You are on page 1of 19

2 ‫العدد‬ ISSN: 2571-9769, EISSN: 2602-5051 ‫األفاق للدراسات اإلقتصادية‬

2020 ‫ السنة‬5 ‫املجلد‬ 57‫ ـ ـ ـ ـ ـ‬39 ‫الصفحات‬


)‫دورحاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر‬
The role of business incubators in establishing small and medium
enterprises (the case of Algeria)
‫ أحمد ميلي سمية‬.‫* د‬
‫ الجزائر‬،‫جامعة محمد بوضياف املسيلة‬
Soumia.mili@yahoo.fr

2020/10/ 01 : ‫تاريخ النشر‬ 2020/09/ 10 :‫تاريخ القبول‬ 2020/07/ 21 :‫تاريخ االستالم‬

_
:‫ملخص‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى توضيح دور حاضنات األعمال في انشاء ا ملؤسسات الصغيرة واملتوسطة حيث أن هذه األخيرة لها دورا هاما في‬
‫ وذلك ملا تتمتع به من خصائص ومميزات تمكنها من أداء‬،‫تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية في مختلف اقتصاديات الدول‬
‫ إال أن التقدم التكنولوجي الحاصل واشتداد حدة املنافسة الدولية أدى إلى ظهور العديد من املشاكل التي‬،‫مهامها بالشكل املطلوب‬
‫ لذلك كان ال بد من الضروري البحث عن وسائل وآليات لدعمها وتطويرها ومساعدتها‬،‫يصعب على هذه املؤسسات تجاوزها وتخطيها‬
‫على تجاوز أعباء مرحلة االنطالق والتي من بينها حاضنات األعمال التي أثبتت قدراتها وإمكاناتها في مرافقة ودعم املؤسسات الصغيرة‬
‫ وذلك من خالل ما تقدمه لها من تسهيالت‬،‫واملتوسطة لتمكنها من القدرة على املنافسة ومواكبة التطورات التكنولوجية السريعة‬
.‫ ألن األساس من إنشاء حاضنات األعمال هو مواجهة االرتفاع الكبير في معدالت فشل هذه املؤسسات‬،‫وخدمات بمختلف أنواعها‬
‫ رغم أنها ما زالت في بدايتها‬،‫هذا ما قد أثبتته التجارب الدولية في مجال حاضنات األعمال التي من بينها التجربة الجزائرية‬
.‫ألسباب عديدة عطلت انطالق هذه اآلليات‬
.‫ مراكز التسهيل‬،‫ املشاتل‬،‫ حاضنات األعمال‬،‫ املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬:‫الكلمات املفتاحية‬
abstract: This study aims to clarify the role of business incubators in establishing small and medium enterprises as the latter has an
important role in achieving economic and social development in the various economies of countries, due to its characteristics and
advantages that enable it to perform its tasks as required, except that the technological progress achieved and intensification The
intensity of international competition has led to the emergence of many problems that are difficult for these institutions to
overcome and overcome, so it was necessary to search for ways and mechanisms to support and develop them and help them to
overcome the burdens of the starting stage, which among them business incubators that have proven their capabilities and
capabilities in accompanying and supporting small and medium enterprises To enable them to be able to compete and keep pace
with rapid technological developments, through the facilities and services they provide to them of all kinds, because the basis of
establishing business incubators is to face the high rate of failure of these institutions.
This has been proven by international experiences in the field of business incubators, including the Algerian experience,
although it is still in its infancy for many reasons that hindered the launch of these mechanisms.
Key words: small and medium enterprises, business incubators, nurseries, facilitation centers.
_________________________________________
‫ أمحد ميلي مسية‬:‫املؤلف املرسل‬

39 ‫العدد الثاني‬
‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫‪ .I‬تمهيد‪:‬‬
‫تلعب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة أهمية بالغة في النشاط االقتصادي والسياس ي واالجتماعي سواء في‬
‫الدول املتقدمة أو النامية‪ ،‬نظرا ملا تتمتع به من مزايا في مجال املهارات التنظيمية والقدرة على إنتاج السلع‬
‫والخدمات وتوفير مناص ب عمل‪ ،‬باإلضافة إلى خصائص تؤهلها ألداء أدوار إيجابية لتنمية وتطوير اقتصاديات‬
‫مختلف الدول‪ ،‬ولكن رغم ما تتميز به هذه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إال أنها تتعرض لبعض العوائق‬
‫املشاكل عند تأسيسها كصعوبة حصولها على بعض مستلزمات اإلنتاج‪ ،‬ونقص املهارات اإلدارية واملوارد املالية‬
‫وكذا ضعف االبتكارات لديها التي تعتبر جوهر املنافسة خاصة في ظل التطور االقتصادي‪.‬‬
‫كل هذه العوامل قد تحول دون حصول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على املعلومات الكافية حول‬
‫السوق وتجعلها غير قادرة على توجيه نشاطها وإدارته بطريقة كفئة وفعالة‪ ،‬هذا ما أدى إلى ضرورة البحث عن‬
‫هيئات وآليات تعمل على دعمها وتوجه نشاطها للوصول إلى بر األمان‪ ،‬ومن بين هذه اآلليات نجد حاضنات‬
‫األعمال التي تعتبر ملجأ لتوجيه ودعم ومساعدة هذه املؤسسات على تخطي عقبات مرحلة االنطالق‪ ،‬حيث‬
‫تقوم بتوفير الخدمات والتسهيالت ومرافقتها إلى أن تصبح قادرة على التماش ي مع بيئتها الخارجية‪ ،‬واستغالل‬
‫الفرص السوقية املتاحة والدخول إلى عالم املنافسة‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلشكالية الرئيسية‪ :‬نظرا لألهمية التي تكتسيها حاضنات األعمال بالنسبة للمؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ ،‬فقد أتى هذا البحث ليدرس هذه الحاضنات بصفتها إحدى آليات الدعم الحديثة التي تساعد‬
‫هذه املؤسسات على التغلب على الصعوبات التي تواجهها‪ ،‬ولهذا يمكننا طرح اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫ما هو دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؟‬
‫تتفرع هذه اإلشكالية إلى األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ما هي آلية عمل حاضنات األعمال؟‬
‫‪ -‬كيف يمكن لحاضنات األعمال مساعدة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على التأقلم في بيئة تتسم‬
‫باملنافسة؟‬
‫‪ -2‬فرضيات البحث‪ :‬لإلجابة على األسئلة البحث قمنا بوضع الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تعمل حاضنات األعمال على احتضان املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على عدة مراحل وفقا لشروط‬
‫معينة‪.‬‬
‫‪ -‬توفير حاضنات األعمال ملجموعة من الخدمات والتسهيالت يساعد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على‬
‫التأقلم في بيئة تتسم باملنافسة ويمكنها من تجاوز أعباء مرحلة االنطالق‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية البحث‪ :‬تكمن أهمية هذا البحث في محاولة التعرف على مفهوم حاضنات األعمال والربط بينه‬
‫وب ين مفهوم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الذي يعتبر من املواضيع املهمة التي هي بحاجة للبحث‬
‫والدراسة‪ ،‬كما أن هذه املواضيع قد تساهم في تحسين اقتصاديات الدول وتمكنها من تحقيق االستقرار‪.‬‬
‫‪ -4‬أهداف البحث‪ :‬يسعى هذا البحث إلى تحقيق مجموعة من األهداف أهمها‪:‬‬

‫‪40‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫‪ -‬إبراز حاجة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى هيئات دعم تساعدها في تجاوز العقبات التي تواجهها؛‬
‫‪ -‬التعرف على مدى كفاءة حاضنات األعمال في مجال دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ -‬تحديد أهم الخدمات والفوائد التي تقدمها حاضنات األعمال للمؤسسات املنتسبة إليها؛‬
‫‪ -‬تحديد أهم عناصر نجاح حاضنات األعمال‪.‬‬
‫‪ -5‬منهج البحث‪ :‬لقد اعتمدنا على املنهج الوصفي التحليلي الذي يهدف إلى جمع الحقائق والبيانات عن‬
‫ظاهرة ما ومحاولة تفسيرها وتحليلها للوصول إلى النتائج‪.‬‬
‫‪ -6‬هيكل البحث‪ :‬لقد قمنا بتقسيم البحث إلى جانبين‪ :‬الجانب النظري تطرقنا فيه إلى تعريف املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة وأهم العناصر املرتبطة فيه‪ ،‬كما تطرق إلى مفهوم حاضنات األعمال وأهم العوامل‬
‫املساعدة على إنجاحها‪ .‬أما الجانب التطبيقي فتطرقنا إلى التجربة الجزائرية في مجال حاضنات األعمال‪.‬‬
‫أوال‪ :‬اإلطارالنظري للدراسة‬
‫‪ -1‬ماهية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫لقد تعددت التعريفات ملاهية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وفقا لطبيعة املعيار املستخدم في التعريف‪،‬‬
‫إال أنها تتقارب كلما اشتمل التعريف على معيارين أساسيين هما‪ :‬املعيار الكمي واملعيار النوعي‪ .‬لذلك قبل‬
‫التطرق إلى تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة يجب التطرق إلى هذه املعايير‪ .‬عثمان لخلف‪ ،)2003( ،‬واقع‬
‫املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وسبل دعمها وتنميتها – دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه في علوم االقتصاد‪ ،‬جامعة الجزائر‪.‬‬
‫‪ 1-1‬معاييرتعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪:‬‬
‫‪ 1-1-1‬املعايير الكمية‪ :‬هي من أهم املعايير املستخدمة في تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة التي‬
‫تختص على مجموعة من املؤشرات التقنية االقتصادية ومجموعة أخرى من املؤشرات النقدية‪ ،‬وأهم هذه‬
‫املعايير ما يلي‪( :‬عثمان لخلف‪ ،2003 ،‬ص ‪)8‬‬
‫‪ -‬معيار العمالة ورأس املال (معيار مزدوج)‪ :‬يعتمد هذا املعيار في تحديد املشروعات الصناعية‬
‫والتجارية املختلفة وذلك بالجمع بين هذين املعيارين في معيار واحد الذي يعمل على وضع حد أقى لعدد‬
‫العمال ومبلغ معين لالستثمارات الرأسمالية الثابتة في املشروعات‪.‬‬
‫‪ -‬معيار حجم اإلنتاج‪ :‬يتم تطبيق هذا املعيار للتمييز بين املؤسسات الصغيرة والكبيرة والعاملة في‬
‫بعض القطاعات وخاصة القطاع الصناعي‪ ،‬إال أن تطبيق هذا املعيار يواجه بعض الصعوبات أهمها عدم‬
‫صالحيته بصفة عامة في حالة املؤسسات التجارية والخدمية‪ ،‬كما أنه ال يصلح في حالة املؤسسات متعددة‬
‫املنتجات‪.‬‬
‫‪ -‬معيار القيمة املضافة‪ :‬يقصد بالقيمة املضافة صافي إنتاج املؤسسة بعد استبعاد قيمة‬
‫امل ستلزمات الوسيطة التي تم شراؤها من الغير‪ ،‬ويصلح هذا املعيار للتطبيق في مجال النشاط الصناعي حيث‬

