You are on page 1of 174

‫المجلس األول‬

‫‪u‬‬
‫محمد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه‬
‫َّ‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصال ُة والسال ُم على نبينا‬

‫أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬

‫فسالم الله عليكم ورحمته وبركاته‪ ،‬وح َّياكم الله وب َّياكم‪ ،‬في عصر يوم الجمعة‪،‬‬

‫ست وثالثين وأربعمائة وألف (‪ )6341‬من‬


‫الثامن والعشرين من شهر المحرم‪ ،‬من سنة ٍّ‬

‫هجرة الحبيب المصطفى عليه الصالة والسالم‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مجلس من مجالس شرح‬ ‫نحن في جامع الب ِ‬
‫واردي نعقد بحمد الله وتوفيقه أول‬ ‫ُ‬

‫اآلجرومية البن آجروم – عليه رحمة الله ‪. -‬‬

‫مجمع ال ُبوار ِدي الخيري على هذه الدعوة الكريمة‪،‬‬


‫َّ‬ ‫يسرني في البداية أن أشكر‬
‫ُ‬
‫أشكر لهم تنظيمهم هذا الدرس‪ ،‬وأسأل الله َّ‬
‫جل جالله وتقدَّ ست أسماؤه أن يجعل هذا‬

‫َّ‬
‫وجل أن‬ ‫عز‬ ‫ٍ‬
‫شيء قدير‪ ،‬وأسأله َّ‬ ‫الدرس درسًا ناف ًعا مفيدً ا مباركًا مفهو ًما‪ ،‬إ َّنه على كل‬
‫ٍ‬
‫شيء قدير‪.‬‬ ‫ينفعنا به في الدنيا واآلخرة‪ ،‬إ َّنه على كل‬

‫‪5‬‬
‫مقدمـــة‬

‫ب أن ُأقدِّ م مقدمة سريعة لهذا الدرس‪ُ ،‬أب ِّي ُن فيها أن هذا الدرس في األصل‬ ‫ِ‬
‫ُأح ُّ‬

‫للمبتدئين‪ ،‬اآلجرومية مت ٌن ُو ِضع للمبتدئين‪ ،‬والوقت ال يسمح بأكثر من أن نشرح هذا‬

‫أشوش‪ ،‬واإلخوة‬
‫أتوسع‪ ،‬ولن ّ‬
‫استطعت‪ ،‬لن َّ‬
‫ُ‬ ‫شرحا للمبتدئين‪ ،‬سأراعي ذلك ما‬
‫ً‬ ‫المتن‬

‫الذين عندهم أسئلة أو استشكاالت ال تناسب المبتدئين يمكن أن يسألونِي إ َّياها بعد‬

‫الدرس ف ُأجيبهم‪ ،‬أ َّما في أثناء الدرس فلن أستقبل أسئلة ال تناسب المبتدئين‪.‬‬

‫هذا الدرس في علم النحو‪ ،‬وعلم النحو من علوم العربية‪ ،‬وعلوم العربية أهميتها ال‬

‫تخفى وخاصة على طالب العلوم الشرعية‪ ،‬فأهميتها كبيرة‪ ،‬فال يمكن أن يكون الطالب‬

‫طال ًبا في العلوم الشرعية حتى يأخذ ما يحتاج إليه من علوم العربية عمو ًما‪ ،‬ومن النحو‬

‫خصوصا‪ ،‬ولن أذكر كالم العلماء في أهمية ذلك‪ ،‬فهو معلوم مشهور‪ ،‬وإنما سأكتفي‬
‫ً‬
‫بأمرين‪ ،‬أو سأكتفي بمثالين‪َّ ،‬‬
‫لعل داللتهما على أهمية اللغة أقوى من داللة نقل كالم‬

‫العلماء في ذلك‪.‬‬

‫كثيرا من االنحرافات التي وقعت في‬


‫فمن أهمية علوم اللغة في العقيدة مثالً‪ ،‬أن ً‬
‫ٍ‬
‫شيء من علوم اللغة‪ ،‬ومن ذلك المسألة المعروفة المشهورة‬ ‫العقيدة كان سببها الخطأ في‬

‫بخلق القرآن‪ ،‬فكان من أكبر أسبابها الفهم اللغوي الخاطئ لبعض أدلة هذه المسألة‪،‬‬

‫كقوله عز وجل‪( :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ) [الزمر‪ ]16:‬نعم‪ ،‬ال شك أن هذه آية في كتاب الله‬

‫‪6‬‬
‫و ُمحكمة‪ ،‬يقول فيها عز وجل‪( :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ) ‪ ،‬طيب‪ :‬القرآن شي ٌء أم ليس‬
‫ٍ‬
‫بشيء؟ ال شك أنه شي ٌء ‪ ،‬فاستنتجوا من ذلك أن القرآن داخل في اآلية فهو مخلوق‪ ،‬هذا‬

‫فهمهم‪ ،‬والسب ب في ذلك أنهم فهموا اآلية على غير فهم العرب‪ ،‬فإن العرب ال تفهم مثل‬

‫هذا األسلوب على هذا التعميم‪ ،‬وإنما تربط التعميم الذي فيه بالفعل المذكور فيه‪،‬‬

‫فالتعميم المذكور فيه شيء‪ ،‬والفعل المذكور فيه الخلق‪( ،‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ) فيكون‬
‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫ٍ‬
‫شيء مخلوق‪ ،‬فإن خالقه هو الله‪ ،‬أي‪ :‬الله خالق كل‬ ‫معنى ذلك عند العرب أن كل‬
‫ٍ‬
‫شيء مخلوق فخالقه الله‪ ،‬يقولون هنا‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫مخلوق‪ .‬معنى اآلية‪ :‬ال ُيوجد خالق غير الله‪ ،‬فكل‬
‫ٍ‬
‫شيء‬ ‫نعت محذوف َّ‬
‫دل عليه الخبر المذكور (ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ) يعني خالق كل‬

‫مخلوق‪.‬‬

‫ولهذا ُيعكس االستدالل عليه فيقال (أليس الله بشيء؟) والجواب نعم‪ ،‬كما قال‬

‫فهل معنى ذلك أن الله تعالى داخل في‬ ‫الله عز وجل‪ ( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ) [األنعام‪]61:‬‬

‫عموم اآلية؟ ال‪ ،‬العرب ال تفهم بهذه الطريقة‪ ،‬فالبد من فهم األدلة الشرعية على فهم‬

‫العرب‪ ،‬لف ًظا و ُأسلو ًبا‪ ،‬ليس فقط في األلفاظ‪ ،‬بل في األسلوب‪ ،‬لهذا عندما جاء بعض‬

‫أهل البدع إلى أبي عمرو البصري ُيناقشه في بعض مسائل العقيدة قال له أبو عمرو‬

‫البصري – وهو القارئ السبعي‪ ،‬وهو من كبار العلماء في النحو واللغة – قال له‪( :‬إنما‬

‫ُأ َ‬
‫وتيت من فهمك األعجمي) يعني فهمت األدلة الشرعية على غير فهم العرب‪ .‬هذا المثال‬

‫األول‪.‬‬

‫مما ُيب ِّي ُن أهمية علوم اللغة في واقع اليوم ما يتعلق بذبح اإلنسان‪ ،‬يرى‬
‫المثال الثاني‪َّ :‬‬
‫ذبحا كما ُتذبح البهيمة‪ ،‬ويحتجون على ذلك‬
‫بعضهم أنه لك أن تذبح اإلنسان في المعركة ً‬

‫‪7‬‬
‫بقوله عليه الصالة والسالم لقريش‪(( :‬لقد جئتكم والله بالذبح)) قالوا‪ :‬معنى ذلك أنه‬

‫يصح أن تذبح اإلنسان في المعركة كما ُتذبح البهيمة‪ ،‬والسبب في ذلك أنهم فهموا هذا‬
‫ّ‬

‫الحديث على غير فهم العرب‪ ،‬فإن الذبح إذا ُأطلق على اإلنسان فإنه ُيعنى به القتل‪ ،‬وال‬

‫ُيعنى به أن تذبحه كما ُتذبح البهيمة‪ ،‬فإن هذا المعنى ال تعرفه العرب في لغتها أبدً ا‪ ،‬فلهذا‬

‫ال ُيعرف أن النبي عليه الصالة والسالم ذبح أحدً ا أو أن أحدً ا من الصحابة ذبح رجالً‪ ،‬بل‬

‫الـمثلى المنهي عنها‪.‬‬


‫إن هذا يدخل في ُ‬

‫فلهذا لو أن أحدً ا ذبح أحدً ا كما ُتذبح الشاة لن يستطيع العربي بأن ُيع ِّبر عن ذلك َّإال‬

‫أن يقول ( ُذبح كما ُتذبح الشاة) ولو أ َّنه قال ( ُذبح) وسكت لكان المعنى ( ُقتل)‪ ،‬وهكذا في‬

‫المعجمات‪ ،‬وهكذا الفهم العربي‪ ،‬وال يكون المعنى الذبح‪ .‬أما الذبح في الحيوانات فمناه‬

‫قطعت عنقه‪ ...‬وهكذا‪.‬‬


‫ُ‬ ‫(ذبحت الحيوان) أي ذبحته من عنقه‪ ،‬أي‬
‫ُ‬ ‫هكذا‪،‬‬

‫فيجب أن ُتفهم النصوص الشرعية على مقتضى فهم العرب‪ ،‬ال على مقتضى فهم‬

‫العا ّمة اليوم أو على مقتضى الفهم األعجمي أو نحو ذلك‪ ،‬فإن هذا ُيدخلنا في أخطاء كثيرة‬

‫ال ُتعد في العقيدة‪ ،‬وفي الفقه‪ ،‬وفي الواقع‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬

‫قلت إ َّنه للمبتدئين‪ ،‬ما الغرض منه؟ الغرض منه شرح وتفهيم مبادئ‬
‫هذا الشرح ُ‬

‫النحو‪ ،‬يعني ال تتوقع أ َّن ك ستخرج من هذا الشرح في يومين لآلجرومية بفهم النحو‪ ،‬أنك‬

‫ستفهم النحو‪ ،‬النحو ال ُيفهم في يومين‪ ،‬لكن المراد أن تفهم مبادئ النحو‪ ،‬خطوطه‬

‫عظيم‪ ،‬أن يفهم اإلنسان مبادئ العلم‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫مطلب‬
‫ٌ‬ ‫الرئيسة في يومين‪ ،‬فإن هذا‬

‫وكذلك من أهداف الدرس‪ :‬إثبات إمكانية فهم النحو‪ ،‬فإن بعض الناس ربما ُيخادع‬

‫نفسه فيقول‪( :‬أنا ال يمكن أن أفهم النحو)‪ ،‬ربما درس النحو مرة أو مرتين بطريقة غير‬

‫‪8‬‬
‫صحيحة فلم يفهمه فقال (أنا ال يمكن أن أفهم النحو)‪ ،‬ال نحن نقول‪ :‬يمكن أن تفهم‬

‫النحو إذا درسته بطريقة صحيحة‪ ،‬نحن إن شاء الله في هذا الشرح سنثبت أن النحو ليس‬

‫عسيرا وال صع ًبا‪ ،‬نعم كغيره من العلوم يحتاج إلى شيء من االجتهاد واالنتباه‪ ،‬ولكن‬
‫ً‬ ‫أمرا‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫بالطريقة الصحيحة‪.‬‬ ‫يمكن أن ُيفهم إذا درسته‬

‫فالنحو كغيره من العلوم البد أن ُيدرس بطريقة صحيحة‪ ،‬ومن أفضل طرائق دراسة‬

‫النحو أن تأخذ متنًا من متونه الصغيرة كاآلجرومية مثالً‪ ،‬وتقرأ هذا المتن عدة مرات حتى‬

‫تحفظه أو على األقل تستظهره‪ ،‬تأخذ هذا المتن‪ ،‬متن صغير‪ ،‬يعني في عصرية واحدة‬

‫يمكن أن تقرأه ثالث أو أربع مرات‪ ،‬ويمكن أن تقرأه في ثالثة أيام عشرين مرة‪ ،‬الهدف من‬

‫ذلك أن ُت ِّ‬
‫مرر العلم كله على ذهنك‪ ،‬األبواب‪ ،‬وتعرف ترتيبه‪ .‬هذه الخطوة األولى‪.‬‬

‫شرحا من شروحه المسموعة‪ ،‬ومن شروحه المسموعة‬


‫ً‬ ‫الخطوة الثانية‪ :‬أن تأخذ‬

‫شروح لي‬
‫ٌ‬ ‫وشروح كثيرة‪ ،‬ومنها‬
‫ٌ‬ ‫متوسط‪،‬‬
‫ّ‬ ‫شرح الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – وهو‬

‫على اآلجرومية‪ ،‬وهي موجودة في اإلنترنت‪ ،‬تأخذ شرحًا من شروحي على اآلجرومية‪،‬‬

‫شرحا من شروح‬
‫ً‬ ‫في خمسة أشرطة أو خمسة دروس أو سبعة دروس‪ ،‬المهم تأخذ‬

‫اآلجرومية المسموعة‪ ،‬وتستمع إليه استما ًعا متواصالً‪ ،‬هذا الشرط‪ ،‬أن تستمع إليه‬

‫استما ًعا متواصالً‪ ،‬ألن مشكلة النحو أنه علم متواصل‪ ،‬بعضه يأخذ ببعض‪ ،‬ويأخذ ببعض‬

‫حتى ينتهي‪ ،‬ما تقول (أدرس هذا الباب اليوم‪ ،‬وبعد أسبوع الباب الثاني‪ ،‬وبعد شهر الباب‬

‫الثالث) ال يصلح‪ ،‬النحو من أوله إلى آخره ينبني بعضه على بعض حتى ينتهي‪ ،‬فإذا أردت‬

‫أن تفهم األول عليك أن تفهم الثاني‪ ،‬والبد أن تفهم األول والثاني لتفهم الثالث‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وإذا لم تفهم األول‪ ،‬معنى ذلك أ َّنك لن تفهم الثاني‪ ،‬حتى ولو اجتهدت في الثاني‪،‬‬

‫ألن الثاني مبني على األول‪ ،‬وهكذا‪ .‬فالبد أن تستمع إلى هذا الشرح في أسبوع على‬

‫استماعا متواصالً ولو كان سري ًعا‪ ،‬ولو كان في السيارة‪ ،‬الهدف منه أن ُت ِّ‬
‫مرر الشرح‬ ‫ً‬ ‫األكثر‪،‬‬

‫كله على ذهنك‪ ،‬تستمع إليه‪ ،‬والمعتاد أنك ستفهم من هذا الشرح من ‪ 5‬إلى ‪ %61‬منه‪،‬‬

‫سبوعا أو مباشرة تستمع‬


‫ً‬ ‫وهذا هو المعتاد‪ .‬فإذا انتهيت من االستماع إليه يمكن أن تنتظر أ‬

‫أيضا أن ُت ِّ‬
‫مرره على ذهنك‪ ،‬فذهنك‬ ‫أيضا بطريقة سريعة متواصلة‪ ،‬الغرض منه ً‬
‫إليه مرة‪ً ،‬‬

‫بالنسبة لألمور التي فهمها في المرة األولى – ‪ 5‬أو ‪ - %61‬لن يتوقف عندها‪ ،‬وإنما‬

‫سينتقل إلى ٍ‬
‫فهم بنسبة أخرى‪ ،‬ألن من طبيعة العقل البشري أ َّنه ال يستطيع أن يستوعب كل‬

‫ما يسمع من المرة األولى‪َّ ،‬إال العباقرة واألذكياء‪ ،‬هؤالء لهم كالم آخر‪ ،‬أ َّما عندما تتك ّلم‬
‫ٍ‬
‫لشيء – أقصد األمور العلمية – فالمعتاد أنك تفهم من ‪5‬‬ ‫عن عا َّمة الناس‪ ،‬فعندما تستمع‬

‫استماعا سري ًعا‪ ،‬فإذا استمعت إليه في المرة الثانية فإن ذهنك في المرة‬
‫ً‬ ‫إلى ‪ ،%61‬إذا كان‬

‫األولى عندما كان الشيخ يشرح المسألة األولى وانتهى منها‪ ،‬ماذا سيفعل؟ سينتقل‬

‫خزن هذه‬
‫للمسألة الثانية‪ ،‬ذهنك مازال في المسألة األولى‪ ،‬يحاول أن يفهم وأن ُي ّ‬

‫المعلومات‪ ،‬وربما ينتهي الشيخ من المسألة الثانية والثالثة ولم ي ُعد ذهنك وعقلك بكامله‬

‫أمر ال شعوري‪ ،‬وهذا هو الذي‬


‫معك‪ ،‬حتى يصل الشيخ إلى المسألة الثالثة والرابعة‪ .‬هذا ٌ‬
‫يقع‪ ،‬فإذا استمعت في المرة الثانية فعندما يشرح الشيخ المسألة األولى – وقد فهمتها – ثم‬

‫ينتقل للثانية تنتقل معه مباشرة‪ ،‬فتفهم المسألة الثانية‪ ،‬وتنشغل بها عن الثالثة والرابعة‪.‬‬

‫وكل طالب وقدرته‪ ،‬فبعض الطالب يحتاج إلى مثل هذا االستماع‪ ،‬يستمع لهذا‬

‫الشرح الصوتي أربع مرات‪ ،‬لكي يستطيع أن ُيغطي هذه الفجوات التي تحدث‪ ،‬وبعض‬

‫‪01‬‬
‫الطالب ربما يحتاج أن يستمع إلى خمس مرات أو عشر مرات‪ .‬تستمع حتى ترى أنك‬

‫ووجدت أنك فهمت‬


‫َّ‬ ‫فهمت هذا الشرح‪ ،‬فإذا استمعت إليه خمس مرات مثالً في ٍ‬
‫شهر‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حينئذ تنتقل من االستماع إلى استما ٍع آخر‪ ،‬أن تستمع إليه بشكل‬ ‫أكثر مما يقوله الشيخ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫هادئ مناسب‪ ،‬ومنتبه‪ ،‬ومع كتاب‪ ،‬و ُتع ِّلق مع الشيخ ‪ -‬الشارح ‪ -‬بعض‬ ‫مركَّز في مكان‬

‫األشياء المهمة‪( ،‬التعريف‪ ،‬الشروط‪ ،‬أقسام) تكتبها مع الشيخ‪ ،‬يعني استماع مركّز‪ ،‬بحيث‬

‫ُتغطي جميع الفجوات الباقية في فهمك‪.‬‬

‫ٍ‬
‫طالب واجتهاده‪ ،‬فإذا‬ ‫هذا االستماع قد يحتاج منك إلى أسبوع أو أسبوعين‪ ،‬وكل‬

‫انتهيت من هذا االستماع األخير تعود إلى استماع أخير‪ ،‬تجعل الشيخ عندما يبدأ في‬

‫مسألة ُتوقف التسجيل وتنظر هل فهمت ما سيقوله الشيخ قبل أن يقوله؟ أراد أن ُيعرب‬

‫ُتوقِف التسجيل و ُتعرب‪ ،‬ثم تنظر إعرابك صحيح أم غير صحيح؟ يريدُ أن يذكر أقسا ًما أو‬

‫وجدت أنك بالفعل‬


‫َّ‬ ‫شرو ًطا‪ ،‬أو تنبيهات‪ ،‬أو نحو ذلك‪ُ ،‬توقف التسجيل وتتذكّر‪ ،‬فإذا‬

‫فهما جيدً ا‪.‬‬


‫عرفت ما يريد أن يقوله الشيخ فمعنى ذلك أنك قد فهمت هذا الشرح ً‬

‫فهذه طريقة علمية لتفهيم النحو‪.‬‬

‫من األخطاء الواقعة في دراسة النحو وتجعلنا مهما درسنا النحو ال نستفيد‪ ،‬من‬

‫درسا في‬
‫األخطاء‪ :‬أنك ال تدرس النحو دراسة متتابعة متصلة حتى ينتهي‪ ،‬وإنما تحضر ً‬
‫كل أسبوع يوم أو ساعة‪ ،‬هذا يصلح للمنتهين الكبار‪ ،‬الذين انتهوا من مرحلة الفهم وأرادوا‬
‫ٍ‬
‫حينئذ نقول‪ :‬اذهب إلى درس في األسبوع‪ ،‬أو نحو ذلك‪.‬‬ ‫التوسع‪،‬‬ ‫أن ينتقلوا إلى مرحلة‬
‫ُّ‬

‫أ َّما طالب يريد أن يفهم‪ ،‬يعني ما زال في مرحلة الفهم‪ ،‬ال‪ ،‬مرحلة الفهم تحتاج إلى‬

‫دراسة متصلة حتى تنتهي من مرحلة الفهم‪ ،‬تفهم النحو‪ ،‬أهو شي ٌء يؤكل‪ ،‬أو شي ٌء ُيشرب‪،‬‬

‫‪00‬‬
‫بعض الناس ال يفهم ما النحو‪ ،‬فإذا فهمت النحو وانتهيت من مرحلة الفهم تنتقل إلى‬

‫المتوسطين أو الكبار‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫مرحلة أخرى تحتاج أن تعرف كيف تدرس النحو على طريقة‬

‫متن إلى ٍ‬
‫متن أو من شرحٍ إلى شرحٍ ‪ ،‬وهذا‬ ‫من األخطاء في دراسة النحو‪ :‬االنتقال من ٍ‬

‫خطأ كبير‪ ،‬أنت اآلن لست في مرحلة التحصيل والتجميع ومعرفة خالف العلماء وماذا‬

‫قال فالن وماذا قال فالن لكي تنتقل من الكتب والشروح‪ ،‬أنت في مرحلة فهم النحو‪،‬‬

‫يهمك رأي‬
‫فتتخذ كتا ًبا ُمع َّينًا ككتاب اآلجرومية‪ ،‬ال تتجاوزه حتى تفهم النحو‪ ،‬أنت ال ُّ‬
‫اآلجرومي أو رأي فالن أو رأي فالن‪ ،‬أنت ُتريد النحو فقط‪ ،‬وتقف عند شرح واحد‪،‬‬

‫اتخذت هذا الشرح خالص‪ ،‬تقف عنده‪ ،‬ال تتجاوزه‪ ،‬استمع إليه نفسه خمس مرات أو‬

‫سبع مرات أو عشر مرات حتى تفهم النحو‪ ،‬ولهذا قال الحكماء‪( :‬ألن أقرأ كتا ًبا واحدً ا‬

‫خير لي من أن أقرأ‬ ‫ٍ‬


‫خير لي من أن أقرأ كتابين‪ ،‬وألن أقرأ كتا ًبا واحدً ا ثالث مرات ٌ‬
‫مرتين ٌ‬
‫ثالثة كُتب)‪ ،‬نعم‪ ،‬تقرأ كتا ًبا واحدً ا نحو ًيا ثالث مرات أفضل من أن تقرأ ثالثة كتب في‬

‫النحو مختلفة‪ ،‬ألنك إذا قرأت اآلجرومية فهمت منها ‪ ،%61‬ثم قرأت كتا ًبا آخر في النحو‬

‫ستفهم ‪ %61‬نفسها التي فهمتها في الكتاب األول‪ ،‬ألن الكتاب اآلخر له طريقة مختلفة في‬

‫التأليف‪ ،‬وله اصطالحات‪ ،‬وله طريقة مختلفة في الترتيب‪ ،‬فستنشغل بها ولن تتجاوز‬

‫‪.%61‬‬

‫كثيرا من الطالب يدرس يدرس يدرس وما زال في ‪ %61‬من‬


‫هذا الذي يجعل ً‬
‫النحو‪ ،‬لكن تأخذ كتا ًبا واحدً ا من شرحِ واحد وتبقى عليهما و ُتكرر و ُتكرر و ُتكرر‪ ،‬فإن‬

‫الشطار‪ ،‬نعم صحيح‪ ،‬البد أن ُتكرر العلم حتى تنتهي من مرحلة الفهم‪.‬‬
‫فه ُم ُّ‬
‫التكرار ُي ّ‬

‫فهذه من أهم األخطاء التي يقع فيها ال ُّطالب‪.‬‬

‫‪01‬‬
‫المكرر الذي أعلم أنه‬
‫َّ‬ ‫مت الكالم على طريقة دراسة النحو ألنه السؤال‬
‫أنا قدَّ ُ‬

‫أرشدت‬
‫ُّ‬ ‫مت الكالم على طريقة دراسة النحو‪ ،‬وقد‬
‫سيأتي‪ :‬كيف ندرس النحو؟ فلهذا قدَّ ُ‬

‫كثيرا من الطالب‪ ،‬فذكروا ‪-‬ولله الحمد‪ -‬أنهم استفادوا من هذه الطريقة‪ ،‬وتخ َّلصوا‬
‫إليها ً‬
‫من ُع ٍ‬
‫قدة اسمها النحو‪.‬‬

‫بعد ذلك نستعين بالله َّ‬


‫جل جالله ونبدأ بالكالم على شرح متن اآلجرومية‪ ،‬متن‬

‫اآلجرومية من مؤ ِّلفه؟ مؤ ِّلفه ابن آجروم‪ ،‬ما اسمه؟ محمد بن محمد بن داود الصنهاجي‪،‬‬

‫من علماء المغرب‪ ،‬من علماء البربر‪ ،‬ونعلم أن العربية من علوم الشريعة‪ ،‬فلهذا خدمها‬

‫المسلمون جمي ًعا‪ ،‬عربهم وعجمهم‪.‬‬

‫ترجمة‬ ‫ُولِد – رحمه الله – في "فاس" في المغرب في السنة التي ُتو ِّفي فيها ابن مالك‪ ،‬ابن‬
‫المصنف‬ ‫ٍ‬
‫ثالث‬ ‫مالك صاحب األلفية‪ ،‬سنة ثنتين وسبعين وستمائة‪ ،‬و ُتوفي في "فاس" سنة‬

‫وعشرين وسبعمائة‪ ،‬فيكون –رحمه الله – من علماء القرنين السابع والثامن‪ .‬هذا ابن‬

‫آجروم‪.‬‬

‫قسمه ابن آجروم‬


‫اختصارا باآلجرومية‪َّ ،‬‬
‫ً‬ ‫أ َّما المتن فهو المقدِّ مة اآلجرومية‪ ،‬و ُيعرف‬

‫–رحمه الله تعالى– أربعة أقسام‪ ،‬القسم األول‪ :‬في الكالم والكلمة‪ .‬القسم الثاني‪ :‬في‬

‫اإلعراب‪ .‬القسم الثالث‪ :‬في األفعال رف ًعا ونص ًبا وجز ًما‪ .‬القسم الرابع‪ :‬في األسماء رف ًعا‬

‫وخفضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ونص ًبا‬

‫وقسما لألسماء‪ ،‬لماذا لم‬


‫ً‬ ‫قسما لألفعال‪،‬‬
‫السؤال‪ :‬لماذا لم يذكر الحروف؟ جعل ً‬
‫قسما للحروف؟ سنعرف ذلك عندما نتكلم عن اإلعراب إن شاء الله‪.‬‬
‫يجعل ً‬

‫‪01‬‬
‫نستعين بالله وندخل إلى اآلجرومية‪ ،‬قلنا القسم األول في اآلجرومية‪ ،‬جعله ابن‬

‫آجروم للكلمة والكالم‪ ،‬ذكر في هذا القسم تعريف الكالم‪ ،‬وأقسام الكلمة‪ ،‬والعالمات‬

‫المم ِّيزة لكل نو ٍع من أنواع الكلمة‪.‬‬

‫بدأ بتعريف الكالم فقال‪« :‬الكالم هو اللفظ المركَّب المفيد بالوضع» هذا تعريف‬ ‫تعريف‬
‫الكلام‬
‫الكالم‪ ،‬فالكالم ما تحقق فيه أربعة شروط‪ ،‬أربعة قيود‪ :‬أن يكون لف ًظا‪ ،‬أن يكون مرك ًبا‪ ،‬أن‬

‫يكون مفيدً ا‪ ،‬أن يكون بالوضع‪.‬‬

‫أن يكون لف ًظا‪ :‬أي صوت من الفم بحروف‪ .‬هذا اللفظ‪ ،‬يعني ملفوظ‪.‬‬

‫أن يكون مرك ًبا‪ :‬يعني أكثر من كلمة‪.‬‬

‫أن يكون مفيدً ا‪ :‬يعني له فائدة تا َّمة‪ .‬المفيد ليس معناه‪ :‬له معنى‪ ،‬ألن المعنى قد‬

‫معنى تا ًّما‪ ،‬نريد المعنى التام‪ ،‬وهو المعنى الذي يمكن أن‬
‫ً‬ ‫ناقصا وقد يكون‬
‫نى ً‬ ‫يكون مع ً‬
‫(محمد) تفهم شي ًئا أم ال تفهم‬
‫َّ‬ ‫تقف عليه‪ ،‬إذا اكتمل تقف إليه‪ ،‬هذا المعنى التام‪ .‬لو قلنا‬

‫معنى ناقصًا؟‬
‫ً‬ ‫شي ًئا؟ أال تفهم أنه إنسان؟ أال تفهم أنه ذكر؟ تفهم شي ًئا‪ ،‬لكن فهمًا ناقصًا‪،‬‬

‫تم‬
‫محمد) َّ‬
‫َّ‬ ‫تم المعنى‪ ،‬أو (قام‬
‫قائم) َّ‬
‫(محمدٌ ٌ‬
‫َّ‬ ‫محمد؟ أفهمنا ما با ُله؟ تقول‪:‬‬
‫َّ‬ ‫طيب‪ :‬ما ُ‬
‫بال‬

‫المعنى‪ .‬إ ًذا فالمراد بالمفيد المعنى التا ّم‪.‬‬

‫أن يكون بالوضع‪ :‬المشهور أن المراد بالوضع أي بالوضع العربي‪.‬‬

‫طيب‪ :‬لماذا بدأ ابن آجروم كغيره من النحويين كتابه بتعريف الكالم‪ ،‬ما الفائدة؟‬

‫عرفنا الكالم‪ ،‬ما الفائدة؟ الجواب‪ :‬أ َّنه أراد أن ُيب ِّين لنا موضوع النحو‪ ،‬يعني الشيء الذي‬

‫يبحث فيه النحو‪ ،‬يعني الشيء الذي سنط ِّبق عليه أحكام النحو التي سندرسها‪ ،‬أحكام‬

‫‪01‬‬
‫ٍ‬
‫وتأنيث ‪ ...‬إلخ‪ُ ،‬تط َّب ُق على ماذا؟ ُتط َّب ُق على‬ ‫ٍ‬
‫وتذكير‬ ‫وجر وجز ٍم‬
‫النحو من رفع ونصب ٍّ‬
‫السيارات؟ ال‪ُ ،‬تط َّب ُق على العمارات؟ ُتط َّبق على الكالم اإلنجليزي؟ ال‪ُ ،‬تط َّب ُق على ماذا؟‬

‫ال ُتط َّبق َّإال على ما ُيسميه النحويون (الكالم)‪ ،‬وهو‪ :‬أن يكون لف ًظا من الفم‪ ،‬مرك ًبا أكثر‬

‫من كلمة‪ ،‬مفيدً ا له فائدة كاملة‪ ،‬عرب ًيا‪ ،‬هذا معنى بالوضع‪.‬‬

‫فهذا تعر يف الكالم عند النحويين‪ ،‬ولهذا ستجد أن الكالم له تعريفات أخرى‪ ،‬عند‬

‫اللغويين مثالً‪ ،‬الكالم عند أهل اللغة‪ :‬كل ما أفاد‪ُ ،‬كل ما يفيد ُس ّمي كال ًما‪ ،‬حتى التصفيق‬

‫سمى عند النحويين كال ًما‪.‬‬


‫أو‪ ...‬كل هذا ُيسمى كال ًما‪ ،‬ألنه يفيد‪ ،‬لكنّه ال ُي َّ‬

‫مما‬
‫عرفناه وعرفناه‪ ،‬ذكرنا َّ‬
‫المسألة الثانية في هذا الباب‪ :‬أقسام الكلمة‪ ،‬الكالم َّ‬
‫يتكون‪ ،‬يتكون من كلمات‪ ،‬والكلمات ننظر فيها‪ ،‬نظر النحويون فيها في كالم الله عز‬

‫ونثرا‪ ،‬في كالم النبي عليه الصالة والسالم فوجدوا أن‬


‫شعرا ً‬
‫وجل‪ ،‬في كالم العرب ً‬
‫أقسام‬ ‫الكلمات ال تخرج عن ثالثة أنواع‪ ،‬أنواع الكلمة‪ ،‬أو أقسام الكلمة‪ ،‬قال فيها ابن آجروم‪:‬‬
‫الكلام‬
‫لمعنى»‪ ،‬إ ًذا الكلمة لها ثالثة أنواع‪ :‬إ َّما أن تكون‬
‫ً‬ ‫وحرف جاء‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وفعل‬ ‫اسم‬
‫«وأقسامه ثالثة‪ٌ :‬‬
‫لمعنى‪.‬‬
‫ً‬ ‫اسما‪ ،‬أو فعالً‪ ،‬أو حر ًفا جاء‬
‫ً‬

‫لمعنى نسميه‪( :‬الضرورة األولى في النحو)‪،‬‬


‫ً‬ ‫تقسيم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف‬

‫أمر ال بد أن تقوم به في ذهنك قبل أي عملية نحوية‪،‬‬


‫عندما نقول‪( :‬ضرورة) معنى ذلك أنه ٌ‬
‫حكم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫دائما‪ ،‬قبل أي عملية نحوية‪،‬‬
‫أمر البد أن تقوم به ً‬
‫حتى ولو لم ُيطلب منك‪ ،‬هذا ٌ‬
‫إعراب‪ ،‬قبل أي عملية نحوية البد في ذهنك أن ُتحدد نوع الكلمة‪ ،‬اسم أم فعل أم حرف‪،‬‬
‫ٌ‬

‫ألن األسماء لها أحكام‪ ،‬ولها طريقة إعراب تختلف‪ ،‬فالبد أن ُتحدد هذه الضرورة‬

‫‪05‬‬
‫األولى‪ ،‬وألنها ضرورة البد أن تعتني بها وأن ُتتقنها جيدً ا‪ ،‬كل كلمة في اللغة العربية البد‬

‫أن تعرف هل هي اسم أم فعل أم حرف معنى؟‪.‬‬

‫االتفاق بينها سهل وواضح أم صعب؟ األغلب َّ‬


‫أن الفرق بين األسماء واألفعال‬

‫والحروف واضح‪ ،‬لكن هناك كلمات قد يغ ُم ُض نوعه على بعض الطالب‪ ،‬فإذا قلنا مثالً‬

‫(محمد) أو قلنا (قلم) أو قلنا (أرض) هذا واضح أنها أسماء‪ ،‬ولو قلنا (جلس) أو‬
‫َّ‬
‫(يجلس) أو (اجلس) هذا واضح أنها أفعال‪ .‬لو قلنا مثالً (مِن) أو (في) أو الالم في قولك‬

‫(الكتاب لزيد) واضح أنها حروف‪.‬‬

‫لكن هناك كلمات قد يغ ُم ُض نوعها على بعض الطالب‪ ،‬وهذه الكلمات هي التي‬

‫اسم أم فعل أم حرف؟ لو قلنا (جلوس)؟‬


‫(جالس) ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ُتسبب ضع ًفا في النحو‪ ،‬مثالً إذا قلت‬

‫هذه ضرورة البد أن تكون متأكدً ا مائة بالمائة من الجواب‪ ،‬الضرورات ال يجوز فيها‬

‫ُّ‬
‫الشك وال التردد‪ .‬لو قلنا (صه) اسم أم فعل؟ لو قلنا مثالً (ذهبوا) ذهب‪ :‬فعل‪ ،‬لكن الواو‬

‫في (ذهبوا) اسم أم حرف؟‬

‫هذه الكلمات التي أقول يجب أن نعرف نوعها‪ ،‬ألن في اإلعراب سيقول‪ :‬األسماء‬

‫ُتعرب هكذا‪ ،‬واألفعال ُتعرب هكذا؟ والحروف ُتعرب هكذا‪ .‬طيب‪ ،‬أنت اآلن ال تعرف‬

‫هل هي اسم أم فعل أم حرف‪ ،‬كيف ستعرف؟ االسم له أحكام‪ ،‬والفعل له أحكام‪،‬‬

‫فسر هذا الحكم وأنت ال تعرف هذه الكلمة أسماء أم‬


‫والحرف له أحكام‪ ،‬طيب‪ :‬كيف ست ِّ‬
‫أفعال أم حروف‪ ،‬فالبد من التمييز المتقن بين األسماء واألفعال والحروف‪ ،‬وكل‬

‫الكلمات التي ذكرتها قبل قليل أسماء‪ ،‬فـ (جالس) اسم‪ ،‬و(جلوس) اسم‪ ،‬و(صه) اسم‪،‬‬

‫والواو اسم‪ .‬كيف نعرف ونتأكد من هذه األمور؟‬

‫‪06‬‬
‫هذه المسألة الثالثة‪ ،‬المسألة الثالثة عندنا (العالمات المم ِّيزة التي ُتم ِّيز كل قسم من‬

‫أقسام الكلمة) يعني ُتم ِّيز االسم عن أخويه (الفعل والحرف)‪ ،‬و ُتم ِّيز الفعل عن أخويه‪،‬‬

‫و ُتم ِّيز الحرف عن أخويه‪.‬‬

‫وهناك طرق كثيرة للتمييز بين األسماء واألفعال والحروف‪ ،‬اآلجرومية اكتفت‬

‫بطريقة واحدة‪ ،‬وهي‪ :‬التمييز بينها بالضوابط اللفظية‪ ،‬قال فيها ابن آجروم –رحمه الله‪:-‬‬

‫علامات‬ ‫«فاالسم ُيعرف بـ‪ :‬الخفض‪ ،‬والتنوين‪ ،‬ودخول األلف والالم‪ ،‬وحروف الخفض»‪ .‬إ ًذا كم‬
‫الاسم‬
‫ذكر لنا من عالمات مم ِّيزة لألسماء؟ أربعة‪ ،‬وعندما نقول (العالمات المم ِّيزة) أي التي‬

‫ُتم ِّي ُز االسم‪ ،‬و ُتم ِّي ُز الفعل‪ ،‬و ُتم ِّي ُز الحرف‪ ،‬وال ُنريد عالمات اإلعراب (الضمة‪ ،‬والفتحة‪،‬‬

‫سمى عالمات اإلعراب‪ ،‬ال نريد العالمات المم ِّيزة‪ ،‬يعني ُتم ِّي ُز‬
‫والكسرة‪ ،‬والسكون) هذه ُت َّ‬
‫الكلمة هل هي اسم أم فعل أم حرف‪.‬‬

‫عرف بـ‪ :‬الخفض» هذه العالمة المم ِّيزة األولى لألسماء‪،‬‬


‫بدأ باالسم فقال‪« :‬فاالسم ُي ُ‬
‫ٍ‬
‫ُك ُّل كلمة تقبل الخفض فيها ٌ‬
‫اسم‪ ،‬ما المراد بالخفض؟ المراد بالخفض الجر‪ ،‬هذا‬

‫بمعنى واحد‪ ،‬والخفض المراد به أن الكلمة ُيمكن أن‬


‫ً‬ ‫مصطلح لغوي‪ ،‬الجر والخفض‬

‫ُتدخل قبلها حرف جر وتضع في آخرها كسرة‪ ،‬هذا هو الجر أو الخفض‪ ،‬الخفض أو الجر‬

‫يعني أي كلمة يمكن أن تجعل قبلها حرف جر وتجعل على آخرها كسرة‪ ،‬فقد قبلت‬

‫ٍ‬
‫جالس) قبلت‬ ‫(نظرت إلى‬
‫ُ‬ ‫مت على محمدٍّ ) ِ‬
‫قبلت الخفض‪،‬‬ ‫الخفض والجر‪ ،‬فلو قلنا‪( :‬س َّل ُ‬
‫ٍ‬
‫جلوس) قبل‪ ،‬فهذه العالمة المميزة األولى‪.‬‬ ‫(عجبت من‬
‫ُ‬ ‫الخفض‪،‬‬

‫رمز‬
‫والعالمة المميزة الثانية في االسم‪ ،‬قال‪« :‬والتنوين» التنوين معروف‪ ،‬وهو الذي ُي ُ‬
‫ٍ‬
‫كلمة تقبل التنوين (ضمتين أو فتحتين‬ ‫له في اإلمالء بضمتين وفتحتين وكسرتين‪ .‬إ ًذا كل‬

‫‪07‬‬
‫(يجلس) ما يقبل التنوين‪( ،‬اجلس) ما‬
‫ُ‬ ‫اسم‪( ،‬جلس) ما يقبل التنوين‪،‬‬
‫أو كسرتين) فهي ٌ‬
‫ٍ‬
‫(جلوس) هذه‬ ‫(جلوسا)‪،‬‬
‫ً‬ ‫(جلوس)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫(جالس)‬ ‫(جالسا)‪،‬‬
‫ً‬ ‫(جالس)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يقبل التنوين‪ ،‬لكن‬

‫‪ُ ( ،‬أ ٍّ‬


‫ف) اسم أم‬ ‫[اإلسراء‪]64:‬‬
‫ٍ‬
‫و(صه) اسم‪( ،‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ)‬ ‫أسماء ألنها تقبل التنوين‪،‬‬

‫فعل أم حرف؟ كيف س ُتعربون ( ُأ ّ‬


‫ف) وأنتم ال تعرفون هل هي اسم أو فعل أو حرف؟ ال‬

‫ال أن تعرف نوعها‪ ،‬اسم‪ ،‬ثم تعرف كيف ُيعرب االسم‪ ،‬و( ُأ ٍّ‬
‫ف) عرفنا اآلن‬ ‫يمكن‪ ،‬البد أو ً‬

‫اسم‪.‬‬ ‫أنه اسم‪ ،‬ألنه يقبل التنوين‪ُ ( ،‬أ ٍّ‬


‫ف) وبما أنه يقبل التنوين فهو ٌ‬

‫ٍ‬
‫كلمة تقبل (ال) فهي‬ ‫العالمة الثالثة قال‪« :‬ودخول األلف والالم» يعني (ال)‪ ،‬كل‬

‫جالس) تقول‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫(محمدٌ الجلس) ال يأتي‪ ،‬ولكن‬
‫ّ‬ ‫(محمدٌ جلس) ال تقول‬
‫َّ‬ ‫اسم‪،‬‬
‫ٌ‬
‫(جلوس‪/‬الجلوس) يقبل (ال)‪ .‬إ ًذا هذه أسماء‪ .‬طيب لو قلنا مثالً (الذي) اسم‬
‫ٌ‬ ‫(الجالس)‬

‫اسم‪.‬‬
‫أم ال؟ فيها (ال)‪( ،‬الذي) اسم ألن فيه (ال)‪ ،‬فكل ما يقبل (ال) فهو ٌ‬

‫العالمة الرابعة‪ ،‬قال‪« :‬وحروف الخفض» يعني حروف الجر‪ ،‬وهي حروف‬
‫مسموعة‪ ،‬تتبعها العلماء وحصروها‪ ،‬وسيذكرها ابن آجروم‪ ،‬قال‪« :‬وهي‪ِ :‬‬
‫(م ْن)‪ ،‬و(إلى)‪،‬‬

‫و(ر َّب)‪ ،‬و(الباء)‪ ،‬و(الكاف)‪ ،‬و(الالم) و(حروف القسم)» حروف‬


‫و( َع ْن)‪ ،‬و(على) ُ‬
‫القسم من حروف الجر‪« ،‬وهي‪:‬الواو‪ ،‬والباء‪ ،‬والتاء» هذه الحروف ك ُّلها من حروف‬

‫محم ٍد)‪،‬‬ ‫فهي اسم‪ ،‬تقول‪( :‬س َّل ُ‬


‫مت على‬ ‫ٍ‬
‫كلمة ُ‬ ‫الخفض‪/‬الجر‪ ،‬ك ُُّل‬
‫َّ‬ ‫تقبل حروف الجر َ‬
‫قلت (س َّل ُ‬
‫مت عليك) الكاف اسم أم ال؟ اسم‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫(جالس) اسم‪ ،‬إذا ُ‬ ‫ٍ‬
‫جالس)‬ ‫(س َّل ُ‬
‫مت على‬

‫مت عليه)‪ ،‬و(س َّل ُ‬


‫مت عليهم) هذه كلها أسماء‪ ،‬ألنها تقبل‬ ‫ألنها قبلت حرف الجر‪ ،‬و(س َّل ُ‬

‫حروف الجر‪.‬‬

‫‪08‬‬
‫ِ‬
‫وعليه‪ ،‬وعليها‪ ،‬وعليهم) هذه كلها أسماء ألنها قبلت حروف‬ ‫إ ًذا (س َّل ُ‬
‫مت عليك‪،‬‬

‫الجر‪ ،‬هذه ماذا نسميها؟ (الكاف‪ ،‬والواو) نسميها (ضمائر)‪ُ ،‬تسمى (ضمائر متصلة)‪،‬‬

‫الضمائر المتصلة تقبل حروف الجر أو ال تقبل؟ بعضها قبل حروف الجر‪( ،‬س َّل ُ‬
‫مت‬

‫عليك‪ ،‬وعليه‪ ،‬وعليها‪ ،‬وعليهم) كل الضمائر أسماء‪ ،‬هذه قاعدة عقلية‪ .‬إذا كان عندك‬

‫جنس بعضه يقبل هذه العالمة إ ًذا الحكم يشمل كل الجنس‪ ،‬كل الضمائر أسماء‪ ،‬ألن‬
‫ٌ‬

‫بعضها يقبل حروف الجر كما رأينا‪.‬‬

‫طيب‪ :‬اآلن انتهى من الكالم على العالمات المم ِّيزة لالسم‪ ،‬ضبطنا األسماء‪ ،‬م َّيزنا‬

‫أيضا طرق أخرى لتمييز األسماء ما ذكرها ابن آجروم‪،‬‬


‫األسماء بالضابط اللفظي‪ .‬توجد ً‬

‫أيضا أخرى مفيدة‪ ،‬وهي أن تعرف أهم أنواع األسماء‪ ،‬فإذا‬


‫كالتعريف‪ ،‬وهناك طريقة ً‬

‫جاءك هذا النوع تعرف أنه اسم‪.‬‬

‫أهم أنواع‬ ‫أهم أنواع األسماء‪ :‬الضمائر‪ ،‬الضمائر المتصلة والمنفصلة‪ ،‬كل الضمائر‪ ،‬انتهينا‪ ،‬ما‬
‫الأسماء‬
‫في داعي أن ُتط ِّبق العالمات‪ ،‬بما أنك عرفت أن الضمائر أسماء انتهت المشكلة‪ ،‬ضمائر‬

‫(ذهبت)‪ ،‬ومثل كاف المخاطب‬


‫ُ‬ ‫متصلة مثل واو الجماعة (ذهبوا)‪ ،‬ومثل تاء المتكلم‬

‫( ُأ ِح ُّبك)‪ ،‬أو ضمائر منفصلة مثل (أنا‪ ،‬وأنت‪ ،‬وهو‪ ،‬وهي‪ ،‬وإياك) كل الضمائر أسماء‪.‬‬

‫فيما بعد نستفيد من هذه المعلومة‪ ،‬عندما نتحدث عن اإلعراب وكيفية اإلعراب‪،‬‬

‫حرف؟‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫اسم أم ٌ‬
‫فعل أم‬ ‫لكن اآلن نريد فقط أن نم ِّيز النوع‪ ،‬هل هو ٌ‬

‫ومن أنواع األسماء غير الضمائر (أسماء اإلشارة)‪( :‬هذا‪ ،‬وهذه‪ ،‬وهذان‪ ،‬وهاتان‪،‬‬

‫وهؤالء)‪.‬‬

‫‪09‬‬
‫ومن األسماء (األسماء الموصولة)‪( :‬الذي‪ ،‬والتي‪ ،‬واللذان‪ ،‬واللتان‪ ،‬والذين‪،‬‬

‫والالئي‪ ،‬واللواتي)‪.‬‬

‫ومن األسماء (األسماء الخمسة)‪( :‬أخوك‪ ،‬وأبوك‪ ،‬وحموك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو)‪.‬‬

‫ومن األسماء (المصادر) وهو التصريف الثالث للفعل‪( ،‬ضرب يض ِر ُب ضر ًبا)‪،‬‬

‫(ضرب) اسم‪ ،‬و(أكل)‪ُ ،‬‬


‫و(شرب)‪ ،‬و(جلوس) و(قيام) هذه أسماء‪.‬‬

‫ومن األسماء (أسماء الفاعل) التي على وزن فاعل‪ ،‬مثل (قائم‪ ،‬وجالس‪ ،‬ونائم‪،‬‬

‫وشارب‪ ،‬وضارب‪ ،‬وهارب)‪ ...‬إلى آخره‪ .‬هذه كلها أسما ٌء‪.‬‬

‫ومن األسماء (أسماء االستفهام)‪ :‬كل أدوات االستفهام أسماء‪َّ ،‬إال (هل) و(ء)‬

‫حرفان‪ ،‬البد أن ُتم ِّيز ذلك‪ ،‬ألن عند إعراب أدوات االستفهام‪ ،‬أسماء االستفهام ُتعرب‬

‫بإعراب األسماء‪ ،‬و(هل) والهمزة حرفان ُيعربان إعراب الحروف‪.‬‬

‫ومن األسماء (أدوات الشرط) كلها أسماء َّإال (إن) فهي حرف‪ ...،‬وهكذا‪.‬‬

‫انتهينا اآلن وم َّيزنا األسماء‪ ،‬هذا األخ األكبر‪ ،‬طب ًعا ال شك أن األسماء أكثر اللغة‪،‬‬

‫بعدها األفعال‪ ،‬وفي األخير الحروف‪.‬‬

‫ف بـ (قد)‪،‬‬
‫عر ُ‬ ‫ُ‬
‫والفعل ُي َ‬ ‫اآلن ننتقل إلى تمييز األفعال‪ ،‬الفعل كيف ُيم َّيز؟ قال‪« :‬‬ ‫علامات‬
‫ٍ‬
‫عالمات مم ِّيزة‪،‬‬ ‫أيضا أربع‬
‫و(سوف)‪ ،‬و(تاء التأنيث الساكنة)» ذكر للفعل ً‬
‫الفعل‬
‫و(السين)‪َ ،‬‬
‫ِّ‬
‫العالمة األولى (قد)‪ ،‬والثانية (السين)‪ ،‬والثالثة (سوف)‪ ،‬والرابعة (تاء التأنيث الساكنة)‬

‫ٍ‬
‫كلمة تقبل عالمة من هذه العالمات فهي فعل‪( ،‬ﭑ ﭒ) [المؤمنون‪ ، ]6:‬أفلح‪ :‬فعل‪،‬‬ ‫أي‬
‫ُّ‬

‫(قد ُيفلح) ُيفلح‪ :‬فعل‪( .‬سأذهب‪ ،‬سنذهب‪ ،‬ستذهب) هذه كلها فعل‪/‬أفعال‪( ،‬ذهبت) تاء‬

‫‪11‬‬
‫التأنيث الساكنة‪( ،‬جلست) تاء التأنيث الساكنة‪ .‬هذا الذي فعله ابن آجروم‪ ،‬أنه باعنا‬

‫بالجملة‪ ،‬لكن البيع هنا بالجملة ال يصلح في عالمات الفعل‪ ،‬ألن الفعل في قسمته‬
‫ٍ‬
‫وأمر‪ ،‬وإعرابهم يختلف‪ ،‬فالبد من التمييز بينها‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ماض ومضار ٍع‬ ‫المشهورة ينقسم إلى‬

‫يعني التمييز بين الماضي والمضارع واألمر يدخل في الضرورة األولى‪ ،‬ال يكفي أن‬

‫ٍ‬
‫ماض أو مضار ٍع أو أمر‪ ،‬فعلى ذلك البد أن‬ ‫تعرف أنه فعل‪ ،‬ال‪ ،‬البد أن تعرف أنه فعل‬

‫خاصة‪ ،‬وأن يذكر للمضارع عالم ًة خاص ًة‪ ،‬وأن يذكر لألمر عالم ًة‬
‫َّ‬ ‫يذكر للماضي عالم ًة‬

‫خاصة‪ ،‬وليته فعل ذلك –رحمه الله‪.-‬‬


‫َّ‬

‫فنقول‪ :‬أ َّما الفعل الماضي فإن عالمته المم ِّيزة قبول تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬وذكرها‪،‬‬

‫نخصها بالفعل الماضي‪ .‬تاء التأنيث الساكنة عالمة‬


‫خصها بالفعل الماضي‪ ،‬نحن ُّ‬
‫لكن ما َّ‬

‫(محمدٌ‬ ‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬تقول‬ ‫فعل‬ ‫ٍ‬
‫كلمة تقبل تاء التأنيث الساكنة فهي ٌ‬ ‫مم ِّيز ٌة للفعل الماضي‪ُ ،‬ك ُّل‬
‫َّ‬
‫ذهب) هذا في التذكير‪ ،‬وفي التأنيث تقول (هندٌ ذهبت) قبلت تاء التأنيث الساكنة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫كلمة تقبل تاء التأنيث‬ ‫و(جلس‪/‬جلست)‪ ،‬و(ص َّلى‪/‬ص َّلت)‪ ،‬و(صام‪/‬صامت)‪ُ ،‬ك ُّل‬

‫الساكنة‪.‬‬

‫(محمدٌ عسى أن يزورنا)‪،‬‬


‫َّ‬ ‫اسم أم ٌ‬
‫فعل أم حرف؟ أم ماذا؟ نقول‬ ‫طيب‪( :‬وعسى) ٌ‬
‫ٍ‬
‫ماض ألنه يقبل تاء‬ ‫و(هندٌ عست أن تزورنا) إ ًذا قبل تاء التأنيث أم ال؟ قبلت‪( ،‬عسى) فعل‬

‫التأنيث الساكنة‪ .‬طيب (نعم) و(بئس) في المدح والذ ِّم‪( ،‬زيدٌ نعم الرجل) و(هندٌ نعمت‬

‫ٍ‬
‫ماض‪.‬‬ ‫المرأة) يقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬إ ًذا (نعم) و(بئس) ما نوعهما؟ فعل‬

‫‪10‬‬
‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬ففي اإلعراب تعرف أن (نعم)‬ ‫اآلن بعد أن عرفت (نعم) و(بئس) فعل‬

‫و(بئس) ُيعربان مثل (دخل‪ ،‬وخرج‪ ،‬وجلس)‪ ،‬لكن اآلن نريد أن نعرف النوع‪ ،‬إنهما ٌ‬
‫فعل‬

‫ٍ‬
‫ماض‪.‬‬

‫طيب‪ :‬كان وأخواتها نعرف ماذا تعمل‪ ،‬كان وأخواتها ترفع المبتدأ وتنصب‬

‫الخبر‪ ...،‬إلخ‪ ،‬هذا فعلها فيما بعدها‪ ،‬طيب‪ :‬هي في نفسها‪ ،‬كان وأخواتها أسماء أفعال أم‬

‫حروف؟ هي أفعال‪ ،‬فـ (كان) فعل ماضي‪( ،‬كانت)‪ ،‬و(ليس‪/‬ليست) و(أصبح‪/‬أصبحت)‬

‫فإذا عرفت أن كان وأخواتها في نفسها أفعال ماضية فهي ُتعرب مثل (دخل‪ ،‬وخرج‪ ،‬وقام‪،‬‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ .‬هذه عالمة مم ِّيزة للفعل الماضي‪.‬‬ ‫وجلس)‪ ،‬لكن اعرف اآلن أنها فع ٍل‬

‫ٍ‬
‫كلمة تقبل (لم) فهي‬ ‫والفعل المضارع ما عالمته المم ِّيزة؟ قالوا‪ :‬قبول (لم)‪ُ .‬ك ُّل‬

‫(محمد‬
‫َّ‬ ‫(محمدٌ جلس) يقبل (لم)؟ تقول‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫فعل مضارع‪ .‬طيب‪ :‬لو قلت (هندٌ جلست) أو‬

‫لم جلس)؟ ال‪ ،‬ليس مضار ًعا‪ ،‬لكن لو قلت (يجلس‪ /‬لم يجلس)‪( ،‬تجلس‪ /‬لم تجلس)‪،‬‬

‫(نجلس‪ /‬لم نجلس)‪( ،‬أجلس ‪ /‬لم أجلس) هذه كلها أفعال مضارعة لقبولها (لم)‪.‬‬

‫(اجلس‪ /‬لم اجلس) ال يأتي‪ ،‬ليس مضار ًعا‪ .‬إ ًذا فالمضارع عالمته المم ِّيزة قبول (لم)‪.‬‬

‫بقي فعل األمر‪ ،‬ما عالمته‪ ،‬ما العالمة المم ِّيزة التي تم ِّيز األمر عن أخويه (الماضي‬

‫عميه (االسم والحرف)؟ كيف ُنم ِّيز فعل األمر؟ عالمته المميزة‪ :‬قبول‬
‫والمضارع)؟ وعن َّ‬
‫(ياء المخاطبة مع داللته على الطلب)‪.‬‬

‫فعل األمر كيف يتم َّيز؟ يتميز بعالمة مركبة‪ ،‬من شيئين‪ ،‬أن يقبل ياء المخاطبة‪ ،‬وفي‬

‫الوقت نفسه ُّ‬


‫يدل على الطلب‪ .‬فتقول في (اجلس‪ /‬اجلسي)‪ ،‬إذا خاطبت مذك ًّرا (اجلس)‪،‬‬

‫والمخاطبة (اجلسي) قبِل ياء المخاطبة‪ ،‬وقولك (اجلسي) يدل على الطلب أو ال يدل؟‬

‫‪11‬‬
‫ّ‬
‫يدل‪ ،‬تطلب الجلوس‪( ،‬اجلسي)‪ ،‬و(قومي)‪ ،‬و(صومي)‪ ،‬و(اذهبي) و(استمعي) هذه‬
‫أفعال ٍ‬
‫أمر‪.‬‬

‫محمدُ صه) معناه (اسكت)‪ ،‬وعند مخاطبة أنثى تقول (يا ِهندُ‬
‫َّ‬ ‫طيب‪ :‬لو قلت (يا‬

‫صه) قبِل ياء المخاطبة؟ هل تأتي بياء المخاطبة في (صه)؟ ال‪( ،‬صه) ال يقبل ياء‬

‫المخاطبة‪ ،‬إ ًذا هل هو فعل أمر؟ ليس فعل أمر‪ ،‬ألنه يقبل المخاطبة وإن َّ‬
‫دل على الطلب‪،‬‬

‫ألن فعل األمر البد أن يقبل ياء المخاطبة ويدل على الطلب م ًعا‪.‬‬

‫ٍ‬
‫(صه) اسم‪ ،‬يعني الحجم‬ ‫(صه) اسم‪ ،‬ألنه يقبل التنوين‪ ،‬تقول (صه) وتقول‬

‫اسم كيف ُتعربها‪ ،‬كيف تعاملها معاملة األسماء‪ ،‬أم داللتها‬


‫والشكل الخارجي‪ ،‬كلم ٌة ٌ‬
‫فشي ٌء آخر‪.‬‬

‫ِ‬
‫(أنت تذهبين يا هند إلى المدرسة مبكرةً) (تذهبين) الفعل قبِل‬ ‫طيب‪ :‬لو قلنا مثالً‬
‫المخاطبة؟ ال‪ ،‬ألنه ال يدل على الطلب‪ ،‬وليس أمرا‪ ،‬هذا مضارع‪ِ ،‬‬
‫(أنت لم تذهبي) يقبل‬ ‫ً‬
‫(لم)‪ ،‬واألمر‪ :‬ما قبِل ياء المخاطبة وفي الوقت نفسه َّ‬
‫دل على الطلب‪ ،‬مثل (اذهبي)‪.‬‬

‫ٍ‬
‫لبس بين كل كلمات اللغة العربية‪،‬‬ ‫واضحا من دون‬
‫ً‬ ‫بذلك نكون قد م َّيزنا تمي ًيزا‬

‫أسما ًء أو أفعا ً‬
‫ال‪.‬‬

‫علامة‬ ‫أيضا‪ ،‬نقول‬


‫بقي الحرف‪ ،‬األخ األصغر‪ ،‬يعني يأتي في األخير‪ ،‬يقول‪ :‬أريدُ عالمة أنا ً‬
‫الحرف‬
‫له‪ :‬أنت ما لك ع المة‪ ،‬الحروف ليس لها عالمة‪ ،‬كما قال أبو القاسم الحريري في (ملحة‬

‫اإلعراب)‪ ،‬منظومة سهلة جميلة في ثالثمائة بيت‪ ،‬والحريري معروف أنه أديب‪ ،‬أديب‬

‫‪11‬‬
‫عظيم له مقامات‪ ،‬قصص أدبية‪ ،‬وضع في النحو منظومة جميلة‪ ،‬لربما لو سمعتموها عدة‬

‫مرات حفظتموها من سهولتها‪ ،‬يقول فيها‪:‬‬

‫عالمة‬
‫تكن َّ‬
‫فقـــس علـــى قــــولي ْ‬ ‫والحــــرف ما لـــيس له عالمة‬

‫يقول‪ :‬الحرف ليس له عالمة وجودية‪ ،‬وإنما عالمته عدمية‪ ،‬عالمة الحرف أال تنطبق‬

‫عليه عالمات األسماء وال عالمات الفعل‪ .‬الحرف‪ُ :‬ك ُّل كلمة ال تقبل شي ًئا من عالمات‬

‫األسماء المذكورة‪ ،‬وال شي ًئا من عالمات الفعل المذكورة‪ ،‬يعني إذا وجدت كلمة ال تقبل‬

‫الخفض‪ ،‬وال التنوين‪ ،‬وال (ال) ‪ ،‬وال حروف الخفض‪ ،‬وال تقبل تاء التأنيث الساكنة‪ ،‬وال‬

‫(لم)‪ ،‬وال ياء المخاطبة‪ ،‬فماذا تكون؟ تكون حر ًفا‪.‬‬

‫ـم)؟ تقبل (ال) فتصبح‬


‫(محمدٌ لم يذهب) (لم) هل تقبل التنوين؟ (ل ٌ‬
‫َّ‬ ‫تقول مثالً‪:‬‬

‫(محمدٌ لـم يذهب)‪ ،‬و(هندٌ لـم تذهب) ال‬


‫َّ‬ ‫(ألم)؟ ال تقبل‪ ،‬هل تقبل تاء التأنيث الساكنة؟‬

‫تقبل تاء التأنيث الساكنة‪ .‬إ ًذا (لم) حرف‪ .‬و(قد) كذلك حرف‪ ،‬حروف الجر ُك ُّلها حروف‪،‬‬

‫حروف النداء حروف‪ ... ،‬وهكذا‪.‬‬

‫يمكن أن تضبط الحروف – كما ذكرنا في األسماء – بمعرفة أهم أنواع الحروف‪.‬‬

‫أهم أنواع الحروف‪ :‬حروف الجر – ذكرها ابن آجروم قبل قليل –‪.‬‬

‫إن وأخواتها‪ .‬كان وأخواتها قلنا أفعال‪ ،‬أما ّ‬


‫إن وأخواتها تنصب‬ ‫ومن الحروف‪َّ :‬‬ ‫أهم أنواع‬
‫الحروف‬
‫المبتدأ وترفع الخبر‪ ،‬هذا عملها فيما بعدها‪ ،‬طيب‪ :‬هي في نفسها؟ ماذا تكون هي‬

‫(محمدٌ إنَّه) و(هندٌ إنَّها) َّ‬


‫إن تتغ َّير‪ ،‬ال تقبل تاء التأنيث‪ ،‬حرف‪ ،‬كيف‬ ‫َّ‬ ‫حروف‪َّ ،‬‬
‫(إن)‪ ،‬تقول‬

‫‪11‬‬
‫إن كما ُتعرب حروف الجر‪ ،‬مثلما ُتعرب (لم)‪ ،‬الحروف إعرابها‬
‫(إن)؟ ُتعرب َّ‬
‫ُتعرب َّ‬

‫واحد‪ ،‬فنعرف أن َّ‬


‫(إن) حروف ناسخة‪.‬‬

‫ومن الحروف (حروف نصب المضارع)‪ :‬أن‪ ،‬ولن‪ ،‬وكي‪ ،‬وإذن‪.‬‬

‫ولما‪ ،‬والم األمر‪ ،‬وال الناهية‪.‬‬


‫ومن الحروف (جزم حروف المضارع)‪ :‬لم‪ّ ،‬‬

‫ومن الحروف‪( :‬قد) حرف التحقيق أو التقليل‪.‬‬

‫(محمد)‬
‫َّ‬ ‫محمد) كيف ُتعرب (يا)؟‬
‫َّ‬ ‫ومن الحروف (حروف النداء) يا وأخواتها‪( ،‬يا‬

‫ٍ‬
‫إعراب‪ ،‬لكن (يا) كيف ُتعربها؟ إذا عرفت أنها حرف فهي ُتعرب‬ ‫باب‬
‫هذا منادى له ُ‬

‫بإعراب الحروف‪.‬‬

‫محمد وخالد) و‪ :‬حرف‪.‬‬


‫ومن الحروف (حروف العطف)‪( ،‬جاء َّ‬

‫ومن الحروف (حروف الجواب)‪ :‬نعم‪ ،‬وال‪ ،‬وأجل‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫بذلك نكون قد انتهينا بحمد الله تعالى من التمييز بين األسماء واألفعال والحروف‪،‬‬

‫البد أن تم ِّيز كل كلمة وتعرف نوعها هل هي اسم أم فعل أم حرف؟ إ َّما بمعرفة أهم أنواع‬

