You are on page 1of 37

‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫استعماالت لغوية معاصرة‬


‫دراسة في تأصيل الوضع اللغوي والتسويغ‬

‫د‪ .‬جهاد عبد القادر نصار‬


‫أستاذ علوم اللغة والعروض المساعد‬
‫جامعة األقصى ـ غزة‬

‫د‪ .‬خليل عبد الفتاح حماد‬


‫مدير عام التعليم الجامعي‬
‫وزارة التعليم العالي‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫يش‪+++‬يع كث‪+++‬ير من االس‪+++‬تعماالت اللغوي‪+++‬ة في المؤسس‪+++‬ات العلمي‪+++‬ة‬
‫والثقافية‪ ،‬وفي وسائل اإلعالم المتنوعة‪ :‬صحافة‪ +،‬وإذاعة مس‪++‬موعة‬
‫مرئية وفضائيات‪ +،‬ومنها ما ال يخضع للمراجعة أو التدقيق اللغوي‪،‬‬
‫وقد ان‪++‬برى ق‪++‬ديما علماؤن‪++‬ا لعالج م‪++‬ا يظن انحراف‪++‬ا عن الفص‪++‬يح في‬
‫عص‪++‬ره‪ ،‬مثلم‪++‬ا ن‪++‬رى عن‪++‬د الحري‪++‬ري في درة الغ‪++‬واص في أوه‪++‬ام‬
‫الخواص‪ ،‬وقد تظافرت الجهود في العصر الحديث لتيس‪++‬ير التعب‪++‬ير‬
‫بالفصحى‪ ،‬في مستوياتها الصرفية والنحوية والداللية‪ ،‬وفي مختلف‬
‫جوانبها العلمية واألدبية والفني‪++‬ة‪ ،‬وش‪++‬ارك في ه‪++‬ذا الجه‪++‬د كث‪++‬ير من‬
‫المؤسس‪++‬ات العلمي‪++‬ة المختص‪++‬ة والب‪++‬احثين‪ ،‬ومنه‪++‬ا مج‪++‬امع اللغ‪++‬ة‬
‫العربية‪ ،‬وبخاصة مجمع اللغة العربي‪++‬ة في الق‪++‬اهرة؛ إق‪++‬رارا بحقيق‪++‬ة‬
‫التغير اللغوي‪ ،‬ووفاء بحاجات العصر‪ ،‬وال يعني ه‪++‬ذا أن الفص‪++‬حى‬
‫المعاص‪++‬رة المتمثل‪++‬ة في االس‪++‬تعماالت الرس‪++‬مية منبت‪++‬ة الص‪++‬لة عن‬
‫العربي‪++‬ة الفص‪++‬حى ال‪++‬تي تربطن‪++‬ا به‪++‬ا الرواب‪++‬ط التاريخي‪++‬ة والتراثي‪++‬ة‬
‫والدينية‪ ،‬وإنما يعنى ع‪++‬دم تقيي‪++‬دها بمث‪++‬ل أعلى واح‪++‬د متف‪++‬رد‪ ،‬بم‪++‬ا ال‬
‫يتعارض مع قوانين اللغة العامة‪.‬‬
‫على كل فإن االستعماالت اللغوية المعاص‪++‬رة ال تخ‪++‬رج عن مظه‪++‬ر‬
‫من المظاهر الثالثة اآلتية‪:‬‬
‫مظهر يتف‪++‬ق تم‪++‬ام االتف‪++‬اق م‪++‬ع األص‪++‬ول والقواع‪++‬د اللغوي‪++‬ة النحوي‪++‬ة‬
‫وثان يظن مخالفته للقواع‪++‬د واألص‪++‬ول‪ ،‬وآخ‪++‬ر ال س‪++‬بيل‬ ‫ٍ‬ ‫والصرفية‪،‬‬
‫إلى قبوله؛ لمخافته الصريحة القواعد واألصول اللغوية‪.‬‬
‫وال شك أن االهتمام بتيسير الفصحى‪ +‬المعاصرة سيتناول المظهرين‬
‫األخيرين‪ ،‬إما ببيان صحة أولهما وقبوله وتس‪++‬ويغه ت‪++‬دليال وت‪++‬أويال‪،‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫وإما بالتصحيح والتع‪++‬ديل‪ ،‬ل‪++‬ه وللمظه‪++‬ر األخ‪++‬ير إن ثبت مخالفتهم‪++‬ا‬


‫لقواعد اللغة‪.‬‬
‫والمج‪++‬ال اللغ‪++‬وي واس‪++‬ع رحب لتس‪++‬ويغ التعب‪++‬يرات واالس‪++‬تعماالت‬
‫المعاص‪+++‬رة‪ +،‬من خالل االس‪+++‬تناد اس‪+++‬تدالال وت‪+++‬أويال‪ ،‬بم‪+++‬ا حوت‪+++‬ه‬
‫الموسوعات اللغوية من أصول وفروع‪ ،‬وتأويل وتخريج‪ ،‬واختي‪++‬ار‬
‫وتوجيه‪ ،‬ومط‪++‬رد وش‪++‬اذ؛ إذ ال يقتص‪++‬ر األم‪++‬ر في التأص‪++‬يل اللغ‪++‬وي‬
‫لالستعماالت المعاصرة وتسويغها على ما جاء في نحو بص‪++‬ري أو‬
‫كوفي‪ ،‬بل يس‪++‬تند – أيض‪++‬ا – إلى م‪++‬ا يؤي‪++‬د ك‪++‬ل اس‪++‬تعمال من فص‪++‬يح‬
‫ع‪++‬ربي‪ :‬ق‪++‬راءات‪ +،‬وح‪++‬ديث‪ ،‬أو كالم الع‪++‬رب الفص‪++‬حاء – وإن ك‪++‬ان‬
‫قليال أو ش‪++‬اذا؛ إذ إن الش‪++‬ذوذ ال ين‪++‬افي الفص‪++‬احة – ومن القواع‪++‬د‬
‫النحوية والصرفية األصلية والفرعية؛ ألن أص‪++‬ول القواع‪++‬د أض‪++‬يق‬
‫من كالم العرب‪ ،‬فمنه م‪++‬ا لم تنص القواع‪++‬د على ض‪++‬بطه‪ ،‬ومن‪++‬ه م‪++‬ا‬
‫يمكن التوفيق بينه وبين القواعد بالتأويل الذي يحتمل وجها أو أكثر‪.‬‬
‫وعلى ه‪++++‬ذا النهج س‪++++‬ار ه‪++++‬ذا البحث في دراس‪++++‬ة مجموع‪++++‬ة من‬
‫االستعماالت اللغوي‪++‬ة المعاص‪+‬رة في المجتم‪++‬ع الفلس‪++‬طيني‪ ،‬منه‪+‬ا م‪+‬ا‬
‫يتعل‪++‬ق ب‪++‬أبواب نحوي‪++‬ة كتعدي‪++‬ة الفع‪++‬ل مباش‪++‬رة أو بح‪++‬رف الج‪++‬ر‪+،‬‬
‫كاألفع‪++‬ال‪( :‬ن ّم‪ ،‬وتق ‪َّ +‬دم‪ ،‬واعت‪++‬اد‪ ،‬وأعلن‪ ،‬وأك‪++‬د)‪ ،‬ومنه‪++‬ا م‪++‬ا يتعل‪++‬ق‬
‫ب‪++‬أبواب ص‪++‬رفية‪ ،‬كاس‪++‬مي الفاع‪++‬ل والمفع‪++‬ول‪ ،‬مث‪++‬ل‪( :‬ه‪++‬ام‪ ،‬ومهم‪،‬‬
‫ومباشر‪ ،‬ومبا َشر)‪ ،‬وجموع التكسير والتص‪++‬حيح لبعض المص‪++‬ادر‪+،‬‬ ‫ِ‬
‫نحو‪( :‬تهنئة‪ ،‬وتعزية وتحية)‪ ،‬حيث تناول االستعماالت المعاصرة‪+،‬‬
‫من خالل التأص‪++‬يل‪ +‬اللغ‪++‬وي له‪++‬ا‪ ،‬وف‪++‬ق منهج التيس‪++‬ير المع‪++‬روض‬
‫أعاله‪ ،‬سماعا وقياسا‪ ،‬وبيَّن م‪++‬ا يس‪++‬وغ منه‪++‬ا وم‪++‬ا يج‪++‬وز اس‪++‬تعماله‪،‬‬
‫وعرض وجه الصواب لغير ما ال يسوغ‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫خلص البحث من دراسته لمجموعة من االستعماالت اللغوي‪++‬ة‬
‫المعاصرة‪ +،‬مما يشيع في المؤسسات العلمية والثقافية واإلعالمي‪++‬ة ‪-‬‬
‫من خالل بحث تأص‪++‬يلها اللغ‪++‬وي؛ لتس‪++‬ويغها أو تص‪++‬حيحها – إلى‬
‫النتائج اآلتية‪:‬‬
‫‪ ‬يج‪++‬وز تعدي‪++‬ة الفع‪++‬ل "ن َّم" بح‪++‬رف الج‪++‬ر "عن"؛ إذ الس‪++‬ماع‬
‫والقي‪++‬اس يؤي‪++‬د ه‪++‬ذا االس‪++‬تعمال‪ ،‬إض‪++‬افة إلى تعديت‪++‬ه بـ"على‬
‫والباء‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام الفعل "تق َّدم" مع حرف الجر"إلى" لمن هو أدنى‪ ،‬أو‬
‫أرف‪++‬ع منزل‪++‬ة ومقام‪++‬ا ص‪++‬حيح‪ ،‬واس‪++‬تخدامه م‪++‬ع ح‪++‬رف الج‪++‬ر‬
‫"من" في مثل قولهم‪( :‬تتقدم المؤسسة من فالن بالتهنئ‪+‬ة) في‪++‬ه‬
‫بعد عن استخداماته الفص‪++‬يحة‪ ،‬واألولى الق‪++‬ول هك‪++‬ذا‪( :‬تتق‪++‬دم‬
‫المؤسس‪+++++‬ة إلى فالن بالتهنئ‪+++++‬ة لحص‪+++++‬وله على الدرج‪+++++‬ة‬
‫العلمية ‪.)...‬‬
‫‪ ‬لم يرد في االستعمال الفصيح للفع‪+‬ل "اعت‪++‬اد" تعديت‪+‬ه بح‪+‬رف‬
‫الجر "على"‪ ،‬في نح‪++‬و‪( :‬اعت‪++‬اد على رياض‪++‬ة الص‪++‬باح)‪ +،‬وال‬
‫فائدة ترجي من هذه التعدية‪ ،‬إذ إن‪++‬ه يتع‪++‬دى مباش‪++‬رة للمفع‪++‬ول‬
‫به‪.‬‬
‫‪ ‬االستعمال الفصيح للفعل "أعلن" أن يُعدى مباشرة أو بحرف‬
‫الجر "الباء"‪ +،‬والقياس يج‪++‬يز تعديت‪++‬ه بــ "عن"؛ وإن لم ي‪++‬رد‬
‫ه‪++‬ذا االس‪++‬تعمال ص‪++‬راحة في فص‪++‬يح الكالم‪ ،‬فيج‪++‬وز‪( :‬أعلن‬
‫افتتاح – بافتتاح ‪ -‬عن افتتاح الحفل‪ +‬أمام الحضور)‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫‪ ‬الفعل "أكد" يتعدى إلى مفعوله مباشرة‪ ،‬وإلى المعن ِّى ب‪++‬األمر‬
‫المؤ َّكد علي‪++‬ه بــ"على"‪ ،‬نح‪++‬و‪( :‬أك‪++‬د حض‪++‬ور الن‪++‬دوة على‬
‫المش‪++‬اركين)‪ ،‬وال ص‪++‬حة ل‪++‬دخول ح‪++‬رف الج‪++‬ر "على" على‬
‫المفعول به األصلي‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام "ها ّم" في نحو‪( :‬أعالن هام ـ قضية هام‪++‬ة) ص‪++‬حيح‬
‫لغويا؛ إذ إنه يحتمل الداللة على الحزن والقلق‪ ،‬والداللة على‬
‫م‪++‬ايثير االهتم‪++‬ام‪ ،‬ويس‪++‬تفز االنتب‪++‬اه والت‪++‬دبر‪ ،‬واالس‪++‬تعماالت‬
‫الفصيحة تؤيد هذه الداللة األخيرة لــ "هام" أكثر من "مهم"‪،‬‬
‫التي يغلب في استعماالته الداللة على األمر المفزع الشديد‪.‬‬

‫‪ ‬الصواب‪ +‬للداللة على متابعة األحداث ومالحظتها ونقله‪++‬ا بثًّ‪++‬ا‬


‫المباش‪+‬ر)‪ ،‬أو (الح‪++‬دث‬
‫ِ‬ ‫في وقتها آنيا أن يق‪++‬ال‪( :‬النق‪++‬ل ـ البث‬
‫َ‬
‫المباش ‪+‬ر)‪ ،‬إذ ال ي‪++‬دل على المع‪++‬نى‬ ‫المبا َشر)‪ .‬ال (النقل ـ البث‬
‫المراد من مالحظة الحدث ومتابعته ونقله آني‪++‬ا‪ ،‬ب‪++‬ل يع‪++‬ني أن‬
‫الجمهور يتابعه في غير وقت الحدث‪ +،‬ول‪++‬و ك‪++‬ان مس‪++‬جال من‬
‫قبل‪.‬‬
‫‪ ‬ال خالف في ج‪+++‬واز جم‪+++‬ع المص‪+++‬ادر‪" :‬تهنئ‪+++‬ة‪ ،‬وتعزي‪+++‬ة‪،‬‬
‫وتحي‪++‬ة"‪ ،‬ولكن الخط‪++‬أ في جمعه‪++‬ا جم‪++‬ع تكس‪++‬ير‪" :‬ته‪++‬اني‪،‬‬
‫وتعازي‪ ،‬وتحايا"؛‪ +‬ولعله من قبيل القياس الخطأ على‪" :‬مزي‪+‬ا‬
‫مزاي‪++‬ا‪ ،‬وقض‪++‬ية قض‪++‬ايا"‪ +،‬حيث لم ي‪++‬رد من وزن المص‪++‬ادر‬
‫"تفعلة" ما يجمع تكسيرا على (فعالى أو تفاعل) أو م‪++‬ا ألح‪++‬ق‬
‫بوزن (مفاعل) في جموع التكسير‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫استعماالت لغوية معاصرة‪ ،‬دراسة في تأصيل الوضع اللغوي‬


‫والتسويغ‬
‫تعدية الفعل ن َّم‬
‫ورد في موقع ملتقى األدباء والمبدعين الع‪++‬رب عن اس‪++‬تعمال الفع‪++‬ل‬
‫(ن َّم) متع‪++‬ديا بح‪++‬روف الج‪++‬ر "على والب‪++‬اء وعن"‪ ،‬ويخطئ الك‪++‬اتب‬
‫تعديته بـ "عن" ما نص‪++‬ه‪ ،‬يق‪++‬ول بعض الكت‪++‬اب واألدب‪++‬اء‪(" :‬وعمل‪++‬ه‬
‫هذا ينم عن سوء نيته)‬
‫فيع‪++‬دون الفع‪++‬ل (نم) بـ (عن)‪ ،‬والحقيق‪++‬ة أن‪++‬ه يتع‪++‬دى بح‪++‬رف الج‪++‬ر‪:‬‬
‫(على)‪ ،‬كقول العرب مثال‪ :‬نمت على المسك رائحته‪ ،‬وقال ثعلب‪:‬‬
‫ونم عليك الكاشحون وقبل ذا = عليك الهوى قد نم لو نفع النم‬
‫وقال ذو الرمة‪:‬‬
‫فأسبلت العينان والقلب كاتم = بمغدوق نمت عليه سواكبه‬
‫وقد يعدى أيضا بالباء كما قال الشيباني ‪:‬‬
‫تجليت لألكوان خلف ستورها = فنمت بما ضمت عليه الستائر"‬
‫ومن خالل استقرائنا لشواهد الفع‪++‬ل (ن َم) في المع‪++‬اجم وكتب األدب؛‬
‫أمكن االس‪++‬تدالل على ج‪++‬واز تعديت‪++‬ه بـ (عن)‪ ،‬وأدلتن‪++‬ا على النح‪++‬و‬
‫التالي‪:‬‬
‫أوال ـ الشواهد المسموعة‪:‬‬
‫النص‪++‬وص الفص‪++‬يحة ج‪++‬اءت‪ +‬بتعدي‪++‬ة الفع‪++‬ل (نم) بـ (على والب‪++‬اء‬
‫وعن)‪ ،‬ففي اللسان‪:‬الفع ُل نَ َّم يَنِ ُّم ويَنُ ُّم واألصل الض‪++‬م ونَ َّم ب‪++‬ه وعلي‪++‬ه‬
‫نَ ّما ً ونَميمةً ونميماً‪ ،‬وأَنشد ثعلب في تعدية نَ َّم بِـ (على)‪:‬‬
‫ون وقَ ْب َل ذا عليك ال َه َوى قد نَ َّم لو نَفَ َع الن ُّم‬
‫َّ (‪)1‬‬
‫الكاش ُح َ‬
‫ِ‬ ‫ونَ َّم عليك‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ابن منظور‪،‬محمد بن مكرم األفريقي المصري‪ :‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر – بيروت‪ +،‬ط ‪1990‬م‪ :‬مادة (نمم)‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫فالن بفال ٍن َو ْشيا ً ِ‬


