Professional Documents
Culture Documents
____________________________________________________________________________________________________________________________
____________________________________________________________________________________________________________________________
جامعة تكريت
كلية االدارة واالقتصاد
قسم ادارة االعمال
0202
1
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
قائمة احملتويات
2
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(احملاضرة االوىل)
املفهوم واخلصائص والعناصر والنموذج الفكري لإلنسان
املقدمـة:
مع تسارع وتيرة التغيير في عالم اليوم ،وتنوع مجاالت التأثير والتفاعل البيئي ،المعلوماتي،
التكنولوجي ،واإلنساني ،ومع تزايد الغموض وعدم اليقين فيما يتعلق بالمستقبل ،تتكاثر وعلى نحو
متزايد العديد من المشكالت ،التحديات ،المهددات ،والمخاطر التي تواجه الحكومات والمجتمعات
والمؤسسات على اختالف أنواعها واتجاهاتها وتوجهاتها.
في خضم هذا الواقع المتغير ،لم يعد بإمكان اإلدارة وال القيادة في المؤسسات على اختالفها
م نهجها وأسلوبها التقليدي مجابهة كل هذه التحديات ،والتعامل باقتدار مع متغيرات المستقبل...
ذاك المستقبل المليء بالحركية والفجائية والعدائية والتعقيد.
" إن أساليب اإلدارة التقليدية أصبحت قاصرة ،وغير قادرة على مسايرة التغيرات البيئية،
المتمثلة في األعباء والقيود االقتصادية واالجتماعية ،وزيادة حدة المنافسة والعدائية ،والتطور
التكنولوجي المتسارع ،وما يصاحبها من ارتفاع معدالت مخاطر اتخاذ القرار وكلفة الق اررات
الخاطئة"
لذلك فإن البحث عن أساليب قيادية أكثر قدرة على مواجهة تحديات البيئة المضطربة
ومتطلباتها ،يستدعي التحول وبسرعة نحو قيادة جديدة... ،قيادة ذات صفات إبداعية وابتكارية
تمتلك البصيرة النافذة والثقافة الراقية والمعرفة المتنوعة ،...قيادة أخالقية تعاونية وتشاركية ،تلك
هي القيادة اإلستراتيجية التي تمارس التفكير والفعل والتأثير وفق منظور إستراتيجي واسع األفق
وبعيد المدى.
كان التحول نحو قيادة ذات كفاءة وفاعلية إستراتيجية إنما يتطلب منهجية تطوير تعتمد
مداخل وتقنيات ذات مضمون ومغزى إستراتيجي ،وضمن هذا االتجاه يعد التفكير اإلستراتيجي
مدخال أساسياً و مطلباً مهماً للقيادة الجديدة ،باعتباره أحد أبرز القوى المحركة والدافعة إلى
صميم القيادة اإلستراتيجية ...لكونه يمثل منهجاً فكرياً ريادياً ،يعتمد مهارات وكفاءات إبداعية
في مواجهة المشكالت واألزمات ،والتعامل مع متغيرات البيئة الداخلية والخارجية ،وفي البحث
واالهتمام عن التصور الذي يجب أن تكون عليه المؤسسة في المستقبل
التفكير االستراتيجي هو األسلوب الذي يتمكن من خالله القادة من توجيه منظماتهم
واالنتقال بها من مجرد العمليات اليومية ومواجهة األزمات ،إلى رؤية مختلفة للعوامل الديناميكية
3
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
الداخلية والخارجية ،القادرة على تحقيق التغيير في البيئة المحيطة بهم ،بما يحقق في النهاية
توجيهاً فعاالً بشكل أفضل لمنظماتهم بحيث يصبح المنظور الجديد متجهاً للمستقبل". ،...
التفكري ..املفهوم واخلصائص والفلسفة
اوال :مفهوم التفكيـــر
يعد التفكير إحدى العمليات العقلية المعرفية العليا ،الكامنة وراء تطـور الحيـاة اإلنسـانية ،
وسيطرة اإلنسان على كافة الكائنات الحية ،واكتشاف الحلول الفعالة التي يتغلب بها على
ما يواجهـه في الحياة من مصاعب ومشكالت ،بل أن معظم االنجازات العلمية والعملية
التي حققتهـا البشـرية مبنية على التفكير.
وتنبع أهمية التفكير ليس في كونه أداة لتقدم اإلنسان فحسب ،بل اعتباره ضرورة لوجود
واسـتمرار وبقاء اإلنسان علي األرض ،هذا إلي جانب أهميته في مساعدة الفرد على
التكيف مع عالمه الخارجي ،الن التفكير يعد األداة المهمة التي يستخدمها اإلنسان
لتحقيق وتحسين وتنمية ذاته وفي التعبير عـن فرديته وموهبته ،فاألسلوب الذي يفكر به
الفرد يعتبر القوة الكامنة التي تؤثر على اسـتيعابه وتفوقـه وكافة تفاعالته في الحياة.
والتفكير عملية عقلية معرفية حيوية مستمرة ،تتضمن مجموعة من عمليات المعالجـة
داخـل الجهاز المعرفي ،وهو ال ينمو في فراغ بل يستدعي وجود هدف لدى الفرد ،وقوة
دافعة محركة له نحو تحقيق هذا الهدف ،والتفكير ليس مجرد مهارة تضاف إلى المهارات
األساسية ،بل هو أساس المهارات جميعها ،وهو موضع اهتمام منذ زمن بعيد ،وزادت
أهميته في العصـر الحـديث نتيجـة التغيـرات التطورات الهائلة في المجاالت كافة ،مما
أسهم في ظهور طرق وأساليب جديدة للتفكيـر )التفكيـر اإلبداعي ،والتفكير اإلبتكاري،
والتفكير االستراتيجي،....(،حيث لم تعد الطرق واألسـاليب القديمـة كافية لمواجهة تلك
التغيرات المستمرة.
مفهوم التفكير:
عرف قاموس وبستر Websterالتفكير بأنه " الفكر والتعرف والتأمل والحكم والتخيل
والعقل والنشاط العقلي ،وهو ملكة الفكر القادر على تنظيم تسلسل األفكار
"أعلى مراتب المعرفة وأرقاها Higher - Order Cognition، التفكير بأنه
فهو العملية التي عن طريقها يتشكل التمثيل العقلي الجديد من خالل تحويل المعلومات
عن طريق التفاعل المعقد بين الخصائص العقلية لكل من الحكم ،والتجريد ،واالستدالل،
والتخيل والتصور ،وحل المشكالت"
4
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
ويرى الطيب بأن التفكير هو "العملية التي ينظم بها العقل خبراته بطريقة جديدة ،من
خالل األنشطة العقلية الديناميكية والمعالجات الذهنية ،ليضع المضامين باستخدام
الرموز مثل الصور الذهنية والمعاني واأللفاظ واألرقام واإلشارات والتعبيرات والخرائط،
وذلك عند حل مشكلة معينة بحيث تشمل هذه العملية إدراك عالقات جديدة بين
موضوعين أو عنصرين فأكثر من عناصر الموقف المراد حله.
وكما يعرف جروان التفكير بأنه عبارة "عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها
الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمس
،والتفكير بمعناه الواسع عملية بحث عن معنى في الموقف أو خبرة ،وقد يكون هذا
المعنى ظاه اًر حيناً وغامضاً حيناً آخر ،ويتطلب التوصل إليه تأمالً وامعان نظر في
مكونات الموقف أو الخبرة التي يمر بها الفرد"
ويري آخر بأن التفكير هو " :عملية االتصال التي تقوم بين العصبونات في مناطق
الدماغ المختلفة بقصد تبادل المعلومات حول موضوع ما".
مما تقدم ،تعني عبارة الفكر في إطار االستخدام الشائع لها ،مضمون الفكر ومحتواه
،ويعني جملة اآلراء واألفكار التي يعبر بواسطتها الفرد عن مشكله واهتماماته مثله
االخالقية ومعتقداته الذهنية وطموحاته االجتماعية والسياسية ورؤيته للمحيط والعالم .وفي
هذا السياق فإن معني الفكر هو األيدولوجيا التي تنشأ في محيط محدد .وهذا ما يأتي مغاي اًر
. للعلم ،حيث إن العلم كلي ال حدود إقليمية .وال ينكفئ في محيط معين
إذن الفكر أداة ومحتوي يرتبط بالمحيط االجتماعي والثقافي الذي ينتمي إليه
الفكر ،وعملية التفكير ذاتها التتم إال داخل محيط ثقافي معين ،وهذا يعني أن التفكير
يحدث من خالل منظومة مرجعية تشكل إحداثياتها األساسية من محددات المحيط البيئي
. ومكوناته
ويرتبط التفكير ارتباطاً دالليا بمستوي تحصيل الفرد للمعرفة ،وهو دليل لمستوي تنور حامله
بما حوي من علم .وتنوع الفكر هو داللة لسعة إطالع واضطالع الفرد بالعلوم والمعرفة ،
وأن لكل فكر حضارة تطبع هويته وثقافته ومهاد نموه وزمانه ومكانه .
ثانيا :خصائص التفكري اإلنساني:
التفكير اإلنساني بصورة عامة يتميز بعدة خصائص من أهمها
يتسم التفكير باإلشكالية :أي أن التفكير يتخذ من المشكالت موضوعاً له :ويبدأ عادة
بطرح سؤال ،ففي السؤال تصاغ مسألة التفكير ،والسؤال هو أكثر األشكال التي تبرهن
5
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
على وحدة التفكير واللغة ،وما التفكير سوى مسألة محددة صيغت في شكل السؤال.
والبحث عن إجابة السؤال المطروح يكسب عملية التفكير طابعاً منظماً وهادفاً.
