪ ،‬القلعه‪ ،‬اخليف‪ ،‬الحمرا‪ ،‬بن‬
‫حارث‪ ،‬األبيض‪ ،‬مكون الطوارق‪.‬‬
‫مرزق‪ ،‬جيزاو‪ ،‬إدليم‪ ،‬حج حجيل‪ ،‬أم الحمام‪ ،‬دوجال‪ ،‬أقار عتبه‪ ،‬مرحبا‪،‬‬
‫تقروطين‪ ،‬السبيطات‪ ،‬تساوة‪ ،‬الجارن‪ ،‬مكنوسة‪ ،‬تراغن‪ ،‬فنقل‪ ،‬أم‬
‫األرانب‪ ،‬مجدول‪ ،‬تمسه‪ ،‬زويله‪ ،‬القطرون‪ ،‬تجرهي‪ ،‬البخي‪ ،‬مدروس‬
‫(مكون التبو)‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫غدامس‪ ،‬سيناون‪ ،‬درج‪( ،‬مكون الطوارق)‬ ‫‪ .11‬الدائرة الحادية عشرة (غدامس)‬
‫‪Page 37 of 148‬‬

‫أو‬

‫االقاليم التاريخية الثالث – والية برقة ووالية فزان ووالية طرابلس‬


‫‪Page 38 of 148‬‬

‫ال ُمقترحات البديلة‬


‫بالرغم من هذه األساليب الغامضة‪ ،‬والغير مبرره‪ ،‬وحرصا منى على إنجاح هذا المشروع‬
‫ُ‬
‫تقدمت للجنة العمل ب ُمقترحات بديلة آخري‪ ،‬وقُمت بزيارة اللجنة لشرح هذه المقترحات البديلة‬
‫ألعضائها‪ ،‬ولكن اللجنة‪ ،‬ولألسف الشديد‪ ،‬رفضت كل هذه ال ُمقترحات البديلة دون تقديم أي‬
‫مبررات أو أسباب لهذا الرفض‪ .‬وفيما يلي أهم ال ُمقترحات التي ثم تقديمها للجنة‪:‬‬

‫أوال‪ُ :‬مقترح تقسيم ليبيا اليالعشر (‪ )10‬محافظات‬


‫وذلك بالرجوع الى فكرة المحافظات العشر (أي الرجوع الي التقسيم االداري الذي كان سائدا‬
‫قبل ‪ 31‬أغسطس ‪ ،1969‬كحل مؤقت على األقل)‪ ،‬أنظر الخارطة التوضيحية التالية‪:‬‬

‫معادلة توزيع المحافظات كانت = ‪ 5‬في طرابلس ‪ 3 +‬في برقة ‪ 2 +‬في فزان‬
‫‪Page 39 of 148‬‬

‫المحافظات من ‪ 1963‬الي ‪1993‬‬


‫البلديات‬ ‫أسم المحافظة‬ ‫رقمها‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫الجبل األخضر‬ ‫‪1‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫درنة‬ ‫‪2‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫بنغازي‬ ‫‪3‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫أوباري‬ ‫‪4‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫سبها‬ ‫‪5‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫مصراته‬ ‫‪6‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫الخمس‬ ‫‪7‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫الجبل الغربي‬ ‫‪8‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫طرابلس‬ ‫‪9‬‬
‫العدد تحدده المحافظة‬ ‫الزاوية‬ ‫‪10‬‬

‫المقترح الثاني‪ :‬تقسيم ليبيا الي خمسة عشر (‪ )15‬اقليم‬

‫معادلة توزيع المحافظات هي = ‪ 6‬في طرابلس ‪ 6 +‬في برقة ‪ 3 +‬في فزان‬


‫‪Page 40 of 148‬‬

‫المحافظات من ‪ 1963‬الي ‪1993‬‬


‫رقمها‬ ‫أسم المحافظة‬
‫‪1‬‬ ‫البطنان‬
‫‪2‬‬ ‫درنة‬
‫‪3‬‬ ‫الجبل األخضر‬
‫‪4‬‬ ‫بنغازي‬
‫‪5‬‬ ‫الواحات‬
‫‪6‬‬ ‫الكفرة‬
‫‪7‬‬ ‫اسبها‬
‫‪8‬‬ ‫مصراته‬
‫‪9‬‬ ‫المرقب‬
‫‪10‬‬ ‫طرابلس‬
‫‪11‬‬ ‫الزاوية‬
‫‪12‬‬ ‫نالوت‬
‫‪13‬‬ ‫الجبل الغربي‬
‫‪14‬‬ ‫غات‬
‫‪15‬‬ ‫مرزق‬

‫المقترح الثالث‪ :‬تقسيم ليبيا الي أثنى وعشرين (‪ )22‬اقليم‬


‫وذلك بالرجوع الى فكرة الشعبيات الـ ‪( 22‬أي الرجوع الي التقسيم االداري الذي كان سائدا‬
‫من ‪ 2007‬الي يوم ‪ 17‬فبراير ‪ ،2011‬كحل مؤقت على األقل لمدة عشر سنوات)‪ ،‬أنظر‬
‫الخارطة التوضيحية التالية‪:‬‬
‫‪Page 41 of 148‬‬

‫معادلة توزيع المحافظات هي = ‪ 9‬في طرابلس ‪ 7 +‬في برقة ‪ 6 +‬في فزان‬


Page 42 of 148
‫‪Page 43 of 148‬‬

‫المقترح الرابع‪ :‬تقسيم ليبيا الي أثنى وثالثين (‪ )32‬اقليم‬


‫وذلك بالرجوع الى فكرة الشعبيات الـ ‪( 32‬أي الرجوع الي التقسيم االداري الذي كان سائدا‬
‫من ‪2000‬الي ‪ ،2007‬كحل مؤقت على األقل)‪ ،‬أنظر الخارطة التوضيحية التالية‪:‬‬

‫معادلة توزيع المحافظات هي = ‪ 14‬في طرابلس ‪ 10 +‬في برقة ‪ 6 +‬في فزان‬


‫‪Page 44 of 148‬‬

‫الشعبيات من ‪ 1993‬الي ‪2007‬‬


‫رقمها‬ ‫أسم الشعبية‬
‫‪2‬‬ ‫البطنان‬
‫‪16‬‬ ‫درنة‬
‫‪3‬‬ ‫القبة‬
‫‪11‬‬ ‫الجبل األخضر‬
‫‪8‬‬ ‫المرج‬
‫‪14‬‬ ‫بنغازي‬
‫‪12‬‬ ‫الواحات‬
‫‪7‬‬ ‫الكفرة‬
‫‪28‬‬ ‫سرت‬
‫‪6‬‬ ‫الجفرة‬
‫‪21‬‬ ‫مرزق‬
‫‪27‬‬ ‫سبها‬
‫‪30‬‬ ‫وادي الحياة‬
‫‪31‬‬ ‫وادي الشاطئ‬
‫‪22‬‬ ‫مصراته‬
‫‪9‬‬ ‫المرقب‬
‫‪25‬‬ ‫بني وليد‬
‫‪15‬‬ ‫ترهونة ومسالته‬
‫‪26‬‬ ‫طرابلس‬
‫‪20‬‬ ‫مرزق‬
‫‪13‬‬ ‫الزاوية‬
‫‪29‬‬ ‫صبراتة وصرمان‬
‫‪10‬‬ ‫النقاط الخمس‬
‫‪5‬‬ ‫غريان‬
‫‪32‬‬ ‫يفرن‬
‫‪23‬‬ ‫نالوت‬
‫‪4‬‬ ‫الحزام األخضر‬
‫‪1‬‬ ‫إجدابيا‬
‫‪17‬‬ ‫غات‬
‫‪18‬‬ ‫غدامس‬
‫‪19‬‬ ‫مزدة‬
‫‪24‬‬ ‫تاجوراء‬
‫‪Page 45 of 148‬‬

‫المقترح الخامس‪ :‬تقسيم ليبيا الي ثمان اقليم‬

‫معادلة توزيع االقاليم هي = ‪ 3‬في طرابلس ‪ 3 +‬في برقة ‪ 2 +‬في فزان‬

‫تتكون الدولة الليبية من ‪ 6‬أقاليم‪ ،‬اثنين في الشرق واثنين في الجنوب واثنين في الغرب ‪،‬‬
‫ومنطقتين هما – طرابلس الكبرى وبنغازي الكبرى وهي كاآلتي‪:‬‬
‫إقليم ‪ .....‬ويتكون من ‪................................‬‬
‫إقليم ‪ .....‬يتكون من ‪..................................‬‬
‫إقليم ‪ .....‬يتكون من ‪..................................‬‬
‫إقليم ‪ .....‬يتكون من ‪..................................‬‬
‫إقليم ‪ .....‬يتكون من ‪..................................‬‬
‫‪Page 46 of 148‬‬

‫إقليم ‪ .....‬يتكون من ‪..................................‬‬


‫منطقة بنغازي الكبرى‪.................................‬‬
‫منطقة طرابلس الكبرى ‪...............................‬‬
‫‪Page 47 of 148‬‬

‫المقترح السادس‪ :‬تقسيم ليبيا الي‬


‫االقاليم التاريخية الثالث‪ -‬والية برقة‪ ،‬ووالية فزان‪ ،‬ووالية طرابلس‬

‫وذلك بالرجوع الى فكرة االقاليم التاريخية الثالث (أي الرجوع الي التقسيم االداري الذي كان‬
‫سائدا من ‪ 1951‬الي ‪ ،1963‬كحل مؤقت على األقل)‪ ،‬أنظر الخارطة التوضيحية التالية‪:‬‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫يتم إعادة صياغة المادة بمشروع الدستور كاآلتي‪:‬‬
‫يتألف مجلس الشيوخ من عدد ثمانية وسبعين (‪ )78‬عضوا‪ ،‬ينتخبون باالقتراع‬
‫العام الحر السري المباشر‪ ،‬عن طريق االنتخاب الفردي‪ .‬ويكون التمثيل‬
‫في مجلس الشيوخ متساوي بين األقاليم التاريخية الثالث‬
‫(أو أي خيار من الخيارات الخمس اآلخري)‪“.‬‬
‫‪Page 48 of 148‬‬

‫أسباب التعديل‪:‬‬
‫في اعتقادي المتواضع يجب ان يكون التمثيل في مجلس الشيوخ متساوي بين المحافظات (أو‬
‫الواليات)‪ ،‬وليس على أساس األقاليم التاريخية الثالثة‪ ،‬وذلك الن المحافظات يجب ان تكون‬
‫هي الوحدات المحلية االساسية في نظام الحكم‪ ،‬وهي اآلليات السياسية المناسبة لمراعات‬
‫وتحقيق التوازن السكاني‪ ،‬والجغرافي داخل كل اقليم‪ .‬وفي اعتقادي أيضا ان محاولة الرجوع‬
‫بليبيا الى مرحلة الواليات الثالث (أي ما قبل الــ ‪ )1963‬هي محاولة غير عملية وال تتماشى‬
‫مع تحديات هذا العصر‪ .‬فليس من المعقول في هذا العصر‪ ،‬الذي تسعي فيه الكثير من الشعوب‬
‫والدول الي التجمع واالتحاد‪ ،‬ان نقوم نحو بالتفرق واالبتعاد عن بعضنا البعض‪ .‬وبمعنى اخر‪،‬‬
‫ان تلك الفترة من تاريخنا‪ ،‬التي يحن لها البعض منا‪ ،‬هي فترة قد تجاوزها شعبنا وأليمكن أن‬
‫تكون الحل الصحيح واألمثل والجاد للتحديات التي تواجهنا جميعا اليوم‪ .‬وعليه فال داعي‬
‫للرجوع الى الخلف واالصرار على الجهوية والمناطقية‪ ،‬بدال من الوطنية‪ ،‬والمواطنة التي‬
‫ستكون خطوة لألمام‪ ،‬نحو توحيد وترابط وتألف الشعب الليبي‪ ،‬وتقوية المناطق السياسية‬
‫واالجتماعية للدولة وليس ألي منطقة آخري‪ ،‬والتي ستكون محصلتها فوزنا جميعا‪ .‬وعلينا‬
‫ان نعي‪ ،‬انه أذا فعال نريد ان نؤسس لدولة المواطنة‪ ،‬فإن دولة المواطنة تقوم علي أساس‬
‫"مبدأ االقامة‪ "،‬بمعني "مبدأ أين ما تُقيم فانت مواطن‪ ".‬ولكن لآلسف تم رفض هذا‬
‫المقترح‪ ،‬ورفضت اللجنة تقديم االسباب لهذا الرفض! وإذا كان البد من االصرار على‬
‫الرجوع بليبيا الى مرحلة الواليات التاريخية الثالث‪ ،‬فالبد من تسمية االسماء ب ُمسمياتها‬
‫الحقيقية والرجوع الي األقاليم التاريخية الثالث‪ ،‬أي والية برقة‪ ،‬ووالية فزان‪ ،‬ووالية‬
‫طرابلس‪ ،‬كما كان التقسيم قبل ‪.1963‬‬

‫***‬
‫‪Page 49 of 148‬‬

‫ثالثا‪ :‬إشكالية التالعب باألرقام وآلية أتخاد القرار‬


‫المادة (‪ )78‬من مشروع الدستور نموذجا!!‬
‫المادة (‪)78‬‬
‫نصاب االنعقاد والتصويت‬

‫” ال تعد جلسات المجلس صحيحة إال بحضور األغلبية المطلقة‬


‫ألعضائه المنتخبين ‪،‬وتتخدد القرارات بشأن المسائل المنصوص عليها‬
‫في المادتين (‪ )80 ،79‬بذات االغلبية ‪،‬علي ان يكون من بينهم‬
‫ثمانية أعضاء علي األقل من كل منطقة انتخابية‪“.‬‬

‫فماذا يعني هذا الشرط – أي شرط الثمانية؟!!‬


‫‪Page 50 of 148‬‬

‫فهل هذا مجلس مؤسس على أساس التساوي الجغرافي‬


‫في التمثيل والفاعلية؟!! ‪ ...‬أنظر وأحكم بنفسك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لمعرفة المزيد عن إشكالية شرط الثمانية‪ ،‬يمكن للقارئ مراجعة ال ُملحق الثاني بعنوان‪:‬‬
‫"لعبة األرقام‪ ..‬وحتمية االنسداد الدستوري‪ "،‬لمعرفة تفاصيل هذه اإلشكالية وحتمية‬
‫االنسدادات الدستورية كنتيجة لذلك‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬لإلجابة على السؤال أعاله يمكن القول‪ ،‬بالتاكيد ان هذا المجلس ليس مؤسس على مبدأ‬
‫التساوي الجغرافي ‪ -‬ال في عدد االعضاء‪ ،‬وال في الفاعلية في أتخاد القرارات! والغريب أيضا‬
‫ان هذه المعادلة العجيبة ال يوجد لها مثيل في أي نظام تشريعي آخر في العالم‪ ،‬بالرغم من ان‬
‫هناك أكثر من ‪ 80‬نظام تشريعي يقوم علي أساس نظام المجلسين! وقد اقترحت عليهم‪ ،‬ان‬
‫يختاروا من بين هذه األنظمة الناجحة في العالم‪ ،‬أي نظام يعجبهم (بما فيها نظام المجلس‬
‫التشريعي أيام المملكة الليبية قبل ‪(1969‬بما فيها نظام المجلس التشريعي أيام المملكة الليبية‬
‫قبل ‪ ،)1969‬بشرط ان يتم نسخه كما هو‪ ،‬وخصوصا في كيفية أتخاد قراراته‪ ...‬ولكن لألسف‬
‫فرفضوا ذلك أيضا!! تحت شعار الخصوصية الليبية! وكأن ليبيا قبل ‪ 1969‬لم يكن لها‬
‫خصوصية!!‬
‫‪Page 51 of 148‬‬

‫ال ُمقترح البديـل‬


‫نص ال ُمقترح الذي تقدمت به للجنة التوافقات فيما يتعلق بآلية أتخاد القرار‪:‬‬
‫هذا ال ُمقترح هو تعديل لنص المادة (‪ )117‬من الفصل السابع ال ُمعنون بــ‪ :‬مجلس االمة من‬
‫"دستـور لـيبيـا [الذي أصدرته الجمعية الوطنية الليبية في ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،1951‬وتم تعديله في ‪1‬‬
‫يناير ‪ ،1963‬وألغاه االنقالبين في أول سبتمبر ‪ ،]1969‬مع إعادة صياغتها بما يتمشى وبقية‬
‫المواد في هذا المشروع‪ .‬وبذلك يكون نص المقترح البديل كاآلتي‪:‬‬

‫(أ) تصدر القرارات في كل من المجلسين باألغلبية المطلقة في‬


‫غير األحوال المشترط فيها أغلبية خاصة‪،‬‬
‫وإذا تساوت األصوات عد األمر الذي حصلت المداولة فيه مرفوضا‪.‬‬

‫(ب) تصدر القرارات في كل من المجلسين بأغلبية الثلثين زائد واحد (‪)1 + 2/3‬‬
‫من عدد أعضاء كل مجلس في األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬قانون النظام المالي للدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬قانون الحكم المحلي‪.‬‬
‫‪ .3‬قانون الجنسية والهجرة‪.‬‬
‫‪ .4‬قانون االنتخابات‪.‬‬
‫‪ .5‬قانون الثروات الطبيعية‪.‬‬
‫‪ .6‬مقترحات التعديالت الدستورية‪.‬‬

‫(جـ)يتولى مجلس الشيوخ المصادقة علي ترشيحات مجلس النواب بأغلبية الثلثين‬
‫زائد واحد (‪ )1 + 2/3‬من عدد أعضاء المجلس بشأن الوظائف اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أعضاء المحكمة الدستورية‪.‬‬
‫‪ .2‬رؤساء وأعضاء الهيئات الدستورية المستقلة‪.‬‬
‫‪ .3‬محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه‪.‬‬

‫وذلك وفق معايير االستحقاق والجدارة لتحقيق المصالح العليا للدولة خالل المدة‬
‫والشروط التي يحددها القانون ويصدر رئيس الجمهورية قرارا بتسميتهم‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬لمعرفة المزيد على "شرط الثمانية" في مشروع الدستور‪ ،‬راجع الملحق رقم (‪.)2‬‬
‫‪Page 52 of 148‬‬

‫رابعا‪ :‬فيما يتعلق بانتخاب رئيس الدولة‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬

‫المادة (‪)100‬‬
‫انتخاب الرئيس‬
‫” ينتخب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام الحر السري المباشر باألغلبية المطلقة‬
‫لألصوات الصحيحة للمقترعين‪ ،‬وبما يضمن القيمة المتساوية من لألصوات‪ ،‬وتوزيعها‬
‫جغرافيا على الدوائر االنتخابية‪ ،‬وفق النسبة التي يحددها القانون‪ .‬وينتخب رئيس الجمهورية‬
‫قبل مئة وعشرين يوما من انتهاء فترة رئيس الجمهورية القائم وقت إجراء االنتخابات‬
‫الرئاسية‪ ،‬على ان تعلن النتائج النهائية خالل أسبوعين من نهاية المدة السابقة‪ .‬وفي حال تعدر‬
‫تقرها المحكمة الدستورية‪ ،‬يحدد مجلس الشوري‬
‫إجراء االنتخابات الرئاسية‪ ،‬قاهرة ّ‬
‫اإلجراءات‪ ،‬والمواعيد الالزمة إلجراء االنتخابات الرئاسية الحقا‪.‬‬
‫وال يجوز إعادة انتخاب الرئيس ألكثر من دورتين متصلتين‪،‬‬
‫أو منفصلتين‪ ،‬وفي حال االستقالة تعد ُ تلك المدة مدة رئاسة كاملة‪".‬‬

‫االشكاليات في هذه المادة ال ُمقترحة كثيرة وخطيرة منها‪:‬‬

‫ما المقصود في هذه المادة بــ "بما يضمن القيمة المتساوية لألصوات؟!" وكيف سيتم توزيع‬
‫هذه االصوات جغرافيا على المناطق االنتخابية؟" وهل يُعقل ان تترك هذه القضية المهمة‬
‫للمجلس التشريعي؟! واين ذهب "مبدأ الفصل بين السلطات‪ "،‬الذي نص عليه هذا المشروع؟!‬
‫وهل يُعقل ان يترك لمجلس الشورى تحديد اإلجراءات‪ ،‬والمواعيد الالزمة إلجراء‬
‫االنتخابات الرئاسية الحقا؟‬
‫‪Page 53 of 148‬‬

‫ال ُمقترح البـديـل‬


‫نص ال ُمقترح الذي تقدمت به للجنة التوافقات األخرى في هذا الشأن‬
‫المادة (‪)100‬‬
‫انتخاب الرئيس‬
‫أوال‪ :‬يتم انتخاب رئيس الدولة عن طريق الموازنة بين معياري السكان‬
‫والجغرافيا على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬يتم انتخاب رئيس الجمهورية‪:‬‬

‫‪ .1‬عن طريق االقتراع العام الحر السري المباشر‪.‬‬

‫‪ .2‬األغلبية المطلقة (خمسين في المئة زايد واحد) لعدد األصوات الصحيحة للمقترعين‪.‬‬

‫‪ .3‬يشترط فيمن يتحصل على األغلبية المطلقة لعدد األصوات الصحيحة للمقترعين‪ ،‬ان‬
‫يتحصل على ما ال يقل عن ‪ %20‬لعدد األصوات الصحيحة للمقترعين في أكثر من نصف‬
‫الحافظات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تُجرى االنتخابات الرئاسية في جولة واحدة أو جولتين كاآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الجولة األولى لالنتخابات‪ :‬تجري الجولة األولى لالنتخابات الرئاسية‪ ،‬حيث يقترع‬
‫الليبيون الختيار مرشحهم‪ ،‬فإذا استطاع أحد المرشحين الحصول على األغلبية المطلقة (واحد‬
‫وخمسين بالمئة) يعد المرشح فائزا باالنتخابات من الجولة األولى‪ ،‬وإذا لم يستطع أي من‬
‫المرشحين الحصول على األغلبية المطلقة ينتقل مرشحين اثنين فقط (وهما الحاصالن على‬
‫أكبر نسبة من األصوات) إلى الجولة الثانية من االنتخابات‪.‬‬
‫‪Page 54 of 148‬‬

‫‪ .2‬الجولة الثانية لالنتخابات‪ :‬تُنظم الجولة الثانية من االنتخابات الرئاسية الفرنسية بعد مرور‬
‫أسبوعين على الجولة األولى‪ ،‬ويعتبر المرشح الحاصل على أغلبية األصوات فائزا في‬
‫االنتخابات‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬يشترط فيمن يرغب في الترشح لمنصب رئاسة الجمهورية‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يجمع ما ال يقل عن ‪ 100‬توقيع من المسؤولين المنتخبين شعبيا في كل المستويات‪.‬‬


‫يستطيع أن يوقع للمترشح كل من‪ :‬أ‪ .‬أي عضو في مجلس النواب‪ .‬ب‪ .‬أي عضو في مجلس‬
‫الشيوخ‪ .‬جـ‪ .‬أي محافظ او عضو في مجلس المحافظة‪ .‬د‪ .‬أي عميد بلدية أو عضو مجلس‬
‫بلدي‪.‬‬

‫يشترط في كل موقع أال يعطى إال توقيعا واحدا ألحد المرشحين فقط‪ .‬وبشرط ايضا ان‬
‫تكون هذه التوقيعات موزعة على ‪ %60‬من عدد المحافظات على أقل تقدير‪ ،‬وذلك بدون‬
‫أن يتخطى عدد الموقعين في كل محافظة عُشر العدد اإلجمالي لألعضاء الموقعين‪.‬‬

‫أو‬

‫‪.2‬أن يجمع ما ال يقل عن ‪ 5000‬توقيعا من الناخبين‪ ،‬شريطة اال يكرر الناخب توقيعه‬
‫ألكثر من مرشح واحد‪ .‬ويشترط ايضا ان تكون هذه التوقيعات موزعة على ‪ %60‬من‬
‫عدد المحافظات على أقل تقدير‪ ،‬وذلك بدون أن يتخطى عدد الموقعين في كل محافظة‬
‫عشر العدد اإلجمالي لألعضاء الموقعين‪.‬‬
‫ُ‬

‫خامسا‪ :‬ال يجوز إعادة انتخاب الرئيس ألكثر من دورتين كاملتين متصلتين‪ ،‬وفي‬
‫حالة االستقالة تعتبر تلك المدة مدة رئاسة كاملة‪.‬‬
‫‪Page 55 of 148‬‬

‫سادسا‪ :‬ينتخب رئيس الجمهورية قبل تسعين يوما من انتهاء فترة رئيس الجمهورية‬
‫القائم وقت إجراء االنتخابات الرئاسية‪ ،‬على أن تعلن النتائج النهائية قبل أسبوعين‬
‫من نهاية المدة السابقة‪ .‬وفي حال تعذر إجراء االنتخابات الرئاسية ألسباب قاهرة أو‬
‫لخطر قائم يتم إثبات ذلك بقرار من المحكمة الدستورية‪ ،‬ويحدد مجلس الشورى‬
‫اإلجراءات والمواعيد الالزمة إلجراء االنتخابات الرئاسية الحقا‪.‬‬

‫***‬
‫‪Page 56 of 148‬‬

‫أهم إشـكاليات الباب السادس‬


‫الحكم المحلي‬
‫‪Page 57 of 148‬‬

‫في هذا الصدد أقترح استبدال مواد الباب المذكور فيما يُسمى "بمشروع الدستور‪ "،‬بمواد باب‬
‫جديد‪ ،‬وذلك ألسباب عديدة لعل من أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬من ال ُمحزن جدا ان أخوتنا أصحاب مشروع الدستور قد قاموا باقتباس (بتصرف) فصل‬
‫كامل (السلطة المحلية) من الدستور التونسي‪ ،‬وغيروا اسمة الي باب الحكم المحلي‪،‬‬
‫[لمعرفة التفاصيل لهذا االختالس راجع الملحق الثالث بعنوان‪ :‬مقـارنـة "باب الحكم المحلي“‬
‫بين الدستور التونسي و"مشروع" مجموعة من أعضاء الهيئة‪[:‬إساءة فهم ‪ ..‬أم‪ُ ..‬مقارنة‬
‫خاطئة]‬

