You are on page 1of 33

‫** المسؤولية‪ :‬تشخيص لحالة الفرد الذي اقترف امرا من االمور التي تستلزم التبعة والمؤاخذة‪.

‬‬
‫** المسؤولية نوعان‪ :‬اخالقية و قانونية‪.‬‬
‫‪ ‬األخالقية‪ :‬تترتب عن مخالفة قواعد األخالق‪ ،‬فالشخص يسأل امام هللا وأمام ضميره وال يترتب عليها‬
‫أي جزاء قانوني وال يشترط لقيامها حدوث ضرر للغير‪.‬‬
‫‪ ‬القانونية‪( :‬ثالث أنواع) مسؤولية مدنية ‪ /‬ومسؤولية جنائية ‪ /‬مسؤولية ادارية‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية المدنية‪ :‬الزام بأداء التعويض للطرف المتضرر في الحاالت التي تتوفر فيها شروط هذه‬
‫المسؤولية ‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية الجنائية‪ :‬تتحقق عند ارتكاب شخص ألفعال جنائية مجرمة بمقتضى نص قانوني وفق‬
‫مبدأ "ال جريمة وال عقوبة إال بنص"‪ ،‬وهي تحمل معنى الردع )جزاء ردعي( ‪.‬‬
‫** إذا أخل ملتزم بالتزام منصوص عليه في عقد معين يعتبر مسؤوال مدنيا في مواجهة الشخص المتضرر‪.‬‬
‫** االخالل ببنود العقد يرتب مسؤولية الشخص المخل بذلك االلتزام أو عدم الوفاء بااللتزام المنصوص عليه في‬
‫العقد‪ ،‬من تم يتحمل الشخص مسؤوليته العقدية أو مسؤوليته المدنية العقدية ‪.‬‬
‫** المسؤولية التقصيرية تنقسم إلى أربعة أنواع‪ :‬يمكن أن تترتب عن فعل شخصي ‪ /‬خطأ عن الفعل الغير ‪/‬‬
‫مسؤولية تقصيرية عن فعل األشياء الجامدة والحية ‪ /‬مسؤولية تقصيرية في حوادث السير‪.‬‬
‫** فيما يخص المسؤولية التقصيرية ‪ :‬لماذا تقصيرية ؟‬
‫** كما أشرنا قسمها المشرع الى أربع صور ‪:‬‬
‫مسؤولية تقصيرية عن فعل األشياء الجامدة والحية‪ ،‬مثال‪ :‬شخص لديه ورش من األشغال ولديه اآلت‬ ‫‪-‬‬
‫ورافعات ‪ ...‬إذا هذا الشخص يجب أن يكون مسؤوال عليها‪ .‬ألنه قد تسقط رافعة وتصيب شخصا نتيجة اإلهمال‬
‫وعدم التبصر‪ ،‬فالشخص المالك لهذا الورش يقع تحت مسؤولية تقصيرية‪.‬‬
‫شخص لديه حيوان )مثال كلب( فمالك هذا الحيوان مسؤول عليه‪.‬‬
‫المسؤولية التقصيرية عن حوادث السير‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المسؤولية التقصيرية تنتج عن تقصير أحد األطراف في اتخاذ التدابير الالزمة‪ ،‬أما المسؤولية العقدية‬ ‫‪-‬‬
‫فتنتج عن إخالل أحد األطراف ببنود العقد‪.‬‬
‫المشرع حدد معيارا وهو أن يكون هذا الشخص قد قام بما ال يجب أن يقوم به الشخص الحرص‬ ‫‪-‬‬
‫اليقظ المتبصر‪.‬‬
‫إذا ثبت أن الشخص قد قام بما يجب أن يقوم به الشخص الحرص المتبصر فال تقع عليه المسؤولية التقصيرية‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عند التكييف في حوادث السير‪ ،‬نجد في بعض المحاضر بأن الشخص لم يتخذ التدابير الالزمة )التقصير( ‪.‬‬
‫القانوني للمسؤولية المدنية‪:‬‬ ‫االاسا‬
‫هناك نظريتان‪:‬‬
‫نظرية ‪ :1‬تستند على أساس الخطأ الشخصي للمدين لتقوم المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫نظرية ‪ :2‬تقوم بعدم قيام المسؤولية المدنية على أساس الخطأ الشخصي للمدين‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية ‪ :1‬ليست كل العقود قائمة على أساس مالي‪ ،‬في النقل مثال‪ :‬عدم الوفاء بااللتزام يعتبر خطأ‬
‫شخصيا للمدين‪ ،‬وهدا التحلل يجعله مسؤوال‪ ،‬وهذا ما يعتمد كأساس المسؤولية المدنية ‪.‬‬
‫‪ -‬المبررات ‪ :‬أ‪ -‬االلتزام بتحقيق نتيجة وإال تترتب المسؤولية المدنية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬النيابة عقد المقاولة بالباطن )تمرير االلتزام لشخص اخر يجعلني اتحمل المسؤولية في‬
‫حالة عدم وفائه بااللتزام)‪.‬‬
‫ج‪ -‬انتفاء القوة القاهرة بسبب الحروب‪ ،‬الكوارث الطبيعية‪ ،‬الزالزل يرتب المسؤولية‬
‫المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية ‪ :2‬استندت على ثالث نظريات متفرعة‪:‬‬
‫أ‪ -‬نظرية تحمل التبعة‪ :‬أي تحمل التبعات مقابل الغير‪.‬‬
‫ب‪ -‬نظرية الضمان الضمني‪.‬‬
‫ج‪ -‬نظرية الضمان القانوني ‪.‬‬
‫و من هنا ستكون الشرارة االولى لننتقل للحديث عن التامين في المسؤولية المدنية ‪ /‬ممنوع في‬
‫المسؤولية الجنائية )الجرائم و أشباه الجرائم( ‪.‬‬
‫** تطورت العقود من عقود مزارعة ‪ /‬عقود الصنعة ‪ /‬عقود مؤاجرة إلى عقود كبرى كتلك الخاصة بالصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬وعقود األوراش الكبرى ‪ ...‬بتكلفة عالية يصعب تحملها‪ ،‬فتم بذلك اللجوء الى التأمين )حوادث السير(‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية المدنية نوعان‪ :‬عقدية وتقصيرية‪.‬‬
‫‪ ‬مسؤولية عقدية‪ :‬أساسها العقد أي مصدر االلتزام هو العقد "العقد شريعة المتعاقدين"‪.‬‬
‫والجزاء مدني مرتبط بطبيعة المسؤولية )الغرامة‪ ،‬الفسخ‪ ،‬االبطال‪ ،‬التعويض ‪.(...‬‬
‫‪ ‬مسؤولية تقصيرية‪ :‬أساسها قانوني‪ ،‬وصورها اربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬المسؤولية عن الفعل الشخصي‪.‬‬
‫‪ -2‬المسؤولية عن فعل الغير‪.‬‬
‫‪ -3‬المسؤولية عن االشياء الحية والجامدة‪.‬‬
‫‪ -4‬المسؤولية عن حوادث السير‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬مدونة التأمينات تستثني التعويض في حالة القوة القاهرة‪ ،‬والحادث الفجائي‪.‬‬
‫يشترط في المسؤولية التقصيرية ثالثة شروط‪ ،‬وعدم توفر أحد هذه الشروط يؤدي الى انتفاصها‪ :‬البد من خطأ‬
‫وضرر وعالقة سببية بينهما‪.‬‬
‫** الجنائي يعقل المدني‪ :‬عندما تعرض دعوى أمام القضاء‪ ،‬الشخص مرتكب الفعل الجرمي يساءل مدنيا‬
‫وجنائيا‪ ،‬بمعنى أن المحكمة أمام نوعين من المسؤولية ‪ :‬م مدنية ‪ /‬م جنائية ‪.‬‬
‫لهذا تبث في واحدة الى حين البث في الثانية ‪ ،‬أي المسؤولية الجنائية اوال وبعد ذلك المسؤولية المدنية ‪.‬‬
‫فالجنائي يوقف المدني بحيث المحكمة ال تبث في الدعوى المدنية إال بعد البث في الجنائية‪.‬‬
‫مثال شخص ارتكب فعال وألحق ضررا بالغير‪ ،‬فيقوم هذا االخير بوضع شكاية لدى النيابة العامة‪ ،‬فتفتح ملفا‬
‫لمتابعة الجاني على مستوى المحكمة الجنحية أو الزجرية في إطار جناية أو جنحة منصوص عليها في القانون‬
‫الجنائي‪ ،‬اذا لدينا دعوى جنائية وفي نفس الوقت يطالب بالتعويض أي رفع دعوى مدنية مستقلة أمام المحكمة‬
‫المدنية‪ ،‬ودعوى جنائية أمام المحكمة الزجرية أو هما معا ما يسمى بالدعوى الموازية ‪.‬‬
‫فالجاني يتابع في أمر جنحي و في نفس الوقت يطالب المتضرر بالتعويض أي المطالبة بالحق المدني )حق‬
‫شخصي على خالف الشق الجنائي فهو يظل حقا عاما تباشره النيابة العامة )حق المجتمع)‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة ال تبث في التعويض الى حين البث في الدعوى الجنائية‪ ،‬وإذا تمت تبرئة الجاني تسقط المساءلة‬
‫المدنية‪ ،‬وإذا ادين جنائيا تقضي المحكمة بالتعويض ‪.‬‬
‫‪ -‬للمحكمة كامل الصالحية‪ ،‬حيث يمكنها أن تحكم بالتعويض رغم ذلك ادا ما الحظت تقصيرا‪.‬‬
‫تطور المسؤولية المدنية قديما في عهد الرومان لم يكن هناك تمييز بين المسؤوليتين المدنية والجنائية‪ ،‬كانتا‬
‫مقترنتين ببعضهما‪ ،‬مما كان يثقل كاهل الشخص الذي تثبت ادانته أو مسؤوليته‪ .‬فكان الشخص تقع عليه مسؤولية‬
‫مدنية و مسؤولية جنائية‪ ،‬وكان من العدالة الفصل بينهما ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهرت األسس القانونية التي سترتكز عليها كل مسؤولية على حدة ‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية الجنائية تقوم على األفعال الجرمية والفعل الضار واألفعال شبه الجرمية‪.‬‬
‫‪ -‬المسؤولية المدنية تنتج أيضا عن أفعال وأضرار أقل حدة من تلك بالمسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬معيار التمييز بين المسؤوليتين هو فكرتي التعويض والعقاب بحيث الخطأ الذي يستوجب التعويض‬
‫يصنف في خانة المسؤولية المدنية‪ ،‬بينما األخطاء التي تستوجب فكرة العقوبة يمكن تصنيفها ضمن‬
‫المسؤولية الجنائية ‪.‬‬
‫‪ -‬بدأ بعدها التفكير في األفعال التي تصنف ضمن هذه المسوؤلية أو تلك وبالتالي ‪:‬‬
‫هل يجب حصرهذه األفعال؟ أم توسيع دائرتها؟‬
‫وبعد النقاش تم توسيع األفعال التي يمكن أن تكون مسرحا للمسؤولية المدنية‪ ،‬وتستوجب قيامها وتم‬
‫التدرج إلى التمييز بين المسؤولية العقدية واألفعال المدرجة ضمنها‪ ،‬والمسؤولية التقصيرية واألفعال‬
‫التي تميزها‪.‬‬
‫‪ -‬انتقلنا حاليا الى الخطأ والخطأ المفترض ومدى قيام المسؤولية على أساسه‪.‬‬
‫‪ -‬ومع تطور المجتمعات انتقلنا إلى فكرة التأمين نظرا لتطور أنواع العقود‪.‬‬
‫‪ -‬شروط قيام المسؤولية في الخطأ المفترض هي الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما ‪.‬‬
‫‪ -‬وصل تطور المسؤولية المدنية أوجه مع القانونين الروماني والفرنسي‪ ،‬واعتبر القانون المدني الروماني‬
‫هو التشريع الذي استقت منه باقي التشريعات األسس القانونية لتنظيم المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫** القانون الروماني‪:‬‬
‫‪ -‬األفعال واألخطاء سابقا عند الرومان كانت تقتصر فقط على التعويض‪.‬‬
‫‪ -‬الر ومان أول من نادى بفصل المسؤولية المدنية عن المسؤولية الجنائية ألن األفعال التي كانت تلحق‬
‫اضرارا بالغير تعتبر جرائما )أي فعال ضارا وجريمة في نفس الوقت( تستوجب التعويض والعقاب معا‪.‬‬
‫‪ -‬الرومان فصلوا بعد ذلك العقاب عن هذه األفعال واقتصروا فقط على التعويض أي احدثوا قطيعة مع‬
‫االفعال الجنائية‪.‬‬
‫‪ -‬في األفعال الجنائية اقتصروا على األفعال التي ال تستوجب التعويض‪ ،‬وإن كان كل فعل ضار يعتبر‬
‫جريمة حتى وان كان بسيطا‪ ،‬وإذا كان يستوجب التعويض فهو عمل مدني‪ .‬وبذلك تم الفصل بين ما‬
‫جنائي وما هو مدني ‪.‬‬
‫‪ -‬مع تطور المجتمعات توسعت دائرة المسؤولية المدنية لتظهر افعال جديدة‪ ،‬واألشخاص اصبحوا‬
‫يعوضون حتى عن األشياء المادية اذا لحقها ضرر معين ‪.‬‬
‫** القانون الفرنسي‪:‬‬
‫‪ -‬تطورت المسؤولية المدنية مع القانون الفرنسي حتى بلغت أوجها‪ ،‬وأثرت على القوانين العربية بما في‬
‫ذلك القانون المصري ‪ ،‬القانون اللبناني و أيضا القانون المغربي‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن نميز بين القانون الفرنسي القديم والجديد‪.‬‬
‫‪ -‬تطورت أحكام المسؤولية المدنية في القانون الفرنسي لتصبح على الصورة التي نعيشها اليوم سواء من‬
‫حيث‪ :‬أنواعها ‪ /‬أو أساسها ‪ /‬أو عناصرها‪.‬‬
‫‪ -‬أصبح الحديث عن االلتزام عن التعويض عن الضرر الذي يحدث بأي فعل‪.‬‬
‫من قبل‪ :‬في القانون الروماني لم يكن االلتزام بالتعويض عن الفعل الضار حتى تثبت المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬للتمييز بين المسؤوليتين المدنية والجنائية في القانون الفرنسي ارتكزوا على أساس األفعال الشخصية‬
‫للشخص المسؤول‪ ،‬أي مراقبة األفعال الشخصية للشخص المسؤول عن الضرر‪ ،‬فإذا كان يكتسي طابعا‬
‫جرميا نصنفه ضمن االفعال الجرمية‪ ،‬ومن تم قيام المسؤولية الجنائية‪ ،‬وإذا كان الفعل الشخصي عبارة‬
‫عن خطأ ألحق ضررا بالغير‪ ،‬ولم يتخذ صفة جرمية فآنذاك يمكن تصنيفه في اطار المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬الخطأ المفترض الذي ينتج أضرارا من ابتداع القانون الفرنسي‪ ،‬وسيتطور على مستوى القضاء‬
‫الفرنسي المدني واإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬انتقل برمته الى القانون المغربي‪ ،‬وتأثر به القضاء خاصة القضاء اإلداري المغربي‪.‬‬
‫‪ -‬مدونة نابليون تبينت قانون (‪.)domat‬‬
‫‪ -‬المبدأ العام يقول بأن المسؤولية المدنية تبنبي على الفعل الشخصي وأن كان هناك استثناء‪.‬‬
‫‪ -‬الشخص يسأل عن األفعال الصادرة عنه )مثال شخص يخرج بتصريح صحفي يمكن أن يمس مقدسات‬
‫الدولة‪ ،‬فيتابع قانونيا على تصريحه ذاك)‪.‬‬
‫‪ -‬بعد ذلك تم الحديث عن المسؤولية عن فعل الغير‪.‬‬
‫‪ -‬المعايير التي اعتمدت بمدونة نابليون لترتيب المسؤولية هي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلهمال ‪ /‬عدم الحيطة ‪ /‬عدم التبصر ‪ /‬الرعونة‪.‬‬
‫‪ -‬فرقت مدونة نابليون بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية وأرست مبادئ كل مسؤولية على حدة‪،‬‬
‫فحددت األفعال التي تدرح ضمن المسؤولية التقصيرية ووسعت نطاقها )ليس فقط المسؤولية عن الخطأ‬
‫الشخصي وإنما المسؤولية عن األشياء الجامدة )مسؤولية حارس الشيء ((‪.‬‬
‫‪ -‬انتقلت المدونة إلى فكرة المخاطر وهي ما يسمى نظرية المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬تبنت المحاكم نظرية المخاطر‪ ،‬فأصبحت تسائل الدولة )مما خلق مشاكل عدة(‪ ،‬يتجلى هدف المسؤولية‬
‫في رفع الضرر عن الشخص المتضرر‪ ،‬ووفق نظرية المخاطر يعفى من اثبات الخطأ‪ ،‬بينما المشرع‬
‫يؤكد على إثباته ‪.‬‬
‫‪ -‬مع ذلك يبقى الخطأ هو المبدأ العام إلثبات المسؤولية‪.‬‬
‫التمييز بين نطرية الخطأ ونظرية المخاطر‪:‬‬
‫القانون الفرنسي انتقل من نظرية الخطأ إلى نظرية المخاطر ‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية الخطأ بمعنى البد من وقوع الخطأ لترتيب المسؤولية المدنية‪ ،‬أي يكون سببا لذلك )مثال الخطأ‬
‫المهني (‪.‬‬
‫‪ -‬نظرية المخاطر تدبرها الدولة‪ ،‬ال يمكن لألشخاص توقعها وتفاديها حيث يتم أداء رسوم اجتماعية في‬
‫إطار أداء الضرائب وغيرها‪ ،‬مقابل ان تتعهد الدولة بتحملها وتفادي وقوعها ‪...‬‬
‫‪ ‬مثال‪ :1‬تخريب ممتلكات في مباراة لكرة القدم بسبب الشغب‪ ،‬تضرر على اثرها أشخاص‪ ،‬تعرضت‬
‫محالتهم وسياراتهم ‪ ...‬للضرر‪ ،‬عندها يجب مقاضاة الدولة للتعويض عن الضرر‪.‬‬
‫‪ ‬مثال ‪ :2‬األلغام بالصحراء المغربية التي خلفها االستعمار ‪ ....‬اذن تسأل الدولة في حالة انفجارها‬
‫والتسبب في أضرار لألشخاص‪.‬‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬زينب البراق‬


