You are on page 1of 12

‫قراءة في منصة معجم‬

‫الدوحة التاريخي‬

‫‪24‬‬
‫تعريف املعجم واملعجم التارخيي والفرق بيهنم‪:‬‬
‫تعريف املعجم‪:‬‬
‫(‪)1‬املعجم حسب ادلكتور عيل القامسي‪ :‬هو كتاب مطبوع أو حمسوب‪ ,‬حيتوي عىل ألفاظ منتقاة‪ ,‬ترتب وف‪++‬ق معني‪ ,‬ذات‬
‫عالقة هبا‪ ,‬سواء ُأعطيت تكل املعلومات ابللغة ذاهتا (املعجم األحادي اللغة) أم بلغ‪++‬ة ذات أخ‪++‬رى (املعجم الثن‪++‬ايئ أو الثاليث‬
‫اللغة أو املتعدد اللغات)‪.‬‬
‫و لكمة (معجم) ‪ -‬حسب املعامج الرتاثية – مشتقة من (ع ج م)‪.‬‬
‫و (العجمة ) يه عدم الفصاحة وعدم البيان‪ .‬و (األجعم) هو اذلي ال يفصح وال يبني‪ .‬و (أجعم الالكم ) جعهل مشالك ال بي‪++‬ان‬
‫هل‪ ,‬أو أىت به أجعميا فيه حلن‪.‬‬
‫احلرف) ‪ :‬بينت‪+‬ه بوض‪+‬ع النق‪+‬ط الس‪+‬وداء علي‪+‬ه ‪...‬و(أجعم الكت‪+‬اب)‬ ‫ويف معجم ''لسان العرب" – نق ًال عن ابن ج‪+‬ين‪(:‬أجع ْم ُت َ‬
‫نقطه و أزال استعجامه عىل سبيل السلب‪ ,‬ألن األصل يف صيغة (أفع‪+‬لَ) ه‪++‬و اإلثب‪++‬ات‪ +,‬وق‪++‬د ت‪+‬أيت للس‪++‬لب‪ .‬وهك‪++‬ذا يك‪++‬ون‬
‫املعجم هو الكتاب اذلي يبني املعلومات‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويعرفه ادلكتور أمحد خمتار‪ :‬تفيد مادة (جعم) يف اللغ‪++‬ة اإلهبام و الغم‪+‬وض ;ففي اللس‪+‬ان‪ ( :‬األجعم اذلي ال يفص‪++‬ح وال ي‪++‬بني‬
‫الكمه)‪ ,‬وفيه‪( :‬رجل أجعمى وأجعم‪ :‬إذا اكن لسانه جعم‪++‬ة)‪ ,‬وفي‪++‬ه‪(:‬مسية الهبمية جعامء ألهنا ال تتلكم)‪ .‬ومسى الع‪++‬رب بالد ف‪++‬ارس‬
‫بالد العجم ألن لغهتا مل تكن واحضة وال مفهومة عندمه‪.‬‬
‫فإذا أدخلنا اهلمزة عىل الفعل (جعم) ليصري (أجعم) اكتسب الفعل معىن جديدا من معىن اهلمزة (أو الصيغة) اذلي يفيد هن‪++‬ا‬
‫السلب و النفي واإلزاةل‪ .‬ففي اللغة أشكيت فالان‪ :‬أزلت شاكيته‪ ,‬و فهيا‪ :‬أقذيت عني الصيب‪ :‬أزلت ما هبا من قذى‪ .‬و مثلها‬
‫(قس ‪++‬ط) و (أقس ‪++‬ط) حيت تفي ‪++‬د األوىل (ظمل) والثاني ‪++‬ة (ع ‪++‬دل) أو أزال الظمل‪ .‬و له ‪++‬ذا ذم هللا القاس ‪++‬طني‪﴿ :‬و أم ا‬
‫القاسطون فكانوا لجهنم حطبا﴾ ومدح املقسطني‪﴿:‬إن اهلل يحب المقسطين﴾‪ .‬و عىل هذا يصري معىن‬
‫أجعم‪ ,‬أزال العجمة أو الغموض أو اإلهبام‪ +.‬ومن هنا أطلق عىل نقط احلروف لفظ (اإلجعام) ألنه يزيل ما يكتنفها من مغوض‪.‬‬
‫مفثال ح‪++‬رف (ٮ) حيمتل أن يُق‪++‬رأ ''ب'' أو ''ت'' أو ''ث''‪...‬ف‪++‬إذا وض‪++‬عنا النق‪++‬ط أي أجعمن‪++‬اه زال ه‪++‬ذا الاحامتل وارتف‪++‬ع‬
‫الغموض‪.‬‬

‫(‪ )1‬كتاب صناعة المعجم التاريخي للغة العربية ‪ ,‬الدكتور علي القاسمي (ص‪)41:‬‬
‫كتاب صناعة المعجم الحديث‪ ,‬األستاذ الدكتور أحمد مختار (ص‪)19,20 :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪24‬‬
‫ومن هنا أيضا ج‪++‬اء لفظ (املعجم) مبع‪++‬ىن الكت‪++‬اب اذلي جيم‪++‬ع لكامت لغ‪++‬ة م‪++‬ا و يرشهحا و يوحض معناه‪++‬ا ويرتهبا بش‪++‬لك معني‪.‬‬
‫وتكون تسمية هذا النوع من الكتب معجامً إما أل نه مرتب عىل حروف املعجم (احلروف الهجائية)‪ ,‬و إما ألنه ق‪++‬د أزي‪++‬ل أي‬
‫إهبام أو مغوض منه‪ ,‬فهو معجم مبعىن مزال ما فيه من مغوض و إهبام‪.‬‬
‫وقد نفهم من هذا أن لفظ (معجم) يعد امس مفعول من الفع‪++‬ل (أجعم) وحيمتل من انحي‪++‬ة أخ‪++‬رى أن يك‪++‬ون مص‪++‬درا مميي‪++‬ا من‬
‫نفس الفعل‪ ,‬ويكون معناه اإلجعام أو إزاةل العجمة والغموض‪.‬‬

