You are on page 1of 12

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫‪ /I‬المعالم االجتماعية للحضارة اليونانية‬

‫التعريف بالحضارة اليونانية (‪750‬ق‪.‬م‪146/‬ق‪.‬م)‬ ‫‪.1‬‬


‫البيئة االجتماعية‬ ‫‪.2‬‬
‫الديانة في الحضارة اليونانية‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ /II‬معالم الفكر االجتماعي في الحضارة اليونانية‬

‫نشأة الفلسفة والفكر اليوناني‪ +‬والحركة السفسطائية‬ ‫‪.1‬‬


‫سقراط (‪496‬ق‪.‬م‪399/‬ق‪.‬م)‬ ‫‪.2‬‬
‫أفالطون (‪ 427‬ق‪.‬م‪ 347/‬ق‪.‬م)‬ ‫‪.3‬‬
‫أرسطو (‪ 384‬ق‪.‬م ‪ 322/‬ق‪.‬م)‬ ‫‪.4‬‬

‫خاتمة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫لم يكن علم االجتماع ولي‪+‬د اللحظ‪+‬ة يمكن تحدي‪+‬دها ولم يكت‪+‬ف بتفس‪+‬ير المجتم‪+‬ع نح‪+‬و العم‪+‬ق ب‪+‬ل يعتم‪+‬د الى‬
‫تغي‪++‬يره نح‪++‬و األفض‪++‬ل فق‪++‬د ب‪++‬دأ التفك‪++‬ير في المجتم‪++‬ع وش‪++‬ؤونه من‪++‬ذ إن ب‪++‬دا االنس‪++‬ان يفك‪++‬ر في أس‪++‬لوب حيات‪++‬ه وكيفي‪++‬ة‬
‫تع‪++‬ديل البيئ‪++‬ة لكي تتالئم م‪++‬ع ظروف‪++‬ه ومن‪++‬ذ أن ب‪++‬دأ اإلنس‪++‬ان أيض‪++‬ا يعم‪++‬ل على تك‪++‬ييف‪ +‬ظروف‪++‬ه لتتف‪++‬ق م‪++‬ع ماي‪++‬دور‪+‬‬
‫حول‪++‬ه في عالم‪++‬ه ال‪++‬ذي يعيش‪++‬ه ‪ .‬واذا تعمقن‪++‬ا ت‪++‬اريخ الحض‪++‬ارات القديم‪++‬ة فباس‪++‬تطاعتنا‪ +‬الوق‪++‬وف على ص‪++‬ورة الحي‪++‬اة‬
‫االجتماعية ومالمحها‪ +‬في الش‪+‬رق‪ +‬الق‪+‬ديم ومات‪+‬ذخر‪ +‬ب‪+‬ه اآلث‪+‬ار من تص‪+‬وير له‪+‬ده الحي‪+‬اة وم‪+‬ا ك‪+‬ان يم‪+‬ارس من نض‪+‬م‬
‫التفكير في االنسان والمجتمع والقواعد االخالقية‪ .‬فلم يبدأ الفكر عند اليونان ولم ينته هن‪++‬اك فالحض‪+‬ارة اليوناني‪++‬ة‬
‫القديم ‪++‬ة هي ج ‪++‬زء من الك ‪++‬ل ال يمكن أن نفص ‪++‬لها عم ‪++‬ا قبله ‪++‬ا او نرج ‪++‬ع تط ‪++‬ور‪ +‬م ‪++‬ا بع ‪++‬دها ونقص ‪++‬ره عليه ‪++‬ا وح ‪++‬دها‬
‫والفك‪++‬ر م‪++‬ر في تط‪++‬وره قب‪++‬ل اليون‪++‬ان بمراح‪++‬ل ع‪++‬دة وم‪++‬ر بع‪++‬دها بمراح‪++‬ل اك‪++‬ثر وال ي‪++‬زال يتط‪++‬ور‪ +‬ف‪++‬الجمود‪ +‬ص‪++‬فة‬
‫اليعرفه‪++‬ا الفك‪++‬ر فال يمكن الحض‪++‬ارة ان تتعلم الط‪++‬يران قب‪+‬ل أن تتعلم المش‪++‬ي اوال ‪.‬ومن‪++‬ذ الق‪+‬رن الس‪+‬ابع عش‪++‬ر ق‪.‬م‬
‫بدأ الشعب اليوناني‪ +‬عهدا جديدا من الفكر العقلي الحقيقي كما ش‪+‬اء ل‪+‬ذلك التفك‪+‬ير ان يثبت ويت‪+‬ابع‪ +‬نم‪+‬اءه وتط‪+‬وره‬
‫والمشكل المطروح‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ /I‬المعالم االجتماعية للحضارة اليونانية‬

‫‪ .1‬التعريف بالحضارة اليونانية (‪ 750‬ق م ‪ 146 -‬ق م )‬

‫تشتهر‪ +‬اليونان بجمال وتنوع مظاهر الطبيعة فيها‪ ،‬فهناك‪ +‬الجبال والسهول والجزر والجو الدافئ والش‪+‬مس المش‪+‬رقة‪.‬‬
‫وق ‪+ +‬د‪ +‬نش‪++ +‬أت الحض‪++ +‬ارة اليوناني‪++ +‬ة وس ‪+ +‬ط‪ +‬ه‪++ +‬ذه الطبيع‪++ +‬ة الس‪++ +‬احرة وت‪++ +‬أثرت به‪++ +‬ا ‪ .‬وفي ع‪++ +‬ام ‪ 447‬قب‪++ +‬ل الميالد ‪ ،‬لم تكن مدين‪++ +‬ة‬
‫(( أثينا)) هي أكبر مدينة في العالم القديم ‪ ،‬ولكنها‪ +‬كانت بالتأكيد واحدة من أكثر المدن أهمية ونشاطا‪ . +‬في ذلك ال‪++‬وقت ك‪++‬ان‬
‫يعيش في البالد اليوناني‪++ + +‬ة أح‪++ + +‬د ألم‪++ + +‬ع ش‪++ + +‬عوب الع‪++ + +‬الم الق‪++ + +‬ديم ( ك‪++ + +‬ان يطل‪++ + +‬ق عليهم (( اإلغري‪++ + +‬ق )))‪ ،‬حيث تم ت‪++ + +‬أليف الكتب‬
‫والمس ‪++‬رحيات‪ +‬وج ‪++‬رى‪ +‬التعليم والت ‪++‬دريس‪ +‬على نط ‪++‬اق واس ‪++‬ع‪ .‬وك ‪++‬ان اليون ‪++‬اني متعلق ‪++‬ا بأرض ‪++‬ه ي ‪++‬زرع فيه ‪++‬ا بنش ‪++‬اط ثم فتش عن‬
‫م‪++‬وارد أخ‪++‬رى للعيش مث‪++‬ل ص‪++‬يد األس‪++‬ماك والتج‪++‬ارة‪ .‬في اليون‪++‬ان القديم‪++‬ة‪ ،‬ك‪++‬ان المواطن‪++‬ون ي‪++‬ديرون حك‪++‬ومتهم‪ +‬بأنفس‪++‬هم‪ ،‬وك‪++‬ان‬
‫(( المجلس الحك‪++‬ومي‪ )) +‬يتك‪++‬ون من خمس‪++‬مائة رج‪++‬ل‪ ،‬وه‪++‬و المس‪++‬ئول مباش‪++‬رة عن ش‪++‬ؤون الدول‪++‬ة‪ .‬وك‪++‬ان ه‪++‬ذا المجلس يجتم‪++‬ع‬
‫ثالث م‪++‬رات ك‪++‬ل ش‪++‬هر ‪.‬وك‪++‬ان أعض‪++‬اؤه يتناقش‪++‬ون ويص‪++‬وتون‪ +‬على الق‪++‬وانين واألم‪++‬ور‪ +‬الهام‪++‬ة مث‪++‬ل ال‪++‬دخول في ح‪++‬رب أو عق‪++‬د‬
‫معاه‪++‬دة س‪++‬الم‪ .‬وك‪++‬ل ع‪++‬ام ك‪++‬ان يتم اختي‪++‬ار مجموع‪++‬ة جدي‪++‬دة من خمس‪++‬مائة ش‪++‬خص آخ‪++‬رين عن طري‪++‬ق إج‪++‬راء (( قرع‪++‬ة )) بين‬
‫الس‪++ + +‬كان ‪ ،‬وبه‪++ + +‬ذه الطريق‪++ + +‬ة ‪ ،‬أتيحت لك‪++ + +‬ل المواط‪++ + +‬نين فرص‪++ + +‬ة لخدم‪++ + +‬ة بالدهم من خالل (( المجلس الحك‪++ + +‬ومي )) ‪ .‬ص‪++ + +‬نع‬
‫اليون ‪++‬انيون الق ‪++‬دماء كث ‪++‬يرا من المنتج ‪++‬ات الجميل ‪++‬ة والرائع ‪++‬ة مث ‪++‬ل الفخ ‪++‬ار واألدوات‪ +‬المعدني ‪++‬ة والتماثي ‪++‬ل‪ .‬ودرس أك ‪++‬ثر الطالب‬
‫اليون‪++ +‬انيين‪ (( ،‬اإللي‪++ +‬اذة )) و((األوديس‪++ +‬ة )) وهي قص‪++ +‬ائد حماس‪++ +‬ية طويل‪++ +‬ة للش‪++ +‬اعر ((هوم‪++ +‬يروس‪ ،)) +‬تتن‪++ +‬اول س‪++ +‬ير الح‪++ +‬روب‬
‫واألبط‪++‬ال الق‪++‬دماء‪ .‬ك‪++‬ان الرياض‪++‬يون يش‪++‬اركون في المس‪++‬ابقات األوليمبي‪++‬ة ال‪++‬تي تق‪++‬ام ك‪++‬ل أربع‪++‬ة أع‪++‬وام ‪ .‬وك‪++‬انوا‪ +‬يتص‪++‬ارعون‪+‬‬
‫ويتالكم‪++‬ون ويق‪++‬ذفون الق‪++‬رص وال‪++‬رمح ويتس‪++‬ابقون في الع‪++‬دو ‪ .‬كم‪++‬ا درس اليون‪++‬انيون الق‪++‬دماء الهندس‪++‬ة والغل‪++‬ك والحظ‪++‬وا‪ +‬بدق‪++‬ة‬
‫الش ‪++‬مس والقم ‪++‬ر والك ‪++‬واكب‪ +‬والنج ‪++‬وم‪ . +‬ودرس الط ‪++‬بيب اليون ‪++‬اني (( أبق ‪++‬راط )) األم ‪++‬راض ‪ ،‬ووص ‪++‬ف ح ‪++‬االت مرض ‪++‬ية معين ‪++‬ة‬
‫الحظه‪+++‬ا ‪ ،‬واق‪+++‬ترح العالج المناس‪+++‬ب له‪+++‬ا ‪ ،‬وق‪+++‬د وض‪+++‬ع قواع‪+++‬د | أخالقي‪+++‬ة ‪ ،‬لك ‪++‬ل من يمتهن مهن ‪++‬ة الطب ‪ ،‬وال زال األطب‪+++‬اء‬
‫يلتزمون بها حتى الوقت الحاضر ‪ .‬وبحث المفكرون اليونانيون ودرسوا‪ +‬من أج‪+‬ل الفهم العمي‪+‬ق ألنفس‪+‬هم وللع‪+‬الم من ح‪+‬ولهم‪،‬‬
‫وأطلق‪ +‬عليهم (( الفالسفة )) أي (( محبو الحكمة ))‪.‬‬