‫‪41‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫يمكن حساب قيمة اإلنتاج أو املبيعات السنوية وقيمة الخدمات واملستلزمات الداخلة في اإلنتاج‪ ،‬إال أنه ال‬
‫يصلح في إجراء املقارنة بين األنشطة والقطاعات املختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة حساب تكلفة املستلزمات‬
‫والقيمة املضافة في حالة املشروعات الصغيرة‪( .‬سلم صالحي‪ ،2005 ،‬ص ص ‪)3-2‬‬
‫‪ 2-1-1‬املعايير النوعية‪ :‬باإلضافة إلى املعايير السابقة هناك معايير أخرى هي املعايير النوعية‪ ،‬وأهم هذه‬
‫املعايير ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬معيار امللكية‪ :‬حيث نجد أن غالبية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تعود ملكيتها إلى القطاع‬
‫الخاص في شكل شركات أشخاص أو شركات أموال معظمها فردية أو عائلية‪ ،‬حيث يمثل مالك هذه املؤسسة في‬
‫املدير واملنظم وصاحب اتخاذ القرار الوحيد‪.‬‬
‫‪ -‬معيار املسؤولية‪ :‬باعتبار أن صاحب املؤسسة هو املالك لها فإننا نجده يمثل املتصرف الوحيد‬
‫الذي يقوم باتخاذ القرارات وتنظيم العمل داخل املؤسسة‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد نموذج التمويل والتسويق‪،...‬‬
‫ومن ثم فهو املسؤول قانونيا وإداريا‪.‬‬
‫‪ -‬معيار حصة املؤسسة من السوق‪ :‬يعتبر هذا املعيار مؤشرا أساسيا في تحديد حجم املؤسسة‬
‫باالعتماد على وزنها وأهميتها داخل السوق‪ ،‬الذي كلما كانت حصة املؤسسة فيه كبيرة وحظوظها وافرة كلما‬
‫اعتبرت هذه املؤسسة كبيرة‪ ،‬أما إذا كانت حصة املؤسسة تستحوذ جزء صغير فإنها تعتبر صغيرة أو متوسطة‪.‬‬
‫‪ -‬معيار االستقاللية‪ :‬تتخذ قرارات املؤسسة من طرف مديرها أو مالكها دون أي تدخل من أطراف أو‬
‫هيئات أخرى‪ ،‬حيث يتحمل صاحب أو أصحاب املؤسسة كامل املسؤولية اتجاه الغير‪( .‬عامر نصر املنصور‪،‬‬
‫شوقي ناجي جواد‪ ،2000 ،‬ص ‪)42‬‬
‫‪ 2-1‬تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬يعتبر تحديد مفهوم دقيق للمؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة إحدى أهم العوامل الرئيسية لوضع السياسات والتشريعات الالزمة لتطويرها وتنميتها‪ .‬ورغم األهمية‬
‫الكبيرة التي يكتسبها موضوع تعريف هذا النوع من املؤسسات إال أنه ال يزال محل اختالف وجدل بين الكثير من‬
‫الكتاب والباحثين (ماجدة العطية‪ ،2004 ،‬ص ‪ ،)15‬وتحديا كبيرا أمام كافة االقتصاديات في العالم‪ ،‬ويرجع هذا‬
‫االختالف في التعريف إلى أمرين أساسيين هما‪( :‬أحمد مجدل‪ ،2004 ،‬ص ‪)31‬‬
‫‪ -‬االختالف الكبير في االقتصاديات التي تضم هذه املؤسسات من حيث التخصص ودرجة النمو‬
‫وكيفية التنظيم؛‬
‫‪ -‬االختالف والتنوع الكبير في اعتماد املعايير واملؤشرات التي تمكن من التمييز بينها وبين باقي‬
‫املؤسسات األخرى‪.‬‬
‫فقد يرى ا لبعض بأن املؤسسة الصغيرة واملتوسطة هي كل مؤسسة ذات طابع قانوني تتمتع باالستقاللية‬
‫املالية‪ ،‬وتعمل في القطاعات األولية‪ ،‬والتي تستوجب املسؤولية فيها إلى شخص واحد في أغلب األحيان‪ ،‬أو اثنان‬
‫أو ثالثة‪ ،‬أي يكون املالك محدد لرأس املال‪ .‬في حين يرى البعض اآلخر بأن املؤسسة الصغيرة واملتوسطة هي تلك‬
‫املؤسسة العائلية بسيطة الهيكل التنظيمي التي تستعمل طرق تسييرية بسيطة‪ .‬أما االتحاد األوروبي فقد اعتمد‬
‫في تعريفه للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في أفريل ‪ 1996‬على معيار ثالثي األبعاد‪ :‬عدد العمال‪ ،‬رقم األعمال‬

‫‪42‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫ومجموع امليزانية‪ ،‬باإلضافة إلى درجة االستقاللية‪ ،‬حيث يعرفها على أنها‪ " :‬كل مؤسسة تضم أقل من ‪ 250‬أجير‬
‫ورقم أعمالها أقل من ‪ 40‬مليون وحدة نقدية أوروبية‪ ،‬أو مجموع امليزانية ال يتجاوز ‪ 27‬مليون وحدة نقدية‬
‫أوروبية‪ ،‬التي ال تكون في حد ذاتها ممتلكة بنسبة ‪ %25‬من قبل مؤسسة أخرى ال تنطبق على هذه‬
‫املعايير‪(".‬حسين رحيم‪ ،2002 ،‬ص ‪)52‬‬
‫أما في الجزائر فبعد انضمامها إلى املشروع األورو‪ -‬متوسطي الذي يحقق االنسجام في تعريف للمؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬أخذ القانون الجزائري باملعايير األوروبية في تحديد هذا املفهوم‪ ،‬حيث عرف املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة مهما كانت طبيعتها القانونية بأنها‪" :‬مؤسسة سلع ‪/‬أو خدمات تشغل من ‪ 1‬إلى ‪ 250‬شخصا‪،‬‬
‫وال يتجاوز رقم أعمالها السنوي ‪ 2‬مليار دج‪ ،‬أو ال يتجاوز مجموع حصيلتها السنوية ‪ 500‬مليون دج‪ ،‬وتستوفي‬
‫معايير االستقاللية‪( ".‬املادة الرابعة من القانون رقم ‪ ،2001 ،18/01‬ص ص ‪ )6-5‬وبشكل مفصل أعطى املشرع‬
‫الجزائري تعريفا لكل من املؤسسة املصغرة‪ ،‬واملؤسسة الصغيرة واملؤسسة املتوسطة املوضحة في الجدول رقم‬
‫‪.01‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬معاييرالتمييزبين حجم املؤسسات في الجزائر‬


‫الحصيلة السنوية (مليون دج)‬ ‫رقم األعمال السنوي (مليون دج)‬ ‫عدد العمال (عامل)‬ ‫الصنف املعايير‬
‫أقل من ‪10‬‬ ‫أقل من ‪20‬‬ ‫من ‪ 01‬إلى ‪09‬‬ ‫مؤسسة مصغرة‬
‫أقل من ‪100‬‬ ‫أقل من ‪200‬‬ ‫من ‪ 10‬إلى ‪49‬‬ ‫مؤسسة صغيرة‬
‫من ‪100‬إلى ‪500‬‬ ‫من ‪ 200‬إلى ‪ 02‬مليار دج‬ ‫من ‪ 50‬إلى ‪250‬‬ ‫مؤسسة متوسطة‬
‫املصدر‪ :‬املادة الرابعة من القانون رقم ‪ 18/01‬املؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات‬
‫الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،77‬بتاريخ ‪ 15‬ديسمبر ‪ ،2001‬ص ص ‪6-5‬‬

