Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
خاتمة
قائمة المراجع
1
مقدمة
تعتبر اإلدارة العامة مجموعة األجهزة والهياكل والهيئات القائمة في إطار السلطة التنفيذية غير مختلف
مستوياتها أي مجموعة األشخاص المعنوية العامة وتنظيماتها وتفريعاتها المختلفة كما تعتبر مجموعة
األنشطة التي تقوم بها تلك األجهزة والهيئات إشباعا لالحتياجات العامة للجمهور والمواطنين ومن هذا
االنطالق> كان ال بد من تنظيم إداري فجاء هذا التنظيم على مستويين :المستوى> األول فني وتقني ويتمثل
في المركزية وهو موضوع> بحثنا والثاني يتمثل في الالمركزية كفيان لتوزيع النشاط اإلداري> بين مختلف
األجهزة والهيئات اإلدارية بالدولة ومن هذا السياق ما هي األجهزة اإلدارية لرئاسة الحكومة؟
2
المبحث األول :األجهزة اإلدارية االستشارية و مجلس الوزراء
المطلب األول :األجهزة االستشارية
أوال :أشكال األجهزة االستشارية
أوال :التشكيل :يتكون المجلس من 180عضوا موزعين حسب النسب التالية :
- %50يمثلون كافة المؤسسات ،و التنظيمات العامة ،و الخاصة ،العاملة في القطاعات االقتصادية ،و
االجتماعية ،و الثقافية .
% 25-يمثلون الشخصيات المؤهلة نظرا لخبرتهم ،و تأهيلهم الشخصي يعينون لتخصصهم> من رئيس
الجمهورية
وعليه فإن طريقة التمثيل يسودها> االنتخاب و التعيين في آن واحد طبقا للكيفية يحددها مرسوم تنفيذي ،و
ذلك لمدة 3سنوات قابلة للتجديد ،و يمكن تعليق العضوية بأغلبية 2/3أعضاء مكتب المجلس .
- 1ناصر لباد ،القانون اإلداري ،التنظيم اإلداري ،منشورات دحلب ،حسين داي ،الجزائر،.ص85
3
ثانيا :التسيير :يتم تسيير المجلس بواسطة الهيئات و اآلليات التالية :
الرئيس :يتم انتخاب الرئيس من طرف أعضاء المجلس باألغلبية المطلقة و يتم تقليده بمرسوم> رئاسي .
و للرئيس ثالثة نواب يعينهم مكتب المجلس ،و يعتبر رئيس المجلس اآلمر الرئيسي بالصرف> إلى جانب
األمين العام للمجلس الذي يعتبر األمر الثانوي بالصرف> .
المكتب :عند كل تجديد دوري للمجلس ،ينتخب أعضاء المجلس (الجمعية العامة) مكتب المجلس الذي
يتكون من 6إلى 9أعضاء بشرط> أن تعكس تشكيلة المكتب تمثيل مختلف أنواع المؤسسات ،و التنظيمات
التي يتشكل منها المجلس ،كما يمكن أن يحضر> اجتماعات منها المجلس .
اللجان :يقوم المجلس بتشكيل لجان دائمة ،من بين أعضائه ،تتولى التفكير و االقتراح في المسائل و
1
الملفات المطروحة عليها ،و تتمثل أساسا فيما يلي :
كما يمكن للمجلس بناء على قرار> من مكتبة أو باقتراح من ثلث أعضائه أن يشكل لجانا فرعية ،أو لجانا
خاصة ،أو مختصة ،أو فرق> عمل .
و القاعدة العامة أن دورات المجلس تكون علنية إال ادا قرر> مكتب المجلس خالف دلك .
المداوالت :يجتمع المجلس في جمعية عامة تضم جميع األعضاء للتداول في نتائج أعمال اللجان المقدمة
إليه و يعبر المجلس عن موقفه بواسطة التوصيات ،اآلراء ،التقارير ،الدراسات .