‫األسماء واألفعال والحروف‪ ،‬أو بهذه الضوابط‪.‬‬

‫وبذلك نكون ‪-‬بحمد الله‪ -‬قد انتهينا من القسم األول من أقسام اآلجرومية‪ ،‬وهو‬

‫باب الكالم والكلمة‪ ،‬قضينا على ُربع اآلجرومية‪.‬‬

‫باب‬ ‫لننتقل م ًعا إلى القسم الثاني من أقسام اآلجرومية‪ ،‬وهو‪ :‬قسم اإلعراب‪( .‬باب‬
‫الإعراب‬
‫اإلعراب) أهم أبواب النحو على اإلطالق‪ ،‬هذا الباب‪/‬القسم أهم أبواب النحو‪ ،‬لماذا؟‬

‫‪15‬‬
‫ألن فيه أكثر األصول‪ ،‬العلم كغيره من العلوم فيه أصول وفيه فروع‪ ،‬من أتقن األصول‬

‫قادرا على فهم هذه الفروع مهما كثرت وإعادتها إلى أصلها‪ ،‬والذي ال يفهم األصول‬
‫صار ً‬
‫على قِلتها ال يستطيع أن ُيتقن العلم ولو حفظ النحو حف ًظا‪ ،‬البد من االهتمام بهذه‬

‫األصول‪ ،‬وقد ذكرنا من قبل في الباب السابق األصل األول‪ ،‬وهو (انقسام الكلمة إلى اسم‬

‫وفعل وحرف)‪.‬‬

‫مهمة جدًّ ا البد من إتقانها‬


‫في هذا القسم‪/‬الباب (باب اإلعراب) سنذكر عدة أصول ّ‬
‫قادرا بعد ذلك على إتقان وفهم ما ُيشرح لك في النحو‪ ،‬يعني‪ :‬كل النحو وكل‬
‫لكي تكون ً‬
‫فروع النحو‪ ،‬فروع النحو يعني‪ :‬إعراب الفعل‪ :‬رف ًعا ونص ًبا وجز ًما‪ ،‬وإعراب االسم‪ :‬رف ًعا‬

‫وخفضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ونص ًبا‬

‫ٍ‬
‫وتفصيالت‪ ،‬و ُك ُّل ما يتعلق بذلك – إعراب الفعل رف ًعا‬ ‫كل ما يتع َّلق بذلك فروعًا‬
‫ُّ‬

‫ا‪/‬جرا – ُك ُّل ما نقوله هناك‪ ،‬ك ُّله بال‬


‫ًّ‬ ‫وخفض‬
‫ً‬ ‫ونص ًبا وجز ًما‪ ،‬وإعراب االسم رف ًعا ونص ًبا‬

‫استثناء‪ُ ،‬ك ُّله سيعتمد اعتما ًدا كامالً على ما نقوله في باب اإلعراب‪ ،‬يعني‪ُ :‬ك ُّل ما نقوله في‬

‫باب اإلعراب البد أن ُتط ِّبقه على كل ٍ‬


‫باب من األبواب القادمة (باب الفاعل) البد أن ُتط ِّبق‬

‫كل ما ُيقال من اإلعراب على باب الفاعل‪ ،‬وعلى باب المفعول به‪ ،‬وعلى المبتدئ‬

‫والخبر‪ ،‬وكان وأخواتها‪ ،‬والحال‪ ،‬والتمييز‪ ،‬والبدء ‪ ...‬إلى آخره‪.‬‬

‫والذي يحدث أن النحوي عندما يشرح باب اإلعراب ثم يأتي إلى باب الفاعل‬

‫سيشرح لك في باب الفاعل المعلومات الجديدة في باب الفاعل فقط‪ ،‬والمعلومات التي‬

‫ُشرحت في باب اإلعراب لن ُيعيدها لك في باب الفاعل‪ ،‬لهذا ال تستطيع أن تفهم باب‬

‫الفاعل‪ ،‬ألن باب الفاعل‪ ،‬لو قلنا مثالً‪ :‬باب الفاعل ‪ %01 ، %611‬هي تطبيقات لباب‬

‫‪16‬‬
‫اإلعراب‪ ،‬و‪ %61‬هي المعلومات الجديدة في باب الفاعل‪ ،‬في باب الفاعل فائدة بنسبة‬

‫تأخيرا فقط‪ ،‬لكن‬


‫ً‬ ‫تقديما‪،‬‬
‫ً‬ ‫‪ % 61‬فقط‪ ،‬تعرف الفاعل‪ ،‬أقسام الفاعل‪ ،‬أحكام الفاعل‪،‬‬

‫تطبيقات الفاعل‪ ،‬إذا كان الفاعل ُمعر ًبا كيف ُتعربه؟ إذا كان الفاعل مبن ًيا كيف ُتعربه؟ إذا‬

‫كان الفاعل جمع مذكر سالم‪ ،‬أو مثنّى؟ هذه كلها تقع في الفاعل‪ ،‬لكن لن ُتذكر في باب‬

‫الفاعل‪ ،‬هذه ُذكرت في باب اإلعراب‪ ،‬البد أن ُتط ِّبقها على الفاعل‪ ،‬لو كان الفاعل مبن ًيا‬

‫كيف ُيعرب؟ ُمعر ًبا كيف ُيعرب؟ جم ًعا‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫لهذا البد من االنتباه وإتقان هذا الباب‪ ،‬باب اإلعراب‪ ،‬وفي أوله يقول ابن آجروم‪-‬‬

‫تعريف‬ ‫ِ‬
‫الختالف العوامل الداخلة عليها لف ًظا أو‬ ‫رحمه الله‪« :-‬اإلعراب هو تغيير أواخرِ الك َِلم‪،‬‬
‫الإعراب‬
‫تقديرا»‪.‬‬
‫ً‬

‫وسنَّة‪ ،‬وكالم العرب‬


‫اإلعراب‪ :‬منذ أن نظر علماء اللغة في الكالم العربي (قرآنًا ُ‬
‫ونثرا) منذ أن نظروا في كالم العرب الستخراج القواعد الضابطة له رأوا فيه‬
‫شعرا ً‬
‫ً‬
‫ووجدوا فيه ظاهرة واضحة‪ ،‬وهي‪ :‬أن بعض الكلمات واضحة‪ ،‬وبعض الكلمات غامضة‪.‬‬

‫وجدوا أن بعض الكلمات إعرابها واضح‪ ،‬وبعض الكلمات إعرابها غامض‪ .‬وجدوا أن‬

‫واضحا‪ ،‬ووجدوا كلمات إعرابها‬


‫ً‬ ‫بعض الكلمات إعرابها واضح فلهذا صار معناها‬

‫غامضا‪ ،‬فم َّيزوا بين األمرين‪ ،‬ولنضرب مثا ً‬


‫ال على ذلك‪:‬‬ ‫ً‬ ‫غامض فلهذا صار معناها‬

‫محمدٌ خالدً ا) هنا العربي ماذا يفهم؟ يفهم أن الفعل هو اإلكرام‪،‬‬


‫َّ‬ ‫لوقلت (أكرم‬

‫ويفهم أن هناك ُمك ِر ًما (فاعل اإلكرام)‪ ،‬وأن هناك ُمكر ًما وقع عليه اإلكرام‪ .‬فالفعل الذي‬
‫والـم ِ‬
‫كرم – الفاعل – الذي فعل اإلكرام هو‪:‬‬ ‫محمدٌ خالدً ا)‪ ،‬طيب‪ُ :‬‬
‫حدث (اإلكرام) (أكرم َّ‬
‫والـمكرم الذي وقع عليه اإلكرام – المفعول به – هو‪ :‬خالدً ا‪.‬‬
‫محمد‪ُ ،‬‬
‫َّ‬

‫‪17‬‬
‫الـمك ِرم؟‬
‫محمدٌ ) من ُ‬
‫َّ‬ ‫أراد هذا المتك ِّلم أن يتفنّن في الكالم فقال‪( :‬أكرم خالدً ا‬

‫محمدٌ هو الفاعل وقد‬


‫َّ‬ ‫محمدٌ وإن تأخر‪ .‬وم ِن ُ‬
‫الـمكرم؟ خالدً ا وإن تقدَّ م‪ .‬كيف عرفت أن‬ ‫َّ‬
‫والضمة للفاعل أم للمفعول به؟ للفاعل‪ .‬وكيف عرفت أن خالدً ا‬
‫ّ‬ ‫الضمة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تأخر؟ لوجود‬

‫الـمكرم؟ لوجود الفتحة‪ ،‬والفتحة للفاعل أم للمفعول به؟ للمفعول به‪.‬‬


‫هو ُ‬

‫ثم نقول في مثال آخر‪( :‬أكرم سيبويه هؤالء)‪ ،‬رجل اسمه (سيبويه) وقد أكرم‬
‫ِ‬
‫هؤالء) الفعل الذي عندنا اإلكرام‪،‬‬ ‫فقلت لك (أكرم سيبويه‬
‫ُ‬ ‫مجموعة من الناس‪،‬‬

‫والـمكرم‪/‬المفعول به‪ :‬هؤالء‪.‬‬


‫والـمكرم‪/‬الفاعل‪ :‬سيبويه‪ُ ،‬‬
‫ُ‬

‫ِ‬
‫سيبويه) ماذا نفهم عندما‬ ‫ِ‬
‫هؤالء‬ ‫أراد هذا أن يتفنَّن في الكالم كاألول فقال‪( :‬أكرم‬

‫والـمكرم‪ /‬المفعول به‪ :‬سيبويه‪.‬‬


‫نسمع هذه الجملة؟ نفهم أن الفاعل‪/‬المكرم‪ :‬هؤالء‪ُ ،‬‬

‫أردت سيبويه هو الفاعل‪ ،‬لكني َّ‬


‫أخرته‪ ،‬كما فعل‬ ‫ُّ‬ ‫أردت ذلك‪ ،‬أنا‬
‫ُّ‬ ‫أراد يقول‪ :‬ال‪ ،‬ما‬

‫محمدٌ وخالد هذه كلمات إعرابها واضح‪ ،‬ألن عليها عالمات‬


‫ّ‬ ‫المتك ِّلم األول‪ .‬نقول‪ :‬ال‪،‬‬

‫عالمات إعراب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إعراب‪ ،‬وهؤالء وسيبويه إعرابها غامض‪ ،‬ألنها ليس عليها‬

‫وضحت لنا المعنى‪ ،‬ب َّينت‬


‫وعالمات اإلعراب توضح المعنى‪ ،‬عالمات اإلعراب َّ‬

‫سموها (كلمة ُمعربة)‪،‬‬


‫سمى النحويون نحو (مح ّمد) و(خالد) َّ‬
‫الفاعل والمفعول به‪ ،‬فلهذا َّ‬
‫عما في نفسي) وفي الحديث‪:‬‬
‫(أعربت َّ‬
‫ُ‬ ‫معربة‪ :‬من قولك (أعرب ُيعرب‪ ،‬إِعرا ًبا)‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫نت‬
‫وضحت وب َّي ُ‬
‫ُ‬ ‫عما في نفسي)؟‬
‫(أعربت َّ‬
‫ُ‬ ‫يب ُتع ِر ُب َّ‬
‫عما في نفسها)) ما معنى‬ ‫((ال َّث ُ‬
‫‪/‬أعربت عما في نفسي) فالذي في نفسي حين ٍ‬
‫ئذ ُمعرب‪ ،‬إذا‬ ‫ُ‬ ‫(وضحت‬
‫ُ‬ ‫وأفصحت‪.‬‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫أعرب ُت ُه‪/‬وضح ُته فيكون الذي في نفسي ُمعرب‪ ،‬ما معنى ُمعرب؟ يعني واضح وب ِّين؟‬

‫‪18‬‬
‫إ ًذا ما معنى قولهم ( ُمعرب)؟ يعني واضح‪ .‬الكلمة إ َّما ُمعربة‪ ،‬ما معنى ُمعربة؟‬

‫واضحا؟ ألن على آخرها عالمة‬


‫ً‬ ‫واضحة‪ .‬ما الواضح فيها؟ إعرابها‪ ،‬لماذا كان إعرابها‬

‫إعراب‪.‬‬

‫البناء‬ ‫ِ‬
‫واضحة اإلعراب‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫كلمات‬ ‫أ َّما نحو (سيبويه) و(هؤالء) ليست كلمات ُمعربة‪ ،‬ليست‬

‫إعرابها غامض‪ ،‬غير واضح‪ ،‬لماذا؟ ألن ليس على آخرها عالمة إعراب‪ ،‬فال نسميها‬

‫سموها (كلمات مبنية)‪ .‬لماذا سموها (كلمات‬


‫كلمات واضحة‪ ،‬ال نسميها كلمات ُمعربة‪ّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫معينة من كالمهم‪ ،‬هذه كلمة بنوها‬ ‫ٍ‬
‫كلمات‬ ‫مبنية)؟ قالوا‪ :‬ألن العرب هم أهل اللغة انتقوا‬

‫كلمات مع َّي ٍنة‬


‫ٍ‬ ‫على الفتحة‪ ،‬وهذه كلمة بنوها على الضمة‪ ،‬وهذه كلمة بنوها على الكسرة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حركة معينة‪.‬‬ ‫في اللغة أخذتها العرب وبنتها على‬

‫ما معنى بنتها على حركة معينة؟ يعني‪ :‬ألزمتها هذه الحركة بحيث ال تتغ َّير كالجدار‬

‫المبني‪ ،‬هذا هو اليوم‪ ،‬طيب‪ :‬األمس؟ كما هو‪ ،‬وغدً ا كما هو‪ ،‬وقبل خمسة أيام؟ كما هو‪.‬‬

‫المبني ال يتغير‪ ،‬في الليل‪ ،‬في النهار‪ ،‬في الظالم‪ ،‬في الضوء‪ ،‬ال يتغير‪.‬‬

‫الكلمة المعربة تلزم حالة واحدة ال تتغ َّير‪ :‬فاعل‪ :‬ال تتغير‪ .‬مفعول به‪ :‬ما تتغير‪.‬‬

‫الـمعربة‬
‫مبتدأ‪ :‬ما تتغير‪ .‬اسم كان‪ :‬ما تتغ َّير‪ .‬فكان من الحق والعدل أن ُنم ِّيز بين الكلمات ُ‬
‫الواضحة والكلمات المبنية‪ ،‬وهذا الذي فعله النحويون‪.‬‬

‫ٍ‬
‫إعراب‪ .‬عالمة‬ ‫الـمعربة هي التي على آخرها عالم ُة‬
‫على ذلك نفهم أن الكلمات ُ‬
‫اإلعراب تتغ َّير بتغ ُّير المعنى‪ ،‬المعنى الناتج عن اإلعراب‪ :‬فاعل‪/‬ضمة‪ .‬مفعول به‪/‬فتحة‪.‬‬

‫إ ًذا عالمة اإلعراب تتغ ّير بتغ ُّير اإلعراب‪ .‬طيب‪ :‬والمبني؟ يتغ َّير بتغ ُّير اإلعراب أم ال؟ ال‬

‫يتغ َّير بتغ ُّير اإلعراب‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫نفهم من ذلك أن الكلمة المعربة هي التي يتغ َّير آخرها‪ ،‬والكلمة المبنية هي التي ال‬

‫يتغ َّير آخرها‪ .‬الكلمة المعربة هي التي تستجيب لإلعراب‪ ،‬والكلمة المبنية ال تستجيب‬

‫ب فيها اإلعراب) مرة يرفعها‪،‬‬


‫لإلعراب‪ .‬الكلمة المعربة تتأثر باإلعراب‪ ،‬يقولون (يتل َّع ُ‬

‫ضمة‪ ،‬ومرة فتحة‪ ،‬ومرة كسرة‪ ،‬ومرة سكون‪.‬‬


‫يجرها‪ ،‬يعني‪ :‬مرة ّ‬
‫ومرة ينصبها‪ ،‬ومرة ّ‬
‫والكلمة المبنية رأسها يابس‪ ،‬كلمتها ثابتة‪ ،‬ال يوجد فيها تغيير‪ ،‬مبني على الكسر‪ٌ ،‬‬
‫فاعل أو‬ ‫ٌ‬
‫مبني على الفتح‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫مفعول به‪ٌ ،‬‬

‫المعرب ُّ‬
‫يدل لفظه‬ ‫ِ‬
‫فلهذا نب ِّي ُن من اآلن المعربات والمبنيات لكي نقول لك‪ :‬انتبه‪ُ ،‬‬

‫على إعرابه‪ ،‬المعرب خذ إعرابه من لفظه‪ ،‬إذا قيل لك (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ) [الفتح‪ ]61:‬ما‬

‫محمد) تعرف مباشرة أن إعرابها الرفع أم النصب أم الجر؟‬


‫تأ َّملت فيها‪ ،‬منذ أن قلت ( َّ‬
‫ُ‬
‫رسول) تعرف أن إعرابها الرفع أم النصب أم‬ ‫الضمة‪ ،‬والضمة عالم ُة رف ٍع‪( .‬‬
‫ّ‬ ‫الرفع‪ ،‬لوجود‬
‫الجر؟ الرفع‪ِ .‬‬
‫(الله) إعرابها الرفع أم النصب أم الجر؟ الجر‪.‬‬

‫(محمدٌ ) عرفنا أن إعرابها الرفع‪ ،‬من أي المرفوعات؟ مبتدأ‪ ،‬أم فاعل؟ هذا‬
‫ّ‬ ‫طيب‪:‬‬

‫شيء آخر‪ ،‬لكن عرفت إعرابها‪ ،‬يعني حكمها اإلعرابي‪ ،‬عرفت حكمها اإلعرابي من‬

‫لفظها‪ ،‬من مجرد اللفظ‪ ،‬نعم‪ :‬خذ إعرابها من لفظها‪.‬‬

‫يغرنك لفظها‪ ،‬فإن لفظها ال ّ‬


‫يدل على إعرابها‪ ،‬ابنته‪ ،‬لو قيل‬ ‫أ َّما المبنيات‪ :‬انتبه‪ ،‬ال َّ‬
‫ِ‬
‫هؤالء)‬ ‫لك‪( :‬جاء هؤالء) ما الحكم اإلعرابي لـ (هؤالء)؟ الرفع أم النصب أم الجر؟ (جاء‬
‫ِ‬
‫(هؤالء) الجر‪ ،‬وقد تجد‬ ‫الذي ال يعرف الفرق بين المعرب والمبني ماذا سيقول؟ سيقول‬
‫ِ‬
‫(هؤالء) المشكلة‬ ‫جره الكسرة‪ .‬يا بني خطأ‪،‬‬
‫اسم مجرور وعالمة ِّ‬
‫من الطالب من ُيعرب‪ٌ :‬‬
‫يفرق بين المعرب والمبني‪ ،‬المبني – انتبه – لفظه ال ُّ‬
‫يدل على إعرابه‪ ،‬ال‪ ،‬إعرابه‬ ‫أنه لم ِّ‬

‫‪11‬‬
‫غامض‪ ،‬إعرابه ال يظهر من لفظه‪ ،‬البد من معرفة السياق والمعنى والذي قبله والذي‬

‫الـمعرب‪ ،‬فإعرابه واضح‪ ،‬لفظه ُّ‬


‫يدل على إعرابه‪.‬‬ ‫بعده‪ ،‬البد أن تفهم أشياء كثيرة‪ ،‬بخالف ُ‬

‫الـمعرب والمبني ‪ -‬تقسيم الكلمة إلى ُمعرب ومبني –‬


‫لهذا نقول‪ :‬إن التفريق بين ُ‬
‫الضرورة الثانية في النحو‪ ،‬والنحو له ضرورتان‪:‬‬

‫الضرورة األولى‪ :‬تقسيم الكلمة إلى اسم وفعل وحرف‪.‬‬

‫والضرورة الثانية‪ :‬تقسيم الكلمة إلى ُمعرب ومبني‪.‬‬

‫ٍ‬
‫حكم نحوي البد مباشرة – في ذهنك‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫كلمة قبل أن ُتعربها أو تحكم عليها بأي‬ ‫ُّ‬
‫كل‬

‫مبني؟‬ ‫أم‬ ‫عرب‬‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫حرف‬


‫ٌ‬ ‫أم‬ ‫اسم أم ٌ‬
‫فعل‬ ‫مباشرة‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫لحظات‬ ‫وفي‬ ‫عملية سريعة جدًّ ا في ثو ٍ‬
‫ان‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫–‬

‫لكي تصل إلى اإلعراب الصحيح والحكم الصحيح‪.‬‬

‫ٍ‬
‫كلمة في اللغة العربية البد أن تعرف هل هي مبني ٌة أم ُمعرب ٌة‪ ،‬ألنها ضرورة‪.‬‬ ‫فلهذا ُك ُّل‬

‫ُأريد من كل طالب أن يأتي بـ (لسان العرب) خمسة عشر مجلدً ا‪ ،‬و ُنحدد كل كلمة‬

‫أرفق بكم من ذلك‪ ،‬النحويون جمعوا لكم كل المسألة‬


‫ُمعرب مبني‪ ،‬تحفظونها‪ .‬النحويون ُ‬

‫كل الكلمات المعربة َّ‬


‫وكل الكلمات المبنية في اللغة العربية‬ ‫في أربعة أسطر‪ ،‬م َّيزوا لكم َّ‬

‫محمد‬
‫َّ‬ ‫في أربعة أسطر‪ ،‬سنعرفها إن شاء الله‪ ،‬والله أعلم‪ ،‬وص َّلى الله وس َّلم على نبينا‬

‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المجلس الثاني‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا‬

‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬أ َّما بعد‪:‬‬


‫َّ‬

‫فقد انتهينا في المجلس األول من القسم األول من اآلجروم ّية‪ ،‬وهو القسم الذي‬

‫تك َّلم فيه ابن آجروم على الكلمة والكالم‪ ،‬ثم شرعنا في القسم الثاني من اآلجرومية‪،‬‬

‫الـمعرب والمبني والفرق بينهما‬


‫مهمة‪ ،‬ب َّينا فيها معنى ُ‬
‫وكان في اإلعراب‪ ،‬ذكرنا مقدمة َّ‬
‫الـمعرب والمبني هي الضرورة الثانية في‬
‫وأهمية التفريق الواضح بينهما؛ ألن التفريق بين ُ‬
‫النحو‪ ،‬فالنحو له ضرورتان‪ .‬األولى‪ :‬تقسيم الكلمة إلى‪( :‬اسم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف)‪ ،‬والثانية‪:‬‬

‫تقسيم الكلمة إلى ( ُمعر ٍ‬


‫ب ومبني)‪.‬‬

‫الـمعربة‬ ‫إ ًذا البد من التفريق بين الكلمات ُ‬


‫الـمعربة والكلمات المبنية؛ ألن الكلمات ُ‬
‫– كما سيأتي – لها طريقة إعراب تختلف عن الكلمات المبن َّية‪.‬‬

‫حصرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫نحصر الكلمات المبنية‬
‫حصرا‪ ،‬وأن ُ‬
‫ً‬ ‫الـمعربة‬
‫نحصر الكلمات ُ‬
‫المطلوب أن ُ‬

‫فلهذا سنحتاج من اآلن إلى الضرورة األولى‪ ،‬واألصل أنكم فهم ُتم الضرورة األولى‪ ،‬اآلن‬

‫بعضه على بعض‪.‬‬


‫ذكرت لكم أن النحو ينبني ُ‬
‫ُ‬ ‫سنحتاج إليها‪ ،‬كما‬

‫الضرورة األولى عرفنا فيها كيف ُنم ِّي ُز االسم عن الفعل عن الحرف‪ ،‬انتهينا من‬

‫ذلك‪ ،‬ال تقولوا‪ :‬هل هذه الكلمة اسم أم فعل أم حرف‪ ،‬انتهينا من ذلك‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫حصر‬ ‫نجمع الحروف‪ ،‬كل حروف اللغة العربية‪ ،‬حروف الجر‪ ،‬والنصب‪ ،‬والجزم‪،‬‬
‫المبنيات‬
‫والنداء‪ ،‬والجواب ‪ -‬إلى آخره –‪ ،‬ثم نعرف هل هي ُمعربة أم مبنية؟ الجواب‪ :‬كل‬

‫مستحق للبِنا) – كما يقول ابن‬


‫ٌّ‬ ‫الحروف مبنية من حيث البناء واإلعراب‪( ،‬وك ُُّل ح ٍ‬
‫رف‬
‫ِ‬
‫حركة آخرها‪،‬‬ ‫مالك – ُك ُّل الحروف من حيث البناء واإلعراب مبنية‪ ،‬مبنية على ماذا؟ على‬

‫مثال‪( :‬في‪ :‬مبني على السكون)‪( ،‬على‪ :‬مختومة بألف) ألف واقفة أو نائمة هي‬
‫لو قلنا ً‬

‫(الكتاب‬
‫ُ‬ ‫دائما في العربية ساكنة‪ ،‬إ ًذا (على‪ :‬مبني على السكون)‪ ،‬ولو قلنا‪:‬‬
‫ألف‪ ،‬واأللف ً‬
‫قائم‪َّ :‬‬
‫إن حرف مبني على الفتح)‪،‬‬ ‫مثال‪َّ :‬‬ ‫ٍ‬
‫(إن زيدً ا ٌ‬ ‫لزيد‪ :‬الم الجر مبنية على الكسر‪ .‬لو قلنا ً‬

‫حرف مبني على الفتح)‪( ،‬نعم‪ :‬حرف جواب مبني على‬


‫ٌ‬ ‫إن‪،‬‬ ‫َّ‬
‫(لعل‪ :‬من أخوات َّ‬

‫السكون)‪ ...‬وهكذا‪ .‬كل الحروف مبنية على حركات أواخرها‪.‬‬

‫ٍ‬
‫(ماض‪،‬‬ ‫انتهينا من الحروف‪ ،‬ننتقل إلى الفعل‪ ،‬عرفنا أن الفعل في قسمته المشهورة‪:‬‬

‫وأمر‪ ،‬ومضارع)‪ :‬الماضي‪ :‬اجمع لي األفعال الماضية (ثالثية‪ :‬قام)‪( ،‬رباعية‪ :‬دحرج)‪،‬‬

‫(سداسية‪ :‬استخرج)‪ ،‬اجمع لي كل األفعال الماضية‪ُ ،‬ك ُّلها مبن َّي ٌة‪ ،‬وكما‬ ‫ُ‬
‫(خماسية‪ :‬انطلق)‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬
‫ماض مبني على‬ ‫سيأتي‪ :‬مبن َّي ٌة على الفتح‪ .‬كل األفعال الماضية مبنية على الفتح‪ .‬كل فع ٍل‬

‫ٌ‬
‫أفعال ماضي ٌة مبنية على‬ ‫الفتح‪ :‬قام‪ ،‬وخرج‪ ،‬وجلس‪ ،‬ونام‪ ،‬وكان‪ ،‬وأصبح‪ ،‬وظ َّن‪ ،‬كلها‬

‫الفتح‪.‬‬

‫القسم الثاني من األفعال‪ :‬فعل األمر‪ُ ،‬ك ُّل أفعال األمر (ثالثي‪ ،‬رباعي‪ُ ،‬خماسي‪،‬‬

‫ُسداسي)‪ ،‬ك ُُّل أفعال األمر مبن َّي ٌة ً‬


‫أيضا‪ ،‬وهي ُتبنى على ما ُيجزم به المضارع‪ ،‬يعني ُتبنى‬

‫على السكون في األغلب (اذهب‪ ،‬اجلس‪ ،‬اسكن)‪ .‬و ُتبنى على حذف النون إذا كان‬

‫المضارع من األفعال الخمسة‪ ،‬يعني فيها واو الجماعة (اذهبوا)‪ ،‬أو ألف اثنين (اذهبا) أو‬

‫‪11‬‬
‫ياء المخاطبة (اذهبي) هذا مبني على حذف النون‪ .‬أو مبني على حذف حرف ع َّلة إذا كان‬

‫آخره حرف ع َّلة‪ ،‬مثل (يدعو‪ُ :‬ادع)‪( ،‬يخشى‪ :‬اِخش)‪( ،‬يرمي‪ :‬اِرم)‪ .‬إ ًذا فعل األمر مبني‬

‫على السكون‪ ،‬وعلى حذف النون‪ ،‬وعلى حذف حرف العلة‪ ،‬كالمضارع المجزوم‪.‬‬

‫انتهينا اآلن من الكلمات‪ ،‬انتهينا من الحروف‪ ،‬ومن الماضي‪ ،‬ومن األمر‪ ،‬هذه‬

‫ثالثة‪ .‬ضع خ ًّطا هنا‪ ،‬و ُن ّ‬


‫سميه (خط اإلعراب) هذا خط اإلعراب‪ ،‬من فهمه ‪-‬بإذن الله‪-‬‬

‫سيفهم اإلعراب‪ ،‬والذي ال يفهمه سيخلط اإلعراب‪ .‬خط اإلعراب‪ ،‬ماذا عن يساره؟‬

‫الحروف والماضي واألمر‪ ،‬هي سواء في اإلعراب‪ ،‬وما سيبقى من الكلمات‪ :‬االسم‪،‬‬

‫والمضارع‪.‬‬

‫المضارع مضار ًعا؟ الماضي‪ :‬ألن زمنه في‬


‫ُ‬ ‫االسم معروف‪ ،‬المضارع؟ لماذا ُس ِّمي‬

‫ضي‪ ،‬فعل األمر‪ :‬ألنه يدل على األمر‪ ،‬واضح‪ .‬أما المضارع‪ :‬لماذا ُس ِّمي‬
‫الـم ّ‬
‫األكثر في ُ‬
‫المضارع مضار ًعا؟ ُمضارع يعني ُمشابه‪ ،‬فعل مضارع‪ :‬يعني ُمشابه‪ ،‬ماذا ُيشابه؟ ُيشابه‬

‫االسم‪ ،‬الفعل المضارع ُس ِّمي مضار ًعا ألنه الفعل الذي ُيشبه االسم‪ُ ،‬يشبه االسم في ماذا؟‬

‫في أشياء كثيرة‪ ،‬أهمها هنا‪ ،‬أن المضارع كاالسم في وجود البناء واإلعراب فيهما‪،‬‬

‫عرب وبعضه مبني‪ ،‬بخالف ما قبل‬


‫عرب‪ ،‬وبعضه مبني‪ ،‬واالسم بعضه ُم ٌ‬
‫فالمضارع بعضه ُم ٌ‬

‫خط اإلعراب‪( :‬الحروف‪ ،‬والماضي‪ ،‬واألمر) هذه الثالثة ُك ُّلها مبنية‪ ،‬ليس فيها شي ٌء‬

‫ُمعرب‪.‬‬

‫فالمضارع مبني؟ ال‪ُ ،‬معرب؟ ال‪ ،‬بعضه ُمعرب وبعضه مبني؟‪ ،‬األكثر في المضارع‬ ‫إعراب‬
‫نون النسوة‪ ،‬وإذا اتصلت به ُ‬
‫نون التوكيد‪.‬‬ ‫أنه ُمعرب‪ ،‬و ُيبنى في حالتين‪ :‬إذا اتصلت به ُ‬ ‫المضارع‬
‫وبناؤه‬
‫المضارع ُمعرب في األكثر‪َّ ،‬إال إذا اتصلت به إحدى النونين‪ :‬نون النسوة ونون التوكيد‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفعل المضارع في األكثر ُمعرب‪ ،‬ما معنى المعرب؟ يعني‪ :‬يتغ َّير آخره بتغ ُّير‬

‫(محمدٌ لم يذهب‬
‫َّ‬ ‫مبكرا)‪،‬‬
‫ً‬ ‫(محمدٌ لن يذهب‬
‫ّ‬ ‫مبكرا)‪،‬‬
‫ً‬ ‫يذهب‬
‫ُ‬ ‫(محمدٌ‬
‫ّ‬ ‫اإلعراب‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫مبكرا)‪ ،‬المضارع‪ :‬إن ُسبق بناصب ُينصب‪ ،‬نواصبه (أن‪ ،‬لن‪ ،‬كي‪ ،‬إذن) إن ُسبق بجازم‬
‫ً‬
‫لما‪ ،‬الم األمر‪ ،‬ال الناهية‪ ،‬أدوات الشرط الجازمة)‪ ،‬وإن لم ُيسبق‬
‫ُيجزم‪ ،‬جوازمه‪( :‬لم‪َّ ،‬‬
‫(محمدٌ لن) هذا ناصب (يذهب)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫يذهب) مرفوع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حمدٌ‬
‫بناصب وال بجازم ُيرفع ( ُم َّ‬
‫(محمدٌ لم) هذا جازم (يذهب)‪.‬‬
‫ّ‬

‫إ ًذا آخر المضارع متغ ِّير‪ ،‬إ ًذا ُمعرب‪ .‬لو قلنا مثالً‪( :‬الرجال يذهبون) في الرفع‪:‬‬

‫ُ‬
‫الرجال يذهبون مبكرين‪ ،‬وفي النصب‪ :‬الرجال لن يذهبوا مبكرين‪ ،‬وفي الجزم‪ :‬الرجال‬

‫لم يذهبوا مبكرين‪ .‬الفعل ثابت أم متغير؟ (يذهبون – يذهبوا – يذهبوا) تغ َّير‪ ،‬إ ًذا ُمعرب‪،‬‬

‫الفعل المضارع في األكثر ُمعرب‪َّ ،‬إال إذا اتصلت به نون النسوة أو نون التوكيد‪ ،‬إذا‬

‫اتصلت به نون النسوة أو نون التوكيد أمعرب أم مبني؟ مبني‪ ،‬ما معنى مبني؟ ثابت‪ ،‬مهما‬
‫ٍ‬
‫مبكرات) الفعل المضارع يذهب‪،‬‬ ‫(الطالبات يذهبن‬
‫ُ‬ ‫تغ َّير اإلعراب‪ ،‬ننظر‪ .‬لو قلنا مثالً‪:‬‬

‫آخر حرف فيه الباء‪ ،‬والنون نون النسوة‪ ،‬نون النسوة نون مفتوحة تعود إلى مجموع مؤنث‪،‬‬

‫يذهبن‪ ،‬آخر الفعل الباء‪ ،‬ماذا عليه؟ سكون‪.‬‬

‫(الطالبات لن يذهبن) انتصب بالفتحة أم الزم السكون؟ الزم‬


‫ُ‬ ‫وإذا وضعنا ناص ًبا‪:‬‬

‫(الطالبات لم يذهبن)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫السكون‪ .‬وفي الجزم‪:‬‬

‫إ ًذا يذهبن اتصلت به نون النسوة في الجزم (يذهبن)‪ ،‬في النصب (يذهبن)‪ ،‬في‬

‫الرفع (يذهبن)‪ ،‬تأثر باإلعراب أم لزم؟ الز ٌم ثابت‪ .‬إ ًذا ُم ٌ‬


‫عرب أم مبني؟ مبني على‬

‫السكون‪ ،‬إذا اتصل بنون النسوة ُيبنى على السكون‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وإذا اتصل بنون التوكيد‪ ،‬نون التوكيد هي نون ساكنة إن كانت ُمخففة‪ ،‬أو نون‬

‫مبكرا) ثم تؤكد بالنون فتقول‪( :‬هل‬


‫ً‬ ‫تذهب‬
‫ُ‬ ‫ُمشدَّ دة مفتوحة إن كانت ثقيلة‪ ،‬تقول‪( :‬هل‬

‫مبكرا) تذهب آخره الباء‪ ،‬اتصلت به نون التوكيد (تذهب) انفتحت (تذهب َّن)‪.‬‬
‫تذهب َّن ً‬

‫لما‪ ،‬الم األمر‪ ،‬ال الناهية)‪،‬‬


‫وإذا وضعنا قبله جاز ًما مثل‪ :‬ال الناهية‪ ،‬الجوازم (لم‪َّ ،‬‬
‫مثل‪ :‬ال تلعب‪ ،‬ال تجلس‪ ،‬ال تذهب‪ .‬ضع ال الناهية قبل (تذهب َّن)‪ ،‬تقول‪( :‬ال) ثم تقول‪:‬‬

‫(ال تذهب َّن يا محمد)‪( ،‬ال تذهب َّن) الجزم‪ ،‬عالمة الجزم السكون أم الفتحة؟ السكون‪ ،‬لكن‬

‫هنا تقول‪( :‬ال تذهب َّن) لزم الفتح‪.‬‬

‫(هل تذهب َّن) هل كلم ُة (هل) من نواصب المضارع؟ ال‪ ،‬النواصب (أن‪ ،‬لن‪ ،‬كي‪،‬‬

‫ولما‪ ،‬والم األمر‪ ،‬وال‬


‫إذن)‪ .‬هل كلمة (هل) من جوازم المضارع؟ ال‪ ،‬الجوازم (لم‪َّ ،‬‬
‫الناهية‪ ،‬وأدوات الشرط الجازمة)‪.‬‬

‫إ ًذا المضارع في قولك (هل تذهب َّن) حكمه الرفع؟ أو النصب أو الجزم؟ ليس‬

‫مسبو ًقا بناصب وال بجازم‪ ،‬حكمه الرفع‪ ،‬ومع ذلك نقول‪( :‬هل تذهب َّن) قول (تذهب َّن)‬

‫الضمة؟ ال‪ ،‬استجاب للجزم فقبِل ُّ‬


‫السكون؟ ال‪ ،‬وإنما لزم حال ًة‬ ‫استجاب للرفع فقبِل َّ‬

‫واحدة وهي الفتح‪ ،‬إ ًذا مبني على الفتح‪.‬‬

‫إذا اتصل المضارع بنون التوكيد فإنه ُيبنى على الفتح‪ ،‬ما معنى ُيبنى على الفتح؟‬

‫صحيح كالم النحويين؟‬


‫ٌ‬ ‫يعني يلزم الفتح وال يستجيب لإلعراب‪ ،‬ال يتأ ّثر باإلعراب‪.‬‬
‫صحيح‪ .‬المضارع معرب‪ ،‬يعني يتغير آخره بتغي ِر اإلعراب‪َّ ،‬إال في هاتين الحالتين‪ِ :‬‬
‫إن‬ ‫َّ ُ ُ ُ ُّ‬ ‫ُ‬
‫اتصلت به نون النِّسوة ُيبنى على السكون‪ ،‬أو اتصلت به نون التوكيد ُيبنى على الفتح‪.‬‬

‫بذلك انتهينا من األفعال‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إعراب‬ ‫ب ِقي ِ‬
‫ت األسماء‪ ،‬األسماء هل هي ُمعربة؟ ال‪ ،‬مبنية؟ ال‪ ،‬وإنما كما قال ابن مالك‪:‬‬
‫الاسم‬
‫عرب ومبني) إن األسماء فيها معرب وفيها مبني‪ ،‬واألكثر واألصل في‬
‫(واالسم منه ُم ٌ‬
‫وبناؤه‬
‫األسماء اإلعراب‪ ،‬أكثر األسماء ُمعربة‪ ،‬والمبني من األسماء أسما ٌء ُمع َّينة قليل ٌة ُمحدّ دة‪،‬‬

‫أشهرها عشرة‪.‬‬

‫إ ًذا فاألصل واألكثر في األسماء أنها ُمعربة‪ ،‬ما معنى ُمعربة؟ يعني‪ :‬آخرها يتغ َّي ُر بتغ ُّير‬

‫محم ٍد)‬
‫َّ‬ ‫(أكرمت محمدً ا) مفعول به ُمكرم‪( ،‬س َّل ُ‬
‫مت على‬ ‫ُ‬ ‫حمدٌ ) فاعل‪،‬‬
‫اإلعراب‪( :‬جاء ُم َّ‬
‫ِ‬
‫الباب)‬ ‫(نظرت إلى‬
‫ُ‬ ‫(فتحت الباب) مفعول به‪،‬‬
‫ُ‬ ‫الباب) فاعل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مجرور‪ ،‬تغ َّير آخره‪( ،‬انفتح‬

‫مجرور‪.‬‬

‫االسم‪ :‬األصل فيه أنه ُمعرب‪ ،‬يتغ َّير آخره بتغ ُّير اإلعراب‪َّ ،‬إال عشرة أسماء َّ‬
‫فإن‬
‫ِ‬
‫حركة آخرها‪ .‬هذه األسماء المبنية ال حيلة لك فيها إال الحفظ أو‬ ‫العرب بنتها على‬

‫اسم‬
‫االستظهار‪ ،‬البد أن تحفظها أو تستظهرها‪ ،‬يعني إذا وردت في الكالم تعرف أنها ٌ‬
‫مبني‪.‬‬
‫أشهر‬
‫الأسماء‬ ‫ِ‬
‫الضمائر مبني ٌة متصل ًة أو منفصلة‪ .‬اآلن البد أن‬ ‫أشهر األسماء المبنية‪ :‬الضمائر‪ُ ،‬ك ُّل‬
‫المبنية‬
‫عرب هكذا‪ ،‬والمعرب ُيعر ُب هكذا‪ .‬فالضمائر‬
‫تعرف أنها مبن َّية‪ ،‬في اإلعراب‪ :‬المبني ُي ُ‬
‫ِ‬
‫عليك) ضمير مبني‬ ‫ُك ُّلها مبنية (السالم عليك) الكاف ضمير مبني على الفتح‪( ،‬السالم‬
‫ٍ‬
‫ضمير مبني على آخره‪( ،‬هو)‬ ‫الكسر‪( ،‬السالم ِ‬
‫عليه) مبني على الكسر‪ ،‬وهكذا‪ُ ،‬ك ُّل‬ ‫ِ‬ ‫على‬

‫الضم‪( ،‬أنا) مبني على السكون‪ ،‬وهكذا‪...‬‬


‫ِّ‬ ‫مبني على الفتح‪( ،‬نح ُن) مبني على‬

‫االسم المبني الثاني‪ :‬أسماء االستفهام‪ِ ،‬سوى‪(:‬أي) أسماء االستفهام كلها مبنية على‬

‫حركة آخرها ِسوى(أي)‪( ،‬من أبوك)‪ :‬من اسم استفهام مبني على السكون‪( ،‬ما اسمك)‬

‫‪17‬‬
‫ما‪ :‬اسم استفهام مبني على السكون‪( ،‬أين تسكن) أين‪ :‬اسم استفهام مبني على الفتح‪،‬‬

‫(كيف جئت) كيف‪ :‬اسم استفهام مبني على الفتح‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫من األسماء المبنية الثالث‪ :‬أسماء الشرط‪ِ ،‬سوى‪( :‬أي)‪ :‬الشرط يعني‪ :‬أن ُتر ِّتب‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫بواسطة أداة‬ ‫فعال على فع ٍل‬
‫ب ً‬ ‫فعال على فع ٍل بواسطة أداة شرط‪( ،‬من يجتهد ينجح) ُتر ِّت ُ‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫شرط‪.‬‬

‫أدوات الشرط‪ :‬سبق أن عرفنا أنها أسماء وحروف‪ُ ،‬ك ُّلها أسماء َّإال (إن) حرف‪.‬‬

‫أسماء الشرط من حيث البناء واإلعراب‪ُ ،‬معربة أم مبنية؟ ُك ُّلها مبنية َّإال (أي)‪( ،‬من‬

‫يجتهد ينجح) من‪ :‬اسم شرط مبني على السكون‪( ،‬مهما تفعل ُتجز به) مهما‪ :‬اسم شرط‬

‫مبني على السكون‪( ،‬أين تسكن أسكن)‪ ،‬هذا شرط أم استفهام؟ شرط‪ ،‬إ ًذا (أين) اسم‬

‫شرط مبني على الفتح‪.‬‬

‫محمد) هذا استفهام أم شرط؟ استفهام‪( .‬من يجتهد ينجح)‬


‫ّ‬ ‫بخالف (أين تسك ُن يا‬

‫من‪ :‬شرط‪( ،‬من أبوك) استفهام‪ ،‬فالمعنى هو الذي ُيحدِّ د‪.‬‬

‫ذكرنا ثالثة أسماء مبنية (الضمائر – أسماء االستفهام – أسماء الشرط)‪.‬‬

‫ومن األسماء المبنية الرابع‪ :‬األسماء الموصولة‪ِ ،‬سوى المثنّى‪ .‬ماذا نقصد باألسماء‬
‫الموصولة؟ (الذي – التي – ِ‬
‫الذين – الالتي) ويقال (الالئي واللوائي) هذه هي األسماء‬

‫حركة آخرها‪ .‬كيف مبنية؟ تقول‪( :‬جاء الذي ُأ ِح ُّبه) جاء‪ :‬فعل‬
‫ِ‬ ‫الموصولة‪ ،‬وهي مبنية على‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬من الذي جاء (الفاعل) من الذي جاء؟ الجواب‪( :‬الذي) فاعل‪ ،‬الذي فعل الفعل‬

‫‪18‬‬
‫الضمة عالمة الرفع؟ ال؛ ألنه مبني على‬
‫َّ‬ ‫فاعل‪ ،‬والفاعل رفع أو جزم؟ رفع‪ ،‬هل قبِل‬
‫ٌ‬

‫السكون‪.‬‬

‫ِ‬
‫(أكرمت) هذه‬
‫ُ‬ ‫(أكرمت الذي ُأح ُّبه) أكرم‪ :‬فعل‪ ،‬والفاعل‪(:‬أنا) ُ‬
‫الـمع َّبر عنه بالتاء‬ ‫ُ‬

‫أكرمت من؟ الكرم وقع على من؟ (الذي) الذي‬


‫ُ‬ ‫تائي أنا‪ ،‬تاء المتك ِّلم‪ ،‬فالتاء فاعل‪ ،‬طيب‪:‬‬

‫مفعول به‪ ،‬المفعول به نصب أم جزم؟ نصب‪ ،‬ومع ذلك ما قبل عالمة النصب (الفتحة)؛‬

‫ألنه مبني على السكون‪.‬‬

‫(جاء الذين ُأ ِح ُّبهم) من الذي جاء؟ (الذين)‪ ،‬الذين‪ :‬فاعل‪ ،‬ومع ذلك مبني على‬

‫(سلمت على الذين) ألنه مبني على‬


‫ُ‬ ‫الفتح‪( .‬س َّل ُ‬
‫مت على) حرف جر تجر جبالً‪ ،‬وتقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫الـمثنَّى ُمعرب أم‬ ‫الفتح‪ .‬األسماء الموصولة ك ُّلها مبني على حركة أواخرها سوى ُ‬
‫الـمثنَّى‪ُ ،‬‬
‫ِ‬
‫اللذان‬ ‫فعال يتغ َّير؟ ننظر‪ ،‬نجعله فاعالً‪( :‬جاء‬
‫مبني؟ ُمعرب‪ .‬ما معنى ُمعرب؟ يتغ َّير‪ ،‬هل ً‬

‫(أكرمت اللذي ِن ُأ ِح ُّبهما) إ ًذا تغ َّير‪( ،‬اللذان‪ ،‬اللذين)‪ ،‬إ ًذا ُمعرب‪ ،‬الذي‬
‫ُ‬ ‫ُأ ِح ُّبهما)‪ .‬مفعول به‪:‬‬

‫يتغ َّير ُمعرب‪ ،‬صحيح‪.‬‬

‫الـمثنَّى‪ .‬فأسماء اإلشارة ِسوى المثنَّى‬ ‫ِ‬


‫ومن األسماء المبنية‪ :‬أسماء اإلشارة‪ ،‬سوى ُ‬
‫مبنية‪ ،‬يعني‪( :‬هذا‪ ،‬وهذه‪ ،‬وهؤالء) هذه أسماء اإلشارة‪ ،‬تقول‪( :‬جاء هذا) سكون مع أنه‬

‫(أكرمت هذا) سكون مع أنه مفعول به‪( ،‬س َّل ُ‬


‫مت على هذا) سكون مع أنه مسبوق‬ ‫ُ‬ ‫فاعل‪،‬‬
‫ِ‬
‫هؤالء) مالز ٌم للكسر مع أنه‬ ‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫هؤالء)‪،‬‬ ‫بحرف جر؛ ألنه مبني على السكون‪( ،‬جاء‬

‫الـمثنى من أسماء اإلشارة فهو ُمعرب‪ ،‬يعني متغ ِّير‪ ،‬تقول‪( :‬جاء‬ ‫ِ‬
‫فاعل‪ ،‬مفعول به‪ .‬سوى ُ‬
‫ِ‬
‫و(أكرمت هذي ِن) ُم ٌ‬
‫عرب‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫هذان)‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫من األسماء المبنية‪ :‬أسماء األفعال‪ ،‬وهي أسماء سماع ّية‪ ،‬حصرها العلماء‪ ،‬لفظها‬

‫اسم‪ ،‬ومعناها فعل‪ ،‬مثل (آمين) هذا اسم‪ ،‬معناه‪ :‬استجب‪( ،‬آمين) مبني على الفتح‪ ،‬مثل‬

‫(صه) مبني على السكون‪ ،‬أو (ص ٍه) مبني على الكسر‪ ،‬مثل ( ُأ ٍّ‬
‫ف) مبني على الكسر‪،‬‬

‫(هيهات) مبني على الفتح‪ .‬هذه أسماء أفعال‪ُ ،‬ك ُّلها مبنية على حركات أواخرها‪.‬‬

‫كل ٍ‬
‫اسم مختو ٍم بـ (ويه) مثل (سيبويه)‪،‬‬ ‫(ويه)‪ُّ ،‬‬
‫من األسماء المبنية‪ :‬االسم المختوم بـ ْ‬
‫اسم‬ ‫ِ‬ ‫مبني على الكسر‪( ،‬جاء سيبوي ِه)‪،‬‬
‫(رأيت سيبويه)‪ٌ ،‬‬
‫ُ‬ ‫(عمرويه)‪( ،‬خالويه)‪( ،‬راهويه) ٌ‬
‫مبني على الكسر‪.‬‬

‫أخيرا من األسماء المبنية‪ :‬األعداد المركبة‪ ،‬مركبة يعني‪ :‬من أحد عشر إلى تسعة‬
‫ً‬
‫عشر‪ِ ،‬سوى (اثني عشر)‪ .‬األعداد المركبة من أحد عشر إلى تسعة عشر مبني ٌة على فتح‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬من الذي جاء؟ الذي جاء‬ ‫رجال) جاء‪ :‬فعل‬
‫ً‬ ‫الجزئين‪ ،‬تقول (جاء خمسة عشر‬

‫(خمسة عشر) ما إعراب خمسة عشر؟ فاعل‪ ،‬الفاعل هو الذي فعل الفعل‪( ،‬خمسة عشر)‬

‫الضمة؟ لماذا؟ ألن األعداد المركبة مبن َّي ٌة على فتح الجزئين‪،‬‬ ‫فاعل ومع ذلك ما قبِ ِ‬
‫لت‬
‫َّ‬
‫جرت التي بعدها؛ ألنه‬ ‫و(س َّل ُ‬
‫مت على خمسة عشر رجالً) على‪ :‬حرف جر‪ ،‬ومع ذلك ما َّ‬
‫رجال)‪.‬‬ ‫مبني ُمالز ٌم للفتح‪( ،‬س َّل ُ‬
‫مت على خمسة عشر ً‬

‫فاألعداد المركبة مبنية على فتح الجزئين‪ِ ،‬سوى (اثني عشر) يعني ُمعرب‪ ،‬يعني‬

‫رجال)‪.‬‬
‫و(رأيت اثني عشر ً‬
‫ُ‬ ‫رجال)‪،‬‬
‫ُمتغ ِّير‪ ،‬تقول (جاء اثنا عشر ً‬

‫فالخالصة أن األصل واألكثر في األسماء أنها ُمعربة‪ ،‬واألسماء المبنية قليلة أشهرها‬

‫عشرة‪ ،‬ذكرنا أشهر َ‬


‫العشرة‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪11‬‬
‫تهتم بهذه األسماء وأن تحفظها أو تستظهرها‬
‫النحو أكثره في األسماء‪ ،‬فالبد أن َّ‬
‫الكلمة من‬ ‫على األقل‪ ،‬والخالصة أن الكلمة من حيث البنا ُء واإلعراب تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫حيث الإعراب‬
‫والبناء‬ ‫المبني ك ُّله‪ ،‬ويشمل ذلك الحروف‪ُ ،‬ك ُّلها مبنية‪ ،‬والفعل الماضي‪ُ ،‬ك ُّله مبني‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫األول‪:‬‬

‫وفعل األمر‪ُ ،‬ك ُّله مبني‪.‬‬

‫عرب ومبني‪ ،‬ويشمل‪ :‬األسماء‪،‬‬


‫والثاني‪ :‬ما بعضه ُمعر ٌب وما بعضه مبني‪ ،‬أو ما فيه ُم ٌ‬
‫عرب وبعضه مبني‪ ،‬ونضع بينهما َّ‬
‫خط‬ ‫عرب وبعضها مبني‪ .‬والمضارع‪ ،‬بعضه ُم ٌ‬
‫بعضها ُم ٌ‬

‫اإلعراب‪.‬‬

‫ُّ‬
‫خط اإلعراب يقسم الكلمات إلى قسمين‪ :‬على اليسار‪( :‬الحرف‪ ،‬والماضي‪،‬‬

‫واألمر)‪ ،‬على اليمين‪( :‬االسم‪ ،‬والمضارع)‪.‬‬

‫القسم األول‪ :‬وهو الحروف والماضي واألمر‪ ،‬سنقضي عليه اآلن بالضربة القاضية‪،‬‬

‫ولن نعود إليه بعد ذلك‪ ،‬سنقول كلمتين وينتهي أمره‪ ،‬ليبقى باقي النحو ُك ُّله بعد ذلك‬

‫القسم الثاني‪.‬‬

‫القسم األ ول‪( :‬الحروف‪ ،‬والماضي‪ ،‬واألمر)‪ ،‬هذا ليس فيه في النحو إال كلمتان‬

‫سهل جدًّ ا‪ٌ ،‬‬


‫سهل جدًّ ا‪ ،‬ال ُيعذر أحدٌ من‬ ‫فقط‪ ،‬نقولها اآلن وننتهي منها‪ ،‬فلهذا فإن إعرابه ٌ‬

‫الخطأ في إعراب هذا القسم‪ ،‬ألن اإلعراب ثالثة أنواع‪ :‬اإلعراب السهل‪ ،‬واإلعراب‬

‫الـمشكِل‪.‬‬
‫المنضبط‪ ،‬واإلعراب ُ‬

‫‪10‬‬
‫اإلعراب السهل‪ :‬البد أن تضبطه ال ُيقبل الخطأ فيه‪ ،‬ومن اإلعراب السهل‪ :‬إعراب‬

‫الحروف‪ ،‬والماضي‪ ،‬واألمر‪ .‬كيف ُنعرب الحروف والماضي واألمر؟ أو ً‬


‫ال‪ :‬نذكر نوعها‪.‬‬

‫أركان ثان ًيا‪ :‬نذكر حكمها اإلعرابي‪ ،‬ثال ًثا‪ :‬نذكر حركة بنائها‪ .‬هذه أركان اإلعراب‪.‬‬
‫الإعراب‬
‫الركن األول‪ :‬نذكر نوعها‪ ،‬وقد عرفنا تقسيم الكلمة‪ ،‬إلى (اسم‪ ،‬وفعل‪ ،‬وحرف)‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬نذكر إعرابها‪ ،‬يعني نذكر حكمها اإلعرابي‪ ،‬ما حكمها اإلعرابي؟‬

‫الركن الثالث‪ :‬نذكر حركة بنائها‪.‬‬

‫مثال كلمة (سوف) هذا من الحروف‪.‬‬


‫ُنط ِّب ُق ذلك‪ ،‬نأخذ ً‬

‫ً‬
‫أوال‪ :‬نذكر نوعه‪ ،‬اسم أم فعل أم حرف؟ حرف‪ ،‬حرف تسويف‪.‬‬

‫ٍ‬
‫خيارات في‬ ‫الركن الثاني‪ :‬نذكر حكمها اإلعرابي‪ .‬ما الحكم اإلعرابي؟ عندنا خمسة‬

‫آجروم بعد‬
‫الحكم اإلعرابي‪ .‬حكم الكلمة اإلعرابي‪ :‬إ َّما أن يكون الرفع – سيذكرها ابن ُّ‬
‫قليل – أو يكون النصب‪ ،‬أو يكون الجر‪ ،‬أو يكون الجزم‪ ،‬أو يكون ‪...‬‬

‫ٍ‬
‫شيء له حكم‬ ‫الكلمة من حيث الحكم اإلعرابي ما حكمها؟ في الشريعة كل‬

‫شرعي‪ ،‬إ َّما أن يكون حكمه الوجوب‪ ،‬أو التحريم‪ ،‬أو االستحباب‪ ،‬أو الكراهة‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬
‫كلمة البد أن‬ ‫اإلباحة‪ .‬البد من حكم‪ .‬الحكم اإلعرابي ألي كلمة في اللغة العربية؟ ُك ُّل‬

‫يكون حكمها اإلعرابي إ َّما الرفع‪ ،‬أو النصب‪ ،‬أو الجر‪ ،‬أو الجزم‪ ،‬أو ‪...‬‬

‫الكلمة من حيث الحكم اإلعرابي إ َّما أن يكون حكمها الرفع‪ ،‬أو النصب‪ ،‬أو الجر‪،‬‬

‫أو الجزم‪ ،‬أو ليس لها حكم إعرابي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الكلمة إ َّما أن يكون حكمها اإلعرابي الرفع‪ ،‬أو النصب‪ ،‬أو الجر‪ ،‬أو الجزم‪ ،‬أو ليس‬

‫لها حكم إعرابي‪ .‬هذه هي الخيارات الموجودة للكلمة‪.‬‬

‫والحروف والماضي واألمر؟ هذه الثالثة ما حكمها اإلعرابي؟ الرفع أم النصب أم‬

‫الجر أم الجزم أو ليس لها حكم إعرابي؟ ليس لها حكم إعرابي‪ ،‬وهذا الذي جعل إعرابها‬

‫جر‪،‬‬
‫نصب‪ ،‬وال ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫رفع‪ ،‬وال‬
‫سهال‪ .‬هذه الثالثة تتميز بأنها ليس لها حكم إعرابي‪ ،‬ال يدخلها ٌ‬
‫ً‬
‫الـم ِ‬
‫عربون‪ :‬ال محل له من اإلعراب‪ .‬ما معنى قول‬ ‫وال جزم‪ ،‬وهذا الذي يقول عنه ُ‬
‫كم إعرابي‪ ،‬ال رفع وال نصب وال جر‬
‫الـمعربين‪ :‬ال محل له من اإلعراب؟ أي ليس له ُح ٌ‬
‫ُ‬
‫حكم إعرابي‪ ،‬ال رفع‪ ،‬وال‬
‫ٌ‬ ‫وال جزم‪ .‬ما معنى (ال محل له من اإلعراب)؟ يعني‪ :‬ليس له‬

‫نصب‪ ،‬وال جر‪ ،‬وال جزم‪.‬‬

‫متى نقول (ال محل له من اإلعراب)؟ قبل خط اإلعراب‪ ،‬يعني‪ :‬مع الحروف‬

‫والماضي واألمر‪ .‬أي حرف‪ ،‬أي ماضي‪ ،‬أي أمر ال محل له من اإلعراب‪.‬‬

‫(سوف) قلنا نوعه‪ :‬حرف تسويف‪ ،‬حكمه اإلعرابي‪ :‬ال محل له من اإلعراب‪ ،‬يعني‪:‬‬

‫إعراب‬
‫ٌ‬ ‫ليس له حكم إعرابي‪ .‬حركة بنائه‪ :‬مبني على حركة آخره (سوف) مبني على الفتح‪،‬‬

‫كامل‪ ،‬في االختبار تأخذ الدرجة كاملة غص ًبا على األستاذ‪.‬‬

‫حرف تحقيق‪ .‬حكمه‬


‫ُ‬ ‫مثال‪( :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) [المؤمنون‪ُ ]6:‬نعرب (قد)‪:‬‬
‫لو قلنا ً‬

‫اإلعرابي‪ :‬ال محل له من اإلعراب‪ .‬حركة بنائه‪ :‬مبني على السكون‪( .‬أفلح) هل قبل خط‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ .‬حكمه اإلعرابي‪ :‬ال‬ ‫ٍ‬
‫ماض‪ُ ،‬نعربه‪( ،‬أفلح) ما نوعه؟ فعل‬ ‫اإلعراب أم بعده؟ فعل‬

‫يتحمل الخطأ؛ ألن اإلعراب ثابت‪.‬‬


‫ّ‬ ‫محل له من اإلعراب‪ .‬حركة بنائه‪ :‬مبني على الفتح‪ .‬ما‬

‫‪11‬‬
‫(ذهب‪ ،‬وجلس‪ ،‬وسجد‪ ،‬وركع‪ ،‬ودخل‪ ،‬وخرج‪ ،‬وكان‪ ،‬ونعم‪ ،‬وبئس‪ ،‬وأصبح‪،‬‬

‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ُّ‬


‫وظ َّن) ُكلها إعرابها‪ :‬فعل ماض ال محل له من اإلعراب ٌ‬
‫مبني على الفتح‪.‬‬

‫مثال قول الله – عز وجل ‪( :-‬ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ) [البقرة‪،]45:‬‬


‫نأخذ ً‬

‫اسكن‪ :‬فعل أمر – قبل خط اإلعراب – ُنعربه‪ :‬نوعه‪ :‬فعل أمر‪ .‬حكمه اإلعرابي‪ :‬ال محل‬

‫له من اإلعراب‪ .‬حركة بنائه‪ :‬مبني على السكون‪.‬‬

‫فعل ٍ‬
‫أمر‬ ‫(ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) [النصر‪ :]4:‬س ِّبح‪ ،‬استغفر إعرابهما واحد‪ُ ،‬‬

‫ال َّ‬
‫محل له من اإلعراب‪ ،‬ومبني على السكون‪ .‬وكذلك (قم‪ ،‬واجلس‪ ،‬واذهب‪ ،‬واسمع)‬

‫إعرابها واحد‪.‬‬

‫محمد؟ نعم)‪ .‬إعراب نعم‪ :‬حرف جواب‪ ،‬ال محل له من‬


‫َّ‬ ‫مثال‪( :‬هل جاء‬
‫لو قلنا ً‬

‫اإلعراب‪ ،‬مبني على السكون‪.‬‬

‫هذه األركان – أركان اإلعراب الثالثة – لك أن ُتقدِّ م بعضها على بعض‪ ،‬المهم أن‬

‫حرف جواب مبني على السكون ال محل له من‬


‫ُ‬ ‫تأتي بها كاملة‪ ،‬يعني يمكن أن تقول‪ :‬نعم‪:‬‬

‫اإلعراب‪ .‬أو تقول‪ :‬حرف جواب ال محل له من اإلعراب مبني على السكون‪ ،‬أو‪ :‬ال محل‬

‫حرف جواب‪ .‬ال إشكال في ذلك‪.‬‬


‫ُ‬ ‫له من اإلعراب‪ ،‬مبني على السكون‪،‬‬

‫القسم األول هذا إعرابه وهذا كل ما يقول فيه النحويون‪ ،‬انتهينا منه‪ ،‬ومع ذلك‬

‫ٌ‬
‫تفصيل إلعراب األفعال‪ ،‬الماضي واألمر في قسم األفعال بعد قليل‪.‬‬ ‫سيأتي‬

‫حكم إعرابي‪ ،‬يتم َّيز بأنه ال‬


‫ٌ‬ ‫إ ًذا القسم األول‪ :‬ال نتكلم عنه بعد ذلك؛ ألنه ليس له‬

‫حكم له إعراب ًيا‪ ،‬ويقال فيه‪( :‬ال محل له من اإلعراب)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫إ ًذا عندما تبدأ باإلعراب ابحث عن الحروف والماضي واألمر وأعربها‪ ،‬سيكون‬

‫وصحيحا‪.‬‬
‫ً‬ ‫كامال‬
‫إعرابك ‪ -‬إن شاء الله ‪ً -‬‬

‫ننتقل اآلن إلى ما بعد خط اإلعراب‪ ،‬ماذا يشمل؟ يشمل شيئين‪( :‬المضارع‪،‬‬

‫واألسماء)‪.‬‬

‫المضارع واألسماء من حيث اإلعراب عكس القسم األول‪ ،‬يعني‪ :‬البد لهما من‬

‫حكم إعرابي‪ .‬االسم ُمعر ًبا أو مبن ًيا‪ ،‬المضارع ُمعر ًبا أو مبن ًيا البد لهما من ُح ٍ‬
‫كم إعرابي‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬

‫حكم إعرابي‪ ،‬ولذلك ال نقول (ال محل له من‬


‫ٌ‬ ‫تجداسما أو ُمضار ًعا ليس لهما‬
‫ً‬ ‫يمكن أن‬

‫اإلعراب) مع اسم أو مضارع‪.‬‬

‫أقسام‬ ‫عرف اإلعراب‪« :‬وأقسامه أربعة‪:‬‬


‫ما األحكام اإلعرابية؟ يقول ابن آجروم‪ ،‬بعد أن َّ‬
‫الإعراب‬
‫رفع ونصب وخفض وجزم» إ ًذا ما بعد خط اإلعراب‪ :‬األسماء والمضارع‪ُ ،‬معربين كانا أو‬

‫ٍ‬
‫حكم إعرابي‪ ،‬إ َّما خفض‪ ،‬وإ َّما نصب‪ ،‬وإ َّما رفع‪ ،‬وإ َّما جزم‪ ،‬البد‪ .‬ثم‬ ‫مبن ِّيين البد لهما من‬

‫فصل األمر أكثر من ذلك فقال‪ « :‬فلألسماء من ذلك‪ :‬الرفع والنصب والخفض وال جزم‬
‫َّ‬