‫وال ش‪++ +‬ك أن (( س‪++ +‬قراط )) و (( أفالط‪++ +‬ون )) و ((أرس‪++ +‬طو )) يعت‪++ +‬برون أعظم الفالس‪++ +‬فة اليون‪++ +‬انيين ‪ .‬والحقيق‪++ +‬ة أن‬
‫أفكارهم‪ +‬مازالت تؤثر‪ +‬على تصورات‪ +‬المفكرين المحدثين‪.‬‬

‫‪.2‬البيئة االجتماعية‬

‫صحيح أن إغريق الق‪+‬رن الخ‪+‬امس ك‪+‬انوا يعيش‪+‬ون تحت دس‪+‬اتیر مختلف‪+‬ة‪ ،‬وأنهم ك‪+‬انوا يفك‪+‬رون بالع‪+‬الم بطرائ‪+‬ق مختلف‪+‬ة‬
‫ج‪++‬دا عن الرج‪++‬ال والنس‪++‬اء في الحض‪++‬ارات األولى‪ ،‬إال أن بعض األش‪++‬ياء لم تتغ‪++‬ير كث‪++‬يرة من‪++‬ذ نهاي‪++‬ة عص‪++‬ور الظالم‪ ،‬إنن‪++‬ا ق‪++‬د‬
‫ننس ‪++‬ى أحيان ‪++‬ا ح ‪++‬تى الي ‪++‬وم الكث ‪++‬يرين من الن ‪++‬اس هم فالح ‪++‬ون‪ ،‬وفي الع ‪++‬الم اإلغ ‪++‬ريقي ك ‪++‬ان أك ‪++‬ثر الن ‪++‬اس يحص ‪++‬لون معيش ‪++‬تهم‪ +‬من‬

‫‪3‬‬
‫األرض‪ ،‬حيث ظلت الزراع‪++‬ة ش‪++‬اقة وبدائي‪++‬ة ح‪++‬تى م‪++‬ع ظه‪++‬ور‪ +‬األدوات الحديدي‪++‬ة‪ .‬أم‪++‬ا في مج‪++‬ال التص‪++‬نيع‪ ،‬فلم يكن هن‪++‬اك إال‬
‫بضع مئات من الفخارین هم الذين يصنعون األعم‪+‬ال ال‪+‬تي اش‪+‬تهرت أثين‪+‬ا بتص‪+‬ديرها‪ .‬وك‪+‬ان أك‪+‬بر معم‪+‬ل لل‪+‬تروس في المدين‪+‬ة‬
‫يعت ‪++‬بر ه ‪++‬ائال ألن في ‪++‬ه ‪ 120‬ع‪++‬امال‪ .‬وك ‪++‬ان هن ‪++‬اك ع‪++‬دد قلي ‪++‬ل نس ‪++‬بيا من الح ‪++‬دادين والحج ‪++‬ارين وص ‪++‬ناع‪ +‬ال ‪++‬دروع والمج ‪++‬وهرات‬
‫وغيره‪++‬ا من االختصاص‪++‬ات‪ .‬لق‪++‬د بقیت الزراع‪++‬ة عم‪++‬اد االقتص‪++‬اد‪ +،‬مثلم‪++‬ا هي الح‪++‬ال الي‪++‬وم في كث‪++‬ير من دول الع‪++‬الم‪ ،‬ولكنه‪+‬ا‪ +‬لم‬
‫تنتج ث ‪++‬روة كب ‪++‬يرة‪ | ،‬ول ‪++‬و أن الزيت ‪++‬ون والكرم ‪++‬ة ق ‪++‬د وس ‪++‬عا‪ +‬من إمكانياته ‪++‬ا‪ ،‬ألن ترب ‪++‬ة اليون ‪++‬ان ليس ‪++‬ت غني ‪++‬ة في الع ‪++‬ادة‪ ،‬فظلت‬
‫المحاصيل قليلة وضعيفة النوعية طوال األزمنة الكالسيكية‪ .‬وكانت بقع األرض صغيرة جدا ‪ ،‬فحتى الرجل الغ‪++‬ني لم يمل‪++‬ك‬
‫إال ‪ 2030‬هكت ‪++‬ار من أراض ‪++‬ي الحب ‪++‬وب والكرم ‪++‬ة مع ‪++‬ا كم ‪++‬ا ي ‪++‬بين تص ‪++‬نيف‪ +‬لمواط ‪++‬ني أثين ‪++‬ا بحس ‪++‬ب ال ‪++‬ثروة وض ‪++‬ع في الق ‪++‬رن‬
‫السادس‪ .‬وقد ظل االتجاه الع‪+‬ام ه‪+‬و تقس‪+‬يم األمالك م‪+‬رة بع‪+‬د األخ‪+‬رى عن‪+‬د الم‪+‬يراث‪ ،‬وك‪+‬ان أك‪+‬ثر الرج‪+‬ال األح‪+‬رار‪ +‬من ص‪+‬غار‬
‫المالك بمقاييس‪++‬نا‪ .‬وق‪+‬د‪ +‬اقتض‪++‬ى االعتم‪++‬اد على الزراع‪++‬ة في أراض ص‪++‬غيرة أن تك‪++‬ون الحي‪++‬اة ش‪++‬اقة وبس‪++‬يطة‪ ،‬فإن‪++‬ك حين تنظ‪++‬ر‬
‫إلى آث‪++‬ار اليون‪++‬ان العظمي‪++‬ة مث‪++‬ل بن‪++‬اء الب‪++‬ارثينون‪ +‬في أثين‪++‬ا أو المعاب‪++‬د اإلغريقي‪++‬ة الكث‪++‬يرة الباقي‪++‬ة فق‪++‬د تش‪++‬كل انطباع‪++‬ة خاطئ‪++‬ة عن‬
‫الحياة في اليونان القديمة‪ ،‬ألن هذه ك‪+‬انت أبني‪+‬ة عام‪+‬ة تم‪+‬ول بم‪+‬وارد‪ +‬جماعي‪+‬ة‪ ،‬ولكن الحقيق‪+‬ة أن أك‪+‬ثر اإلغري‪+‬ق ك‪+‬انوا يعيش‪+‬ون‬
‫في بي‪++‬وت ص‪++‬غيرة متواض‪++‬عة وي‪++‬أكلون طعام‪++‬ة بس‪++‬يطة‪ ،‬ولم يكن ل‪++‬ديهم عبي‪++‬د وال ح‪++‬تى خ‪++‬دم ولق‪++‬د ش‪++‬كلت القبيل‪++‬ة ن‪++‬واة المجتم‪++‬ع‬
‫األثي‪++‬ني‪ ،‬وب‪++‬رزت‪ +‬فت‪++‬ات طبقي‪++‬ة متع‪++‬ددة أساس‪++‬ها المهن‪++‬ة كالكهن‪++‬ة والتج‪++‬ار‪ +‬والعم‪++‬ال والص‪++‬ناع‪ +‬والرع‪++‬اة‪ .‬وامت‪++‬از المجتم‪++‬ع األثي‪++‬ني‬
‫بالطبقية على أساس الثروة التي كانت تق‪+‬در بمس‪++‬احة األرض المملوك‪+‬ة أو المنقول‪+‬ة بالوراث‪+‬ة دون تقس‪++‬يم‪ ،‬وق‪+‬د‪ +‬انقس‪+‬م المجتم‪+‬ع‬
‫األثي ‪++‬ني إلى الفئ‪++‬ات التالي‪++‬ة‪ :‬المواطن ‪++‬ون األص‪++‬ليون‪ ،‬أي من أب ‪++‬وين أثين ‪++‬يين ولهم الحق ‪++‬وق كامل‪++‬ة‪ ،‬الميتي ‪++‬ك أي األغ‪++‬راب ال‪++‬ذين‬
‫اس‪++‬توطنوا أثين‪++‬ا وليس لهم أي‪++‬ة حق‪++‬وق سیاس‪++‬ية ومدني‪++‬ة‪ ،‬والعبي‪++‬د ومص‪++‬در‪ +‬هم األس‪++‬ر والتوال ‪+‬د‪ +‬وال‪++‬دين‪ ،‬ويعت‪++‬بر الرقي‪++‬ق م‪++‬اال في‬
‫تصرف‪ +‬سيده‪ .‬ولم يكن التشريع اإلغريقي يعترف‪ +‬بحقوق المرأة فهو يعتبرها مخلوق‪+‬ا‪ +‬تق‪++‬ل قيمت‪++‬ه اإلنس‪++‬انية عن قيم‪++‬ة الرج‪++‬ل‪،‬‬
‫يعلن عن ذل‪++‬ك أرس‪++‬طو‪ +‬في قول‪++‬ه‪" :‬إن الطبيع‪++‬ة لم ت‪++‬زود‪ +‬الم‪++‬رأة ب‪++‬أي اس‪++‬تعداد عقلي يعت‪++‬د ب‪++‬ه‪ ،‬ول‪++‬ذلك يجب أن تقتص‪++‬ر تربيته‪++‬ا‬
‫على ش‪++‬ؤون الت‪++‬دبير الم‪++‬نزلي واألموم‪++‬ة والحض‪++‬انة وم‪++‬ا إلى ذل‪++‬ك"‪ ،‬كم‪++‬ا نج‪++‬ده وض‪++‬ع الم‪++‬رأة في مرتب‪++‬ة المحج‪++‬ور عليهم ال‪++‬ذين‬
‫ليس لهم أهلية التصرف في أنفسهم‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫أ‪ -‬العيد ليس له إرادة‪.‬‬