‫ما هو املعجم التارخيي ‪:‬‬


‫(‪ )3‬املعجم التارخيي عند ادلكتور عيل القامسي‪ :‬ه‪+‬و ن‪+‬وع من املع‪+‬امج‪ ,‬ع‪+‬ادة م‪+‬ا يك‪+‬ون أح‪+‬ادي اللغ‪+‬ة‪ ,‬ي‪+‬ريم إىل تزوي‪+‬د الق‪+‬ارئ‬
‫مس‪+‬جل له‪++‬ا ح‪++‬ىت يومن‪++‬ا‪ .‬فه‪++‬و ال يقترص عىل‬‫بتارخي األلفاظ‪ ,‬مبىن معىن‪ ,‬من خالل تتبع تطورها أو تغريها من‪++‬د أق‪++‬دم ظه‪++‬ور ً‬
‫تناول اللغة يف عرص من عصور اترخيها‪ ,‬بل يتناولها يف مجيع العصور‪ .‬وذكل يعين أمرين‪:‬‬

‫األول‪ ,‬أن يظم املعجم الت‪+‬ارخيي‪ +‬لك لف‪+‬ظ اس ُتعمل يف اللغ‪+‬ة‪ ,‬س‪+‬واء َأاكن ي ُس تعمل يف ال‪+‬وقت احلارض أم ال‪ .‬وه‪+‬ذا‬ ‫‪‬‬
‫يع‪++‬ين ك‪++‬ذكل أن املعجم الت‪++‬ارخيي يص‪++‬ف اللغ‪++‬ة يف مجي‪++‬ع األم‪++‬اكن ال‪++‬يت اس ُتعملت فهيا‪ ,‬داخ‪++‬ل بالد انطقني هِب ا أو‬
‫خارهجا‪.‬‬
‫‪ ‬الثاين‪ ,‬أن يوثق املعجم اترخي لك لفظ يف "شلكه ومعناه واستعامهل"ممثال لهذا اللفظ بعدد من الشواهد‪,‬‬
‫ابتداء من أقدم ظهور مسجل معروف ذلكل اللفظ حىت أخر استعامل هل‪.‬‬
‫ف‪++‬املعجم الت‪++‬ارخيي‪ +‬ي‪++‬ؤرخ لتغ‪++‬ري األلف‪++‬اظ يف ش‪++‬لكها (هجاهئا‪ ,‬ونطقه‪++‬ا)‪ ,‬ويف داللهتا (تعمامي وختصيص‪++‬ا‪ ,‬رقي‪++‬ا واحنطاط‪++‬ا)‪ ,‬ويف‬
‫استعاملها (شيوعا‪ ,‬ندرة‪ ,‬وماكان‪ ,‬وموضوعا‪ ,‬ومستوى) مند والدهتا يف اللغة أو مند اقرتاضها من لغة أخرى حىت سباهتا أو‬
‫مماهتا‪ ,‬ابعامتد املهنج التارخيي‪ +‬العلمي‪.‬‬
‫(‪)4‬ويعرفه ادلكتور الشاهد البوشيخي‪ :‬عىل أنه ذكل املعجم اذلي يؤرخ حلياة األلفاظ ال‪++‬يت يتض‪++‬مهنا‪ ,‬من‪++‬د والدت‪++‬ه ح‪++‬ىت آخ‪++‬ر‬
‫استعامل لها أو موهتا;متتبع ًا التطور اذلي طرأ علهيا‪ ,‬والسامي ادلاليل ( اتساع ًا وضيق ًا‪ ,‬واستقرار ًا واضطرا ًاب ) و الس تعاميل (‬
‫ك‪++‬رث ًة وق ًةل‪ ,‬وماك ًان وزما ًان ومي‪++‬دا ًان)‪.‬و غ‪++‬ين عن البي‪++‬ان أن‪++‬ه معجم أوال; في‪++‬ه م‪++‬ا يف املع‪++‬امج من مقوم‪++‬ات املعجمي‪++‬ة ش‪++‬الك‬
‫ومضمو ًان‪ ,‬مث اترخيي اثنيا‪.‬‬