ثالثا :الصالحيات :تقتصر مهمة المجلس الوطني> االقتصادي> و االجتماعي على تقديم المشورة إلى أجهزة
اإلدارة المركزية (الحكومة) دون البرلمان كما هو الحال في بعض الدول حتى تصدر> قراراتها> التنفيذية
في شتى الميادين بناء أو استثنائيا> بالدراسات و التوصيات المقدمة لها ،حيث تشير المادة 03من المرسوم>
السابق إلى دلك حينما تنص على :
-ضمان استمرار> الحوار و التشاور> بين الشركاء االقتصاديين و االجتماعيين
-تقويم المسائل ذات المنفعة الوطنية بالتنمية االقتصادية و الثقافية و دراستها>
-تقديم اقتراحات و توصيات> و إبداء اآلراء حول القضايا التي تندرج في نطاق اختصاصه .
4
المزدوج و بغض النضر عن االختصاص القضائي المسند إلى مجلس الدولة كأعلى محكمة إدارية في
الجزائر بعهد القانون السالف الذكر إلى المجلس باختصاص في المجال االستشاري .
أوال :ميزات االستشارة :يدلي مجلس الدولة برئيه حول مشاريع القوانين كاستشارة إلزامية و من ثم ،فان
نطاق هده االستشارة اإللزامية محدود بالمجال التشريعي دون المجال التنظيمي ،اد ال تطال االستشارة
مشاريع> المراسيم الرئاسية الصادرة عن رئيس الجمهورية و ال مشاريع المراسيم> التنفيذية الصادرة عن
رئيس الحكومة ،و من باب أولى القرارات التنظيمية الوزارية .
ثانيا :اإلجراءات :بعد المصادقة على مشروع> القانون من طرف مجلس الحكومة ،يقوم األمين العام
للحكومة بإخبار مجلس الدولة بموجب إرسال مشروع> القانون وكل الوثائق المتعلقة به إلى األمين العام
لمجلس الدولة .
– يقوم رئيس مجلس الدولة عقب دلك ،بتعيين مقرر من بين مستشاري الدولة بموجب أمر صادر عنه .
وفي> حالة استقبال الرئيس المشروع إلى رئيس اللجنة الدائمة التي تشكل لهادا الغرض .
ويقوم> مجلس الوزراء بوجه خاص باالختصاصات التالية :وضع السياسة العامة للدولة بالتعاون مع
رئيس الجمهورية واإلشراف> على تنفيذها وفقا للقوانين والقرارات الجمهورية .توجيه وتنسيق> ومتابعة
أعمال الوزارات واإلدارات المختلفة ،فضال عن المنظمات والمؤسسات العامة
5
-1مع مراعاة كافة االختصاصات المخولة لرئيس الوزراء بمقتضى الدستور> والقوانين النافذة يقوم نواب
رئيس الوزراء بمساعدته في أداء مهامه وتحدد> الالئحة التنفيذية مهام واختصاصات> كل منهم مع مراعاة
االختصاصات المناطة بأي منهم في قرار تشكيل الحكومة.
-2يتولى أعضاء مجلس الوزراء تنفيذ المهام واالختصاصات المكلفين بها ويعتبر> كل عضو في المجلس
مسؤوالً> مسئولية فردية عن األعمال التي تجري في مجال اختصاصاته وجميع أعضاء المجلس مسئولون>
عن أعمال الوزراء مسئولية جماعية وملزمون بتنفيذ السياسة العامة للدولة ضمن إطار القوانين التي تحدد
مجال اختصاصاتهم وجميعهم> مسؤولون ومحاسبون أمام مجلس النواب ورئيس> الجمهورية ،كما يكون
الوزراء مسؤولون أمام رئيس الوزراء عن قيام كل منهم بالمهام واالختصاصات المنوطة به.
-3أعضاء مجلس الوزراء ملزمون باتخاذ القرارات واإلجراءات لتنفيذ المهام الموكلة إليهم في مجال
اختصاصاتهم> باالستناد إلى الدستور والقوانين والقرارات واللوائح الصادرة من رئاسة الجمهورية
والقرارات الصادرة من مجلس الوزراء وهم ملزمون أيضا ً بالتوجيه واإلشراف على تنفيذ القرارات التي
1
يصدرونها> وتنمية الكوادر> الفنية وتأهيل القوى العاملة في نطاق الجهات التي يشرفون عليها.