‫** أم القوانين هو القانون المدني تنبثق منه جميع االلتزامات‪.‬‬

‫** المسؤولية المدنية هي األساس الذي انبنت عليه باقي المسؤوليات األخرى‪.‬‬

‫** المسؤولية المدنية ليست وليدة اليوم بل هي موجودة منذ القدم‪ ،‬ظهرت مع ظهور االنسان وتطورت عبر‬
‫تطور المجتمعات إلى أن أصبحت على الصور التي نراها عليها اآلن‪ ،‬صور المسؤولية المدنية متنوعة فالقوانين‬
‫القديمة تطرقت للمسؤولية المدنية وعالجتها لكن ليس بالشكل الذي نعيشه اآلن لهذا ال نقول عنها ظاهرة حديثة أو‬
‫هي مؤسسة قانونية ظهرت بظهور االنسان وظهرت بظهور الدولة‪.‬‬

‫** الدولة كما نعلم انتقلت من نظام القبيلة أو العشيرة إلى ما يسمى بالدولة الحديثة وهذا التطور واكبه تطور‬
‫المسؤولية‪.‬‬

‫الغاية األساسية من إقرار المسؤولية المدنية بصفة عامة هو حماية الفرد ثم حماية المجتمع وبالتالي تحقيق األمان‬
‫واألمن االجتماعي وتحقيق االستقرار االجتماعي من خالل الوفاء بااللتزامات وتحمل المسؤوليات مما قد يغنينا‬
‫عن المسؤولية الجنائية أو غيرها من المسؤوليات األخرى‪.‬‬

‫** في القديم لم يتم تمييز المسؤولية المدنية وفصلها عن المسؤولية الجنائية‪ ،‬بل كان هناك خلط بينهما ألنهما‬
‫قائمتان على فكرة واحدة آنذاك ‪ :‬إلحاق الضرر يستوجب التعويض الذي كان مدمجا ‪ /‬لصيقا بفكرة العقاب (أي‬
‫ترتيب المسؤولية في شقين تعويض (م م) عقاب (م ج)‪.‬‬

