You are on page 1of 6

‫المية‪:‬‬ ‫اث إس‬ ‫أبح‬

‫أصول في العمل القامة دولة الخالفة‬

‫بقلم‪ :‬عبد اهلل القصصي‬


‫ُتعقد في أيامنا الندوات والمؤتمرات لدراسة طرق الحركات اإلسالمية في العمل إلقامة الدولة اإلسالمية‬
‫ولتحدي د كيفي ة العم ل الص حيحة ال تي تؤدي إلى إقامته ا‪ .‬فك ثرت الطروح ات في كيفي ة العم ل وتشعبت اآلراء في‬
‫ذل ك‪ ،‬فمنهم من اس تند إلى عقل ه في تحدي د ه ذه الكيفي ة ومنهم من اس تند إلى بعض األدل ة الش رعية ال تي ال تنطب ق‬
‫على الموض وع ومنهم من رأى األس اليب المرتجل ة هي الس بيل‪ ،‬والبعض الن ادر رأى ع دم فرض ية إقامته ا‪ .‬فم ا ه و‬
‫الس بيل الش رعي إلقام ة الدول ة اإلس المية؟ وه ل طريق ة إقامته ا أحك اٌم ش رعية إلزامي ة اإلتب اع؟‬

‫مما ال خالف فيه‪ ،‬أنه جيب على املسلمني نصب خليفة على رأسهم يأخذهم بأحكام الشريعة يطب‪+‬ق عليهم اإلس‪+‬الم‬
‫يف الديار اإلسالمية وحيمل الدعوة خارجي‪ً+‬ا رس‪+‬الة إىل الع‪+‬امل عن طري‪+‬ق اجله‪+‬اد‪ ،‬وذل‪+‬ك ل‪+‬ورود أدل‪+‬ة ش‪+‬ريعة بين‪+‬ة وص‪+‬رحية‪ ،‬عن‬
‫طري ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ق الس ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬نة الش ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ريفة وإمجاع الص ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬حابة الك ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬رام‪ ،‬ال ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ذي يعت ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬رب دليًال ش ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬رعيًا‪.‬‬

‫ريفة‪:‬‬ ‫نة الش‬ ‫في ال ُّس‬

‫أم‪++‬ا الس‪++‬نة‪ ،‬فق‪++‬د روى عن ن‪++‬افع ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال يل عم‪++‬ر مسعت رس‪++‬ول اهلل ‪ ‬يق‪++‬ول‪« :‬من خل‪++‬ع ي‪++‬دًا من طاع‪++‬ة اهلل لقي اهلل‬
‫ي‪++‬وم القيام‪++‬ة ال حج‪++‬ة ل‪++‬ه‪ ،‬ومن م‪++‬ات وليس يف عنق‪++‬ه بيع‪++‬ة م‪++‬ات ميت‪++‬ة جاهلي‪++‬ة»‪ ،‬ف‪++‬النيب ‪ ‬ف‪++‬رض على ك‪++‬ل مس‪++‬لم أن تك‪++‬ون يف‬
‫عنق ‪++‬ه بيع ‪++‬ة‪ ،‬ووص ‪++‬ف من ميوت وليس يف عنق ‪++‬و بيع ‪++‬ة بأن ‪++‬ه م ‪++‬ات ميت ‪++‬ة جاهلي ‪++‬ة‪ .‬والبيع ‪++‬ة ال تك ‪++‬ون إال للخليف ‪++‬ة ليس غ ‪++‬ري‪ ،‬وق ‪++‬د‬
‫أوجب الرسول على كل مسلم أن تكون يف عنقه بيعة خلليفة‪ ،‬فالواجب إذًا‪ ،‬وجود خليفة يستحق يف عنق كل مسلم بيع‪++‬ة‪،‬‬
‫ومن هن‪++‬ا ك‪++‬ان احلديث دليًال على وج‪++‬وب نص‪++‬ب اخلليف‪++‬ة‪ .‬ويف احلديث ش ‪ّ+‬به رس‪++‬ول اهلل ‪ ‬ميت‪++‬ة ال‪++‬ذي ميوت وليس يف عنق‪++‬ه‬
‫بيعة خلليفة املسلمني مبيتة الكفر (اجلاهلية)‪ ،‬وهذه قرينة على أن التهاون يف إقامة اخلليفة من الكبائر‪ .‬وهن‪++‬اك أح‪++‬اديث أخ‪++‬رى‬
‫تدل على وجوب نصب اخلليفة يف السنة الشريفة‪ .‬مثل الذي رواه مس‪+‬لم عن الن‪+‬يب ‪ ‬ق‪+‬ال‪« :‬إمنا اإلم‪+‬ام ُج ّن ة ُيقاَتُل من ورائ‪+‬ه‬
‫وُيتقى به»‪ .‬وروى هشام بن عروة عن أيب صاحل عن أيب هريرة أن رسول اهلل ‪ ‬قال‪« :‬سيليكم بعدي والة فيليكم ال‪++‬رب ب‪++‬ربه‬
‫والف‪++‬اجر بفج‪++‬وره فامسعوا هلم وأطيع‪++‬وا يف ك‪++‬ل م‪++‬ا واف‪++‬ق احلق‪ ،‬ف‪++‬إن أحس‪++‬نوا فلكم وإن أس‪++‬اؤوا فلكم وعليهم»‪ .‬وروى مس‪++‬لم‬
‫عن أيب ح‪++‬ازم ق‪++‬ال‪ :‬قاع‪++‬دة أب‪++‬ا هري‪++‬رة مخس س‪++‬نني فس‪++‬معته حيدث عن الن‪++‬يب ‪ ‬ق‪++‬ال‪« :‬ك‪++‬انت بن‪++‬و إس‪++‬رائيل تسوس‪++‬هم األنبي‪++‬اء‬
‫كلم ‪++‬ا هل ‪++‬ك ن ‪++‬يب خلف ‪++‬ه ن ‪++‬يب وأن ‪++‬ه ال ن ‪++‬يب بع ‪++‬دي‪ ،‬وس ‪++‬تكون خلف ‪++‬اء فتك ‪++‬ثر‪ ،‬ق ‪++‬الوا فم ‪++‬ا تأمرن ‪++‬ا؟ ق ‪++‬ال‪ :‬ف ‪++‬وا ببيع ‪++‬ة األول ف ‪++‬األول‬
‫وأعط ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬وهم حقهم ف ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬إن اهلل س ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ائلهم عم ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ا اس ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬رتعاهم»‪.‬‬