-4يقدم أعضاء مجلس الوزراء المقترحات حول خطة عمل المجلس وجدول أعماله وذلك وفقا ً لألسس
والقواعد والمقاييس المحددة في الالئحة التنظيمية لجهاز رئاسة الوزراء.
-5ينسق أعضاء مجلس الوزراء فيما بينهم في المسائل التي تقتضي ذلك وأن يسعوا إلى حل المسائل
المختلف فيها ،وينبغي عليهم أثناء ذلك أن يقدموا إلى رئيس الوزراء وجهات النظر المختلف فيها كتابة
وبشكل واضح وشامل.
-6يحق ألعضاء مجلس الوزراء عرض أي مسألة ملحة داخلة ضمن مجال اختصاصهم> على رئيس
الوزراء وطلب الرأي والتوجيه الالزم بصددها .وذلك من خالل مذكرة مكتوبة تتضمن شرحا ً مفصالً
للموضوع ووجهات نظرهم>.
-7يبلغ أعضاء مجلس الوزراء كل في مجاله رئيس الوزراء أو المجلس بالحوادث والمخالفات الجسيمة
لنظام الدولة وسياستها> وما يخل بتنفيذ القوانين والقرارات أو ما يعطلها.
-8يمارس أعضاء مجلس الوزراء المهام والمسؤوليات المحددة لكل منهم في قرار> تشكيل الحكومة أو
قرارات تعيينهم ،وأيضا> يتولى كل منهم المهام والصالحيات المخولة في القانون ألعضاء مجلس الوزراء
ويضطلع> بأداء المهام واألعمال التي يعهد بها إليه ضمن السلطة العليا.
6
المبحث الثاني :الحكومة
المطلب األول :رئاسة الحكومة و الوزير األول
أوال -رئيس الحكومة
قد أحدث مركز رئيس الحكومة على إثر التعديل الدستوري> الذي جرى بمقتضى استفتاء 03نوفمبر>
، 1988بعد إعالن عن اإلصالحات السياسية من طرف> رئيس الجمهورية و قد كرس دستور> 1989هذا
المركز و بين إجراءات تعيينه حاالت انتهاء مهامه و كذا تحديد صالحياته.
يوزع> الصالحيات بين أعضاء الحكومة مع احترام األحكام الدستورية . -
يرأس مجلس الحكومة . -
يسهر على تنفيذ القوانين و التنظيمات> . -
يوقع المراسيم> التنفيذية -
يعين في وظائف> الدولة دون المساس بأحكام المادتين 77و . 78 -
يسهر على حسن اإلدارة العمومية -
باإلضافة إلى ممارسته لبعض من أعمال الحكومة في ما يقوم به من تصرفات> في عالقته بالسلطة
التشريعية من تقديمه لبرنامج الحكومة و مناقشته أمام المجلس الشعبي الوطني و تحضير مشاريع القوانين
و مناقشتها> أمامه فان أهم الصالحيات ذات الطابع اإلداري تتمثل خاصة في سلطة التعيين و السلطة
التنظيمية .
-يتمتع رئيس الحكومة بسلطة التعيين في وظائف> الدولة على اختالفها خاصة العليا منها و له في ذلك
حق التفويض تسهيال للعمل اإلداري> .
-كما يتمتع بالسلطة التنظيمية التي تتجلى في التصرفات القانونية في ما يوقعه من مراسيم> تنفيذية تطبيقا و
تجسيدا لبرنامج حكومته .إال أنها مرتبطة بالسلطة التشريعية
7
كما أنها إذا كانت موافقة المجلس الشعبي الوطني على برنامج الحكومة ال تشكل شرطا لتعيينه فإن
استشارة أو موافقة المجلس ال تشترط أيضا إقالة رئيس الحكومة .