‫ووشايةً أي‪ :‬ن َّم به‬ ‫ٌ‬
‫(‪)2‬‬
‫ووشى‬ ‫َ‬
‫ويعلق األصمعي على شعر ألبي ذ َؤيب الهذلي‪:‬‬
‫وريب قَ ْر ٍ‬
‫ع يَ ْقرع‬ ‫ُ‬ ‫سا ً دُونَه = شرف الحجاب‬ ‫س ِم ْع َن ِح ّ‬
‫فشَر ْب َن ث َّم َ‬
‫ش وأَ ْقطَـــــ ُع‬ ‫ش ٌء أَ َج ّ‬
‫ب = في كفِّـــه َج ْ‬ ‫ص ُمتَلَبّــ ٍ‬‫ونَ ِمـــــيمة من قانِ ٍ‬
‫قال معناه أَنه سمع ما نَ َّم على القانص(‪.)2‬‬
‫ك العم َل به نَ َّم على‬‫ويقول الزبيدي في تاج العروس‪ :‬ومن تَ َر َ‬
‫إسا َءتِه‪ ،‬يقصد ترك العمل بالقرآن(‪.)3‬‬
‫قال أبو موسى األشعرى رضي هللا عنه‪ :‬ال ينم على الناس إال ول ٌد‬
‫بغي(‪.)4‬‬
‫وجاءت التعدية بـ (على) على ألسنة كثير من المتأخرين‪ :‬ففي‬
‫خزانة األدب وصف لسائل‪ :‬ويسكن في تخوم الغبرا وينم على‬
‫أحوال السماء نثرا(‪ ،)5‬وفي المستطرف‪ :‬رب عين أنم على لسان(‪.)6‬‬
‫وكتب ابن المعتز إلى صديق له‪ :‬أقلل من فالن نصيبك‪ ،‬فإنه أنم من‬
‫زجاجة على ما فيها‪ .‬وفي المعنى نفسه يقول السري الرفاء‪ +،‬معديا‬
‫الفعل (بالباء)‪:‬‬
‫أنم بمــا اســتودعته من زجاجــة ‪ ...‬يــرى الشــئ منهــا ظــاهرا وهــو‬
‫(‪) 7‬‬
‫باطن‬
‫‪ - 2‬لسان العرب‪ :‬مادة (وشي) ‪ +‬الخليل بن أحمد الفراهيدي‪ :‬العين‪ ،‬تحقيق‪ : +‬د‪.‬مهدي المخزومي ود‪.‬إبراهيم السامرائي‪،‬‬
‫دار ومكتبة الهالل ـ بيروت‪ ،‬المادة نفسها‪.‬‬
‫‪ - 2‬لسان العرب مادة (نمم)‬
‫الرزاق الحسيني‪ :‬تاج العروس من جواهر القاموس‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الستار‬ ‫ّ‬ ‫‪ - 3‬ال َّزبيدي‪ ،‬أبو الفيض مح ّمد بن مح ّمد بن عبد‬
‫أحمد فراج‪ ،‬مطبعة حكومة الكويت‪ ،‬ط ‪ 1385‬هـ ـ ‪1965‬م‪ :‬مادة (شفع) ‪ +‬الزمخشري‪ ،‬جار هللا محمود بن عمر‪ :‬الفائق‬
‫في غريب الحديث‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬دار المعرفة – لبنان‪ ،‬ط‪.349 /3 :2‬‬
‫‪ - 4‬شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح األبشيهي‪ :‬المستطرف في كل فن مستظرف‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬مفيد محمد قميحة‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط ‪1986 ،2‬م‪192 /1:‬‬
‫‪ - 5‬ابن حج‪+‬ة الحم‪+‬وي‪ ،‬تقي ال‪+‬دين أبي بك‪+‬ر علي بن عب‪+‬د هللا‪ :‬خزان‪+‬ة األدب وغاي‪+‬ة األرب‪ ،‬تحقي‪+‬ق‪ :‬عص‪+‬ام ش‪+‬عيتو‪ ،‬دار‬
‫ومكتبة الهالل – بيروت‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م‪.348 /2 :‬‬
‫‪ - 6‬المستطرف‪69 /1 :‬‬
‫‪ - 7‬الثعالبي‪ ،‬أبو منصور عبدالملك بن محم‪+‬د بن إس‪+‬ماعيل‪ :‬ثم‪+‬ار القل‪+‬وب في المض‪+‬اف والمنس‪+‬وب‪ ،‬تحقي‪+‬ق ‪:‬محم‪+‬د أب‪+‬و‬
‫الفضل إبراهيم‪ ،‬دار المعارف – القاهرة‪ ،‬ط ‪1965 ،1‬م‪ :‬ص ‪678 + 677‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫وجاء في تعديته (بالباء) في الفصيح‪ :‬قول الطر َّماح‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫ح‬ ‫كأَنَّ الد َُّجى َ‬
‫دون البال ِد ُم َو َّك ٌل يَنِ ُّم بِ َج ْنبَ ْي ك ِّل ُع ْل ٍو و ِم ْر َز ِ‬
‫(‪)2‬‬
‫ْح‪ :‬ألنه ينم بما أخفاه الليل‬ ‫وفي أمثال العرب‪ :‬أنم ِم َن الصُّ ب ِ‬
‫وقال األخطل‪:‬‬
‫ومســـتودعي ســـرا كتمت مكانـــه ‪ ...‬عن الحس خوفـــا أن ينم بـــه‬
‫(‪) 3‬‬
‫الحس‬
‫وعلى هذا – أيضا – جاء كث‪++‬ير من أق‪++‬وال المت‪+‬أخرين‪ ،‬نح‪++‬و‪ :‬ق‪+‬ول‬
‫السري الرفاء‪:‬‬
‫مــا ذاك إال ألن الصــبح نم بنــا ‪ ...‬فــاطلع الشــمس من غيــظ على‬
‫(‪)4‬‬
‫القمر‬
‫ولصفي الدين الحلي‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫هل من ينم بحب من ينم له ‪ ...‬بما رموه كمن لم يدر كيف ُر ِمي‬
‫وقول لسان الدين بن الخطيب‪:‬‬
‫ســال هــل لــديها من مخــبر ذكــر ‪ ...‬وهــل أعشــب الــوادي ونم بــه‬
‫(‪)6‬‬
‫الزهر‬
‫وعارضــت مســرى الــريح قلت لعلهــا ‪ ...‬تنم بريــا منــك عــاطرة‬
‫(‪)7‬‬
‫الهبوب‬

‫‪ - 1‬لسان العرب‪ :‬مادة (رزح) ‪ +‬تاج العروس‪ :‬المادة نفسها‪.‬‬


‫‪ - 2‬الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم محمود بن عمر‪ :‬المستقصى في أمثال العرب‪ ،‬دارالكتب‪ +‬العلمي‪+‬ة – ب‪+‬يروت‪ +،‬ط ‪1987 +،2‬م‪:‬‬
‫‪1/401‬‬
‫‪ - 3‬المستطرف‪1/445 :‬‬
‫‪ - 4‬المستطرف‪ + 2/402 :‬ابن أبي الدنيا‪ ،‬عبدهللا بن محمد بن عبي‪+‬د بن س‪+‬فيان بن قيس‪ :‬ق‪+‬رى الض‪+‬يف‪ ،‬تحقي‪+‬ق‪ : +‬عبدهللا‬
‫بن حمد المنصور‪ ،‬أضواء السلف – الرياض‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م‪249 / 2 :‬‬
‫‪ - 5‬خزانة األدب‪2/37 :‬‬
‫‪ - 6‬المقري‪ ،‬أحمد بن محمد‪ :‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬إحسان عباس‪ ،‬دار صادر ‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‬
‫‪1968‬م‪86/ 5 :‬‬
‫‪ - 7‬نفح الطيب‪80 / 6 :‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫أم‪++‬ا التعدي‪++‬ة بـ (عن) فق‪++‬د ج‪++‬اءت في ق‪++‬ول فص‪++‬يح ألبي األس‪++‬ود‬


‫الدؤلي(‪:)1‬‬
‫إِن الذي أهدى إِليك نميمةً ‪ ...‬سين ُّم عنكَ بمثلها قد حاكها‬
‫َّ‬
‫بالض ‪ِّ +‬م ‪ :‬ش‪++‬ت َمه وه‪++‬و‬ ‫س فالنا ً يَ ْب ُجسُه بُجوس ‪+‬ا ً‬ ‫وفي تاج العروس‪ :‬بَ َج َ‬
‫ساويه(‪.)2‬‬ ‫َمجاز أيضا ً كأَنَّه نَ ّم عن َم ِ‬
‫وقال الغزالي ما ملخصه ينبغي لمن حملت إليه نميمة أن ال يص‪++‬دق‬
‫من نم له وال يظن بمن نم عنه ما نقل عنه(‪ ،)3‬وقال ابن زيدون‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫تنم عن معناه ألفاظه ‪ ...‬كما وشى بالراح بلور‬
‫ثانيا ـ القياس‪:‬‬
‫‪ - 1‬إن القياس اللغوي يجيز نياب‪++‬ة ح‪++‬رف ج‪++‬ر عن غ‪++‬يره‪ ،‬فـ (عن)‬
‫يمكن أن تنوب عن الحرفين (على والباء)‪ ،‬فمن ش‪++‬واهد نيابته‪++‬ا عن‬
‫(على)(‪ )5‬قوله ‪َ { :‬و َمن يَبْخَلْ فَإِنَّ َم‪+‬ا يَب َْخ‪ُ +‬ل َعن نَّ ْف ِس‪ِ +‬ه} (محم‪++‬د‪ )38 :‬أي‬
‫يبخل على نفسه‪ ،‬وتنوب عن (الباء) في نحو قوله ‪َ { :‬و َم‪++‬ا يَن ِط‪ُ +‬‬
‫ق‬
‫َع ِن ْالهَ َوى} (النجم‪ )3 :‬أي بالهوى‪ ،‬وإن كان ابن هش‪++‬ام ي‪++‬رى اس‪++‬تخدام‬
‫(‪)6‬‬
‫‪+‬وس‪ ،‬بمع‪++‬نى‬ ‫(عن) في اآلي‪+‬ة على حقيقتها ‪ ،‬ويق‪++‬ال‪َ :‬ر َميْت عن الق‪ِ +‬‬
‫بالقَ ْوس وكما في قول امرئ القيس‪:‬‬
‫أسيل وتتقي *** بناظرة من وحش َو َج َرة ُمطف ِل‬ ‫ٍ‬ ‫تصد وتُبدي عن‬
‫أي تصد بأسيل(‪.)7‬‬
‫‪ - 1‬شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري‪ :‬نهاية األرب في فنون األدب‪ ،‬تحقيق‪ :‬مفي‪+‬د قمحي‪+‬ة وآخ‪+‬رين‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية – بيروت‪ ،‬ط ‪ 1424 ،1‬هـ ‪ 2004 -‬م‪271 /3 :‬‬
‫‪ - 2‬تاج العروس‪ :‬مادة (بجس)‪+‬‬
‫‪ - 3‬ابن حجر‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقالني الشافعي‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬دار المعرفة ‪-‬‬
‫بيروت‪ +،‬ط ‪1379‬هـ‪473 / 10 :‬‬
‫‪ - 4‬نفح الطيب‪269 /2 :‬‬
‫‪ - 5‬ابن هشام‪ ،‬جمال الدين األنصاري‪ :‬مغني اللبيب عن كتب األعاريب‪ ،‬تحقيق‪ :‬مازن المبارك و محمد علي حم‪+‬د هللا‪،‬‬
‫مكتبة سيد الشهداء ـ قم‪ ،‬ط ‪196 /1 :5‬‬
‫‪ - 6‬مغني اللبيب‪198 /1 :‬‬
‫‪ - 7‬ابن سيده‪ ،‬أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي األندلسي‪ :‬المخصص‪ ،‬تحقيق ‪ :‬خليل إبراهيم جفال‪ ،‬دار إحياء‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1417‬هـ ‪1996 -‬م‪239 - 238 / 4 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫‪ - 2‬استخدام الفعل (نم) متعديا بـ (عن‪ ،‬وعلى‪ ،‬والباء) يحمل مع‪++‬نى‬


‫المج‪++‬اوزة‪ ،‬وه‪++‬و المع‪++‬نى األص‪++‬لي المس‪++‬تقى من (عن)‪ ،‬في حين أن‬
‫(على) تفيد االستعالء معنى أصليا‪ +،‬والباء االس‪++‬تعانة؛ ومم‪++‬ا ي‪++‬رجح‬
‫ما نقول أن ابن هشام في تعليقه على البيتين(‪:)1‬‬
‫إذا رضيت عل َّي بنو قُشَي ٍر *** لعم ِر هللا أعجبني رضاها‬
‫في ليـــلة ال نرى بها أحدا *** يحكي علينــــا إال كوا ُكبــها‬
‫ي‪++‬رى نياب‪++‬ة (على) عن (عن) بمع‪++‬نى المج‪++‬اوزة‪ ،‬أو تض‪++‬مين الفع‪++‬ل‬
‫(رضي) مع‪++‬نى (عط‪++‬ف)‪ ،‬والفع‪++‬ل (يحكي) مع‪++‬نى (ينم)‪ ،‬فـ (على)‬
‫عن‪++‬ده بمع‪++‬نى المج‪++‬اوزة س‪++‬واء أك‪++‬انت نائب‪++‬ة عن (عن) أو بتض‪++‬مين‬
‫الفعلين‪ ،‬وعليه فاستخدام التركيب‪( :‬نم عن) ص‪++‬حيح لغوي‪++‬ا‪ :‬س‪++‬ماعا‬
‫وقياسا‪.‬‬
‫تقدَّم من فالن ـ تقدَّم إلى فالن‬
‫يرد في بعض االس‪++‬تعماالت المعاص‪++‬رة‪( :‬تتق‪++‬دم المؤسس‪++‬ة من فالن‬
‫بالتهنئة لحصوله على الشهادة الجامعية ‪)...‬‬
‫وهذا االستعمال بصيغته المذكورة لم يرد في الفصيح‪ ،‬ولع‪++‬ل حج‪++‬ة‬
‫مستخدمي الصيغة السابقة‪:‬‬
‫أن استخدام (إلى) مع الفعل (تق َّدم) خ‪++‬اص بمن ه‪++‬و أدنى مقام‪++‬ا لمن‬
‫هو أرفع؛ مع أن االس‪++‬تخدام الفص‪++‬يح ال يخص‪++‬ص (إلى) بمق‪++‬ام دون‬
‫آخر‪ ،‬وتبين لنا االستخدامات الفصيحة أن استخدام الفعل (تق َّدم) م‪++‬ع‬
‫(إلى) فصيح‪ ،‬وال حاجة البتكار استخدام ال يق‪++‬دم جدي‪++‬دا للغ‪++‬ة‪ ،‬ومن‬
‫هذه االستخدامات‪:‬‬
‫‪( ‬تقدم إلى) ت‪++‬أتي بمع‪++‬نى التح‪++‬رك الحس‪++‬ي‪ :‬عن أنس بن مال‪++‬ك‬
‫قال ‪ :‬كان رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ي‪++‬نزل من المن‪++‬بر‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬مغني اللبيب‪191 / 1 :‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫يوم الجمعة‪ ،‬فيكلمه الرج‪+‬ل في الحاج‪+‬ة‪ +،‬فيكلم‪+‬ه ثم يتق‪+‬دم إلى‬