التفكير واللغة يؤلفان وحدة معقدة ال تنفصم عراها :فاللغة واسطة التعبير عن
التفكير ،بل هي الواقع المباشر له ،وهي تضفي عليه طابعاً تعميمياً .فمهما يكن
الموضوع الذي يفكر فيه اإلنسان ،ومهما تكن المسألة التي يعمل لحلها فإن في ه كر
دوماً بواسطة اللغة.
التفكير نشاط عقلي غير مرئي ،يحدث داخلياً في دماغ اإلنسان ،ويستدل عليه من
من تصورات ومفاهيم وقدرات وطرائف في النشاط العقلي ،مما يشير إلى العالقة الوثيقة
بين الذاكرة والتفكير من جهة ،والى العالقة بين التفكير والمعارف من جهة أخرى.
للتفكير مستويات عدة فقد يتحقق في مستوى األفعال العملية ،أو في مستوى
استخدام التصورات ،أو الكلمات ،أي على شكل مخطط داخلي يشتمل التفكير على عدد
من العمليات التي تتصدى لمعالجة المعلومات بطرائق متنوعة مثل ) :التركيب ،التحليل،
التصنيف ،المقارنة ،التجريد ،التعميم ..الخ) ولكي يتمكن اإلنسان بواسطتها من حل
المسائل المختلفة التي يواجهها نظرية كانت أم عملية ،عليه أن يوظّف
المنظومة الكاملة لهذه العمليات تبعاً لشروط ولدرجة استيعابه لها .
التفكير ال ينفصل عن طبيعة الشخصية ،أي أن التفكير ليس عملية مستقلة وانما هو
عنصر مهم من مكونات الشخصية يعمل في إطار منظومتها الديناميكية ،وال وجود له
خارج هذا اإلطار
ثالثا :عناصر التفكري وأدواته:
يتفق كثير من الباحثين إلى أن ثمة تنوع في عناصر التفكير وأدواته التي يستخدمها الفرد فـي
عمليات التفكير ،ويمكن إيجازها على النحو التالي:
)1اللغة:اللغة من أكثر الوسائل كفاءة في تنفيذ عملية التفكير ،فهي نظام من الرموز والقواعـد
يسـمح للفرد بالتواصل مع اآلخرين ،فعندما يسمع أحدنا أو يق أر أو يكتب كلمة أو جملة أو
يالحظ إشارة فـي أي لغة ،عندها يتحفز للعملية التفكيرية.
6
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
)2التصور( التخيل : (:التصور هو صور األشياء المادية التي تنطبع وتسجل في دماغ
الفرد ،حيث أن كـل صـورة حسية عبارة عن عدد كبير من العناصر التي يوجد في عالقة
محددة من التشابه واالتسـاق وتتميـز بعمومية مبدأ انتظامها الزمني والمكاني ،وتظهر في
وعي الفرد كموضوعات للمعرفـة ،والصـورة مركبة ومعقدة تتكون في مستوى ما من
مستويات تطور المخطط األولي أو الهيكلـي ،وهـي أسـهل للتناول واالستخدام والمعالجة...،
وان تخيل الصور التي تحتوي على تجارب شخصية حول موضوع معين أو أشخاص أو
مشاهد هي أداة من أدوات التفكير التي يعمد الفرد إلى استخدامها في توليد صورة تخيلية
ترمز إلى مواضيع معينة.
)3المفاهيم :تُعرف المفاهيم بأنها قواعد معرفية في عقل اإلنسان ،توجد على شكل خطط،
يمكن االستفادة منها في توجيه سلوك الفرد لتصنيف األشياء الواقعة في بيئته بناء على
الخصائص المشتركة بينهـا ،وبذلك تعمل الشبكات المفاهيمية كأداة تساعد الفرد على
التفكير في اتجاهات معينة بطريقة منظمة.
)4الرموز واإلشارات :هي أسماء مقررة تعرف بها األشياء والظواهر والعمليات كأسماء
األشياء واألرقام .إن الرمز طريقة اصطنعها اإلنسان لتحل إشارة ما ،محل حدث أو واقعة،
وتستخدم الرموز في عمليـة تكـوين المفاهيم ،والرموز واإلشارات تمثالن وتساندان البدائل
للمواضيع والتجارب والنشاطات الحقيقة ،ومن األمثلة على الرموز إشارات المرور ،واشارات
سكة الحديد ،وهي أشكال تعبر عن أدوات تستخدم في تحفيز التفكير واثارته ،وتدفعنا إلى
التفكير والتصرف بطريقة معينة ،إنها مثيرات توجه التفكير بطريقة أو بأخرى.
)5النشاطات العضلية التفكير بطريقة أو بأخرى يقدم أدلة لتدخل الحركات األولية لمجموعة
عضـالتنا ،فاألنشـطة العضلية التي يقوم بها الفرد تسمح له بالتوجه نحو التفكير في شيء
يقوم به.
: رابعا :النموذج الفكرى لإلنسان
فى كتابة عن االدارة السلوك االنسان( (1997قدم السلمى نموذجاً فكرياً لالنسان على النحو
التالى :يعمل عقل االنسان (االله الفكرىة) من خالل عمليات ذهنية متشابكة ومتداخلة يغنيها
ويشرح على السلمى العمليات كالتالى عنصر واحد من المعلومات.
-1االدراك :هو إحساس االنسان بما حولة ،وأستقبالة للمتغيرات والمؤثرات ،قم فهمها
وتحليلها بطريقة معينة.
7
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
-2التعلم :يمر االنسان بمواقف اجتماعية وفردية يتعرض فيها لمخاطر أو يحصل منها
على منافع ومن خالل هذه التجارب المباشرة أو غير المباشرة يكتسب االنسان معلومات
جديدة توضح له أحد أمرين مهمين هما :
-أن السلوك الذى مارسة أثناء التجربة أدى أو يؤدى الى ضرر أو منفعة حسب
االحوال.
-أنه إذا أراد على المنفعة فعلية ألتماس السلوك الذى سيؤدى الى ذلك.
-3االتجاهية :االنسان يدرك ،اال نسان يتعلم االنسان يريد (يرغب) ،االنسان يوافق أوالً
يوافق ،يؤيد .يناصر أو يعارض .أى تتكون لدى االنسان اتجاهات بحسب ما يدركه
ويتعلمه وما يرغبه .فاالتجاه هو وصف لوجه نظر االنسان حيال شىء موضوع إنسان
أخر ،فكرة مكان.
-4الدافعية :الدوافع هى تعبير عن حاجات يريدها االنسان ويسعى الى إشباعها ،كما
تعتبر الدوافع قوى السلوك تدفعة فى المجاالت الى المستويات التى تساعد االنسان على
تحقيق رغباته .واذا ترجمنا هذه العمليات الفكرية فى صورة نظام متكامل نجد الشكل
التالى:
شكل /النظام المتكامل للعمليات الفكرية لدى االنسان
الذاكرة
8
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(المحاضرة الثانية)
التفكري االسرتاتيجي ..مدخل نظري
مازال التفكير االستراتيجي مثار جدل علماء وباحثي اإلدارة االستراتيجية ضمن رؤية نظرية
و/او تطبيقية ،ومرد ذلك يعود إلى الحداثة النسبية في دراسة أبعاده تشخيصا وتحليال وتنبؤا
،على الرغم هيمنة حقيقة مفادها أن الفكر االستراتيجي بمالمحه العامة والخاصة هو نتاج تفكير
العقل االستراتيجي ،وقد نبع االهتمام به وترافق مع والدة أفكار تبشيرية بالمدخل المعرفي كاحد
المكونات التي اجتذبت عملية البحث العلمي في محاولة لتأطير مفهومه وتشخيص حاجة إدارة
المنظمات إليه حاض ار ومستقبال ،وان اإلحاطة بالمضامين النظرية للتفكير االستراتيجي تقتضي
التعرف على الدالالت المفاهيمية للتفكير ،ومستجدات النشأة والتوجه في حقل اإلدارة بشكل عام
واإلدارة االستراتيجية بشكل خاص فضال عن المكونات والعناصر األساسية للتفكير االستراتيجي
اوال :االتفكير االستراتيجي (النشأة والتوجه):
على الرغم من إن الت ارث النظري والتطبيقي للتفكير االستراتيجي كان قد تبلور في
العقد األخير من القرن العشرين عند بداية حدوث التغيير واعادة الهيكلة لمجمل نشاطات
وفعاليات الدول والمنظمات وأصبح موضوع علمي يدرس في معظم الجامعات والمعاهد
العلمية ،إال أن الخلفية التاريخية والمعرفية لهذا الميدان تعود إلى العصور السابقة ومنذ بداية
الحياة البشرية ،وقد ظهر التفكير االستراتيجي باعتباره متغي ار علميا وعلى مراحل مختلفة ،فقد
اعتمد في حقبة سبعينات القرن الماضي على(التخطيط االستراتيجي) في حين أعتمد في
حقبة الثمانينيات على (اإلدارة االستراتيجية) بينما أعتمد في حقبة التسعينات على(مرحلة
التفكير االستراتيجي)وقد وردت هذه المتغيرات نتيجة للتغييرات السياسية واالقتصادية والتقنية
أبان مرحلة القرن العشرين الماضية.
لقد اثر هذا التطور جوهريا في اغناء الفكر االستراتيجي وتغيرت معه مواقف الكتاب
والباحثين لتتالءم مع التغييرات المتسارعة التي امتازت بها المجتمعات الحديثة ومنظماتها
الكبيرة ،إذ أصبحت المنظمات بحاجة إلى (التفكير االستراتيجي) وبات من الضروري اعتماد
القيادات جميعها على اجادت قدرات التفكير االستراتيجي ،وفي هذا المجال ويؤكد
( )Hinterhuber & Popp:1992أن اإلدارة االستراتيجية تتطلب لكي تصبح لها ممارسات
فعلية في واقع عمل المنظمة ،وجود قيادة استراتيجية متمكنة بمعنى إدارة عليا ذات فكر
استراتيجي منظم تستطيع أن تمارس النشاط المتكامل لصياغة وتنفيذ وتقييم ورقابة
االستراتيجيات المختارة وليس مجرد مديرين يمارسون أنشطة إدارية تقليدية.
