Professional Documents
Culture Documents
دور حاضنات الأعمال في انشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (حالة الجزائر)
دور حاضنات الأعمال في انشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (حالة الجزائر)
_
:ملخص
تهدف هذه الدراسة إلى توضيح دور حاضنات األعمال في انشاء ا ملؤسسات الصغيرة واملتوسطة حيث أن هذه األخيرة لها دورا هاما في
وذلك ملا تتمتع به من خصائص ومميزات تمكنها من أداء،تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية في مختلف اقتصاديات الدول
إال أن التقدم التكنولوجي الحاصل واشتداد حدة املنافسة الدولية أدى إلى ظهور العديد من املشاكل التي،مهامها بالشكل املطلوب
لذلك كان ال بد من الضروري البحث عن وسائل وآليات لدعمها وتطويرها ومساعدتها،يصعب على هذه املؤسسات تجاوزها وتخطيها
على تجاوز أعباء مرحلة االنطالق والتي من بينها حاضنات األعمال التي أثبتت قدراتها وإمكاناتها في مرافقة ودعم املؤسسات الصغيرة
وذلك من خالل ما تقدمه لها من تسهيالت،واملتوسطة لتمكنها من القدرة على املنافسة ومواكبة التطورات التكنولوجية السريعة
. ألن األساس من إنشاء حاضنات األعمال هو مواجهة االرتفاع الكبير في معدالت فشل هذه املؤسسات،وخدمات بمختلف أنواعها
رغم أنها ما زالت في بدايتها،هذا ما قد أثبتته التجارب الدولية في مجال حاضنات األعمال التي من بينها التجربة الجزائرية
.ألسباب عديدة عطلت انطالق هذه اآلليات
. مراكز التسهيل، املشاتل، حاضنات األعمال، املؤسسات الصغيرة واملتوسطة:الكلمات املفتاحية
abstract: This study aims to clarify the role of business incubators in establishing small and medium enterprises as the latter has an
important role in achieving economic and social development in the various economies of countries, due to its characteristics and
advantages that enable it to perform its tasks as required, except that the technological progress achieved and intensification The
intensity of international competition has led to the emergence of many problems that are difficult for these institutions to
overcome and overcome, so it was necessary to search for ways and mechanisms to support and develop them and help them to
overcome the burdens of the starting stage, which among them business incubators that have proven their capabilities and
capabilities in accompanying and supporting small and medium enterprises To enable them to be able to compete and keep pace
with rapid technological developments, through the facilities and services they provide to them of all kinds, because the basis of
establishing business incubators is to face the high rate of failure of these institutions.
This has been proven by international experiences in the field of business incubators, including the Algerian experience,
although it is still in its infancy for many reasons that hindered the launch of these mechanisms.
Key words: small and medium enterprises, business incubators, nurseries, facilitation centers.
_________________________________________
أمحد ميلي مسية:املؤلف املرسل
39 العدد الثاني
دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة (حالة الجزائر) (ص ص ) 57-39
.Iتمهيد:
تلعب املؤسسات الصغيرة واملتوسطة أهمية بالغة في النشاط االقتصادي والسياس ي واالجتماعي سواء في
الدول املتقدمة أو النامية ،نظرا ملا تتمتع به من مزايا في مجال املهارات التنظيمية والقدرة على إنتاج السلع
والخدمات وتوفير مناص ب عمل ،باإلضافة إلى خصائص تؤهلها ألداء أدوار إيجابية لتنمية وتطوير اقتصاديات
مختلف الدول ،ولكن رغم ما تتميز به هذه املؤسسات الصغيرة واملتوسطة إال أنها تتعرض لبعض العوائق
املشاكل عند تأسيسها كصعوبة حصولها على بعض مستلزمات اإلنتاج ،ونقص املهارات اإلدارية واملوارد املالية
وكذا ضعف االبتكارات لديها التي تعتبر جوهر املنافسة خاصة في ظل التطور االقتصادي.
كل هذه العوامل قد تحول دون حصول املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على املعلومات الكافية حول
السوق وتجعلها غير قادرة على توجيه نشاطها وإدارته بطريقة كفئة وفعالة ،هذا ما أدى إلى ضرورة البحث عن
هيئات وآليات تعمل على دعمها وتوجه نشاطها للوصول إلى بر األمان ،ومن بين هذه اآلليات نجد حاضنات
األعمال التي تعتبر ملجأ لتوجيه ودعم ومساعدة هذه املؤسسات على تخطي عقبات مرحلة االنطالق ،حيث
تقوم بتوفير الخدمات والتسهيالت ومرافقتها إلى أن تصبح قادرة على التماش ي مع بيئتها الخارجية ،واستغالل
الفرص السوقية املتاحة والدخول إلى عالم املنافسة.
