Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية المدنية PDF
المسؤولية المدنية PDF
** المسؤولية نوعان :اخالقية و قانونية.
األخالقية :تترتب عن مخالفة قواعد األخالق ،فالشخص يسأل امام هللا وأمام ضميره وال يترتب عليها
أي جزاء قانوني وال يشترط لقيامها حدوث ضرر للغير.
القانونية( :ثالث أنواع) مسؤولية مدنية /ومسؤولية جنائية /مسؤولية ادارية.
-المسؤولية المدنية :الزام بأداء التعويض للطرف المتضرر في الحاالت التي تتوفر فيها شروط هذه
المسؤولية .
-المسؤولية الجنائية :تتحقق عند ارتكاب شخص ألفعال جنائية مجرمة بمقتضى نص قانوني وفق
مبدأ "ال جريمة وال عقوبة إال بنص" ،وهي تحمل معنى الردع )جزاء ردعي( .
** إذا أخل ملتزم بالتزام منصوص عليه في عقد معين يعتبر مسؤوال مدنيا في مواجهة الشخص المتضرر.
** االخالل ببنود العقد يرتب مسؤولية الشخص المخل بذلك االلتزام أو عدم الوفاء بااللتزام المنصوص عليه في
العقد ،من تم يتحمل الشخص مسؤوليته العقدية أو مسؤوليته المدنية العقدية .
** المسؤولية التقصيرية تنقسم إلى أربعة أنواع :يمكن أن تترتب عن فعل شخصي /خطأ عن الفعل الغير /
مسؤولية تقصيرية عن فعل األشياء الجامدة والحية /مسؤولية تقصيرية في حوادث السير.
** فيما يخص المسؤولية التقصيرية :لماذا تقصيرية ؟
** كما أشرنا قسمها المشرع الى أربع صور :
مسؤولية تقصيرية عن فعل األشياء الجامدة والحية ،مثال :شخص لديه ورش من األشغال ولديه اآلت -
ورافعات ...إذا هذا الشخص يجب أن يكون مسؤوال عليها .ألنه قد تسقط رافعة وتصيب شخصا نتيجة اإلهمال
وعدم التبصر ،فالشخص المالك لهذا الورش يقع تحت مسؤولية تقصيرية.
شخص لديه حيوان )مثال كلب( فمالك هذا الحيوان مسؤول عليه.
المسؤولية التقصيرية عن حوادث السير. -
المسؤولية التقصيرية تنتج عن تقصير أحد األطراف في اتخاذ التدابير الالزمة ،أما المسؤولية العقدية -
فتنتج عن إخالل أحد األطراف ببنود العقد.
المشرع حدد معيارا وهو أن يكون هذا الشخص قد قام بما ال يجب أن يقوم به الشخص الحرص -
اليقظ المتبصر.
إذا ثبت أن الشخص قد قام بما يجب أن يقوم به الشخص الحرص المتبصر فال تقع عليه المسؤولية التقصيرية.
مثال :عند التكييف في حوادث السير ،نجد في بعض المحاضر بأن الشخص لم يتخذ التدابير الالزمة )التقصير( .
القانوني للمسؤولية المدنية: االاسا
هناك نظريتان:
نظرية :1تستند على أساس الخطأ الشخصي للمدين لتقوم المسؤولية المدنية.
نظرية :2تقوم بعدم قيام المسؤولية المدنية على أساس الخطأ الشخصي للمدين.
-نظرية :1ليست كل العقود قائمة على أساس مالي ،في النقل مثال :عدم الوفاء بااللتزام يعتبر خطأ
شخصيا للمدين ،وهدا التحلل يجعله مسؤوال ،وهذا ما يعتمد كأساس المسؤولية المدنية .
-المبررات :أ -االلتزام بتحقيق نتيجة وإال تترتب المسؤولية المدنية .
ب -النيابة عقد المقاولة بالباطن )تمرير االلتزام لشخص اخر يجعلني اتحمل المسؤولية في
حالة عدم وفائه بااللتزام).
ج -انتفاء القوة القاهرة بسبب الحروب ،الكوارث الطبيعية ،الزالزل يرتب المسؤولية
المدنية.
-نظرية :2استندت على ثالث نظريات متفرعة:
أ -نظرية تحمل التبعة :أي تحمل التبعات مقابل الغير.
ب -نظرية الضمان الضمني.
ج -نظرية الضمان القانوني .
و من هنا ستكون الشرارة االولى لننتقل للحديث عن التامين في المسؤولية المدنية /ممنوع في
المسؤولية الجنائية )الجرائم و أشباه الجرائم( .
** تطورت العقود من عقود مزارعة /عقود الصنعة /عقود مؤاجرة إلى عقود كبرى كتلك الخاصة بالصفقات
العمومية ،وعقود األوراش الكبرى ...بتكلفة عالية يصعب تحملها ،فتم بذلك اللجوء الى التأمين )حوادث السير(.
-المسؤولية المدنية نوعان :عقدية وتقصيرية.
مسؤولية عقدية :أساسها العقد أي مصدر االلتزام هو العقد "العقد شريعة المتعاقدين".
والجزاء مدني مرتبط بطبيعة المسؤولية )الغرامة ،الفسخ ،االبطال ،التعويض .(...
مسؤولية تقصيرية :أساسها قانوني ،وصورها اربعة:
-1المسؤولية عن الفعل الشخصي.
-2المسؤولية عن فعل الغير.
-3المسؤولية عن االشياء الحية والجامدة.
-4المسؤولية عن حوادث السير.