‫** بتطور فكرة الخطأ الذي اعتبر أساس المسؤولية ثم التفكير في الفصل بين المسؤوليتين المدنية والجنائية‪ ،‬إال‬
‫أن األمر لم يكن سهال‪ ،‬بل كان أمرا صعبا ساهم فيه‪ :‬األركان التي تقوم كل مسؤولية ‪ +‬الصور التي تتخذها كل‬
‫مسؤولية على حدة ‪ +‬الخصائص المميزة لكل مسؤولية لتصل إلى نقط االختالف بين المسؤوليتين ‪ ،‬ثم ظهرت‬
‫االختالفات في نقط عدة فكانت بداية الفصل بين المسؤولية المدنية والجنائية ‪.‬‬

‫** ما ساهم في تطور المسؤولية المدنية هو أنه في السابق كانت األفعال الموجبة للمسؤولية محددة على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬إال أن تطور المجتمع والدولة من بسيطة إلى كالسيكية ثم حديثة أفرز عدة عوامل وأثار أدت إلى توسيع‬
‫دائرة األفعال الموجبة للمسؤولية المدنية‪.‬‬
‫** توسيع دائرة األفعال الموجبة للمسؤولية المدنية جاء مع القانون الروماني حددوا خصائصها مستندين على‬
‫القوانين القديمة فكان إجماع على اعتماد الخطأ كمعيار لقيام المسؤولية المدنية فبمجرد صدور خطأ عن الغير‪،‬‬
‫فذلك يتوجب قيام المسؤولية المدنية ومع التطور اشترطوا أن ينتج عن هذا الخطأ ضرر كي تقوم المسؤولية‬
‫المدنية وتكون قائمة األركان (أي مالحظة اآلثار الناشئة عن الخطأ (آثار قانوني ) وبالتالي تعويض المتضرر‪،‬‬
‫وجود عالقة سببية بين الخطأ والضرر الذي أنتجه‪.‬‬

‫** مثال‪ :‬عقد توريد بين شخصين‪ ،‬فحدث أن طرفا متعاقدا لم يورد للطرف الثاني بضاعة فنتج عن ذلك ضرر‬
‫إال أن هذا الضرر لم يكن سببا في إفراغ الذمة المالية للمضرور‪ ،‬بل أن هذا األخير كان يلعب القمار وهو الذي‬
‫تسبب في إفالسه‪ ،‬إذن ليست هناك عالقة سببية بين الخطأ (عدم توريد البضاعة) والضرر الناتج عنه إفراغ‬
‫الذمة المالية الذي كان بمحض إرادته (بفعل شخصي‪ :‬لعب القمار)‪.‬‬

‫** بتوسع األفعال توسعت دائرة المسؤولية المدنية‪ ،‬فحتى القضاء عبر العالم أصبح متشددا وسيعمل على توسيع‬
‫المسؤولية المدنية‪ .‬كيف ذلك؟ سيصبح الحديث ليس فقط عن المسؤولية الصادرة عن الفعل الشخصي فقط‪ ،‬وإنما‬
‫الحديث عن (أ) المسؤولية الناتجة عن فعل الغير (ب) و المسؤولية عن األشياء (ج) وعن حوادث السير (التي لم‬
‫تكن في المجتمعات القديمة البدائية) بل ظهرت مع الثورة والطفرة النوعية على مستوى وسائل النقل ‪ ،‬وأيضا‬
‫عن مسؤولية الغير حيث لم تكن من قبل بل ظهرت مع (عالقة خدمة الصنعة ‪ /‬والتابع والمتبوع والحرفي مع‬
‫الصانع الذي يشتغل تحت إمرته ‪ /‬العامل تحت إمرة رب العمل ‪ /‬مسؤولية األب و األم مع أبنائهما)‪.‬‬

‫وبتطور المجتمعات أيضا انتقلنا إلى المسؤولية عن األشياء‪ .‬وهي تستلزم نوعين من المسؤولية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مسؤولية عن البنايات (في السابق لم يكن االنسان يسأل عن عمل تقوم به المؤسسات الصناعية من خالل‬
‫مؤسسة كالتنقيب عن البترول أو إنشاء بناية سكنية ‪ ...‬بل أفرزها تطور المجتمع) سقوط رافعة على شخص في‬
‫ورش العمل <فاألمر ناتج عن إهمال ‪ ،‬ونحن نعلم أن المشرع يفترض أن يكون الشخص يقظا‪ ،‬حرصا متبصرا‬
‫عند ربح الصفقة العمومية فيتوقع حدوث مثل هذه األمور>‬

‫ب‪ -‬مسؤولية الحيوان (مثال‪ :‬تسبب قطيع األغنام في تلف محصول الغير – أو امتالك كلب ‪)...‬‬

‫** على مستوى القانون المدني كانت الثورة التشريعية مع القانون الفرنسي سواء القديم أو الجديد الذي عرف‬
‫تطورا على مستوى أحكام المسؤولية المدنية‪ ،‬وانتقلنا إلى الصورة التي أضحت عليها المسؤولية المدنية اليوم‬
‫التي تنقسم إلى‪ :‬مسؤولية عقدية ومسؤولية تقصيرية‪.‬‬

‫** األساس القانوني الذي انبنى عليه القانون الفرنسي‪ :‬الخطأ الذي يستحق التعويض يجب أن يلحق ضررا فعليا‬
‫بالغير‪ ،‬أي أن المسؤولية أسست على مبدأ االلتزام بالتعويض عن الضرر الحاصل‪ ،‬أي أن المسؤولية انبنت على‬
‫ما يسمى بالخطأ الفعلي‪.‬‬
‫** كل عمل أيا كان يوقع ضررا بالغير يلزم من وقع بخطئه هذا الضرر أن يقوم بتعويضه‪ ،‬ويستوي أن يكون‬
‫هذا الخطأ عمديا أو غير عمدي "المادة ‪ 2831‬من قانون نابليون الصادر عام ‪."2381‬‬

‫** استلزم القانون الفرنسي ضرورة إثبات الخطأ لقيام المسؤولية‪ ،‬وإقرار التعويض‪ ،‬وهو ما يسمى بالعالقة‬
‫السببية‪.‬‬

‫وهنا ننتقل من الخطأ الواجب اإلثبات إلى الخطأ المفترض (هذا األخير هو الذي يتجسد في المسؤولية عن‬
‫الحيوان والمسؤولية عن األدوية‪ ،‬وعن األشياء بصفة عامة) كمعدات البناء مثال (المسؤولية التقصيرية)‪.‬‬

‫** اإلقرار بالمسؤولية التقصيرية استهدف منه المشرع الفرنسي تحقيق األمن واألمان االجتماعي‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬رغم تطور القوانين سواء في القانون الفرنسي القديم أو الحديث ‪ ،‬فإنه هناك مبدأ عام ‪ ،‬وفكرة جوهرية‬
‫هوأن الخطأ يظل هو األساس العام إلقرار المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫أنواع المسؤولية المدنية‪:‬‬

‫هناك نوعان‪ )2 :‬المسؤولية العقدية ‪ )1‬المسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫‪ )2‬المسؤولية العقدية‪:‬‬

‫تعريف المسؤولية‪ :‬أغلب التشريعات لم تقم بإعطاء تعريف للمسؤولية‪ ،‬وعلى غرار باقي القوانين األخرى‬
‫أوكلتها إلى الفقه‪.‬‬

‫** ظهر مصطلح المسؤولية أول مرة خالل القرن ‪ 23‬عند الرومان الذين استعملوه للتعبير عن أمور أخرى‬
‫مشابهة مثل مفهوم الغش – الخطأ‪ -‬الحراسة – العناية ‪ ...‬إلى أن اهتدوا اخيرا إلى مصطلح عام هو المسؤولية‬
‫ليدل على المؤاخذة والمحاسبة ‪...‬‬

‫** مصطلح المسؤولية مستمد من القرآن الكريم‪ ،‬والشريعة االسالمية‪.‬‬

‫المفهوم القانوني للمسؤولية‪:‬‬

‫** يقصد بالمسؤولية المؤاخذة على األخطاء التي تضر بالغير ‪،‬وذاك بأداء تعويض للطرف المتضرر ‪ ،‬يتعين‬
‫أن يتناسب مع جسامة الضرر فمقدار التعويض وقيمته يحددها القانون‪.‬‬

‫** المادة ‪ 77‬و ‪ 73‬من قانون االلتزامات والعقود حدد تعريفا للمسؤولية حينما قام المشرع المغربي بالحديث‬
‫عن المسؤولية التقصيرية خاصة على الفعل الشخصي ‪ ،‬ففي هذه الحالة يمكن بإمعان بمقتضيات هاذين الفصلين‬
‫الوقوف على تعريف المسؤولية‪.‬‬

‫أول من وظف مصطلح المسؤولية فقيه بلجيكي‪ ،‬والتي كان يعبر عنها في القوانين القديمة بالعمل غير المشروع‪.‬‬
‫تقنين المسؤولية المدنية في المغرب‪:‬‬

‫** مر تقنين المسؤولية المدنية بالمغرب بعدة مراحل‪.‬‬

‫** المشرع المغربي يقتبس من التشريع الفرنسي والتشاريعات المقارنة‪.‬‬

‫** المشرع المغربي باقتباس قانون االلتزامات والعقود وقانون المسطرة المدنية من التشريع الفرنسي وأيضا من‬
‫التشريع التونسي ‪ ،‬بعدما كانت الشريعة االسالمية هي التي تنظم المعامالت المتعلقة بالزواج واألسرة (األحوال‬
‫الشخصية) إضافة للمعامالت المدنية من عقود ‪ ،‬وحقوق وواجبات واآلثار المترتبة عن المعامالت المدنية‪.‬‬

‫** كانت الشريعة االسالمية حاضرة إلى غاية ‪ 2121‬تاريخ فرض الحماية‪.‬‬

‫** خالل الحماية سيقتبس من التشريعات الفرنسية التي كانت تطبق لحماية رعاياها‪.‬‬

‫** خالل ‪ 2121‬تم إعداد لجنة عهد لها بوضع قوانين (تحت سلطات الحماية و رقابتها) واالقتباس من القانون‬
‫الفرنسي وعدة نصوص منظمة للمعامالت المدنية‪.‬‬