‫‪ .2‬البد ان يدرك الجميع انه‪ ،‬أذا كانت جمهورية تونس لم تنجح في تطبيق نصوصها‬
‫الدستوري على أرض الواقع حتى االن؟ بالرغم من انها اعتمدت دستورها عام ‪،2014‬‬
‫فهل من المناسب وال ُمفيد لشعبنا ان يُقلد تجربة لم تنجح بعد؟!!‬

‫‪ .3‬هناك مصطلحات ومبادي عديدة تم ذكرها في مشروع الدستور مثل‪ ”:‬الحكم المحلي“ و‬
‫"الالمركزية الموسعة“ و ”مبدأ التدبير الحر“ و ”مبدأ التفريع“ لم ير ْد تعريفها بدقة في هذه‬
‫النصوص الدستورية‪ .‬وهي مفاهيم غامضة وعا ّمة ومفتوحة وعرضة لالجتهادات المختلفة‪.‬‬
‫وستظهر من خاللها العديد من االشكاليات أهمها "إشكالية تنازع االختصاصات‪“.‬‬

‫‪ .4‬أعتمد هذا المشروع في تنظيم الالمركزي علي ”األقاليم التاريخية الثالث‪ “،‬وخصوصا‬
‫في توزيع مقاعد البرلمان! ولكن لم يتم تحديد دور هذه االقاليم االداري وال السياسي صراحة‬
‫كما فعل الدستور التونسي؟‬

‫‪ .5‬البد من االشارة الي ان السلطة المحلية (في تونس) تقوم على أساس الالمركزية (وليس‬
‫الالمركزية الموسعة)‪ ،‬وتتجسد الالمركزية في جماعات محلية‪ ،‬تتكون من بلديات وواليات‬
‫وأقاليم‪ ..‬فعلي أي أساس تقوم الالمركزية الموسعة في مشروع الدستور الليبي؟‬
‫‪Page 58 of 148‬‬

‫‪ .6‬األخوة أصحاب هذا المشروع قاموا بتغيير عنوان هذا الباب الي "باب الحكم المحلي“ بذال‬
‫من "باب السلطة المحلية‪ ".‬فعلي أي أسس تم ذلك؟ وما هي المبررات التوافقية التي أقنعتهم‬
‫بذلك؟!! وهل يعلم األخوة أصحاب هذا المشروع ان مصطلح ” الحكم المحلي“ هو أخطر‬
‫وأكثر تعقيدا من مصطلح” السلطة المحلية“ وخصوصا في الدولة الموحدة؟‬

‫‪ .7‬هل يعلم األخوة أصحاب هذا المشروع ان مصطلح ”الالمركزية“ في حد ذاته ال يضمن‬
‫إدارة أفضل للحكم‪ ،‬بل في الواقع قد يخلق من المشاكل أكثر مما يحل!‪ ..‬وأن الالمركزية قد‬
‫تُشكل خطرا على ”الوحدة الوطنية“ ألنها تُضعف ”الوالء للدولة‪ “،‬وتشجع ظهور حركات‬
‫جهوية وانفصالية‪ ...‬وهل يُذرك أصحاب هذا المشروع أن مفهوم ”الالمركزية“ يقوم في‬
‫االساس علي ثالث ركائز تعتبر أخطر من الركائز التي يقوم عليها مفهوم ”المركزية‪“.‬‬
‫وهذه الركائز هي‪” :‬التفكيك ‪ ..‬والتفريع ‪ ..‬والتدبير‪ “.‬وهل يعلم هؤالء السادة انهم بإضافة‬
‫مصطلح "الموسعة" لالمركزية قد أصبحت أكثر تعقيدا وغموضا في دولة بسيطة ال تستحق‬
‫كل هذا التعقيد‪.‬‬

‫‪ .8‬هل يعلم االخوة أصحاب هذا المشروع ان أسلوب الالمركزي في الحكم لن يكتب له النجاح‬
‫اال اذا أستند بالدرجة االولي علي "مبدا التوزيع الوظيفي للسلطات‪ "،‬و ”مبدا علوية الدستور‬
‫واحترام القوانين‪ “.‬ولكن لألسف الشديد إن هذه المبادي ال وجود لها‪ ،‬ولم يتم حتى االشارة‬
‫اليها في هذا المشروع‪.‬‬

‫‪ .9‬ان السؤال المهم هنا هو ‪ -‬من سيتولى السلطات الغير مذكورة في الدستور؟ وأيضا‬
‫السلطات التي لم تُذكر في هذا ”المشروع‪ “.‬والحقيقة انه ليس معروف من يستولها؟!! وهنا‬
‫أيضا سيقولون لك‪ :‬سيحدد دلك القانون!! وهنا سيكون مكمن الخطر‪ ،‬خصوصا عندما تقوم‬
‫الالمركزية على مبدئي – التفريع والتدبير الحر‪.‬‬

‫[مالحظة‪ :‬لالطالع على شرح أكثر في هذا الشأن‪ ،‬يُرجي الذهاب للملحق رقم (‪ )3‬بعنوان‪ :‬مقـارنـة "باب الحكم المحلي“‬
‫بين الدستور التونسي و"مشروع" مجموعة من أعضاء الهيئة‪:‬‬
‫)إساءة فهم‪ ..‬أم‪ُ ..‬مقارنة خاطئة)]‬
‫‪Page 59 of 148‬‬

‫ال ُمقترح البديل‬


‫لحل هذا إشكال "الحكم المحلي" أقترح استبدال الباب‬
‫(الموجود في مشروع الدستور) باآلتية‪:‬‬

‫الباب السادس‬
‫السلطة المحلية‬
‫[ لمعرفة المزيد من التفاصيل حول مفهوم السلطة المحلية أقرأ الملحق الرابع بعنوان‬
‫الســــلطة المحلية‪ :‬الخيار األنسب لتوزيع السلطات في الدولة]‬

‫المادة (‪)1‬‬
‫اإلدارة المحلية‬
‫تقسم دولة ليبيا إلى وحدات إدارية تسمي المحافظات وفقا للقانون الذي يصدر‬
‫في هذا الشأن‪ ،‬ويجوز أن تشكل فيها مجالس محلية ومجالس بلدية‪ ،‬ويحدد القانون‬
‫عدد وحدود ونطاق وسلطات هذه الوحدات كما ينظم هذه المجالس*‪.‬‬
‫(* المصدر‪ :‬المادة ‪ 176‬من دستور المملكة المعدل في ‪)1963‬‬

‫المادة (‪)2‬‬
‫السلطات االدارية‪ :‬السلطات الحصرية للحكومة المركزية‬
‫‪ .1‬التمثيل الدبلوماسي والقنصلي والتجاري‪ .‬وشؤون هيئة األمم المتحدة والوكاالت‬
‫المتخصصة‪ .‬واالشتراك في المؤتمرات والهيئات الدولية وجميع المسائل األخرى‬
‫المتعلقة بالشؤون الخارجية‪.‬‬
‫‪Page 60 of 148‬‬

‫‪ .2‬الشؤون المتعلقة بالحرب والسلم‪ .‬وعقد المعاهدات واالتفاقيات مع الدول األخرى وتنقيدها‪.‬‬

‫‪ .3‬تنظيم التبادل التجاري مع الدول االجنبية والقروض الخارجية‪.‬‬

‫‪ .4‬تنظيم امور الجنسية والتجنس واالقامة وحق اللجوء السياسي وإصدار جوازات السفر‬
‫والتأشيرات والمهاجرة الي ليبيا ومنها‪ .‬ودخول االجانب الي البالد وأقامتهم فيها‬
‫وإبعادهم عنها‪.‬‬

‫‪ .5‬تنظيم القوات المسلحة وإدارتها وتدريبها واالنفاق عليها واستخدامها‪ .‬وملكية الصناعات‬
‫الخاصة بالدفاع الوطني بأنواعها المختلفة وجميع الوسائل األخرى المتعلقة بالدفاع الوطني‪.‬‬

‫‪ .6‬الطاقة الدرية والمواد الالزمة إلنتاجها‪.‬‬

‫‪ .7‬االنترنت والبريد والتلغراف والتليفون واالتصال الالسلكي وغير ذلك من مسائل االتصال‬

‫‪ .8‬الطرق الوطنية والطرق التي تقرر الحكومة المركزية انها غير خاصة بمحافظة‬
‫أو بمنطقة معينة‪.‬‬

‫‪ .9‬تنظيم المصرف المركزي والنظام النقدي ونظام تصريف وإصدار وسك وطبع العملة‬
‫وتنظيم قيمتها وقيمة العمالت األجنبية والنظام التمويلي وسوق رؤوس األموال‬
‫وتحديد معايير الموازين والمقاييس‪.‬‬

‫‪ .10‬امالك الدولة‪ ،‬اكتسابها وادارتها والتصرف فيها‪.‬‬

‫‪ .11‬المحافظة على النظام واالمن الوطني في الدولة‬

‫‪ .12‬سياسات االقتصاد الكلي والسياسات التمويلية والضريبية للدولة ونظام الشركات‪.‬‬


‫والعمل على تشجيع االنتاج الزراعي والصناعي وضمان الحصول على‬
‫الموارد الغذائية الالزمة للبالد‪.‬‬
‫‪Page 61 of 148‬‬

‫‪ .13‬نظام التجارة الخارجية وتنظيم الجمارك وإدارتها وتنظيم االستيراد والتصدير‬

‫‪ .14‬ضربيه الدخل ووضع التشريعات من أجل ضمان التناسق واالنسجام بين‬


‫السلطات الضريبية المختلفة‪.‬‬

‫‪ .15‬نظام المالحة ونظام النقل الجوي والبري والبحري ذو الصفة الوطنية؛ والخطوط الجوية‬
‫واالتفاقات المتعلقة بها واالرصاد الجوي‪ ،‬وانشاء الموانئ والمطارات وتنظيم تحركات‬
‫الطائرات واالعمال الخاصة بإدارة المطارات وبنيتها التحتية‪.‬‬

‫‪ .16‬االحتكارات واالمتيازات‪.‬‬

‫‪ .17‬الثروات الموجودة في باطن االرض وفي البحار وفي السماء والتنقيب عنها واكتشافها‪.‬‬

‫‪ .18‬إحصاء السكان والتعدادات واإلحصائيات الوطنية‪.‬‬

‫‪ .19‬القانون المدني والتجاري وقانون العقوبات واالجراءات المدنية والجنائية والمحاماة‪.‬‬

‫‪ .20‬الملكيات االدبية والفنية والصناعية والمخترعات وتسجيلها والعالمات‬


‫الصناعية والتجارية‪.‬‬

‫‪ .21‬جميع المسائل الخاصة بعلم البالد والنشيد الوطني والعطالت الرسمية‪.‬‬

‫‪ .22‬إدارة وتنظيم نظام الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .23‬شؤون السياحة واالثار واالماكن االثرية والمتاحف واي مؤسسات أخرى‬


‫لها اهمية وطنية عامة‪.‬‬

‫‪ .24‬المحافظة على الصحة العامة وتنسيق االعمال الخاصة بها‪.‬‬

‫‪ .25‬شروط الترخيص بمزاولة مهنة الطب وغيرها من المهن الصحية‪.‬‬


‫‪Page 62 of 148‬‬

‫‪ .26‬إدارة سياسة الحدود من وجهة نظر متكاملة للبلد والمحافظة على األرض‬
‫والسيادة على كل المناطق‪.‬‬

‫‪ .27‬كل موضوع آخر يعتبره الدستور تابعا للسلطات المركزية‪.‬‬

‫‪ .28‬سن جميع القوانين التي تكون ضرورية ومناسبة لكي توضع السلطات‬
‫آنفة الذكر موضع التنفيذ‪.‬‬

‫المادة (‪)3‬‬
‫االختصاصات الممنوحة للمحافظات‬
‫‪ .1‬يسمح لكل محافظة ان يكون لها لوائحها الداخلية الخاص بها بشرط أن تتطابق مع أسس‬
‫الدولة وان ال تتعارض مع الدستور‪ .‬وفي حالة المالبسات يطبق القانون المركزي‪.‬‬

‫‪ .2‬تنظيم بلدياتها وهيئاتها المحلية وتقسـيمها اإلداري حسب هذا الدستور وحسب القوانين‬
‫المتعلقة بهذا االمر‪.‬‬

‫‪ .3‬تتكون حكومة وإدارة كل محافظة من محافظ ومجلس تشريعي للمحافظة‪.‬‬

‫‪ .4‬ييتم انتخاب المحافظ لمدة أربع سنوات بأغلبية المواطنين المقيميين في المحافظة‬
‫والذين يحق لهم االنتخاب‪.‬‬

‫‪ .5‬يمارس السلطة التشــريعية في كل محافظة مجلس المحافظة الذي يتكون من‬


‫عدد من االعضاء يمثلون سكان المحافظة والبلديات بشكل متناسب‪.‬‬
‫وللمجلس التشريعي للمحافظة الصالحيات التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬حق إصدار اللوائح والقرارات في ميادين اختصاص المحافظة‪.‬‬


‫‪Page 63 of 148‬‬

‫ب‪ .‬التصديق على قانون ميزانية المحافظة‪.‬‬

‫ت‪ .‬إدارة ممتلكاتها واستثمار وإدارة أموالها بما فيها المتأتية من تحويالت أو مساعدات‬
‫وإعانات خاصة من السلطة المركزية‪ ،‬وكذلك ما يُعين لها كحصة من الضرائب الوطنية‪.‬‬

‫جـ‪ .‬تنظيم وتحصيل ومراقبة وإدارة األنواع الضريبية والرسوم التي تفرضها المحافظة‪،‬‬
‫وبما ال يتعارض مع نصوص القوانين الوطنية‪.‬‬

‫حـ‪ .‬تنظيم الشرطة وتحديد المجاالت العائدة من هذه الخدمة للصالحية البلدية‪،‬‬
‫حسب التشريع الوطني‪.‬‬

‫خـ‪ .‬إنشاء وإدارة وتنظيم الخدمات العامة في المحافظة‪.‬‬

‫د‪ .‬إنشاء وصيانة وإدارة واستغالل الطرق البرية في داخل المحافظة‪.‬‬

‫هـ‪ .‬صيانة وإدارة الطرق البرية والموانئ والمطارات المستخدمة تجاريا‬


‫بالتنسيق مع الحكومة المركزية‪.‬‬

‫ع‪ .‬القيام باتخاذ ما ينبغي من تدابير لتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطات المركزية‪.‬‬

‫ل‪ .‬كل األمور األخرى التي يخولها الدستور وقوانين الدولة للمحافظات‪.‬‬

‫ك‪ .‬يستطيع البرلمان تخويل المحافظات مواضيع محددة من الصالحية الوطنية‬


‫بهدف تشجيع الالمركزية‪.‬‬

‫مـ‪ .‬يكون لكل محافظة هيئة رقابة تتمتع باسـتقالل ذاتي ووظيفي‪ .‬تمارس هذه الهيئة‬
‫رقابة نشاطات وأعمال وحماية ومراقبة مداخيل ونفقات وأمالك‬
‫المحافظة ووفقا للدسـتور والقانون‪.‬‬
‫‪Page 64 of 148‬‬

‫المادة (‪)4‬‬
‫السلطات المحظورة على المحافظات‬
‫‪ .1‬ال يجوز ألية محافظة أن تعقد أية معاهدة‪ ،‬أو أن تدخل في أي حلف أو اتحاد‪ ،‬أو تفرض‬
‫برد االعتداء واالستيالء على السفن والبضائع أو تسك عملة أو تصدر سندات حكومية‪ ،‬أو‬
‫تعتمد أي شيء خالف العملة المعتمدة من الدولة‪ ،‬أو تصدر أي قانون يقضي باإلدانة والعقوبة‬
‫بدون محاكمة‪ ،‬أو أي قانون جزائي ذي أثر رجعي‪ ،‬أو أي قانون ينقص من قوة التزامات‬
‫الدولة‪ ،‬أو تمنح أي لقب من ألقاب الشرف‪.‬‬

‫‪ .2‬ال يجوز ألية محافظة‪ ،‬دون موافقة البرلمان‪ ،‬أن تفرض أية رسوم‬
‫على الواردات أو عوائد الصادرات‪.‬‬

‫‪ .3‬ال يجوز ألية محافظة‪ ،‬دون موافقة البرلمان‪ ،‬أن تفرض أية رسوم على حمولة السفن‪ ،‬أو‬
‫تحتفظ بقوات عسكرية أوسفن حربية فيوقت السلم‪ ،‬أو تعقد أي اتفاق أو ميثاق معدولة أجنبية‪.‬‬

‫مواد أقترح أضافتها في باب االحكام االنتقالية‬


‫المادة ( )‬
‫نقسم دولة ليبيا الي محافظة (أنظر المقترحات المرفقة) ‪ ،‬ويمكن تقسيم كل محافظة الي‬
‫مجالس بلدية‪ .‬ويكون لكل محافظة الشخصية المعنوية في نطاق الوظائف التي يحددها‬
‫الدستور‪.‬‬

‫المادة ( )‬
‫يتم العمل بهذا التقسيم خالل العشر سنوات القادمة‪ ،‬ويجب إعادة النظر في هذا‬
‫التقسيم االداري بعد ذلك‪.‬‬
‫‪Page 65 of 148‬‬

‫أهم إشـكاليات‬
‫الباب الحادي عشـر‬
‫األحكام االنتقالية‬
‫‪Page 66 of 148‬‬

‫اقتراح بحذف مادة "حكم خاص بالمرأة"‬


‫المادة (‪)185‬‬
‫حكم خاص بالمرأة‬
‫يضمن أي نظام انتخابي تمثيل للمرأة بنسبة خمس وعشرين (‪ )25‬بالمائة‬
‫من مقاعد مجلس النواب والمجالس المحلية مدة دورتين انتخابيتين ‪،‬‬
‫مع مراعاة حق الترشح في االنتخابات العامة‪.‬‬

‫أسباب الحذف‬
‫عمان‪ ،‬الذي أنعقد‬
‫عرف بلقاء مدينة صاللة‪ ،‬بدولة ُ‬
‫‪ .1‬هذه المادة كانت نتاج ُمخرجات ما ُ‬
‫بتاريخ (من ‪ 03 / 18‬إلى ‪ ،)2016 / 04 / 04‬وكان وراء هذه المادة بعثة األمم‬
‫المتحدة لدعم ليبيا‪.‬‬
‫‪ .2‬وبالرغم من انني من حيت المبدأ لستُ ضد إعضاء المرأة حقوقها كاملة وبدون تحفظ‪،‬‬
‫وال فيود‪ ،‬وال شروط‪ ،‬ولكن يجب اال تكون بهذه األسلوب‪ .‬فهدة قضية يجب اال تذكر في‬
‫الدستور‪ ،‬وربما تكون قضية قانونية إذا توفر ما يبررها‪ .‬والغريب ان هذا النص يتعارض‬
‫ُمعارضة صريحة مع نص مادة (‪ )7‬المواطنة في هذا المشروع‪.‬‬

‫‪.3‬الحقيقة ان هناك الكثير من الضمانات في هذا المشروع‪ ،‬لحماية المرأة كمواطنة كغيرها‬
‫من المواطنين‪ .‬فعلى سبيل المثال هناك‪ ،‬في هذا المشروع‪ ،‬المادة (‪" )49‬دعم حقوق‬
‫المرأة" والتي تنص على‪" :‬تلتزم الدولة بدعم ورعاية المرأة‪ ،‬وسن القوانين التي تكفل‬
‫حمايتها‪ ،‬ورفع مكانتها في المجتمع‪ ،‬والقضاء على الثقافة السلبية‪ ،‬والعادات االجتماعية‬
‫التي تنتقص من كرامتها‪ ،‬وحظر التمييز ضدها‪ ،‬وضمان حقها في التمثيل في االنتخابات‬
‫‪Page 67 of 148‬‬

‫العامة‪ ،‬وإتاحة الفرص أمامها في المجاالت كافة‪ ،‬وتتخدد التدابير الالزمة‪ ،‬لعدم المساس‬
‫بحقوقها المكتسبة‪ ،‬ودعمها‪".‬‬
‫والسؤال الغريب والمهم هنا هو‪ ،‬لماذا تحديد نسبة ‪ %25‬وليس أكثر (أو أقل) من‬
‫ذلك‪ ،‬طالما أن المرأة تمثل أكثر من ‪ %50‬من عدد السكان في األغلبية العظمي من‬
‫الدول؟ وعلى أي أساس تم وضع هذه النسبة؟ ولماذا لم تلتزم الدول الديمقراطية‬
‫العريقة (وخصوصا امريكا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وفرنسا!) بهذه الكوتا؟ وهل نحن‬
‫أحسن من كل هذه الديمقراطيات العريقة في ضرورة إعطاء حصة (كوتا) للمرأة‬
‫في كل المؤسسات التشريعية؟ وهل فعال هذا هو األسلوب األحسن لتمكين المرأة‬
‫والدفع بها للمشاركة في العملية السياسية؟ وبنظرة سريعة لمشاركة المرأة في‬
‫الدول الديمقراطية نجد أن الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وبعد ‪ 225‬سنة من ممارسة‬
‫الديمقراطية‪ ،‬لم تصل فيها نسبة مشاركة المرأة في مجلس النواب (حتى عام ‪ )2015‬إال‬
‫إلى ‪( %19.3‬أي ‪ 84‬من ‪ )435‬من مجموع أعضاء مجلس النواب‪ .‬وفي مجلس الشيوخ‬
‫كانت النسبة ‪ %20‬فقط كلهن من الجنس األبيض‪ .‬أما في الدول الديمقراطية األخرى‪،‬‬
‫فرنسا مثال‪ ،‬وبعد أكثر من ‪ 225‬سنة من ممارسة الديمقراطية أيضا‪ ،‬لم تصل فيها نسبة‬
‫مشاركة المرأة في مجلس النواب (حتى عام ‪ )2014‬إال إلى ‪ ،%26.2‬وفي مجلس‬
‫الشيوخ فإن النسبة ‪ %25‬فقط‪ .‬ولعل الجدول (‪ )1‬التالي يعطي صورة واضحة‬
‫للمشاركة السياسية الفاعلة والقائمة على أسس ومبادئ المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص‬

‫فهل هذه الدول‪( ،‬أنظر‪ :‬الجدول (‪ ،))1‬هي دول فاشلة ديمقراطيا‪ ،‬ألنها ال تتطابق مع‬
‫نظام الحصة (الكوتا) للمرأة المنصوص عليها في الوثائق الدولية كما تقول البعثة؟‬
‫وبالرغم من أنها تمارس الديمقراطية لعشرات (بل بعضها لمئات) السنيين كأمريكا‪،‬‬
‫وفرنسا‪ ،‬وبريطانيا؟ أم أنها دول ال تؤمن بمبادئ المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص؟‬
‫‪Page 68 of 148‬‬

‫الجـدول (‪)1‬‬
‫نسبة النساء في المجالس النيابية – أمريكا واليابان وأوروبا‬
‫سـنة‬ ‫عدد عدد‬
‫الرقم‬ ‫الدولة‬ ‫‪ %‬النساء‬
‫النساء المقاعد االنتخابات‬
‫‪1‬‬ ‫بريطانيا‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪650‬‬ ‫‪191‬‬ ‫‪29.4%‬‬
‫‪2‬‬ ‫استراليا‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪26.7%‬‬
‫‪3‬‬ ‫فرنسا‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪151‬‬ ‫‪26.2%‬‬
‫‪4‬‬ ‫كندا‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪338‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪26.0%‬‬
‫‪5‬‬ ‫اليونان‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪19.7%‬‬
‫‪6‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪434‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪19.4%‬‬
‫‪8‬‬ ‫اندونيسيا‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪555‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪17.1%‬‬
‫‪9‬‬ ‫ايرلندا‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪16.3%‬‬
‫‪10‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪550‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪14.9%‬‬
‫‪11‬‬ ‫روسيا‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪450‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪13.6%‬‬
‫‪12‬‬ ‫الهند‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪543‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪12.0%‬‬
‫‪13‬‬ ‫هنغاريا‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪198‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10.1%‬‬
‫‪14‬‬ ‫اليابان‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪475‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪9.5%‬‬
‫‪15‬‬ ‫سويسرا‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6.2%‬‬
‫المصــدر‬
‫‪Women in national parliaments‬‬
‫‪http://www.ipu.org/wmn-e/classif.htm‬‬

‫ولكن تعالوا ننظر للقضية من منظور آخر هو‪ :‬هل يمكن االستنتاج أن الدول التي‬
‫تمارس نظام الكوتا (أو حصة ‪ %30‬على األقل)‪ ،‬والتي جلها من دول العالم الثالث‬
‫(أنظر الجدول ‪ )2‬هي دول أكثر ديمقراطية من الدول األوروبية؟ وبمعني آخر هل‬
‫رواندا وبوليفيا وكوربا هي دول أكثر ديمقراطية من أمريكا وفرنسا وبريطانيا في‬
‫‪Page 69 of 148‬‬

‫هذا الشأن؟ وأخيرا هل يمكن القول بأن المرأة في هذه الدول (الموجودة في الجدول ‪)2‬‬
‫قد تحصلت على كل حقوقها السياسية التي تُطالب بها وأصبحت متساوية مع الرجل‬
‫بالتمام والكمال؟ أنظر إلى الجدول (‪ )2‬وأحكم بنفسك‪.‬‬

