You are on page 1of 11

‫عوامل ازدهار النقد األدبى في العصر األموى‬

‫ليتا زليخا‬

‫‪litazzlh@gmail.com‬‬

‫جامعة شريف هداية هللا اإلسالمية الحكومية جاكرتا‬

‫ملخص‬

‫من املؤك ‪++‬د أن رؤي ‪++‬ة مج ‪++‬د الحكوم ‪++‬ة في العص ‪++‬ر األم ‪++‬وي ق ‪++‬د حق ‪++‬ق تق ‪ً +‬‬
‫‪+‬دما في مختل ‪++‬ف املج ‪++‬االت ‪ ،‬ال س ‪++‬يما‬

‫فيم‪++‬ا يتعل‪++‬ق بالنق‪++‬د األدبي‪ .‬خالل العص‪++‬ر األم‪++‬وي‪ ،‬ب‪++‬دأت أن‪++‬واع مختلف‪++‬ة من األعم‪++‬ال األدبي‪++‬ة في التط‪++‬ور ‪،‬‬
‫ُ‬
‫وتط‪++‬ور العلم بس‪++‬رعة‪ .‬تع‪++‬رف ه‪++‬ذه الف‪++‬ترة باس‪++‬م ذروة األدب الع‪++‬ربي وبببلغت ذروته‪++‬ا في العص‪++‬ر العباسي‪.‬‬

‫ته‪++‬دف ه‪++‬ذه املقال‪++‬ة إلى ش‪++‬رح عوام‪++‬ل ازده‪++‬ار النق‪++‬د وت‪++‬أثير الحكوم‪++‬ة األموي‪++‬ة على تط‪++‬ور النق‪++‬د األدبي وش‪++‬رح‬

‫ظه‪++ +‬ور النق‪++ +‬د األدبي‪ .‬اس‪++ +‬تخدمت ه‪++ +‬ذه الدراس‪++ +‬ة املدخل الت‪++ +‬اريخي ب‪++ +‬املنهج الوص‪++ +‬فى‪ .‬وتم جم‪++ +‬ع البيان‪++ +‬ات‬

‫واملعلوم‪++ +‬ات باس‪++ +‬تخدام الطريق‪++ +‬ة املكتبي‪++ +‬ة‪ .‬وخلص‪++ +‬ت ه‪++ +‬ذه الدراس‪++ +‬ة إلى أن النق‪++ +‬د األدبي ال‪++ +‬ذي لم يتم‬

‫تقييم‪++‬ه في األص‪++‬ل إال في عص‪++‬ر الجاهلي‪++‬ة من حيث القافي‪++‬ة واألحك‪++‬ام الص‪++‬وتية ‪ ،‬ولكن في العص‪++‬ر األم‪++‬وي‬

‫ً‪+ +‬‬
‫أحكام ا أدبي ‪++‬ة من حيث اللغ ‪++‬ة واألدب نفس ‪++‬ه‪ .‬وأم ‪++‬ا عوام ‪++‬ل ازده ‪++‬ار النق ‪++‬د في العص ‪++‬ر‬ ‫ط ‪++‬ور النق ‪++‬د األدبي‬

‫األموى إلى خمسة عوامل ‪ :‬تشجيع الخلفاء و األمراء‪ ،‬الصراع السياسي وما خلف‪++‬ه من أح‪+‬زاب‪ ،‬مج‪++‬الس‬

‫النقد‪ ،‬تعدد مراكز الشعر و أسواقه‪ ،‬النقائض‪ ،‬نشأة علوم العربية‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬النقد األدبى‪ ،‬العصر األموي‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫ً ّ‬ ‫ًّ‬
‫يرك‪ +‬ز على القافي‪++ +‬ة أو‬
‫‪+‬فويا ‪+‬‬‫انطباعيا ش‪+ +‬‬ ‫ك‪++ +‬ان مفه‪++ +‬وم النق‪++ +‬د وتوجي‪++ +‬ه النق‪++ +‬د في العص‪++ +‬ر الج‪++ +‬اهلي‬
‫ّ‬ ‫انسجام كلمة مع اليت الشعري وعدمها‪ ،‬وبقي على هذه الحال ً‬
‫تقريبا في عصر صدر اإلسالم‪ ،‬الذي ركز‬
‫في ه‪++‬ذه املرحل‪++‬ة على مفه‪++‬وم الش‪++‬عر من وجه‪++‬ة نظ‪++‬ر إس‪++‬المية‪ ،‬وك‪++‬ان يستحس‪++‬ن من الش‪++‬عر حس‪++‬ب مفه‪++‬وم‬
‫تغي‪+‬ر ب‪++‬دأ مفه‪++‬وم النق‪++‬د ب‪ّ +‬‬
‫‪+‬التغير‬ ‫النق‪++‬د في ص‪++‬در اإلس‪++‬المما واف‪++‬ق مك‪++‬ارم األخالق والتع‪++‬اليم اإلس‪++‬المية‪ ،‬ولكن ّ‪+‬‬

‫في العص‪++‬ر األم‪++‬وي‪ ،‬فالنق‪++‬د في العص‪++‬ر األم‪++‬وي رغم بقائ‪++‬ه في إط‪++‬ار ال‪++‬ذوق والس‪++‬ليقة والفط‪++‬رة وابتع‪++‬اده عن‬
‫ّ‬
‫املنهجي‪++‬ة‪ ،‬إال ّأن نطاق‪++‬ه اتس‪+‬ع‪ ،‬فم‪+‬ا ع‪++‬اد الش‪++‬عراء وح‪+‬دهم من ينق‪++‬دون ب‪++‬اقي الش‪+‬عراء في األس‪+‬واق األدبي‪+‬ة‪،‬‬