‫** تم استيراد قوانين سواء على مستوى االلتزامات والعقود أو المسطرة المدنية‪ ،‬وتم إدماجها فكان أغلبها من‬
‫التشريع الفرنسي‪.‬‬

‫** اقتبس المشرع المغربي من التشريع التونسي واأللماني والبلجيكي وحاول بلورة قانون يتماشى‬
‫وخصوصيات القانون المغربي‪ ،‬ومن هنا برز قانون ينظم المسؤولية المدنية‪.‬‬

‫** تم تعديل قانون االلتزامات والعقود سنة ‪ 2128‬م وكان هناك تعديل أخير على مستوى قانون المسطرة‬
‫المدنية ‪.‬‬

‫** مع تطور األمور في إطار القوانين الحديثة أصبحنا نعرف مبدأ عاما على مستوى المسؤولية المدنية هو مبدأ‬
‫المسؤولية عن الخطأ‪ ،‬فال بد من توفر عنصر الخطأ كعنصر أساسي لقياس المسؤولية بإجماع كل التشريعات‪،‬‬
‫بل أكثر من ذلك تطور إلى مبدأ عام يتضمن الخطأ والضرر لقيام المسؤولية المدنية (لن نكترث للعالقة السببية‬
‫ألننا نتحدث عن المسؤولية المدنية دون تمييزها)‪.‬‬

‫** الفصل ‪ ،77‬المشرع المغربي من خالله وضع األساس القانوني لقيام المسؤولية المدنية‪ ،‬فصل ينظم هذه‬
‫األخيرة‪.‬‬

‫** في الفقه االسالمي كان يصطلح على المسؤولية المدنية مصطلح الضمان‪.‬‬

‫أنواع المسؤولية‪:‬‬

‫يجب التمييز بين‪ :‬أ) المسؤولية األخالقية ‪ /‬األدبية – ب) المسؤولية القانونية‪.‬‬


‫المسؤولية القانونية‬ ‫المسؤولية األخالقية‬
‫ال ينظمها القانون بل مصدرها القواعد األخالقية‪ :‬مصدرها القانون (واقعة السب والقذف)‬
‫الكذب‪ ،‬النهر ‪...‬‬
‫ال يترتب عنها جزاء قانوني وإنما جزاء أخالقي عند مخالفة قاعدة قانونية يتدخل القانون لترتيب‬
‫حسب ضمير الشخص ووجدانه ‪ ...‬والوازع الديني الجزاء‬
‫واألخالقي‬
‫تقوم المسؤولية القانونية على أساس قانوني هو‬ ‫العقاب نفسي ‪ ،‬ذاتي ‪ ،‬داخلي ‪...‬‬
‫القاعدة القانونية أو النص القانون‬
‫يتدخل جهاز القضاء لتنفيذ العقاب‬ ‫أوسع نطاقا من المسؤولية القانونية‬

‫المسؤولية القانونية‪( :‬الفرق بينهما جوهري)‬

‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية المدنية‬


‫الضرر يقوم على أساس األضرار التي تلحق تقوم على أساس األضرار التي تلحق بالمجتمع وأن‬
‫باألفراد نتيجة مخالفة مقتضيات االلتزام القانوني يكون الضرر ناشىء على أفعال أو فعل إجرامي‪.‬‬
‫القائم بينهم (اإلخالل بااللتزام)‬
‫األفعال الجنائية محصورة في القانون الجنائي‬ ‫األفعال المسببة للمسؤولية المدنية غير محصورة‬
‫الغاية أو الهدف هو حماية الفرد من األضرار الغاية تتمثل في منع ارتكاب الجريمة وحماية‬
‫المجتمع‬ ‫وتعويضه بعدها‬
‫اليجوز التنازل عن الحق ألنه للمجتمع وتمارسه‬ ‫يمكن التنازل عن الحق وعدم المطالبة به‬
‫النيابة العامة‬
‫االختصاص تبت المحاكم المدنية في الدعاوى الدعوى الرامية إلى إقرار مسؤولية جنائية تباشرها‬
‫الناشئة عن المسؤولية المدنية أو شخص نائب عنه النيابة العامة باعتبارها تمثل الحق العام‬
‫الجزاء ذو طابع جزري (عقوبة الحبس أو الغرامة‬ ‫الجزاء ذو طابع مادي‬
‫أو هما معا)‬
‫القاضي المدني في إطار الدعوة المدنية قد يحكم الحجة في الحكم ‪ :‬يكتسب الحكم الجنحي حجيته‬
‫بتعويض حتى في الحالة التي ال يسأل فيها الجاني مباشرة بعد صدوره من القاضي الجنائي أو‬
‫الزجري وهو ملزم للقاضي المدني فيما يتعلق‬ ‫جنائيا‬
‫بثبوت المسؤولية‬
‫التقادم ‪ :‬التقادم الخماسي أي ‪ 1‬سنوات إلى ‪ 21‬سنة الدعوى الجنحية تعقل أو توقف الدعوى المدنية‬
‫التقادم في المادة الجنائية كان خماسيا وأصبح ‪1‬‬ ‫حسب الفصلين ‪ 883‬و ‪ 837‬من ق ل ع‬
‫سنوات ‪ :‬سنة واحدة للمخالفات و ‪ 1‬سنوات للجنح‬
‫و ‪ 21‬سنة للجنايات‬

‫مالحظة‪ :‬قد تقترن المسؤولية المدنية بالمسؤولية الجنائية ‪ ،‬عندها "الجنائي يعقل المدني" أي أن القاضي ال يبت‬
‫في الدعوى المدنية إلى حين أن يبت في الدعوى الجنحية‪.‬‬

‫** قد يبرأ الشخص في الدعوى الجنائية‪ ،‬لكن يتابع في المسؤولية المدنية أي ال تنتفي مسؤوليته المدنية بل‬
‫تثبت‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬

‫عند تبرئة الشخص من طرف القاضي المدني‪ ،‬ويقضي القاضي الجنحي بإدانة هذا الشخص‪ ،‬فإن القاضي المدني‬
‫ملزم بتطبيق مقتضيات ومنطوق الحكم الصادر عن القاضي الجنائي‪ ،‬بل وقد يرتب بدوره المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫في إطار الدعوى الموازية يبت القاضي الجنحي فيهما معا أي في المسؤولية المدنية والجنائية عند عرضها عليه‪.‬‬

‫التمييز بين المسؤولية العقدية و المسؤولية التقصيرية‪:‬‬

‫المسؤولية العقدية‪:‬‬

‫** أساسها واجب أو التزام عقدي ‪ /‬تعاقدي‪.‬‬

‫** يختلف هذا االلتزام العقدي حسب ما اشتمل عليه العقد‪.‬‬

‫** يتضمن العقد التزامات وحقوق وواجبات (عقد النقل يختلف عن عقد الكراء وعن عقد الهبة أو البيع أو عن‬
‫عقود الصفقات العمومية ‪.)...‬‬

‫** المسؤولية العقدية تقوم على االخالل بااللتزام العقدي القائم بين طرفي العقد أو أطراف العقد‪.‬‬

‫** عدم الوفاء بااللتزامات المنصوص عليها داخل العقد أو المدرجة بالعقد يؤدي إلى قيام مسؤولية الشخص‬
‫الذي أخل بالعقد‪ ،‬و المسؤولية تختلف باختالف نوع العقد وتستوجب تعويضا للشخص المتضرر‪.‬‬

‫"العقد شريعة المتعاقدين" الفصل ‪ 138‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬

‫المسؤولية التقصيرية‪:‬‬

‫تتخذ أربع صور‪:‬‬

‫أ‪ -‬مسؤولية عن الفعل الشخصي‪.‬‬

‫ب‪ -‬مسؤولية عن فعل الغير‪.‬‬

‫ج‪ -‬مسؤولية عن األشياء الجامدة والحية‪.‬‬

‫د‪ -‬مسؤولية عن حوادث السير‪.‬‬

‫األساس القانوني‪:‬‬

‫المسؤولية التقصيرية‬ ‫المسؤولية العقدية‬


‫أساسها القانوني هو اإلخالل بااللتزام العقدي "العقد أساسها القانوني هو اإلخالل بالتزام قانوني أي‬
‫مخالفة ق‪ .‬قانونية بوجه عام‬ ‫شريعة المتعاقدين"‬
‫هذا اإلخالل يجب أن يلحق ضررا بالغير‬
‫ليس بالضرورة أن يكون غمديا أو غير عمدي‬
‫الفصل ‪ 73 -77‬من ق ل ع ‪ ،‬وبالتالي الضرر‬
‫يوجب ترتيب المسؤولية التقصيرية ‪.‬‬
‫مثال‪ :‬قانون السير (عدم احترام عالمات المنع)‬
‫المميزات والخصائص‪:‬‬