‫ب‪ -‬الطفل له إرادة وهي ناقصة‪.‬‬
‫ج‪ -‬المرأة لها إرادة وهي عاجزة‪.‬‬
‫وظلت المرأة اليونانية سليبة الحق مهضومة الجانب‪ ،‬تتزوج ب‪++‬دون رض‪++‬اها وتح‪++‬رم من الثقاف‪++‬ة والتعليم‪ ،‬فك‪++‬ل ش‪++‬ؤون‬
‫الحي‪++‬اة الخارجي‪++‬ة التهم إال الرج‪++‬ل ح‪++‬تى س‪++‬مي المجتم‪++‬ع اليون‪++‬اني بن‪++‬ادي الرج‪++‬ال ‪ ،‬وانطالق‪++‬ا من نظ‪++‬رة اليون‪++‬انيين الس‪++‬يئة إلى‬
‫الم‪++‬رأة اختلف‪++‬وا فيه‪++‬ا‪ :‬ه‪++‬ل هي بش‪++‬ر؟ وه‪++‬ل له‪++‬ا نفس ناطق‪++‬ة؟ وعلى ف‪++‬رض كونه‪+‬ا‪ +‬إنس‪++‬انة فه‪++‬ل وض‪++‬عها‪ +‬باإلض‪++‬افة للرج‪++‬ل وض‪++‬ع‬
‫الرقيق‪ +‬باإلضافة إلى مواله أو أرفع بقليل؟ وتجسدة لها التفكير كان شأن المرأة في بيت الرجل شان خادم‪++‬ة بس‪++‬يطة وظيفته‪+‬ا‪+‬‬
‫قضاء الحوائج البيتية والجنسية فقط‪ ،‬وللرجل الحق في أن يهديها أو يوص‪++‬ي بمتعته‪+‬ا لمن يش‪+‬اء‪ ،‬ول‪+‬ه منعه‪+‬ا م‪++‬ا يتج‪+‬اوز‪ +‬ثمن‪++‬ه‬

‫‪4‬‬
‫قيم‪++‬ة س‪++‬تين كيل‪++‬و جرام‪++‬ا من الش‪++‬عير‪ +‬وك‪++‬انت نتيج‪++‬ة ذل‪++‬ك أن ك‪++‬ثر ع‪++‬دد البغاي‪++‬ا‪ ،‬وأص‪++‬بح ع‪++‬دد األبن‪++‬اء غ‪++‬ير الش‪++‬رعيين واف‪++‬رة؛ إذ‬
‫تم‪++‬ردت الم‪++‬رأة على المجتم‪++‬ع لس‪++‬وء معاملت‪++‬ه له‪++‬ا‪ ،‬وخ‪++‬رجت عن ح‪++‬دوده وقوانين‪++‬ه فك‪++‬ان منهن من تتخلص من أعب‪++‬اء األموم‪++‬ة‬
‫فتلقي أبناءها على قارعة الطريق‪.‬‬

‫‪ .3‬الديانة في الحضارة اليونانية‬

‫عب‪++‬د اليون‪++‬انيون أله‪++‬ة ع‪++‬دة‪ ،‬فك‪++‬ان لك‪++‬ل ق‪++‬وة في األرض أو في الس‪++‬ماء أو لك‪++‬ل مهن‪++‬ة أو فن إل‪++‬ه خ‪++‬اص‪ ،‬وك‪++‬انت آلهتهم‬
‫تنقسم إلى قسمين‪ ،‬األلهة الصغرى‪ +‬وهي آلهة السماء واألرض‪ .‬واآلله‪++‬ة الك‪++‬برى وهي آله‪++‬ة األولمب‪ ..‬وهم ‪ 12‬إله‪++‬ا‪ .‬وي‪++‬أتي‬
‫زي‪+++‬وس في مقدم‪+++‬ة ارب‪+++‬اب االولمب وه ‪++‬و ‪-‬في المعتق ‪++‬د اليون‪+++‬اني الق‪+++‬ديم رب االرب ‪++‬اب والن ‪++‬اس جميع ‪++‬ا‪ ،‬وك‪+++‬ان يتحكم في ك‪+++‬ل‬
‫الظواهر‪ +‬الجوية وكانت له قدرة خارقة تفوق قوة اآلله‪+‬ة‪ ..‬فه‪+‬و س‪+‬ید مجلس األله‪+‬ة وق‪+‬د اتص‪+‬لت عبادت‪+‬ه باس‪+‬ماء من‪+‬اطق كث‪+‬يرة‬
‫اهمها اولمبيا التي يوجد فيها معب‪+‬ده‪ .‬أم‪+‬ا ه‪+‬يرا‪ ،‬واس‪+‬مها‪ +‬يع‪+‬ني الس‪+‬يدة‪ ،‬فق‪+‬د جع‪+‬ل االغري‪+‬ق منه‪+‬ا زوج‪+‬ة ش‪+‬رعية لزي‪+‬وس واخت‪+‬ا‬
‫له‪ ،‬وال تحكم عالقتهما ق‪++‬وانین‪ . ..‬وك‪+‬انت ه‪++‬يرا جميل‪+‬ة وقوي‪++‬ة الشخص‪+‬ية‪ ،‬متعالي‪++‬ة س‪++‬ريعة االنفع‪+‬ال واالنتق‪++‬ام‪ ،‬وع‪++‬رفت اآلله‪+‬ة‬
‫هيرا بأنها حافظة رباط الزواج المقدس‪ ،‬فكانت ربه للزواج وربة النساء‪.‬‬