9
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
ويبقى التساؤل ،هل أن دور اإلدارة االستراتيجية قائم واإلجابة عليه تبرر اللجوء إلى
العقل االستراتيجي بل وحاجته إلى التفكير االستراتيجي ،ومع بزوغ التفكير بالوضع التنافسي
اتجهت األنظار نحو استخدام مصطلح التفكير االستراتيجي كبديل لما كان مألوفا في
التوجهات التقليدية باستخدامها لمصطلح التخطيط االستراتيجي ،وقام هذا الجدل على أساس
افتراضي ينص على إن التفكير في مجريات المستقبل يتطلب نمطا إبداعيا أكثر منه نمطا
تقليديا.
مما تقدم تعد نشأة التفكير االستراتيجي في سياق تطور االستراتيجية انعكاساً للتغييرات
السياسية واالقتصادية والتقنية في القرن العشرين وبخاصة مع تزايد مستويات الشك وتعدد
االحتماالت مما أفرز تزايد الحاجة إلى العمليات االستراتيجية العقلية بمستويات عالية .
وباإلضافة إلى اإلدارة االستراتيجية ،ساهم التفكير خطوة خطوة وسيكولوجية اإلدراك ونظرية
النظم في نشوء التفكير االستراتيجي الذي أصبح مع تطوره على تماس مباشر مع الحدس
واإلبداع والرؤيا والخيال والبا ار سايكولوجي .
ويمكن تمييز أربع مراحل مر بها تطور موضوع التفكير االستراتيجي هي :
.1مرحلة الفهم األولي :تعود هذه المرحلة إلى محاوالت ( ) Porterالمبكرة في نهاية
ثمانينات القرن العشرين لتمييز مفهوم االستراتيجية عن اإلدارة االستراتيجية كحقل علمي
وعالقتهما بصياغة االستراتيجية ،فقدم فهماً متواضعاً للتفكير االستراتيجي باعتباره عملية
تحليل الموقع التنافسي بهدف تحسين المكانة التنافسية للدولة أو المؤسسة بين مثيالتها في
مجاالت نشاطاتها المختلفة .أن تلك المحاولة األولية لبداية فهم التفكير االستراتيجي وأن لم
تكن محاولة ناضجة بما يكفي لتتطابق مع اإلدراك الحالي للتفكير االستراتيجي إال إنها قدمت
أثراءا مهما في المعرفة العلمية لحقل االستراتيجية بما يساهم الحقاً في تطور فهم وادراك
التفكير االستراتيجي.
.2مرحلة التطور المنطقي :تطور التفكير االستراتيجي في هذه المرحلة تطو اًر منطقياً مع
تطور االستراتيجية واإلدارة االستراتيجية فتوسع ليمتد إلى صياغة وتنفيذ االستراتيجية واألداء
االستراتيجي للمؤسسة .وأصبح يتداخل مع كل من التحليل االستراتيجي والتخطيط
االستراتيجي والتنظيم االستراتيجي والرقابة االستراتيجية والقيادة االستراتيجية .لذلك فأنه يغطي
بشكل عام كل الفعاليات المقترنة بالفعل االستراتيجي.
.3مرحلة التمييز البسيط :بعد أن تطور التفكير االستراتيجي في المرحلة السابقة متداخالً
مع بقية النشاطات والمتغيرات االستراتيجية ،بدأ في هذه المرحلة يظهر بشكل واضح كعملية
11
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
11
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
12
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
المنظمة وجاء األسلوب البديل من قبل العالم ) (Mintizbergوهو التفكير االستراتيجي والذي
أكد على ان التخطيط االستراتيجي هو عملية تحليلية في حين التفكير االستراتيجي هو معالجة
للبصيرة ،فالتفكير االستراتيجي الفعال هو عملية تساؤول مستمر عن وضع المؤسسة والتفكير
بالقضايا على نحو مبدع.
وبناء على ما تقدم ومن أجل اعطاء مفهوم محدد للتفكير االستراتيجي ،نعرض مجموعة من
ً
التعاريف التي أوردتها األدبيات المعاصرة ذات الصلة وعلى وفق ما يأتي.
13
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
وعل ــى ض ــوء م ــا تق ــدم ،يمك ــن تأش ــير ع ــدد م ــن المؤشـ ـرات المح ــددة لمفه ــوم التفكي ــر
االستراتيجي على وفق االتي:
يعبــر التفكيــر االســتراتيجي عــن الحالــة اإلدراكيــة المصــاحبة للقــادة االســتراتيجيين فــي
ممارستهم لمهامهم وأدوارهم بالمنظمات.
يعد التفكيـر االسـتراتيجي محصـلة لعمليـة التفاعـل بـين خصـائص القيـادة معبـ ار عنهـا
بالمهارات والقدرات وبين خصائص بيئة المنظمة الداخلية والخارجية والتي في ضوءها
تتحدد طبيعة السلوك القيادي.
يعبــر التفكيــر االســتراتيجي عــن قــدرات التفكيــر اإلبــداعي واالبتكــاري المســتقبلي لقــادة
المنظمــات خصوصــا فــي مجــال التخطــيط االســتراتيجي والــذي يشــكل مصــد ار أساســيا
لمواجهــة المشــكالت المنظميــة ذات الطبيعــة المعقــدة بعيــدا عــن منطــق التفكيــر البــديهي
المستند على الخطوات المتتالية والروتينية.
وقدم الكبيسي رؤية حديثة لمفهوم التفكير االستراتيجي تمثل خالصة لعدد من التعريفات
النظر لإلمام في فهمه للماضي ويتبنى النظر من األعلى لفهم ما هو أدنى ويوظف
االستدالل التجريدي لفهم ما هو كلي ويلجأ للتركيب التشخيصي لفهم حقيقة األشياء
العقلية. بواقعية وهو تفكير تفاؤلي إنساني يؤمن بقدرات اإلنسان وطاقاته
ويقصد بالتفكير اإلستراتيجي بالعمليات العقلية والمعرفية التي تمد القيادة
فرقاً وأفراد ،بالقدرة على فحص وتحليل عناصر البيئة المختلفة ،وتفسيرها واعادة تركيبها
في إطار رؤية متبصرة لفهم المستقبل ،وادراك األبعاد الحرجة والمحورية في حياة
المؤسسة ،مع إمكانية صياغة اإلستراتيجيات ،وحل المشكالت ،واتخاذ الق اررات المالئمة
للظروف المتغيرة ،ما يشكل النجاح المستدام
14
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(المحاضرة الثالثة)
ثالثا :الفرق بين التفكير االستراتيجى والتفكير العملى ) التشغيلى (
يختلف التفكير اإلستراتيجي عن التفكير العادى حيث أن المفكرين االسـتراتيجيين أصـحاب
رؤيـة Visionولهذا فإن االستراتيجى يتسم بعدة سمات هى
يمكن القول أن % 99من المديرين والمسئولين يملكون فك اًر دقيقاً ومهارات فى ممارسـة التفكيـر
التشغيلى ولذلك فإن الجميع يميل دائماً إلى التفكير التشغيلى سواء عـن عمـد أو نتيجة عادات
مكتسبة ألنها مسألة اعتادت عليها الغالبية العظمى لفترات طويلة كما ظلت لمدد طويلة موضع
احتفاء وتشجيع .ورغم أن هناك فروقاً كبيرة بين التفكير االستراتيجى والتفكير التشغيلى إال أنهما
فى النهاية يعتبران كلمة واحدة مكمالن لبعضهما البعض نظ اًر الن استمرار أى تنظيم فى تحقيق
النجاح يتطلب توافر كفـاءات فى كل من التفكير االستراتيجى والتفكير التشغيلى وفيما يلى
نعرض شكالً توضحياً لهذا الفروق–
التفكير التشغيلى التفكير االستراتيجى
فورى أطول زمنيا
ملموس يقوم على اإلدراك
عملى /تطبيقى ذهنى وتصورى /تعليمى
يؤدى إلى حلول لمشاكل يحــدد القضــايا أو الفــرص الرئيسية
األداء القائمة يقتحم مجاالت جديدة
روتينى وقابل لالستمرارية يقسم بالفعالية
يتسم بالكفاءة أسلوبه نظرى
أسلوبه عملى منظوره يكون من أعلى
منظوره متاح لمن يقف على األرض
15
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
المختلفة واجراء التغييرات واعادة البناء ،بما ينسجم والتوجهات اإلستراتيجية للمنظمة.
يوجه التفكير اإلستراتيجي مجمل عمليات التفكير في مختلف المستويات التنظيمية .2
نحو المقاصد اإلستراتيجية بما يحقق تجانس التفكير ،ما ينجم عنه خاصية اإلجماع
اإلستراتيجي والتفكير الجمعي ،ويدفع هذا األمر جميع األطراف نحو قبول االلتزامات
المترتبة على اإلجماع تجاه اتخاذ القرار وتنفيذه.
أما الكبيسي وفي إطار رؤيته وتصوره لمستقبل األمة ،فإنه يؤكد في العديد من
الجوانب على أهمية التفكير االستراتيجي على مستوى المجتمعات والمنظمات وحتى
األفراد.