‫مصاله فيصلي(‪. )1‬‬
‫ولبى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم تلبي‪++‬ة‪ ،‬ح‪++‬تى إذا أتين‪++‬ا‬
‫ال‪++‬بيت مع‪++‬ه‪ ،‬ق‪++‬ال ج‪++‬ابر‪ :‬لس‪++‬نا نن‪++‬وي إال الحج‪ ،‬لس‪++‬نا نع‪++‬رف‬
‫العمرة‪ ،‬حتى إذا أتينا البيت معه‪ ،‬استلم الركن‪ ،‬فرم‪++‬ل ثالث‪++‬ا‪،‬‬
‫ومش‪++‬ى أربع‪++‬ا‪ ،‬ثم تق‪++‬دم إلى مق‪++‬ام إب‪++‬راهيم‪ ،‬فص‪++‬لى‪ ،‬فق‪++‬رأ‬
‫صلًّى}(البقرة‪.)2( )125 :‬‬ ‫وا ِمن َّمقَ ِام إِ ْب َرا ِهي َم ُم َ‬ ‫{واتَّ ِخ ُذ ْ‬
‫َ‬
‫‪ ‬وت‪++‬أتي بمع‪++‬نى طلب الش‪++‬يء‪ :‬ك‪++‬ان يزي‪++‬د بن المهلب تق‪++‬دم إلى‬
‫ث‪++‬ابت قطن‪++‬ة في أن يص‪++‬لي بالن‪++‬اس ي‪++‬وم الجمع‪++‬ة فلم‪++‬ا ص‪++‬عد‬
‫المنبر‪ ،‬ولم يطق الكالم‪.)3(...‬‬
‫‪ ‬وتأتي بمعنى توجيه النص‪++‬ح والوع‪++‬ظ أو التح‪++‬ذير‪ :‬عن الن‪++‬بي‬
‫ض‪ِ +‬م َن‬ ‫ت ا ِإلبِ‪ُ +‬ل بِاللَّ ْي‪ِ +‬ل َ‬
‫ص‪+‬ابَ ِ‬ ‫ال‪َ « :‬م‪++‬ا أَ َ‬‫صلى هللا عليه وسلم قَ َ‬
‫ت ْال َغنَ ُم‬
‫ص ‪+‬ابَ ِ‬‫ار فَالَ َش ْى َء فِي ‪ِ +‬ه‪َ ،‬و َم‪++‬ا أَ َ‬‫ت بِالنَّهَ ِ‬ ‫صابَ ْ‪+‬‬ ‫أَ ْهلُهَا‪َ ،‬و َما أَ َ‬
‫ث‬ ‫ارى يُتَقَ َّد ُم إِلَى أَ ْهلِهَا ثَالَ َ‬‫ض َو ِ‬‫ار َغ ِر َمهُ أَ ْهلُهَا‪َ ،‬وال َّ‬ ‫بِاللَّي ِْل َوالنَّهَ ِ‬
‫ك » (‪.)4‬‬ ‫ت‪ ،‬ثُ َّم تُ ْعقَ ُر بَ ْع َد َذلِ َ‬ ‫َمرَّا ٍ‬
‫وال َع ْه ُد التق ُّدم إِلى المر ِء في الشي ِء(‪.)5‬‬
‫صيَّةُ والتَّقَ ُّد ُم إلى ال َمرْ ِء في الشي ِء(‪.)6‬‬ ‫الو ِ‬ ‫ال َع ْه ُد‪َ :‬‬

‫‪ - 1‬أحمد بن حنبل أبو عبدهللا الشيباني‪ :‬مسند اإلمام أحم‪+‬د بن حنب‪+‬ل‪ ،‬مؤسس‪+‬ة قرطب‪+‬ة – الق‪+‬اهرة‪ 119 +/ 3 :‬ح‪+‬ديث رقم‪:‬‬
‫‪ ،12222‬وانظر أيضا فيه‪ ، 1/38 :‬حديث رقم‪261 :‬‬
‫‪ - 2‬ال‪+‬دارمي‪ ،‬أب‪+‬و محم‪+‬د عبدهللا بن عب‪+‬دالرحمن‪ :‬س‪+‬نن ال‪+‬دارمي‪ ،‬تحقي‪+‬ق ‪ :‬ف‪+‬واز أحم‪+‬د زم‪+‬رلي ‪ ,‬خال‪+‬د الس‪+‬بع العلمي‪،‬دار‬
‫الكتاب العربي – بيروت‪ ،‬ط‪1407 +،1‬هـ‪ 67 +/ 2 :‬رقم الحديث‪ ،1850 :‬وأب‪+‬و داود السجس‪+‬تاني‪ ،‬س‪+‬ليمان بن األش‪+‬عث‪:‬‬
‫سنن أبي داود‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الفكر ـ بيروت‪ ،585 / 1 +:‬رقم الحديث‪1905 :‬‬
‫‪ - 3‬أبي الفرج األصفهاني‪ :‬األغاني‪ ،‬تحقيق‪ : +‬سمير جابر‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪14/265 :2‬‬
‫‪ - 4‬الدارقطني‪ ،‬علي بن عمر أب‪+‬و الحس‪+‬ن البغ‪+‬دادي‪ :‬س‪+‬نن ال‪+‬دارقطني‪ ،‬تحقي‪+‬ق‪ :‬الس‪+‬يد عب‪+‬د هللا هاش‪+‬م يم‪+‬اني الم‪+‬دني‪ ،‬دار‬
‫المعرفة ‪ -‬بيروت‪1386 ،‬هـ ‪1966 -‬م‪ ،213 / 3 :‬حديث رقم‪392 :‬‬
‫‪ - 5‬اللسان مادة‪( :‬عهد) ‪ +‬تاج العروس‪ ،‬مادة‪( :‬عهد)‬
‫‪ - 6‬الفيروزآبادي‪ ،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪ +:‬الق‪+‬اموس المحي‪+‬ط‪ ،‬تحقي‪+‬ق‪ :‬مكتب‪ +‬تحقي‪+‬ق ال‪+‬تراث في مؤسس‪+‬ة الرس‪+‬الة‪،‬‬
‫إشراف‪ :‬محمد نعيم العرقسوسي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ـ بيروت‪ ،‬ط‪1426 ،8‬هـ ـ ‪2005‬م‪ :‬مادة‪( :‬عهد)‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫صيَّةُ والتقَ ُّد ُم إلى صاحبك بشيء(‪.)7‬‬ ‫ال َع ْه ُد‪َ :‬‬


‫الو ِ‬
‫والتوصية التقدم إلى الغير بفعل فيه صالح وقربة(‪.)2‬‬
‫الوصية تمليك مض‪++‬اف لم‪++‬ا بع‪++‬د الم‪++‬وت‪ ،‬وق‪++‬ال ال‪++‬راغب التق‪++‬دم إلى‬
‫الغير بم‪++‬ا يعم‪++‬ل مقترن‪++‬ا بوع‪++‬ظ‪ ،‬من ق‪++‬ولهم أرض واص‪++‬ية‪ :‬متص‪++‬لة‬
‫النبات(‪.)3‬‬
‫‪ ‬وتستخدم للطلب الموجه ممن هو أعلى مرتبة لمن هو أدنى‪ ،‬م‪++‬ع‬
‫داللتها على انتهاء الغاية‪ :‬ولما عزم المتوكل على بناء الجعفري‬
‫تق‪++‬دم إلى أحم‪++‬د بن إس‪++‬رائيل باختي‪++‬ار رج‪++‬ل يتقل‪++‬د المس‪++‬تغالت‬
‫بالجعفري من قبل أن يب‪+‬نى وإخ‪++‬راج فض‪++‬ول م‪++‬ا بن‪+‬اه الن‪+‬اس من‬
‫المنازل(‪.)4‬‬
‫ولم‪+‬ا ابت‪+‬نى المنص‪+‬ور مدين‪+‬ة بغ‪+‬داد أم‪+‬ر أن تجع‪+‬ل األس‪+‬واق في‬
‫طاقات المدينة إزاء كل باب سوق‪ ،‬فلم يزل على ذلك مدة حتى ق‪++‬دم‬
‫عليه بطريق من بطارقة الروم رسوال من عند الملك‪ ،‬ف‪++‬أمر الربي‪++‬ع‬
‫أن يطوف به في المدينة حتى ينظر إليه‪++‬ا‪ ،‬ويتأمله‪++‬ا وي‪++‬رى س‪++‬ورها‬
‫وأبوابها وما حولها من العم‪++‬ارة‪ ،‬ويص‪++‬عده الس‪++‬ور ح‪++‬تى يمش‪++‬ي من‬
‫أوله إلى آخره‪ ،‬ويريه قباب األبواب والطاقات وجمي‪++‬ع ذل‪++‬ك‪ ،‬ففع‪++‬ل‬
‫الربيع ما أمره ب‪++‬ه‪ ،‬فلم‪++‬ا رج‪++‬ع إلى المنص‪++‬ور ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬كي‪++‬ف رأيت‬
‫مدينتي؟ قال‪ :‬رأيت بناء حسنا ومدينة حص‪++‬ينة إال أن أع‪++‬داءك فيه‪++‬ا‬
‫مع‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬من هم؟ ق‪++‬ال الس‪++‬وقة‪ ،‬ي‪++‬وافي الجاس‪++‬وس من جمي‪++‬ع‬
‫األطراف‪ ،‬فيدخل الجاسوس بعلَّة التجارة‪ ،‬والتجار هم بُ‪+‬رُد اآلف‪++‬اق‪،‬‬

‫‪ - 7‬العين‪ :‬مادة (عهد)‬


‫‪ - 2‬المن‪+‬اوي‪ ،‬محم‪+‬د عب‪+‬د ال‪+‬رؤوف‪ :‬فيض الق‪++‬دير ش‪++‬رح الج‪++‬امع الص‪++‬غير‪ ،‬المكتب‪+‬ة التجاري‪+‬ة الك‪+‬برى – الق‪++‬اهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1356‬هـ‪ ،502 /1 :‬حديث‪ :‬رقم‪ 1810 :‬ونصه‪ :‬استوصوا باألنصار خيرا‪.‬‬
‫‪ - 3‬المن‪++‬اوي‪ ،‬محم‪++‬د عب‪++‬د ال‪++‬رؤوف‪ :‬التوقي‪++‬ف على مهم‪++‬ات‪ +‬التع‪++‬اريف‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬د‪ .‬محم‪++‬د رض‪++‬وان الداي‪++‬ة‪ ،‬دار الفك‪++‬ر‬
‫المعاصر‪ ,‬دار الفكر ‪ -‬بيروت‪ , +‬دمشق‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ‪727 /1 :‬‬
‫‪ - 4‬ياقوت الحموي‪ ،‬أبو عبد هللا ياقوت بن عبد هللا الحموي‪ :‬معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت‪143/ 2 :+‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫فيتجسس األخبار ويعرف م‪++‬ا يري‪++‬د وينص‪++‬رف من غ‪++‬ير أن يعلم ب‪+‬ه‬


‫أحد‪ .‬فسكت المنصور‪ ،‬فلما انصرف البطريق أمر ب‪++‬إخراج‪ +‬الس‪++‬وقة‬
‫من المدين‪++‬ة‪ ،‬وتق‪++‬دم إلى إب‪++‬راهيم بن ح‪++‬بيش الك‪++‬وفي وخ‪++‬راش بن‬
‫المس‪++‬يب اليم‪++‬اني ب‪++‬ذلك‪ ،‬وأمرهما أن يبني‪++‬ا م‪++‬ا بين الص‪++‬راة ونه‪++‬ر‬
‫عيسى سوقا‪ ،‬وأن يجعالها صفوفا(‪.)1‬‬
‫‪ ‬وتأتي مع الم الجر للتعليل‪ :‬عن جابر بن عبد هللا قال ‪ :‬كان معاذ‬
‫بن جبل يص‪++‬لي م‪++‬ع الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬ثم يرج‪++‬ع إلى‬
‫قومه فيؤمهم قال‪ :‬فأخر النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم العش‪+‬اء ذات‬
‫ليلة‪ ،‬فصلى معه معاذ بن جبل‪ ،‬ثم رجع إلينا فتقدم ليؤمن‪++‬ا ف‪++‬افتتح‬
‫سورة البقرة‪ ،‬فلما رأى ذلك رجل من القوم تنحى فصلى وح‪++‬ده‪،‬‬
‫ثم انصرف فقلنا له‪ :‬ما لك يا فالن أنافقت؟ قال‪ :‬ما نافقت وآلتين‬
‫النبي فألخبرنه(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وبمعنى تقدم إلى للداللة على انتهاء الغاية‪ ،‬نح‪++‬و‪ :‬عن جن‪++‬دب بن‬
‫عبد هللا ‪ :‬قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬من اس‪++‬تطاع‬
‫أن ال يحولن بينه وبين الجنة ملء كف من دم يهرقه كأنم‪++‬ا ي‪++‬ذبح‬
‫دجاج‪++‬ة كلم‪++‬ا تق‪++‬دم لب‪++‬اب من أب‪++‬واب الجن‪++‬ة ح‪++‬ال بين‪++‬ه وبين‪++‬ه من‬
‫اس‪++‬تطاع منكم أن ال ي‪++‬دخل بطن‪++‬ه إال طيب‪++‬ا ف‪++‬إن أول م‪++‬ا ينتن من‬
‫اإلنسان بطنه)(‪.)3‬‬
‫‪ ‬وتأتي الالم مع (يتقدم) لمعنى االس‪+‬تحقاق أو االختص‪++‬اص‪ ،‬نح‪++‬و‬
‫تفسير حديث‪ :‬رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪( :‬من ابت‪++‬اع نخال‬
‫بعد أن تؤبر فثمرتها للذي باعها إال أن يشترط المبتاع‪ ،‬ومن باع‬
‫‪ - 1‬السابق‪448 / 4 :‬‬
‫‪ - 2‬ابن حبان‪ ،‬محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البس‪+‬تي‪ :‬ص‪+‬حيح ابن حب‪+‬ان ب‪+‬ترتيب ابن بلب‪+‬ان‪ ،‬تحقي‪+‬ق ‪ :‬ش‪+‬عيب‬
‫األرنؤوط‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬ط‪1414 ،2‬هـ ‪1993 -‬م‪ 159 /6 :‬حديث رقم‪2400 :‬‬
‫‪ - 3‬الطبراني‪ ،‬أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب‪ :‬المعجم الكبير‪ ،‬تحقيق ‪ :‬حمدي بن عبدالمجيد السلفي‪ ،‬مكتبة العل‪+‬وم‬
‫والحكم – الموصل‪ ،‬ط‪1404 ،2‬هـ ‪1983 -‬م‪ 160 /2 :‬حديث رقم‪1662 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫عبدا وله مال فماله للبائع إال أن يشترط المبت‪++‬اع )‪ ،‬أن النخ‪++‬ل إذا‬
‫أبرت والعبد الذي له مال إذا بيعا يكون الثمر والم‪++‬ال للب‪++‬ائع؛ م‪++‬ا‬
‫لم يتقدم للمبتاع فيه الشرط(‪.)1‬‬

‫أمر هام جدا ـ أيضا ـ يدلل على ض‪++‬عف ال‪++‬تركيب (تق‪َّ +‬دم من) أن‬
‫المعنى األغلب – كما تذكر كتب اللغة – لـ (من) الجارة هو ابت‪++‬داء‬
‫الغاية‪ ،‬لكن المعنى الم‪++‬راد من االس‪++‬تعماالت المعاص‪++‬رة ه‪++‬و انته‪++‬اء‬
‫الغاية‪ ،‬بمعنى أن التهنئة والمباركة وغيرها توجه إلى غاي‪++‬ة نهايته‪++‬ا‬
‫‪+‬ني‪ ،‬وعلي‪++‬ه فاألص‪++‬وب واألص‪++‬ح لغ‪++‬ة واس‪++‬تعماال أن‬ ‫الش‪++‬خص المع‪ُّ +‬‬
‫يستخدم التركيب حرف الجر (إلى) الذي أشهر معانيه انتهاء الغاي‪++‬ة‬
‫– كما مر في الشواهد التي سقناها –‪.‬‬
‫اعتاد ـ اعتاد على‬
‫اعتاد كثير من المحدثين تعدية الفع‪++‬ل (اعت‪++‬اد) بح‪++‬رف الج‪++‬ر (على)‬
‫في مث‪+++‬ل‪( :‬اعت‪+++‬اد على رياض‪+++‬ة الص‪+++‬باح) م‪+++‬ع أن االس‪+++‬تعماالت‬
‫الفصيحة له وردت بتعديته مباشرة إلى المفعول به‪ ،‬ثم إن‪++‬ه ال فائ‪++‬دة‬
‫لغوية ترجى من استعمال (على) مع الفعل‪ ،‬كما يفصل (ابن هش‪++‬ام)‬
‫معانيه‪++‬ا ال‪++‬تي منه‪++‬ا‪ :‬االس‪++‬تعالء والمص‪++‬احبة والمج‪++‬اوزة والتعلي‪++‬ل‬
‫وغيرها(‪ ،)2‬والش‪++‬واهد الفص‪++‬يحة التالي‪++‬ة دلي‪++‬ل واض‪++‬ح على ع‪++‬دم‬
‫فصاحة التعبيرات العصرية التي تعدي الفعل (اعتاد) بـ (على)‪:‬‬
‫عا َدني الشيء َع ْوداً واعتا َدنِي‪ :‬انتَابَنِي واعتا َدني هَ ٌّم و َح َز ٌن(‪.)3‬‬
‫ب‪:‬‬‫قال مالك بن ال َّر ْي ِ‬