‫(‪)3‬صناعة المعجم التاريخي‪ ,‬الدكتور علي القاسمي (ص‪)45:‬‬


‫كتاب دراسات مصطلحية لدكتور الشاهد البوشيخي (ص‪)15:‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪24‬‬
‫و يُعرفه ادلكتور أمحد خمتار معر‪ :‬املعجم التارخيي‪ +‬العام(‪ )historical‬اذلي يعين تطور اللكمة عىل مر العصور سواء يف‬
‫جانب لفظها‪ ,‬أو معناها أو طريقة كتابهتا‪ ,‬ويسجل بداية دخولها اللغة أصولها الاشتقاقية ويتتبع تطورها حىت هناية فرتة‬
‫ادلراسة أو هناية وجود اللكمة‪.‬‬
‫و يف تعريف آخر دلكتور محمد حسن عبد العزيز‪ :‬املعجم التارخيي للغة العربية ديوان للعربية يظ ُم بني دفتيه ألفاظها‬
‫وأساليهبا‪ ,‬وبني اترخي استعاملها أو إهاملها‪ ,‬وتطور مبانهيا ومعانهيا عرب العصور و األصقاع‪ ,‬ويقدم مدخ ًال لغو ًاي للحضارة‬
‫العربية واإلسالمية‪.‬‬
‫الفرق بني املعجم واملعجم التارخيي‪+‬‬
‫املعجم هو مرجع يشمتل عىل لغة ما‪ .‬أو مصطلحات عمل مرتبة عىل منط معني مرشوحة رشح ًا يُزيل إهباهما‪ ,‬ومضاف ًا إلهيا ما‬
‫يناسهبا من املعلومات اليت تفيد الباحث‪ ,‬ويعني ادلارس للوصول إىل مراده مع تعريف لك لكمة‪ ,‬أو ذكر مرادفها‪ ,‬أو نظريها‬
‫يف لغة أخرى‪ ,‬أو بيان اشتقاقها‪ ,‬أو استعاملها‪ ,‬أو معانهيا املتعددة‪ .‬وقد يكون املعجم أحادي اللغة‪ ,‬أو ثنايئ اللغة‪ ,‬أو‬
‫متعدد اللغات‪ ,‬وقد يكون عام ًا‪ ,‬أو متخصص ًا‪ ,‬كام قد يكون معجم مرتادفات‪ ,‬أو ترجامن‪ ,‬أو تعاريف‪ ,‬وقد يكون معجامً‬
‫هجائي ًا مرتب ًا حسب احلروف‪ ,‬أو معنو ًاي أي مرتب حسب املعاين ‪.‬‬
‫و يضم املعجم أكرب عدد من مفردات اللغة مقرونة برشهحا وتفسري معانهيا بصورة عامة‪ ,‬ومواده مرتبة ترتيب ًا خاص ًا‪ ,‬إما عىل‬
‫حروف الهجاء‪ ,‬أو ً‬
‫بناء عىل املوضوع‪.‬‬
‫إذن فاملعجم الاكمل هو اذلي يضم لك لكمة يف اللغة مصحوبة برشح معناها و اشتقاقها و طريقة نط ِقها وشوهد تبني‬
‫مواضع استعاملها‪ .‬وهو وسيةل لغوية تتعلق جبمع اللغة ووضعها‪ ,‬ويسعى إىل وضع أسس تتصل ابللغة ومفرداهتا ومفاهميها‬
‫اليت ترتبط ابلعلوم اإلنسانية اخملتلفة‪ ,‬وكتب األدب والنرث وعمل ادلالةل‪...‬إخل من العلوم األخرى‪.‬‬
‫أما املعجم التارخيي‪ +‬فهو معجم يبني التغيري التارخيي‪ +‬لأل لفاظ و معناها واستعاملها‪.‬‬
‫و هدفه هو أن يوفق للك لفض يف شلكه ومعناه واستعامهل واملقصود ابلشلك‪ ,‬الشلك اإلماليئ أي (الهتجئة ) مفثال‪ ,‬لكمة‬
‫"الرمحن"يف املرشق العريب و(للرحامن) يف املغرب العريب‪ ,‬وكذاكل الشلك الصويت للفظ و يتجىل يف القراءات القرآنية‬
‫يورده املعجم‪ ,‬والصورة اليت تزيده وضوحا‪ .‬وأما لكمة (استعامهل) فتعين‬
‫اخملتلفة‪ .‬أما املعىن فيرشح ابلتعريف اذلي ِ‬
‫املعلومات الصرفية والنحوية والصوتية واألسلوبية اليت تتعلق ابللفظ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫وهكذا فاملعجم التارخيي ال يؤثل لكمة (كتاب)‪ ,‬ويؤرخ ظهورها يف الاستعامل وتطور معانهيا يف اللغة حفسب‪ ,‬بل يؤرخ‬
‫كذكل خملتلف املشتقات ذات الصةل مثل‪( :‬كتب‪ ,‬اكتب‪ ,‬اكتتب‪ ,‬انكتب‪ ,‬تاكتب‪ ...‬اخل)‪ .‬ويؤرخ كذكل للتغرُي ات‬
‫الاصطالحية‪ ,‬و السياقية اليت ي ُستعمل فهيا هذا اللفظ مثل أهل الكتاب)‪.‬‬
‫أنواع املعامج‬
‫(‪ )5‬يلخص اجلدول األيت أنواع املعامج املوجودة يف اللغات‪ ,‬واليت ميكن تصنيفها حسب زاوية النظر عىل النحو التايل‪:‬‬
‫شلك املعجم‬ ‫نوع‬ ‫الهدف‬ ‫الفرتة الزمنية‬ ‫جحم املعجم‬ ‫طريقة الرتتيب العموم واخلصوص عدد اللغات أعامر املستعملني‬ ‫نقطة‬
‫مستعمل‬ ‫الانطالق‬
‫املعجم‬
‫‪ -1‬وريق‬ ‫‪ -1‬ابن‬ ‫‪ -1‬وصفي‬ ‫‪ -1‬معجم‬ ‫‪ -1‬معجم‬ ‫‪ -1‬معجم األطفال‬ ‫‪ -1‬أحادي‬ ‫‪ -1‬معامج عامة‬ ‫‪ -1‬ألفباىئ‬ ‫‪ -1‬معامج‬
‫‪ -2‬إلكرتوين‬ ‫اللغة‬ ‫‪ -2‬معياري‬ ‫معارص‬ ‫كبري‬ ‫‪ -2‬معجم الصغار‬ ‫‪ -2‬ثنايئ‬ ‫حسب األوائل ‪ -2‬معامج خاصة‪:‬‬ ‫األلفاظ‬
‫‪ -3‬يف صورة‬ ‫‪ -2‬األجنيب‬ ‫‪ -2‬معجم‬ ‫‪ -2‬معجم‬ ‫‪ -3‬معجم ما قبل‬ ‫‪ -3‬متعدد‬ ‫أ‪ -‬اشتقاق ب‪-‬‬ ‫‪ -2‬ألفبائ‬ ‫‪ -2‬معامج‬
‫مدجمة‬ ‫اترخيي‬ ‫وسيط‬ ‫اجلامعة‬ ‫أل‬
‫حسب ا واخر معرابت‬ ‫املعاين‬
‫‪ -5‬يف شلك‬ ‫‪ -3‬معجم‬ ‫‪ -3‬معجم‬ ‫‪ -4‬معجم املرحةل‬ ‫ح‪ -‬سيايق‬ ‫‪ -3‬صويت‬
‫صويت‬ ‫لفرتة ماضية‬ ‫وجزي‬ ‫اجلامعية‬ ‫د‪ -‬مرتادفات‬ ‫‪ -4‬رصيف‬
‫‪ -4‬معجم‬ ‫‪ -5‬معجم الكبار‬ ‫(عىل األبنية ) ه‪ -‬خشص‬
‫جيب‬ ‫أو نص‬ ‫‪5‬موضوعي‬
‫(معامج املعاىن) و‪ -‬معجم للنطق‬
‫ز‪ -‬لهجة‬
‫أو لهجات‬
‫خ‪ -‬معجم‬
‫ختصص‪.....‬‬
‫إخل إخل‪.‬‬