التفكير االستراتيجي يعد النافذة لرؤية العالم الصغير المتمثل في المنظمات في إطار .3
عالمها الكبير المتمثل بالمجتمعات والبيئات الكونية ،ولرؤية األجزاء في إطارها الكلي
الذي تنتظم فيه ،الستحضار الصور لما ينبغي أن تكون عليه الحال في غضون العقود
القادمة
16
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
التفكير االستراتيجي في المنظمات يسهم في بلورة (فكر استراتيجي)كمرجعية منهجية في .4
.2اإلبداع :Creativityهو إنتاج شيء جديد لم يكن موجوداً من قبل على هذه الصورة
ويمكن تضمين جميع أبعاد اإلبداع في تعريف شامل ينص أن اإلبداع مزيج من القدرات
واالستعدادات والخصائص الشخصية التي إذا وجدت بيئة مناسبة يمكن أن ترقى
بالعمليات العقلية لتؤدي إلى نتائج أصلية ومفيدة سواء لخبرات الفرد أو الشركة أو
المجتمع أو العالم
الرؤية المستقبلية : Visionوردت تعاريف متعددة للباحثين تناولت الرؤية االستراتيجية .3
،فأن الرؤية االستراتيجية تعكس طموحات المنظمة وتزودها بنظرة شاملة عن إلى أين
نذهب وتعطي إشراقات حول تطلعات المنظمة ،وترسم مسا اًر استراتيجياً لها من أجل
الولوج فيه ،أن الرؤية االستراتيجية هي التطلعات المستقبلية للمدراء التي تحدد طبيعة
األعمال المستقبلية للمنظمة والمركز السوقي الذي تريد أن تحققه باالستناد إلى البيئة
التي تعمل فيها
ويرى اخرين ان هنالك عناصر رئيسية يجب التفكير فيها قبل البدء في وضع
اإلستراتيجية ،وهذه العناصر تعتبر أساسية في تحديد كفاءة التخطيط اإلستراتيجي ،ومن
أهمها مايلي :
.1وجود تدعيم من قبل رئيسي مجلس اإلدارة ،أعضاء المجلس ،العضو المنتدب
،المديرين للقيام بالتخطيط اإلستراتيجي وتفهم كامل لدور كل فرد فيه.
17
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
.2وجود المناخ المشجع للقيام بالتخطيط اإلستراتيجي مثل توفر مديرين ذوي خبرة
. بالتخطيط ،نظم المعلومات ،واإلتصال حتي تتوفر معلومات كاملة
.3يحتاج التخطيط اإلستراتيجي إلي مشاركة كل األطراف المؤثرة في الشركة مثل
الحكومة ،الموردون ،العاملون ،أصحاب األسهم ،المستهلكون
.4المنظمة التي تطبق التخطيط اإلستراتيجي ألول مرة يحتاج ذلك إلي مناقشات
،بغرض التعرف علي معني التخطيط اإلستراتيجي والتدريب علي خطواته وكيفية
. تنفيذ مراحله
يمكن أن تعتمد المنظمة علي خبراء ومستشارين متخصصين في تصميم التخطيط .5
18
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
19
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(احملاضرة الرابعة)
مبادئ التفكري االسرتاتيجي وركائز تطبيقه
اوال :مبادئ التفكير االستراتيجي
هناك عدة مبادئ رئيسة يتطلب توفرها للتفكير االستراتيجي الفاعل ،ومن أهمها ما يلي:
-1التفكير االستراتيجي يتطلب التزاماً من القيادة
يصعب تصور وجود تفكير استراتيجي أو نجاحه في منشأة ما إذا لم تكن القيادة أو اإلدارة العليا
فيها مهتمةً بهذا التوجه وتقدم له الدعم المطلوب بشكل واضح وفعلي .فالعملية اإلستراتيجية
تتعلق بالتوجه العام وتتعلق بتغييرات مهمة وجذرية .لذا فإن دعم والتزام القيادة متطلب سابق
وضروري لنجاح هذه العملية ،والمعول عليه في قياس هذا االلتزام والدعم هو اعتقاد أعضاء
المنشأة بوجوده.
و يتعدى التزام القيادة مجرد الموافقات اإلدارية المتعارف عليها ،إذ يتطلب وجود الدعم بشكل
مستمر وملموس بما ال يدع مجاال للشك حول موقف القيادة من االستراتيجية ،خاصة في نظر
أعضاء المنشأة .إن اعتقاد األعضاء ونظرتهم هو المعول عليه في قياس الدعم وااللتزام وليس
فقط اعتقاد ونظرة القيادة نفسها .وباختصار ،فالتزام القيادة متطلب سابق اللتزام بقية األعضاء
والتزام األعضاء متطلب سابق للتنفيذ الصادق ،ونتيجة لذلك فالتزام القيادة ضروري لتنفيذ
االستراتيجية.
-2التفكير االستراتيجي وسيلة وليس غاية
القصد من العملية االستراتيجية هو الوصول إلى ق اررات وعمليات تؤدي إلى أداء أفضل وكفاءة
عالية في المنشأة .ومن جهة أخرى ،فاألمور الكلية وبعيدة المدى والمتعلقة بالرؤى واألهداف
ا لكبرى تتطلب وجود التفكير االستراتيجي كجزء أصيل من العمل ،والتفكير االستراتيجي المهم
والمقصود هو ذلك الذي يحرك المنشأة من واقع إلى واقع أفضل.
-3التفكير االستراتيجي يتطلب توسيع المشاركة في العملية االستراتيجية
من المعروف أنه يوجد هدفان أساسيان من المشاركة في الق اررات أو العمليات اإلدارية بشكل
عام .الهدف األول هو تحسين القرار من حيث النوعية والهدف الثاني هو زيادة القبول بالقرار
لزيادة القدرة على .والعملية االستراتيجية ال تختلف في ذلك فهذان الهدفان يقعان في صميم
التفكير االستراتيجي الناجح .و نذكر هنا ببعض الجوانب المهمة لجعل المشاركة في العملية
االستراتيجية ناجحة ومنها:
أن يكون لدى اإلدارة العليا القناعة والرغبة األصيلة في هذه المشاركة
21
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
أن تكون مساحة المشاركة شاملة وواسعة وتتضمن ذوي العالقة خارج المنشأة
االستخدام الصادق واألمين لما ينتج عن المشاركة
-4التفكير االستراتيجي عملي وليس نظرياً
العملية االستراتيجية عملية معقدة وليست في واقع الحال منتظمة ومباشرة ،كما تتضمن الكثير
من العوامل والمتغيرات .والعملية االستراتيجية بطبعها غير روتينية وبالتالي ال ينطبق عليها
نمطية معينة سابقة من التفكير أو الق اررات أو المشاركات .كما تتعامل االستراتيجية مع بعد
زمني ومتغيرات كثيرة تجعل من النادر وجود الثبات .ومن جانب آخر ،تتعاطى االستراتيجية مع
واقع معين ومعقد وتسعى إلى تحويله إلى واقع جديد قد ال يكون أقل تعقيدا ولكنه من المؤمل أن
يكون أفضل من الواقع السابق .وللتعامل مع هذا كله البد أن يكون التفكير االستراتيجي غير
نمطي ومتقبل للجديد والمختلف وال يتناسى أهمية الواقع و ما هو ممكن ومحتمل التنفيذ.
- 5التفكير االستراتيجي ضرورة تقييم واقع الحال
يرتبط التفكير االستراتيجي بضرورة تقييم واقع الحال ،ومعرفة ما يجب أن يكون هذا الواقع في
المستقبل ،وكذلك ضرورة التطور لألفضل .لذا فالتفكير االستراتيجي ضرورة يجب أن تنتهج
الرتباطه بهذه األمور الجوهرية ،وليس ترفاً فكرياً.
ثانيا :ركائز ومتطلبات تطبيق التفكير اإلستراتيجي:
يمارس القادة دائماً في أوضاع وبيئات مؤسسية متباينة ،لهذا سوف ُنلقى نظرة متفحصة على
ماهية الركائز والمتطلبات ،والتي يجب تهيئتها وتعزيزها لتطبيق التفكير اإلستراتيجي ،وتلك
الركائز والمتطلبات هي ذاتها الكوابح التي تعيق تطبيق التفكير اإلستراتيجي إذا ما تم إهمالها
وتجاهلها ،ومنها:
الركيزة األولى :ثقافة مؤسسية داعمة للتفكير اإلستراتيجي:
تعرف الثقافة التنظيمية بأنها "إطار معرفي مكون من االتجاهات والقيم ومعايير السلوك
.فالعالقة بين الثقافة والتفكير والتوقعات التي يتقاسمها العاملون في المنظمة
االستراتيجي:
إن أكثر الثقافات التنظيمية تمي اًز هي التي يصل أفرادها إلى مرحلة من اإلدراك المشترك
وطريقة التفكير الواعد .وأن أهم القيم التنظيمية التي تعكسها ثقافة المنظمة حرية تقديم
األفكار الجديدة ،والرغبة في تقبل المخاطرة التي يتحملها العاملون في سبيل المنظمة ،
وفي ضوء ما سبق ذكره يتبين كيف تكون الثقافة االيجابية داعمة للتفكير اإلستراتيجي،
21
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
ومصد ار لإللهام واإلبداع والتفكير الواعد ،واالنطالق نحو المستقبل ،وأن المنظمات التي
تتمتع بثقافة قوية ومتماسكة هي المؤسسات األكثر إبداعاً.
الركيزة الثانية :البنية واألنظمة المؤسسية الحيوية حاضنة للتفكير اإلستراتيجي:
البنية المؤسسية هي الهيكل التنظيمي ،الذي يمثل مخطط بياني،يوضح عالقات
السلطة الرسمية ،وأنماط االتصال بين األفراد والجماعات ،بخصوص توزيع األنشطة
والمسئوليات بالمنظمة ،أما األنظمة المؤسسية فهنالك أربعة أنظمة شائعة في جميع
المؤسسات :أنظمة التحكم والسيطرة ،أنظمة االتصال ،أنظمة التعليم ،أنظمة المكافآت.
وعالقة البنى واألنظمة بالتفكير االستراتيجي:إن طبيعة التنظيم ورتابته وجموده سبب
رئيسي في ركود التفكير اإلستراتيجي ،وجمود التفكير الحدسي ،وابقاء المبدعين خارج
الملعب. .