‫‪ - 1‬صحيح ابن حبان‪ ، 290 / 11 :‬بيان حديث رقم‪290 - 289 /11 ،4922 :‬‬
‫‪ - 2‬مغني اللبيب‪.193 -190 /1 :‬‬
‫‪ - 3‬تاج العروس‪ :‬مادة (عود)‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫ت ال َغمــا َم‬‫س ـقِي ِ‬ ‫وس ـلِّ ِمي ‪ . . .‬على ال ـ َّر ْيم أُ ْ‬ ‫ـور َ‬‫إذا ُمتُّ فاعتــا ِدي القُبـ َ‬
‫(‪)1‬‬
‫ال َغوا ِديا‬
‫قال العجاج يصف الثور الوحشي‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫راني‬
‫ص ُّ‬ ‫العي َد نَ ْ‬
‫ي ‪ . . .‬كما يَ ُعو ُد ِ‬ ‫واعْتا َد أَ ْرباضا ً لَها آ ِر ُّ‬
‫وفي رواية‪:‬‬
‫لي‬
‫الصيرا ِن ُع ْد ُم ُّ‬ ‫ي ‪ . . .‬من َم ْع ِدن ِّ‬ ‫وا ْعتَا َد أَرباضا ً لها آ ِر ُّ‬
‫ض وه‪++‬و‬ ‫ور َج‪++‬ع إليه‪++‬ا‪ ،‬واألَرْ ب‪++‬اضُ جم‪++‬ع َربَ ٍ‬ ‫ق‪++‬ال ا ْعتا َده‪++‬ا أَتاه‪++‬ا َ‬
‫آريٌّ أَي لها آ ِخيَّةٌ من َمكانِس البقر ال تزول وله‪++‬ا‬ ‫ْ‬
‫المأوى‪ ،‬وقوله لها ِ‬
‫أَصل(‪.)3‬‬
‫وأنشد عدي بن الرقاع العاملي يمدح الوليد‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ش ِم َل البِلَى أَ ْبالَ َدها‬ ‫ار ت ََوهُّما ً فاعتَا َدها ‪ ...‬من بع ِد ما َ‬ ‫عرف ال ِّديَ َ‬ ‫َ‬
‫وقال المتنبي‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫خوض المنايا ‪ ...‬فأيسر ما يمر به الوحول‬ ‫َ‬ ‫إذا اعتاد الفتى‬
‫قال القطامي‪:‬‬
‫ضــى بَــواقي ِد ْينِهــا‬ ‫ســلَ ْيمى َح ْي َن ُم ْعتــا ِد وال تَقَ َّ‬ ‫مـــا اعْتــا َد ُح ُّب ُ‬
‫(‪)6‬‬
‫الطا ِدي‬
‫وثَرْ ثا ٌر واد معروف‪ ،‬وثَراثِ ُر موضع‪ ،‬قال الشماخ‪:‬‬
‫ض اعْتادهــا من‬ ‫اش ال َمــرا ِ‬ ‫شــ َ‬ ‫وأَ ْح َمى عليهــا ابنــا ُز َم ْي ٍ‬
‫ــع و َه ْيثَ ٍم ُم َ‬
‫(‪) 7‬‬
‫ثَراثِر‬
‫‪ - 1‬لس‪+‬ان الع‪+‬رب‪ :‬م‪+‬ادة (ريم) ‪ +‬ت‪+‬اج الع‪+‬روس الم‪+‬ادة نفس‪+‬ها‪ + .‬ابن الس‪+‬كيت‪ ،‬أب‪+‬و يوس‪+‬ف يعق‪+‬وب‪ +‬بن إس‪+‬حاق‪ :‬إص‪+‬الح‬
‫المنطق‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر وعبدالسالم محمد هارون‪ ،‬دار المع‪++‬ارف ‪ -‬الق‪++‬اهرة‪ ،‬ط‪1949 +،4‬م‪ + .29 +/1 :‬معجم‬
‫البلدان‪.511 / 1 :‬‬
‫‪ - 2‬لسان العرب‪ :‬مادة (عود) ‪ +‬تاج العروس المادة نفسها‪ + .‬العين المادة نفسها‪.‬‬
‫‪ - 3‬لسان العرب‪ :‬مادة (أري) ‪ +‬إصالح المنطق‪.314 /1 :‬‬
‫‪ - 4‬األغاني‪ +.290 /1 :‬لسان العرب‪ :‬مادة (بلد) ‪ +‬القاموس المحيط المادة نفسها‪ + .‬معجم البلدان‪.324 / 3 :‬‬
‫‪ - 5‬المستطرف‪ + .72 /1 :‬معجم البلدان‪.156 / 4 :‬‬
‫‪ - 6‬لسان العرب‪ :‬مادة (وطد) ومادة (طدي)‪ + .‬العين مادة (وطد)‪.‬‬
‫‪ - 7‬لسان العرب‪ :‬مادة (ثرر)‪ ،‬ونسبه صاحب تاج العروس لألخطل‪ ،‬مادة (ثرر)‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫قال الراعي‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ان لما اعْتا َدني ِذ َكري‬ ‫س ْودا ُء دونَ ُهم وبَ ْطنُ لُ َّج َ‬ ‫والح َّرةُ ال َّ‬
‫َ‬ ‫فقلت‬
‫ونحوه(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫ض أو ح ُْز ٍن‬ ‫ك من هَ ٍّم أو َم َر ٍ‬ ‫والعي ُد بالكسر‪ :‬ما ا ْعتا َد َ‬ ‫ِ‬
‫َسفَ ٌر نَعو ٌر إذا كان بعيداً‪ ،‬ومنه قو ُل طَ َرفَةَ ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫وم ْثلي فا ْعلَ ِمي يا أ َّم َع ْمر ٍو ‪ ...‬إذا ما اعْتا َدهُ َ‬
‫سفَ ٌر نَ ُعو ُر‬
‫ومن األشعار أيضا‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫إذا همذان اعتادها القر وانقضى ‪ ...‬برغمك أيلول وأنت مقيم‬
‫قــد خــدد الــدمع خــدي من تــذكركم ‪ ...‬واعتــادني المضــنيان الوجــد‬
‫(‪)5‬‬
‫والكمد‬
‫ت ك َمـا ي ْكفيـ َك ف ْقـ َد‬ ‫قرصـا ً إذا اعْتـادَكَ ال َهـ َوى ‪ِ ...‬ب َ‬
‫ـز ْي ٍ‬ ‫اصـطَبِ ْغ ْ‬‫أنِ ْخ فَ ْ‬
‫(‪)6‬‬
‫ا ْل َحبائِ ِ‬
‫ب‬
‫الحب والهــوى ‪ ...‬إذا اعتــاد نفســي من أميمــة‬ ‫ّ‬ ‫فواكبــدا من العج‬
‫(‪)7‬‬
‫عيدها‬
‫ف ر َُوي ِْعيا ً َم ِظنَّه‪.‬‬ ‫وفي شرح المثل‪ :‬أَ ْخلَ َ‬
‫رويعي‪ :‬تص‪+++‬غير راع‪ ،‬والمظن من ظن بمع‪+++‬نى علم‪ ،‬وأص‪+++‬له أن‬
‫راعيا قد اعتاد واديا يرعى في‪++‬ه اإلب‪++‬ل ف‪++‬رأى في‪++‬ه األس‪++‬د يوم‪++‬ا فق‪++‬ال‬

‫‪ - 1‬لسان العرب‪ :‬مادة (لجج) ‪ +‬القاموس المحيط المادة نفسها‪ + .‬البكري‪ ،‬أبو عبيد عب‪++‬د هللا بن عب‪++‬د العزي‪++‬ز األندلس‪++‬ي‪،‬‬
‫معجم ما اس‪++‬تعجم من أس‪++‬ماء البالد والمواض‪++‬ع‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬مص‪++‬طفى الس‪++‬قا‪ ،‬ع‪++‬الم الكتب – ب‪++‬يروت‪ ،‬ط‪1403 +،3‬هـ‪/ 4 :‬‬
‫‪ + .1151‬معجم البلدان‪.246 / 2 :‬‬
‫‪ - 2‬القاموس المحيط‪ :‬مادة ( عود )‪ + .‬تاج العروس المادة نفسها‪+.‬‬
‫‪ - 3‬تاج العروس‪ :‬مادة (نعر)‪+.‬‬
‫‪ - 4‬ثمار القلوب‪.555 /1 :‬‬
‫‪ - 5‬خزانة األدب‪.372 /1 :‬‬
‫‪ - 6‬أبو هالل العسكري‪ :‬جمهرة األمثال‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش‪ ،‬دار الفك‪++‬ر – ب‪++‬يروت‪،‬‬
‫ط‪1988 ،3‬م‪.173/ 1 :‬‬
‫‪ - 7‬العين‪ :‬مادة (لعج)‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫ذلك‪ ،‬يضرب في حاجة يع‪++‬وق دونه‪++‬ا ع‪++‬ائق(‪ ،)8‬و َم ِظ ُّن ك ‪ِّ +‬ل ش‪++‬يء ‪:‬‬
‫حيث يُظَ ُّن به ذلك الشيء‪.‬‬
‫والمثل‪َ :‬م ِن اعتَا َد البِطَالَةَ لَ ْم يُ ْفلِحْ (‪.)1‬‬
‫وفي الحديث‪:‬‬
‫الحين‬
‫َ‬ ‫‪َ ( ‬ما ِم ْن ُم ْؤ ِم ٍن إالَّ ولَهُ َذ ْنبٌ قد ا ْعتَا َدهُ الفَ ْينَةَ بَ ْع َد الفَ ْينَ ِة)‪ .‬أي‬
‫الحين(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫بعد‬
‫‪( ‬أصلحك‪ +‬هللا) ‪ :‬كلمة اعتادوا أن يقولوها عن‪++‬د الطلب‪ ،‬أو الم‪++‬راد‬
‫الدعاء له بإصالح جسمه ليعافى من مرضه(‪.)3‬‬
‫‪( ‬ال يحتك‪+++‬ر إال خ‪+++‬اطئ) (إال خ‪+++‬اطئ) بمع‪+++‬نى آثم‪ ،‬والمع‪+++‬نى ال‬
‫يجترئ على هذا الفعل الشنيع إال من اعتاد المعصية(‪.)4‬‬
‫‪ ‬عن أنس بن مالك ق‪+‬ال‪ :‬ك‪++‬ان الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪++‬لم أخ‪+‬ف‬
‫الناس ص‪++‬الة في تم‪++‬ام‪ ،‬يري‪++‬د أخ‪++‬ف الن‪++‬اس ص‪++‬الة فيم‪++‬ا اعتاده‪++‬ا‬
‫الن‪++‬اس في ذل‪++‬ك الزم‪++‬ان على حس‪+‬ب ع‪+‬ادة المص‪+‬طفى ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم في صالته(‪.)5‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ " :‬م ْن‬ ‫ال‪ :‬قَا َل َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫‪َ ‬ع ْن أَبِي هُ َري َْرةَ‪ ،‬قَ َ‬
‫ت‪ :‬أَ ُعو ُذ ِب َكلِ َما ِ‬
‫ت هَّللا ِ التَّا َّم ِة ِم ْن َش ِّر َم‪++‬ا‬ ‫ث َمرَّا ٍ‬ ‫ين يُ ْم ِسي ثَاَل َ‬ ‫قَ َ‬
‫ال ِح َ‬

‫‪ - 8‬المستقصى في أمثال العرب‪ + .105 +/1 :‬النيسابوري‪ ،‬أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني‪ :‬مجمع األمثال‪ ،‬تحقي‪++‬ق‪:‬‬
‫محمد محيى الدين عبد الحميد‪ ،‬دار المعرفة – بيروت‪.240 / 1 :‬‬
‫‪ - 1‬مجمع األمثال‪327 /2 :‬‬
‫‪ - 2‬ابن الجوزي‪ ،‬أبو الفرج عبدالرحمن بن علي‪ ،‬غريب الحديث‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬عبدالمعطي أمين قلعجي‪ ،‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1985 +،1‬هـ‪ + .214 +/2 :‬الفائق‪ + .150 +/ 3 :‬عبد بن حميد بن نصر أبو محمد الكسي‪ :‬المنتخب‪ +‬من مسند‬
‫عبد بن حميد‪ ،‬تحقيق‪ :‬صبحي البدري السامرائي‪ ,‬محمود محمد خليل الصعيدي‪ ،‬مكتبة السنة – القاهرة‪ ،‬ط‪1408 ،1‬هـ ‪-‬‬
‫‪1988‬م‪ 225 / 1 :‬حديث رقم‪.674 :‬‬
‫‪ - 3‬البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل أبو عبدهللا الجعفي‪ :‬الجامع الصحيح المختصر(صحيح البخاري)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬
‫ديب البغا‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬اليمامة – بيروت‪ ،‬ط‪1407 ،3‬هـ ‪1987 -‬م‪ 2588 /6 :‬حديث رقم‪.6647 :‬‬
‫‪ - 4‬ابن ماجة‪ ،‬محمد بن يزيد أبو عبدهللا القزويني‪ :‬سنن ابن ماجه‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر ‪ -‬بيروت‪2 :‬‬
‫‪ .728/‬حديث رقم‪.2154 :‬‬
‫‪ - 5‬صحيح ابن حبان‪ 165/ 5 :‬حديث رقم‪.1856 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫‪+‬ان أَ ْهلُهَ‪++‬ا قَ‪ِ +‬د‬


‫ك اللَّ ْيلَ‪+‬ةَ "‪ .‬قَ‪++‬ا َل َس‪ْ +‬هلٌ‪« :‬فَ َك‪َ +‬‬ ‫ض َّرهُ لَ ْس َعةٌ تِ ْل‪َ +‬‬
‫ق لَ ْم يَ ُ‬ ‫َخلَ َ‬
‫ت ا ْم َرأَةٌ فَلَ ْم تَ ِج ْد لَهَا َو َجعًا»(‪.)1‬‬
‫ا ْعتَا ُدوا أَ ْن يَقُولُوا‪ ،‬فَلُ ِس َع ِ‬
‫‪ ‬وكان إنكاره لما اعتادوه من عدم ظهور المعتدة كليا وك‪++‬ان ظن‪++‬ه‬
‫أنها مازالت في العدة(‪.)2‬‬
‫أعلن عن‬
‫يرد على لسان المحدثين‪ ،‬نح‪++‬و‪( :‬تعلن المؤسس‪++‬ة عن وظيف‪++‬ة‬
‫شاغرة) و(أعلن المركز عن افتتاح قسم جديد)‪ ،‬ولم ت‪++‬ورد المع‪++‬اجم‬
‫ال‪++++‬تركيب اللغ‪++++‬وي‪( :‬أعلن عن) وال كتب الح‪++++‬ديث الص‪++++‬حاح‪،‬‬
‫واالستعمال الفصيح في الفعل (أعلن) التعدي مباشرة أو مع ح‪++‬رف‬
‫الجر الباء‪ +،‬ومنه‪ :‬علن األم ُر ي ْعلُ ُن ُعلُونا وعالنيةً أي‪ :‬شاع وظه‪++‬ر‪،‬‬
‫والكالم‪ ،‬وأ ّما اس‪++‬تعلن فق‪++‬د‬ ‫ِ‬ ‫وأعلنته إعالنا‪ ،‬وال يُقَالُ‪ :‬أعلن إالّ لألمر‬
‫يجوز في ك ّل ذلك(‪ ،)3‬و َعلَّنه وأَ ْعلَنه وأَ ْعلَن به‪ ،‬وأَنشد ثعلب‪:‬‬
‫ي إِعْال ِن‬ ‫ش َّك ُوشاةٌ قد َر َم ْوك بنا وأَ ْعلَنُوا بك فينا أَ َّ‬ ‫حتى يَ ُ‬
‫وا ْستَ َس َّر الرج ُل ثم ا ْستَ ْعلَ َن أَي تَ َعرَّض ألَ ْن يُ ْعلَ َن به وعالَنَه أَ ْعلَ َن إِليه‬
‫األَ ْم َر‪ ،‬قال قَ ْعنَبُ بن أُ ِّم صاحب‪:‬‬
‫ـــداجي على البَ ْغضـــا ِء صـــا ِحبَه *** ولَنْ أُعـــالِنَ ُه ْم إال كمـــا‬ ‫كـــ ٌّل يُ ِ‬
‫(‪)4‬‬
‫َعلَنُوا‬
‫وقول ال ُم َعطَّ ِل الهُ َذلِ ّي‬
‫(‪)5‬‬
‫اب ال َمهالِ ِك أَ ْر َوعا‬ ‫ب َج ّو َ‬‫من التَّ ْغ ِ‬ ‫لَ َع ْمري لقد أَ ْعلَ ْنتَ ِخ ْرقا ً ُمبَ َّرأً ‪َ ...‬‬