‫(‪)5‬كتاب صناعة المعجم الحديث‪ ,‬األستاذ الدكتور أحمد مختار (ص‪)19,20 :‬‬

‫املعجم التارخيي‪ +‬للغات األخرى‬


‫املعجم التارخيي‪ +‬للغة األملانية األخوين )غرمي ‪( :Grimm‬‬ ‫‪‬‬
‫بدأ الاهامتم ابملعجم التارخيي أوال عند علامء األملان اذلين اكنوا يسعون إىل إثبات أن اللهجات اخملتلفة يه من أصل واحد‪.‬‬
‫واكنت بداية هذا املعجم عندما طلبت دار نرش ويذمان البزييغ من األخوين غرمي كتابة معجم شامل جديد للغة األملانية‪,‬‬

‫‪24‬‬
‫لكهنام رفضا األمر يف البداية ‪ .‬وحبلول أكتوبر ‪1838‬م تواصال مع دار ويذمان وتعاقدا معهم كام نرشت حصيفة البزييغ إعالان‬
‫عن بدأ العمل عىل هذا املرشوع ‪.‬‬
‫و يف سنة ‪1854‬م نرشت مثاين جمدلات وجتاوزت‪ +‬هذه الطبعة مجيع التوقعات حيث بيع مهنا أكرث من ‪ 10000‬نسخة و‬
‫مسيت يف وقهتا "ابلعمل الوطين األعظم"‪ .‬وبعد نرشمه للطبعة األوىل عاد األخوين غرمي إلكامل العمل و إضافة و تنقيح و‬
‫توسيع جمال العمل‪ .‬وكتب )فلهمل‪ ) Wilhelm‬اللكامت املتعلقة حبرف‪ D‬مث تويف سنة ‪1859‬م ‪ ,‬واسمتر يعقوب‬
‫(جايكوب ‪ )Jacob‬ابلعمل وكتب احلروف األوىل وصوال إىل احلرف ‪ F‬مث تويف سنة ‪1863‬م‪ .‬لكن املرشوع مل يتوقف‬
‫عند موت األخوين بل اسمتر العمل عليه من طرف أاكدميني و علامء اللغة ‪ .‬ومر بكثري من املراحل املعقدة ‪ ,‬لينهتي هذا‬
‫العمل بعد ‪ 123‬سنة‪ .‬ونرش عام ‪1961‬م ‪ .‬و احتوى عىل أكرث من ‪ 67744‬معود و أكرث من ‪ 320000‬لكمة و بلغ جحمه‬
‫‪ 84‬كيلوجرام ‪.‬‬

‫املعجم التارخيي‪ +‬للغات اإلجنلزيية ( معجم أكسفورد التارخيي)‬ ‫‪‬‬


‫بدأ العمل يف معجم أكسفورد التارخيي‪ +‬اإلجنلزيي احلديث سنة ‪1859‬م‪ ,‬ومت طبعه يف ‪19‬أبريل من سنة ‪1928‬م‪,‬‬
‫فيكون بدكل العمل فيه قد استغرق قرابة سبعني عاما‪.‬‬
‫وظهرت طبيعته الثانية يف سنة ‪1933‬م‪ ,‬فزيد إلهيا ملحق يمكل ما استدرك‪ +‬يف الطبعة األوىل‪ .‬وبلغ إجاميل جمدلاته‬
‫عرشين جمدلا‪.‬‬
‫واكن السبب اذلي دفع علامء اللغة اإلجنلزيية إىل تأليف معجم جديد مبين عىل قواعد جديدة و شعورمه بأن املعامج‬
‫اللغوية اإلجنلزيية‪ ,‬مند بداية القرن السابع عرش اكنت تقترص عىل إدراك أغراض األدابء وأهل العمل وأن الزمن لكام‬
‫تقدم‪ ,‬تقدم األدب اإلجنلزيي و ازدادت املعامج قصورا عن إدراك أغراضه و القيام حباجته و مبا حيقق الغرض مهنه‪.‬‬
‫و قد لعب دخول مبادئ جديدة يف تأليف املعامج اإلجنلزيية دورا كبريا وتتجىل هده املبادئ يف خطوات نذكر مهنا‪:‬‬