‫حابة‪:‬‬ ‫اع الص‬ ‫إجم‬


‫أما إمجاع الصحابة‪ ،‬فإهنم رضوان اهلل عليهم‪ ،‬أمجع‪+‬وا على ل‪+‬زوم إقام‪+‬ة خليف‪+‬ة لرس‪+‬ول اهلل ص‪+‬لى اهلل علي‪+‬ه وآل‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫بعد وفاته‪ ،‬وأمجعوا على إقامة خليفة أليب بكر مث لعمر مث لعثمان بعد وفاة كل منهم‪ .‬وق‪+‬د ظه‪+‬ر تأكي‪+‬د إمجاع الص‪+‬حابة على‬
‫إقامة خليفة من تأخريهم دفن الرسول ‪ ‬عقب وفاته واستغاهلم بنصب خليف‪+‬ة ل‪+‬ه م‪+‬ع أن دفن امليت عقب وفات‪+‬ه ف‪+‬رض وحيرم‬
‫على من جيب عليهم االش‪++ +‬تغال يف جته‪++ +‬يزه ودفن‪++ +‬ه االش‪++ +‬تغال يف ش‪++ +‬يء غ‪++ +‬ريه ح‪++ +‬ىت يتم دفن‪++ +‬ه‪ ،‬والص‪++ +‬حابة ال‪++ +‬ذين جيب عليهم‬
‫االش‪++‬تغال يف جته‪++‬يزه ودفن‪++‬ه ‪ ،‬اش‪++‬تغل قس‪++‬م منهم بنص‪++‬ب خليف‪++‬ة عن االش‪++‬تغال ب‪++‬دفن الرس‪++‬ول‪ ،‬وس‪++‬كت قس‪++‬م منهم عن ه‪++‬ذا‬
‫االشتغال وش‪+‬اركوا يف ت‪+‬أخري ال‪+‬دفن ليل‪+‬تني م‪+‬ع ق‪+‬درهتم على اإلنك‪+‬ار وق‪+‬درهتم على ال‪+‬دفن‪ ،‬فك‪+‬ان ذل‪+‬ك إمجاع‪ً+‬ا على االش‪+‬تغال‬
‫بنص ‪++‬ب اخلليف ‪++‬ة عن دفن امليت‪ ،‬وال يك ‪++‬ون ذل ‪++‬ك إال إذا ك ‪++‬ان نص ‪++‬ب اخلليف ‪++‬ة أوجب من دفن امليت‪ .‬وأيض ‪ً+‬ا‪ ،‬ف ‪++‬إن الص ‪++‬حابة‬
‫أمجع ‪++‬وا كلهم ط ‪++‬ول حي ‪++‬اهتم على وج ‪++‬وب نص ‪++‬ب اخلليف ‪++‬ة‪ ،‬فك ‪++‬ان إمجاعهم دليًال ش ‪++‬رعيًا ص ‪++‬رحيًا وقوي‪ً+ +‬ا على وج ‪++‬وب نص ‪++‬ب‬
‫اخلليف ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ة‪.‬‬
‫على أن إقام ‪++‬ة ال ‪++‬دين وتنفي ‪++‬ذ أحك ‪++‬ام الش ‪++‬رع يف مجي ‪++‬ع ش ‪++‬ؤون احلي ‪++‬اة ال ‪++‬دنيا واألخ ‪++‬رى ف ‪++‬رض على املس ‪++‬لمني بال ‪++‬دليل‬
‫القطعي الثبوت القطعي الداللة‪ ،‬وال ميكن أن يتم ذلك إال حباكم ذي سلطان‪ ،‬والقاعدة الشرعية أن «م‪+‬ا ال يتم ال‪+‬واجب إال‬
‫ب‪++ + + + + + + + + +‬ه فه‪++ + + + + + + + + +‬و واجب» فك‪++ + + + + + + + + +‬ان نص‪++ + + + + + + + + +‬ب اخلليف‪++ + + + + + + + + +‬ة فرض ‪ً+ + + + + + + + + +‬ا على املس‪++ + + + + + + + + +‬لمني من ه‪++ + + + + + + + + +‬ذه الناحي‪++ + + + + + + + + +‬ة أيض ‪ً+ + + + + + + + + +‬ا‪.‬‬
‫ومن ذلك كله يتبني أن العمل لنصب اخلليفة فرض على املسلمني‪ ،‬وكل مقّص ر بش‪+‬أنه ه‪++‬و ع‪++‬اص هلل تع‪++‬اىل مس‪+‬تحق‬
‫لعذابه والعياذ باهلل تعاىل‪ ،‬فكل من قعد عن القيام بفرض فرضه اهلل عز وجل هو عاس هلل تعاىل مستحق لعذابه وال س‪++‬يما إذا‬
‫ك ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ان ذل ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ك الف ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬رض مما يق ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬وم علي ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ه تط ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬بيق أحك ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ام الش ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬ريعة بني الن ‪++ + + + + + + + + + + + + + +‬اس‪.‬‬