‫الجـدول (‪)2‬‬
‫نسبة النساء في المجالس النيابية – دول العالم الثالث‬
‫سـنة‬ ‫عدد‬
‫الرقم‬ ‫الدولة‬ ‫عدد النساء‬ ‫‪ %‬النساء‬
‫االنتخابات‬ ‫المقاعد‬
‫‪1‬‬ ‫رواندا‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪63.8%‬‬
‫‪2‬‬ ‫بوليفيا‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪130‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪53.1%‬‬

‫‪3‬‬ ‫كوبا‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪612‬‬ ‫‪299‬‬ ‫‪48.9%‬‬


‫‪4‬‬ ‫سيشيل‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪43.8%‬‬
‫‪5‬‬ ‫السنغال‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪42.7%‬‬
‫‪6‬‬ ‫المكسيك‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪498‬‬ ‫‪211‬‬ ‫‪42.4%‬‬
‫‪7‬‬ ‫جنوب أفريقيا‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪42.0%‬‬
‫‪8‬‬ ‫أكوادور‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪41.6%‬‬
‫‪9‬‬ ‫ناميبيا‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪104‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪41.3%‬‬
‫‪10‬‬ ‫موزنبيق‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪250‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪39.6%‬‬

‫المصـدر‬
‫‪Women in national parliaments‬‬
‫‪http://www.ipu.org/wmn-e/classif.htm‬‬
‫‪Page 70 of 148‬‬

‫لعل من المناسب هنا أن اختم هذا البند بالتأكيد على ثالثة أمور مهمة‪:‬‬

‫(‪ )1‬حتى ال يعتقد البعض‪ ،‬أو يتهمني آخرون‪ ،‬بأنني ضد المشاركة الحقيقية والفاعلة للمرأة في‬
‫كل مناحي الحياة السياسية¸ أقول إنني أنظر للمرأة كمواطنة أوال‪ ،‬وكأي مواطن آخر في دولة‪.‬‬
‫وأن هذه المواطنة‪ ،‬في اعتقادي‪ ،‬تقوم بالدرجة األولي على أسس العدالة‪ ،‬والمساواة‪ ،‬وتكافؤ‬
‫الفرص‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فإنني أرفض كل أنواع التمييز والتهميش واإلقصاء ألي مواطن‪.‬‬

‫(‪ )2‬في اعتقادي ايضا‪ ،‬أن إعطاء حصة (أو كوتا) للمرأة‪ ،‬أو إلى أي ُمكون آخر في المجتمع‪،‬‬
‫لن يكون على المدى الطويل‪ُ ،‬مفيد ال للمرأة‪ ،‬وال ألي مواطن آخر‪ ،‬وال للدولة‪ ،‬وال للمجتمع‬
‫ككل‪ .‬وستكون الكوتا‪ ،‬األداة التي ستقضى على مبادئ المواطنة‪ ،‬والمساواة‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪،‬‬
‫وستستغلها األحزاب والتكتالت السياسية هذا الكوتا لتحقيق أهدافها الخاصة‪.‬‬

‫(‪ )3‬لعل من أهم سلبيات نظام الحصة (أو الكوتا) اآلتي‪:‬‬

‫(أ) المحاصصة آلية غير ديمقراطية‪ ،‬ألنها ال تعطي الناخبين الفرصة‬


‫الختيار من يعتقدوا أنها األنسب من بين المرشحين (نساء أو رجال)‪.‬‬

‫(ب) المحاصصة ضد مبدأ تكافؤ الفرص للجميع‪ ،‬حيث يتم منح المرأة‬
‫أفضلية على الرجل‪.‬‬

‫(جـ) المحاصصة تعطي انطباع سلبي على مقدرة المرأة‪ ،‬والنظر اليها وكأنها مواطن‬
‫غير قادر بذاتها على المشاركة الفاعلة في الدولة‪ ،‬ولهذا تجد العديد من النساء (في‬
‫الدول الديمقراطية) ال يرغبون في الحصول على المناصب لمجرد أنها امرأة‪.‬‬
‫وللتأكيد على هذه النقطة أقول‪ :‬هل نسي السياسيون والمفكرون العرب تجربة‬
‫"االتحاد االشتراكي العربي" وفكرة "تحالف قوي الشعب العاملة‪ "،‬التي أسسها‬
‫الرئيس جمال عبد الناصر‪ ،‬في مطلع الستينات من القرن الماضي‪ ،‬وال تزال مستمرة‬
‫‪Page 71 of 148‬‬

‫(بدرجة أو بأخرى) إلى اآلن‪ ،‬في البرلمان المصري‪ .‬لقد كانت فكرة االتحاد‬
‫االشتراكي تقوم على مبدأ التمثيل على أساس مكونات (أو قوى) الشعب العاملة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس أعطى عبد الناصر‪ ،‬عام ‪ ،1963‬نسبة ‪ %50‬كحصة من مقاعد‬
‫البرلمان للفالحين والعمال! والسؤال هنا‪ :‬ماذا حصل للفالحين والعمال بعد هذه التجربة‬
‫الطويلة (أي وإعطائهم هذا الحصة ألكثر من ‪ 60‬سنة؟ بمعني آخر‪ ،‬هل أصبح‬
‫موقف‪ ،‬الفالحين والعمال في مصر‪ ،‬السياسي واالقتصادي واالجتماعي اليوم‬
‫أحسن وأقوى من قبل الحصول على الكوتا؟ بالتأكيد‪ ،‬ال!‬

‫***‬
‫‪Page 72 of 148‬‬

‫أهم إشـكاليات‬
‫الباب الثاني عشـر‬
‫أحكام عامة‬
‫‪Page 73 of 148‬‬

‫أوال‪ :‬فيما يتعلق بإشكالية تعديل الدستور واجراءاته‬


‫نص المادة التي وردت في المشروع‪:‬‬
‫المادة (‪)195‬‬
‫تعديل الدستور واجراءاته‬
‫‪ .1‬ال يجوز تعديل أحكام هذا الدستور اال بعد انقضاء خمس سنوات من دخوله حيز النفاد‪.‬‬

‫‪ .2‬ال يجوز المساس بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة الثانية من هذا الدستور‪ ،‬وال بالمبدأ الذي‬
‫تقوم عليه المادة السادسة‪ ،‬وال بالمبادي المتعلقة بالتعددية السياسية‪ ،‬والتداول السلمي علي‬
‫السلطة‪ ،‬ووحدة التراب الوطني وسالمته‪ ،‬وال بالضمانات المتعلقة بالحقوق والحريات‪ ،‬إال‬
‫بغرض تعزيزها‪ ،‬وال بزيادة عدد دورات أو مدد رئاسة الجمهورية‪.‬‬

‫‪ .3‬يجوز لكل من رئيس الجمهورية‪ ،‬أو ثلث مجلس النواب‪ ،‬أو ثلث مجلس الشيوخ‬
‫طلب تعديل مادة‪ ،‬أو أكثر من مواد الدستور‪ ،‬على ان يتضمن الطلب المواد‬
‫المطلوب تعديلها واألسباب والمقترحات البديلة‪.‬‬

‫‪ .4‬يناقش طلب التعديل من المجلس المقدم اليه خالل مدة ال تتجاوز ثالثين يوما من‬
‫تاريخ تقديم الطلب‪ ،‬ويقر باألغلبية المطلقة ألعضائه المنتخبين‪ ،‬وفق نظام كل‬
‫مجلس‪ ،‬ويحال على المجلس اآلخر للموافقة عليه‪ ،‬أو رفضه خالل نفس الميعاد‪.‬‬

‫‪ .5‬في حالة الموافقة على التعديل‪ ،‬يعرض رئيس الجمهورية األمر على المحكمة الدستورية‪،‬‬
‫لرقابة صحة اإلجراءات‪ ،‬وجواز طلب التعديل خالل مدة ال تجاوز خمسة عشر يوما‪.‬‬

‫‪ .6‬عند إقرار المحكمة الدستورية صحة طلب التعديل‪ ،‬يعرض على الشعب في‬
‫استفتاء عام‪ ،‬ويُقر باألغلبية المطلقة لألصوات الصحيحة للمقترعين‪.‬‬

‫‪ .7‬عند رفض الطلب‪ ،‬ال يجوز عرضه مرة أخري خالل نفس دورة االنعقاد‪.‬‬
‫‪Page 74 of 148‬‬

‫بعض اإلشكاليات في هذه المادة‬


‫‪ .1‬اشتراط "ال يجوز تعديل أحكام هذا الدستور اال بعد انقضاء خمس سنوات‪ "،‬أمر‬
‫غريب وخطير جدا‪ .‬بمعني ماذا سيحدث لو حدت انسداد دستوري يتطلب إعادة‬
‫النظر وحل االشكال خالل هذه الخمس سنوات‪ .‬فمثال ماذا سيحدث لو تعدر‬
‫انتخاب أول رئيس للجمهورية [كما تنص المادة (‪ )183‬من هذا المشروع]‪.‬‬
‫وانتهت أيضا والية مستشار المحكمة العليا التي تستمر لسنة واحدة فقط؟!‬
‫فهل ستبقي الدولة بدون رئيس خالل الثالث سنوات الباقية‪،‬‬
‫قبل إمكانية تعديل الدستور!!‬

‫‪ .2‬الغريب في هذه المادة ايضا‪ ،‬هو اعتبار بعض فقراتها غير قابلة للتعديل‪،‬‬
‫مثل النص على أنه "ال يجوز المساس بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة‬
‫الثانية من هذا الدستور‪ "،‬و "ال بالمبدأ الذي تقوم عليه المادة السادسة‪"،‬‬
‫و "ال بالمبادي المتعلقة بالتعددية السياسية‪".‬‬

‫والسؤال هنا‪ :‬ما هي هذه المبادئ (الفوق دستورية) التي تقوم عليها هذه المواد؟‬
‫وما هي هذه المبادئ (الفوق دستورية) المتعلقة بالتعددية السياسية؟"‬

‫‪ .3‬الحقيقة ان عملية تعديل الدستور‪ ،‬يجب ان ال يكون للرئيس وال للسلطة التنفيذية‪،‬‬
‫أي دور فيها‪ .‬فهي عملية في العادة‪ ،‬تشترك فيها السلطة التشريعية للحكومة المركز‪،‬‬
‫مع سلطات االقاليم (او المناطق)‪ ،‬مع استفتاء الشعب‪ .‬وعليه فان أعطا دور للرئيس‬
‫في عملية تعديل الدستور هو أسلوب خطير ويشجع الرئاسة الستغالله‬
‫وتطويعه لتحقيق رغباته ورغبات حزبه او جماعته‪.‬‬
‫‪Page 75 of 148‬‬

‫ُمقترحات بديلة‬
‫لألسف لقد تقدمت للجان بخيارين (أي نصين) لتعديل هذه المادة ولكن تم رفضهما معا‪،‬‬
‫دون تقديم أي ُمبررات وال أسباب‪ ،‬وهذان النصان هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬النص االول ال ُمقترح لتعديل هذه المادة (‪ )195‬هو‪:‬‬

‫المادة ( )‬
‫تعديل الدستور واجراءاته‬
‫للبرلمان حق اقتراح تعديل أحكام هذا الدستور‪ .‬ويمكن اقتراح إدخال تعديالت عليه‬
‫بأغلبية ثلثي (‪ )2/3‬األصوات في كل من مجلسي البرلمان (مجلس النواب‬
‫ومجلس الشيوخ)‪ .‬ومن أجل أن يصبح تعديل ما‪ ،‬جزءا من الدستور‪،‬‬
‫ينبغي المصادقة عليه من قبل الشعب بأغلبية‬
‫ثالثة أرباع (‪ )3/4‬االصوات‪.‬‬

‫أو‬

‫النص الثاني ال ُمقترح لتعديل الدستور واجراءاته هو‪:‬‬


‫لبرلمان حق اقتراح تعديل أحكام هذا الدستور‪ .‬ويمكن اقتراح إدخال تعديالت عليه‪،‬‬
‫بأغلبية ثلثي (‪ )2/3‬األصوات في كل من مجلسي البرلمان (مجلس النواب‬
‫ومجلس الشيوخ)‪ .‬ومن أجل أن يصبح تعديل ما‪ ،‬جزءا من الدستور‪،‬‬
‫ينبغي المصادقة عليه من قبل االغلبية المطلقة من االصوات في‬
‫مجالس المحافظات في ثالثة أرباع (‪ )3/4‬المحافظات‪.‬‬
‫‪Page 76 of 148‬‬

‫بعض ُمبررات استبدال المادة (‪ )195‬ل ُمقترح مشروع الدستور‬


‫بأحد الخيارين المذكوران أعاله هي اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬يجب اال يكون لرئيس الدولة أي دور في عملية تعديل الدستور‪ ،‬حتى ال ت ُسيس‬
‫القضايا الدستورية‪ ،‬وحتى ال يستطيع توظيفها لخدمة أغراضه الخاصة كما‬
‫حدث في كثير من الدول‪ ،‬وخصوصا دول العالم الثالث‬

‫‪ .2‬يجب ان تقتصر هذه العملية الدستورية على الحكومة المركزية‪ُ ،‬متجسدة‬


‫في البرلمان من جهة‪ ،‬ومن خالل سلطات المحافظات او الواليات‪،‬‬
‫وخيارات الشعب من جهة آخري‪.‬‬

‫***‬
‫‪Page 77 of 148‬‬

‫ثانيا‪ :‬ثالث مواد أقترح أضافتها لمشروع الدستور‬


‫المادة ( )‬

‫سـحب الثقة (او آلية العزل)‬


‫‪ .1‬كل المناصب والهيئات التي تنتخب شعبيا يمكن عزلها‪.‬‬

‫‪ .2‬بعد مرور نصف المدة التي انتخب من أجلها المسؤول‪ ،‬يمكن لعدد ال يقل عن عشرين في‬
‫المائة من الناخبين المقيدين في الدائرة المختصة أن يطلب الدعوة الستفتاء إللغاء تفويضه‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا صوت لصالح اإللغاء عدد يساوي أو يزيد عن عدد الناخبين الذين انتخبوا المسؤول‪،‬‬
‫بشرط أن يشارك في االستفتاء عدد يساوي أو يزيد عن خمسة وعشرين في المائة‬
‫من عدد الناخبين المسجلين‪ ،‬يعتبر تفويضه ال غيا وتتم فورا إجراءات تغطية‬
‫الغياب المطلق حسب ما هو مقرر في هذا الدستور وفي القانون‪.‬‬

‫‪ .4‬ال يمكن خالل المدة التي انتخب من أجلها المسؤول إجراء أكثر‬
‫من طلب واحد إللغاء تفويضه‪.‬‬

‫‪ .5‬ال يمكن القيام بأكثر من استفتاء إلغائي لنفس الموضوع في نفس الفترة التشريعية‪.‬‬

‫ُمبررات إضافة هذه المادة‬


‫الحقيقة ال ُمرة إن كل الذين يمارسون السياسة في الوطن العربي (إال من رحم ربى) ولألسف‬
‫الشديد‪ ،‬ال يؤمنون بما يمكن ان أطلق عليه "قانون الجاذبية السياسية"‪ .‬بمعنى أنه كلما يصعد‬
‫السياسي العربي إلى أعلى في السلم الوظيفي‪ ،‬كلما رفض النزول إلى أسفل أو االستقالة‪.‬‬
‫‪Page 78 of 148‬‬

‫والحقيقة انه لن ينزل إال بالموت الطبيعي‪ ،‬كما حدت للملك فهد‪ ،‬والملك حسين‪ ،‬والملك‬
‫الحسن‪ .‬أو باالغتيال‪ ،‬كما حدث للرئيس السادات‪ ،‬والملك فيصل‪ .‬أو بالجنون كما حدث‬
‫للرئيس بورقيبة‪ .‬أو بالشنق‪ ،‬كما حدث لصدام حسين‪ .‬أو بالثورة‪ ،‬كما حدث للقذافي‪ ،‬وابن‬
‫علي‪ ،‬ومبارك أو باالنقالب‪ ،‬كما حدث ألغلب الحكام العرب‪ .‬وعليه البد من وجود آليات‬
‫تساعد المواطنين للتخلص من كل سياسي انتخبوه لمهمة ما‪( ،‬أنظر المادة التي حاولت تقديمها‬
‫في هذا الشأن في آخر هذه ال ُمقترحات‪ ،‬ولكنها ولألسف الشديد تم رفضها من قبل كل اللجان)‬
‫دون تقديم ُمبررات‪ .‬ولعل السبب من أضافة هذه المادة هو انها‪ ،‬ستجعل كل مسئول يعلم جيدا‬
‫بان المواطنين‪ ،‬الذين اختاروه‪ ،‬وانتخبوه‪ ،‬لديهم اآلليات الدستورية والقانونية التي تمكنهم من‬
‫سحب الثقة منه‪ ،‬متي شاءوا‪ ،‬وباآللية التي تحددها هذه المادة‪.‬‬

‫‪.....................‬‬

‫مادة ( )‬
‫االحصاء السكان‬
‫تقوم الدولة بإجراء احصاء سكاني خالل سنة بعد انعقاد اول اجتماع للبرلمان‪.‬‬
‫وبعد ذلك يجب ان تقوم الدول بإحصاء للسكان كل فترة عشر (‪ )10‬سنوات‬
‫الحقة وذلك بالكيفية التي يحددها القانون‪.‬‬

‫ُمبررات إضافة هذه المادة‬


‫الحقيقة ان أسباب أضافة هذه المادة عديدة لعل من أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬هل يعقل ان تجد دولة تتحدث عن التخطيط االستراتيجي‪ ،‬والتنمية‪ ،‬وتوزيع ثروتها‪ ،‬وهي‬
‫ال تملك قاعدة بيانات دقيقة‪ ،‬وعلمية‪ ،‬وال تعرف حتى عدد سكانها‪ ،‬وال مكونات شعبها‪.‬‬
‫‪Page 79 of 148‬‬

‫‪ .2‬وضع هذه القضية في الدستور سيلزم كل السلطات في الدولة علي أخد هذا الموضوع‬
‫المهم والخطير بمحمل الجدّ واالهمية‪.‬‬

‫‪ .3‬جعل القيام بهذا الموضوع (االحصاء) كل عشر (‪ )10‬سنوات‪ ،‬حتى تتمكن الدولة من‬
‫وضع خطط خماسية وعشارية‪ ،‬ويعرف كل جيل ما له وما عليه‪.‬‬
‫‪..........................................‬‬

‫المادة ( )‬
‫علوية القانون‬
‫علوية القانون أساس الحكم‪ ،‬وهذا الدستور هو القانون األعلى للدولة‪،‬‬
‫وتلتزم السلطات العامة‪ ،‬والمؤسسات‪ ،‬واألشخاص الطبيعيون‪،‬‬
‫واالعتباريون‪ ،‬بالخضوع له‪ ،‬ويعد باطال‬
‫كل ما يصدر بالمخالفة ألحكامه‪.‬‬

‫ُمبررات إضافة هذه المادة‬


‫مبدأ علوية القانون يجب ان يكون جزء ال يتجزأ من الدستور‪ ،‬حتى نستطيع ان نحقق وحدة‬
‫الدولة والمحافظة عليها‪ .‬ومبدأ علوية القانون ينص على أن الدستور هو القانون األعلى في‬
‫الدولة‪ ،‬ويكون بذلك أهم ضامن لالتحاد الوطني‪ ،‬وتعزيز السلطات‪ .‬وبمعني آخر يؤكد هذا‬
‫المبدأ‪ ،‬أن الدستور‪ ،‬والمعاهدات الدولة‪ ،‬والقوانين‪ ،‬لها األسبقية على أي تشريعات ولوائح‬
‫السلطات المحلية‪ ،‬وعلى جميع القضاة في الدولة االلتزام بهذا المبدأ في محاكمهم‪ .‬بمعني آخر‪،‬‬
‫أن احترام مبدأ علوية القوانين يعني بالدرجة االولي احترام الهرم التشريعي في الدولة‪ ،‬أي‬
‫ترتيب واحترام القواعد القانونية من األعلى الي األدنى‪ ،‬وفقا لقوتها القانونية‪ .‬ويشمل الهرم‬
‫التشريعي ال ُمتعارف عليه‪ ،‬الدستور‪ ،‬ثم المعاهدات الدولية‪ ،‬ثم القانون‪ ،‬ثم اللوائح‪.‬‬
‫‪Page 80 of 148‬‬

‫إشـكالية المقدمـة‬
‫‪Page 81 of 148‬‬

‫فيما يتعلق بإشكالية المقدمة‬


‫مقدمة أم ديباجة‬
‫فيما يتعلق بإعداد مقترح ديباجة الدستور‪ ،‬وضعت الالئحة الداخلية للهيئة التأسيسية شروط‬
‫وضوابط محددة إلعدادها‪ .‬فقد نصت المادة (‪ )80‬من الالئحة الداخلية على ان‪:‬‬

‫"تشكل لجنة فنية إلعداد مقترح ديباجة الدستور من أعضاء الهيئة بموافقة ثلثي أعضاء الهيئة‪.‬‬
‫وذلك عند االنتهاء من أبواب الدستور وفصوله ومواده‪ .‬ويعرض المقترح على الهيئة للموافقة‬
‫عليه باألغلبية المقررة باعتباره مادة دستورية‪".‬‬

‫بالر ُ‬
‫غم من وضوح هذه المادة والشروط التي وضعها إلعداد الديباجة‪ ،‬اال ان أعضاء لجنة‬
‫العمل قاموا بتجاهل هذا النص وسعوا الي تمرير نصهم‪ ،‬من خالل المجموعة التي ذهبت‬
‫عمان! وقد نص ُمقترح لجنة العمل الثانية خالفا لالئحة الداخلية‬
‫الي مدينة صاللة‪ ،‬بدولة ُ‬
‫على اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬نص ُمقترح لجنة العمل الثانية‪:‬‬

‫الـديبـاجـة‬
‫تأسيسا على قيم ديننا الحنيف‪ ،‬واهتداء بكفاح الليبيين ضد االستعمار والديكتاتورية‪،‬‬
‫ومنعا للعودة لهما تحت أي صورة كانت‪ ،‬واستحضارا للتجارب المريرة التي مرت بها‬
‫البالد والتي انتهكت فيها الحقوق والحريات‪ ،‬ووفاء لما قدمه الليبيون في الماضي والحاضر‬
‫من شهداء أبرار وتضحيات جسام من أجل االستقالل والتحرر من الظلم واالستبداد‪،‬‬
‫وانتصارا لكافة المظلومين‪ ،‬ومن أجل المضي قدما نحو الحرية والسالم والحفاظ على‬
‫وحدة البالد والقطيعة التامة مع حكم الفرد ومن أجل بناء دولة القانون وتحقيق النمو‬
‫‪Page 82 of 148‬‬

‫االجتماعي واالقتصادي وتأسيس مجتمع قائم على المواطنة والتداول السلمي على السلطة‬
‫والحكم الرشيد والتكافل والعدالة والمساواة بين الليبيين‪ ،‬وتواصال مع تأسيس الدولة الليبية‬
‫سنة ‪ 1951‬م من الواليــات الثـالث (برقة وطرابلس وفزان) ثم انتقالها إلي دولة موحدة‬
‫اعتبارا من سنة ‪1963‬م وتطلعا للتعاون مع شعوب العالم على أساس مبادئ المساواة‬
‫والمصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية فإننا وقد فتح هللا لنا بفضله أفاقا رحبة لبناء‬
‫دولة القانون والمؤسسات‪ ،‬نحن الشعب الليبي بعد باسم هللا الرحمن الرحيم وبالصالة‬
‫على نبينا محمد صلوات هللا وسالمه عليه سيد المرسلين نقر هذا الدستور‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫مالحظة‪:‬‬
‫لقد تم تبني هذا النص لألسف الشديد دون احترام اللوائح واإلجراءات التي تم االتفاق عليها فيما يخص‬
‫صياغة الديباجة! ليس هذا فقط‪ ،‬بل ودون تقديم ُمبررات وال أسباب لتعليل القيام بذلك! ليس هذا فقط‪،‬‬
‫بل رفضوا تقديم األسباب التي دفعتهم لرفض كل المقترحات اآلخرين التي جاءتهم من األعضاء ومن‬
‫خارج الهيئة! فعلي سبيل المثال لقد تقدمت شخصيا للجنة العمل االولي والثانية بمقترح ُمسبب في‬
‫هذا الخصوص ولم نستلم منهم أي تبرير للرفض!‬

‫‪ .2‬النص المقترح الذي تقدمت به للجنة العمل الثانية‪:‬‬

‫المقدمة‬
‫استجابة ألوامر هللا مالك ال ُملك‪ ..‬وتفييدا لرغبة الشعب‪ ..‬وإيمانا بثورة السابع عشر من‬
‫فبراير ‪ 2011‬الموافق ‪ 14‬ربيع األول ‪ 1432‬التي قادها شعبنا الليبي بكل شرائحه ومكوناته‬
‫االجتماعية وفي كل ربوع الوطن‪ ،‬واستجابة لرغبته وتطلعاته في ارساء قواعد الحق والعدل‬
‫والحرية والسالم‪ ..‬وتطلعا لتأسيس دوله مدنية عصرية ُمسلمة‪ ،‬تسمو فيها الشريعة ويحكم فيها‬
‫القانون‪ ،‬ويسود فيها العدل‪ ،‬ويعم فيها السالم واالمن واالمان‪ ..‬وتجسيدا للوحدة الوطنية‪..‬‬
‫وسعيا نحو ايجاد دولة نموذجية تنعم باالستقرار‪ ،‬والطمأنينة‪ ،‬وتضمن الحرية‪ ..‬وترعى الرقى‬
‫‪Page 83 of 148‬‬