‫وتأتي‪ +‬في المرتبة الثالثة أفروديت ربة الحب والجمال والخصب والتناسل‪ ،‬وقد عبدت في كل ارجاء الع‪++‬الم الهيلي‪++‬ني‬
‫«االغريقي»‪ ،‬وق‪+‬د ك‪+‬ان لألله‪+‬ة األرض‪+‬ية طق‪+‬وس حزين‪+‬ة يتقي من خالله‪+‬ا ش‪+‬رها ويس‪+‬كن وك‪+‬ان لآلله‪+‬ة األولمبي‪+‬ة طق‪+‬وس س‪+‬ارة‬
‫كلها ترحيب وثناء عليها‪ .‬ولم تكن هذه أو تلك تحتاج إلى كهنة يقومون بها ‪ .‬فق‪++‬د ك‪+‬ان األب يق‪+‬وم مك‪+‬ان الك‪+‬اهن في األس‪+‬رة‪،‬‬
‫وكان الحاكم األكبر يقوم مقامه في الدولة‪ .‬وكانت كل حكوم‪++‬ة ت‪+‬رعى الطق‪++‬وس الديني‪+‬ة الرس‪+‬مية وت‪++‬رى أن‪+‬ه ال ب‪+‬د منه‪++‬ا للنظ‪+‬ام‬
‫االجتم ‪++‬اعي واالس ‪++‬تقرار السياس ‪++‬ي‪ .‬وك ‪++‬ان االحتف ‪++‬ال يت ‪++‬ألف من م ‪++‬وكب‪ ،‬وأناش ‪++‬يد‪ ،‬وقرب ‪++‬ان؛ وأدعي ‪++‬ة‪ ،‬يض ‪++‬اف إليه ‪++‬ا في بعض‬
‫األحي‪++‬ان وجب‪++‬ة مقدس‪++‬ة؛ وق‪++‬د يش‪++‬مل الم‪++‬وكب س‪++‬حرة وجم‪++‬اهير‪ +‬من الممثلين يعمل‪++‬ون مجتمعين‪ ،‬ومس‪++‬رحية تمثيلي‪++‬ة‪ .‬وك‪++‬ان أهم‬
‫أج‪++‬زاء الطق‪++‬وس في معظم األحي‪++‬ان تح‪++‬ددها الع‪++‬ادات المألوف‪++‬ة‪ ،‬وك‪++‬انت ك‪++‬ل حرك‪++‬ة فيه‪++‬ا‪ ،‬وك‪++‬ل كلم‪++‬ة في ال‪++‬ترانيم أو الص‪++‬لوات‪،‬‬
‫مدونة في كتاب محفوظ عند األسرة أو الدولة مقدس ل‪++‬ديها‪ ،‬ال يك‪++‬اد يتغ‪+‬ير في‪+‬ه لف‪+‬ظ‪ ،‬أو ج‪++‬زء من لف‪+‬ظ‪ ،‬أو نغم‪+‬ة من النغم‪+‬ات‬
‫خش‪++‬ية أال يحب اإلل‪++‬ه ه‪++‬ذه البدع‪++‬ة أو أال يفهمه‪++‬ا كم‪++‬ا س‪++‬ادت المجتم‪++‬ع اليون‪++‬اني‪ +‬الكث‪++‬ير من الخراف‪++‬ات ال‪++‬تي أوش‪++‬كت أن تص‪++‬بح‬
‫علما من علوم الطبيعة ونذكر‪ +‬كمثال على ذلك سكن الجن للمريض وإ نتقال العدوى في حالة مالمسته‪.‬‬

‫‪ /II‬معالم الفكر االجتماعي في الحضارة اليونانية‬

‫‪. 1‬نشأة الفلسفة و الفكر اليوناني عند الطبيعيين واالوائل قبل مجيء سقراط والحركة السفسطائية‬

‫ان ميالد الفلس ‪++‬فة و بع ‪++‬دها الفك ‪++‬ر االجتم ‪++‬اعي عن ‪++‬د اليون ‪++‬ان تم في ش ‪++‬روط خاص ‪++‬ة وعلى أرض ‪++‬ية اجتماعي ‪++‬ة و ثقافي ‪++‬ة‬
‫م‪++‬يزت بش‪++‬كل خ‪++‬اص المجتم‪++‬ع اليون‪++‬اني‪ +‬و لع‪++‬ل اب‪++‬رز تل‪++‬ك الش‪++‬روط‪ +‬ال‪++‬تي ش‪++‬هدها الع‪++‬الم الفك‪++‬ري عن‪++‬د اليون‪++‬ان ه‪++‬و التقاب‪++‬ل بین‬
‫الميتوس واللوغوس اللذين يكشفان كيانيين متعارضين‪ +‬ولعل األهم هو انتقال الفكر اليوناني‪ +‬من اللحظ‪++‬ة الش‪++‬فهية إلى اللحظ‪+‬ة‬

‫‪5‬‬
‫الكتابي‪++‬ة‪ ,‬أي من النص الش‪++‬فوي إلن‪++‬ا لنص المكت‪++‬وب‪ .‬و في ه‪++‬ذا اإلط‪++‬ار‪ +‬ظه‪++‬رت الفلس‪++‬فة باس‪++‬تعمالها لعب‪++‬ارات ومف‪++‬اهيم مج‪++‬ردة‬
‫مختلفة كل االختالف عن م‪+‬ا ه‪++‬و وارد في األس‪++‬طورة فت‪+‬بين أن بيناألس‪++‬طورة و الفلس‪+‬فة‪ ,‬أو بين الميت‪+‬وس واللوغ‪++‬وس اختالف‪++‬ا‬
‫و تق‪++‬ابال على مس‪++‬تو بالش‪++‬كل و المض‪++‬مون‪ .‬فعلى المس‪++‬توى األول ظه‪++‬رت األس‪++‬طورة كخط‪++‬اب يق‪++‬وم على الس‪++‬رد والحكي‪ +‬أم‪++‬ا‬
‫على المستوى الثاني فهي تحكي وقائع‪ +‬تتعلق باآلله‪+‬ة و ص‪+‬راعاتهم‪ .‬أم‪+‬ا بالنس‪+‬بة للفلس‪+‬فة فهي على مس‪+‬توى الش‪+‬كل تق‪+‬وم على‬
‫البره‪++ + +‬ان و الحج‪++ + +‬ة وعلی مس‪++ + +‬توى المض‪++ + +‬مون فهي تتعام‪++ + +‬ل م‪++ + +‬ع المف‪++ + +‬اهيم (تص‪++ + +‬ورات من إنت‪++ + +‬اج العق‪++ + +‬ل يفهم من خالله‪++ + +‬ا‬
‫موض ‪++‬وعات معين ‪++‬ة ) وك‪++‬ان ذل‪++‬ك على ي‪++‬د ط‪++‬اليس م‪++‬ا بين الق‪++‬رن الس‪++‬ادس والراب‪++‬ع ق‪.‬م ع ‪++‬اش ه ‪++‬ؤالء المفك ‪++‬رين ( ط‪++‬اليس و‬
‫أخ‪++‬رون ) قبي‪++‬ل ميالد س‪++‬قراط ‪ 469‬ق‪.‬م ک‪++‬ان اهتم‪++‬امهم األول بطبيع‪++‬ة الك‪++‬ون و مص‪++‬دره ‪ ,‬اص‪++‬ل الحقيق‪++‬ة والواق‪++‬ع ‪ ,‬والت‪++‬وق‪+‬‬
‫لمعرفة أصل الجوهر الكامن وراء المظاهر‪ +‬حيث انه فقط بإدراك االصل الكامن يمكن معرفة الحقيقة حقيقة المظهر‪.‬‬

‫الفالسفة و المفكرين السابقين لسقراط يلتمسون للظواهر الطبيعية تفسير اتمستمدة من الطبيعة تتسبب في اح‪++‬داث م‪++‬ا‬
‫يقع من احداث و لعل اهميتهم تكمن فيانهم ابتدعوا طرق التفكير و بحثوا في كل المس‪++‬ائل و ط‪++‬ريقتهم في البحث ومنهجيتهم‬
‫ل‪++‬و ص‪++‬ح الق‪++‬ول هي األس‪++‬اس و ال‪++‬تراث و المنه‪++‬ل ال‪++‬ذي اعتم‪++‬د علي‪++‬ه من ج‪++‬اء بع‪++‬دهم و لع‪++‬ل الفك‪++‬ر االجتم‪++‬اعي لم ي‪++‬دخل ض‪++‬من‬
‫حسابات تلك الفترة و لكن من المؤكد ان المنهجية ال‪++‬تي اتبعت في التفك‪++‬ر في أص‪++‬ل األش‪++‬ياء هي نفس‪+‬ها المنهجي‪++‬ة ال‪++‬تي اتبعت‬
‫في الفكر االجتماعي و منبعها و اصلها واحد ‪.‬‬