-1اإلشكالية الرئيسية :نظرا لألهمية التي تكتسيها حاضنات األعمال بالنسبة للمؤسسات الصغيرة
واملتوسطة ،فقد أتى هذا البحث ليدرس هذه الحاضنات بصفتها إحدى آليات الدعم الحديثة التي تساعد
هذه املؤسسات على التغلب على الصعوبات التي تواجهها ،ولهذا يمكننا طرح اإلشكالية الرئيسية التالية:
ما هو دور حاضنات األعمال في انشاء املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؟
تتفرع هذه اإلشكالية إلى األسئلة الفرعية التالية:
-ما هي آلية عمل حاضنات األعمال؟
-كيف يمكن لحاضنات األعمال مساعدة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على التأقلم في بيئة تتسم
باملنافسة؟
-2فرضيات البحث :لإلجابة على األسئلة البحث قمنا بوضع الفرضيات التالية:
-تعمل حاضنات األعمال على احتضان املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على عدة مراحل وفقا لشروط
معينة.
-توفير حاضنات األعمال ملجموعة من الخدمات والتسهيالت يساعد املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على
التأقلم في بيئة تتسم باملنافسة ويمكنها من تجاوز أعباء مرحلة االنطالق.
-3أهمية البحث :تكمن أهمية هذا البحث في محاولة التعرف على مفهوم حاضنات األعمال والربط بينه
وب ين مفهوم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة الذي يعتبر من املواضيع املهمة التي هي بحاجة للبحث
والدراسة ،كما أن هذه املواضيع قد تساهم في تحسين اقتصاديات الدول وتمكنها من تحقيق االستقرار.
-4أهداف البحث :يسعى هذا البحث إلى تحقيق مجموعة من األهداف أهمها:
يمكن حساب قيمة اإلنتاج أو املبيعات السنوية وقيمة الخدمات واملستلزمات الداخلة في اإلنتاج ،إال أنه ال
يصلح في إجراء املقارنة بين األنشطة والقطاعات املختلفة ،باإلضافة إلى صعوبة حساب تكلفة املستلزمات
والقيمة املضافة في حالة املشروعات الصغيرة( .سلم صالحي ،2005 ،ص ص )3-2
2-1-1املعايير النوعية :باإلضافة إلى املعايير السابقة هناك معايير أخرى هي املعايير النوعية ،وأهم هذه
املعايير ما يلي:
-معيار امللكية :حيث نجد أن غالبية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة تعود ملكيتها إلى القطاع
الخاص في شكل شركات أشخاص أو شركات أموال معظمها فردية أو عائلية ،حيث يمثل مالك هذه املؤسسة في
املدير واملنظم وصاحب اتخاذ القرار الوحيد.
-معيار املسؤولية :باعتبار أن صاحب املؤسسة هو املالك لها فإننا نجده يمثل املتصرف الوحيد
الذي يقوم باتخاذ القرارات وتنظيم العمل داخل املؤسسة ،باإلضافة إلى تحديد نموذج التمويل والتسويق،...
ومن ثم فهو املسؤول قانونيا وإداريا.
-معيار حصة املؤسسة من السوق :يعتبر هذا املعيار مؤشرا أساسيا في تحديد حجم املؤسسة
باالعتماد على وزنها وأهميتها داخل السوق ،الذي كلما كانت حصة املؤسسة فيه كبيرة وحظوظها وافرة كلما
اعتبرت هذه املؤسسة كبيرة ،أما إذا كانت حصة املؤسسة تستحوذ جزء صغير فإنها تعتبر صغيرة أو متوسطة.