‫دار إ سالم‪:‬‬

‫واخلليف‪++‬ة إمنا ينص‪++‬ب على دار اس‪++‬الم‪ ،‬فليس ألي جمموع‪++‬ة من الن‪++‬اس أن تنتخب أو ختت‪++‬ار رجًال منه‪++‬ا تبايع‪++‬ه‪ ،‬وتق‪++‬ول‬
‫ه‪++‬ذا خليف‪++‬ة علين‪++‬ا‪ ،‬وليس ألي ش‪++‬خص أن ينص‪++‬ب نفس‪++‬ه خليف‪++‬ة على رأس املس‪++‬لمني‪ ،‬دون أن يوج‪++‬د دار إس‪++‬الم‪ .‬وق‪++‬د ع‪ّ+‬ر فت‬
‫دار اإلس‪++‬الم بأهنا البالد ال‪++‬يت حتكم باإلس‪++‬الم ويك‪++‬ون أماهنا بأم‪++‬ان املس‪++‬لمني‪ .‬وأي قط‪++‬ر ح‪++‬ىت يك‪++‬ون أمان‪++‬ه بأم‪++‬ان املس‪++‬لمني ال‬
‫بأمان الكفر يبج أن تكون محايته من الداخل ومن اخلارج محاية إسالم من قوة املسلمني باعتباره‪+‬ا ق‪+‬وة إس‪+‬المية حبت‪+‬ة‪ .‬وذل‪+‬ك‬
‫ال يت‪++ + + + + + + + + + + +‬أتى إال بقي‪++ + + + + + + + + + + +‬ام دول‪++ + + + + + + + + + + +‬ة يطّب ق فيه‪++ + + + + + + + + + + +‬ا اإلس‪++ + + + + + + + + + + +‬الم ك‪++ + + + + + + + + + + +‬امًال وتك‪++ + + + + + + + + + + +‬ون هلا مقّو ماهتا الذاتي‪++ + + + + + + + + + + +‬ة‪.‬‬
‫ل‪++‬ذلك مل تكن املش‪++‬كلة ـ من‪++‬ذ وف‪++‬اة الرس‪++‬ول ‪ ‬إىل أن أعلن ه ‪++‬دم اخلالف‪++‬ة من‪++‬ذ بض ‪++‬ع وس‪++‬تني س‪++‬نة ـ مل تكن املش‪++‬كلة‬
‫كمش‪+‬كلتنا الي‪+‬وم‪ .‬فق‪+‬د ك‪+‬ان كلم‪+‬ا ت‪+‬ويف أو ع‪+‬زل خليف‪+‬ة م‪+‬ا‪ ،‬ينّص ب خليف‪+‬ة غ‪+‬ريه يبايع‪+‬ه أه‪+‬ل احلل والعق‪+‬د‪ ،‬وذل‪+‬ك لوج‪+‬ود دار‬
‫إس ‪++‬الم أم ‪++‬ا اآلن وبع ‪++‬د أن ه ‪++‬دمت دول ‪++‬ة اخلالف ‪++‬ة ومل يع ‪++‬د هن ‪++‬اك دار إس ‪++‬الم فلم تع ‪++‬د القض ‪++‬ية قض ‪++‬ية انتخ ‪++‬اب خليف ‪++‬ة ومبايعت ‪++‬ه‬
‫فحس‪++‬ب‪ ،‬ب‪++‬ل إهنا قض‪++‬ية إجياد دول‪++‬ة ينص‪++‬ب عليه‪++‬ا خليف‪++‬ة حيكم مبا أن‪++‬زل اهلل‪ .‬ومن هن‪++‬ا ك‪++‬ان العم‪++‬ل إلقام‪++‬ة الدول‪++‬ة اإلس‪++‬المية‬
‫فرض ‪ً+‬ا‪ ،‬وإمث القاع ‪++‬د عن ‪++‬ه إمث القاع ‪++‬د عن نص ‪++‬ب خليف ‪++‬ة ومبايعت ‪++‬ه‪ ،‬ألن ‪++‬ه ال ميكن تنص ‪++‬يب ومبايع ‪++‬ة خليف ‪++‬ة إال من خالل ذل ‪++‬ك‬
‫العم ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ل‪.‬‬