‫فيها‪ ،‬ولألفعال من ذلك‪ :‬الرفع والنصب والجزم وال خفض فيها»‪.‬‬

‫حكم من ثالثة أحكام‪ :‬الرفع والنصب والخفض – وهو الجر ‪.-‬‬


‫ٌ‬ ‫إ ًذا فاألسماء لها‬

‫واألفعال‪ :‬ماذا ُيريد باألفعال؟ كل األفعال أم المضارع فقط؟ المضارع‪ ،‬فكان ينبغي‬

‫أن يقول (المضارع)‪ ،‬هذه من الملحوظات على اآلجرومية‪ُ ،‬يريدُ بالفعل المضارع فقط‪.‬‬

‫حكم إعرابي‪ ،‬فهو ُيريد المضارع‪ .‬والمضارع‬


‫ٌ‬ ‫عرفنا أن الماضي واألمر ال يدخلهما‬

‫حكم من ثالثة أحكام‪ :‬الرفع‪ ،‬أو النصب‪ ،‬أو الجزم‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫ماذا يدخله؟ يدخله‬

‫‪15‬‬
‫السؤال‪ :‬إذا كان االسم يدخله الرفع والنصب والجر‪ ،‬متى يدخله الرفع؟ متى يكون‬

‫حكمه الرفع؟ ومتى يكون حكمه النصب؟ ومتى يكون حكمه الجر؟ والمضارع يدخله‬

‫الرفع والنصب والجزم‪ ،‬متى يكون حكمه الرفع؟ ومتى يكون حكمه النصب؟ ومتى‬

‫يكون حكمه الجزم؟‬

‫هذه تفاصيل النحو‪ ،‬هذه فروع النحو‪ ،‬هذه التي ستأتي في البابين الثالث والرابع‪،‬‬

‫وجرا)‪ ،‬هذه‬
‫ًّ‬ ‫الثالث في األفعال (رف ًعا ونص ًبا وجز ًما)‪ ،‬الرابع في األسماء (رف ًعا ونص ًبا‬

‫فروع النحو‪ ،‬تفاصيل النحو ستأتي فيما بعد‪ ،‬ولذلك قلنا لكم‪ :‬باقي النحو يتعلق باألسماء‬

‫والمضارع‪ ،‬وسيأتي التفصيل في ذلك عندما نصل إلى الباب الثالث والرابع‪.‬‬

‫بعد ذلك تك َّلم ابن آجروم على عالمات اإلعراب‪ ،‬قال‪« :‬باب معرفة عالمات‬ ‫باب معرفة‬
‫علامات‬
‫اإلعراب»‪.‬‬ ‫الإعراب‬

‫عرفنا مما سبق شرحه أن عالمات اإلعراب تكون في كل الكلمات أم في بعضها؟‬

‫عالمات اإلعراب تكون في كل الكلمات وفي كل األسماء وفي كل األفعال وفي كل‬

‫الحروف؟ أم تكون في بعضها؟ الجواب‪ :‬في بعضها دون بعض‪ ،‬بعض الكلمات فيها‬

‫عالمات إعراب‪ ،‬وبعض الكلمات ليسفيها عالمات إعراب‪.‬‬

‫عالمات اإلعراب أين توجد؟ عالمات اإلعراب تكون في أي الكلمات؟ نحن قلنا‬

‫عالمات اإلعراب تكون في بعض الكلمات فقط‪ ،‬أين تكون عالمات اإلعراب؟ في نهاية‬

‫الـمعربة‪.‬‬
‫الكلمات ُ‬

‫‪16‬‬
‫عالمات اإلعراب ال تكون إال في الكلمات المعربة‪ ،‬ونحن – قبل قليل – قسمنا‬

‫الكلمات بالحصر‪ :‬إلى ُمعرب ومبني‪ ،‬وعرفنا أن الكلمات المعربة إنما تكون في األسماء‬

‫الـمعرب‪ ،‬نستثني المضارع المبني‪.‬‬


‫الـمعربة‪ ،‬نستثني األسماء المبنية‪ ،‬وفي المضارع‪ُ :‬‬
‫ُ‬

‫إ ًذا عالمات اإلعراب تقع في كل األسماء إال األسماء المبنية العشرة‪ ،‬وتقع في‬

‫الفعل المضارع َّإال المضارع إذا اتصلت به نون النسوة ونون التوكيد‪.‬‬

‫الـمعربة فقط‪ ،‬فإذا فهمت ذلك تفهم‬


‫عالمات اإلعراب ال تقع إال في آخر الكلمات ُ‬
‫الـمعرب‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫داخل في األسماء المعربة والمضارع ُ‬ ‫أن َّ‬
‫كل ما سنذكره في عالمات اإلعراب‬

‫ُك ُّل ما سنذكره من أقسام ومن أنواع هنا يدخل في المعربات‪ُ ،‬ك ُّلها معربات‪ ،‬سنذكر‬

‫المثنَّى‪ ،‬نذكر جمع مذكر سالم‪ ،‬وجمع مؤنث السالم – إلى آخره‬
‫األسماء الخمسة‪ ،‬نذكر ُ‬
‫– ماذا تفهم؟ تفهم أن كل هذه األشياء معربات أو مبنيات؟ كلها ُمعربات؛ ألن عالمة‬

‫الـمعرب‪.‬‬
‫اإلعراب ال تكون إال في ُ‬

‫عالمات اإلعراب‪( :‬عالمات)‪ :‬جمع مفرده عالمة‪ ،‬وعالمة مأخوذة من العلم‪.‬‬

‫(ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [الفاتحـــة‪ ، ]6:‬الحمـــدُ ‪ :‬مـــا حكمـــه اإلعرابـــي ؟ ‪ ..‬عرفنـــا‬


‫قلت الحكم اإلعرابي أريد‪( :‬الرفع‪ ،‬النصب‪ ،‬الجـر‪ ،‬الجـزم)‬
‫األحكام قبل قليل‪ ،‬قلناها‪ ،‬إذا ُ‬
‫فقـط‪ ،‬ال تقــل‪ :‬مبتـدأ‪ ،‬أو حــال‪ ،‬أو مرفـوع‪ ،‬ال‪ ،‬الحكــم اإلعرابـي‪( :‬الرفــع‪ ،‬النصـب‪ ،‬الجــر‪،‬‬
‫الجــزم) هــذه هــي األحكــام اإلعرابيــة‪ ،‬فــانتبهوا لــذلك‪ .‬الحكــم اإلعرابــي يعنــي‪( :‬الرفــع‪،‬‬
‫النصب‪ ،‬الجر‪ ،‬الجزم) فقط‪ ،‬ال تقل مرفوع‪ ،‬وال منصوب‪ ،‬وال مبتدأ‪ ،‬وال خبر‪ ،‬وال شيء‪.‬‬

‫الحكم اإلعرابي لـ (ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) هذا يقول الرفع‪ ،‬وأنا أقول‬

‫النصب‪ ،‬وهذا يقول الجر‪ٌ ،‬‬


‫كل يقول ما يشاء‪ ،‬لكن الصواب مع من يستطيع أن ُيدلل على‬

‫‪17‬‬
‫جر؟‬ ‫ٍ‬
‫نصب أم ٍّ‬ ‫والضمة ُ‬
‫دليل رف ٍع أم‬ ‫َّ‬ ‫ضمة‪،‬‬
‫قوله‪ ،‬الدليل مع من؟ تقول‪( :‬الحمدُ ) عليها ّ‬
‫الضمة دليل رفع‪ ،‬إ ًذا القول الصحيح في المسألة أن حكمها اإلعرابي‪ :‬الرفع‪.‬‬
‫َّ‬

‫عالمات اإلعراب في النحو ُتقابل في الفقه األدلة‪ ،‬واألحكام اإلعرابية ُتقابل في‬

‫الفقه األحكام التكليفية‪ ،‬تقول‪ :‬هذا الشيء ما حكمه؟ حكمه الوجوب‪ ،‬أو التحريم‪ ،‬أو‬

‫االستحباب‪ ،‬أو الكراهة‪ .‬ما الدليل؟ الدليل قوله تعالى‪ ،‬الدليل قوله عليه الصالة والسالم‪،‬‬

‫الدليل اإلجماع‪ ،‬الدليل القياس‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫(ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) ما حكم اإلعراب لـ (الحمدُ )؟ تقول‪ :‬الرفع‪،‬‬

‫الضمة‪ .‬ولهذا يقولون في اإلعراب‪( :‬الحمدُ ) مبتدأ مرفوع‪ ،‬ودليل رفعه‪ ،‬والدليل‬
‫َّ‬ ‫والدليل‪:‬‬
‫ِ‬
‫آخره‪ .‬كانوا يقولون ذلك‪ ،‬ثم اصطلحوا على أن الدليل هنا‬ ‫الضم ُة في‬ ‫على أنه مرفوع‪:‬‬
‫َّ‬
‫الضمة‪ .‬ماذا يقصدون بعالمة الرفع؟‬
‫ّ‬ ‫سمى في النحو (العالمة)‪ ،‬تقول‪ :‬وعالم ُة رفعه‬
‫ُي َّ‬
‫يعني‪ :‬دليل الرفع‪.‬‬

‫إ ًذا عالمات اإلعراب يعني أدلة اإلعراب‪ ،‬األدلة‪ ،‬إذا قلت حكمه الرفع‪ ،‬ما الدليل؟‬

‫إذا قلت حكمه النصب‪ ،‬ما الدليل؟ وهكذا في الجر والجزم‪.‬‬

‫(صالحا) حكمه النصب أو الرفع أو‬


‫ً‬ ‫( ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) [األعراف‪:]55:‬‬

‫الجر؟ النصب‪ ،‬والدليل على ذلك الفتحة في آخره‪ُ ( .‬م ٌ‬


‫رسل) حكمه اإلعرابي الرفع‪،‬‬

‫(صالحا)‬
‫ً‬ ‫والـمعربين نقول‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الضمة‪ .‬لكن في اصطالح النحويين‬
‫ّ‬ ‫والدليل على ذلك‪:‬‬

‫ٌ‬
‫(مرسل) نقول‪ :‬مرفوع‬ ‫منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪ ،‬وما نقول‪ :‬ودليل نصبه الفتحة‪،‬‬

‫الضمة‪ ،‬ما نقول‪ :‬ودليل رفعه‪ ،‬وإن كان المعنى واحد‪.‬‬


‫ّ‬ ‫وعالم ُة رفعه‬

‫‪18‬‬
‫فإذا عرفنا ذلك نريد أن نعرف أدلة الرفع والنصب والجر والجزم‪ ،‬أي‪ :‬عالمات‬

‫الرفع والنصب والجر والجزم‪.‬‬

‫ما عالمات اإلعراب؟‬

‫مهمة‪ ،‬فلهذا‬
‫عالمات اإلعراب ‪ ،‬ابن آجروم ‪-‬رحمه الله تعالى‪ -‬يرى أن المسألة ّ‬
‫وفصل‪ ،‬حتى انتهى هذا الفصل‪ ،‬فعندما انتهى قال‪:‬‬
‫وفصل‪َّ ،‬‬
‫وفصل‪َّ ،‬‬
‫فصلها لنا تفصيالً‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫بالحركات‪ِ ،‬‬
‫ِ‬ ‫عربات ِق ْسمان‪ِ :‬ق ْس ٌم ُي ْع َر ُب‬
‫أقسام‬ ‫وق ْس ٌم ُي ْع َر ُب بالحروف» ثم أعاد‬ ‫ُ‬ ‫فص ٌل‪ُ :‬‬
‫الـم‬ ‫« ْ‬
‫المعربات‬
‫يوضح‪ ،‬يعني‪ :‬لعلك بالطريقة األولى ما‬
‫عالمات اإلعراب نفسها لكن بطريقة أخرى‪ ،‬لكي ِّ‬

‫فهمت بها عالمات اإلعراب‪ ،‬تفهمها بالطريقة الثانية‪ ،‬فشرح لنا عالمات اإلعراب‬

‫بطريقتين‪ ،‬وأطال في ذلك الكالم‪ ،‬ونحن سنترك الطريقتين‪ ،‬وسنشرح عالمات اإلعراب‬

‫بطريقة ثالثة‪ ،‬لعلها تكون أسهل من ذلك ك ِّله‪ ،‬تفصيل وكالم طويل وفيها حصر ال أرى‬

‫فيها فائدة كبيرة للطالب المبتدئ‪ ،‬سنختصر عالمات اإلعراب في جدول صغير‪ ،‬نقول‬

‫فيه‪:‬‬

‫عالمات اإلعراب إ َّما أصلية وإ َّما فرعية‪:‬‬

‫علامات‬ ‫معنى أصلية‪ :‬األصل في الشيء‪ ،‬يقال‪ :‬األصل في الشيء كذا‪ ،‬األصل ُيطلق غال ًبا‬
‫الإعراب‬ ‫على األكثر‪ ،‬األصل في الشيء هو األكثر فيه‪ ،‬هذا هو الغالب‪ ،‬يعني‪ :‬األصل في اإلنسان‬
‫الأصلية‬
‫مثال‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫أنه يمشي‪ ،‬ال يحبي ً‬

‫الـمعربات – أسما ًء أو‬


‫األصل في عالمات اإلعراب‪ ،‬العالمات األصلية يعني أكثر ُ‬
‫أفعا ً‬
‫ال – عالم ُة رفعها الضمة‪ ،‬وعالم ُة نصبها الفتحة‪ ،‬وعالمة ِّ‬
‫جرها الكسرة‪ ،‬وعالمة‬

‫‪19‬‬
‫جزمها السكون‪ .‬نسميها بالعالمات األصلية‪ ،‬لماذا ُسميت عالمات أصلية؟ ألن أكثر‬

‫الـمعربات تكون عالمات إعرابها هكذا‪:‬‬


‫ُ‬

‫يذهب)‬
‫ُ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫الباب)‪ ،‬أو تقول‪:‬‬
‫ُ‬ ‫حمدٌ )‪( ،‬انفتح‬
‫(الضمة) تقول‪( :‬جاء ُم َّ‬
‫َّ‬ ‫في الرفع‪:‬‬

‫الضمة‪( ،‬يذهب) فعل ُمضارع مرفوع‪ ،‬عالم ُة رفعه‬


‫ّ‬ ‫حمدٌ ) مبتدأ مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه‬
‫( ُم َّ‬
‫الضمة‪.‬‬
‫ّ‬

‫محمدً ا) أو‬
‫َّ‬ ‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫وفي النصب ‪ :‬عالمة النصب األصلية األكثر (الفتحة)‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫اسم َّ‬
‫إن منصوب‪ ،‬وعالم ُة نصبه الفتحة‪( ،‬يذهب)‬ ‫(محمدً ا) ُ‬
‫َّ‬ ‫محمدً ا لن يذهب)‬ ‫تقول‪َّ :‬‬
‫(إن َّ‬
‫فعل ُمضارع منصوب بـ (لن)‪ ،‬وعالم ُة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫محم ٍد)‪.‬‬ ‫الجر األصلية (الكسرة)‪ ،‬تقول‪( :‬س َّل ُ‬


‫مت على َّ‬ ‫وعالمة ِّ‬

‫(محمدٌ لم يذهب) (يذهب) مجزوم بـ‬


‫َّ‬ ‫وعالمة الجزم األصلية (السكون)‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫(لم) وعالمة جزمه السكون‪.‬‬

‫الـمعربات من األسماء والمضارع‪.‬‬


‫هذه أغلب ُ‬

‫ٍ‬
‫عالمات أخرى غير هذه‬ ‫هناك ُمعربات قليلة بالتتبع واالستقصاء وجدوا أن فيها‬

‫العالمات‪ ،‬حصروا هذه األبواب القليلة بالتتبع واالستقراء في سبعة أبواب‪ ،‬وجدوا أن‬

‫فسموا عالماتها – عالمات اإلعراب‬


‫فيها عالمات أخرى غير هذه العالمات األصلية‪َّ ،‬‬
‫فرع لهذه األصول‪.‬‬
‫فيها ‪ :-‬عالمات إعراب فرعية‪ ،‬يعني‪ :‬كأنها ٌ‬

‫سنمر على هذه األبواب‬


‫ُّ‬ ‫إ ًذا عالمات اإلعراب الفرعية ُتوجد في سبعة أبواب فقط‪،‬‬

‫لنتعرف على عالمات اإلعراب فيها‪.‬‬


‫با ًبا با ًبا – بسرعة ‪َّ -‬‬

‫‪51‬‬
‫عالمات اإلعراب الفرعية في سبعة أبواب‪ ،‬خمس ٌة منها في األسماء‪ ،‬وبابان في‬ ‫علامات‬
‫الإعراب‬
‫الـمعرب منحصر في األسماء والمضارع‪ .‬إ ًذا خمسة أبواب في‬
‫المضارع‪ ،‬ألننا نعلم أن ُ‬
‫الفرعية‬
‫األسماء‪ ،‬وبابان في المضارع‪ ،‬نعدُّ ها عدًّ ا‪:‬‬

‫الباب األول‪ :‬األسماء الخمسة (أبوك – أخوك ‪ -‬حموك – فوك – ذومال)‪.‬‬

‫الباب الثاني‪ :‬المثنَّى‪ ،‬يعني‪ :‬ما َّ‬


‫دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون أو ياء ونون‪.‬‬

‫الباب الثالث‪ :‬جمع المذكر السالم‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬جمع المؤنث السالم‪.‬‬

‫الباب الخامس‪ :‬االسم الممنوع من الصرف‪.‬‬

‫الباب السادس‪ :‬األفعال الخمسة‪.‬‬

‫الباب السابع‪ :‬المضارع المعتل ِ‬


‫اآلخر‪ .‬سنعود إليها با ًبا با ًبا‪.‬‬

‫الباب األول من عالمات اإلعراب الفرعية‪( :‬األسماء الخمسة)‪ :‬األسماء الخمسة‬ ‫الأسماء‬
‫الخمسة‬
‫خاص ٍة بها‪ ،‬وهي‪( :‬أبوك‪،‬‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫إعرابية‬ ‫ٍ‬
‫بعالمات‬ ‫وخصتها‬
‫َّ‬ ‫هي خمسة أسماء اختارتها العرب‬

‫واوا‪ ،‬يقولون‪( :‬جاء أبوك)‪،‬‬


‫وأخوك‪ ،‬وحموك‪ ،‬وفوك‪ ،‬وذو مال)‪ ،‬فالرفع يجعلون فيها ً‬

‫(أكرمت أخاك)‪ ،‬وفي الجر يجعلون فيها يا ًء فيقولون‬


‫ُ‬ ‫وفي النصب يجعلون فيها أل ِ ًفا‪،‬‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬وأبوك‪ :‬فاعل مرفوع‪ ،‬وعالم ُة‬ ‫فعل‬ ‫مت على ِ‬
‫أخيك)‪ ،‬فـ (جاء أبوك) جاء‪ٌ :‬‬ ‫(س َّل ُ‬

‫والكاف مضاف إليه؛ للقاعدة المشهورة في اإلعراب التي‬


‫ُ‬ ‫رفعه‪ :‬الواو‪ ،‬وهو مضاف‪،‬‬

‫ضاف إليه)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫باسم فهو ُم‬ ‫ٍ‬
‫ضمير اتصل‬ ‫تقول‪ُ ( :‬ك ُّل‬

‫‪50‬‬
‫ٌ‬
‫ومنضبط و ُمشكل)‪ ،‬سهل‪ :‬كإعراب‬ ‫ٌ‬
‫(سهل‬ ‫قبل قليل قلنا في التعريف‪ :‬ثالثة أقسام‬

‫ما قبل خط اإلعراب‪ ،‬منضبط‪ :‬هذا أكثر اإلعراب‪ ،‬أكثر اإلعراب منضبط‪ ،‬إذا ضبطنا هذه‬

‫أي ضمير‬
‫ضاف إليه) ُّ‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫باسم فهو ُم‬ ‫ٍ‬
‫ضمير اتصل‬ ‫الضوابط‪ ،‬من هذه الضوابط قولهم‪ُ ( :‬ك ُّل‬
‫ٍ‬
‫بحرف – مباشر ًة تعرف أن هذا االسم ُمضاف والضمير ُمضاف‬ ‫ٍ‬
‫باسم ‪ -‬ال بفع ٍل وال‬ ‫اتصل‬

‫إليه‪.‬‬

‫(أكرمت) أنا‬
‫ُ‬ ‫(أكرمت أخاك) فـ (أكرم) فعل‪ ،‬وتاء المتكلم تائي أنا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫قلت‬
‫وإذا ُ‬

‫الفاعل‪ ،‬إ ًذا نقول التاء فاعل‪ ،‬و(أخاك) مفعول به منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه األلف‪ ،‬وهو‬

‫مضاف‪ ،‬والكاف مضاف إليه‪.‬‬

‫و(س َّل ُ‬
‫مت على أخيك) (على) حرف جر‪ ،‬إعراب مختصر‪ ،‬إعراب كامل عرفناه من‬

‫قبل‪( :‬على) حرف جر‪ ،‬مبني على السكون‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪ .‬لكن نختصر‪ ،‬ألنكم‬

‫ِصرتم ‪-‬ما شاء الله‪ -‬تعلمون‪ ،‬فنتخلص من األمور المعروفة المشهورة المتفق عليها‪،‬‬

‫اسم مجرور‬
‫جر‪ ،‬وأنتم تعرفون باقي اإلعراب‪( .‬على) حرف جر‪ ،‬و(أخيك) ٌ‬
‫نقول‪ :‬حرف ّ‬

‫بـ (على)‪ ،‬وعالم ُة ِّ‬


‫جره الياء‪ ،‬وهو مضاف‪ ،‬والكاف ُمضاف إليه‪ .‬هذه خمسة أسماء‬

‫خصتها العرب لهذا اإلعراب‪.‬‬


‫ّ‬

‫(الـمثنَّى)‪ :‬المثنَّى ما َّ‬


‫دل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون‪ ،‬أو ياء‬ ‫الباب الثاني ُ‬ ‫المثنى‬

‫المحمدان)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(المحمدان)‪( ،‬الهندان)‪( ،‬الطالبان)‪( ،‬الطالبتان)‪ ،‬تقول‪( :‬جاء‬
‫ّ‬ ‫ونون‪ ،‬مثل‬

‫المحمدين)‪ .‬إ ًذا ماذا يضع العرب في المثنّى في حالة‬


‫ّ‬ ‫المحمدين)‪( ،‬س َّل ُ‬
‫مت على‬ ‫ّ‬ ‫(رأيت‬
‫ُ‬
‫ٍ‬
‫ماض‪،‬‬ ‫الرفع؟ أل ًفا‪ ،‬وماذا يضعون في المثنَّى في حالة النصب والجر؟ يا ًء‪( .‬جاء) ٌ‬
‫فعل‬

‫و(المحمدان) ٌ‬
‫فاعل مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه األلف‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ٍ‬
‫ماض مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪،‬‬ ‫اإلعراب الكامل‪( :‬جاء) فعل‬

‫(المحمدان) فاعل مرفوع وعالم ُة رفعه األلف‪ ،‬ألنه ُمثنَّى‪.‬‬


‫َّ‬

‫و(محمدان) فاعل مرفوع وعالمة رفعه األلف‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ماض‪،‬‬ ‫نختصر فنقول‪( :‬جاء) فعل‬

‫(أكرمت) فعل وفاعل‪ ،‬و(المحمدين) مفعول به منصوب‪،‬‬


‫ُ‬ ‫المحمدين)‬
‫ّ‬ ‫و(أكرمت‬
‫ُ‬

‫اسم‬ ‫وعالم ُة نصبه الياء‪( .‬وس َّل ُ‬


‫مت على المحمدين) (على) حرف جر‪ ،‬و(المحمدين) ٌ‬
‫جره الياء‪.‬‬
‫مجرور‪ ،‬وعالمة ِّ‬

‫إ ًذا متى ما رأيت مثنّى وفيه األلف تعرف أن حكمه اإلعرابي الرفع مباشرة‪،‬‬

‫ال داعي لإلكمال‪( ،‬ا ّلذان) تعرف مباشرة أن‬ ‫[النساء‪]61:‬‬ ‫(ﭩ ﭪ ﭫ)‬

‫[فصلت‪]61:‬‬ ‫حكمها الرفع‪ ،‬من أي المرفوعات؟ تأ َّمل‪ ،‬فاعل أو مبتدأ‪ ( .‬ﯹ ﯺ ﯻ)‬

‫مباشرة ليس رف ًعا‪ ،‬إ َّما نصب وإ َّما جر‪ ،‬هنا‪ :‬مفعول به منصوب وعالمة نصبه الياء‪.‬‬

‫وأنت كذلك عندما تتكلم أو تكتب البد أن ُتراعي ذلك‪ ،‬فإذا كان المثنّى مرفو ًعا ‪-‬‬

‫فاعال‪ ،‬مبتد ًأ ‪ -‬تضع فيه األلف‪ ،‬تقول (الطالبان مجتهدان)‪ ،‬فإن لم يكن مرفو ًعا – منصو ًبا‬
‫ً‬

‫(سلمت على المجتهدين) ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬


‫ُ‬ ‫(رأيت الطالبين)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مجرورا تضع فيه الياء‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫ً‬ ‫أو‬

‫جمع‬ ‫الباب الثالث من أبواب عالمات اإلعراب الفرعية‪( :‬جمع المذكر السالم)‪ :‬يعني ما‬
‫المذكر‬
‫(المحمدون‪ ،‬المجتهدون‪،‬‬ ‫ونون أو ٍ‬
‫ياء ونون‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫دل على أكثر من اثنين‪ ،‬بزيادة ٍ‬
‫واو‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫السالم‬
‫المحم ِدين ‪ -‬س َّل ُ‬
‫مت‬ ‫ّ‬ ‫رأيت‬
‫ُ‬ ‫المحمدون ‪-‬‬
‫ّ‬ ‫المسلمون‪ ،‬الصالحون‪ )...‬إلخ‪ .‬تقول (جاء‬
‫ِ‬
‫المهندسين)‪،‬‬ ‫مت على‬ ‫ِ‬
‫المهندسين – وس َّل ُ‬ ‫أكرمت‬
‫ُ‬ ‫المحم ِدين)‪( ،‬جاء المهندسون –‬ ‫على‬
‫ّ‬

‫‪51‬‬
‫واوا‪ ،‬وفي النصب والجر؟ يا ًء‪ ،‬إذ عالمة الرفع الواو‪ ،‬وعالمة‬
‫في الرفع ماذا يضعون؟ ً‬

‫النصب والجر الياء‪.‬‬

‫لماذا بالواو؟ ألنه فاعل‪( ،‬ﯜ ﯝ ﯞ‬ ‫[آل عمران‪]60:‬‬ ‫(ﯜ ﯝ ﯞ)‬

‫ﯟ) لماذا بالياء؟ مفعول به‪ ،‬وهكذا عندما تتكلم إن جعلت جمع المذكر السالم‬

‫فاعال أو مبتد ًأ – تضع فيه الواو‪ ،‬تقول (المجتهدون كثيرون)‪ .‬وإن لم تجعله‬
‫مرفو ًعا – ً‬

‫(أكرمت المجتهدين) أو (س َّل ُ‬


‫مت‬ ‫ُ‬ ‫مجرورا – تضع فيه الياء‪ ،‬تقول‬
‫ً‬ ‫مرفو ًعا – منصو ًبا أو‬

‫على المجتهدين)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫الباب الرابع من أبواب عالمات اإلعراب الفرعية (جمع المؤنث السالم)‪ :‬وهو ما‬ ‫جمع‬
‫ِ‬
‫المتساعدات –‬ ‫ِ‬
‫المسلمات –‬ ‫ِ‬
‫(الهندات –‬ ‫ألف ٍ‬
‫وتاء‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫دل على أكثر من اثنتين بزيادة ٍ‬
‫َّ‬ ‫المؤنث‬
‫السالم‬
‫وأكرمت‬
‫ُ‬ ‫مات –‬ ‫ِ‬
‫السيارات) جمع مؤنث سالم‪ ،‬ماذا يقولون؟ يقولون‪( :‬جاءت المع ِّل ُ‬
‫ومررت بالمع ِّل ِ‬
‫مات) عالمة اإلعراب‪ ،‬هي عالمة؛ ألنها ُتعلِم‪ُ ،‬تعلمك‬ ‫ُ‬ ‫المع ِّل ِ‬
‫مات –‬

‫بالحكم اإلعرابي‪ ،‬كيف ُتعلمك بالحكم اإلعرابي؟ بأنها تتغ َّير مع اإلعراب‪ ،‬إ ًذا البد أن‬

‫تبحث عن العالمة التي تتغ ّير بتغ ُّير اإلعراب‪ ،‬يعني‪ :‬ال يصح هنا أن تقول‪ :‬إن عالمة‬

‫أكرمت‬
‫ُ‬ ‫مات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫(جاءت المع ِّل ُ‬ ‫اإلعراب في جمع مؤنث سالم األلف‪ ،‬ألن األلف ثابتة‬

‫أيضا‪ ،‬ال‪ ،‬ما‬ ‫مررت بالمع ِّل ِ‬


‫مات) األلف موجودة في الجميع‪ ،‬وال تقول التاء ً‬ ‫ُ‬ ‫المع ِّل ِ‬
‫مات‪،‬‬

‫ِ‬
‫النصب‪:‬‬ ‫الذي تغ َّير في الرفع والنصب والجر؟ في الرفع‪( :‬جاءت المع ِّل ُ‬
‫مات) الضمة‪ ،‬في‬
‫(مررت بالمع ِّل ِ‬
‫مات) كسرة‪ ،‬إ ًذا نقول‪ :‬عالمة الرفع‬ ‫ُ‬ ‫(أكرم ُت المع ِّل ِ‬
‫مات) كسرة‪ ،‬في الجر‬

‫في جمع المؤنث السالم‪ :‬الضمة‪ ،‬وعالمة النصب والجر‪ :‬الكسرة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫إ ًذا عالمة اإلعراب هي التي تتغ َّير بتغ ُّير اإلعراب لكي ُتعلمك‪ُ ،‬تعلم المستمع‪ُ ،‬تعلم‬

‫الـمخاطب بالحكم اإلعرابي‪ ،‬ألن المعنى يتر َّتب على الحكم اإلعرابي‪.‬‬
‫ُ‬

‫ٍ‬
‫ماض‪( ،‬الله) اسم‬ ‫قال سبحانه‪( :‬ﮭ ﮮ ﮯ) [العنكبوت‪( ]33:‬خلق) ٌ‬
‫فعل‬

‫الله‪ :‬فاعل‪( ،‬السموات) مفعول به وقع الخلق عليها‪ ،‬مفعول به منصوب‪ ،‬وعالم ُة نصبه‬

‫الكسرة‪ .‬لماذا نصب بالكسرة ولم ينصب بالفتحة؟ ألن هذا من أبواب عالمات اإلعراب‬

‫يفرق بين عالمات اإلعراب سيقول‪( :‬خلق‬


‫الفرعية‪ ،‬هذا ال ُينصب بالفتحة‪ ،‬انتبه‪ ،‬الذي ال ِّ‬

‫نصب بالكسرة‪.‬‬
‫جمع مؤنث سالم ُي ُ‬
‫ٌ‬ ‫الله السموات) ال‪( ،‬ﮭ ﮮ ﮯ)‪ ،‬هذا‬

‫ضمة –‬ ‫فإذا علمت ذلك علمت ّ‬


‫أن عالمة الرفع في جمع المؤنث السالم – وهي َّ‬
‫الضمة عالم ًة للرفع أصلية أم فرعية؟ أصلية‪ ،‬وعالمة الجر –‬
‫ّ‬ ‫عالمة أصلية أم فرعية؟ ُ‬
‫كون‬

‫وهي الكسرة – أصلية‪ ،‬وعالمة النصب في جمع المؤنث السالم – وهي الكسرة – فرعية‪.‬‬

‫إ ًذا جمع المؤنث السالم فيه عالمة فرعية واحدة‪ ،‬وهي عالمة النصب‪.‬‬

‫جمع المذكر السالم عالمة الرفع‪ :‬الواو‪ ،‬والنصب والجر‪ :‬الياء‪ ،‬كلها عالماتفرعية‪،‬‬

‫والمثنَّى ألف وياء‪ ،‬عالمات فرعية‪ ،‬واألسماء الخمسة واو وألف وياء كلها عالمات‬

‫فرعية‪ .‬جمع المؤنث السالم فيه عالمة فرعية واحدة‪ ،‬وهي عالمة النصب‪.‬‬

‫الممنوع‬ ‫الباب الخامس من عالمات اإلعراب الفرعية‪( :‬االسم الممنوع من الصرف)‪ :‬كان‬
‫من‬
‫قديما مصارف تذهب بالكلمة يقول‪ :‬هذه ما ُتصرف‪ ،‬ممنوعة من الصرف‪ ،‬ما‬
‫عند العرب ً‬
‫الصرف‬
‫العمل؟ ما معنى (ممنوع من الصرف)؟ معناه التنوين‪ ،‬هناك أسماء ذهبت تتش َّبه باألفعال‪،‬‬

‫العرب بحرمانها من زينة األسماء وهي التنوين‪ ،‬التنوين زينة األسماء‪ ،‬التنوين ما‬
‫ُ‬ ‫فعاقبتها‬

‫‪55‬‬
‫محمدٌ ) فتجد الذين ين ّغمون‬
‫َّ‬ ‫يدخل على األفعال والحروف‪ ،‬لكن زينة األسماء‪( ،‬جاء‬

‫دائما بالتنوين‪ ،‬ألن التنوين فيه ُغنَّ ٌة جميلة‪ ،‬فيقولون‪ :‬زينة األسماء‬
‫يهتمون ً‬
‫األصوات ُّ‬
‫التنوين‪.‬‬

‫اسما عاقبتها العرب بحرمانها من التنوين‪ ،‬ألنها ذهبت‬


‫فهذه األسماء‪ ،‬أحد عشر ً‬
‫تتش َّبه باألفعال‪ ،‬وهذا موضوع كامل في النحو‪ُ ،‬يدرس في باب (الممنوع من الصرف)‪ ،‬ال‬

‫يهمنا اآلن أن نعرف إعرابها‪.‬‬


‫يهمنا أن نحصر األسماء الممنوعة من الصرف اآلن‪ ،‬وإنما ُّ‬
‫ُّ‬

‫األسماء الممنوعة من الصرف مثل االسم الذي على وزن مفاعل أو مفاعيل‪ ،‬أي‬

‫اسم على وزن مفاعل أو مفاعيل‪ ،‬مثل (مساجد‪ ،‬مصانع‪ ،‬مناديل‪ ،‬قناديل) هذه ممنوعة من‬

‫فعال ثم نقلناه من األفعال وجعلناه‬


‫الصرف‪ ،‬أو‪ :‬االسم الذي على وزن الفعل‪ ،‬يعني‪ :‬كان ً‬

‫اسما‪ ،‬مثل إنسان نسميه (يزيد) أو نسميه (يشكر) أو نسميه (أحمد)‪ ،‬أحمد هذا اسم أم‬
‫ً‬
‫اسما‪ ،‬قالوا‬
‫فعل؟ في األصل تقول (أنا أحمدُ الله) هذا فعل مضارع‪ ،‬ثم نقلوه فجعلوه ً‬
‫اسم منقول من الفعل‪ ... ،‬وهكذا‪.‬‬
‫(أحمد بن عبد الله) فهذا ٌ‬

‫مثال (األعالم المؤنثة) علم مؤنث غير ثالثي‪ ،‬أي علم مؤنث غير ثالثي‪ ،‬مثل‬
‫أو ً‬

‫(فاطمة‪ ،‬خديجة‪ ،‬سعاد‪ ،‬زينب)‪ ،‬وكذلك (األعالم األعجمية) أي علم أعجمي غير‬

‫تنون‪،‬‬
‫ثالثي‪ ،‬مثل (إبراهيم‪ ،‬إسحاق‪ ،‬يوسف) هذه كلها ممنوعة من الصرف‪ ،‬يعني ال َّ‬

‫بضم ٍة‬
‫محمدٌ ) بالتنوين؛ ألنه مصروف‪ ،‬لكن أحمد تقول‪( :‬جاء أحمدُ ُمسر ًعا) َّ‬
‫تقول‪( :‬جاء َّ‬

‫سرعا) مصروف‪( ،‬جاء أحمدُ‬


‫محمدٌ ُم ً‬ ‫سرعا)‪( ،‬جاء‬ ‫ٍ‬
‫واحدة بدون تنوين (جاء أحمدُ ُم ً‬
‫َّ‬
‫ضمة واحدة بدون تنوين؛ ألنه ممنوع من الصرف‪.‬‬
‫سرعا) َّ‬
‫ُم ً‬

‫‪56‬‬
‫رأيت أحمد –‬
‫الممنوع من الصرف ما عالمة اإلعراب فيه؟ يقولون‪( :‬جاء أحمدُ – ُ‬

‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫ينون‪،‬‬ ‫س َّل ُ‬
‫مت على أحمد)‪( ،‬جاء أحمدُ ) مرفوع وعالمة رفعه الضمة‪ ،‬ولكن ال ّ‬

‫ينون‪ ،‬و(س َّل ُ‬


‫مت على أحمد)‬ ‫أحمد) مفعول به منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪ ،‬لكن ال ّ‬

‫على‪ :‬حرف جر‪ ،‬وأحمد‪ :‬اسم مجرور‪ ،‬وعالم ُة ِّ‬


‫جره الفتحة؛ ألنه ممنوع من الصرف‪.‬‬

‫عالمة اإلعراب في الممنوع من الصرف في الرفع‪ :‬الضمة‪ ،‬وفي النصب‪ :‬الفتحة‪،‬‬

‫الجر‪ :‬الفتحة‪.‬‬
‫وفي ِّ‬

‫(الضمة)‪ ،‬وعالمة النصب – وهي‬


‫َّ‬ ‫إ ًذا عالمة الرفع في الممنوع من الصرف أصلية‬

‫الفتحة – أصلية‪ ،‬وعالمة الجر – وهي الفتحة – فرعية‪ .‬الممنوع من الصرف فيه عالمة‬

‫الجر‪ ،‬تقول‪( :‬هذه مساجد) هذه‪ :‬مبتدأ‪ ،‬مساجد‪ :‬خبر مرفوع‪،‬‬


‫فرعية واحدة‪ ،‬وهي عالمة ِّ‬
‫الضمة‪ ،‬نقول‪ :‬هذه مساجدٌ أم هذه مساجدُ ؟ نقول‪( :‬هذه مساجدُ )‪ِ ،‬صفها‬
‫ّ‬ ‫وعالمة رفعه‬

‫بالكثرة (هذه مساجدُ كثيرةٌ) كثيرةٌ‪ :‬مصروفة‪ ،‬نعت‪ ،‬صفة‪ ،‬أما (مساجدُ ) خبر مرفوع‬

‫الضمة‪ ،‬لكن ال ُي ّنون‪.‬‬


‫ّ‬ ‫وعالمة رفعه‬

‫(بنيت مساجد) مفعول به‬


‫ُ‬ ‫(بنيت مساجد) ال تقل (مساجدً ا) تمنع من الصرف‪،‬‬
‫ُ‬

‫(بنيت مساجد كثيرةً)‪( ،‬ص َّل ُ‬


‫يت‬ ‫ُ‬ ‫تنون‪ِ .‬صفها بالكثرة‪:‬‬
‫منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪ ،‬ال ّ‬

‫في مساجد) في‪ :‬حرف جر‪ ،‬مساجد‪ :‬اسم مجرور بـ (في) وعالم ُة ِّ‬
‫جره الفتحة؛ ألنه‬
‫ٍ‬
‫(كثيرة) مجرور بالكسرة‪ ،‬عالمة‬ ‫ٍ‬
‫كثيرة)‪:‬‬ ‫ممنوع من الصرف‪ِ .‬صفه بالكثرة (في مساجد‬

‫أصلية‪ ،‬غير ممنوع من الصرف‪ُ ،‬يج ُّر بالكسرة‪( ،‬مساجد) مجرور بالفتحة‪ ،‬ممنوع من‬
‫ٍ‬
‫(كثيرة) مجرور بالكسرة على األصل‪.‬‬ ‫الصرف‪،‬‬

‫فهذه خمسة أبواب عالماتها‪ ،‬فيها عالمات فرعية‪ ،‬وكلها أسماء‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫يبقى من أبواب ال عالمات الفرعية بابان‪ ،‬وهي من أبواب الفعل المضارع‪ .‬انتهينا من‬
‫ٍ‬
‫خمسة من عالمات األبواب الفرعية‪ ،‬ننتقل للباب السادس وهو‪ :‬األفعال الخمسة‪.‬‬ ‫الأفعال‬
‫الخمسة‬
‫ماذا يعني باألفعال الخمسة؟ األفعال الخمسة‪ُ :‬ك ُّل فع ٍل مضار ٍع اتصلت به واو‬

‫الجماعة (يذهبون) أو ألف االثنين (يذهبان) أو ياء المخاطبة (تذهبين) هذه هي األفعال‬

‫الخمسة‪ .‬األفعااللخمسة ال شك أنها فعل مضارع‪ ،‬ألنها ُمعربة‪ ،‬إ ًذا فعل مضارع‪ .‬متى‬

‫يكون الفعل المضارع من األفعال الخمسة؟ إذا اتصل به واو الجماعة‪( :‬يجلسون)‪ ،‬أو‬

‫ألف االثنين‪( :‬يجلسان)‪ ،‬أو ياء المخاطبة‪( :‬تجلسين)‪ ،‬نسميها األفعال الخمسة‪.‬‬

‫اآلن انتهينا من األسماء وانتقلنا إلى المضارع‪ ،‬المضارع ماذا يدخله من األحكام‬

‫ٍ‬
‫بناصب ُينصب‪ ،‬وناصبه (أن‪ ،‬ولن‪ ،‬وكي‪،‬‬ ‫اإلعرابية؟ الرفع والنصب والجزم‪ ،‬إن ُسبق‬

‫وإذن)‪ ،‬إن ُسبق بجاز ٍم ُيجزم‪ ،‬وجوازمه (لم‪َّ ،‬‬


‫ولما‪ ،‬والم األمر‪ ،‬وال الناهية‪ ،‬وأدوات‬

‫الشرط الجازمة)‪ ،‬إن لم ُيسبق بناصب وال بجازم ف ُيرفع‪ ،‬فتقول‪( :‬ال ُع َّم ُال يعملون باجتهاد)‬

‫(يعملون) من األفعال الخمسة‪ ،‬مسبوق بناصب؟ ال‪ ،‬مسبوق بجازم؟ ال‪ ،‬إ ًذا مرفوع‪،‬‬

‫(يعملون)‪.‬‬

‫(ال ُع َّم ُال لن يعملوا اليوم)‪( ،‬ال ُع َّم ُال لم يعملوا اليوم)‪( :‬لن يعملوا) منصوب‪( ،‬لم‬

‫يعملوا) مجزوم‪ .‬ما الذي تغ َّير في الرفع والنصب والجزم؟ في الرفع (يعملون) ثبتت‬

‫النون‪ ،‬في النصب‪( :‬لن يعملوا) ُحذفت النون‪ .‬في الجزم‪( :‬لم يعملوا) ُحذفت النون‪.‬‬

‫مرفوعا؟ إذا‬
‫ً‬ ‫إ ًذا كيف تعرف أن الفعل المضارع إذا كان من األفعال الخمسة يكون‬

‫كانت فيه النون‪ُ .‬ك ُّل فع ٍل من األفعال الخمسة إذا ثبتت فيه النون فإنه مرفوع‪ .‬فإذا حذفت‬

‫ٍ‬
‫بناصب‪ ،‬أو مجزوم إن ُسبق بجازم‪.‬‬ ‫منه النون تعلم أنه ليس مرفو ًعا‪ ،‬إ َّما منصوب إن ُسبق‬

‫‪58‬‬
‫(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ) [البقرة‪( ]6-6:‬يؤمنون) مرفوع‪،‬‬

‫( ﭟ ﭠ) مرفوع‪ ،‬فيه نون‪ ،‬ثابتة النون‪ ( ،‬ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ) [البقرة‪( ، ]4:‬يؤمنون‬

‫– يقيمون – ُينفقون) كلها أفعال مرفوعة؛ ألن النون فيها ثابتة‪.‬‬

‫(ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [البقرة‪( ]63:‬لم تفعلوا)‪( ،‬ولن تفعلوا) ليسا مرفوعين‪،‬‬

‫(لم تفعلوا) مجزوم مسبوق بـ (لم)‪( ،‬لن تفعلوا) منصوب بـ (لن)‪( .‬ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ‬

‫ﯻ ﯼ) (فاتقوا) فعل اتصلت به واو الجماعة‪( ،‬اتقوا) ولكنّه ليس من األفعال‬

‫الخمسة‪ ،‬لماذا؟ ألنه أمر‪ ،‬هذا مبني على حذف النون‪ .‬األفعال الخمسة ال تكون إال في‬

‫المضارع‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بناصب تحذف النون‪ ،‬وإن‬ ‫أنت كذلك إذا كنت تتكلم‪ ،‬األفعال الخمسة إن ُسبقت‬

‫ُسبقت بجازم تحذف النون‪ ،‬إن لم ُتسبق بناصب وال بجاز ٍم ُتثبت النون‪ .‬رأيت أطفا ً‬
‫ال‬

‫يلعبون في المسجد ماذا تقول لهم؟ تقول‪( :‬ال تلعبون)؟ ال‪ ،‬تقول‪( :‬ال تلعبوا)‪.‬‬

‫ٍ‬
‫مسجد وكان عندنا بعض اإلخوة غير العرب‪ ،‬فاألطفال يلعبون‬ ‫جالسا في‬ ‫مر ًة‬
‫ً‬ ‫كنت َّ‬
‫ُ‬

‫فأحد كبار السن التفت إليهم فقال‪( :‬ال تعلبون)‪ ،‬فواحد من اإلخوة غير العرب قال‬

‫بطريقةسريعة ال شعورية‪ ،‬قال‪( :‬ال تلعبوا)‪ ،‬يعني يتعجب أن عرب ًيا يقول(ال تلعبون) وهو‬

‫ينهى‪ ،‬لكن طب ًعا السليقة دخل عليها الفساد اآلن‪.‬‬

‫فهذه هي األفعال الخمسة‪.‬‬

‫ِ‬
‫بقي الباب األخير وهو (المضارع المعتل اآلخر) يعني‪ :‬المضارع المختوم بحرف المضارع‬
‫ل الآخر‬
‫المعت ّ‬ ‫ع َّلة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المجلس الثالث‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا‬

‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬


‫َّ‬

‫ُكنَّا قد توقفنا في أثناء الكالم على عالمات اإلعراب‪ ،‬بعد أن ذكرنا أن عالمات‬

‫اإلعراب إ َّما أصلية وهي األكثر‪ ،‬وإ َّما فرعية وهي منحصرة في سبعة أبواب‪ ،‬خمسة منها‬

‫في األسماء‪ ،‬واثنين في المضارع‪ ،‬وانتهينا من أبواب األسماء‪ ،‬وهي‪( :‬األسماء الخمسة‪،‬‬

‫والمثنَّى‪ ،‬وجمع المذكر السالم‪ ،‬وجمع المؤنث السالم‪ ،‬واالسم الممنوع من الصرف)‪،‬‬

‫ثم انتقلنا إلى البابين اللذين في الفعل المضارع‪ ،‬وهما‪( :‬األفعال الخمسة) وانتهينا منها‪،‬‬

‫بقي لنا الباب السابع واألخير وهو (المضارع المعتل اآلخر)‪.‬‬

‫المضارع إذا كان آخر حرف فيه حرف ع َّلة نقول عنه (المضارع المعتل اآلخر)‪،‬‬

‫وحروف الع َّلة ثالثة‪ ،‬وهي‪( :‬األلف‪ ،‬والواو‪ ،‬والياء) مجموعة في قولك (واي) هذه‬

‫الحروف الثالثة ُتسمى حروف الع َّلة‪.‬‬

‫وال يخفى عليكم أن األلف غير الهمزة‪ ،‬الهمزة حرف صحيح‪ ،‬كالقاف والنون‬

‫والدال‪ ،‬أما األلف فالمراد بها األلف المدِّ ية‪ ،‬وتكون في وسط الكلمة وفي آخر الكلمة‪،‬‬

‫سواء ُكتبت في آخر الكلمة واقفة أو نائمة هي ألف‪ ،‬أما كتابتها واقفة أو نائمة فهذا حكم‬

‫إمالئي‪ ،‬ال ُيغ ِّير من حقيقة الحرف‪ ،‬وأنه ألف‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫إ ًذا المضارع إذا كان آخره ً‬
‫واوا كـ(يدعو) و(ينمو)‪ ،‬أو كان آخره يا ًءا كـ(يرمي)‬
‫المعتل ِ‬
‫اآلخر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫و(يهدي)‪ ،‬أو كان آخره أل ًفا كـ(يرضى) و(يخشى) فنسميه المضارع‬

‫(محمدٌ لم يدع َّإال‬


‫َّ‬ ‫(محمدٌ لن يدعو َّإال ر َّبه)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫(محمدٌ يدعو ر َّبه)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫إعرابه‪ :‬يقولون‬

‫(محمدٌ يدعو ر َّبه)‬


‫َّ‬ ‫ر َّبه)‪ :‬في الرفع – يعني لم ُيسبق المضارع بناصب أو جازم – يقولون‪:‬‬

‫الضمة‪ ،‬واألصل فيه‬


‫ّ‬ ‫يدعو‪ :‬فعل مضارع لم ُيسبق بناصب وال بجازم‪ ،‬فعالمة الرفع فيه‬

‫العرب‬
‫ُ‬ ‫الضمة وقعت على ُأ ِّمها الواو فصارت ثقيلة‪ ،‬فس َّكنت‬
‫ّ‬ ‫(يكتب) َّإال أن‬
‫ُ‬ ‫عو) مثل‬
‫(يد ُ‬

‫الضم ُة من الظهور‪ ،‬ما الذي‬


‫َّ‬ ‫الضمة فامتنعت‬
‫ّ‬ ‫الواو‪ ،‬يعني جلبت ُسكونًا ووضعتها على‬

‫غ َّطاها؟ غ َّطاها السكون‪ ،‬السكون المجلوب لماذا؟ للتخ ُّلص من الثقل‪ ،‬الثقل الناشئ من‬

‫الضمة على الواو‪.‬‬


‫ّ‬ ‫وقوع‬

‫الضم ُة المقدَّ رة‪،‬‬


‫َّ‬ ‫(محمدٌ يدعو ر َّبه)؟‬
‫َّ‬ ‫إ ًذا بعد الشرح الطويل هذا ما عالمة الرفع في‬

‫الضم ُة موجودة على آخر الفعل ولك ّن‬


‫َّ‬ ‫ما معنى المقدَّ رة؟ يعني‪ :‬المغ ّطاة المستورة‪،‬‬

‫السكون غ َّطاها ومنعها من الظهور‪ ،‬هذا معنى (عالمة مقدَّ رة) يعني موجودة لكنّها غير‬

‫ظاهرة‪ ،‬الحركة من حيث الوجود موجودة‪ ،‬لكنّها قد تظهر وقد يمنعها شيء من الظهور‪،‬‬

‫يعني شيء يأتي فوقها يمنعها من الظهور‪ ،‬هنا الذي منعها من الظهور السكون للتخ ُّلص‬

‫من ال ِّثقل‪.‬‬

‫الضمة من الظهور‪،‬‬
‫َّ‬ ‫(يدع ُو) ثم ُس ّكنت الواو ومنعت‬
‫ُ‬ ‫(محمدٌ يدعو ر َّبه) األصل‬
‫َّ‬ ‫إ ًذا‬

‫(يهدي)‬
‫ُ‬ ‫(محمدٌ يهدي إلى الحق) األصل‬
‫َّ‬ ‫الضم ُة المقدَّ رة)‪ ،‬وكذلك‬
‫َّ‬ ‫نقول‪( :‬عالم ُة الرفع‬

‫عدوة ُأ ِّمها (الياء) فس َّببت ال ِّثقل‪ ،‬تخ َّلص‬


‫الضمة وقعت هنا على َّ‬
‫َّ‬ ‫لكن‬
‫َّ‬ ‫(يجلس)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مثل‬

‫‪60‬‬
‫الضمة من الظهور‪ ،‬فنقول‪( :‬عالمة الرفع‬
‫َّ‬ ‫العرب من ال ِّثقل بالتسكين‪ ،‬السكون منعت‬

‫الضم ُة المقدَّ رة)‪ ،‬ما الذي منعها من الظهور؟ السكون الموجود للتخلص من ال ِّثقل‪.‬‬
‫َّ‬

‫اختصارا‪ :‬منعها من الظهور ال ِّثقل‪ ،‬يعني السكون الموجود للتخ ُّلص من‬
‫ً‬ ‫يقولون‬

‫(محمدٌ يخشى ر َّبه) (يخشى) الشين مفتوحة‪ ،‬واأللف ُمالزمة للسكون‪،‬‬


‫َّ‬ ‫ال ِّثقل‪ ،‬وتقول‬

‫ٍ‬
‫بناصب وال بجازم‪ ،‬إ ًذا مرفوع‪ ،‬وعالم ُة الرفع‬ ‫ٍ‬
‫مسبوق‬ ‫(يخشى ر َّبه)‪( ،‬يخشى) فعل غير‬

‫الضم ُة وقعت على األلف‪ ،‬عالمة الرفع‪َّ ،‬إال أن األلف في العربية ُمالزمة‬
‫َّ‬ ‫الضمة‪،‬‬
‫َّ‬
‫الضمة عالم ُة اإلعراب‪ ،‬والسكون المالزم لأللف‪،‬‬
‫َّ‬ ‫للسكون‪ ،‬معنى ذلك أن األلف عليها‬

‫الضمة ومنعها من الظهور‪ .‬السكون هنا مالز ٌم لأللف‪ ،‬واجب‪ ،‬فلهذا‬


‫َّ‬ ‫فالسكون غ ّطى‬

‫ُّ‬
‫التعذر‪ :‬االستحالة‪ ،‬يعني أن األلف يستحيل أن‬ ‫ُّ‬
‫التعذر) معنى‬ ‫يقولون‪( :‬منع من ظهورها‬

‫ُّ‬
‫التعذر‪ ،‬أي االستحالة‪ ،‬بخالف الواو‬ ‫(ضمة‪ ،‬فتحة‪ ،‬كسرة)‪ ،‬هذا معنى‬
‫َّ‬ ‫تتحرك بأي حركة‬
‫َّ‬
‫والياء يمكن أن تظهر‪ ،‬لكن ثقيلة‪ ،‬أما األلف مستحيلة ّ‬
‫(تعذر)‪.‬‬

‫(محمدٌ لن يهدي َّإال إلى‬


‫َّ‬ ‫(محمدٌ لن يدعو َّإال ر َّبه)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫هذا في الرفع‪ ،‬أما في النصب‬

‫(محمدٌ لم يخش َّإال ر َّبه)‪.‬‬


‫َّ‬ ‫الحق)‪،‬‬

‫(لن يدعو) عالمة النصب الفتحة الظاهرة‪( ،‬لن يهدي) عالمة النصب الفتحة‬

‫الظاهرة‪( ،‬لن يخشى) عالمة النصب الفتحة المقدَّ رة‪ ،‬ظهرت مع الواو والياء ولم تظهر مع‬

‫األلف‪ ،‬لماذا؟ نعود إلى المانع من الظهور‪ ،‬ما الذي يمنع من ظهور الحركة في الواو‬

‫ُّ‬
‫التعذر‪.‬‬ ‫والياء؟ ال ِّثقل‪ ،‬وما الذي يمنع من ظهور الحركة مع األلف؟ االستحالة‪،‬‬

‫طيب‪ :‬ما رأيكم لو كانت الحركة خفيفة؟ وأخف الحركات الفتح‪ ،‬الفتح فقط‪ ،‬تفتح‬

‫وتض ّم الشفتين‪،‬‬
‫الضمة ثقيلة‪ ،‬تحتاج أن تفتح الشفتين ُ‬
‫َّ‬ ‫الشفتين وتدفع هواء (أ) فتحة‪ ،‬أم‬

‫‪61‬‬
‫فالضمة والكسرة ثقيلتان‪،‬‬
‫ّ‬ ‫( ُأ)‪ ،‬والكسرة ثقيلة ً‬
‫أيضا‪ ،‬تفتح الشفتين و ُتنزلهما إلى األسفل‪،‬‬

‫والفتحة خفيفة‪ ،‬فإذا كانت الفتحة خفيف ًة لن يحدث ثقل فتظهر‪( ،‬لن يدعو)‪( ،‬لن يهدي)‬

‫المانع ال ِّثقل أ ِم االستحالة؟ االستحالة‪( ،‬فتحة‪ّ ،‬‬


‫ضمة‪ ،‬كسرة) كلها‬ ‫ُ‬ ‫لكن مع األلف‬

‫تتحرك‪ ،‬ولهذا بقيت ُمقدَّ رة‪.‬‬


‫مستحيلة‪ ،‬األلف يستحيل أن ّ‬

‫الضمة أصلية‬
‫ّ‬ ‫الضمة المقدرة‪ ،‬أصلية أم فرعية؟ أصلية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫على كل حال‪ :‬عالم ُة الرفع‬

‫في الرفع‪.‬‬

‫وعالمة النصب‪ :‬ظاهرة‪ ،‬في الواو والياء‪ ،‬ومقدَّ رة في األلف‪ ،‬المهم أنها الفتحة‪.‬‬

‫أصلية أم فرعية؟ أصلية‪.‬‬

‫(محمدٌ لم يخش) عالمة‬ ‫بقي الجزم‪ :‬الجزم (محمدٌ لم يدع)‪( ،‬محمدٌ لم ِ‬


‫يهد)‪،‬‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الجزم‪ :‬حذف حرف الع َّلة‪ ،‬حذف الواو في (يدعو)‪ ،‬حذف الياء في (يهدي)‪ ،‬حذف‬

‫األلف في (يخشى)‪ ،‬حذف حرف الع َّلة في الجزم عالم ٌة أصلية أم فرعية؟ فرعية‪،‬‬
‫المضارع المعتل ِ‬
‫اآلخر فيه عالمة فرعية واحدة‪ ،‬وهي عالمة الجزم‪.‬‬

‫طيب‪ :‬لو أردت أن تصل ماذا تقول؟ (محمدٌ لم يدع َّإال ربه)‪( ،‬محمدٌ لم ِ‬
‫يهد َّإال إلى‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫(محمدٌ لم يخش َّإال ر َّبه) الجزم ماذا فعل؟ حذف حرف الع َّلة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الحق)‪،‬‬

‫طيب‪ :‬الذي قبل حرف الع َّلة ما لنا عالقة به‪ ،‬يبقى كما هو‪ ،‬العين في (يد ُعو)‬
‫مضمومة‪ ،‬الشين في (يخشى) مفتوحة‪ ،‬الدال في ِ‬
‫(يهدي) مكسورة‪ ،‬ما لنا عالقة بها‪ ،‬نحن‬

‫نحذف حرف الع َّلة فقط‪ ،‬إن وقفنا وقفنا بالسكون‪ ،‬وإن وصلنا وصلنا بحركتها السابقة‪،‬‬

‫يدع َّإال ر َّبه)‪( ،‬لم يه ِد َّإال إلى الحق)‪( ،‬لم يخش َّإال ر َّبه)‪.‬‬
‫(لن ُ‬

‫‪61‬‬
‫الضم ُة في الرفع‪،‬‬
‫َّ‬ ‫فالخالصة أن عالمات اإلعراب األكثر فيها أن تكون أصلية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫ُ‬
‫وتكون فرعية في أبواب‬ ‫والفتحة في النصب‪ ،‬والكسرة في الجر‪ ،‬والسكون في الجزم‪.‬‬

‫سبعة فقط‪ ،‬خمس ٌة منها في األسماء‪ ،‬وهي‪( :‬األسماء الخمسة) ُك ُّل عالماتها فرعية‪،‬‬

‫و(المثنَّى) ُك ُّل عالماته فرعية‪( ،‬وجمع المذكر السالم) ُك ُّل عالماته فرعية‪( ،‬وجمع‬

‫المؤنث السالم) فيه عالمة فرعية واحدة‪ ،‬وهي عالمة النصب‪ ،‬و(االسم الممنوع من‬

‫الصرف) فيه عالمة فرعية واحدة‪ ،‬وهي عالمة الجر‪ ،‬و(األفعال الخمسة) ُك ُّل عالماتها‬
‫فرعية‪( ،‬والمضارع المعتل ِ‬
‫اآلخر) فيه عالمة فرعية واحدة‪ ،‬وهي عالمة الجزم‪.‬‬

‫ُ‬
‫نكون قد انتهينا من عالمات اإلعراب‪.‬‬ ‫إ ًذا‬

‫بعد أن عرفنا اآلن األحكام اإلعرابية (الرفع والنصب والجر والجزم) وعرفنا أنها‬

‫تدخل على األسماء ُمعرب ًة كانت أو مبنية‪ ،‬وعلى المضارع ُمعر ًبا كان أو مبن ًيا‪ ،‬وعرفنا‬

‫مهمة نختم بها الكالم على باب‬


‫عالمات اإلعراب‪ ،‬بقي اآلن أن نقف على مسألة َّ‬
‫اإلعراب‪ ،‬وهي‪ :‬طريقة إعراب االسم والفعل المضارع‪.‬‬

‫نحن انتهينا قبل قليل من الكالم على إعراب ما قبل خط اإلعراب (الماضي‪،‬‬

‫واألمر‪ ،‬والحروف) وهذا واضح‪.‬‬

‫طيب‪ :‬نريد أن نعرف إعراب األسماء والمضارع‪ ،‬نبدأ بالفعل المضارع‪.‬‬ ‫إعراب‬
‫الاسم‬
‫أركان اإلعراب أن تذكر نوع الكلمة‪ ،‬أن تذكر الحكم اإلعرابي‪ ،‬أن تذكر حركة‬
‫والمضارع‬
‫اإلعراب‪ .‬أن تذكر النوع يعني تقول‪( :‬فعل مضارع)‪ ،‬أن تذكر الحكم اإلعرابي‪ ،‬واألحكام‬

‫‪61‬‬
‫اإلعرابية‪ ،‬المضارع له حكم مضارع أم ليس له حكم إعرابي؟ له حكم‪ ،‬ماذا له من‬

‫األحكام اإلعرابية؟ الرفع‪ ،‬أو النصب‪ ،‬أو الجزم‪.‬‬

‫الـمعرب‬
‫طيب‪ :‬هنا اآلن يأتي التفصيل المهم‪ ،‬وهو التفصيل والتفريق بين المضارع ُ‬
‫والمضارع المبني‪ .‬إذا كان ُمعر ًبا ُتب ِّي ُن الحكم اإلعرابي بقولك (مرفوع)‪( ،‬منصوب)‪،‬‬

‫(مجزوم)‪ ،‬وإذا كان مبن ًيا ُتب ِّي ُن الحكم اإلعرابي بقولك (في محل رفع)‪( ،‬في محل‬

‫الـمعرب والمبني‪.‬‬
‫نصب)‪( ،‬في محل جزم)‪ .‬هذا هو الفرق بين ُ‬

‫إذا كان معر ًبا ماذا تقول في بيان الحكم اإلعرابي؟ مرفوع‪ ،‬منصوب‪ ،‬مجزوم‪ ،‬وإذا‬

‫كان مبن ًيا كيف ُتب ِّين الحكم اإلعرابي؟ في محل رفع‪ ،‬في محل نصب‪ ،‬في محل جزم‪.‬‬

‫ُنط ِّبق ذلك‪ ،‬ولو قلنا مثالً‪( :‬ال تلعب)‪( :‬ال) حرف جزم‪ ،‬مبني على السكون‪ ،‬ال‬

‫محل له من اإلعراب‪( .‬تلعب) فعل مضارع‪ ،‬ما حكمه اإلعرابي؟ الرفع أم النصب أم‬

‫الجزم؟ الجزم‪.‬‬

‫عرفنا أن حكمه الجزم‪ .‬طيب‪ُ :‬معرب أم مبني؟ ُمعرب‪ ،‬لم تتصل به نون النسوة وال‬

‫نون التوكيد‪ .‬عرفنا ذلك‪ُ .‬نعرب اآلن (تلعب) نوعه‪ :‬فعل مضارع‪ ،‬حكمه اإلعرابي‪:‬‬

‫الجزم‪ ،‬نقول‪ :‬مجزوم أو في محل جزم؟‪ُ ( ،‬معرب مجزوم)‪ .‬إ ًذا‪ :‬فعل مضارع مجزوم‬

‫وعالمة جزمه السكون‪.‬‬

‫فإذا قلت (ال تلعب َّن) (تلعب) هنا حكمه اإلعرابي الرفع أم النصب أم الجزم؟‬

‫الجزم‪ ،‬الحكم واحد (الجزم) لكن ُمعرب أم مبني؟ مبني‪ ،‬كيف سنُعرب؟ نقول‪( :‬تلعب َّن)‬

‫فعل مضارع مجزوم أم في محل جزم؟ في محل جز ٍم ٌ‬


‫مبني على الفتح‪ .‬هنا الفرق في‬

‫‪65‬‬
‫اإلعراب‪ُ ،‬معرب تقول (مجزوم)‪ ،‬إذا قلت (مجزوم) معنى ذلك أنه ُمعرب‪ ،‬وإذا قلت (في‬

‫محل جزم) معنى ذلك أنه مبني‪.‬‬

‫محمد) (هل) حرف استفهام مبني على السكون‬


‫تذهب يا ّ‬
‫ُ‬ ‫طيب‪ :‬لو قلنا مثالً‪( :‬هل‬

‫ٍ‬
‫بناصب وال بجازم‪ ،‬إ ًذا حكمه‬ ‫(تذهب) ٌ‬
‫فعل مضارع لم ُيسبق‬ ‫ُ‬ ‫ال محل له من اإلعراب‪،‬‬