‫نالحظ من خالل الجدول أن هذا التعريف التفصيلي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة يشكل مرجعا‬
‫ملختلف برامج الدعم واملساعدة املوضوعة لصالح هذه املؤسسات‪ ،‬باإلضافة إلى أنه يساعد على إعداد ومعالجة‬
‫إحصائيات القطاع‪.‬‬
‫‪ 3-1‬خصائص املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ :‬تتميز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‬
‫بعدة خصائص أهمها‪:‬‬
‫‪ 1-3-1‬انخفاض مستويات معامل رأس املال‪/‬العمل‪ :‬حيث تتخصص املشروعات الصغيرة عادة في‬
‫عدد محدود من عمليات التصنيع مما ينتج عنها استخدام تكنولوجيا أقل كثافة رأسمالية‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫انخفاض مستويات معامل رأس املال‪/‬العمل‪ ،‬وينتج عن هذا قدرة إضافية على استيعاب فائض العمالة‪( .‬عبد‬
‫املطلب عبد املجيد‪ ،2009 ،‬ص ‪)40‬‬

‫‪43‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫‪ 2-3-1‬أنماط امللكية‪ :‬تساعد هذه األنماط على استقطاب وابراز الخبرات واملهارات التنظيمية واإلدارية‬
‫في البيئة املحلية وتنميتها‪( .‬عثمان لخلف‪ ،2003 ،‬ص ‪)30‬‬
‫‪ 3-3-1‬الفعالية والكفاءة‪ :‬تتجلى فعالية وكفاءة هذه املؤسسات في قدرتها على تحقيق األهداف‬
‫االقتصادية واالجتماعية ملالكيها واشباع رغبات واحتياجات الزبائن بشكل كبير‪( .‬رابح خوني‪ ،‬حساني رقية‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪)45‬‬
‫‪ 4-3-1‬العالقة مع الزبائن‪ :‬تجمع عالقة شخصية بين املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وزبائنها‪ ،‬مما‬
‫يخلق نوعا ما من األلفة بين الزبون ومالك أو مالك املؤسسة وهذا ما يؤدي إلى اكتسابها ميزة املعرفة التفصيلية‬
‫للزبائن والسوق نظرا لهذا العالقة الشخصية‪ ،‬ومحدودية سوق املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪( .‬رابح خوني‪،‬‬
‫حساني رقية‪ ،2006 ،‬ص ص ‪)42-41‬‬
‫‪ 5-3-1‬كثافة العمل‪ :‬تستخدم هذه املؤسسات تقنيات بسيطة تعتمد على كثافة تشغيل عنصر العمل‬
‫ومهارته خاصة في القطاع الصناعي‪ ،‬لذلك يتم الربط بين التوسع فيها وترشيد فرص العمل بتكلفة مناسبة‪،‬‬
‫حيث يعتمد قطاع هذه املؤسسات على العمالة كأحد أهم العناصر االنتاجية‪( .‬عثمان لخلف‪ ،2003 ،‬ص ‪)31‬‬
‫باإلضافة إلى الخصائص السابقة هناك خصائص أخرى أهمها‪( :‬محمد زيدان‪ ،2002 ،‬ص ص ‪)26-25‬‬
‫حرية اختيار النشاط الذي يسمح بالكشف عن القدرات الذاتية وترقية املبادرات الذاتية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وإدماج كل مبادرات في اإلبداع؛‬
‫القدرة على االندماج في النسيج االقتصادي من خالل تعدد األنشطة الناتجة عن تعدد‬ ‫‪-‬‬
‫املؤسسات املستخدمة‪ ،‬وكذلك من خالل إمكانية استحداث مناطق صناعية وحرفية متكاملة؛‬
‫سهولة إنشاء هذه املؤسسات وقلة التكاليف‪ ،‬األمر الذي يسمح بتوفير مناصب شغل كبيرة مع‬ ‫‪-‬‬
‫خلق مداخيل جيدة ترفع من درجة املستوى املعيش ي للفرد؛‬
‫‪ 4-1‬أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬تكمن أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في النقاط‬
‫التالية‪( :‬حدة رايس‪ ،‬فطيمة الزهراء نوي‪ ،2002 ،‬ص ص ‪)6-5‬‬
‫‪ 1-4-1‬استقاللية اإلدارة‪ :‬حيث أن معظم هذه املؤسسات يكون مديرها صاحب املؤسسة ويتخذ جميع‬
‫القرارات دون تدخل أطراف أخرى‪ ،‬كما يمكنه استقطاب وإرضاء العديد من األيدي العاملة والزبائن‪.‬‬
‫‪ 2-4-1‬خلق فرص عمل جديدة‪ :‬فهي قادرة على امتصاص البطالة وخلق فرص عمل جديدة ألنها ال‬
‫تتطلب املهارات الفنية التي تتطلبها املشاريع الكبيرة‪.‬‬
‫‪ 3-4-1‬خدمة املؤسسات الكبيرة وتنميتها‪ :‬حيث تعمل على خفض تكاليف االنتاج وزيادة القيمة‬
‫املضافة وإعداد العمال املهرة واكسابهم الخبرة واملهارة‪ ،‬وانتقالهم للمشاريع الكبيرة ذات األجور املرتفعة‪.‬‬
‫‪ 4-4-1‬ترقية روح املبادرة الفردية والجماعية‪ :‬باستحداث أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية لم تكن‬
‫موجودة من قبل‪ ،‬باإلضافة إلى إحياء أنشطة اقتصادية تم التخلي عنها كالصناعات التقليدية‪.‬‬
‫‪ 5-4-1‬الكفاءة االقتصادية‪ :‬بفضل بساطة التكوين والهيكل التنظيمي لهذه املؤسسات فهي قادرة على‬
‫تقديم الخدمات املتميزة وتوصيل منتجاتها للمستهلكين بشكل أفضل من منافسيها الكبار‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫‪ 6-4-1‬الفعالية في التسيير‪ :‬تستطيع هذه املؤسسات أن تستغل بشكل جيد االتصاالت غير الرسمية‬
‫وذلك لسهولة هيكلها التنظيمي‪ ،‬كما يمكنها اتخاذ القرارات السليمة وذلك لتوفر املعلومات وسرعة وصولها‬
‫والفعالية في استخدامها‪.‬‬
‫‪ 5-1‬أنواع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬تصنف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى عدة معايير‬
‫هي‪( :‬محمد هيكل‪ ،2003 ،‬ص ص ‪)22-21‬‬
‫‪ 1-5-1‬حسب معيارالنشاط‪ :‬تقسم املؤسسات حسب هذا املعيار إلى‪:‬‬
‫املؤسسات االنتاجية‪ :‬هي نوعان‪ :‬املؤسسات التي تنتج سلعا استهالكية مثل الصناعات الصغيرة‬ ‫‪-‬‬
‫واليدوية‪ ،‬واملؤسسات التي تنتج سلعا انتاجية ألجزاء تساهم في انتاج سلع أخرى‪.‬‬
‫املؤسسات الخدمية‪ :‬فهي تقدم خدمات لزبائنها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املؤسسات التجارية‪ :‬فهي تقوم بشراء سلعة ثم إعادة بيعها أو تعبئتها وتغليفها ثم بيعها‪ ،‬وذلك‬ ‫‪-‬‬
‫من أجل الحصول على الربح‪.‬‬
‫‪ 2-5-1‬حسب الشكل القانوني‪ :‬تقسم إلى‪:‬‬
‫مؤسسات فردية‪ :‬حيث أن صاحب املؤسسة هو املدير ويتحمل جميع املسؤولية‪ ،‬وتكون أمالكه‬ ‫‪-‬‬
‫ضمانة لتعهداته التجارية‪.‬‬
‫مؤسسات األشخاص‪ :‬يقسم هذا النوع إلى ثالثة أنواع هي‪ :‬شركة التضامن‪ ،‬شركة التوصية‬ ‫‪-‬‬
‫البسيطة‪ ،‬شركة املقاصة‪.‬‬
‫‪ 6-1‬عوامل نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬يرجع نجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إلى‬
‫عدة عوامل أهمها‪( :‬توفيق عبد الرحيم يوسف‪ ،2009 ،‬ص ص ‪)64-63‬‬
‫‪ 1-6-1‬تحديد الهدف‪ :‬حيث يتم تحديد العمل حت يحقق املشروع النجاح األكبر‪ ،‬كما يجب أن يأخذ‬
‫صاحبه أو اإلدارة الناجحة بالهدف األسم وهو تلبية حاجات الناس‪ ،‬مما يؤدي إلى تحديد كافة األهداف‬
‫والطرق األخرى لنجاح املشروع‪.‬‬
‫‪ 2-6-1‬التخطيط‪ :‬حيث يجب إحالل السلع املناسبة في مكان مناسب وفي الوقت املناسب‪ ،‬الجودة‬
‫املناسبة وبالسعر املناسب‪ ،‬وهذا يمثل الهدف املحدد للعمل التجاري‪.‬‬
‫‪ 3-6-1‬الرقابة‪ :‬حيث ال يمكن االستغناء عنه‪ ،‬فهي تشمل الرقابة املالية‪ ،‬الرقابة على املخزون‪ ،‬والرقابة‬
‫على االنتاج‪ ،‬وذلك باستخدام كافة األدوات الرقابية الجيدة‪ ،‬مما يؤدي إلى معرفة الجوانب السلبية وتقديم‬
‫العالج والحلول لها‪.‬‬
‫‪ 4-6-1‬معرفة حجم رأس املال املناسب للتمويل والحصول عليه من مصادره املناسبة‪ ،‬وذلك بعد تحديد‬
‫تكاليف الحصول عليه من تلك املصادر وبأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬
‫‪ 5-6-1‬اختيار املوقع الجيد إلنشاء املشروع‪ ،‬ويتم ذلك بعد دراسة شاملة ملزايا املوقع ومستواه‪.‬‬