‫المسؤولية التقصيرية‬ ‫المسؤولية العقدية‬


‫األهلية‪ :‬ال يمكن لشخص إبرام عقد أو التزام معين األهلية‪ :‬يكفي أن تكون له أهلية التمييز لتثبت‬
‫إال إذا كانت له األهلية كاملة (أهلية الوجوب وأهلية المسؤولية التقصيرية طبقا للفصل ‪ 13‬ق ل ع‬
‫األداء) إال في حاالت معينة (ترشيد قاصر ‪)..‬‬
‫من حيث الخطأ‪ :‬الخطأ اليسير أو الهين (أي خطأ من حيث الخطأ‪ :‬جميع أنواع األخطاء ‪ :‬اليسير‬
‫بسيط تترتب عنه المسؤولية العقدية على أن يلحق والجسيم والعمدي وغير العمدي ‪( ...‬الخطأ‬
‫المفترض)‬ ‫ضررا باآلخر)‬
‫من حيث االثبات ‪ :‬المشرع رمى بعبء االثبات من حيث االثبات ‪ :‬المشرع لطف من عبء االثبات‬
‫على المتضرر‪ ،‬فمن يدعي ضررا عليه أن يثبته بحيث الدائن يجب أن يثبت كيف تضرر والعالقة‬
‫السببية بين الخطأ والضرر الالحق به‬ ‫(إجبارية إثبات الضرر من طرف المتضرر)‬
‫التعويض واستحقاقه‪ :‬يتم إدراجه في العقد ويكون التعويض ‪ :‬يكون التعويض عن الضرر المتوقع‬
‫دائما متوقعا في حالة إخالل أحد الطرفين ‪ ،‬يعوض والضرر غير المتوقع لحظة إبرام العقد‬
‫الطرف المتضرر وتتم اإلشارة إليه في بنوذ العقد‬
‫(القاضي يحدد قيمته)‬
‫من حيث التضامن‪ :‬ال يجوز التضامن بين المدينين من حيث التضامن‪ :‬يجوز التضامن بين المدينين‬
‫في أداء التعويض (تشطير المسؤولية) وذلك في‬ ‫طبقا لمقتضيات ف ‪ 231‬ق ل ع‬
‫الحالة التي يصعب فيها تحديد نسبة الخطأ ‪ ،‬ونسبه‬
‫لشخص معين في الحالة التي يكون فيها صادرا عن‬
‫مجموعة من األشخاص وهناك ما يسمى بدعوى‬
‫الرجوع‪ :‬أي أن يحل شخص مكان آخر في‬
‫االلتزامات من بينها أداء التعويض‪ :‬هي إما حلول‬
‫قانوني ينظمه القانون أو حلول اتفاقي عندما يتفق‬
‫طرفان‪ ،‬ويتحمل طرف كامل المسؤولية عن الذي‬
‫قام بالضرر‪ .‬مثال‪ :‬حالة التأمين‪.‬‬
‫من حيث االعفاء من المسؤولية‪ :‬يمكن للمتعاقدين من حيث االعفاء من المسؤولية‪ :‬ال يمكن إسقاط‬
‫إدراج أي اتفاق شريطة أال يخل بالنظام العام‪ ،‬كما المسؤولية‪ ،‬وال يحوز االتفاق على االعفاء من‬
‫المسؤولية التقصيرية‬ ‫يمكن االتفاق على انتفاء المسؤولية‬
‫اإلعذار أو اإلنذار أو اإلخطار ‪:‬شرط أساسي اإلعذار أو اإلنذار أو اإلخطار ‪ :‬ليس من‬
‫(إجباري) لحصول المتضرر عن التعويض‪ ،‬أي الضروري إنذار أو إخطار المدين المتسبب في‬
‫منح أجل قانوني (أسبوع أو شهر ‪ )...‬من أجل الضرر (طلب التعويض مباشرة)‬
‫الوفاء بالتزامه‪ ،‬بعد مرور هذا األجل يصبح لدى‬
‫المتضرر الحق في المطالبة بالتعويض (ال بد أن‬
‫يضع المدين الدائن في حالة مطل السيما عندما‬
‫يكون العقد مفتوحا)‬
‫من حيث ارتباط المسؤوليتين بالنظام العام ‪ :‬ال ترتبط بالنظام العام فال يجوز للشخص التنازل عن‬
‫عالقة للمسؤولية العقدية بالنظام العام ويمكن المطالبة بالتعويض بشكل مسبق‪.‬‬
‫للمتعاقدين التخفيف منها أو التشديد فيها‪.‬‬
‫من حيث التقادم‪ :‬تتقادم المسؤولية العقدية بمرور من حيث التقادم‪ 1 :‬سنوات من تاريخ العلم‬
‫بالضرر‪ -‬الفصل ‪ 283‬ق ل ع و ‪ 18‬سنة كأقصى‬ ‫‪ 21‬سنة‬
‫مدة في حالة عدم معرفة الضرر والمتسبب فيه‪.‬‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬زينب البراق‬


‫** بع دما ميزنا بين الفوارق بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية بغرض توضيح وإبراز مميزات كل واحدة‬
‫على حدة‪.‬‬

‫** أثير نقاش فقهي فيما يتعلق بوحدة المسؤولية العقدية والتقصيرية‪ ،‬مقابل ذلك ظهر تيار يقول بانعدام هذه‬
‫الوحدة‪.‬‬

‫** كان هناك تيار فقهي على مستوى الفقه الفرنسي والعربي (المصري) قد أثار نقاشا حول ازدواجية المسؤولية‬
‫المدنية من عدمها‪.‬‬

‫التيار األول‪ :‬قال بعدم إمكانية الحديث عن ازدواجية المسؤولية‪ ،‬كان المبرر هو الخطأ والمسؤولية مصطلحان ال‬
‫ينفصالن‪ ،‬فلوال الخطأ لما ترتبت المسؤولية وإذا انتفى الخطأ فال وجود للمسؤولية‪.‬‬

‫التيار الثاني‪ :‬قال بأنه مهما كانت المسؤولية عقدية أو تقصيرية‪ ،‬فهما مسؤوليتان ال يمكن فصلهما عن بعض أي‬
‫هناك وحدة المسؤولية‪ ،‬وال سبيل للحديث عن ازدواجية المسؤولية وال يجب الفصل بينهما‪ ،‬وبأن غايتهما واحدة‬
‫(إقرار الجزاء) الذي يظل عنصرا مشتركا بين المسؤوليتين‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬

‫بعد هذا الجدل يجب الوقوف على ما استقر عليه الفقه‪ ،‬لذلك سنتطرق لالختالف والنقط الجوهرية التي تختلف‬
‫فيها كل مسؤولية عن األخرى‪.‬‬

‫تختلف المسؤولية العقدية عن المسؤولية التقصيرية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬األهلية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعذار واإلنذار واإلخطار‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث االرتباط بالنظام العام‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث التضامن‬
‫‪ -‬من حيث اإلثبات‬
‫‪ -‬من حيث التقادم‬
‫" للتفصيل يرجى العودة إلى المحاضرة السابقة "‬

‫التمييز بين المسؤولية التقصيرية و المسؤولية األدبية ( مقارنة )‬


‫المسؤولية األدبية‬ ‫المسؤولية التقصيرية‬
‫‪ -‬مسؤولية أخالقية يترتب عنها جزاء معنوي‬ ‫‪ -‬مسؤولية قانونية‪ ،‬يترتب عنها جزاء قانوني‬
‫وأخالقي تتحقق بصرف النظر عما إذا تحقق‬ ‫بعد تحقق الضرر‪.‬‬
‫الضرر أو عدم تحققه‪.‬‬ ‫‪ -‬تترتب المسؤولية وتنشأ عند إلحاق الضرر‬
‫‪ -‬تتحقق المسؤولية اتجاه ضمير اإلنسان على‬ ‫بشخص أو أشخاص معينين‪.‬‬
‫شكل عتاب بين الشخص ونفسه‪ ،‬وأمام هللا‬ ‫‪ -‬نطاق تطبيقها ضيق‪.‬‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ -‬نطاق تطبيقها أوسع تنشأ بين الشخص‬
‫وضميره وبينه وبين هللا وبينه وبين المجتمع‪.‬‬

‫التمييز بين المسؤولية التقصيرية و المسؤولية الجنائية ( مقارنة )‬


‫المسؤولية الجنائية‬ ‫المسؤولية التقصيرية‬
‫على مستوى الخطأ‪:‬‬ ‫على مستوى الخطأ‪:‬‬
‫‪ -‬الضرر يلحق بالمجتمع (الحق العام الذي‬ ‫‪ -‬تستلزم أن يلحق الضرر بالفرد أو الغير (خرق‬
‫تمارسه النيابة العامة) جريمة اإلرهاب‪.‬‬ ‫قانون السير)‬
‫‪ -‬تترتب المسؤولية الجنائية ولو لم يحدث ضرر‬ ‫‪ -‬تستوجب حصول الضرر‪.‬‬
‫(محاولة السرقة – محاولة القتل – محاولة‬ ‫على مستوى الجزاء‪:‬‬
‫التسميم)‬ ‫الجزء أخف ذو طابع مادي (صيغة التعويض أو الفسح‬
‫أو إجبار شخص على القيام بعمل معين)‪ ،‬ويمكن على مستوى الجزاء‪:‬‬
‫الجزاء أقسى‪ ،‬وال يمكن التنازل عنه ألنه يرتبط بالنظام‬ ‫التنازل عنه‪.‬‬
‫العام (كتحقيق الردع)‬
‫األساس القانوني‪:‬‬ ‫األساس القانوني‪:‬‬
‫‪ -‬خرق مقتضيات قانونية " ق‪ .‬القانون الجنائي"‬ ‫‪ -‬اإلخالل بالتزام قانوني‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬

‫‪ -‬تلتقي المسؤولية التقصيرية بالمسؤولية الجنائية‪.‬‬


‫‪ -‬دعوى المسؤولية التقصيرية تتبع الدعوى الجنائية (الجنائي يعقل المدني)‪.‬‬
‫‪ -‬إما أن تكون الدعوى رائجة أمام المحكمة الزجرية (فيبث القاضي الجنائي في الدعوى الجنائية والمدنية‬
‫أيضا (بناء على طلب)‪.‬‬
‫‪ -‬الحكم الجنحي أو الجنائي يكتسب حجيته بعدما يكون مكتسبا لقوة الشيء المقضي به‪ ،‬ومنه يعتبر ملزما‬
‫للقاضي المدني‪.‬‬

‫المسؤولية العقدية‪:‬‬

‫تعريفها‪ :‬يدخل تعريفها ضمن السهل الممتنع‪ ،‬فقد أحجم الفقه أيضا عن تعريفها ولكنه أعطى إشارات ودالالت‬
‫وعناصر لتوضيح المقصود بالمسؤولية العقدية‪.‬‬

‫** الغاية من إنشاء التزامات بين األطراف هو تنفيذ هذه االلتزامات وترجمتها إلى أرض الواقع‪ .‬أي الوفاء‬
‫بااللتزامات المنصوص عليها في العقد (التزامات بين البائع والمشتري) وبالطريقة التي اتفق عليها األطراف‬
‫دون االخالل حتى بالجزئيات البسيطة وإال ستقوم المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫** في العقد يضمن المشرع تنفيذ االلتزامات المتضمنة في العقد والمتفق عليها فيه وإال تترتب المسؤولية العقدية‬

‫** تترتب المسؤولية العقدية أيضا عند االمتناع الجزئي (عدم تكملة) أو الكلي (عدم تنفيذ) مثال‪ :‬عدم تكملة بناء‬
‫معين ‪ /‬أو عدم تسليمه بعد إنهاء البناء‪ ،‬مما ينتج عنه إلحاق الضرر بالطرف المتعاقد معه سواء ألنه يتحمل‬
‫عبء قروض بنكية أو كونه مطالب بتسليم الشقق ألصحابها ‪...‬‬

