You are on page 1of 10

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫المقياس ‪ :‬تنظيم و تسيير أنظمة المعلومات‬

‫األستاذ\ة ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب ‪ :‬حواء ياسين‬

‫السنة الدراسية ‪:‬‬

‫‪2021\2020‬‬
‫خطة العمل ‪:‬‬
‫مقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم رئيسية لعلــم اإلدارة‬

‫المطلب االول ‪ :‬اإلدارة عبارة عن مؤسسة' تقوم بتنفيذ السياسة العامة‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلدارة هي عملية تنظيم‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلدارة هي تحليل الوظائف والهياكل ووضع اإلستراتيجيات‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬اإلدارة هي فن التوجيه والمعرفة الصحية إلحتياجات المجتمع‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تعاريف اإلدارة‬

‫المطلب االول ‪ :‬التعريف االول‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬التعريف الثاني‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التعريف الثالث‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬التعريف الرابع‬

‫الخاتمة‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫كل مجتمع في يومنا هذا يزخر بالمنظمات التي تسعى لتنظيم أعمالها وتحقيق األهداف التي‬
‫أنشئت من أجل تحقيقها‪ .‬ونجاحها أو فشلها في تحقيق ما تصبو إليه يتوقف على نوعية األداء‬
‫اإلداري وفعاليته‪ ،‬ومقدرة قادتها على تحديد األهداف التي تلبي رغبات المجتمع‪ ،‬وخلق أنظمة‬
‫عمل جيدة تمكنها من تجنيد الموارد البشرية والمادية وتوجيهها بمهارة فائقة حتى تستطيع أن‬
‫تصل إلى أهدافها المنشودة‪.‬‬

‫لكن أدوار المنظمات والمؤسسات العامة أو الخاصة بكل بلد والتفاعل بين مختلف األجهزة‬
‫اإلدارية ونوع التعاون الذي يقام بين مختلف المنظمات الحكومية والخاصة‪ ،‬يختلف من وقت‬
‫إلى آخر من نظام رأسمالي إلى نظام إسالمي أو اشتراكي‪ .‬ففي األنظمة الغربية نجد التفاعل بين‬
‫المنظمات اإلجتماعية يتأثر بفلسفة المنافسة والحرية المطلقة في العمل وعدم تدخل الحكومة في‬
‫الصراع القائم بين هذه المنظمات إال إذا خرجت عن اإلطار القانوني المرسوم لنشاطاتها‬
‫وتجاوزته‪ .‬أما في األنظمة اإلشتراكية فإن التفاعل بين المنظمات يتحدد ويرتبط بمفهوم مركزية‬
‫المنظمات ونظام المؤسسات العامة التي تدار مركزيا من الداخل ورقابيا من قبل الحكومات‬
‫‪1‬‬
‫لتأكيد الوالء من جانب التنفيذيين للسلطة السياسية العليا‬
‫ولهذا‪ ،‬فإن لكل مجتمع فلسفته الخاصة به وتوجد به منظمات ومؤسسات تمارس نشاطاتها وفقا‬
‫ألسلوب اإلدارة والفلسفة التنظيمية التي أقرتها القيادة السياسية بالبلد‪ .‬كما أن وجود الطاقات‬
‫البشرية المؤهلة مهنيا ووجود اإلمكانيات المادية بكثرة‪ ،‬يؤثران في عمليات التنمية اإلدارية‬
‫ويساهمان في تقوية أو إضعاف الهياكل اإلدارية التي تنشأ بقصد تقديم الخدمات للمواطنين‬
‫ومساعدة كل إنسان في الحصول على الحاجات التي يصعب عليه أن يوفرها لنفسه بمفرده‪.‬‬