مالحظة :مدونة التأمينات تستثني التعويض في حالة القوة القاهرة ،والحادث الفجائي.
يشترط في المسؤولية التقصيرية ثالثة شروط ،وعدم توفر أحد هذه الشروط يؤدي الى انتفاصها :البد من خطأ
وضرر وعالقة سببية بينهما.
** الجنائي يعقل المدني :عندما تعرض دعوى أمام القضاء ،الشخص مرتكب الفعل الجرمي يساءل مدنيا
وجنائيا ،بمعنى أن المحكمة أمام نوعين من المسؤولية :م مدنية /م جنائية .
لهذا تبث في واحدة الى حين البث في الثانية ،أي المسؤولية الجنائية اوال وبعد ذلك المسؤولية المدنية .
فالجنائي يوقف المدني بحيث المحكمة ال تبث في الدعوى المدنية إال بعد البث في الجنائية.
مثال شخص ارتكب فعال وألحق ضررا بالغير ،فيقوم هذا االخير بوضع شكاية لدى النيابة العامة ،فتفتح ملفا
لمتابعة الجاني على مستوى المحكمة الجنحية أو الزجرية في إطار جناية أو جنحة منصوص عليها في القانون
الجنائي ،اذا لدينا دعوى جنائية وفي نفس الوقت يطالب بالتعويض أي رفع دعوى مدنية مستقلة أمام المحكمة
المدنية ،ودعوى جنائية أمام المحكمة الزجرية أو هما معا ما يسمى بالدعوى الموازية .
فالجاني يتابع في أمر جنحي و في نفس الوقت يطالب المتضرر بالتعويض أي المطالبة بالحق المدني )حق
شخصي على خالف الشق الجنائي فهو يظل حقا عاما تباشره النيابة العامة )حق المجتمع).
-المحكمة ال تبث في التعويض الى حين البث في الدعوى الجنائية ،وإذا تمت تبرئة الجاني تسقط المساءلة
المدنية ،وإذا ادين جنائيا تقضي المحكمة بالتعويض .
-للمحكمة كامل الصالحية ،حيث يمكنها أن تحكم بالتعويض رغم ذلك ادا ما الحظت تقصيرا.
تطور المسؤولية المدنية قديما في عهد الرومان لم يكن هناك تمييز بين المسؤوليتين المدنية والجنائية ،كانتا
مقترنتين ببعضهما ،مما كان يثقل كاهل الشخص الذي تثبت ادانته أو مسؤوليته .فكان الشخص تقع عليه مسؤولية
مدنية و مسؤولية جنائية ،وكان من العدالة الفصل بينهما .
-ظهرت األسس القانونية التي سترتكز عليها كل مسؤولية على حدة .
-المسؤولية الجنائية تقوم على األفعال الجرمية والفعل الضار واألفعال شبه الجرمية.
-المسؤولية المدنية تنتج أيضا عن أفعال وأضرار أقل حدة من تلك بالمسؤولية الجنائية.
-معيار التمييز بين المسؤوليتين هو فكرتي التعويض والعقاب بحيث الخطأ الذي يستوجب التعويض
يصنف في خانة المسؤولية المدنية ،بينما األخطاء التي تستوجب فكرة العقوبة يمكن تصنيفها ضمن
المسؤولية الجنائية .
-بدأ بعدها التفكير في األفعال التي تصنف ضمن هذه المسوؤلية أو تلك وبالتالي :
هل يجب حصرهذه األفعال؟ أم توسيع دائرتها؟
وبعد النقاش تم توسيع األفعال التي يمكن أن تكون مسرحا للمسؤولية المدنية ،وتستوجب قيامها وتم
التدرج إلى التمييز بين المسؤولية العقدية واألفعال المدرجة ضمنها ،والمسؤولية التقصيرية واألفعال
التي تميزها.
-انتقلنا حاليا الى الخطأ والخطأ المفترض ومدى قيام المسؤولية على أساسه.
-ومع تطور المجتمعات انتقلنا إلى فكرة التأمين نظرا لتطور أنواع العقود.
-شروط قيام المسؤولية في الخطأ المفترض هي الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما .
-وصل تطور المسؤولية المدنية أوجه مع القانونين الروماني والفرنسي ،واعتبر القانون المدني الروماني
هو التشريع الذي استقت منه باقي التشريعات األسس القانونية لتنظيم المسؤولية المدنية.
** القانون الروماني:
-األفعال واألخطاء سابقا عند الرومان كانت تقتصر فقط على التعويض.
-الر ومان أول من نادى بفصل المسؤولية المدنية عن المسؤولية الجنائية ألن األفعال التي كانت تلحق
اضرارا بالغير تعتبر جرائما )أي فعال ضارا وجريمة في نفس الوقت( تستوجب التعويض والعقاب معا.
-الرومان فصلوا بعد ذلك العقاب عن هذه األفعال واقتصروا فقط على التعويض أي احدثوا قطيعة مع
االفعال الجنائية.
-في األفعال الجنائية اقتصروا على األفعال التي ال تستوجب التعويض ،وإن كان كل فعل ضار يعتبر
جريمة حتى وان كان بسيطا ،وإذا كان يستوجب التعويض فهو عمل مدني .وبذلك تم الفصل بين ما
جنائي وما هو مدني .
-مع تطور المجتمعات توسعت دائرة المسؤولية المدنية لتظهر افعال جديدة ،واألشخاص اصبحوا
يعوضون حتى عن األشياء المادية اذا لحقها ضرر معين .