‫اخلطوة األوىل‪ :‬ويه مجع املفردات الغربية اليت ال تعرض لعامة الناس‪ ,‬عىل اعتبار أن هده املفردات يه‬ ‫‪‬‬
‫مفردات من البيان والتداول‪ .‬حيث ال ينبغي أن تدخل يف املعامج‪ .‬لكن املعامج تتسع لكثري من األلفاظ‪ ,‬اليت‬
‫اكن يرى أن إثباهتا غري رضوري‪.‬‬
‫اخلطوة الثانية ‪:‬واليت خطاها األديب ” جونسون “‪ Johnson‬إذ معد إىل إثبات الشواهد اليت توحض‬ ‫‪‬‬
‫تعريفات املوضوع لأل لفاظ وتؤيدها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اخلطوة الثالثة‪ :‬والقامئ هبده اخلطوة ” ريتشارد سون ‪"Richardson‬اذلي معل عىل التوضيح التارخيي‪+‬‬ ‫‪‬‬
‫لأل لفاظ‪ .‬لكن معجم ريتشارد سون مل ينل ما يستحق من التفات العلامء وظل حوايل أربعني سنة مند أن‬
‫ظهر اجلزء األول من معجمه‪.‬‬
‫مل تقتنع امجلعية اللغوية برضورة إتباع املبدأ التارخيي إال بعد مرور أربعني سنة ظهور معجم ريتشارد سون فقامت اللجنة‬
‫بعد ذكل بوضع جلنة مجلع األلفاظ اإلجنلزيية الغري مسجةل يف املعامج‪ .‬خالل عقد السبعينات من القرن التاسع عرش ‪ ,‬أظهر‬
‫اجملمع اللغوي قلقه من معلية نرش املعجم مع هذا النطاق الهائل ‪ .‬عىل الرمغ من أن دلهيم صفحات مطبوعة من ِقبل النارشين‬
‫‪ ,‬مل يمت التوصل إىل اتفاق بشأن نرشها‪ ,‬فمت مفاحتة لك من مطبعة جامعة اكمربدج‪ ,‬ومطبعة جامعة أكسفورد ‪ .‬و بعد سنتني‬
‫من املفاوضات ‪ ,‬وافقت مطبعة جامعة أكسفورد عىل نرش املعجم و ذكل سنة ‪1879‬م يف مقابل دفع مال للمحرر “موراي‬
‫‪“ Murray‬و اذلي اكن أيضا رئيس للمجمع اللغوي‪ .‬نُرش أول جمدل للمعجم يف ‪ 1‬فرباير‪1894‬م‪ ,‬و اكن عنوانه الاكمل‬
‫معجم اللغة اإلجنلزيية اجلديد بناء عىل مبادئ اترخيية‪ ,‬وحبلول أوائل عام ‪1894‬م مت نرش إجاميل إحدى عرش جمدل ْا‪.‬‬
‫ومت نرش اجملدل ‪125‬واألخري اذلي يعطي اللكامت من ‪ wise‬إىل هناية ‪ w‬يف أبريل ‪1928‬م‪.‬‬

‫املعجم التارخيي‪ +‬للغة العربية‬ ‫‪‬‬


‫و ميكن أن نذكر يف جتارب للغات املعجم التارخيي‪ +‬للغة العربية‪ ,‬واليت اكنت شبه منقرضة‪ .‬و بدأ العمل فيه سنة ‪1955‬م‬
‫واستغرق مجع مصادر وبناء معامج املدونة النصية للمعجم حوايل سنتني‪ ,‬ويقوم هذا املعجم عىل النصوص العربية‬
‫املستخدمة يف العرص القدمي‪ ,‬والعرص الوسيط‪ ,‬والعرص احلديث‪ ,‬وتتكون مصادره من الكتاابت الرابنية للتوراة والتلمود‪,‬‬
‫ولفافات البحر امليت‪ ,‬وخمطوطات اجلزية ابلقاهرة‪ .‬وتشمتل املدونة عىل نصوص من ‪ 4300‬مصدر‪ ,‬وتظم مليون لكمة وقد‬
‫أتيح للجمهور سنة ‪2010‬م‬
‫حماوالت إلعداد معجم اترخيي للغة العربية‬
‫بعد ظهور املعامج التارخيية يف أورواب يف التاسع عرش خاصة معجم غرمي التارخيي األملاين‪ ,‬ومعجم أكسفورد للغة اإلجنلزيية‪,‬‬
‫جرت حماوالت لتأليف معجم اترخيي للغة العربية ومن أمه هذه احملاوالت‪:‬‬
‫‪ 1‬معجم فيرش‬
‫يُعد معجم فيرش من أفضل معامج املرشقيني اليت أثرت يف ادلراسات املعجمية العربية‪ .‬فهو يعترب حماوةل جيدة لتأليف‬
‫معجام عربيا ذي مالمح اترخيية‪ .‬واكنت بداية مرشوعه يف أوائل القرن العرشين‪ ,‬عندما عرض فكرته يف ثالث مؤمترات‬