-معيار االستقاللية :تتخذ قرارات املؤسسة من طرف مديرها أو مالكها دون أي تدخل من أطراف أو
هيئات أخرى ،حيث يتحمل صاحب أو أصحاب املؤسسة كامل املسؤولية اتجاه الغير( .عامر نصر املنصور،
شوقي ناجي جواد ،2000 ،ص )42
2-1تعريف املؤسسات الصغيرة واملتوسطة :يعتبر تحديد مفهوم دقيق للمؤسسات الصغيرة
واملتوسطة إحدى أهم العوامل الرئيسية لوضع السياسات والتشريعات الالزمة لتطويرها وتنميتها .ورغم األهمية
الكبيرة التي يكتسبها موضوع تعريف هذا النوع من املؤسسات إال أنه ال يزال محل اختالف وجدل بين الكثير من
الكتاب والباحثين (ماجدة العطية ،2004 ،ص ،)15وتحديا كبيرا أمام كافة االقتصاديات في العالم ،ويرجع هذا
االختالف في التعريف إلى أمرين أساسيين هما( :أحمد مجدل ،2004 ،ص )31
-االختالف الكبير في االقتصاديات التي تضم هذه املؤسسات من حيث التخصص ودرجة النمو
وكيفية التنظيم؛
-االختالف والتنوع الكبير في اعتماد املعايير واملؤشرات التي تمكن من التمييز بينها وبين باقي
املؤسسات األخرى.
فقد يرى ا لبعض بأن املؤسسة الصغيرة واملتوسطة هي كل مؤسسة ذات طابع قانوني تتمتع باالستقاللية
املالية ،وتعمل في القطاعات األولية ،والتي تستوجب املسؤولية فيها إلى شخص واحد في أغلب األحيان ،أو اثنان
أو ثالثة ،أي يكون املالك محدد لرأس املال .في حين يرى البعض اآلخر بأن املؤسسة الصغيرة واملتوسطة هي تلك
املؤسسة العائلية بسيطة الهيكل التنظيمي التي تستعمل طرق تسييرية بسيطة .أما االتحاد األوروبي فقد اعتمد
في تعريفه للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في أفريل 1996على معيار ثالثي األبعاد :عدد العمال ،رقم األعمال
نالحظ من خالل الجدول أن هذا التعريف التفصيلي للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة يشكل مرجعا
ملختلف برامج الدعم واملساعدة املوضوعة لصالح هذه املؤسسات ،باإلضافة إلى أنه يساعد على إعداد ومعالجة
إحصائيات القطاع.
3-1خصائص املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر :تتميز املؤسسات الصغيرة واملتوسطة
بعدة خصائص أهمها:
1-3-1انخفاض مستويات معامل رأس املال/العمل :حيث تتخصص املشروعات الصغيرة عادة في
عدد محدود من عمليات التصنيع مما ينتج عنها استخدام تكنولوجيا أقل كثافة رأسمالية ،مما يؤدي إلى
انخفاض مستويات معامل رأس املال/العمل ،وينتج عن هذا قدرة إضافية على استيعاب فائض العمالة( .عبد
املطلب عبد املجيد ،2009 ،ص )40
2-3-1أنماط امللكية :تساعد هذه األنماط على استقطاب وابراز الخبرات واملهارات التنظيمية واإلدارية
في البيئة املحلية وتنميتها( .عثمان لخلف ،2003 ،ص )30
3-3-1الفعالية والكفاءة :تتجلى فعالية وكفاءة هذه املؤسسات في قدرتها على تحقيق األهداف
االقتصادية واالجتماعية ملالكيها واشباع رغبات واحتياجات الزبائن بشكل كبير( .رابح خوني ،حساني رقية،
،2006ص )45
4-3-1العالقة مع الزبائن :تجمع عالقة شخصية بين املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وزبائنها ،مما
يخلق نوعا ما من األلفة بين الزبون ومالك أو مالك املؤسسة وهذا ما يؤدي إلى اكتسابها ميزة املعرفة التفصيلية
للزبائن والسوق نظرا لهذا العالقة الشخصية ،ومحدودية سوق املؤسسات الصغيرة واملتوسطة( .رابح خوني،
حساني رقية ،2006 ،ص ص )42-41
5-3-1كثافة العمل :تستخدم هذه املؤسسات تقنيات بسيطة تعتمد على كثافة تشغيل عنصر العمل
ومهارته خاصة في القطاع الصناعي ،لذلك يتم الربط بين التوسع فيها وترشيد فرص العمل بتكلفة مناسبة،
حيث يعتمد قطاع هذه املؤسسات على العمالة كأحد أهم العناصر االنتاجية( .عثمان لخلف ،2003 ،ص )31
باإلضافة إلى الخصائص السابقة هناك خصائص أخرى أهمها( :محمد زيدان ،2002 ،ص ص )26-25
حرية اختيار النشاط الذي يسمح بالكشف عن القدرات الذاتية وترقية املبادرات الذاتية، -
وإدماج كل مبادرات في اإلبداع؛
القدرة على االندماج في النسيج االقتصادي من خالل تعدد األنشطة الناتجة عن تعدد -
املؤسسات املستخدمة ،وكذلك من خالل إمكانية استحداث مناطق صناعية وحرفية متكاملة؛
سهولة إنشاء هذه املؤسسات وقلة التكاليف ،األمر الذي يسمح بتوفير مناصب شغل كبيرة مع -
خلق مداخيل جيدة ترفع من درجة املستوى املعيش ي للفرد؛
4-1أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة :تكمن أهمية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في النقاط
التالية( :حدة رايس ،فطيمة الزهراء نوي ،2002 ،ص ص )6-5
1-4-1استقاللية اإلدارة :حيث أن معظم هذه املؤسسات يكون مديرها صاحب املؤسسة ويتخذ جميع
القرارات دون تدخل أطراف أخرى ،كما يمكنه استقطاب وإرضاء العديد من األيدي العاملة والزبائن.