‫بل أصبح لألمراء وامللوك والرؤسات سلطة نقدية‪ ،‬وذوق أدبي خاص في شعر الشعراء‪.‬‬

‫ك‪++‬ان للنق‪++‬د األدبي دوره الرائ‪++‬د في النهض‪++‬ة الفكري‪++‬ة واللغوب‪++‬ة واألدبي‪++‬ة في ه‪++‬ذا العص‪++‬ر‪ ،‬وق‪++‬د اتخ‪++‬ذ‬
‫اًل‬
‫أش‪++ +‬كا تت‪++ +‬وائم م‪++ +‬ع ك‪++ +‬ل بيئ‪++ +‬ة من بيئات‪++ +‬ه وطائف‪++ +‬ة من طوائف‪++ +‬ه‪ ،‬وك‪++ +‬انت ه‪++ +‬ذه األش‪++ +‬كال وتل‪++ +‬ك االتجاه‪++ +‬ات‬

‫النقدي ‪++‬ة نتيج ‪++‬ة حتمي ‪++‬ة ألس ‪++‬باب ص ‪++‬نعتها ك ‪++‬ل بيئ ‪++‬ة من البيئ ‪++‬ات العربي ‪++‬ة املختلف ‪++‬ة‪ ،‬وق ‪++‬د اس ‪++‬تطاعت ه ‪++‬ذه‬
‫األسباب أن تلون النظرات النقدية بطريقة واضحة وأن تؤثر في اآلراء اللغوية ً‬
‫تأثيرا واضح ‪ .‬و في العص‪+‬ر‬
‫األم ‪++‬وي‪ ،‬ال ‪++‬ذي اس ‪++‬تمر من ع ‪++‬ام ‪661‬م إلى ‪750‬م‪ ،‬ش ‪++‬هدت النقدي ‪++‬ة تط ‪ً +‬‬
‫‪+‬ورا وازده ‪+ً +‬ارا كب ‪++‬يرين‪ .‬ك ‪++‬انت هن ‪++‬اك‬

‫ع ‪++‬دة عوام ‪++‬ل أس ‪++‬همت في ه ‪++‬ذا النم ‪++‬و االقتص ‪++‬ادي واملالي‪ .‬ت ‪++‬وفرت الظ ‪++‬روف املالئم ‪++‬ة والتغ ‪++‬يرات السياس ‪++‬ية‬

‫واالجتماعية والتجارية التي ساهمت في تعزيز استخدام النقد وتطوير األنظمة‪ ‬املالية‪.‬‬

‫البحث‬

‫أدت العديد من األسباب والعوامل إلى دفع عجلة النقد في العصر األموي وازدهاره‪ ،‬منها ما يأت‪:‬‬

‫تشجيع الخلفاء و األمراء‬ ‫‪.1‬‬

‫فتح الخلف ‪++ +‬اء واألم‪+ + +‬راء والق ‪++ +‬واد أب ‪++ +‬وابهم للش ‪++ +‬عراء فوف ‪++ +‬دوا من ك ‪++ +‬ل فج‪ ،‬وك ‪++ +‬انت الج ‪++ +‬وائز ال ‪++ +‬تي‬

‫يرص‪++ +‬دونها للش‪++ +‬عراء موقوف‪++ +‬ة على ق‪++ +‬در ش‪++ +‬عرهم ومق‪++ +‬دار ب‪+ +‬راعتهم في‪++ +‬ه‪ ،‬فاش‪++ +‬تد التن‪++ +‬افس بين الش‪++ +‬عراء‪،‬‬
‫وح ‪++‬رص ك ‪++‬ل منهم على أن يتخ ‪++‬ير معاني ‪++‬ه وألفاظ ‪++‬ه بحيث تص ‪++‬عى له ‪++‬ا القل ‪++‬وب واألس ‪++‬ماع ويحطى ص ‪++‬احبها‬

‫بالجوائز القيمة‪.1‬‬

‫وه‪++‬ذا ل‪++‬ون من النق‪++‬د العملي ال‪++‬ذي يق‪++‬وم ب‪++‬ه الش‪++‬عراء أنفس‪++‬هم‪ ،‬وق‪++‬د س‪++‬اعد علي‪++‬ه س‪++‬المة أذواق‬

‫الخلف ‪++‬اء واألم ‪+‬راء‪ ،‬ال ‪++‬ذين هش ‪++‬وا للش ‪++‬عر وط ‪++‬ابت ل ‪++‬ه أنفس ‪++‬هم ورغب ‪++‬وا في م ‪++‬ديح جي ‪++‬د ي ‪++‬رفعهم إلى مص ‪++‬اف‬

‫األتقياء‪.2‬‬

‫و ق‪++ +‬د اش‪++ +‬تهر من خلف‪++ +‬اء ب‪++ +‬ني أمي‪++ +‬ة جماع‪++ +‬ه نق‪++ +‬دت الش‪++ +‬عر وش‪++ +‬جعته وأص‪++ +‬درت في‪++ +‬ه حكم‪++ +‬ا على‬