‫‪45‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫‪ 6-6-1‬تحديد السلعة والخدمة املطلوبة‪ ،‬وذلك بعد دراسة السوق واملستهلك وما هي أهم السلع التي‬
‫يرغب بها املستهلك‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة أوضاعه االقتصادية‪.‬‬
‫‪ 7-6-1‬القدرة على اكتساب ثقة اآلخرين (املتعاملين) من خالل تقديم السلعة املناسبة بالوقت املناسب‬
‫والسعر املناسب‪ ،‬وبجودة مناسبة‪.‬‬
‫‪ 8-6-1‬املوازنة بين التدفقات النقدية وتحديد مصادره األساسية‪ ،‬حيث يساعد على الحفاظ وتوفير‬
‫السيولة املناسبة التي تجنبه الوقوع في أزمات مالية‪.‬‬
‫‪ 7-1‬عوامل فشل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬تختلف أسباب فشل هذه املؤسسات من‬
‫مؤسسة إلى أخرى‪ ،‬ومن أهم عوامل فشلها العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ 1-7-1‬عدم كفاءة اإلدارة‪ :‬حيث تعتبر عدم توفر الخبرة الكافية وعدم القدرة على اتخاذ القرار من‬
‫املشاكل األساسية في فشل املؤسسة‪.‬‬
‫‪ 2-7-1‬سوء اإلدارة املالية‪ :‬اإلدارة القوية هي مفتاح النجاح في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬واملدير‬
‫الفعال هو الذي يدرك أن العمل الناجح يتطلب السيطرة املالية املناسبة‪.‬‬
‫‪ 3-7-1‬التدفق النقدي‪ :‬أي عدم املوازنة بين املدفوعات واملداخيل‪ ،‬خاصة في أوقات الحاجة إلى‬
‫السيولة النقدية‪.‬‬
‫‪ 4-7-1‬القدرة الضعيفة على املنافسة‪ :‬تعني عدم القدرة على مواجهة املنافسين نظرا لإلمكانيات‬
‫املحدودة أو عدم اختيار املوقع املالئم واملوجود في منطقة معينة رغم انخفاض حجم املبيعات‪.‬‬
‫‪ 5-7-1‬االفتقار إلى التخطيط االستراتيجي‪ :‬حيث أن أصحاب هذه املؤسسات يهملون التخطيط‬
‫االستراتيجي العتقادهم بعدم ضرورته للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬إذ أن عدم وجود التخطيط االستراتيجي‬
‫يؤدي إلى فشل املؤسسة في البقاء واالستمرار‪.‬‬
‫‪ 6-7-1‬عدم توفر املساعدات الفنية املقدمة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬خاصة في مجال‬
‫اكتساب مهارات العمل‪.‬‬
‫‪ 8-1‬دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنمية النشاط االقتصادي‪ :‬يتمثل دوره في العناصر‬
‫التالية‪( :‬قعيد إبراهيم‪ ،2009 ،‬ص ‪)29‬‬
‫‪ 1-8-1‬دورها في تنمية الطلب على السلع االستهالكية‪ :‬إذ أن له دور أساس ي في تطوير االستهالك النهائي‪،‬‬
‫وذلك أن هذه الصناعات تتطلب تكنولوجيا عالية أو إمكانيات مادية كبيرة مما يساعد على تطوير هذه‬
‫الصناعات‪ ،‬وبالتالي تلبية الطلب املحلي الوطني على مختلف السلع واملنتجات االستهالكية الضرورية املتزايدة‪،‬‬
‫كما تحاول هذه املؤسسات تغطية الجزء األكبر من السوق املحلي للمنتجات االستهالكية النهائية خاصة‬
‫الغذائية منها‪.‬‬
‫‪ 2-8-1‬دورها في ترقية املنتج املحلي ومنافسة املنتج األجنبي‪ :‬تنحصر جهود هذه املؤسسات في أنشطة‬
‫صناعية محدودة كالصناعات الغذائية‪ ،‬النسيج والجلود‪ ،‬ولذلك يجب دعم توسيع استثمارها في مختلف فروع‬
‫النشاط االقتصادي والصناعي أمام املنافسة الدولية لتحسين تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪،‬‬
‫ولتحسين عملية اإلنتاج وفق املواصفات واملقاييس الدولية من أجل حماية املنتج الوطني‪.‬‬

‫‪46‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫‪ 3-8-1‬املساهمة في تحقيق التكامل الصناعي بين املؤسسات‪ :‬يعتبر التكامل بين املؤسسات من‬
‫املقومات األساسية للهيكل الصناعي وقوة لتنمية ودفع الصناعة إلى األمام‪ ،‬فاملؤسسات الكبيرة تسود في‬
‫النشاطات ذات الكثافة الرأسمالية العالية‪ ،‬بينما املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تسود النشاطات التي تظهر‬
‫فيها أهمية وفرات الحجم ألسباب تتعلق بطبيعة املنتج ذاته أو لطبيعة العملية اإلنتاجية أو ألسباب ضيق‬
‫السوق الكلية السلعية‪.‬‬
‫مفاهيم أساسية حول حاضنات األعمال‬ ‫‪-2‬‬
‫باعتبار حاضنات األعمال هي إحدى اآلليات التي تعمل على دعم ومساعدة املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة وتدفعها للتقدم والتطور‪.‬‬
‫‪ 1-2‬نشأة حاضنات األعمال‪ :‬يرجع تاريخها إلى أول مشروع تمت إقامته في مركز التصنيع املعروف‬
‫باسم ‪ Batavia‬في والية نيويورك بالواليات املتحدة األمريكية سنة ‪ ،1959‬عندما قامت عائلة بتحويل مقر‬
‫مؤسستها التي توقفت عن العمل إلى مركز لألعمال‪ ،‬ويتم تأجير وحداته لألفراد الراغبين في إقامة مشروع مع‬
‫توفير النصائح واالستشارات لهم‪ ،‬والقت هذه الفكرة نجاحا كبيرا خاصة وأن هذا املكان كان يقع في منطقة‬
‫أعمال وقريب من البنوك ومناطق التسويق‪ ،‬وتحولت الفكرة إلى ما يسم بالحاضنة‪(.‬ليث عبد هللا القهيوي‪،‬‬
‫بالل محمود الوادي‪ ،2012 ،‬ص ‪)122‬‬
‫وفكرة الحاضنة مستوحاة من الحاضنة التي يتم وضع األطفال غير املكتلين فيها فور والدتهم من أجل‬
‫تخطي الصعوبات والظروف الخاصة بهم‪ ،‬وبدأت الفكرة تتطور شيئا فشيئا حت أصبح عدد الحاضنات في‬
‫الواليات املتحدة األمريكية ‪ 550‬في نهاية سنة ‪ 1997‬م‪( .‬أحمد بن قطاف‪ ،2007 ،‬ص ‪)119‬‬
‫والشكل رقم ‪ 1‬يوضح نشأة وتاريخ حاضنات األعمال وتطورها‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)01‬تاريخ حاضنات األعمال‬


‫تجمعات الشركات‬

‫سنة‬ ‫تجمعات األعمال‬


‫تجمعات صناعية‬
‫‪1970‬‬
‫فكرة حاضنات‬
‫سنة‬ ‫تجمعات‬
‫الحدائق العلمية‬
‫‪1982‬‬
‫حاضنات األعمال متعددة‬
‫األغراض‬
‫حاضنات األعمال املتخصصة‬

‫سنة‬ ‫حاضنات مفتوحة بال‬ ‫حاضنات مشروعات‬ ‫حاضنات أعمال‬


‫‪1990‬‬ ‫حدود‬ ‫تكنولوجية‬ ‫نوعية‬
‫املصدر‪ :‬عاطف الشبراوي إبراهيم‪ :‬حاضنات األعمال مفاهيم ميدانية وتجارب عاملية‪ ،‬منشورات املنظمة اإلسالمية للتربية والعلوم‬
‫الثقافية ايسيك‪ ،‬الرباط‪ ،‬املغرب‪ ،2003 ،‬ص ‪12‬‬