** القانون الفرنسي:
-تطورت المسؤولية المدنية مع القانون الفرنسي حتى بلغت أوجها ،وأثرت على القوانين العربية بما في
ذلك القانون المصري ،القانون اللبناني و أيضا القانون المغربي.
-يجب أن نميز بين القانون الفرنسي القديم والجديد.
-تطورت أحكام المسؤولية المدنية في القانون الفرنسي لتصبح على الصورة التي نعيشها اليوم سواء من
حيث :أنواعها /أو أساسها /أو عناصرها.
-أصبح الحديث عن االلتزام عن التعويض عن الضرر الذي يحدث بأي فعل.
من قبل :في القانون الروماني لم يكن االلتزام بالتعويض عن الفعل الضار حتى تثبت المسؤولية المدنية.
-للتمييز بين المسؤوليتين المدنية والجنائية في القانون الفرنسي ارتكزوا على أساس األفعال الشخصية
للشخص المسؤول ،أي مراقبة األفعال الشخصية للشخص المسؤول عن الضرر ،فإذا كان يكتسي طابعا
جرميا نصنفه ضمن االفعال الجرمية ،ومن تم قيام المسؤولية الجنائية ،وإذا كان الفعل الشخصي عبارة
عن خطأ ألحق ضررا بالغير ،ولم يتخذ صفة جرمية فآنذاك يمكن تصنيفه في اطار المسؤولية المدنية.
-الخطأ المفترض الذي ينتج أضرارا من ابتداع القانون الفرنسي ،وسيتطور على مستوى القضاء
الفرنسي المدني واإلداري.
-انتقل برمته الى القانون المغربي ،وتأثر به القضاء خاصة القضاء اإلداري المغربي.
-مدونة نابليون تبينت قانون (.)domat
-المبدأ العام يقول بأن المسؤولية المدنية تبنبي على الفعل الشخصي وأن كان هناك استثناء.
-الشخص يسأل عن األفعال الصادرة عنه )مثال شخص يخرج بتصريح صحفي يمكن أن يمس مقدسات
الدولة ،فيتابع قانونيا على تصريحه ذاك).
-بعد ذلك تم الحديث عن المسؤولية عن فعل الغير.
-المعايير التي اعتمدت بمدونة نابليون لترتيب المسؤولية هي:
اإلهمال /عدم الحيطة /عدم التبصر /الرعونة.
-فرقت مدونة نابليون بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية وأرست مبادئ كل مسؤولية على حدة،
فحددت األفعال التي تدرح ضمن المسؤولية التقصيرية ووسعت نطاقها )ليس فقط المسؤولية عن الخطأ
الشخصي وإنما المسؤولية عن األشياء الجامدة )مسؤولية حارس الشيء ((.
-انتقلت المدونة إلى فكرة المخاطر وهي ما يسمى نظرية المخاطر.
-تبنت المحاكم نظرية المخاطر ،فأصبحت تسائل الدولة )مما خلق مشاكل عدة( ،يتجلى هدف المسؤولية
في رفع الضرر عن الشخص المتضرر ،ووفق نظرية المخاطر يعفى من اثبات الخطأ ،بينما المشرع
يؤكد على إثباته .
-مع ذلك يبقى الخطأ هو المبدأ العام إلثبات المسؤولية.
التمييز بين نطرية الخطأ ونظرية المخاطر:
القانون الفرنسي انتقل من نظرية الخطأ إلى نظرية المخاطر .
-نظرية الخطأ بمعنى البد من وقوع الخطأ لترتيب المسؤولية المدنية ،أي يكون سببا لذلك )مثال الخطأ
المهني (.
-نظرية المخاطر تدبرها الدولة ،ال يمكن لألشخاص توقعها وتفاديها حيث يتم أداء رسوم اجتماعية في
إطار أداء الضرائب وغيرها ،مقابل ان تتعهد الدولة بتحملها وتفادي وقوعها ...
مثال :1تخريب ممتلكات في مباراة لكرة القدم بسبب الشغب ،تضرر على اثرها أشخاص ،تعرضت
محالتهم وسياراتهم ...للضرر ،عندها يجب مقاضاة الدولة للتعويض عن الضرر.
مثال :2األلغام بالصحراء المغربية التي خلفها االستعمار ....اذن تسأل الدولة في حالة انفجارها
والتسبب في أضرار لألشخاص.
** المسؤولية المدنية هي األساس الذي انبنت عليه باقي المسؤوليات األخرى.
** المسؤولية المدنية ليست وليدة اليوم بل هي موجودة منذ القدم ،ظهرت مع ظهور االنسان وتطورت عبر
تطور المجتمعات إلى أن أصبحت على الصور التي نراها عليها اآلن ،صور المسؤولية المدنية متنوعة فالقوانين
القديمة تطرقت للمسؤولية المدنية وعالجتها لكن ليس بالشكل الذي نعيشه اآلن لهذا ال نقول عنها ظاهرة حديثة أو
هي مؤسسة قانونية ظهرت بظهور االنسان وظهرت بظهور الدولة.
** الدولة كما نعلم انتقلت من نظام القبيلة أو العشيرة إلى ما يسمى بالدولة الحديثة وهذا التطور واكبه تطور
المسؤولية.
الغاية األساسية من إقرار المسؤولية المدنية بصفة عامة هو حماية الفرد ثم حماية المجتمع وبالتالي تحقيق األمان
واألمن االجتماعي وتحقيق االستقرار االجتماعي من خالل الوفاء بااللتزامات وتحمل المسؤوليات مما قد يغنينا
عن المسؤولية الجنائية أو غيرها من المسؤوليات األخرى.