‫إذن المسؤولية العقدية تترتب في الحاالت التالية‪:‬‬

‫الحالة ‪ :)1‬عدم القيام بما تم االتفاق عليه في العقد‪ :‬ولها عدة صور إما االمتناع عن القيام بعمل أو القيام بعمل‬
‫بشكل مخالف لما تم االتفاق عليه‪.‬‬

‫الحالة ‪ :)2‬عدم الوفاء بااللتزام أو االلتزام خارج األجل القانوني‪.‬‬

‫** المشرع كان رحيما باألطراف المتعاقدة‪ ،‬فأقر ثالث حاالت ال تقوم فيها المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫ج) تدخل الغير (سبب أجنبي)‬ ‫ب) الحادث الفجائي‬ ‫أ) القوة القاهرة‬

‫** في هذه الحاالت يتحلل الشخص من المسؤولية ألنه ال دخل للمتعاقد في اإلخالل بالعقد‪.‬‬

‫** ال تنتفي المسؤولية العقدية أحيانا‪ :‬حالة توقع الحادث الفجائي في األمور التي يمكن ألي شخص عادي أن‬
‫يتوقعها‪.‬‬

‫** يجب األخذ بمصطلح اإلخالل بمفهومه الواسع وليس الضيق حيث أنه يشمل عدم الوفاء بااللتزامات وأيضا‬
‫التأخير في تنفيذ االلتزام أو تنفيذه بشكل جزئي‪.‬‬
‫الفقه الفرنسي على غرار باقي التشريعات األخرى‪:‬‬

‫** هناك حاالت ال يتعين إدراجها ضمن المسؤولية العقدية وإنما ضمن المسؤولية التقصيرية مقدمين مبررات‬
‫وهي مقنعة إلى حد ما‪ ،‬محكمة النقض الفرنسية قالت بأن الضرر الذي يتحقق خارج إطار العقد تترتب عنه‬
‫مسؤولية تقصيرية وليس مسؤولية عقدية‪ ،‬إال أنه هناك أضرار تنشأ بمناسبة العقد أي أنها أضرار ناتجة عن‬
‫أخطاء عقدية ‪ ،‬ومن تم تترتب المسؤولية العقدية‪ ،‬ونظرا لطبيعة هذه األخطاء ال يمكن تصنيفها ضمن المسؤولية‬
‫العقدية وإنما ضمن المسؤولية التقصيرية لسبب معين هو ‪ :‬أن هناك فكرة الضمان (أي التعويض) مثال‪ :‬فكرة‬
‫التأمين في حوادث السير‪.‬‬

‫** فكرة الضمان انبثقت من فكرة التأمين (الذي اكتسح العقود المدنية كالتأمين على الحرائق‪ ،‬على الزالزل ‪)...‬‬
‫بسبب تطور المجتمع‪.‬‬

‫** حدوث الضرر خارج نطاق العقد تترتب عنه مسؤولية تقصيرية وليس عقدية ولو أن المتضرر له عقد مع‬
‫الطرف اآلخر‪.‬‬

‫مثال‪ :‬عقد النقل عبر الطائرة مضمونه بما أن المسافر سيؤدي ثمن التذكرة مقابل خدمة النقل (عقد إذعان)‪ ،‬لكن‬
‫حدث ان الناقل لم يقم بالتزامه (تأخر الرحلة عن موعدها) نصبح أمام مسؤولية عقدية يجب تعويضه‪ ،‬لكن في‬
‫حالة ما تعرض المسافر لكسر جراء تعثره قبل صعود درج الطائرة بسبب عائق أو حاجز معين يجعله أمام‬
‫مسؤولية تقصيرية مادامت شركة النقل الجوي ليست هي السبب بالضرر الذي لحقه‪.‬‬

‫** إذا كانت المسؤولية العقدية جزءا ال يتجزأ من المسؤولية المدنية‪ ،‬وكالهما يهدف إلى تعويض الضرر الذي‬
‫لحق نتيجة خطأ شخص آخر‪ ،‬فهذا الضرر ال يمكن أن ينتج إال باإلخالل ببنود العقد المتفق عليه‪.‬‬

‫يمكن ألطراف العقد إما‪:‬‬

‫‪ ‬التخفيف من شدة االلتزام‬


‫‪ ‬أو التشديد في االلتزام‬
‫‪ ‬أو إعفاء بعضهم من المسؤولية أو تخفيفها‬

‫لألطراف كامل الحرية فيما سبق العتبارين اثنين جاء بهما المشرع‪:‬‬

‫اعتبار اقتصادي (تحقيق االستقرار واستقرار المعامالت)‬

‫اعتبار أدبي وأخالقي (زرع قيمة الوفاء بالعهود لدى المتعاقدين)‬

‫** المسؤولية العقدية تخضع لنظام قانوني موحد هو قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وإن كانت بعض التشريعات‬
‫تأخذ باالجتهاد القضائي وبالفقه‪ ،‬لتحديث وتطوير قوانينها لتواكب تطور المجتمع وتطور المعامالت‪ ،‬فظهرت‬
‫عقود االستهالك في السنوات األخيرة‪ ،‬نظرا لبروز ثورة االستهالك‪ ،‬ودعاوى تمس المستهلك دعت الضرورة‬
‫المشرع لتنظيم العقود االستهالكية وحماية المستهلك فأحالنا على مستوى القانون المدني على المسؤولية العقدية‬
‫مع تضمنه في شق منه للمسؤولية التقصيرية‪.‬‬

‫** خضوع المسؤولية العقدية لنظام قانوني موحد هو ق ل ع الجديد هو انه هناك تشدد على مستوى التشريع‬
‫وعلى مستوى الفقه‪ ،‬فالمشرع الحديث على مستوى القانون المدني أصبح متشددا في إقرار المسؤولية المدنية‪،‬‬
‫ولكن وبطبيعة الحال في إطار المسؤولية العقدية ‪ ،‬حيث تم تجاوز المسؤولية العقدية التي تقوم على أساس‬
‫االخالل بالعقد‪ ،‬وعدم الوفاء بااللتزام أو التي تقوم على أساس تنفيذ االلتزام بطريقة مخالفة لما تم تدوينه في العقد‬
‫‪ ،‬أو تلك التي تقوم على أساس الوفاء بااللتزام خارج األجل القانوني‪ ،‬بل أصبحنا نتحدث عن المسؤولية‬
‫المفترضة في حالة التعاقد بين شخصين محترفين‪ ،‬أو أشخاص محترفين و آخرين ليست لهم معايير االحتراف‪.‬‬
‫هناك تشدد على مستوى التشريع وعلى مستوى الفقه الحديث على مستوى القانون المدني في إقرار المسؤولية‬
‫المدنية‪.‬‬

‫** المسؤولية العقدية تنشأ بعد االخالل بالعقد وببنوده‪.‬‬

‫** المسؤولية المفترضة تنشأ أثناء التعاقد شريطة أن يكون أحد طرفي العقد محترفا أي يتوفر فيه عنصر‬
‫المهنية كالطبيب ‪ /‬المهندس ‪ ...‬المحامي الموثق ‪ ...‬اعتبر المشرع بأن لديهم دراية‪/‬عناية‪/‬خبرة ‪ ...‬مما جعل‬
‫العقود التي تبرم مع هؤالء األشخاص عقود إذعان (فأنت تخضع إلرادتهم عند التعاقد معهم) المشرع حاول‬
‫إقرار نوع من التوازن في هذه العقود وبالتالي إلثبات الضرر من هؤالء أقر ما يسمى بالخطأ المفترض رخمة‬
‫بالمتضرر‪.‬‬

‫إعداد الطالبة‪ :‬زينب البراق‬


‫ﻣﺤﺎﺿﺮات‬
‫ﻓﻲ‬
‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‬
‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬ ‫‪1‬‬
‫اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﺎرﯾﺨﻲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ‬
‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺎدي ﻓﻲ ﺑﺪاﯾﺔ ﻋﮭﺪھﺎ وأن اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ‬ ‫❖‬
‫ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺤﻤﻞ اﻷﻓﻌﺎل ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻀﺎرة اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﻔﺮد ﻷن اﻟﺨﻄﺄ ﻟﻢ ﯾﻜﻦ أﺳﺎﺳﺎ‬
‫ﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻔﺮد ﻋﻦ ﻓﻌﻠﮫ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻤﺎدي ذاﺗﮫ‪.‬‬
‫ﺑﻤﺠﻲء اﻟﺪﯾﺎﻧﺎت اﻟﺴﻤﺎوﯾﺔ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﯾﺮ اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﮫ اﻟﻮﺛﻨﯿﺔ وھﻮ م ﻋﺰز ﺷﻌﻮره‬ ‫❖‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺑﺤﯿﺚ أﺻﺒﺢ اﻹﻧﺴﺎن ﯾﺴﺄل ﻋﻦ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻤﻨﺎﻓﯿﺔ ﻟﻶداب واﻷﺧﻼق اﻟﺤﻤﯿﺪة واﻟﻘﯿﻢ‬
‫اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ‪ ،‬وﻟﻢ ﯾﻜﻦ ھﻨﺎك أي ﺗﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ واﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺎ ﻟﮭﻤﺎ ﻧﻔﺲ‬
‫اﻟﻤﻔﮭﻮم ﺑﺤﯿﺚ ﺗﺮﺳﺨﺖ ﻓﻜﺮة اﻟﺨﻄﺄ ﻛﺄﺳﺲ ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ دون ﺗﻤﯿﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﻣﻔﮭﻮم اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺘﯿﻦ‬
‫اﻟﺴﺎﻟﻔﺘﻲ اﻟﺬﻛﺮ‪.‬‬
‫ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻓﻜﺮة أو ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﺨﻄﺄ ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ اﻟﺘﺤﻮل اﻟﺬي ﻋﺮﻓﮫ اﻟﻨﻤﻂ‬ ‫❖‬
‫اﻟﻤﻌﯿﺸﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎن وأﯾﻀﺎ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺗﻢ اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻮاﺟﺐ‬
‫اﻹﺛﺒﺎت واﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺖ ﻋﺒﺄ ﯾﺜﻘﻞ ﻛﺎھﻞ اﻟﻤﺘﻀﺮر‪ ،‬ﻟﯿﺘﻢ ﺗﻌﻮﯾﺾ ھﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﺑﻨﻈﺮﯾﺔ اﻟﻤﺨﺎطﺮ واﻟﺘﻲ‬
‫اﻋﺘﻤﺪت ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺮوز ﻧﻈﺮﯾﻮ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﯿﻦ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻤﺨﺎطﺮ‪ ،‬ﺑﻞ أن اﻷﻣﺮ اﻣﺘﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺑﺮوز‬ ‫❖‬
‫ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﻀﻤﺎن ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻘﯿﺎم اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ ﻷن ﻣﺆداھﺎ ﺣﺴﺐ اﻟﻔﻘﮫ ھﻮ ﺗﻌﻮﯾﺾ اﻟﻤﺘﻀﺮر‬
‫وأن ھﺬه اﻟﻨﻈﺮﯾﺔ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ أﻓﻌﺎل اﻟﺸﺨﺺ و ﻟﯿﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺨﺺ ﺑﺬاﺗﮫ أو ﻋﻠﻰ طﺒﯿﻌﺔ ﺳﻠﻮﻛﮫ ‪.‬‬
‫ﺑﺮوز ﻓﻜﺮة اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻧﺘﯿﺠﺔ ﻟﺘﻌﺪد اﻟﻤﺨﺎطﺮ واﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﻌﺪ ﺑﻤﻘﺪور اﻹﻧﺴﺎن ﺗﺤﻤﻠﮭﺎ‪،‬‬ ‫❖‬
‫ﻟﯿﺸﻤﻞ اﻟﺘﺄﻣﯿﻦ ﺟﻤﯿﻊ أﻧﻮاع اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬
‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬ ‫‪2‬‬
‫أﻧﻮاع اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ‬