‫‪24‬‬
‫إسترشاقية يف ابزل ‪1907‬م‪ ,‬وكوبهناغن ‪1908‬م‪ ,‬وأثينا ‪1912‬م‪ ,‬حيث َ‬
‫لقي قبوال واستحقاقا‬
‫فبدَأ فيرش العمل جبمع النصوص األدبية العربية من القرن الثاين قبل اإلسالم‪ ,‬حىت القرن الثالث الهجري‪ ,‬ليستخلص مهنا‬
‫مستعينا ابجلهود‬ ‫دالالت األلفاظ‪ ,‬والرتاكيب‪.‬‬
‫المتهيدية اليت قام هبا بعض أساتذة اللغة العربية يف القسم العريب من جامعة ليزبغ‪ ,‬مثل هايرنيش ليربشت فاليرش‪,‬‬
‫وهايرنيش توربيكه‪ ,‬وولك إىل بعض تالمذته انتقاء خمتارات من ديوان الشعراء وممن تعاون معه‪ ,‬فريتش كرنكو‪,‬‬
‫ويوهانس بيدرسن‪.‬‬
‫بدأ فيرش العمل عىل معجمه مدعو ًما دعام متقطعا من بعض اجلهات األملانية‪ ,‬و حني أنشئ مجمع فؤاد األول للغة العربية‬
‫ابلقاهرة عام ‪1932‬م‪ ,‬اكن من مُج ةل أهدافه تأليف معجم اترخيي للغة العربية‪ .‬فقام فيرش اذلي اكن عضوا يف اجملمع‪ ,‬بعرض‬
‫فكرته عىل أعضاء اجملمع‪ ,‬وبعد مداوالت‪ +‬وطرح أراء متعددة‪ ,‬وافق اجملمع عىل تبين هذا العمل وحتمل تاكليفه‪.‬‬
‫وهكذا انتقل فيرش إىل مرص سنة ‪1932‬م‪ ,‬حامال معه املواد اليت مجعها لتأليف ذكل املعجم‪ ,‬و أمده املعجم ابملساعدين‬
‫والنفقات الالزمة إلمتام مرشوعه‪ .‬وأمىض أربع سنوات يف مجع املواد وتصنيفها‪ ,‬و لكن اندالع احلرب العاملية الثانية‬
‫(‪ 1945 - 1940‬م)‪ ,‬اضطره إىل العودة إىل أملانيا وتوزعت حداداته بني مرص وأملانيا‪ ,‬ومل يعد فيرش إىل القاهرة إال بعد‬
‫انهتاء احلرب‪ .‬فقد أقعده املرض مث تويف سنة ‪1949‬م‪ ,‬مما أدى إىل توقف املرشوع وضياع املواد اليت أعدها فيرش ما عدا‬
‫املقدمة واملواد من أول حرف اهلمزة حىت لكمة أبد وقد نرشها اجملمع بعد ذكل يف كتيب بعنوان املعجم اللغوي التارخيي‪+,‬‬
‫ذهب أربع و ثالثون صفحة منه يف املقدمة‪ ,‬وجاء املنشور من حرف اهلمزة يف ثالث و مخسني صفحة‪ ,‬ذهب عرشون‬
‫مهنا يف احلديث أنواع اهلمزة‪ ,‬و البايق منه يف اللكامت أجعمية و عربية‪ .‬ذلا فهو منوذج قصري لقةل األلفاظ الغنية‪.‬‬
‫‪ " -2‬املعجم الكبري" جملمع اللغة العربية‬
‫مث انرصاف مجمع اللغة العربية ابلقاهرة إىل إعداد "املعجم الوسيط " و " املعجم الكبري " و هام ليسا من املعامج التارخيية‪,‬‬
‫عىل الرمغ من أن" املعجم الكبري" يويل تأثيل اللفظ عناية خاصة‪ ,‬فيذر النظائر العروبية (الرساينية‪ ,‬األكدية‪ ,‬العربية‪,‬‬
‫احلبشية‪ ,‬إخل‪ ).‬دون أن حيدد ما إذا اكن اللفظ العريب قد أقرتض من إحدى تكل النظائر‪ ,‬ألن اللفظ رمبا ُوجد يف هذه‬
‫اللغات يف َان واحد‪ ,‬ما دامت مجيعها منحدرة من لغة ُأم واحدة يه اللغة العربية القدمية‪ ,‬طبقا إلحدى النظرايت‪.‬ويرتب "‬
‫املعجم الكبري " معاين اللفظ من األصيل إىل الفرعي‪ ,‬ومن احليس إىل املعنوي‪ ,‬ومن احلقيقي إىل اجملازي‪ ,‬وهو الرتتيب‬
‫اذلي جيري علية التطور التارخيي‪ +‬لدلالةل عادة‪ .‬إضافة إىل ذكل‪ ,‬فإن "املعجم الكبري" يرد اللكامت املعربة إىل أصولها‪ .‬لكن‬
‫هذه املالمح التارخيية يف " املعجم الكبري"‪ ,‬ذهب ادلكتور انرص اذلين األسد يف دراسة ألقاها يف مجمع اللغة العربية يف‬
‫دورته الثانية‬

‫‪24‬‬
‫والسبعني (‪2002‬م) حول املعجم التارخيي إىل أن " املعجم الكبري" يغين عن املعجم التارخيي‪ .‬بيد أننا نرى أن "املعجم‬
‫الكبري" مل يستويف مجيع املقومات األساسية للمعجم التارخيي‪ .‬ومن أمه هذه املقومات الشواهد‪ ,‬فقد رتبت الشواهد عند‬
‫تعددها أو اجامتعها يف "املعجم الكبري" ابلرتتيب التايل‪( :‬القر َان الكرمي‪ -‬احلديث‪ -‬النص األديب املنثور‪ ,‬ومنه املثل والشعر)‪,‬‬
‫كام نص عىل ذكل مهنجية‪ ,‬بيامن اكن ترتيب الشواهد يف املعامج التارخيية يقوم ‪ ,‬عادة عىل أساس اترخيي‪ +‬ابتداء ابألقدم مفا‬
‫بعد ذكل‪ ,‬فإن مواد املعجم الكبري أخدت من املعامج العربية الكربى‪ ,‬ومل تستند إىل مدونة لغوية تظم نصوصا أصلية متثل‬
‫اللغة يف خمتلف عصورها‪ ,‬و أماكهنا‪ ,‬ومواضعها‪.‬‬
‫املرشوع التونيس للمعجم التارخيي العريب‪.‬‬
‫مند وفاة املسترشق فيرش مل يتصدى أي مجمع من جمامع اللغة العربية لوضع معجم اترخيي للغة العربية‪ ,‬ختوفا من خضامة‬
‫العمل وخضامة نفقاته‪ ,‬ولكن هيئة غري مجمعية تصدت لهذا العمل‪ ,‬ويه امجلعية املعجمية العربية بتونس‪.‬‬
‫ويه هيئة علمية تأسست بتونس سنة ‪1983‬م‪ ,‬ترأسها األستاذ محمد رشاد امحلزاوي‪.‬‬
‫و هتدف إىل الاهامتم بقضااي املعجم العريب قدميا وحديثا يف مستويي التنظري والتطبيق‪ ,‬و ذكل إبصدار جمةل دورية‬
‫متخصصة يه "اجملةل املعجمية" وعقد ندوات علمية‪ ,‬وربط الصةل بلك من هل اهامتم بقضااي املعجم يف تونس والعامل العريب‬
‫وخارهجام‪.‬‬
‫كام هتدف هذه امجلعية إىل وضع أرصدة‪ +‬وبنك معطيات للغة العربية لتكون عىل غرار اللغات احلية األخرى‪ ,‬وما يزال‬
‫يؤرق أعضاءها مرشوع إجناز املعجم التارخيي للغة العربية اذلي أصبح رضورة ال غىن عهنا يف زمن اإلعالميات والتوثيق‪.‬‬
‫ذلكل اكن من أمه أنشطهتا‪ :‬الرشوع بداية من سنة ‪1986‬م‪ ,‬يف وضع املهنجية العامة لوضع "املعجم التارخيي‪ +‬املوسوعي"للغة‬
‫العربية متهيدا إبجنازه‪.‬‬
‫خفصت هذه امجلعية املعجمية العربية بتونس موضوع املعجم التارخيي للغة العربية بندوة علمية دولية يف تونس يف املدة من‬
‫‪ 14‬إىل ‪ 17‬نومفرب من سنة ‪1989‬م‪ ,‬اليت شارك فهيا عدد من الباحثني العرب وغريمه‪ .‬وأوصت هذه الندوة اليت صدرت‬
‫أعاملها يف شلك كتاب مستقل ب " رضورة البدء يف وضع معجم عريب اترخيي‪ +,‬ألنه ميثل ذاكرتنا اللغوية والثقافية‬
‫واحلضارية اليت تضبط رصيدان الفكري‪ ,‬ويكون مرجعنا اللغوي و العلمي‪+"...‬‬
‫و انطلق املرشوع بمتويل من احلكومة التونسية يف ‪7‬فرباير ‪1990‬م‪ ,‬و وضعت خطة علمية حديثة لتنفيذ املرشوع‪ ,‬و‬
‫رشع جبمع شواهد وسياقات من النصوص الشعرية العربية اجلاهلية يف جذاذات بوصفها مرحةل أوىل يف سبيل إجناز‬