** في القديم لم يتم تمييز المسؤولية المدنية وفصلها عن المسؤولية الجنائية ،بل كان هناك خلط بينهما ألنهما
قائمتان على فكرة واحدة آنذاك :إلحاق الضرر يستوجب التعويض الذي كان مدمجا /لصيقا بفكرة العقاب (أي
ترتيب المسؤولية في شقين تعويض (م م) عقاب (م ج).
** بتطور فكرة الخطأ الذي اعتبر أساس المسؤولية ثم التفكير في الفصل بين المسؤوليتين المدنية والجنائية ،إال
أن األمر لم يكن سهال ،بل كان أمرا صعبا ساهم فيه :األركان التي تقوم كل مسؤولية +الصور التي تتخذها كل
مسؤولية على حدة +الخصائص المميزة لكل مسؤولية لتصل إلى نقط االختالف بين المسؤوليتين ،ثم ظهرت
االختالفات في نقط عدة فكانت بداية الفصل بين المسؤولية المدنية والجنائية .
** ما ساهم في تطور المسؤولية المدنية هو أنه في السابق كانت األفعال الموجبة للمسؤولية محددة على سبيل
الحصر ،إال أن تطور المجتمع والدولة من بسيطة إلى كالسيكية ثم حديثة أفرز عدة عوامل وأثار أدت إلى توسيع
دائرة األفعال الموجبة للمسؤولية المدنية.
** توسيع دائرة األفعال الموجبة للمسؤولية المدنية جاء مع القانون الروماني حددوا خصائصها مستندين على
القوانين القديمة فكان إجماع على اعتماد الخطأ كمعيار لقيام المسؤولية المدنية فبمجرد صدور خطأ عن الغير،
فذلك يتوجب قيام المسؤولية المدنية ومع التطور اشترطوا أن ينتج عن هذا الخطأ ضرر كي تقوم المسؤولية
المدنية وتكون قائمة األركان (أي مالحظة اآلثار الناشئة عن الخطأ (آثار قانوني ) وبالتالي تعويض المتضرر،
وجود عالقة سببية بين الخطأ والضرر الذي أنتجه.
** مثال :عقد توريد بين شخصين ،فحدث أن طرفا متعاقدا لم يورد للطرف الثاني بضاعة فنتج عن ذلك ضرر
إال أن هذا الضرر لم يكن سببا في إفراغ الذمة المالية للمضرور ،بل أن هذا األخير كان يلعب القمار وهو الذي
تسبب في إفالسه ،إذن ليست هناك عالقة سببية بين الخطأ (عدم توريد البضاعة) والضرر الناتج عنه إفراغ
الذمة المالية الذي كان بمحض إرادته (بفعل شخصي :لعب القمار).
** بتوسع األفعال توسعت دائرة المسؤولية المدنية ،فحتى القضاء عبر العالم أصبح متشددا وسيعمل على توسيع
المسؤولية المدنية .كيف ذلك؟ سيصبح الحديث ليس فقط عن المسؤولية الصادرة عن الفعل الشخصي فقط ،وإنما
الحديث عن (أ) المسؤولية الناتجة عن فعل الغير (ب) و المسؤولية عن األشياء (ج) وعن حوادث السير (التي لم
تكن في المجتمعات القديمة البدائية) بل ظهرت مع الثورة والطفرة النوعية على مستوى وسائل النقل ،وأيضا
عن مسؤولية الغير حيث لم تكن من قبل بل ظهرت مع (عالقة خدمة الصنعة /والتابع والمتبوع والحرفي مع
الصانع الذي يشتغل تحت إمرته /العامل تحت إمرة رب العمل /مسؤولية األب و األم مع أبنائهما).
وبتطور المجتمعات أيضا انتقلنا إلى المسؤولية عن األشياء .وهي تستلزم نوعين من المسؤولية:
أ -مسؤولية عن البنايات (في السابق لم يكن االنسان يسأل عن عمل تقوم به المؤسسات الصناعية من خالل
مؤسسة كالتنقيب عن البترول أو إنشاء بناية سكنية ...بل أفرزها تطور المجتمع) سقوط رافعة على شخص في
ورش العمل <فاألمر ناتج عن إهمال ،ونحن نعلم أن المشرع يفترض أن يكون الشخص يقظا ،حرصا متبصرا
عند ربح الصفقة العمومية فيتوقع حدوث مثل هذه األمور>
ب -مسؤولية الحيوان (مثال :تسبب قطيع األغنام في تلف محصول الغير – أو امتالك كلب )...
** على مستوى القانون المدني كانت الثورة التشريعية مع القانون الفرنسي سواء القديم أو الجديد الذي عرف
تطورا على مستوى أحكام المسؤولية المدنية ،وانتقلنا إلى الصورة التي أضحت عليها المسؤولية المدنية اليوم
التي تنقسم إلى :مسؤولية عقدية ومسؤولية تقصيرية.
** األساس القانوني الذي انبنى عليه القانون الفرنسي :الخطأ الذي يستحق التعويض يجب أن يلحق ضررا فعليا
بالغير ،أي أن المسؤولية أسست على مبدأ االلتزام بالتعويض عن الضرر الحاصل ،أي أن المسؤولية انبنت على
ما يسمى بالخطأ الفعلي.