الركيزة الثالثة :منظمة متعلمة مولدة للتفكير اإلستراتيجي:
من األمور الحيوية للمنظمات في عصر من االضطراب والتغير أن تتعلم المنظمات
كيف تتعلم"..كما أن أفضل طريقة الزدهار المؤسسات في خضم هذا الواقع الجديد ،هو
أن تتحول المؤسسات مولدات للتعلم المتواصل ،ويعني ذلك على الصعيد
العملي أن تصبح اإلستراتيجية المؤسسية التي تتبناها المؤسسة لتحقيق النجاح حالة
مستمرة من التشكيل والتطبيق واعادة التفعيل ،والعالقة بين المنظمة المتعلمة والتفكير
اإلستراتيجي:
أن عنصر التعلم التنظيمي يقع على رأس قائمة العناصر السبعة الرئيسة
للبناء اإلستراتيجي للمنظمات ،..وأن المنظمة المتعلمة تعمل باستمرار على
زيادة قدرات أعضائها من خالل منحهم قد اًر من المرونة والحرية في التفكير ،ما من
شأنه أن يؤدي إلى الطموح البتكار نماذج وطرق جديدة للتفكير
الركيزة الرابعة :نظام للمعلومات اإلستراتيجية باستخدام تكنولوجيا المعلومات:
تساهم نظم المعلومات اإلستراتيجية مساهمة جوهرية في التفكير والتحليل اإلستراتيجين.
فهي تعمل على صياغة وتنفيذ إستراتيجيات العمل باستخدام الحاسوب ،وهي التي تطبق
فيها موارد خدمات المعلومات ،الستغالل الفرص اإلستراتيجية بطريقة تكون فيها لنظم
الحاسوب تأثير في منتجات المنظمة وعملياتها
22
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
23
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
غياب المنافسة بين المنظمات الحكومية وغيرها من القطاعات ال يدعوها إلى التفكير -1
بجدية في األخطار التي تهدد مستقبلها طالما أنها في مأمن من المنافسة والمساءلة
جماعات الضغط وذوي النفوذ وأصحاب المصالح ،ودورهم المقاوم ألي تغيير جوهري -2
تحاول قوى التغيير والتطوير إدخاله ،من شأنه اإلضرار بمراكزهم ومصالحهم
نوعية الثقافة السائدة ،والعادات والتقاليد الموروثة ،ومناهج التربية وأساليب التعليم -3
االستراتيجي الذي يعقب التفكير اإلستراتيجي ،فتخلط بينهما ظناً منها أنها تعتمده وهي
ليست كذلك.
التسرع :يجب أن تأخذ عملية تطبيق التفكير االستراتيجي نصيبها الكافي من الوقت ،وال .2
24
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
الهامشية :يجب اعتبار مسألة تنمية التفكير اإلستراتيجي على صعيد المؤسسات بجميع .3
وهناك ايضا جوانب اخرى هامة يجب أن نأخذها في االعتبار كمعوق للتفكير االستراتيجي
وهي:
-1العادات السيئة :االتجاه بقوة وتركيز إلى تعلم أسلوب جديد ،وبعد مضي فترة من الوقت
يحاول خاللها المدير الكف عن العادات السيئة التي قد مارسها لفترة طويلة.
-2التسرع :حيث أن هناك بعض المهام يجب أن تأخذ نصيبها الكافي من الوقت وال يمكن
ضغط الوقت من أجل الحصول على النتائج المطلوبة.
-3عدم التوازن :إن نجاح أي مبادرة يتطلب التوازن األمثل بين التفكير والتنفيذ.
-4الهامشية :إذ يجب اعتبار أن تنمية التفكير االستراتيجي والعمل به جزء ال يتج أز من
الوظيفة األساسية.
25
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(احملاضرة اخلامسة)
مهارات التفكري اإلسرتاتيجي وكفاءاتها
اوال :املهارات
المهارة األولي :التفكير اإلستراتيجي يتطلب التركيب إضافة إلى التحليل.
يشمل التحليل تقسيم الكل الواحد إلى عناصره التكوينية ،ويعتبر مهارة مفيدة جداً ،يبرع فيها
معظم المدراء ،..أما التركيب من ناحية أخرى ،فيتعلق بجمع وتوليف عناصر منفصلة
تشكل كالً واحداً أكثر تعقيداً ،ولكن العديد من المدراء هذه األيام أقل تدريباً وكفاءة في
التركيب مقارنة بالتحليل ،لكن إبداع اإلستراتيجية يعتمد على التركيب اعتماده على
التحليل ...مثال :ربما تساعدنا هذه االستعارة التشبيهية :المقطوعة الموسيقية يتم تقسيمها
إلى أجزاء منفصلة ،تعزفها كل آلة على حده ،وهذا التقسيم ضروري ليتمكن كل عازف من
التدريب على الجزء الخاص به ،لكن هذا ليس كافياً ،فالمقطوعة الجيدة تعتمد على الحرفية
الماهرة ،التي تجمع العناصر المنفصلة لتشكل كالً منسجماً ومتناغماً ،وفي المقطوعة
الجيدة فإن الكل أكثر من مجرد حاصل جمع أجزاءه ،ونفس األمر ينطبق على
اإلستراتيجية من حيث تحليل المكونات واعادة تركيبها.
المهارة الثانية :التفكير اإلستراتيجي خطي وال خطي.
يشمل التفكير الخطي "التسلسلي" البحث عن (أو افتراض) عالقة السبب بالنتيجة ،أو
العالقات التسلسلية بين األشياء ،مثلما هي الحال في صيغة (أ تتبع ب) ،هذه الطريقة
صالحة ومفيدة للعديد من المشكالت اإلستراتيجية ،لكن ال يمكن للتفكير الخطي مواجهة
التحديات وحل المشكالت الغامضة والمتشابكة ...وهذا يتطلب التفكير الالخطي الذي
يبحث عن المسببات في أكثر من اتجاه ،ويراعي تغيرات البيئة المضطربة ،على سبيل
المثال :الجرائم االلكترونية من احتيال ونصب وغسيل أموال ،تجد الجريمة في بلد والمنفذ
في بلد آخر والمخطط في بلد ثالث ،كيف يمكن تتبع هذه الجرائم خطياً وأركان الجريمة
غير متوفرة.
المهارة الثالثة :التفكير اإلستراتيجي لفظي و استبصاري.
التفكير اللفظي :هو التعبير عن الفكرة من خالل األلفاظ والمعاني اللغوية ،وهذا التعبير هو
في الحقيقة ال يمكن االستغناء عنه فهو جوهر االتصال واإلقناع وتعميق الفهم ،ولكن
التفكير االستبصاري:
يتعلق "بالرؤية" رؤية القيادة والتي يجهل مضمونها العديد ،فالرؤية تتعلق بإبصار شيء ما،
26
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
وهنا كيف يتمكن القائد اإلستراتيجي التعبير عن أفكاره من خالل صورة يمكن أن تجمع
عدد كبير من األفكار وتجسد الرؤية للمستقبل ،وان أصحاب الرؤى العظام هم القادرون
على رسم صورة مرغوبة للمستقبل ،والكلمات والجمل الغنية بالمجاز تساعدهم على نقل
تلك الصورة ،وتتضح قيمة الصور البصرية في العالمات التجارية المؤثرة ،وفي الرسوم
الكاريكاتيرية الغنية بالمجاز.
المهارة الرابعة :التفكير اإلستراتيجي ضمني مضمر وظاهري معلن.
بعض القادة :يفضل اتخاذ الق اررات ضمن سياق المشكالت المحددة باستخدام المعلومات
الموضوعية ،والواقعية ،والملموسة ،والواضحة ،وهؤالء يثقون بشكل خاص بقدراتهم العملية
وتجاربهم وخبراتهم السابقة...قادة آخرون يفضلون اتخاذ الق اررات في سياق المعلومات غير
المهارة الخامسة :التفكير اإلستراتيجي يحتاج إلى القلب والعقل في آن واحد.
الفحص الدقيق أو المسح البيئي :إنها كفاءة مؤسسية حيوية ،ينبغي التمكن منها كي ال
تفشل المؤسسة في إدراك وتمييز الفرص اإلستراتيجية واالستفادة منها ،وهذا المسح يشمل
تقصي الوضع اإلستراتيجي الراهن للمؤسسة ،من خالل تحليل الفرص والتهديدات في
ميدان نشاطها الخارجي ،إضافة إلى نقاط القوة ومواطن الضعف داخلها ،ويشتهر هذا
التحليل بإختصار: SWOTوهو تقنية شائعة في المسح البيئي ،ومن متطلبات الفحص
: الدقيق باعتباره كفاءة من كفاءات التفكير اإلستراتيجي ما يأتي
االنتباه لألفق المعلوماتي الذي يتجاوز تخوم الوظيفة المباشرة.
التيقظ إلمكانية الحصول على المعلومات المفيدة والمهمة من أي مصدر كان.
البحث عن البيانات والمعطيات والتوجهات واألفكار التي يمكن أن تكون مهمة
الفحص الدقيق كفاءة مفيدة بشكل خاص في االستراتيجيات الطارئة والتي تتطلب
27
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
توصف الرؤية بأنها "تتعلق بما يمكن للمؤسسة أن تكون ،وما يجب عليها أن تكون ..وهي
كفاءة قيادية عظيمة تمثل قدرة اإلستراتيجي في إحداث التحول المطلوب ،بما يحقق طموحات
المؤسسة ،وكما أنها كفاءة مؤسسية تتيح فرصة أوسع للموظفين لكي يتشاركوا في طموحاتهم ،ما
يمكن أن يولد مطمحاً جمعياً لمستقبل المنظمة.