‫ﺣﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ‬ ‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻮؤﻟﯿﺔ‬ ‫اﻟﺤﯿﻮان‬ ‫اﻷﺷﯿﺎء‬ ‫ﻓﻌﻞ اﻟﻐﯿﺮ‬ ‫اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ‬

‫ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺪوﻟﺔ‬ ‫ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ‬ ‫ﻣﺴﺆوﻟﯿﺔ ﺣﺎﺋﺰ‬ ‫اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاض‬


‫اﻟﻤﺒﻨﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻓﺘﺮاض‬
‫وﻣﻮظﻔﯿﮭﺎ‬ ‫اﻟﺸﻲء‬ ‫ﺧﻄﺄ ﻏﯿﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻹﺛﺒﺎت‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ‬ ‫ﺧﻄﺄ ﻗﺎﺑﻞ ﻹﺛﺒﺎت اﻟﻌﻜﺲ‬
‫اﻟﻌﻜﺲ‬
‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬
‫اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ‬
‫ﺗﻌﺘﺐ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ أو اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺸﺨﺼﻲ ﻣﻦ أھﻢ ﻣﻈﺎھﺮ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ اﻟﺪﻧﯿﺔ ﻋﻠﻰ‬ ‫❖‬
‫اﻹطﻼق‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ أﻧﮫ ﯾﺘﻌﯿﻦ ﻟﻘﯿﺎﻣﮭﺎ أن ﺗﺘﻮاﻓﺮ اﻷرﻛﺎن اﻟﺜﻼﺛﺔ وھﻲ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻀﺮر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ‪،‬‬
‫وھﺬه اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ھﻲ ﺿﺮورﯾﺔ ﻟﺘﺤﻘﻖ ﻛﻞ أﻧﻮاع اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮﯾﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺨﺼﯿﺔ أو ﻣﻮﺿﻮﻋﯿﺔ‪،‬‬
‫ﻟﻜﻦ ﯾﻈﻞ أﺳﺎس ﻛﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ أﻧﻮاع ھﺬه اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ وطﺮق إﺛﺒﺎﺗﮫ ﻓﯿﮭﺎ اﺧﺘﻼف و ﺗﺒﺎﯾﻦ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ ﻷﺧﺮى‪.‬‬
‫ﯾﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ ‪ :‬ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪر ﻣﻦ اﺷﺨﺺ ﻧﻔﺴﮫ وﺗﺤﻠﻖ ﺿﺮرا ﺑﺎﻟﻐﯿﺮ‬ ‫❖‬
‫وھﻲ ﺗﻘﻮم ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻮاﺟﺐ اﻹﺛﺒﺎت‪.‬‬

‫أرﻛﺎن اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﻞ‬


‫اﻟﺸﺨﺼﻲ‬

‫اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺴﺒﺒﯿﺔ‬
‫اﻟﻀﺮر‬ ‫اﻟﺨﻄﺄ‬
‫ﺑﯿﻦ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﻀﺮر‬
‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬ ‫‪1‬‬
‫اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي‬

‫ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺨﻄﺄ‬ ‫أﻧﻮاع اﻟﺨﻄﺄ‬


‫اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻤﺎدي‪ :‬اﻟﺘﻌﺪي‬ ‫اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻌﻤﺪي واﻟﺨﻄﺄ ﻏﯿﺮ‬
‫واﻹﺧﻼل‬ ‫اﻟﻌﻤﺪي‬

‫اﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻤﻌﻨﻮي‬ ‫اﻟﺨﻄﺄ اﻹﯾﺠﺎﺑﻲ واﻟﺨﻄﺄ اﻟﺴﻠﺒﻲ‬

‫اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺠﺴﯿﻢ واﻟﺨﻄﺄ اﻟﯿﺴﯿﺮ‬

‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬ ‫‪2‬‬


‫ﺣﺎﻻت اﻧﺘﻔﺎء اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي‬

‫اﻟﻘﻮة اﻟﻘﺎھﺮة أو اﻟﺤﺪث اﻟﻔﺠﺎﺋﻲ‬

‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺸﺮﻋﻲ‬

‫ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻀﺮورة‬

‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬


‫اﻟﻀﺮر اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي‬
‫❖ ﻻ ﯾﻜﻔﻲ ﻟﺘﺤﻘﻖ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ اﻟﻌﻘﺪﯾﺔ أن ﯾﻜﻮن ھﻨﺎك ﺿﺮر وﺧﻄﺄ وإﻧﻤﺎ ﯾﺘﻌﯿﻦ ان ﯾﻜﻮن ھﺬا اﻟﺨﻄﺄ‬
‫ھﻮ اﻟﺬي ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ وﻗﻮع ھﺬا اﻟﻀﺮر‪ ،‬ﺑﺤﯿﺚ أﻧﮫ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺒﺮة ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ اﻟﺬي ﺗﻮﻟﺪ‬
‫ﻋﻨﮫ اﻟﻀﺮر إﻻ أن ﺑﺎﻗﻲ اﻷﺳﺒﺎب اﻷﺧﺮى ﻗﺪ ﯾﻜﻮن ﻟﮭﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺪور ﻓﻲ ﺣﺼﻮل اﻟﻀﺮر اﻟﻌﻘﺪي‪،‬‬
‫اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﯾﺤﺘﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺄﺧﺬھﺎ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر وﻟﻮ ﻓﻲ ﺣﺪود اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎھﻤﺖ ﺑﮫ‬
‫ﻓﻲ وﻗﻮع اﻟﻀﺮر‪.‬‬

‫ﺷﺮوط اﻟﻀﺮر اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي‬

‫أن ﯾﻜﻮن‬
‫أن ﯾﻜﻮن‬ ‫أن ﯾﻜﻮن‬
‫ﻣﺤﻘﻘﺎ‬
‫ﺷﺨﺼﯿﺎ‬ ‫ﻣﺒﺎﺷﺮا‬
‫وﺣﺎﻻ‬
‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬ ‫‪2‬‬
‫أﻧﻮاع اﻟﻀﺮر اﻟﺘﻘﺼﯿﺮي‬

‫اﻟﻀﺮر‬ ‫اﻟﻀﺮر‬
‫اﻟﻀﺮر اﻟﻤﺎدي‬
‫اﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ‬ ‫اﻟﻤﻌﻨﻮي‬

‫‪16/12/2020‬‬ ‫د‪ .‬طﺎرق اﻟﺒﺨﺘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ‪.‬‬ ‫ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ‬


‫ﻣﺣﺎﺿرات‬
‫ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪21/12/2020‬‬ ‫‪1‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ‬
‫واﻟﺿرر‬
‫ﯾﻠزم ﻟﻘﯾﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ أن ﺗﺗواﻓر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﺻدر ﻋن اﻟﻣﺳؤول‬ ‫❖‬
‫واﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﺗﺿرر‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﯾﻛون اﻟﺿرر ھو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة ﻟﻠﺧطﺄ‪.‬‬

‫اﻟﻣﺗﺿرر ﻣن اﻟﺿرر ﺣﯾﻧﻣﺎ ﯾطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻘﯾم‬ ‫❖‬
‫اﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗواﻓر اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ اﻟذي ﯾﻌزوه إﻟﻰ اﻟﻣﺳؤول ﺑﯾن اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﮫ ‪،‬‬
‫ذﻟك أﻧﮫ إن ﻟم ﺗﺗﺑث اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﻓﻼ ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ آﻧذاك ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠﯾﮫ‪.‬‬