‫‪ - 1‬ابن أبي شيبة‪ ،‬أبو بكر عبد هللا بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي‪ :‬المصنف في األحاديث واآلثار‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال يوس‪+‬ف‬
‫الحوت‪ ،‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ،‬ط‪ 1409 1‬هـ‪ 100/ 6 :‬حديث رقم‪29799 :‬‬
‫‪ - 2‬صحيح البخاري‪ 1466 / 4 :‬شرح حديث رقم‪3770 :‬‬
‫‪ - 3‬العين‪ :‬مادة (علن)‬
‫‪ - 4‬لسان العرب مادة (علن)‬
‫‪ - 5‬لسان العرب ‪ :‬مادة (تغب)‪ + +‬تاج العروس‪ :‬المادة نفسها‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫يان بغير ح‪++‬رف فيق‪++‬ال َجهَ‪َ +‬ر‬ ‫وجه َْو َر‪ :‬أَعلن به وأَظهره ويُ َع َّد ِ‬ ‫وأَجْ هَ َر َ‬
‫ت وأَجْ هَ َر أَ ْعلَ َن‬‫الصو َ‬
‫ْ‬ ‫الكال َم وأَجْ هَ َرهُ أَعلنه وقال بعضهم َجهَ َر أَ ْعلى‬
‫رت بالقول أَجْ هَ ُر به إِذا أَ ْعلَ ْنتَهُ(‪.)1‬‬ ‫الن َج ْه ٌر و َجهَ ُ‬ ‫وكلُّ إِ ْع ٍ‬
‫الكاش ُر ال ُم َز ِّك ُن أَ ْعلِ ْن بما تُ ْخفي فإِني ُم ْعلِ ُن(‪.)2‬‬
‫ِ‬ ‫يا أَيُّهذا‬
‫والظاهر أن استعمال (الباء) مع الفعل (أعلن) المتع‪++‬دي بنفس‪++‬ه‪ ،‬من‬
‫قبي‪++‬ل اس‪++‬تعماالتها ال‪++‬تي ت‪++‬رد م‪++‬ع أفع‪++‬ال أخ‪++‬رى متعدي‪+‬ة‪ ،‬نح‪++‬و قول‪++‬ه‬
‫‪+‬ر‬‫‪+‬ككت الحج‪َ +‬‬ ‫بعض‪+‬هم ببعض) (البق‪++‬رة‪ )251 :‬وص‪ُ +‬‬ ‫َ‬ ‫الناس‬
‫َ‬ ‫تعالى‪( :‬دف ُع هللاِ‬
‫ب‪+‬الحجر‪ +،‬واألص‪+‬ل دف‪+‬ع بعض الن‪+‬اس بعض‪+‬اً‪ ،‬وص‪+‬ك الحج‪+‬ر‪ +‬الحج‪َ +‬ر(‪.)3‬‬
‫ويمكن تج‪+++‬ويز اس‪+++‬تعمال الفع‪+++‬ل (أعلن) م‪+++‬ع (عن) قياس‪+++‬ا على‬
‫استخدامه م‪++‬ع الب‪++‬اء‪ ،‬ونياب‪++‬ة (عن) عن الب‪++‬اء‪ ،‬حيث إنه‪++‬ا تن‪++‬وب عن‬
‫‪++‬وى} (النجم‪ )3 :‬أي‬ ‫ق َع ِن ْالهَ َ‬ ‫(الب‪++‬اء) في نح‪++‬و قول‪++‬ه ‪َ { :‬و َم‪++‬ا يَ ِ‬
‫نط‪ُ ++‬‬
‫ب‪++‬الهوى‪ ،‬وإن ك‪++‬ان ابن هش‪++‬ام ي‪++‬رى اس‪++‬تخدام (عن) في اآلي‪++‬ة على‬
‫القوس‪ ،‬بمعنى بالقَ ْوس وكم‪+‬ا في ق‪+‬ول‬ ‫ِ‬ ‫حقيقتها(‪ ،)4‬ويقال‪َ :‬ر َميْت عن‬
‫امرئ القيس‪:‬‬
‫أسيل وتتقي *** بناظرة من وحش َو َج َرة ُمطف ِل‬ ‫ٍ‬ ‫تصد وتُبدي عن‬
‫أي تصد بأسيل(‪.)5‬‬
‫نخلص مما سبق إلى أن الثابت في االستعمال الفصيح تعدي‪++‬ة‬
‫بالفعل (أعلن) مباشرة أو بحرف الجر الب‪++‬اء‪ ،‬كم‪++‬ا ي‪++‬رد في الفص‪++‬يح‬
‫نيابة الحرف (عن) عن (الباء)‪ ،‬وعليه فاستخدام الفع‪++‬ل (أعلن) م‪++‬ع‬
‫(عن)‪ ،‬وإن ك‪++‬ان لم ي‪++‬رد ص‪++‬راحة في فص‪++‬يح الكالم‪ ،‬ف‪++‬إن القي‪++‬اس‬

‫‪ - 1‬لسان العرب‪ :‬مادة (جهر) ‪ +‬تاج العروس المادة نفسها‪.‬‬


‫‪ - 2‬لسان العرب ‪ :‬مادة (زكن) ‪ +‬تاج العروس المادة نفسها‪.‬‬
‫‪ - 3‬معني اللبيب‪139 /1 :‬‬
‫‪ - 4‬مغني اللبيب‪198 /1 :‬‬
‫‪ - 5‬المخصص‪239 - 238 / 4 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫يجيزه‪ ،‬ونرى أال حرج من استعماله مع (عن) عند الضرورة‪ ،‬وإن‬


‫كان األولى واألفصح تعديته مباشرة أو مع (الباء)‪.‬‬

‫أكد على‬
‫يش‪++‬يع في االس‪++‬تعماالت المعاص‪++‬ر‪ ( :‬أك‪++‬د على حض‪++‬ور الن‪++‬دوة)‬
‫استخدام الفعل (أكد) متع‪++‬ديا بح‪++‬رف الج‪++‬ر على‪ ،‬م‪++‬ع أن ال‪++‬وارد في‬
‫الفصيح تعديته مباش‪++‬رة‪ ،‬إذ ت‪++‬ورد مع‪++‬اجم اللغ‪++‬ة االس‪++‬تخدام الفص‪++‬يح‬
‫لهذا الفعل في مادتي‪( :‬أكد‪ ،‬ووكد) ما مجمله‪:‬‬
‫‪ ‬أَ َّكد العه َد والعق َد لغة في و َّكده‪ ،‬وقي‪+‬ل ه‪++‬و ب‪+‬دل‪ ،‬والتأْكي‪++‬د لغ‪+‬ة‬
‫ت الشي َء وو َك ْدته(‪.)1‬‬ ‫في التوكيد‪ ،‬وقد أَ َّك ْد ُ‬
‫نصاريّ‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ك األَ‬ ‫ولكعب بن مالِ ٍ‬
‫(‪)2‬‬
‫بي إِلي ُك ُم ولقد أَلَظَّ وأَ َّك َد األَ ْيمانا‬ ‫أَنَسيِتُ ُم َع ْه َد النَّ ِّ‬
‫وو ّك‪َ +‬د ال َع ْق‪َ +‬د وال َعهْ‪َ +‬د‬ ‫(‪)3‬‬
‫وأص‪+‬اب ‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫‪َ ‬و َك َد ي ِك ُد ُو ُكوداً ‪ :‬أقا َم وقَ َ‬
‫ص َد‬
‫توكيداً أَ ْوثَقَه كأ َ َّك َده‪ ،‬والهم ُز لغةٌ فيه‪َ ،‬و َّك َد الرَّحْ ‪َ +‬ل‪َ :‬ش ‪َّ +‬ده يق‪++‬ال‬
‫فيه أَ ْو َك ْدتُه وآ َك ْدتُه إِيكاداً وأَ َّك ْدتُه وبالواو أَفصح(‪.)4‬‬
‫‪ ‬ومن وجب علي‪++‬ه فيه‪++‬ا العم‪++‬ل يعم‪++‬ل على الع‪++‬ادة في األي‪++‬ام‬
‫الصالحية ويؤكد على الوالة في مباشرتها بنفوسهم(‪.)5‬‬
‫‪ ‬وأكد على نقروز في أنه إن انقاد لهذا األمر فليعقد معه هدن‪++‬ة‬
‫ألمد من الدهر(‪.)6‬‬

‫‪ - 1‬لسان العرب‪ :‬مادة (أكد)‬


‫‪ - 2‬لسان العرب‪ :‬مادة (أخر)‬
‫‪ - 3‬القاموس المحيط‪ :‬مادة (وكد)‬
‫‪ - 4‬تاج العروس‪ :‬مادة (وكد)‪ + +‬لسان العرب‪ :‬مادة (وكد)‬
‫‪ - 5‬القلقشندي‪ ،‬أحمد بن علي‪ :‬صبح األعشى في صناعة اإلنشا‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪.‬يوس‪+‬ف علي طوي‪+‬ل‪ ،‬دار الفك‪+‬ر – دمش‪+‬ق‪ ،‬ط‬
‫‪1،1987‬م‪.102 /13:‬‬
‫‪ - 6‬نفح الطيب‪460 / 5 :‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫‪ ( ‬عزائم السجود ) المأمور بها والعزائم جمع عزيمة وهي ما‬


‫أكد الشارع على فعله(‪.)1‬‬
‫‪ ‬وفي رواية طاوس أن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم خ‪++‬رج من‬
‫المدينة ال يسمي حجا وال عمرة ينتظر القض‪++‬اء‪ +،‬ف‪++‬نزل علي‪++‬ه‬
‫القضاء‪ +‬وهو بين الصفا والمروة‪ ،‬فأمر من كان منهم أهل ولم‬
‫يكن معه هدي أن يجعلها عمرة‪ ،‬وأكد الش‪++‬افعي ‪ -‬رحم‪++‬ه هللا‬
‫‪ -‬ه‪+++‬ذه الرواي‪+++‬ة المرس‪+++‬لة بأح‪+++‬اديث موص‪+++‬ولة رويت في‬
‫إحرامهم تشهد لرواية طاوس بالصحة(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وإن هللا تعالى أوجب طاعة أولي األم‪++‬ر على كاف‪++‬ة المؤم‪++‬نين‬
‫وأكد فرض‪+‬ها على جمي‪++‬ع المس‪+‬لمين فق‪+‬ال ج‪++‬ل ق‪++‬ائال ﴿ يَاأَيُّهَ‪+‬ا‬
‫ُول َوأُ ْولِي اأْل َ ْم ِر ِم ْن ُك ْم ﴾‬
‫ين آ َمنُوا أَ ِطيعُوا هَّللا َ َوأَ ِطيعُوا ال َّرس َ‬
‫الَّ ِذ َ‬
‫(النساء‪.)3()59 :‬‬
‫‪ ‬سيدنا وموالن‪+‬ا محم‪+‬د رس‪+‬وله المص‪+‬طفى المخت‪+‬ار ال‪++‬ذي أك‪+‬د‬
‫عليه جبريل ‪ -‬صلوات هللا عليه ‪ -‬حق الجوار(‪.)4‬‬
‫المؤ َّكد‪،‬‬
‫ومن البين أن الفعل (أكد) يتعدى إلى مفعول ب‪++‬ه ه‪++‬و األم‪++‬ر َ‬
‫ويتع‪++‬دى بح‪++‬ر الج‪++‬ر (على) إلى المعنِ ِّي ب‪++‬األمر الم َؤك‪++‬د‪ ،‬ويب‪++‬دو أن‬
‫س‪++‬بب الخط‪++‬أ الش‪++‬ائع الخل‪++‬ط بين األم‪++‬ر المؤ َّكد والمع‪++‬ن ِّي ب‪++‬ه؛ بحيث‬
‫المعني باألمر المؤكد‪ ،‬ويُع َّدى الفعل بحرف الج‪++‬ر إلي‪++‬ه‬ ‫ِّ‬ ‫يُستغنى عن‬
‫في التعب‪++‬ير المعاص‪++‬ر الملح‪++‬ون‪ ،‬وعلي‪++‬ه يك‪++‬ون التعب‪++‬ير األفص‪++‬ح‬
‫المعاصر هكذا‪( :‬أكد حضور الندوة على المشاركين)‪.‬‬
‫إعالنـ هام ومهم‪:‬‬
‫‪ - - 1‬صحيح البخاري‪ 363 /1 :‬شرح حديث رقم‪1019 :‬‬
‫‪ - 2‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى‪ :‬سنن البيهقي الكبرى‪ ،‬تحقيق‪ :‬محم‪+‬د عب‪+‬د الق‪+‬ادر عط‪+‬ا‪ ،‬مكتب‪+‬ة‬
‫دار الباز ‪ -‬مكة المكرمة‪ ،‬ط ‪1414‬هـ ‪1994 -‬م‪.339 /4 :‬‬
‫‪ - 3‬صبح األعشى‪.424 /10 :‬‬
‫‪ - 4‬نفح الطيب‪.430 /4 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫يخطئ بعض الدارسين استعمال التركيب (إعالن هام ـ قضية هامة‬


‫ـ تنبي‪++‬ه ه‪++‬ام) بحج‪++‬ة أن‪++‬ه يتض‪++‬من مع‪++‬نى الح‪++‬زن والهم والقل‪++‬ق‪،‬‬
‫ويرجح‪++‬ون اس‪++‬تعمال‪( :‬إعالن مهم) لم‪++‬ا يث‪++‬ير االنتب‪++‬اه واالهتم‪++‬ام؛‬
‫ولبي‪++‬ان الص‪++‬واب في ه‪++‬ذا كل‪++‬ه؛ نتح‪++‬رى االس‪++‬تعماالت اللغوي‪++‬ة كم‪++‬ا‬
‫تذكرها كتب اللغة‪:‬‬
‫‪+‬زن‪ ،‬وجمع‪++‬ه هُم‪++‬و ٌم‪ ،‬وهَ َّمه األَم‪ُ +‬ر هَ ّم‪ +‬ا ً و َمهَ َّمةً‬ ‫ففي اللسان‪ :‬الهَ ُّم ال ُح‪ْ +‬‬
‫وأح َز َن‪ ،‬ويقال مع‪++‬نى‬ ‫ق َ‬ ‫وأَهَ َّمه فا ْهتَ َّم وا ْهتَ َّم به‪ ،‬وأَهَ َّمني األَم ُر إِذا أَ ْقلَ َ‬
‫ك أَي ما أَحْ َزنَك وقيل م‪++‬ا أَ ْقلَقَ‪++‬ك‪ +،‬وهَ َّم بالش‪++‬ي َء يه ُّم هَ ّم‪ +‬ا ً ن‪++‬واه‬ ‫ما أَهَ َّم َ‬
‫وعزم عليه(‪.)1‬‬ ‫َ‬ ‫وأَرا َده‬
‫ويقال للرجل إذا أقلق‪+‬ه أم‪+‬ر مهم فب‪++‬ات ليل‪+‬ه س‪+‬اهرا‪ :‬ب‪+‬ات يتقلى‪ ،‬أي‬
‫يتقلب على فراشه(‪.)2‬‬
‫الح َز ُن‪ ،‬والجمع‪ :‬هُمو ٌم‪ ،‬وما هَ َّم ب‪++‬ه في‬ ‫وفي القاموس المحيط‪ :‬الهَ ُّم‪َ :‬‬
‫نفسه‪ ،‬وهَ َّمه األَ ْم ُر هَ ّما ً و َمهَ َّمةً‪َ :‬ح َزنَه كأَهَ َّمه فا ْهتَ َّم‪.‬‬
‫وفي جمهرة اللغة‪ :‬هَم بالشيء يَهُ ُّم هَماً‪ ،‬إذا عزم علي‪++‬ه أو َح‪ +‬دث ب‪++‬ه‬
‫نف َسه‪ ،‬وأه َّمني الشي ُء يُ ِهمني‪ ،‬إذا أحزنني‪ ،‬فأنا ُمهَ ّم والشيء مهِّم(‪.)3‬‬
‫وفي مخت‪++‬ار الص‪++‬حاح‪ :‬الهَ ُّم ال ُح‪++‬زن والجم‪++‬ع الهُ ُم‪++‬و ُم‪ ،‬وأَهَ َّمهُ األم‪++‬ر‬
‫وح َزنه‪ ،‬وال ُم ِه ُّم األمر الشديد‪ ،‬وهَ َّم بالشيء أَراده وبابه ر َّد‪.‬‬ ‫أقلقه َ‬
‫ت) بالشيء (هَ ًّما)‬ ‫وفي المصباح المنير‪(:‬الهَ ُّم) ما هممت به‪ ،‬و(هَ َم ْم ُ‬
‫ت أَ ْن أَ ْنهَى‬ ‫من باب قتل‪ ،‬إذا أردته ولم تفعله‪ ،‬وفي الحديث (لَقَ ْد هَ َم ْم ُ‬