‫الش ‪++ +‬عراء أمث ‪++ +‬ال عب ‪++ +‬دامللك بن م ‪++ +‬روان‪ ،‬س ‪++ +‬ليمان بن عب ‪++ +‬دامللك‪ ،‬والحج ‪++ +‬اج بن يوس ‪++ +‬ف الثقفي‪ ،‬وك ‪++ +‬ان‬

‫عبدامللك على رأس خلفاء بني أمية في مجال النقد واملناقشة ‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ‪:‬‬

‫‪ 1.‬تعليقه على بيت عبدهللا بن قيس الرقيات من قصيدة يمدحه فيها ‪ -‬بقوله ‪:‬‬

‫يأتلق التاج فوق مفرقه ‪ ...‬على جبين كأنه الذهب‬

‫فقال له عبد امللك ‪ " :‬يا ابن قيس تمدحنى بالتاج كأنى من ملوك العجم ‪ .‬وتقول في‪ ‬مصعب‪: ‬‬

‫إنما مصعب شهاب من هللا ‪ ...‬تجلت عن وجهه الظلماء‬

‫‪3‬‬
‫ملكه ملك عزة ليس فيه ‪ ...‬جبروت وال له كبرياء‬

‫يقول أبو عبد هللا املرزباني بصدر تعقيبه على نقد عبد امللك هذا ‪:‬‬

‫‪ 1‬لتطور و التجديد فى شعر األموى‪ ,‬د‪ /‬شوقى ضيف دار املعارف الخامسة‪.‬‬
‫‪ 2‬النقد األدبى د‪ /‬محروس منشاوى الجالى ص ‪.126‬‬
‫‪ 3‬طبقات فحول الشعراء ‪ ، ٦٤٩ / ٢‬والصناعتين ص ‪104‬‬
‫"فوج ‪++‬ه عيب عب ‪++‬د املل ‪++‬ك إنم ‪++‬ا ه ‪++‬و من أج ‪++‬ل أن املادح ع ‪++‬دل ب ‪++‬ه عن الفض ‪++‬ائل النفس ‪++‬ية ال ‪++‬تي هي العق ‪++‬ل‬

‫والعفة والعدل والشجاعة وما جانس ذلك‪ ،‬ودخ‪+‬ل في جملت‪++‬ه م‪+‬ا يلي‪+‬ق بأوص‪+‬اف الجس‪+‬م في البه‪+‬اء والزين‪+‬ة‬

‫وذلك غلط وعيب ‪.4‬‬

‫‪ .2‬دخل جرير على عبد امللك بن مروان ‪ ،‬فانشده قوله ‪:‬‬

‫التصحو أم فؤادك غير صاح ‪ ...‬عشية هم صحبك بالرواح‬

‫فقال عبد امللك ‪ :‬بل فؤادك فلما انتهى جرير إلى قوله ‪:‬‬

‫ألستم خير من ركب املطايا ‪ ...‬وأندى العاملين بطون راح‬

‫جعل عبد امللك يقول ‪ :‬نحن كذلك ‪ ،‬ردها على ‪ ،‬فأخ‪+‬ذ جري‪+‬ر يردده‪++‬ا ‪ ،‬والخليف‪+‬ة يط‪+‬رب ل‪+‬ذلك ويق‪+‬ول ‪:‬‬

‫من مدحنا منكم فليمدحنا بمثل هذا أو ليسكت ‪ ،‬وأمرله بمائة من األبل‪.5‬‬

‫والش‪++‬اهد ه‪++‬و ال‪++‬بيت ال‪++‬ذى اس‪++‬تجاده الخليف‪++‬ة‪ .‬واس‪++‬تعاده‪ ،‬وجعل‪++‬ه أنموذج‪++‬ا للم‪++‬ديح‪ ،‬ولق‪++‬د ط‪++‬رب‬

‫الخليفة ملعنى البيت ال للفظه وال لنظم‪+‬ه‪ ،‬ألن القص‪+‬يدة كله‪+‬ا على نم‪+‬ط واح‪++‬د من اللف‪+‬ظ والنظم ‪ .‬وه‪++‬ذا‬

‫ال‪++‬بيت ط‪++‬رق ك‪++‬وا من الفخ‪++‬ار والع‪++‬زة في‪++‬ه فأخذت‪++‬ه األريحي‪++‬ة ل‪++‬ه واس‪++‬تخفت ب‪++‬ه الس‪++‬رور‪ ،‬إذ يس‪++‬مع م‪++‬ديحا‬

‫ب ‪++‬الجود‪ ‬والن ‪++‬دى‪ ‬يف ‪++‬وق ج ‪++‬ود الع ‪++‬املين ون ‪++‬داهم‪ ،‬وم ‪++‬ديحا بالق ‪++‬درة ال ‪++‬تى ليس فوقه ‪++‬ا ق ‪++‬درة بش ‪++‬ر على رك ‪++‬وب‬

‫املطايا‪.6 ‬‬

‫‪ .3‬قال األصمعي‪ :‬اجتمع جرير والفرزدق عند الحجاج‪ ،‬فقال من مدحني منكما بشعر يوجز فيه‬

‫ويحسن صفتي فهذه الخلعة له‪ ،‬فقال الفرزدق‪:‬‬

‫عقوبته إال ضعيف العزائم‬ ‫فمن يأمن الحجاج والطير تتقى‬

‫‪ 4‬املوشح ص ‪٣٤٧٠ ٣٤٦‬‬


‫‪ 5‬ذيل‪ -‬األمالي صـ ‪ ٤٤‬ط دار الكتب‪  ‬العلمية‪  ‬بيروت‬
‫‪ 6‬اتجاهات النقد األدبي العربي لألستاذ الدكتور محمد السعدي‪  ‬فرهود‬
‫‪ :‬فقال جرير‬