‫السفسطائيون ‪Sophia :‬‬

‫األص‪++‬ل اللغ‪++‬وي لكلم‪++‬ة ه‪++‬و الحكم‪++‬ة والمعرف‪++‬ة لق‪++‬د ارتب ‪+‬ط‪ +‬مفه‪++‬وم السفس‪++‬طة بالحرك‪++‬ة السفس‪++‬طائية وهي حرك‪++‬ة فكري‪++‬ة‬
‫واجتماعي‪++‬ة نش‪++‬أت وترع‪++‬رعت في اليون‪++‬ان القديم‪++‬ة خالل الق‪++‬رن الخ‪++‬امس قب‪++‬ل الميالد‪ ,‬لم يكن ه‪++‬دف السفس‪++‬طائيين الكش‪++‬ف عن‬
‫حقيق‪++‬ة موض‪++‬وعية‪ ،‬أو اقام‪++‬ة مع‪++‬ايير موض‪++‬وعية تق‪++‬وم علی أس‪++‬اس حقيق‪++‬ة ض‪++‬رورية‪ .‬لق‪++‬د توص‪++‬لوا من خالل عملهم كأس‪++‬اتذة‬
‫ج‪++‬والين ينتقل‪++‬ون من مدين‪++‬ة إلى أخ‪++‬رى‪ ،‬يعلم‪++‬ون ويجمع‪++‬ون المالحظ‪++‬ات والوق‪++‬ائع الجزئي‪++‬ة ح‪++‬ول اختالف اآلراء والمعتق‪++‬دات‪،‬‬
‫الى نتيجة مفادها " أنه من المس‪+‬تحيل أن تك‪+‬ون ل‪+‬ديك معرف‪+‬ة يقيني‪+‬ة " ‪ ،‬أي ال توج‪+‬د حقيق‪+‬ة ثابت‪+‬ة ‪ ،‬وك‪+‬ل حقيق‪+‬ة هي نس‪+‬بية‪ ،‬م‪+‬ا‬
‫دام االنسان مقي‪++‬اس األش‪++‬ياء جميع‪+‬ا‪ ،‬فه‪++‬و مقیاس وج‪++‬ود م‪+‬ا يوج‪++‬د منه‪++‬ا ‪ ،‬ومقي‪+‬اس الوج‪++‬ود م‪+‬ا ال يوج‪+‬د " ‪ .‬وه‪++‬ذه أش‪+‬هر عب‪++‬ارة‬
‫نس ‪++ +‬بت الى مؤس ‪++ +‬س الحرك ‪++ +‬ة السفس ‪++ +‬طائية بروت ‪++ +‬اغوراس (و ‪ 481‬ق‪.‬م)‪ .‬و لع ‪++ +‬ل اهم م ‪++ +‬ا ج ‪++ +‬اءت ب ‪++ +‬ه السفس ‪++ +‬طة في الفك ‪++ +‬ر‬
‫االجتم‪++‬اعي ان افك‪++‬ارهم ح‪++‬ولت االنتب‪++‬اه من الطبيع‪++‬ة ال‪++‬تي اس‪++‬تحوذت على فك‪++‬ر و جه‪++‬د من قبل‪++‬ه م‪++‬الي االنس‪++‬ان و المجتم‪++‬ع و‬
‫األعراف فاصبح في قلب اهتمامهم العبوا دورا‪ +‬أساس‪+‬يا في نش‪+‬ر التعليم بمختل‪+‬ف‪ +‬أش‪+‬كاله من نح‪+‬و و ش‪+‬عر و تعلیم و فلس‪+‬فة و‬
‫ك‪++‬ذلك في تعليم الن‪++‬اس فن الحي‪++‬اة من اآلراء الجدي‪++‬دة ال‪++‬تي طرحوه‪+‬ا‪ +‬فك‪++‬رة المس‪++‬اواة بين البش‪++‬ر و ال‪++‬دعوة الى الق‪++‬انون الط‪++‬بيعي‪+‬‬
‫بمقابل القانون االثيني الذي يقسم العامة لنبالء و عبید لق‪+‬د وص‪+‬ف‪ +‬بروت‪++‬اغوراس‪ +‬ق‪++‬انون مدين‪+‬ة أثين‪++‬ا بأن‪+‬ه" طاغي‪+‬ة البش‪+‬ر‪ ،‬ألن‪+‬ه‬
‫ي‪++‬رغمهم على فع‪++‬ل أم‪++‬ور كث‪++‬يرة تض‪++‬اد الطبيع‪++‬ة ويع‪++‬ني ب " تض‪++‬اد الطبيع‪++‬ة" التع‪++‬ارض م‪++‬ع الق‪++‬وانين الطبيعي‪++‬ة‪ ،‬الق‪++‬وانين غ‪++‬ير‬
‫المدون‪++‬ة والمتع‪++‬ارف عليه‪++‬ا ولق‪++‬د دف‪++‬ع ه‪++‬ذا الموق‪++‬ف تج‪++‬اه ق‪++‬انون المدين‪++‬ة إلى التج‪++‬رؤ واالعالن " ب‪++‬أن النبال‪++‬ة زي‪++‬ف‪ ،‬وأن جمي‪++‬ع‬

‫‪6‬‬
‫البش‪++‬ر متس‪++‬اوون وأن الق‪++‬انون عق‪++‬د يص‪++‬بح الح‪++‬ق بواس‪++‬طته مض‪++‬مونا‪ +‬بالتب‪++‬ادل وط‪++‬الب تلمي‪++‬ذ لجورجي‪++‬اس بتحري ‪+‬ر‪ +‬العبي‪++‬د باس‪++‬م‬
‫القانون الطبيعي‪" .‬‬

‫هذا االتجاه عند السفسطائيين يدفع إلى إنكار الطابع الموضوعي‪ +‬المطل‪++‬ق للحقيق‪+‬ة‪ ،‬ويه‪+‬دف‪ +‬ليس الى االقن‪+‬اع‪ ،‬ب‪++‬ل الى‬
‫المناقش‪++‬ة والج‪++‬دل ودافع‪++‬وا‪ +‬عن نس‪++‬بية الحقيق‪++‬ة وارتباطه‪++‬ا ب‪++‬الظروف‪ +‬المتغ‪++‬يرة‪ ،‬ف‪++‬انتهوا‪ +‬إلى التأكي‪++‬د على أهمي‪++‬ة اللج‪++‬وء للحي‪++‬ل‬
‫الخطابي‪++‬ة واألالعيب القولي‪++‬ة لتحقي‪++‬ق المص‪++‬الح الشخص‪++‬ية‪ ،‬وعلى رأس‪++‬ها التأيي‪++‬د الجم‪++‬اهيري في المع‪+‬ارك السياس‪+‬ية ال‪++‬تي ك‪+‬انت‬
‫أثينا مسرحا‪ +‬لها خالل هذه الفترة‪ .‬ولم يكتف السفسطائيون بممارسة السفس‪+‬طة وح‪+‬دهم‪ ،‬ب‪+‬ل تمكن‪+‬وا من إقن‪+‬اع ص‪+‬فوة المجتم‪+‬ع‬
‫آن‪++‬ذاك بض‪++‬رورة تلقي دروس في ه‪++‬ذا المج‪++‬ال إن ك‪++‬انوا يرغب‪++‬ون في تحقي‪++‬ق مص‪++‬الح اجتماعي‪++‬ة وسياس‪++‬ية واقتص‪++‬ادية‪ ،‬فتمكن‪++‬وا‪+‬‬
‫بفض‪++‬ل ذل‪++‬ك من جم‪++‬ع ث‪++‬روات عظيم‪++‬ة‪ .‬غ‪++‬ير أن ه‪++‬ذه الحرك‪++‬ة س‪++‬تتعرض لنق‪++‬د الذع من ط‪++‬رف المدرس‪++‬ة العقالني‪++‬ة في الفلس‪++‬فة‬
‫اليوناني‪++‬ة ممثل‪++‬ة بش‪++‬كل أساس‪++‬ي في س‪++‬قراط و افالط‪++‬ون وأرس‪++‬طو‪ ،‬فق‪++‬د ح‪++‬اول ه‪++‬ؤالء الكش‪++‬ف عن مظ‪++‬اهر التموي‪++‬ه والخ‪++‬داع في‬
‫أس‪++‬اليب الحج‪++‬اج والنظ‪++‬ر والمن‪++‬اظرة عن‪++‬د السفس‪++‬طائيين‪ ،‬مم‪++‬ا أدى إلى انحس‪++‬ار نف‪++‬وذ ه‪++‬ذه الحرك‪++‬ة ت‪++‬دريجيا‪ +‬لتفس‪++‬ح المج‪++‬ال أم‪++‬ام‬
‫التص ‪++‬ور‪ +‬العقالني الم ‪++‬ؤمن بالقيم ‪++‬ة المطلق ‪++‬ة للحقيق ‪++‬ة‪ ،‬وال ‪++‬ذي س ‪++‬يغدو عالم ‪++‬ة مم ‪++‬يزة للفك ‪++‬ر اليون ‪++‬اني ولمختل ‪++‬ف الم ‪++‬دارس ال ‪++‬تي‬
‫تأثرت به الحقا‪ ،‬وهذا التصور‪ +‬تمثله الفلسفة باعتبارها نظرا عقليا غايته السير في طري‪+‬ق‪ +‬الحقيق‪+‬ة‪ ،‬و ق‪+‬د مه‪+‬دت السفس‪+‬طائية‬
‫لبروز‪ +‬اإلنسان كموضوع للبحث وطرح عالمات استفهام حول‪++‬ه اوال و ثاني‪++‬ا ح‪++‬ول مجتمع‪+‬ه و م‪+‬ا يحي‪+‬ط ب‪+‬ه اس‪++‬ئلة لم يطرحه‪++‬ا‬
‫أحد من قبل‪.‬‬