‫‪24‬‬
‫املعجم التارخيي‪ +‬املنشود‪ .‬و لكن هذا املرشوع توقف بعد مدة‪ ,‬مث أعيد العمل فيه سنة ‪1996‬م‪ .‬ولعل تعرث هذا املرشوع‬
‫يعود إىل عدم تفرغ القامئني عليه هل‪ .‬و هناك مادة منوذجية من هذا املرشوع‪ ,‬لكن هذه املادة ال تشلك مادة يف معجم‬
‫اترخيي عريب‪ ,‬فهي انقصة ; أل هنا حمددة بعرص واحد من عصور اللغة العربية‪ ,‬هو العرص اجلاهيل‪ ,‬ومل تتبع تطور اللفظ يف‬
‫العصور الالحقة‪ ,‬ألن املرشوع مل يكمتل بعد‪ ,‬وألن املادة حشدت مجموعة من الشواهد لكها تنمتي لعرص واحد‪ ,‬يف حني أن‬
‫املعجم التارخيي‪ +‬يسوق عادة‪ ,‬شاهدا خمتارا واحدا عىل األقل من لك عرص من عصور اللغة العربية للك معىن يح من‬
‫معاين اللفظ‪.‬‬
‫أضف إىل ذكل أن النصوص اللغوية اليت مجعهتا امجلعية مقترصة عىل اللغة الشعرية فقط يف منطقة جغرافية واحدة‪,‬‬
‫مفصادرها ال تشمتل عىل نصوص نرثية اكلنقوش‪ ,‬مثال‪ ,‬وال عىل موضوعات متنوعة‪ .‬ولكن إذا اكمتل املرشوع‪ ,‬فال شك يف‬
‫أنه سزيود املكتبة العربية مبعجم اترخيي جيد‪.‬‬

‫احتاد اجملامع اللغوية و العلمية العربية و املعجم التارخيي‪:‬‬


‫عقد إحتاد اجملامع اللغوية والعلمية العربية اجامتعا يف القاهرة سنة ‪1998‬م‪ ,‬وافقت فيه عىل مرشوع إعداد املعجم التارخيي‬
‫للغة العربية اذلي اقرتحت إعداده اجملامع اللغوية يف سورية و األردن و العراق‪ .‬مث قرر اجمللس يف اجامتعه التايل يف القاهرة‬
‫سنة ‪1999‬م‪ ,‬تأجيل النظر مؤقتا يف هذا املرشوع‪ .‬مث عاد اجمللس يف اجامتعه التايل سنة ‪ 2001‬م‪ ,‬يف القاهرة إىل املوافقة‬
‫عىل بدا املرشوع‪ .‬ويف شهر نومفرب من ذكل العام‪ ,‬ألف اجمللس جلنة لوضع خطة شامةل للمعجم التارخيي‪ +.‬ومل جتمع هذه‬
‫اللجنة حىت سنة ‪ .2004‬وهذا الرتدد من قبل جملس احتاد اجملامع يعكس بوضوح صعوبة املرشوع بسبب خضامة العمل‪,‬‬
‫وخفامة مستلزماته’‪ +‬وتاكليفه الباهظة‪.‬‬
‫ويف عام ‪ ,2004‬أعاد احتاد اجملامع اللغوية والعلمية العربية تشكيل جلنة املعجم التارخيي للغة العربية‪ ,‬للنظر يف أفضل وسيةل‬
‫لتأليف املعجم التارخيي املنشود‪ .‬وتتألف جلنة املعجم التارخيي للغة العربية من إثىن عرش عضوا‪ ,‬وقد إقرتحت هذه اللجنة‬
‫إنشاء مؤسسة تقوم بتأليف املعجم التارخيي للغة العربية‪ .‬ولكفت هذه اللجنة أحد أعضاهئا‪ ,‬لوضع مرشوع النظام األسايس‬
‫للمؤسسة املنشودة‪.‬‬