** كل عمل أيا كان يوقع ضررا بالغير يلزم من وقع بخطئه هذا الضرر أن يقوم بتعويضه ،ويستوي أن يكون
هذا الخطأ عمديا أو غير عمدي "المادة 2831من قانون نابليون الصادر عام ."2381
** استلزم القانون الفرنسي ضرورة إثبات الخطأ لقيام المسؤولية ،وإقرار التعويض ،وهو ما يسمى بالعالقة
السببية.
وهنا ننتقل من الخطأ الواجب اإلثبات إلى الخطأ المفترض (هذا األخير هو الذي يتجسد في المسؤولية عن
الحيوان والمسؤولية عن األدوية ،وعن األشياء بصفة عامة) كمعدات البناء مثال (المسؤولية التقصيرية).
** اإلقرار بالمسؤولية التقصيرية استهدف منه المشرع الفرنسي تحقيق األمن واألمان االجتماعي.
مالحظة :رغم تطور القوانين سواء في القانون الفرنسي القديم أو الحديث ،فإنه هناك مبدأ عام ،وفكرة جوهرية
هوأن الخطأ يظل هو األساس العام إلقرار المسؤولية المدنية.
)2المسؤولية العقدية:
تعريف المسؤولية :أغلب التشريعات لم تقم بإعطاء تعريف للمسؤولية ،وعلى غرار باقي القوانين األخرى
أوكلتها إلى الفقه.
** ظهر مصطلح المسؤولية أول مرة خالل القرن 23عند الرومان الذين استعملوه للتعبير عن أمور أخرى
مشابهة مثل مفهوم الغش – الخطأ -الحراسة – العناية ...إلى أن اهتدوا اخيرا إلى مصطلح عام هو المسؤولية
ليدل على المؤاخذة والمحاسبة ...
** يقصد بالمسؤولية المؤاخذة على األخطاء التي تضر بالغير ،وذاك بأداء تعويض للطرف المتضرر ،يتعين
أن يتناسب مع جسامة الضرر فمقدار التعويض وقيمته يحددها القانون.
** المادة 77و 73من قانون االلتزامات والعقود حدد تعريفا للمسؤولية حينما قام المشرع المغربي بالحديث
عن المسؤولية التقصيرية خاصة على الفعل الشخصي ،ففي هذه الحالة يمكن بإمعان بمقتضيات هاذين الفصلين
الوقوف على تعريف المسؤولية.
أول من وظف مصطلح المسؤولية فقيه بلجيكي ،والتي كان يعبر عنها في القوانين القديمة بالعمل غير المشروع.
تقنين المسؤولية المدنية في المغرب:
** المشرع المغربي باقتباس قانون االلتزامات والعقود وقانون المسطرة المدنية من التشريع الفرنسي وأيضا من
التشريع التونسي ،بعدما كانت الشريعة االسالمية هي التي تنظم المعامالت المتعلقة بالزواج واألسرة (األحوال
الشخصية) إضافة للمعامالت المدنية من عقود ،وحقوق وواجبات واآلثار المترتبة عن المعامالت المدنية.
** كانت الشريعة االسالمية حاضرة إلى غاية 2121تاريخ فرض الحماية.
** خالل الحماية سيقتبس من التشريعات الفرنسية التي كانت تطبق لحماية رعاياها.
** خالل 2121تم إعداد لجنة عهد لها بوضع قوانين (تحت سلطات الحماية و رقابتها) واالقتباس من القانون
الفرنسي وعدة نصوص منظمة للمعامالت المدنية.
** تم استيراد قوانين سواء على مستوى االلتزامات والعقود أو المسطرة المدنية ،وتم إدماجها فكان أغلبها من
التشريع الفرنسي.
** اقتبس المشرع المغربي من التشريع التونسي واأللماني والبلجيكي وحاول بلورة قانون يتماشى
وخصوصيات القانون المغربي ،ومن هنا برز قانون ينظم المسؤولية المدنية.
** تم تعديل قانون االلتزامات والعقود سنة 2128م وكان هناك تعديل أخير على مستوى قانون المسطرة
المدنية .
** مع تطور األمور في إطار القوانين الحديثة أصبحنا نعرف مبدأ عاما على مستوى المسؤولية المدنية هو مبدأ
المسؤولية عن الخطأ ،فال بد من توفر عنصر الخطأ كعنصر أساسي لقياس المسؤولية بإجماع كل التشريعات،
بل أكثر من ذلك تطور إلى مبدأ عام يتضمن الخطأ والضرر لقيام المسؤولية المدنية (لن نكترث للعالقة السببية
ألننا نتحدث عن المسؤولية المدنية دون تمييزها).
** الفصل ،77المشرع المغربي من خالله وضع األساس القانوني لقيام المسؤولية المدنية ،فصل ينظم هذه
األخيرة.
** في الفقه االسالمي كان يصطلح على المسؤولية المدنية مصطلح الضمان.
أنواع المسؤولية:
مالحظة :قد تقترن المسؤولية المدنية بالمسؤولية الجنائية ،عندها "الجنائي يعقل المدني" أي أن القاضي ال يبت
في الدعوى المدنية إلى حين أن يبت في الدعوى الجنحية.
** قد يبرأ الشخص في الدعوى الجنائية ،لكن يتابع في المسؤولية المدنية أي ال تنتفي مسؤوليته المدنية بل
تثبت ،والعكس صحيح.
عند تبرئة الشخص من طرف القاضي المدني ،ويقضي القاضي الجنحي بإدانة هذا الشخص ،فإن القاضي المدني
ملزم بتطبيق مقتضيات ومنطوق الحكم الصادر عن القاضي الجنائي ،بل وقد يرتب بدوره المسؤولية المدنية.