‫ففي داخل المجتمع العربي‪ ،‬مثال‪ ،‬نجد أن دول الخليج العربي تمتلك الثروة المالية التي تساعد‬
‫اإلدارة العربية بهذه الدول على تلبية حاجات مواطنيها بسرعة مادامت العائدات النفطية متوفرة‬
‫بكثرة‪ ،‬لكن المشكل أنه ينقص هذه اإلدارات‪ ،‬اإلطارات الوطنية الكافية لمتطلبات التنمية المحلية‬
‫بدول الخليج العربي‪ .‬أما في بعض الدول العربية األخرى كسوريا واألردن ومصر والجزائر‬
‫وتونس والمغرب فإنها تمتلك العناصر البشرية المؤهلة والقادرة على إحداث نهضة إدارية‬
‫شاملة في وقت قصير‪ ،‬إال أن اإلمكانيات المادية المطلوبة غير متوفرة بالشكل المرغوب فيه‪.‬‬

‫إن هذه اإلختالفات في فلسفة وفي طرق التحكم في األجهزة اإلدارية وأساليب توظيف القوى‬
‫العاملة وتخطيط التنظيم‪ ،‬هي العوامل الرئيسية التي تتحكم في العمليات اإلدارية وتنعكس بصفة‬
‫عامة على الدور الرئيسي الذي تقوم به اإلدارة في أي مجتمع‪ .‬ثم إن القيادة التي تهدف إلى‬
‫تحقيق سياسة عامة دقيقة‪ ،‬هي بدورها تؤثر بصفة ملموسة في نوعية التنظيم الذي ينبغي أن‬
‫يؤخذ بعين اإلعتبار‪ .‬فاإلدارات‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬ملزمة باإلستجابة لرغبات القادة السياسيين‬
‫والعمل وفق التعليمات واألوامر واإلستراتيجيات التي تأتي من اإلدارة العليا‪.‬‬

‫وكما سنرى في الجزء المتعلق بمفاهيم علم اإلدارة‪ ،‬فإن فلسفة اإلدارة مستمدة من البيئة‬
‫واألوضاع اإلجتماعية السائدة في كل بلد‪ ،‬والغاية المرجوة من األهداف المطلوب تحقيقها‪.‬‬
‫فهناك الدولة التي يهمها الفعالية في العمل بينما نجد دولة أخرى يهمها توظيف األفراد وإعطائهم‬
‫فرصا لكسب ما يرتزقون به‪ .‬وهناك الدولة التي تسعى لخلق النوعية في العمل وفي الخدمات‬
‫بينما هناك دولة أخرى تهتم بالكمية وليس بالنوعية‪ .‬كما نجد أن بعض الحكومات تتبع سياسة‬

‫فريد راغب النجار‪ ،‬التنظيم والعمليات اإلدارية‪ ،‬الكويت وكالة المطبوعات‪ ،1977 ،‬ص ‪131-130‬‬ ‫‪1‬‬
‫التوازن بين المنظمات وإفساح المجال لها لكي تعمل بحرية ومنافسة شريفة‪ ،‬في حين نجد دوال‬
‫أخرى تفضل أسلوب التخطيط المركزي الذي يضمن استخدام جميع الموارد الوطنية المادية‬
‫والطبيعية والبشرية بطريقة علمية وعملية وإنسانية حتى يمكن تحقيق الخير لجميع أفراد الشعب‬
‫وتعبئة اإلقتصاد إلقامة مجتمع أكثر عدالة ومساواة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفاهيم رئيسية لعلــم اإلدارة‬