2-4-1خلق فرص عمل جديدة :فهي قادرة على امتصاص البطالة وخلق فرص عمل جديدة ألنها ال
تتطلب املهارات الفنية التي تتطلبها املشاريع الكبيرة.
3-4-1خدمة املؤسسات الكبيرة وتنميتها :حيث تعمل على خفض تكاليف االنتاج وزيادة القيمة
املضافة وإعداد العمال املهرة واكسابهم الخبرة واملهارة ،وانتقالهم للمشاريع الكبيرة ذات األجور املرتفعة.
4-4-1ترقية روح املبادرة الفردية والجماعية :باستحداث أنشطة اقتصادية سلعية أو خدمية لم تكن
موجودة من قبل ،باإلضافة إلى إحياء أنشطة اقتصادية تم التخلي عنها كالصناعات التقليدية.
5-4-1الكفاءة االقتصادية :بفضل بساطة التكوين والهيكل التنظيمي لهذه املؤسسات فهي قادرة على
تقديم الخدمات املتميزة وتوصيل منتجاتها للمستهلكين بشكل أفضل من منافسيها الكبار.
6-6-1تحديد السلعة والخدمة املطلوبة ،وذلك بعد دراسة السوق واملستهلك وما هي أهم السلع التي
يرغب بها املستهلك ،باإلضافة إلى دراسة أوضاعه االقتصادية.
7-6-1القدرة على اكتساب ثقة اآلخرين (املتعاملين) من خالل تقديم السلعة املناسبة بالوقت املناسب
والسعر املناسب ،وبجودة مناسبة.
8-6-1املوازنة بين التدفقات النقدية وتحديد مصادره األساسية ،حيث يساعد على الحفاظ وتوفير
السيولة املناسبة التي تجنبه الوقوع في أزمات مالية.
7-1عوامل فشل املؤسسات الصغيرة واملتوسطة :تختلف أسباب فشل هذه املؤسسات من
مؤسسة إلى أخرى ،ومن أهم عوامل فشلها العناصر التالية:
1-7-1عدم كفاءة اإلدارة :حيث تعتبر عدم توفر الخبرة الكافية وعدم القدرة على اتخاذ القرار من
املشاكل األساسية في فشل املؤسسة.
2-7-1سوء اإلدارة املالية :اإلدارة القوية هي مفتاح النجاح في املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،واملدير
الفعال هو الذي يدرك أن العمل الناجح يتطلب السيطرة املالية املناسبة.
3-7-1التدفق النقدي :أي عدم املوازنة بين املدفوعات واملداخيل ،خاصة في أوقات الحاجة إلى
السيولة النقدية.
4-7-1القدرة الضعيفة على املنافسة :تعني عدم القدرة على مواجهة املنافسين نظرا لإلمكانيات
املحدودة أو عدم اختيار املوقع املالئم واملوجود في منطقة معينة رغم انخفاض حجم املبيعات.
5-7-1االفتقار إلى التخطيط االستراتيجي :حيث أن أصحاب هذه املؤسسات يهملون التخطيط
االستراتيجي العتقادهم بعدم ضرورته للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،إذ أن عدم وجود التخطيط االستراتيجي
يؤدي إلى فشل املؤسسة في البقاء واالستمرار.