‫‪ - 1‬لسان العرب مادة (همم) وانظر المادة نفسها في تاج العروس ‪.‬‬
‫‪ - 2‬تاج العروس‪ :‬مادة (قلي) ‪ +‬لسان العرب مادة (قلي)‬
‫‪ - 3‬ابن دريد‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن‪ :‬جمهرة اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬رمزي منير بعلبكي‪ ،‬دار العلم للماليين ـ بيروت‪ +،‬ط ‪،1‬‬
‫‪1987‬م‪ :‬مادة (همم)‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫ض‪ِ +++‬ع)‪ ،‬و(الهَ ُّم) الح‪+++‬زن‪ ،‬و(أَهّ َّمنِي)‬ ‫َع ِن الغيلَ‪ِ +++‬ة أَيْ َع ْن إِ ْتيَ ِ‬
‫‪+++‬ان ال ُمرْ ِ‬
‫األمر أقلقني(‪.)1‬‬
‫وفي المعجم الوس‪++‬يط‪ :‬هم األم‪++‬ر فالن‪++‬ا‪ :‬أقلق‪++‬ه وأحزن‪++‬ه‪ ،‬وأهم األم‪++‬ر‬
‫فالنا‪ :‬همه‪ ،‬وأثار اهتمامه‪ ،‬واهتم الرج‪++‬ل اغتم‪ ،‬واهتم ب‪++‬األمر ُع‪++‬ني‬
‫بالقي‪++‬ام ب‪++‬ه‪ ،‬والمهم‪ :‬األم‪++‬ر الش‪++‬ديد المف‪++‬زع‪ ،‬وم‪++‬ا ي‪++‬دعو إلى اليقظ‪++‬ة‬
‫والتدبر(‪.)2‬‬
‫وفي الحديث الشريف‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم دعا في مسجد‬
‫الفتح ثالثا‪ :‬يوم اإلثنين‪ ،‬ويوم الثالثاء‪ ،‬ويوم األربعاء؛ فاستجيب ل‪++‬ه‬
‫فعرف البِ ْش ُر في وجهه‪ ،‬قال ج‪++‬ابر فلم‬ ‫يوم األربعاء بين الصالتين‪ِ ،‬‬
‫ينزل بي أمر مهم غليظ إال توخيت تلك الساعة؛ فأدعو فيها فأعرف‬
‫اإلجابة(‪.)3‬‬
‫نخلص مما سبق إلى الملحوظات التالية‪:‬‬
‫للفعل (ه َّم) استخدامان‪ ،‬وداللتان‪:‬‬
‫الفعل (ه َّم) المتعدي بباء الج‪++‬ر ي‪++‬دل على اإلرادة والعزيم‪++‬ة‪ ،‬وعلي‪++‬ه‬
‫وعزم عليه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫قولهم‪ :‬هَ َّم بالشي َء يه ُّم هَ ّما ً نواه وأَرا َده‬
‫الفعل (ه َّم) المتعدي مباشرة – إلى المفعول ب‪++‬ه – ي‪++‬دل على الح‪++‬زن‬
‫وما يثير‪ ،‬وفي اللسان‪( :‬وهَ َّمه األَم ُر هَ ّما ً و َمهَ َّمةً وأَهَ َّمه فا ْهتَ َّم وا ْهتَ َّم‬
‫به)‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي‪ :‬المص‪+‬باح المن‪+‬ير‪ ،‬المكتب‪+‬ة العص‪+‬رية‪ ،‬ب‪+‬يروت‪ +،‬ط ‪1418 +، 4‬هـ ‪1997 ،‬م ‪ :‬م‪+‬ادة‬
‫(همم)‪.‬‬
‫‪ - 2‬مجمع اللغة العربية‪ :‬المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية ـ القاهرة‪ ،‬ط ‪ :3‬مادة (همم)‪.‬‬
‫‪ - 3‬مسند أحمد‪ + . 332 +/2:‬البخاري‪ ،‬أبو عبدهللا محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي‪ :‬األدب المفرد‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد ف‪+‬ؤاد‬
‫عبد الباقي‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية – بيروت‪ ،‬ط‪1409 +،3‬هـ ‪1989 -‬م‪ + .246 +/1 :‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحسين‪:‬‬
‫شعب اإليمان‪ ،‬تحقيق‪ : +‬محم‪++‬د الس‪+‬عيد بس‪++‬يوني زغل‪++‬ول‪ ،‬دار الكتب العلمي‪+‬ة – ب‪+‬يروت‪ ،‬ط‪1،1410‬هـ‪ +.397 +/ 3 :‬ابن‬
‫الغطريف محمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني‪ :‬ج‪++‬زء ابن الغطري‪++‬ف‪ ،‬تحقي‪+‬ق‪ : +‬د‪ .‬ع‪++‬امر حس‪++‬ن ص‪++‬بري‪ ،‬دار البش‪++‬ائر‬
‫اإلسالمية – بيروت‪ ،‬ط‪1417 + ،1‬هـ ‪1997 -‬م‪ + .107 + /1 :‬األلباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪ :‬صحيح ال‪++‬ترغيب وال‪++‬ترهيب‪،‬‬
‫مكتبة المعارف – الرياض‪ ،‬ط‪ +.24 /2 :5‬المستطرف‪.532 /2 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫وعليه فاسم الفاعل‪( :‬ها ّم) من (ه َّم) المتعدي مباش‪++‬رة ي‪++‬دل على م‪++‬ا‬
‫يحزن‪ ،‬وي‪++‬دل ‪ -‬ك‪++‬ذلك ‪ -‬على م‪++‬ا ل‪++‬ه أهمي‪++‬ة؛ فيث‪++‬ير النفس‪ ،‬وي‪++‬ذكي‬
‫االهتمام‪.‬‬
‫تس‪++‬اوي المع‪++‬اجم بين الفعلين‪( :‬ه َّم ـ المتع‪++‬دي مباش‪++‬رة ـ وأه َّم) في‬
‫الدالل‪++‬ة على الح‪++‬زن والقل‪++‬ق‪ ،‬وقياس‪++‬ا علي‪++‬ه تتس‪++‬اوى دالل‪++‬ة اس‪++‬مي‬
‫فاعليهما‪ :‬هام‪ ،‬ومهم‪.‬‬
‫أمثلة استعمال الفعل (أه َّم) واسم فاعل‪++‬ه (مهم) هي الغالب‪++‬ة اس‪++‬تعماال‬
‫للداللة على معنى الحزن والقلق‪.‬‬
‫وعلي‪+‬ه ف‪+‬إن اس‪++‬تخدام اس‪+‬م الفاع‪+‬ل‪( :‬ه‪++‬ا ّم) من الفع‪++‬ل (ه ّم) المتع‪++‬دي‬
‫بنفسه ص‪++‬حيح في التعب‪++‬ير "إعالن ه‪++‬ام‪ ،‬وقض‪++‬ية هام‪++‬ة" لم‪++‬ا ي‪++‬دعو‬
‫للتدبر ويثير االنتباه؛ حيث إنه يحتمل‪ :‬الدالل‪++‬ة على الح‪++‬زن والقل‪++‬ق‪،‬‬
‫والداللة على ما يثير االهتمام ويستفز االنتباه والتدبر‪ ،‬وهي الدالل‪++‬ة‬
‫المرادة في التعبيرات المعاصر‪ +،‬وتؤيده المعاجم بذكر (هم‪ ،‬اهتم بـ)‬
‫في س‪++‬ياق داللي واح‪++‬د‪ ،‬كم‪++‬ا أنه‪++‬ا دالل‪++‬ة متض‪++‬منة في الفع‪++‬ل (ه ّم)‬
‫المتعدي بحرف الجر‪ +،‬وقد وردت نص‪++‬وص للمت‪++‬أخرين والمح‪++‬دثين‬
‫مس‪++‬تخدمة اس‪++‬م الفاع‪++‬ل (ه‪++‬ام) بمع‪++‬نى م‪++‬ا يث‪++‬ير االنتب‪++‬اه واالهتم‪++‬ام‪،‬‬
‫ووردت نصوص فصيحة وص‪++‬ريحة على دالل‪++‬ة (مهم) على األم‪++‬ر‬
‫الشديد المفزع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫ق عن قَ ْلبه َو ِج َئ بطَسْت َر ْه َرهة‪:‬‬
‫‪ ‬وفي حديث آخر ذكر فيه أنّه ش َّ‬
‫ْر ْفه ولس‪++‬ت أعرف‪++‬ه‬ ‫قال أبو حاتم سألت األصمعي عن ذلك فلم يَع ِ‬
‫أن‪++‬ا أيض ‪+‬ا ً وق‪++‬د التمس‪++‬ت له‪++‬ذا الح‪++‬رف َم ْخ َرج ‪+‬ا ً فلم أج‪++‬ده إال من‬
‫مخرج واحد وهو أن تكون الهاء فيه ُمبْدل‪++‬ة من ح‪++‬اء وهي تُ ْب‪++‬دل‬
‫منها لقرب مخرجها تقول‪ :‬م َدحْ ت‪++‬ه ومد ْهتُ‪++‬ه وه‪++‬ذا األم‪++‬ر مه ّم لي‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫ومح ّم بمع‪++‬نى واح‪++‬د‪ ،‬فكأن‪++‬ه أراد جيء بطس‪++‬ت َرحْ ِرح‪++‬ة‪ ،‬وهي‬
‫الواسعة‪ ،‬فأبدل من الحاء هاء(‪.)1‬‬
‫األلف‪ ،‬كان أَصْ له ال‬ ‫ِ‬ ‫ش ِشيَتَه‪ ،‬بقَصْ ِر‬‫ت‪َ :‬معْنى قَ ْولهم‪َ :‬غداً ال أَ ِ‬ ‫‪ ‬قُ ْل ُ‬
‫أَ ِشي أَي ال أَ ْسهَر ُم ْشتَغالً ب ِشيَتِه أَي لَ ْونِه‪ ،‬وهو ِكنايَ‪++‬ةٌ عن التَّ ْدبِ ِ‬
‫ير‬
‫في أَ ْم ٍر ُمه َم(‪.)2‬‬
‫‪ ‬من شعر ابن ليون‪:‬‬

‫(‪)3‬‬
‫نقص عقل أن يغطي حسك الحب ‪ ...‬أويلهيك عن أمر مهم‬
‫‪ ‬وإن كانت المطالعة في أمر مهم كاستقرار ن‪++‬ائب أو بش‪++‬ارة بفتح‬
‫أو نحو ذلك أتى بجميع الكتاب مسجعا(‪.)4‬‬
‫‪ ‬الوج‪++‬ه الث‪++‬اني فيم‪++‬ا يتعل‪++‬ق ب‪++‬النظر في المظ‪++‬الم وم‪++‬ا يكتب على‬
‫القصص وما ينشأ عنها من المساءالت وغيرها‪ ،‬وه‪++‬و أم‪++‬ر مهم‬
‫به يقع إنصاف المظلوم من الظ‪++‬الم وخالص المح‪++‬ق من المبط‪++‬ل‬
‫ونص‪+++‬رة الض‪+++‬عيف على الق‪+++‬وي وإقام‪+++‬ة ق‪+++‬وانين الع‪+++‬دل في‬
‫المملكة(‪.)5‬‬
‫‪ ‬وفي صحيح مسلم‪ :‬أن عب‪+‬د المل‪+‬ك بن م‪+‬روان بينم‪+‬ا ه‪+‬و يط‪+‬وف‬
‫بالبيت إذ قال قاتل هللا ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤم‪++‬نين؛‬
‫يقول سمعتها تقول‪" :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫عائشة لوال حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من‬
‫‪ - 1‬ابن قتيبة‪ ،‬أب‪+‬و محم‪+‬د عب‪+‬د هللا بن مس‪+‬لم ابن قتيب‪+‬ة ال‪+‬دينوري‪ :‬غ‪+‬ريب الح‪+‬ديث‪ ،‬تحقي‪+‬ق‪ :‬د‪ .‬عب‪+‬د هللا الجب‪+‬وري‪ ،‬مطبع‪+‬ة‬
‫العاني – بغداد‪ ،‬ط‪1397 ،1‬هـ‪.380 /1 :‬‬
‫‪ - 2‬تاج العروس‪ :‬مادة (وشي)‬
‫‪ - 3‬نفح الطيب‪.555 /5:‬‬
‫‪ - 4‬صبح األعشى‪.59 /8 :‬‬
‫‪ - 5‬السابق‪.6/195 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫الحجر‪ +،‬فإن قومك قصروا في البناء"‪ .‬فقال الحارث‪ +‬بن عب‪++‬د هللا‬
‫بن أبي ربيع‪++‬ة‪ :‬ال تق‪++‬ل ه‪++‬ذا ي‪++‬ا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين‪ ،‬فأن‪++‬ا س‪++‬معت أم‬
‫المؤمنين تحدث هذا‪ ،‬قال لو كنت سمعته قب‪++‬ل أن أهدم‪++‬ه لتركت‪++‬ه‬
‫على ما بنى ابن الزبير‪ ،‬فنكت ساعة بعصاه‪" ،‬أي بحث بطرفه‪++‬ا‬
‫في األرض"‪ ،‬وهذه عادة من تفكر في أمر مهم(‪.)1‬‬
‫‪ ‬والمراد بالمسجد الحرام ههنا الح‪++‬رم كل‪++‬ه‪ ،‬فال يمكن مش‪++‬رك من‬
‫دخول الحرم بحال حتى لو جاء في رسالة أو أم‪++‬ر مهم‪ ،‬ال يُ َم َّكن‬
‫من الدخول‪ ،‬بل يخرج إليه من يقض‪++‬ى األم‪++‬ر المتعل‪++‬ق ب‪++‬ه‪ ،‬ول‪++‬و‬
‫دخل خفية ومرض ومات؛ نبش وأخرج من الحرم(‪.)2‬‬
‫المباشر ـ المباشَر)‬
‫ِ‬ ‫(النقل‬
‫المباش‪+‬ر" اس‪+‬م‬‫َ‬ ‫َ‬
‫المباش‪+‬ر والبث‬ ‫تتناقل بعض اإلذاعات القول‪" :‬النقل‪+‬‬
‫مفعول من الفع‪++‬ل "باش‪++‬ر" لم‪++‬ا يتم نقل‪++‬ه من أح‪++‬داث آني‪++‬ا للجمه‪++‬ور‪،‬‬
‫ويبدو لنا هذا االستعمال غير مستساغ‪ ،‬واألصوب أن يقال (مبا ِشر)‬
‫بكسر الشين اسم فاعل؛ لغير سبب‪ ،‬منها‪:‬‬
‫تورد المعاجم وكتب اللغة استخدام الفعل "باشر" واس‪++‬م فاعل‪++‬ه على‬
‫الحقيقة والمجاز‪ ،‬ففي المعاجم‪ :‬با َش َر األَ ْم َر حض‪++‬ره‪ ،‬و َولِيَ‪+‬هُ بنفس‪+‬ه‪،‬‬
‫َوتَ َواَّل هُ بِبَ َش َرتِه‪ ،‬و ُمبا َش َرةُ األَمر أَن تَحْ ض َُرهُ بنفس‪++‬ك وتَلِيَ‪++‬ه بنفسك(‪،)3‬‬
‫ثم كثر حتى استعمل في المالحظة(‪ ،)4‬وباش‪++‬ر الفع‪++‬ل فعل‪++‬ه من غ‪++‬ير‬

‫‪ - 1‬مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري‪ :‬صحيح مسلم‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء ال‪++‬تراث‬
‫العربي – بيروت‪.968 /2:‬‬
‫‪ - 2‬صحيح مسلم‪.982 /2 :‬‬
‫‪ - 3‬الزمخشري‪ ،‬جار هللا أبو القاسم محمود بن عمر‪ :‬أساس البالغ‪+‬ة‪ ،‬الهيئ‪+‬ة المص‪+‬رية العام‪+‬ة للكت‪+‬اب ـ الق‪+‬اهرة‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫‪ 1985‬م‪ :‬مادة (بشر) ‪ +‬لسان العرب‪ :‬مادة (بشر) ‪ +‬مجمع اللغة العربية‪ :‬المعجم الكبير‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ‬
‫القاهرة‪ ،‬ط ‪1401 ،1‬هـ‪1981 ،‬م‪ ،‬ج‪ 2‬حرف الباء‪ :‬مادة (بشر) ‪. 332 /2‬‬
‫‪ :- 4‬المصباح المنير‪ :‬مادة (بشر)‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫وساطة(‪ .)5‬فالمعنى الحقيقي‪ :‬تَ َولِّي الش‪++‬يء بال واس‪++‬طة‪ ،‬والمج‪++‬ازي‪:‬‬


‫مالحظته ومتابعته‪.‬‬
‫ومن النصوص األخرى‪:‬‬
‫‪ ‬اعلم أن القلم أش‪+++‬رف آالت الكتاب‪+++‬ة وأعاله‪+++‬ا رتب‪+++‬ة إذ ه‪+++‬و‬
‫المباشر للكتابة دون غيره(‪.)1‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬وإن استطعت أن تكون أنت المبا ِشر لتعبئة جن‪++‬دك ووض‪++‬عهم‬
‫مواضعهم(‪.)2‬‬
‫‪ ‬وقول يحيى الغزال‪:‬‬
‫المباشـــر‬
‫ِ‬ ‫وال من كـــان يلبس ثـــوب صـــوف ‪ ...‬من البـــدن‬
‫(‪)3‬‬
‫للحرير‬
‫الن يك‪++‬افِ ُح األُم‪++‬و َر إِذا َ‬
‫باش‪َ +‬رها‬ ‫المباش‪ُ +‬ر بن ْف ِس‪+‬ه وفُ ٌ‬
‫ِ‬ ‫‪ ‬وال ُم َكافِ ُح ‪:‬‬
‫بن ْف ِسه(‪.)4‬‬
‫‪ ‬وقول عدي بن الرقاع العاملي(‪:)5‬‬
‫فبت ألهى في المنـــام بمـــا أرى وفي الشـــيب عن بعض‬
‫البطالة زاجر‬
‫إذا طــــــرق الليــــــل‬ ‫بســاجية العيــنين خـــــــود يلــذها‬
‫شـ ُر‬
‫الضجيــج المبـا ِ‬
‫سقــــــاهن شــــــؤبوب‬ ‫كــــأن ثناياها بنــــات سحــــــــابة‬
‫مــــن الليـــل باكـــر‬
‫‪ - 5‬المعجم الوسيط‪ :‬مادة (بشر)‪.‬‬
‫‪ - 1‬صبح األعشى‪.474 /2:‬‬
‫‪ - 2‬السابق‪241 /10:‬‬
‫‪ - 3‬نفح الطيب‪ .256 +/2 :‬شاعر األندلس يحيى بن الحكم البكري الجياني الملقب بالغزال لجماله وه‪++‬و في المائ‪++‬ة الثالث‪++‬ة‬
‫من بني بكر بن وائل قال ابن حيان في المقتبس كان الغزال حكيم األندلس وشاعرها وعرافه‪++‬ا عم‪++‬ر أربع‪++‬ا وتس‪++‬عين س‪++‬نة‬
‫ولحق أعصار خمسة من الخلفاء المروانية باألندلس أولهم عبد الرحمن بن معاوية وآخرهم األمير محمد بن عبد ال‪++‬رحمن‬
‫بن الحكم ( نفح الطيب‪).254 /2 :‬‬
‫‪ - 4‬تاج العروس‪ :‬مادة (كفح)‬
‫‪ - 5‬معجم البلدان‪.196 /2 :‬‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫(المباشر) بمع‪++‬نى المت‪++‬ولي والمس‪++‬ئول بال‬