‫المطلب االول ‪ :‬اإلدارة عبارة عن مؤسسة تقوم بتنفيذ السياسة العامة‬

‫تعتبر اإلدارة في مفهوم العديد من المفكرين بمثابة تنظيم يسعى إلى حل مشاكل الناس عن‬
‫طريق خلق تعاون جماعي بين األفراد بحيث تقدم جميع الخدمات للمواطنين وفق قواعد عامة‬
‫وقوانين محددة‪ ،‬روعي عند وضعها مصلحة أبناء الشعب والمصلحة العامة‪ .‬وحسب هذا‬
‫المفهوم فإن اإلدارة العامة هي عبارة عن مؤسسة تتكون من عناصر بشرية وأدوات مادية‬
‫جاءت بها الدولة ووضعتها في خدمة المواطنين بقصد تطبيق القوانين التي سنتها القيادة‬
‫السياسية والسلطة التشريعية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين‪ .‬فعن طريق هذه‬
‫المؤسسات الحكومية تقوم الدولة في أي مجتمع بدورها الحيوي المتمثل في المحافظة على‬
‫األمن وتحقيق العدالة اإلجتماعية واإلشراف على التعليم وتوفير الخدمات الصحية‬
‫واإلجتماعية لجميع المواطنين‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن اإلدارة تعتبر هي إحدى األجهزة الرئيسية للدولة المكلفة بتنفيذ المهام المسندة إليها‬
‫من القيادة السياسية‪ .‬وحسب هذا المنطق فإن دور اإلدارة ال يتجاوز هذا الخط الفاصل بينها‬
‫وبين المنظمات اإلجتماعية التي تسعى لتحليل األوضاع وتخطيط سياستها العامة وفق مصالحها‬
‫الخاصة بها‪.‬‬

‫وإذا تمعنا قليال في هذا المفهوم لإلدارة فإننا سنجده ناقصا وال يفي بالغرض‪ .‬فمن الناحية‬
‫المنهجية‪ ،‬نالحظ بسرعة أن علم اإلدارة يقوم أساسا على دراسة األوضاع اإلدارية والتعرف‬
‫على ظروف العمل والواقع المعاش أثناء القيام بالعمل‪ ،‬وليس على مبدأ تنفيذ تعليمات الحكومة‬
‫المركزية فقط‪ .‬إن تحليل الوظائف واستخالص النتائج واختيار أحسن البدائل قد أصبحت بمثابة‬
‫أساليب أساسية للعمل في المجال اإلداري‪ .‬كما نالحظ أيضا من الناحية اإليديولوجية أنه من‬
‫الغلط اعتبار مصالح جميع الفئات اإلجتماعية متساوية وأن الدولة قادرة دوما على تحقيق‬
‫المساواة بين األقوياء والضعفاء من مواطنيها‪ .‬فالتغيرات اإلجتماعية تفرض على اإلدارات‬
‫العامة أن تقوم بدراسة موازين القوى وسلوك القادة اإلداريين والتعرف على الجهات التي‬
‫‪2‬‬
‫ينتمون إليها‬

‫‪Michel Crazier, « Sentiments, Organisation et systèmes », Revue Française de 2‬‬


‫‪,sociologie‬‬
‫‪pp . 141-154‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلدارة هي عملية تنظيم‬

‫بالنسبة للعديد من األفراد‪ ،‬فإن اإلدارة العامة عبارة عن علم يهتم بتنظيم اإلنسان وتوجيه‬
‫طاقاته وجهوده بحيث يتمكن من تحسين مستوى اإلنتاج وارتفاع مستوى كفاءته في العمل‪.‬‬
‫وتأتي هذه النظرية كتكملة لنظرية اإلدارة كمؤسسة‪ .‬فالتنظيم قد جاء ليوحد األهداف‬
‫المشتركة للناس ويربط بين المصالح المشتركة ككل إلى درجة أن المؤسسات تصبح أداة‬
‫للتوازن اإلجتماعي بعد أن كانت أداة في يد أصحاب المال والنفوذ السياسي والطبقات‬
‫األرستقراطية‪ .‬ويالحظ هنا أن مفهوم اإلدارة العامة ال ينحصر في اإلدارة الحكومية وإنما‬
‫يتعداه إلى أبعد من ذلك‪ ،‬إذ أن اإلدارة تعني هنا أية مؤسسة يتم فيها التعاقد بين العمال‬
‫واإلدارة العامة للمؤسسة للقيام بمهام معينة مقابل الحصول على أجر معين‪ ،‬سواء كان يوميا‬
‫أو شهريا‪.‬‬
‫واعتمدت نظرية اإلدارة المرتبطة بالتنظيم على فلسفة العقالنية والرشادة في العمل‪ .‬وقد كان‬
‫أحد قادتها البارزين فريدريك تايلور الذي بلور فكرة اإلدارة العلمية والتي كانت تهدف في‬
‫األساس إلى زيادة اإلنتاج عن طريق تدريب العمال ومنحهم مكافآت مادية لتشجيعهم على‬
‫مضاعفة جهودهم‪ ،‬واإلعتماد على خبراء متخصصين في ميادين اإلشراف والمتابعة والمراقبة‪.‬‬
‫وبفضل األساليب الجديدة في اإلدارة‪ ،‬حسب وجهة نظر تايلور‪ ،‬يستطيع العمال أن يحصلوا‬
‫على مكافآت مالية تمكنهم من التغلب على المشاكل المالية‪ ،‬وصرف طاقاتهم في األعمال المفيدة‬
‫واإلبتعاد عن الصراعات الطبقية بين العمال واإلدارة وخلق جو جديد تسوده الثقة المتبادلة بين‬
‫العمال واإلدارة‪.‬‬