‫فمر وأما عقده فوثيق‬ ‫فمن يأمن الحجاج أما عقابه‬

‫كما كل ذي دين عليك شفيق‬ ‫يسر لك البغضاء كل منافق‬

‫فقال الحجاج للفرزدق‪ :‬ما علمت شيئا إن الطير تنفر من الصبي والخشبة‪ ،‬ودفع الخلعة الى‬

‫جرير‬

‫وإذا ك‪++ +‬ان ش‪++ +‬رط الحج‪++ +‬اج إلعط‪++ +‬اء الخلع‪++ +‬ة ذا ش‪++ +‬قين هم‪++ +‬ا‪ :‬اإليج‪++ +‬از والدق‪++ +‬ة في الوص‪++ +‬ف‪ ،‬ف‪++ +‬إن‬
‫ً‬
‫الف‪++‬رزدق ق‪++‬د حق‪++‬ق الش‪++‬رط األول ف‪++‬أجز بالقي‪++‬اس على جري‪++‬ر‪ ،‬ولق‪++‬د حق‪++‬ق الش‪++‬رط الث‪++‬اني أيض‪++‬ا إذ وص‪++‬ف‬

‫الحج‪++‬اج بالعق‪++‬اب الص‪++‬ارم ال‪++‬ذي ال ينج‪++‬و من‪++‬ه من يس‪++‬تحقه‪ ،‬وه‪++‬ذه الص‪++‬فة أب‪++‬رز ص‪++‬فات الحج‪++‬اج‪ ،‬وعلى‬
‫ً‬
‫هذا كان من العدل أن يمنح الفرزدق الخلعة‪ ،‬ولكن الحجاج كان متعصبا لجرير ألنه شاعره‪ ،‬وألنه هو‬

‫الذي قدمه لعبد امللك بن مروان ليكون من مادحيه‪.‬‬

‫والخالص‪++‬ه أن م‪++‬ا فعل‪++‬ه ه‪++‬ؤالء الخلف‪++‬اء وأولئ‪++‬ك األم‪+‬راء في العص‪++‬ر األم‪++‬وي‪ ،‬إنم‪++‬ا يمث‪++‬ل حرك‪++‬ة أدبي‪++‬ة‬

‫نش ‪++‬طة ش ‪++‬جع عليه ‪++‬ا أن الخلف ‪++‬اء من ب ‪++‬ني أمي ‪++‬ة ووالتهم وق ‪++‬وادهم ك ‪++‬انوا عرب ‪++‬ا خلص ‪++‬ا‪ ،‬ب ‪++‬ل ك ‪++‬انوا من ذوى‬

‫الحس اللغوي الصافي والذوق األدبي النقي‪.‬‬

‫والريب في أن النق ‪++‬د‪ ،‬أو ه ‪++‬ذه امللحوظ ‪++‬ات ق ‪++‬د دفعت الش ‪++‬عراء إلى تص ‪++‬فية ش ‪++‬عرهم مم ‪++‬ا يش ‪++‬وبه‪،‬‬

‫وربما دفعتهم أيضا إلى شيء من املبالغة في املدح‪.7‬‬

‫الصراع السياسي وما خلفه من أحزاب‬ ‫‪.2‬‬

‫نش‪++‬أ عن الص ‪+‬راع السياسي في العص‪++‬ر األم‪++‬وى ع‪++‬دة أح‪+‬زاب هي الح‪++‬زب األم‪++‬وي الح‪++‬اكم‪ ،‬والح‪++‬زب‬

‫الزبيري املناهض للحكم‪ ،‬وحزب الشيعة املترقب عودة الحكم إليه‪ ،‬ثم ح‪+‬زب الخ‪+‬وارج الن‪+‬اثر على دع‪+‬وى‬

‫‪ 7‬الزوق األدبى د‪ /‬عبد الفتاح على عفيف ص ‪.37‬‬


‫الوراثة القرشية للخالفة والحكم كل هذه األحزاب على اختالف مذاهبها وأهدافها‪ .‬ك‪++‬انت باعث‪++‬ا قوي‪++‬ا من‬

‫بواعث األدب وق‪++‬وة الش‪+‬عر وع‪+‬امال حيوي‪++‬ا من عوام‪+‬ل خص‪+‬وبته وتع‪+‬دد ألوان‪+‬ه‪ ،‬وتعب‪+‬يره الص‪+‬ادق عن تل‪+‬ك‬

‫الحي‪+‬اة السياس‪+‬ية‪ ،‬وتص‪+‬ويره ال‪+‬دقيق الج‪+‬وانب الحي‪+‬اة العربي‪+‬ة وعناص‪+‬رها النفس‪+‬ية واالجتماعي‪+‬ة والس‪+‬يما‬

‫ميدان الحديث عن العوامل وتصوير خلجات القلوب‪.‬‬

‫وقي‪++‬ام األح‪+‬زاب السياس‪++‬ية في ه‪++‬ذا العص‪++‬ر أص‪++‬ل كب‪++‬ير ‪ ،‬تف‪++‬رعت عن‪++‬ه أث‪++‬ار أدبي‪++‬ة كث‪++‬يرة ‪ ،‬من قي‪++‬ام‬