‫‪.2‬سقراط ( ‪ 469‬ق م ‪ 399 -‬ق م)‬

‫سقراط فیلسوف‪ +‬ومعلم‪ +‬يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الش‪++‬جاعة‪ ،‬أح‪+‬د أش‪++‬هر الشخص‪+‬يات‪ +‬ال‪+‬تي ن‪++‬الت‬
‫اإلعج‪++‬اب في الت‪++‬اريخ‪ .‬ص‪++‬رف س‪++‬قراط حيات‪++‬ه تمام‪++‬ا للبحث عن الحقيق‪++‬ة والخ‪++‬ير‪ .‬لم يع‪++‬رف لس‪++‬قراط أي‪++‬ة مؤلف‪++‬ات‪ ،‬وق‪+‬د‪ +‬ش‪++‬رفت‬
‫معظم المعلوم ‪++‬ات عن حيات ‪++‬ه وتعاليم ‪++‬ه من تلميذي ‪++‬ه الم ‪++‬ؤرخ زينف ‪++‬ون والفيلس ‪++‬وف‪ +‬أفالط ‪++‬ون وليس من س ‪++‬قراط نفس ‪++‬ه مم ش ‪++‬كل‬
‫المشكل السقراطية‪ ،‬باإلضافة إلى ما كتبه عن‪+‬ه أرس‪+‬طو‪ +‬ف‪+‬انيس وأرس‪+‬طو‪ .‬ول‪+‬د س‪+‬قراط وع‪+‬اش في أثين‪+‬ا‪ .‬وك‪+‬ان ملبس‪+‬ه بس‪+‬يطا‪.‬‬
‫وتعلم في بداي‪+‬ة حيات‪+‬ه الموس‪+‬يقى واألدب والرياض‪+‬ة وش‪+‬رف عن‪+‬ه تواض‪+‬عه في المأك‪+‬ل والمش‪+‬رب‪ .‬وول‪+‬د ألب نح‪+‬ات وأم قابل‪+‬ة‬
‫وفي‪ +‬ربيع حياته اشتغل نفسه بالنحت ونحت ‪ 3‬تماثيل وض‪+‬عت ب‪+‬القرب من األكراب‪++‬ولس وت‪+‬زوج من زائب ال‪+‬تي ش‪++‬رف عنه‪++‬ا‬
‫حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها‪ .‬وق‪+‬د‪ +‬ك‪+‬ان قص‪+‬ير‪ +‬القام‪+‬ة وبش‪+‬ع وخ‪+‬دم في الجندي‪++‬ة وع‪++‬دة مع‪++‬ارك‬
‫وقد‪ +‬أنجبت له طفلين على األقل‪ .‬وكان يهرب منها صباحا إلى مكان بعيد وقد قال تفلسف مرة قائال تزوج يا ب‪++‬ني فن وفقت‬
‫أسعدت واال اصبحت فیلسوفا‪. +‬‬

‫فلس‪++‬فة س‪++‬قراط ك‪++‬ان س‪++‬قراط يعلم الن‪++‬اس في الش‪++‬وارع واألس‪++‬واق والمالعب‪ .‬وك‪++‬ان أس‪++‬لوب تدريس‪++‬ه يعتم‪++‬د على توجي‪++‬ه‬
‫أسئلة إلى مستمعية‪ ،‬ثم يبين لهم مدى ع‪+‬دم كفاي‪+‬ة أج‪+‬وبتهم‪ +.‬ق‪+‬دم س‪+‬قراط للمحاكم‪+‬ة ووجهت إلي‪+‬ه تهم‪+‬ة إفس‪+‬اد الش‪+‬باب واإلس‪+‬اءة‬
‫إلى التقالي‪++‬د الديني‪++‬ة‪ .‬وك‪++‬ان س‪++‬قراط ي‪++‬ؤمن ب‪++‬أن األس‪++‬لوب الس‪++‬ليم الكتش‪++‬اف الخص‪++‬ائص العام‪++‬ة ه‪++‬و الطريق‪++‬ة االس‪++‬تقرائية المس‪++‬ماة‬
‫‪7‬‬
‫بالجدلي‪++‬ة؛ أي مناقش‪++‬ة الحق‪++‬ائق الخاص‪++‬ة للوص‪++‬ول‪ +‬إلى فك‪++‬رة عام‪++‬ة‪ .‬وق‪++‬د أخ‪++‬ذت ه‪++‬ذه العملي‪++‬ة ش‪++‬كل الح‪++‬وار الج‪++‬دلي ال‪++‬ذي ع‪++‬رف‬
‫فيما بعد باسم الطريقة الس‪+‬قراطية‪ .‬ومنهج‪+‬ه التهكم والتولي‪+‬د‪ +‬حيث ك‪+‬ان يط‪+‬رح أس‪++‬ئلة على خص‪+‬ومه متسلس‪++‬ال إلى أن يح‪++‬رجهم‬
‫وتمت‪++‬از‪ +‬ع‪++‬ادة اس‪++‬ئلته بالس‪++‬خرية ‪ ،‬وق‪++‬د خ‪++‬اض س‪++‬قراط ج‪++‬دال قوي‪++‬ا م‪++‬ع السفس‪++‬طائيين ال‪++‬ذين ك‪++‬انوا يتقاض‪++‬ون األج‪++‬ر لتعليمهم‪ .‬ولم‬
‫يهتم بالطبيع‪++‬ة ولكن‪++‬ه اهتم بالعق‪++‬ل واإلنس‪++‬ان وق ‪+‬د‪ +‬خ‪++‬دم كث‪++‬يرا فلس‪++‬فة األخالق من آراءه أن الفض‪++‬يلة هي المعرف‪++‬ة والجه‪++‬ل ه‪++‬و‬
‫س ‪++‬بب الرذيل ‪++‬ة وأن المعرف ‪++‬ة الحقيقي ‪++‬ة ت ‪++‬أتي من ال ‪++‬داخل ‪ .‬وق ‪++‬د ق ‪++‬دم اس ‪++‬هامات جي ‪++‬دة للمنط ‪++‬ق ومبحث المعرف ‪++‬ة ‪ ،‬وق ‪++‬د إعت ‪++‬برت‬
‫طريقت ‪++‬ه في وض ‪++‬ع األس ‪++‬ئلة بداي ‪++‬ة الطريق ‪++‬ة الع ‪++‬رض العلمي ‪ .‬حيث ين ‪++‬اقش اي موض ‪++‬وع بوض ‪++‬ع جمي ‪++‬ع الف ‪++‬روض األس ‪++‬ئلة ثم‬
‫يعرفه‪++‬ا وينقض م‪++‬ا في‪++‬ه تن‪++‬اقض ول‪++‬ه مقول‪++‬ة في ذل‪++‬ك أن أح‪++‬دا لن يص‪++‬دقني‪ +‬ولكن الس‪++‬عادة العظمى أن أس‪++‬أل نفس‪++‬ي واألخ‪++‬رين‬
‫اعتق‪++‬د "س‪++‬قراط"‪ +‬ب‪++‬أن أفض‪++‬ل طريق‪++‬ة يحي‪++‬ا به‪++‬ا البش‪++‬ر هي أن يرك‪++‬زوا على تط‪++‬وير‪ +‬ال‪++‬ذات ب‪++‬دال من الس‪++‬عي وراء ال‪++‬ثروة المادي‪++‬ة‪.‬‬
‫وق‪++‬د ك‪++‬ان دائم‪++‬ا م‪++‬ا ي‪++‬دعو األخ‪++‬رين لمحاول‪++‬ة الترك‪++‬يز على الص‪++‬داقات وعلى اإلحس‪++‬اس ب‪++‬المجتمع الحقيقي‪ ،‬ألن "س‪++‬قراط" ش‪++‬عر‬
‫ب‪++‬أن ه‪++‬ذه هي الطريق‪++‬ة الفض‪++‬لى لكي ينم‪++‬و البش‪++‬ر كمجموع‪++‬ة‪ .‬وق‪++‬د وص‪++‬ل تطبيق‪++‬ه له‪++‬ذه المب‪++‬ادئ إلى درج‪++‬ة أن‪++‬ه قب‪++‬ل في نهاي‪++‬ة‬
‫حياته الحكم باإلعدام في الوقت الذي ظن فيه الجميع أنه سيغادر أثينا هربا منه‪ ،‬وذلك ألن‪+‬ه ش‪+‬عر بع‪+‬دم الق‪+‬درة على اله‪+‬روب‬
‫أو معارضة إرادة مجتمعة؛ وكما ذكرنا من قبل كانت بسالته المعروفة في أرض المعركة ال جدال فيها‪ .‬إن فكرة أن البش‪+‬ر‬
‫يملكون فضائل‪ +‬معينة كانت تشكل ميزة مشتركة في كل تعاليم "س‪+‬قراط"‪ .‬وتمث‪+‬ل ه‪+‬ذه الفض‪+‬ائل الس‪+‬مات ال‪+‬تي يجب أن يحظى‬
‫به‪++‬ا ك‪++‬ل إنس‪++‬ان‪ ،‬وعلى رأس‪++‬ها الفض‪++‬ائل الفلس‪++‬فية أو العقلي‪++‬ة‪ .‬وق‪++‬د أك‪++‬د "س‪++‬قراط"‪ +‬على أن "الفض‪++‬يلة هي أقيم م‪++‬ا يملك‪++‬ه اإلنس‪++‬ان‬
‫والحي‪++‬اة المثالي‪++‬ة هي تل‪++‬ك الحي‪++‬اة ال‪++‬تي تنقض‪++‬ي في البحث عن الخ‪++‬ير‪ .‬وتكمن الحقيق‪++‬ة وراء ظالل الوج‪++‬ود‪ ،‬ومهم‪++‬ة الفيلس‪++‬وف‬
‫هي أن يوضح لألخرين مدى ضالة ما يعرفون بالفعل ولقد عرف عنه أنه صاحب المثل والحكم منها‪:‬‬