‫إال أن هذا المفهوم لإلدارة قد تغير بمرور الزمن وأصبح ال يتماشى وروح العصر‪ .‬فتسخير‬
‫العامل ألغراض المؤسسات الصناعية واعتباره بمثابة آلة في يد أصحاب المال والنفوذ‪،‬‬
‫باإلضافة إلى بروز تكنولوجيا متطورة أصبحت تهدد العمال بالبطالة واحالل اآللة محلهم‪ ،‬قد‬
‫أديا إلى تغيير مجرى األمور‪ .‬كما أن المنظمات والنقابات أصبحت تتصارع فيما بينها لتدعيم‬
‫نفوذ قادتها وتقليدهم مناصب سياسية ووظائف عليا بالدولة قد أثرت عكسيا في نظرية التنظيم‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬اإلدارة هي تحليل الوظائف والهياكل ووضع اإلستراتيجيات‬

‫هناك مفهوم آخر لإلدارة قريب من المفهوم السابق الذي أشرنا إليه آنفا والمتمثل في التنظيم‬
‫واستعمال العقالنية وتجنيد العمال أو تحفيزهم لخدمة مؤسستهم‪ .‬وحسب هذا المفهوم الجديد‬
‫فإن كلمة اإلدارة تعني تحليل الوظائف ودراسة المهام وإنشاء الهياكل المالئمة لكل تنظيم‪.‬‬
‫وقد أتى بهذه النظرية المفكر الفرنسي هنري فيول في عام ‪ .1916‬فالوحدات اإلدارية في‬
‫أية مؤسسة تقوم بواجباتها المناطة بها لكي تحقق األهداف العامة للمؤسسة‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫وضع استراتيجية متكاملة لجميع الوحدات‪ ،‬وتقسيم العمل بين العمال ووحدات اإلنتاج‪،‬‬
‫ووضع الخرائط التنظيمية والهياكل الضرورية التي يتعين على المؤسسة اإلعتماد عليها‬
‫‪3‬‬
‫سواء أثناء التوظيف أو إنجاز األعمال‪.‬‬
‫وتمتاز هذه النظرية بتركيزها على الجوانب اإلستراتيجية والعملية في أية مؤسسة‪ ،‬حيث أنه‬
‫يتعين على المسؤولين أن يدرسوا ويحللوا وضعية كل قطاع أو وحدة إدارية ووضع المخطط‬
‫‪.Nair et M.Lowy, Goldman, Paris : Seghers, 1973,  p. 27.‬‬ ‫‪3‬‬
‫التنظيمي لها حتى تتمكن المؤسسة‪ ،‬في النهاية‪ ،‬من خلق وحدات إنتاجية قادرة على تلبية‬
‫الحاجات اإلجتماعية والتغلب على الصعاب التي تبرز من حين آلخر‪.‬‬