‫العلمي‪ ،‬والنمو االقتصادي‪ ،‬وتحافظ على النسيج االجتماعي‪ ،‬وتعتز بال ُمكون الثقافي‪،‬‬
‫واللغوي‪ ،‬في كل ربوع الوطن‪ ..‬وانطالقا من كل ذلك‪ ..‬وبعد االتكال على هللا الواحد القهار‪..‬‬
‫نحن ممثلي الشعب الليبي من كل مناطقة ومدنه وقراه المجتمعين‪ ..‬بمدينة البيضاء في‬
‫هيئة تأسيسية لصياغة تقدمنا بمشروع دستور للشعب الليبي الذي أقره في استفتاء عام‪.‬‬
‫وهللا على ما نقول ونعمل شهيد‪.‬‬

‫مبررات واسباب‪:‬‬
‫‪ .1‬بداية البد من لفت االنتباه هنا‪ ،‬الى الفرق بين مصطلحات "المقدمة" و"الديباجة"‬
‫و"وثيقة إعالن الدستور‪ ".‬فقد فرق فقهاء الدستور بين هذه المصطلحات واختلفوا في معنى‬
‫ودور كل منها‪ ،‬في وظيفة الوثيقة الدستورية‪ .‬فبينما تتضمن المقدمة في العادة مبادى عامة‬
‫يستوجبها الدستور‪ ،‬ويسير عليها‪ .‬تكون الديباجة مجرد كالم عام على درجة كبيرة من‬
‫الحماس والبالغة‪ .‬وفى العادة ال تتضمن الديباجة مبادى عامة وملزمة للدولة‪ .‬وانطالقا من‬
‫هذا الفهم فإنني أقترح ان يتضمن هذا المشروع "مقدمة" وليس "ديباجة‪ ".‬وان يكون هذه‬
‫المقدمة ذات قيمة قانونية ومعنوية‪ .‬ويجب ان نعتبرها تعبيرا على إرادة الشعب‪ ،‬ومدى إيمانه‬
‫بأصول الحكم التي ينص عليها الدستور‪ .‬وأن يتم اعتبارها أيضا‪ ،‬برامج عمل‪ ،‬يجب على‬
‫السلطات والنخب الحاكمة القيام به‪.‬‬

‫‪ .2‬ان اإلشارة في هذه المقدمة الي ثورة السابع عشر من فبراير‪ ،‬كحدث عظيم في تاريخ‬
‫الشعب الليبي [والذي تجاهلته قصدا‪ ،‬ديباجة لجنة العمل الثانية]‪ ،‬هو أمر ضروري ومهم‪.‬‬
‫وفي اعتقادي ان الرفض المقصود‪ ،‬لذكر هذا الحدت التاريخي العظيم في الديباجة التي‬
‫اقترحوها في مشروعهم‪ ،‬هو خطاء ال يمكن التغاضي عنه‪ ،‬وال يمكن القبول به‪ ،‬وذلك ألسباب‬
‫عديدة لعل من أهمها‪( :‬أ) إن ثورة ‪ 17‬فبراير "حدت عظيم" بإجماع الراي العام العالمي‪ ،‬فال‬
‫يمكن نكرانه‪ ،‬أو تجاهله‪ ،‬اال من أنسان جاحد أو ال يؤمن بها‪( .‬ب) يجب على القاري الكريم ان‬
‫‪Page 84 of 148‬‬

‫يعي بأن الثورات عموما يجب اال ترتبط بما سياتي بعدها من نتائج سلبية‪ .‬فالثورات كأحداث‬
‫ال تُلغى بالنتائج التي تأتى بعدها‪ ،‬واال فال يمكن االشارة أو الحديث عن أي ثورة حقيقية في‬
‫العالم عبر التاريخ‪ ،‬وذلك الن كل الثورات العظيمة‪ ،‬نتج عنها الكثير من الفوضى والعنف‬
‫والتخبط في أتخاد القرارات‪ ،‬وحاول سرقتها واستغاللها الكثيرين من االنتهازيين‪ ،‬وخصوصا‬
‫في السنوات االولي من حدوتها‪ .‬وعليه فالبد من الفصل بين الثورة كـ "حدث عظيم‪ "،‬خلصتنا‬
‫من الظلم والقهر واالستعباد‪ ،‬وبين النتائج التي نتجت عنها‪ .‬وعليه فالبد من إدانة كل ما هو‬
‫سلبي وانتقاد كل ما هو خطاء‪ ،‬ومحاسبة كل من أجرم‪ ،‬وأفسد بعد الثورة‪ ،‬والبد من المناداة‬
‫بتطبيق مبدأ "من أين لك هذا؟" مع كل الثوار‪ ،‬والسياسيين‪ ،‬ورجال األعمال‪ ،‬من يوم ‪11‬‬
‫فبراير ‪ 2011‬الي يومنا هذا‪ ،‬ولكن وفي نفس الوقت‪ ،‬يجب تقدير وذكر كل ما هو حسن‪،‬‬
‫وعظيم‪ ،‬وإيجابي‪ .‬وبعد أسبوع من تقديم مقترحي الذي ُرفضته اللجنة‪ ،‬تقدمت ب ُمقترح آخر‪،‬‬
‫لتقريب وجهات النظر بين "الديباجة" ال ُمقترحة فيالمشروع‪ ،‬و"المقدمة" التي تقدمت بها‬
‫أعاله‪:‬‬

‫ال ُمقترح البديل‬


‫مقـدمـة‬
‫تأسيسا على قيم ديننا الحنيف‪ ،‬واهتداء بكفاح شعبنا ضد االستعمار والديكتاتورية‪ ،‬وتنفيذا‬
‫إلرادته ‪ ،‬ووفاء لما قدمه من شهداء أبرار وتضحيات جسام من أجل االستقالل والتحرر من‬
‫الظلم واالستبداد‪ ...،‬واستجابة لرغبته وتطلعاته في ارساء قواعد الحق والعدل والحرية‪،‬‬
‫وتطلعا لتأسيس دوله مدنية ديمقراطية عصرية‪ ،‬تقوم علي اسس التعددية‪ ،‬والقانون‪،‬‬
‫والمواطنة‪ ،‬والتداول السلمي على السلطة‪ ،‬والمساواة‪ ،‬وتكافؤ الفرص‪ ،‬وترعى الرقى العلمي‪،‬‬
‫والنمو االقتصادي‪ ،‬وتحافظ علي النسيج االجتماعي‪ ،‬وتعتز بكل ُمكوناتها العرقية والثقافية‬
‫‪Page 85 of 148‬‬

‫واللغوية‪ ،‬وتتطلع للتعاون مع شعوب العالم على أساس مبادئ السالم والحياد والمصالح‬
‫المتبادلة واحترام السيادة الوطنية‪ .‬وبعد االتكال على هللا مالك الملك‪ ،‬نحن ممثلي الشعب من‬
‫كل مناطقة ومدنه وقراه‪ ،‬نقر هذا الدستور‪ ،‬وهللا على ما نفول ونعمل شهيد‪.‬‬

‫بعد كل ذلك‪ ،‬كانت المفاجئة للجميع‪ ،‬بان قامت لجنة التوافقات بتقديم مقترح مشروعها‬
‫بدون مقدمة وال ديباجة؟!وذكرت بذال من ذلك العبارة التالية‪:‬‬

‫قر هذا الدستور‪".‬‬


‫"نحن – أبناء الشعب الليبي الليبيين والليبيات – ن ّ‬

‫فما هي القيمة الدستورية لهذه العبارة؟!‬


‫‪Page 86 of 148‬‬

‫ما هو الحـل لهذه اإلشكاليات؟‬


‫بعد هذا العرض ال ُمختصر الهم اإلشكاليات الدستورية في هذا المشروع‪،‬‬
‫قد يسأل سائل فيقول‪:‬‬
‫ما هو الحل لهذه اإلشكاليات؟‬
‫في اعتقادي‪ ،‬تستطيع هيئة صياغة مشروع الدستور – في شهر واحد ‪ -‬مراجعة وتنقيح‬
‫عملها والوصول الي نتائج يقبل بها الجميع‪ ،‬وذلك عن طريق التداول والنقاش العلني والمفتوح‬
‫حول اإلشكالية الدستورية العالقة في هذا المشروع ال ُمعيب‪ .‬وأنا على يقين بأنه يمكن تحقيق‬
‫ذلك بإتباع الخطوات اآلتية‪:‬‬

‫ضرورة تشكيل "لجنة تحكيم وطنية ُمحايدة‪ "،‬يتكون أعضائها من شخصيات وطنية نزيهة‬
‫ومستقلة‪ ،‬ويكون عملها االساسي والوحيد [وفي مدة ال تتجاوز الشهرين] ُمنحصر في‬
‫الثالث خطوات االتية‪:‬‬

‫الخطوة األولي‬

‫يتم فيها اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬حصر المواد التي يعترض عليها األعضاء المعارضين لمشروع الدستور‪ ،‬وبشرط‬
‫أن تتم هذه العملية في مدة ال تزيد عن سبع أيام من تاريخ اختيار هذه اللجنة‪.‬‬
‫‪ .2‬يتم االستماع لكل األطراف ‪ --‬المؤيدين والمعارضين لهذه المواد الخالفية‪.‬‬
‫‪ .3‬ضرورة تخصيص وقت محدد لنقاش هذه اإلشكاليات – على أن يخصص ساعة‬
‫لنقاش كل إشكالية‪ ،‬بشرط أن يوزع الوقت بالتساوي بين المؤيدين والمعارضين‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب أن يكون النقاش عالنيا‪ ،‬وأن يتم إعالنه في وسائل اإلعالم المختلقة لنقله محطات‬
‫الراديو وعلى القنوات الفضائية‪ .‬بمعني يجب أن يكون هذا النقاش بين األطراف‬
‫‪Page 87 of 148‬‬

‫مفتوح ومنقول على الهواء‪ ،‬حتى يتعرف المواطنين‪ ،‬في كل ربوع الوطن‪ ،‬على‬
‫نقاط االختالف في هذا المشروع والحلول المطروحة للتعامل مع كل منها‪.‬‬
‫‪ .5‬بعد االستماع إلى وجهات النظر المختلفة‪ ،‬تقوم لجنة التحكيم بالفصل في هذه‬
‫المواد الخالفية‪ ،‬ويشترط أن تتخذ قراراتها باألجماع‪.‬‬
‫‪ .6‬ضرورة اعتبار حكم لجنة التحكيم نهائي وال ُملزم لجميع األطراف‪.‬‬

‫الخطوة الثانية‬
‫بعد االنتهاء من الخطوة االولي‪ ،‬يتم الرجوع لما نص عليه دستور ‪ 1951‬فيما يتعلق‬
‫باإلشكاليات ال ُمتبقية‪ .‬بمعني في حالة عدم مقدرة لجنة التحكيم للوصول إلى أجماع بين‬
‫أعضائها حول بعض اإلشكاليات‪ ،‬تقوم هذه اللجنة بالرجوع إلى ما ينص عليه دستور ‪1951‬م‬
‫فيما يتعلق بهذه المواد الخالفية الباقية‪ ،‬واعتبار ما ورد فيه هو الحل التوافقي والنهائي لهذه‬
‫اإلشكاليات‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة واألخيرة‬


‫في هذه الخطوة الثالثة واألخيرة‪ ،‬يتم الذهاب للشعب‪ ،‬للحكم وقول الكلمة األخير‪ ،‬فيما تبقي من‬
‫إشكاليات‪ .‬بمعني آخر‪ ،‬في حالة عدم مقدرة أعضاء لجنة التحكيم للوصول إلي إجماع بين‬
‫أعضائها حول بعض اإلشكاليات‪ ،‬وايضا عدم وجود حلول توافقية فيما نص عليه دستور‬
‫‪1951‬م‪ ،‬يتم الذهاب الي الشعب ما تبقى من إشكاليات لالستفتاء عليها‪ ،‬بمعني آخر يجب أن‬
‫يُترك األمر للشعب الختيار األصلح من بين الحلول (في صورة اقتراح واقتراح بديل)‪،‬‬
‫وعلي ان يتم ذلك خالل عملية االستفتاء العام على مشروع الدستور‪.‬‬

‫في تصوري هذه الخطوات العملية ستمكننا من حل اإلشكاليات العالقة‪ ،‬وسنقوم بإنجاز‬
‫المشروع الدستوري في أسرع وقت ممكن‪ ،‬وسيكون ذلك بأسلوب شفاف وعلني‪ ،‬وامام‬
‫مريء ومسمع الجميع‪.‬‬
‫‪Page 88 of 148‬‬

‫الخاتمة‬
‫لعله من المناسب ان أختم أهم مالحظاتي حول مشروع الدستور بتذكير القاري الكريم‬
‫بمجموعة من البديهيات والحقائق التي انطلقت منها في تحليالتي وانتقاداتي في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬لعل من أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أنا فخور جدا بدائرتي االنتخابية مصراته‪ ،‬التي كرمتني واختارتني أن أمتلها‬
‫في الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور‪ .‬وأدعو هللا عز وجل ان تكون‬
‫نتائجها النهائية ناجحة ولصالح الوطن والمواطن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬انطلت في عملي في هذه المؤسسة ومند اليوم األول من مبدئيين أساسيين هما‪:‬‬

‫(أ) انني ممثل عن ألهالينا في دائرتي االنتخابية ولست نائبا عنهم‪ ،‬وان الممثل مؤتمن‬
‫ويجب اال يضيع األمانة‪.‬‬

‫(ب) طالما انني وضعت في هذا المكان الريادي‪ ،‬فعليا ان نتذكر أن "الرائد ال يكذب أهله‪".‬‬

‫ثالثا‪ :‬علينا ان نتذكر جميعا بان الدولة هي فكرة "لقاء الفرقاء" من شعوب وقبائل وأفراد‪،‬‬
‫اختاروا العيش معا علي قطعة من االرض وفق ميثاق يطلقوا عليه اصطالحا "الدستور‪"،‬‬
‫الذي هو عبارة عن "عقد اجتماعي" يُعرف ويحدد العالقة بين الحاكم والمحكوم‪ ،‬ويُبين شكل‬
‫الدولة والسلطات ال ُمكونة لها‪ ،‬وهو من جهة أخري األساس لبناء أي دولة ديمقراطية‪ ،‬ومدنية‪،‬‬
‫وحديته‪ .‬وعليه فيجب اال يكون هذا الدستور مجرد وثيقة هدفها تحقيق مصالح سياسية أو‬
‫اقتصادية آنية‪ ،‬ويجب اال يكون أساس هذه الوثيقة الخوف ومجرد الهروب لألمام‪ .‬بمعني آخر‬
‫يجب اال يُسيس هذا االمر‪ ،‬والعمل على تسويقه للمواطنين على انه المنقذ من هذا الواقع‬
‫يمر به وطننا الجريح‪.‬‬
‫المأسوي والمحزن الذل ّ‬
‫‪Page 89 of 148‬‬

‫رابعا‪ :‬أنا على دراية كاملة برغبات أهالينا في التخلص من حاالت الدمار والفساد والفوضى‬
‫ي وأدرك جيدا ماذا يعني‬
‫الي نعيشها جميعا‪ ،‬وانا كطالب من طالب علم السياسة الواقعية أع ّ‬
‫كل ذلك‪ ،‬ولكن الواقعية السياسية التي أعرفها أنا ال تعني بأي حال من األحوال‪ ،‬االستسالم‬
‫لهذا الواقع التعيس‪ ،‬وال الي هذه الظروف الصعبة‪ ،‬التي نعيشها هذه االيام‪ ،‬وال للمساهمة‬
‫والعمل علي شرعنتها والقبول بها كأمر واقع‪ .‬وعليه فيجب ان يؤسس الدستور علي أسس‬
‫سليمة‪ ،‬ويجب ان يكون فعال دستور دائما وليس مجرد وثيقة إلنهاء المرحلة االنتقالية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬البد من التأكيد على انني ال أقصد بأن كل ما في مشروع الدستور المقترح ليس جيدا‬
‫ومرفوض‪ ،‬بل بالعكس تماما‪ ،‬ف ُجل ما فيه مقبول‪ ،‬وانما االعتراض على مجموعة محدودة من‬
‫المواد (والتي ال تزيد عن ‪ %12‬من مجموع مواد المشروع) التي أعتبرها إشــكاليـات‬
‫جوهرية البد من التعامل معها والسعي إليجاد توافقات حولها‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬ختاما وباختصار شديد – في اعتقادي المتواضع ‪-‬ان الدولة الدستورية التي يحلم بها‬
‫ُمعظم الليبيون هي‪:‬‬
‫دولة تُجمع‪...‬ال‪ ...‬تُفرق‪...‬‬
‫دولة ُمستقلة‪...‬ال‪ ...‬تابعة‪...‬‬
‫دولة جاذبة‪...‬ال‪ ...‬طاردة ‪...‬‬
‫دولة تُعلم‪...‬ال‪ ...‬تُجهل‪...‬‬
‫دولة مؤسسات‪...‬ال‪ ...‬قبائل وعائالت‪...‬‬
‫دولة تسمو فيها الشريعة‪ ..‬ويحكم فيها قانون‪.‬‬
‫وفوق هذا وذاك‪ ...‬دولة تقوم على االحترام‪ ..‬ال‪ ..‬على الخوف‬

‫وانا علي يقين بأنه اذا توفرت النوايا الصادقة‪ ،‬واألهداف الواضحة‪ ،‬واإلرادة القادرة‪،‬‬
‫والعمل الدؤوب‪ ،‬نستطيع تحقيق هذا الحلم‪ ،‬وبإذن هللا سنحقق أكثر ذلك‪...‬‬
‫‪Page 90 of 148‬‬

‫واخيرا ال تنسوا يا أحباب بان هذا مجرد اجتهاد أعتقد انه الصواب‪ ...‬فمن أتى باجتهاد أحسن‬
‫منه قبلناه ومن اتي باجتهاد يختلف عنه احترمناه‪ ...‬وبذلك أدعو هللا أن أكون قد وفقت ‪ ...‬في‬
‫المساهمة في إنجاح ثورتنا العظيمة المباركة‪ ،‬وبناء دولتنا الدستورية الثانية‪.‬‬

‫وهللا المستعان‪.‬‬

‫محمــد عبد الرحمــن بالرويـــن‬


‫ممثل دائرة مصراته في الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور‬
‫مدينة البيـضاء‪ ،‬دولة ليبيا‬
‫‪2018- 03 – 03‬‬
‫‪Page 91 of 148‬‬

‫مـالحــق‬
‫‪Page 92 of 148‬‬

‫ال ُملحق االول‬


‫االختصاص التشريعي لمجلس الشيوخ‬
‫(المواد ‪ 79 :‬و ‪)80‬‬
‫‪Page 93 of 148‬‬

‫المادة (‪)79‬‬
‫االختصاص التشريعي للمجلس‬
‫يتولى مجلس الشيوخ مراجعة القوانين التي يتوجب إحالتها إليه من‬
‫مجلس النواب إلقرارها أو التعديل فيها في المواضيع اآلتية‪:‬‬
‫‪.1‬النظام المالي للدولة‪.‬‬
‫‪ .2‬الحكم المحلي‪.‬‬
‫‪ .3‬الجنسية والهجرة‪.‬‬
‫‪ .4‬االنتخابات‪.‬‬
‫‪ .5‬الثروات الطبيعية والبيئة‪.‬‬
‫‪ .6‬مقترحات التعديالت الدستورية‪.‬‬

‫ولمجلس الشيوخ االستيضاح من الجهات المختصة بشأن أي مشروع يدخل في اختصاصه‬

‫المادة (‪)80‬‬
‫اختصاص المجلس بشأن بعض الوظائف‬
‫يتولى مجلس الشيوخ المصادقة على ترشيحات مجلس النواب بشأن الوظائف اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أعضاء المحكمة الدستورية‪.‬‬
‫‪ .2‬رؤساء وأعضاء إدارة الهيئات الدستورية المستقلة‪.‬‬
‫‪ .3‬محافظ مصرف ليبيا المركزي ونائبه‪.‬‬

‫وذلك وفق معايير االستحقاق والجدارة لتحقيق المصالح العليا للدولة خالل المدة‪،‬والشروط‬
‫التي يحددها القانون‪ ،‬ويصدر رئيس الجمهورية قرارا بتسميتهم‪.‬‬

‫***‬
‫‪Page 94 of 148‬‬

‫ال ُملحق الثاني‬


‫لعبة األرقام‪ ..‬وحتمية االنسداد الدستوري!‬
‫‪Page 95 of 148‬‬

‫لعبة األرقام‪ ..‬وحتمية االنسداد الدستوري!‬


‫د‪ .‬محمـد بالروين‬
‫[تم نشر هذه المقال في ليبيا المستقبل في ‪2017 – 04 – 28‬‬
‫‪] http://www.libya-al-mostakbal.org/95/22081‬‬

‫يقول السيدات والسادة أعضاء "كتلة الـ ‪ ،"9‬أحد تكتُالت ما كان يُعرف بـ "لجنة التوافقات"‬
‫في المادة (‪ )76‬من ُمقترحاتها اآلتي‪:‬‬

‫"يتألف مجلس الشيوخ من عدد ثمان وسبعين عضوا (‪ )78‬ينتخبون باالقتراع‬


‫العام الحر السري المباشر عن طريق االنتخاب الفردي‪ ،‬على أال يقل عمر‬
‫الناخب عن ثماني عشرة سنة ميالدية‪ .‬وألغراض تطبيق هذا النص‪،‬‬
‫توزع المقاعد بين المناطق االنتخابية الثالث وفق اآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬المنطقة االنتخابية الغربية (طرابلس) ‪ 32‬عضوا‪،‬‬
‫‪ .2‬المنطقة االنتخابية الشرقية (برقة) ‪26‬عضوا‪،‬‬
‫‪ .3‬المنطقة االنتخابية الجنوبية (فزان) ‪ 20‬عضوا‪.‬‬
‫على ان يشمل ذلك ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية بواقع‬
‫عضوين عن كل مكون‪ ،‬و يراعى التوزيع الجغرافي للمقاعد داخل‬
‫كل منطقة انتخابية‪ .‬وذلك كله وفق ما يحدده القانون‪".‬‬

‫الحقيقة ان هذا "ال ُمقترح" من السيدات والسادة األعضاء يُتير العديد من األسئلة واالستفسارات‬
‫التي ال يسع المجال للتعاطي مع جميعها في هذه المساحة المحدودة‪ .‬ولعل من المناسب ان‬
‫يقتصر حديتي هنا على إشكاليات ثالث هي (‪ )1‬ما يمكن ان أطلق عليه بـ "اإلشكالية‬
‫العددية؟!" (‪)2‬إشكالية الدوائر االنتخابية‪ ،‬و(‪)3‬إشكالية أتخاد القرار‪.‬‬
‫‪Page 96 of 148‬‬

‫أوال‪ :‬اإلشكالية العددية‬


‫بمعني على أي أساس قام هؤالء السيدات والسادة باختيار هذه األرقام؟! واذا كانوا قد‬
‫استخدموا ما يُعرف بـ "االنحراف المعياري" ‪ ،‬فالسؤال هنا‪ :‬ما هو "المتوسط العددي" الذي‬
‫انطلقوا منه في حسابهم لهذه االنحرافات؟ وكيف تم اختيار ذلك؟ وما هي درجة "االنحراف‬
‫المعياري" التي تم أستخدمها‪ ،‬ولماذا؟ وما هي أسبابهم ومبرراتهم للقيام بكل ذلك؟ وهل فعال‬
‫ان هذه االرقام التي تم اختيارها تساوي قيمتها الحقيقية؟‬

‫من منظور آخر وطالما ان مجلس الشيوخ يمثل الجغرافيا‪ ،‬فلماذا تم رفض الرجوع‬
‫(كحل مؤقت على األقل) الي نظام العشر (‪ )10‬محافظات (بدال من الثالث أقاليم) الذي تم‬
‫ت ُ‬
‫طبيقه في ليبيا من ‪ 1963‬الي بداية التسعينات؟ أو الرجوع الي نظام الــ أثنين والثالثين (‪)32‬‬
‫شعبية الذي تم ت ُ‬
‫طبقه في ليبيا من ‪ 2001‬الي ‪ ، 2007‬أو الرجوع الي نظام الــ أثنين والعشرين‬
‫(‪ )22‬شعبية الذي تم ت ُ‬
‫طبقه في ليبيا من ‪ 2007‬الي ‪.2011‬وعلى ان يكون توزيع المقاعد في‬
‫مجلس الشيوخ متساوي بين هذه المحافظات أو الشعبيات؟! أليس هذا أسهل وأحسن وأعدل من‬
‫تطبيق أسلوب االنحراف المعياري بطريقة عشوائه وغير كاملة!!!‬

‫الغريب فيما تقدم به السيدات والسادة أعضاء هذه الكتلة‪ ،‬انهم لم يقدموا لنا أي " ُمذكرة‬
‫شارحة" ل ُمبرراتهم وأسبابهم في اختيارهم لهذه األرقام والتصنيفات وعدد الدوائر‬
‫االنتخابية!!! واالغرب من كل ذلك هو عدم معرفة االسباب التي على أساسها قاموا برفض‬
‫المقترحات اآلخرة التي قُدمت لهم من زمالئهم أعضاء الهيئة من خارج لجنتهم؟!‬

‫ثانيا‪ :‬إشكالية الدوائر االنتخابية‬


‫أما االشكالية الثانية التي يجب على أعضاء هذه الكتلة شرحها وتبريرها للمواطن الكريم هي‪:‬‬
‫ما هو المقصود بــ "المناطق االنتخابية" التي تتحدث عليها هذه المادة؟! بمعني هل يقصد‬
‫هؤالء السيدات والسادة بالمناطق االنتخابية الثالث –طرابلس‪ ،‬وبرقة‪ ،‬وفزان‪ .‬أي المناطق‬
‫‪Page 97 of 148‬‬

‫التاريخية الثالث التي كانت موجودة قبل تعديل دستور المملكة عام ‪1963‬؟ والتي كانت‬
‫حدودها كاآلتي‪:‬‬