‫ة‪:‬‬ ‫ود كتل‬ ‫وج‬


‫وهذا العمل‪ ،‬ال ميكن أن يتم دون وج‪+‬ود كتل‪+‬ة تعم‪+‬ل ل‪+‬ه‪ ،‬فليس ألح‪+‬د من األف‪+‬راد أن ينف‪+‬رد بعم‪+‬ل ي‪ّ+‬د عي أن‪+‬ه يوص‪+‬ل‬
‫إلقام ‪++‬ة اخلالف‪++‬ة‪ ،‬فه ‪++‬ذا الف ‪++‬رض من طبيعت‪++‬ه أن‪++‬ه ال ميكن أن يق ‪++‬ام بعم‪++‬ل ف‪++‬ردي‪ ،‬وإمنا ال‪++‬ذي يق ‪++‬وم ب‪++‬ه ه ‪++‬و تكت‪++‬ل من األش‪++‬خاص‬
‫يعمل‪++‬ون يف مجلتهم بطريق‪++‬ة واح‪++‬دة ومن أج‪++‬ل ه‪++‬دف واح‪++‬د‪ ،‬وم‪++‬ا ال يتم ال‪++‬واجب إال ب‪++‬ه فه‪++‬و واجب‪ ،‬ل‪++‬ذلك وجب على من‬
‫يري ‪++‬د أن يق ‪++‬وم هبذا الف ‪++‬رض‪ ،‬العم ‪++‬ل ض ‪++‬من تكت ‪++‬ل يق ‪++‬وم ب ‪++‬الفرض نفس ‪++‬ه‪ ،‬باالض ‪++‬افة إىل أن اآلي ‪++‬ة الكرمية‪َ :‬و ْلَتُك ْن ِم ْنُك ْم ُأَّم ٌة‬
‫َيْد ُعوَن ِإَلى اْلَخ ْيِر َو َيْأُمُر وَن ِباْلَم ْع ُر وِف َو َيْنَه ْو َن َعْن اْلُم ْنَك ِر َو ُأْو َلِئ َك ُه ْم اْلُم ْف ِلُح وَن ‪ ،‬ت‪++‬دل على أن‪++‬ه جيب أن يق‪++‬وم تكت‪++‬ل‬
‫من بني املس ‪++‬لمني بال ‪++‬دعوة إىل اخلري وب ‪++‬األمر ب ‪++‬املعروف والنهي عن املنك ‪++‬ر‪ ،‬ورأس املع ‪++‬روف ه ‪++‬و وج ‪++‬ود خليف ‪++‬ة يطب ‪++‬ق أحك ‪++‬ام‬
‫ام حيكم ‪++ + + + + + + + + + + + + +‬ون املس ‪++ + + + + + + + + + + + + +‬لمني ب ‪++ + + + + + + + + + + + + +‬الكفر‪.‬‬ ‫الش ‪++ + + + + + + + + + + + + +‬ريعة بني الن ‪++ + + + + + + + + + + + + +‬اس‪ ،‬ورأس املنك ‪++ + + + + + + + + + + + + +‬ر وج ‪++ + + + + + + + + + + + + +‬ود حّك‬