‫وبيد أن هذه النظرية القريبة من نظرية ماكس ويبر الذي يعتبر البيروقراطية بمثابة جهاز‬
‫متخصص في اإلدارة وقادر على توجيه األمور حسب أهوائه‪ ،‬تعاني من بعض النقائص التي‬
‫تطغى عليها‪ .‬فالقيادات السياسية واإلدارية عندما تخطط وتوجه‪ ،‬تسن القوانين التي تسمح لها‬
‫بسط نفوذها والتحكم في اآلخرين‪ .‬كما أن الجماعات المنظمة والتي تؤثر في القرارات السياسية‬
‫هي التي تسيطر على كل شيء ومصالحها الخاصة تؤخذ بعين اإلعتبار عند اتخاذ القرارات‬
‫أكثر من المصلحة العامة‪ .‬ثم إن فكرة العقالنية في التخطيط ووضع اإلستراتيجيات وحسن‬
‫التوجيه‪ ،‬هي محدودة وكل شيء يتوقف على أخالق وقيم وذكاء األفراد الذين يشرفون على‬
‫التسيير وبيدهم السلطة واتخاذ القرارات النهائية‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬اإلدارة هي فن التوجيه والمعرفة الصحية إلحتياجات المجتمع‬


‫بعد أن حصل تقدم في التكنولوجيا وإلمام كبير بفنيات التخطيط وحسن استغالل المعلومات‪،‬‬
‫أصبح السؤال المطروح بالنسبة لرجال اإلدارة هو ‪ :‬كيف يمكن خلق الجو المناسب للعمل‬
‫ووضوح األهداف المنشودة بالنسبة للقادة الذين يضعون اإلستراتيجيات والعمال الذين تسند‬
‫إليهم مهمة التنفيذ‪ .‬وفي رأي هيربرت سايمون الذي يعطي أهمية كبيرة إلتخاذ القرارات‬
‫الصحيحة في اإلدارة‪ ،‬أن القيادة هي التي تعطي معنى لإلدارة ألن القادة هم الذين يستعملون‬
‫ذكاءهم ويجيدون فن توجيه اآلخرين والتأثير فيهم ويعرفون أنواع التكنولوجيا المراد‬
‫استعمالها لتحقيق األهداف المنشودة‪ ،‬وهم الذين يمكن أن يعول عليهم اإلنسان لحل مشاكله‬
‫بمهارة ومقدرة فائقة‪ .‬ويستخلص من هذا الرأي أن علم اإلدارة هو فن المعرفة الصحيحة لما‬
‫ينبغي أن يوضع كهدف‪ ،‬ثم إقناع العمال والتأثير فيهم بحيث يحققون األهداف المرسومة‬
‫‪4‬‬
‫بأحسن الطرق العلمية المتوفرة في وقت اإلنجـــاز‬
‫إن هذا المفهوم لإلدارة مرتبط بتصرفات الناس وبقيمهم اإلجتماعية ورغبتهم في العمل لتحقيق‬
‫المصلحة العامة وترجيحها على المصلحة الخاصة‪ .‬فمن الناحية النظرية‪ ،‬يبدو أن ما قاله هذا‬
‫المفكر جيد للغاية ويعبر عن الحلول الجذرية للمشاكل العويصة التي تواجهها اإلدارة المعاصرة‬
‫والمتمثلة في عدم وضوح الرؤيا بالنسبة لألهداف‪ ،‬والتهاون في التخطيط‪ ،‬واتخاذ القرارات‬
‫اإلرتجالية‪ .‬لكن المشكل هنا هو كيف يمكن التحكم في عمليات اختيار الرجال الذين يعرفون‬
‫كيف يعملون بذكاء‪ ،‬وبأنهم يحملون قيما أخالقية عالية‪ ،‬وعندهم إلمام واسع بفنيات التكنولوجيا‬
‫وفن إقناع العمال بتنفيذ خططهم المرسومة‪ .‬إن المشكلة الرئيسية التي تواجه المجتمع الحديث‪،‬‬
‫بصفة عامة‪ ،‬هي وضع الرجال األوفياء وأصحاب الطاعة العمياء في المناصب العليا‪ ،‬وليس‬
‫أصحاب المعرفة أو من يحملون أخالقا عليا ويتمتعون بكفاءات معترف بها محليا ودوليـــا‪.‬‬