-3الكفاءة الثالثة :إعادة الصياغة:
تشمل عملية إعادة الصياغة :القدرة على رؤية األشياء بصورة مختلفة ،بما في ذلك طرق
جديدة في التفكير بالتحديات اإلستراتيجية التي تواجه المؤسسة وقدراتها األساسية ،...ويمكن
لعملية إعادة الصياغة أن تشكل جزءاً جوهرياً من حل المعضالت المؤسسية ،وكما أنها يمكن أن
تساهم في فهم الظواهر المعقدة بسهولة ،على سبيل المثال :القيادة بحد ذاتها ظاهرة معقدة ،كتب
حولها الكثير ،ولكن حتى يسهل فهمها لو تم إعادة صياغتها باستخدام اللغة المجازية ،كتشبيهها
مثالً برياضة ركوب األمواج وتلك الرياضة تتطلب المهارة ،والسيطرة ،والتوازن ،والتحدي ،والجرأة
،واالنتباه ،والتعامل مع التيارات الشديدة ،وهكذا هي القيادة وعلي ضوء هذا المثال نجد أن إعادة
صياغة ظاهرة القيادة على أنها رياضة ركوب األمواج يمكن فهمها بسهولة ،مثال آخر :مشكلة
مؤسسية ما :إعادة صياغتها باستخدام فكرة الهرم المقلوب ،بدالً من التفكير بحل المشكلة عن
طريق كبار القادة والمدراء على قمة الهرم ،فكر بمن هم في القاعدة قد يكون حل المشكلة من
خاللهم.
0-4الكفاءة الرابعة :استخالص المعنى المشترك:
في خضم األوضاع المعقدة والغامضة ،وأمام التحديات التي تواجه الجماعات والمؤسسات،
واالفتقار المشترك إلى الوضوح واليقين ،والشعور بالتشويش واالرتباك عند مواجهة
المشكالت ،أهم ما يفعله القادة اإلستراتيجيون استخالص المعنى الداللي المشترك في وسط
هذه األوضاع الفوضوية المربكة ،ما يضمن إضفاء نوع من االنسجام والترابط المؤسسي،
وان تطوير فهم مشترك في المؤسسة أمر مهم ألن الناس يعتمدون غالباً على المعرفة
الضمنية أكثر من المعرفة الصريحة الواضحة ،وأهم ما يحتاجه الموظفون في العمل
استخالص معنى مشترك حول سلسلة واسعة من األمور والقضايا أهمها :رؤيتهم للمستقبل،
فهمهم للتحديات التي تجابه مؤسستهم ،العقبات التي تعرقل نجاح المجموعة أو الفريق وطرق
التغلب عليها.
-5الكفاءة الخامسة :التفكير المنظومي
التفكير المنظومي يساعد المفكر اإلستراتيجي على تمييز وادراك العالقات المتبادلة بين مختلف
المتغيرات في أية مشكلة أو حالة طارئة ،...وضمن هذا السياق طور((Richmond,2000
28
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
29
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(احملاضرة السادسة)
أمناط التفكري االسرتاتيجي:
تتعدد أنماط التفكير بتعدد المواقف والحاالت واألوضاع التي يجابهها اإلستراتيجيون ،وذلك
وفقاً ألساليب اختيارهم البدائل اإلستراتيجية ،وقد أشارت الدراسات التي هدفت إلى تلمس طبيعة
التفكير اإلستراتيجي وواقع ممارسته إلى عدد من األنماط ،فهناك من ينظر الى تحديد أربعة
أنماط للتفكير اإلستراتيجي تبعاً للمواقف التي يجابهها متخذو القرار ،ووفقاً ألساليب اختيارهم
للبدائل االستراتيجية وهي( :تفكير شامل ،تفكير تجريدي ،تفكير تشخيصي ،تفكير تخطيطي،).
وتصنف على النحو التالي:
-1نمط التفكير الشمولي :يهتم القائد االستراتيجي بتحديد اإلطار العام للمشكلة ،ويعتمد في
ذلك على خبرته المتراكمة في تحديد أولويات العوامل التي تؤثر في المشكلة ،وصياغة أطر
النتائج المستهدفة.
-2نمط التفكير التجريدي :يهتم القائد االستراتيجي بحصر العوامل العامة المحيطة بالمشكلة
في إطار انتقائي ،يقوم على فلسفة متخذ القرار وتوجهاته ،وغالباً ما يطبق ميوله وقيمه التي
تتحدد فيضوء حدسه أو خياله .ويقترب هذا النمط من مفهوم التفكير االستراتيجي القائم
على التغيير الجذري لمسار الوضع القائم ،إذ أن التفكير في ما يجب أن يكون يعني
التفكير في صياغة األدوار الجديدة للمنظمة
-3نمط التفكير التشخيصي :يؤكد على إجراء تحليل دقيق للموضوع المراد اتخاذ قرار بصدده،
ومن ثم تشخيص أهم دواعي اتخاذ القرار ،وبالتالي اختيار البديل المناسب وصوالً إلى
حلول حتمية .ويحدد متخذ القرار محاور تفكيره باألسباب التي تقف وراء المشكلة اذ يعتمد
عل قانون السببية في التحليل و التحقق من قوة العالقة و معنويتها .و عند اختيار الحل
النهائي للمشكلة يبحث في مدى استجابة الحلول العلمية لمعالجة الموقف ،ويتجلى هدف
متخذ القرار في الوصول إلى حكم مبني على التسليم المطلق بوجود المتغيرات في عالم
الواقع ،وال يمكن استثناء عوامل الغموض البيئي في تأثيرها في نتائج صدق القرار ،وبذلك
تستكمل عملية التشخيص بتحديد مصادر الغموض التي تحيط باألسباب والعمل على
تخفيفها
-4نمط التفكير التخطيطي :يتجه هذا النمط نحو تحديد النتائج الممكنة كمرحلة أولى في
التفكير ،ثم تهيئة مستلزمات الوصول لتلك النتائج ،حيث يركز هذا النمط بشكل أقل على
حتمية توافر جميع األسباب الكامنة وراء المشكلة ،وال بد للسماح لعنصر المرونة في تحديد
31
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
األسباب والمعلومات ومصادرها ،أو الحلول واألهداف الملراد حصرها ألغراض اتخاذ
الق ارر.
وهناك من يصنف الى أنماط داعمة للتفكير االستراتيجي وليست خاصة به ،هي ( التفكير
التحليلي ،التفكير االفتراقي ،التفكير الناقد ،التفكير اإلبداعي ) وجميعها نورد حولها موج اًز على
النحو اآلتي:
ذلك "النمط من التفكير الذي يستخدم فيه التراكم المعرفي والنظرة الكلية مـن أجل الوصول إلى التفكير
نتائج نهائية عملية قابلة للتكرار والتحقق ،أي ان هذا النمط من التفكير بأن القائد يهتم بتحديد الشامل
اإلطـار العام للمشكلة ،ويعتمد في ذلك على خبرته المتراكمة في تحديد األولويـات والعوامـل
المـؤثرة فـي المشكلة ،فضالً عن صياغة أطر النتائج المستهدفة
هذا النمط من التفكير بأنه يقوم على أسـس التـراكم المعرفي للقائد في فهم المشكالت وتحليلها التفكير
ضمن إطار الحدس ،إذ يشكل اإلحساس العام مصد اًر مهمـا للبيانات والمعلومات المعتمد في التجريدي
تركيب األفكار والمفاهيم ،وال يحتل اإلطار الكمي حي اًز مهمـا فـي تحديد الخيارات ،ويميل القادة
إلى التعامل مع عدد من الموضوعات في آن واحد ،والتي تتطلـب فـي الوقت نفسه تفكي اًر مجرداً
أن أصحاب هذا النمط من التفكير يقومون بإجراء تحليـل دقيـق للموضوع المراد اتخاذ قرار التفكير
بصدده ،ومن ثم تشخيص أهم العوامل أو دواعي اتخاذ القرار ،وبالتـالي اختيار البديل الحاكم التشخيصي
غير المرن وصوالً إلى حلول حتمية ،فضالً عن القدرة على التنبؤ بالمحصلة التي تؤول إليها
العالقات السببية وتبويبها ،لغرض اختيار بدائل إستراتيجية رئيسة وأخرى طارئـة لـدرء المفاجآت
حين حدوثها
يتجه هذا النمط من التفكير نحو تحديد النتائج الممكنة كمرحلة أولى ،ثم تهيئة مستلزمات التفكير
الوصول إلى تلك النتائج ،وأن القائد اإلستراتيجي يركز في هذا النمط بشكل أقل على حتمية التخطيطي
توافر جميع األسباب الكامنة وراء المشكلة ،والبد من السماح لعنصر المرونة في تحديد
األسباب أو المعلومات ومصادرها أو الحلول أو األهداف المراد حصرها أغراض اتخاذ القرار
التفكير التركيبي الذي يقوم على إعادة تكوين وتجميع أجزاء الصورة وتركيبها وفق مضمون التفكير
جديد ويأخذ التفكير التركيبي دوره الداعم للتفكير اإلستراتيجي ،ألنه يتناول القدرة على تركيب التركيبي
ووضع المثيرات البيئية المتصلة مع بعضها البعض إلنتاج مثير جديد ،ويوظف في هذا النوع
عدة مهارات :مهارة تحديد األولويات ،مهارة التنظيم ،مهارة االستنتاج ،مهارة طرح الفرضيات،
مهارة المالحظة النشطة ،ويدعمه التفكير الحدسي والتأملي االستبصاري والتخيلي لرسم الصورة
النهائية كما ينبغي أن تكون عليه المؤسسة
31
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
والنماذج والفرضيات التي تكفل إحداث التغير الجذري والجوهري في السلوكيات أو في التقنيات
أو في العمليات أو في جميعها معاً
هو التفكير الذي يتم فيه تجزئه المشكلة إلى عناصر ثانوية أو فرعية ،وادراك ما بينها من التفكير
عالقات أو روابط ،مما يساعد على فهم بيئتها والعمل على تنظيمها في مرحلة الحقة .ويأخذ التحليلي
التفكير التحليلي أهميته في التفكير اإلستراتيجي حيث تستخدم فيه تقنية( (Swotالشائعة في
المسح البيئي بتحليل نقاط القوة ،مواطن الضعف ،الفرص ،التهديدات .ألنه يتناول القدرة على
تح ليل المثيرات البيئية التي تواجه المنظمة إلى أجزاء منفصلة ،يسهل التعامل معها ،والتفكير
فيها بشكل مستقل.