‫الش‪++‬عر السياسي ‪ ،‬والخطاب‪++‬ة السياس‪++‬ية‪ ،‬ومن تع‪++‬دد م‪++‬ذاهب األدب‪++‬اء السياس‪++‬ية والفكري‪++‬ة‪ ،‬وقي‪++‬ام الهج‪++‬اء‬

‫بينهم‪ ،‬وازدهار من املدح والحماسة‪ ،‬ووصف املعارك ورثاء القتلى‪ ،‬مما ألثر نهضة األدب والش‪++‬عر في ه‪++‬ذا‬

‫العصر‪.8‬‬

‫وق ‪++‬د س ‪++‬اير النق ‪++‬د ه ‪++‬ذه النهض ‪++‬ة األدبي ‪++‬ة وملع في س ‪++‬مائها ‪ ،‬وأخ ‪++‬ذ ألوان ‪++‬ا تختل ‪++‬ف في اتجاهاته ‪++‬ا م ‪++‬ع‬

‫اختالف الحي ‪++‬اة في أرج ‪++‬اء الدول ‪++‬ة‪ ،‬فاتج ‪++‬ه في الحج ‪++‬از إلى املع ‪++‬اني معمال فيه ‪++‬ا دوق ‪++‬ه الحض ‪++‬ري‪ ،‬وأكب على‬

‫الغ ‪++‬زل ال ‪++‬ذي ش ‪++‬اع في ربوع ‪++‬ه‪ ،‬يقيس ‪++‬ه بمق ‪++‬اييس الطب ‪++‬ائع الس ‪++‬ليمة واملش ‪++‬اعر الص ‪++‬ادقة‪ ،‬وم ‪++‬ا يالئم العف ‪++‬ة‬

‫ويتص ‪++‬ل به ‪++‬ا من خل ‪++‬ق وعذوب ‪++‬ة‪ ،‬واتج ‪++‬ه في الش ‪++‬ام‪ ،‬حيث ت ‪++‬زدحم األق ‪++‬دام في رح ‪++‬اب الخلف ‪++‬اء وفي س ‪++‬احات‬

‫امللك‪ ،‬وفي العراق حيث يصطرع األقوام حول املبادىء واألفك‪++‬ار وفي تي‪+‬ارات السياس‪+‬ية والحكم إلى إذك‪+‬اء‬

‫ن ‪++ +‬ار الخالف باملفاض ‪++ +‬لة بين الش ‪++ +‬عراء‪ ،‬واملوازن ‪++ +‬ة بين أش ‪++ +‬عارهم ونق ‪++ +‬دها‪ ،‬ف‪++ +‬برزت آراء واتجاه ‪++ +‬ات تقني ‪++ +‬ة‬

‫جديدة متأثرة باختالف بيئات الشعراء ومن‪+‬ازعهم‪ ،‬وم‪+‬ا س‪+‬اد الش‪+‬عر من تل‪+‬ون فنون‪+‬ه وتع‪+‬دد أغراض‪+‬ه تبع‪+‬ا‬

‫لذلك‪.9‬‬

‫مجالس النقد‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ 8‬تاريخ ألدب فى عصرألموى د‪ /‬محمد عبد املنعم خفاجى ص ‪ 13‬ط مكتبة الكليات األزهرية‪.‬‬
‫‪ 9‬فى النقد األدبى عند العرب د‪ /‬محمد طاهر درويش ص ‪.93‬‬
‫أهتم حلفاء بني أمية بالشعر والش‪+‬عراء إهتمام‪+‬ا كب‪+‬يرا‪ ،‬العتم‪+‬ادهم عليهم في ال‪+‬دعوى لهم وإقام‪+‬ة‬

‫دع‪++ +‬ائم دولتهم‪ ،‬ومن ثم ظه‪++ +‬رت ص‪++ +‬ور ه‪++ +‬ذا االهتم‪++ +‬ام في قص‪++ +‬ورهم ومجالس‪++ +‬هم‪ ،‬وك‪++ +‬ان للش‪++ +‬عراء ج‪++ +‬انب‬

‫مذكور في تلك املجالس‪ ،‬يستنشدهم الخلف‪+‬اء ويحكم‪++‬ون بينهم‪ ،‬وينق‪++‬دون ش‪+‬عرهم ويج‪+‬يزون املجي‪++‬د منهم‬

‫بالجوائزالسنية‪.10‬‬

‫وهك‪++ +‬ذا نهض النق‪++ +‬د في ه‪++ +‬ذه الف‪++ +‬ترة تبع‪++ +‬ا الهتم‪++ +‬ام الخلف‪++ +‬اء ومن في مجالس‪++ +‬هم ب‪++ +‬ه وك‪++ +‬انت ه‪++ +‬ذه‬

‫املج ‪++‬الس خ ‪++‬بر مظه ‪++‬ر من مظ ‪++‬اهر احتف ‪++‬اظهم بخص ‪++‬ائص ع ‪++‬روبتهم‪ ،‬وأهم تل ‪++‬ك الخص ‪++‬ائص حبهم للش ‪++‬عر‪،‬‬

‫وول‪++‬وعهم بس‪++‬حر البي‪++‬ان‪ ،‬ودرايتهم بتذوق‪++‬ه‪ ،‬وق‪++‬درتهم على نق‪++‬ده‪ ،‬وتحس‪++‬س ج‪++‬وانب الجم‪++‬ال في‪++‬ه‪ ،‬وتع‪++‬رفهم‬