‫‪ ‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تعاريف اإلدارة‬


‫‪Hodgkinson, Op-cit, p. 10‬‬ ‫‪4‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬التعريف االول‬

‫اإلدارة هي الجهاز التنفيذي المكلف بتطبيق قوانين الدولة وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين‬
‫وذلك في إطار القوانين المرسومة واألهداف التي وضعتها القيادة السياسية في خططها السياسية‬
‫واإلقتصادية واإلجتماعية‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن علم اإلدارة يهتم بصفة خاصة برؤساء الحكومات‬
‫وبالبرلمانيين الذين يتم انتخابهم من طرف الشعوب لكي يناقشوا السياسة العامة للدولة ويحددوا‬
‫أهدافها الدقيقة ويعطوها صفة المشروعية ثم يحيلوها إلى الجهاز التنفيذي لتحويلها من نظريات‬
‫‪5‬‬
‫إلى أعمال ملموسـة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التعريف الثاني‬


‫اإلدارة هي مشاركة العمال في إتخاذ القرارات واإلستفادة من خبرتهم ومعرفتهم بأساليب العمل‬
‫حتى تكون األهداف واضحة لإلدارة والعمال واستراتيجية العمل مستمدة من الواقع المعاشي‬
‫وليس فقط من النظريات التجريدية‪ .‬إنه لمن الواضح أن هذا التعريف يتميز عن غيره من‬
‫التعاريف السابقة بالروح الديمقراطية وتقييم خطط العمل قبل الشروع في تنفيذها وتقاسم أعباء‬
‫العمل والمسؤولية بين العمال واإلدارة‪ .‬إال أن العقبة الكبيرة التي تعترض منهجية المشاركة في‬
‫اتخاذ القرارات هي أن أغلب األفراد يفضلون القيام بالواجبات المسندة إليهم وال يرغبون في‬
‫إرهاق أنفسهم بأعمال أخرى إضافية‪ .‬وتبرز أهمية المشاركة عندما يشعر األفراد بالمسؤولية‬
‫ويمارسون أعمالهم المطلوبة منهم على مستوى التنفيذ ومستوى إثراء الخطة والتخلص من‬
‫األخطاء قبل الشروع في تنفيذخطة العمـل‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التعريف الثالث‬

‫اإلدارة هي اإلرادة والمقدرة على تنظيم وتحفيز العاملين بحيث أن مجهوداتهم وطاقاتهم تصرف‬
‫في تحقيق األهداف المشتركة‪ .‬والفكرة األساسية التي يمكن الخروج بها من هذا التعريف هي أن‬
‫اإلدارة تهدف في األصل إلى تحديد األهداف المشتركة ثم تجنيد األفراد للعمل وحثهم على‬
‫التعاون فيما بينهم وبين اإلدارة حتى يساهم الجميع في خدمة القضايا المشتركة التي يمكننا أن‬
‫نسميها بالمصلحة العامة‪ .‬ولعل المشكل الذي يطرح هنا ‪ :‬كيف يمكن فصل مصالح األفراد عن‬
‫مصالح المؤسسات ومصالح الجمهور ؟ فلكل مصلحته الخاصة به وأهدافه البعيدة المدى‪ ،‬ومن‬
‫الصعب االتفاق على أية خطة ال تلبي اإلحتياجات األساسية ألي طـرف‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬التعريف الرابع‬