في إطار الدعوى الموازية يبت القاضي الجنحي فيهما معا أي في المسؤولية المدنية والجنائية عند عرضها عليه.
المسؤولية العقدية:
** يتضمن العقد التزامات وحقوق وواجبات (عقد النقل يختلف عن عقد الكراء وعن عقد الهبة أو البيع أو عن
عقود الصفقات العمومية .)...
** المسؤولية العقدية تقوم على االخالل بااللتزام العقدي القائم بين طرفي العقد أو أطراف العقد.
** عدم الوفاء بااللتزامات المنصوص عليها داخل العقد أو المدرجة بالعقد يؤدي إلى قيام مسؤولية الشخص
الذي أخل بالعقد ،و المسؤولية تختلف باختالف نوع العقد وتستوجب تعويضا للشخص المتضرر.
المسؤولية التقصيرية:
األساس القانوني:
** أثير نقاش فقهي فيما يتعلق بوحدة المسؤولية العقدية والتقصيرية ،مقابل ذلك ظهر تيار يقول بانعدام هذه
الوحدة.
** كان هناك تيار فقهي على مستوى الفقه الفرنسي والعربي (المصري) قد أثار نقاشا حول ازدواجية المسؤولية
المدنية من عدمها.
التيار األول :قال بعدم إمكانية الحديث عن ازدواجية المسؤولية ،كان المبرر هو الخطأ والمسؤولية مصطلحان ال
ينفصالن ،فلوال الخطأ لما ترتبت المسؤولية وإذا انتفى الخطأ فال وجود للمسؤولية.
التيار الثاني :قال بأنه مهما كانت المسؤولية عقدية أو تقصيرية ،فهما مسؤوليتان ال يمكن فصلهما عن بعض أي
هناك وحدة المسؤولية ،وال سبيل للحديث عن ازدواجية المسؤولية وال يجب الفصل بينهما ،وبأن غايتهما واحدة
(إقرار الجزاء) الذي يظل عنصرا مشتركا بين المسؤوليتين.
الخالصة:
بعد هذا الجدل يجب الوقوف على ما استقر عليه الفقه ،لذلك سنتطرق لالختالف والنقط الجوهرية التي تختلف
فيها كل مسؤولية عن األخرى.
-األهلية.
-اإلعذار واإلنذار واإلخطار.
-من حيث االرتباط بالنظام العام.
-من حيث التضامن
-من حيث اإلثبات
-من حيث التقادم
" للتفصيل يرجى العودة إلى المحاضرة السابقة "
مالحظة:
المسؤولية العقدية:
تعريفها :يدخل تعريفها ضمن السهل الممتنع ،فقد أحجم الفقه أيضا عن تعريفها ولكنه أعطى إشارات ودالالت
وعناصر لتوضيح المقصود بالمسؤولية العقدية.
** الغاية من إنشاء التزامات بين األطراف هو تنفيذ هذه االلتزامات وترجمتها إلى أرض الواقع .أي الوفاء
بااللتزامات المنصوص عليها في العقد (التزامات بين البائع والمشتري) وبالطريقة التي اتفق عليها األطراف
دون االخالل حتى بالجزئيات البسيطة وإال ستقوم المسؤولية العقدية.
** في العقد يضمن المشرع تنفيذ االلتزامات المتضمنة في العقد والمتفق عليها فيه وإال تترتب المسؤولية العقدية
** تترتب المسؤولية العقدية أيضا عند االمتناع الجزئي (عدم تكملة) أو الكلي (عدم تنفيذ) مثال :عدم تكملة بناء
معين /أو عدم تسليمه بعد إنهاء البناء ،مما ينتج عنه إلحاق الضرر بالطرف المتعاقد معه سواء ألنه يتحمل
عبء قروض بنكية أو كونه مطالب بتسليم الشقق ألصحابها ...
الحالة :)1عدم القيام بما تم االتفاق عليه في العقد :ولها عدة صور إما االمتناع عن القيام بعمل أو القيام بعمل
بشكل مخالف لما تم االتفاق عليه.
** المشرع كان رحيما باألطراف المتعاقدة ،فأقر ثالث حاالت ال تقوم فيها المسؤولية العقدية.
ج) تدخل الغير (سبب أجنبي) ب) الحادث الفجائي أ) القوة القاهرة
** في هذه الحاالت يتحلل الشخص من المسؤولية ألنه ال دخل للمتعاقد في اإلخالل بالعقد.
** ال تنتفي المسؤولية العقدية أحيانا :حالة توقع الحادث الفجائي في األمور التي يمكن ألي شخص عادي أن
يتوقعها.
** يجب األخذ بمصطلح اإلخالل بمفهومه الواسع وليس الضيق حيث أنه يشمل عدم الوفاء بااللتزامات وأيضا
التأخير في تنفيذ االلتزام أو تنفيذه بشكل جزئي.
الفقه الفرنسي على غرار باقي التشريعات األخرى:
** هناك حاالت ال يتعين إدراجها ضمن المسؤولية العقدية وإنما ضمن المسؤولية التقصيرية مقدمين مبررات
وهي مقنعة إلى حد ما ،محكمة النقض الفرنسية قالت بأن الضرر الذي يتحقق خارج إطار العقد تترتب عنه
مسؤولية تقصيرية وليس مسؤولية عقدية ،إال أنه هناك أضرار تنشأ بمناسبة العقد أي أنها أضرار ناتجة عن
أخطاء عقدية ،ومن تم تترتب المسؤولية العقدية ،ونظرا لطبيعة هذه األخطاء ال يمكن تصنيفها ضمن المسؤولية
العقدية وإنما ضمن المسؤولية التقصيرية لسبب معين هو :أن هناك فكرة الضمان (أي التعويض) مثال :فكرة
التأمين في حوادث السير.