هو تفكير تأملي استداللي تقييمي ذاتي ،يتضمن مجموعة من االستراتيجيات والعمليات التفكير
المعرفية المتداخلة كالتفسير ،والتحليل ،والتقييم ،واالستنتاج ،بهدف تفحص اآلراء والمعتقدات، الناقد
واألدلة والبراهين ،والمفاهيم ،واالدعاءات التي يتم االستناد إليها عند إصدار حكم ما ،أو حل
مشكلة ما ،أو صنع قرار ما ،مع األخذ بعين االعتبار وجهات نظر اآلخرين
هو التفكير الذي يتضمن توليد وتعديل األفكار ،ويهدف إلى التوصل إلى نواتج تتميز باألصالة التفكير
والطالقة والمرونة واإلفاضة والحساسية للمشكالت ،ويأتي دور التفكير اإلبداعي مدعماً
اإلبداعي
للتفكير اإلستراتيجي كونه نشاط عقلي مركب يعتمد على الخبرة المعرفية في إيجاد حلول جديدة
لألفكار والمشكالت لم تكن معروفة أو مطروحة من قبل
32
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(المحاضرة السابعة)
ثانيا :قبعات التفكير
قبعات التفكير الست هي من أهم أساليب وطرق تنمية اإلبداع في تحسين التفكير اإلبداعي
وتساعد قبعات التفكير الست على منح عملية التفكير قدرها من الوقت والجهد وترتكز العملية
اإلبداعية على أمر هام جداً وهو نمط التفكير عند اإلنسان وأسلوب تعامله العقلي والفكري مع
مجريات األحداث المختلفة.
هي عبارة عن ستة أنماط تمثل أكثر أنماط التفكير الشائعة عند الناس:
القبعة البيضاء تمثل التفكير الرقمي ،الذي يؤمن بلغة األرقام والوثائق القبعة البيضاء وترمز إلى التفكير 1
واإلثباتات. الحيادي
والقبعة السوداء تمثل نمط التفكير المتشائم الذي يركز على السلبيات. القبعة السوداء وترمز إلى التفكير 3
السلبي
القبعة الصفراء تمثل نمط التفكير المتفائل الحالم الذي يركز على اإليجابيات. القبعة الصفراء وترمز إلى التفكير 4
اإليجابي
والخضراء تمثل نمط التفكير اإلبداعي ،الذي يهتم بالبحث عن البدائل األخرى، القبعة الخضراء وترمز إلى التفكير 5
والتفكير باألمور بطريقة غير مألوفة وجديدة ،أو يعطي الكلمات دائماً مفهوماً اإلبداعي
معاكساً.
وأخي ارً القبعة الزرقاء ،التي تسمى قبعة التحكم بالعمليات ،وتمثل نمط التفكير القبعة الزرقاء وترمز إلى التفكير 6
الذي يدير ويضع جدول األعمال ويخطط ويرتب وينظم باقي العمليات. الموجه
33
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
اإلنسان على ترتيب أفكاره أكثر وتنظيمها بشكل متو ٍاز ،فيكفل له الوصول إلى الحل األفضل
للمشكلة واتخاذ القرار السليم.
كيف نتعامل مع القبعات الست؟
إن القبعات التي نتحدث عنها قبعات ليست حقيقية ،وانما قبعات نفسية ،أي أن أحداً لن يلبس
أية قبعة حقيقية ،وطريقة القبعات الست هي الجواب على السلبية حيث ستتوقف بعد استيعابك
لهذه الطريقة عن منع الناس من التفكير .فمفتاح الموضوع ليس منع أي نوع من التفكير ،وانما
إعطاء كل نوع من التفكير اسمه ،فهذه الطريقة تعطيك الفرصة لتوجه الشخص إلى أن يفكر
بطريقة معينة ثم تطلب منه التحول إلى طريقة أخرى ،كأن يتحول مثالً إلى تفكير القبعة
الخضراء التي ترمز إلى اإلبداع .وحتى إذا لم يكن المشتركون في الجلسة يحسنون اإلبداع فنقول
” لنخصص ثالث دقائق لتفكير القبعة الخضراء ،لنقم بذلك كأننا ممثلون نقوم بهذا الدور ،هذا
التوجية يجعل الحاضرون يفكرون دون حواجز ودون خوف .وحينما نتحول من نوع التفكير إلى
آخر عن اتفاق وقصد فإن الذي يكون في موقف الناقد دوماً (و هو تفكير القبعة السوداء) يصبح
في وضع ضعيف ما لم يغير طريقته المعتادة ،ويتوقف عن الهجوم على اآلخرين.
ما الهدف األساسي من استخدام قبعات التفكير؟ استخدام قبعات التفكير يحقق عدة أغراض
هامة منها :االبتعاد عن التحيز وتحقيق الموضوعية والمصداقية والعدالة ،وتوضيح األفكار
والوعي بها أكثر ،وتحقيق التنوع واالتزان بالتفكير ،وتوجيه التفكير نحو أفكار جديدة ومبدعة.
34
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(المحاضرة الثامنة)
ثالثا :نماذج التفكير االستراتيجي
تنصرف النماذج إلى إلقاء الضوء على نوافذ التفكير االستراتيجي للباحثين والعلماء،
وسيتم عرض آراء مركزة لنخبة منهم فيما يأتي
قاد منهجاً تاريخياً إلى التفكير بضرورة المواءمة ما بين تغير البيئة واستراتيجيتي - Chandler,1962
التنويع والتكامل ،وبينهما وبين التركيب التنظيمي لمنظمات صناعية :أماناً لبقائها
أدرك أن التفكير االستراتيجي يبني على أساس تفاعل المنتج ورسالة المنظمة ،الحالية Ansoff, 1965
والجديدة مبيناً أن على اإلدارة أن تفكر بخيارات وسلوكات استراتيجية ينسجم مع طبيعة
الموقف االقتصادي.
انصرف رأيه إلى التفكير باالختيار االستراتيجي بعوامل الموقف (البيئة ،والتكنولوجيا Child,1972
والحجم)واعتماده تفكي اًر موقفياً لبناء استراتيجية المنظمة قائماً على تقويم تلك العوامل
ومحققاً مواءمة معها.
والذي يدور رأيه حول القيام بالتحليل التركيبي ،ثم ذهب لطرح خيارات استراتيجية هي Porter,1987
االختالف التركيز وقيادة السوق من خالل الكلفة ،نتاجاً لعملية التفكير متأثرة بدرجة
إسهامها بتحقيق ميزة تنافسية وتوسيع الحصة السوقية للمنظمة والمحافظة عليها .ودعا
اإلدارة إلى التفكير بطبيعة قوة المنافسة الحاليين والجدد والمشترين والموردين والسوق
وما يترتب عليه من تهديدات وفرص
طرح نموذجاً للتفكير االستراتيجي يعتمد على القدرات الذهنية واإلدراكية والتي بسبب Wensley Grundy 1999
إهمالها غالب ًا ما تفشل الخطة اإلستراتيجية .وهذا النموذج يكون بشكل هرم يشمل
خمسة أبعاد يمثل كل بعد منها مرحلة مهمة لتحقيق التفكير االستراتيجي وهي من
القاعدة إلى القمة (التحليل اإلستراتيجي ،وتحليل العالقات السببية ،والخيار
االستراتيجي ،والرؤيا ،والسلوك االستراتيجي) ووجهت دعوات كثيرة من المفكرين
الختبار هذا النموذج ميدانياً.
: O'Shannassy, 1999 الذي بنى أنموذجاً مطو اًر لمكونات التفكير االستراتيجي بهدف
مواجهة التغيرات التي تفرض على المنظمات استبدال األنظمة الروتينية بأنظمة ديناميكية
متطورة والتعامل مع مدخالت مرنة تمكنها من التعامل بشكل أفضل مع تلك المتغيرات .
ويتطلب ذلك وضع تصور لمختلف مستويات العمل في المنظمة بهدف االرتفاع فوق
المشاكل ورؤية الصورة الواسعة لدراسة القضايا الظاهرة والباطنة والتدقيق في إيجاد بدائل
حلول للتعامل مع المشاكل التي تحتاج مزيدا من اإلبداع والتحليل والحدس والدمج بينهم في
عملية التفكير االستراتيجي مما يمكن االستراتيجي من تفعيل قدراته الذهنية لمواجهة الموقف
35
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
الذي يكون فيه مراعياً النظرة المستقبلية للمنظمة ،آخذاً بعين االعتبار ماضي وحاضر
ومستقبل المنظمة لمعرفة الفجوة بين الوضع الحالي للمنظمة والنية االستراتيجية المستقبلية
لها ،مما يتيح فرصة مشاركة المساهمين الداخليين والخارجيين من وقت آلخر في وضع
االستراتيجية مما يحقهم التزامهم والشكل اآلتي يوضح األنموذج . (O'Shannassy,بتنفيذ
االستراتيجية المقترحة( 1999
مدخالت مرنة
تكنولوجيا .
أفراد .
ھيكل تنظيمي .