‫اإلعرابي الرفع أم النصب أم الجزم؟ حكمه الرفع‪ُ .‬معرب أم مبني؟ ُمعرب‪ .‬كيف ُنعربه‪:‬‬

‫الضمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مضارع مرفوع أم في محل رفع؟ مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فعل‬

‫محمد) اتصلت بنون التوكيد‪ ،‬مضارع حكمه الرفع‪ ،‬لكن‬


‫َّ‬ ‫فإذا قلت (هل تذهب َّن يا‬

‫مبني أم ُمعرب؟ مبني‪ ،‬تقول‪ٌ :‬‬


‫فعل مضارع مرفوع أم في محل رفع؟ في محل رفع مبني‬

‫على الفتح‪.‬‬

‫(الطالب يدرسون باجتهاد) (الطالب) مبتدأ‪( ،‬يدرسون) مضارع لم‬


‫ُ‬ ‫لو قلت مثالً‬

‫ُيسبق بناصب وال بجازم‪ ،‬حكمه الرفع‪ُ ،‬معرب أم مبني؟ ُمعرب‪ .‬إ ًذا تقول في إعرابه‪ٌ :‬‬
‫فعل‬

‫مضارع مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه ثبوت النون‪ ،‬من األفعال الخمسة‪ .‬طيب‪ :‬و(الطالبات)‬
‫ٍ‬
‫باجتهاد) طب ًعا النون مفتوحة‪( ،‬يدرسن باجتهاد)‪( ،‬الطالبات)‬ ‫(الطالبات يدرسن‬
‫ُ‬ ‫تقول‪:‬‬

‫الضمة‪( ،‬يدرسن) يدرس ٌ‬


‫فعل مضارع حكمه الرفع‪ ،‬لكنّه مبني‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مبتدأ مرفوع وعالمة رفعه‬

‫تقول‪ :‬فعل مضارع مرفوع أم في محل رفع؟ فعل مضارع في محل رف ٍع ٌ‬


‫مبني على‬

‫السكون‪( ،‬يدرس) مبني على السكون‪.‬‬

‫الـمعرب والمبني في اإلعراب‪ُ ،‬معرب (مرفوع‪ ،‬منصوب‪ ،‬مجزوم)‪،‬‬


‫هذا الفرق بين ُ‬
‫مبني (في محل رفع‪ ،‬في محل نصب‪ ،‬في محل جزم)‪ .‬ما معنى قولنا (مرفوع)؟ مرفوع‬

‫مصطلح يدل على شيئين‪ :‬إذا قلت (مرفوع) يدل على أن الحكم اإلعرابي الرفع‪ ،‬وأن‬

‫‪66‬‬
‫الكلمة من حيث البناء واإلعراب ُمعربة‪ .‬وإذا قلت (في محل رفع)؟ يعني أن الكلمة‬

‫حكمها الرفع ومن حيث البناء واإلعراب مبنية‪ .‬هذا إعراب المضارع‪.‬‬

‫واالسم‪ ،‬كيف ُتعربه؟‬

‫االسم له ثالثة أركان في اإلعراب ‪:‬‬

‫الركن األول‪ُ :‬تب ِّي ُن موضعه في الجملة‪.‬‬

‫الثاني‪ُ :‬تب ِّي ُن حكمه اإلعرابي‪.‬‬

‫الثالث‪ُ :‬تب ِّي ُن حركته‪.‬‬

‫هذه األركان تخت لف عن األركان السابقة أم لم تختلف؟ تختلف في أي ركن؟‬

‫تختلف في الركن األول‪ ،‬يعني كل الكلمات (الحروف والماضي واألمر والمضارع)‬

‫أركان إعرابها واحدة‪ .‬تذكر النوع‪ ،‬والحكم اإلعرابي‪ ،‬والحركة‪ .‬أما االسم ال‪ ،‬بداية‬

‫اإلعراب فيه تختلف‪ ،‬االسم إذا أردت أن ُتعربه ال تبدأ إعرابه ببيان نوعه‪ ،‬ال تقول (اسم)‬

‫ال تقول (علم)‪ ،‬ال‪ ،‬وإنما تبدأ إعرابه ببيان موضعه في الجملة‪ ،‬في أي مكان وقع في‬

‫وجرا)‪.‬‬
‫الجملة؟ مواضع االسم ستأتي دراسته بالتفصيل في القسم الرابع (رف ًعا‪ ،‬ونص ًبا‪ًّ ،‬‬

‫لخائف يرتعد)‬
‫ُ‬ ‫اسم‪ ،‬لو قلت مثالً (ا‬
‫(خائف)‪ ،‬فهو ٌ‬
‫ٌ‬ ‫فإذا قلت أو قلنا مثالً كلمة‬

‫(الخائف) ما موضعه في الجملة‪ ،‬يعني‪ :‬في أي موض ٍع في الجملة؟ وقع في ابتداء‬

‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫الجملة‪ ،‬نقول‪( :‬مبتدأ)‪ .‬قولك (مبتدأ) ب َّين موضعها في الجملة‪ .‬لو قلت مثالً‬

‫محمد‪ ،‬في أي موضع وقع في الجملة؟ وقع بحيث يكون‬


‫َّ‬ ‫خائف) االسم هنا ُأخبر به عن‬
‫ٌ‬

‫‪67‬‬
‫خبرا عن مح َّمد‪ ،‬نقول (خبر)‪ .‬لو قلت مثالً (جاء الخائف)‪( ،‬الخائف) وقع هنا في‬
‫ً‬
‫الجملة بحيث يكون فاعالً لـ (جاء)‪.‬‬

‫لو قلت مثالً‪( :‬هد َّأ ُت الخائف) هذا اسم‪ ،‬طب ًعا االسم ال نتعامل مع الذوات‪ ،‬النحو‬

‫ال يتعامل مع الذوات‪ ،‬وإنما يتعامل مع الكالم‪ ،‬مع األلفاظ‪ ،‬كلمة (الخائف) هذا اسم‪،‬‬

‫(هدأت الخائف) االسم وقع في أي مكان؟ وقع بحيث ُّ‬


‫يدل على من‬ ‫ُ‬ ‫االسم في قولك‬
‫وقعت ِ‬
‫التهدئ ُة عليه‪ ،‬مفعول به‪.‬‬ ‫ِ‬

‫محمد‪،‬‬ ‫محمدٌ خائ ًفا) االسم هنا وقع في الجملة بحيث ُّ‬
‫يدل على حالة َّ‬ ‫لو قلت (جاء َّ‬
‫(حال)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫مواقع االسم ستأتي دراستها بالتفصيل‪.‬‬

‫إ ًذا الركن األول لالسم‪ :‬أن ُتب ِّين موقعه وموضعه في الجملة‪.‬‬

‫الركن الثاني‪ :‬أن تب ِّين حكمه اإلعرابي‪ ،‬ما األحكام اإلعرابية التي تدخل على‬

‫المعرب من األسماء والمبني منها‪ ،‬كما‬


‫سنفصل بين ُ‬
‫ِّ‬ ‫االسم؟ الرفع‪ ،‬والنصب‪ ،‬والجر‪ .‬هنا‬

‫الـمعرب كيف ُتب ِّي ُن حكمه اإلعرابي؟ بقولك‪( :‬مرفوع)‪،‬‬


‫فصلنا قبل قليل‪ .‬فاالسم ُ‬
‫ّ‬

‫(منصوب)‪( ،‬مجرور)‪ .‬واالسم المبني تقول في بيان حكمه اإلعرابي‪( :‬في محل رفع)‪،‬‬

‫الـمعرب والمبني‪.‬‬
‫(في محل نصب)‪( ،‬في محل جر)‪ .‬هنا الفرق بين ُ‬

‫(محمدٌ ) فاعل‪ ،‬والفاعل حكمه الرفع‪،‬‬


‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ماض‪،‬‬ ‫محمدٌ ) (ذهب) ٌ‬
‫فعل‬ ‫َّ‬ ‫طيب‪( :‬ذهب‬

‫(محمدٌ ) حكمه الرفع‪ُ ،‬معرب أم مبني؟ ُمعرب‪ .‬الرفع ُمعرب‪ ،‬تقول‪ :‬مرفوع أم في‬
‫َّ‬ ‫إ ًذا‬

‫الضمة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(محمد) فاعل مرفوع وعالمة رفعه‬
‫ّ‬ ‫محل رفع؟ مرفوع‪،‬‬

‫‪68‬‬
‫اسم ُّ‬
‫يدل على من فعل‬ ‫(ذهبت) الفاعل التاء‪ ،‬الفاعل ٌ‬
‫ُ‬ ‫محمدٌ )‪ ،‬أما‬
‫َّ‬ ‫هذا في (ذهب‬

‫(ذهبت)؟‬ ‫علي (أنا الفاعل)‪ ،‬ما إعراب التاء في قولك‬ ‫ُّ‬


‫ُ‬ ‫الفعل‪ .‬التاء اسم؛ ألنه ضمير‪ ،‬يدل َّ‬
‫إعرابه فاعل‪ ،‬هذا بيان موقعه في الجملة‪ ،‬فاعل‪ ،‬والفاعل حكمه الرفع‪ ،‬لكن الفاعل هنا‬

‫(ذهبت)‬
‫ُ‬ ‫مبني أم ُمعرب؟ مبني‪ .‬إ ًذا تقول مرفوع أم في محل رفع؟ في محل رفعٍ‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫الضم‪ ،‬ولو قلت عن التاء (فاعل مرفوع) خطأ؛ ألن‬


‫ِّ‬ ‫التاء فاعل في محل رف ٍع مبني على‬

‫(مرفوع) يعني أنه ُمعرب‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫حمدً ا) ( ُأح ُّ‬
‫ب) ٌ‬
‫فعل مضارع‪ ،‬والفاعل (أنا) المستتر‪،‬‬ ‫طيب‪ :‬لو قلت مثالً ( ُأح ُّ‬
‫ب ُم َّ‬
‫ِ‬
‫حمدً ا) مفعول به‪،‬‬
‫الحب عليه‪ُ ( ،‬م َّ‬
‫ُّ‬ ‫محمدً ا) وقع‬
‫َّ‬ ‫و(محمدً ا) مفعول به منصوب‪ُ ( .‬أح ُّ‬
‫ب‬ ‫ّ‬
‫والمفعول به حكمه النصب‪ .‬طيب‪ :‬نصب‪ُ ،‬معرب منصوب‪ ،‬إ ًذا مفعول به منصوب‪،‬‬

‫وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫لكن لو قلت ( ُأ ِح ُّبك) الكاف تعود للمخاطب‪ ،‬المخاطب فاعل أم مفعول به؟‬

‫مفعول به وقع الحب عليه‪ .‬إ ًذا ما إعرابك في قولك ( ُأ ِح ُّبك)؟ مفعول به‪ .‬ادخل مباشرة‬

‫على اإلعراب‪ ،‬الكاف مفعول به‪ ،‬ألنه الحب وقع على صاحب الكاف‪ ،‬الكاف مفعول به‪،‬‬

‫اسم ي ُّ‬
‫دل على من وقع الفعل عليه‪ .‬الكاف مفعول به‪ ،‬والمفعول به حكمه النصب‪ ،‬لكن‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫نصب مبني على‬ ‫مبني‪ ،‬تقول‪ :‬مفعول به منصوب أم في محل نصب؟ مفعول به في محل‬

‫الفتح‪.‬‬

‫اسم مجرور‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫وكذلك لو قلت (س َّل ُ‬


‫(محمد) ٌ‬
‫َّ‬ ‫جر‪،‬‬
‫محمد) (على) حرف ٍّ‬
‫َّ‬ ‫مت على‬

‫لماذا قلنا (مجرور) ولم نقل (في محل جر)؟ ألنه ُمعرب‪ .‬لكن لو قلت (س َّل ُ‬
‫مت عليك)‬

‫جر‪.‬‬
‫جر؟ في محل ٍّ‬
‫سنقول عن الكاف‪ :‬إنه ضمير مجرور أم في محل ٍّ‬

‫‪69‬‬
‫إ ًذا مجرور أو في محل جر ُك ُّله واحد أم يختلفان؟ يختلفان‪ ،‬مجرور‪ ،‬مرفوع‪،‬‬

‫المعرب‪ .‬في محل نصب‪ ،‬في محل جر‪ ،‬في محل رفع ُتقال مع المبني‪،‬‬
‫منصوب ُتقال مع ُ‬
‫وال يصح الخلط في ذلك‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬و(هؤالء) هل نقول مجرور؟ ال نقول‬ ‫لو قلنا‪( :‬سافر هؤالء) (سافر) فعل‬

‫مجرور‪ ،‬مجرور هذه ُتقال مع ُ‬


‫المعرب‪ ،‬و(هؤالء) ُمعرب أم مبني؟ مبني‪ ،‬ال ُيقال فيها‬

‫(مجرور)‪ .‬ما إعراب (هؤالء)‪( ،‬سافر) من؟ (هؤالء) فاعل‪ ،‬والفاعل حكمه الرفع‪ ،‬لكن‬

‫رفع مبني‪ ،‬فنقول‪( :‬في محل رفع مبني على الكسر)‪ .‬إ ًذا في حركة (هؤالء) حركة بناء‪،‬‬

‫ليست حركة إعراب‪.‬‬

‫فهذا هو الفرق في اإلعراب‪ ،‬وبذلك نكون بحمد الله قد انتهينا من القسم الثاني من‬
‫ٍ‬
‫سؤال فيه؟‬ ‫أقسام اآلجرومية‪ ،‬وهو (قسم اإلعراب)‪ ،‬هل هناك من‬

‫قد رأيتم أنه سهل‪ٌ ،‬‬


‫سهل لمن عرف أصوله وأتقن مبادئه‪ ،‬يسهل عليه‪ ،‬األصول‬

‫النحوية قواعد تستطيع أن تبني عليها‪ ،‬أما الفروع فكثيرة‪ ،‬ال تنتهي الفروع‪ ،‬لكن البد أن‬

‫تتقحم هذه التفصيالت والفروع بكل ثقة‪ ،‬وتأخذ‬


‫تكون عندك هذه األصول لتستطيع أن َّ‬

‫منها ما تشاء‪ ،‬أما إذا كانت أصولك ضعيفة فستتعب‪.‬‬

‫ننتقل إلى القسم الثالث من أقسام اآلجرومية‪ ،‬وهو (األفعال) رف ًعا ونص ًبا وجز ًما‪.‬‬ ‫باب‬
‫الأفعال‬
‫سيتكلم ابن آجروم –رحمه الله تعالى‪ -‬في هذا الباب عن األفعال‪ ،‬سيذكر أنواعها‪،‬‬
‫ِ‬
‫األفعال‪:‬‬ ‫ثم يتك ّلم على إعراب كل نوعٍ‪ ،‬نو ًعا نو ًعا‪ ،‬فقال –رحمه الله تعالى‪ُ « :-‬‬
‫باب‬

‫ٍ‬
‫ماض ومضارع وأمر نحو‪( :‬ضرب) و(يضرب) و(اضرب)»‪.‬‬ ‫األفعال ثالثة‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫ماض‪ ،‬ومضارعٍ‪ٍ ،‬‬
‫وأمر‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫الفعل له تقسيمات كثيرة‪ ،‬أشهرها هذا التقسيم‪ :‬إلى‬

‫الـمضي‪ .‬واألمر‪ُ :‬س ِّمي‬


‫طيب‪ :‬الفعل الماضي ُس ِّمي ماض ًيا ألن زمانه في األكثر في ُ‬
‫مضارعا لشبهه باالسم‪.‬‬
‫ً‬ ‫أمرا لداللته على األمر‪ .‬والمضارع‪ُ :‬س ِّمي‬
‫ً‬

‫ٍ‬
‫وأمر – كما رأيتم اآلن – ليس بحسب‬ ‫ٍ‬
‫ماض ومضار ٍع‬ ‫سؤال‪ :‬تقسيم الفعل إلى‬

‫الزمان‪ ،‬فبحسب ماذا؟‬

‫ٍ‬
‫وحال صار بحسب الزمان‪ ،‬لكنهم ما قالوا ذلك؟ إنما قالوا‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ماض ومستقب ٍل‬ ‫لو قلنا‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬ومضارع وأمر‪ ،‬فالتقسيم ليس بحسب الزمان‪ ،‬إنما بحسب واعتبار الصيغة‪.‬‬

‫تقسيم الفعل هنا باعتبار الصيغة‪ ،‬فالفعل إ َّما أن يكون على فعل كـ(ضرب)‪ ،‬أو على‬

‫يفعل كـ(يضرب)‪ ،‬أو على اِف ِعل كـ(اضرب)‪ ،‬على الصيغة عمو ًما‪.‬‬

‫كـ(ضربت زيدً ا‬
‫ُ‬ ‫ثم إن الفعل قد يكون في زمن الماضي‪ ،‬وهذا هو األكثر فيه‪،‬‬

‫باألمس)‪ ،‬وقد يكون في المستقبل كـ ( ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ) [النحل‪ ]6:‬يعني سيأتي‪،‬‬

‫أشرح) يعني‬
‫ُ‬ ‫وكذلك الصيغة الثانية (يفعل) األكثر فيها واألصل أن تكون للحال‪ ،‬مثل (أنا‬

‫اآلن‪ ،‬وقد تكون للمستقبل‪ ،‬مثل (سأشرح)‪ ،‬وقد تكون في الماضي مثل (لم أذهب) أي‬

‫في الماضي‪ ،‬والصيغة الثالثة (افعل) وهي ال تكون َّإال في المستقبل‪ ،‬مثل (اذهب)‪.‬‬

‫فهذا التقسيم باعتبار الصيغة‪ .‬ثم انتقل إلى الكالم على إعراب ُك ِّل ٍ‬
‫قسم من هذه‬
‫إعراب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلخرِ أبدً ا» الفعل الماضي مفتوح اآلخر‬ ‫فالماضي مفتوحِ‬ ‫األقسام‪ ،‬فبدأ بالماضي فقال‪« :‬‬
‫الفعل‬
‫أبدً ا‪ ،‬كلمة (مفتوح) مأخوذة من النصب أم مأخوذة من الفتح؟ مأخوذة من الفتح‪ ،‬واضح‪ .‬الماضي‬

‫‪70‬‬
‫مبني‪ ،‬مبني‬
‫لماذا قال (مفتوح) ولم يقل (منصوب)؟ لم يقل (منصوب) ألنه ‪-‬كما عرفنا‪ٌ -‬‬
‫على ماذا؟ مبني على الفتح‪ ،‬فقال‪( :‬مفتوح)‪ ،‬ما معنى مفتوح؟ يعني‪ :‬مبني على الفتح‪.‬‬

‫دائما‪ ،‬إ َّما على الفتح الظاهر‪ ،‬كـ (ذهب)‪ ،‬أو على الفتح‬
‫نعم الماضي ُيبنى على الفتح ً‬
‫الـمقدَّ ر في ثالثة أحوال‪:‬‬
‫ُ‬

‫مبني على الفتح المقدَّ ر‪ُ ،‬منِع من‬ ‫ًِ‬


‫األولى‪ :‬إذا كان آخره ألفا كـ(دعا) و(رمى) نقول‪ٌ :‬‬
‫ُّ‬
‫للتعذر‪ ،‬لما عرفنا أن األلف يستحيل تحريكها‪.‬‬ ‫ظهوره‬

‫الثانية‪ :‬إذا اتصلت به واو الجماعة‪ ،‬مثل (ذهبوا) ذال‪ ،‬هاء‪ ،‬باء‪ ،‬أوصلها بواو‬

‫سمونه األصل المهجور أو‬


‫الجماعة‪ ،‬تقول العرب (ذه ُبوا) األصل‪( :‬ذ ه بو) هذا األصل‪ُ ،‬ي ُّ‬
‫المتروك‪ ،‬صار فيه ثِقل‪ ،‬بسبب أن الواو الساكنة جاءت بعد فتح‪( ،‬ذهبوا)‪ ،‬تخ َّلصت‬

‫الض َّمة‪ ،‬فقالوا‪( :‬ذه ُبوا)‪.‬‬ ‫العرب من هذا ال ِّثقل ِّ‬


‫بضم ما قبل الواو؛ ألن الواو ُيناسبها ّ‬

‫فضمت المناسبة‬ ‫الضمة للمناسبة‪،‬‬ ‫مبني على الفتح‪ ،‬ثم ُجلبت‬ ‫ره‬ ‫إ ًذا الفعل ِ‬
‫آخ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫وغ َّطت الفتح‪ ،‬فصار هنا تقدير‪ ،‬وقد شرحنا من قبل الحركة ُ‬
‫الـمقدَّ رة‪ ،‬هي حركة موجودة‬

‫لكن هناك حركة ثانية غ َّطتها‪.‬‬

‫إ ًذا (ذهبوا) مبني على الفتحة المقدَّ رة منع من ظهوره حركة المناسبة‪ ،‬الحركة‬

‫المجلوبة لمناسبة الواو‪.‬‬

‫الحالة الثالثة لبناء الفعل الماضي‪ :‬إذا اتصل بها تاء المتكلم أو ياء المتكلمين أو نون‬

‫(ذهبت) الفعل‪ :‬ذهب‪ِ ،‬صل ُه بالتاء ُ‬


‫(ت) كان‬ ‫ُ‬ ‫النسوة‪ ،‬أي‪ :‬ضمير رفع متحرك‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫األصل‪( ،‬ذ ه ب ُت )‪( /‬ذهب ُت) حصل ثِقل من اجتماع أربع محر ٍ‬
‫كات فيما هو في كلمة‬ ‫ُ ُ ِّ‬

‫‪71‬‬
‫واحدة‪ ،‬كيف تخ َّلصت العرب من هذا ال ِّثقل؟ بتسكين آخر الفعل‪ ،‬إ ًذا آخر الفعل ماذا عليه‬

‫في األصل؟ عليه الفتح‪ ،‬ثم جلبنا السكون للتخلص من ال ِّثقل‪ ،‬هذا السكون غ ّطى الفتح‪.‬‬

‫إ ًذا نقول‪( :‬ذهب ُت) مبني على الفتح المقدَّ ر منع من ظهوره التخ ُّلص من ال ِّثقل‪ .‬هذا‬

‫ما قاله ابن آجروم‪ ،‬وهذا هو الصحيح في المسألة‪ ،‬وهو مذهب الجمهور‪.‬‬

‫هناك مذهب تعليمي ليس علم ًيا‪ ،‬تذكره بعض الكتب‪ ،‬يقول‪ :‬إن الفعل الماضي ُيبنى‬

‫مبني‬
‫الضم‪ ،‬و(ذهب ُت) ٌ‬
‫ِّ‬ ‫مبني على‬
‫مبني على الفتح‪ ،‬و(ذهبوا) ٌ‬
‫على حركة آخره‪ ،‬فـ (ذهب) ٌ‬
‫على السكون‪ ،‬لكن المذهب الصحيح هو الذي ذكره ابن آجروم أن الماضي مفتوح اآلخر‬

‫أبدً ا‪ ،‬مبني على الفتح الظاهر أو المقدَّ ر‪.‬‬

‫إعراب‬ ‫واألم ُر مجزو ٌم أبدً ا»‪ ،‬مجزوم ُيقال مع المعرب أم ُيقال مع‬
‫ثم قال –رحمه الله‪ْ « :-‬‬
‫المبني؟ المعرب نقول معه‪ :‬مرفوع‪ ،‬منصوب‪ ،‬مجرور‪ ،‬مجزوم‪ .‬والمبني نقول معه‪ :‬في فعل الأمر‬
‫ُ‬
‫محل رفع‪ ،‬في محل نصب‪ ،‬في محل جر‪ ،‬في محل جزم‪ .‬إ ًذا مجزوم مصطلح ُيقال مع‬

‫المعرب‪.‬‬

‫إ ًذا ابن آجروم يرى أن فعل األمر ُمعرب‪ ،‬وإعرابه الجزم‪ ،‬مجزوم‪ ،‬وهذا مذهب‬

‫دائما الجزم‪ ،‬يقولون‪( :‬اذهب)‬


‫الكوفيين‪ ،‬يرون أن فعل األمر ُمعرب‪ ،‬ليس مبن ًيا‪ ،‬وإعرابه ً‬
‫أمر مجزوم وعالمة جزمه السكون‪( ،‬اذهبوا) فعل ٍ‬
‫أمر مجزوم وعالمة جزمه حذف‬ ‫فعل ٍ‬

‫النون‪ .‬وأما قول البصريين وقول الجمهور وهو الصحيح في المسألة فهو ما قدَّ مناه من قبل‬

‫دائما على ما ُيجزم به المضارع‪( ،‬اذهب) مبني على السكون‪( ،‬اذهبوا)‬


‫مبني ً‬
‫أن فعل األمر ٌ‬
‫و(ادع) مبني على حذف الع ّلة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مبني على حذف النون‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫والمضارع ما كان في أوله إحدى‬
‫ُ‬ ‫ثم انتقل بعد ذلك إلى الفعل المضارع فقال‪« :‬‬

‫(وصف للواقع)‬
‫ٌ‬ ‫سمى‬
‫ت)» هذا من ابن آجروم ُي َّ‬ ‫الزوائد األربع التي يجمعها قولك َ‬
‫(أن ْي ُ‬
‫ٍ‬
‫بحرف من‬ ‫ليس تعري ًفا للمضارع‪ ،‬وإنما وصف لواقع المضارع‪ ،‬المضارع البد أن يبدأ‬

‫(أجلس)‪ ،‬أو يبدأ‬


‫ُ‬ ‫(أذهب)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫حروف المضارعة‪ ،‬إ َّما أن يبدأ بالهمزة‪ ،‬إن كان للمتكلم‪ ،‬مثل‬

‫(نجلس)‪ ،‬وإ َّما أن يبدأ بالياء إن كان للغائب‪،‬‬


‫ُ‬ ‫(نذهب)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫بالنون إن كان للمتكلمين‪ ،‬مثل‬

‫(محمدٌ يذهب)‪ ،‬أو يبدأ بالتاء إن كان للمخاطب‪ ،‬مثل (أنت تذهب)‪...‬‬
‫ّ‬ ‫مثل‬

‫يختص به المضارع‪ ،‬قد تجد فعالً ماض ًيا يبدأ بالهمزة‬


‫ُّ‬ ‫وصف للواقع‪ ،‬لكن ال‬
‫ٌ‬ ‫هذا‬

‫مثل (أكل) أو يبدأ بالنون مثل (نصر)‪ ،‬أو يبدأ بالياء مثل (يبِس)‪ .‬إ ًذا فكون المضارع يبدأ‬

‫وصف لواقعه‪ ،‬المضارع البد أن يبدأ بحرف‬


‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫شرط فيه‪،‬‬ ‫بحرف من حروف المضارعة هذا‬

‫من حروف المضارعة‪.‬‬

‫ناصب أو جاز ٌم» قال‪« :‬وهو‬


‫ٌ‬ ‫وإعرابه؟ قال‪« :‬وهو َمرفوع أبدً ا حتى يدخل عليه‬ ‫إعراب‬
‫الفعل‬
‫مرفوع أبدً ا» أي حكمه الرفع إال إذا دخل عليه ناصب فحكمه النصب‪ ،‬أو دخل عليه جاز ٌم‬
‫المضارع‬
‫مبكرا) ُسبق بناصب أم بجازم؟ ال‪ ،‬إ ًذا مرفوع‪.‬‬
‫ً‬ ‫محمدٌ‬
‫(يذهب َّ‬
‫ُ‬ ‫فحكه الجزم‪ .‬فإذا قلت‬

‫يذهب) هل ُسبق بناصب‬


‫ُ‬ ‫محمدٌ‬
‫بكرا)؟ مرفوع‪ .‬طيب‪( :‬كان َّ‬
‫يذهب ُم ً‬
‫ُ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫طيب‪:‬‬

‫لما‪ ،‬الم األمر‪ ،‬ال الناهية‪ ،‬أدوات الشرط الجازمة)؟‬


‫(أن‪ ،‬لن كي‪)...‬؟ أو ُسبق بجازم (لم‪َّ ،‬‬
‫(إن‬ ‫ٍ‬
‫بناصب وال بجازم‪ ،‬مرفوع َّ‬ ‫يذهب) مرفوع؛ ألنه لم ُيسبق‬
‫ُ‬ ‫محمدً ا‬
‫َّ‬ ‫ال‪ .‬طيب‪َّ :‬‬
‫(إن‬

‫يذهب)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫محمدً ا‬
‫َّ‬

‫‪71‬‬
‫ٍ‬
‫بناصب أو بجازم؟ فهو مرفوع‪ .‬إ ًذا المضارع‬ ‫محمد) لم ُيسبق‬
‫َّ‬ ‫تذهب يا‬
‫ُ‬ ‫طيب‪( :‬هل‬

‫وقع في أول الكالم أو في وسط الكالم أو في آخر الكالم‪ ،‬تنظر‪ ،‬إن ُسبق بناصب فهو‬

‫منصوب‪ ،‬وإن ُسبق بجازم فهو مجزوم‪ ،‬وإن لم ُيسبق بناصب وال بجازم فهو مرفوع‪.‬‬

‫طيب‪ :‬إ ًذا قولنا (إن ُسبق بناصب) يستوجب منا أن نعرف نواصب المضارع‪ ،‬وقولنا‬

‫(إن ُسبق بجازم) يستوجب منا أن نعرف جوازم المضارع‪ ،‬فلذلك ذكرها ابن آجروم‪ ،‬فقال‬

‫(أن) و(لن) و(إذن) و(كي) و(الم كي) و(الم نواصب‬


‫–رحمه الله‪« :-‬فالنواصب عشرة وهي‪ْ :‬‬
‫المضارع‬
‫الجحود) و(حتى) و(الجواب بالفاء والواو) و(أو)»‪ .‬فذكر عشرة أحرف‪ ،‬هذه كلها‬

‫حروف‪ ،‬وهذه الحروف العشرة ينتصب المضارع بعدها اتفا ًقا‪ ،‬المضارع بعدها منصوب‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ُأ ُّم الباب ْ‬


‫ال (أن)‪ ،‬تقول‪ُ ( :‬أح ُّ‬
‫ب أن تجتهد‬ ‫(أن)‪ُ ،‬أ ُّم نواصب المضارع أكثرها استعما ً‬

‫في دروسك)‪ُ ( ،‬يعجبني أن تجلس باحترام)‪( ،‬أو ُّد أن ُتسافر معي)‪( ،‬أن) حرف كيف‬

‫ٍ‬
‫نصب مبني‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫ُنعربه؟ عرفنا إعراب الحروف‪ ،‬وعرفنا اآلن أنه حرف ناصب‪ ،‬إ ًذا نقول‪:‬‬

‫مضارع‬
‫ٌ‬ ‫على السكون ال محل له من اإلعراب‪( .‬أن تجتهد) عرفنا إعراب المضارع‪ :‬فعل‬

‫منصوب أوفي محل نصب؟ منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫الناصب الثاني‪( :‬لن) وهو حرف نفي‪ ،‬يعني معناه النفي‪ ،‬وعمله النصب‪ ،‬تقول‪( :‬لن‬

‫(محمدٌ لن يتأخر عن الدرس)‪( ،‬لن‬ ‫ُأهمل في دروسي)‪( ،‬لن أسافر دون ِ‬


‫إذن والدي)‪،‬‬
‫َّ‬
‫ُأهمل) ُنعرب لن‪ ،‬نوعه‪ :‬حرف نفي ونصب‪ ،‬مبني على السكون‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪.‬‬

‫( ُأهمل)‪ٌ :‬‬
‫فعل مضارع منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫طيب‪ :‬لو قلت (هندٌ لن ُتهمل دروسها) ( ُتهمل) ٌ‬
‫فعل مضارع منصوب‪ .‬لو قلت‬

‫(الطالبات لن ُيهملن دروسه َّن) (يهمل) فعل مضارع في محل نصب‪ ،‬مبني على السكون‪.‬‬
‫ُ‬

‫البد أن ُتطبق ما درسته في باب اإلعراب على كل ما يأتي‪.‬‬

‫الناصب الثالث‪( :‬إذن)‪ ،‬وهو حرف جواب‪ ،‬يعني أنه مبني على كال ٌم سابق‪ ،‬كالم‬

‫سابق ُتجي ُبه‪ ،‬يعني نتيجة لهذا الكالم‪ُ ،‬تجي ُب ُه بما تقوله مبتدئًا بـ(إذن)‪ .‬لو قيل لك مثالً‬

‫(سآتيك غدً ا) ف ُتجيب هذا المتك ِّلم وتقول‪( :‬إذن أستعدَّ لك) أو (إذن ُأك ِرمك) أو (إذن‬

‫يس ُّرك)‪ .‬لو قال لك قائل مثالً‪( :‬سأجتهدُ في دروسي هذا الفصل إن شاء الله)‬
‫تجد ما ُ‬
‫فتقول‪( :‬إذن تنجح)‪ .‬لو قيل لك مثالً‪( :‬البد أن نخرج مبكرين) فتقول‪( :‬إذن نصل في‬
‫مناسب بإذن ِ‬
‫الله)‪ ...‬وهكذا‪ .‬هذا معنى حرف جواب‪ ،‬تقول‪( :‬إذن تنجح)‪ُ ،‬نعرب‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫وقت‬

‫مبني على السكون‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪ ،‬و(تنجح)‬


‫(إذن)‪ :‬حرف جواب ونصب‪ٌ ،‬‬
‫فعل مضارع منصوب بــ(إذن) وعالم ُة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫الناصب الرابع‪( :‬كي)‪ ،‬هذا حرف تعليل‪ ،‬معناه التعليل‪ ،‬وعمله النصب‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫(جئت كي أسمع كالمك)‪...‬‬


‫ُ‬ ‫(جئت كي أسأل زيدً ا)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(جئت كي أتع َّلم)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(جئت) لماذا؟‬
‫ُ‬

‫(جئت كي أتع َّلم) (كي) حرف تعليل ونصب‪ ،‬مبني على السكون‪ ،‬ال محل له من‬
‫ُ‬ ‫وهكذا‪،‬‬

‫اإلعراب‪( ،‬أتع َّلم) فعل مضارع منصوب بــ(كي)‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫(جئت ألتع َّلم)‬


‫ُ‬ ‫الناصب الخامس‪( :‬الم كي)‪ ،‬يعني الم التعليل‪ ،‬كما في قولك‪:‬‬

‫(سافرت ألعالج أبي)‪،‬‬


‫ُ‬ ‫(جئت ألتع َّلم)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يقول (الم كي) ألن معناها التعليل مثل (كي)‪،‬‬

‫(جئت ألتع َّلم) الالم حرف تعليل ونصب‪ ،‬ال محل‬


‫ُ‬ ‫(جئت إليك ألسمع ما تقول) تقول‪:‬‬
‫ُ‬

‫‪76‬‬
‫له من اإلعراب‪ ،‬مبني على الكسرة‪( ،‬أتع َّلم) ٌ‬
‫فعل مضارع منصوب بالم التعليل‪ ،‬وعالمة‬

‫نصبه الفتحة‪.‬‬

‫الناصب السادس‪( :‬الم الجحود)‪ُ ،‬يراد بالجحود هنا النفي‪ ،‬وهي ال ٌم تأتي بعد‬

‫قولك (لم يكن) أو (ما كان)‪ ،‬الالم التي تأتي بعد قولهم (لم يكن) أو قولهم (ما كان)‬

‫محمدٌ ل ُيهمل دروسه)‪( ،‬ليهمل) هذه الالم وقعت‬


‫سمونها (الم الجحود)‪ ،‬مثل‪( :‬ما كان َّ‬
‫ُي ُّ‬
‫بعد (ما كان) فيسمونها (الم الجحود)‪.‬‬

‫محمدٌ‬
‫ّ‬ ‫محمدٌ ل ُيهمل دروس)‪( ،‬ما كان‬
‫َّ‬ ‫محمدٌ ل ُيهمل دروسه) أو (لم يكن‬
‫ّ‬ ‫(ما كان‬

‫محمدٌ ليتأخر عن االستماع)‪...‬‬


‫ليسافر دون إذن والديه)‪( ،‬ما كان َّ‬

‫هذه أساليب عربية فصيحة جميلة‪ ،‬ينبغي أن ُنحييها وأن نستعملها‪ ( .‬ﮥ ﮦ ﮧ‬

‫ﮨ ﮩ) [النساء‪ ]645:‬فإذا قلت (ما كان محمدٌّ ل ُيهمل) الالم حرف جحود ونصب‪ ،‬مبني‬

‫على الكسرة‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪ُ ( ،‬يهمل) ٌ‬


‫فعل مضارع منصوب‪ ،‬وعالم ُة نصبه‬

‫الفتحة‪.‬‬

‫(جئت حتى أتع َّلم) (حتى)‬


‫ُ‬ ‫الناصب السابع‪( :‬حتى)‪ ،‬حرف تعليل وغاية‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫حرف تعليل وغاية ونصب‪ ،‬و(أتع َّلم) فعل مضارع منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫الناصب الثامن‪( :‬الجواب بالفاء)‪ ،‬والتاسع (الجواب بالواو) إ ًذا الثامن والتاسع‬

‫(الجواب بالفاء والجواب بالواو)‪ ،‬إ ًذا قوله «والواو» معطوف على الفاء‪ ،‬عن الجواب‬

‫بالفاء الجواب بالواو‪ .‬هذا أسلوب عربي جميل‪ ،‬فعندما نقول الجواب معنى ذلك أنه ٍ‬
‫منبن‬

‫ٍ‬
‫طلب أو نفي‪ ،‬إذا تقدَّ م كالم سابق نفي أو طلب ثم يأتي‬ ‫على كال ٍم سابق‪ ،‬وهو ينبني على‬

‫‪77‬‬
‫وأمر يتر َّتب على ما سبق‪ ،‬لكن هذا الجواب‬
‫ٌ‬ ‫جواب‪ ،‬ما معنى جواب؟ يعني‪ :‬نتيجة‬
‫ٍ‬
‫حينئذ بالفاء أو الواو‬ ‫والنتيجة جاء على صورة فع ٍل مضارع‪ ،‬فإن ُسبق الفعل المضارع‬

‫ينتصب‪ ،‬كقولك‪( :‬اجلس) هذا طلب‪ ،‬طيب وبعد ذلك‪ ،‬ماذا يحدث لو جلست؟ تقول‪:‬‬

‫(اجلس ف ُأعطيك)‪( ،‬اجلس فأكرمك)‪( ،‬اجلس فتستفيد) الفائدة هنا ترتبت نتيجة –‬

‫يسمونها جواب – للجلوس‪ ،‬لكن النتيجة هنا جاءت على صورة فعل مضارع مسبوق‬

‫بالفاء‪ ،‬أو بواو‪( ،‬اجلس وتستفيد)‪( ،‬اجلس وأعطيك)‪ ،‬تقول‪( :‬جالس العلماء فتستفيد‬

‫منهم)‪( ،‬جالس العلماء وتستفيد منهم)‪( ،‬اجتهد فتنجح)‪( ،‬اجتهد وتنجح)‪.‬‬

‫ٍ‬
‫لطلب سابق‬ ‫إ ًذا الجواب بالواو والفاء هو أسلوب عربي‪ ،‬يأتي الفعل المضارع نتيج ًة‬

‫ٍ‬
‫ونصب‪ ،‬مبني على الفتح‬ ‫ٍ‬
‫جواب‬ ‫حرف‬
‫ُ‬ ‫فينتصب‪ .‬فإذا قلت (اجتهد فتنجح) نقول‪ :‬الفاء‬

‫ممنوع من اإلعراب‪ ،‬و(تنجح) فعل مضارع منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪.‬‬

‫الناصب العاشر‪( :‬أو)‪ ،‬المشهور في (أو) أنه حرف عطف‪ ،‬تقول ( ُكل ُتفاح ًة أو ُكل‬

‫برتقالةً) حروف العطف من الحروف المهملة التي ليس لها عمل‪ ،‬ال ترفع وال تنصب وال‬

‫عربي تأتي فيه بمعنى (إلى أن)‬ ‫ٍ‬


‫أسلوب‬ ‫تجر وال تجزم‪ ،‬إ ًذا ال ُيريدها‪ ،‬وإنما ُيريد (أو) في‬
‫ٍّ‬
‫أو َّ‬
‫(إال أن)‪ .‬أسلوب عربي جميل تأتي فيه (أو) ليست عاطف ًة – كما في األسلوب السابق‬

‫– ُتخ ِّير‪ ،‬ال‪ ،‬إنما تأتي فيه بمعنى َّ‬


‫(إال أن) أو (إلى أن) كقولك مثالً (سأجتهدُ في دروسي‬

‫أو أن أنجح)‪ .‬انتبه وافهم‪( :‬سأجتهدُ في دروسي أو أنجح) أو هنا ليست عاطفة‪ ،‬أنت ال‬

‫تقول (سأعمل هذا أو أعمل هذا) أو (سأجتهد أو أنجح) ال‪ ،‬وإنما تريد أن تقول‪:‬‬

‫(سأجتهد في دروسي إلى أن أنجح)‪( ،‬سأجتهد في دروسي أو أنجح)‪ ،‬تقول مثالً‪:‬‬

‫(سأالزمك أو ُتعطيني حقي) أنت ال ُتخ ِّير‪ ،‬وإنما تقول (سأالزمك إلى أن ُتعطيني ح ّقي)‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ستقول مثالً‪( :‬سأقتلك أو تترك ما تعمل) طب ًعا هذا المثال هو الذي يأتي بمعنى‬

‫الذي نريد (سأقتلك أو تترك ما تعمل) هنا أنت ال ُتخ ّير‪ ،‬وإنما تقول (سأقتلك َّإال أن تترك‬

‫ما تعمل)‪.‬‬

‫فإذا قلت (سأفتح الباب أو ينكسر) يدخل في هذا األسلوب‪ ،‬ليست (أو) هنا‬

‫باب حاولت أن تفتحه ما انفتح فغضبت فقلت (سأفتح الباب أو ينكسر) أو هنا‬
‫للتخيير‪ٌ ،‬‬

‫بمعنى إلى أم بمعنى َّإال؟ بمعنى َّإال (سأفتح الباب َّإال أن ينكسر)‪ ،‬وليس بمعنى (سأفتح‬

‫الباب إلى أن ينفتح) ال‪ ،‬إ َّما أن نفتحه وإ َّما أن ينكسر‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ألحد أخطأ (سأعاقبك أو تعتذر) بمعنى إلى أم َّإال؟ تحتمل األمرين‪،‬‬ ‫لو قلت‬

‫تحتمل أن تقول (سأعاقبك إلى أن تعتذر) ويحتمل أن المراد (سأعاقبك َّإال أن تعتذر فلن‬

‫أعاقبك) فاألمر محتمل هنا‪.‬‬

‫إ ًذا الفعل المضارع ينتصب في عشرة مواضع‪ ،‬ينتصب بعد (أن)‪ ،‬وبعد (لن)‪ ،‬وبعد‬

‫(كي)‪ ،‬وبعد (إذن) اتفا ًقا‪ ،‬ينتصب بها‪ ،‬يعني هي التي تنصبه اتفا ًقا‪ ،‬وينتصب بعد (الم كي)‬

‫الم التعليل‪ ،‬وبعد (الم الجحود)‪ ،‬وبعد (حتى)‪ ،‬وبعد (الجواب بالفاء والجواب بالواو)‪،‬‬

‫وبعد (أو) التي بمعنى (إلى) أو (إِ َّال)‪.‬‬

‫وينتصب بها – أي هي التي ُتنصبه – عند الكوفيين‪ ،‬وينتصب بـأن المقدَّ رة عند‬

‫مهما في تقدير المعنى‪َّ ،‬إال‬


‫مهما اآلن‪ ،‬وإن كان ًّ‬
‫جمهور العلماء‪ ،‬والخالف في ذلك ليس ًّ‬
‫أنهم متفقون على أن الفعل المضارع ينتصب في هذه المواضع العشرة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫إ ًذا فالمضارع ينتصب في عشرة مواضع‪ ،‬وأما الجزم فقال ابن آجروم‪« :‬والجوازم‬ ‫جوازم‬
‫المضارع‬
‫و(ألما)‪ ،‬و(الم األمر والدعاء)‪ ،‬و(ال)في النهي‬
‫َّ‬ ‫و(ألم)‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ثمانية عشر وهي‪( :‬لم)‪ ،‬و(لما)‪،‬‬

‫و(أي)‪ ،‬و(متى)‪ ،‬و(أين)‪ ،‬و(أيان)‪،‬‬


‫ٌّ‬ ‫والدعاء‪ ،‬و(إن)‪ ،‬و(ما)‪ ،‬و(مهما)‪ ،‬و(إذ)‪ ،‬و(إذما)‪،‬‬

‫و(أنَّى)‪ ،‬و(حيثما)‪ ،‬و(كيفما)‪ ،‬و(إذا) في الشعر خاصة»‪.‬‬

‫زلت أقول في كالمي لكي تثبت المعلومة لكم‪ :‬إن جوازم‬


‫جوازم المضارع‪ :‬ما ُ‬

‫ولما‪ ،‬والم األمر‪ ،‬وال الناهية‪ ،‬وأدوات الشرط الجازمة)‪،‬‬


‫المضارع خمسة‪ ،‬وهي‪( :‬لم‪َّ ،‬‬
‫وابن آجروم يقول «جوازم المضارع ثمانية عشر»‪ ،‬ليس هناك خالف‪ ،‬هو يرى أن األسهل‬

‫للطالب المبتدئ أن يقول‪ :‬إن الجوازم ثمانية عشر‪ ،‬ويسردها بالتفصيل‪ ،‬وأرى أن األسهل‬

‫أن ُيقال إن الجوازم خمسة‪ ،‬و ُيؤتى بها بال تفصيل‪.‬‬

‫الجازم األول من الخمسة‪( :‬لم)‪ ،‬تقول (لم أذهب)‪( ،‬لم يذهب)‪( ،‬لم نذهب)‪( ،‬لم‬

‫تذهب)‪( ،‬لم يذهبوا)‪.‬‬

‫(لما يذهبوا)‪ ( ،‬ﮦ ﮧ‬


‫(لما نذهب)‪َّ ،‬‬
‫(لما أذهب)‪َّ ،‬‬
‫(لما)‪ ،‬تقول‪َّ :‬‬
‫والجازم الثاني‪َّ :‬‬

‫ﮨ) [ص‪ ( ، ]0:‬ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ) [الحجرات‪. ]63:‬‬

‫(لما) وهو حرف نفي‪ .‬ما‬


‫فالجازم األول (لم) وهو حرف نفي‪ ،‬والجازم الثاني َّ‬
‫(لما) لنفي‬
‫الفرق بين النفيين؟ النفي بـ (لم) نفي عام ُمطلق‪ ،‬يعني أنه منفي‪ ،‬والنفي بـ َّ‬
‫القريب‪ ،‬يعني لنفي ما يحتمل وقوعه قريبا‪ ،‬فإذا قلت (لما ِ‬
‫أصل) معنى ذلك أنك تتوقع‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬

‫وصولك في القريب‪ ،‬تتوقع أن تصل قري ًبا‪ .‬وإذا قلت (لم أصل) فهذا نفي ُمطلق‪ ،‬يعني لم‬

‫ولما‬
‫(ذهبت إلى المسجد َّ‬
‫ُ‬ ‫قريب أم بعيد‪ ،‬فقط نفيت الوصول‪ .‬وإذا قلت‬
‫ٌ‬ ‫ُتب ِّين أن وصولك‬

‫‪81‬‬
‫أدخل بعد) نفهم أنك قريب من باب المسجد‪ ،‬وإذا قلت (لم أدخل) ما ندري أقريب أم‬

‫بعيد‪.‬‬

‫(لما)‪ ،‬ولهذا تأ َّمل مواضع (لم) في القرآن ومواضع‬


‫فهذا الفرق بين نفي (لم) ونفي َّ‬

‫(لما) في القرآن‪ ،‬فإذا قال‪ ( :‬ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ) قالوا يعني فيه البشارة لهم‬
‫َّ‬

‫ب ُقرب دخول اإليمان في قلوبهم‪ ،‬وإذا قال عن الكفار ( ﮦ ﮧ ﮨ) فيه تهديد لهم‬

‫ب ُقرب وقوع العذاب عليهم‪ ...‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫إ ًذا فالجازم األول (لم)‪ ،‬والثاني َّ‬


‫(لما)‪.‬‬

‫والجازم الثالث‪( :‬الم األمر)‪ ،‬كقولك (لِتذهب) هي ال ٌم مكسورة‪( ،‬لتذهب)‪،‬‬

‫(لتجلس)‪( ،‬لستمع)‪( ،‬ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) [الطالق‪ ، ]5:‬الالم حرف أمر وجزم مبني‬

‫على الكسر ال محل له من اإلعراب‪( ،‬ينفق) فعل مضارع مجزوم بـ (الم األمر) وعالمة‬

‫جزمه السكون‪.‬‬

‫الجازم الرابع‪( :‬ال الناهية)‪ ،‬تقول (ال تلعب)‪( ،‬ال ُتهمل)‪( :‬ال) حرف نهي وجزم‪،‬‬

‫و( ُتهمل) ٌ‬
‫فعل مضارع مجزوم‪.‬‬

‫الجازم الخامس‪( :‬أدوات الشرط الجازمة)‪ ،‬الشرط أسلوب عربي معروف‪ ،‬أن‬
‫ٍ‬
‫شرط‪ ،‬كقولك‪( :‬إن تجتهد تنجح)‪( ،‬من يجتهد ينجح)‪( ،‬إذما‬ ‫تر ِّتب فعالً على فع ٍل ِ‬
‫بأداة‬

‫تجتهد تنجح)‪( ،‬متى تجتهد تنجح)‪ ... ،‬وهكذا‪ ،‬هذا أسلوب الشرط‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وأدوات الشرط بعضها جازم‪ ،‬وبعضها غير جازم‪ ،‬فأكثر أدوات الشرط جازمة‪،‬‬

‫وهي المشهورة‪ ،‬وأ َّما أدوات الشرط غير الجازمة مثل (إذا) و(لو) و(لوال) هذه أدوات‬

‫غير جازمة‪.‬‬

‫فقولك‪( :‬إن تجتهد تنجح) (إن) أداة شرط‪ ،‬وتتميز أدوات الشرط الجازمة بأنها‬

‫ولما والم األمر وال الناهية)‬


‫تجزم فعلين – ما شاء الله قو َّية – بينما الجوازم السابقة (لم ّ‬
‫ضارعا واحدً ا‪ ،‬فلهذا تقول‪( :‬إن تجتهد تنجح)‪( ،‬إن) أداة شرط‪( ،‬تجتهد) فعل‬
‫ً‬ ‫تجزم ُم‬

‫شرط مجزوم بــ(إن)‪( ،‬تنجح) جواب شرط مجزوم بــ(إن)‪ ،‬إ ًذا (إن) جزمت فعلين‪ ،‬فعل‬

‫الشرط وجواب الشرط‪.‬‬

‫تقول‪( :‬من ُيسافر يستفد) (من) أداة شرط‪ُ ( ،‬يسافر) فعل شرط مجزوم بــ(من)‪،‬‬

‫(يستفد) جواب الشرط مجزوم بــ(من)‪.‬‬

‫ما رأيكم لو قلنا (أين تسكن أسكن) هذا شرط أم استفهام؟ شرط‪ ،‬من أدوات‬

‫الشرط‪( :‬أين)‪( ،‬أين تسكن) فعل الشرط مجزوم بــ(أين)‪( ،‬أسكن) جواب الشرط مجزوم‬

‫بــ(أين)‪.‬‬

‫محمد)؟ هذا استفهام‪ ،‬أدوات االستفهام هل هي من‬


‫ّ‬ ‫لكن لو قيل‪( :‬أين تسكن يا‬

‫نواصب المضارع؟ ال‪ ،‬من جوازم المضارع؟ ال‪ ،‬إ ًذا ما حكم المضارع بعدها؟ مرفوع‪،‬‬

‫محمد)‪.‬‬
‫تقول (أين تسك ُن يا َّ‬

‫نفصل الجوازم‪ ،‬فقال «ثمانية عشر» ما‬


‫ابن آجروم –رحمه الله‪ -‬يرى من األسهل أن ِّ‬

‫(لما) وقد شرحناها‪ ،‬والثالث (ألم) مثل قولك‪:‬‬


‫هي؟ األول‪( :‬لم) وقد شرحناها‪ .‬والثاني َّ‬

‫‪81‬‬
‫(ألم تذهب) األصل فيه أن (ألم) مكونة من همزة االستفهام و(لم) حرف النفي الجازمة‪،‬‬

‫طيب‪ :‬أيهما أسهل؟ نقول (ألم) هذا حرف جديد جازم‪ ،‬أم نقول‪( :‬لم) هي (لم) لكن‬

‫دخلت عليها همزة االستفهام؟ نقول (ألم) الهمزة حرف استفهام مبني على السكون ال‬

‫محل له من اإلعراب‪ ،‬و(لم) حرف جازم‪ ،‬لهذا عدَّ ه حر ًفا جديدً ا من باب التسهيل كما‬

‫يرى – رحمه الله‪.-‬‬

‫(ألما)‪ ،‬كقولك (ألما تذهب) ُيقال فيه ما سبق‪ ،‬هي همزة االستفهام‬
‫الحرف الرابع‪َّ :‬‬
‫و(لما) فليست حر ًفا جديدً ا‪.‬‬
‫َّ‬

‫الحرف الخامس‪( :‬الم األمر والدعاء)‪ ،‬الم األمر عرفناها‪ ،‬بعض المتأخرين يرى أنه‬

‫أمرا‪،‬‬
‫نفصل‪ ،‬فنقول‪ :‬إذا كان األمر من أعلى إلى أسفل فنسميه ً‬
‫من التأ ُّدب في األمر أن ِّ‬

‫كالذي مِن الله عز وجل لعباده‪ ،‬ومن النبي ألتباعه‪ ،‬ومن الرئيس للمرؤوس‪ ،‬ومن الوالد‬

‫أمرا‪ ،‬فإذا قلت (لتجلس) فنقول‪ :‬الالم الم أمر إذا كان من األعلى‬
‫للولد‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فنسميه ً‬
‫إلى األسفل‪ ،‬أما إذا كان من األسفل إلى األعلى ال نسميه أمر‪ ،‬إنما نسميه (دعاء)‪ ،‬الدعاء‬

‫سمون‬
‫رب لتغفر لي) ُي ّ‬
‫في اللغة هو الطلب‪ُ ،‬يسمى (دعاء)‪ ،‬فهذه الم الدعاء‪ ،‬كقولك (يا ِّ‬

‫الالم هنا الم الدعاء‪ ،‬والمشروع عند النحويين يسمى (الم األمر) ألن الالم عندهم بمعنى‬

‫الطلب‪ ،‬لكن هذا فقط من باب المبالغة في التأ ُّدب‪.‬‬

‫قسما ثال ًثا‪ ،‬قال من األعلى إلى األسفل أمر‪ ،‬ومن األسفل إلى‬
‫أيضا جعل ً‬
‫بعضهم ً‬

‫(التماسا)‪ ،‬كأن تقول لزميلك (ل ُتعطني‬


‫ً‬ ‫األعلى دعاء‪ ،‬ومن المساوي للمساوي يسمونه‬

‫قلما)‪ .‬هذا كله من التفصيالت البالغية التي ال ينظر إليها النحويون‪.‬‬


‫ً‬

‫‪81‬‬
‫السابع والثامن (ال في النهي والدعاء)‪( ،‬ال الناهية)‪ ،‬مثل (ال تلعب) وقد شرحناها‪،‬‬

‫و(الدعاء) قالوا هنا كما قالوا في الم األمر من باب المبالغة في التأ ُّدب‪ ،‬قالوا‪ :‬إذا كان‬

‫النهي من األعلى إلى األسفل نسميه (نه ًيا)‪ ،‬وإذا كان من األسفل إلى األعلى ال نسميه‬

‫عذبني)‪( ،‬ﯦ ﯧ) [البقرة‪ . ]601:‬وإن كان من‬


‫(رب ال ُت ِّ‬
‫نه ًيا‪ ،‬نسميه (دعا ًء)‪ ،‬كأن تقول ِّ‬

‫(التماسا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫ٍ‬
‫مساو يسمى‬ ‫ٍ‬
‫مساو إلى‬

‫إن‪ »...‬إلى آخره‪ ،‬هذه أدوات الشرط الجازمة‪ ،‬وقد شرحناها من قبل‪ ،‬وفي‬
‫ثم قال‪َّ « :‬‬
‫َّ‬
‫ٍ‬
‫شرط‬ ‫خاصة» لماذا ق َّيدها بالشعر‪ ،‬ألن (إذا) في األصل أداة‬
‫آخرها قال‪« :‬وإذا في الشعر َّ‬

‫غير جازمة‪ ،‬أنت تقول (إذا تطلع الشمس آتيك) فالفعل بعدها مرفوع‪ ،‬ألنها ال تجزم‪ .‬جاء‬

‫فتحملي) ما قال ( ُتصي ُبك) فقال‬


‫َّ‬ ‫في بيت شعر وهو قول الشاعر‪( :‬وإذا ُت ِصبك خصاص ٌة‬

‫ابن آجروم‪« :‬إذا في الشعر خاصة» وهذه من أكبر مآخذ اآلجرومية‪ ،‬ما كان ينبغي أن يذكر‬

‫شي ًئا من ضرائر الشعر؛ ألن ضرائر الشعر كثيرة‪ ،‬إن كان سيذكرها إ ًذا يذكرها في كل ما‬

‫سبق وما سيأتي‪ ،‬فكان ينبغي أال يذكرها‪ ،‬ولكن مناسبة أن نذكر ضرورة الشعر‪.‬‬

‫بذلك نكو ن بحمد الله قد انتهينا من القسم الثاني من اآلجرومية‪ ،‬وهو الكالم على‬

‫األفعال‪ ،‬رف ًعا ونص ًبا وجز ًما‪ .‬يبقى لنا القسم الرابع وهو األخير في اآلجرومية‪ ،‬وهو أطول‬

‫وخفضا‪.‬‬
‫ً‬ ‫األقسام‪ ،‬وهو الكالم على األسماء رف ًعا ونص ًبا‬

‫‪81‬‬
‫المجلس الرابع‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا‬

‫محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬أ َّما بعد‪:‬‬


‫َّ‬

‫ُكنَّا في المجالس الماضية قد انتهينا من ثالثة أقسام من أقسام اآلجرومية‪ ،‬كان األول‬

‫في الكالم والكلمة‪ ،‬وكان الثاني في اإلعراب‪ ،‬وكان الثالث في األفعال رف ًعا ونص ًبا‬

‫وخفضا – أي‬
‫ً‬ ‫وجز ًما‪ ،‬وسنبدأ إن شاء الله بالقسم الرابع‪ ،‬وهو عن األسماء رف ًعا ونص ًبا‬

‫جرا ‪.-‬‬
‫ًّ‬

‫ابن آجروم سير ِّتب هذا القسم – وهو عن األسماء – بحسب إعرابه‪ ،‬سيبدأ باألسماء‬

‫المرفوعة‪ ،‬ثم األسماء المنصوبة‪ ،‬ويختم باألسماء المخفوضة‪ ،‬فبدأ باألسماء المرفوعة‬

‫باب‬ ‫فقال‪« :‬باب األسماء المرفوعة‪ :‬المرفوعات سبعة‪ ،‬وهي‪ :‬الفاعل‪ ،‬والمفعول الذي لم ُي َس َّم‬
‫مرفوعات‬
‫فاع ُله‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬وخبره‪ ،‬واسم كان وأخواتها‪ ،‬وخبر َّ‬
‫إن وأخواتها‪ ،‬والتابع للمرفوع‪ ،‬وهو‬
‫الأسماء‬
‫أربعة أشياء‪ :‬النعت‪ ،‬والعطف‪ ،‬والتوكيد‪ ،‬والبدل»‪.‬‬

‫ٍ‬
‫حكم إعرابي‪ ،‬واألحكام اإلعرابية التي تدخله‪ :‬إ َّما‬ ‫عرفنا البد له من‬
‫االسم كما َّ‬
‫الرفع‪ ،‬وإ َّما النصب‪ ،‬وإ َّما الجر‪/‬الخفض‪.‬‬

‫بدأ ابن آجروم كالنحويين بالمرفوعات من األسماء‪ ،‬ألن الرفع هو األصل في‬

‫االسم‪ ،‬فلهذا يقولون‪ :‬إن الرفع هو حكم ال ُعمد ‪ -‬جمع ُعمدة – ألن الكالم يتركب من‬

‫‪85‬‬
‫حكما‪،‬‬
‫ً‬ ‫والـجمل في العربية نوعان‪( :‬اسمية) وهي ما بدأت باسم حقيقة أو‬
‫ُ‬ ‫ُجمل‪،‬‬

‫حكما‪.‬‬
‫ً‬ ‫و(فعلية) وهي ما بدأت بفعل حقيقة أو‬

‫طيب‪ :‬يقولون إن العربية ثرية والعربية عظيمة والعربية كلماتها كثيرة وأساليبها‬

‫الـجمل َّإال نوعان (اسمية وفعلية) فقط‪ ،‬هذا دليل ثراء أم دليل‬
‫كثيرة‪ ،‬ثم ال يكون فيها من ُ‬

‫فقر؟‬

‫طب ًعا ال نستطيع أن نحكم حتى نرى اللغات األخرى‪ ،‬إن كان فيها أنواع كثيرة من‬

‫الجمل فكان هذا دليل فقر في العربية‪ ،‬وإن كان فيها نوع واحد فهذا دليل ثراء في العربية‪،‬‬
‫ُ‬

‫والذي يذكره المطلعون على اللغات أن أغلب اللغات العالمية ال يوجد فيها َّإال ُ‬
‫الجملة‬
‫ٍ‬
‫بإسناد‬ ‫االسمية‪ ،‬وذلك أن أي معنًى من المعاني تستطيع أن ُتع ِّبر عنه في اللغة العربية‬
‫ٍ‬
‫إسناد فعلي‪.‬‬ ‫اسمي‪ ،‬أو‬

‫مثال‪ُ :‬حبك لزيد‪ ،‬يمكن أن ُتع ِّبر عن ذلك باسم‪ ،‬يعني أن تبدأ كالمك باسم‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫ً‬

‫(أنا ُأح ُّبك) بدأت باسمك‪ ،‬فصارت الجملة اسمية‪ ،‬وأ َّدت المعنى المطلوب‪ ،‬وهو‬

‫اإلخبار عن ُح ِّبك لزيد‪.‬‬

‫ِ‬
‫وتستطيع أن ُتع ِّبر عن ذلك بجملة فعلية مباشرة‪ ،‬فتقول‪ُ ( :‬أح ُّبك) أو ( ُأ ُّ‬
‫حب زيدً ا)‬

‫معنى‪ ،‬تستطيع‬
‫ً‬ ‫فع َّبرت عن المعنى نفسه – المعنى اإلجمالي – بجملة فعلية‪ ،‬وهكذا كل‬

‫أن ُتع ِّبر عنه بإسناد اسمي‪ ،‬يعني تبدأ به باسم‪ ،‬أو بإسناد فعلي‪ /‬تبدأ فيه بفعل‪.‬‬

‫أ َّما أغلب اللغات العالمية – سواء كان أصلها ُأورب ًيا أو هند ًيا أو إفريق ًيا أو أسيو ًيا –‬

‫أغلب اللغات العالمية ال يوجد فيها إال الجملة االسمية‪ ،‬يعني ال تستطيع أن تبدأ َّإال‬

‫‪86‬‬
‫فالـجمل السابقة ‪-‬إخبارك عن ُحبك لزيد‪ -‬ال تستطيع مثالً في اللغة اإلنجليزية –‬
‫ُ‬ ‫باسم‪،‬‬

‫وهي المشهورة والمعروفة – ال تستطيع أن تقول ( ُأ ِح ُّبك)‪ ،‬يعني الترجمة الحرفية‪ ،‬البد أن‬

‫تبدأ باسم‪ ،‬البد أن تقول (أنا ُأح ُّبك) ولو قلت ( ُأ ِح ُّبك) صار خطأ عندهم‪ ،‬لماذا؟ ألنه‬

‫ليس عندهم التعبير بالفعل مباشرة‪ ،‬وال عندهم ُجم ٍل فعلية َّإال في النادر‪ ،‬كاألمر أو نحو‬
‫ٍ‬
‫باضطراد في العربية دليل‬ ‫ذلك‪ .‬وهكذا كل اللغات‪ ،‬ف َّ‬
‫دل ذلك على أن وجود الجملتين‬

‫ثراء‪.‬‬

‫أمور أساسية‪ ،‬ومن مكم ٍ‬


‫الت‪ ،‬فمثالً إخبارك عن نجاح‬ ‫الجملة في اللغة تتكون من ٍ‬
‫ِّ‬
‫ٍ‬
‫زيد‪ ،‬يمكن أن تقول‪( :‬زيدٌ ناجح)‪ ،‬أخبرت عن نجاح زيد‪ ،‬أو تقول (نجح زيد) أخبرت‬
‫عن نجاح زيد‪ ،‬وقد ُتكمل الجملة بمكم ٍ‬
‫الت أخرى فتقول‪( :‬نجح زيدٌ في دروسه)‪ ،‬أو‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ناجح في دروسه)‪ ،‬أو (زيدٌ ناجح في دروسه باجتهاد أو بتفوق)‪ .‬إ ًذا ما األصل‪ ،‬ما‬
‫ٌ‬ ‫(زيدٌ‬