‫(خارطة المناطق التاريخية الثالث قبل ‪)1963‬‬

‫أم انهم يقصدون بها المناطق االنتخابية الثالث ‪ -‬طرابلس‪ ،‬وبرقة‪ ،‬وفزان‪ ،‬وفقا لتقسيم الدوائر‬
‫االنتخابية الــ ‪ 13‬النتخاب أعضاء المؤتمر في ‪ ، 2012‬وايضا انتخاب أعضاء مجلس النواب‬
‫في ‪2014‬؟ والتي هي حدودها كاآلتي‪:‬‬
‫‪Page 98 of 148‬‬

‫(خارطة الدوائر االنتخابية الــ ‪ 13‬النتخاب أعضاء المؤتمر ‪)2012‬‬

‫أم أنهم يقصدون بها المناطق االنتخابية الثالث ‪ -‬طرابلس‪ ،‬وبرقة‪ ،‬وفزان‪ ،‬وفقا لتقسيم الدوائر‬
‫االنتخابية الــ ‪ 11‬النتخاب أعضاء الهيئة التأسيسية في ‪2014‬؟ والتي حدودها كاآلتي‪:‬‬
‫‪Page 99 of 148‬‬

‫(خارطة الدوائر االنتخابية الــ ‪11‬النتخاب أعضاء هيئة التأسيسية‪)2014‬‬

‫العجيب هنا ان هذا ال ُمقترح لم يحدد لنا بوضوح أي المناطق االنتخابية الثالث التي سيتم‬
‫استخدامها في توزيع مقاعد مجلس الشيوخ؟ وعلى أي أساس سيتم هذا االختيار؟ وهل هذا‬
‫االختيار دائم أم مؤقت؟ ولماذا أشترط هذا ال ُمقترح ضمان تمثيل المكونات الثقافية واللغوية‬
‫بواقع عضوين عن كل مكون؟ وما المقصود بـ "المكونات" هنا التي يجب ان يضمن لها‬
‫‪Page 100 of 148‬‬

‫الدستور عضوين؟ وعلى أي أساس تم اختيار هذا العدد‪ ،‬أي لماذا عضوين فقط لكل مكون؟‬
‫وهل يشمل مصطلح المكونات في هذا المادة المكونات األخرى غير أخوتنا األمازيغ‬
‫والطوارق والتبو التي تم ذكرها في االعالن الدستوري؟ بمعني آخر‪ ،‬هل يشمل هذا المصطلح‬
‫كل المكونات اآلخرة (غير العربية مثال) الموجودة في الوطن مثال خوتنا األواجلة‪ ،‬والقريتلية‪،‬‬
‫وتاورغاء‪ ،‬والشراكسة‪ ،‬والكراغلة وغيرهم؟‬

‫ثالثا‪ :‬إشكالية أتخاد القرار‬


‫أما االشكالية الثالث التي يجب على أعضاء هذه الكتلة شرحها وتبريرها هي‪ :‬يبدو من‬
‫القراءة االولي لما ورد في ُمقترح المادة (‪ )76‬ان بعض المناطق االنتخابية قد تحصلت على‬
‫مقاعد أكثر في مجلس الشيوخ من المناطق اآلخرة وكنتيجة الستخدام المعيارية! ولكن السؤال‬
‫هنا‪ :‬ماذا يعني هذا؟ بمعني‪ :‬هل هذا يعني ان منطقة طرابلس مثال التي تحصلت على ‪ 32‬مقعد‬
‫من مقاعد مجلس الشيوخ‪ ،‬هي أكثر قوة وتأثير من برقة وفزان؟ وباألسلوب المعاكس يمكن‬
‫القول‪ :‬هل منطقة فزان التي تحصلت على العدد األقل من المقاعد في المجلس (أي ‪ 20‬مقعد‬
‫فقط)‪ ،‬هي أضعف منطقة؟‬

‫من الوهلة االولي‪ ،‬يبدو ان ذلك صحيح! أي ان اقليم فزان هو أضعف كتلة في مجلس‬
‫الشيوخ! ولكن في الحقيقة ان العكس هو الصحيح!!! فكتلة فزان في الواقع هي األقوى في‬
‫المجلس!! ولكي تتضح هذه الصورة أكثر‪ ،‬دعونا ننظر ل ُمقترح المادة (‪ )80‬وال ُمتعلقة بــ‬
‫"نصاب االنعقاد وآلية أتخاد القرارات‪ ".‬تنص هذه المادة على اآلتي‪:‬‬

‫"ال تعتبر جل سات المجلس صحيحة إال بحضور األغلبية المطلقة ألعضائه‬
‫المنتخبين‪ .‬وتتخذ القرارات بشأن المسائل المنصوص عليها في المادتين‬
‫(‪ )91 ، 90‬بذات االغلبية‪ ،‬علي ان يكون من بينهم ثمانية أعضاء‬
‫علي االقل من كل منطقة انتخابية‪“.‬‬
‫‪Page 101 of 148‬‬

‫فماذا تعني هذه المادة؟ وهل فعال ان القرارات في هذا المجلس ستتخذ باألغلبية ال ُمطلقة (أي‬
‫بنصف مجموع االعضاء زائد واحد) كما تنص هذه المادة؟! الحقيقة ان هذا غير صحيح!‬
‫وذلك الن آلية أتخاد القرار هنا هو ما يمكن ان أطلق عليه بــ "األغلبية المطلقة‬
‫المشروطة!!" بمعني اشتراط ان يكون من ضمن هذه األغلبية المطلقة ثمانية أعضاء على‬
‫االقل من كل منطقة انتخابية‪ .‬وبمعني اخر ان أي أغلبية آخري مهم كان عددها‪ ،‬إذا لم يتحقق‬
‫بها شرط الثمانية لن تستطيع أتخاد أي قرار!!! تصور معي على سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬ان‬
‫كل أعضاء منطقة طرابلس الـ ‪ ، 32‬وكل أعضاء منطقة برقة الــ ‪ ، 26‬ومعهم أيضا ‪7‬‬
‫أعضاء من منطقة فزان‪ ،‬هؤالء جميعا لن يستطيعوا أتخاد قرار بالرغم من ان مجموعهم‬
‫يُشكل ‪ 65‬عضو (أي ‪ )%83.3‬من مجموع أعضاء المجلس!! لماذا؟! الن "شرط الثمانية" لم‬
‫يتحقق في هذه المعادلة!! بمعني لم يكن من بينهم ثمانية أعضاء على االقل من منطقة فزان!!!‬
‫فهل يُعقل ان تتخذ القرارات بهذه الكيفية؟! وهل هذا هو الوطن الذي نحلم ان يعيش فيه أبناءنا‬
‫ُمتساوون وسعداء؟! وهل هذا هو معني العدالة وتكافؤ الفرص التي نؤكد عليها في كل مكان‬
‫في مشروعنا للدستور المرتقب؟!! ‪ ...‬بالتأكيد‪ :‬ال!!‬

‫وإذا نظرنا الي مفهوم "األغلبية المطلقة" التي نص عليها ُمقترح هؤالء السيدات‬
‫والسادة من منظور آخر‪ ،‬هب ان سيداتنا وسادتنا أعضاء منطقة فزان الــ ‪ 20‬قرروا هذه المرة‬
‫ان يتحالفوا مع أعضاء منطقة برقة الــ ‪ 26‬وأن يقنعوا ‪ 7‬أعضاء من طرابلس ليصوتوا معهم‬
‫علي مشروع قانون ما‪ ،‬فان هؤالء ايضا بالرغم من انهم يمثلون ‪ 53‬عضوا من مجموع‬
‫أعضاء المجلس الــ ‪( 78‬أي الــ ‪ )1 + 2/3‬لن يستطيعوا القيام بذلك النهم يحتاجوا الي‬
‫ثمانية أعضاء علي االقل من منطقة طرابلس!!!‬

‫فهل بعد هذه االمثلة البسيطة (وغيرها الكثير)‪ ،‬يمكن القول ان االرقام الي ذكرت في‬
‫ُمقترح المادة (‪ )76‬تعني أي شيء؟! وهل حقا تحمل نفس الوزن والثقل السياسي؟! أم انها‬
‫مجرد لعبة من لعب األرقام التي يطلق عليه بعض اإلحصائيين "لعبة كيف تكذب باألرقام‪".‬‬
‫‪Page 102 of 148‬‬

‫واالهم من كل ذلك هو‪ :‬هل باستخدام هذه اللعبة الرقمية يمكن تحقيق مفهوم "التمثيل السياسي‬
‫المناسب" علي اساس الجغرافية الذي نسعى له جميعا؟ وهل بهذا التقسيم يمكن ان نبني وطن‬
‫يسع الجميع؟!‬

‫يا سادة‪ ،‬يا كرام‪ ،‬وببساطة شديدة جدا‪ ،‬ان ما تطرحونه في ُمقترحاتكم هو "تعقيد‬
‫لل ُمبسط" وليس حال لإلشكال‪ ،‬وسيقود حتما النسدادات دستورية ال حصر لها!!! وستكون‬
‫السيطرة فيه ال محالة‪ ،‬ليس "لألغلبية المطلقة" وال "ألغلبية الثلثين زائد واحد‪ "،‬وال حتى لــ‬
‫"‪ %83‬من عدد أعضاء المجلس"‪ ،‬وانما لكل من يُقوم بتحقيق "شرط الثمانية أعضاء من كل‬
‫منطقة انتخابية!!" بمعني أخر‪ ،‬بغض النظر عن األغلبية‪ ،‬فإن‪:‬‬

‫‪ 13‬عضو فقط من منطقة فزان يستطيعوا إيقاف أي مشروع قرار ال يلبي رغباتهم!‬
‫و‪ 19‬عضو فقط من منطقة برقة يستطيعوا إيقاف أي مشروع قرار ال يلبي رغباتهم!‬
‫و‪ 25‬عضو فقط من منطقة طرابلس يستطيعوا إيقاف أي مشروع قرار ال يلبي رغباتهم!‬
‫فهل يُعقل هذا يا أحباب؟! وهل فعال تعتقدوا اننا نستطيع ان نبني وطن بهذه المعادالت‬
‫الخاطئة؟!! بالتأكيد ال‪.‬‬

‫أخير‪ ،‬أليس من األجدى واالحسن‪ ،‬اذا كنتم ُمصرين علي الرجوع لـ فكرة "الثالث أقاليم"‪،‬‬
‫فلماذا ال نقوم بالرجوع (كحل ُمؤقت علي األقل) الي تبني الفصل السابع ال ُمعنون بــ (مجلس‬
‫االمة ‪ ،‬وتحديدا المواد‪ 93 :‬الي ‪ )140‬من دستـور لـيبيـا [الذي أصدرته الجمعية الوطنية‬
‫الليبية في ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،1951‬وتم تعديله في ‪ 1‬يناير ‪ ،1963‬وألغاه االنقالبين في أول سبتمبر‬
‫‪ ،]1969‬مع ضرورة إعادة صياغة بعض المواد واستبدال دور "الملك" بدور "الرئيس‪ ".‬هذا‬
‫في اعتقادي سيحل إشكاليات كثيرة وخصوصا إشكاليات التمثيل الجغرافي‪ ،‬وتركيبة‬
‫المجلسين‪ ،‬وايضا إشكالية آليات اتخاد القرارات‪ .‬وفي اعتقادي ايضا ان هذا الحل هو أحسن‬
‫وأفيد وأنسب حل للواقع التعيس الذي يعيشه شعبنا المظلوم هذه االيام‪ .‬وهللا المستعان‬
‫‪Page 103 of 148‬‬

‫الملحق الثالث‬
‫مقـارنـة "باب الحكم المحلي“ بين الدستور التونسي‬
‫ومشروع مجموعة من أعضاء الهيئة‪:‬‬
‫[إساءة فهم‪ ..‬أم‪ُ ..‬مقارنة خاطئة]‬
‫‪Page 104 of 148‬‬

‫مقـارنـة "باب الحكم المحلي“ بين الدستور التونسي‬


‫ومشروع مجموعة من أعضاء الهيئة‪:‬‬
‫[إساءة فهم‪ ..‬أم‪ُ ..‬مقارنة خاطئة]‬
‫د‪ .‬محـمد بالرويـن‬
‫تم نشر هذه المقال في ليبيا المستقبل في ‪2016– 12 – 06‬‬ ‫[‬
‫‪]http://www.libya-al-mostakbal.org/95/11402‬‬

‫ليبيا‪ :‬الباب السادس‬ ‫تونس‪ :‬الباب السابع‬


‫الحكم المحلي‬ ‫السلطة المحلية‬
‫المادة (‪ :)154‬يقوم الحكم المحلي على أساس‬ ‫الفصل ‪- 132‬تقوم السلطة المحلية على أساس‬
‫الالمركزية الموسعة‪ .‬وتلتزم الدولة بدعمها في‬ ‫الالمركزية‪ .‬تتجسد الالمركزية في جماعات محلية‪،‬‬
‫إطار وحدة البالد‪.‬‬ ‫تتكون من بلديات وجهات وأقاليم‪ ،‬يغطي كل صنف منها‬
‫كامل تراب الجمهورية وفق تقسيم يضبطه القانون‪.‬‬
‫يمكن أن تحدث بقانون أصناف خصوصية من‬
‫الجماعات المحلية‬

‫المادة (‪ : )156‬تتمتع وحدات الحكم المحلي بالشخصية‬ ‫الفصل ‪ - 132‬تتمتع الجماعات المحلية بالشخصية‬
‫االعتبارية واالستقالل اإلداري والمالي‪ .‬وتدار المصالح‬ ‫القانونية‪ ،‬وباالستقاللية اإلدارية والمالية‪ ،‬وتدير‬
‫المحلية وفق مبدأ التدبير الحر‪.‬‬ ‫المصالح المحلية وفقا لمبدا التدبير الحر‬

‫المادة (‪ : )157‬يتم اختيار مجالس المحافظات والبلديات‬ ‫الفصل ‪ - 133‬تدير الجماعات المحلية مجالس منتخبة‪.‬‬
‫باالنتخاب العام الحر السري المباشر‪ ،‬ويراعى في‬ ‫تنتخب المجالس البلدية والجهوية انتخابا عاما حرا‬
‫تشكيل مجلس المحافظة تمثيل البلديات الواقعة في‬ ‫مباشرا سريا نزيها وشفافا‬
‫نطاقها‪ .‬وذلك وفق ما ينظمه القانون‪.‬‬ ‫تنتخب مجالس األقاليم من قبل أعضاء المجالس البلدية‬
‫والجهوية‪ .‬يضمن القانون االنتخابي تمثيلية الشباب في‬
‫مجالس الجماعات المحلية‬
‫المادة (‪ : )158‬تتمتع وحدات الحكم المحلي بصالحيات‬ ‫الفصل ‪ -134‬تتمتع الجماعات المحلية بصالحيات ذاتية‬
‫ذاتية وصالحيات منقولة من السلطة المركزية‬ ‫وصالحيات مشتركة مع السلطة المركزية وصالحيات‬
‫وصالحيات مشتركة معها‪ .‬على أن توزع الصالحيات‬ ‫منقولة منها‪ .‬توزع الصالحيات المشتركة والصالحيات‬
‫المشتركة والصالحيات المنقولة استنادا إلي مبدأ‬ ‫‪.‬المنقولة استنادا إلى مبدا التفريع‬
‫التفريع‪ .‬وتختص الوحدات المحلية بإصدار التشريعات‬ ‫تتمتع الجماعات المحلية بسلطة ترتيبية في مجال‬
‫الالئحية‪ .‬وذلك كله وفق ما يحدده القانون‪.‬‬ ‫ممارسة صالحياتها‪ ،‬وت ُنشر قراراتها الترتيبية في‬
‫جريدة رسمية للجماعات المحلية‬
‫‪Page 105 of 148‬‬

‫الفصل ‪ - 135‬للجماعات المحلية موارد ذاتية‪ ،‬وموارد‬


‫محالة إليها من السلطة المركزية‪ ،‬وتكون هذه الموارد‬
‫مالئمة للصالحيات المسندة إليها قانونا‬

‫كل إحداث لصالحيات أو نقل لها من السلطة المركزية إلى المادة (‪ : )159‬تمويل وحدات الحكم المحلي‬
‫للمحافظات والبلديات موارد مركزية تتفق مع القدر‬ ‫الجماعات المحلية‪ ،‬يكون مقترنا بما يناسبه من موارد‪.‬‬
‫الالزم لقيامها باختصاصاتها‪ ،‬وموارد ذاتية من رسوم‬ ‫يتم تحديد النظام المالي للجماعات المحلية بمقتضى‬
‫وجزاءات وضرائب ذات طابع محلي وعوائد‬ ‫القانون‪.‬‬
‫استثماراتها وما تتلقاه من هبات ووصايا وما تحصل‬
‫عليه من قروض وأي عوائد أخرى يحددها القانون‪.‬‬ ‫الفصل ‪ - 136‬تتكفل السلطة المركزية بتوفير موارد‬
‫[وتضمن الدولة التوازن المالي بين وحدات الحكم‬ ‫إضافية للجماعات المحلية تكريسا لمبدا التضامن‬
‫المحلي بما يكفل التضامن بينها‪ .‬وكل اختصاص منقول‬ ‫وباعتماد آلية التسوية والتعديل‪ .‬تعمل السلطة المركزية‬
‫لوحدات الحكم المحلي من السلطة المركزية يكون‬ ‫على بلوغ التكافؤ بين الموارد واألعباء المحلية‪ .‬يمكن‬
‫مقترنا بما يناسبه من موارد مالية] (من الفصل ‪.)136‬‬ ‫تخصيص نسبة من المداخيل المتأتية من استغالل‬
‫[ولوحدات الحكم المحلي‪ ،‬في إطار الميزانية المصادق‬ ‫الثروات الطبيعية للنهوض بالتنمية الجهوية على‬
‫عليها‪ ،‬حرية التصرف في مواردها حسب قواعد‬ ‫المستوى الوطني‪.‬‬
‫الحوكمة الرشيدة] (من الفصل ‪.)137‬‬
‫الفصل ‪ - 137‬للجماعات المحلية في إطار الميزانية‬
‫المصادق عليها حرية التصرف في مواردها حسب قواعد‬
‫الحوكمة الرشيدة وتحت رقابة القضاء المالي‬
‫الفصل ‪138‬تخضع الجماعات المحلية فيما يتعلق بشرعية‬
‫المادة (‪ : )160‬تخضع وحدات الحكم المحلي فيما يتعلق‬ ‫أعمالها للرقابة الالحقة‪.‬‬
‫بشرعية اعمالها للرقابة الالحقة‪.‬‬

‫المادة (‪ : )163‬تعتمد وحدات الحكم المحلي التدابير‬ ‫الفصل ‪139‬تعتمد الجماعات المحلية آليات الديمقراطية‬
‫الالزمة لضمان مساهمة المواطنين ومنظمات المجتمع‬ ‫التشاركية‪ ،‬ومبادئ الحوكمة المفتوحة‪ ،‬لضمان إسهام‬
‫المدني في اعداد برامج التنمية المحلية ومتابعة تنفيذها‬ ‫أوسع للمواطنين والمجتمع المدني في إعداد برامج‬
‫التنمية والتهيئة الترابية ومتابعة تنفيذها طبقا لما يضبطه وفق الضوابط التي يحددها القانون‪.‬‬
‫القانون‬

‫المادة (‪ : )162‬لوحدات الحكم المحلي إقامة شراكات‬ ‫الفصل ‪ - 140‬يمكن للجماعات المحلية أن تتعاون وأن‬
‫بينية‪ ،‬وفقا لمبدأ التكامل‪ ،‬لتنفيذ برامج أو انجاز أعمال‬ ‫تنشئ شراكات فيما بينها لتنفيذ برامج أو إنجاز أعمال‬
‫ذات مصلحة مشتركة‪ ،‬ولها إقامة مناطق اقتصادية فيما‬ ‫ذات مصلحة مشتركة‬
‫بينها‪ .‬كما لها بالتنسيق مع السلطة المركزية إقامة‬ ‫كما يمكن للجماعات المحلية ربط عالقات خارجية‬
‫عالقات خارجية للشراكة والتعاون بما يخدم التنمية‪.‬‬ ‫للشراكة والتعاون الالمركزي‪ .‬يضبط القانون قواعد‬
‫وذلك كله وفق الضوابط واالجراءات التي يحددها‬ ‫التعاون والشراكة‪.‬‬
‫القانون‪.‬‬
‫المادة (‪)164‬المجلس األستشاري للحكم المحلي‬
‫يستحدث مجلس يسمى المجلس األعلى للحكم المحلي‬ ‫الفصل ‪ - 141‬المجلس األعلى للجماعات المحلية هيكل‬
‫يتكون من المحافظين‪ .‬ويتولى المهام اآلتية‪:‬‬ ‫تمثيلي لمجالس الجماعات المحلية مقره خارج العاصمة‪.‬‬
‫‪ .1‬إبداءالرأيفيمشاريعالقوانينالمتعلقةبالتخطيطوال‬ ‫ينظر المجلس األعلى للجماعات المحلية في المسائل‬
‫ميزانيةوالماليةالمحليةوأيقوانينأخرىمتعلقةبال‬ ‫المتعلقة بالتنمية والتوازن بين الجهات‪ ،‬ويبدي الرأي في‬
‫حكمالمحلي‪ .‬ولهتقديممقترحاتقوانينبشأنها‪.‬‬ ‫مشاريع القوانين المتعلقة بالتخطيط والميزانية والمالية‬
‫‪ .2‬تعزيزالتنسيقوالتعاونبينوحداتالحكمالمحليفيماب‬ ‫المحلية‪ ،‬ويمكن دعوة رئيسه لحضور مداوالت مجلس‬
‫ينهاومعالجهاتالتنفيذيةالمختصة‪.‬‬ ‫نواب الشعب‪ .‬تضبط تركيبة مجلس الجماعات المحلية‬
‫‪Page 106 of 148‬‬

‫‪ .3‬تسويةالخالفاتبينوحداتالحكمالمحلي‪.‬‬ ‫ومهامه بقانون‪.‬‬


‫و يكون مقر المجلس مدينة سبها ويجوز له أن يعقد‬
‫اجتماعاته في أي مكان آخر في البالد‪ .‬وينظم بقانون‪.‬‬

‫الفصل ‪ - 142‬يبت القضاء اإلداري في جميع النزاعات المادة (‪ : )161‬يكون تدخل السلطة التنفيذية إال لضمان‬
‫المتعلقة بتنازع االختصاص التي تنشأ فيما بين الجماعات استمرارية المرفق العام وبمراعات المعايير الوطنية‬
‫وفق الدستور والقانون‪.‬‬ ‫المحلية وبين السلطة المركزية والجماعات المحلية‬
‫ويختص القضاء بالفصل في أي نزاع يقوم بين وحدات‬
‫الحكم المحلي والسلطات المركزية او فيما بينها‪.‬‬

‫المادة (‪ : )155‬مستويات ومعايير الحكم المحلي‬


‫تقسم الدولة إلي محافظات وبلديات ومستويات إدارية‬
‫أخرى وفق مقتضيات األمن الوطني والموازنة بين‬
‫معايير السكان والمساحة ووحدتها الجغرافي والعوامل‬ ‫؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬
‫االقتصادية والتاريخية‪ ،‬وبما يحقق العدالة االجتماعية‬
‫والسلم والوئام المجتمعي والتنمية‪ ،‬مع مراعاة الكفاءة‬
‫والفاعلية‪ .‬ويجوز إنشاء وحدات إدارية أخرى‪ ،‬إذا‬
‫اقتضت المصلحة العامة‪ ،‬وذلك كله وفق ما يبينه‬
‫القانون‪.‬‬

‫بعد قراءة هذه االبواب ومقارنتها ببعضها البعض‪ ،‬يحق للقاري الموضوعي أن يسأل‪:‬‬
‫هل يوجد تشابه بين الدستور التونسي ومشروع هذه المجموعة؟!! فعلي أي أسس تم هذا‬
‫التشابه؟ وما هي ُمبررات ذلك؟‬

‫الحقيقة الواضحة من هذا العرض المختصر ان كل المواد في مشروع أعضاء‬


‫الهيئة (اال المادة ‪ )155‬قد تم اقتباسها (بتصرف وإعادة صياغة) من الدستور‬
‫التونسي!!! فهل هذا هو المقصود بالتوافق الذي تم بين اعضاء هذا المجموعة؟!!!‬
‫‪Page 107 of 148‬‬

‫بعض الحقائق والمالحظات المهمة‬


‫من هذه المقارنة البسيطة يمكن للمرء استخالص مجموعة من الحقائق والمالحظات لعل من‬
‫أهمها اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الحقيقة المهمة والتي البد ان يدركها الجميع هي‪ ،‬أذا كانت جمهورية تونس لم تنجح في‬
‫تطبيق نصوصها الدستوري على أرض الواقع حتى االن؟ فهل من المناسب وال ُمفيد لشعبنا ان‬
‫يُقلد تجربة لم تنجح بعد؟!! وهل يُعقل ان نترك التجارب الناجحة ونُُُ قلد تجربة ال تزال في‬
‫مرحلتها النظرية وواقعها و ُمعطياتها تختلف عنا في كثير من األمور‪ ...‬أليس من االجدى‬
‫واألحسن (أذا أردنا التقليد) تطبيق تجربتنا الناجحة في الحكم المحلي والتي استمرت من‬
‫‪ 1963‬الي بداية التسعينات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المالحظة الثانية هي ان هناك مصطلحات ومبادي عديدة تم ذكرها في مشروع هذه‬
‫المجموعة مثل‪” :‬الحكم المحلي“ و "الالمركزية الموسعة“ و ”مبدأ التدبير الحر“ ومبدأ‬
‫التفريع“ لم يردْ تعريفها بدقة في هذه النصوص الدستورية‪ .‬وهي مفاهيم عا ّمة ومفتوحة‬
‫وعرضة لالجتهادات المختلفة‪ .‬وستظهر من خاللها العديد من ”إشكاليات تنازع‬
‫االختصاصات‪ “.‬ولن يستطيع القضاء (وال اي سلطة أخري) حل هذه اإلشكاليات‬
‫بأسلوب عادل للجميع‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ال يوجد وضوح كافي‪ ،‬في مشروع هذه المجموعة‪ ،‬للعالقات بين مستويات الحكم‬
‫المحلي المختلفة وعالقتها بالسلطة المركزيّة‪ .‬فعلي سبيل المثال أعتمد مشروعهم في تنظيمه‬
‫الالمركزي علي ”األقاليم التاريخية“ في توزيع مقاعد البرلمان! ولكن لم يتم تحديد‬
‫دورها االداري وال السياسي صراحة كما فعل الدستور التونسي؟‬