‫إلى أسباب ضعفه أو رداءته‪ ،‬بفطرتهم السليمة وحسهم املرهف‪.11‬‬

‫فمما ترويه كتب األدب أن األقيش‪+‬ر ‪ -‬الش‪+‬اعر األم‪+‬وى املش‪+‬هور ‪ -‬دخ‪+‬ل على عب‪+‬د املل‪+‬ك بن م‪+‬روان‬

‫وعنده قوم ‪ ،‬وجاء ذكر الشعر فذكروا قول نصيب ‪:‬‬

‫أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ‪ ...‬فياويح دعد من يهيم بها بعدى‬

‫فقال األقيشر ‪ :‬وهللا لقد أساء قائل هذا الشعر ‪ ،‬قال عبد امللك ‪:‬‬

‫فكيف كنت تقول لو كنت قائله ؟ قال ‪ :‬كنت أقول ‪:‬‬

‫تحبكم نفسى حياتي فإن أمت ‪ ...‬أوكل بدعد من يهيم بها بعدى‬

‫قال عبد امللك ‪ :‬وهللا ألنت أسوأ قوال منه حين توكل بها فقال األفيشر ‪:‬‬

‫فكيف كنت تقول يا أمير املؤمنين ؟ قال كنت أقول ‪:‬‬

‫تحبكم نفسى حياتى فإن أمت ‪ ...‬فال صلحت دعد لذى خلة بعدى‬

‫‪ 10‬تاريخ النقد ألدبى و البالغة د‪ /‬محمد زغلول سالم ص ‪.81‬‬


‫‪ 11‬دراسات فى النقد العربى د‪ /‬بدوى طبابة ص ‪.103‬‬
‫فقال القوم جميعا ‪ :‬أنت وهللا يا أمير املؤمنين‪ ‬أشعر‪ ‬القوم‪. ‬‬

‫فنق‪++‬د عب‪++‬د املل‪++‬ك لش‪++‬عر نص‪++‬يب وك‪++‬ذا ش‪++‬عر األقيش‪++‬ر وإجم‪++‬اع الحاض‪++‬رين على إص‪++‬ابته يق‪++‬وم على تحدي‪++‬د‬

‫املعنى الذي ي‪+‬رمي إلي‪+‬ه الش‪+‬اعر واختي‪+‬ار األلف‪+‬اظ املناس‪+‬بة ال‪+‬تي ت‪+‬ؤدي ه‪+‬ذا املع‪+‬نى‪ ،‬وق‪+‬د أج‪+‬اد عب‪+‬د املل‪+‬ك –‬

‫أيما أجادة‪ -‬في إبراز املعنى الذي أراده الشاعر فيما يناسبه من ألفاظ‪.‬‬

‫تعدد مراكز الشعر و أسواقه‬ ‫‪.4‬‬

‫تعدد مركز الشعر وأسواقه في عصر بني أمية عمل على تجويد الش‪+‬عراء أص‪++‬ول فنهم وح‪++‬ذقم ل‪+‬ه‬

‫‪ ،‬كم‪++‬ا عم‪++‬ل على نم‪++‬و روح النق‪++‬د عن‪++‬دهم ك‪++‬ذلك‪ ،‬حيث ك‪++‬ان النق‪++‬اد و الش‪++‬عراء يوازن‪++‬ون بين غ‪++‬رض ش‪++‬عرى‬

‫وآخر في شئ من الفهم والعمق و الوعى‪ ،‬للمفاضلة بين شاعرين أو أكثر‪ ،‬وقد كانت تل‪+‬ك األس‪+‬واق بمثاب‪+‬ة‬

‫منتدياتهم األدبية التى يعلنون فيها عن براعتهم ورقى أذواقهم‪.12‬‬

‫ومن هذه املراكز س‪+‬وق املرب‪+‬د في البص‪+‬رة وس‪+‬وق الكناس‪+‬ة في الكوف‪+‬ة‪ ،‬وك‪++‬انت تقوم‪+‬ان مق‪+‬ام س‪+‬وق‬

‫عكاظ في الجاهلية‪ " ،‬بل لقد تحوال إلى ما يشبه مسرحين كبيرين يغدو عليهما شعراء البلدتين ومن يفد‬

‫عليهما من البادية لينشد والناس خير ما صاغوه من أشعار…"‪.13‬‬

‫وبه ‪++‬ذا ظه ‪++‬ر من ش ‪++‬أن البص ‪++‬رة والكوف ‪++‬ة م ‪++‬ا ظه ‪++‬ر‪ ،‬وص ‪++‬ارتا موئ ‪++‬ل الش ‪++‬عراء املتنافس ‪++‬ين ‪ ،‬واش ‪++‬تجر‬

‫التقاول والتطاول والجدل والخالف بين الخصوم منهم ‪ .‬وفي صفوف األحزاب السياسية املختلف‪++‬ة وك‪++‬ثر‬

‫شعر الحماسة والفخر و الهجاء واملديح وصارت البصرة ومربدها الكناسة الكوف‪++‬ة ومس‪+‬جدها من أق‪+‬وى‬

‫العوام‪++ +‬ل ال‪++ +‬تي ح‪++ +‬دت بالش‪++ +‬عراء إلى تنقيح وته‪++ +‬ذيب أش‪++ +‬عارهم ح‪++ +‬تى ينج‪++ +‬وا من نق‪++ +‬دات النق‪++ +‬اد ونظ ‪+ +‬رات‬