حالة االستقالة :و تأخذ استقالة رئيس الحكومة في الواقع شكلين :
* استقالة إرادية :حيث يمكن لرئيس الحكومة أن يقدم استقالة حكومته لرئيس الجمهورية .
* استقالة حكمية :و ذلك في حالة عدم موافقة المجلس الشعبي الوطني على برنامج الحكومة .مما يترتب
عنه لجوء رئيس الجمهورية من جديد إلى تعيين رئيس حكومة .
أو في حالة ترشح رئيس الحكومة لرئاسة الجمهورية و يترتب على ذلك تعيين أحد أعضاء الحكومة
لممارسة هذه الوظيفة .كما كذلك في حالة مصادقة المجلس الشعبي الوطني> على ملتمس الرقابة .
ففي كل الحاالت فإن انتهاء مهام رئيس الحكومة سواء بإقالته أو استقالته يترتب عنه حتما انتهاء مهام كل
1
أعضاء الحكومة .
يمكن تعيين الوزير األول من االختيار> الحر لرئيس الجمهورية و ذلك من بين الكثير من الشخصيات> ،و
لكن الوزير> االول المعين ال يمكن أن يفعل شيئا مهما دون دعم البرلمان ،و تنتهي مهما الوزير> االول
بواسطة مرسوم> رئاسي يوقعه رئيس الجمهورية بناء على اإلقالة أو االستقالة أو الوفاة
2
حددت أحكام الدستور مهام وصالحيات منصب الوزير األول على النحو اآلتي:
المادة 103يقود الحكومة رئيس حكومة ،في حال أسفرت االنتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية.
تتكون الحكومة من الوزير> األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،ومن الوزراء الذين يشكلونها.
المادة 104يعين رئيس الجمهورية أعضاء الحكومة بناء على اقتراح من الوزير األول أو رئيس
الحكومة ،حسب الحالة.
المادة 105إذا أسفرت االنتخابات التشريعية عن أغلبية رئاسية ،يعين رئيس الجمهورية وزيرا أوال
ويكلفه باقتراح> تشكيل الحكومة وإعداد مخطط> عمل لتطبيق> البرنامج الرئاسي> الذي يعرضه على مجلس
الوزراء.
المادة 106يقدم الوزير األول مخطط عمل الحكومة إلى المجلس الشعبي الوطني للموافقة عليه ،ويجري
المجلس الشعبي الوطني لهذا الغرض مناقشة عامة .يمكن الوزير> األول أن يكيف مخطط عمل الحكومة
على ضوء مناقشة المجلس الشعبي الوطني> بالتشاور مع رئيس الجمهورية.
يقدم الوزير األول عرضا حول مخطط عمل الحكومة لمجلس األ ّمة مثلما وافق> عليه المجلس الشعبي
الوطني> .يمكن لمجلس األمة ،في هذا اإلطار ،أن يصدر> الئحة.
- 1سعيد بو شعير ،النظام السياسي الجزائري ،دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع ،عين مليلة ،الجزائر ،1990،ص52
- 2الجريدة الرسمية رقم 80المؤرخة في 30ديسمبر 2020
8
المادة 107يقدم الوزير األول استقالة الحكومة لرئيس الجمهورية في حالة عدم موافقة المجلس الشعبي
الوطني> على مخطط عمل الحكومة .يعين رئيس الجمهورية من جديد وزيرا> أول حسب الكيفيات نفسها.
المادة 108إذا لم تحصل موافقة المجلس الشعبي الوطني> من جديد ،يحل وجوبا>.
تستمر> الحكومة القائمة في تسيير الشؤون العادية إلى غاية انتخاب المجلس الشعبي الوطني وذلك في أجل
أقصاه ثالثة ( )3أشهر.
المادة 109ينفذ الوزير األول وينسق مخطط العمل الذي صادق> عليه المجلس الشعبي الوطني>.
المادة 110إذا أسفرت االنتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية غير األغلبية الرئاسية ،يعين رئيس
الجمهورية رئيس الحكومة من األغلبية البرلمانية ،ويكلفه بتشكيل حكومته وإعداد برنامج األغلبية
البرلمانية.