‫‪ 2-2‬تعريف حاضنات األعمال‪ :‬هناك عدة تعاريف جاءت لتوضيح مفهوم الحاضنات نذكر أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬التعريف األول‪ :‬هي بناء مؤسساتي حكومي أو خاص يمارس مجموعة من األنشطة التي تستهدف‬
‫تقديم املشورة والنصح‪ ،‬واملساعدات املالية واإلدارية والفنية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة سواء في املراحل‬
‫األولى لبدء النشاط أو أثناء ممارسته‪ ،‬كما توفر هذه الحاضنات فرص للشراكة في الخدمات املكتبية والتجهيزات‬
‫واآلالت ونقل التقنيات وغيرها‪( .‬محمد صالح الحناوي‪ ،‬وآخرون‪ ،2001 ،‬ص ‪)26‬‬
‫‪ -‬التعريف الثاني‪ :‬هي مؤسسة كبيرة تسعى إلى توفير الجو املالئم للمشاريع الصغيرة لضمان نجاحها أو‬
‫لتجاوز مرحلة االنطالق لتدفعها تدريجيا لتصبح مؤهلة وقادرة على النمو‪( .‬خالد رجم‪ ،‬دادان عبد الغني‪،2012 ،‬‬
‫ص ‪)02‬‬
‫من خالل هذه التعاريف نستنتج أن حاضنات األعمال هي عبارة عن مؤسسة أو إطار متكامل من‬
‫الخدمات تعمل على مساعدة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من أجل تجاوز تكاليف مرحلة االنطالق من خالل‬
‫تقديم مختلف املساعدات إلدارتها وتنميتها وتطويرها‪ ،‬ودفعها للنمو‪ ،‬واالستمرار إلى غاية الوصول ملرحلة النضج‬
‫واالستقرار لتخرج بعد ذلك من الحاضنة تاركة املجال ملؤسسات أخرى بحاجة إلى الدعم‪.‬‬

‫‪48‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫مما سبق نستنتج أن حاضنات األعمال تتميز بالخصائص التالية‪( :‬عماري جمعي‪ ،2011 ،‬ص ‪)78‬‬
‫‪ -‬تدعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل تقديم مجموعة متكاملة من آليات الدعم؛‬
‫‪ -‬قد يكون لها مقر مادي وقد تكون افتراضية‪ ،‬تقدم الدعم والخدمات من خالل شبكة االنترنت؛‬
‫‪ -‬قد تكون مستقلة أو تابعة ملؤسسة أو جهة تتلقى منها الدعم؛‬
‫‪ -‬تهدف إلى دعم املشروعات الصغيرة السيما التي تنطوي على قدر من اإلبداع والتطور التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ 3-2‬أهمية حاضنات األعمال‪ :‬تكمن أهمية حاضنات األعمال في النقاط التالية‪(:‬خالد رجم‪ ،‬دادان عبد‬
‫الغني‪ ،2012 ،‬ص ‪)03‬‬
‫‪ -‬تقديم املشورة العلمية ودراسات الجدوى للمشروعات الصغيرة واملتوسطة الناشئة؛‬
‫‪ -‬ربط املشروعات الناشئة واملبتكرة بالقطاعات اإلنتاجية وحركية السوق ومتطلباته؛‬
‫‪ -‬مساعدة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على مواجهة الصعوبات اإلدارية واملالية والفنية‬
‫والتسويقية التي عادة ما تواجه مرحلة التأسيس؛‬
‫‪ -‬تحويل البحوث والدراسات إلى مشاريع حقيقية ومنتجات يمكن تسويقها؛‬
‫‪ -‬إعطاء الفرص للمشاريع الصغيرة الجديدة للنجاح بتوفير البيئة املالئمة لنشأتها وحمايتها؛‬
‫‪ -‬تقديم مشاريع قوية للمجتمع في املستقبل قادرة على االستمرار والتطور‪.‬‬
‫‪ 4-2‬أهداف حاضنات األعمال‪ :‬تسعى حاضنات األعمال إلى تحقيق مجموعة من األهداف أهمها‪(:‬ريحان‬
‫الشريف‪ ،‬ريم بو نوالة‪ ،2012 ،‬ص ‪)06‬‬
‫‪ -‬تقليل تكاليف بدء النشاط‪ ،‬وتقليل الفترة الزمنية لتنمية نشاط املشروع وتطوير إنتاجه؛‬
‫‪ -‬تجنب األخطار وتقليل ازدواجية الجهود مما يؤدي إلى ضعف التكاليف؛‬
‫‪ -‬تشجيع الفئات التي ال تمتلك الخبرات الكافية إلقامة املؤسسات؛‬
‫‪ -‬خلق جيل جديد من شباب رجال األعمال‪ ،‬وإمدادهم بكل ما يؤهلهم للتفوق والنجاح في مشروعاتهم‬
‫حت يعملوا بدورهم على توفير املزيد من فرص العمل بعد تخرجهم من الحاضنة؛‬
‫‪ -‬املساهمة في توطين التكنولوجيا املستوردة واملساعدة في نقل التكنولوجيا من الدول املتطورة‬
‫تكنولوجيا‪ ،‬وتعزيز استخدامها وتطبيقها في املجتمع املحلي بما يخدم عملية البناء االقتصادي‪.‬‬
‫‪ 5-2‬أنواع حاضنات األعمال‪ :‬هناك العديد من التصنيفات ألنواع الحاضنات‪ ،‬وذلك حسب الهدف الذي‬
‫أنشئت من أجله‪ ،‬ومن أهم هذه األنواع ما يلي‪( :‬نبيل محمد شبلي‪ ،2004 ،‬ص ص ‪)124-12‬‬
‫الحاضنة اإلقليمية‪ :‬هي التي تخدم منطقة جغرافية معينة بهدف تنميتها‪ ،‬وتعمل على‬ ‫‪1-5-2‬‬
‫استخدام املوارد املحلية من الخدمات واستثمار الطاقات الشبابية العاطلة في هذه املنطقة‪.‬‬

‫‪49‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫الحاضنة الدولية‪ :‬تركز على التعاون الدولي املالي والتكنولوجي بهدف تأهيل املؤسسات‬ ‫‪2-5-2‬‬
‫القومية من خالل املؤسسات الدولية‪ ،‬وتطويرها ودفعها للتوسع واالتجاه إلى األسواق الخارجية‪.‬‬
‫الحاضنة الصناعية‪ :‬تقام داخل منطقة صناعية معينة بعد تحديد احتياجات هذه‬ ‫‪3-5-2‬‬
‫املنطقة من الصناعات والخدمات املساندة‪ ،‬حيث يتم تبادل املنافع بين املصانع الكبيرة واملشروعات الصغيرة‬
‫املنتسبة للحاضنة‪.‬‬
‫حاضنة القطاع املحدد‪ :‬تعمل على خدمة قطاع أو نشاط محدد مثل البرمجيات أو‬ ‫‪4-5-2‬‬
‫الصناعات الهندسية‪ ،‬وتدار بواسطة خبراء متخصصين بالنشاط املراد التركيز عليه‪.‬‬
‫الحاضنة التقنية‪ :‬تهدف إلى استثمار تصميمات متقدمة ملنتجات جديدة مع امتالكها‬ ‫‪5-5-2‬‬
‫ملعدات وأجهزة متطورة‪ ،‬وكذا االستفادة من األبحاث العلمية واالبتكارات وتحويلها إلى مشروعات ناجحة‪.‬‬
‫الحاضنة البحثية‪ :‬عادة ما تكون داخل جامعة أو مراكز أبحاث‪ ،‬تعمل على تطوير األفكار‬ ‫‪6-5-2‬‬
‫واألبحاث وتصميمات أعضاء هيئة التدريس‪.‬‬
‫حاضنة االنترنت‪ :‬هي مؤسسة تساعد مؤسسات االنترنت والبرمجيات الناشئة على النمو‬ ‫‪7-5-2‬‬
‫حت الوصول إلى مرحلة النضج‪.‬‬
‫‪ 6-2‬عوامل نجاح حاضنات األعمال‪ :‬ينبغي توفر مجموعة من الشروط لنجاح نظام الحاضنات‬
‫أهمها‪(:‬محمد هيكل‪ ،2009 ،‬ص ‪)196‬‬
‫‪ -‬تحديد نوعية املؤسسات التي سيتم استضافتها في الحاضنة‪ ،‬وهنا يتطلب األمر تحديد معايير القبول‬
‫سواء كانت معايير مالية أو معايير فنية؛‬
‫‪ -‬اختيار وتحديد نوع الخدمات اإلدارية التي سيتم تقديمها بواسطة العاملين في الحاضنة نفسها‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى الخدمات التي يمكن الحصول عليها من بعض الجهات الخارجية؛‬
‫‪ -‬توفير مصادر التمويل للمؤسسة الجديدة‪ ،‬أو توفير االتصال مع مصادر التمويل حيث يمثل ذلك‬
‫عنصرا من أهم العناصر التي تهتم بها املؤسسات الناشئة التي تحتاج عادة إلى تدبير أموال إضافية؛‬
‫‪ -‬تنمية ظروف بيئة مناسبة لتنمية وتطوير املؤسسات‪ ،‬حيث أن الحاضنة ليست مجرد مكان‬
‫لالستضافة وإنما تعتبر تنظيما يسمح باكتساب الخبرات وتبادل املنافع بين املؤسسات الناشئة‪.‬‬
‫‪ 7-2‬معوقات نجاح حاضنات األعمال‪ :‬رغم أهمية الدور الذي تؤديه حاضنات األعمال إال أنه توجد‬
‫العديد من القيود التي تعيق فعاليتها ودورها‪ ،‬ومن بين هذه املعوقات العناصر التالية‪(:‬فوزي عبد الرزاق‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ص ‪)195-194‬‬
‫‪ -‬قلة النصوص التشريعية والقانونية املسهلة لنشاط االبتكار واالختراع والبحث والتطوير؛‬
‫‪ -‬ضعف مستوى العالقة بين الجامعة واملؤسسات الصناعية؛‬
‫‪ -‬نقص الكفاءة العلمية والتكنولوجية ذات التأهيل العالي‪ ،‬وهجرة األدمغة نحو الخارج؛‬