‫‪ ‬ملاذا ال يوجد معجم اترخيي عر ّيب؟‬

‫‪24‬‬
‫حيتاج ظهور املعجم التارخيي‪ ,‬يف أية ثقافة‪ ,‬إىل ثالثة عوامل‪ ,‬يه‪:‬‬
‫حاجة ماسة إىل املعجم التارخيي‪,‬‬ ‫‪.1‬‬
‫موقف إجيايب من التغرُي اللغوي‪,‬‬ ‫‪.2‬‬
‫دراسات يف عمل اللغة التارخيي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وهذه العوامل مل تكن متوافر ًة يف ثقافتنا الرتاثية‪ .‬ففي عرص التدوين‪ ,‬بعد نزول القران الكرمي بلغة عربية فصيحة مشرتكة‪,‬‬
‫اكن مه العلامء العرب استيعاب تكل اللغة الفصيحة وصيانهتا ونرشها‪ ,‬لتكون وسيةل لفهم القرأن وتوحيد األمة ‪.‬ولهذا مل يرو‬
‫أية رضورة للبحث يف اللهجات العربية او دراسة تطورها أو تغريها ‪ .‬فمل يكن هلم موقف إجيايب من قضية التخري اللغوي‬
‫أو اللهجات الفصيحة ‪.‬ومل يبحثو يف تكل القضااي وهذا الينفي أهنم حبثو يف بعض اللهجات لغات جزيرة العرب والوقوف‬
‫عىل خصائصها الصوتية والرصفية اليت ال تنسجم مع اللغة العربية الفصيحة اليت نزل هبا القرأن الكرمي بغرض تمتمني هذه‬
‫اللغة القصيحة وصيانهتا‪+.‬‬
‫وهذا املوقف السليب من دراسة اللغات واللهجات الأل خرى يف جزيرة العرب ابستثناء اللغة العربية الفصيحة اليت نزل‬
‫هبا القرأن واملوقف الرافض دلراسة التغري اللغوي اذلي يطرأ عىل اللغة العربية الفصيحة املشرتكة واعتباره فسادا يف‬
‫اللغة العربية وخطرا علهيا وهذا ما أدى إىل عدم قيام اللغويني العرب بدراسات يف التطور اللغوي أو عمل اللغة التارخيي‪. +‬‬
‫ال ننكر وجود بعض املبادرات اللغوية الرائدة يف دراسة جوانب التطور اللغوي‪,‬خاصة فامي يتعلق ابكتساب بعض األلفاظ‬
‫اجلاهلية دالالت إسالمية جديدة وإ مداد القرأن اللغة العربية بألفاظ جديدة ومعان جديدة وإ ستعامالت جديدة ‪ .‬فقد‬
‫إستشهد اجلاحض (‪255-109‬ه)يف كتابية البيان والتبيني واحليوان عىل إشتقاق لكامت عربية جديدة لتدل عىل معاين‬
‫إسالمية مستحدثة بلكامت مثل ‪ ( :‬منافق عىل وزن مفاعل ) و (اكفر عىل وزن فاعل ) و (مرشك عىل وزن‬
‫مفعل)ورضب أمثةل عىل إضفاء معاين جديدة عىل ألفاظ قدمية مثل ‪ :‬التميم (اليت اكنت تدل عىل التحري فأصبحت تدل‬
‫عىل كذكل عىل مسح الوجه واليدين ) والعذرة (اليت اكنت تدل عىل فناء املزنل فأصبحت تدل عىل الفضالت ابجملاز‬
‫لوجود عالاقة ماكنية ) و الرواية ( اليت اكنت تدل عىل امجلل حامل الزاد فصارت تدل عىل حامل الشعر واحلديث‬
‫ابإلستعارة لوجود عالقة مشاهبة) ‪ .‬ولكن هذه ادلراسات اليت تتناول التغري اللغوي اكنت قليةل و مل تتواصل لتشلك‬
‫درسا يف اللسانيات التارخيية يساعد عىل تأليف املعجم التارخيي‪ +‬العريب‪.‬‬
‫فاملعامج التارخيية األوربية ظهرت يف أوراب خالل النصف الثاين من القرن امليالدي التاسع عرش نتيجة الزدهار عمل اللغة‬
‫التارخيي وعمل اللغة املقارن الذلين عنيا بوضع قوانني تغري األصوات اللغوية‪ ,‬و كذكل لظهور عمل التأثيل اذلي يعىن بدراسة‬
‫أصل اللكامت وإ شتقاقها و تطور دالالهتا‪ ,‬حبيث أرسيت دراسة اللغة ووصفها وتطورها عىل أسس علمية‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫و مل يكن ابإلماكن تصنيف معجم اترخيي للغة العربية يف القرن التاسع عرش ميالدي‪ ,‬ألن الهنضة العربية اكنت يف بدايهتا‬
‫أنداك‪ ,‬ومل تكن ادلراسات العربية اللسانية العلمية قد تطورت مبا فيه الكفاية إلعداد معجم اترخيي‪ ,‬بل إن املعامج العربية‬
‫اليت أجنزت يف النصف الثاين من القرن التاسع عرش و النصف األول من القرن العرشين امليالدي‪ ,‬اكنت يف حقيقهتا’ جمرد‬
‫نقل من املعامج القدمية السابقة‪ ,‬مع هتذيب‪ ,‬وتنقيح‪ ,‬و إضافة‪ ,‬وإ عادة ترتيب املواد‪ .‬أضف إىل أن تصنيف معجم اترخيي‬
‫عريب يتطلب حشد عدد من املتخصصني ابللغات العروبية القدمية اكألكدية ( البابلية و األشورية ) ‪ ,‬والكنعانية‪ ,‬والفينقية‪,‬‬
‫واآلرامية (الرساينية)‪ ,‬واملرصية القدمية‪ ,‬واحلبشية‪ ,‬و األمازيغية (الرببرية)‪ ,‬و كذكل بدراسات اترخيية حول الشعوب اليت‬
‫تفاعلت مع الشعوب الناطقة بتكل اللغات‪,‬وكذكل ابللغات اليت تفاعلت معها العربية واقرتضت مهنا و اقرضهتا اكإلغريية‬
‫والالتينية و الفارسية و الرتكية ‪ .‬وهذا يعين أن تقوم بتأليف املعجم التارخيي‪ +‬العريب مؤسسة تاكمةل تنب عىل هذا العمل‬
‫وحده‪ ,‬وال يكفي هجود لغوي أو معجمي مبفرده‪.‬‬

‫‪24‬‬

You might also like