‫رابعا‪ :‬السلطة المحلية (في تونس) تقوم على أساس الالمركزية‪ ،‬وتتجسد الالمركزية في‬
‫جماعات محلية‪ ،‬تتكون من بلديات وجهات وأقاليم‪ ..‬فعلي أي أساس تقوم الالمركزية الموسعة‬
‫‪Page 108 of 148‬‬

‫في مشروع هذه المجموعة؟ ربما هنا سيقولون لك‪ :‬سينظم ذلك القانون؟!! وهذه هي‬
‫االشكالية‪ ..‬بمعني "تسيس" القضية وليس "دسترتها!"‬

‫خامسا‪ :‬عنوان الباب السابع (في الدستور تونسي) ”السلطة المحلية‪ “،‬بمعني هو بُعد آخر‬
‫ُمكمل لــ‪” :‬السلطة التشريعية“ و“السلطة التنفيذية“ و“السلطة القضائية“ في الدولة التونسية‪.‬‬
‫وهو وضع يمنح السلطة المحلية في تونس القوة القانونية الالزمة كباقي السلطات الثالث‪...‬‬
‫والسؤال هنا‪ :‬األخوة أصحاب مشروع هذه المجموعة قاموا بتغيير عنوان هذا الباب الي‬
‫”الحكم المحلي“ بدال من "السلطة المحلية‪ ".‬فعلي أي أسس تم ذلك؟ وما هي المبررات‬
‫التوافقية التي أقنعتهم بذيك؟!! وهل يعلم األخوة أصحاب مشروع هذه المجموعة ان مصطلح‬
‫”الحكم المحلي“ هو أخطر وأكثر تعقيدا من مصطلح ”السلطة المحلية“ وخصوصا في الدولة‬
‫الموحدة؟‬

‫سادسا‪ :‬هل يعلم األخوة أصحاب مشروع هذه المجموعة ان مصطلح ”الالمركزية“ في حد‬
‫ذاته ال يضمن إدارة أفضل للحكم‪ ،‬بل في الواقع قد يخلق من المشكالت أكثر مما يحل!‪ ...‬وأن‬
‫الالمركزية قد تُشكل خطرا على ”الوحدة الوطنية“ ألنها تُضعف ”الوالء للدولة‪ “،‬وتشجع‬
‫ظهور حركات جهوية وانفصالية‪ ...‬وهل يُذرك أصحاب هذا المشروع أن مفهوم‬
‫”الالمركزية“ يقوم في االساس علي ثالث ركائز تعتبر أخطر من الركائز التي يقوم عليها‬
‫مفهوم ”المركزية‪ “.‬وهذه الركائز هي‪” :‬التفكيك‪ ،‬والتفريع‪ ،‬والتدبير‪ “.‬وهل يعلم هؤالء السادة‬
‫انهم بإضافة مصطلح "الموسعة" لالمركزية قد أصبحت أكثر تعقيدا وغموضا في دولة بسيطة‬
‫ال تستحق كل هذا التعقيد‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬هل يعلم االخوة أصحاب هذا المشروع ان أسلوب الالمركزي في الحكم لن يكتب له‬
‫النجاح اال اذا أستند بالدرجة االولي علي مبدأ ”علوية الدستور واحترام القوانين‪ “.‬ولكن‬
‫لألسف الشديد فإن هذا المبدأ المهم والضروري لم يتم حتى االشارة اليه وال التأكيد عليه‬
‫في مشروع هذه المجموعة‪ ...‬والسؤال لماذا؟!!‬
‫‪Page 109 of 148‬‬

‫ثامنا‪ :‬ان السؤال المهم الذي لم يجب عليه هذا مشروع هذه المجموعة هو‪ :‬من سيتولى‬
‫السلطات الغير مذكورة في الدستور؟ الحقيقة ان السلطات المتعلقة بالمسائل التي لم يُعهد بها‬
‫هذا ”المشروع“ للحكومة المركزية‪ ،‬وأيضا السلطات التي لم تُذكر في هذا ”المشروع‪ “،‬ليس‬
‫معروف من سيتوالها؟!!! وهنا أيضا سيقولون لك‪ :‬سيحدد دلك القانون!! وهنا سيكون مكمن‬
‫الخطر خصوصا عندما تقوم الالمركزية على مبدئي – التفريع والتدبير الحر‪.‬‬

‫فهل يعلم السادة أصحاب هذا المشروع ان مبدأ التدبير الحر يقوم على أسس لعل من أهمها‪:‬‬

‫(أ) غياب التبعية بالنسبة للسلطات المركزية‪.‬‬

‫(ب) استقاللية األجهزة التنفيذية المحلية وإلغاء كل أشكال الرقابة المتعلقة باختياراتها‪.‬‬
‫وانه في االصل يعتبر مبدأ من مبادى الحكم الذاتي‪.‬‬

‫وهل يعلم السادة أصحاب هذا المشروع ان مبدأ التفريع يقوم على أساس ان ما يستطيع األدنى‬
‫القيام به يترفع عنه األعلى‪ ،‬وما يعجز عنه األدنى يتواله األعلى‪ .‬بمعني ان االصل والمرجع‬
‫هو الفرع (وليس المركز) هو االصل‪ .‬كل هذا سيقود حتما في هذا الوضع الي إضعاف‬
‫التنسيق بين المركز والسلطات المحلية وأيضا إضعاف تنفيذ السياسات العامة للدولة‪.‬‬

‫تاسعا واخيرا‪ :‬من ال ُمحزن جدا ان أخوتنا أصحاب مشروع هذه المجموعة قد قاموا اقتباس‬
‫(بتصرف) فصل كامل من الدستور التونسي (مع احترامي إلخوتنا التونسيين‪ ،‬في الوقت‬
‫الذي لم يقوموا فيه باقتباس مادة واحدة من دستور ‪ 1952‬ال ُمعدل في الـ ‪.1963‬‬
‫‪Page 110 of 148‬‬

‫الملحق الرابع‬
‫المحلية*‬ ‫الســــلطة‬
‫الخيار األنسب لتوزيع السلطات في الدولة‪.‬‬

‫________‬

‫صناع القرار‪ ،‬محاولة للوصول الي مشـتركات بين الفرقاء‪،‬‬


‫ورقة ُمـقدمـة لكل إصحاب الراي و ُ‬ ‫*‬
‫في كل ربـوع الوطـن‪.2020 ،‬‬
‫‪Page 111 of 148‬‬

‫حتمية الالمركزية‬
‫في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعب الليبي‪ ،‬ونتيجة للفشل الذريع الذي تعيشه‬
‫المؤسسات الرسمية في البالد‪ ،‬وعجز النخب السياسية على إعادة بناء الدولة والنهوض‬
‫بها من جديد‪ ،‬فقد أصبح من الضروري تبني النظام الالمركزي في حكم البالد وإدارتها‬
‫حتى يستطيع الشعب توحيد كلمته وتحقيق أهدافه التي ثار من أجلها في ‪ 17‬فبراير‬
‫‪.2011‬‬

‫ولعله من المفيد هنا التذكير بأنه ال توجد معادلة واحدة للنظام الالمركزي متفق‬
‫عليها من قبل جميع الخبراء اإلداريين والسياسيين‪ .‬بمعنى عدم االتفاق على تحديد‬
‫الصالحيات التي يجب أن تتمتع بها الحكومة المركزية‪ ،‬والصالحيات التي يجب أن‬
‫تتمتع بها الوحدات المحلية في االنظمة الالمركزية‪ .‬وعلية فان النظام المنشود في‬
‫اعتقادي هو الذي تتوزع فيه السلطات على أساس مبدأ المشاركة بين المستويات‬
‫الحكومية المختلفة في الدولة وخصوصا بين السلطة المركزية والسلطات المحلية‪.‬‬
‫وهذه الفكرة هي محاولة للجمع ما بين إعطاء المواطنين‪ ،‬في مناطقهم‪ ،‬الحرية الكافية‬
‫إلدارة شئونهم المحلية من جهة‪ ،‬وتمكين الحكومة المركزية من إدارة الشؤون العامة‬
‫والدفاع والخارجية للدولة من جهة أخرى‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬وباختصار شديد‪ ،‬إن هذا‬
‫النظام هو الحل الوسط ما بين السلطات المركزية ال ُكلية (أي ال ُملك المطلق) من جهة‪،‬‬
‫والالمركزية الموسعة (أي استقالل االقاليم) من جهة أخرى‪.‬‬

‫والحقيقة أنه عندما اتحدث على هذا النظام من الحكم‪ ،‬فإنني ال اتحدث على نموذج‬
‫واحد (أو هيكلية واحدة)‪ ،‬وذلك ألن هناك أساليب وأشكاال ونماذج عديدة تختلف فى‬
‫درجتها وكيفيتها التي يتم بها توزيع السلطات بين المستويات الحكومية المختلفة في‬
‫ال دولة‪ .‬فعلى سبيل المثال هناك نماذج يتم فيها تحديد وتفصيل سلطات الحكومة‬
‫‪Page 112 of 148‬‬

‫المركزية فقط‪ ،‬وتترك بقية السلطات للسلطات المحلية‪ ،‬وهذا النوع يتم تطبيقه اليوم‬
‫فيكل من السويد وألمانيا وماليزيا والواليات المتحدة‪ .‬ونجد على النقيض من هذا‬
‫النموذج من االنظمة الالمركزية‪ ،‬هناك نموذج آخر يقوم على أساس تحديد وتفصيل‬
‫السلطات المحلية مع ترك ما تبقى من سلطات للحكومة المركزية‪ ،‬ولعل خير مثال‬
‫على هذا النموذج هو ما يطبق اليوم في كل من الهند وكندا‪ .‬وهناك نموذج ثالث يقوم‬
‫على أساس تحديد وتفصيل سلطات الحكومة المركزية مع إعطاء جزء من سلطاتها‬
‫لبعض السلطات المحلية دون األخرى‪ ،‬وهذا النوع يتم تطبيقه اليوم في اثني عشر‬
‫إندونيسيا‪ ،‬والبرتغال‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬وإيطاليا التي تتكون من ‪ )12(: 20‬دولة لعل من أهمها‬
‫أقليم منها ‪ 5‬لديها حكم شبه ذاتي‪ ،‬وفرنسا التي تتكون من ‪ 18‬أقليم منها ‪ 6‬لديها حكم‬
‫شبه ذاتي‪ ،‬وبريطانيا التي تتكون من ‪ 4‬أقاليم منها ‪ 3‬لديها حكم شبه ذاتي‪ .‬وهذا النوع‬
‫من النظام يطلق عليه‪ ،‬بعض أساتذة السياسة المقارنة‪ ،‬اسم "النظام ال ُموحد المناطقي"‬
‫بمعنى دولة ُموحدة مع إعطاء سلطات محلية لبعض األقاليم‪ .‬ولعل الرسم التوضيحي‬
‫التالي يوضح كيفية العالقة بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية والشعب في‬
‫أغلب األنظمة الالمركزية‪.‬‬
Page 113 of 148
‫‪Page 114 of 148‬‬

‫لماذا الالمركزية؟‬
‫لعل البعض يسأل لماذا المطالبة بالنظام (الالمركزي) في دولة قليلة العدد ومن المفترض‬
‫أن تكون دولة بسيطة؟ وبمعنى آخر ماهي أهم مزايا النظام الالمركزي؟ وهنا يمكن حصر‬
‫أهمها في اآلتي‪:‬‬

‫‪.1‬يساعد النظام الالمركزي على تحقيق التوازن وتوزيع األعباء بين المستويات الحكومية‬
‫المختلفة في الدولة‪ ،‬وذلك بتفويض كل (أو بعض) السُلطات العليا إلى الوحدات المحلية‬
‫في الدولة‪.‬‬

‫‪.2‬اعتراف النظام الالمركزي بوجود مصالح محلية (أو خاصة) متميزة عن المصالح الوطنية‪،‬‬
‫فنقطة البداية في النظام الالمركزي هو االعتراف بأن هناك مصالح خاصة أو محلية‬

‫‪ .3‬تحقيق مبدأ "الوحدة من خالل التنوع" والمساهمة في تعزيز الوحدة الوطنية في الدول‬
‫التي يوجد بها ُمكونات مختلفة كالقومية والدينية والثقافية والجهوية‪ ...‬وغيرها‪.‬‬

‫‪ .4‬في النظام الالمركزي تكون الوحدات المحلية أسرع في االستجابة إلشباع الحاجات‪،‬‬
‫وذلك ألن الوحدات المحلية أدرى بمتطلبات السكان المحليين‪.‬‬

‫‪ .5‬النظام الالمركزي يساعد على تشجيع األفكار واالبتكارات النوعية والجديدة للتعامل‬
‫مع المشاكل والتحديات المحلية‪.‬‬

‫‪ .6‬النظام الالمركزي يتيح الفرصة للمواطنتين في الوحدات المحلية ال ُمختلفة للتنافس‬


‫والتكامل والتضامن فيما بينها‪.‬‬

‫‪ .7‬يزيد من فرص المشاركة الشعبية في المجتمع‪ ،‬ويقرب السلطة من مواطنيها‪،‬‬


‫وي حقق السرعة في اإلنجاز‪ ،‬واالستفادة من الكفاءات والخبرات المحلية‪.‬‬
‫‪Page 115 of 148‬‬

‫(إدارة) محلية‪ ..‬أم‪( ..‬حكم) محلي‪ ..‬أم‪( ..‬سلطة) محلية؟‬

‫أوال‪ :‬اإلدارة المحلية‬


‫وجدت فكرة اإلدارة المحلية في المجتمع اإلنساني منذ القدم‪ .‬وتطورت عبر التاريخ من إدارة‬
‫القرى‪ ،‬إلى إدارة المدن‪ ،‬وأخيرا إلى إدارة الدول‪ .‬وهي تعنى‪ ،‬باختصار شديد‪ ،‬نموذج من‬
‫نماذج تنظيم اإلدارة المحلية‪ ،‬وتقوم على أساس فكرة تقاسم الوظائف بين المركز والوحدات‬
‫الفرعية‪ .‬وفي إطار الدولة‪ ،‬االدارة المحلية هي وظيفة من وظائف السلطة التنفيذية‪ ،‬وتخضع‬
‫إلشرافها ورقابتها‪ .‬ولقد عرفها االستاذ كاساني بأنها "أسلوب من أساليب التنظيم اإلداري‬
‫للدولة‪ ،‬تقوم على فكرة توزيع النشاطات بين األجهزة المركزية والمحلية"‪( ،‬للمزيد راجع‪:‬‬
‫كاساني‪ .)2018 ،‬أما الدكتور عبد الرزاق الشيخلي فقد عرفها على أنها‪" :‬المناطق المحددة‬
‫التي تمارس نشاطها المحلي بواسطة هيئات منتخبة من قبل سكانها المحليين تحت رقابة‬
‫وإشراف الحكومة المركزية‪" (،‬للمزيد راجع‪ :‬الشيخلي‪ .)1982 ،‬وفي العادة يتم التقسيم‬
‫اإلداري والحدود الجغرافية لوحدات اإلدارة المحلية بمختلف مسمياتها (أقاليم‪ ،‬أو مناطق‪،‬‬
‫أو واليات أو محافظات‪ ،‬أومدن‪ ،‬أو‪ ...‬الخ) باالستناد إلى معايير علمية وموضوعية تحقق‬
‫أغراض الالمركزية المجتمعية‪( ،‬للمزيد راجع‪ :‬الدقن‪.)2012 ،‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحكم المحلي‬


‫إلي جانب اإلدارة المحلية‪ ،‬برزت ايضا فكرة الحكم المحلي منذ القدم ومازالت ُمستمرة إلي‬
‫عصرنا الحالي‪ .‬وقد وجد هذا النموذج إلدارة شؤون وحل مشاكل بعض المناطق الصغيرة‪.‬‬
‫وبذلك فان الحكم المحلي‪ ،‬كما يقول االستاذ الشيخلي‪" ،‬يُعد األصل والمنبع الذي استحدثت منه‬
‫الدول الحديثة‪ ،‬والتفكير الديموقراطي‪ ،‬ومبدأ السيادة الشعبية بمفهومها الحديث"‪( ،‬للمزيد‬
‫راجع ‪:‬الشيخلي‪ .)2001،‬وقد تطور هذا األسلوب إلى أن أصبح‪ ،‬لدى الكثيرين‪ ،‬يعنى الحكم‬
‫‪Page 116 of 148‬‬

‫الذاتي‪ ،‬الذي هو عبارة عن كيان في داخل دولة ذو سلطة محلية مستقلة ‪ .‬وهو كيان يمتاز‬
‫باإلضافة إلى الالمركزية الموسعة‪ ،‬باالستقاللية السياسية‪.‬‬

‫بمعنى الحكم المحلي هو أسلوب حكم يقوم على اساس مبدأ الالمركزية الموسعة والتي تتقاسم‬
‫فيها الوظائف السياسية بين المركز والوحدات المحلية ‪.‬بمعنى آخر هو محاولة التقسيم على‬
‫أساس تجزئيه الكيان السياسي وسيادته‪ ،‬وتحقيق استقالل ذاتي (أو شبه ذاتي) للوحدات‬
‫الالمركزية المحلية في الدولة‪ .‬أما الدكتور احمد صقر عاشور فيعرف نظام الحكم المحلي‬
‫باعتباره ‪ "...‬أسلوبا لممارسة الحكم ذاتيا يقوم من خالل مشاركة المواطنين في األقاليم لتسيير‬
‫أجهزة محلية تتمتع بقدر كبير من االستقالل الذاتي‪ ،‬وتقوم على ثالثة أركان هي‪:‬‬

‫(أ) تقسيم الدولة إلى وحدات جغرافية يتضمن كل منها تجمعا اقتصاديا وسكانيا مناسبا‪.‬‬

‫(ب) وجود أجهزة محلية مستقلة ذاتيا‪.‬‬

‫(جـ) تمتع هذه األجهزة بسلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية أصيلة‪(".‬للمزيد راجع‪:‬‬
‫عاشور‪ .)483 ،1979،‬وباإلضافة الي هذه األركان الثالث‪ ،‬يشترط بعض السياسيين‬
‫ضرورة توافر آليات أساسية إلنجاح الالمركزية الموسعة لعل من أهمها‪:‬‬

‫(أ) اعتماد مبدأ التدبير الحر‪ ،‬والذي يعنى أن يكون للوحدات المحلية كامل الحرية‬
‫والصالحيات في تحديد برامجها‪ ،‬وإلغاء مفهوم الوصاية والرقابة عليها‪ ،‬واستقاللية‬
‫كاملة في ممارسة اختصاصاتها‪.‬‬

‫(ب) اعتماد مبدأ التفريع والذي يعنى إن ما تستطيع الوحدات المحلية القيام به يتركه المركز‪،‬‬
‫وما تعجز عنه الوحدات المحلية يتواله المركز‪ ،‬وبمعنى آخر فإن المهام تتوزع على حسب‬
‫المقدرة‪.‬‬
‫‪Page 117 of 148‬‬

‫التمييز بين (اإلدارة) المحلية و(الحكم) المحلي‬

‫الغريب حقا أن هناك جدال كثيرا بين الباحثـين (العرب) حـول مصطلحات اإلدارة المحلية‬
‫والحكم المحلي! اذ يعتقد بعضهم أن هناك اختالف كبير بين المصطلحين‪ ،‬فاألول (يعني‬
‫اإلدارة المحلية) يتعلق بالالمركزية اإلدارية فقط‪ ،‬في حين أن الثاني (يعنى الحكم المحلي)‬
‫يتعلق بالالمركزية السياسية فقط ‪.‬وهناك رأي ثاني يعتقد أن نظام اإلدارة المحلية ماهو إال‬
‫خطوة أو مرحلة أساسية للوصول إلى الحكم المحلي‪ .‬وهناك أيضا رأي ثالث يدعو إلى عدم‬
‫التفريق بين المصطلحين‪ ،‬ويعتقد أن لهما مدلوال واحدا‪ ،‬ويشيران إلى أسلوب واحد من أساليب‬
‫اإلدارة‪ ،‬وأن االختالف الوحيد بينهما هو في التعابير واأللفاظ !وعليه فأن هذان المصطلحان‬
‫يعنيان مفهوما واحدا ال غير‪( .‬للمزيد راجع ‪:‬الشيخلي‪ .)21: 2001 ،‬والحقيقة أن هنالك فروق‬
‫كبيرة بين مصطلح اإلدارة المحلية ومصطلح الحكم المحلي يمكن توضيح أهمها في التالي‪:‬‬

‫‪ .1‬إن اإلدارة المحلية تنشأ بموجب قانون وترتبط بالتنظيم اإلداري للدولة‪ ،‬وبذلك تعتبر‬
‫أسلوب من أساليب التنظيم اإلداري‪ ،‬بينما الحكم المحلي ينشأ بموجب الدستور‪ ،‬وهو قضية‬
‫ترتبط بالمشاركة في الحكم أكثر من اإلدارة‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلدارة المحلية تمارس جزء من وظيفة الدولة اإلدارية فقط‪ ،‬واختصاصاتها قابلة‬
‫للتغيير زيادة أو نقصا‪ ،‬وتخضع لتوجيه ورقابة وإشــــراف السلطة التنفيذية في الدولة‪ .‬أما‬
‫نظام الحكم المحلي فيقوم على أساس توزيع الوظيفة اإلدارية والتشريعية والقضائية‬
‫وهو سمة من سمات النظم الالمركزية‪.‬‬

‫‪ .3‬ال يوجد نظام حكم محلي إال في الدول الفيدرالية أو في بعض الدول التي تُعرف اآلن‬
‫بالدول الموحدة المناطقية (مثل فرنسا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وإيطاليا‪ ،‬واسبانيا) أما اإلدارة المحلية‬
‫(أي الالمركزية اإلدارية) فهي ظاهرة عامة توجد في جميع الدول سواء كانت بسيطة ام‬
‫‪Page 118 of 148‬‬

‫مركبة‪ ،‬موحدة ام غير موحد‪ ،‬آلن بعض الدول الموحدة (أي المركزية) قد أصبحت تأخذ في‬
‫ذات الوقت بأسلوب الالمركزية اإلدارية‪.‬‬

‫‪ .4‬مهام الحكم المحلي تقوم على اساس الالمركزية السياسية‪ ،‬بمعني السلطات المحلية المستقلة‬
‫عن الحكومة المركزية تشريعيا وتنفيذيا وقضائيا في الحدود التي يرسمها دستور الدولة‪ ،‬بينما‬
‫مهام السلطات المحلية مقصورة على الوظائف االدارية التي تحددها السلطة التنفيذية"(للمزيد‬
‫راجع‪ :‬الطماوي‪.)369 ،1969 ،‬‬

‫‪.5‬وأخيرا‪ ،‬حتما ان باب التفريق اللغوي بين المصطلحين‪ ،‬يمكن القول إنه ليس لهما مدلوال‬
‫واحدا‪ .‬فالحكم هو القرار الذي يصدره الحاكم (أومن بيده السلطة) للفصل في قضية محددة‪ .‬أما‬
‫مصطلح اإلدارة فهو عملية تخطيط وتنظيم وتنسيق وتوجيه ورقابة للموارد المادية والبشرية‪،‬‬
‫من أجل الوصول إلى أفضل النتائج‪ ،‬بأقصر الطرق وأقل التكاليف‪ .‬وبمعنى آخر هي عملية‬
‫تحقيق األهداف المرسومة باالستخدام األمثل للموارد المتاحة‪ ،‬وفقا لمنهج ُمحدّد وبيئة مناسبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬السلطة المحلية‬


‫الحقيقية التي ال جدال فيها هذه األيام‪ ،‬إن مبدأ الالمركزية (بشقيه اإلداري والسياسي)قد أصبح‬
‫ضرورة ديمقراطية ومطلب شعبي لحل المشاكل المحلية والتعامل مع التحديات المستقبلية في‬
‫الدول الحديثة‪ .‬وطالما أن أسلوب اإلدارة المحلية‪ ،‬الذي تم تطبيقه في الدول العربية خالل‬
‫السنوات الماضية ومنذ استقاللها‪ ،‬قد أثبت فشله وأصبح أداة لتمكين الدكتاتوريات في هذه‬
‫الدول‪ ،‬وخصوصا في الدول ذات النظام الموحد‪ ،‬والتي يعيش فيها شعوب ُمتعددة األعراق‬
‫والثقافات واللغات واألديان‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬يجب أال يكون الحل هو تبني األسلوب‬
‫ال ُمعاكس ألسلوب اإلدارة المحلية‪ ،‬إال وهو أسلوب الحكم المحلي !وذلك ألن هذا األسلوب يقوم‬
‫على أساس مبدأ االستقاللية‪ ،‬وبالتالي سيقود حتما‪ ،‬عاجال أم آجال‪ ،‬إلى المطالبة بالحكم الذاتي‪،‬‬
‫‪Page 119 of 148‬‬