6-7-1عدم توفر املساعدات الفنية املقدمة للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة :خاصة في مجال
اكتساب مهارات العمل.
8-1دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في تنمية النشاط االقتصادي :يتمثل دوره في العناصر
التالية( :قعيد إبراهيم ،2009 ،ص )29
1-8-1دورها في تنمية الطلب على السلع االستهالكية :إذ أن له دور أساس ي في تطوير االستهالك النهائي،
وذلك أن هذه الصناعات تتطلب تكنولوجيا عالية أو إمكانيات مادية كبيرة مما يساعد على تطوير هذه
الصناعات ،وبالتالي تلبية الطلب املحلي الوطني على مختلف السلع واملنتجات االستهالكية الضرورية املتزايدة،
كما تحاول هذه املؤسسات تغطية الجزء األكبر من السوق املحلي للمنتجات االستهالكية النهائية خاصة
الغذائية منها.
2-8-1دورها في ترقية املنتج املحلي ومنافسة املنتج األجنبي :تنحصر جهود هذه املؤسسات في أنشطة
صناعية محدودة كالصناعات الغذائية ،النسيج والجلود ،ولذلك يجب دعم توسيع استثمارها في مختلف فروع
النشاط االقتصادي والصناعي أمام املنافسة الدولية لتحسين تنافسية املؤسسات الصغيرة واملتوسطة،
ولتحسين عملية اإلنتاج وفق املواصفات واملقاييس الدولية من أجل حماية املنتج الوطني.
2-2تعريف حاضنات األعمال :هناك عدة تعاريف جاءت لتوضيح مفهوم الحاضنات نذكر أهمها:
-التعريف األول :هي بناء مؤسساتي حكومي أو خاص يمارس مجموعة من األنشطة التي تستهدف
تقديم املشورة والنصح ،واملساعدات املالية واإلدارية والفنية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة سواء في املراحل
األولى لبدء النشاط أو أثناء ممارسته ،كما توفر هذه الحاضنات فرص للشراكة في الخدمات املكتبية والتجهيزات
واآلالت ونقل التقنيات وغيرها( .محمد صالح الحناوي ،وآخرون ،2001 ،ص )26
-التعريف الثاني :هي مؤسسة كبيرة تسعى إلى توفير الجو املالئم للمشاريع الصغيرة لضمان نجاحها أو
لتجاوز مرحلة االنطالق لتدفعها تدريجيا لتصبح مؤهلة وقادرة على النمو( .خالد رجم ،دادان عبد الغني،2012 ،
ص )02
من خالل هذه التعاريف نستنتج أن حاضنات األعمال هي عبارة عن مؤسسة أو إطار متكامل من
الخدمات تعمل على مساعدة املؤسسات الصغيرة واملتوسطة من أجل تجاوز تكاليف مرحلة االنطالق من خالل
تقديم مختلف املساعدات إلدارتها وتنميتها وتطويرها ،ودفعها للنمو ،واالستمرار إلى غاية الوصول ملرحلة النضج
واالستقرار لتخرج بعد ذلك من الحاضنة تاركة املجال ملؤسسات أخرى بحاجة إلى الدعم.
الحاضنة الدولية :تركز على التعاون الدولي املالي والتكنولوجي بهدف تأهيل املؤسسات 2-5-2
القومية من خالل املؤسسات الدولية ،وتطويرها ودفعها للتوسع واالتجاه إلى األسواق الخارجية.
الحاضنة الصناعية :تقام داخل منطقة صناعية معينة بعد تحديد احتياجات هذه 3-5-2
املنطقة من الصناعات والخدمات املساندة ،حيث يتم تبادل املنافع بين املصانع الكبيرة واملشروعات الصغيرة
املنتسبة للحاضنة.
حاضنة القطاع املحدد :تعمل على خدمة قطاع أو نشاط محدد مثل البرمجيات أو 4-5-2
الصناعات الهندسية ،وتدار بواسطة خبراء متخصصين بالنشاط املراد التركيز عليه.
الحاضنة التقنية :تهدف إلى استثمار تصميمات متقدمة ملنتجات جديدة مع امتالكها 5-5-2
ملعدات وأجهزة متطورة ،وكذا االستفادة من األبحاث العلمية واالبتكارات وتحويلها إلى مشروعات ناجحة.
الحاضنة البحثية :عادة ما تكون داخل جامعة أو مراكز أبحاث ،تعمل على تطوير األفكار 6-5-2
واألبحاث وتصميمات أعضاء هيئة التدريس.