‫‪50‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫‪ -‬انعدام الهيئات املساعدة واملدعمة ماليا لنشاطي اإلبداع واالبتكار‪ ،‬باإلضافة إلى انعدام محيط مالي‬
‫ديناميكي مشجع للبحث والتطوير واالبتكار؛‬
‫‪ -‬ضعف ميزانيات البحث والتطوير واالبتكار داخل املؤسسات الصناعية والدول؛‬
‫‪ -‬غياب التنسيق والتعاون بين املشاريع الصناعية املتشابهة في مجال صناعي واحد‪.‬‬
‫‪ 8-2‬آلية عمل حاضنات األعمال‪ :‬تعتمد حاضنات األعمال في اختيارها للمؤسسات الناشئة على عدة‬
‫معايير وشروط تضعها بدقة وعناية حت ال تختار مؤسسة تكون غير قادرة على التطور والنجاح‪ ،‬مما قد يسبب‬
‫لها الكثير من املشاكل‪.‬‬
‫شروط ومعايير اختيار املؤسسات املحتضنة‪ :‬يمكن حصر أهم املعايير التي يجب أن‬ ‫‪1-8-2‬‬
‫تتوفر في املؤسسات التي ترغب الحاضنة في احتضانها فيما يلي‪(:‬عاطف الشبراوي إبراهيم‪ ،2003 ،‬ص ‪)56‬‬
‫‪ -‬أن تمتلك املؤسسات أفكارا جديدة وجيدة وتنمو بسرعة‪ ،‬وتكون بحاجة فعال لالحتضان؛‬
‫‪ -‬املؤسسات القائمة على االبتكارات واملبادرات التكنولوجية‪ ،‬وكذا استخدام التقنيات الحديثة وإنتاج‬
‫منتوجات عالية الجودة؛‬
‫‪ -‬واقعية وقابلية خطة العمل للتحقق والوصول إلى التمويل؛‬
‫‪ -‬املشروعات التي تحقق املكاسب وتكون ذات مهارات إدارية جديدة‪ ،‬وتسمح بخلق وتنمية املهارات‬
‫الفنية املتخصصة؛‬
‫‪ -‬جودة فريق إدارة املؤسسة وتميزه بالرغبة في اإلنجاز؛‬
‫‪ -‬املشروعات التي ترغب في التحول من مشروعات حرفية إلى صناعات متطورة من خالل ادخال وسائل‬
‫اإلنتاج املتطورة؛‬
‫‪ -‬اإلضافات واالختالفات الصناعية مع املنتجات املوجودة في األسواق؛‬
‫‪ -‬أن يكون املشروع يخدم املجتمع الذي يتم انشائه فيه ويوفر اليد العاملة‪.‬‬
‫مراحل احتضان املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬تمر عملية تدخل حاضنات األعمال في‬ ‫‪2-8-2‬‬
‫دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة باملراحل التالية‪(:‬بريش السعيد‪ ،‬طيب سارة‪ ،2012 ،‬ص ‪)10‬‬
‫مرحلة ما قبل االحتضان (مرحلة املقابلة األولى)‪ :‬يتعين على أصحاب املشروعات إعداد‬ ‫‪1-2-8-2‬‬
‫دراسة للتعريف بالجدوى االقتصادية والفنية والتسويقية للمشروع‪ ،‬ثم بعد ذلك يلتقي مدير الحاضنة‬
‫بأصحاب املشاريع الناشئة قصد التعرف على جديتهم ومدى استيفائهم ملعايير االحتضان‪ ،‬وكذا مناقشة مختلف‬
‫عناصر دراسة الجدوى االقتصادية‪.‬‬
‫مرحلة إعداد خطة املشروع‪ :‬يتم في هذه املرحلة وضع خطة للمشروع املجمع على تنفيذه‬ ‫‪2-2-8-2‬‬
‫في إطار الحاضنة من قبل مسؤوله‪.‬‬

‫‪51‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫مرحلة انضمام املؤسسة الناشئة للحاضنة والبدء في تنفيذ املشروع (مرحلة‬ ‫‪3-2-8-2‬‬
‫االحتضان)‪ :‬عند االنتهاء من تأسيس املشروع يتم إبرام عقد االنضمام للحاضنة‪ ،‬وبموجب هذا العقد يستفيد‬
‫املشروع من مكان ممارسة نشاطه الذي يتحدد تبعا لنوع النشاط املمارس وحجمه‪ ،‬وهو يتوفر على مستلزمات‬
‫ممارسة النشاط مثل‪ :‬املكاتب‪ ،‬التجهيزات‪ ،‬باإلضافة إلى توفر خدمات الدعم الخاصة بالتنظيف والصيانة‬
‫واألمن‪ ،‬كل ذلك مقابل مساهمة مالية معقولة من طرف املؤسسة الناشئة‪.‬‬
‫مرحلة العمل والتطور‪ :‬هي من أهم املراحل في حياة املؤسسة الناشئة‪ ،‬إذ تباشر فيها‬ ‫‪4-2-8-2‬‬
‫املؤسسة عملها بمساعدة الحاضنة خالل فترة االحتضان التي عادة ما تتراوح مدة االحتضان بين شهرين وستة‬
‫أشهر كحد أقى ‪ ،‬حيث تقدم الحاضنة خالل هذه املرحلة مجموعة متكاملة من الخدمات املتنوعة التي تتالءم‬
‫مع احتياجات املؤسسة املحتضنة وتطلعاتها املستقبلية‪.‬‬
‫مرحلة التخرج من الحاضنة‪ :‬تتميز هذه املرحلة بسعي املؤسسة لالستعداد ملواجهة‬ ‫‪5-2-8-2‬‬
‫التحديات االقتصادية الجديدة‪ ،‬والتوجه نحو اقتصاد السوق من خالل إعادة النظر في سياساتها وإداراتها‪،‬‬
‫ولهذا كان البد من تدخل الحاضنة ملساعدة هذه املؤسسات على رفع أدائها وفق منظور معاصر لتعزيز قدرتها‬
‫على التماسك والتوسع وضمان استمراريتها‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬متابعة أداء املؤسسات املتخرجة للتأكد من سير عملها وفق االتجاه املخطط‪ ،‬والتأكد من عدم‬
‫تعرضها ألي مشكل يعيق نموها مع ضرورة التركيز على جانبين أساسيين في عملية املتابعة وهما‪ :‬الجانب الفني‬
‫واملالي؛‬
‫‪ -‬تقييم أداء هذه املؤسسات من خالل تحليل النتائج النهائية للعمل‪ ،‬وتقدير مدى تعارضها مع‬
‫األهداف املطلوبة في مختلف الجوانب اإلدارية واملالية‪ ،‬اإلنتاجية والتسويقية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدراسة امليدانية‬
‫إن النجاح الذي حققته حاضنات األعمال في مجال دعمها للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في مختلف‬
‫الدول التي تبنت هذه اآللية‪ ،‬دفع بالجزائر إلى تبني هذا املفهوم ملحاولة زيادة وتوفير مناصب الشغل والوصول‬
‫بمستوى كفاءة املؤسسات الدولية وذلك من أجل دفع عجلة التنمية‪ ،‬ولهذا فقد قامت بوضع األثر القانونية‬
‫والتشريعية والتنظيمية الالزمة إلنشاء حاضنات األعمال في شكل مراكز تسهيل ومشاتل‪.‬‬
‫‪ -1‬نشأة حاضنات األعمال في الجزائر‪:‬‬
‫تعتبر التجربة الجزائرية حديثة العهد في مجال حاضنات األعمال إلى غاية صدور القانون التوجيهي لسنة‬
‫‪ 2001‬الذي يتضمن رسم الخطوط الواجب وضعها وتنفيذها لتحسين قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪،‬‬
‫والعمل على ترقيته من خالل إنشاء وكاالت وصناديق ومراكز تسهيل تؤسس لهذا الغرض‪ ،‬ليتم بعد ذلك إصدار‬
‫املرسوم التنفيذي رقم ‪ 03‬املؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2003‬املتضمن القانون األساس ي ملشاتل املؤسسات‪ ،‬ونفس‬
‫املرسوم متضمن القانون األساس ي ملراكز التسهيل وذلك من أجل التعريف بحاضنات األعمال وأنواعها والهيئات‬
‫العامة واملؤسسات التي تديرها‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإن املشرع الجزائري أخذ بمفهوم مشاتل املؤسسات ومراكز‬
‫التسهيل‪ ،‬في حين تقتصر املحضنة كشكل من أشكال املشاتل على دعم ومساعدة املشاريع القائمة على تقديم‬
‫الخدمات فقط‪(.‬أحمد بن قطاف‪ ،2016 ،‬ص ‪)150‬‬