‫ناجح) وما بعد ذلك‬


‫ٌ‬ ‫األمور األساسية في التعبير عن نجاح زيد في الجملة االسمية (زيدٌ‬

‫مكمالت‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫كمالت‪ .‬الجملة الفعلية‪( :‬نجح زيدٌ ) وما بعد ذلك ِّ‬
‫ُم ِّ‬

‫سميها النحويون (ال ُعمد)‪/‬عمدة‪ ،‬والعمدة في الجملة‬


‫هذه األمور األساسية ُي ِّ‬
‫سمونه‬
‫االسمية (المبتدأ والخبر)‪ ،‬وفي الجملة الفعلية (الفعل والفاعل)‪ ،‬ما سوى ذلك ُي ُّ‬
‫مكمالت‪ ،‬فال ُعمد في الجملة‬
‫ِّ‬ ‫كمالت)‪ ،‬و ُيسميه القدماء (فضالت)‪ ،‬فضالت يعني‬
‫( ُم ِّ‬
‫االسمية (المبتدأ والخبر) كالهما حكمه الرفع‪ ،‬وكذا في الجملة الفعلية (الفعل والفاعل)‬

‫أيهما االسم؟ الفاعل‪ ،‬إ ًذا الفاعل حكمه الرفع‪ ،‬أما الفعل فيدخل تحت أحكام الفعل‪ ،‬رف ًعا‬

‫ونص ًبا وجز ًما‪ ،‬ولهذا يقولون‪« :‬الرفع حكم ال ُعمد» ألنه األقوى واألصل‪ ،‬ولهذا يبدؤون‬

‫به‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫متى يكون حكم االسم ا لرفع؟ ما هي المواضع في الجملة التي إذا وقع االسم فيها‬

‫صار حكمه الرفع؟‬

‫قال ابن آجروم‪ :‬هي سبعة مواضع‪ ،‬إذا وقع االسم في واحد منها فحكمه الرفع‪ ،‬ما‬

‫هي؟‬

‫األول‪( :‬الفاعل)‪.‬‬

‫سم فاعله)‪.‬‬
‫سماه‪( :‬المفعول الذي لم ُي َّ‬
‫والثاني (نائب الفاعل) الذي َّ‬

‫والموضع الثالث (المبتدأ)‪.‬‬

‫والموضع الرابع (خبر مبتدأ)‪.‬‬

‫والموضع الخامس (اسم كان وأخواتها)‪.‬‬

‫إن وأخواتها)‪.‬‬
‫والموضع السادس (خبر َّ‬

‫والموضع السابع (التابع للمرفوع)‪.‬‬

‫هذه سبعة مواضع إذا وقع االسم في واحد منها كان حكمه الرفع‪ ،‬ولننتبه إلى ما‬

‫ُقلناه في باب اإلعراب‪ ،‬نعم االسم إذا وقع في موضع من هذه المواضع كان حكمه الرفع‪،‬‬

‫لكن ماذا نقول عنه؟ مرفوع أم في محل رفع؟ ننظر‪ :‬إن كان ُمعر ًبا فهو مرفوع‪ ،‬وإن كان‬

‫مبن ًيا فهو في محل رفع‪ ،‬والحكم واحدٌ وهو الرفع‪.‬‬

‫سيبدأ ابن آجروم بهذه المواضع موض ًعا موض ًعا‪ ،‬وسيبدأ بالفاعل‪ .‬فقال –رحمه‬

‫باب الفاعل‪ :‬الفاعل هو االسم المرفوع المذكور قبله فع ُله»‪ :‬الفاعل عند النحويين‬
‫الله‪ُ « :-‬‬ ‫باب‬
‫الفاعل‬
‫‪88‬‬
‫كغيره من مسائل النحو‪ ،‬يتعاملون فيها مع األلفاظ والكالم‪ ،‬وال يتعاملون فيها مع‬

‫االسم» يعني‪ :‬الفاعل هو االسم الذي ُّ‬


‫يدل‬ ‫ُ‬ ‫الذوات‪ ،‬ولهذا قال في تعريف الفاعل‪« :‬هو‬

‫على من فعل الفعل‪ .‬وقوله «هو االسم» يعني أن الفاعل ال يكون َّإال ً‬
‫اسما‪ ،‬ماذا ُيخرج؟‬

‫ُيخرج الفعل‪ ،‬والحرف‪ ،‬و ُيخرج الجملة‪ ،‬و ُيخرج شبه الجملة‪ ،‬كل هذه ال تقع فاعالً‪ ،‬فال‬

‫اسم إشارة وقع فاعالً‪( ،‬جاء‬


‫محمدٌ )‪( ،‬جاء هذا) هذا‪ُ :‬‬
‫َّ‬ ‫اسما‪( ،‬جاء‬ ‫ُ‬
‫الفاعل َّإال ً‬ ‫يكون‬

‫أخي)‪( ،‬جاء أبوك)‪( ،‬جاء الوالدان) الفاعل ال يكون َّإال ً‬


‫اسما‪.‬‬

‫ثم قال‪« :‬المرفوع» هذا بيان لحكمه‪ .‬الفاعل ما حكمه اإلعرابي؟ الرفع‪ ،‬ليس‬

‫النصب وال الجر‪.‬‬

‫ثم قال‪« :‬المذكور قبله فع ُله» هذا القيد الذي ُيم ِّيز الفاعل عن غيره من األسماء‬

‫المرفوعة‪ ،‬الفاعل‪ :‬هو االسم الذي أسندت إليه فعالً قبله‪.‬‬

‫(قام) أسندت القيام إلى من؟ أي فع ٍل يأتيك يجب أن تقف عنده وتسأل‪ :‬أسندته‬

‫إلى من؟ الذي أسندت إليه الفعل هو الفاعل‪( ،‬قام قبل قليل رجالن) الفاعل‪ :‬أسندت‬

‫القيام إلى رجلين‪ ،‬إ ًذا رجالن‪ :‬فاعل‪.‬‬

‫محمد‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬


‫محمدٌ ) الفاعل‪َّ :‬‬
‫(قام بقوة واجتهاد َّ‬

‫(يقوم على شؤون هذا المسجد إخو ٌة فضالء) أين يكون الفاعل؟ إخوةٌ؛ ألنك‬

‫أسندت القيام إلى اإلخوة‪.‬‬

‫(أعجبني نجاحك) أسندت اإلعجاب إلى ماذا؟ إلى النجاح‪ ،‬إ ًذا (النجاح)فاعل‪،‬‬

‫وهكذا‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫وفي قوله‪« :‬المذكور قبله فع ُله» ٌ‬
‫بيان بأن الفعل ال بد أن يتقدَّ م على الفاعل‪ ،‬يعني ال‬

‫محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫محمدٌ فاعل‪ ،‬لماذا‬
‫َّ‬ ‫محمدٌ )‬
‫َّ‬ ‫يجوز أن يتأخر الفعل عن الفاعل‪ .‬فإذا قلت مثالً (قام‬

‫(محمدٌ ) فاعل‬
‫َّ‬ ‫(محمدٌ قام) هل نقول‬
‫َّ‬ ‫فاعل؟ ألنك أسندت إليه فعالً قبله‪ .‬فإذا قلت‬

‫متقدِّ م؟ ال‪ ،‬ال يصح‪ ،‬ال يصح ذلك ألمور عقلية ولغوية‪ ،‬فإعرابه الصحيح أنه مبتدأ‪،‬‬

‫(محمد قام هو) فهو‬


‫َّ‬ ‫ابتدأت به الكالم‪ ،‬ثم أخبرت عنه بأنه قام‪ ،‬وفاعل (قام) مستتر‪ ،‬يعني‬

‫(محمدٌ ) فاعل متقدِّ ًما؟ ألنه خالف المعنى وخالف العقل‪،‬‬


‫َّ‬ ‫ضمير مستتر‪ ،‬لماذا ال نجعل‬

‫(الباب) هل تعرفون أنه فاعل؟ ال نعرف‪ ،‬ستسألون ما باله؟ فستسأل عن‬


‫ُ‬ ‫قلت مثالً‪:‬‬
‫أنا لو ُ‬

‫(الباب كبير) أخبرت عنه باسم‪ ،‬وربما أقول (الباب انفتح)‬


‫ُ‬ ‫خبره‪ ،‬ما بال الباب؟ قد أقول‪:‬‬

‫أخبرت عنه بفعل‪ ،‬قد التبس األمر عندك ألنا قلنا في البداية (قام زيد) فعلقت الجملة في‬

‫ذهنك‪ ،‬فلما عكسنا الجملة (زيد قام) ظننت أنه فاعل متقدّ م‪ ،‬ال‪ ،‬العرب عندهم‪ :‬عندما‬

‫يبدأ باسم (الشارع) ُيريد أن ُيخبر عنه‪ ،‬ال يريد أن يجعله فاعالً‪ ،‬هذا األمر العقلي‪ ،‬أما‬

‫اللغوي الذي يمنع كونه فاعالً متقدِّ ًما؟ أنت لو قلت (قام زيدٌ ) اعكسها بـ (زيدٌ قام) قد‬

‫المحمدون) إذا كان‬


‫َّ‬ ‫يقول ‪ :‬زيد فاعل متقدِّ م! لكن ننتقل إلى الجمع والتثنية لو قلنا‪( :‬قام‬

‫(المحمدون قام) ففي التقديم قد ُتقدِّ م كلمة‬


‫َّ‬ ‫الفاعل يجوز أن يتقدَّ م فقدِّ مه‪ ،‬ماذا ستقول‪:‬‬

‫(المحمدون قاموا)؟ تقول‬


‫َّ‬ ‫(المحمدون قام)؟ أم تقول‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫عن كلمة وال ُتغ ِّي ُر شي ًئا‪ ،‬هل تقول‬

‫(المحمدون) مبتدأ‪ ،‬و(قاموا) جملة‬


‫َّ‬ ‫(المحمدون قاموا) أين فاعل (قام)؟ واو الجماعة‪ ،‬فـ‬
‫َّ‬
‫فعلية‪ٌ ،‬‬
‫فعل وفاعل‪ ،‬خبر مبتدأ‪ .‬فاألمر ثبت فقط في اإلفراد‪ ،‬ألن ضمير المفرد يستتر‪ ،‬أما‬

‫ضمير الجمع والتثنية ال يستتر‪.‬‬

‫اسم أسندت إليه فعالً قبله‪.‬‬


‫الخالصة‪ :‬الفاعل هو ٌ‬

‫‪91‬‬
‫ومض َمرٍ» الفاعل على قسمين‪ :‬إ َّما أن‬
‫ثم قال ابن آجروم‪« :‬وهو على قسمين‪ :‬ظاه ٍر ْ‬ ‫أقسام‬

‫بالـمضمر؟ يريد الضمير‪.‬‬ ‫اسما ُمضم ًرا‪ .‬ماذا ُيريد‬ ‫الفاعل‬


‫ُ‬ ‫ظاهرا‪ ،‬وإ َّما أن يكون ً‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫يكون ً‬
‫األسماء إ َّما أن تكون ضمائر‪ ،‬وهي في محل رفع‪ ،‬منفصلة ومتصلة‪ .‬ما سوى الضمائر ماذا‬

‫نسميه – الذي ُيقابل اسم الضمير –؟ الظاهر‪.‬‬

‫ضميرا‪ ،‬متصالً أو منفصالً‪ ،‬ما سوى ذلك من األسماء‬


‫ً‬ ‫إ ًذا االسم‪ :‬إ َّما أن يكون‬

‫(محمد‪ ،‬وعلي‪ ،‬وزيد‪ ،‬وقائم‪ ،‬وجالس‪ ،‬وجلوس) ومثل‬


‫َّ‬ ‫نسميها (أسماء ظاهرة)‪ ،‬مثل‬
‫ِّ‬
‫(هذا)‪ ،‬ومثل (الذي) هذه كلها أسماء ظاهرة‪.‬‬

‫يريد ابن آجروم أن يقول هنا‪« :‬وهو على قسمين‪ :‬ظاهرٍ ُ‬


‫وم ْض َمر» يريد أن يقول‪ :‬إن‬

‫اسما‪ ،‬طيب‪ :‬من أي األسماء؟ في كل األسماء‪ ،‬الفاعل‬


‫الفاعل كما سبق البد أن يكون ً‬
‫المحمدان)‬
‫َّ‬ ‫ظاهرا كـ (قام زيد)‪ ،‬و(قام‬
‫ً‬ ‫يجوز أن يقع من جميع األسماء‪ ،‬سواء كان االسم‬

‫(قمت) الفاعل تاء‬


‫ُ‬ ‫المحمدون) أو كان ُمضم ًرا مثل (قاموا) الفاعل واو الجماعة‪ ،‬أو‬
‫ّ‬ ‫و(قام‬

‫المتكلم‪ ،‬أو (قومي) الفاعل ياء المخاطبة‪ .‬أو (زيدٌ قام) أين الفاعل؟ (زيدٌ قام هو) ضمير‬

‫ضميرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظاهرا ويكون‬
‫ً‬ ‫مستتر‪ ،‬أي‪ :‬فاعل ضمير‪ .‬فالفاعل يكون‬

‫يريد أن يقول‪ :‬الفاعل يكون من كل شكل‪ ،‬يكون مفر ًدا‪ ،‬ويكون ُمثنًّى‪ ،‬ويكون‬

‫ُ‬
‫ويكون من األسماء الخمسة‪ ،‬يكون من كل األسماء‬ ‫ويكون مؤ َّن ًثا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مذكرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫جم ًعا‪ ،‬ويكون‬

‫الظاهرة والمضمرة‪ ،‬ولهذا ك َّثر لك من األمثلة‪ ،‬ال ليحصر‪ ،‬ولكن ليقول لك‪ :‬إن الفاعل‬

‫يقع من األسماء‪ ،‬الظاهرة والمضمرة‪ ،‬ولهذا قال‪« :‬فالظاهر نحو قولك (قا َم زيدٌ )‪ ،‬و(يقو ُم‬

‫زيدٌ ) و(قام الزيدان)‪ ،‬و(يقوم الزيدان)‪ ،‬و(يقوم الزيدون)‪ ،‬و(قام الرجال) و(يقوم الرجال)‪،‬‬

‫و(قامت هند)‪ ،‬و(تقوم هند)‪ ،‬و(قامت الهندان)‪ ،‬و(تقوم الهندان)‪ ،‬و(قامت الهندات)‪،‬‬

‫‪90‬‬
‫و(تقوم الهندات)‪ ،‬و(تقوم الهنود)‪ ،‬و(قام أخوك)‪ ،‬و(يقوم أخوك)‪ ،‬و(قام غالمي)‪ ،‬و(يقوم‬

‫غالمي) وما أشبه ذلك» هذه فقط مجرد أمثلة لألسماء الظاهرة‪.‬‬

‫(ضربت‪،‬‬
‫ُ‬ ‫طيب‪ :‬والضمير الذي يقع فاعالً ؟ قال‪« :‬والمضمر اثنا عشر ‪ ،‬نحو قولك‪:‬‬

‫وضربت‪ ،‬وضربا‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫وضربت‪ ،‬وضربتما‪ ،‬وضربتم‪ ،‬وضربتن‪ ،‬وضرب‪،‬‬ ‫وضربت‪،‬‬
‫َ‬ ‫وضربنا‪،‬‬

‫(ضربت) التاء فاعل‪ ،‬تاء المتكلم‪،‬‬


‫ُ‬ ‫وضربوا‪ ،‬وضربن) » ذكر الضمائر المتصلة‪ ،‬فقوله‬

‫(ضربت زيدً ا)‪ ،‬الفعل هنا الـ (ضرب) ُأسند إلى‬


‫ُ‬ ‫الفعل المذكور (ضرب)‪( ،‬ضرب ُت)‬

‫(ضربت) أسند ُته إلى نفسي‪ .‬طيب‪ :‬أنت ما لي عالقة بك‪ ،‬أين أنت في الجملة؟ ما‬
‫ُ‬ ‫من؟‬

‫(ضربت) تاؤك نسميها (تاء المتكلم)‪ ،‬هذه التاء تكون‬


‫ُ‬ ‫االسم الذي ُيشير إليك في الجملة‬

‫(ضربت) فاعل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اسم يدل على من فعل الفعل‪ ،‬فالتاء في‬
‫فاعال‪ ،‬لماذا؟ ألن الفاعل ٌ‬
‫ً‬
‫ِ‬
‫و(ضربت) الفاعل تاء المخاطبة‪ ،‬و(ضربنا)‬ ‫وكذلك (ضربت) الفاعل تاء المخاطب‪،‬‬

‫الفاعل (نا) المتكلمين‪ ،‬و(ضربتما) هذه للتثنية‪( ،‬ضرب ُتما) أين الضمير؟ الفعل‬

‫(ضرب) ثم ( ُتما) الضمير هو التاء‪ ،‬وأما (ما) فحرف تثنية‪( ،‬ضربتما)‪ .‬هذا هو القول‬

‫الصحيح في المسألة‪ ،‬وقال بعضهم‪ُ ( :‬تما) مع بعض (ضمير) وانتهينا‪.‬‬

‫وكذلك في (ضرب ُتم) الفاعل التاء‪ ،‬والميم حرف جمع‪ ،‬وكذلك (ضرب ُت َّن) الفاعل‬

‫التاء والنون حرف جمع للتأنيث‪ ،‬قال‪( :‬وضرب) أين الضمير الواقع فاعالً؟ يريد في نحو‬

‫قولك‪( :‬زيدٌ ضرب) أي‪ :‬زيدٌ ضرب هو‪ ،‬فالفاعل ضمير مستتر تقديره‪( :‬هو) يعود إلى‬

‫زيد‪.‬‬

‫وكذلك (ضربت) أي (هندٌ ضربت) أي ضربت هي‪ ،‬والتاء الساكنة في (هندٌ‬


‫ضربت) ما نوعها وإعرابها؟ (هند) مبتدأ‪ ،‬و(ضرب) فاعل‪ ،‬والفاعل مستتر تقديره‪ِ :‬‬
‫(هي)‪،‬‬

‫‪91‬‬
‫والتاء في (ضربت) تاء تأنيث‪ ،‬وتاء التأنيث اسم أم فعل أم حرف؟ حرف‪ ،‬إ ًذا ُنعربه إعراب‬

‫الحروف‪ ،‬نقول‪ :‬وتاء التأنيث حرف تأنيث مبني على السكون ال محل له من اإلعراب‪.‬‬

‫و(ضربا) ألف االثنين‪ ،‬و(ضربوا) الفاعل واو الجماعة‪( ،‬وضربن) الفاعل نون النسوة‪.‬‬

‫هذا ما يتعلق بالفاعل‪ .‬بعد ما انتهينا من شرح كالم ابن آجروم –رحمه الله تعالى‪-‬‬

‫عن الفاعل نعود فنذكر بعض التعليقات والتنبيهات والضوابط التي تضبط لنا هذا الباب‪،‬‬

‫سهل وإ َّما منضبط – وهذا هو األكثر – وإ َّما ُمشكِل‪ ،‬ولهذا‬


‫وقلنا من قبل‪ :‬إن اإلعراب إ َّما ٌ‬

‫كثيرا على هذه الضوابط لمن أراد أن يضبط اإلعراب‪.‬‬


‫نحرص ً‬

‫ٌ‬
‫فاعل بعده‪ ،‬فإن ظهر‪،‬‬ ‫لكل ٍ‬
‫فعل‬ ‫هناك قاعدة جميلة تضبط الفاعل‪ ،‬يقولون فيها‪ِّ « :‬‬

‫وإال فهو ضمير مستتر» ط ِّبقوا هذه القاعدة على كل فع ٍل يمر بك‪ ،‬سواء كان ماض ًيا أو‬
‫َّ‬

‫أن له فاعالً‪ ،‬أي بعده‪ ،‬ال قبله‪ ،‬فإن ظهر الفاعل‬ ‫أمرا‪ُ ،‬ك ُّل فع ٍل ُّ‬
‫يمر بك اعلم َّ‬ ‫مضارعا أو ً‬
‫ً‬

‫ظاهرا في الكالم فهو الفاعل‪ ،‬وإن لم يظهر فهو (ضمير مستتر)‪ ،‬لو قلنا مثالً‪:‬‬
‫ً‬ ‫بعده وصار‬

‫محمدٌ بما يجب عليه) أين فاعل (قام)؟ الذي فعل القيام؟ أسندنا القيام لمن؟‬
‫َّ‬ ‫(قام‬

‫اسم ظاهر بعد الفعل‪.‬‬


‫محمدٌ هذا ٌ‬
‫(محمد) فاعل‪َّ ،‬‬
‫َّ‬

‫لو قلنا (قوموا بما يجب عليكم) أين الفاعل؟ واو الجماعة‪ ،‬موجودة‪ ،‬ال نقول إن‬

‫قلت –أخاطبك‪:-‬‬
‫الفاعل مستتر (أنتم) ال‪ ،‬بل واو الجماعة موجودة (قوموا)‪ ،‬لكن لو ُ‬

‫( ُقم بما يجب عليك) أين فاعل ( ُقم)؟ ال يوجد‪ ،‬في الظاهر ال يوجد‪ ،‬إ ًذا نقول‪ :‬فاعل‬

‫وإال فهو ضمير‬ ‫ٌ‬


‫فاعل بعده‪ ،‬فإن ظهر‪َّ ،‬‬ ‫لكل ٍ‬
‫فعل‬ ‫مستتر‪/‬ضمير مستتر‪ ،‬تقديره (أنت)‪ِّ « .‬‬

‫مستتر»‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫قاعدة أخرى في الفاعل‪ ،‬وهي قاعدة جميلة «الفاعل بالنسبة إلى الفعل»‪ :‬نحن عرفنا‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ .‬سنستفيد من هذا التقسيم‪ ،‬ونبدأ‬ ‫من قبل أن الفعل إ َّما أمر‪ ،‬وإ َّما مضارع‪ ،‬وإ َّما‬

‫باألمر‪.‬‬

‫األمر بحسب المعاني الستة المشهورة‪( :‬إ َّما أن يكون لمفرد‪ ،‬أو لمفردة‪ ،‬أو لمثن ًَّى‬

‫مذكر‪ ،‬أو ُمثن ًَّى مؤنث‪ ،‬أو لجم ٍع مذك ٍّر‪ ،‬أو لجم ٍع مؤنَّث) ُتسمى المعاني الستة الرئيسة‪،‬‬

‫أيضا معلومة معروفة‪.‬‬


‫فكل كلمة في اللغة تأتي على هذه المعاني الستة‪ .‬هذه ً‬

‫األمر نأتي به للمفرد المذكر‪ :‬أمر المفرد ال يكون فاع ُل ُه َّإال شي ًئا واحد فقط‪ ،‬أمر‬
‫مستترا تقديره (أنت)‪ُ .‬ك ُّل ٍ‬
‫أمر لمذكَّر ال تبحث عن فاعله‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫المفرد ال يكون فاع ُل ُه َّإال‬
‫مستترا تقديره (أنت)‪ُ .‬ك ُّل ٍ‬
‫أمر لمفرد‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫ال تتعب نفسك‪ ،‬ألن فاعله ال يكون َّإال‬

‫عندما نقول (مفرد) فهو مذكّر واحد‪ ،‬فإذا قلت (اذهب‪ ،‬اجلس‪ ،‬اسمع‪ ،‬انتظر‪ ،‬انطلق‪،‬‬

‫استخرج‪ ،‬اع ُب ِد الله) الفاعل في كل ذلك ضميره (أنت)‪ ،‬يعني ال يمكن أن يكون فاعله‬

‫بارزا‪ ،‬مثل‬
‫ضميرا ً‬
‫ً‬ ‫ظاهرا أبدً ا‪( ،‬محمد‪ ،‬علي‪ ،‬زيد‪ ،‬الذي) ال يمكن أن يكون فاعله‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫ً‬
‫واو الجماعة وتاء المتكلم‪.‬‬

‫طيب‪ :‬انتهينا من أمر المفرد‪ ،‬ماذا بقي؟ بقي أم ُر المفردة‪ ،‬مؤنث‪ ،‬وأم ُر المثنَّى‪،‬‬

‫مذكرا ومؤ َّن ًثا‪ .‬هذه كلها ال يكون فاعلها َّإال شي ًئا واحدً ا‪ ،‬ال‬
‫ً‬ ‫مذكرا ومؤ َّن ًثا‪ ،‬وأم ُر الجمع‬
‫ً‬
‫يكون فاعلها إالالضمير المتصل بها‪.‬‬

‫فمع المفردة‪ :‬ال يتصل بها َّإال ياء المخاطبة‪( ،‬اذهبي‪ ،‬اجلسي‪ ،‬اسمعي)‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ومع المثنَّى‪ :‬ال يتصل بأمر المثنى َّإال ألف االثنين (اذهبا) للمذكر وللمؤنث‪( ،‬يا‬

‫محمدان اذهبا – يا هندان اذهبا)‪.‬‬


‫َّ‬

‫ومع أمر الجمع المذكر‪ :‬ال يتصل به َّإال واو الجماعة‪( ،‬اذهبوا – اسمعوا)‪.‬‬

‫ومع أمر الجمع المؤنث‪ :‬ال يتصل به َّإال نون النسوة (اذهبن – اسمعن)‪.‬‬

‫َّ‬
‫إن فعل األمر ال يحتاج منك إلى عناء وبحث عن فاعله‪ ،‬ألن فاعله مضبوط‪ ،‬ال‬

‫ُ‬
‫يكون ّإال شي ًئا واحدً ا (الفاعل مع أمر الفعل) إن كان لمفرد‪ :‬فضمير مستتر تقديره (أنت)‪.‬‬

‫المخاطبة)‪ ،‬إن كان لمثنَّى‪ :‬ألف االثنين‪ .‬إن كان‬


‫أما لغير المفرد‪ ،‬إن كان لمفردة‪( :‬ياء ُ‬
‫لجم ٍع مذكّر‪ :‬واو الجماعة‪ .‬وإن كان لجم ٍع مؤنَّث‪ :‬نون النسوة‪.‬‬

‫يعني‪ :‬ما ِسوى المفرد فاعله الضمير المتصل به‪ ،‬هذا الذي قلناه‪ :‬أمر المفرد فاعله‬

‫مستتر تقديره أنت‪ ،‬أمر غير المفرد فاعله الضمير المتصل به‪.‬‬

‫هذه المقولة سطر‪ ،‬أو سطرين‪ ،‬لكن ضبط ثلث كل فاعل‪ ،‬ثلث الفاعل انتهينا منه‪،‬‬

‫الفاعل‪ :‬واو‬ ‫[النور‪]51:‬‬ ‫مضبوط مائة بالمائة‪ ،‬ال يشذ عنه شيء‪( ،‬ﮕ ﮖ)‬

‫الجماعة‪( ،‬ﮗ ﮘ) [النور‪ ، ]51:‬الفاعل‪ :‬واو الجماعة‪( .‬ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ)‬

‫[آل عمران‪ ]34:‬الفاعل‪ :‬ياء المخاطبة‪ .‬هكذا ضبطنا الفاعل مع فعل األمر‪.‬‬

‫ننتقل إلى الفعل المضارع‪.‬‬

‫معلومة أظ ُّن أنكم تعرفونها‪ ،‬الفعل المضارع البد أن يبدأ بحرف من حروف‬

‫المضارعة األربعة المجموعة في قولك (أنيت)‪ ،‬إن كان للمتكلم‪ :‬يبدأ المضارع بالهمزة‪،‬‬

‫‪95‬‬
‫أذهب)‪ ،‬إن كان للمتكلمين‪ :‬يبدأ بالنون (نذهب)‪ ،‬وإن كان للغائب‪ :‬يبدأ بالياء (هو‬
‫ُ‬ ‫(‬

‫(تذهب)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يذهب)‪ ،‬إن كان للمخاطب يبدأ بالتاء‪،‬‬

‫إ ًذا البد للمضارع أن يبدأ بحرف من حروف المضارعة‪ .‬هذه المعلومة معروفة‪،‬‬

‫ُ‬
‫يكون فاعله َّإال شي ًئا واحدً ا‪ ،‬ال يكون فاعله‬ ‫نستفيد منها فنقول‪ :‬المضارع المبدوء بهمزة ال‬

‫(أستمع إلى الدروس) أي‪:‬‬


‫ُ‬ ‫أذهب أنا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫مبكرا) أي‬
‫ً‬ ‫(أذهب‬
‫ُ‬ ‫مستترا تقديره (أنا)‪:‬‬
‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫َّإال‬

‫اسما‬
‫أستمع أنا‪( .‬أعبد الله بإخالص) أي‪ :‬أعبدُ أنا‪ .‬وهكذا‪ ...‬ال يكون شي ًئا آخر‪ ،‬ال ً‬
‫ُ‬

‫بارزا‪.‬‬
‫ضميرا ً‬
‫ً‬ ‫ظاهرا‪ ،‬وال‬
‫ً‬

‫ب‪ :‬مضارع مبدوء بالهمزة‪ُ ( ،‬أ ِح ُّبك) أين الفاعل؟‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لو قلنا مثالً ( ُأح ُّبك يا ُمح َّمد) ُأح ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مستتر تقديره (أنا) ( ُأح ُّبك أنا)‪ُ ،‬أح ُّ‬
‫ب‪ :‬مضارع‪ ،‬والكاف‪/‬كاف المخاطب‪ :‬مفعول به‪،‬‬

‫والفاعل ضمير مستتر وجو ًبا تقديره‪( :‬أنا)‪ُ ( ،‬أح ُّبك أنا) الفاعل ال يكون إال أنا‪.‬‬

‫مسـتترا تقـديره (نحـ ُن)‪ .‬أي مضـارع‬


‫ً‬ ‫ضـميرا‬
‫ً‬ ‫والمضارع المبدوء بـالنون ال يكـون فاعلـه َّإال‬
‫مسـتترا تقـديره‬
‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫مبدوء بالنون ففاعله ال تبحث عنه وال تتعب‪ ،‬ألن فاعله ال يكون َّإال‬
‫ب نح ُن‪( ،‬نتساءل فيما بيننا( نتسـاءل نحـن‪) ،‬لـن نبـرح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب المسلمين) نح ُّ‬
‫(نح ُن)‪( .‬نح ُن نح ُّ‬

‫األرض( لن نبرح نحـ ُن‪( ،‬ﭢ ﭣ) أي‪ :‬نعبـدُ نحـ ُن‪( ،‬ﭤ ﭥ) [الفاتحـة‪ ]5:‬أي‪:‬‬
‫نستعي ُن نح ُن‪.‬‬

‫اآلن ضبطنا فعل األمر وانتهينا منه‪ ،‬وضبطنا المضارع المبدوء بالهمزة‪ ،‬والمضارع‬

‫المبدوء بالنون‪ ،‬هذا اآلن نصف األفعال‪ ،‬ماذا بقي؟ بقي المضارع المبدوء بالياء‪،‬‬

‫أيضا الفعل الماضي‪.‬‬


‫والمضارع المبدوء بالتاء‪ ،‬وبقي ً‬

‫‪96‬‬
‫الماضي والمضارع المبدوء بالياء والمضارع المبدوء بالتاء تحتاج منك إلى تأ ُّمل‪،‬‬

‫مستترا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫بارزا‪ ،‬وقد يكون‬
‫ضميرا ً‬
‫ً‬ ‫ظاهرا‪ ،‬وقد يكون‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫ألن فاعلها قد يكون ً‬

‫نبدأ مثالً بالفعل الماضي‪:‬‬

‫محمدٌ )‪.‬‬
‫ظاهرا‪( ،‬ذهب َّ‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫(ذهب) يكون فاعله ً‬

‫بارزا‪ ،‬مثل (المحمدون ذهبوا) الفاعل الواو‪.‬‬


‫ضميرا ً‬
‫ً‬ ‫ويكون الفاعل‬

‫(محمدٌ ذهب) أي‪ :‬هو‪.‬‬


‫َّ‬ ‫مستترا مثل‬
‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫ويكون الفاعل‬

‫(يذهب‬
‫ُ‬ ‫ظاهرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫ً‬ ‫وكذلك المضارع المبدوء بالياء‪( ،‬يذهب) يكون فاعله‬

‫محمدٌ )‪.‬‬
‫َّ‬

‫بارزا‪( ،‬المحمدون يذهبون)‪.‬‬


‫ضميرا ً‬
‫ً‬ ‫ويكون الفاعل‬

‫(محمد يذهب) أي‪ :‬هو‪.‬‬


‫َّ‬ ‫مستترا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫ويكون الفاعل‬

‫ظاهرا‪ ،‬مثل (تذهب هند)‪.‬‬


‫ً‬ ‫اسما‬
‫وكذلك المضارع المبدوء بالتاء‪ ،‬يكون الفاعل ً‬

‫بارزا مثل (أنتم تذهبون)‪.‬‬


‫ضميرا ً‬
‫ً‬ ‫ويكون الفاعل‬

‫مستترا‪ ،‬مثل (هندٌ تذهب) أي‪ :‬هي‪.‬‬


‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫ويكون الفاعل‬

‫بهذا الضابط نكون ضبطنا نصف باب الفاعل ضب ًطا كامالً مائة بالمائة‪.‬‬

‫النصف ا لثاني‪ :‬عشرة ضوابط‪ ،‬وسنعطيك ضوابط أخرى‪ ،‬فهذه الضوابط تضبط لك‬

‫الباب ضب ًطا كامالً‪ ،‬يبقى لك بعض المسائل هي التي البد أن تتأ َّمل فيها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ننتقل إلى آخر ضابط في باب الفاعل‪ :‬من الضوابط المهمة في باب الفاعل‪ :‬أنتم‬

‫تعرفون الضمائر‪ ،‬وتعرفون أن الضمائر تنقسم إلى (ضمائر متصلة – وضمائر منفصلة)‪.‬‬

‫يسمونها (ضمائر الرفع‬


‫يقسمونها إلى ثالثة أنواع‪ ،‬فهناك خمسة ضمائر ُّ‬
‫الضمائر المتصلة‪ِّ :‬‬
‫المتصلة)‪ ،‬يجمعونها في (تواني) أو نجمعها في (تاي ون) وهي‪:‬‬

‫(ذهبت)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تاء المتكلم‪:‬‬

‫ألف االثنين‪( :‬ذهبا)‪.‬‬

‫واو الجماعة (ذهبوا)‪.‬‬

‫وياء المخاطبة (اذهبي)‪.‬‬

‫ونون النسوة (اذهبن)‪.‬‬

‫هذه ضمائر الرفع المتصلة‪ .‬ما رأيكم في كثرتها في الكالم؟ كثيرة أم قليلة؟ كثيرة‬
‫جدًّ ا جدًّ ا جدًّ ا‪ ،‬ال تخلو صفحة أو وجه المصحف من ٍ‬
‫عدد منها‪ ،‬ال يخلو منها الكالم‪،‬‬

‫ومع ذلك مع كثرتها الكاثرة في الكالم فإن إعرابها منحصر في ثالثة أعاريب فقط‪ ،‬وكلها‬

‫رفع‪ ،‬ألننا نقول‪ :‬ضمائر الرفع‪ ،‬يعني‪ :‬ال تكون إال رف ًعا‪ ،‬والمرفوعات سبعة‪ ،‬ومع ذلك ال‬

‫تأتي في كل السبعة‪ ،‬ال تأتي َّإال في ثالثة فقط‪ ،‬فإذا ضبطت إعراب هذه الخمسة فقد‬

‫كثيرا‪.‬‬
‫ضبطت إعرا ًبا ً‬

‫هذه الضمائر الخمسة (تواني) ينحصر إعرابها في ثالثة أعاريب‪ .‬يا إخوان‪ :‬أليست‬

‫الضمائر متصلة؟ ما معنى متصلة؟ يعني‪ :‬البد أن تتصل بما قبلها‪ ،‬هي ال تتصل إال في‬

‫ثالثة أشياء – بحسب الواقع اللغوي ‪:-‬‬

‫‪98‬‬
‫مسافرا)‪( ،‬كوني‬
‫ً‬ ‫(كنت‬
‫ُ‬ ‫إ َّما أن تتصل بـ (كان وأخواتها)‪ ،‬مثل (كونوا إخوةً)‪،‬‬

‫(لست مهمالً) التاء‬


‫ُ‬ ‫(كنت) التاء اسم كان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫اسما لكان وأخواتها‪.‬‬
‫ُمجتهدةً) فيكون إعرابها ً‬

‫(أصبحت نشي ًطا) التاء اسم أصبح‪ .‬إذا اتصلت بكان وأخواتها صارت ً‬
‫اسما‬ ‫ُ‬ ‫اسم ليس‪.‬‬

‫لكان وأخواتها‪.‬‬

‫(ض ِرب) و( ُأ ِخذ)‬


‫مبني للمجهول‪ ،‬يعني على وزن ( ُف ِعل) مثل ُ‬
‫ٍ‬ ‫أن تتصل بفعل‬

‫و(س ِرق)‪ .‬فإذا اتصلت بفع ٍل ٍ‬


‫مبني للمجهول فسيأتي أن الفعل المبني للمجهول يرفع نائب‬ ‫ُ‬

‫(س ِر ُ‬
‫قت)‪،‬‬ ‫(ض ِر ُ‬ ‫ٍ‬
‫بت) التاء نائب فاعل‪ُ ،‬‬ ‫حينئذ‪ :‬نائب فاعل‪ ،‬مثل ُ‬ ‫فاعل‪ ،‬فيكون إعرابها‬

‫(س ِر ُقوا)‪( ،‬ﯯ ﯰ) [األحزاب‪.]16:‬‬


‫ُ‬

‫اإلعراب الثالث وهو األكثر‪ :‬أن تكون فاعالً فيما ِسوى ذلك‪ .‬إذا لم تتصل بـ (كان‬

‫مبني للمجهول)‪ ،‬يعني‪ :‬أن تتصل بفع ٍل ٍ‬


‫مبني للمعلوم‪.‬‬ ‫وأخواتها) ولم تتصل بـ (فع ٍل ٍ‬

‫يعني‪ :‬ما سوى كان وأخواتها أو متصلة بفع ٍل مبني للمجهول‪ ،‬فإذا اتصلت هذه الضمائر‬

‫بغير كان وأخواتها‪ ،‬وبغير فع ٍل مبني للمجهول‪ ،‬يكون إعرابها فاعالً‪ ،‬وتدخل في باب‬

‫و(جلست)‪( ،‬ذهبوا)‪ ،‬و(جلسوا)‪( ،‬ذهب)‬


‫ُ‬ ‫(ذهبت)‬
‫ُ‬ ‫الفاعل‪ ،‬وهذا هو األكثر‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫و(جلس)‪( ،‬يذهبون)‪( ،‬يذهبان)‪( ،‬اذهبي)‪( ،‬اذهبن)‪( ،‬تذهبين)‪( ،‬يذهبن)‪( ،‬ذهبن)‪.‬‬

‫كثيرا؛ ألن هذه الضمائر كثيرة جدًّ ا في الكالم‪،‬‬


‫بذلك نكون قد ضبطنا إعرا ًبا ً‬
‫وإعرابها ال يخرج عن هذه الثالثة‪.‬‬

‫المشكل‬ ‫ٌ‬
‫منضبط‪ ،‬وإ َّما ُمشكل‪ .‬أما ُ‬ ‫هذا الذي أقوله‪ :‬إن اإلعراب إ َّما ٌ‬
‫سهل‪ ،‬وإ َّما‬

‫فقليل‪ ،‬والمنضبط هو األكثر‪ ،‬والسهل ضربنا له مثا ً‬


‫ال من قبل‪ ،‬وهو‪ :‬إعراب الماضي‪،‬‬

‫‪99‬‬
‫حريصا على جمع هذه الضوابط وفهمها وتطبيقها يسهل‬
‫ً‬ ‫واألمر‪ ،‬والحروف‪ .‬ولهذا كن‬

‫عليك اإلعراب وتضبطه‪.‬‬

‫يبقى فيه ُمشكالت‪ ،‬هي مشكالت عندك وعند غيرك‪ .‬نكون بذلك قد انتهينا من باب‬

‫الف اعل‪ ،‬وهو‪ :‬االسم المرفوع األول‪ ،‬لننتقل إلى االسم المرفوع الثاني‪ ،‬وهو‪( :‬نائب‬

‫الفاعل)‪.‬‬

‫باب‬
‫سماه فقال‪ُ « :‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬نائب الفاعل‪ .‬ابن آجروم – رحمه الله تعالى – َّ‬ ‫باب نائب‬
‫الفاعل‬
‫وعرفه بقوله‪« :‬وهو‪ :‬االسم المرفوع الذي لم ُي ْذك َْر معه‬
‫سم فاعله» َّ‬
‫المفعول الذي لم ُي َّ‬
‫فاعله»‪ .‬ال قضية والمسألة من أولها‪ ،‬نعود للمسألة من أولها حتى نصل إلى نائب الفاعل‪،‬‬

‫معرفة األصل يقودك إلى معرفة الفرع‪.‬‬

‫حي العزيزية من ال ُعمدة ؟ ‪ ..‬إذا أراد العمدة أن ُيسافر من ُينيب عنه؟‬


‫نحن اآلن في ِّ‬
‫البد أن ُينيب عنه أحدً ا‪ ،‬لماذا ُينيب عنه أحدً ا؟ لكي يقوم بأعمالِه‪ .‬لكن أنا وأنت والثاني‬

‫والثالث إذا أراد أن ُيسافر‪ ،‬يركب السيارة ويسافر‪ .‬وكذلك في الكالم والجملة‪ ،‬الجملة‬

‫كما قلنا في البداية فيها ُعمد‪ ،‬والعمدة في الجملة الفعلية كما رأينا هو الفاعل‪ ،‬الجملة‬

‫الفعلية ال تقوم إال بفاعل‪َّ ،‬‬


‫وإال تفسد‪.‬‬

‫طيب‪ :‬الفاعل قد يحتاج العربي أحيانًا إلى حذفه‪ ،‬أو إلى عدم ذكره لسبب من‬

‫احتقارا‪ ،‬أو خو ًفا عليه‪ ،‬لربما لو صرحت باسمه‬


‫ً‬ ‫األسباب ال تعرفه‪ ،‬يعني تحتقره‪ ،‬ال تذكره‬

‫ٍ‬
‫لسبب من األسباب‪ ،‬أو معلوم جدًّ ا‪ ،‬يعني واضح إلى‬ ‫ُعوقب ونحو ذلك‪ ،‬ربما ال ُيذكر‬

‫درجة أنك ال تحتاج أن تذكره‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫ٍ‬
‫لسبب من األسباب ستسقط الجملة‪َّ ،‬إال أن ُتنيب عنه‬ ‫طيب‪ :‬إذا لم ُترد ذكر الفاعل‬

‫المفعول به‪ .‬ما معنى ُتنيب المفعول به عن الفاعل؟ يعني‪ :‬تأخذ المفعول به وتضعه مكان‬

‫الفاعل و ُتعطيه أحكام الفاعل‪ ،‬ألنك إذا لم ُتعطِ ِه أحكام الفاعل ما صار نائ ًبا‪ ،‬مثل العمدة‬

‫ينيب عنه فالنًا لكنه ما أعطاه خاتم وال أعطاه صالحية وال أعطاه شي ًئا‪ ،‬ما فعلنا شي ًئا‪ .‬البد‬

‫أن ُتعطيه أعمالك لكي يقوم بها‪.‬‬

‫فإذا قلت مثالً‪( :‬سرق زيدٌ السيارة) (سرق) فعل‪ ،‬و(زيد) فاعل‪/‬السارق‪،‬‬

‫و(السيارة) مفعول به‪/‬المسروقة‪ .‬ما زلت ُت ِّ‬


‫صرح بزيد‪ ،‬وإذا حذفنا زيد ماذا ستفعل؟‬

‫ستفعل أمرين‪:‬‬

‫ستحول الفعل (سرق) من مبني معلوم ‪-‬فاعله معلوم ‪ -‬إلى مبني مجهول‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األول‪:‬‬

‫يعني فاعله غير مذكور‪ ،‬ليس المعنى أنه مجهول‪ ،‬ال‪ ،‬إنما بمعنى غير مذكور‪ ،‬قد يكون‬

‫معلو ًما لكن ما ذكرناه‪ ،‬هذا معنى مجهول‪ ،‬ليس بمعناه المعروف‪ ،‬ال‪ ،‬ال يريد النحويون‬

‫ذلك‪ .‬فنحول الفعل من مبني للمعلوم – يعني فاعله مذكور – إلى مبني للمجهول – يعني‬

‫(س ِرق)‪ .‬ثم نأتي‬ ‫ِ‬


‫فنحوله إلى ( ُفعل)‪ ،‬فنحول الفعل من (سرق) إلى ُ‬
‫ّ‬ ‫فاعله غير مذكور‪،‬‬

‫للمفعول به (السيارة) ونجعلها مكان الفاعل‪ ،‬ونعطي المفعول به حكم الفاعل ونرفعه‪،‬‬
‫ِ‬
‫فعل‬ ‫(س ِرقت الس َّيار ُة) ُ‬
‫(سرق) فعل ماضي‪ُ ،‬يعرب إعراب الفعل الماضي‪ ،‬يعني‪ٌ :‬‬ ‫فنقول ُ‬
‫مبني للمجهول‪ .‬والتاء –‬ ‫ٍ‬
‫ماض مبني على الفتح ال محل له من اإلعراب‪ ،‬لكن يزيدون‪ٌ :‬‬
‫حرف تاء التأنيث ‪ :-‬عرفنا أن حرف تاء التأنيث حرف مبني على السكون ال محل له من‬

‫(سرقت)‪.‬‬
‫اإلعراب ُ‬

‫‪010‬‬
‫(السيار ُة) هل هي فاعل؟ ال‪ ،‬ما سرقت‪ ،‬هل هي مفعول به؟ ال‪ ،‬هذا مرفوع‪ ،‬مفعول‬

‫سيمونه‪ ،‬قالوا‪ :‬ال نسميه فاعالً‬


‫به منصوب‪ ،‬ال فاعل وال مفعول به‪ ،‬احتار النحويون ماذا ُّ‬
‫سم فاعله)‪،‬‬ ‫وال مفعو ً‬
‫ال به‪ ،‬نسميه نائب الفاعل‪ ،‬والمتقدّ مون يسمونه (المفعول الذي لم ُي َّ‬
‫سموه (نائب فاعل)‪ ،‬وهو أوضح‪.‬‬
‫والمتأخرون ُّ‬

‫هذا هو نائب الفاعل‪ ،‬إ ًذا نائب الفاعل ما هو؟ نقول‪ :‬نائب الفاعل هو المفعول به‬

‫الذي يحل محل الفاعل بعد حذفه ويأخذ حكمه‪ .‬هذا هو نائب الفاعل‪ .‬لو قلت (فتح‬

‫الباب)‪ ،‬قلبت الفعل من مبني للمعلوم إلى‬


‫ُ‬ ‫الحارس الباب) اقلب للمجهول وقل (فتح‬

‫مبني للمجهول‪ ،‬حذفت الفاعل وأتيت بالمفعول به ووضعته مكان الفاعل ورفعته‪.‬‬

‫ٍ‬
‫ماض مبني للمجهول‪،‬‬ ‫الكتاب)‪ُ ( :‬ق ِرئ) فعل‬
‫ُ‬ ‫محمدٌ الكتاب) للمجهول ( ُق ِرئ‬
‫(قرأ َّ‬
‫ال محل له من اإلعراب مبني على الفتح‪( .‬الكتاب) نائب فاعل مرفوع وعالمة رفعه‬

‫الضمة‪.‬‬
‫َّ‬

‫محمدٌ أبا ُه) (أكرم محمد) فعل وفاعل‪ ،‬و(أباه) مفعول به‬
‫َّ‬ ‫لو قلنا مثالً‪( :‬أكرم‬

‫محمد األب) سنقول‬


‫َّ‬ ‫منصوب وعالمة نصبه األلف‪ .‬حوله إلى مبني للمجهول‪( :‬أكرم‬

‫مت)‪ُ ( :‬أك ِرم) ٌ‬


‫فعل‬ ‫( ُأك ِرم األ ُب)‪ ،‬طيب‪ :‬أنت الذي ُأكرمت ماذا تقول عن نفسك؟ ( ُأك ِر ُ‬
‫ٍ‬
‫ماض مبني على الفتحة المقدرة‪ ،‬والتاء‪ :‬نائب فاعل في محل رفع فالتاء ضمير مبني‪.‬‬

‫هذا الذي ال ُيكرره النحويون في األبواب األخرى‪ ،‬ويوقع الضعف عند بعض‬

‫الطالب‪ ،‬كل ما درسته في اإلعراب البد أن ُتطبقه على كل األبواب‪ ،‬نعم ( ُأك ِر ُ‬
‫مت) التاء‬

‫الضم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫نائب فاعل في محل رف ٍع مبني على‬

‫‪011‬‬
‫مبني‬
‫ٍّ‬ ‫عرفنا اآلن أن نائب الفاعل البد أن تقلب الفعل من مبني للمعلوم إلى‬

‫مبني للمجهول‬
‫مبني للمعلوم إلى ٍّ‬
‫للمجهول‪ ،‬فلهذا ب َّين ابن آجروم كيف نقلب الفعل من ٍّ‬
‫آخرِه‪ ،‬واِن كان مضارعا‪ُ :‬ض َّم أو ُل ُه‬
‫فقال‪« :‬فإن كان الفعل ماضيا‪ُ :‬ضم أو ُله وك ُِسر ما قبل ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َّ ُ‬ ‫ً‬
‫نضم األول ونكسر ما قبل اآلخر‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫و ُفتِ َح ما قبل آخره» نعم‪ :‬الماضي مثل (ضرب) يقول‪:‬‬

‫العمال‬ ‫(ض ِرب)‪ُ ( ،‬أكرم) نضم األول ونكسر قبل اآلخر ( ُأكـ ِر م‪ُ /‬أ ِ‬
‫كرم)‪( ،‬استخرج َّ‬ ‫إ ًذا ُ‬

‫الذهب) نضم األول ونكسر ما قبل اآلخر‪ ،‬األول الهمزة‪ ،‬وقبل اآلخر الراء‪( ،‬اس ُتخ ِرج‬

‫(الذهب) نائب فاعل‪.‬‬


‫ُ‬ ‫هب)‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الذ ُ‬

‫«واِن كان مضار ًعا‪ُ :‬ض َّم أو ُل ُه و ُفتِ َح ما قبل آخره» فـ (يض ِر ُب‪ُ /‬يضر ُب)‪،‬‬

‫العم ُال الذهب‪ُ /‬يستخر ُج َّ‬


‫الذهب) ‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫(يستخرج َّ‬
‫ُ‬ ‫( ُيك ِر ُم‪ُ /‬يـكر ُم)‪،‬‬

‫فإن قلت‪ :‬لماذا لم يذكر بناء فعل األمر للمجهول ؟ ‪ ..‬هو ذكر في الماضي‪ ،‬كيف‬

‫يذكر المبني للمجهول وكذا المضارع‪ ،‬أما األمر لماذا لم يذكره؟ األمر ال ُيبنى للمجهول‪،‬‬

‫لما عرفناه قبل قليل من أن األمر محدد الفاعل‪ ،‬فللمفرد (أنت) مستتر‪ ،‬ولغير المفرد‪:‬‬

‫المتصل به‪ ،‬ال يكون شي ًئا آخر‪.‬‬

‫ضمر» ُيريد هنا ما أراده في‬ ‫ِ‬


‫أقسام‬ ‫وم َ‬
‫ثم قال في نائب الفاعل‪« :‬وهو على قسمين‪ :‬ظاه ٌر‪ُ ،‬‬
‫نائب‬
‫الفاعل‪ ،‬أن نائب الفاعل يكون من جميع األسماء الظاهرة‪ُ ( ،‬أك ِرم زيدٌ )‪ ،‬ومن األسماء‬
‫الفاعل‬
‫ضر ُب‬
‫و(ي َ‬ ‫المضمرة ( ُأك ِرم ُت) و( ُأك ِرموا)‪ ،‬فلهذا قال‪« :‬فالظاهر نحو قولك‪ُ :‬‬
‫(ض ِر َب زيدٌ ) ُ‬
‫عمرو) »‪.‬‬
‫كر ُم ٌ‬
‫و(ي َ‬
‫عمرو) ُ‬ ‫زيدٌ " ُ‬
‫و(أكرِ َم ٌ‬

‫ثم قال‪« :‬والمضمر اثنا عشر» أي التي ذكرت من قبل‪ ،‬سيقلب الفعل من مبني‬

‫وضرِ ْبنَا‪،‬‬ ‫للمعلوم إلى مبني للمجهول‪ ،‬فقال‪« :‬والمضمر اثنا عشر‪ ،‬نحو قولك‪ُ " :‬ضرِ ْب ُ‬
‫ت‪ُ ،‬‬

‫‪011‬‬
‫وضرِبوا‪،‬‬
‫وضرِ َبا‪ُ ،‬‬ ‫وضرِ َب ْ‬
‫ت‪ُ ،‬‬ ‫وضرِ َب‪ُ ،‬‬
‫وضرِ ْبت َُّن‪ُ ،‬‬
‫وضرِ ْبتُم‪ُ ،‬‬
‫وض ِر ْبت َُما‪ُ ،‬‬ ‫وضرِب ِ‬
‫ت‪ُ ،‬‬ ‫وضرِ ْب َ‬
‫ت‪ْ ُ ،‬‬ ‫ُ‬

‫وضرِ ْب َن"» وهذا شرحناه من قبل في الفاعل‪ ،‬فال نقف عنده‪.‬‬


‫ُ‬

‫هذا ما يتعلق بنائب الفاعل‪ ،‬انتهينا من مرفوعين من األسماء‪ ،‬ثم بعد ذلك سيتكلم‬

‫عن المبتدأ والخبر‪.‬‬

‫خاصان للجملة‬
‫َّ‬ ‫هنا ننتبه‪ :‬المرفوع من األسماء سبعة‪ ،‬اثنان من هذه المرفوعات‬

‫الفعلية‪ ،‬يعني ال يقعان إال في جملة فعلية‪ ،‬وهما‪( :‬الفاعل – ونائب الفاعل) وقد‬

‫خاص ٌة بالجملة االسمية‪ ،‬وهي‪( :‬المبتدأ – وخبر‬


‫َّ‬ ‫شرحناهما‪ ،‬يبقى خمسة‪ .‬أربع ٌة منها‬

‫المبتدأ – واسم كان وأخواتها – وخبر كان وأخواتها)‪ ،‬يبقى واحد‪ ،‬وهو (تابع المرفوع)‬

‫وهذا يأتي في الجملة الفعلية والجملة االسمية‪.‬‬

‫إ ًذا الفاعل ونائب الفاعل – هذه الجملة الفعلية ‪ -‬انتهينا منها‪ ،‬اآلن سننتقل للجملة‬

‫االسمية‪.‬‬

‫مما ُيص َّر ُح به‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫الطالب ال َّلماح المنتبه يفهم أشياء كثيرة َّ‬
‫مما يقرأ ويسمع أكثر َّ‬
‫َّ‬
‫إن المرفوعات في الجملة الفعلية اثنان (فاعل ونائب فاعل)‪ ،‬انتهينا من الجملة الفعلية‪،‬‬ ‫الجملة‬
‫الفعلية‬
‫تفهم من ذلك أن الجملة الفعلية كم لها من صورة؟ صورتان‪ :‬إ َّما (فعل فاعل) أو (فعل‬

‫ونائب فاعل)‪ .‬إ َّما (فعل مبني للمعلوم وفاعله) أو (فعل مبني للمجهول ونائب فاعله)‬

‫فقط‪ .‬الجملة الفعلية لها صورتان‪ ،‬وقد ُدرستا في هذين البابين‪.‬‬

‫ننتقل إلى الجملة االسمية‪ :‬الجملة االسمية في اللغة العربية كم لها من صورة؟‬

‫أربع صور‪ ،‬صحيح‪ ،‬وإن قلت صورتان صحيح‪ ،‬الجملة االسمية إجما ً‬
‫ال لها صورتان‪،‬‬ ‫ُ‬

‫‪011‬‬
‫المهمة مفيد وير ِّتب‬
‫َّ‬ ‫خاص ًة األمور‬
‫َّ‬ ‫أربع صور‪ ،‬يعني‪ :‬حصر هذه األمور –‬
‫تفصيالً لها ُ‬

‫عندك المعلومات‪ ،‬وير ِّتب علمك‪ ،‬تضبط األمور‪ ،‬فبعض الطالب يدرس يدرس يدرس‬

‫كثيرا أو درس قليالً‪ ،‬وهل بقي عليه كثير أم بقي عليه قليل‪ ،‬وما هي‬
‫ثم ال يدري هل درس ً‬
‫القصة‪ ،‬فيضيع‪ ،‬لكن إذا حصرت هذه األشياء المهمة تعرف أنك انتهيت‪ ،‬أو بقي عليك‬

‫قليل‪ ،‬أو أنك انتصفت‪ ،‬وهذا ُيعطي الطالب دفعة قوية جدًّ ا في دراسته للعلم ‪.-‬‬

‫الجملة‬ ‫الجملة االسمية إجماالً لها صورتان‪:‬‬


‫الاسمية‬
‫الصورة األولى هي‪( :‬الجملة االسمية غير المنسوخة) يعني أنها أصلية‪ ،‬نحو‬

‫كريم) هذه جملة اسمية غير منسوخة‪ ،‬يعني‪ :‬لم ُتسبق بناسخ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬

‫الصورة الثانية هي‪( :‬الجملة االسمية المنسوخة) يعني‪ :‬مسبوقة بناسخ‪ ،‬الجملة‬

‫ً‬
‫ناسخا‪ ،‬والنواسخ ثالثة‪ :‬األول‪ :‬كان النواسخ‬ ‫كريم) ثم ننسخها‪ ،‬أي‪ :‬نجعل قبلها‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫نفسها‬

‫ظننت وأخواتها‪.‬‬
‫ُ‬ ‫وأخواتها‪ .‬والثاني‪َّ :‬‬
‫إن وأخواتها‪ .‬والثالث‪:‬‬

‫الناسخ األول‪( :‬كان أخواتها)‪ ،‬ماذا تعمل؟ ترفع المبتدأ وتنصب الخبر‪ .‬إ ًذا الجملة‬

‫(كريم) خبر مرفوع‪ .‬أدخل‬


‫ٌ‬ ‫(محمدٌ ) مبتدأ مرفوع‪،‬‬
‫َّ‬ ‫كريم)‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫األصلية غير المنسوخة‬

‫كريما)‪.‬‬
‫ً‬ ‫محمدٌ‬
‫على هذه الجملة (كان) سترفع المبتدأ وتنصب الخبر (كان َّ‬

‫الناسخ الثاني‪َّ :‬‬


‫(إن وأخواتها) عملها عكس عمل (كان)‪ ،‬يعني تنصب المبتدأ وترفع‬

‫كريم) إذا أدخلنا عليها َّ‬


‫(إن)‬ ‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫الخبر‪ .‬الجملة األصلية غير المنسوخة واحدة‬

‫كريم)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫محمدً ا‬ ‫ستنصب األول وترفع الثاني َّ‬
‫(إن َّ‬

‫‪015‬‬
‫(ظننت وأخواتها) ماذا ستفعل؟ هل سترفع المبتدأ والخبر؟ ال‪ ،‬هذا‬
‫ُ‬ ‫الناسخ الثالث‪:‬‬

‫حكم المبتدأ والخبر مرفوعان‪ ،‬هل سترفع األول وتنصب الثاني؟ ال‪ ،‬هذا عمل كان‬

‫وأخواتها‪ ،‬هل ستنصب األول وترفع الثاني؟ ال‪ ،‬هذا عمل َّ‬
‫إن وأخواتها‪ ،‬ماذا ستفعل؟ هي‬

‫بين خيارين‪ :‬إ َّما أن تعمل عمالً ُيشبه عمل ما قبلها‪ ،‬فليس لها شخصية مستقلة‪ ،‬أو أن‬

‫نصابة لكي أكون‬ ‫ُ‬


‫وأكون َّ‬ ‫نصابة وتكون لها شخصية مستقلة‪ ،‬فهل أنصب الجزأين‬
‫تكون َّ‬
‫(ظننت وأخوتها) وهي‪ :‬تنصب المبتدأ وتنصب الخبر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫شخصية مستقلة؟ إ ًذا هذا باب مستقل لـ‬

‫كريم)‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫(ظننت وأخواتها) تنصب المبتدأ وتنصب الخبر‪ ،‬الجملة نفسها‪،‬‬
‫ُ‬

‫كريما)‪.‬‬
‫محمدً ا ً‬
‫(ظننت َّ‬
‫ُ‬ ‫أدخل عليها (ظننت)‪:‬‬

‫إ ًذا الجملة االسمية إجما ً‬


‫ال لها صورتان‪ :‬األولى (غير المنسوخة‪/‬األصلية)‪،‬‬

‫كريم)‪ .‬الصورة الثانية‪( :‬الجملة االسمية‬


‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫ّ‬ ‫والحكم فيها‪ :‬رفع الجزأين‪ ،‬مثل‬

‫المنسوخة) والنواسخ ثالثة‪:‬‬

‫كريما)‪.‬‬
‫محمد ً‬
‫كان وأخواتها‪ :‬ترفع وتنصب‪( ،‬كان َّ‬

‫كريم)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫محمدً ا‬ ‫إن وأخواتها‪ :‬تنصب وترفع‪َّ ،‬‬
‫(إن َّ‬ ‫َّ‬

‫كريما)‪.‬‬
‫محمدً ا ً‬
‫(ظننت َّ‬
‫ُ‬ ‫ظننت وأخواتها‪ :‬تنصب األول والثاني‬
‫ُ‬

‫أربع صور‪:‬‬
‫تفصل فإنك تقول‪ :‬الجملة االسمية لها ُ‬
‫إن شئت أن ِّ‬

‫كريم)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫أن تكون مرفوعة الجزأين‪ ،‬وهذا مع الجملة االسمية غير المنسوخة‪ ،‬مثل‬

‫أن يكون جزءها األول مرفو ًعا والثاني منصو ًبا‪ ،‬وهذا مع الجملة االسمية المنسوخة‬

‫كريما)‪.‬‬
‫ً‬ ‫محمدٌ‬
‫بـ (كان وأخواتها)‪ ،‬مثل (كان َّ‬

‫‪016‬‬
‫أن يكون الجزء األول منصو ًبا والثاني مرفو ًعا‪ ،‬وذلك في الجملة االسمية المنسوخة‬

‫كريما)‪.‬‬
‫محمدً ا ً‬ ‫(إن وأخواتها)‪ ،‬مثل َّ‬
‫(إن َّ‬ ‫بـ َّ‬

‫(ظننت‬
‫ُ‬ ‫أن يكون ُجزآها منصوبين‪ ،‬وذلك في الجملة االسمية المنسوخة بـ‬

‫كريما)‪.‬‬
‫(ظننت زيدً ا ً‬
‫ُ‬ ‫وأخواتها) نحو‬

‫معرفة هذه األمور وحصرها ُيريحنا في الشرح‪ ،‬ألن الربط بين المعلومات من أهم‬

‫ما يكون لطالب العلم‪ ،‬حيث َّ‬


‫إن أكثر ما ُيشتت العلم ويجعله غير مفيد للطالب أن يدرس‬

‫دائما‬
‫متفرقة وليس بينها جمع‪ ،‬أو ال يعرف الجمع الصحيح بينها‪ .‬ولهذا ً‬
‫المسائل على أنها ِّ‬
‫في دراسة العلوم عمو ًما البد أن تعرف ترتيب العلم عمو ًما‪ ،‬وما الروابط بينه‪ ،‬لماذا ابتدأ‬

‫بهذا قبل هذا‪ ،‬ثم تعرف الخطوط الرئيسة في العلم‪ ،‬ثم بعد ذلك تدخل قليالً قليالً‪ ،‬يعني‪:‬‬

‫معرفة الروابط بين هذه المسائل أهم من معرفة المسائل‪ ،‬وهذا الذي يجعل العالِم قو ًّيا في‬

‫علمه أو ضعي ًفا‪.‬‬

‫لهذا تجدون كل كتب النحو تبدأ بالمبتدأ والخبر‪ ،‬الصورة األصلية للجملة االسمية‬

‫غير المنسوخة‪ ،‬وبعد المبتدأ والخبر يتكلمون عن (كان وأخواتها) وهو الناسخ األول‬

‫(ظننت وأخواتها) الناسخ‬


‫ُ‬ ‫ال في اللغة‪ ،‬ثم َّ‬
‫(إن وأخواتها) الناسخ الثاني‪ ،‬ثم‬ ‫األكثر استعما ً‬

‫الثالث‪ ،‬وهكذا فعل ابن آجروم‪ ،‬فبدأ بباب المبتدأ والخبر‪.‬‬

‫باب‬ ‫المرفوع العاري عن‬


‫ُ‬ ‫قال رحمه الله‪« :‬باب المبتدأ والخبر‪ :‬المبتدأ‪ :‬هو االسم‬
‫المبتدأ‬
‫قائم"‬
‫ٌ‬ ‫المسنَدُ إليه‪ ،‬نحو قولِ َ‬
‫ك‪" :‬زيدٌ‬ ‫العوامل اللفظية‪ .‬والخبر‪ :‬هو االسم المرفوع ُ‬
‫والخبر‬
‫الزيدون قائمون"»‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الزيدان قائمان" و"‬ ‫و"‬