إذا لم يصل رئيس الحكومة ،المعين إلى تشكيل حكومته في أجل ثالثين ( )30يوما ،يعيّن رئيس
الجمهورية رئيس حكومة جديد ويكلفه بتشكيل الحكومة .يعرض رئيس الحكومة ،في كل الحاالت ،برنامج
حكومته على مجلس الوزراء ،ثم يقدمه للبرلمان حسب الشروط> المنصوص عليها في المواد 106
(الفقرات األولى و 3و )4و 107و.108
المادة 111يجب على الوزير> األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،أن يقدم سنويا إلى المجلس الشعبي
الوطني> بيانا على السياسة العامة .تعقُب بيان السياسة العامة مناقشة عمل الحكومة .يمكن أن تُختتم هذه
المناقشة بالئحة .يمكن أن تُختتم هذه المناقشة بالئحة .كما يمكن أن يترتب على هذه المناقشة إيداع ُملت َمس
رقابة يقوم به المجلس الشعبي الوطني طبقا ألحكام المادتين 161و 162أدناه.
للوزير> األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،أن يطلب من المجلس الشعبي الوطني تصويتا> بالثقة .وفي
حالة عدم الموافقة على الئحة الثقة ،يقدم الوزير> األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،استقالة الحكومة.
وفي> هذه الحالة ،يمكن رئيس الجمهورية أن يلجأ ،قبل قبول االستقالة ،إلى أحكام المادة 151أدناه .يمكن
1
للوزير> األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،أن يقدم إلى مجلس األمة بيانا عن السياسة العامة.
المادة 112يمارس الوزير> األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،زيادة على السلطات التي تخولها إياه
صراحة أحكام أخرى في الدستور ،الصالحيات اآلتية:
يعين في الوظائف> المدنية للدولة التي ال تندرج ضمن سلطة التعيين لرئيس الجمهورية أو تلك
التي يفوضها له هذا األخير
-1الجريدة الرسمية رقم 80المؤرخة في 30ديسمبر 2020
9
يسهر على حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق العمومية.
المادة 113يمكن الوزير> األول أو رئيس الحكومة ،حسب الحالة ،أن يقدم استقالة الحكومة لرئيس
الجمهورية.
المادة 103من دستور> 2020تفصل في هذه اإلشكالية .تقول الفقرة األولى من هذه المادة“ :يقود
الحكومة وزير أول في حال أسفرت االنتخابات التشريعية عــن أغلبية رئاسية" ،أي موالية لرئيس
الجمهورية.
أما الحالة الثانية فقد حددتها الفقرة الثانية التي جاء فيها" :يقود الحكومة رئيس حكومة ،في حال أسفرت
االنتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية" ،أي ليست موالية للرئيس .ومعنى هذا أن تسمية “الوزير
األول" سوف لن تختفي من القاموس السياسي للبالد ،أو على األقل قبل إجراءات االنتخابات التشريعية
المسبقة.
الفرق بين "الوزير األول" و"رئيس> الحكومة" حسب فقهاء القانون الدستوري ،يكمن في الصالحيات،
فالوزير األول عادة ما يكون مجرد منفذ لبرنامج رأس السلطة التنفيذية ممثال في رئيس الجمهورية ،وهذا
معناه أن هامش تحركه محدود ،بل يمكن القول إنه مجرد "منسق" ألعضاء الفريق الحكومي .وبمعنى> أدق
إنه يعود إلى رئيس الجمهورية في كل صغيرة وكبيرة ،ألنه مكلف بتطبيق> برنامج الرئيس.
أما "رئيس الحكومة" فهو أكثر تحررا وأقل تبعية لرئيس الجمهورية ،ومعنى هذا أنه يتوفر> على بعض
الصالحيات التي يفتقدها الوزير األول ،ومنها الحرية في تشكيل الحكومة ،وااللتزام بإعداد برنامج
األغلبية البرلمانية باعتباره منبثقا منها.