‫‪52‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫‪ -2‬تعريف املشاتل‪ :‬حسب املرسوم التنفيذي رقم ‪ 78/03‬املؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2003‬املتضمن القانون‬
‫األساس ي ملشاتل املؤسسات بأنها عبارة عن مؤسسات عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتمتع بالشخصية‬
‫املعنوية واالستقاللية املالية‪(.‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪)2003،‬‬
‫تأخذ املشاتل إحدى األشكال التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬املحضنة‪ :‬هي هيكل دعم يتكفل بحاملي املشاريع في قطاع الخدمات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ورشة الربط‪ :‬هي هيكل دعم يتكفل بحاملي املشاريع في قطاع الصناعة الصغيرة واملهن الحرفية‪.‬‬
‫ج‪ -‬نزل املؤسسات‪ :‬هي هيكل دعم يتكفل بحاملي املشاريع املنتمين إلى ميدان البحث‪.‬‬
‫كما تهدف هذه املشاتل إلى مساعدة ودعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل النقاط‬
‫التالية‪(:‬خالد رجم‪ ،‬دادان عبد الغني‪ ،2012 ،‬ص ص ‪)12‬‬
‫‪ -‬تطوير التعاون مع املحيط املؤسساتي؛‬
‫‪ -‬املشاركة في الحركة االقتصادية‪ ،‬من خالل تشجيع االبتكار وتقديم الدعم للمؤسسات الجديدة؛‬
‫‪ -‬ضمان ديمومة املؤسسات املرافقة‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف مراكز التسهيل‪ :‬هي عبارة عن مؤسسات عمومية ذات طابع تجاري وصناعي‪ ،‬تعمل على دعم‬
‫وتسهيل إنشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ .‬وتسعى هذه املراكز إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وضع برنامج يتكيف مع احتياجات منشئي املؤسسات واملقاولين؛‬
‫‪ -‬تطوير ثقافة التقاول‪ ،‬وتقليص أجال إنشاء املؤسسات وتوسيعها؛‬
‫‪ -‬تشجيع تطوير التكنولوجيات لدى أصحاب املشاريع؛‬
‫‪ -‬تشجيع تطوير النسيج االقتصادي املحلي‪ ،‬وتثمين الكفاءات البشرية وعقلية استعمال املوارد املالية؛‬
‫‪ -‬مرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة لالندماج في االقتصاد الدولي‪.‬‬
‫‪ -4‬الخدمات املقدمة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬تقوم حاضنات األعمال بتقديم الخدمات‬
‫التالية عند انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪:‬‬
‫‪ 1-4‬الخدمات التي تقدمها املشاتل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬تقوم املشاتل بتقديم الخدمات‬
‫لهذه املؤسسات من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬استقبال واحتضان ومرافقة املشاريع الحديثة؛‬
‫‪ -‬عملية التسيير واالنجاز للمؤسسات الجديدة؛‬
‫‪ -‬إعداد مخطط توجيه ملختلف القطاعات التي تحتضنها املشتلة؛‬
‫‪ -‬دراسة واقتراح وسائل وأدوات ترقية املؤسسات الجديدة وإقامتها؛‬

‫‪53‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫‪ -‬مساعدة املؤسسات على تجاوز الصعوبات والعراقيل‪ ،‬وتوفير التجهيزات اإلعالمية واملكتبية‪.‬‬
‫‪ 2-4‬الخدمات التي تقدمها مر اكز التسهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ :‬تقوم هذه املراكز بتقديم‬
‫الخدمات للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬توفير املعلومات الخاصة بغرض االستثمار؛‬
‫‪ -‬تقديم املشورة في مجال التسويق‪ ،‬وتسيير املوارد البشرية؛‬
‫‪ -‬دعم القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ -‬مساعدة مسؤولي املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على الحصول على التكنولوجيا الحديثة؛‬
‫‪ -‬املساعدة على االبتكار وتحويل التكنولوجيا من خالل تقديم الدعم الالزم لذلك؛‬
‫‪ -‬مشاركة مسيري املشاريع الجديدة في إعداد مخطط األعمال‪.‬‬
‫‪ -5‬و اقع مراكز ومشاتل التسهيل‪ :‬رغم أن القانون األساس ي ملراكز التسهيل يعود إلى سنة ‪ ،2003‬إال أن‬
‫هذا املخطط عرف تأخرا بسبب عدم استجابة الشركاء األجانب لطلبات الجزائر في مجال إنشاء هذا النوع من‬
‫الهيئات الداعمة‪ ،‬حيث أن أول مركز تسهيل للمؤسسات كان بمدينة وهران سنة ‪ 2007‬الذي ساهم إلى غاية‬
‫‪ 2011‬في تأسيس ‪ 20‬مؤسسة‪ ،‬أما بالنسبة ملدينة عنابة فقد تم إنشاء مشتلة حاضنة عنابة في سنة ‪ 2009‬وذلك‬
‫في إطار اتفاقية تعاون بين وزارات املؤسسات واملكتب األملاني ‪.GTZ‬‬
‫أما بالنسبة للمشتلة فكانت تعاني من نقص املحالت منذ تأسيسها في ‪ 2008‬إلى غاية ‪ ،2010‬حيث أنها‬
‫لم تتمكن إال من مرافقة ‪ 4‬شبان من خريجي الجامعة من مقدمي املشاريع الصناعية والخدمية دون أن تتمكن‬
‫من أن توفر لهم املحالت‪.‬‬
‫‪ -6‬أسباب تأخر انطالق حاضنات األعمال‪ :‬ترجع أسباب تأخر انطالق مشروع حاضنات األعمال في‬
‫الجزائر لألسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تأخر صدور القوانين واملراسيم املنظمة لنشاط حاضنات املؤسسات إلى سنة ‪2003‬؛‬
‫‪ -‬ضعف الوعي السياس ي واالقتصادي بأهمية حاضنات األعمال في تنمية املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة؛‬
‫‪ -‬غموض املفاهيم املتعلقة بحاضنات األعمال خصوصا في إطارها القانوني‪ ،‬حيث نجد أن املشرع‬
‫الجزائري جعل الحاضنة شكال من أشكال مشاتل املؤسسات التي تختص بالقطاع الخدمي؛‬
‫‪ -‬املشاكل والعقبات التي يعاني منها قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر؛‬
‫‪ -‬ضعف التنسيق بين مختلف هيئات التنمية بما في ذلك بين الجامعات ومؤسسات البحث من جهة‬
‫وقطاع اإلنتاج من جهة أخرى‪ ،‬وكذلك فيما بين مؤسسات التمويل واألبحاث واالستشارات؛‬
‫‪ -‬ضعف مشاريع التنمية وروح الريادة‪ ،‬حيث أن املهارات الريادية ال تزال خاملة وغير مستغلة بينما‬
‫ينتشر فكر الريع واالستثمار سريع املردود؛‬

‫‪54‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫‪ -‬مشكل العقار‪ ،‬فالحاضنة كغيرها من املؤسسات تحتاج إلى عقار إلقامتها وفي ظل هذه الوضعية‬
‫للعقار سيحد ذلك من التطور‪.‬‬
‫‪ -7‬شروط نجاح حاضنات األعمال التقنية بالجزائر‪ :‬بما أن تجربة حاضنات األعمال في الجزائر ما‬
‫تزال في بدايتها‪ ،‬فإن نجاح هذه الحاضنات يحتاج إلى تكثيف للجهود واملوارد إلنشاء الحاضنات‪ ،‬لذلك يجب أن‬
‫تأخذ في عين االعتبار العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وجود بحث علمي متحكم في التكنولوجيا بشكل يسمح بتطويعها من أجل تطوير املنتجات والخدمات‬
‫املتوفرة حاليا‪ ،‬والعمل على استحداث خدمات جديدة هذا األمر يقودنا إلى الكالم عن دور الجامعات ومراكز‬
‫البحوث في تطوير البحث العلمي بالجزائر؛‬
‫‪ -‬توفير الجو الذي يسمح بتطوير املبادرة الفردية ودعم املؤسسات الناشئة ماليا وإداريا‪ ،‬وقانونيا‬
‫وتكنولوجيا؛‬
‫‪ -‬تمكين الحاضنات من التمتع بالدعم االفي في مختلف جوانبه بالشكل الذي يسمح لها بأداء الدور‬
‫املطلوب منها؛‬
‫‪ -‬توفير روح اإلبداع واالبتكار‪ ،‬فالتغير التكنولوجي ال يقتصر على ادخال طرق إنتاج جديدة أو منتجات‬
‫جديدة فقط‪ ،‬ولكن يمكن أن يحدث من خالل سلسلة من التحسينات واإلضافات الصغيرة والكبيرة في املنتج أو‬
‫الخدمة املحلية‪ ،‬فالقدرة على التخيل واإلبداع تنتج عن التفاعل بين املجتمع املحيط واملوارد الذاتية للفرد؛‬
‫‪ -‬وضع معايير محددة عند اختيار املؤسسات الحتضانها تتناسب مع الظروف املحلية ومراعاة الجدوى‬
‫االقتصادية‪ ،‬وإمكانات توسعها املستقبلية بما في ذلك زيادة القيمة املضافة املحلية‪ ،‬وكذا تحسين القدرة على‬
‫التصدير وتحقيق فرص أكبر للعمالة ومراعاة الظروف البيئة؛‬
‫‪ -‬البد من الدقة في اختيار املدير املناسب والبد من إعطائه الصالحيات والحرية التي يحتاجها لتأمين‬
‫نجاح الحاضنة واملؤسسات املحتضنة‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد أصبح الدور الذي تلعبه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في التنمية االجتماعية واالقتصادية محط‬
‫االهتمام على النطاق العاملي‪ ،‬الناتجة عن املكاسب العديدة التي يجلبها العمل على تعزيز وتقوية هذا النوع من‬
‫األعمال‪ ،‬وقد برزت أهمية خلق وإنشاء حاضنات األعمال للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة بعدد من املقومات‬
‫التي تساهم بفعالية في توفير البيئة املناسبة لتسهيل عملية إنشائها‪ ،‬ومن ثم يستمر تقديم الرعاية والحماية لها‬
‫حت تصبح لدى املؤسسات املحتضنة القدرة والخبرة الضرورية لضمان استمرارية النجاح في األسواق‪.‬‬
‫هذا ما قد أثبتته التجارب الدولية في مجال حاضنات األعمال التي من بينها التجربة الجزائرية‪ ،‬رغم أنها ما‬
‫زالت في بدايتها ألسباب عديدة عطلت انطالق هذه اآلليات التي منها توفير اإلطارات التي تسمح بإنشاء هذه اآللية‪،‬‬
‫لذلك من الضروري تغيير األنظمة وتوفير الظروف املواتية لقيامها ملحاولة النهوض باالقتصاد وتطويره‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫العدد الثاني‬


‫دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ‪) 57-39‬‬

‫‪ -1‬نتائج البحث‪ :‬لقد توصلنا من خالل هذا البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬حاضنات األعمال هي إحدى املرتكزات األساسية لنمو ونجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ -‬حاضنات األعمال هي آلية من آليات الدعم الفعال التي يجب أن تتبناها الدولة لدعم اقتصادها‬
‫وتطويره؛‬
‫‪ -‬حاضنات األعمال لها دور حيوي في تنمية قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وزيادة قدرته على‬
‫املنافسة في ظل التغيرات الحاصلة؛‬
‫‪ -‬تساهم حاضنات األعمال في توسيع القاعدة االقتصادية من خالل استثمار األفكار الريادية الناجحة‬
‫وتحويلها إلى مشاريع اقتصادية ناجحة؛‬
‫‪ -‬تساهم في توفير مناصب الشغل والتقليل من حدة البطالة باحتضانها للمؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪.‬‬
‫‪ -2‬املقترحات‪ :‬قمنا بتقديم مجموعة من االقتراحات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬تنمية ثقافة العمل الحر لدى الشباب ودفعهم إلنشاء مشاريع ذات أفكار تكنولوجية جديدة‪ ،‬لكي‬
‫تساهم في تطوير االقتصاد الوطني؛‬
‫‪ -‬ضرورة إنشاء حاضنات األعمال بالقرب من الجامعات واملعاهد ومراكز األبحاث لالستفادة منها‪،‬‬
‫واألخذ بالتجارب العاملية في هذا املجال لتحسين قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛‬
‫‪ -‬إقامة ندوات ومؤتمرات ودورات تدريبية لتحسين أداء قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وزيادة‬
‫ثقافة العمل الحر؛‬
‫‪ -‬توفير املوارد البشرية القادرة على إدارة الحاضنة واحتضان األفكار‪ ،‬واالختيار الدقيق للمؤسسات‪،‬‬
‫باإلضافة إلى القدرة على التخطيط الطويل‪.‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬ليث عبد هللا القهيوي‪ ،‬بالل محمود الوادي‪ ،‬املشاريع الريادية الصغيرة واملتوسطة ودورها في عملية التنمية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪( ،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.)2012 ،‬‬
‫‪ .2‬ماجدة العطية‪ ،‬إدارة املشروعات الصغيرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪( ،‬دار املسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.)2004 ،‬‬
‫‪ .3‬محمد هيكل‪ ،‬مهارات إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬الطبعة األولى‪( ،‬مجمعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪.)2003 ،‬‬
‫‪ .4‬محمد صالح الحناوي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬حاضنات األعمال‪ ،‬الطبعة األولى‪( ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.)2001،‬‬
‫‪ .5‬عاطف الشبراوي إبراهيم‪ ،‬حاضنات األعمال مفاهيم ميدانية وتجارب عاملية‪( ،‬منشورات املنظمة اإلسالمية للتربية‬
‫والعلوم الثقافية ايسيك‪ ،‬الرباط‪.)2003 ،‬‬
‫‪ .6‬عامر نصر املنصور‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬إدارة املشروعات الصغيرة‪( ،‬دار حامد للنشر‪ ،‬عمان‪.)2000 ،‬‬
‫‪ .7‬عبد املطلب عبد املجيد‪ ،‬اقتصاديات تمويل املشروعات الصغيرة‪( ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪.)2009 ،‬‬
‫‪ .8‬توفيق عبد الرحيم يوسف‪ ،‬إدارة األعمال التجارية الصغيرة‪( ،‬دار صفاء للطباعة والنشر‪ ،‬عمان‪.)2009 ،‬‬
‫‪ .9‬أحمد بن قطاف‪ ،‬دور برامج احتضان األعمال في دعم وإنشاء املؤسسات الصغيرة‪ ،‬مجلة االقتصاد الجديد‪ ،‬املجلد ‪،01‬‬
‫العدد ‪.2016 ،14‬‬

‫‪56‬‬ ‫للدراسات االقتصادية‬ ‫اآلافا‬


‫‪ .10‬نبيل محمد شبلي‪ ،‬دور حاضنات املشروعات الصغيرة في دعم اإلبداع العربي‪ ،‬مجلة آفاق اقتصادية‪ ،‬العدد ‪.2004 ،97‬‬
‫‪ .11‬أحمد مجدل‪ ،‬إدراك واتجاهات املسؤولين عن املؤسسات الصغيرة واملتوسطة نحو التجارة االلكترونية في الجزائر‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه دولة في علوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2004 ،‬‬
‫‪ .12‬أحمد بن قطاف‪ ،‬أهمية حاضنات األعمال التقنية في دعم وترقية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة املبدعة في الجزائر‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص استراتيجيات السوق في ظل اقتصاد تنافس ي‪ ،2007 ،‬جامعة املسيلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .13‬بريش السعيد‪ ،‬طيب سارة‪ ،‬دور حاضنات األعمال في تطوير ودعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬امللتقى الوطني حول‬
‫استراتيجيات التنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ ،2012 ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .14‬حدة رايس‪ ،‬فطيمة الزهراء نوي‪ ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تطبيق نظام الحوكمة مع اإلشارة إلى حالة‬
‫الجزائر‪ ،‬امللتقى الدولي حول استراتيجية تنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ ،2002 ،‬جامعة قاصدي مرباح‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ .15‬حسين رحيم‪ ،‬ترقية شبكة دعم الصناعات واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر (نظام املحاضن)‪ ،‬امللتقى الوطني‬
‫األول حول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في التنمية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،2002 ،‬جامعة األغواط‪،‬‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪ .16‬محمد زيدان‪ ،‬أساليب تمويل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في مجال الصناعات التقليدية والحرفية‪ ،‬امللتقى الوطني‬
‫حول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ودورها في التنمية‪ ،2002 ،‬األغواط‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .17‬سلم صالحي‪ ،‬تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة للرفع من قدرتها التنافسية – دراسة حالة مؤسسة كومينوكس‪،-‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة املاجستير في علوم التسيير‪ ،‬تخصص إدارة أعمال املدرسة العليا للتجارة‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬
‫‪ .18‬عماري جمعي‪ ،‬استراتيجي التصدير في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم التسيير‪ ،‬تخصص‬
‫تسيير املؤسسات‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ .19‬عثمان لخلف‪ ،‬واقع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وسبل دعمها وتنميتها – دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬أطروحة مقدمة لنيل‬
‫شهادة دكتوراه في علوم االقتصاد‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .20‬رابح خوني‪ ،‬حساني رقية‪ ،‬واقع وآفاق التمويل التأجيري في الجزائر وأهميته كبديل تمويلي لقطاع املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ ،‬امللتقى الدولي حول متطلبات تأهيل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الدول العربية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير‪ ،2006 ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .21‬ريحان الشريف‪ ،‬ريم بو نوالة‪ ،‬حاضنات األعمال كآلية ملرافقة املؤسسات الصغيرة‪ ،‬امللتقى الدولي حول استراتيجيات‬
‫التنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ ،2012 ،‬جامعة عنابة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .22‬قعيد إبراهيم‪ ،‬دور الترويج في إنجاح السياسات التسويقية في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫املاج ستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص تسيير املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .23‬خالد رجم‪ ،‬دادان عبد الغني‪ ،‬عرض مفاهيم عامة حول حاضنات األعمال وتجارب عاملية‪ ،‬مداخلة في املؤتمر العاملي‬
‫الدولي حول االستراتيجيات التنظيم ومرافقة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر‪ ،2012 ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .24‬فوزي عبد الرزاق‪ ،‬إشكالية حاضنات األعمال بين التطوير والتفعيل‪ ،‬املؤتمر السعودي الدولي لجمعيات ومراكز ريادة‬
‫األعمال‪ ،2014 ،‬السعودية‪.‬‬
‫‪ .25‬املادة الرابعة من القانون رقم ‪ 18/01‬املؤرخ في ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2001‬املتضمن القانون التوجيهي لترقية املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.77‬‬
‫‪ .26‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.2003 ،67‬‬

‫‪57‬‬ ‫العدد الثاني‬

You might also like