‫‪017‬‬
‫المبتدأ من أسهل أبواب النحو‪ ،‬قال‪« :‬هو االسم» يريد أن يقول أن المبتدأ ال يكون‬ ‫تعريف‬
‫المبتدأ‬
‫اسما كالفاعل‪ ،‬ال يكون فعالً‪ ،‬وال حر ًفا وال جمل ًة اسمية وال جملة فعلية وال شبه‬
‫َّإال ً‬
‫المرفوع» ُيب ِّي ُن حكمه‪ ،‬وهو الرفع‪ ،‬ليس النصب‬
‫ُ‬ ‫جملة‪ ،‬المبتدأ ال يكون َّإال ً‬
‫اسما‪ .‬ثم قال‪« :‬‬

‫وال الجر‪ .‬ثم قال‪« :‬العاري عن العوامل اللفظية» هذا الذي ُيم ِّي ُزه عن بقية األسماء‬

‫المرفوعة‪.‬‬

‫نفهم فقط هذه الجملة ونفهم المبتدأ ك َّله‪« ،‬العاري عن العوامل اللفظية» العوامل‪:‬‬

‫جمع‪ ،‬مفرده‪ :‬عامل‪ .‬هذه نظرية العامل في النحو‪( ،‬العامل)‪ ،‬ما المراد بالعامل؟ العامل‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ُك ُّل كلمة تعمل الرفع‪ ،‬أو النصب‪ ،‬أو الجر‪ ،‬أو الجزم‪َّ .‬‬
‫يسمى (عامل)‪ ،‬أي كلمة ترفع‬

‫(جارة) أو تجزم (جازمة) هذه عوامل‪.‬‬


‫َّ‬ ‫(رافعة) أو تنصب (ناصبة) أو تجر‬

‫والكلمة التي يقع عليها العمل‪ ،‬فتكون مرفوعة‪ ،‬منصوبة‪ ،‬مجرورة‪ ،‬مجزومة؟‬

‫محمدٌ إلى المسجد)‪( :‬ذهب) ٌ‬


‫فعل‬ ‫َّ‬ ‫حسب المعمول‪ .‬عامل ومعمول‪ .‬فلو قلت (ذهب‬

‫(محمدٌ ) مرفوع‪،‬‬
‫َّ‬ ‫(محمد) فاعل‪ ،‬ما باله؟ مرفوع‪ ،‬يعني‪ :‬معمول‪ ،‬هنا شيء رفعه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ماض‪،‬‬

‫و(محمد)‬
‫َّ‬ ‫أين رافعه؟ (ذهب)‪ .‬الفعل هو الذي يرفع الفاعل‪ ،‬فـ (ذهب) عامل رافع‪،‬‬

‫اسم مجرور‪ ،‬أين الجر؟ (إلى)‪.‬‬ ‫ِ‬


‫الفاعل‪ :‬مرفوع معمول‪ .‬أما (إلى) حرف جر‪ ،‬و(المسجد) ٌ‬

‫هذه عملية العامل في النحو‪ ،‬يعني‪ :‬كلمات يعمل بعضها في بعض‪( ،‬ذهب) عامل‪،‬‬

‫(محمد) معمول‪( ،‬إلى) عامل‪( ،‬المسجد) معمول‪ ،‬رافع ومرفوع‪ ،‬جار ومجرور‪.‬‬

‫كل كلمة ترفع أو تنصب أو تجر أو تجزم هذه (عامل) ما الكلمات التي تعمل في‬

‫العربية؟ شيئان‪ :‬األول‪( :‬األفعال)‪ ،‬كل األفعال (عوامل)‪ ،‬أليس الفعل البد أن يرفع فاعل‪،‬‬

‫‪018‬‬
‫قلنا‪ :‬كل فع ٍل عاملٍ‪ ،‬ال يوجد فعل دون فاعل‪ ،‬يرفع الفاعل‪ ،‬إ ًذا (عامل) ألنه يرفع الفاعل‪،‬‬

‫ٍ‬
‫ماض‪ ،‬مضارع‪ ،‬أمر‪.‬‬ ‫ُك ُّل فع ٍل فهو (عامل)‬

‫العامل الثاني‪ :‬الحروف العاملة‪ ،‬الحروف بعضها يعمل‪ ،‬نسميها (حروف عاملة)‬

‫وبعضها ال يعمل‪ ،‬ليس له عمل نسميها (الحروف الهاملة‪/‬المهملة)‪ .‬الحروف العاملة‬

‫الجر‪ ،‬مثل (نواصب المضارع)‬


‫َّ‬ ‫هي التي ُتذكر في النحو‪ ،‬مثل حروف الجر‪ ،‬تعمل‬

‫حروف تجزم‪ ،‬هذه حروف عاملة‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫ذكرناها‪ :‬عشر ٌة ُ‬
‫تعمل النصب‪ ،‬مثل (جوازم المضارع)‪،‬‬

‫مثل َّ‬
‫(إن وأخواتها) حروف عاملة‪ .‬لكن مثالً (هل والهمزة في االستفهام)؟ حرفان عامالن‬

‫أم هامالن؟ هامالن‪( .‬قد) حرف هامل‪( ،‬سوف‪ ،‬والسين‪ ،‬وتاء التأنيث) هذه كلها حروف‬

‫هاملة‪.‬إ ًذا فالعوامل‪ :‬األفعال كلها‪ ،‬والحروف العاملة‪.‬‬

‫يقول لنا ابن آجروم‪« :‬المبتدأ‪ :‬هو االسم المرفو ُع العاري عن العوامل اللفظية»‬
‫ٍ‬
‫بحرف عام ٍل‬ ‫يعني‪ُ :‬كل اسم لم ُيسب ُق بعام ٍل فهو مبتدأ‪ ،‬يعني‪ :‬كل اسم لم ُيسبق بفع ٍل وال‬

‫فهو مبتدأ‪ ،‬في أول الجملة‪ ،‬في وسط الجملة‪ ،‬في آخر الجملة‪ ،‬أي اسم تراه‪ ،‬سواء كان‬

‫ضميرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ظاهرا أو كان‬
‫ً‬

‫أي اسم لم يسبق بعام ٍل فع ٍل أو ح ٍ‬


‫رف عامل فهو مبتدأ‪ ،‬سواء كان في أول الجملة أو‬ ‫ُ‬

‫قائم) واضح أنه ما ُسبِق بعام ٍل‬


‫(محمدٌ ٌ‬
‫َّ‬ ‫في وسط الجملة أو في آخر الجملة‪ ،‬مثالً‪ :‬لو قلنا‬

‫حمدٌ‬
‫(محمدٌ ) مبتدأ؟ ال‪ُ ،‬سبق بفعلٍ‪ ،‬ال يصلح‪ ،‬لكن (جاء ُم َّ‬
‫َّ‬ ‫حمدٌ ) هل‬
‫مبتدأ‪ .‬طيب (جاء ُم َّ‬
‫حمدٌ ) ُأسبِق بفعلٍ‪ ،‬إ ًذا فاعل‪ ،‬ليس مبتد ًأ‪ ،‬لكن‬
‫يده على رأسه)‪( :‬جاء) فعل‪ ،‬ليس مبتد ًأ‪ُ ( ،‬م َّ‬
‫ٍ‬
‫شيء‪،‬‬ ‫اسما؟ هل ُسبقت بفعلٍ؟ (جاء) رفعت الفاعل وانتهى‪ ،‬لن ترفع كل‬
‫(يده) أليست ً‬
‫(اسما عار ًيا) عن العوامل‬
‫ً‬ ‫(محمد) وانتهى العمل‪ ،‬أما (يده) فصارت‬
‫َّ‬ ‫(جاء) رفعت الفاعل‬

‫‪019‬‬
‫اللفظية‪ ،‬فإعرابه‪ :‬مبتدأ‪ .‬فإذا وجدت المبتدأ ابحث عن خبره‪ُ ،‬خبرنا عن (يده) بأنها (على‬

‫رأسه)‪( ،‬يده) مبتدأ‪( ،‬على رأسه) خبر‪.‬‬

‫اسم‪ ،‬صار عار ًيا أو‬


‫طيب‪( :‬جاء الذي أبوه كريم)‪( :‬جاء) فعل‪( ،‬الذي) فاعل‪( ،‬أبوه) ٌ‬
‫ليس عار ًيا؟ مبتدأ‪ ،‬ابحث عن خبره (أبوه) ما باله؟ (كريم)‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫المجلس الخامس‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصال ُة والسال ُم على نبينا‬

‫محمد وعلى آله أصحابه أجمعين‪ ،‬أ َّما بعد‪:‬‬


‫َّ‬

‫عرفنا المبتدأ والخبر‪ ،‬وعرفنا‬


‫فكنا قد توقفنا من قبل عند الكالم عن المبتدأ والخبر‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬
‫بحرف‬ ‫أن المبتدأ‪« :‬ك ُُّل اسم ٍ‬
‫عار عن العوامل اللفظية» أي‪ُ :‬ك ُّل ٍ‬
‫اسم لم ُيسبق بفع ٍل أو‬

‫عاملٍ‪ ،‬سواء كان في أول الجملة‪ ،‬أو كان في وسط الجملة أو كان في آخر الكالم‪ .‬من‬

‫محمدٌ واضح أنه لم ُيسبق بعام ٍل لفظي‪ ،‬فعرفنا أنه مبتدأ‪ ،‬إ ًذا‬
‫َّ‬ ‫قائم)‬
‫(محمدٌ ٌ‬
‫َّ‬ ‫أمثلة ذلك‪:‬‬

‫محمدٌ يده على رأسه)‪( :‬جاء) فعل ليس‬


‫َّ‬ ‫(قائم)‪( .‬جاء‬
‫ٌ‬ ‫نبحث عن خبره‪ ،‬أخبرنا عنه بأنه‬

‫ُ‬
‫فيكون‬ ‫اسم ٍ‬
‫عار‬ ‫(محمدٌ ) ليس مبتد ًأ ألنه مسبوق بفعلٍ‪ ،‬هو فاعل‪ ،‬أما (يده) فهذا ٌ‬
‫َّ‬ ‫مبتد ًأ‪،‬‬

‫مبتد ًأ‪ ،‬فنبحث عن خبره‪ ،‬أخبرنا عن اليد بأنها (على رأسه)‪( ،‬يجده) مبتدأ‪( ،‬على رأسه)‬

‫خبر‪.‬‬

‫اسما عار ًيا‬


‫كريم)‪( :‬جاء) فعل‪( ،‬الذي) فاعل‪( ،‬أبوه) صار ً‬
‫ٌ‬ ‫طيب‪( :‬جاء الذي أبوه‬

‫فيكون مبتد ًأ‪ ،‬نبحث عن خبره‪ ،‬أخبرنا عن األب بأنه (كريم)‪.‬‬


‫ُ‬

‫قائم)‪( :‬هل) حرف‪ ،‬إ ًذا ليس مبتد ًأ‪ ،‬المبتدأ ال يكون‬
‫محمدٌ ٌ‬
‫طيب‪ :‬لو قلنا مثالً (هل َّ‬
‫ٍ‬ ‫اسم‪ٍ ،‬‬
‫حرف هامل‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫مسبوق بعام ٍل لفظي؟ عاري‪ ،‬ألن (هل)‬ ‫عار أم‬ ‫(محمد) ٌ‬
‫َّ‬ ‫َّإال ً‬
‫اسما‪،‬‬

‫قائم)‪،‬‬
‫(محمدٌ ٌ‬
‫َّ‬ ‫محمدٌ )؟ مبتدأ‪ ،‬ونبحث عن خبره (قائم)‪،‬‬
‫إعراب ( َّ‬
‫ُ‬ ‫ليس عامالً‪ ،‬ماذا يكون‬

‫َّإال أن (هل) دخلت في الجملة فأدخلت معنى االستفهام‪ ،‬لم ُتغ ِّير اإلعراب‪.‬‬

‫‪000‬‬
‫حمدٌ )‪( :‬في) حرف جر‪ ،‬ليس مبتد ًأ‪( ،‬الدار) اسم‪،‬‬
‫طيب‪ :‬لو قلنا مثالً (في الدَّ ار ُم َّ‬
‫ٌ‬
‫مسبوق بعام ٍل لفظي؟ صار عار ًيا‪ ،‬ألن‬ ‫(محمدٌ ) ٍ‬
‫عار أم‬ ‫َّ‬ ‫لكنه بحرف عاملٍ‪ ،‬إ ًذا ليس مبتد ًأ‪،‬‬
‫ٍ‬
‫حينئذ عار ًيا‪ ،‬فصار مبتد ًأ‪،‬‬ ‫(محمدٌ )‬ ‫تجر االسم الذي بعدها‪ ،‬وينتهي عملها‪ ،‬فصار‬
‫َّ‬ ‫(في) ُّ‬
‫و(محمد) مبتدأ‬
‫َّ‬ ‫محمدٌ بأنه (في الدار)‪ ،‬إ ًذا (في الدار) خبر‪،‬‬
‫نبحث عن خبره‪ ،‬أخبرنا عن َّ‬
‫مؤخر‪.‬‬

‫(محمدٌ ) ٍ‬
‫عار عن العوامل اللفظية‪ ،‬وهو مبتدأ‪( ،‬ثوبه)‬ ‫َّ‬ ‫(محمدٌ ثوبه نظيف)‪:‬‬
‫َّ‬ ‫نقول‪:‬‬

‫محمدٌ بأنه ثوبه؟ ال‪ ،‬إ ًذا ليس‬


‫َّ‬ ‫(محمدٌ ) أو ال؟ فهل أخبرنا عن‬
‫َّ‬ ‫خبرا لـ‬
‫اسم‪ .‬إ َّما أن يكون ً‬
‫اسم ٍ‬
‫عار عن‬ ‫عار؟ ٍ‬
‫عار‪ ،‬صار مبتد ًأ‪ُ .‬ك ُّل ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مسبوق بعام ٍل أم ٍ‬ ‫خبرا‪ُ .‬نط ِّبق تعريف المبتدأ‪:‬‬
‫ً‬
‫(محمدٌ ثوبه نظيف)‪( :‬ثوبه) صار مبتد ًأ‪ ،‬نبحث عن خبره‪،‬‬
‫َّ‬ ‫العوامل اللفظية فهو مبتدأ‪.‬‬

‫أخبرنا عن ثوبه بأنه (نظيف)‪( .‬ثوبه) مبتدأ‪( ،‬نظيف) خبر‪ ،‬صار جملة اسمية‪ ،‬لكن أين خبر‬

‫محمد بجملة‬
‫َّ‬ ‫محمد بأنه ثوبه نظيف‪ ،‬يعني أخبرنا عن‬
‫ّ‬ ‫محمد؟ المبتدأ األول‪ ،‬أخبرنا عن‬
‫َّ‬
‫اسمية‪.‬‬

‫(أكرمت رجالً)‪( :‬أكرم) فعل متعدي‪ ،‬ليس الز ًما‪ ،‬المتعدي‪:‬‬


‫ُ‬ ‫طيب‪ :‬لو قلنا مثالً‬

‫(ت)‪ ،‬ومفعوله (رجالً)‪ .‬إ ًذا التاء ليس‬ ‫الذي يرفع فاعالً وينصب مفعو ً‬
‫ال به‪ .‬أين فاعله؟ ُ‬

‫مبتد ًأ‪ ،‬فاعل‪ ،‬و(رجالً) ليس مبتد ًأ‪ ،‬مفعو ً‬


‫ال به‪.‬‬

‫(أكرمت رجالً) فعل فاعل ومفعول به‪،‬‬


‫ُ‬ ‫كريم)‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫(أكرمت رجالً ُخلقه‬
‫ُ‬ ‫لكن لو قلت‬

‫اسم‪ ،‬عاري أم مسبوق بعامل؟ صار عار ًيا‪ ،‬ما إعرابه؟ مبتدأ‪ ،‬نبحث عن خبره‪،‬‬ ‫ُ‬
‫(خلقه) ٌ‬
‫أخبرنا عن خلقه بأنه (كريم)‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫(أكرمت رجالً) فعل فاعل مفعول به‪( ،‬له) الالم‬
‫ُ‬ ‫(أكرمت رجالً له ٌ‬
‫فضل)‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ولو قلنا‬

‫حرف جر‪ ،‬والهاء ضمير‪ ،‬يعني اسم‪ ،‬هل الهاء مبتدأ؟ ال‪ ،‬مسبوق بحرف جر‪ ،‬يعني‬

‫اسما عار ًيا‬ ‫ٍ‬ ‫اسم‪ٍ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫مسبو ٍق بعاملٍ‪ ،‬هذاجار ومجرور‪،‬‬
‫عار أم مسبوق بعاملٍ؟ صار ً‬ ‫(فضل) ٌ‬
‫عن العوامل اللفظية أم مسبو ًقا بعامل لفظي؟ عاري‪( .‬أكرم) أخذت فاعل ومفعول به‬

‫اسما عار ًيا‪ ،‬صار مبتد ًأ‪ ،‬المبتدأ‪ُ :‬ك ُّل‬ ‫ٌ‬
‫(فضل) صار ً‬ ‫جرت الهاء وانتهت‪،‬‬
‫وانتهت‪( ،‬له) الالم َّ‬
‫اسم عا ٍر عن العوامل اللفظية‪ .‬أين خبره؟ أخبرت عن الفضل بأنه (له) أي للرجل‪ ،‬أخبرت‬
‫ٍ‬

‫ٌ‬
‫(فضل) مبتدأ مؤخر‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫عن الفضل بأنه للرجل‪( ،‬له) خبر ُمقدَّ م‪،‬‬

‫ٍ‬
‫مكان في الجملة‪ ،‬هذا هو المبتدأ وهذا هو‬ ‫بهذا نستطيع أن نستخرج المبتدأ في أي‬

‫الخبر‪.‬‬

‫أقسام‬ ‫ثم قال ابن آجروم بعد ذلك‪« :‬والمبتدأ قسمان‪ :‬ظاهر ومضمر» يريد أن يقول‪ :‬إن‬
‫المبتدأ‬
‫المبتدأ ال يكون ًّإال ً‬
‫اسما ويكون من جميع األسماء‪ ،‬الظاهرة والمضمرة‪ .‬فقال‪« :‬فالظاهر‬
‫ِ‬
‫وأنت‪ ،‬وأنتُما‪ ،‬وأنتُم‪ ،‬وأنت َُّن‪،‬‬ ‫وأنت‪،‬‬ ‫ضمر اثنا عشر‪ ،‬وهي‪ :‬أنا‪ ،‬ونحن‪،‬‬
‫َ‬ ‫والم َ‬
‫ما تقدم ذكره‪ُ ،‬‬
‫قائم" و"نحن قائمون" وما أشبه ذلك»‪.‬‬
‫وه َّن‪ ،‬نحو قولك‪" :‬أنا ٌ‬
‫وهو‪ ،‬وهي‪ ،‬وهما‪ ،‬وهم‪ُ ،‬‬

‫الضمر‪ :‬أي الضمير‪ ،‬ذكر هنا الضمائر المتصلة أم المنفصلة؟ المنفصلة‪ .‬الضمائر‬

‫المتصلة هل ُيتصور أن تكون مبتد ًأ؟ ال يمكن‪ ،‬ما معنى متصلة؟ متصلة بما قبلها‪ ،‬والمبتدأ‬

‫مبتدأ في أول الجملة‪ ،‬األصل في المبتدأ أنه في أول الجملة‪ ،‬قد يتأخر‪ ،‬حتى لو تأخر هو‬

‫في الحكم في أول الجملة‪ ،‬فالضمائر المتصلة ال تكون مبتدأ أبدً ا‪ ،‬الذي يمكن أن يكون‬

‫كريم)‬
‫ٌ‬ ‫كريم) أو (هو‬
‫ٌ‬ ‫كريم) أو (أنا‬
‫ٌ‬ ‫كريم) أو (أنت‬
‫ٌ‬ ‫مبتد ًأ الضمائر المنفصلة‪ ،‬تقول‪( :‬زيدٌ‬

‫هذه مبتدأ‪ .‬ولهذا ذكر الضمائر المنفصلة‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫أقسام‬ ‫ثم تك َّلم عن الخبر فقال‪ « :‬والخبر قسمان‪ُ :‬مفرد؛ وغير مفرد‪ ،‬فالمفرد نحو قولك‪:‬‬
‫الخبر‬ ‫"زيدٌ قائم"‪ .‬وغير المفرد أربعة أشياء‪ :‬الجار والمجرور‪ ،‬وال َّظرف‪ِ ،‬‬
‫والفعل مع فاعله‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫الدار‪ ،‬وزيدٌ عندَ َك‪ ،‬وزيدٌ قا َم أبوه‪ ،‬وزيدٌ جاري ُت ُه‬ ‫والمبتدأ مع خبره‪ ،‬نحو قولك‪" :‬زيدٌ في‬

‫ذاه َب ٌة"»‪.‬‬

‫مضمرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ظاهرا أو‬
‫ً‬ ‫الخبر أوسع من المبتدأ‪ ،‬المبتدأ ال يكون َّإال ً‬
‫اسما – كما عرفنا –‬
‫ٍ‬
‫مفرد‪.‬‬ ‫ُ‬
‫يكون مفر ًدا‪ ،‬ويكون غير‬ ‫فواسع‪،‬‬ ‫أما الخبر‬
‫ٌ‬

‫مفر ًدا‪ :‬أي ليس جملة وال شبه جملة‪ .‬المراد بالمفرد هنا‪ :‬ليست جملة وال شبه‬

‫ناجح)‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫ٌ‬
‫فاضل)‪،‬‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫قائم)‪،‬‬
‫(محمدٌ ٌ‬
‫َّ‬ ‫(كريم)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ ) ما باله؟‬
‫َّ‬ ‫جملة‪ ،‬كقولك‪:‬‬
‫ٍ‬
‫جملة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بجملة‪ ،‬أو بشبه‬ ‫ٍ‬
‫بمفرد‪ ،‬يعني لم ُتخبر عنه‬ ‫محم ٍد‬
‫أخبرت عن َّ‬
‫ُ‬

‫وقد يكون الخبر شبه جملة‪ .‬ما المراد بشبه جملة؟ أي‪ :‬الجار والمجرور والظرف –‬
‫ِ‬
‫المسجد)‪،‬‬ ‫(محمدٌ في‬ ‫(محمدٌ ) أخبِر عنه بجار ومجرور‬ ‫ظرف الزمان والمكان – فتقول‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫(محمدٌ فوق الشجرة)‪.‬‬ ‫(محمدٌ عندك)‪،‬‬ ‫ِ‬
‫البيت)‪ .‬أخبِر عنه بظرف‪:‬‬ ‫(محمدٌ في‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬

‫وقد يكون جملة‪ ،‬والجملة – كما نعرف – اسمية وفعلية‪ ،‬الفعلية‪ :‬فعل فاعل‪،‬‬

‫(محمدٌ ) ما‬
‫َّ‬ ‫(محمد) أخبِر عنه بجملة فعلية (فعل فاعل)‪:‬‬
‫َّ‬ ‫واالسمية‪ :‬مبتدأ وخبر‪ .‬طيب‪:‬‬

‫(محمدٌ نجح) جملة أم ليست جملة؟ (نجح) فعل‪،‬‬


‫َّ‬ ‫(محمدٌ نجح أخوه)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫باله؟ (قام أبوه)‪،‬‬

‫والفاعل البد أن يكون بعد الفعل‪ ،‬أين فاعل (نجح)؟ هو‪ ،‬صار جملة فعلية‪( ،‬نجح)‬

‫الفاعل مستتر‪.‬‬

‫‪001‬‬
‫(محمدٌ ثوبه‬
‫َّ‬ ‫كريم)‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ ) ما باله؟ (أبوه‬
‫َّ‬ ‫أو جملة اسمية‪ ،‬أي مبتدأ وخبر‪،‬‬

‫غزير)‪.‬‬
‫(محمدٌ علمه ٌ‬
‫َّ‬ ‫نظيف)‪،‬‬
‫ٌ‬

‫األمثلة السابقة التي ذكرناها قبل قليل‪ ،‬فالخبر قد يكون مفر ًدا‪ ،‬وقد يكون شبه جملة‬

‫بنوعيها‪ ،‬وقد يكون جمل ًة بنوعيها‪.‬‬

‫اآلن انتهينا من المبتدأ والخبر‪ ،‬وهما يم ِّثالن الجملة األصلية‪ ،‬يعني (غير‬

‫باب‬
‫العوامل الدا ِ‬
‫خلة‬ ‫ِ‬ ‫المنسوخة)‪ ،‬سننتقل إلى الجمل (المنسوخة)‪ ،‬فقال رحمه الله‪« :‬باب‬
‫العوامل‬
‫على المبتدأ والخبر‪ :‬وهي ثالثة أشياء‪ :‬كان وأخواتها‪ ،‬واِ َّن وأخواتها‪ ،‬و َظنَن ُ‬
‫ْت وأخواتها‪.‬‬
‫الداخلة‬
‫ب الخَ َب َر» يبدأ بـ (كان وأخواتها) من النواسخ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫فأما كان وأخواتها‪ ،‬فإنها تر َف ُع‬
‫على‬ ‫االسم‪ ،‬وتَنص ُ‬
‫َ‬
‫المبتدأ‬
‫والخبر‬ ‫ألنها األكثر استعما ً‬
‫ال في اللغة‪.‬‬

‫ب الخَ َب َر»‬ ‫ِ‬ ‫ماذا تعمل كان وأخواتها؟ يقول‪« :‬تر َف ُع‬
‫االسم» يعني‪ :‬اسمها‪« ،‬وتَنص ُ‬
‫َ‬
‫يعني‪ :‬خبرها‪ .‬كان وأخواتها تدخل على المبتدأ‪ ،‬فترفعه و ُتغ ِّي ُر اسمه من مبتدأ إلى اسم‬

‫كان‪ ،‬وتدخل على خبر المبتدأ‪ ،‬فتنصبه و ُتغ ِّير اسمه من خبر مبتدأ إلى خبر كان‪ .‬هذا عمل‬

‫كان وأخوتها‪.‬‬

‫كان‬ ‫ما هو عمل هذه العائلة الكريمة (كان وأخواتها)؟ قال‪ « :‬وهي‪ :‬كان‪ ،‬وأمسى‪،‬‬
‫ك‪ ،‬وما َفتِيء‪ ،‬وما برِح‪ ،‬وأخواتها‬
‫وبات‪ ،‬وصار‪ ،‬وليس‪ ،‬وما زال‪ ،‬وما ان َف َّ‬
‫َ‬ ‫وأصبح‪ ،‬وأضحى‪ ،‬و َظ َّل‪،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وما دام» ثالثة عشر فعالً‪ُ ،‬أ ُّمها (كان)‪ ،‬ثم نبدأ من الصباح (أصبح)‪( ،‬أضحى)‪َّ ،‬‬
‫(ظل) من‬

‫ال ِّظالل في الزوال‪( ،‬أمسى)‪ ،‬و(بات)‪ ،‬و(ليس)‪ ،‬و(صار) هذه ثمانية‪ ،‬ثم تبدأ (ما زال‬

‫وأخواتها)‪( :‬ما زال)‪( ،‬وما انفك)‪ ،‬و(ما فتئ)‪ ،‬و(ما برح)‪ ،‬و(ما دام)‪.‬‬

‫‪005‬‬
‫اسما لها‪ ،‬وتدخل على‬
‫ثالثة عشر فعالً‪ ،‬ماذا تعمل؟ تدخل على المبتدأ فترفعه ً‬
‫الخبر فتنصبه خبرا لها‪( .‬محمدٌ كريم) أدخل (كان)‪( :‬كان محمدٌ كريما)‪( .‬الخ َّط ِ‬
‫ان‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫متقاطعان) أدخل (ليس)‪( :‬ليس الخ َّط ِ‬
‫ان متقاطعين)‪ .‬لو قلنا مثالً‪( :‬المهندسون بارعون)‬ ‫ِ‬

‫مجتهدات) أدخل‬
‫ٌ‬ ‫(الطالبات‬
‫ُ‬ ‫أدخل (أصبح)‪( :‬أصبح المهندسون بارعين)‪ .‬لو قلنا مثالً‪:‬‬
‫ٍ‬
‫بكسرة‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مجتهدات) جمع مؤنث سالم ُينصب‬ ‫الطالبات‬
‫ُ‬ ‫(صار)‪( :‬صارت‬

‫ويصبِ ُح‪،‬‬
‫ف منها نحو‪ :‬كان‪ ،‬ويكون‪ ،‬وكُن‪ ،‬وأص َب َح ُ‬
‫ثم قال رحمه الله‪« :‬وما ت ََص َّر َ‬
‫وأصبِح‪ ،‬تقول‪" :‬كان زيدٌ قائمًا‪ ،‬وليس عمرو ِ‬
‫شاخ َصًا" وما أشبه ذلك» يقول‪ :‬إن (كان‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ‬

‫تصرف منها من الفعل الماضي والمضارع‬


‫وأخواتها) تعمل العمل السابق‪ ،‬وكذلك ما َّ‬
‫ُ‬
‫(يكون‬ ‫كريما)‪ .‬طيب‪( :‬يكون)؟ نفس األمر‪،‬‬
‫ً‬ ‫كريم)‪(/‬كان محمدٌ‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫واألمر‪ ،‬كـ‬

‫مخضرةً)‪ُ ( ،‬كن مجتهدً ا)‪( ،‬كن) فعل‬


‫َّ‬ ‫األرض‬
‫ُ‬ ‫صبح الولدُ نشي ًطا)‪ُ ( ،‬تصبح‬
‫كريما) ( ُي ُ‬
‫ً‬ ‫محمدٌ‬
‫َّ‬
‫مستتر‬
‫ٌ‬ ‫ناسخ‪( ،‬مجتهدً ا) منصوب‪ ،‬يعني‪ :‬اسمها أم خبرها؟ خبرها‪ ،‬منصوب‪ ،‬أين اسمها؟‬

‫وجو ًبا تقديره (أنت)‪ .‬هذا األمر‪ ،‬عرفنا أن األمر الواحد يستتر فيه‪ ،‬إن كان فعال فهو فاعل‪،‬‬

‫اسما لكان وأخواتها‪( ،‬كن نشي ًطا) أي‪ :‬كن أنت نشي ًطا‪،‬‬
‫وإن كان من (كان وأخواتها) يكون ً‬
‫(أصبِح نشي ًطا) أصبِح أنت نشي ًطا‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫اآلن عرفنا ماذا تعمل (كان وأخواتها) فيما بعدها‪ ،‬لكن (كان وأخواتها) نفسها كيف‬

‫ُتعرف؟ البد أن نعرف نوعها؟ اسم أم فعل أم حرف؟ هي أفعال‪ ،‬تكون ماضي ومضارع‬

‫وأمر‪( ،‬كان يكون كن)‪( /‬كان) للماضي كالماضي‪ ،‬و(يكون) للمضارع كالمضارع‪،‬‬

‫و(كن) لألمر كاألمر‪.‬‬

‫‪006‬‬
‫مبني على الفتح‪ ،‬ال‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫(كان) مثل (خرج – ودخل) كيف تعرب (كان)؟ فعل ماض ٌّ‬
‫مبني‬ ‫ٍ‬
‫محل له من اإلعراب‪ .‬لكن (يزيدون) يقولون‪ :‬ناقص‪ ،‬أو ناسخ‪ ،‬فعل ماض ناقص‪ٌّ ،‬‬
‫على الفتح‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بناصب ُينصب‪ ،‬وإن ُسبق بجازم‬ ‫و(يكون) مضارع يكون كالمضارع‪ ،‬إن ُسبق‬

‫يكون نشي ًطا) و(لن يكون‬


‫ُ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫ُيجزم‪ ،‬وإن لم ُيسبق بناصب وال بجازم ُيرفع‪ .‬تقول‪:‬‬

‫نشي ًطا) و(لم يكن نشي ًطا)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫االسم وتَر َف ُع الخَ َب َر» إ ًذا الناسخ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬


‫إنّ‬ ‫َ‬ ‫إن وأخواتُها فإنها تَنص ُ‬
‫الناسخ الثاني‪ ،‬قال‪« :‬وأما َّ‬
‫ِ‬
‫َنصب االسم» يعني‪ :‬تنصب وأخواتها‬ ‫(إن وأخواتها)‪َّ ،‬‬
‫الثاني َّ‬
‫َ‬ ‫إن وأخواتها ماذا تعمل؟ يقول‪« :‬ت ُ‬

‫ويسمى اسمها‪« ،‬وتَر َف ُع الخَ َب َر» و ُي َّ‬


‫سمى خبرها‪ .‬أي أن عملها عكس عمل (كان‬ ‫َّ‬ ‫المبتدأ‪،‬‬

‫وأخواتها)‪.‬‬

‫وليت‪ ،‬و َل َع َّل‪،‬‬


‫َ‬ ‫وأ َّن‪ ،‬و َلكِ َّن‪ ،‬وك ََأ َّن‪،‬‬
‫إن‪َ ،‬‬ ‫عرفنا بالعائلة َّ‬
‫(إن وأخواتها)‪« :‬وهي‪َّ :‬‬ ‫ثم قال ُي ِّ‬
‫شاخص‪ ،‬وما أشبه ذلك» إ ًذا كم حرف؟ ست ُة أحرف‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫قائم‪ ،‬وليت َع ْمر ًا‬
‫إن زيد ًا ٌ‬
‫تقول‪َّ :‬‬

‫و(كأن)‪ ،‬والخامس‪َّ :‬‬


‫(لعل)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫و(أن)‪ ،‬و(لك َّن)‪،‬‬ ‫أربع ٌة منها تنتهي بالنون المشددة‪َّ ،‬‬
‫(إن)‬

‫والسادس‪( :‬ليت) ُك ُّلها تعمل العمل‪.‬‬

‫(إن) َ‬
‫و(أ َّن) للتوكيد‪،‬‬ ‫ما معانيها؟ ألنها حروف تحتاج إلى معاني‪ ،‬قال‪« :‬ومعنى َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫و( َلك َّن) لالستدراك‪ ،‬و(ك ََأ َّن) للتشبيه‪ ،‬و(ليت) َ‬
‫للتمنِّي‪ ،‬و( َل َع َّل) للت ََّر ِّجي والت ََّو ُّقع»‪.‬‬

‫شجاع لكنّه بخيل) استدراك‪« .‬و(ك ََأ َّن)‬


‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫يقول‪َ (« :‬لكِ َّن) لالستِدراك» تقول‪:‬‬

‫للتمنِّي» التمني هو طلب‬


‫قمر)‪« .‬و(ليت) َ‬ ‫َّ‬
‫و(كأن هندً ا ٌ‬ ‫َّ‬
‫(كأن زيدً ا أسدٌ )‪،‬‬ ‫للتشبيه» تقول‪:‬‬

‫‪007‬‬
‫للترجي مع‬
‫ّ‬ ‫الممتنع أو العسير‪ .‬تقول‪( :‬ليت الشباب يعو ُد)‪« .‬و( َل َع َّل) للت ََّر ِّجي والت ََّو ُّقع»‬

‫الخير‪ ،‬وللتو ُّقع مع المخوف منه‪ ،‬من الشر‪ ،‬تقول مثالً‪َّ :‬‬
‫(لعل زيدٌ يزورنا) إذا كنت ترغب‬

‫وترجي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫في ذلك‪ .‬أو تقول َّ‬
‫(لعل زيدٌ يزورنا) إن كنت تكره ذلك‪ ،‬فتوقع‬

‫دائما نقول‪ :‬التوكيد‬ ‫َّ‬


‫و(أن) يقول ماذا؟ «للتوكيد» ما معنى للتوكيد؟ ً‬ ‫أما َّ‬
‫(إن)‬

‫معنى جديدً ا‪ ،‬هو نفس‬


‫ً‬ ‫معنى جديد‪ ،‬ال ُتدخل‬
‫ً‬ ‫التوكيد؟ التوكيد يعني أن الكلمة ليس لها‬

‫قوته وأكّدته‪ ،‬بخالف االستدراك والتشبيه‪،‬‬


‫معنى جديدً ا‪ ،‬لكن ّ‬
‫ً‬ ‫المعنى السابق‪ ،‬ما أدخلت‬

‫(كأن زيدً ا أسد) احذف َّ‬


‫كأن (زيد أسد) يتغ ّير المعنى أم ال يتغ َّير؟ تغ َّير‪( ،‬زيد‬ ‫َّ‬ ‫لو قلت مثالً‪:‬‬

‫(كأن زيدً ا أسد) ال‪ ،‬هو ليس أسدً ا‪ ،‬لكنّه ُيشبه األسد‪ ،‬إ ًذا هناك‬
‫ّ‬ ‫أسد) ُتخبر أن زيد أسد‪،‬‬

‫(إن زيدً ا أسدٌ ) كِال الجملتين معناهما‪ :‬اإلخبار‬


‫فرق في المعنى‪ .‬لكن لو قلت (زيدٌ أسدٌ )‪َّ ،‬‬

‫عن زيد بأنه أسد‪ ،‬يعني ُشجاع‪ .‬لكن ما الفرق بينهما؟ هناك فرق في المعنى؟ المعنى‬

‫واحد‪َّ ،‬إال أن (زيد أسد) غ َّيرت المعنى وأكد َّته‪ ،‬نفس المعنى السابق‪ ،‬ما َّ‬
‫زدت فيه‪ ،‬نفس‬

‫قويته‪ ،‬هذا معنى التأكيد‪.‬‬


‫المعنى السابق ّ‬

‫سمى (تأكيد)‪ ،‬فإن‬


‫بمعنى جديد‪ .‬هذا ُي َّ‬
‫ً‬ ‫التأكيد‪ :‬تقوية المعنى السابق‪ ،‬مع عدم اإلتيان‬

‫معنى جديد فهو (معنى مؤسس) يعني جديد‪ ،‬لو ُحذفت الكلمة ذهب هذا‬
‫ً‬ ‫كان للكلمة لها‬

‫المعنى معها‪.‬‬

‫(إن وأخواتها) وما تعمل فيما بعدها‪ .‬لكن َّ‬


‫(إن وأخواتها) في نفسها ماذا تكون؟‬ ‫هذا َّ‬

‫(إن)؟ َّ‬
‫(إن)‬ ‫أسماء أم حروف أم أفعال؟ حروف‪ ،‬إ ًذا ُتعرب بإعراب الحروف‪ .‬كيف ُنعرب َّ‬

‫حرف توكيد‪ ،‬ينصب اسمه ويرفع خبره‪ ،‬مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪ .‬اعرب‬

‫حرف تم ٍّن‪ ،‬ينصب االسم ويرفع خبره‪ ،‬مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له من اإلعراب‪.‬‬
‫ُ‬ ‫(ليت)‪:‬‬

‫‪008‬‬
‫َّ‬
‫(كأن)‪ :‬حرف تشبيه‪ ،‬ينصب االسم ويرفع خبره‪ ،‬مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له من‬ ‫إعراب‬

‫اإلعراب‪.‬‬

‫هذا إعرابها – أي إعراب َّ‬


‫إن وأخواتها – حتى ال نحتاج إلى جملة‪ ،‬ألنها حروف‪،‬‬

‫إعراب سهل‪ ،‬ألنه ثابت ال يتغ َّير‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫حروف إعرابها ثابت‪،‬‬
‫ٌ‬

‫َ‬
‫المبتدأ والخ َب َر على أنهما‬ ‫ب‬ ‫ِ‬ ‫الناسخ الثالث‪ :‬قال‪« :‬وأما َظن ُ‬
‫ن‬
‫ظ ّ‬ ‫َنت وأخواتُها فإنها تَنص ُ‬
‫وأخواتها‬
‫مفعوالن لها» الناسخ الثالث‪َ « :‬ظن ُ‬
‫َنت وأخواتُها»‪ ،‬ماذا تفعل في الجملة االسمية؟ تنصب‬
‫المبتدأ‪ ،‬لكن على أنه مفعول به أول‪ ،‬وتنصب الخبر على أنه مفعول به ٍ‬
‫ثان‪ .‬ال نقول‪ :‬اسم‬

‫كريم)‬ ‫(محمدٌ‬ ‫ومفعول ٍ‬


‫ثان لظ َّن‪ .‬فإذا قلت‬ ‫ٌ‬ ‫ظن‪ ،‬ال‪ ،‬نقول‪ :‬مفعول أول لظ َّن‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ظ َّن وخبر َّ‬

‫(حسبت)‪:‬‬
‫ُ‬ ‫واسع) أدخل (حسب) أو‬
‫ٌ‬ ‫كريما)‪( ،‬المسجدُ‬
‫ً‬ ‫محمدً ا‬
‫َّ‬ ‫(ظننت‬
‫ُ‬ ‫أدخل (ظننت)‪:‬‬

‫(ت) فاعل‪ ،‬و(المسجد) مفعول به‬ ‫ٍ‬


‫ماض‪ ،‬والـ ُ‬ ‫(حسبت المسجد واس ًعا)‪( ،‬حسب) ٌ‬
‫فعل‬ ‫ُ‬
‫أول‪ ،‬منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪( ،‬واسعا) مفعول به ٍ‬
‫ثان‪ ،‬منصوب وعالمة نصبه‬ ‫ً‬

‫الفتحة‪.‬‬

‫إ ًذا (ظننت وأخواتها) تنصب المبتدأ مفعول به أو ً‬


‫ال‪ ،‬وتنصب الخبر مفعول به ثان ًيا‪.‬‬

‫وأما كان وأخواتها» ما قال‪:‬‬


‫(ظننت) فأدخل التاء؟ ومع (كان) قال‪َّ « :‬‬
‫ُ‬ ‫لماذا قال هنا‬

‫(ظننت)؟ هنا أراد ابن آجروم‬


‫ُ‬ ‫(كنت)؟ ألن التاء فاعل‪ ،‬لكن لماذا أدخلها على (ظن) فقال‬
‫ُ‬

‫َّ‬
‫و(إن وأخواتها) تدخل‬ ‫نكتة بالغية مهمة‪ ،‬أراد أن ُيشير بذلك إلى أن (كان وأخواتها)‬

‫كريم) أدخل (كان)‪( :‬كان) فقط‬


‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫ّ‬ ‫مباشرة على المبتدأ والخبر فتعمل فيهما‪،‬‬

‫أردت أن ُتدخلها على‬


‫َّ‬ ‫كريم)‪ ،‬لكن (ظ َّن) إذا‬
‫ٌ‬ ‫(إن)‪َّ :‬‬
‫(إن محمدً ا‬ ‫(محمدً ا كري ٌم)‪ ،‬أدخل َّ‬
‫َّ‬

‫‪009‬‬
‫كريم) البد أن تأتي بـ (ظ َّن) وفاع ٍل لها‪ ،‬ثم يأتي المبتدأ والخبر‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫جملة اسمية‬

‫كريما)‪.‬‬
‫محمدً ا ً‬
‫َّ‬ ‫(ظن زيدٌ‬
‫كريما) أو َّ‬
‫محمدً ا ً‬
‫(ظننت َّ‬
‫ُ‬ ‫فتقول‪:‬‬

‫(ظننت) البد لها من فاعل‪ ،‬ثم يأتي بعد ذلك المبتدأ والخبر منصوبان على أنهما‬
‫ُ‬ ‫إ ًذا‬

‫ظننت»‪.‬‬ ‫مفعول أول ومفعول ٍ‬


‫ثان‪ ،‬لهذا قال‪ُ « :‬‬

‫ورأيت‪،‬‬ ‫عمت‪،‬‬
‫لت‪ ،‬و َز ُ‬ ‫بت‪ِ ،‬‬
‫وخ ُ‬ ‫وح ِس ُ‬ ‫عرف هذه العائلة فقال‪« :‬وهي‪َ :‬ظن ُ‬
‫ُ‬ ‫َنت‪َ ،‬‬ ‫كما أنه َّ‬
‫ظننت زيد ًا قائما‪ ،‬ورأيت َع ْم َر ًا‬
‫ُ‬ ‫معت؛ تقول‪:‬‬
‫وس ُ‬‫لت‪َ ،‬‬
‫وج َع ُ‬
‫َّخذت‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫دت‪ ،‬وات‬
‫ووج ُ‬ ‫و َع ِل ُ‬
‫مت‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫شاخ َصًا‪ ،‬وما أشبه ذلك»‪.‬‬

‫(ظننت) ننصب‪ ،‬والمثنى ُينصب بالياء‪،‬‬


‫ُ‬ ‫لو قلنا مثالً‪( :‬الخ َّطان متقاطعان) أدخل‬

‫(ظننت الخ ّطين متقاطعين)‪( :‬الخطين) مفعول أول‪( ،‬متقاطعين)‬


‫ُ‬ ‫اقلب األلف إلى ياء‪،‬‬
‫مفعول ٍ‬
‫ثان‪.‬‬

‫(حسبت المهندسين بارعين)‪:‬‬


‫ُ‬ ‫(حسبت)‪:‬‬
‫ُ‬ ‫لو قلنا‪( :‬المهندسون بارعون) أدخل‬
‫مفعول ٍ‬
‫ثان‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫(المهندسين) مفعول أول‪( ،‬بارعين)‬

‫لو قلنا (أخوك ذو ٍ‬


‫علم)‪( :‬أخوك) مبتدأ مرفوع بالواو‪( ،‬ذو) خبر مرفوع بالواو‪ ،‬وهو‬

‫ضاف إليه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫(علم) ُم‬ ‫مضاف‬
‫ُ‬

‫(خل ُت أخاك ذا ذو ذي) ِخ ُ‬


‫لت أخاك ماذا؟‬ ‫ظننت ‪ِ :-‬‬
‫ُ‬ ‫خلت بمعنى‬
‫ُ‬ ‫أدخل ِ‬
‫(خل ُت) –‬

‫لت أخاك ذا ٍ‬
‫علم)‪( :‬أخاك) مفعول أول منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه األلف‪،‬‬ ‫علم)‪ِ /‬‬
‫(خ ُ‬ ‫(ذا ٍ‬

‫ضاف إليه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫(علم) و ُم‬ ‫(ذا) مفعول ٍ‬
‫ثان منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه األلف‪ ،‬وهو مضاف‬

‫‪011‬‬
‫بذلك نكون قد انتهينا من الفاعل‪ ،‬ونائب الفاعل – الجملة الفعلية – ومن المبتدأ‬

‫والخبر‪ ،‬واسم كان وأخواتها‪ ،‬وخبر ّ‬


‫إن وأخواتها‪ .‬انتهينا من ستة مرفوعات‪ ،‬وهو يقول‪:‬‬

‫«المرفوعات سبعة»‪ ،‬ماذا بقي من المرفوعات السبعة؟ بقي (التابع للمرفوع)‪.‬‬

‫عندما ذكر (التابع للمرفوع) قال‪« :‬تابع المرفوع أربعة‪ :‬وهي‪ :‬النعت‪ ،‬والعطف‪ ،‬التوابع‬

‫والتوكيد‪ ،‬والبدل»‪.‬‬

‫كلمات لها حكم إعرابي أم‬


‫ٌ‬ ‫التوابع جمع‪ ،‬مفردها (تبع)‪ ،‬ما معنى توابع‪/‬تابع؟ هذه‬

‫خاص بها كالفاعل حكمه الرفع‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫حكم إعرابي؟ لها حكم إعرابي‪ .‬هل حكم إعرابي‬
‫ٌ‬ ‫ليس‬

‫اسم‬
‫أم مفعول به حكمه النصب‪ ،‬أم الحال حكمه النصب‪ ،‬أم مضاف إليه حكمه الجر‪ ،‬أم ٌ‬
‫خاصا‬
‫حكم يتغ َّير تب ًعا لمتبوعها؟ لها حكم لكن ليس ًّ‬
‫ٌ‬ ‫لكان وأخواتها حكمه الرفع؟ أم لها‬

‫بها‪ ،‬ليس لها شخصية مستقلة‪ ،‬هذه ُت َّ‬


‫سمى (إ َّمعات النحو) تتبع ما قبلها كاالعراب‪ ،‬مرفوع‬

‫ترتفع‪ ،‬منصوب تنتصب‪ ،‬مجرور ُتجر‪ ،‬مجزوم ُتجزم‪ ،‬لها حكم إعرابي‪ ،‬ولكنه ليس‬

‫خاصا بها‪ ،‬وإنما تتبع في متبوعها‪ ،‬وهي أربعة‪( :‬النعت‪ ،‬والعطف‪ ،‬والتوكيد‪ ،‬والبدل)‬
‫ًّ‬

‫َّعت‪ :‬تابِ ٌع للمنعوت في‬ ‫سيذكرها واحدً ا واحدً ا‪ ،‬باد ًئا بـ (النعت) فقال‪« :‬باب الن ِ‬
‫َّعت‪ :‬الن ُ‬
‫باب‬ ‫َ ُ‬

‫وتعريف ِه‪ ،‬وتنكيرِ ِه‪ ،‬تقول‪ :‬قام زيدٌ‬


‫ِ‬ ‫وخفض ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فع ِه‪ ،‬ونصبِ ِه‪،‬‬
‫ر ِ‬
‫النعت‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫العاقل‪،‬‬ ‫ورأيت زيد ًا‬
‫ُ‬ ‫العاقل‪،‬‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫العاقل»‪.‬‬ ‫ومررت ٍ‬
‫بزيد‬ ‫ُ‬

‫عرف النعت‪ ،‬النعت هو الصفة‪ُ ،‬يقال (النعت)‪ ،‬ويقال (الصفة)‪.‬‬


‫طب ًعا واضح أنه لم ُي ِّ‬
‫النعت أو الصفة موضوع واضح وسهل في النحو‪ ،‬ألن الناس يحتاجون أن يستعملوه إلى‬

‫اآلن‪ ،‬تأتي باسم ثم تذكر بعده شي ًئا من صفاته‪ ،‬فهذه الصفة التي ذكرتها من صفاته ُنع ِربها‬
‫صفة أو نعت‪ ،‬فلو قلت (جاء محمدٌ ) ثم ذكرت شي ًئا من صفاته كالطول أو ِ‬
‫القصر أو العلم‬ ‫َّ‬

‫‪010‬‬
‫محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫أو الفضل أو الضحك ‪ -‬أو نحو ذلك – صارت صفة من صفاته‪ ،‬تقول (جاء‬

‫محمدٌ العال ِ ُم)‪( :‬جاء)‬


‫َّ‬ ‫ُ‬
‫الضاحك)‪ ...‬فـ (جاء‬ ‫محمدٌ‬ ‫ُ‬
‫الفاضل)‪( ،‬جاء َّ‬ ‫محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫العال ِ ُم)‪( ،‬جاء‬

‫و(محمد) فاعل‪ ،‬و(العالم) صفة أو نعت‪ ،‬وهي تتبع ما قبلها‪.‬‬


‫َّ‬ ‫فعل‪،‬‬

‫محمدً ا) ثم‬
‫َّ‬ ‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫محمدً ا) فعل وفاعل ومفعول به منصوب‪،‬‬
‫َّ‬ ‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫فلو قلت‬

‫محمدً ا‬
‫َّ‬ ‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫محمدً ا العالِم)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫وصفته بصفة من صفاته فإنها تنتصب‪ ،‬فتقول‪:‬‬

‫محم ٍد) فجررته ماذا تفعل بصفته؟ ت ُج ُّرها‪( ،‬س َّل ُ‬


‫مت‬ ‫ِّ‬ ‫مت على‬ ‫ِ‬
‫الفاضل)‪ .‬ولو قلت (س َّل ُ‬

‫ِ‬ ‫محم ٍد العال ِ ِم‪/‬الفاضل‬


‫ِ‪/‬الكريم) وهكذا‪...‬‬ ‫على ِّ‬

‫إ ًذا النعت أو الصفة هي صفة من أوصاف الموصوف ُت ُ‬


‫ذكر بعده‪.‬‬

‫من ذلك تفهمون الصفة‪ :‬صفة من أوصاف الموصوف‪ ،‬تفهمون مباشرة من ذلك أن‬
‫ٍ‬
‫جامد ما فيه معنى‬ ‫ٍ‬
‫باسم‬ ‫اسما فيه معنى الوصف‪ ،‬ما تأتي‬
‫الصفة‪/‬النعت البد أن تكون ً‬
‫ٍ‬
‫باسم فيه معنى الوصف‪ ،‬يعني‬ ‫الوصف ثم تجعله صفة‪ ،‬ال يأتي‪ ،‬ال يركب‪ ،‬ال بد أن تأتي‬

‫محمدٌ ) المشي أم الماشي؟ الماشي‪ ،‬المشي ليس فيها وصف‪ ،‬ال يصح أن‬
‫َّ‬ ‫تقول‪( :‬جاء‬

‫أمر مفهوم ومعروف ومدرك‪.‬‬ ‫ِ‬


‫محمدٌ الظال ُم) فهذا ٌ‬
‫محمدٌ ظالم) إنما (جاء َّ‬
‫تقول (جاء َّ‬

‫مهما‪.‬‬ ‫هذا الفهم سيتر َّتب عليه ً‬


‫أمرا ًّ‬

‫فع ِه‪ ،‬ونصبِ ِه‪،‬‬


‫َّعت‪ :‬تابِع للمنعوت في ر ِ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫النعت‪/‬الصفة كما يقول ابن آجروم‪« :‬الن ُ‬

‫وتعريف ِه‪ ،‬وتنكيرِ ِه» إن كان الموصوف معرفة‪ ،‬ماذا تفعل بالصفة‪/‬النعت؟ البد أن‬
‫ِ‬ ‫وخفض ِه‪،‬‬
‫ِ‬

‫‪/‬الخائف)‪ .‬إذا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪/‬الضاحك‬ ‫ُ‬
‫(الفاضل‬ ‫(محمدٌ ) عل ٌم‪/‬معرفة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫محمدٌ )‬
‫َّ‬ ‫تكون معرفة‪( ،‬جاء‬

‫‪011‬‬
‫ٌ‬
‫رجل‬ ‫ٌ‬
‫رجل)‪( :‬رجل) نكرة‪ ،‬تصفه بمعرفة أم بنكرة؟ نكرة‪( ،‬جاء‬ ‫قلت‪( :‬جاء‬

‫‪/‬راكب‪ )...‬وهكذا‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫خائف‬
‫ٌ‬

‫الصفة‪/‬النعت الموصوف في التعريف والتنكير؟ ال يكون‬


‫ما رأيكم لو خالفت ِّ‬

‫الخائف)‬
‫ُ‬ ‫الطالب‬
‫ُ‬ ‫صفة‪ ،‬يعني ال يكون نعتًا‪ ،‬ماذا يكون؟ يكون حا ً‬
‫ال‪ .‬يعني‪ :‬لو قلنا (جاء‬

‫أين الصفة؟ (الخائف)‪ ،‬وافقت في التعريف والتنكير أم لم توافق؟ وافقت‪ ،‬صفة‪.‬‬

‫الطالب‬
‫ُ‬ ‫خائف) وافقت أم خالفت؟ وافقت‪ ،‬صفة‪ .‬طيب‪( :‬جاء‬
‫ٌ‬ ‫طالب‬
‫ٌ‬ ‫طيب‪( :‬جاء‬

‫معرف بـ (ال)‪( ،‬خائ ًفا) نكرة‪ .‬إ ًذا الصفة وافقت أم خالفت؟‬
‫معرف‪َّ ،‬‬
‫الطالب) َّ‬
‫ُ‬ ‫خائ ًفا) (جاء‬

‫ماذا يكون إعرابها؟ حال‪ .‬هذا هو الحال‪.‬‬

‫(رأيت‬
‫ُ‬ ‫الحال‪ :‬هي الصفة إذا خالفت الموصوف في التعريف والتنكير‪ ،‬تقول مثالً‪:‬‬

‫(أكلت الفاكهة‬
‫ُ‬ ‫جالسا) صارت حال‪ .‬تقول مثالً‪:‬‬
‫ً‬ ‫(رأيت زيدً ا‬
‫ُ‬ ‫زيدً ا الجالس) صفة‪.‬‬

‫(أكلت الفاكهة ناضجةً)‪ .‬لكن الصفة – كما عرفنا – تابع‬


‫ُ‬ ‫الناضجة) صفة‪ ،‬اقلبها إلى حال‪:‬‬

‫في الرفع والنصب والجر‪ ،‬وأما الحال –كما سيأتي – فمالز ٌم للنصب‪.‬‬

‫(اشتريت‬
‫ُ‬ ‫(اشتريت س َّيار ًة جديدةً) صفة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(اشتريت الس َّيارة الجديدة) صفة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫تقول‪:‬‬

‫الس َّيارة جديدةً) حال‪ ،‬يعني‪ :‬حال كونها جديدةً‪.‬‬

‫(استمعت‬
‫ُ‬ ‫(استمعت إلى القراءة الخاشعة) صفة‪ ،‬اجعلها حا ً‬
‫ال‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫طيب‪ :‬تقول مثالً‪:‬‬
‫ِ‬
‫القراءة خاشعة) صارت حال‪.‬‬ ‫إلى‬

‫اآلن سقط منا الحال‪ ،‬قد انتهينا منه‪ ،‬إلى وصلنا إليه لن نشرحه‪...‬‬

‫‪011‬‬
‫والمعرِفة خمسة أشياء» انظر كيف المعرفة‬
‫ثم قال ابن آجروم بعد أن تك َّلم عن النعت‪ ،‬قال‪َ « :‬‬
‫دخل على المعرفة‪ ،‬ألنه قال في النعت‪( :‬المنعوت والنعت ‪ -‬الموصوف والصفة ‪ -‬البد‬

‫فعرفها‬
‫عرفك ما المعارف وما النكرات‪َّ ،‬‬
‫أن يتوافقا في التعريف والتنكير) فاآلن أراد أن ُي ِّ‬
‫والمعرِفة» أي‪ :‬أسماء المعرفة‪ ،‬ألن المعرفة والتنكير خاصة باألسماء‪،‬‬
‫بسرعة فقال‪َ « :‬‬
‫األفعال والحروف ال ُتوصف بتعريف وال تنكير‪.‬‬

‫ضم ُر» يعني‬


‫الم َ‬
‫ما هي أسماء المعرفة؟ يقول‪ :‬أسماء المعرفة خمسة أشياء‪« :‬االسم ُ‬

‫وأنت»‪« ،‬واالسم ال َع َل ُم‪ ،‬نحو‪ :‬زيدٌ َ‬


‫وم َّك َة» االسم العلم يعني االسم‬ ‫َ‬ ‫الضمير‪« ،‬نحو‪ :‬أنا‪،‬‬

‫حمد‪،‬‬
‫سمى ُم ّ‬
‫محمد أخوك ال ُي َّ‬
‫اسمك َّ‬
‫بمسماه‪ ،‬بحيث ال ُيطلق على شبيهه‪ ،‬أنت ُ‬
‫َّ‬ ‫الخاص‬

‫اسم خاص وألخيك اسم خاص‪ ،‬بخالف إذا قيل (رجل)‪ ،‬الرجل رجل‪ ،‬إنسان‪ ،‬بشر‪،‬‬
‫لك ٌ‬
‫ُيطلق على كل المتشابهين‪ ،‬لكن إذا قيل مثالً (مكة) لو يوجد بلد آخر ُيشبه مكة في الجبال‬

‫بمسماه‪ .‬كلمة (جبل) هذا علم أم ليس عل ًما؟‬


‫ّ‬ ‫والوديان ال يسمى (مكة)‪ ،‬االسم الخاص‬

‫اسم خاص لهذا الجبل‪.‬‬


‫بمسماه‪ٌ ،‬‬
‫َّ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫سمى جبل‪ ،‬لكن ( ُأ ُحدٌ ) عل ٌم له اسم‬
‫ال‪ُ ،‬ك ُّل جب ٍل ُي َّ‬
‫فأسماء الناس كلها أعالم‪ ،‬أسماء الله َّ‬
‫جل جالله أعالم‪ ،‬أسماء األنبياء‪ ،‬أسماء المالئكة‪،‬‬

‫(زحل) أعالم‪ ،‬أسماء األشهر (صفر‪ ،‬والمحرم ورمضان‪ )...‬كلها أعالم‪.‬‬


‫أسماء الكواكب ُ‬

‫هذا المراد بالعلم‪.‬‬

‫الم ْب َه ُم» يريد به أسماء اإلشارة واألسماء الموصولة‪« ،‬نحو‪ :‬هذا‬


‫قال‪« :‬واالسم ُ‬
‫الرج ُل والغال ُم» يريد االسم‬
‫ُ‬ ‫وهذه وهؤالء»‪« .‬واالسم الذي فيه األلف والالم‪ ،‬نحو‪:‬‬

‫المعرف بـ (ال) الذي فيه (ال)‪ ،‬مثل (قلم‪/‬القلم)‪( ،‬رجل‪/‬الرجل)‪( ،‬مسجد‪/‬المسجد)‪.‬‬


‫َّ‬

‫‪011‬‬
‫ف بـ (ال)‪ ،‬المراد بمعر ٍ‬
‫ف بـ (ال) الذي إذا أزلت منه (ال) صار نكرة‪ ،‬لكن الذي‬ ‫المعر ُ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ُتزيل منه (ال) ويبقى معرفة فهو علم‪.‬‬

‫ف بـ (ال) أم‬
‫عر ٌ‬
‫مثال ذلك‪ :‬لو قلنا مثالً‪( :‬الكعبة)‪ ،‬الكعبة قبلة المسلمين‪( ،‬الكعبة) ُم َّ‬
‫خاص بتلك البنية – يعني المبني – الكعبة علم‪ ،‬ألنه اسم‬
‫ٌّ‬ ‫اسم‬
‫بعلم‪ ،‬معرف بعلم‪ ،‬ألنه ٌ‬
‫خاص بهذا الشيء‪ ،‬فهو علم‪ ،‬فلو أزلت منه (ال) وقلت (يا كعبة) يبقى عل ًما‪.‬‬

‫خاص‬
‫ٌّ‬ ‫معرفة بـ (ال) أم عل ٌم‬
‫لو قلنا مثالً‪( :‬القصواء) ناقة النبي عليه الصالة والسالم‪َّ ،‬‬
‫خاص بهذه الناقة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بها؟ علم ألنه اسم‬

‫ف بـ (ال)؟ إذا كان المقصود بها المدينة النبوية‬


‫معر ٌ‬
‫علم أم َّ‬
‫طيب‪ :‬لو قلنا (المدينة) ٌ‬
‫فهو عل ٌم عليها‪ ،‬وإذا كان يراد بها ضد القرية فهو معرف بـ (ال)‪ .‬طب ًعا جاء في بالكم‬

‫مباشرة (المدينة النبوية) فقل ُتم (علم)‪ ،‬ال‪ ،‬إذا كانت معرفة بـ (ال) والمراد ضد القرية‪،‬‬

‫يعني أنت تسكن في القرية أم في المدينة؟ إذا كان معرف بـ (ال)‪ ،‬لكن لو قلنا (الحرمان)‬

‫علما‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫مكة والمدينة‪ ،‬صارت ً‬

‫قال‪« :‬وما ُأ ِض َ‬
‫يف إلى واحد من هذه األربعة» أي اسم ُأضيف إلى معرفة يكتسب منه‬

‫التعريف‪( ،‬قلم) نكرة‪ ،‬لكن أضفه إلى ضمير (قلمي)‪( ،‬قلمك) صار معرفة بكاف‬

‫تعرف بإضافته إلى العلم‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫اإلضافة‪ ،‬أو (قلم زيد) َّ‬

‫يقول طالب‪ :‬أنا اآلن لم أعرف الفرق بين المعرفة والنكرة؟ العلم‪ ،‬ما معنى علم‪،‬‬

‫‪ ....‬نقول‪ :‬اترك كل الذي مضى واستمع اآلن‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫النكرة‬ ‫كل‬ ‫يقول‪ « :‬والنَّكِرة‪ :‬كل اسم شائ ٍع في ِج ِ‬
‫نسه ال َيخت َُّص به واحد دون آخر‪ ،‬وتقري ُب ُه ُّ‬ ‫َ‬
‫الرج ُل وال َف َر ُس»‪ .‬قبل قليل َّفرقنا بين المعرفة‬ ‫ُ‬
‫دخول األلف والالم عليه‪ ،‬نحو‪ُ :‬‬ ‫ما َص َل َح‬

‫نفرق بين المعرفة والنكرة بالضابط‪ ،‬الضابط اللفظي‪ ،‬نقول فيه‪:‬‬


‫والنكرة بالحصر‪ ،‬اآلن ِّ‬
‫اسم يقبل (ال) نكرة‪ ،‬أي ٍ‬
‫اسم ال يقبل (ال) معرفة]‪ .‬ط ِّبق هذا الضابط‪ :‬نقول مثالً‪:‬‬ ‫[أي ٍ‬
‫ُّ‬

‫المحمد)؟ ال‪ ،‬إ ًذا هو معرفة‪ .‬مثالً (أنا كريم) أنا تقبل‬
‫ّ‬ ‫محمدٌ ) هل يقبل (ال) (جاء‬
‫َّ‬ ‫(جاء‬

‫(ال)؟ ال‪ ،‬إ ًذا معرفة‪/‬ضمير‪( .‬هذا كريم) هذا اسم إشارة يقبل (ال)؟ ال‪ ،‬معرفة‪/‬اسم‬

‫إشارة‪.‬‬

‫طيب‪ :‬لو قلنا‪( :‬القلم) يقبل (ال) فتقول (ال القلم)؟ ال‪ ،‬إ ًذا (القلم) معرفة‪ ،‬ألنه ال‬

‫يقبل (ال)‪ ،‬لكن كلمة (قلم) تقبل (ال)؟ نعم‪ ،‬ألنه نكرة‪.‬‬

‫اسم يقبل (ال) فهو نكرة‪ ،‬وكل ٍ‬


‫اسم ال يقبل (ال) فهو معرفة‪.‬‬ ‫إ ًذا‪ُ :‬ك ُّل ٍ‬

‫عرف بـ (ال) أم بعلم؟ ال شك أنه علم‪ ،‬نعم هذا‬


‫نعم لفظ الجاللة فيه (ال)‪ ،‬لكن ُم َّ‬
‫خاص بالله‪ ،‬أسماء الله تعالى كلها أعالم‪ ،‬و(ال) فيها زائدة‪ ،‬فتحذفها‪ ،‬تقول (يا‬
‫ّ‬ ‫اسم‬