** فكرة الضمان انبثقت من فكرة التأمين (الذي اكتسح العقود المدنية كالتأمين على الحرائق ،على الزالزل )...
بسبب تطور المجتمع.
** حدوث الضرر خارج نطاق العقد تترتب عنه مسؤولية تقصيرية وليس عقدية ولو أن المتضرر له عقد مع
الطرف اآلخر.
مثال :عقد النقل عبر الطائرة مضمونه بما أن المسافر سيؤدي ثمن التذكرة مقابل خدمة النقل (عقد إذعان) ،لكن
حدث ان الناقل لم يقم بالتزامه (تأخر الرحلة عن موعدها) نصبح أمام مسؤولية عقدية يجب تعويضه ،لكن في
حالة ما تعرض المسافر لكسر جراء تعثره قبل صعود درج الطائرة بسبب عائق أو حاجز معين يجعله أمام
مسؤولية تقصيرية مادامت شركة النقل الجوي ليست هي السبب بالضرر الذي لحقه.
** إذا كانت المسؤولية العقدية جزءا ال يتجزأ من المسؤولية المدنية ،وكالهما يهدف إلى تعويض الضرر الذي
لحق نتيجة خطأ شخص آخر ،فهذا الضرر ال يمكن أن ينتج إال باإلخالل ببنود العقد المتفق عليه.
لألطراف كامل الحرية فيما سبق العتبارين اثنين جاء بهما المشرع:
** المسؤولية العقدية تخضع لنظام قانوني موحد هو قانون االلتزامات والعقود ،وإن كانت بعض التشريعات
تأخذ باالجتهاد القضائي وبالفقه ،لتحديث وتطوير قوانينها لتواكب تطور المجتمع وتطور المعامالت ،فظهرت
عقود االستهالك في السنوات األخيرة ،نظرا لبروز ثورة االستهالك ،ودعاوى تمس المستهلك دعت الضرورة
المشرع لتنظيم العقود االستهالكية وحماية المستهلك فأحالنا على مستوى القانون المدني على المسؤولية العقدية
مع تضمنه في شق منه للمسؤولية التقصيرية.
** خضوع المسؤولية العقدية لنظام قانوني موحد هو ق ل ع الجديد هو انه هناك تشدد على مستوى التشريع
وعلى مستوى الفقه ،فالمشرع الحديث على مستوى القانون المدني أصبح متشددا في إقرار المسؤولية المدنية،
ولكن وبطبيعة الحال في إطار المسؤولية العقدية ،حيث تم تجاوز المسؤولية العقدية التي تقوم على أساس
االخالل بالعقد ،وعدم الوفاء بااللتزام أو التي تقوم على أساس تنفيذ االلتزام بطريقة مخالفة لما تم تدوينه في العقد
،أو تلك التي تقوم على أساس الوفاء بااللتزام خارج األجل القانوني ،بل أصبحنا نتحدث عن المسؤولية
المفترضة في حالة التعاقد بين شخصين محترفين ،أو أشخاص محترفين و آخرين ليست لهم معايير االحتراف.
هناك تشدد على مستوى التشريع وعلى مستوى الفقه الحديث على مستوى القانون المدني في إقرار المسؤولية
المدنية.
** المسؤولية المفترضة تنشأ أثناء التعاقد شريطة أن يكون أحد طرفي العقد محترفا أي يتوفر فيه عنصر
المهنية كالطبيب /المهندس ...المحامي الموثق ...اعتبر المشرع بأن لديهم دراية/عناية/خبرة ...مما جعل
العقود التي تبرم مع هؤالء األشخاص عقود إذعان (فأنت تخضع إلرادتهم عند التعاقد معهم) المشرع حاول
إقرار نوع من التوازن في هذه العقود وبالتالي إلثبات الضرر من هؤالء أقر ما يسمى بالخطأ المفترض رخمة
بالمتضرر.
ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ
ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻮؤﻟﯿﺔ اﻟﺤﯿﻮان اﻷﺷﯿﺎء ﻓﻌﻞ اﻟﻐﯿﺮ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ
اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ
اﻟﻀﺮر اﻟﺨﻄﺄ
ﺑﯿﻦ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻀﺮر
16/12/2020 د .طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ. ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ 1
اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي
ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻀﺮورة
أن ﯾﻜﻮن
أن ﯾﻜﻮن أن ﯾﻜﻮن
ﻣﺤﻘﻘﺎ
ﺷﺨﺼﯿﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮا
وﺣﺎﻻ
16/12/2020 د .طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ. ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ 2
أﻧﻮاع اﻟﻀﺮر اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي
اﻟﻀﺮر اﻟﻀﺮر
اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي
اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ اﻟﻤﻌﻨﻮي
اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺿرر ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻘﯾم ❖
اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗواﻓر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﯾﻌزوه إﻟﻰ اﻟﻣﺳؤول ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﮫ ،
ذﻟك أﻧﮫ إن ﻟم ﺗﺗﺑث اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻼ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ آﻧذاك ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ.