‫ظﮭور ﻧظرﯾﺗﺎن ﺣﺎوﻟﺗﺎ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد ﺳﺑب اﻟﺿرر ﻣن ﺑﯾن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺗﻌددة واﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ‬ ‫❖‬
‫ﺣﺻوﻟﮫ‪ ،‬ھﻧﺎك ﻧظرﯾﺔ ﺗﻌدد اﻷﺳﺑﺎب أو ﺗﻛﺎﻓؤ اﻷﺳﺑﺎب ‪ :‬واﻟﺗﻲ ﺗرى أن ﻛل ﺳﺑب ﻟﮫ دﺧل ﻓﻲ وﻗوع‬
‫اﻟﺿرر ﺑﺣﯾث ﻟوﻻ ھذا اﻟﺳﺑب ﻟﻣﺎ وﻗﻊ اﻟﺿرر أﺻﻼ‪ ،‬ﻓﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب ﺳﺎھﻣت ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر‬
‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻛون ﻣﺗﻛﺎﻓﺋﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﮭﻲ ﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ‪ :‬ﻓﻣﺿﻣون ھذه اﻟﻧظرﯾﺔ ھو‬
‫أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌﺗد ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب ﺑل اﺧﺗﯾﺎر ﺑﻌﺿﮭﺎ دون اﻟﺑﻌض اﻵﺧر‪ ،‬وﯾﻘوم ھذا اﻻﺧﺗﯾﺎر ﻋﻠﻰ اﻋﺗﻣﺎد‬
‫اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ أو اﻟﻔﻌﺎل ﻛﺄﺳﺎس ﻟﻠﺿرر دون اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻌﺎرﺿﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ ھو اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗؤدي إﻟﻰ اﻟﺿرر وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺟرى اﻟﻌﺎدي ﻟﻸﻣور‪.‬‬
‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪21/12/2020‬‬ ‫‪2‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬
‫إﻧﺗﻔﺎء اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‬
‫ﻓﻌل اﻟﻐﯾر‬ ‫اﻟﻘوة اﻟﻘﺎھرة‬
‫ﻓﻌل اﻟﻣﺗﺿرر‬
‫أو اﻷﺟﻧﺑﻲ‬ ‫واﻟﺣدث اﻟﻔﺟﺎﺋﻲ‬
‫ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﯾزﯾل اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‬ ‫ﻓﻌل اﻟﺿﺣﯾﺔ ﯾﻌدم اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‬
‫ﺑﯾن ﺧطﺄ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وﺑﯾن‬ ‫ﺑﯾن ﺧطﺄ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ وﺑﯾن‬
‫اﻟﺿرر‬ ‫ﻓﻌل اﻟﺿﺣﯾﺔاﻟﺿرر‬
‫ﻻﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ‬
‫ﻓﻌل اﻟﻐﯾر ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ‬ ‫اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‬ ‫وﺗظل ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ‬
‫وﻗوع اﻟﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ‬ ‫ﻛﺎﻣﻠﺔ‬
‫اﺷﺗراك ﻓﻌل اﻟﻣﺗﺿرر ﻣﻊ ﺧطﺄ‬
‫اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ‬
‫اﻟﻣﺳؤول ﻓﻲ إﺣداث اﻟﺿرر‬
‫وﺧطﺄ اﻟﻐﯾر‬ ‫‪3‬‬
‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪21/12/2020‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬
‫إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺿرر داﺋﻣﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣل ﻋبء إﺛﺑﺎت اﻟﺿرر اﻟذي ﻟﺣﻘﮫ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺧطﺄ اﻟﻣﺳؤول‪ ،‬ذﻟك‬ ‫❖‬
‫أن اﻟﻌﺎﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ھذا اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر ﺗﺳﺗﺧﻠص ﻣن وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ وھﻲ ﺑذﻟك‬
‫ﯾﺟوز إﺛﺑﺎﺗﮭﺎ ﺑﺟﻣﯾﻊ وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﮭﺎدة اﻟﺷﮭود واﻟﻘراﺋن اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻﺔ‬
‫ﻣن ظروف ﺣﺻول اﻟﺿرر وﻣﻼﺑﺳﺎﺗﮭﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﮫ ﯾﺣق ﻟﮫ ﻧﻔﻲ ھذه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن ﺧطﺄه واﻟﺿرر اﻟذي أﺻﺎب‬ ‫❖‬
‫اﻟﻣدﻋﻲ وذﻟك إﻣﺎ أن ﯾﺛﺑت أن ﺧطﺄه ﻟﯾس ھو اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻟﻠﺿرر أي أن اﻟﺿرر‬
‫ﻟﯾس ﻣﺑﺎﺷرا‪ ،‬أو أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺿرر ﻧﺷﺄ ﻋن ﺳﺑب أﺟﻧﺑﻲ ﻋﻧﮫ‪.‬‬

‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬


‫‪21/12/2020‬‬ ‫‪4‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬
‫آﺛﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ‬
‫إذا ﺗواﻓرت أرﻛﺎن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟﺷﺧﺻﻲ وھﻲ اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ‬ ‫❖‬
‫ﻓﺈن ھذه اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﻧﺗﺞ أﺛرھﺎ وﻣن ﺗم ﯾﺗﺣﻣل ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌل اﻟﺧﺎطﺊ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﮫ ﻋن ھذا اﻟﻔﻌل‬
‫وﯾﺗﻌﯾن ﻋﻧدﺋذ أن ﯾؤدي اﻟﺗﻌوﯾض ﻟﻠﻣﺗﺿرر اﻟذي أﺻﺎﺑﮫ ﺿرر ﻣن ھذا اﻟﺧطﺄ‪ ،‬واﻟﻣﺗﺿرر ﻓﻲ‬
‫ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﮫ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض إﻣﺎ ﺑﺷﻛل ودي و رﺿﺎﺋﻲ أو ﻋن طرﯾق اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ‬
‫اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬وھو ﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗرﺗﯾب ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻵﺛﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻣل اﻟﺷﺧﺻﻲ‬
‫ﺑﺣﯾث ﺗﺗم ﻣﺑﺎﺷرة دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣق ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض‪ ،‬ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﮫ ﯾﺟوز ﻟﻸطراف اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫آﺛﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻌﻣل‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ‬

‫اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل‬


‫اﻟﺗﻌوﯾض‬ ‫دﻋوى اﻟﻣﺳوؤﻟﯾﺔ‬
‫أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬
‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪21/12/2020‬‬ ‫‪1‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬
‫دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬
‫إن ﻣﻣﺎرﺳﺔ دﻋوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑدﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن‬ ‫❖‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ﻧظﻣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﻐرﺑﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود‬
‫ﺑﺣﯾث ﺣدد ﺷروطﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ أﻻ وھﻲ ‪ :‬اﻟﺻﻔﺔ و اﻷھﻠﯾﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وذﻟك‬
‫طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻔﺻل ‪ 1‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﻟﺗزاﻣﺎت واﻟﻌﻘود‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺣدد طرﯾﻘﺔ رﻓﻊ ھذه اﻟدﻋوى‬
‫واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟواﺟب ﺗواﻓرھﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى‪.‬‬

‫دﻋوى اﻟﺗﻌوﯾض ھﻲ آﻟﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧﺣﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﻣن ﺧطﺄ اﻟﻐﯾر ﻗﺻد‬ ‫❖‬
‫اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ھذا اﻟﺿرر ﺷرﯾطﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر‪،‬‬
‫وأن اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﺑﺻﻔﺗﮫ ﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ ﺑﻧﺎء طﻠﺑﮫ ھذا ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺳس‬
‫واﻷﺳﺑﺎب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣؤﯾدة ﻟﻣطﺎﻟﺑﮫ ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺑﻛﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺧوﻟﮭﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ھذا اﻹطﺎر‪.‬‬

‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬


‫‪21/12/2020‬‬ ‫‪2‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬
‫اﻟﺗﻌوﯾض‬
‫ﯾﻛﺗﺳﻲ اﻟﺗﻌوﯾض أھﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺷﻘﯾﮭﺎ ﺳواء ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬ ‫❖‬
‫اﻟﻌﻘدﯾﺔ أو ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﮭو ﺣق ﻟﻠﻣﺗﺿرر ﯾطﺎﻟب ﺑﮫ ﻋﻧد إﺻﺎﺑﺗﮫ ﺑﺿرر‬
‫ﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻐﯾر ﺑﺧطﺄه‪.‬‬

‫اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﻣطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿر اﻟذي ﻟﺣﻘﮫ إﻣﺎ ﻛﺧﺳﺎرة أو ﻓوات ﻛﺳب ﻣﻌﯾن أو‬ ‫❖‬
‫ﺿرر ﻟﺣق ﺑﻣﺎﻟﮫ أو ﻋﻘﺎر ﯾﻣﻠﻛﮫ أو ﺑﺣق أدﺑﻲ ‪...........‬وﻛل ﻣﺎ ﺣرم ﻣن ﻧﻔﻊ ﻓﻲ داﺋرة اﻟﺣدود‬
‫اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ ھذا اﻟﻔﻌل‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻠزم اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺿرر ﺑﺗﻌوﯾض اﻟﻣﺗﺿرر‪ ،‬ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﺷﺗراك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻓﻲ ﺣدوث اﻟﺿرر ﻓﺈﻧﮭم ﯾﺳﺄﻟون ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻋن ﺣدوث‬
‫اﻟﺿرر وﯾﻠزﻣون ﺑﺄداء اﻟﺗﻌوﯾض ﺑﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻛل ﺣﺳب ﻧﺳﺑﺗﮫ ﻓﻲ وﻗوع اﻟﺿرر‪.‬‬

‫اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌوﯾض إﻣﺎ ﺑﺷﻛل ودي ورﺿﺎﺋﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق وﺗراض ﻣﻊ‬ ‫❖‬
‫اﻟﻣﺗﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﺿرر‪ ،‬ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺣدوث اﻻﺗﻔﺎق ﺑﮭذا اﻟﺻدد ﻓﺈن اﻟﻣﺗﺿرر ﯾﺣق ﻟﮫ‬
‫اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض وﺣﯾﻧﺋذ ﯾﻘوم اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻌوﯾض اﻟﻣﻧﺎﺳب طﺑﻘﺎ ﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺿرر اﻟذي‬
‫ﻟﺣق ﺑﺎﻟﻣﺗﺿرر‪.‬‬
‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪21/12/2020‬‬ ‫‪3‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ھﻲ أﻧﮫ ﻻ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ‬ ‫❖‬
‫ﻷن ﻣﺻدرھﺎ ھو اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻌﻘدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟوز اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل‬
‫أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ ﻣﺳﺑﻘﺎ ﻷن ﻣﺻدرھﺎ اﻟﻌﻘد أي إرادة اﻷطراف‪.‬‬

‫ھﻧﺎك اﺳﺗﺛﻧﺎء ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻷطراف ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺑق ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﯾل أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ‬ ‫❖‬
‫اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن أﺷﺧﺎص ﯾﺣﺗﻣل أن ﯾوﺟد ﺑﯾﻧﮭم ﻣﺳؤول‬
‫وﻣﺗﺿرر‬

‫‪.‬د‪ .‬طﺎرق‬ ‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬


‫‪21/12/2020‬‬ ‫‪4‬‬
‫اﻟﺑﺧﺗﻲ‬

You might also like