‫والذي يعني ببساطة وجود كيان في داخل الدولة ذو سلطة محلية مستقلة يمتاز باإلضافة إلى‬
‫الالمركزية الموسعة‪ ،‬باالستقاللية السياسية‪.‬‬

‫وعليه فإن الحل‪ ،‬في اعتقادي‪ ،‬هو اعتماد أسلوب "السلطة المحلية‪ "،‬ألنه الخيار األمثل‬
‫واألنسب لتوزيع السلطات في الدولة‪ ،‬وللخروج من فكرة الدولة المركزية التي ثبت فشلها‪.‬‬
‫وهو النظام الذي يساعدنا في السعي نحو تأسيس وبناء دولة ُموحدة المركزية متوازنة‪ ،‬تقوم‬
‫على أسس وطنية‪ ،‬وتعزز مبادئ الحكم العادل‪ ،‬والمشاركة الشعبية‪ ،‬والمساواة السياسية‪،‬‬
‫وسيادة القانون‪ ،‬وحيادية المؤسسات العسكرية واألمنية‪ ،‬والفصل بين السلطات واستقالليتها‪،‬‬
‫وضمان الحقوق والحريات للجميع‪ .‬بمعني آخر إن نموذج السلطة المحلية في الحكم هو الحل‬
‫العملي والمناسب للتعامل بنجاح مع التحديات واألزمات التي تُواجه الدول الحديثة هذه األيام‪.‬‬
‫وفي اعتقادي ايضا أن أهم المقومات األساسية والمرتكزات الضرورية التي يجب أن يقوم‬
‫عليها هذا النظام هي اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬يجب اإلقرار بوجود مصالح محلية تختلف عن المصالح الوطنية العامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬يجب أن يحدد دستور الدولة أهم اختصاصات الوحدات المحلية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬يحق للوحدات المحلية أن تمارس أي نشاط جديد ال يتعارض مع ما نص عليه الدستور‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬يجب أن تُحصر وظائف الوحدات المحلية في األمور المحلية فقط‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬يتولى إدارة الوحدات المحلية هيئات منتخبة‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬استقالل الوحدات المحلية عن السلطة المركزية مع خضوع هذه الوحدات لرقابة‬
‫السلطة المركزية في حدود ما نص عليه الدستور والقانون‪.‬‬
‫‪Page 120 of 148‬‬

‫كيفية تـوزيع السلطات؟‬


‫السؤال هنا هو‪ :‬كيف يمكن تأسيس نظام (المركزي) ذو سلطات محلية؟ وكما ذكرت أعاله‬
‫فان نظام السلطة المحلية يقوم على أساس توزيع الصالحيات والمهام بين السلطات المركزية‬
‫وسلطة الوحدات المحلية في إطار الدولة الموحدة‪ ،‬ووفقا لمعايير وضوابط واضحة ومحددة‬
‫ومتفق عليها‪ .‬بمعنى آخر يجب أن يقوم النظام الالمركزي على أساس الفصل بين ما هو من‬
‫صالحيات ومسؤوليات الحكومة المركزية من جهة‪ ،‬وبين ما هو من صالحيات الوحدات‬
‫المحلية من جهة أخرى‪ ،‬وبين ما هو من الصالحيات المشتركة بين الحكومتين المركزية‬
‫والوحدات المحلية من جهة ثالثة كما هو واضح من الشكل التالي‪:‬‬

‫وبناء على هذا الفهم يمكن القول أن نظام السلطة المحلية الناجح هو الذي يقوم بتوزيع‬
‫االختصاصات والمسؤوليات بين ُمكونات السلطة في الدولة‪ .‬وأن هذه االختصاصات‬
‫‪Page 121 of 148‬‬

‫والمسؤوليات غالبا ما يتم توزيعها إلى ثالث فئات‪ :‬صالحيات حصرية للسلطة المركزية‪،‬‬
‫وصالحيات متروكة من اختصاص الوحدات المحلية‪ ،‬وصالحيات مشتركة بينهما‪( .‬كما هو‬
‫واضح من الشكل أعاله)‪ ،‬وأن طبيعة هذه الفئات ومداها تتحكم فيها حاجات وإمكانيات‬
‫وظروف الدولة المنشودة‪ .‬بمعنى آخر إن الهدف األساسي هو تقاسم وتوزيع السلطات بين‬
‫حكومة المركز والوحدات المحلية األخرى‪ .‬وفي هذا الصدد أقترح أن يكون توزيع‬
‫السلطات في دولة ليبيا الحديثة كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاصات الحصرية للحكومة المركزية‬

‫تتولي الحكومة المركزية السلطات المتعلقة بالمسائل اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬التمثيل الدبلوماسي والقنصلي والتجاري‪ .‬وشؤون هيئة األمم المتحدة والوكاالت‬


‫المتخصصة‪ .‬واالشتراك في المؤتمرات والهيئات الدولية وجميع المسائل األخرى‬
‫المتعلقة بالشؤون الخارجية‪.‬‬

‫‪ .2‬الشؤون المتعلقة بالحرب والسلم‪ .‬وعقد المعاهدات واالتفاقيات مع الدول األخرى وتنفيذها‪.‬‬

‫‪ .3‬تنظيم التبادل التجاري مع الدول األجنبية والمساعدات والقروض الخارجية‪.‬‬

‫‪ .4‬تنظيم أمور الجنسية والتجنس واإلقامة واألحوال المدنية وحق اللجوء السياسي وإصدار‬
‫جوازات السفر‪ ،‬والتأشيرات والهجرة‪ ،‬ودخول األجانب إلى البالد وإقامتهم فيها وإبعادهم عنها‬

‫‪ .5‬تنظيم القوات المسلحة وإدارتها وتدريبها واإلنفاق عليها‪( .‬وملكية الصناعات الخاصة‬
‫بالدفاع الوطني بأنواعها المختلفة)‪ ،‬وجميع الوسائل األخرى المتعلقة بالدفاع الوطني‪.‬‬

‫‪ .6‬ملكية الطاقة الذرية والمواد الالزمة إلنتاجها‪.‬‬


‫‪Page 122 of 148‬‬

‫‪ .7‬االنترنت والبريد والتلغراف والتليفون واالتصال الالسلكي وغير ذلك من مسائل‬


‫االتصال‪( .‬وسائل االتصال السلكية والالسلكية)‪.‬‬

‫‪ .8‬شبكات الطرق بأنواعها التي تربط كافة أنحاء البالد بعضها ببعض وتربط البالد بالخارج‬
‫الطرق الوطنية والطرق التي تقرر الحكومة المركزية أنها غير خاصة بمنطقة معينة‪.‬‬

‫‪ .9‬تنظيم المصرف المركزي والنظام النقدي ونظام تصريف وإصدار وسك وطبع العملة‬
‫وتنظيم قيمتها وقيمة العمالت األجنبية والنظام التمويلي وسوق رؤوس األموال وتحديد‬
‫معايير الموازين والمقاييس‪.‬‬

‫‪ .10‬أمالك الدولة‪ ،‬اكتسابها وإدارتها والتصرف فيها‪.‬‬

‫‪ .11‬المحافظة على النظام واألمن الوطني في الدولة‪.‬‬

‫‪ .12‬سياسات االقتصاد الكلي والسياسات التمويلية والضريبية للدولة ونظام الشركات‪.‬‬


‫والعمل على تشجيع اإلنتاج الزراعي والصناعي والتجاري وضمان الحصول على‬
‫الموارد الغذائية الالزمة للبالد‪.‬‬

‫‪ .13‬نظام التجارة الخارجية وتنظيم الجمارك وإدارتها وتنظيم االستيراد والتصدير‪.‬‬

‫‪ .14‬ضريبة الدخل ووضع التشريعات للتنسيق بين السلطات الضريبية المختلفة‪.‬‬

‫‪ .15‬نظم المالحة والنقل بأنواعهما ذات الصبغة الوطنية وإدارتها ‪.‬واالتفاقات المتعلقة‬
‫بها واألرصاد الجوية‪ ،‬وإنشاء الموانئ والمطارات وتنظيم تحركات الطائرات‬
‫واألعمال الخاصة بإدارة المطارات وبنيتها التحتية‪.‬‬

‫‪ .16‬االحتكارات واالمتيازات المتعلقة بالسلع الضرورية ذات البعد االستراتيجي‪.‬‬


‫‪Page 123 of 148‬‬

‫‪ .17‬التنقيب عن الثروات الموجودة في باطن األرض والبحر والجو واكتشافها واستغاللها‬


‫بشكل أمثل والمحافظة على البيئة المحيطة بها‪.‬‬

‫‪ .18‬إحصاء السكان والتعدادات واإلحصائيات الوطنية‪ .‬وإنشاء المنظومات بشأنها‪.‬‬

‫‪ .19‬وضع المنظومة التشريعية بما يتمشى مع الدستور واحترام حقوق اإلنسان‪ ،‬والقانون‬
‫المدني والتجاري وقانون العقوبات واإلجراءات المدنية والجنائية والمحاماة‪.‬‬

‫‪ .20‬الملكية الفكرية بجميع أنواعها الملكيات األدبية والفنية والصناعية والمخترعات‬


‫وتسجيلها والعالمات الصناعية والتجارية‪.‬‬

‫‪ .21‬جميع المسائل الخاصة بعلم البالد والنشيد الوطني والعطالت الرسمية‪.‬‬

‫‪ .22‬إدارة وتنظيم نظام الضمان االجتماعي‪.‬‬

‫‪ .23‬شؤون السياحة واألماكن األثرية والمتاحف وأي مؤسسات أخرى لها أهمية وطنية‪.‬‬

‫‪ .24‬المحافظة على الصحة العامة وتنسيق األعمال الخاصة بها وبالتأمينات الطبية‪.‬‬

‫‪ .25‬كافة الشؤون المتعلقة بمزاولة المهن ذات العالقة بصحة اإلنسان وسالمته‪ .‬شروط‬
‫الترخيص بمزاولة مهنة الطب وغيرها من المهن الصحية‪.‬‬

‫‪ .26‬وضع السياسات الخاصة بإدارة الحدود وكيفية تسييرها بمنظور متكامل في كافة‬
‫أنحاء البالد والمحافظة على السيادة الوطنية‪ .‬إدارة سياسة الحدود من وجهة نظر‬
‫متكاملة للبلد والمحافظة على السيادة على كل المناطق‪.‬‬

‫‪ .27‬كل موضوع آخر يعتبره الدستور تابعا للسلطة المركزية‪.‬‬

‫‪ .28‬سن القوانين التي تكون ضرورية ومناسبة لكي توضع السلطات أنفة الذكر موضع التنفيذ‪.‬‬
‫‪Page 124 of 148‬‬

‫ثانيا‪ :‬السلطات المتروكة (أو المتبقية) للوحدات المحلية‬

‫االختصاصات والصالحيات الممنوحة للوحدات المحلية وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬يسمح لكل وحدة محلية أن يكون لها لوائحها الداخلية الخاصة بها بشرط أن تتطابق مع‬
‫أسس الدولة وأال تتعارض مع الدستور‪ ،‬وفي حالة التعارض يطبق القانون المركزي‪.‬‬

‫‪ .2‬تنظيم الوحدة المحلية وتقسـيمها السياسي واإلداري وفق الدستور والقوانين المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪ .3‬تتكون حكومة وإدارة كل وحدة محلية من مسئول تنقيدي ومجلس تشريعي‪.‬‬

‫‪ .4‬يتم انتخاب المسئول التنفيذي لمدة أربع سنوات بأغلبية المواطنين المقيمين في الوحدة‬
‫المحلية والذين يحق لهم االنتخاب‪.‬‬

‫‪ .5‬يمارس السلطة التشــريعية في كل وحدة محلية مجلسها الذي يتكون من عدد من‬
‫األعضاء يمثلون سكان هذه الوحدة والمستويات التابعة لها‪ ،‬وللمجلس التشريعي‬
‫للوحدة المحلية الصالحيات التالية‪:‬‬

‫أ‪ .‬حق إصدار اللوائح والقرارات في ميادين اختصاص الوحدة المحلية‪.‬‬

‫ب‪ .‬التصديق على قانون ميزانية الوحدة المحلية‪.‬‬

‫جـ‪ .‬إدارة ممتلكاتها واستثمار وإدارة أموالها بما فيها المتأتية من تحويالت أو مساعدات‬
‫وإعانات خاصة من السلطة المركزية‪ ،‬وكذلك ما يُخصص لها كحصة من الضرائب الوطنية‪.‬‬

‫د‪ .‬تنظيم وتحصيل ومراقبة وإدارة األنواع الضريبية والرسوم التي تفرضها الوحدة المحلية‪،‬‬
‫وبما ال يتعارض مع نصوص القوانين الوطنية‪.‬‬
‫‪Page 125 of 148‬‬

‫هـ‪ .‬تنظيم الشرطة وتحديد أوجه صرف العائدات الناتجة عن أعمالها وفق ما تنص عليه‬
‫التشريعات الوطنية‪.‬‬

‫و‪ .‬إنشاء وإدارة وتنظيم الخدمات العامة في الوحدة المحلية‪.‬‬

‫ز‪ .‬إنشاء وصيانة وإدارة كافة أنواع لطرق داخل الوحدة المحلية‪.‬‬

‫ط‪ .‬صيانة وإدارة الطرق البرية والموانئ والمطارات المستخدمة تجاريا بالتنسيق‬
‫مع الحكومة المركزية‪.‬‬

‫ك‪ .‬قيام الجهاز التنفيذي بالوحدة المحلية باتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لتفعيل‬
‫لتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة المركزية‪.‬‬

‫ل‪ .‬االضطالع بكافة االختصاصات واألمور األخرى التي يخولها الدستور وقوانين‬
‫الدولة للوحدات المحلية‪.‬‬

‫م‪ .‬القيام باالختصاصات التي يخولها البرلمان للوحدات المحلية بشكل استثنائي‪.‬‬

‫ن‪ .‬يكون لكل وحدة محلية هيئة رقابة تتمتع باسـتقالل ذاتي ووظيفي‪ .‬تمارس هذه الهيئة‬
‫رقابة نشاطات وأعمال وحماية ومراقبة إرادات ونفقات وأمالك الوحدة المحلية وفق‬
‫ما ينص عليه الدسـتور والقانون‪.‬‬
‫‪Page 126 of 148‬‬

‫ثالثا‪ :‬السلطات المشتركة بين المركز والوحدات المحلية‬

‫االختصاصات المشتركة بين السلطة المركزية والوحدات المحلية هي‪:‬‬

‫‪ .1‬تنظيم مصادر الطاقة بكافة أنواعها وتوزيعها‪.‬‬

‫‪ .2‬رسم السياسات البيئية وتنفيذها لضمان حماية البيئة من التلوث‪.‬‬

‫‪ .3‬رسم سياسات التنمية والتخطيط العام والعمل على تنفيذها وفق المخططات العامة والمحلية‪.‬‬

‫‪ .4‬رسم السياسة الصحية داخل الوحدة المحلية والعمل على تنفيذها وفق ما هو مقرر في‬
‫السياسة العامة للدولة‪.‬‬

‫‪ .5‬رسم السياسة التعليمية والتربوية العامة‪.‬‬

‫‪ .6‬رسم سياسة الموارد المائية‪ ،‬وتنظيمها بما يضمن توزيعا عادال لها‪.‬‬

‫‪ .7‬إدارة الشواطئ والمنتزهات والمتاحف والمكتبات والحدائق العامة بما يحقق‬


‫مصلحة الوطن‪.‬‬

‫‪ .8‬إقامة المعارض والمسابقات والمهرجانات بما يحقق االنتعاش الثقافي‪.‬‬


‫‪Page 127 of 148‬‬

‫رابعا‪ :‬السلطات المحظورة على الوحدات المحلية‬

‫‪ .1‬ال يجوز ألي وحدة محلية أن تعقد أية معاهدة‪ ،‬أو أن تدخل في أي حلف أو اتحاد أو‬
‫شراكة‪ ،‬مع أي دولة أخرى إال وفق ما تنص عليه القوانين الداخلية للدولة‪.‬‬

‫عملة أو تصدر سندات حكومية‪ ،‬أو تعتمد أي أوراق‬


‫‪ .2‬ال يجوز ألي وحدة محلية أن تسك ُ‬
‫نقدية خالف العملة المعتمدة من الدولة‪.‬‬

‫‪ .3‬ال يجوز ألي وحدة محلية أن تصدر أي قانون يقضي باإلدانة والعقوبة بدون محاكمة‪،‬‬
‫أو أي قانون جزائي يطبق بأثر رجعي‪ ،‬أو أي قانون ينقص من قوة التزامات الدولة‪.‬‬

‫‪ .4‬ال يجوز ألي وحدة محلية أن تفرض أية رسوم أو عوائد على الواردات أو الصادرات‪،‬‬
‫إال بعد موافقة السلطة التشريعية في البالد‪.‬‬

‫‪ .5‬ال تمنح الوحدة المحلية أي لقب من ألقاب الشرف‪ ،‬وال يجوز ألي شخص يشغل لديها‬
‫منصبا يدر ربحا أو يقتضي ثقة‪ ،‬أن يقبل‪ ،‬دون موافقة البرلمان‪ ،‬أية هدايا أو مقابل مادي أو‬
‫معنوي أو يتقلد منصب أو لقب أيا كان نوعه‪ ،‬من أيشخص أو أي جهة عامة أو خاصة‪.‬‬
‫‪Page 128 of 148‬‬

‫ما هو اسم وشكل الدولة؟‬


‫في هذه الورقة أقترح أن يبقى اسم ليبيا ‪" -‬دولة ليبيا‪ "،‬وذلك ألسباب عديدة لعلمن أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬أسم الدولة يجب أن يُعبر عن كل مكوناتها‪ ،‬وأطيافها‪ .‬بمعنى يجب أن يكون أكثر‬
‫شمولية ودقة في الوصف من أي اسم آخر‪.‬‬

‫‪ .2‬اسم الدولة يجب أن يكون أسم مجرد من أي وصف ألي نظام حكم‪ ،‬بمعني يمكن أن يكون‬
‫نظام الحكم في داخل هذه الدولة جمهوري‪ ،‬أو ملكي‪ ،‬أو جماهيري‪ ،‬أو أي نظام حكم آخر‪.‬‬

‫‪ .3‬أن استخدام اسم "دولة ليبيا"‪ ،‬من الناحية الفكرية والثقافية يعطينا فرصة أكبر وأفضل‬
‫إلعادة الهوية الوطنية الجامعة‪ ،‬والسعي الجاد لترسيخ القيم الوطنية برؤى جديدة و ُمتجددة‪.‬‬

‫‪ .4‬الحقيقة التي ال غبار عليها‪ ،‬أن اغلب الدول الحديثة اليوم أصبحت تستخدم اسم الـ "دولة"‬
‫ودون ربطه بأي نظام حكم معين وال بطبيعته‪.‬‬

‫‪ .5‬أن أسم "دولة ليبيا" يساعدنا على التُخلص من إشكاليات الماضي ومساوئه‪.‬‬

‫‪ .6‬إن استخدام اسم "دولة ليبيا"‪ ،‬من الناحية العملية واالقتصادية‪ ،‬يمكن أن يوفر على الدولة‬
‫مليارات الدوالرات‪ ،‬إذ ال ضرورة لتغيير ما قامت الدولة بطباعته واستخدامه خالل السنوات‬
‫الماضية والذي تضمن أسم "دولة ليبيا" عليه خاصة وأنه يستند إلى اإلعالن الدستوري‬
‫الصادر في ‪ 3‬أغسطس ‪.2011‬‬

‫أما فيما يتعلق بشكل الدولة الذي يجب أن يؤسس عليه شكلها الحديث؟ بمعنى هل هي دولة‬
‫"موحدة" كما هو في األغلبية العظمى من دول العالم‪ ،‬أم هي دولة "موحدة مناطقيا" كما هو‬
‫الحال في أثني عشر دولة من دول العالم من بينها بريطانيا وفرنسا‪ ،‬منذ ثمانيات القرن‬
‫الماضي‪ ،‬أم هي دولة "فيدرالية" كما هو الحال في أمريكا والمانيا؟ أم هي دولة "كونفدرالية"‬
‫‪Page 129 of 148‬‬

‫كما هو الحال في سويسرا؟ أم هي شكل آخر من أشكال "الدول التوافقية‪ "،‬كما هو الحال في‬
‫لبنان؟‬

‫والحقيقة التي يجب أن يُدركها الجميع‪ ،‬أه إذا تم اعتماد أي مشروع للدستور دون تحديد شكل‬
‫الدولة فيه! فان شكل هذه الدولة سوف يكون عرضة للتغيير وفقا لمن يحكمها‪ ،‬كما سيكون‬
‫عرضة لكل تأويالت وتفسيرات الطبقة الحاكمة فيها !فالوحدويون‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫ُ‬
‫سيعتقدون ويتصرفون على أن شكل دولتهم "موحدة "!بينما الفيدراليون‪ ،‬إذا وصلوا إلى‬
‫السلطة‪ ،‬سيتعاملون مع شكل الدولة على أنه نظام فيدرالي! وآخرين سينظرون له على أنه‬
‫نظام "المركزي موسع!" وربما آخرون أيضا سيعتقدون أن شكل دولتهم هو نظام‬
‫"كونفدرالي!" والمحزن أن كل هؤالء‪ ،‬من الناحية النظرية‪ ،‬هم على صواب!! والخالصة من‬
‫كل ذلك‪ ،‬أن عدم النص الصريح على "ما هو شكل الدولة" في الدستور‪ ،‬أو النص عليه في‬
‫مقدمته أو ديباجته‪ ،‬سيقود حتما إلى إيجاد هيكلية أداريه وسياسية غامضة وغير ُمنضبطة‪،‬‬
‫وربما ستكون سببا من أسباب إفشال الدولة وإحداث الفوضى المستمرة فيها !وعليه فمن‬
‫الواجب والضروري تحديد شكل الدولة‪ ،‬وأقترح في هذا الصدد‪ ،‬أنه من األنسب أن تكون‬
‫دولتنا الحديثة "دولة موحدة‪ "،‬وذلك ألسباب عديدة لعل من أهمها األسباب التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إن مصطلح "موحدة" يعنى أن ليبيا دولة تكون فيها السيادة موحدة‪.‬‬

‫‪ .2‬إن مصطلح "موحدة" يعنى أن دولة ليبيا‪ ،‬هي دولة غير فيدرالية وال كونفدرالية‪.‬‬

‫‪ .3‬إن مصطلح "موحدة" يعنى أن دولة ليبيا لها حكومة واحدة‪ ،‬قائمة على أساس دستور‬
‫واحد‪ ،‬وان جميع المواطنين فيها يخضعون لنفس القوانين دون أي تمييز‪.‬‬

‫‪ .4‬إن مصطلح "موحدة" يعني أنها دولة ال تتعارض مع مبدأ الالمركزية‪.‬‬


‫‪Page 130 of 148‬‬

‫ما هو التقسيم اإلداري للدولة؟‬


‫فيما يتعلق بالتقسيم اإلداري‪ ،‬أي ما هو التقسيم اإلداري المناسب لدولة ليبيا الحديثة؟ بمعنى هل‬
‫يجب أن تكون دولة كونفدرالية‪ ،‬أم دولة فيدرالية‪ ،‬أم دولة ُموحدة مركزية‪ ،‬أم دولة ُموحدة‬
‫المركزية؟ وبمعنى آخر على أي أساس يمكن تحديد األقاليم‪ ،‬والواليات (أو المحافظات)‪،‬‬
‫والبلديات التابعة لكل إقليم؟‬

‫في هذا الصدد أقترح ان يتم إعادة التقسيم اإلداري في الدولة على أساس ثمان (‪ )8‬واليات في‬
‫الثالث أقاليم التاريخية‪ ،‬وذلك كاآلتي‪ :‬اثنان في إقليم برقة‪ ،‬واثنان في إقليم فزان‪ ،‬واثنان في‬
‫إقليم طرابلس الغرب‪ ،‬واعتقد انه قد اصبح من الضروري اعتبار كل من بنغازي (الكبرى)‪،‬‬
‫وطرابلس (الكبرى)‪ ،‬في مرتبة (أومستوى) الواليات‪،‬وذلك لما لهما من خصوصيات سكانية‬
‫ومزايا سياسية واقتصادية واجتماعية في الدولة‪ ،‬كما هو واضح في الخريطة والجدول التالي‪:‬‬
Page 131 of 148
‫‪Page 132 of 148‬‬

‫باختصار شديد يمكن القول إن هذا التقسيم‪ ،‬في اعتقادي المتواضع‪ ،‬هو األنسب في هذه‬
‫الظروف بالذات‪ ،‬وسيحقق التوازن السياسي واالقتصادي والجغرافي المطلوب في‬
‫الدولة‪ .‬وفي الحقيقة هي محاولة عملية وواقعية‪ ،‬وهي ايضا الحل المناسب والجاد‬
‫لمواجعه التحديات والتعامل مع األزمات التي تواجه شعبنا هذه األيام‪.‬‬
‫‪Page 133 of 148‬‬

‫وفي تصوري ان هذا التقسيم سيعطي لألقاليم التاريخية دورها الطبيعي في‬
‫دولتنا المدنية الحديثة والتي سيكون اساسها الوطن والمواطنة‪ ،‬بمعنى اين ما تُقيم فأنت‬
‫مواطن‪ .‬وعلينا ان نعى ان تقسيم الدول إلى أقاليم هو تقسيم سائد في ُج ّل دول العالم‬
‫اليوم‪ ،‬ولكن دوره ووظيفته ليست سياسية بالدرجة األولي وال إدارية‪ ،‬وإنما الغرض‬
‫األساسي والوظيفي لألقاليم في الدول الحديثة هو المقارنة والتنافس بين هذه األقاليم‪،‬‬
‫على أسس التنمية المكانية والجغرافية والسكانية والثقافية‪ ،‬وأيضا التخطيط االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ .‬وتقسيم الدولة الي أقاليم هو أسلوب شائع في أغلب الدول الحديثة‪ ،‬مثل‬
‫الواليات المتحدة‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وكندا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬و سويسرا‪ ،‬و إيطاليا‪ ،‬والبرازيل‪،‬‬
‫‪.‬والمغرب‪ ،‬وتونس‪ ،‬وجنوب إفريقيا ‪,‬والهند‪ ،‬ومصر‪ ،‬والجزائر‬