حاضنة االنترنت :هي مؤسسة تساعد مؤسسات االنترنت والبرمجيات الناشئة على النمو 7-5-2
حت الوصول إلى مرحلة النضج.
6-2عوامل نجاح حاضنات األعمال :ينبغي توفر مجموعة من الشروط لنجاح نظام الحاضنات
أهمها(:محمد هيكل ،2009 ،ص )196
-تحديد نوعية املؤسسات التي سيتم استضافتها في الحاضنة ،وهنا يتطلب األمر تحديد معايير القبول
سواء كانت معايير مالية أو معايير فنية؛
-اختيار وتحديد نوع الخدمات اإلدارية التي سيتم تقديمها بواسطة العاملين في الحاضنة نفسها ،هذا
باإلضافة إلى الخدمات التي يمكن الحصول عليها من بعض الجهات الخارجية؛
-توفير مصادر التمويل للمؤسسة الجديدة ،أو توفير االتصال مع مصادر التمويل حيث يمثل ذلك
عنصرا من أهم العناصر التي تهتم بها املؤسسات الناشئة التي تحتاج عادة إلى تدبير أموال إضافية؛
-تنمية ظروف بيئة مناسبة لتنمية وتطوير املؤسسات ،حيث أن الحاضنة ليست مجرد مكان
لالستضافة وإنما تعتبر تنظيما يسمح باكتساب الخبرات وتبادل املنافع بين املؤسسات الناشئة.
7-2معوقات نجاح حاضنات األعمال :رغم أهمية الدور الذي تؤديه حاضنات األعمال إال أنه توجد
العديد من القيود التي تعيق فعاليتها ودورها ،ومن بين هذه املعوقات العناصر التالية(:فوزي عبد الرزاق،
،2014ص ص )195-194
-قلة النصوص التشريعية والقانونية املسهلة لنشاط االبتكار واالختراع والبحث والتطوير؛
-ضعف مستوى العالقة بين الجامعة واملؤسسات الصناعية؛
-نقص الكفاءة العلمية والتكنولوجية ذات التأهيل العالي ،وهجرة األدمغة نحو الخارج؛
مرحلة انضمام املؤسسة الناشئة للحاضنة والبدء في تنفيذ املشروع (مرحلة 3-2-8-2
االحتضان) :عند االنتهاء من تأسيس املشروع يتم إبرام عقد االنضمام للحاضنة ،وبموجب هذا العقد يستفيد
املشروع من مكان ممارسة نشاطه الذي يتحدد تبعا لنوع النشاط املمارس وحجمه ،وهو يتوفر على مستلزمات
ممارسة النشاط مثل :املكاتب ،التجهيزات ،باإلضافة إلى توفر خدمات الدعم الخاصة بالتنظيف والصيانة
واألمن ،كل ذلك مقابل مساهمة مالية معقولة من طرف املؤسسة الناشئة.
مرحلة العمل والتطور :هي من أهم املراحل في حياة املؤسسة الناشئة ،إذ تباشر فيها 4-2-8-2
املؤسسة عملها بمساعدة الحاضنة خالل فترة االحتضان التي عادة ما تتراوح مدة االحتضان بين شهرين وستة
أشهر كحد أقى ،حيث تقدم الحاضنة خالل هذه املرحلة مجموعة متكاملة من الخدمات املتنوعة التي تتالءم
مع احتياجات املؤسسة املحتضنة وتطلعاتها املستقبلية.
مرحلة التخرج من الحاضنة :تتميز هذه املرحلة بسعي املؤسسة لالستعداد ملواجهة 5-2-8-2
التحديات االقتصادية الجديدة ،والتوجه نحو اقتصاد السوق من خالل إعادة النظر في سياساتها وإداراتها،
ولهذا كان البد من تدخل الحاضنة ملساعدة هذه املؤسسات على رفع أدائها وفق منظور معاصر لتعزيز قدرتها
على التماسك والتوسع وضمان استمراريتها ،وذلك من خالل:
-متابعة أداء املؤسسات املتخرجة للتأكد من سير عملها وفق االتجاه املخطط ،والتأكد من عدم
تعرضها ألي مشكل يعيق نموها مع ضرورة التركيز على جانبين أساسيين في عملية املتابعة وهما :الجانب الفني
واملالي؛
-تقييم أداء هذه املؤسسات من خالل تحليل النتائج النهائية للعمل ،وتقدير مدى تعارضها مع
األهداف املطلوبة في مختلف الجوانب اإلدارية واملالية ،اإلنتاجية والتسويقية.
