‫بابلو بيكاسو‬

‫(‪1973- 1881‬م)‪.‬‬
‫الرس امين في الق رن العش رين‪ُ ،‬ع رف بأعمال ه في‬‫من أش هر ّ‬
‫النحت والرس م والتص وير والخ زف‪ ،‬وك ان أك ثر الفن انين ُّ‬
‫تمي ًزا‬
‫ديات‬
‫متغي رات ظ روف وهم وم وتح ّ‬ ‫ألن ه تج اوب م ع ّ‬
‫عن أقران ه ّ‬
‫زعيم‬
‫َ‬ ‫لوبه في البحث‬ ‫العص ر‪ ،‬بِ ُك ّل الح ّدة والس رعة‪َ .‬‬
‫وج َعلَ ه أس ُ‬
‫التعبير عن تعقيدات القرن العشرين الميالدي‪.‬‬

‫مشدودا إلى التوتّر‬

‫ً‬ ‫التقليدية للحياة فظهر‬
‫ّ‬ ‫فن بيكاسو النظرة‬
‫تحدى ّ‬
‫ّ‬
‫ف الع الَم العجيب للك وابيس‬
‫يست ْكش ُ‬
‫كأنم ا ْ‬
‫والص راع‪ .‬وب دا بيكاس و ّ‬
‫ُّ‬
‫والفن المعاص ران ّأنه ا‬ ‫والخي ال الس حيق ال ذي يق ّرر ِع ُلم النفس‬
‫اليومية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مؤثّرات كبيرة في أفعالنا‬

‫وك ان يأم ل في إث ارة واكتش اف الت أثيرات المجهول ة ال تي تكمن في العق ل الب اطن للن اظر‪ ،‬ل ذلك ك انت‬
‫مس قَط رأسه أسبانيا‪،‬‬ ‫متأثرا ِّ‬
‫بفن ْ‬ ‫ً‬ ‫وربما كان بيكاسو‬
‫أن لها مظهر الحقيقة‪ّ .‬‬
‫ص َوره تشعُّ غرابة األحالم إالّ ّ‬
‫ُ‬
‫خيالي وكابوسي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مفتونا بما هو‬
‫ً‬ ‫غالبا ما بدا‬
‫فهو ً‬
‫ولكن ه ع اش في فرنس ا من ‪1904‬م إلى وفات ه‪ .‬ك ان طفال معج زة‪،‬‬
‫ُول د بيكاس و في مدين ة ملق ا بأس بانيا‪ّ ،‬‬
‫وسمي ّأو ُل أسلوب شخص ي لبيكاس و الفترة‬
‫واقعي ة ولم يتجاوز الرابع ة عشرة من عم ره‪ّ .‬‬
‫ّ‬ ‫صورا‬
‫ً‬ ‫يرسم‬
‫الوح َش ة والي ِ‬
‫أس َويرس م في الغ الب ظالالً‬ ‫الزرق اء (‪1904 - 1901‬م)‪ ،‬وه و ير ّك ز على موض وعات ْ‬
‫ركز على أل وان‬‫لوب ه ذه الف ترة فيم ا بين ‪ 1904‬و‪1906‬م إلى أس لوب آخ ر ُي ِّ‬ ‫زرق اء‪ .‬ثم تح ّول أس ُ‬
‫دفئ ا‪ .‬ثم تخلّى بيكاس و عن الوج وه النحيل ة الم ذعورة ال تي ك انت ب الفترة الزرق اء‪ ،‬وأعطى‬
‫وأمزج ة أك ثر ً‬
‫موض وعاته مرون ةً جدي دة‪ ،‬وكث ًيرا م ا ض َّمن أعمال ه مش اهد الس يرك‪ .‬وبحل ول ع ام ‪1906‬م‪ ،‬ب دأ يرس م‬
‫ص ْدمة محتملة أو خوفًا‪.‬‬ ‫ص ُّد َ‬
‫وكأنما َي ُ‬
‫متميزة‪ّ ،‬‬
‫صورا ّ‬‫ً‬
‫الفن‪ ،‬إذ وض عت ح ًدا‬
‫ص بايا أفين ون‪ ،‬وهي لوح ة ش كلت عالم ة ب ارزة في ّ‬
‫وفي ‪1907‬م‪ ،‬رس م بيكاس و َ‬
‫نسائية بشعة‪ ،‬لها أقنعة أكثر‬
‫ّ‬ ‫حاسم ا للنظرات التقليدية للجمال واالنسجام‪ .‬في اللوحة خمسة أشباح‬
‫ً‬ ‫فاصال‬
‫بوحشية‪ .‬ومن‬
‫ّ‬ ‫متشنج ُمشرشر‪ُ ،‬مشوهة‪ ،‬مهزوزة ممسوخة‬ ‫ّ‬ ‫تتصنع في وقفتها في لباس‬
‫ّ‬ ‫مم ا هي وجوه‪،‬‬
‫ّ‬
‫الممزعة األوصال‪ ،‬ترعرع األسلوب المعروف بالت ْك ِعيبِية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫هذه اللوحة‬