‫ة‪:‬‬ ‫الطريق‬

‫والتكتالت اإلس ‪++‬المية ال ‪++‬يت تعلن العم ‪++‬ل إلقام ‪++‬ة حكم اهلل يف األرض‪ ،‬منه ‪++‬ا ال ‪++‬يت أدركت ه ‪++‬ذه األحك ‪++‬ام ومنه ‪++‬ا ال ‪++‬يت‬
‫أقّر ت هبا‪ .‬إال أن هناك أمرًا هامًا يتعلق بالعمل إلقامة اخلالف‪+‬ة‪ ،‬وال جيوز أن ينف‪+‬ك عن‪+‬ه يف ح‪+‬ال من األح‪+‬وال‪ ،‬ق‪+‬د غفلت عن‪+‬ه‬
‫أك‪++‬ثر ه‪++‬ذه التكتالت لألس‪++‬ف الش‪++‬ديد‪ ،‬وبدون‪++‬ه ال ج‪++‬دوى ألي عم‪++‬ل تق‪++‬وم ب‪++‬ه وألي جه‪++‬د تبذل‪++‬ه‪ ،‬أال وه‪++‬و «طري‪++‬ق» العم‪++‬ل‬
‫إلقامة اخلالفة‪ .‬إذ أنه جيب أن يوجد لدى احلركة اليت تعمل إلقامة اخلالفة «طريق» ش‪++‬رعي مس‪++‬تنبط من النص‪++‬وص الش‪++‬رعية‪،‬‬
‫واملقص‪++ + + + + +‬ود ب‪++ + + + + +‬الطريق‪« :‬األحك‪++ + + + + +‬ام الش‪++ + + + + +‬رعية العملي‪++ + + + + +‬ة ال‪++ + + + + +‬يت تس‪++ + + + + +‬لك من أج‪++ + + + + +‬ل الوص‪++ + + + + +‬ول إىل إقام‪++ + + + + +‬ة اخلالف‪++ + + + + +‬ة»‪.‬‬
‫فمن املعل‪++‬وم ل‪++‬دى اجلمي‪++‬ع‪ ،‬أن اهلل تع‪++‬اىل أم‪++‬ر املس‪+‬لمني ب‪++‬أوامر ثبتت بال‪++‬دليل الش‪++‬رعي‪ ،‬وك‪++‬ذلك أعط‪++‬اهم كيفي‪++‬ة معين‪++‬ة‬
‫لتنفي‪++‬ذ ه‪++‬ذه األوام‪++‬ر‪ ،‬وق‪++‬د ثبتت هي أيض‪ً+‬ا ـ أي الكيفي‪++‬ة ـ بال‪++‬دليل الش‪++‬رعي‪ ،‬فنحن مكلف‪++‬ون هبا متام‪ً+‬ا كم‪++‬ا حنن مكّلف‪++‬ون ب‪++‬أي‬
‫حكم ش ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬رعي آخ ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ر‪.‬‬
‫والرس‪+‬ول ‪ ‬ق‪+‬د أق‪+‬ام الدول‪+‬ة االس‪+‬المية‪ ،‬فمن احلري بن‪+‬ا بع‪+‬د أن علمن‪+‬ا أن الرس‪+‬ول ه‪+‬و ق‪+‬دوتنا وأس‪+‬وتنا يف مجي‪+‬ع أم‪+‬ور‬
‫الدين‪ ،‬وأن سنته هي املصدر الثاين للتشريع بعد الق‪+‬رآن الك‪+‬رمي‪ ،‬أن نتأّس ى ب‪+‬ه علي‪+‬ه الص‪+‬الة والس‪+‬الم يف طريق‪+‬ة إقام‪+‬ة اخلالف‪+‬ة‪،‬‬
‫ب‪++‬ل وأن ذل‪++‬ك ف‪++‬رض علين‪++‬ا ال جيوز لن‪++‬ا خمالفت‪++‬ه‪ ،‬فاهلل تع‪++‬اىل يق‪++‬ول‪َ :‬لَق ْد َك اَن َلُك ْم ِفي َرُس وِل الَّل ِه ُأْس َو ٌة َح َس َنٌة ِلَمْن َك اَن‬
‫َيْر ُج و الَّلَه َو اْلَيْو َم اآلِخ َر ‪ ..‬وق‪++‬ال ع‪++‬ز وج‪++‬ل‪َ :‬و َم ا آَت اُك ْم الَّر ُس وُل َفُخ ُذ وُه َو َم ا َنَه اُك ْم َعْن ُه َف اْنَتُه وا‪ ‬وكث‪++‬ري من اآلي‪++‬ات‬
‫ت‪++ + + + + + + + + + +‬دل على وج‪++ + + + + + + + + + +‬وب اتب‪++ + + + + + + + + + +‬اع الرس‪++ + + + + + + + + + +‬ول علي‪++ + + + + + + + + + +‬ه الص‪++ + + + + + + + + + +‬الة والس‪++ + + + + + + + + + +‬الم يف مجي‪++ + + + + + + + + + +‬ع أم‪++ + + + + + + + + + +‬ور التش‪++ + + + + + + + + + +‬ريع‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن طريق العمل إلقامة اخلالفة جيب أن يكون مستنبطًا استنباطًا شرعيًا من القرآن والس‪++‬نة‪ ،‬واالس‪++‬تنباط‬
‫إمنا يرج ‪++‬ع للمجته ‪++‬دين‪ ،‬فليس ألي ش ‪++‬خص ول ‪++‬و حّص ل بعض ‪ً+‬ا من العل ‪++‬وم الش ‪++‬رعية أن يس ‪++‬تخلص ه ‪++‬ذا الطري ‪++‬ق مبج ‪++‬رد نظ ‪++‬ره‬
‫اخلاص‪ ،‬فاس‪+‬تنباط طري‪+‬ق العم‪+‬ل إلقام‪++‬ة اخلالف‪+‬ة ـ كس‪+‬ائر األحك‪+‬ام الش‪+‬رعية ـ إمنا يرج‪+‬ع للمجته‪++‬دين ال‪+‬ذين حّص لوا العل‪+‬وم ال‪+‬يت‬
‫تؤهلم الستنباط األحكام الشرعية من أدلتها التفص‪+‬يلية‪ .‬واجملته‪+‬د إمنا يعتم‪+‬د يف اس‪+‬تنباطه لألحك‪+‬ام من النص‪+‬وص‪ ،‬على أص‪+‬ول‬
‫فقه شرعية‪ ،‬فأصول الفقه ه‪+‬و العم‪+‬ل املش‪+‬تمل على القواع‪+‬د ال‪+‬يت يس‪+‬تنبط اجملته‪+‬د بواس‪+‬طتها األحك‪+‬ام الش‪+‬رعية‪ ،‬ل‪+‬ذلك‪ ،‬وجب‬
‫على احلرك‪++‬ة ال‪++‬يت تعم‪++‬ل إلقام‪++‬ة اخلالف‪++‬ة اإلس‪++‬المية أن تأخ‪++‬ذ طريقه‪++‬ا عن جمته‪++‬د اس‪++‬تنبط ه‪++‬ذا الطري‪++‬ق‪ ،‬وأن ت‪++‬بني األص‪++‬ول ال‪++‬يت‬
‫أعتم ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬د عليه ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ا ه ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ذا اجملته ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬د‪ ،‬لت ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬بني أن طريقه ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ا ش ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬رعي‪.‬‬
‫وهذا الطريق جيب أن يتبناه التكتل‪ ،‬أي جيب أن يلتزم به مجيع أف‪+‬راده‪ ،‬حبيث يك‪+‬ون العم‪+‬ل متوجه‪ً+‬ا بش‪+‬كل كّلي يف‬
‫اجتاه واحد وحنو ه‪+‬دف واح‪+‬د‪ ،‬ومن اخلط‪+‬أ أن يك‪+‬ون داخ‪+‬ل التكت‪+‬ل أك‪+‬ثر من طري‪+‬ق‪ ،‬حبيث يوج‪+‬د بني أعض‪+‬ائها خالف على‬
‫طريق العمل‪ ،‬فإنه حينئذ لن يعود هلذه الكتل‪+‬ة اجتاه تس‪+‬ري ب‪+‬ه‪ ،‬وإمنا هي عب‪+‬ارة عن حمت‪+‬وى تناقض‪++‬ات‪ ،‬وه‪++‬ذا من ش‪+‬أنه أن حيول‬
‫بني التكت ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ل وبني الوص ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ول إىل هدف ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ه املنش ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ود‪.‬‬
‫وبناء على كل ما تقدم خنلص إىل أنه جيب على التكتل ال‪+‬ذي يعم‪+‬ل إلقام‪++‬ة اخلالف‪+‬ة أن «يتبىّن طريق‪ً+‬ا ش‪+‬ريعًا اس‪+‬تنبطه‬
‫جمتهد بأصول فقه شرعية من النصوص الشرعية» وإال فإن أي عمل تقوم ب‪+‬ه ه‪+‬و غ‪+‬ري مقب‪+‬ول عن‪+‬د اهلل تع‪+‬اىل‪ ،‬وه‪+‬و القائ‪+‬ل ع‪+‬ز‬
‫من قائ ‪++‬ل‪ُ :‬ق ْل َه ْل ُنَنِّبُئُك ْم ِباَألْخ َس ِر يَن َأْع َم اًال ‪ ‬اَّل ِذ يَن َض َّل َس ْع ُيُه ْم ِفي اْلَحَي اِة ال ُّد ْنَيا َو ُه ْم َيْح َس ُبوَن َأَّنُه ْم ُيْح ِس ُنوَن‬
‫ْنًعا‪.‬‬ ‫ُص‬
‫ومن املعل‪+‬وم أن األحك‪+‬ام ال‪+‬يت حتدد كيفي‪+‬ة إقام‪+‬ة اخلالف‪+‬ة االس‪+‬المية‪ ،‬هي من أحك‪+‬ام الطريق‪+‬ة‪ ،‬ال‪+‬يت جيب أن تك‪+‬ون هلا‬
‫نتائج مادية ملموسة يف الواقع الدنيوي عالوة على الثواب من اهلل عز وجل‪ .‬فإهنا جيب أن يراعى حني القيام هبا حتقيق إقامة‬
‫الدولة اإلسالمية‪ .‬ويف حال مل تسكل هذه الطريقة فإنه لن يكون وص‪++‬ول إىل اهلدف املنش‪++‬ود‪ .‬واهلل ع‪++‬ز وج‪++‬ل يق‪++‬ول‪َ :‬ياَأُّيَه ا‬
‫اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِإْن َتنُص ُر وا الَّلَه َينُص ْر ُك ْم ‪ ،..‬فشرط نص‪+‬ره اهلل لعب‪+‬اده أن ينص‪+‬روه‪ ،‬ونص‪+‬رة العب‪+‬د لرب‪+‬ه إمنا تك‪+‬ون باتب‪+‬اع أوام‪+‬ره‬
‫وس ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬لوك الطري ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ق ال ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ذي فرض ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ه علي ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ه‪.‬‬