‫‪Marshall E, Dimock and Gladyys O. Dimock, Public Administration,  New 5‬‬


‫‪York: Holt Rinehart, 1969, p. 5‬‬
‫اإلدارة هي أن يتمكن األفراد من رؤساء ومرؤسين من القيام بجهود مشتركة ويتحدد دور كل‬
‫فئة بحيث تستطيع المؤسسة أن تحقق النتائج المطلوبة باألسلوب المتفق عليه بين الرؤسا‬
‫والمرؤوسيـن ‪.‬‬
‫وتكمن قوة هذا التعريف في الحرص على خلق الفعالية في التنظيم وتحسين مستوى األفراد‬
‫العاملين‪ .‬فالشيء المطلوب بالدرجة األولى هو قدرة التنظيم على تحديد األهداف مسبقا والتزام‬
‫الرئيس والمرؤوس بأداء الواجبات المسندة إليهما بأحسن الطرق وأنجحها‪ ،‬ومحاسبته على‬
‫النتيجة في نهاية المطاف‪ .‬وبهذا األسلوب تستطيع اإلدارة أن تتخلص من الروتين وتخفيف‬
‫‪6‬‬
‫األعباء على نفسها وحصولها على النتائج المحددة في الخطة المتفق عليـها‪.‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫وهناك تعاريف أخرى كثيرة للتوسع‪ ،‬يمكن مراجعة ‪:‬‬

‫أ‪ -/‬محمد ابراهيم عنبر‪ ،‬الضوابط العلمية والقانونية لإلدارة العامة‪ ،‬القاهرة ‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪،‬‬
‫‪.1973‬‬
‫ب‪ -/‬محمود عساف‪ ،‬أصول اإلدارة‪ ،‬القاهرة ‪ :‬مكتب لطفي لآلالت الكاتبة‪.1979 ،‬‬
‫ونستخلص من هذه المفاهيم والتعاريف أن علم اإلدارة يتمثل في تخطيط السياسة العامة للدولة‬
‫والبحث عن األساليب الفعالة لوضع تلك الخطط حيز التنفيذ وتحويلها من نظريات على الورق‬
‫إلى نتائج ملموسة يقطف ثمارها كل مواطن‪ .‬وخالفا لما يتصور الكثير من الناس‪ ،‬فإن دور‬
‫اإلدارة ال يقتصر على تقديم الخدمات للمواطنين وحل مشاكل أبناء الشعب حسبما تنص عليه‬
‫القوانين الجاري العمل بها فحسب‪ ،‬بل يمتد دورها إلى حماية جميع األفراد من الظلم‪ ،‬وتوفير‬
‫األمن‪ ،‬وفرض الضرائب وحرمان األفراد من القيام بأي عمل ال يروق لرجال اإلدارة أن يقوم‬
‫به أي مواطن‪ .‬كما أن قوة اإلدارة مستمدة من قوة السلطة المركزية‪ ،‬وبالتالي فإن علم اإلدارة‬
‫يهتم بصفة خاصة بتحديد الحقوق والواجبات للمواطنين‪ ،‬وتوزيع الثروات واألموال على‬
‫المؤسسات لتمكينها من إنجاز المهام المسندة إليها‪ ،‬وتوجيه األفراد وتقديم المساعدة إليهم‬
‫إلعانتهم على تنفيذ السياسة العامة للدولة بأحسن األساليب العلمية التي يعرفها العقل البشـري‪.‬‬

‫المراجع ‪:‬‬
‫ ص‬،1977 ،‫ الكويت وكالة المطبوعات‬،‫التنظيم والعمليات اإلدارية‬ ،‫فريد راغب النجار‬
.131-130
Michel Crazier, « Sentiments, Organisation et systèmes »,  )1(
,Revue Française de sociologie
.pp . 141-154
.S.Nair et M.Lowy, Goldman, Paris : Seghers, 1973,  p. 27 

.Hodgkinson, Op-cit, p. 10
Ibid, pp 10-11  

You might also like