‫حفية‪ ،‬و ِقطع ا من ُحط ام األنق اض‪ ،‬وكلم ات‬

‫مبك ًرا في ‪1912‬م ُيض ِّمن لوحات ه قُصاص ات ص ّ‬
‫ب دأ بيكاس و ّ‬
‫والالفن‪ ،‬وأن يجع ل الن اظرين‬
‫ّ‬ ‫الفن‬
‫مجس مة الح روف‪ .‬وك ان يأم ل به ذه الطريق ة أن يحطّم التمي يز بين ّ‬
‫ّ‬
‫التقليدي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالفن‬
‫يعيدون التفكير في صلتهم ّ‬

‫الفنية الجميلة‪ .‬ورسم هذا العمل احتجاجا على ضرب‬‫تعد إحدى رسومات بيكاسو ّ‬
‫غورنيكا ّ‬
‫األسبانية بالقنابل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مدينة غورنيكا‬

‫صور متألقة‬
‫العالمية األولى‪ ،‬استكشافاته في الشكل ُم َشددا بصورة خاصة على ُ‬
‫ّ‬ ‫وس َع بيكاسو‪ ،‬بعد الحرب‬
‫ّ‬
‫يكي وبأش كال ض خمة‬
‫األل وان ش بيهة ب األحالم‪ .‬ومن ‪1918‬م إلى ‪1924‬م‪ ،‬ك ان يرس م بأس لوب كالس ّ‬
‫كأنها من الظاهر الباطن؛ وتظهر الجمادات‬
‫صور بيكاسو أشكاال ّ‬
‫فخمة‪ ،‬وفي العشرينيات والثالثينيات‪َّ ،‬‬
‫احتجاج ا على قصف بلدة‬
‫ً‬ ‫في هذه األعمال نابضة بحياة من ذاتها‪ ،‬فقد َر َس م لوحته غورنيكا ( ‪1937‬م)‬
‫بانية (‪1939-1936‬م)‪ .‬وك انت اللوح ةُ محاول ةً من بيكاس و إلعالن‬‫األهلي ة األس ّ‬
‫ّ‬ ‫غورنيك ا خالل الح رب‬
‫بعيدا‬
‫قوي عن األزمة والكارثة ً‬
‫تعبير ٌ‬
‫ٌ‬ ‫مستخدما رموزه الخاصة للغضب واليأس‪ .‬والصورة‬
‫ً‬ ‫قرار عام‪،‬‬
‫الفردي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عن التحكم‬

‫كأنم ا يص نع الس الم‬ ‫ترخاء ولُطف ا‪ ،‬وظه ر ّ‬

‫ً‬ ‫إحساس ا أك ثر اس‬
‫ً‬ ‫وبع د ‪1945‬م‪َ ،‬ولَّ َد رس ُم بيكاس و ْ‬
‫ونحتُ ه‬
‫أن هذا النهج الجديد خلّ َد أحسن أيام فَِّنه‪.‬‬ ‫بالعواطف التي طالما َّ‬
‫بعض النقاد ّ‬
‫ُ‬ ‫عذَبتْ ه في الماضي‪ .‬ويشعر‬
‫الفن‪.‬‬
‫هنية في ّ‬ ‫المرئية ِّ‬
‫والذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫أن هذا مثل انطالقة جديدة في مغامرات بيكاسو‬
‫ويشعر اآلخرون ّ‬