ثانيا :الدراسة امليدانية
إن النجاح الذي حققته حاضنات األعمال في مجال دعمها للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة في مختلف
الدول التي تبنت هذه اآللية ،دفع بالجزائر إلى تبني هذا املفهوم ملحاولة زيادة وتوفير مناصب الشغل والوصول
بمستوى كفاءة املؤسسات الدولية وذلك من أجل دفع عجلة التنمية ،ولهذا فقد قامت بوضع األثر القانونية
والتشريعية والتنظيمية الالزمة إلنشاء حاضنات األعمال في شكل مراكز تسهيل ومشاتل.
-1نشأة حاضنات األعمال في الجزائر:
تعتبر التجربة الجزائرية حديثة العهد في مجال حاضنات األعمال إلى غاية صدور القانون التوجيهي لسنة
2001الذي يتضمن رسم الخطوط الواجب وضعها وتنفيذها لتحسين قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة،
والعمل على ترقيته من خالل إنشاء وكاالت وصناديق ومراكز تسهيل تؤسس لهذا الغرض ،ليتم بعد ذلك إصدار
املرسوم التنفيذي رقم 03املؤرخ في 25فيفري 2003املتضمن القانون األساس ي ملشاتل املؤسسات ،ونفس
املرسوم متضمن القانون األساس ي ملراكز التسهيل وذلك من أجل التعريف بحاضنات األعمال وأنواعها والهيئات
العامة واملؤسسات التي تديرها ،وفي هذا اإلطار فإن املشرع الجزائري أخذ بمفهوم مشاتل املؤسسات ومراكز
التسهيل ،في حين تقتصر املحضنة كشكل من أشكال املشاتل على دعم ومساعدة املشاريع القائمة على تقديم
الخدمات فقط(.أحمد بن قطاف ،2016 ،ص )150
-مساعدة املؤسسات على تجاوز الصعوبات والعراقيل ،وتوفير التجهيزات اإلعالمية واملكتبية.
2-4الخدمات التي تقدمها مر اكز التسهيل للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة :تقوم هذه املراكز بتقديم
الخدمات للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة من خالل العناصر التالية:
-توفير املعلومات الخاصة بغرض االستثمار؛
-تقديم املشورة في مجال التسويق ،وتسيير املوارد البشرية؛
-دعم القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
-مساعدة مسؤولي املؤسسات الصغيرة واملتوسطة على الحصول على التكنولوجيا الحديثة؛
-املساعدة على االبتكار وتحويل التكنولوجيا من خالل تقديم الدعم الالزم لذلك؛
-مشاركة مسيري املشاريع الجديدة في إعداد مخطط األعمال.
-5و اقع مراكز ومشاتل التسهيل :رغم أن القانون األساس ي ملراكز التسهيل يعود إلى سنة ،2003إال أن
هذا املخطط عرف تأخرا بسبب عدم استجابة الشركاء األجانب لطلبات الجزائر في مجال إنشاء هذا النوع من
الهيئات الداعمة ،حيث أن أول مركز تسهيل للمؤسسات كان بمدينة وهران سنة 2007الذي ساهم إلى غاية
2011في تأسيس 20مؤسسة ،أما بالنسبة ملدينة عنابة فقد تم إنشاء مشتلة حاضنة عنابة في سنة 2009وذلك
في إطار اتفاقية تعاون بين وزارات املؤسسات واملكتب األملاني .GTZ
أما بالنسبة للمشتلة فكانت تعاني من نقص املحالت منذ تأسيسها في 2008إلى غاية ،2010حيث أنها
لم تتمكن إال من مرافقة 4شبان من خريجي الجامعة من مقدمي املشاريع الصناعية والخدمية دون أن تتمكن
من أن توفر لهم املحالت.