‫الشعراء ‪ ،‬وبهذا كانت هذه األسواق مجاال خصبا للنقد والنقاد وجدوا فيه بغيتهم التي يتطلعون إليها‪.‬‬

‫النقائض‬ ‫‪.5‬‬

‫‪ 12‬النقد ألدبى د‪ /‬محروس منشاوى الجالى ص ‪.161‬‬


‫‪ 13‬البالغة تطور د‪ /‬شوقى ضيف ص ‪ 16‬ط دار املعارف‪.‬‬
‫فن جديد من الشعر في العصر األموي‪ ،‬استلزمه الجدل السياسي والقبلي واالجتم‪++‬اعي واألدبي ‪،‬‬

‫وتبع فيه كثير من الشعراء كجرير والفرزدق واألحطل‪ .‬يقول أحدهم قصيدة في موضوع وغالبا م‪+‬ا يك‪+‬ون‬

‫الفخ ‪++‬ر أو الهج‪++‬اء‪ ،‬فيهب اآلخ ‪++‬ر لل‪++‬رد على الش ‪++‬اعر واألح ‪++‬د بالش ‪++‬ار‪ ،‬فينظم قص ‪++‬يدة في موض ‪++‬وع وعلى نم ‪++‬ط‬

‫القصيدة األولى ورنا وفافية عاليا‪ ،‬يبطل فيها معاني الشاعر األول وكل أفكاره‪.‬‬

‫وق ‪++‬د ظه ‪++‬ر أث ‪++‬ر النق ‪++‬ائص في ازده ‪++‬ار الحرك ‪++‬ة النقدي ‪++‬ة واص ‪++‬حا في أن ك ‪++‬ل ش ‪++‬اعر منهم الت ‪++‬ف حول ‪++‬ه‬

‫فري‪++ +‬ق من أنص‪++ +‬اره املعج‪++ +‬بين بش‪++ +‬عره ‪ ،‬يح‪++ +‬اولون أن يظه‪++ +‬روا للن‪++ +‬اس محاس‪++ +‬نة وأس‪++ +‬باب تفوق‪++ +‬ة‪ ،‬ك‪++ +‬ذلك‬

‫بيخس ‪++‬ون ش ‪++‬عر معارض ‪++‬يه ومن مجم ‪++‬وع ه ‪++‬ذه املحاس ‪++‬ن واملس ‪++‬اوئ للش ‪++‬عر والش ‪++‬عراء حص ‪++‬ل ذل ‪++‬ك ال ‪++‬تراث‬

‫املروى من النقد‪ ،‬قبل أن يؤلف فيه العلماء أمثال ابن سالم‪.14‬‬

‫وك‪++‬انت النق‪++‬ائض أش‪++‬به بمدرس‪++‬ة ش‪++‬عرية نقدي‪++‬ة مع‪++‬ا‪ ،‬فك‪++‬انت نظ‪++‬رة الش‪++‬عراء إليه‪++‬ا على أنه‪++‬ا مي‪++‬دان‬

‫إص‪++ +‬الة ش ‪++‬عرية ال يثبت في‪++ +‬ه إال األص‪++ +‬الء في ه‪++ +‬ذا الفن‪ 15‬وبه‪++ +‬ذا أس ‪++‬همت النق ‪++‬ائض في فهم األس‪++ +‬اليب‬

‫الشعرية التي استعملها كل شاعر ‪ ،‬وأشاعت جوا من الوعي األدبي والنقدي بين الشعب العربي ‪.‬‬

‫وق‪++ +‬د حققت النق‪++ +‬ائض ث‪++ +‬ورة نقدي‪++ +‬ة ق‪++ +‬امت على مظ‪++ +‬اهر مختلف‪++ +‬ة بعض‪++ +‬ها لغ‪++ +‬وى واآلخ‪++ +‬ر نح‪++ +‬وى‬

‫والث‪++ +‬الث أدبي ‪ ،‬وأع‪++ +‬ادت للش‪++ +‬عر فخامت‪++ +‬ه ورقي‪++ +‬ه الف‪++ +‬ني‪ ،‬وكس‪++ +‬ت فنون‪++ +‬ه وأغراض‪++ +‬ه ديباج‪++ +‬ة من الق‪++ +‬وة‬

‫واالزدهار‪.16‬‬

‫نشأة علوم العربية‬ ‫‪.6‬‬

‫وض‪++‬عت في ه‪++‬ذا العص‪++‬ر ن‪++‬واة عل‪++‬وم العربي‪++‬ة‪ ،‬كعلمى اللغ‪++‬ة والنح‪++‬و وهي‪++‬ا هللا له‪++‬ذه اللغ‪++‬ة العلم‪++‬اء‬

‫املخلص‪++‬ين‪ ،‬ال‪++‬ذين ض‪++‬بطوا ش‪++‬اردها‪ ،‬ووض‪++‬عوا له‪++‬ا الض‪++‬وابط ال‪++‬تي تض‪++‬من له‪++‬ا العص‪++‬مة من الخط‪++‬أ والزل‪++‬ل‬

‫‪ 14‬تاريخ النقد ألدبى و البالغة‪ ,‬د‪ /‬محمد زغلول سالم ص ‪.81‬‬


‫‪ 15‬النقد ألدبى‪ ,‬د‪ /‬سعد ظالم ‪.46‬‬
‫‪ 16‬من مظاهر النقد ألدبى عند العربى‪ ,‬د‪ /‬رفعت ذكى محمود عفيفى ص ‪.97‬‬
‫والضياع من أمثال يحيى بن يعمر وعيسى بن عم‪+‬ر الثقفي ‪ ،‬وعب‪+‬د هللا بن إس‪+‬حاق الحض‪+‬رمي وأب‪+‬و عم‪+‬رو‬