ومن بين ما حمله المشرّع من فرق> في الصالحيات بين "الوزير> األول" و"رئيس الحكومة" ،هو ما
تضمنته المادتان 105و 110من دستور ،2020فالوزير األول "يكلف باقتراح تشكيل الحكومة" من قبل
الرئيس ،كما جاء في المادة 105التي نصها" :إذا أسفرت االنتخابات التشريعية عن أغلبية رئاسية ،يعين
رئيس الجمهورية ،وزيرا أول ويكلفه باقتراح تشكيل الحكومة وإعداد مخطط عمل لتطبيق البرنامج
الرئاسي> الذي يعرضه على مجلس الوزراء"
ومعنى> هذا ،أن الوزير> ال يتعدى دوره اقتراح أسماء الحكومة على رئيس الجمهورية ،وهذا األخير يمكنه
أن يقبل أو يرفض أو يعدل التشكيلة الحكومية .في حين أن رئيس الحكومة ال يقترح على الرئيس أعضاء
الحكومة ،وإنما يشكل الحكومة ويعرضها> على الرئيس ،كما جاء في المادة 10التي نصها" :إذا أسفرت
1
- https://www.annaharar.com/arabic/politics/arabi-world/almaghreb-alarabi/06012021083012036
10
االنتخابات التشريعية عن أغلبية برلمانية غير األغلبية الرئاسية ،يعين رئيس الجمهورية رئيس الحكومة
من األغلبية البرلمانية ،ويكلفه بتشكيل حكومته وإعداد برنامج األغلبية البرلمانية".
وباستثناء هذا الفرق (في تشكيل الحكومة) ال تبدو هناك فروقات> أخرى جوهرية في الصالحيات ،وفق
نصوص الدستور> الجديد ،بل إن "الوزير> األول" كما "رئيس الحكومة" يتقاسمان الكثير من الصالحيات،
حددتها المادة ،112والمتمثلة في توجيه وتنسيق ومراقبة عمل الحكومة ،وتوزيع الصالحيات بين أعضاء
الحكومة ،وتطبيق القوانين والتنظيمات ،ورئاسة اجتماعات الحكومة ،فضال عن توقيع> المراسيم التنفيذية،
والتعيين في الوظائف> المدنية للدولة التي ال تندرج ضمن سلطة التعيين لرئيس الجمهورية أو تلك التي
يفوضها> له هذا األخير ،كما يسهران على حسن سير اإلدارة العمومية والمرافق> العمومية.
وبعد بدء العمل بالدستور> الجديد وانطالقا من هذه التوصيفات ،يمكن القول إن ''عبد العزيز جراد ''سيبقى
يحمل توصيف الوزير> األول ،ألنه يعكف على تنفيذ برنامج الرئيس ،وبصورة أوضح ،ألنه ليس منبثقا
عن أغلبية برلمانية.
11
خاتمة
يعتبر التنظيم> اإلداري في أي دولة مهما كان النظام القائم بها إنما يبنى على أجهزة وإدارات مركزية
وأخرى> المركزية لكن االختالفات> بين الدول واألنظمة يكمن في مدى األخذ بالمركزية أو الالمركزية تبعا
للمعطيات السائدة بها في شتى المجاالت السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية.
12
قائمة المراجع
محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري ،التنظيم اإلداري ،دار العلوم للنشر .1
والتوزيع،الحجار،عنابة،الجزائر.2002،
عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،مطبعة هومه ،دار ريحانة ،الجزائر>. .2
ناصر> لباد ،القانون اإلداري ،التنظيم اإلداري ،منشورات دحلب ،حسين داي ،الجزائر. .3
سعيد بو شعير ،النظام السياسي الجزائري> ،دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع> ،عين .4
مليلة ،الجزائر 1990،
الجريدة الرسمية رقم> 80المؤرخة في 30ديسمبر> 2020 .5
6. https://www.annaharar.com/arabic/politics/arabi-world/almaghreb-
alarabi/06012021083012036
13