ظﮭور ﻧظرﯾﺗﺎن ﺣﺎوﻟﺗﺎ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺳﺑب اﻟﺿرر ﻣن ﺑﯾن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ❖
ﺣﺻوﻟﮫ ،ھﻧﺎك ﻧظرﯾﺔ ﺗﻌدد اﻷﺳﺑﺎب أو ﺗﻛﺎﻓؤ اﻷﺳﺑﺎب :واﻟﺗﻲ ﺗرى أن ﻛل ﺳﺑب ﻟﮫ دﺧل ﻓﻲ وﻗوع
اﻟﺿرر ﺑﺣﯾث ﻟوﻻ ھذا اﻟﺳﺑب ﻟﻣﺎ وﻗﻊ اﻟﺿرر أﺻﻼ ،ﻓﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ :ﻓﻣﺿﻣون ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ھو
أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﺗد ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب ﺑل اﺧﺗﯾﺎر ﺑﻌﺿﮭﺎ دون اﻟﺑﻌض اﻵﺧر ،وﯾﻘوم ھذا اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد
اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﻔﻌﺎل ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﺿرر دون اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎرﺿﺔ ،ﻓﺎﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ ھو اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺿرر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺟرى اﻟﻌﺎدي ﻟﻸﻣور.
.د .طﺎرق ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
21/12/2020 2
اﻟﺑﺧﺗﻲ
إﻧﺗﻔﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
ﻓﻌل اﻟﻐﯾر اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة
ﻓﻌل اﻟﻣﺗﺿرر
أو اﻷﺟﻧﺑﻲ واﻟﺣدث اﻟﻔﺟﺎﺋﻲ
ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﯾزﯾل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻌل اﻟﺿﺣﯾﺔ ﯾﻌدم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
ﺑﯾن ﺧطﺄ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وﺑﯾن ﺑﯾن ﺧطﺄ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وﺑﯾن
اﻟﺿرر ﻓﻌل اﻟﺿﺣﯾﺔاﻟﺿرر
ﻻﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ
ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ وﺗظل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
وﻗوع اﻟﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ ﻛﺎﻣﻠﺔ
اﺷﺗراك ﻓﻌل اﻟﻣﺗﺿرر ﻣﻊ ﺧطﺄ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ
اﻟﻣﺳؤول ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر
وﺧطﺄ اﻟﻐﯾر 3
.د .طﺎرق ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
21/12/2020
اﻟﺑﺧﺗﻲ
إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺗﺿرر داﺋﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﻋبء إﺛﺑﺎت اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﮫ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧطﺄ اﻟﻣﺳؤول ،ذﻟك ❖
أن اﻟﻌﺎﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ھذا اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر ﺗﺳﺗﺧﻠص ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ وھﻲ ﺑذﻟك
ﯾﺟوز إﺛﺑﺎﺗﮭﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود واﻟﻘراﺋن اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ
ﻣن ظروف ﺣﺻول اﻟﺿرر وﻣﻼﺑﺳﺎﺗﮭﺎ.
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺣق ﻟﮫ ﻧﻔﻲ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﺧطﺄه واﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎب ❖
اﻟﻣدﻋﻲ وذﻟك إﻣﺎ أن ﯾﺛﺑت أن ﺧطﺄه ﻟﯾس ھو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻟﻠﺿرر أي أن اﻟﺿرر
ﻟﯾس ﻣﺑﺎﺷرا ،أو أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺿرر ﻧﺷﺄ ﻋن ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻋﻧﮫ.
دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ھﻲ آﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن ﺧطﺄ اﻟﻐﯾر ﻗﺻد ❖
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ھذا اﻟﺿرر ﺷرﯾطﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر،
وأن اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ ﺑﻧﺎء طﻠﺑﮫ ھذا ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺳس
واﻷﺳﺑﺎب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣؤﯾدة ﻟﻣطﺎﻟﺑﮫ ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺧوﻟﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر.
اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿر اﻟذي ﻟﺣﻘﮫ إﻣﺎ ﻛﺧﺳﺎرة أو ﻓوات ﻛﺳب ﻣﻌﯾن أو ❖
ﺿرر ﻟﺣق ﺑﻣﺎﻟﮫ أو ﻋﻘﺎر ﯾﻣﻠﻛﮫ أو ﺑﺣق أدﺑﻲ ...........وﻛل ﻣﺎ ﺣرم ﻣن ﻧﻔﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺣدود
اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ ھذا اﻟﻔﻌل ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺿرر ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺗﺿرر ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﺷﺗراك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ ﺣدوث اﻟﺿرر ﻓﺈﻧﮭم ﯾﺳﺄﻟون ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻋن ﺣدوث
اﻟﺿرر وﯾﻠزﻣون ﺑﺄداء اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻛل ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺗﮫ ﻓﻲ وﻗوع اﻟﺿرر.
اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض إﻣﺎ ﺑﺷﻛل ودي ورﺿﺎﺋﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق وﺗراض ﻣﻊ ❖
اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺿرر ،ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺣدوث اﻻﺗﻔﺎق ﺑﮭذا اﻟﺻدد ﻓﺈن اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ
اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻘوم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب طﺑﻘﺎ ﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرر اﻟذي
ﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﺗﺿرر.
.د .طﺎرق ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ
21/12/2020 3
اﻟﺑﺧﺗﻲ
اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ
اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ھﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ❖
ﻷن ﻣﺻدرھﺎ ھو اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل
أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻷن ﻣﺻدرھﺎ اﻟﻌﻘد أي إرادة اﻷطراف.
ھﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ❖
اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن أﺷﺧﺎص ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾوﺟد ﺑﯾﻧﮭم ﻣﺳؤول
وﻣﺗﺿرر