‫كيفية توزيع الثروات؟‬


‫بداية البد من التأكيد على أن السلطة والثروة وجهان لعملة واحدة‪ ،‬وأن كل الثروات‬
‫الطبيعية (المعروفة منها والغير معروفة) هي ملك للشعب الليبي في كل األقاليم‬
‫والمناطق‪ .‬ولكي يتحقق التوزيع المناسب والعادل لهذه الثروات الوطنية البد‬
‫من القيام باآلتي‬

‫أوال‪ :‬قيام الحكومة المركزية بإدارة وتوزيع كل هذه الثروات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬دسترة المعايير واآلليات الضرورية لتوزيع هذه الثروات على كل المواطنين‬

‫بشكل منصف ومناسب‪ .‬ويجب أن يكون من بين هذه المعايير واآلليات اآلتي‪:‬‬

‫)أ) التوزيع على أساس عدد السكان‬

‫)ب) التوزيع على أساس الحاجة‪.‬‬

‫)جـ) التوزيع على أساس المساواة‪.‬‬


‫‪Page 134 of 148‬‬

‫(د) التوزيع‪ .‬على أساس درجة التهميش‪.‬‬

‫(هـ) التوزيع على أساس جبر الضرر‪.‬‬

‫(و) التوزيع على أساس الرقعة الجغرافية‪.‬‬

‫)ز) التوزيع على أساس التنمية المكانية والبشرية‪.‬‬

‫)ح) التوزيع على أساس متطلبات توطين المشاريع الوطنية‪.‬‬

‫)ط) التوزيع على أساس المنافسة بين الوحدات المحلية‪.‬‬

‫(ك) التوزيع على أساس أي معايير آخري يراها المشرع ضرورية‪ ،‬ويحدد كل ذلك بقانون‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضرورة دسترة أهم الموارد الخاصة بتمويل وحدات السلطة المحلية‪ .‬ولعل من‬
‫أهم الموارد والمساعدات التي تخص الوحدات المحلية اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬الموارد التي تعود لوحدات المحلية بفعل المخصصات الدســتورية‪ .‬ويحدد القانون المبادئ‬
‫والقواعد واإلجراءات الهادفة لضمان االستخدام الصحيح والعادل لهذه الموارد‪.‬‬

‫‪ .2‬المصادر المالية من المعونات والمخصصات التي تُرصد للوحدات المحلية‬


‫كحصة من الموارد والضرائب الوطنية‪.‬‬

‫‪ .3‬الموارد الذاتية والناتجة عن رسوم استعمال ممتلكاتها الخاصة والخدمات التي‬


‫تقدمها للمواطنين المقيمين فيها‪.‬‬

‫‪ .4‬الغرامات والعقوبات التي تفرضها الوحدات المحلية على المخالفين للوائحها‬


‫وإجراءاتها‪.‬‬
‫‪Page 135 of 148‬‬

‫‪ .5‬الضرائب والرسـوم والمساعدات األخرى التي تُخصص للوحدات المحلية بقانون‬


‫وطني‪.‬‬

‫الخـاتمـة‬
‫في اعتقادي‪ ،‬إن "نظام السلطة المحلية" سيعمل على الجمع بين عاطفتي الوحدة‬
‫واالستقالل معا‪ .‬فهو من جهة يحقق عاطفة الوحدة الوطنية‪ ،‬وذلك بالتأكيد على وحدة‬
‫الدولة‪ ،‬والمحافظة على سيادتها واإلجماع على هويتها الوطنية الواحدة‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى يحقق عاطفة االستقالل‪ ،‬وذلك بوجود درجة كبيرة من االستقاللية المحلية في‬
‫كل ماهو شأن داخلي للوحدات المحلية‪ ،‬وبذلك سيكون لكل وحدة محلة سلطات أكبر‬
‫فيما يتعلق بشؤونها مثل الخدمات المدنية واالجتماعية والصحية والتعليمية واألمنية‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫وحتى ال يكون اقتراح تقسيم الدولة إلى ثمان (‪ )8‬واليات مجرد قرار سياسي‪ ،‬فوقي‪،‬‬
‫سلطوي‪ ،‬وغير عادل‪ ،‬البد أن يقوم هذا التقسيم على أساس فكرة الدولة الموحدة‬
‫والمتعددة الواليات‪ ،‬وأن يسعى المواطنون في هذه الدولة إليجاد حلول ومعالجات‬
‫جديدة‪ ،‬وبنظرة واقعية وسياسية واقتصادية لكل القضايا المحلية والوطنية‪ .‬وأن ينظر‬
‫لفكرة السلطة المحلية كــ "سلطة رابعة" في الدولة ‪ -‬باإلضافة إلى السلطات الثالث‬
‫التشريعية‪ ،‬والتنفيذية‪ ،‬والقضائية‪ .‬إن اعتبار السلطة المحلية سلطة رابعة ‪:‬األخرى‬
‫سيقود حتما إلي نجاح الدولة وأزدها‪ ،‬وستتحقق بذلك أغراض عديدة لعل من أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات السياسية بين جميع ُمكونات‬
‫النظام‪.‬‬

‫‪ .2‬دارة التنوع في الدولة بنجاح‪ ،‬وذلك بالتوزيع العادل واعتماد مبدأ التنوع من خالل‬
‫الوحدة‪.‬‬
‫‪Page 136 of 148‬‬

‫‪ .3‬تحقبق وضمان وحدة الدولة ومنع هيمنة السلطة المركزية على الشؤون المحلية‬

‫‪ .4‬السماح بانتخاب المسؤولين المحليين بدال من تعيينهم من السلطة المركزية‪.‬‬

‫‪ .5‬خلق توازن وتكامل بين المستويات الثالث‪ :‬المركزي والمناطقي والمحلي في الدولة‬

‫ختاما‪ ،‬يمكن القول وباختصار شديد‪ ،‬أن أسلوب السلطة المحلية هو النظام الذي يجمع‬
‫بين مصطلحي اإلدارة والحكم في النظام الالمركزي المتوازن‪ ،‬وهو نموذج للسلطة‬
‫األمثل واألنسب للواقع الليبي ووحدة الوطن‪ ،‬وخصوصا في هذه الظروف الحرجة‬
‫التي تمر بها بالدنا‪.‬‬

‫أخيرا ال تنسوا يا أحباب بأن هذا مجرد اقتراح اعتقد أنه الصواب‬
‫فمن أتى باقتراح أحسن منه قبلناه ومن أتي باقتراح يختلف عنه احترمناه‪.‬‬
‫أدعو هللا عز وجل أن أكون قد وفقت في المساهمة‬
‫‪.‬في إعادة بناء دولتنا الدستورية الثانية‬

‫وهللا المســتعان‬
‫‪Page 137 of 148‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫الدكتور احمد صقر عاشور "اإلدارة العامة ‪ ،‬مدخل بيئي مقارن " دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪1979‬‬

‫الدكتور سلمان محمد الطماوي "الوجيز في نظم الحكم واإلدارة " دار الفكر العربي للنشر‪ ،‬القاهرة‪1962 ،‬‬

‫الدكتور عبد الرزاق الشيخلي " اإلدارة المحلية‪ ،‬دراسة مقارنة " جامعة مؤتة‪ ،‬األردن ‪.2001،‬‬

‫عبد الرزاق ابراهيم الشيخلي " اإلدارة المحلية في العراق ‪ ،‬عملياتها واتجاهاتها ودورها في التنمية "‬
‫رسالة ماجستير – الجامعة األميركية ‪ ،‬بيروت ‪1969،‬الدكتور عبد القادر الشيخلي " نظرية اإلدارة المحلية‬
‫والتجربة االردنية " المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،‬عمان ‪1982 ،‬‬

‫الدكتور علي عبد العليم محجوب " اإلدارة العامة وتنمية المجتمع " مركز تنمية المجتمع في العالم العربي‬
‫سرس الليان ‪1962 ،‬‬

‫جالل كاساني ‪" ،‬مفهوم اإلدارة المحلية و مقوماتها اإلدارية للدولة الحديثة‪ "،‬سبتمبر ‪2018 ،8‬‬
‫‪https://radio-onefm.com/‬‬

‫الدكتور محمد حسنين عبد العال " الالمركزية المحلية " معهد اإلدارة العامة ‪ ،‬الرياض ‪ 1398 ،‬هــ‬

‫الدكتور محمود عاطف البنا" نظم اإلدارة المحلية " مكتبة القاهرة المدنية ‪،‬القاهرة ‪1968‬‬

‫د‪ .‬أحمد السيد الدقن ‪" ،‬األسس الحديثة لإلدارة المحلية‪ ،‬أستاذ اإلدارة العامة والمحلية المشارك بكلية العلوم‬
‫اإلدارية‪ ،‬وخبير اإلصالح اإلداري واإلدارة االقتصادية ‪ -‬أكاديمية السادات للعلوم اإلدارية‪-09 -01 ،‬‬
‫‪http://www.nashiri.info/articles/business/5215-2012-08-27-12-01-52.html 2012‬‬

‫دستور المملكة الليبية‪ ،‬قبل التعديل في عام ‪.1963‬‬


‫_______________________________‬
‫محمـــد عبـد الرحمــن بالـرويــن‬
‫أمرتس بروفسور في العلوم السياسية واإلدارة (‪)-- 2013‬‬
‫رئيس قسم العلوم االجتماعية بجامعة تكساس أي أند أم أنترتاشنال (‪)2011 – 2008‬‬
‫ممثل دائرة مصراته في الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور‬
‫‪berween@gmail.com‬‬
‫‪2019 - 10 – 20‬‬
‫‪Page 138 of 148‬‬

‫الملحق الخامس‬

‫رسالة مفتوحة‬
‫بعنـوان‬
‫احترموا عقول زمالئكم في الهيئة أيها السيدات والسادة‬

‫األربعاء‪ 17 :‬فبراير ‪2016‬‬


‫‪Page 139 of 148‬‬

‫السيدات والسادة رئيس وأعضاء لجنة العمل المحترمين‬


‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪،‬‬
‫بداية البد أن أشكركم وأقدر الجهود التي بذلتموها إلخراج ما أسميتموه بـــ " ُمخرجات‬
‫لجنة العمل (‪ "،)2‬والذي كان من ال ُمفترض (وفق قرار تكليفكم من الهيئة) أن تكون نُسخة‬
‫ُمنقحة لمخرجاتكم األولى بعد استالمكم ودراستكم لكل المالحظات واالقتراحات واالنتقادات‬
‫التي وصلتكم من بقية األعضاء والمنظمات الدولية والمؤسسات العامة والمجتمع المدني حول‬
‫ُمقترحاتكم األولى‪.‬‬

‫لعلنا نتفق بأن عملية ترجيع "ال ُمخرجات األولى" للجنتكم كانت نتيجة لرغبة وإصرار‬
‫البعض منكم على ذلك‪ .‬وكان ال ُمبرر للقيام بذلك هو محاولة تنقيح ال ُمخرجات وتعديلها‬
‫واستيعاب االعتراضات عليها قبل ُمداوالت الهيئة مجتمعه ومن اجل تقريب وجهات النظر‬
‫وتحقيق التوافق بين األعضاء‪.‬‬

‫واستجابة لهذا الطلب اتخذت الهيئة قرار "باألكثرية البسيطة" ( ُكنت أنا أحد‬
‫المعارضين على هذه الخطوة وخصوصا عميلة ترجيع ال ُمخرجات إلى نفس اللجنة التي‬
‫أصاغتها‪ .‬وفي نهاية المداوالت احترمت هذا القرار سعيا إلنجاحها وخدمة للصالح العام‪.‬‬

‫وبالرغم من أن قرار الهيئة قد منحكم مدة ال تزيد عن عشرة (‪ )10‬أيام إلنجاز‬


‫ُ‬
‫مهمتكم‪( ،‬أي من يوم ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2015‬إلى يوم ‪ 07‬يناير ‪ ،)2016‬إال إنكم ولألسف الشديد‬
‫لم تلتزموا بذلك‪ ،‬واستمريتوا في مهمتكم وكأن شيء لم يحدث ‪ ،‬ودون الرجوع للهيئة مجتمعة‬
‫وبالرغم من ذلك سكتنا اعتقادا منا أن القادم أحسن‪.‬‬
‫ُ‬ ‫للمطالبة بتمديد المدة‪،‬‬

‫وبعد أكثر من أربعين (‪ )40‬يوما من اجتماعاتكم المتواصلة‪ ،‬أعلنتم إتمام مهمتكم‪،‬‬


‫وقمتم بالدعوة لمؤتمر صحفي أعلنتم فيه بان "ال ُمخرجات (‪ )2‬للجنة العمل" قد تم إنجازها‪،‬‬
‫وتم تسليمها إلى رئاسة الهيئة من أجل توزيعها على بقية األعضاء‪ .‬والحقيقة إن هذا المؤتمر‬
‫‪Page 140 of 148‬‬

‫ولألسف الشديد قد أعطى انطباع خاطئ في الشارع الليبي بان هذه ال ُمخرجات التي أنجزتها‬
‫لجنتكم هي المسودة الثانية للدستور‪ .‬وهذا ما أكد عليه رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور‬
‫االستاد على الترهوني عندما أعلن في مؤتمر صحفي في تونس بأن الهيئة بصدد إعداد النسخة‬
‫النهائية لمسودة الدستور الذي سيكون توافقيا يمثل كل األطراف‪.‬‬

‫وبعد اعتقادي أنكم ُمرهقين وفي حاجة لشيء من الراحة واالستجمام بعد هذه‬
‫االجتماعات المتواصلة‪ ،‬أتفاجأ بان البعض منكم قد سافر لجمهورية تونس بمجرد استالمكم‬
‫لرسالة نصيه عن طريق الهاتف تُعلم األعضاء بان هناك ورشة عمل في تونس! وحيثيات‬
‫الرسالة هي اآلتي‪ :‬في يوم ‪ 04‬فبراير ‪ ،2016‬وعند الساعة ‪ 23:51‬من رقم مجهول هو‪:‬‬
‫‪ 218 .91 .1000 .994‬يقول فيه‪" :‬السيدات والسادة أعضاء الهيئة المحترمين‪" :‬ستعقد‬
‫ورشة عمل بتونس يوم االثنين القادم وعلى الراغبين إبالغنا للحجز الفندقي واالستقبال مع‬
‫مالحظة حجز تذكرة السفر وسيتم تسديدها الحقا‪".‬‬

‫وفي اليوم التالي‪ ،‬أي يوم ‪ 05‬فبراير ‪ ،2016‬وعند الساعة ‪13:36‬وصلتني رسالة ثانية‬
‫من نفس الرقم تقول "عطفا على رسالتنا السابقة بخصوص ورشة العمل بتونس نفيذكم بأن‬
‫الورشة ستعقد يوم األربعاء القادم بدل من االثنين‪ .‬يرجي السفر قبل موعد الورشة علما بأنه‬
‫سيتم تسديد تذاكر السفر بتونس وتمنياتنا لكم بالتوفيق‪".‬‬

‫والغريب في األمر أن هذه الرسالة لم تذكر لنا "ما هو موضوع هذا الورشة؟" وال‬
‫الجهة القائمة بتنظيمها وال "من هم الخبراء الذين سيشاركون فيها؟ وال "على أي أساس تمت‬
‫الدعوة لهذه الورشة ومن الذي أتخذ القرار بأننا في حاجة لها؟" والغريب أكثر أن "الذي بعث‬
‫لنا هذه الرسالة (مشكور) لم يعرفنا بنفسه وال بصفته الوظيفية في الهيئة؟"‬
‫‪Page 141 of 148‬‬

‫والغريب أكثر أنني وبعد أن قمت ببعض االتصاالت‪ ،‬اكتشفت بأن الورشة كانت تحت‬
‫إشراف المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية واالنتخابات! ليس هذا فقط بل علمت فيما بعد‬
‫أن بعض األعضاء قد ذهبوا إلي هذه الورشة لمناقشة "مخرجاتكم رقم (‪ ")2‬مع (كما يقول‬
‫البعض منكم) خبراء هذه المنظمة! وقبل أن يطلع زمالئكم في الهيئة الذين كلفوكم بهذه المهمة‬
‫على هذه ال ُمخرجات! والبعض منهم لم تصل له بعد! فه لهذا األمر جائز وصحيح؟ وهل يُعقل‬
‫(إذا صح هذا الخبر) قيامكم بذلك؟ ومن جهة أخرى هل يجوز ما ورد على لسان مقرر اللجنة‬
‫التصريح (لموقع ليبيا المستقبل‪ ،‬يوم ‪ 15‬فبراير ‪ 2016‬بأن "الهيئة تسعى لعقد اجتماعات‬
‫تحاورية مع عدد من األعضاء في تونس العاصمة؛ لبحث حلول لنقاط الخالف الدائر على‬
‫المسودة النهائية‪ ،...‬وذلك بحسب ما أوردته وكالة األنباء الليبية‪ ".‬فهل ُيعقل أيها السيدات‬
‫والسادة الكرام هذا األسلوب والتعاطي مع قضايا مهمة وخطيرة وفي هذه الظروف بالذات؟‬
‫وهل يُعقل أن نتحدث باسم التوافق (وتمنح لكم الهيئة ُمجتمعة محاولة جمع الشمل) ونتصرف‬
‫بهذه الطريقة؟ فمن هو الخبير الذي سيقدم لكم حلول عن قضايا لم يقم بدراستها وبحث‬
‫ُمبرراتها سلفا وخصوصا إذا كان الخبير من خارج الوطن؟‬

‫انطالقا من كل ما ذكرته أعاله‪ ،‬وغيره مما ال يسع المجال للتعرض له في هذه‬


‫المناسبة‪ ،‬وإيمانا وحرصا مني على إنجاح هذا المشروع الذي هو أمانة في أعناقنا جميعا‪،‬‬
‫فإنني أطلب من حضرتكم تزويد الهيئة مجتمعة والرأي العام باآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تزويدنا بالمذكرة التوضيحية الشارحة لكل مادة ُمقترحة في ُمخرجات لجنتكم‬
‫الموقرة‪ُ ،‬متضمنة آليات عملكم‪ ،‬وكيفية اتخاذ قرارتكم (خصوصا بعد أن استقال عضوين من‬
‫لجنتكم دون رجوعكم للهيئة ُمجتمعة الستبدالهم!)‪ ،‬وما هي ُمبررات اختيار كل ُمقترح أو‬
‫"مادة" في ُمخرجاتكم رقم (‪ ،)2‬وهل كان قراركم بخصوص كل مادة باإلجماع؟ أم كان‬
‫بالتوافق؟ أم كان بأغلبية الحاضرين؟ وإذا كان باألغلبية‪ ،‬فكم كانت النتيجة (أي من الذي‬
‫صوت معها ومن الذي صوت ضدها؟)‪.‬‬
‫‪Page 142 of 148‬‬

‫ثانيا‪ :‬ما هي األسس والخطوات المنهجية والموضوعية التي استخدمتموها في اختيار‬


‫وتفضيل ُمقترحات لجنتكم‪ ،‬ورفض المالحظات واالنتقادات واالقتراحات البديلة التي وصلتكم‬
‫من بقية األعضاء‪ ،‬ومن أشخاص ومؤسسات ومنظمات محلية ودولية أخرى‪ ،‬حول ُمقترحاتكم‬
‫األولى‪ .‬وأنا على يقين بأن أكثر من ثمانية وسبعين (‪ُ )78‬مقترح قد وصلكم من أعضاء‬
‫ومنظمات دولية ومؤسسات وطنية ومجتمع مدني‪ .‬وكنتيجة لهذا الكم الكبير من ال ُمقترحات‬
‫التي وردت إليكم‪ ،‬قمتم (ومعكم الحق في ذلك) بطلب تمديد ُمدة عملكم‪ ،‬وذلك ألن المدة في‬
‫نظركم غير كافية للقيام بما يجب القيام به‪ ،‬وقبل منكم األعضاء (وأنا من بينهم) هذه‬
‫ال ُمبررات‪ .‬ولكن هل يُعقل‪ ،‬وبعد أن أخذتم أكثر من أربعين (‪ )40‬يوما من العمل أن ترفض‬
‫ُجل هذه المالحظات واالنتقادات واالقتراحات البديلة؟ بالتأكيد ال! فهل يُعقل‪ ،‬على سبيل المثال‬
‫ال الحصر‪ ،‬أن ترفض كل المواد المقترحة الواردة في التقرير النهائي للجنة التواصل والتوافق‬
‫مع المكونات‪ ،‬والذي تقدمت به لجنة التواصل والتوافق التي شكلتها الهيئة للتفاوض مع‬
‫المكونات؟‬

‫ثالثا‪ :‬هل يُعقل‪ ،‬بالرغم من وضوح المادة (‪ )5‬وصراحتها (وعدم قابليتها للشرح أو‬
‫التأويل)‪ ،‬والتي تنص في فقرتها (‪ )4‬بأن تعتمد اللجنة في عملها على "المقترحات واآلراء‬
‫وبالرغم من حضور ست عشر (‪ )16‬شخصيا لشرح‬
‫ُ‬ ‫المكتوبة المقدمة من أعضاء الهيئة‪".‬‬
‫مقترحاتهم والدفاع عنها ومطالبة اللجنة بتبنيها أو اعتبارها على االقل "نص بديل لمقترحات‬
‫اللجنة‪ ".‬إال أن اللجنة ولألسف الشديد رفضت اعتماد فكرة "نص أساسي" و "نص بديل له"‬
‫بخصوص أي مادة من المواد‪ ،‬أو حتى بخصوص "الديباجة" التي رفض بعض أعضاء اللجنة‬
‫ذكر ثورة الــ ‪ 17‬من فبراير فيها‪ ،‬وكأن هذا الحدث التاريخي والعظيم هو مجرد حدث عابر‬
‫أو (نكبة أو كارثة) كما يريد البعض وصفها؟ ألم تنص الفقرة الثالثة من المادة الثامنة‪ ،‬من‬
‫قرار الهيئة رقم (‪ )17‬لسنة ‪ ،2015‬بأنه "عند تعذر الوصول إلي التوافق أو النصاب المحدد‬
‫للتصويت داخل اللجنة يتم اعتماد "نص أساسي" و "نص بديل له" وفق الخيارات المطروحة‬
‫‪Page 143 of 148‬‬

‫حول الموضوع‪ ".‬ألم ترتق الخيارات المطروحة في نظركم الي مستوي "النص البديل‬
‫لمقترحكم؟" الرجاء‪ ،‬وبكل صدق‪ ،‬شرح هذا األمر وتوضيحه لنا وألهالينا وللتاريخ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬وأخيرا‪ ،‬هل فعال قامت لجنتكم بالذهاب للمشاركة في ورشة العمل في تونس‬
‫لمناقشة ُمخرجات لجنتكم قبل عرضها على األعضاء وإتاحة الفرصة لهم لدراستها ومعرفة‬
‫مبرراتها؟‬

‫وعليه أيها السيدات والسادة الكرام أعضاء لجنة العمل‪ ،‬أذا لم تقم لجنتكم ال ُمحترمة‬
‫باإلجابة على االستفسارات المذكورة أعاله‪ ،‬فانا شخصيا‪ ،‬ومع احترامي الشديد لكم‪ ،‬وتقديري‬
‫لمجهوداتكم‪ ،‬فإنني لن أعترف بهذه ال ُمخرجات‪ ،‬ولن اعتبر ما توصلتم إليه "المقترح األساسي‬
‫الذي يتم التداول والتصويت عليه‪ "،‬كما تنص المادة (‪ )9‬من قرار الهيئة رقم (‪ )17‬لسنة‬
‫‪ .2015‬وذلك ألنكم لم تستطيعوا الوصول للهدف المنشود والذي كان من ال ُمفترض (وفق قرار‬
‫تكليفكم من الهيئة) أن تكون هذه ال ُمخرجات نُسخة ُمنقحة ل ُمخرجاتكم األولي بعد استالمكم‬
‫ودراستكم لكل المالحظات واالقتراحات واالنتقادات التي وصلتكم من بقية األعضاء حول‬
‫ُمقترحاتكم األولي‪.‬‬

‫وفى الختام ال املك إال أن نذكركم بالقسم الذي قسمتموه يوم انتخابكم واستعدادكم للقيام‬
‫بهذه المهمة المقدسة‪" :‬أقسم باهلل العظيم أن أعمل على تأدية عملي بصدق وإخالص وعلى‬
‫إعالء مصلحة الوطن فوق أية اعتبارات أو مصالح جهوية أو قبلية أو حزبية أو عرقية وهللا‬
‫على ما أقول شهيد‪".‬‬

‫وختاما أدعو هللا عز وجل أن نكون جميعا في مستوى التحدي‪ ،‬وأن نكون أهل لتحقيق‬
‫أحالم وأمال أهالينا في كل ربوع وطننا الجريح الغالي‪.‬‬

‫وهللا المستعان‪.‬‬
‫عضـو الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور‬ ‫د‪ .‬محمـد عبد الرحمن بالرويـن‪،‬‬
‫‪Page 144 of 148‬‬

‫الملحق السادس‬
‫قرار الهيئة التأسيسية‬
‫رقم (‪ )23‬لسنة ‪ 2015‬م‬
‫بشأن اعتماد توافقات لجنة التواصل مع المكونات‬
Page 145 of 148
Page 146 of 148
‫‪Page 147 of 148‬‬

‫ميثاق شـــرف انتخابي‬


‫في ‪2014‬‬
Page 148 of 148

You might also like