الرؤية أنظمة وتعليمات النية
االستراتيجية االستراتيجية
التفكير
مشاركة االستراتيجي
المساھمين التفكير وقتيا ً
الداخليين
والخارجيين
مخرجات
حل المشكالت
االستراتيجية
تصور مستقبلي
للمنظمة
التزام المساھمين
باالستراتيجية .
Thinking:بشكل
Source: O'Shannassy, T. (1999). Strategic تطبيق االستراتيجية
A continuum of Views and
تدريجي وبصورة تكاملية
Conceptualisation. RMIT Business. November: 21, 1-30
شكل نموذج مكونات التفكير االستراتيجي
36
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
السلوك
االستراتيجي
الرؤيا
الخيار االستراتيجي
التحليل االستراتيجي
37
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
(المحاضرة التاسعة)
تقنيات التفكير االستراتيجي
كثيرة هي التقنيات واألدوات التي يستخدمها المهتمون -قادة ،مدراء ،خبراء ،ومستشارين
في مجال اإلدارة اإلستراتيجية (تفكير ،وتحليل ،وتخطيط ،ورقابة ،وتقييم) واذ تعتبر هذه
التقنيات وسائل مساعدة من شأنها تحسين مستوى األداء االستراتيجي وسائل مساعدة من
شأنها تحسين مستوى األداء االستراتيجي.
السيناريوهات:
برزت الحاجة إلى السيناريوهات كأحد الطرق واألساليب النوعية األكثر استعماال في التفكير
االستراتيجي ،بسبب التحديات البيئية التي تواجهها المنظمات وبخاصة البيئة الخارجية التي
تتسم بالتغيير المستمر ،وصعوبة التكيف معها بطرق التفكير والتخطيط التقليدية ، .إذ إن هذه
التقنية ال تحدد بدقة متى وكيف تحدث ظاهرة معينة في المستقبل ،ولكنها تحاول تحديد المسارات
العامة للظواهر االجتماعية والمتغيرات المتحكمة في كل مسار من هذه المسارات ،من هنا يأتي
باتجاه إدراك متغيرات البيئة دور السيناريو في تنشيط التفكير االستراتيجي في المنظمات
والتفاعل معها صوب المستقبل.
ويعرف السيناريو بانه طريقة تحليلية احتمالية تمكن من تتبع المسار العام لتطور األحداث
والظواهر ،انطالقا من وضعها وحالتها الحالية ،وصوال إلى رصد سلسلة من التوقعات
المستقبلية لهذه األحداث والظواهر ،ويصفه ( ) Wilson,2004بأنه" :تهيئة األذهان للنظر
في أكثر من صورة وحيدة للمستقبل عبر وصف عدة بيئات مستقبلية تختلف عن بعضها
احدا منها" ،كما يشار بانه عبارة عن وصف او
البعض ،ويحتمل أن تواجه المنظمة مستقبال و ً
سرد مجموعة من االحداث او التصرفات المحتمل وقوعها في المستقبل ووصف للقوى المؤدية
الى وقوعها ،ويعد هذا الوصف بناءا على ترتيب منطقي لتسلسل االحداث ومحاولة تحديد
جميع الروابط القائمة بينها ،وفي ذات االتجاه هناك من يرى بانها سلسة من االحداث التي
يمكن ان تقع في المستقبل ،تستخدم لمساعدة االفراد في ادراك أن المستقبل خاضع للشك
وينبغي التفكير في خيارات مستقبلية اخرى .
تنبيه صانع القرار بطبيعة المشاكل والنتائج التي تترتب عن اختيار مسار معين من
مسارات تطور األحداث والظواهر .
38
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
يؤدي السيناريو إلى تعبئة صانع القرار في التخطيط أو التقويم لعمل ما ،وفك ارتباطه
بالماضي.
وتلخص أغراض السيناريو باالتي:
-1تحديد الموضوعات المهمة والمراد التخطيط لها والتي تلعب دو ار رئيسا في المستقبل .
-2اعداد او بناء عدة سيناريوهات كل منها يمثل احتمال حدوثه في المستقبل .
-3اخراج الصورة النهائية لما يمكن ان تكون عليه الظاهرة المختارة ومتطلباتها وقدراتها في
المستقبل
-4اعداد وتوفير خطط ديناميكية للمستقبل بما يسمح بقدر من المرونة لمواجهة التغيرات
والمتطلبات في المستقبل فهو المنتج النهائي لكل اساليب البحث المستقبلي.
في حين يشير (غوديه واخرون ) 2111،وجود ثالثة مراحل لبناء السيناريوهات
-1تحديد المتغيرات االساسية( ويتعلق األمر خاصة بموضوع التحليل الهيكلي) .
-2تحليل تدخالت الفاعلين حتى نطرح األسئلة بالنسبة إلى المستقبل.
-3تقليص الريبة حول المسائل و إبراز سيناريوهات المحيط األكثر احتماال بفضل مناهج
الخبراء.
39
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
وهنا تأكيد على إن صياغة السيناريوهات تحتاج بشكل أساسي إلى كم من المعلومات عن
الظاهرة ،وهذا ما أشارت اليه بعض الدراسات الى عدد من الخطوات إلعداد وبناء
السيناريوهات وكما في الجدول التالي :جدول ( ) 8خطوات إعداد وبناء السيناريوهات
الخطوات ت
اختيار فريق بناء السيناريوهات وفق الخصائص اآلتية: 1
-حس ذاتي عالي وادراك متميز.
-التقاط نقاط الضعف بمهارة عبر ضوضاء البيئة.
-خبرة في النظرة إلى المصالح األوسع.
-السماح بالغموض.
تأسيس غرفة عمليات و بناء السيناريوهات وفق المواصفات اآلتية: 2
-توافر قواعد بيانات واسعة.
-توافر نظم دعم الق اررات والنظم الخبيرة.
-توافر األجهزة والمعدات.
تحديد الهدف الذي يحتمل تحقيقه في الموقف ،عن طريق: 3
-وضع االفتراضات األساسية التي تحكم الموقف.
-إجراء الترابطات ،إما بإسقاط النفس في جوهر الموقف أو /والنظر إلى المشكلة في
وضع مختلف أو /وباعتماد الخيالية والتصور.
إعداد ثالثة أشكال من السيناريوهات ،أو أكثر بشكل تختلف معطيات إحداهما عن 4
اآلخر لمواجهة المستقبل الذي نتخيله.
كتابة النص القصصي للسيناريوهات لشرح تسلسل األحداث أو سير التطورات التي 5
أدت إلى تغيير شكل البيئة الخارجية عن الوضع الذي هي عليه اآلن إلى الحالة التي
يعا يمكنهم من الحكم
مرجعا سر ً
ً تتوقعها بعد عدة سنوات ،إن كتابة النص سيمنح القادة
على األحداث واالتجاهات اآلخذة في الظهور عبر الوقت.
أطالق التفكير لمناقشة السيناريوهات المقترحة وتحليل نصوصها وتشخيص 6
كل سيناريو وفحص صحة يتيحها التحديات االستراتيجية المختلفة التي
االفتراضات.
وضع تصور جدي لما يجب فعله إذا جاء المستقبل مغاي ار للسيناريوهات الموضوعة 7
41
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
وهذا يعني لجوء االستراتيجي الى وضع سيناريوهات للحاالت المستقبلية التي ما ستكون عليها
كل المتغيرات ،وكيف ستواجهها المنظمة ،وما هى االحتياطات والمستلزمات التي يجب
التحوط لها وصوال الى النجاح والتميز لكي تمكن المنظمة من وضع االستراتيجية ،والتي
تتطلب توافر مكوناتها االساس التي يمكن ايجازها في االتي:
إن ما يقع على كاهل اإلدارة العليا في المنظمة عند قيامها بالتحليل االستراتيجي هو
عملية وضع التوجهات االستراتيجية األولية للمنظمة و تحديد الموقف االستراتيجي من خالل
41
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
القيام بتحليل ) (SWOTالذي يتضمن تحليل العوامل الداخلية المتمثلة بالقوة ) (Strengthو
و العوامل الخارجية المتمثلة بالفرص ) (Opportunitiesو الضعف )(Weakness
التهديدات ). (Threats
و ُيعد تحليل ) (SWOTأحد األدوات الهامة و المفيدة لتحليل الوضع العام للمنظمة على
أساس عناصر القوة و الضعف ،و الفرص ،و التهديدات و يحاول هذا المدخل إقامة موازنة
بين عناصر القوة و الضعف الداخلية للمنظمة من جهة و الفرص و التهديدات المحتملة في
البيئة الخارجية من جهة ثانية ،و العمل على تمييز جميع العوامل و المتغيرات ذات العالقة
في إطار هذا التصنيف
وتتجلى قدرة القادة ذوي التفكير االستراتيجي في تشخيص العالقة بين المتغيرات األربعة
الرئيسة نقاط القوة ،مواطن الضعف ،الفرص ،والتهديدات واجراء المقارنات التبادلية
للتعرف على أثارها وانعكاساتها ،لتحديد واختيار االستراتيجية المالئمة .
و ُيشار الى تحليل ) (SWOTعلى أنها "أداة مفيدة لفهم الوضع العام للمنظمة على
أساس مقابلة عناصر القوة و الضعف في المنظمة بالفرص و التهديدات الموجودة في
بيئتها".
في حين تعرف ايضا :على أنها "أداة تخطيطية للنجاح في التعامل مع البيئة المتغيرة و
هو تقييم للظروف البيئية الداخلية و الخارجية سواء كانت مواتية أم غير مواتية و ذلك من
خالل تشخيص نقاط القوة و الضعف و الفرص و التهديدات الخارجية و المستقبلية .
و يوضح الجدول ادناه مجموعة متنوعة من األوجه الرئيسية التي يجب تناولها بالبحث و
التدقيق عند تنفيذ مدخل ) (SWOTفي التحليل االستراتيجي.
42
قسم ادارة االعمال مدخل دراسة التفكري االسرتاتيجي
43