‫المرأة العظيمة هي ال‪+‬تي تعلمن‪+‬ا كي‪+‬ف تحب عن‪+‬دما نري‪+‬د أن نك‪+‬ره‪ ،‬وكي‪+‬ف نض‪+‬حك عن‪+‬دما نري‪+‬د أن نبكي وكي‪+‬ف‪ +‬نبتس‪+‬م‬ ‫‪‬‬
‫عندما نتألم‬
‫ال فضيلة بال معرفة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫كل ما أعرفه أني ال أعرف شيئا‬ ‫‪‬‬
‫إذا قلت للمرأة‪ :‬أنت جميلة فافعل ذلك همسة‪ ،‬ألن الشيطان إذا سمعك ردد في أذنها صدی قولك مرات‬ ‫‪‬‬
‫خير األمور‪ +‬أوسطها‪+‬‬ ‫‪‬‬
‫العقول مواهب والعلوم مکاسب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العلم هو الخير والجهل هو الشر كن مع والديك كما تحب أن يكون بنوك معك‬ ‫‪‬‬
‫ال تركن إلى الزمن فإنه سريع الخيانة‬ ‫‪‬‬
‫أقرب شيء األجل و أبعد شيء األمل‬ ‫‪‬‬
‫حسن الخلق يغطي عيوب المرء وسوء الخلق يقبح محاسن المرء‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫‪.3‬أفالطون (‪ 427‬ق‪.‬م ‪ 347 -‬ق‪.‬م )‬

‫فیلس‪++‬وف‪ +‬يون‪++‬اني ق‪++‬ديم واح‪++‬د من أعظم الفالس‪++‬فة الغرب‪++‬يين ح‪++‬تى أن الفلس‪++‬فة الغربي‪++‬ة اعت‪++‬برت إنه‪++‬ا م‪++‬اهي اال حواش‪++‬ي‬
‫ألفالطون‪.‬عرف‪ +‬من خالل مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر‪ +‬والغن‪ .. .‬ولد أفالطون في أثينا لعائل‪++‬ة ارس‪++‬تقراطية‬
‫اس‪++‬مه الحقيقي ه‪+‬و "أرس‪++‬طو‪ +‬کلیس" س‪++‬مي أفالط‪+‬ون لع‪+‬رض كتفي‪+‬ه‪ ,‬حيث كلم‪++‬ة أفالط‪++‬ون تع‪++‬ني "ع‪+‬ريض الكتفين ك‪++‬ان أفالط‪+‬ون‪+‬‬
‫جن‪++‬ديا ومص‪++‬ارعة ب‪++‬ارزة ون‪++‬ال ج‪++‬ائزة األلع‪++‬اب م‪++‬رتين‪ .‬أص‪++‬بح تلمي‪++‬ذا لس‪++‬قراط و تعل‪++‬ق ب‪++‬ه كث‪++‬يرا وك‪++‬ان ألع‪++‬دام اس‪++‬تاذه س‪++‬قراط‬
‫بالسم وقع كبير على افالطون‪ ،‬حيث ظه‪+‬ر ذل‪+‬ك جلي‪+‬ا في كتابات‪+‬ه األولى‪ .‬بع‪+‬د اع‪+‬دام س‪+‬قراط غ‪+‬ادر أفالط‪+‬ون أثين‪+‬ا‪ .‬حيث ك‪+‬ان‬
‫س‪++‬اخطأ‪ +‬على الحكوم‪++‬ة الديموقرطي‪++‬ة هن‪++‬اك‪ .‬وه‪++‬و في الثامن‪++‬ة والعش‪++‬رين من عم‪++‬ره‪ ,‬وج‪++‬ال ع‪++‬دة بل‪++‬دان وت‪++‬أثر بفلس‪++‬فاتهم ثم ع‪++‬اد‬
‫الى أثينا وهو في األربعينات من عمره‪ .‬كانت كتاباته على شكل رسائل وإ بیغرامات (ابيغرام‪:‬قصيدة قصيرة محكمة منتهي‪++‬ة‬
‫بفكرة بارع‪+‬ة او س‪+‬اخرة) لحك‪+‬ام الفالس‪+‬فة في الدول‪+‬ة المثالي‪+‬ة ‪ .‬إختلفت كتاب‪+‬ات أفالط‪+‬ون م‪+‬ع تقدم‪+‬ه في العم‪+‬ر حيث يظه‪+‬ر في‬
‫كتاباته المبكره تأثره بسقراط أما في كتاباته المتأخره أخذ يأخذ منحى آخر يختلف عن أستاذه‬

‫نظرية المثل‪ :‬يعتق‪++‬د أفالط‪++‬ون انن‪++‬ا نس‪++‬مي ع‪++‬دة اش‪++‬ياء بمس‪++‬می واح‪++‬د ألنه‪++‬ا تتض‪++‬من ش‪++‬يئا مش‪++‬تركا‪ .‬وه‪++‬ذا الش‪++‬ئ المش‪++‬ترك يمث‪++‬ل‬
‫كمال هذه الصفة‪ ,‬وأطلق‪ +‬على هذا الشئ اسم "المثال"‪.‬كم‪++‬ا اعتق‪+‬د ان‪+‬ه اليمكن معرف‪++‬ة الممث‪+‬ل ب‪++‬الحواس ب‪++‬ل يمكن معرفته‪+‬ا‪ +‬فق‪++‬ط‬
‫بال‪++‬ذهن فه‪++‬ذه المث‪++‬ل غ‪++‬ير موج‪++‬ودة في الواق‪++‬ع وألش‪++‬ياء الموج‪++‬ودة التعكس س‪++‬وى ق‪++‬در ض‪++‬ئيل من المواص‪++‬فات الحقيقي‪++‬ة للمث‪++‬ال‬
‫تماما مثلما نرى فوهة الكهف التي ال تمثل اال جزءا ضئيال من الكه‪+‬ف نفس‪+‬ة‪ .‬ونظ‪+‬را‪ +‬لثب‪+‬ات وكم‪+‬ال ه‪+‬ذه المث‪+‬ل ف‪+‬إن المعرف‪+‬ة‬
‫الحقيقية هي معرفة المثل‪.‬‬

‫أفك‪BB‬اره عن الم‪BB‬رأة‪ :‬تب‪+++‬دو أفك‪+++‬ار أفالط‪+++‬ون عن الم‪+++‬رأة‪ ،‬في البداي‪+++‬ة‪ ،‬لغ‪+++‬زا ال يقب ‪++‬ل الح ‪++‬ل‪ ،‬وق ‪++‬د يتس ‪++‬اءل الم‪+++‬رء‪ :‬كي‪+++‬ف يمكن‬
‫الفيلس‪++‬وف متس‪++‬ق التفك‪++‬ير بص‪++‬فة عام‪++‬ة‪ ،‬أن يؤك‪++‬د من ناحي‪++‬ة أن جنس األن‪++‬ثى خل‪++‬ق من أنفس الرج‪++‬ال الش‪++‬ريرة‪ ،‬من أنفس غ‪++‬ير‬
‫العقالء‪ ،‬ثم يقترح من ناحية أخرى تربية متساوية‪ ،‬ودورة اجتماعية واحدة للجنسين؟‬

‫‪.4‬أرسطو (‪ 322-384‬ق‪.‬م)‬

‫رفض أرس ‪++‬طو‪ +‬ش ‪++‬یوعية أفالط ‪++‬ون وق ‪++‬ال ب ‪++‬أن إلغ ‪++‬اء الملكي ‪++‬ة الخاص ‪++‬ة يقض ‪++‬ي على الح ‪++‬افز ل ‪++‬دى المتف ‪++‬وقين من الن ‪++‬اس‬
‫فالن‪++‬اس ع‪++‬ادة ال يهتم‪++‬ون إال بم‪++‬ا يملك‪++‬ون ‪ ،‬ك‪++‬ذلك ف‪++‬إن أرس‪++‬طو (الم‪++‬تزوج واألب) رفض فك‪++‬رة أفالط‪++‬ون القائل‪++‬ة بإلغ‪++‬اء نظ‪++‬ام‬
‫األسرة‪.‬‬

‫كذلك فقد طالب ارسطو‪ +‬بتحقيق العدل االجتماعي بهدف تالفي المنازعات الداخلية‪ .‬وبالنسبة للطبقات قال بأن طبقة‬
‫المواط‪++‬نين هي ال‪++‬تي تمت‪++‬از بالتش‪++‬ريف‪ +‬السياس‪++‬ي وهي الق‪++‬ادرة على الحكم ‪.‬أم‪++‬ا الطبق‪++‬ات العامل‪++‬ة والحرفي‪++‬ة فهي غ‪++‬ير مؤهل‪++‬ة‬
‫لالش‪++‬تراك في الحكم حيث إن الطبيع‪++‬ة ق‪++‬د أهلته‪++‬ا فق‪++‬ط لتلقي األوام‪++‬ر‪ .‬اش‪++‬تهر أرس‪++‬طو‪ +‬بكتاب‪++‬ه "السياس‪++‬ات"‪ +‬ال‪++‬ذي احت‪++‬وى على‬
‫جانبين هامين ‪ ،‬يتعلق األول بالدولة المثالية ‪ ،‬والثاني بالدولة القائمة فعال وأسباب انهيارها وكيف تحقق استقرارها‪. +‬‬