-6أسباب تأخر انطالق حاضنات األعمال :ترجع أسباب تأخر انطالق مشروع حاضنات األعمال في
الجزائر لألسباب التالية:
-تأخر صدور القوانين واملراسيم املنظمة لنشاط حاضنات املؤسسات إلى سنة 2003؛
-ضعف الوعي السياس ي واالقتصادي بأهمية حاضنات األعمال في تنمية املؤسسات الصغيرة
واملتوسطة؛
-غموض املفاهيم املتعلقة بحاضنات األعمال خصوصا في إطارها القانوني ،حيث نجد أن املشرع
الجزائري جعل الحاضنة شكال من أشكال مشاتل املؤسسات التي تختص بالقطاع الخدمي؛
-املشاكل والعقبات التي يعاني منها قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في الجزائر؛
-ضعف التنسيق بين مختلف هيئات التنمية بما في ذلك بين الجامعات ومؤسسات البحث من جهة
وقطاع اإلنتاج من جهة أخرى ،وكذلك فيما بين مؤسسات التمويل واألبحاث واالستشارات؛
-ضعف مشاريع التنمية وروح الريادة ،حيث أن املهارات الريادية ال تزال خاملة وغير مستغلة بينما
ينتشر فكر الريع واالستثمار سريع املردود؛
-1نتائج البحث :لقد توصلنا من خالل هذا البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها:
-حاضنات األعمال هي إحدى املرتكزات األساسية لنمو ونجاح املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
-حاضنات األعمال هي آلية من آليات الدعم الفعال التي يجب أن تتبناها الدولة لدعم اقتصادها
وتطويره؛
-حاضنات األعمال لها دور حيوي في تنمية قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة وزيادة قدرته على
املنافسة في ظل التغيرات الحاصلة؛
-تساهم حاضنات األعمال في توسيع القاعدة االقتصادية من خالل استثمار األفكار الريادية الناجحة
وتحويلها إلى مشاريع اقتصادية ناجحة؛
-تساهم في توفير مناصب الشغل والتقليل من حدة البطالة باحتضانها للمؤسسات الصغيرة
واملتوسطة.
-2املقترحات :قمنا بتقديم مجموعة من االقتراحات أهمها:
-تنمية ثقافة العمل الحر لدى الشباب ودفعهم إلنشاء مشاريع ذات أفكار تكنولوجية جديدة ،لكي
تساهم في تطوير االقتصاد الوطني؛
-ضرورة إنشاء حاضنات األعمال بالقرب من الجامعات واملعاهد ومراكز األبحاث لالستفادة منها،
واألخذ بالتجارب العاملية في هذا املجال لتحسين قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة؛
-إقامة ندوات ومؤتمرات ودورات تدريبية لتحسين أداء قطاع املؤسسات الصغيرة واملتوسطة ،وزيادة
ثقافة العمل الحر؛
-توفير املوارد البشرية القادرة على إدارة الحاضنة واحتضان األفكار ،واالختيار الدقيق للمؤسسات،
باإلضافة إلى القدرة على التخطيط الطويل.
قائمة املراجع:
.1ليث عبد هللا القهيوي ،بالل محمود الوادي ،املشاريع الريادية الصغيرة واملتوسطة ودورها في عملية التنمية ،الطبعة
األولى( ،دار حامد للنشر والتوزيع ،عمان.)2012 ،
.2ماجدة العطية ،إدارة املشروعات الصغيرة ،الطبعة الثانية( ،دار املسيرة للنشر والتوزيع ،عمان.)2004 ،
.3محمد هيكل ،مهارات إدارة املشروعات الصغيرة واملتوسطة ،الطبعة األولى( ،مجمعة النيل العربية ،القاهرة.)2003 ،
.4محمد صالح الحناوي ،وآخرون ،حاضنات األعمال ،الطبعة األولى( ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية.)2001،
.5عاطف الشبراوي إبراهيم ،حاضنات األعمال مفاهيم ميدانية وتجارب عاملية( ،منشورات املنظمة اإلسالمية للتربية
والعلوم الثقافية ايسيك ،الرباط.)2003 ،
.6عامر نصر املنصور ،شوقي ناجي جواد ،إدارة املشروعات الصغيرة( ،دار حامد للنشر ،عمان.)2000 ،
.7عبد املطلب عبد املجيد ،اقتصاديات تمويل املشروعات الصغيرة( ،الدار الجامعية ،االسكندرية.)2009 ،
.8توفيق عبد الرحيم يوسف ،إدارة األعمال التجارية الصغيرة( ،دار صفاء للطباعة والنشر ،عمان.)2009 ،
.9أحمد بن قطاف ،دور برامج احتضان األعمال في دعم وإنشاء املؤسسات الصغيرة ،مجلة االقتصاد الجديد ،املجلد ،01
العدد .2016 ،14