‫ًا‪:‬‬ ‫المؤ سف حق‬

‫ومن املؤس‪+‬ف الي‪+‬وم‪ ،‬أن‪+‬ك حني تس‪+‬أل أك‪+‬ثر التكتالت اإلس‪+‬المية عن طريق‪+‬ة إقام‪+‬ة دول‪+‬ة اخلالف‪+‬ة أن يك‪+‬ون رده‪+‬ا‪ ،‬إم‪+‬ا‬
‫شعارات ما أنزل اهلل هبا من سلطان‪ ،‬وإما آيات قرآنية وأحاديث شريفة ال عالقة هلا باملوضوع‪ ،‬وإما أن تعطي طريق‪ً+‬ا عقلي‪ً+‬ا‬
‫نتجت عن التفك ‪++ + + + + +‬ري ب ‪++ + + + + +‬الواعق جبعل ‪++ + + + + +‬ه ـ أي الواق ‪++ + + + + +‬ع ـ مص ‪++ + + + + +‬در التفك ‪++ + + + + +‬ري ب ‪++ + + + + +‬دل أن جتعل ‪++ + + + + +‬ه موض ‪++ + + + + +‬ع التفك ‪++ + + + + +‬ري‪.‬‬
‫فمن ذلك مثًال أن يقول البعض حني تسأله عن طريق العمل إلقامة اخلالفة‪« :‬أقيموا دولة اإلس‪+‬الم يف نفوس‪+‬كم تقم‬
‫على أرضكم» أو «أقيموا دولة اإلسالم يف بيوتكم تقم على أرضكم»‪ .‬فهذا الكالم إذا أردنا أن نقيسه مبقياس الش‪++‬رع‪ ،‬جند‬
‫أنه موضوع آخر‪ ،‬وأنه خارج عن موض‪+‬وع البحث‪ ،‬وليس أحكام‪ً+‬ا ش‪+‬رعية حتدد كيفي‪+‬ة إقام‪+‬ة الدول‪+‬ة االس‪+‬المية‪ ،‬عالوة على‬
‫أن األحك ‪++‬ام الش ‪++‬رعية ال يعرَّب عنه ‪++‬ا بألف ‪++‬اظ جمازي ‪++‬ة واس ‪++‬تعارات كم ‪++‬ا م ‪++‬ر يف ذل ‪++‬ك الق ‪++‬ول‪ ،‬إذ ال دول ‪++‬ة يف النفس وال دول ‪++‬ة يف‬
‫ال‪++‬بيت‪ .‬فال قيم‪++‬ة ش‪++‬رعية ل‪++‬ذلك الكالم‪ .‬أم‪++‬ا إذا ك‪++‬ان املراد‪ ،‬أن تط‪++‬بيق اإلس‪++‬الم على النفس وتط‪++‬بيق اإلس‪++‬الم على أه‪++‬ل ال‪++‬بيت‬
‫يؤدي إىل إقامة الدولة االسالمية‪ ،‬فنقول‪ ،‬ه‪+‬ذا خمالف لطري‪+‬ق الرس‪+‬ول علي‪+‬ه الص‪+‬الة والس‪+‬الم‪ ،‬ف‪+‬إن إقامت‪+‬ه للدول‪+‬ة اإلس‪+‬المية مل‬
‫تتوق‪++‬ف على إميان أه‪++‬ل بيت‪++‬ه‪ ،‬وإميان أه‪++‬ايل الص‪++‬حابة الك‪++‬رام ال‪++‬ذين ناض‪++‬لوا مع‪++‬ه يف مك‪++‬ة‪ ،‬ب‪++‬ل ق‪++‬امت دول‪++‬ة االس‪++‬الم‪ ،‬يف الق‪++‬وت‬
‫الذي كان فيه عم الرسول عليه الصالة والسالم حياربه‪ ،‬ومعلوم لدى اجلميع أن الصحابة كان يْق ُتل الواحد منهم يف املعارك‬
‫ال ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬يت مل حتص ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ل إال بع ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬د قي ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ام الدول ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ة ـ أب ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬اه وأخ ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬اه وابن ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + +‬ه‪.‬‬