‫بن ا العالء وغيرهم‪.‬‬

‫ومن الط‪++‬بيعي أن ي‪++‬ؤثر ه‪++‬ذا النش‪++‬اط العلمي في مج‪++‬الي اللغ‪++‬ة والنح‪++‬و على األدب والش‪++‬عر والنق‪++‬د ‪،‬‬

‫ومن ثم على بروز الكثير من املالحظات البيانية والبالغية وعمقها‪.‬‬

‫وق‪++‬د ك‪++‬ان ه‪++‬ؤالء العلم‪++‬اء ينظ‪++‬رور في أعم‪++‬ال األدب‪++‬اء والش‪++‬عراء‪ ،‬ويتعقب‪++‬ولهم ‪ ،‬وي‪++‬بررون م‪++‬ا فيه‪++‬ا من‬

‫أس‪++‬باب الحس‪++‬ن والج‪++‬ودة أو القبح وال‪++‬رداءة‪ ،‬وم‪++‬ا عسى أن يق‪++‬ع في‪++‬ه الش‪++‬عراء من املخالف‪++‬ات لض‪++‬وابطهم‬

‫التي وصلوا إليها‪.17‬‬

‫خاتمة‬

‫ومن هن‪++‬ا ن‪++‬رى أن نش‪++‬أة ه‪++‬ذه العل‪++‬وم في الش‪++‬عب الع‪++‬ربي ك‪++‬انت ع‪++‬امال قوي‪++‬ا في اتس‪++‬اع مج‪++‬ال النق‪++‬د‬

‫األدبي ‪ ،‬وذل‪+‬ك ألنه‪++‬ا أض‪+‬افت مق‪+‬اييس جدي‪+‬دة إلى مقاييس‪++‬ه في الش‪++‬كل وال‪+‬وزن واألس‪+‬لوب‪ ،‬وتل‪+‬ك املق‪+‬اييس‬

‫كانت تهدف إلى احتذاء العرب في سنن كالمها‪.‬‬

‫أو بعب‪++‬ارة أخ‪++‬رى ك‪++‬ان نق‪++‬دهم للش‪++‬عراء ال‪++‬ذين عاص‪++‬روهم أو س‪++‬بقوهم تطبيق‪++‬ا على م‪++‬ا عرف‪++‬وا من‬

‫نهج العرب‪ ‬في‪ ‬تعبيرهم‪. ‬‬

‫وخلص ‪++‬ت ه ‪++‬ذه الدراس ‪++‬ة إلى أن النق ‪++‬د في العص ‪++‬ر األم ‪++‬وى إلى خمس ‪++‬ة عوام ‪++‬ل ‪ :‬تش ‪++‬جيع الخلف ‪++‬اء و‬

‫األم‪++ +‬راء‪ ,‬الص ‪+ +‬راع السياس ي وم‪++ +‬ا خلف‪++ +‬ه من أح ‪+ +‬زاب‪ ,‬مج‪++ +‬الس النق‪++ +‬د‪ ,‬تع‪++ +‬دد مراك‪++ +‬ز الش‪++ +‬عر و أس‪++ +‬واقه‪,‬‬

‫النقائض‪ ,‬نشأة علوم العربية‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪ 17‬املقأيس البالغية عند الجاهد‪ ,‬د‪ /‬فوزى السيد عبدريه ص ‪.90 ,94‬‬
‫بدوى طبابة‪ ,‬دراسات فى النقد األدب العربى‪ ،‬مكتبة ألنجلو‪.‬‬

‫رفعت محمود عفيفى‪ ،‬من مظاهر النقد ألدبى عند العربى‪ ،‬دار الطباعة املحمودية‪1990 ،‬م‪.‬‬

‫‪.‬شوقى ضيف‪ ،‬لتطور و التجديد فى شعر األموى‪ ،‬دار املعارف الخامسة‪ 1974 ،‬م‬

‫عبد الفتاح على عفيف‪ ,‬الذوق األدبى‪ ،‬مطبع ألمانة األولى‪1987 ،‬م‪.‬‬

‫فوزى السيد عبدريه‪ ،‬املقايس البالغية عند الجاحظ‪ ،‬دار الثقافة و النشر والتوزيع‪1983 ،‬م‪.‬‬

‫‪.‬محروس منشاوى الجالى‪ ،‬النقد األدبى فى أطوار تكوينه عند العرب‪ ،‬دار الطباعة املحمودية‪1979،‬م‬

‫محمد زغلول سالم‪ ،‬تاريخ النقد ألدبى و البالغة‪ ،‬منشأة املعارف األسكندرية‪.‬‬

‫‪.‬محمد السعدي‪ ‬فرهود‪ ,‬اتجاهات النقد األدبي العربى‪ ،‬دار الطباعة املحمدية الطبعة الثالثة ‪1970‬م‬

‫محمد طاهر درويش‪ ،‬فى النقد األدبى عند العرب‪ ،‬دار املعارف‪.‬‬

‫محمد عبد املنعم خفاجى‪ ،‬تاريخ ألدب فى عصرألموى‪ ،‬مكتبة الكليات األزهرية‪.‬‬

You might also like