‫رحمن)‪( ،‬يا سميع)‪( ،‬رحمن الدنيا واآلخرة) فتحذف (ال)‪.‬‬

‫ثم قال في الباب الثاني من التوابع‪« :‬باب الع ِ‬


‫طف‪ :‬وحروف العطف َع َش َرة‪،‬‬ ‫باب‬
‫َ‬
‫العطف‬
‫وإما‪ ،‬و َبل‪ ،‬وال‪ ،‬و َلكِ ْن‪ ،‬وحتى في بعض المواضع»‪.‬‬
‫ْ َّ‬‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫وأ‬ ‫وأو‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫و‬ ‫والفاء‪،‬‬ ‫‪:‬الواو‪،‬‬ ‫وهي‬

‫العطف‪ :‬هي حروف سمعية‪ ،‬تتبعها العلماء وحصروها وذكروها –كما ذكر ابن آجروم‬

‫اآلن‪ -‬إذا وقعت بين اسمين‪ ،‬أو بين فعلين‪ ،‬فإنها تجعل ما بعدها تاب ًعا لما قبلها في‬

‫مجرورا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يكون مرفو ًعا‪ ،‬أو منصو ًبا‪ ،‬أو‬ ‫اإلعراب‪ ،‬إذا كان الذي قبلها مرفوعا فالذي بعدها‬

‫‪016‬‬
‫محمدٌ‬
‫محمدٌ وخالدٌ )‪( ،‬جاء َّ‬
‫محمدٌ ) اعطف عليه (خالد)‪( :‬جاء َّ‬
‫َّ‬ ‫أو مجزو ًما‪ .‬تقول‪( :‬جاء‬

‫محمدٌ أو خالدٌ )‪ ...‬وهكذا‪.‬‬


‫محمدٌ ثم خالدٌ )‪( ،‬جاء َّ‬
‫فخالدٌ )‪( ،‬جاء َّ‬

‫ت‪،‬‬
‫ت‪ ،‬أو على منصوب ن ََص ْب َ‬ ‫ولهذا قال ابن آجروم‪« :‬فإن َع َط ْف َ‬
‫ت بها على مرفو ٍع َر َف ْع َ‬

‫ورأيت زيد ًا‬


‫ُ‬ ‫مرو‪،‬‬
‫ت‪ ،‬تقول‪" :‬قام زيدٌ و َع ٌ‬ ‫أو على مخفوض َخ َف ْض َ‬
‫ت‪ ،‬أو على مجزوم َج َز ْم َ‬
‫ومررت ٍ‬
‫بزيد و َعمرٍو‪ ،‬وزيدٌ لم َي ُق ْم ولم َي ْق ُعدْ "»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫و َعمر ًا‪،‬‬

‫باب‬ ‫الباب الثالث من أبواب التوابع هو باب التوكيد‪ ،‬قال ابن آجروم‪« :‬باب الت ِ‬
‫َّوكيد‪:‬‬
‫التوكيد‬
‫وتعريف ِه"»‪ .‬التوكيد هنا من التوابع‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وخفض ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫رفع ِه‪ ،‬ونَصبِ ِه‪،‬‬
‫التوكيدُ ‪ :‬تابِع للم َؤك َِّد في ِ‬
‫ٌ ُ‬
‫والمراد به ليس التوكيد اللغوي‪ ،‬ألن التوكيد اللغوي واسع‪ ،‬وإنما ُيريد به التوكيد‬

‫النحوي‪ ،‬والتوكيد النحوي في هذا الباب يقسمونه قسمين‪ :‬التوكيد اللفظي‪ ،‬والتوكيد‬

‫المعنوي‪.‬‬

‫أما التوكيد اللفظي فلوضوحه لم يذكره ابن آجروم‪ ،‬وهو أن ُتكرر الكلمة التي ُتريد‬

‫محمدٌ ) فقام فعل‪،‬‬


‫محمدٌ ‪َّ ،‬‬
‫(محمدٌ ) تقول (قام َّ‬
‫َّ‬ ‫أردت أن تؤكِّد‬
‫َّ‬ ‫محمدٌ )‬
‫توكيدها‪ ،‬فمثالً (قام َّ‬
‫ضمة‪.‬‬
‫ومحمدٌ ثانية توكيد لفظي‪ ،‬مرفوع وعالمة رفعه ال ّ‬
‫َّ‬ ‫ومحمدٌ فاعل‪،‬‬
‫َّ‬

‫و(محمدٌ ) فاعل‪،‬‬
‫ّ‬ ‫محمد)‪( :‬قام) فعل‪،‬‬
‫َّ‬ ‫أردت أن تؤكِّد (قام) تقول (قام‪ ،‬قام‬
‫َّ‬ ‫وإذا‬

‫محمد) ال تقول‪ :‬فعل فاعل‬


‫َّ‬ ‫محمد‪ ،‬قام‬
‫َّ‬ ‫و(قام) الثانية‪ :‬توكيد لفظي لألولى‪ .‬طيب‪( :‬قام‬

‫محمدٌ )‪ .‬هذا‬
‫محمدٌ ) الثانية توكيد للجملة السابقة (قام ّ‬
‫وفعل فاعل‪ ،‬ال‪ ،‬فعل فاعل‪ ،‬و(قام َّ‬
‫التوكيد اللفظي‪.‬‬

‫‪017‬‬
‫ٍ‬
‫بألفاظ معينة‪ ،‬تتبعها العلماء وحصروها وذكروها‪،‬‬ ‫أما التوكيد المعنوي‪ ،‬فإنه يكون‬
‫ٍ‬
‫بألفاظ معلومة» يعني التوكيد المعنوي‪« ،‬وهي‪:‬‬ ‫ويكون‬
‫ُ‬ ‫وقد ذكرها ابن آجروم‪ ،‬فقال‪« :‬‬

‫وأج َم ُع‪ ،‬وتَوابِ ُع ْ‬


‫أج َم َع‪ ،‬وهي‪ :‬أ ْكت َُع‪ ،‬وأ ْبت َُع‪ ،‬وأ ْب َص ُع‪ ،‬تقول‪ :‬قام زيدٌ‬ ‫النَّ ْف ُس‪ ،‬وال َع ْي ُن‪ ،‬وك ٌُّل‪ْ ،‬‬

‫ومررت بالقو ِم أجمعين»‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ورأيت القو َم ُك َّل ُهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫نفس ُه‪،‬‬
‫ُ‬

‫ٍ‬
‫بألفاظ معينة‪ ،‬وهي‪« :‬وهي‪ :‬النَّ ْف ُس‪ ،‬وال َع ْي ُن‪ ،‬وك ٌُّل‪،‬‬ ‫إ ًذا فالتوكيد المعنوي يكون‬

‫نفسه)‪،‬‬ ‫وأج َم ُع‪ ،‬وتَوابِ ُع ْ‬


‫أج َم َع»‪ .‬تقول‪( :‬جاء زيدٌ ) تريد أن تؤكده بالنفس‪( :‬جاء زيدٌ ُ‬ ‫ْ‬

‫ّدت بالعين‪( :‬جاء زيدٌ‬ ‫زيد ِ‬


‫نفسه)‪ ،‬وإن شئت أك َّ‬ ‫مت على ٍ‬
‫مت زيدً ا نفسه)‪ ،‬و(س َّل ُ‬
‫و(أكر ُ‬

‫عينُه)‪... ،‬‬

‫و«ك ٌُّل»‪ ،‬لكن هذا للجمع‪ ،‬ما تقول (جاء زيد ك ُّله)‪ ،‬وإنما تقول (جاء القوم ُك ُّلهم)‪،‬‬

‫(جاء الطالب ُك ُّلهم)‪.‬‬

‫وتوابع َأ َ‬
‫جمع‪ ،‬وهي‪ :‬أ ْكت َُع‪ ،‬وأ ْبت َُع‪ ،‬وأ ْب َص ُع»‬ ‫ُ‬ ‫و«أجمع» كذلك‪ ،‬فيه معنى الجمع‪« .‬‬

‫‪/‬أبصع) هذه كلها‬


‫ُ‬ ‫‪/‬أكتع‬
‫ُ‬ ‫أجمع‬
‫ُ‬ ‫أيضا ال تأتي إال بعد أجمع‪ ،‬تقول (جاء القو ُم‬
‫وهي ً‬

‫مؤكدات‪ ،‬يعني ُك ُّلهم‪ ،‬ما تخ َّلف منهم أحدً ا‪ ،‬ألنك لو قلت (جاء القوم) قد يكون المعنى‪:‬‬

‫جاء كلهم‪ ،‬وقد يكون المعنى‪ :‬جاء أكثرهم‪ .‬لكن تقول (جاء القوم ُك ُّلهم) معنى ذلك لم‬

‫يبق أحد‪ ،‬وإذا قلت‪( :‬جاء القوم ُك ُّلهم أجمع‪/‬أكتع‪/‬أتبع‪/‬أبصع) معنى ذلك أنك تريد أن‬

‫ال للشك بأن أحدً ا تخ َّلف‪.‬‬


‫تؤكد بحيث ال تترك مجا ً‬

‫و(نفسه)؟‬
‫ُ‬ ‫و(محمدٌ ) فاعل مرفوع‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ماض‪،‬‬ ‫نفسه)‪( :‬جاء) ٌ‬
‫فعل‬ ‫محمدٌ ُ‬
‫َّ‬ ‫سؤال‪( :‬جاء‬

‫نفس‪ :‬توكيد مرفوع وعالمة رفعه الضمة‪ ،‬والـ (هاء) في (نفسه)؟ ضمير‪ ،‬ما إعرابه؟‬
‫ُ‬

‫ُمضاف إليه‪.‬‬

‫‪018‬‬
‫نذكر بالقاعدة التي ذكرناها في الدرس السابق‪« :‬ك ُُّل ضميرٍ اتصل باس ٍم فهو ُمضاف‬

‫ٍ‬
‫باسم‪ ،‬فصار ُمضا ًفا إليه‪.‬‬ ‫إليه»‪ .‬إ ًذا الهاء اتصل‬

‫باب‬ ‫اسم ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫التابع الرابع وهو األخير (البدل)‪ ،‬قال ابن آجروم‪« :‬باب ال َبدَ ل‪ :‬إذا ُأبد َل ٌ‬
‫البدل‬ ‫ِ‬ ‫فعل ِمن ٍ‬
‫فعل َتبِ َع ُه في جميع إعرابِه» واضح أنه لم ُي ِّ‬
‫عرف البدل‪ ،‬ما المراد بالبدل؟‬ ‫اسم أو ٌ‬

‫يقولون‪« :‬البدل‪ :‬هو االسم المراد بالحكم‪/‬اإلسناد»‪ .‬هذا هو التعريف‪ ،‬لكن نشرحه‬

‫أفضل‪:‬‬

‫(أكلت التفاحة)‬
‫ُ‬ ‫أنت تريد أن تقول أن ُتخبرنا بأنك أكلت نصف التفاحة‪ ،‬ثم قلت‬

‫أنت أكلتها كلها أم نصفها؟ نصفها‪ ،‬لكن قلت (أكلت التفاحة)؟ فنحن استغربنا كيف؟‬

‫(أكلت التفاحة) قدَّ مت‬


‫ُ‬ ‫(أكلت التفاحة نصفها) فقولك‬
‫ُ‬ ‫أكملت الكالم فقلت (نصفها)‪،‬‬

‫كلمة تستثير بها‪ُ ،‬تهيأ بها‪َّ ،‬‬


‫تسمى (تهيئة) أو (توطئة) أنت لم تقصدها‪ ،‬وإنما تقصد ما‬

‫أردت أن ُتوقع األكل على التفاحة أم على نصف‬


‫َّ‬ ‫بعدها‪ ،‬المقصود بالحكم ما بعدها‪ ،‬أنت‬

‫التفاحة؟ على نصف التفاحة‪.‬‬

‫البدل هو االسم المقصود بالحكم‪ ،‬ويكون قبله اسم‪ ،‬ليس مقصو ًدا بالحكم‪ ،‬ومع‬

‫ذلك في ظاهر الكالم ُأوقع الفعل عليه‪ ،‬لغرض من األغراض البالغية‪.‬‬

‫إ ًذا البدل يدخل في المعاني البالغية‪ ،‬لو قلت مثالً (لسان العرب ستة عشر جز ًءا)‬

‫تابعت فقلت (الجزء األول)‪ .‬يعني معاني‬


‫ُ‬ ‫(قرأت لسان العرب) ثم سكت‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬ ‫فقلت‪:‬‬

‫بالغية‪ ،‬استثارة‪ ،‬خداع أو نحو ذلك‪ ،‬هذا هو البالغة‪ ،‬هذا هو البدل‪.‬‬

‫‪019‬‬
‫فعل َتبِ َع ُه في جميع إعرابِ ِه» ألن البدل من‬
‫فعل ِمن ٍ‬
‫اسم ِمن اسم أو ٌ‬ ‫ِ‬
‫وقال‪« :‬إذا ُأبد َل ٌ‬
‫(أكلت التفاحة نصفها) ألن التفاحة‪ :‬مفعول‬
‫ُ‬ ‫التوابع يتبعه في الرفع والنصب والجر‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫(أكلت التفاحة كلها) صار توكيدً ا معنو ًيا‪.‬‬


‫ُ‬ ‫به منصوب‪ ،‬فكان البدل منصو ًبا‪ .‬لو قلت‬

‫البدل أربعة أنواع ذكرها ابن آجروم بقوله‪« :‬وهو أربعة أقسام‪َ :‬بدَ ُل الشيء ِمن‬ ‫أقسام‬
‫عض ِمن الك ُِّل‪ ،‬وبدَ ُل االِشتِمال‪ ،‬وبدَ ُل ال َغ َل ِ‬
‫الشيء‪ ،‬و َبدَ ُل ال َب ِ‬ ‫البدل‬
‫ط‪ ،‬نحو قولك‪" :‬قام زيدٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ورأيت زيد ًا ال َف َر َس"‪ ،‬أر ْد َت أن َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫تقول‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫الرغيف ُث ُل َث ُه‪ ،‬ونفعني زيدٌ ع ُ‬
‫لم ُه‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وأكلت‬
‫ُ‬ ‫أخوك‪،‬‬

‫لت زيد ًا منه»‪.‬‬ ‫الفرس فغ َِل َ‬


‫طت فأبدَ َ‬ ‫َ‬

‫البدل بعدما فهمناه عرفنا اآلن أنه توجد كلمة مقصودة وكلمة قبلها غير مقصودة‪ ،‬ما‬

‫العالقة بين الكلمة المقصودة والكلمة الغير مقصودة؟ هذه العالقة ُتب ِّين نوع البدل‪ .‬إن‬

‫فنسمي البدل (بدل ُك ٍّل من ُك ٍّل) أو (بدل الشيء‬


‫ِّ‬ ‫كانت العالقة عالقة ُك ِّلية ‪ -‬يعني هو هو –‬

‫أردت أن تقول (جاء أخوك) ثم‬


‫َّ‬ ‫من الشيء) أو (البدل المطابق)‪ ،‬كقولك (جاء زيدٌ أخوك)‬

‫ٍ‬
‫لغرض من األغراض‪ .‬ما العالقة بين (زيد) و(أخوك)؟ هو هو‪.‬‬ ‫قدَّ مت (زيدٌ )‬

‫طيب‪ :‬فإن كانت العالقة بينهما أن الثاني جزء من األول‪ ،‬ما معنى جزء؟ الجزء يعني‬

‫ٍ‬
‫بعض من ُك ٍّل)‪،‬‬ ‫الذي يمكن أن ُيفصل‪ُ ،‬جزء من األول‪ ،‬فالعالقة عالقة بعض‪ ،‬نقول (بدل‬

‫(أكلت الرغيف ثلثه)‪( ،‬أعجبني زيدٌ وج ُه ُه)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬


‫ُ‬ ‫(أكلت التفاحة نصفها)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مثل‬

‫(قرأت الكتاب الجزء األول منه)‪( ،‬بنيت البيت الطابق األول منه)‪.‬‬
‫ُ‬

‫طيب‪ :‬إن كان بين الكلمتين عالقة لكنها ليست ك ِّلية – ليس هو هو – وليست‬

‫بعضية‪ ،‬ليست جزء من األول يمكن أن ُيفصل عنه‪ ،‬بينهما عالقة لكن ليست ك ِّلية وال‬

‫بعضية‪ ،‬فنسمي البدل (بدل اشتمال) مثل (أعجبني زيدٌ علمه)‪ ،‬يعني‪ :‬ما أعجبك زيدٌ كله‪،‬‬

‫‪011‬‬
‫أعجبك علمه‪( ،‬أعجبني زيد علمه)‪ ،‬ما العالقة بين (زيد) وعلم زيد؟ ليست بعضية‪ ،‬ال‬

‫يمكن أن ُيفصل‪ ،‬نقول‪( :‬بدل اشتمال)؛ ألن زيد اشتمل على العلم‪.‬‬

‫(ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ) [البقرة‪ ]665:‬األشهر الحرام في اإلسالم هي‬

‫األشهر الحرام التي كانت قبل ذلك‪ ،‬ما تغ َّيرت‪ ،‬معروفة عند العرب‪ ،‬فهم عندما سألوا ما‬

‫سألوا عن األشهر الحرام‪ ،‬يعرفونها‪ ،‬وإنما سألوه عن القتال في الشهر الحرام‪ ،‬فجاءت‬

‫اآلية‪( :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ) فهم سألوا عن القتال‪ ،‬والمقصود‪ :‬ما العالقة‬

‫بين القتال والشهر؟ ليست ُك ِّلية وال بعضية‪ ،‬فنقول (اشتمال)‪.‬‬

‫(أعجبتني هندٌ جمالها)‪( ،‬أعجبني زيدٌ صوته)‪( ،‬أعجبني الخطيب كالمه) هذا‬

‫اشتمال‪.‬‬

‫النوع الرابع‪ :‬يقول (بدل الغلط) وهذا واضح‪ ،‬وال يقع إ َّ‬
‫ال في االرتجال‪ ،‬يعني ال‬
‫يقع في كالم الـم ِ‬
‫راجع‪ ،‬كأن ُتخطئ‪ ،‬تريد أن تطلب من زميلك قلم فقلت‪( :‬أعطني ساعة)‬ ‫ُ‬
‫قلما)‬
‫(قلما)‪ .‬اإلعراب الصناعي سنُعرب ما نتج من كالم (أعطني ساعة ً‬
‫فصححت فقلت ً‬
‫و(قلما) بدل ألنه هو المقصود بالكالم‪ .‬فهذا‬ ‫مفعول ٍ‬
‫ثان‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫هذا الذي نتج‪ ،‬فنقول (ساعةً)‬
‫ً‬
‫(رأيت الفرس) فغلطت فأبدلت‬
‫ُ‬ ‫أردت أن تقول‬
‫َّ‬ ‫ورأيت زيد ًا ال َف َر َس»‪،‬‬
‫ُ‬ ‫قول ابن آجروم‪« :‬‬

‫(زيدً ا) منه‪.‬‬

‫قد تكون العالقة مختلفة‪ ،‬لكن الغلط واضح‪ ،‬أن تذكر كلمة غل ًطا ثم ُتصححها‬
‫ٍ‬
‫بكلمة أخرى‪.‬‬

‫‪010‬‬
‫بهذا نكون بحمد الله قد انتهينا من األسماء المرفوعة السبعة‪( ،‬الفاعل‪ ،‬ونائب‬

‫الفاعل‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬وخبر المبتدأ‪ ،‬واسم كان وأخواتها‪ ،‬وخبر َّ‬


‫إن وأخواتها‪ ،‬والتوابع‬

‫األربع‪ :‬النعت‪ ،‬والعطف‪ ،‬والتوكيد‪ ،‬والبدل) لنشرع بحمد الله في األسماء المنصوبة‪.‬‬

‫إ ًذا وصلنا بحمد لله تعالى إلى الكالم عن األسماء المنصوبة‪ ،‬بعد أن انتهينا من‬

‫الكالم عن األسماء المرفوعة‪ ،‬وسنجد أن األسماء المنصوبة كثيرة‪ ،‬بل أكثر األسماء‬

‫أخف الحركات؟ الفتحة‪ ،‬أرادت‬


‫ُّ‬ ‫حكمها النصب‪ .‬النصب ما عالمته األصلية؟ الفتحة‪ .‬ما‬

‫العرب أن يكون أكثر كالمها على الخفيف‪ ،‬فلهذا كان أكثر الكالم حكمه النصب‪ ،‬ليكون‬

‫أكثر الكالم خفي ًفا‪ ،‬أما الرفع فجعلوه في األصل في ال ُعمد‪ - ،‬كما شرحنا قبل قليل‪:‬‬

‫الفاعل ونائبه‪ ،‬والمبتدأ والخبر‪ ،‬واسم كان وأخواتها‪ ،‬أصله مبتدأ‪ ،‬وخبر َّ‬
‫إن وأخواتها‪،‬‬

‫أصله خبر – فالعمد لها الرفع‪.‬‬

‫المنصوبات‪ :‬عدَّ ها ابن آجروم فقال‪« :‬باب منصوبات األسماء‪ :‬المنصوبات خمسة‬ ‫باب‬
‫منصوبات‬
‫َع َش َر» سنعدُّ ها‪ ،‬سنجد أنها ليست خمسة عشر‪ ،‬إ َّما تزيد وإ َّما تنقص‪ ،‬فال تشغلوا أنفسكم‬
‫الأسماء‬
‫ُ‬
‫والحال‪ ،‬والتمييزُ‪،‬‬ ‫وظرف المكان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والمصدَ ر‪ ،‬و َظ ْر ُ‬
‫ف الزمان‪،‬‬ ‫بالعدِّ ‪« ،‬وهي‪ :‬المفعول به‪َ ،‬‬

‫أجل ِه‪ ،‬والمفعول َم َع ُه‪َ ،‬‬


‫وخ َب ُر كان وأخواتها‪،‬‬ ‫والمفعول من ِ‬
‫ُ‬ ‫والمنا َدى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫والمستَثنَى‪ ،‬واسم ال‪ُ ،‬‬
‫ُ‬

‫واِسم َّ‬
‫إن وأخواتها‪ ،‬والتابع للمنصوب‪ ،‬وهو أربعة أشياء‪ :‬النعت‪ ،‬والعطف‪ ،‬والتوكيد‪،‬‬

‫والبدل»‪.‬‬

‫إن أجملت ق َّلت‪ ،‬وإن َّ‬


‫فصلت ك ُثرت‪ ،‬لكن ال تكون خمسة عشر‪ ،‬المهم‪ :‬ذكر هذه‬

‫المنصوبات‪ .‬أريد أن ُتدركوا أن المنصوبات األصل فيها أنها قيو ٌد على الفعل‪ ،‬بمعنى‪:‬‬

‫إخبارا ُمطل ًقا‪ ،‬يقول (جاء زيدٌ – ذهب‬


‫ً‬ ‫المتك ِّلم إ َّما أن ُيطلق الفعل‪ ،‬إ َّما أن ُيخبر عن الفعل‬

‫‪011‬‬
‫زيدٌ – سافر زيدٌ ) أخبر عن زيد بالسفر لكن أطلق‪ ،‬يعني‪ :‬ما ب َّين زمان السفر‪ ،‬ما بب ّين سبب‬
‫السفر‪ ،‬فقط أخبر ٍ‬
‫بخبر مطلق أنه سافر‪ ،‬أنه ذهب‪ ،‬أنه جاء‪.‬‬

‫ٍ‬
‫بشيء من القيود فاألصل أن ُيق ِّيده باسم منصوب‪ ،‬و ُك ّل اسم‬ ‫فإذا أراد أن ُيق ِّيد الفعل‬

‫أردت أن تب ِّين‬
‫َّ‬ ‫منصوب له وظيفة فائدة معينة في تقييد الفعل‪ ،‬فإذا قلت مثالً‪( :‬جاء زيدٌ )‬

‫(صباحا) ماذا ب َّينت في فعل المجيء؟‬


‫ً‬ ‫صباحا)‪،‬‬
‫ً‬ ‫زمان المجيء‪ ،‬متى جاء؟ تقول (جاء زيد‬

‫دل على الزمان‪.‬‬ ‫ٍ‬


‫منصوب َّ‬ ‫ٍ‬
‫باسم‬ ‫دت الفعل (جاء)‬
‫ب َّينت زمانه‪ ،‬ب َّينت الزمان‪ ،‬يعني‪ :‬ق َّي َّ‬

‫(جاء زيدٌ طل ًبا للعلم)‪( :‬طل ًبا) اسم منصوب‪ ،‬ماذا ب َّين في فعل المجيء؟ ب َّين‬

‫الزمان؟ ال‪ ،‬ب َّين المكان؟ ال‪ ،‬ماذا ب َّين؟ ب َّين سبب وع َّلة المجيء‪ ،‬لماذا جاء؟ فنقول‪:‬‬

‫(طل ًبا) مفعول ألجله‪ ،‬يعني مفعول المجيء‪ ،‬مفعول ألجله‪ ،‬أو مفعول من أجله‪.‬‬

‫محمدٌ األستاذ اليوم أمام المسجد احترا ًما له‬


‫نأخذ هذه الجملة‪ ،‬لو قلنا مثالً‪( :‬أكرم ّ‬
‫الـمك ِرم؟ (محمد)‪ .‬المفعول به‬
‫إكرا ًما شديدً ا)‪ :‬الفعل الذي عندنا (أكرم)‪ ،‬من الفاعل ُ‬
‫محمدٌ األستاذ)‪( ،‬اليوم)‪ :‬اسم منصوب‪ ،‬ماذا ب َّينت في اإلكرام؟‬
‫الـمكرم؟ األستاذ‪( .‬أكرم َّ‬
‫ُ‬
‫زمانه‪ ،‬ظرف زمان‪( ،‬أكرم محمدٌ األستاذ أمام المسجد) (أمام) اسم منصوب‪ ،‬ماذا ب َّين في‬

‫محمدٌ األستاذ احترا ًما له)‬


‫ّ‬ ‫الفعل؟ مكانه‪ ،‬ظرف مكان‪ .‬و(المسجد) ُمضاف إليه‪( .‬أكرم‬

‫(احترا ًما) اسم منصوب‪ ،‬ماذا ب َّينت في الفعل؟ سببه‪ ،‬لماذا؟ من أجل االحترام‪ ،‬إ ًذا مفعول‬

‫ألجله أو من أجله‪.‬‬

‫محمدٌ األستاذ إكرا ًما شديدً ا)‪ .‬السؤال‪ :‬هل هناك عالقة‬
‫َّ‬ ‫بقي (إكرا ًما شديدً ا) (أكرم‬

‫بين أكرم (الفعل) وإكرا ًما (االسم المنصوب)؟ هل هناك عالقة أم ال؟ نعم توجد عالقة‪.‬‬

‫جر؟ يعني مفعول اإلكرام في زمانه؟ هل مفعول‬


‫هل هي عالقة خاصة يعني ُمق َّيد ٌة بحرف ٍّ‬

‫‪011‬‬
‫اإلكرام في زمان اإلكرام؟ ال‪ ،‬اإلكرام مفعول في مكان اإلكرام؟ اإلكرام مفعول من أجل‬

‫اإلكرام؟ ال‪ ،‬لكن في عالقة‪ ،‬عالقة مطلقة‪ ،‬بينهما ُمطلق عالقة‪ ،‬ليست عالقة مقيدة بحرف‬

‫خاصة – وإنما بينما عالقة ُمطلقة‪ ،‬لماذا؟ ألن إكرا ًما مصدرها (أكرم)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫جر – عالقة‬

‫والمصدر ال شك أن بينه وبين الفعل عالقة‪( ،‬أكرم إكرا ًما)‪ ،‬إ ًذا بينهما عالق ٌة مطلقة‪،‬‬

‫(أكرمت)‬
‫ُ‬ ‫قلت‬
‫فيقولون في اإلعراب‪ :‬مفعول مطلق‪ ،‬يعني هو مجرد مفعول الفعل‪ ،‬إذا ُ‬

‫(أكرمت) يعني ماذا فعلت؟‬


‫ُ‬ ‫فعلت األكل؟ إذا قلت‬
‫ُ‬ ‫فعلت؟ فعلت الضرب أم‬
‫ُ‬ ‫يعني ماذا‬

‫أكرمت إكرا ًما‪ ،‬إ ًذا إكرا ًما هو المفعول‪ ،‬هو‬


‫ُ‬ ‫أكرمت يعني فعلت اإلكرام‪،‬‬
‫ُ‬ ‫فعلت اإلكرام‪،‬‬
‫ُ‬

‫مفعول الفعل‪ ،‬هو المفعول المطلق للفعل‪ ،‬وسيأتي في التعريف أن المفعول المطلق هو‬

‫المصدر المنصوب بعد فعله‪.‬‬

‫(استذكرت) يعني فعلت‬


‫ُ‬ ‫(استذكرت والمصباح)‬
‫ُ‬ ‫أيضا‬
‫طيب‪ :‬ما رأيكم لو قلنا ً‬

‫فعلت‪ ،‬تكون بين أكثر من طرف‪ ،‬لو‬


‫ُ‬ ‫ذكرت على وزن‬
‫ُ‬ ‫(ذكرت)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫االستذكار‪ ،‬وال يقال‬

‫ذكرت زمالءك‪ ،‬سألتهم وسألوك هذه مذاكرة‪ ،‬يقولون (المذاكرة حياة العلوم)‪ ،‬أن تسأل‬

‫زمالءك ويسألونك‪ ،‬لكن إن كانت من طرف واحد يجلس في البيت‪ ،‬تقرأ وتحفظ‪ ،‬هذا‬

‫يسمى استذكار‪.‬‬

‫(استذكرت والمصباح) من فاعل االستذكار؟ تاء المتكلم‪( ،‬والمصباح) هل‬


‫ُ‬ ‫تقول‬

‫الواو عاطفة والمصباح شاركك في هذا الفعل؟ إ ًذا الواو ليست عاطفة‪ ،‬ما هي؟ واو‬

‫أردت أن ُتخبرنا عن شيء كان بصحبتك في أثناء الفعل‪،‬‬


‫ّ‬ ‫المع ّية تدل على المصاحبة‪،‬‬

‫أردت أن ُتخبرنا عنه‪.‬‬


‫ّ‬ ‫وأنت تفعل االستذكار كان شي ًئا بصحبتك‬

‫‪011‬‬
‫(استذكرت والشمعة) نعرف أن الكهرباء كانت طافية مثالً‪،‬‬
‫ُ‬ ‫هذا أسلوب عربي‪،‬‬

‫(سافرت‬
‫ُ‬ ‫أردت أن ُتخبرنا أنه كان موجو ًدا معك‪ ،‬تقول‪:‬‬
‫َّ‬ ‫(سافرت) ويوجد شيء معك‪،‬‬
‫ُ‬

‫(سافرت والمعاملة)‪ ،‬هذا ُيسمى (مفعول مع)‪ ،‬مفعول‪ :‬الفعل مع مصاحبته‪.‬‬


‫ُ‬ ‫والحقيبة)‪،‬‬

‫(أكرمت األستاذ اليوم) فاليوم‪ :‬مفعول‪ ،‬اإلكرام في زمانه‪ ،‬مفعول فيه‪،‬‬


‫ُ‬ ‫فإذا قلنا‬

‫(أكرمت األستاذ أمام المسجد)‪ ،‬ما العالقة بين (اإلكرام) و(أمام المسجد)؟ (أمام‬

‫المسجد) مفعول‪( ،‬اإلكرام) في مكانه‪ .‬فظرف الزمان وظرف المكان ُيسميان المفعول‬

‫فيه‪ ،‬ألن الفعل ُفعل في زمانه أو مكانه‪.‬‬

‫(أكرمت األستاذ احترا ًما له) فعل اإلكرام من أجل االحترام‪ ،‬مفعول من‬
‫ُ‬ ‫طيب‪:‬‬

‫أجله‪.‬‬

‫(استذكرت والمصباح) ما‬


‫ُ‬ ‫طيب‪( :‬أكرمته إكرا ًما) مفعول مطلق‪ ،‬بينهم ُمطلق عالقة‪.‬‬

‫العالقة بين المصباح واالستذكار؟ ُفعل االستذكار بمصاحبة وبمع َّية المصباح‪ ،‬مفعول‬

‫مع‪.‬‬

‫كم المفاعيل؟‬

‫‪ -6‬المفعول به‪.‬‬

‫‪ -6‬المفعول فيه (ظرف زمان ومكان)‪.‬‬

‫‪ -4‬المفعول له‪.‬‬

‫‪ -3‬المفعول معه‪.‬‬

‫‪015‬‬
‫‪ -5‬المفعول المطلق‪.‬‬

‫إ ًذا المفاعيل خمسة‪ ،‬وكلها منصوبة‪ ،‬وسيذكرها ابن آجروم‪.‬‬

‫دعونا نبدأ بها‪ ،‬قال‪« :‬باب المفعول به‪ :‬وهو االسم المنصوب الذي ي َقع بِ ِه ِ‬
‫الفعل‪،‬‬ ‫باب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫المفعول‬
‫االسم المنصوب الذي ي َق ُع‬
‫ُ‬ ‫وركِ ُ‬
‫بت ال َف َر َس»‪ .‬المفعول به هو «وهو‬ ‫ضربت زيد ًا‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫نحو‪:‬‬
‫به‬
‫دل على من وقع الفعل‬ ‫ظاهرا أو ُمض ِم ًرا – َّ‬
‫ً‬ ‫الفعل عليه»‪ ،‬المفعول به‪ :‬كل ٍ‬
‫اسم – سواء كان‬

‫عليه‪.‬‬

‫(أكرمت أخي)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(أكرمت زيدً ا)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(أكرمت) من أكرمت؟ من الذي وقع اإلكرام عليه؟‬
‫ُ‬

‫(أكرمت األستاذ) االسم الذي يدل على من وقع اإلكرام عليه مفعول به‪.‬‬
‫ُ‬

‫ب‪ ،‬ما الذي ُّ‬


‫يدل على‬ ‫طيب (أكرم ُتك) اإلكرام وقع على من؟ على المخاط ُ‬

‫المخاطبة في الجملة؟ الكاف‪ ،‬الكاف مفعول به‪.‬‬

‫ضمر» أراد أن يقول‪ :‬إن المفعول به‬


‫وم َ‬
‫فلهذا قال ابن آجروم‪« :‬وهو قسمان‪ :‬ظاهر‪ُ ،‬‬ ‫أقسام‬
‫المفعول‬
‫ضميرا‪ ،‬مثل (أكرمت َ‬
‫ُك)‪« .‬فالظاهر ما‬ ‫ً‬ ‫اسما‬
‫(أكرمت زيدً ا)‪ ،‬ويكون ً‬
‫ُ‬ ‫ظاهرا‪،‬‬
‫ً‬ ‫اسما‬
‫يكون ً‬
‫به‬
‫ومن َف ِصل‪ .‬فالمتصل اثنا عشر‪ ،‬وهي‪ :‬ضر َبنِي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ذكره‪ ،‬والمضمر قسمان‪ُ :‬متَّصل‪ُ ،‬‬
‫تقدم ُ‬
‫وض َر َب ُه‪َ ،‬‬
‫وض َر َب َها‪،‬‬ ‫وض َر َبك َُّن‪َ ،‬‬
‫وض َر َبكُم‪َ ،‬‬ ‫وض َر َب ِك‪َ ،‬‬
‫وض َر َبكُما‪َ ،‬‬ ‫وض َر َب َ‬
‫ك‪َ ،‬‬ ‫وض َر َبنا‪َ ،‬‬
‫َ‬

‫وض َر َب ُهم‪َ ،‬‬


‫وض َر َب ُه َّن»‪ .‬كم ذكر من ضمير؟ ذكر أربع ضمائر‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫وض َر َب ُه َما‪َ ،‬‬
‫َ‬

‫ياء المتكلم‪( :‬ضربني)‪.‬‬

‫كاف الخطاب (ضربك)‪.‬‬

‫هاء الغائب‪( ،‬ضرب ُه)‪.‬‬

‫‪016‬‬
‫ناء المتكلمين‪( ،‬ضربنا)‪ .‬متصلة أم منفصلة؟ متصلة‪.‬‬

‫ذكرنا قبل قليل الضمائر المتصلة‪ ،‬وقلنا‪ :‬منها خمسة ُتسمى (ضمائر الرفع المتصلة)‬

‫مجموعة في (تواني)‪ ،‬هذه خمسة‪.‬‬

‫وتوجد ثالث ضمائر يجمعها قولك (هيك)‪ ،‬يعني‪ :‬ياء المتكلم‪ ،‬وكاف الخطاب –‬

‫مذكر ومؤنث – وهاء الغيبة – مذكر ومؤنث‪ .‬هذه ثالث ضمائر استعمالها كثير جدًّ ا في‬

‫الكالم‪ ،‬أليست ضمائر متصلة؟ يعني البد أن تتصل بما قبلها‪ ،‬طيب‪ :‬الذي قبلها كلمة‪،‬‬

‫الكلمة‪ :‬إ َّما اسم أو فعل أو حرف‪ ،‬إ َّما أن تتصل باسم أو فعل أو حرف‪ .‬فإذا اتصلت بفع ٍل‬

‫‪ -‬ضربني‪ ،‬أكرمني‪ ،‬أكرمه‪ ،‬أكرمك‪ -‬فهو مفعول به‪ ،‬ما دامت اتصلت بفع ٍل فهي مفعول‬

‫به‪.‬‬

‫ٍ‬
‫باسم فهو مضاف إليه‪ ،‬للقاعدة «كُل اس ٍم اتصل بضمير ُمضاف إليه»‪،‬‬ ‫وإذا اتصلت‬

‫ضمائر اتصلت باسم‪ :‬مثل (كتاب كتابي‪/‬كتابك‪/‬كتابه‪/‬كتابهم‪/‬كتابها) ُمضاف إليه‪.‬‬

‫إ ًذا إذا اتصل بفعل فهو مفعول به‪ ،‬وإذا اتصل باسم فهو ُمضاف إليه‪.‬‬

‫يبقى أن تتصل بحرف‪ ،‬وهي تتصل بحرفين‪ :‬تتصل بحروف الجر‪ ،‬وتتصل بـ َّ‬
‫(إن‬

‫(الكتاب لي‪/‬الكتاب لك‪ /‬الكتاب له) ما إعرابها؟ في‬


‫ُ‬ ‫وأخواتها)‪ .‬تتصل بحروف الجر‪:‬‬

‫جر‪ .‬أو تتصل بـ َّ‬


‫(إن وأخواتها)‪( :‬إني كريم‪ :‬إنك كريم‪/‬إنه كريم‪/‬إنهم ُكرماء)‪ .‬إذا‬ ‫محل ّ‬
‫(إن وأخواتها) ماذا يكون إعرابها؟ يكون إعرابها‪ :‬اسم لـ َّ‬
‫(إن وأخواتها)‪ .‬هذا‬ ‫اتصلت ب َّ‬

‫إعرابها‪.‬‬

‫‪017‬‬
‫نحن نعرف هذه األشياء‪ ،‬نعرف أنها ضمائر متصلة‪ ،‬متصلة بما قبلها – اسم أو فعل‬

‫أو حرف ‪ .-‬احصر هذه األمور واضبط مواضعها‪.‬‬

‫(هيك)‪ :‬إذا اتصلت بفع ٍل مفعول به (أكرمني‪/‬أكرمه‪/‬أكرمك)‪.‬‬

‫اتصلت باسم ُمضاف إليه مثل‪( :‬قلمي‪/‬قلمه‪/‬قلمك)‪.‬‬

‫اتصلت بحرف جر‪ :‬في محل جر (لي‪/‬لك‪/‬له)‪.‬‬

‫اسم لـ َّ‬
‫(إن وأخواتها)‪( :‬لعلي‪/‬لعلك‪/‬لعله)‪.‬‬ ‫اتصلت بـ َّ‬
‫(إن وأخواتها)‪ٌ :‬‬

‫وإياكم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫وإي َ‬


‫وإياكما‪َّ ،‬‬
‫وإياك‪َّ ،‬‬
‫اك‪َّ ،‬‬ ‫وإيانا‪َّ ،‬‬
‫ثم قال‪« :‬والمنفصل اثنا عشر‪ ،‬وهي‪َّ :‬إياي‪َّ ،‬‬
‫اه َّن» هذه ضمائر منفصلة‪ ،‬الضمائر المنفصلة‪:‬‬
‫وإي ُ‬
‫وإياهم‪َّ ،‬‬
‫وإياهما‪َّ ،‬‬
‫وإياها‪َّ ،‬‬
‫وإياه‪َّ ،‬‬
‫وإياك َُّن‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫إ َّما أن تبدأ بـ (إ َّيا) أو ال تبدأ بـ (إ َّيا)‪ .‬التي ال تبدأ بـ (إ َّيا)‪ :‬أنا‪/‬أنت‪/‬هو‪ ،‬هذه للرفع‪ ،‬ولهذا‬

‫ذكرها من قبل‪ .‬والتي تبدأ بـ (إ َّيا) يعني (إ َّياي‪/‬إياك‪/‬إ َّياه) هذه ال تكون إال مفعو ً‬
‫ال به‪.‬‬

‫مبدءوا بـ (إ َّيا)‪( :‬إ َّياي‪/‬إ َّياك‪/‬إ َّياكما‪/‬إ َّياك َّن‪/‬إ َّياه‪/‬إ َّياه‪/‬إ َّياهم)‬
‫ً‬ ‫ضميرا‬
‫ً‬ ‫إذا رأيت‬

‫مفعول به‪( .‬ﭢ ﭣ) [الفاتحة‪ ]5:‬ما إعراب (إياك)؟ مفعول به ُمقدَّ م لـ (نعبد)‪ .‬ال يكون‬

‫مبتد ًأ‪( ،‬إ َّياك) ال تكون مبتد ًأ‪ ،‬ألن المبتدأ رفع‪ ،‬وإياك ال تكون إال مفعول به‪ ( ،‬ﮍ ﮎ‬

‫ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ) [يوسف‪ ]31:‬ما إعراب إ َّياه؟ مفعول به‪.‬‬

‫هذه الضوابط التي البد أن تجمعوها وتعتنوا بها لضبط اإلعراب‪.‬‬

‫المصدَ ِر» ُيريد بهذا الباب‬


‫انتهينا من المفعول به‪ ،‬قال ابن آجروم بعد ذلك‪« :‬باب َ‬
‫سمى المفعول المطلق بالمصدر؟ ألن من شروط المفعول‬
‫المفعول المطلق‪ .‬لماذا َّ‬

‫‪018‬‬
‫اسما‪ ،‬وليست كل األسماء ال‬
‫مصدرا‪ ،‬نعم المفعول المطلق ال يكون إال ً‬
‫ً‬ ‫المطلق أن يكون‬

‫المصدَ ِر»‪.‬‬
‫سماه « َ‬
‫مصدرا‪ ،‬فلهذا َّ‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫يكون َّإال‬

‫باب‬ ‫ال مطل ًقا‪ ،‬فقال‪« :‬المصدر‪ :‬هو‬


‫بدأ بتعريف المصدر الذي يمكن أن يكون مفعو ً‬
‫المصدر‬ ‫ضرب َيض ِر ُب َض ْر َبًا»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫تصريف الفعل‪ ،‬نحو‪:‬‬ ‫االسم المنصوب‪ ،‬الذي يجي ُء ثالثا في‬
‫َ‬

‫ال مطل ًقا هو التصريف الثالث للفعل‪ِّ ،‬‬


‫صرف أي‬ ‫المصدر الذي يمكن أن يقع مفعو ً‬

‫(جلس‪/‬يجلس‪/‬جلوسا)‪( ،‬أكل‪/‬يأكل‪/‬أكالً)‪،‬‬
‫ً‬ ‫فعل‪ ،‬هذا التصريف هو المصدر‬

‫(ذهب‪/‬يذهب‪/‬ذها ًبا)‪( ،‬قعد‪/‬يقعد‪/‬قعو ًدا)‪( ،‬مشى‪/‬يمشي‪/‬مش ًيا)‪.‬‬

‫(جلوسا‪/‬أكالً‪/‬ذها ًبا‪/‬قعو ًدا‪/‬مش ًيا‪/‬شر ًبا) هذا هو الذي ُيسمى‬


‫ً‬ ‫التصريف الثالث‪:‬‬

‫مصدرا‪.‬‬
‫ً‬

‫ال مطل ًقا‪ ،‬طيب‪ :‬متى يكون المصدر‬


‫طيب‪ :‬عرفنا أن المصدر يمكن أن يقع مفعو ً‬

‫ال مطل ًقا؟ نقول‪ :‬المفعول المطلق هو المصدر المنصوب بعد فعله‪ .‬المصدر‬
‫مفعو ً‬

‫مصدرا‪ ،‬والبد أن يكون‬


‫ً‬ ‫المنصوب بعد فعله‪ ،‬يعني أن المفعول المطلق البد أن يكون‬

‫مجرورا خرج‪ ،‬المصدر المنصوب أي بعد فعله‪ ،‬يعني البد أن‬


‫ً‬ ‫منصو ًبا‪ ،‬لو كان مرفو ًعا أو‬

‫(قرأت‬
‫ُ‬ ‫(حفظت القرآن حف ًظا ُمتقنًا)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(أكرمت األستاذ إكرا ًما شديدً ا)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يتقدّ مه فعله‪ ،‬مثل‬

‫جلوسا صح ًّيا)‪( ،‬استمع‬


‫ً‬ ‫القرآن قراء ًة خاشعة)‪( ،‬درس ُت العلم دراس ًة متأنِّية)‪( ،‬اجلس‬

‫استماع المنتبه) ‪ ،‬و( ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) [النساء‪ ( ، ]613:‬ﭢ ﭣ ﭤ‬

‫ﭥ) [المزمل‪ ، ]3:‬مصدر منصوب بعد فعله‪ ،‬مفعول مطلق‪.‬‬

‫‪019‬‬
‫لهذا المفعول المطلق من أسهل أبواب النحو‪ ،‬ألنه أقرب إلى األمور اللفظية‪،‬‬

‫ال مطل ًقا‪.‬‬


‫مصدر منصوب بعد لفظه يكون مفعو ً‬

‫عل ِه فهو‬‫لفظ فِ ِ‬
‫فإن وا َف َق لف ُظ ُه َ‬
‫ي ْ‬ ‫ومعن َِو ٌّ‬
‫ِ‬
‫ثم قال ابن آجروم‪« :‬وهو قسمان‪َ :‬لفظ ٌّي َ‬ ‫أقسام‬

‫فعل ِه دون لفظِ ِه فهو‬


‫لفظي‪ ،‬نحو‪َ :‬قتَل ُته َقتْال‪ .‬واِ ْن وا َف َق معنى ِ‬ ‫المصدر‬
‫جلست ُقعود ًا‪،‬‬
‫ُ‬ ‫معنوي‪ ،‬نحو‪:‬‬
‫ٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫و ُق ُ‬
‫مت وقوفًا‪ ،‬وما أشبه ذلك»‪.‬‬

‫نعم عرفنا أن المفعو ل المطلق مصدر بعد فعله‪ ،‬قد يكون المصدر والفعل متفقين‬

‫جلوسا)‪ ،‬وقد يكون المصدر والفعل متفقين في المعنى‬


‫ً‬ ‫(جلست‬
‫ُ‬ ‫في اللفظ والمعنى‪ ،‬مثل‬

‫(جلست قعو ًدا) القعود هو الجلوس في المعنى العام‪،‬‬


‫ُ‬ ‫فقط‪ ،‬هما مختلفان في اللفظ‪ ،‬مثل‬

‫أيضا مفعول مطلق‪،‬‬


‫ست قعو ًدا) ً‬
‫جلوسا) فهو مفعول مطلق‪ ،‬و(جل ُ‬
‫ً‬ ‫(جلست‬
‫ُ‬ ‫فإذا قلت‬

‫و(جلست‬
‫ُ‬ ‫الفرق بينهما أن األول ُيسمى (مفعول مطلق لفظي) التفاقهما في اللفظ‪،‬‬

‫(قمت قيا ًما)‪،‬‬


‫ُ‬ ‫يسمى (معنوي) التفاقهما في المعنى دون اللفظ‪.‬‬
‫قعو ًدا) مفعول مطلق َّ‬
‫(قمت وقو ًفا) األمر نفسه‪ .‬هذا فقط من باب التنبيه‪ ،‬يعني اشتراط أن يكون المصدر بعد‬
‫ُ‬

‫فعله‪ ،‬سواء اتفقا في اللفظ وفي المعنى‪ ،‬أو اتفقا في المعنى دون اللفظ‪.‬‬

‫قال سبحانه وتعالى‪( :‬ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ) [األحزاب‪ ،]51:‬أين المفعول المطلق؟‬

‫ال)‪( .‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ) [اإلسراء‪ ]51:‬؟ (تفضيالً)‪( .‬ﭹ‬


‫(قو ً‬

‫ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ) [األحزاب‪ ]44:‬؟ ( َّ‬


‫تبرج)‪( .‬د ِع العبرات تنهمر انهم ًارا)؟‬

‫ال مطل ًقا‪.‬‬


‫(استعارا)‪ ....‬مفعو ً‬
‫ً‬ ‫استعارا)؟‬
‫ً‬ ‫(انهمارا)‪( .‬ونار الوجد تستعر‬
‫ً‬

‫‪011‬‬
‫مما ين ّبه عليه في المفعول المطلق‪ ،‬ملحوظة مهمة‪ :‬المفعول المطلق ُيوافق الفعل‪،‬‬

‫كثيرا ما ُيحذف‬
‫كثيرا‪ً ،‬‬
‫في المعنى واللفظ أو المعنى‪ ،‬فلهذا يصح ويجوز أن تحذف الفعل ً‬
‫الفعل مع المفعول المطلق‪ ،‬التفاقهما‪ُ ،‬ك ُّل واحد يدل على الثاني‪ ،‬فلهذا يصح أن تقول‬

‫جلوسا)‪.‬‬
‫ً‬ ‫(جلوسا) يعني (اجلس‬
‫ً‬ ‫جلوسا) أو تقول‬
‫ً‬ ‫(اجلس‬

‫مشكورا) أي‪:‬‬
‫ً‬ ‫مبرورا‪( ،‬وسع ًيا‬
‫ً‬ ‫حجا‬
‫مبرورا) يعني‪ :‬حججت ًّ‬
‫ً‬ ‫(حجا‬
‫ًّ‬ ‫من ذلك قولهم‪:‬‬

‫مشكورا‪ .‬ومن ذلك (حمدً ا لله) أي‪ :‬أحمدُ الله حمدً ا‪ .‬ومن ذلك قولهم‪:‬‬
‫ً‬ ‫سعيت سع ًيا‬

‫أتعجب عج ًبا‪ ...‬ونحو ذلك‪.‬‬


‫ُ‬ ‫كرا) يعني‪ :‬أشكرك ُش ً‬
‫كرا‪ .‬و(عج ًبا) أي‪:‬‬ ‫ُ‬
‫(ش ً‬

‫هذا ما يتعلق بالمفعول المطلق‪ ،‬وجدنا أنه أسهل المفاعيل وأوضحها‪.‬‬

‫بعد ذلك ننتقل إلى باب ظرف الزمان وظرف المكان‪.‬‬

‫الفرق بين‬ ‫سؤال‪ :‬ما الفرق بين التوكيد اللفظي والمفعول المطلق؟‬
‫التوكيد‬
‫اللفظي‬ ‫(أكرمت‬
‫ُ‬ ‫التوكيد اللفظي – كما سبق – أن ُتكرر الكلمة نفسها‪ ،‬أن تقول مثالً‪:‬‬
‫والمفعول‬
‫األستاذ) ثم تقول (أكرمت أكرمت األستاذ) هذا توكيد لفظي‪ ،‬لكن المفعول المطلق هو‬
‫المطلق‬
‫(أكرمت األستاذ‬
‫ُ‬ ‫أن تأتي بالمصدر بعد الفعل‪ ،‬فالفعل له صيغة والمصدر له صيغة‪،‬‬

‫إكرا ًما)‪.‬‬

‫سؤال‪( :‬ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ) [الفجر‪ ]66:‬؟ دكَّا‪ :‬توكيد لفظي‪.‬‬

‫سؤال‪ :‬العطف بـ (بل) يختلط بالبدل؟‬

‫‪010‬‬
‫محمدٌ بل خالدٌ ) هذا‬
‫ّ‬ ‫ال يختلط بل بالبدل‪ ،‬العطف بـ (بل) كأن تقول مثالً (ما جاء‬

‫محمد بـ (بل)‪ ،‬لكن (بل)‬


‫ّ‬ ‫محمدٌ بل خالدٌ ) خالدٌ معطوف على‬
‫ّ‬ ‫عطف بـ (بل)‪( ،‬ما جاء‬

‫ميزتها أنها ُتتبع في اإلعراب وتعكس المعنى‪ ،‬أما البدل‪ :‬كيف تختلط بـ (بل) مثل ماذا؟‬

‫البدل كأن تقول (جاء محمد أخي)‪.‬‬

‫محمد أأأ خالدٌ ) من دون (بل)‪ ،‬أردت‬


‫أما إذا كنت تقصد بدل الغلط؟ لو قلنا‪( :‬جاء َّ‬
‫أن تقول خالد وغلط وقلت (جاء محمد) فصححت (جاء محمد أأأ خالدٌ ) هذا بدل غلط‪،‬‬

‫مسكوت‬
‫ٌ‬ ‫الثانية بدل األولى‪ .‬أما أن تقول (جاء محمد بل خالدٌ ) فالثاني مقصود واألول‬

‫عنه‪ ،‬ربما أنه بالفعل جاء‪ ،‬لكنك ال تريد أن تذكر أنه جاء‪ ،‬فهناك فرق بين بل والبدل‪.‬‬

‫‪011‬‬
‫المجلس السادس‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصال ُة والسال ُم على نبينا‬

‫محمد‪ ،‬وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬أ َّما بعد‪:‬‬


‫َّ‬

‫فكنا قد توقفنا في أثناء الكالم عن األسماء المنصوبة‪ ،‬فبدأنا بالكالم عن المفاعيل‪،‬‬

‫وعرفنا أنها خمسة‪ ،‬وهي‪ :‬المفعول به‪ ،‬والمفعول المطلق‪ ،‬وشرحناهما‪ ،‬ثم بعد ذلك‬

‫المفعول فيه –أي ظرف الزمان والمكان– والمفعول ألجله‪ ،‬والمفعول معه‪ ،‬وسنبدأ إن‬

‫شاء الله بشرحها‪ ،‬فنبدأ بالمفعول فيه‪.‬‬

‫باب ظرف‬ ‫قال ابن آجروم‪« :‬باب ظرف الزمان وظرف المكان» ظرف الزمان وظرف المكان‬
‫الزمان‬
‫أيضا المفعول فيه‪ ،‬ألنهما يدُ َّالن على المكان الذي وقع الفعل فيه‪ ،‬أو على الزمان‬
‫سميان ً‬
‫ُي َّ‬
‫وظرف المكان‬
‫سمى (مفعو ً‬
‫ال فيه)‪ ،‬فإن وقع الفعل في زمانه فاألدق أن ُيسمى‬ ‫الذي وقع الفعل فيه‪ ،‬ف ُي َّ‬
‫(ظرف زمان)‪ ،‬وإن وقع في مكانه فاألدق أن ُيسمى (ظرف مكان)‪.‬‬

‫ظرف الزمان هو‪ :‬اسم الزمان المنصوب تعريف ظرف‬


‫وقال ابن آجروم في تعريف ظرف الزمان‪ُ « :‬‬
‫الزمان‬
‫وس َح َر ًا‪ ،‬و َغدَ ًا‪ ،‬و َعت ََمةً‪ ،‬وصباحًا‪،‬‬
‫بتقدير "في" نحو‪ :‬اليو َم‪ ،‬والليلةَ‪ ،‬و ُغدْ َوةً‪ ،‬و ُبك َْرةً‪َ ،‬‬
‫وأمدَ ًا‪ ،‬وحينًا‪ ،‬وما أشبه ذلك» يعني‪ :‬ظرف الزمان هو اسم الزمان‪ ،‬ظرف‬
‫ومسا ًء‪ ،‬وأ َبدَ ًا‪َ ،‬‬
‫الزمان‪ :‬األسماء التي تنتصب على أنها ظرف زمان‪ ،‬فظرف زمان ال يكون َّإال من أسماء‬

‫اسم يدل على زمان‪ ،‬مثل (يوم‪ ،‬ساعة‪ ،‬دقيقة‪ ،‬عام‪ ،‬حين) ونحو ذلك‪.‬‬
‫الزمان‪ ،‬أي‪ٌ :‬‬

‫‪011‬‬
‫طيب‪ :‬هل كل اسم زمان يكون ظرف زمان؟ ال‪ ،‬وإنما قال‪ :‬اسم الزمان المنصوب‬

‫مجرورا‪ ،‬و«بتقدير في» يعني‬


‫ً‬ ‫بتقدير فيه‪ ،‬ظروف زمان «إذا كان منصو ًبا»‪ ،‬ليس مرفو ًعا أو‬

‫(أكرمت األستاذ‬
‫ُ‬ ‫تقديرا معنو ًيا‪ ،‬فقولك‬
‫ً‬ ‫تقديرا حقيق ًيا لفظ ًيا‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫ُيمكن أن ُتقدِّ ر قبله فيه‪،‬‬

‫أكرمت في هذا‬
‫ُ‬ ‫(أكرمت األستاذ أمام المسجد) يعني‪:‬‬
‫ُ‬ ‫اليوم) يعني‪ :‬أكرم ُته في هذا اليوم‪،‬‬

‫صباحا) يعني‪ :‬سافر في الصباح‪( .‬زر ُته ليالً) يعني‪ :‬في الليل‪...‬‬
‫ً‬ ‫المكان‪( ،‬سافر زيدٌ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ ظرف زمان‪ ،‬فإن لم ُتقدَّ ر (في) فإنه ال يكون ظرف زمان‪ ،‬كقولك‬ ‫وهكذا‪ ،‬فتكون‬

‫اسم مجرد‬
‫(اليوم جميل) اليوم‪ :‬اسم زمان‪ ،‬لكنّه ليس على تقدير (في)‪ ،‬فاليوم مبتدأ‪ ،‬ألنه ٌ‬
‫من العوامل اللفظية فهو مبتدأ‪ ،‬و(جميل) خبر عن اليوم‪.‬‬

‫لو قلت مثالً (األسبوع أيا ٌم سبعة) أيا ٌم ليست على معنى في‪ ،‬األسبوع مبتدأ‪ ،‬وأيام‪:‬‬

‫خبر‪ ،‬إ ًذا ظرف الزمان ال يكون ظرف زمان حتى يكون على تقدير (في)‪.‬‬

‫وكذلك ظرف المكان‪ ،‬ولهذا قال ابن آجروم‪« :‬وظرف المكان هو‪ :‬اسم المكان‬ ‫تعريف‬
‫ِ‬ ‫ظرف‬
‫وم َع‪،‬‬
‫َحت‪ ،‬وعندَ ‪َ ،‬‬ ‫وخ ْل َ‬
‫ف‪ ،‬و ُقدَّ ا َم‪ ،‬وورا َء‪ ،‬و َف ْو َق‪ ،‬وت َ‬ ‫المنصوب بتقدير "في" نحو‪ :‬أما َم‪َ ،‬‬
‫المكان‬
‫وح َذا َء‪ ،‬وتِل َقا َء‪ ،‬وهنا‪ ،‬و َث َّم‪ ،‬وما أشبه ذلك»‪ .‬كذلك ظروف المكان ال تكون َّإال من‬
‫وإزاء‪ِ ،‬‬

‫أسماء المكان‪ ،‬متى؟ إذا كان اسم المكان على تقدير (في)‪ ،‬يمكن أن ُتقدِّ ر قبله (في) لف ًظا‬

‫معنى‪ ،‬كقولك (ص َّل ُ‬


‫يت خلف اإلمام) أي‪ :‬في هذا المكان الذي هو خلف اإلمام‪،‬‬ ‫ً‬ ‫أو‬

‫(جلست يمين زيد) أي في هذا المكان‪( ،‬انتظر ُتك ُقدَّ ام البيت) يعني‪ :‬في هذا المكان‬
‫ُ‬

‫الذي هو ُقدَّ ام البيت‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫فإن لم يمكن تقدير (في) فليس هو بظرف مكان‪ ،‬كأن تقول‪( :‬المسجد واسع)‬

‫المسجد‪ :‬اسم مكان‪ ،‬لكن ليس على معنى (في)‪ ،‬فالمسجد واسع‪ :‬مبتدأ وخبر‪ ،‬لو قلت‬

‫‪011‬‬
‫مثالً‪( :‬انتظرتك في الشارع) هذه (في) موجودة ظاهرة‪ ،‬صارت جار ومجرور‪... ،‬‬

‫وهكذا‪ ،‬فهذا هو ظرف المكان‪ ،‬وهذا هو ظرف الزمان‪.‬‬

‫إ ًذا ففائدة ظرف الزمان‪ :‬بيان زمان الفعل‪ ،‬وفائدة ظرف المكان‪ :‬بيان مكان الفعل‪،‬‬

‫جواب‬
‫ٌ‬ ‫بيان المكان الذي وقع فيه الفعل‪ ،‬فلهذا تجد أن ظرف الزمان هو في الحقيقة‬

‫لقولك (متى؟)‪ ،‬ظرف الزمان جواب لقولك (متى؟)‪.‬‬

‫مثالً‪( :‬سافر زيدٌ ) متى؟ (أمس)‪ ،‬أو (سيسافر زيدٌ ) متى؟ (سيسافر زيدٌ غدً ا)‪ ،‬أو‬

‫(صباحا)‪،‬‬
‫ً‬ ‫تقول مثالً‪( :‬زرتك) متى؟ (البارحة)؟ أو تقول مثالً (سنذهب) متى؟‬

‫(ظهرا)‪( ،‬سنذهب) متى؟ (مغر ًبا)‪( ،‬سنذهب) متى؟ (ليالً)‪.‬‬


‫ً‬ ‫(سنذهب) متى؟‬

‫وأما ظرف المكان فهو جواب لـ (أين؟)‪ ،‬مثالً‪( :‬صليت) أين؟ (خلف اإلمام)‪،‬‬

‫(صليت) أين؟ (يمين زيد) ‪ ...‬وهكذا‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬


‫ُ‬

‫ﮕ ﮖ ﮗ) [الفتح‪ُ ( ]60:‬يبايعونك) أين بايعوه؟ (تحت)‪ ،‬تحت‪ :‬ظرف مكان‪،‬‬

‫وقال تعالى‪( :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ) [المائدة‪ ]4:‬متى أكمل الدين لهم؟ (اليوم)‪ ،‬اليوم‪:‬‬

‫ظرف زمان ُمقدَّ م‪ ،‬وقال سبحانه‪( :‬ﰂ) متى؟ ( ﰃ ﰄ ﰅ) [األحزاب‪،]36:‬‬

‫(بكرةً) ظرف زمان‪ ،‬والواو (و) حرف عطف (أصيالً) ال نقول ظرف زمان‪ ،‬نقول‪:‬‬
‫ٍ‬
‫زمان‪ ،‬منصوب‪ ،‬فإذا كان األمر كذلك تأ َّملوا هذين المثالين‪:‬‬ ‫معطوف على ظرف‬

‫قلت اآلن (المؤمن) أو (المسلم) يخاف يوم القيامة أم ال؟ المؤمن يخاف يوم‬
‫إذا ُ‬

‫القيامة أم ال؟ يخافه والكافر يخاف يوم القيامة أو يأمن؟ الكافر عندما تقوم القيامة يخاف‬

‫يوم القيامة أو يأمن يوم القيامة؟ إذا كان المعنى على معنى (في) صار ذ ًّما‪ ،‬تقول‪ :‬الكافر‬

‫‪015‬‬
‫يخاف يوم القيامة‪ ،‬يعني يخاف في يوم القيامة‪ ،‬ظرف زمان‪ ،‬لكن (المؤمن يخاف يوم‬

‫القيامة) يعني يخاف في يوم القيامة؟ أم أنه اآلن ُيوقع خوفه على يوم القيامة؟ اآلن يخافه‪،‬‬

‫[النور‪]45:‬‬ ‫فـ (يوم القيامة) مفعول به مع المؤمن‪ ،‬ليس على معنى (في)‪ (،‬ﭟ ﭠ)‬

‫مفعول به‪ ،‬ليس مفعو ً‬


‫ال فيه‪ ،‬المؤمن عندما آمن وأسلم وعمل الصالحات في الدنيا لكي‬

‫يأمن يوم القيامة ال لكي يخاف‪ ،‬والمؤمن عمو ًما في يوم القيامة يأمن‪ ،‬وال يخاف‪.‬‬

‫إ ًذا فـ (الكافر يخاف يوم القيامة) عبارة صحيحة‪ ،‬و(المؤمن يخاف يوم القيامة)‬

‫عبارة صحيحة‪ ،‬لكن (اليوم) مع الكافر ظرف زمان على معنى (في) يعني‪ :‬يخاف في يوم‬

‫القيامة‪ ،‬و(اليوم) مع المؤمن يخاف يوم القيامة مفعول به‪ ،‬ليس على معنى (في)‪ ،‬فتأ َّملوا‬