‫‍‍ر!!‬ ‫بيق الكف‬ ‫اركة في تط‬ ‫المش‬


‫وهن‪++‬اك من ي‪++‬دعو إىل املش‪++‬ارك يف احلكم‪ ،‬ويعت‪++‬رب ذل‪++‬ك طريق ‪ً+‬ا الس‪++‬تالم الس‪++‬لطة‪ ،‬م‪++‬ع أن ذل‪++‬ك م‪++‬ا مل ي‪++‬نزل اهلل ب‪++‬ه من‬
‫سلطان‪ ،‬بل وإنه خيالف النص‪+‬وص الش‪+‬رعية خمالف‪+‬ة كب‪+‬رية‪ ،‬إذ كي‪+‬ف جيوز مش‪+‬اركة احلك‪+‬ام يف تط‪+‬بيق أحك‪+‬ام الكف‪+‬ر؟ أم كي‪+‬ف‬
‫جيوز أن تطبق نصف القوانني إسالمية جبانب النصف الكفر؟ واهلل عز وجل يقول‪َ :‬و َمْن َلْم َيْح ُك ْم ِبَم ا َأنَز َل الَّل ُه َفُأْو َلِئ َك‬
‫ُه ْم اْلَك اِفُر وَن ‪ .‬عالوة على أن الرسول عليه الصالة والسالم مل يقم بذلك العمل مع قدرته عليه إذ عرض عليه حكام مكة‬
‫املل‪++ + +‬ك ف‪++ + +‬أىب‪ ،‬وطب‪++ + +‬ق اإلس‪++ + +‬الم تطبيق ‪ً+ + +‬ا انقالبي ‪ً+ + +‬ا ش‪++ + +‬امًال ال غش‪++ + +‬اوة في‪++ + +‬ه وال لبس عن‪++ + +‬دما أق‪++ + +‬ام دولت‪++ + +‬ه يف املدين‪++ + +‬ة املن‪++ + +‬ورة‪.‬‬
‫وانظ‪++‬ر إىل قول‪++‬ه تع‪++‬اىل وه‪++‬و ي‪++‬ذم ال‪++‬ذين يرض‪++‬ون بالتح‪++‬اكم إىل أحك‪++‬ام الكف‪++‬ر وحكام‪++‬ه أو يس‪++‬عون إلي‪++‬ه‪َ :‬أَلْم َتَر ِإَلى‬
‫اَّل ِذ يَن َيْز ُعُم وَن َأَّنُه ْم آَم ُن وا ِبَم ا ُأنِز َل ِإَلْي َك َو َم ا ُأنِز َل ِم ْن َقْبِل َك ُيِر ي ُد وَن َأْن َيَتَح اَك ُم وا ِإَلى الَّط اُغوِت َو َق ْد ُأِم ُر وا َأْن‬
‫ًد ا‪.‬‬ ‫َالًال َبِعي‬ ‫َّلُه ْم َض‬ ‫ْيَطاُن َأْن ِض‬
‫ُي‬ ‫ُد ال َّش‬ ‫ِه َو ُيِر ي‬ ‫وا ِب‬
‫ُر‬ ‫َيْك ُف‬
‫ير‪:‬‬ ‫بساطة في التفك‬
‫والبعض يقول إجابة على السؤال نفسه‪َ :‬فاَّتُق وا الَّلَه َم ا اْسَتَطْعُتْم ‪ ،‬وهذا إمنا ي‪++‬دل على بس‪++‬اطة يف التفك‪++‬ري وهتاون‬
‫بالشريعة‪ ،‬فإن هذا الكالم وإن كان شرعيًا ومن كتاب اهلل تعاىل‪ ،‬وأنه وإن كانت التقوى مطلوبة لدى الدعاة‪ ،‬إال أن‪++‬ه ليس‬
‫جواب ‪ً+‬ا على ذل‪++‬ك الس‪++‬ؤال وليس أحكام ‪ً+‬ا ش‪++‬رعية حتدد كيفي‪++‬ة إق‪++‬ام اخلالف‪++‬ة‪ .‬فإن‪++‬ك حني يس‪++‬ألك ش‪++‬خص م‪++‬ا عن أحك‪++‬ام احلج‬
‫مثًال‪ ،‬فال يفي أن جتيب ‪َ‬ف اَّتُق وا الَّل َه َم ا اْس َتَطْعُتْم ‪ ،‬ب ‪++ + + + + + + +‬ل علي ‪++ + + + + + + +‬ك أن تعطي أحك ‪++ + + + + + + +‬ام مناس ‪++ + + + + + + +‬ك احلج‪.‬‬