‫ِ‬ ‫ففي الشواهد السابقة ورد‬
‫واسطة‪ ،‬وجاء في شعر عدي بن الرقاع بمع‪++‬نى (المص‪++‬احب‪ +‬آني‪++‬ا)‪،‬‬
‫وهو ما يجانس االس‪++‬تعمال المعاص‪++‬ر‪ +،‬حيث تتس‪++‬ع دالل‪++‬ة اللف‪++‬ظ إلى‬
‫غير واحد من أف‪+‬راد نوع‪+‬ه في إط‪+‬ار العالق‪+‬ات‪ +‬المجازية(‪ ،)1‬فأص‪+‬ل‬
‫المباشرة أن تكون من الشخص المسئول‪.‬‬
‫المباش‪+‬ر) بكس‪++‬ر الش‪++‬ين؛ تقتص‪++‬ر الدالل‪++‬ة‬‫ِ‬ ‫وفي التعبير (النقل ـ البث‬
‫على نقل الح‪+‬دث بص‪+‬ورة مباش‪+‬رة قائم‪+‬ة على المالحظ‪+‬ة والمتابع‪+‬ة‬
‫المصاحبة لزمن البث والنقل‪.‬‬
‫َ‬
‫المباش‪+‬ر) بفتح الش‪++‬ين‪ ،‬فال ي‪+‬دل‬ ‫أما اس‪+‬تخدام التعب‪++‬ير (النق‪++‬ل ـ البث‬
‫على المعنى الم‪++‬راد من مالحظ‪++‬ة الح‪++‬دث ومتابعت‪++‬ه ونقل‪++‬ه آني‪++‬ا‪ ،‬ب‪++‬ل‬
‫يع‪++‬ني أن الجمه‪++‬ور يتابع‪++‬ه ول‪++‬و ك‪++‬ان مس‪++‬جال من قب‪++‬ل‪ ،‬وق‪++‬د يج‪++‬وز‬
‫للداللة على متابعة الجمهور لألحداث آنيا ومالحظته‪++‬ا في وقته‪+‬ا أن‬
‫المباش‪+‬ر) بفتح الش‪+‬ين‪،‬‬‫َ‬ ‫َ‬
‫المباش‪+‬ر)(‪ ،)2‬ال (النق‪+‬ل ـ البث‬ ‫يقال‪( :‬الحدث‬
‫وعليه نرى من الصواب للداللة على متابع‪++‬ة األح‪++‬داث ومالحظته‪++‬ا‬
‫المباشر)‪ ،‬أو (الحدث‬ ‫ِ‬ ‫ونقلها بثًّا في وقتها آنيا أن يقال‪( :‬النقل ـ البث‬
‫المبا َشر)‪.‬‬
‫صيغ الجمع من المصادر‪ ،‬نحو‪ :‬تهنئة‪ ،‬وتحية‪ ،‬وتعزية‬
‫اختلف النحاة في جواز جمع المصدر أو تثنيته‪ ،‬ففي قول‬
‫الشاعر(‪:)3‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم أنيس‪ :‬داللة األلفاظ‪ ،‬مكتب‪+‬ة األنجل‪+‬و المص‪+‬رية‪ ،‬ط ‪1997‬م‪ ،‬ص‪ + .156 +– 154 :‬أحم‪+‬د مخت‪+‬ار عم‪+‬ر‪ :‬علم‬
‫الداللة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪1988 ،2‬م‪ ،‬ص‪.245 – 243 :‬‬
‫‪ - 2‬كما يقال‪ :‬لبس الجندي الدرع الواقي قبل إقدامه على الخطر المباشَر (بفتح الشين)؛ ألن (الخطر) في التعب‪+‬ير‪ +‬الس‪+‬ابق‬
‫هو المفعول في المعنى‪.‬‬
‫‪ - 3‬األستراباذي‪ ،‬رضي الدين محمد بن الحسن‪:‬شرح شافية ابن الحاجب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محم‪+‬د ن‪+‬ور الحس‪+‬ن‪ ،‬ومحم‪+‬د الزف‪+‬زاف‪،‬‬
‫ومحمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1402‬هـ‪1982 ،‬م‪ .181 + / 2 :‬وانظر أيضا‪ :‬أبو الحس‪++‬ن‬
‫محمد بن عبد هللا الوراق‪ :‬علل النحو‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمود جاسم محمد الدرويش‪ ،‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ،‬ط ‪ 1420 ،1‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 1999‬م‪ ،‬ص ‪.275‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫استقدر هللا خيرا وارضين به ‪ ...‬فبينما العسر إذ دارت مياسير‬


‫وقد فُسر الجمع (مياسير) على رأيين‪:‬‬
‫االول ـ أن تكون جمع ميسور وهو اسم مفعول جاء على غ‪+‬ير فعل‪+‬ه‬
‫إن كان من يسَّره بالتضعيف‪ ،‬وعلى فعل‪++‬ه إن ك‪++‬ان من ق‪++‬ولهم‪ :‬يس‪++‬ر‬
‫فالن فرسه فهو ميسور‪ ،‬إذا سمنه‪.‬‬
‫اآلخر‪ :‬أن يكون جم‪++‬ع ميس‪++‬ور مص‪++‬درا بمع‪++‬نى اليس‪++‬ر ‪ -‬عن‪++‬د غ‪++‬ير‬
‫سيبويه ‪ -‬وجمع المصدر جائز إن تع‪+‬ددت أنواع‪++‬ه‪ ،‬مث‪++‬ل‪ :‬ح ُْلم على‪:‬‬
‫حلوم أحالم‪.‬‬
‫وذك‪++‬ر س‪++‬يبويه في الكت‪++‬اب(‪ :)1‬وهم ق‪++‬د يجمع‪++‬ون المص‪++‬ادر فيقول‪++‬ون‬
‫أم‪++‬راضٌ وأش‪++‬غا ٌل وعق‪++‬و ٌل ف‪++‬إذا ص‪++‬ار اس‪++‬ما ً فه‪++‬و أج‪++‬در أن يجم‪++‬ع‬
‫ض ‪+‬يُو ٌم في ق‪++‬ول ال ُمثَقِّبُ‬ ‫بتكس‪++‬ير‪ ،‬ومن‪++‬ه بالتكس‪++‬ير جم‪++‬ع ض‪++‬يم على ُ‬
‫العبدي(‪:)2‬‬
‫بغارتِنـــا َك ْيـــ َد ال ِعـــ دى‬‫وف ونَتَّقِي *** َ‬ ‫ونَ ْحمي على الثَّ ْغـــ ِر ال َم ُخـــ ِ‬
‫ضيُو َمها‬ ‫و ُ‬
‫ين هُ ْم‬ ‫ومن الجمع السالم (أمانات وش‪++‬هادات) في قول‪++‬ه تع‪++‬الى‪َ ( :‬والَّ ِذ َ‬
‫(المع‪++‬ارج‪-32 :‬‬
‫ون * َوالَّ ِذ َ‬
‫ين هُ ْم بِ َشهَا َداتِ ِه ْم قَائِ ُم َ‬
‫ون)‬ ‫أِل َ َمانَاتِ ِه ْم َو َع ْه ِد ِه ْم َرا ُع َ‬
‫‪ )33‬قرئ ب‪++‬اإلفراد‪ ،‬وق‪++‬رئ بص‪++‬يغة اللجم‪++‬ع‪ ،‬وج‪++‬ه اإلف‪++‬راد على أن‪++‬ه‬
‫مصدر واس‪+‬م جنس‪ ،‬فيق‪+‬ع على القل‪++‬ة والك‪++‬ثرة؛ وإن ك‪+‬ان مف‪++‬ردا في‬
‫ك َزيَّنَّا لِ ُكلِّ أُ َّم ٍة َع َملَهُ ْم)(األنع‪++‬ام‪: )108 :‬‬‫اللفظ‪ ،‬ومن هذا قوله تعالى‪َ ( :‬ك َذلِ َ‬
‫َع َملهم باإلفراد ‪.‬‬
‫و َمن قرأ‪( :‬ألماناتهم) بص‪++‬يغة الجم‪++‬ع‪ ،‬حجتهم قول‪++‬ه تع‪++‬الى‪( :‬إِ َّن هَّللا َ‬
‫ت إِلَى أَ ْهلِهَا)(النس‪+++‬اء‪ )58 :‬واألمانات جمع أمان‪++‬ة‬ ‫يَأْ ُم ُر ُك ْم أَ ْن تُ َؤ ُّدوا اأْل َ َمانَا ِ‬
‫‪ - 1‬سيبويه‪ ،‬أبو بشر‪ ،‬عمر بن عثم‪+‬ان بن قن‪+‬بر‪:‬الكت‪+‬اب‪ ،‬تحقي‪+‬ق‪ :‬عب‪+‬د الس‪+‬الم ه‪+‬ارون‪ ،‬مكتب‪+‬ة الخ‪+‬انجي ـ الق‪+‬اهرة‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫‪1408‬هـ ـ ‪1988‬م‪401 / 3 :‬‬
‫‪ - 2‬لسان العرب‪ :‬مادة (ضيم)‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫يجوز ج ْمع المصدر إذا اختلفت أنواع‪++‬ه فبس‪++‬بب‬ ‫وأمانة مصدر؛ مما ِّ‬
‫اختالف األمانات وكثرة ضروبها ي‪++‬أتي الجم‪++‬ع من أجل االختالف‪،‬‬
‫ومث‪++‬ل ذل‪++‬ك يق‪++‬ال في (الش‪++‬هادة) و(الش‪++‬هادات) كم‪++‬ا في (األمان‪++‬ة)‬
‫و(األمانات)‪.‬‬
‫وج‪++‬اء في التعب‪++‬يرات العص‪++‬رية ( أطيب الته‪++‬اني والتحاي‪++‬ا‪ ،‬وأح‪++‬ر‬
‫التعازي) بدال من (التهنئات‪ ،‬والتحيات‪ +،‬والتعزيات) ‪ -‬وعلى س‪++‬بيل‬
‫المث‪++‬ال – (التهنئ‪++‬ات)‪ :‬من حيث تع‪++‬دد أن‪++‬واع التهنئ‪++‬ات‪( :‬بالنج‪++‬اح‪،‬‬
‫وبالشفاء‪ ،‬وبالحج‪ ،‬وبالزواج ‪ )...‬يجوز الجمع‪ +،‬ولكن الخطأ الش‪++‬ائع‬
‫يتمثل في كيفية الجمع‪ :‬تكسيرا أم سالما؟‬
‫والجلي أن القي‪++‬اس لم ي‪++‬رد بجم‪++‬ع ه‪++‬ذه المص‪++‬ادر ( تهنئ‪++‬ة‪ ،‬تعزي‪++‬ة‪،‬‬
‫تحي‪++‬ة) جم‪++‬ع تكس‪++‬ير‪ ،‬ب‪++‬ل على جم‪++‬ع الم‪++‬ؤنث الس‪++‬الم‪ ،‬ففي الح‪++‬ديث‬
‫الش‪++‬ريف‪( :‬التحي‪++‬ات هلل)(‪ ،)1‬ولع‪++‬ل س‪+‬بب الخط‪++‬أ ه‪++‬و القي‪++‬اس الخط‪++‬أ‬
‫على‪ :‬مزي‪++‬ة مزاي‪++‬ا‪ ،‬هدي‪++‬ة ه‪++‬دايا‪ ،‬قض‪++‬ية قض‪++‬ايا‪ +،‬وهي على أوزان‬
‫فعيلة‪ ،‬أما المصادر السابقة فوزنها (تفعلة) المعوض فيها عن ي‪++‬اء (‬
‫تفعيل) بالتاء المربوطة‪ ،‬ولم يرد من ه‪++‬ذا ال‪++‬وزن في العربي‪++‬ة جم‪++‬ع‬
‫تكسير على (فعالى أو تفاعل) أو ما ألحق بوزن (مفاع‪++‬ل) في جم‪++‬ع‬
‫التكسير‪.‬‬

‫‪ - 1‬األدب المفرد‪ :‬ص ‪ 343‬الحديث رقم‪ + 990 :‬مسند أحمد‪ ،292 /1 :‬الحديث رقم‪.2665 :‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫المراجع‬
‫إب‪++‬راهيم أنيس‪ :‬دالل‪++‬ة األلف‪++‬اظ‪ ،‬مكتب‪++‬ة األنجل‪++‬و المص‪++‬رية‪ ،‬ط‬
‫‪.1‬‬
‫‪1997‬م‪.‬‬
‫أحم‪++‬د بن حنب‪++‬ل أب‪++‬و عبدهللا الش‪++‬يباني‪ :‬مس‪++‬ند اإلم‪++‬ام أحم‪++‬د بن‬
‫‪.2‬‬
‫حنبل‪ ،‬مؤسسة قرطبة – القاهرة‪.‬‬
‫أحمد مختار عم‪++‬ر‪ :‬علم الدالل‪++‬ة‪ ،‬ع‪++‬الم الكتب‪ ،‬الق‪++‬اهرة‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪.3‬‬
‫‪1988‬م‪.‬‬
‫األستراباذي‪ ،‬رضي الدين محمد بن الحسن‪ :‬شرح شافية ابن‬
‫الح‪++‬اجب‪ +،‬تحقي‪++‬ق‪ :‬محم‪++‬د ن‪++‬ور الحس‪++‬ن‪ ،‬ومحم‪++‬د الزف‪++‬زاف‪+،‬‬
‫‪.4‬‬
‫ومحمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ب‪++‬يروت‪،‬‬
‫ط ‪1402‬هـ‪1982 ،‬م‪.‬‬
‫األلباني‪ ،‬محمد ناص‪++‬ر ال‪++‬دين‪ :‬ص‪++‬حيح ال‪++‬ترغيب وال‪++‬ترهيب‪،‬‬
‫‪.5‬‬
‫مكتبة المعارف – الرياض‪ ،‬ط‪.5‬‬
‫البخ‪++‬اري‪ +،‬محم‪++‬د بن إس‪++‬ماعيل أب‪++‬و عبدهللا الجعفي‪ :‬الج‪++‬امع‬
‫الصحيح المختصر(صحيح البخاري)‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬د‪ .‬مص‪++‬طفى‬
‫‪.6‬‬
‫ديب البغا‪ ،‬دار ابن كثير‪ ،‬اليمامة – بيروت‪ ،‬ط‪1407 ،3‬هـ ‪-‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫البخ‪++‬اري‪ +،‬أب‪++‬و عبدهللا محم‪++‬د بن إس‪++‬ماعيل البخ‪++‬اري الجعفي‪:‬‬
‫‪ .7‬األدب المفرد‪ ،‬تحقيق‪ :‬محم‪++‬د ف‪++‬ؤاد عب‪++‬د الب‪++‬اقي‪ ،‬دار البش‪++‬ائر‬
‫اإلسالمية – بيروت‪ ،‬ط‪1409 ،3‬هـ ‪1989 -‬م‪.‬‬
‫البكري‪ ،‬أبو عبيد عبد هللا بن عبد العزيز األندلسي‪ ،‬معجم م‪++‬ا‬
‫‪ .8‬اس‪++‬تعجم من أس‪++‬ماء البالد والمواض‪++‬ع‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬مص‪++‬طفى‬
‫السقا‪ ،‬عالم الكتب – بيروت‪ ،‬ط‪1403 ،3‬هـ‪.‬‬
‫‪ .9‬البيهقي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحس‪++‬ين بن علي بن موس‪++‬ى‪ :‬س‪++‬نن‬

‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫البيهقي الكبرى‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد عبد الق‪++‬ادر عط‪++‬ا‪ ،‬مكتب‪++‬ة دار‬