‫‪9‬‬
‫الدول‪++‬ة المثالي‪++‬ة ‪ ،‬هي الدول‪++‬ة ال‪++‬تي يظله‪++‬ا الق‪++‬انون ‪ ،‬فالق‪++‬انون في أي‪++‬ة دول‪++‬ة ص‪++‬الحة يجب أن يك‪++‬ون ه‪++‬و الس‪++‬يد األعلى ‪،‬‬
‫وليس أي شخص كائنا من كان ‪.‬‬

‫إن العالقة بين الحاكم ورعيته تختلف عن أي نوع آخر من أنواع الخضوع‪ ، +‬ألنها ال تتعارض مع احتف‪++‬اظ ك‪++‬ل من‬
‫الطرفين بحريته ‪ ،‬وعلى ذلك فهي تقتضي قدرة من المساواة بينهما ‪ ،‬على الرغم مما يمكن أن يكون بينهما من فوارق‪. +‬‬

‫إن القانون ه‪+‬و العق‪+‬ل مج‪+‬ردة عن اله‪+‬وى ‪ ،‬والحكوم‪+‬ة ال‪+‬تي تستش‪+‬ير‪ +‬الفض‪+‬الء من رعاياه‪+‬ا ال تتع‪+‬ارض م‪+‬ع الق‪+‬انون ‪،‬‬
‫وللحكم الدستوري‪ +‬من وجهة نظره عنصران أساسيان ‪:‬‬

‫أ‪ /‬يهدف للصالح العام (أي لصالح الرعية)‬

‫ب‪ /‬تدار الحكومة فيه بمقتضى قوانين تنظيمية عامة وليس تبعا ألهواء الحاكم الشخصية ‪.‬‬

‫رفض أرس‪++‬طو ش‪++‬یوعية األس‪++‬رة ‪ ،‬إذ ال تع‪++‬ارض بين وجوده‪++‬ا ووج‪++‬ود‪ +‬الدول‪++‬ة ‪ ،‬وأب‪++‬اح الملكي‪++‬ة الفردي‪++‬ة ‪ .‬ورأى في‬
‫التعليم قوة مساعدة على تكوين الرعايا الفاضلين ‪.‬‬

‫إن الغاي‪++‬ات ال‪++‬تي توج‪++‬د من أجله‪++‬ا الدول‪++‬ة ‪ ،‬هي ‪ :‬تحقي‪++‬ق المث‪++‬ل العلي‪++‬ا ‪ ،‬س‪++‬يادة الق‪++‬انون ‪ ،‬الحري‪++‬ة ‪ ،‬المس‪++‬اواة‪ ،‬والتق‪++‬دم‬
‫اإلنساني‪. +‬‬

‫تنقسم الحكومات إلى أنواع ثالثة ‪:‬‬

‫‪ .1‬حكومة الفرد‪ :‬وهي حكومة الفرد الواحد بسبب تفوقه في عمله وحكمته ‪ ،‬وإ ذا انحرفت نشأت الحكومة االستبدادية ‪.‬‬

‫‪ .2‬الحكومة األرستقراطية ‪ :‬وتمثل حكم األقلية العاقلة الممتازة (الصفوة) ‪ ،‬وإ ذا انحرفت نشأت الحكومة األوليغارشية ‪.‬‬

‫‪ .3‬الحكوم‪B B‬ة‪ B‬الجمهوري ‪BB‬ة ‪ :‬وتق ‪+++‬وم على مس‪++ +‬اواة األف ‪+++‬راد واش‪++ +‬تراكهم في ش‪++ +‬ؤون الدول‪++ +‬ة ‪ ،‬ف‪++ +‬إذا انح‪++ +‬رفت نش‪++ +‬أت الحكوم ‪+++‬ة‬
‫الديموقراطية ‪ .‬واعتبر أرسطو‪ +‬أن أفضال أش‪+‬كال ه‪+‬ذه الحكوم‪+‬ات من الناحي‪+‬ة العملي‪+‬ة هي الحكوم‪+‬ة الدس‪+‬تورية ‪ ،‬ألنه‪+‬ا تجم‪+‬ع‬
‫بين العناص ‪++‬ر الص ‪++‬الحة في الديموقراطي ‪++‬ة واألوليغارش ‪++‬ية أي الحكوم ‪++‬تين الجمهوري ‪++‬ة واألرس ‪++‬تقراطية ‪ ،‬وأساس ‪++‬ها يتمث ‪++‬ل في‬
‫وجود‪ +‬طبقة متوسطة قوية‪.‬‬

‫أرسطو و الطبيعة االجتماعية لإلنسان‬

‫إن اإلنس‪++‬ان بالنس‪++‬بة ألرس‪++‬طو" حي‪++‬وان م‪++‬دني " ( من اليوناني‪++‬ة ‪ Polis‬أي " المدين‪++‬ة ") ه‪++‬و ك‪++‬ائن اجتم‪++‬اعي ب‪++‬الطبع ‪،‬‬
‫مضطر‪ +‬لالجتماع مع أمثاله لتكوين مجتمع‪ ،‬ل‪+‬ذلك ف‪+‬إن فك‪+‬رة إنس‪+‬ان " ط‪+‬بيعي " قب‪+‬ل ‪ -‬اجتم‪+‬اعي ليس‪+‬ت إال وهم‪+‬ا ؛ وذل‪+‬ك ألن‬
‫اإلنسان ليس إنسانا إال لكونه يجتمع مع أفراد آخرين غيره‪ " .‬وأيضا فإن من ال يستطيع أن ينتمي ألي اجتم‪+‬اع بش‪+‬ري ‪ ،‬أو‬

‫‪10‬‬
‫ذاك ال‪++‬ذي ليس في حاج‪++‬ة إلى غ‪++‬يره باعتب‪++‬اره مكتفي‪++‬ا بذات‪++‬ه ‪ ،‬ال يمكن ب‪++‬أي ش‪++‬كل من األش‪++‬كال أن يش‪++‬كل ج‪++‬زءا من المدين‪++‬ة ‪:‬‬
‫وتبعا لذلك فهو إما حيوان وإ ما إله "‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خاتمة‬

‫ونستنتج مم‪+‬ا س‪++‬بق ذك‪+‬ره أن بالد اليون‪++‬ان هي مه‪++‬د الفك‪+‬ر الفلس‪+‬في والثقاف‪++‬ة العقالني‪+‬ة خاص‪++‬ة م‪+‬ع س‪+‬قراط‬
‫وأفالطون وأرسطو‪ +،‬وقد تأثرت في ذلك بالحضارات الشرقية الس‪++‬ابقة وبحض‪++‬ارات الش‪++‬عوب المج‪++‬اورة‪ .‬ويع‪++‬ني‪+‬‬
‫هذا أن إرث الفلسفة لم يكن يونانيا محضا‪ ،‬بل ساهمت فيه الشعوب الشرقية بقسط واف‪+‬ر‪ .‬كم‪+‬ا أن ت‪++‬أثير الفلس‪+‬فة‬
‫اليونانية في الشعوب الالحقة سيكون له أثر كبير في تطوير‪ +‬حضاراتها‪ +.‬وساهمت الفلس‪+‬فة اإلغريقي‪+‬ة في عقلن‪+‬ة‬
‫الفك‪++‬ر اإلنس‪++‬اني بع‪++‬د أن ك‪++‬ان تفك‪++‬يرا أس‪++‬طوريا‪ +‬خرافي‪+‬ا‪ +‬وتخ‪++‬ييال ش‪++‬اعر یا مجازي‪+‬ا‪ +‬وفك‪++‬را‪ +‬الهوتي‪++‬ا ي‪++‬ؤمن باألفك‪++‬ار‬
‫الوثني‪++‬ة والمعتق‪++‬دات الديني‪++‬ة والنح‪++‬ل الع‪++‬ر فاني‪++‬ة الص‪++‬وفية‪ .‬ونالح‪++‬ظ ك‪++‬ذلك أن الفلس‪++‬فة اليوناني‪++‬ة لم تنش‪++‬أ إال في ج‪++‬و‬
‫سیاس ‪++‬ي ديمق ‪++‬راطي ‪ ،‬وتعايش ‪++‬ت م ‪++‬ع العل ‪++‬وم والفن ‪++‬ون واآلداب وانص ‪++‬هرت في بوتق ‪++‬ة فكري ‪++‬ة واح ‪++‬دة ك ‪++‬انت فيه ‪++‬ا‬
‫الفلس ‪++‬فة أم العل ‪++‬وم والمع ‪++‬ارف‪ .‬ومن أهم المن ‪++‬اهج ال ‪++‬تي اس ‪++‬تعملها‪ +‬الحكم ‪++‬اء والفالس ‪++‬فة اليون ‪++‬انيون منهج البره ‪++‬ان‬
‫واإلقناع والحجاج العقالني ومناهج التعليم والتبليغ التي تتمثل في أسلوب التهيئ‪+‬ة والح‪++‬وار واألس‪+‬طورة والش‪++‬عر‬
‫عالوة على من ‪++ +‬اهج االستكش ‪++ +‬اف ال ‪++ +‬تي تس ‪++ +‬تند إلى تش ‪++ +‬غيل الح ‪++ +‬دس واللج ‪++ +‬وء إلى التمثي ‪++ +‬ل واالس ‪++ +‬تعانة باألمثل ‪++ +‬ة‬
‫واالستقراء واالستنباط والتحليل‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like