‫ّر ع‪:‬‬ ‫ل أن يش‬ ‫ليس للعق‬


‫وهنال‪++‬ك من يعطي طرق ‪ً+‬ا عقلي‪++‬ة‪ ،‬يطل‪++‬ق العن‪++‬ان فيه‪++‬ا لعقل‪++‬ه‪ ،‬فيعطي نفس‪++‬ه ب‪++‬ذلك ح‪++‬ق التش‪++‬ريع‪ ،‬ويق‪++‬ع يف معص‪++‬ية اهلل‬
‫س‪++‬بحانه وتع‪++‬اىل ال‪++‬ذي جع‪++‬ل ال‪++‬دين كل‪++‬ه ل‪++‬ه وق‪++‬ال‪ِ :‬إْن اْلُح ْك ُم ِإَّال ِلَّلِه‪ ،..‬فليس للعق‪++‬ل أن يش‪ّ+‬ر ع ألن ذل‪++‬ك ليس من ض‪++‬من‬
‫صالحياته وامكانياته‪ .‬وال مانع لدى هذا الفريق من أن يعود بعد ذلك إىل النصوص الش‪++‬رعية ويبحث فيه‪++‬ا عن أدل‪++‬ة يس‪++‬تدل‬
‫هبا على رأيه ويؤيد هبا م‪+‬ا ش‪+‬رعه العق‪+‬ل من ط‪+‬رق‪ ،‬والعي‪+‬اذ باهلل تعالى‪ .‬واهلل تع‪+‬اىل خيرب عن حقيق‪+‬ة اإلميان بالتس‪+‬ليم حبكم اهلل‬
‫ورس‪++‬وله دون حتكيم العق‪++‬ل واهلوى‪ ،‬فيق‪++‬ول‪َ :‬فَال َو َر ِّب َك َال ُيْؤ ِم ُن وَن َح َّتى ُيَح ِّك ُم وَك ِفيَم ا َش َج َر َبْيَنُه ْم ُثَّم َال َيِج ُد وا ِفي‬
‫ِليًم ا‪.‬‬ ‫ِّلُم وا َتْس‬ ‫ْيَت َو ُيَس‬ ‫ا َقَض‬ ‫ا ِم َّم‬ ‫ِه ْم َح َر ًج‬
‫َأنُف ِس‬
‫من هن‪++ +‬ا‪ ،‬جيب التنب‪++ +‬ه إىل أن لإلس‪++ +‬الم طريق‪++ +‬ة يف البحث وال‪++ +‬درس والتط‪++ +‬بيق‪ .‬وهي م‪++ +‬ا نتبع‪++ +‬ه حني تنفي‪++ +‬ذ أي حكم‬
‫ش ‪++‬رعي‪ ،‬من رج ‪++‬وع املقل ‪++‬د إىل جمته ‪++‬د يث ‪++‬ق بعلم ‪++‬ه‪ ،‬ومن رج ‪++‬وع اجملته ‪++‬د إىل النص ‪++‬وص الش ‪++‬رعية واس ‪++‬تنباطه لألحك ‪++‬ام بواس ‪++‬طة‬
‫أص‪++‬ول فق‪++‬ه ش‪++‬رعية‪ ،‬وغ‪++‬ري ذل‪++‬ك‪ ،‬فمن احلري بن‪++‬ا أيض ‪ً+‬ا أن نتب‪++‬ع ه‪++‬ذه األص‪++‬ول يف ت‪++‬اج الف‪++‬روض‪ ،‬أال ه‪++‬و إقام‪++‬ة دول‪++‬ة اخلالف‪++‬ة‬
‫اإلس ‪++ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +‬المية‪.‬‬
‫‪ُ‬ق ْل ِإْن ُك ْنُتْم ُتِح ُّب وَن الَّل َه َف اَّتِبُعوِني ُيْح ِبْبُك ْم الَّل ُه َو َيْغِف ْر َلُك ْم ُذُن وَبُك ْم ‪□ ..‬‬

‫أحاديث شريفة‬

‫‪ -‬قال رسول هللا ‪« :‬إن أصدق الحديث كتاب هللا وأحسن الهدي هدي محمد»‪.‬‬
‫رواه الشيخان النسائي‪.‬‬

‫‪ -‬ق ‪++ + + +‬ال رس ‪++ + + +‬ول اهلل ‪« :‬إن اهلل ال ينظ ر إلى ص وركم وأم والكم ولكن ينظ ر إلى قل وبكم‬
‫الكم»‪.‬‬ ‫وأعم‬
‫رواه مسلم وابن ماجه‬

You might also like