‫الباز ‪ -‬مكة المكرمة ‪ ،‬ط ‪1414‬هـ ‪1994 -‬م‪.‬‬
‫البيهقي‪ ،‬أبو بكر أحمد بن الحسين‪ :‬ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪:‬‬
‫محمد السعيد بسيوني زغلول‪ ،‬دار الكتب العلمي‪++‬ة – ب‪++‬يروت‪،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫ط‪1،1410‬هـ‪.‬‬
‫الثعالبي‪ ،‬أبو منصور عبدالملك بن محمد بن إسماعيل‪ :‬ثمار‬
‫القلوب في المضاف والمنس‪+‬وب‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪:‬محم‪+‬د أب‪++‬و الفض‪+‬ل‬ ‫‪.11‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬دار المعارف – القاهرة‪ +،‬ط ‪1965 ،1‬م‪.‬‬
‫ابن الج‪+++‬وزي‪ ،‬أب‪+++‬و الف‪+++‬رج عب‪+++‬دالرحمن بن علي‪ :‬غ‪+++‬ريب‬
‫الح‪+++‬ديث‪ ،‬تحقي‪+++‬ق‪ :‬د‪.‬عب‪+++‬دالمعطي أمين قلعجي‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪.12‬‬
‫العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪1985 ،1‬هـ‪.‬‬
‫ابن حبان‪ ،‬محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البس‪++‬تي‪:‬‬
‫ص‪+++‬حيح ابن حب‪+++‬ان ب‪+++‬ترتيب ابن بلب‪+++‬ان‪ ،‬تحقي‪+++‬ق ‪ :‬ش‪+++‬عيب‬
‫‪.13‬‬
‫األرن‪++‬ؤوط‪ ،‬مؤسس‪++‬ة الرس‪++‬الة – ب‪++‬يروت‪ ،‬ط‪1414 + ،2‬هـ ‪-‬‬
‫‪1993‬م‪.‬‬
‫ابن حج‪++‬ة الحم‪++‬وي‪ ،‬تقي ال‪++‬دين أبي بك‪++‬ر علي بن عب‪++‬د هللا‪:‬‬
‫خزان‪++‬ة األدب وغاي‪++‬ة األرب‪ ،‬تحقي‪++‬ق‪ :‬عص‪++‬ام ش‪++‬عيتو‪ ،‬دار‬ ‫‪.14‬‬
‫ومكتبة الهالل – بيروت‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م‪.‬‬
‫ابن حج‪++‬ر‪ ،‬أب‪++‬و الفض‪++‬ل أحم‪++‬د بن علي بن حج‪++‬ر العس‪++‬قالني‬
‫الشافعي‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخ‪++‬اري‪ ،‬دار المعرف‪++‬ة ‪-‬‬ ‫‪.15‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط ‪1379‬هـ‪.‬‬
‫أبو الحسن محمد بن عب‪++‬د هللا ال‪++‬وراق‪ :‬عل‪++‬ل النح‪++‬و‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪:‬‬
‫محمود جاسم محمد الدرويش‪ ،‬مكتب‪++‬ة الرش‪++‬د – الري‪++‬اض‪ ،‬ط‬ ‫‪.16‬‬
‫‪1420 ،1‬هـ‪.‬‬

‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫الخلي‪+++‬ل بن أحم‪+++‬د الفراهي‪+++‬دي‪ :‬العين‪ ،‬تحقي‪+++‬ق ‪ :‬د‪.‬مه‪+++‬دي‬


‫المخ‪+++‬زومي ود‪.‬إب‪+++‬راهيم الس‪+++‬امرائي‪ ،‬دار ومكتب‪+++‬ة الهالل ـ‬ ‫‪.17‬‬
‫بيروت‪.‬‬
‫ال‪+++‬دارقطني‪ ،‬علي بن عم‪+++‬ر أب‪+++‬و الحس‪+++‬ن البغ‪+++‬دادي‪ :‬س‪+++‬نن‬
‫الدارقطني‪ ،‬تحقيق‪ :‬الس‪++‬يد عب‪++‬د هللا هاش‪++‬م يم‪++‬اني الم‪++‬دني‪،‬دار‬ ‫‪.18‬‬
‫المعرفة ‪ -‬بيروت ‪1386 ،‬هـ ‪1966 -‬م‪.‬‬
‫الدارمي‪ ،‬أب‪+‬و محم‪+‬د عبدهللا بن عب‪+‬دالرحمن‪ :‬س‪+‬نن ال‪+‬دارمي‪،‬‬
‫تحقيق ‪ :‬فواز أحمد زمرلي ‪ ,‬خالد السبع العلمي‪ ،‬دار الكت‪++‬اب‬ ‫‪.19‬‬
‫العربي – بيروت‪ ،‬ط‪1407 ،1‬هـ‪.‬‬
‫أبو داود السجس‪++‬تاني‪ ،‬س‪++‬ليمان بن األش‪++‬عث‪ :‬س‪++‬نن أبي داود‪،‬‬
‫‪.20‬‬
‫تحقيق ‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬دار الفكر ـ بيروت‪.‬‬
‫ابن دريد‪ ،‬أبو بكر محمد بن الحسن‪ :‬جمهرة اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬‬
‫رم‪+++‬زي من‪+++‬ير بعلبكي‪ ،‬دار العلم للماليين ـ ب‪+++‬يروت‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.21‬‬
‫‪1987‬م‪.‬‬
‫ابن أبي الدنيا‪ ،‬عبدهللا بن محمد بن عبي‪++‬د بن س‪++‬فيان بن قيس‪:‬‬
‫قرى الض‪++‬يف‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬عبدهللا بن حم‪++‬د المنص‪++‬ور‪ ،‬أض‪++‬واء‬ ‫‪.22‬‬
‫السلف – الرياض‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م‪.‬‬
‫ال َّزبي‪+++‬دي‪ ،‬أب‪+++‬و الفيض مح ّم‪+++‬د بن مح ّم‪+++‬د بن عب‪+++‬د ال‪+++‬ر ّزاق‬
‫الحسيني‪ :‬تاج الع‪++‬روس من ج‪++‬واهر الق‪++‬اموس‪ ،‬تحقي‪++‬ق‪ :‬عب‪++‬د‬
‫‪.23‬‬
‫الستار أحمد فراج‪ ،‬مطبع‪++‬ة حكوم‪++‬ة الك‪++‬ويت‪ ،‬ط ‪ 1385‬هـ ـ‬
‫‪1965‬م‪.‬‬
‫الزمخشري‪ ،‬أبو القاسم جار هللا محمود بن عمر‪:‬‬
‫الف‪++‬ائق في غ‪++‬ريب الح‪++‬ديث‪ ،‬تحقي‪++‬ق‪ :‬علي محم‪++‬د البج‪++‬اوي‬
‫‪.24‬‬
‫ومحمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬دار المعرفة – لبنان‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫المستقصى في أمثال العرب‪ +،‬دارالكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط‬ ‫‪.25‬‬
‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫‪1987 ،2‬م‪.‬‬
‫أساس البالغة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكت‪++‬اب ـ الق‪++‬اهرة‪ +،‬ط‬
‫‪.26‬‬
‫‪1985 ،3‬م‪.‬‬
‫ابن السكيت‪ ،‬أبو يوسف يعقوب بن إسحاق‪ :‬إصالح المنطق‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أحمد محم‪++‬د ش‪++‬اكر و عبدالس‪++‬الم محم‪++‬د ه‪++‬ارون‪ ،‬دار‬ ‫‪.27‬‬
‫المعارف ‪ -‬القاهرة‪ ،‬ط‪1949 ،4‬م‪.‬‬
‫سيبويه‪ ،‬أبو بشر‪ ،‬عمر بن عثم‪+‬ان بن قن‪+‬بر‪:‬الكت‪++‬اب‪ ،‬تحقي‪++‬ق‪:‬‬
‫عب‪++‬د الس‪++‬الم ه‪++‬ارون‪ ،‬مكتب‪++‬ة الخ‪++‬انجي‪ +‬ـ الق‪++‬اهرة‪ ،‬ط ‪،3‬‬ ‫‪.28‬‬
‫‪1408‬هـ ـ ‪1988‬م‪.‬‬
‫ابن س‪++‬يده‪ ،‬أب‪++‬و الحس‪++‬ن علي بن إس‪++‬ماعيل النح‪++‬وي اللغ‪++‬وي‬
‫األندلس‪++‬ي‪ :‬المخص‪++‬ص‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬خلي‪++‬ل إب‪++‬راهيم جف‪++‬ال‪ ،‬دار‬ ‫‪.29‬‬
‫إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1417‬هـ ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري‪ :‬نهاي‪++‬ة األرب في‬
‫فن‪+++‬ون األدب‪ ،‬تحقي‪+++‬ق‪ :‬مفي‪+++‬د قمحي‪+++‬ة وآخ‪+++‬رين‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪.30‬‬
‫العلمية ‪ -‬بيروت‪ ،‬ط ‪ 1424 ،1‬هـ ‪ 2004 -‬م‪.‬‬
‫شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح األبشيهي‪ :‬المس‪++‬تطرف‬
‫في ك‪++‬ل فن مس‪++‬تظرف‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬د‪.‬مفي‪++‬د محم‪++‬د قميح‪++‬ة‪ ،‬دار‬ ‫‪.31‬‬
‫الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬ط ‪1986 ، 2‬م‪.‬‬
‫ابن أبي ش‪++‬يبة‪ ،‬أب‪++‬و بك‪++‬ر عب‪++‬د هللا بن محم‪++‬د ابن أبي ش‪++‬يبة‬
‫الك‪++‬وفي‪ :‬المص‪++‬نف في األح‪++‬اديث واآلث‪++‬ار‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬كم‪++‬ال‬ ‫‪.32‬‬
‫يوسف الحوت‪ +،‬مكتبة الرشد – الرياض‪ ،‬ط‪ 1409 1‬هـ‪.‬‬
‫الط‪++‬براني‪ ،‬أب‪++‬و القاس‪++‬م س‪++‬ليمان بن أحم‪++‬د بن أي‪++‬وب‪ :‬المعجم‬
‫الكبير‪ ،‬تحقيق ‪ :‬حمدي بن عبدالمجي‪+‬د الس‪+‬لفي‪ ،‬مكتب‪+‬ة العل‪+‬وم‬ ‫‪.33‬‬
‫والحكم – الموصل‪ ،‬ط‪1404 ،2‬هـ ‪1983 -‬م‪.‬‬
‫عبد بن حميد بن نصر أبو محمد الكس‪++‬ي‪ :‬المنتخب من مس‪++‬ند‬ ‫‪.34‬‬
‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫عبد بن حميد‪ ،‬تحقيق‪ :‬ص‪++‬بحي الب‪++‬دري الس‪++‬امرائي ‪ ,‬محم‪++‬ود‬


‫محم‪+++‬د خلي‪+++‬ل الص‪+++‬عيدي‪ ،‬مكتب‪+++‬ة الس‪+++‬نة – الق‪+++‬اهرة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1408‬هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫ابن الغطريف محمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني‪ +:‬ج‪++‬زء‬
‫ابن الغطريف‪ ،‬تحقيق ‪ :‬د‪ .‬عامر حسن صبري‪ ،‬دار البش‪++‬ائر‬ ‫‪.35‬‬
‫اإلسالمية – بيروت‪ ،‬ط‪1417 ،1‬هـ ‪1997 -‬م‪.‬‬
‫أبي الفرج األصفهاني‪ :‬األغ‪++‬اني‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬س‪++‬مير ج‪++‬ابر‪ ،‬دار‬
‫‪.36‬‬
‫الفكر‪.‬‬
‫الفيروزآب‪+++‬ادي‪ ،‬مج‪+++‬د ال‪+++‬دين محم‪+++‬د بن يعق‪+++‬وب‪ :‬الق‪+++‬اموس‬
‫المحيط‪ ،‬تحقيق‪ :‬مكتب تحقيق ال‪++‬تراث في مؤسس‪++‬ة الرس‪++‬الة‪،‬‬
‫‪.37‬‬
‫إشراف‪ :‬محمد نعيم العرقسوسي‪ ،‬مؤسسة الرسالة ـ ب‪++‬يروت‪،‬‬
‫ط‪1426 ،8‬هـ ـ ‪2005‬م‪.‬‬
‫الفيومي‪ ،‬أحمد بن محمد بن علي‪ :‬المصباح المن‪++‬ير‪ ،‬المكتب‪++‬ة‬
‫‪.38‬‬
‫العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط ‪1418 ، 4‬هـ ‪1997 ،‬م‬
‫ابن قتيبة‪ ،‬أب‪+‬و محم‪++‬د عب‪++‬د هللا بن مس‪++‬لم ابن قتيب‪+‬ة ال‪+‬دينوري‪:‬‬
‫غريب الحديث‪ +،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد هللا الجبوري‪ ،‬مطبع‪++‬ة الع‪++‬اني‬ ‫‪.39‬‬
‫– بغداد‪ ،‬ط‪1397 ،1‬هـ‪.‬‬
‫القلقشندي‪ ،‬أحمد بن علي‪ :‬صبح األعشى في صناعة اإلنش‪++‬ا‪،‬‬
‫تحقي‪+++‬ق ‪ :‬د‪.‬يوس‪+++‬ف علي طوي‪+++‬ل‪ ،‬دار الفك‪+++‬ر – دمش‪+++‬ق‪ ،‬ط‬ ‫‪.40‬‬
‫‪1،1987‬م‪.‬‬
‫ابن ماج‪++‬ة‪ ،‬محم‪++‬د بن يزي‪++‬د أب‪++‬و عبدهللا القزوي‪++‬ني‪ :‬س‪++‬نن ابن‬
‫‪.41‬‬
‫ماجه‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬دار الفكر‬
‫مجمع اللغة العربية‪:‬‬
‫المعجم الكبير‪ ،‬الهيئة المصرية العام‪++‬ة للكت‪++‬اب ـ الق‪++‬اهرة‪ ،‬ط‬
‫‪.42‬‬
‫‪1401 ،1‬هـ‪1981 ،‬م‪ ،‬ج‪ 2‬حرف الباء‪.‬‬
‫‪301‬‬
‫مجلة جامعة فلسطين لألبحاث والدراسات – العدد السادس– يناير‪2014‬‬

‫المعجم الوسيط‪ ،‬مجمع اللغة العربية ـ القاهرة‪ ،‬ط ‪.3‬‬ ‫‪.43‬‬


‫مسلم بن الحجاج أبو الحسين القش‪++‬يري النيس‪++‬ابوري‪ :‬ص‪++‬حيح‬
‫مسلم‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬محم‪++‬د ف‪++‬ؤاد عب‪++‬د الب‪++‬اقي‪ +،‬دار إحي‪++‬اء ال‪++‬تراث‬ ‫‪.44‬‬
‫العربي – بيروت‪.‬‬
‫المق‪++‬ري‪ ،‬أحم‪++‬د بن محم‪++‬د‪ :‬نفح الطيب من غص‪++‬ن األن‪++‬دلس‬
‫الرطيب‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪.‬إحسان عباس‪ ،‬دار ص‪++‬ادر ‪ -‬ب‪++‬يروت‪ ،‬ط‬ ‫‪.45‬‬
‫‪1968‬م‪.‬‬
‫المناوي‪ ،‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬تحقي‪++‬ق ‪ :‬د‪ .‬محم‪++‬د‬
‫رضوان الداية‪ ،‬دار الفك‪++‬ر المعاص‪++‬ر‪ ,‬دار الفك‪++‬ر ‪ -‬ب‪++‬يروت ‪,‬‬ ‫‪.46‬‬
‫دمشق‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ‪.‬‬
‫المناوي‪ ،‬محم‪++‬د عب‪++‬د ال‪++‬رؤوف‪ :‬فيض الق‪++‬دير ش‪++‬رح الج‪++‬امع‬
‫‪.47‬‬
‫الصغير‪ ،‬المكتبة التجارية الكبرى – القاهرة‪ ،‬ط‪1356 ،1‬هـ‪.‬‬
‫ابن منظ‪++‬ور‪ ،‬محم‪++‬د بن مك‪++‬رم األف‪++‬ريقي المص‪++‬ري‪ :‬لس‪++‬ان‬
‫‪.48‬‬
‫العرب‪ +،‬دار صادر – بيروت‪ ،‬ط ‪1990‬م‪.‬‬
‫النيس‪++‬ابوري‪ ،‬أب‪++‬و الفض ‪+‬ل‪ +‬أحم‪++‬د بن محم‪++‬د المي‪++‬داني مجم‪++‬ع‬
‫األمثال‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محيى الدين عبد الحميد‪ ،‬دار المعرفة‬ ‫‪.49‬‬
‫– بيروت‪.‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬جم‪++‬ال ال‪++‬دين األنص‪++‬اري‪ :‬مغ‪++‬ني الل‪++‬بيب عن كتب‬
‫األع‪++‬اريب‪ ،‬تحقي‪++‬ق‪ :‬م‪++‬ازن المب‪++‬ارك و محم‪++‬د علي حم‪++‬د هللا‪،‬‬ ‫‪.50‬‬
‫مكتبة سيد الشهداء ـ قم‪ ،‬ط ‪.5‬‬
‫أب‪++‬و هالل العس‪++‬كري‪ :‬جمه‪++‬رة األمث‪++‬ال‪ ،‬تحقي‪++‬ق‪ :‬محم‪++‬د أب‪++‬و‬
‫الفضل‪ +‬إبراهيم وعبد المجيد قطامش‪ ،‬دار الفك‪++‬ر – ب‪++‬يروت‪،‬‬ ‫‪.51‬‬
‫ط‪1988 ،3‬م‪.‬‬
‫ي‪++‬اقوت الحم‪++‬وي‪ ،‬أب‪++‬و عب‪++‬د هللا ي‪++‬اقوت بن عب‪++‬د هللا الحم‪++‬وي‪:‬‬
‫‪.52‬‬
‫معجم البلدان‪ ،‬دار الفكر – بيروت‪.‬‬
‫‪300‬‬
‫استعماالت لغوية معاصرة‬

‫‪301‬‬

You might also like