‫الجملتين‪.‬‬

‫انتهينا من المفعول في ظرف الزمان والمكان‪ ،‬وقد ذكر ابن آجروم الحال‪ ،‬لكن‬

‫سنتجاوز هذه األشياء حتى نصل إلى المفعول من أجله قبل األخير‪ ،‬لكي ُنكمل فقط‬

‫المفاعيل‪ ،‬نربط المفاعيل بعضها ببعض‪.‬‬

‫ذكر قبل األخير‪« :‬باب المفعول من أجله» قال‪« :‬وهو‪ :‬االسم المنصوب الذي ُيذك َُر‬ ‫باب‬

‫ُك ابتِغَا َء‬


‫المفعول‬
‫بيانًا لسبب وقوع الفعل‪ ،‬نحو قولك‪" :‬قام زيدٌ إجالال لعمرٍو" و"قصدت َ‬
‫من أجله‬
‫معروفِ َ‬
‫ك"»‪.‬‬

‫اسم منصوب‪ ،‬لكن ما فائدته ووظيفته؟‬


‫أيضا من المفاعيل‪ :‬المفعول ألجله‪ ،‬وهو ٌ‬
‫ً‬

‫(بيان سبب الفعل وعلة الفعل) أو (الشيء الذي من أجله ُفعل الفعل) تقول‪( :‬جاء زيدٌ )‬

‫لماذا؟ اذكر السبب (ع َّلة‪ ،‬لمجيئه)‪( :‬جاء زيدٌ طل ًبا للعلم)‪( ،‬جاء زيدٌ ح ًّبا لك)‪( ،‬جاء زيدٌ‬

‫‪016‬‬
‫خو ًفا منك)‪( ،‬جاء زيدٌ احترا ًما لك)‪ ،‬هذا مفعول من أجله‪ ،‬أو مفعول ألجله‪ ،‬أو مفعول‬

‫له‪.‬‬

‫قال ابن آجروم‪ « :‬قام زيدٌ إجالال لعمرٍو» قام زيدٌ لماذا؟ إجال ً‬
‫ال لعمرو‪ ،‬طيب‪:‬‬

‫جواب لـ‬
‫ٌ‬ ‫(قصد ُّتك) لماذا؟ (ابتغاء معروفك)‪ ،‬تب َّين من ذلك أن المفعول من أجله‬

‫(ماذا؟)‪( ،‬جاء زيدٌ ) لماذا جاء؟ (طل ًبا للعلم‪/‬احترا ًما لزيد‪/‬خو ًفا من أبيه)‪ ...‬وهكذا‪ ،‬قال‬

‫تعالى‪( :‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ) [اإلسراء‪ ]46:‬أي‪ :‬من أجل خشية اإلمالق‪ ،‬قال‪:‬‬

‫(ﭑ ﭒ ﭓ) لماذا اتخذوه ؟ (ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ)‬

‫حضرت) أين المفعول من أجله؟ (إكرا ًما) مفعول ألجله‬


‫ُ‬ ‫[التوبة‪ ،]615:‬وتقول‪( :‬إكرا ًما لك‬

‫ُمقدَّ م‪ ،‬قال‪ُ ( :‬يغضي) لماذا؟ (حيا ًء)‪.‬‬

‫ين َي ْبت َِســــــ ُم‬ ‫ِ‬


‫َفـــــ َما ُي َكــــ َّل ُم إِ َّال ح َ‬ ‫ْضي َح َيا ًء َو ُيغْضى ِم ْن َم َها َبتِ ِه‬
‫يغ ِ‬
‫ُ‬

‫ُيغضي من أجل الحياء‪ ،‬بسبب الحياء‪ ،‬إ ًذا ما إعراب ( ُيغضي حيا ًء)؟ حياء‪ :‬مفعول‬

‫ألجله‪.‬‬

‫باب‬ ‫قال بعد ذلك‪« :‬باب المفعول معه» قال‪« :‬وهو‪ :‬االسم المنصوب الذي ُيذك َُر لبيان‬
‫المفعول‬
‫َ‬
‫والجيش" و"استوى الما ُء والخشب َة"» هذا‬ ‫األمير‬
‫ُ‬ ‫َمن ُف ِع َل معه الفعل‪ ،‬نحو قولك‪" :‬جاء‬
‫معه‬
‫باب المفعول معه‪ ،‬وهو من ألطف أساليب العرب‪ُ ،‬تريد أن ُتب ِّين شي ًئا كان موجو ًدا في أثناء‬

‫أردت أن‬
‫َّ‬ ‫(استذكرت والمصباح)‬
‫ُ‬ ‫فعلك للفعل‪ ،‬قد يكون هذا من مراد المتك ِّلم‪ ،‬فتقول‪:‬‬

‫ُتخبرنا أن المصباح كان بمع َّيتك وأنت تستذكر‪ ،‬المصباح شارك في االستذكار؟ ال‪ ،‬إ ًذا‬

‫فالواو ليست عاطفة‪ ،‬وإنما هي واو مع َّية‪.‬‬

‫‪017‬‬
‫(استذكرت والمصباح)؟ (المصباح) مفعول‬
‫ُ‬ ‫ما عالقة المصباح باالستذكار؟‬

‫(االستذكار) مع مصاحبته‪ ،‬أي االستذكار مع مصاحبته‪ :‬مفعول معه‪.‬‬

‫(مشيت والجريدة)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(مشيت والحديقة)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫والسور)‪،‬‬
‫(مشيت ُّ‬
‫ُ‬ ‫(استذكرت والشمعة)‪،‬‬
‫ُ‬

‫والجوال) أي شيء كان معك‪ ،‬سواء كان بيدك أو كان قري ًبا من عندك‪ ،‬فتأتي بواو‬
‫ّ‬ ‫(مشيت‬
‫ُ‬

‫(مشيت والبحر)‪( ،‬تمشيت والبحر)‪( ،‬سريت‬


‫ُ‬ ‫المعية منصو ًبا فيكون مفعو ً‬
‫ال معه‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫(مشيت والصحراء)‪ ...‬هذه أشياء ما فعلت معك الفعل‪ ،‬لكنها كانت موجودة‬
‫ُ‬ ‫والقمر)‪،‬‬

‫(سافرت)‬
‫ُ‬ ‫معك وأنت تفعل هذا الفعل‪ ،‬فيكون مفعو ً‬
‫ال معه‪ ،‬وهو أسلوب لطيف‪ ،‬وتقول‪:‬‬

‫(سافرت والمعاملة)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ومعك شيء تريد أن ُتخبرنا أنه كان معك وأنت مسافر فتقول‪:‬‬

‫(سافرت والحقيبة)‪.‬‬
‫ُ‬

‫المفعول معه نوعان‪:‬‬

‫النوع األول‪ :‬الذي ال ُيشاركك في الفعل‪ ،‬كجميع األمثلة السابقة‪ ،‬المصباح ما‬

‫شاركك في االستذكار‪ ،‬فلهذا ال يمكن أن تجعل الواو عاطفة‪ ،‬ألنه ما فعل مع االستذكار‪،‬‬

‫(سافرت والحقيبة) الحقيبة ما فعلت السفر‪( ،‬تمشيت والشاطئ) الشاطئ ما فعل التمشي‪،‬‬
‫ُ‬

‫ال يصح أن يكون عاطفة‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬ما شاركك في الفعل دون قصد‪ ،‬يعني فعل الفعل لكن من غير قصد‪،‬‬

‫أنت فعلت الفعل قاصدً ا‪ ،‬وهو فعل الفعل لكن من دون قصد‪ ،‬لماذا فعله؟ فعله فقط ألنه‬

‫والجوال) هذا النوع األول‪ ،‬لكن‬


‫ّ‬ ‫(تمشيت‬
‫ُ‬ ‫كان بمعيتك‪ ،‬لو لم يكن بمعيتك ما فعله‪ ،‬مثال‪:‬‬

‫تمشت‬ ‫(تمشيت والق ّطة) هل القطة تمشت أم لم ّ‬


‫تتمشى؟ هي فعلت الفعل أو ما فعلت؟ ّ‬ ‫ُ‬

‫تمشيت‪ ،‬إ ًذا يصح أن نجعل الواو عاطفة أو ال يصح؟ يصح‬


‫تمشت‪ ،‬وأنت ّ‬
‫تمشت؟ َّ‬
‫أو ما َّ‬

‫‪018‬‬
‫(تمشيت والقط ُة)‬
‫ُ‬ ‫أن نجعل الواو عاطفة؛ ألنها فعلت الفعل معك‪ ،‬لكن األدق أن تقول‬

‫(تمشيت والقطة) لتب ِّين أنها فعلت الفعل دون قصد وإنما فعلته فقط‬
‫ُ‬ ‫فتعطف‪ ،‬أو تقول‬

‫(تمشيت والقط ُة) صح؛ ألنها‬


‫ُ‬ ‫(تمشيت والقطة) ولو قلت‬
‫ُ‬ ‫ألنها بمعيتك؟ األدق أن تقول‬
‫ٍ‬
‫حينئذ‪.‬‬ ‫فعلت الفعل‪ ،‬لكن تضعف البالغة‬

‫افرت وزيدً ا) زيد فعل السفر معك أو ما فعل؟ نعم‬


‫أيضا‪ :‬لو قلت لي (س ُ‬
‫مثال ذلك ً‬

‫(سافرت وزيدً ا)؟ ل ُتخبر أنه لم يقصد السفر‪ ،‬وإنما‬


‫ُ‬ ‫فعله‪ ،‬لكن لماذا نصبت عندما قلت‬

‫سافر فقط من أجلك‪ ،‬يعني ألزمت عليه أن يسافر معك ففعل من أجلك‪ ،‬لو لم ُتسافر ما‬

‫كان ليسافر‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫(ذهبت‬
‫ُ‬ ‫(خرجنا إلى البر وزيدً ا) يعني ألزمت عليه حتى ذهب معك‪ ،‬لكن لو قلت‬

‫إلى البر وزيدٌ ) صار الكالم صحيحًا‪ ،‬ألنه فعل الفعل معك‪ ،‬فلهذا ذكر ابن آجروم مثالين‬

‫َ‬
‫والجيش" » األمير جاء إلى هذه المنطقة‪ ،‬فعل المجيء‬ ‫األمير‬
‫ُ‬ ‫فقال‪« :‬نحو قولك‪" :‬جاء‬

‫قاصدً ا‪ ،‬والجيش؟ جاء األمير إلى المنطقة قاصدً ا أم جاء فقط ألنه في معية الجيش؟ فقط‬

‫ألنه بمعية الجيش‪ ،‬لو لم يجيء األمير لم يجيء الجيش‪ ،‬فيصح أن تقول (جاء األمير‬

‫األمير والجيش) يعني بمع َّية‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫والجيش) ألن الجيش جاء‪ ،‬لكن األدق أن تقول (جاء‬

‫الجيش‪.‬‬

‫والمثال الثاني‪« :‬استوى الماء والخش َب َة» في األنهر الكبيرة يضعون خشبة وعليها‬

‫أرقام ليعرفوا مستوى ارتفاع الماء‪ ،‬فالماء ارتفع إلى الرقم الفالني‪ ،‬فإذا زاد الفيضان‪ ،‬قد‬

‫يزيد الفيضان حتى يصل الماء إلى رأس الخشبة‪ ،‬ارتفع الماء حتى ساوى الماء الخشبة‪ ،‬ما‬

‫الذي ارتفع حتى ساوى الخشبة؟ كالهما أم الماء فقط؟ الماء الذي ارتفع وساوى‪ ،‬أما‬

‫‪019‬‬
‫الخشبة فثابتة‪ ،‬إ ًذا (فاستوى الماء) هو الذي استوى (والخشبة) هنا ال يصح فيها إال‬

‫نصب‪ ،‬يعني‪ :‬استوى الماء مع الخشبة‪.‬‬

‫نعود بعد ذلك إلى بقية المنصوبات‪ ،‬بعد ظرف الزمان والمكان‪ ،‬ذكر ابن آجروم‬

‫الحال‪ ،‬فقال‪« :‬باب الحال»‪.‬‬ ‫باب‬


‫الحال‬
‫الحال كما سبق أن شرحناه عندما تكلمنا عن النعت والصفة‪ ،‬عرفنا أن الحال هو‬

‫(الصفة إذا خالفت الموصوف بالتعريف والتنكير) كقولك (جاء زيدٌ خائ ًفا) ولو قلت‬

‫(جاء زيدٌ الخائف) لكان صف ًة نعتًا‪.‬‬

‫طيب‪ :‬هذا من حيث اللفظ‪ ،‬من حيث اإلعراب‪ ،‬لكن من حيث المعنى هل (جاء‬

‫الخائف) معنى (جاء زيدٌ خائ ًفا)؟ المعنى العام واحد‪ ،‬وهو أن الخوف من صفة زيد‪،‬‬
‫ُ‬ ‫زيدٌ‬

‫الخوف في المثالين من صفة زيد‪َّ ،‬إال أن في قولك (جاء زيدٌ الخائف) جعلته مثله في‬

‫التعريف‪ ،‬و(جاء زيدٌ خائ ًفا) خالفت بين التعريف والتنكير‪ ،‬هذا في المعنى اإلجمالي‪،‬‬

‫لكن في المعنى الدقيق يختلف؛ ألن الصفة‪/‬النعت ُّ‬


‫تدل على أن هذه الصفة معروفة في‬

‫الموصوف‪.‬‬

‫إذا قلت (جاء زيدٌ الخائف) فمعنى ذلك أن الخوف من صفة زيد معروفة‪ ،‬ألن‬

‫اإلنسان ما ُيوصف َّإال بصفة معروفة فيه‪ ،‬وليس شر ًطا أن تكون مالزمة‪ ،‬فقد تكون مالزمة‬

‫كـ (جاء زيدٌ الطويل)‪ ،‬وقد تكون غير مالزمة لكنها معروفة فيه ومن صفاته المعروفة‪ ،‬كـ‬

‫ال فقلت (جاء زيدٌ خائ ًفا)‪،‬‬


‫خائف) معروف أنه كثير الخوف‪ ،‬لكن لو قلبتها حا ً‬
‫ُ‬ ‫(جاء زيدٌ‬

‫فالحال‪ُ :‬تب ِّين هيئة صاحبها وقت الفعل‪.‬‬

‫‪051‬‬
‫الحال‪ :‬تب ِّين هيئة صاحبها ‪-‬يعني زيد‪ -‬وقت الفعل فقط‪ ،‬قبل الفعل ال ُتب ِّي ُن شي ًئا‪،‬‬

‫بعد الفعل ال ُتب ِّي ُن شي ًئا‪( ،‬جاء زيدٌ خائ ًفا) زيد في حالة المجيء وفي أثناء المجيء كان‬

‫خائ ًفا‪ ،‬لكن قبل أو بعد ال ُتب ِّي ُن شي ًئا‪ ،‬قد يكون الخوف من صفاته المعروفة‪ ،‬وقد يكون‬

‫الخوف ليس من صفاته المعروفة‪ ،‬لكن فقط في هذا الوضع كان خائ ًفا‪.‬‬

‫إ ًذا ال يصح في كل حال أن يكون صفة‪ ،‬بل العكس‪ ،‬وإنما ال بد من معرفة المعنى‪،‬‬

‫فالكالم السابق هو كالم لفظي نحوي‪ ،‬فتقول مثالً‪( :‬جاء إنسان) معروف عنه السمت وقلة‬

‫الضحك‪ ،‬فدخل عليك مرة وهو يضحك ماذا تقول؟ تقول (دخل فالن الضاحك) أم‬

‫(دخل فالن ضاح ًكا)؟ الجواب (دخل فالن ضاح ًكا)‪ ،‬لكن إن دخل إنسان معروف ً‬
‫دائما‬

‫بكثرة الضحك؛ فدخل عليك ماذا تقول؟ تقول (دخل فالن الضاحك) أي من صفته‬

‫المعروفة الضحك؛ فلهذا قال ابن آجروم في تعريف الحال‪ « :‬الحال هو‪ :‬االسم‬
‫ِ‬
‫اله ْيئات» إ ًذا الحال ِّ‬
‫تفسر هيئة صاحبها وقت الفعل‪،‬‬ ‫الم َف ِّس ُر لما ا ْن َب َه َم من َ‬
‫المنصوب‪ُ ،‬‬
‫الله راكِ َبًا"‬
‫يت عبدَ ِ‬
‫سر َجًا" و" َل ِق ُ‬
‫ركبت ال َف َر َس ُم َ‬
‫ُ‬ ‫ك‪" :‬جاء زيدٌ راكِ َبًا" و"‬
‫«نحو قولِ َ‬

‫وما أشبه ذلك»‪.‬‬

‫و(ركبت الفرس‬
‫ُ‬ ‫(جاء زيدٌ راك ًبا)‪ :‬راك ًبا حال مِن من؟ من زيد‪ ،‬وزيد فاعل مرفوع‪،‬‬

‫مسرجا حال مِن ماذا؟ من الفرس‪ ،‬من المفعول به‪ ،‬الحال تأتي من الفاعل‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫رجا)‬
‫ُمس ً‬

‫(لقيت) التاء‪ ،‬أنا‬


‫ُ‬ ‫و(لقيت عبد الله راك ًبا) راك ًبا حال من الفاعل‬
‫ُ‬ ‫المفعول به‪ ،‬ومن غيرهما‪،‬‬

‫الراكب أم عبد الله الراكب؟ هذه الحال ملبِسة‪ ،‬يعني قد تكون من الفاعل وقد تكون من‬

‫المفعول به‪ ،‬األصل في ذلك أنه إذا َّ‬


‫دل دليل أو قرينة فالحكم للدليل والقرينة‪ ،‬كأن تقول‬

‫(لقيت هندً ا راكبةً) الحال للمفعول به‪ ،‬فإن لم يكن‬


‫ُ‬ ‫(لقيت هندً ا راك ًبا) الحال للتاء‪ ،‬أو‬
‫ُ‬

‫‪050‬‬
‫(لقيت عبد الله راك ًبا) فالحال للقريب‪ ،‬يعني لك أم لعبد الله؟ للقريب‪،‬‬
‫ُ‬ ‫دليل وال قرينة‬

‫(لقيت‬
‫ُ‬ ‫(لقيت عبد الله راك ًبا) لعبد الله‪ ،‬إن لم يكن دليالً وال قرينة تكون الحال للقريب‬
‫ُ‬

‫عبد الله راك ًبا)‪ ،‬لكن لو قلت (أردت أنها لي) نقول‪ :‬ال يوجد دليل أنها لك‪ ،‬كان يجب أن‬

‫(لقيت راك ًبا عبد الله) وال يجوز أن تؤخرها عنك َّإال إذا كان هناك دليل أو‬
‫ُ‬ ‫ُتقدِّ مها‪ ،‬تقول‬

‫قرينة‪.‬‬

‫يكون إال بعد تمام الكالم‪ ،‬وال‬


‫ُ‬ ‫قال ابن آجروم‪ « :‬وال يكون الحال إال نَكِ َرةً‪ ،‬وال‬
‫ِ‬
‫صاح ُبها إال َمعرِفة»‬ ‫صاح ُبها إال َمعرِفة» قوله‪« :‬وال يكون الحال إال نَكِ َرةً‪ ،‬وال يكون‬
‫ِ‬ ‫يكون‬

‫عرفنا أن الحال ال بد أن ُتخالف صاحبها‪ ،‬يعني موصوفها‪ ،‬فموصوفها يكون معرفة‬

‫ال‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫فحينئذ تكون حا ً‬ ‫وتكون هي نكرة‪،‬‬

‫مكمالت‬
‫يكون إال بعد تمام الكالم» يريد أن الحال فضلة‪ ،‬يعني من ِّ‬
‫ُ‬ ‫وقوله‪« :‬وال‬

‫الجملة‪ ،‬ليس من ال ُعمد‪ ،‬عرفنا ال ُعمد‪ ،‬العمد‪ :‬المبتدأ والخبر والفاعل‪ ،‬ما سوى ذلك‬

‫مكمالت‪.‬‬
‫ُيسمى فضالت أو ِّ‬

‫طيب‪ :‬قال تعالى‪( :‬ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ) [البقرة‪( ]664:‬بعث الله‬

‫النبيين) فعل فاعل ومفعول به‪( ،‬مبشرين) حال‪ ،‬يعني‪ :‬بعثهم الله حالة كونهم ّ‬
‫مبشرين‬

‫عرفت مبشرين وقلت (بعث الله النبيين المبشرين والمنذرين) صار صفةً‪.‬‬
‫ومنذرين‪ ،‬لو َّ‬

‫طيب‪( :‬ﯩ ﯪ ﯫ) [الملك‪ ]66:‬مك ًّبا‪ :‬حال‪ ،‬يعني‪ :‬أفمن يمشي حال كونه مك ًّبا‪،‬‬

‫ُمك ًّبا حال من ماذا؟ من فاعل يمشي‪ ،‬أفمن يمشي هو حال كونه ُمك ًّبا‪ ،‬قوله تعالى‪:‬‬

‫دائما حركة‪( ،‬ﯷ‬


‫(ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ) [إبراهيم‪ ]44:‬دائبين‪ :‬يعني ً‬

‫‪051‬‬
‫ﯸ ﯹ ﯺ ﯼ) حال كونهما (دائبين)‪ ،‬ما إعراب (دائبين)؟ حال‪ ،‬ولو قال‬

‫(الدائبين) لكان صفةً‪.‬‬

‫كذلك قوله‪( :‬ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ) [طه‪ ]01:‬ما إعراب (غضبان)؟‬

‫حال‪ ،‬يعني‪ :‬حال كونه غضبان‪ ،‬لكن ممنوع من الصرف‪( ،‬أس ًفا) يعني شديد الغضب‪ ،‬فـ‬

‫(محمدٌ‬
‫َّ‬ ‫(غضبان) حال‪ ،‬و(أس ًفا) حال ثانية‪ ،‬والحال قد تتكرر‪ ،‬وال إشكال‪ ،‬مثل الخبر‪:‬‬
‫كاتب شاعر) ال إشكال‪ ،‬خبر أول وخبر ٍ‬
‫ثان‪ ،‬هذا هو الحال‪.‬‬

‫باب‬ ‫الم َف ِّس ُر لما‬


‫ننتقل إلى التمييز‪ ،‬قال‪« :‬باب التمييز‪ :‬التمييز هو‪ :‬االسم المنصوب‪ُ ،‬‬
‫التمييز‬ ‫ا ْنبهم من َّ ِ‬
‫طاب‬
‫حمًا" و" َ‬ ‫ب زيدٌ َع َر َقًا"‪ ،‬و" َت َف َّق َأ َب ٌ‬
‫كر َش َ‬ ‫الذ َوات‪ ،‬نحو قولك‪" :‬ت ََص َّب َ‬ ‫ََ َ‬

‫َعج ًة" و"زيدٌ َأ َ‬


‫كر ُم منك‬ ‫تسعين ن َ‬
‫َ‬ ‫عشرين غالمًا" و" َم َل ُ‬
‫كت‬ ‫َ‬ ‫اشتريت‬
‫ُ‬ ‫محمدٌ َن ْف َسًا" و"‬

‫َأ َبًا" و" َأ َ‬


‫جم ُل منك وجهًا"»‪.‬‬

‫اسم منصوب على معنى (مِن)‪ ،‬يمكن أن ُتقدِّ ر‬


‫التمييز‪ :‬التمييز سهل‪ ،‬ألن التمييز ٌ‬
‫بهما قبله‪ ،‬ما معنى مبهم؟ يعني يحتمل أكثر‬ ‫ِ‬
‫اسما ُم ً‬
‫يفسر ً‬
‫قبله (من)‪ ،‬وظيفته وفائدته‪ :‬أنه ِّ‬
‫(اشتريت عشرين) عرفنا أنك اشتريت عشرين‪ ،‬عشرين ماذا؟ ُمبهم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫معنى‪ ،‬فإذا قلت‪:‬‬
‫ً‬ ‫من‬

‫قلما) يعني عشرين من األقالم‪( ،‬اشريت عشرين بقرة) يعني من‬


‫(اشريت عشرين ً‬
‫ُ‬ ‫فتقول‬

‫األبقار‪( ،‬عندي خمسون)‪( ،‬عندي خمسون ثو ًبا) يعني من األثواب‪ ،‬وهي على معنى‬

‫(مِن)‪.‬‬

‫قت بصاعٍ) ( ُب ًّرا) يعني بصا ٍع من ُب ٍّر‪ ،‬على معنى (مِن)‪ ،‬ولو قلت (طاب‬
‫تقول (تصدّ ُ‬

‫زيد) صفة الطيبة هي لزيد‪ ،‬طيب‪ :‬طاب زيد من أي جهة؟ ربما (طاب زيد أ ًبا)‪( ،‬طاب زيد‬

‫‪051‬‬
‫علما)‪( ،‬طاب زيد خل ًقا)‪ ،‬طاب زيد ماذا؟ من أي جهة؟ تقول (طاب زيدٌ خل ًقا) يعني‪:‬‬
‫ً‬
‫نفسا) من جهة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫علما) من جهة العلم‪( ،‬طاب زيدٌ ً‬
‫طاب زيد من جهة الخلق‪( ،‬طاب زيد ً‬
‫النفس‪( ،‬طاب زيدٌ نس ًبا) من جهة النسب‪ ،‬إ ًذا هي على معنى (مِن)‪ ،‬لكن من جهته –من‬

‫هذه الجهة‪ -‬فالتمييز هو اسم منصوب على معنى (مِن)‪.‬‬

‫ِ‬
‫نفسا)‪،‬‬ ‫األمثلة‪( :‬تصبب زيدٌ عر ًقا)‪ :‬يعني تصبب زيدٌ من جهة العرق‪( ،‬طاب ّ‬
‫محمدٌ ً‬
‫(ملكت تسعين نعجةً)‪( ،‬زيدٌ أكرم منك أ ًبا)‪( ،‬زيد أكرم منك)‬
‫ُ‬ ‫(اشريت عشرين غال ًما)‪،‬‬

‫أكرم منك من أي جهة؟ أكرم منك أ ًبا‪ُ ،‬أ ًّما‪ً ،‬‬


‫علما‪ُ ،‬خل ًقا‪ ،‬أكرم منك ماذا؟ قال‪( :‬أ ًبا) أي من‬

‫(أحسن منك خ ًّطا)‪( ،‬أحسن منك ع ً‬


‫لما)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وجها) أحسن منك‪،‬‬
‫جهة األب‪ ،‬و(أحسن منك ً‬

‫وجها) من جهة‬
‫ً‬ ‫وجها) يعني مبهم‪ ،‬احتمال أشياء كثيرة‪( ،‬أحسن منك‬
‫ً‬ ‫(أحس ُن منك‬

‫الوجه‪ ،‬إ ًذا فالتمييز على معنى (مِن)‪.‬‬

‫يزعم بعضهم –بعض الطالب– يقول‪ :‬ما الفرق بين الحال والتمييز؟ فنقول‪ :‬ال‬

‫يوجد شبه أصالً بين الحال والتمييز لتقول ما الفرق بينهما‪ ،‬ال يوجد فرق‪ ،‬ال يوجد شبه‪،‬‬

‫الحال على معنى (في)‪ ،‬والتمييز على معنى (مِن)‪ ،‬كيف تقول‪ :‬ما الفرق بينهما؟ تقول‬

‫(جاء زيدٌ ضاح ًكا) كيف يكون على معنى مِن؟ ال يمكن‪ ،‬يعني‪ :‬جاء زيد في حال‬

‫الضحك‪ ،‬حال كونه ضاح ًكا‪ ،‬بخالف لو قلت (زارني خمسة عشر رجالً) على معنى‬

‫(في)؟ ال يأتي‪ ،‬بل على معنى (مِن) يعني من الرجال‪ ،‬فال يوجد أي تشابه بين الحال‬

‫وفرقنا‪ ،‬قلنا‪ :‬الحال ُيخالف‬


‫والتمييز‪ ،‬التشابه قد يكون بين الحال والنعت‪/‬الصفة‪َّ ،‬‬
‫وتنكيرا‪ ،‬الصفة‪/‬النعت توافق الموصوف والتعريف والتنكير‪.‬‬
‫ً‬ ‫الموصوف تعري ًفا‬

‫‪051‬‬
‫وضوحا في التمييز ونقول‪ :‬هناك مواضع معينة للتمييز‪ ،‬أي‬
‫ً‬ ‫ومع ذلك نزيد األمر‬

‫هناك مواقع ال يقع فيها َّإال التمييز‪ ،‬إذا رأيت فيها ً‬


‫اسما منصو ًبا فاعلم أنه تمييز‪ ،‬ال يكون‬

‫شي ًئا آخر‪.‬‬

‫من مواضع التمييز‪ :‬االسم المنصوب بعد أفعل‪ ،‬أفعل التفضيل (أكبر‪ ،‬أصغر‪ ،‬أقوى‪،‬‬

‫اسم منصوب‪ ،‬هذا االسم المنصوب تمييز‪،‬‬


‫أضعف‪ ،‬أجمل‪ ،‬أحسن) إذا أتاك أفعل وبعده ٌ‬

‫(ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ) [الكهف‪( ،]43:‬أنا أحس ُن منك ً‬


‫وجها)‪( ،‬أنا أقوى منك يدً ا)‪( ،‬أنا أحسن‬

‫منك كتابةً)‪( ،‬أنا أجمل منك خ ًّطا)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫من مواضع التمييز‪ :‬االسم المنصوب بعد العدد‪ ،‬أي اسم منصوب بعد عدد فهو‬

‫تمييز‪ ( ،‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [يوسف‪( ، ]3:‬ﮔ ﮕ ﮖ) [النور‪( ، ]3:‬ﮚ ﮛ‬

‫ﮜ ﮝ) [ص‪ ...]64:‬وهكذا‪.‬‬

‫من مواضع التمييز‪ :‬االسم المنصوب بعد المقادير‪ ،‬أي كلمة ُّ‬
‫تدل على مقدار –يعني‬

‫صاع‬ ‫ِ‬
‫صاع زبي ًبا)‪( ،‬عندي ٌ‬
‫صاع ُب ًّرا)‪( ،‬عندي ٌ‬
‫وزن‪ ،‬مساحة‪ ،‬حجم– أي مقدار‪ ،‬مثل (عندي ٌ‬
‫ماشا)‪( ،‬عندي ٌ‬
‫رطل زيتًا) من األرطال‪.‬‬ ‫ذراع ُق ً‬ ‫شعيرا)‪( ،‬عندي مِ ٌتر ُق ً‬
‫ماشا)‪( ،‬عندي ٌ‬ ‫ً‬

‫هذه من المواضع الخاصة بالتمييز‪ ،‬قال سبحانه وتعالى‪( :‬ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ‬

‫ﭲ ﭳ ﭴ) [المزمل‪ ]1:‬اسمان منصوبان بعد أفعل‪ ( ،‬ﭰ ﭱ)‪ ( ،‬ﭲ ﭳ)‪ ،‬قال‬

‫تعالى‪( :‬ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) [البقرة‪ ]640:‬صبغة‪ :‬اسم منصوب بعد (أحسن)‬

‫تمييز‪.‬‬

‫‪055‬‬
‫قال‪:‬‬

‫على النفس من وقع الحسام المهند‬ ‫وظلم ذوي القربى أشد مضاضة‬

‫أين التمييز؟ (أشدُّ مضاضة) أشد‪ :‬أفعل‪ ،‬ومضاضة‪ :‬اسم منصوب بعد أفعل‪ ،‬هذا ما‬

‫يتعلق بالتمييز‪ ،‬انتهينا منه‪ ،‬ننتقل إلى المنصوب التالي وهو‪ :‬المستثنى‪.‬‬

‫قال ابن آجروم‪« :‬باب االستثناء‪ :‬وحروف االستثناء ثمانية‪ ،‬وهي‪ :‬إال‪ ،‬وغ ُير‪،‬‬ ‫باب‬
‫ِ‬ ‫الاستثناء‬
‫وخال‪ ،‬و َعدا‪ ،‬وحاشا» إ ًذا ذكر ثمانية أدوات لالستثناء‪.‬‬
‫وس َوا ٌء‪َ ،‬‬
‫وسوى‪َ ،‬‬
‫وسوى‪ُ ،‬‬

‫مما ُيؤخذ عليه‪ ،‬فإن هذه األدوات ليست كلها‬


‫قال‪« :‬حروف االستثناء» وهذا َّ‬
‫وى‪ ،‬وسواء) فهذه أسماء‪ ،‬وأما (خال‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ُحرو ًفا‪ ،‬فـ َّ‬
‫وس ً‬
‫(غير‪ ،‬وسوى‪ُ ،‬‬
‫حرف نعم‪ ،‬أما ُ‬
‫ٌ‬ ‫(إال)‬

‫وعدا‪ ،‬وحاشا) فهذه تكون حرو ًفا وتكون أفعا ً‬


‫ال‪ ،‬فكان ينبغي أن يقول (أدوات االستثناء)‬

‫ليشمل الجميع‪.‬‬

‫ما ُأ ُّم أدوات االستثناء؟ ّ‬


‫(إال)‪ ،‬فلهذا سيبدأ بالكالم بها‪ ،‬ولهذا قال‪ « :‬فالمستثنى بإال‬

‫الناس إال‬
‫ُ‬ ‫موج َبًا‪ ،‬نحو‪" :‬قام القو ُم إال زيد ًا" و"خرج‬
‫َ‬ ‫ب إذا كان الكال ُم تامًا‬
‫نص ُ‬
‫ُي َ‬
‫ِ‬
‫تامًا جاز فيه ال َبدَ ُل والن ُ‬
‫َّصب على االستثناء‪ ،‬نحو‪" :‬ما قام‬ ‫َعم َر ًا"‪،‬وإن كان الكال ُم منف َّيًا َّ‬
‫القوم إال زيد ًا" و"إال زيدٌ "‪ .‬وإن كان الكالم ِ‬
‫ناق َصًا كان على َح َسب العوامل‪ ،‬نحو‪" :‬ما‬ ‫ُ‬
‫مررت إال ٍ‬
‫بزيد"»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ضربت إال زيد ًا" و"ما‬
‫ُ‬ ‫قام إال زيدٌ " و"ما‬

‫االستثناء أسلوب عربي معروف‪ ،‬يتكون من ثالثة أركان‪ ،‬تقول‪( :‬جاء الضيوف َّإال‬

‫خالدً ا)‪ ،‬الركن األول‪ :‬المستثنى منه (الضيوف)‪ ،‬الركن الثاني‪ :‬أداة االستثناء َّ‬
‫(إال)‪ ،‬الركن‬

‫الثالث‪ :‬المستثنى (خالدً ا)‪.‬‬

‫‪056‬‬
‫قصا؟‬ ‫إ ًذا فاالستثناء ثالثة أركان‪ ،‬إذا جاءت كلها َّ‬
‫يسمى استثنا ًء تا ًّما أم استثنا ًء نا ً‬

‫سمى استثنا ًء تا ًّما‪ ،‬ألن أركانه كلها موجودة‪ ،‬فهي تا َّمة‪ ،‬فإذا نقص مستثنى منه قلت (ما‬
‫ُي َّ‬
‫جاء َّإال خالد) فما بال المستثنى منه؟ األداة موجودة والمستثنى موجود‪ ،‬لكن المستثنى‬

‫ناقصا‪ ،‬إذا سقط‬


‫ناقصا؟ ُيسمى استثنا ًء ً‬
‫منه سقط (ما جاء إال خالد)‪ُ ،‬يسمى استثنا ًء تا ًّما أم ً‬

‫المستثنى منه‪ ،‬إ ًذا فاالستثناء إ َّما تا ًّما وإ َّما ً‬


‫ناقصا‪.‬‬

‫تمت فيه أركان االستثناء‪ ،‬إ َّما أن ُيسبق بنفي (ما جاء‬
‫طيب‪ :‬االستثناء التام‪ :‬ما ّ‬
‫الضيوف َّإال خالد)‪ ،‬وإ َّما أال ُيسبق بنفي (جاء الضيوف َّإال خالدً ا)‪.‬‬

‫طيب‪ :‬إذا كان تام ومسبوق بنفي نسميه (تا ّم منفي)‪ ،‬وإذا كان تام غير مسبوق بنفي‬

‫سمى (تام غير منفي) أو (تام مثبت) أو (تام موجب)‪.‬‬


‫ُي َّ‬

‫أنواع‬ ‫النوع األول‪ :‬االستثناء التام الموجب‪ ،‬مثل (جاء الضيوف َّإال خالدً ا) تا ٌم‪ ،‬كل‬
‫الاستثناء‬
‫ومسبق بنفي‪ ،‬ما حكم المستثنى فيه؟ وجوب النصب‪( ،‬جاء)‬
‫ٌ‬ ‫مثبت‬
‫ٌ‬ ‫األركان موجودة‪،‬‬

‫فعل‪( ،‬الضيوف) فاعل‪َّ ،‬‬


‫(إال) أداة استثناء مبني على السكون ال محل له من اإلعراب‪ ،‬ألنه‬

‫حرف استثناء‪( ،‬خالدً ا) مستثني منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪( ،‬نجح الطالب َّإال‬

‫المهمل)‪( ،‬سافر إخواني َّإال زيدً ا)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫النوع الثاني‪ :‬االستثناء التام المنفي‪ :‬مثل (ما جاء الضيوف َّإال خالد) ما حكم‬

‫المستثنى فيه؟ يجوز فيه وجهان‪ :‬األول النصب على االستثناء‪ ،‬كالسابق‪( ،‬ما جاء‬

‫الضيوف َّإال خالدً ا) نقول‪ :‬مستثنى منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪ ،‬الوجه الثاني الجائز‪ :‬أن‬

‫تجعل المستثنى بد ً‬
‫ال من المستثنى منه فيكون تاب ًعا‪ ،‬فتقول‪( :‬ما جاء الضيوف) فاعل‬

‫مرفوع َّ‬
‫(إال خالدٌ ) بدل من الضيوف مرفوع‪ ،‬وعالمة رفعه الضمة‪.‬‬

‫‪057‬‬
‫ال من المستثنى منه‪ ،‬فتقول‪( :‬ما سافر إخواني َّإال زيدٌ )‪( ،‬ما‬
‫أن يكون المستثنى بد ً‬

‫محمدٌ )‪ :‬المستثنى منه‬ ‫ٍ‬


‫بأحد َّإال‬ ‫مررت‬
‫ُ‬ ‫الطالب َّإال المجتهد)‪ ،‬لو قلت مثالً‪( :‬ما‬ ‫نجح‬
‫ّ‬ ‫ُ‬

‫مررت‬
‫ُ‬ ‫محمد) هذا استثناء تام منفي‪ ،‬لك في المستثنى النصب (ما‬ ‫(إال‬ ‫ٍ‬
‫(أحد) مجرور‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫محمدً ا) مستثنى منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪ ،‬ولك البدل‪ ،‬ماذا تقول في‬ ‫ٍ‬
‫بأحد َّإال‬
‫َّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫جره الكسرة‪.‬‬ ‫مررت بأحد َّإال َّ‬
‫محمد) بدل من (أحد) مجرور‪ ،‬وعالمة ِّ‬ ‫ُ‬ ‫البدل؟ (ما‬

‫النوع الثالث‪ :‬االستثناء الناقص‪ ،‬يعني الذي لم ُيذكر فيه مستثنى منه‪ ،‬كقولك (ما‬

‫(إال)‪ ،‬يعني‪ :‬كأن َّ‬


‫(إال) غير‬ ‫محمد) هذا االستثناء ُت ِ‬
‫عر ُب فيه المستثنى على ما قبل َّ‬ ‫جاء َّإال َّ‬

‫موجودة‪ ،‬فتقول‪( :‬ما جاء َّإال خالد) ُت ُ‬


‫عرب مثل إعرابك (جاء خالد) خالدٌ فاعل‪ ،‬تقول‪:‬‬

‫(أكرمت خالدً ا) مفعول به‪.‬‬


‫ُ‬ ‫(ما أكرمت َّإال خالدً ا)‬

‫طيب‪( :‬ما جاء خالدٌ َّإال خائ ًفا) ما إعراب خائ ًفا؟ حال‪ ،‬كـ (جاء خالد خائفًا)‪( .‬ما‬

‫صباحا) ظرف زمان‪.‬‬


‫ً‬ ‫جاء خالدٌ ّإال حبًا لك)؟ مفعول ألجله‪( ،‬ما جاء خالد َّإال‬

‫إ ًذا فالمستثنى‪:‬‬

‫إن كان استثنا ًء تا ًّما ُمثبتًا وجب نصب المستثنى‪( ،‬ما جاء الضيوف َّإال خالدً ا)‪.‬‬

‫وإن كان تا ًّما منف ًّيا جاز فيه الوجهان‪ :‬النصب على االستثناء‪( ،‬ما جاء الضيوف َّإال‬

‫ال من المستثنى منه‪( ،‬ما جاء الضيوف َّإال خالدٌ )‪.‬‬


‫خالدً ا)‪ ،‬أو أن تجعله بد ً‬

‫(إال) على حسب ما قبل َّ‬


‫(إال)‪ .‬وهذا الذي قاله ابن‬ ‫االستثناء الناقص‪ُ :‬ت ُ‬
‫عرب ما بعد َّ‬

‫آجروم قبل قليل‪.‬‬

‫‪058‬‬
‫مجرور ال غير» بعد أن انتهى‬ ‫وسوى‪ ،‬وسوى‪ ،‬وس ٍ‬
‫واء‪،‬‬ ‫ثم قال‪« :‬والمستثنى بغيرِ‪ِ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫(إال) انتقل إلى الكالم على االستثناء من ٍ‬
‫(غير) و(سوى)‪.‬‬ ‫الكالم عن َّ‬

‫ٍ‬
‫خالد)‪ .‬طيب‪ :‬وسوى؟ سوى فيها‬ ‫االستثناء بـ (غير) كأن تقول (جاء الضيوف غير‬

‫لغات‪ ،‬يقال ِسوى‪ ،‬ويقال‪ُ :‬سوى‪ ،‬ويقال سواء‪ ،‬كله بمعنى واحد‪ ،‬فهي لغوية وليست‬
‫ٍ‬
‫خالد)‪( ،‬غير‪ ،‬سوى) كما قلنا قبل قليل أسماء أم‬ ‫نحوية‪ ،‬فتقول‪( :‬جاء الضيوف سوى‬

‫حروف؟ أسماء‪ ،‬فألنها أسماء يقع اإلعراب عليها‪ ،‬يقع إعراب االستثناء عليها هي‪ ،‬ثم‬
‫الضيوف غير ٍ‬
‫زيد)‪( ،‬جاء‬ ‫ُ‬ ‫تكون بعد ذلك مضاف وما بعدها مضاف إليه‪ ،‬فتقول (جاء‬

‫الضيوف) فعل فاعل‪ ،‬و(غير) االستثناء وقع عليها‪( ،‬غير) تنصب (غير)‪ ،‬وهو مضاف‪،‬‬

‫دائما مجرور‪ ،‬ولهذا قال‪« :‬والمستثنى بغيرِ‪ ،‬وسوى‬


‫وخالد مضاف إليه‪ ،‬والمضاف إليه ً‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يكون مضا ًفا إليه‪.‬‬ ‫مجرور ال غير» ألنه‬

‫طيب‪ :‬لو قلت في االستثناء التام المنفي‪( :‬ما جاء الضيوف) ماذا تقول في غير؟ لك‬
‫ٍ‬
‫خالد)‪ ،‬أو ُتبدل (ما جاء‬ ‫فيها الوجهان‪ :‬إ َّما أن تنصب على االستثناء (ما جاء الضيوف غير‬
‫ٍ‬
‫خالد)‪.‬‬ ‫غير‬
‫الضيوف ُ‬

‫ٍ‬
‫خالد) جاء‪ :‬فعل‪ ،‬وغير‪ :‬فاعل‪ ،‬إ ًذا‬ ‫ناقصا؟ (ما جاء غير‬
‫طيب‪ :‬فإذا كان االستثناء ً‬

‫أحكام المستثنى كلها بعد َّ‬


‫(إال) ستنقلها وتجعلها على كلمة (غير)‪ ،‬وهي ُمضاف وما‬

‫بعدها مضاف إليه مجرور‪.‬‬

‫والمستثنى بِخَ ال‪ ،‬و َعدَ ا‪،‬‬


‫ثم انتقل إلى االستثناء بـ (خال‪ ،‬وعدا‪ ،‬وحاشا) فقال‪ُ « :‬‬
‫ٍ‬
‫وزيد" و"عدا َعمر ًا وعمرٍو"‬ ‫وج ُّره‪ ،‬نحو‪" :‬قام القو ُم خال زيد ًا‪،‬‬
‫وحاشا‪ ،‬يجوز نص ُبه َ‬

‫كر ًا و َبكرٍ"»‪.‬‬
‫و"حاشا َب َ‬

‫‪059‬‬
‫مجرورا‬
‫ً‬ ‫هذه األدوات الثالث (عدا‪ ،‬وخال‪ ،‬وحاشا) جاء في اللغة ما بعدها‬
‫زيد)‪ ،‬و(جاء القوم عدا زيدً ا) و(خال ٍ‬
‫زيد) و(خال زيدً ا)‪،‬‬ ‫ومنصوبا‪ ،‬فيقال‪( :‬جاء القوم عدا ٍ‬
‫ً‬

‫مجرورا‬
‫ً‬ ‫مجرورا ويأتي منصو ًبا‪ ،‬فقال العلماء‪ :‬إذا كان الذي بعدها‬
‫ً‬ ‫الذي يأتي بعدها يأتي‬

‫اسم مجرور بها‪ ،‬فلهذا يذكرونها في‬ ‫ٍ‬


‫(جاء القوم عدا زيد) فنقول إنها حرف‪ ،‬فما بعدها ٌ‬
‫زيد) عدا‪ :‬حرف جر‪ٍ ،‬‬
‫وزيد‪ :‬اسم مجرور‪.‬‬ ‫حروف الجر عند التفصيل‪( ،‬جاء القوم عدا ٍ‬

‫طيب‪ :‬فإذا الصفة التي بعدها (جاء القوم عدا زيدً ا) قالوا‪ :‬عدا هنا فعل ماضي‪ ،‬عدا‬

‫بمعنى تجاوز‪ ،‬فعل ماضي‪ ،‬فتحتاج إلى فاعل ومفعول به‪ ،‬فـ (عدا زيدً ا) زيدً ا مفعول به‪،‬‬

‫والفاعل‪ :‬ضمير مستتر‪ ،‬تقديره هو‪ ،‬يعود إلى مفهوم سابق‪ُ ،‬تقدِّ ُر مفهو ًما ساب ًقا‪ ،‬مثل (جاء‬

‫القوم عدا هؤالء الذين جاؤوا زيدً ا) يعني عدا مجيئهم زيدً ا‪ ،‬جاوزوه‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬

‫الخالصة أن (عدا) و(خال) و(حاشا) إن جررت ما بعدها صارت حروف جر وما‬

‫بعدها مجرور‪ ،‬وإن نصبت ما بعدها صارت أفعا ً‬


‫ال ماضية‪ ،‬فما بعدها مفعول به منصوب‪،‬‬

‫والفاعل‪ :‬ضمير مستتر تقديره هو‪ ،‬فلهذا قال ابن آجروم‪ :‬يجوز ما بعدها نص ُبه على أنه‬

‫اسم مجرور‪ .‬هذا ما يتعلق بباب االستثناء‪.‬‬


‫وجره على أنه ٌ‬
‫مفعول به‪ُّ ،‬‬

‫ننتقل إلى باب ال‪ ،‬قال‪« :‬باب ال» يعني في نحو (ال رجل في البيت)‪( ،‬ال تفاحة في‬ ‫باب‬

‫ِ‬ ‫لا‬
‫ويسميه النحويون‪( :‬باب ال النافية‬
‫ِّ‬ ‫المعرض)‪« ،‬باب ال»‪،‬‬ ‫الشجرة)‪( ،‬ال سيارة في‬

‫للجنس)‪ ،‬يعني‪ :‬النحو فيه أسرار كثيرة جميلة‪ ،‬لكن الوقت ال يسمح أن نشرحها‪ ،‬اإلنسان‬

‫إذا فهم اللغة بشيء من أسرارها يتلذذ بها‪( ،‬ال النافية للجنس)‪.‬‬

‫(محمدٌ ال ُي ُ‬
‫همل‬ ‫َّ‬ ‫ال النافية للجنس هي ال النافية‪ ،‬ال النافية قد تدخل على فع ٍل‬

‫واجباته) ما لنا عالقة بها‪ ،‬هذه ال هاملة ال عمل بها‪ ،‬دخلت على الفعل‪ ،‬ال‪ ،‬نريد ال التي‬

‫‪061‬‬
‫تدخل على اسم‪ ،‬طيب‪ :‬إذا دخلت على ٍ‬
‫اسم (ال رجل في البيت)‪( ،‬ال شجرة في‬

‫الحديقة) إذا دخلت على ٍ‬


‫اسم‪:‬‬

‫إ َّما أن ُتريد بها نفي الجنس‪ ،‬تقول (ال رجل في الدَّ ار) بمعنى أن هذه الدار ليس فيها‬

‫أحد من جنس الرجال‪ ،‬كيف ما فيها أحد من جنس الرجال؟ يعني فيها رجل؟ ال‪ ،‬فيها‬

‫رجالن؟ ال‪ ،‬فيها رجال؟ فيها رجل نائم؟ فيها رجل مريض؟ ال‪ ،‬ما في أحد من جنس‬

‫الرجال‪( ،‬ال رجل في الدار)‪.‬‬

‫وقد يكون المعنى المراد بالنفي النفي العام (ال رجل في الدار) نفي عام‪ ،‬ال ُتريد أن‬

‫نصا على نفي الجنس‪ ،‬وإنما تريد مطلق النفي‪ ،‬مطلق النفي قد ُتريد به (ال ٌ‬
‫رجل في‬ ‫تنص ًّ‬
‫ُّ‬

‫الدار) يعني هذه الدار ما فيها رجل‪ ،‬لكن فيها رجال‪( ،‬ال رجل في الدار بل فيها رجال)‬

‫هذه الشجرة تقول مثالً‪( :‬شجرتكم هذه ما فيها إال تفاحة) تقول (ال تفاحة في الشجرة بل‬

‫تفاح كثير) النفي موجود لكن عندما قلت (ال تفاحة في الشجرة) لم ُترد نفي الجنس‪،‬‬

‫أردت نفي الواحدة‪.‬‬


‫َّ‬ ‫كثيرا من هذا الجنس‪ ،‬وإنما‬
‫أثبت ً‬
‫ألنك َّ‬

‫تفرق بين المعنيين؟ هل تريد نفي‬


‫نصا‪ ،‬كيف ِّ‬
‫أردت أن تنفي الجنس ًّ‬
‫َّ‬ ‫طيب‪ :‬إذا‬

‫الجنس كل الجنس‪ ،‬أم تريد نفي الواحدة؟ أوجد العرب لك هذا اإلعراب‪ ،‬قالوا‪ :‬إذا‬

‫أردت نفي الواحدة فاجعل (ال) على أصلها‪ ،‬حر ًفا هامالً ليس له عمل‪ ،‬فتقول‪( :‬ال ٌ‬
‫رجل‬ ‫َّ‬
‫عار؟ اسم ٍ‬
‫عار‪ ،‬ما‬ ‫بعار أم اسم ٍ‬
‫مسبوق ٍ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫(رجل)‬ ‫ٌ‬
‫فرجل‪ :‬اسم‪ ،‬و(ال) هاملة‪ ،‬إ ًذا فـ‬ ‫في الدار)‬

‫مرفوعا‪( ،‬ال رجل) اسم‪/‬مبتدأ مرفوع (في الدار) خبر‪.‬‬


‫ً‬ ‫إعرابه؟ مبتدأ‬

‫أردت أن تكون (ال) نافية الجنس‪ ،‬تريد أن تنفي الجنس‪ ،‬ما تقول (في رجل)‪،‬‬
‫َّ‬ ‫أما إذا‬

‫تقول (ما في أحد من جنس الرجال) فاعملها عمل َّ‬


‫(إن) يعني تنصب بها االسم وترفع بها‬

‫‪060‬‬
‫الخبر‪ ،‬تقول (ال رجل في الدار) لكن بال تنوين‪ُ ،‬تعملها عمل َّ‬
‫إن بال تنوين‪( ،‬ال رجل في‬

‫الدار)‪( ،‬ال تفاحة في الشجرة)‪ ،‬ما معنى (ال تفاحة في الشجرة) يعني ليس فيها شيء من‬

‫هذا الجنس‪ ،‬ال تفاحة وال تفاحتان وال أكثر من ذلك‪( ،‬ال سيارة في المعرض) يعني هذا‬

‫المعرض ما فيه شيء من جنس السيارات‪ ،‬فإذا قلت (ال سيار ٌة في المعرض) بالرفع‪ ،‬كان‬

‫نف ًيا عا ًّما‪ ،‬يحتمل أنك تريد أن هذا المرض ما فيه وال سيارة‪ ،‬ويحتمل أنك تريد‪ :‬هذا‬

‫المعرض ما فيه سيارة واحدة‪ ،‬لكن فيه سيارتين أو أكثر‪.‬‬

‫فسموها (ال‬ ‫إ ًذا فإعمال (ال) عمل َّ‬


‫(إن) فائدته في اللغة‪ :‬الداللة على نفي الجنس‪ُّ ،‬‬
‫نصا على نفي الجنس فإنك ُتعمل (ال) عمل َّ‬
‫(إن) لكن‬ ‫أردت الداللة ًّ‬
‫َّ‬ ‫النافية للجنس)‪ ،‬فإذا‬

‫أن ال» يريد ال النافية للجنس‪ ،‬ليس مطل ًقا‪،‬‬


‫بال تنوين‪ ،‬ولهذا قال ابن آجروم‪ « :‬باب ال‪َّ :‬‬
‫َنصب النَّكِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رات بغير تنوين» تنصب‪ ،‬تنصبها‪ ،‬النصب‪ :‬أتى بمصطلح‬ ‫«اعلم َأ َّن "ال" ت ُ‬

‫َكرر‬ ‫ِ‬
‫النكرات بغير تنوين‪ ،‬إذا َ‬ ‫ِ‬
‫باش َرت النكر َة» الشرط األول‪« ،‬ولم َتت َّ‬ ‫ب‬
‫اإلعراب‪ ،‬قال «تَنص ُ‬
‫"ال"» الشرط الثاني «نحو‪" :‬ال َ‬
‫رجل في الدار"»‪.‬‬

‫إ ًذا ال نافية الجنس تعمل عمل َّ‬


‫(إن) فتنصب النكرات بشرطين‪:‬‬

‫أن تباشر النكرة‪ ،‬ليس بينهما فاصل‪.‬‬

‫وأن ال تتكرر‪ ،‬نحو (ال رجل في الدار)‪.‬‬

‫حرف مبني على السكون ال محل له من اإلعراب‪( ،‬رجل)‬


‫ٌ‬ ‫نعرب ال النافية الجنس‪:‬‬

‫اسم ال النافية للجنس منصوب‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة‪( ،‬في الدار) شبه جملة‪ ،‬خبر ال‬

‫النافية للجنس‪.‬‬

‫‪061‬‬
‫َكرار "ال" نحو‪" :‬ال في الدار ٌ‬
‫رجل وال‬ ‫ِ‬
‫وو َجب ت ُ‬
‫الرفع َ‬
‫ُ‬ ‫ب‬
‫وج َ‬
‫قال‪« :‬فإن لم تباشرها َ‬

‫امرأ ٌة"» إذا فصلت بين ال واسمها النكرة بطل عملها‪ ،‬صارت حر ًفا هامالً ُمهمالً‪ ،‬ال عمل‬

‫لها‪ ،‬ووجب أن تكررها‪ ،‬فتقول (ال في الدَّ ار رجل وال امرأة) يعني‪ :‬ال يصح أن تقول (ال‬

‫في الدار رجل) ال يصلح أن تقول (ال في الدار رجل) فقط‪ ،‬أما ال إذا استعملتها فتأتي‬

‫أخرت النكرات ُتكرر (ال في الدار رجل وال‬


‫بعدها بالنكرة (ال رجل في الدار)‪ ،‬فإن ّ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ؟ (ال في الدار رجل)‪( :‬ال) مهملة‪( ،‬في) حرف جر‪،‬‬ ‫امرأة)‪ ،‬فما إعراب رجل‬
‫اسم ٍ‬
‫عار مبتدأ‪ ،‬و(في الدار) خبر ُمقدَّ م‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫و(رجل) ٌ‬ ‫(الدار) اسم مجرور بـ (في)‪،‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬قال‪« :‬فإن تكررت "ال" جا َز إعما ُلها وإلغاؤُ ها‪ ،‬فإن شئت قلت‪" :‬ال‬

‫رجل في الدار وال امرأ َة"‪ ،‬وإن شئت قلت‪" :‬ال ٌ‬


‫رجل في الدار وال امرأ ٌة"»‪ .‬إذا تكررت‬ ‫َ‬

‫(ال) فقلت (ال قلم وال مسطرة في المكتبة) تكررت ال‪ ،‬فيجوز لك في اللغة أن تجعلها‬

‫نافية للجنس فتنصب بها بال تنوين‪( ،‬ال رجل في الدار وال امرأة)‪( ،‬ال قلم عندي وال‬

‫مسطرة)‪( ،‬ال حول وال قوة َّإال بالله)‪ ،‬ويجوز أن تلغيها‪ ،‬أن ُتهملها‪ ،‬فتجعلها حر ًفا هامالً‬

‫ليس له عمالً‪ ،‬فيكون االسم بعدها مبتد ًأ مرفو ًعا‪ ،‬فتقول (ال ٌ‬
‫رجل في الدار وال امرأةٌ)‪( ،‬ال‬

‫قلم عندي وال مسطرةٌ)‪( ،‬ال ح ٌ‬


‫ول وال قو ٌة َّإال بالله)‪.‬‬ ‫ٌ‬

‫الخالصة‪ :‬أن (ال) النافية للجنس تعمل عمل َّ‬


‫(إن) بال تنوين‪ ،‬فتنصب اسمها وترفع‬

‫اب) تنفي هذا األمر نف ًيا عامًا‪ ،‬ما في‬ ‫خبرها‪ ،‬نحو (ال رجل في الدَّ ِار) ونحو (ال مؤمن َّ‬
‫كذ ٌ‬

‫اسم منصوب‬
‫اب) ال‪ :‬نفي للجنس‪ ،‬مؤمن‪ٌ :‬‬ ‫كذاب‪ ،‬المؤمن ال يكذب‪( ،‬ال مؤمن َّ‬
‫كذ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مؤمن‬

‫ممدوح)‪...‬‬
‫ٌ‬ ‫ناجح)‪( ،‬ال بخيل‬
‫ٌ‬ ‫وعالمة نصبه الفتحة‪َّ ،‬‬
‫كذاب‪ :‬خبرها مرفوع‪( ،‬ال ُمهمل‬

‫وهكذا‪.‬‬

‫‪061‬‬
‫المنا َدى» النداء‬
‫ثم قال ابن آجروم ‪-‬رحمه الله‪ :-‬انتقل إلى باب النداء‪ ،‬فقال‪« :‬باب ُ‬ ‫باب‬
‫المنادى‬
‫أسلوب عربي معروف مشهور‪ ،‬موجود في كل اللغات‪ ،‬المنادى له صورتان‪:‬‬

‫الصورة األولى‪ :‬أن يكون المنادى كلمة واحدة‪ ،‬ليست أكثر من كلمة‪ ،‬وتريد به‬

‫الضم‪ ،‬عن الواو في جمع المذكر السالم‪،‬‬ ‫الضم‪ ،‬أو ما ينوب عن‬ ‫ٍ‬
‫فحينئذ تبني على‬ ‫ُمع َّينًا‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫(محمدُ )‪،‬‬
‫َّ‬ ‫محمدُ ) المنادى كلمة‬
‫َّ‬ ‫محمد (يا‬
‫َّ‬ ‫األلف في المثنَّى‪ ،‬تبني على الضم‪ ،‬كندائك‬

‫مريم)‪...‬‬
‫نوح)‪( ،‬يا ُ‬
‫إبراهيم)‪( ،‬يا ُ‬
‫ُ‬ ‫محمدٌ مع َّين أم غير ُمع َّين؟ ُمع َّين‪ ،‬إ ًذا (يا َّ‬
‫محمدُ )‪( ،‬يا‬ ‫َّ‬

‫طيب‪ :‬لو كان الرجل الذي أمامي يعبث بقلمه فأقول‪( :‬يا ُ‬
‫رجل دع القلم) رجل‪:‬‬

‫كلمة أم ال؟ كلمة‪ ،‬أريد به ُمع َّي ٌن أم ال أم أريد أي رجل؟ أريدُ بها ُمع َّين‪ ،‬إ ًذا مبني على‬

‫الضم‪( ،‬يا رج ُل) ألنها كلمة وأريد بها مع َّينًا‪ ،‬يمسونها (نكرة مقصودة) والنكرة المقصودة‬

‫طالب انتبه) تبني على الضم‪ ،‬ألنك تريد‬


‫ُ‬ ‫طالب غير منتب ٌه معك‪ ،‬تقول‪( :‬يا‬
‫ٌ‬ ‫من المعارف‪،‬‬

‫ُمع َّينًا‪.‬‬

‫هذه الصورة األولى من المنادى‪ ،‬أن يكون المنادى كلم ًة والمراد به ُمع َّينًا‪.‬‬

‫الصورة الثانية‪ :‬ما ِسوى ذلك فإنه ُينصب‪ُ ،‬ينصب يعني ُمعرب‪ ،‬وإعرابه النصب‪،‬‬
‫كأن ُتنادي عبد الله‪ ،‬عبد الله ليس كلمة‪ ،‬إ ًذا ليس من النوع األول‪ ،‬تقول (يا عبد ِ‬
‫الله)‪( ،‬يا‬
‫عبد) بالنصب‪( ،‬يا عبد ِ‬
‫الله)‪ ،‬يا‪ :‬حرف نداء‪ ،‬ال محل له من اإلعراب مبني على السكون‪،‬‬

‫منادى منصوب وعالمة نصبه الفتحة‪ ،‬وهو ُمضاف للفظ الجاللة ومضاف إليه‪.‬‬
‫ً‬ ‫(عبد)‬

‫ِ‬
‫المدرسة)‪،‬‬ ‫حارس)؟ (يا حارس‬ ‫طيب‪( :‬حارس المدرسة) ن ِ‬
‫اده‪( :‬يا حارس) أم (يا‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المادة)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المسجد)‪ ،‬أستاذ المادة (يا أستاذ‬ ‫إمام المسجد (يا إمام‬

‫‪061‬‬
‫غافال اذكر الله)‬
‫خطيب‪ ،‬فيقول‪( :‬يا ً‬
‫ٌ‬ ‫أردت أن تنصح نصيحة عا َّمة للغافلين‪،‬‬
‫َّ‬ ‫طيب‪:‬‬

‫أو (يا ُ‬
‫غافل اذكر الله)؟ (يا غافالً) كلمة لكن ال يريد بها ُمع َّينًا‪( ،‬يا غافالً اذكر الله)‪،‬‬

‫حاجا احفظ‬
‫حاجا)؟ (يا ًّ‬
‫حاج) أم (يا ًّ‬
‫يوجه الحجاج‪ ،‬يقول (يا ُّ‬
‫الخطيب في يوم عرفة ِّ‬

‫حاجا‬
‫فأردت أن تدعوه لشرب الماء فقلت له (يا ًّ‬
‫َّ‬ ‫حاجا ظمآن‬
‫حاج فرأيت ًّ‬
‫حجك)‪ ،‬أنت ٌّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫تفضل اشرب الماء) فدخل إلى خيمتك ُك ُّل من في م ً‬
‫نى‪ ،‬ألنك دعوتهم‪ ،‬إذا قلت (يا‬

‫أردت‬
‫َّ‬ ‫فعمت‪ ،‬لكن لو‬
‫حاجا) نكرة غير مقصودة‪َّ ،‬‬
‫حاجا) دعوت كل الحجاج‪ ،‬ألن (يا ًّ‬
‫ًّ‬

‫حاج)‪ ،‬انظر إلى الدقة‪.‬‬


‫ُمع َّينًا فقط هذا الظمآن ماذا تقول له‪( :‬يا ُّ‬

‫يوجه كلم ًة لطالبه باالجتهاد؟ يقول لهم‪( :‬يا طال ًبا اجتهد) الكلمة‬
‫األستاذ كيف ِّ‬

‫طالب اجتهد)‪ ...‬وهكذا‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫لطالب ُمع َّين يقول‪( :‬يا‬ ‫للجميع‪ ،‬فإن كانت‬

‫هذا المنادى من حيث الشرح اإلجمالي‪ ،‬الشرح التفصيلي لن يخرج عن ذلك‪ ،‬وفيه‬
‫أنواع‬ ‫المنا َدى‪ :‬المنا َدى خمسة أنواع‪:‬‬
‫يقول ابن آجروم‪« :‬باب ُ‬
‫المنادى‬
‫(محمد)‬
‫َّ‬ ‫المفر ُد ال َع َل ُم» مفرد يعني واحد‪ ،‬والعل ُم‪ :‬يعني من األعالم‪ ،‬مثل‬
‫ُ‬
‫و(إبراهيم)‪.‬‬

‫«والنَّكِرة المقصودة» يعني في األصل نكرة ولكن ُتريد بها ُمع َّين‪ ،‬مثل (يا ُ‬
‫رجل)‪،‬‬

‫طالب)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫و(يا‬

‫غير المقصودة» كلمة لكن ال تريد بها ُمع َّينًا‪ ،‬مثل (يا غافالً)‪( ،‬يا طال ًبا)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫«والنَّكرة ُ‬

‫والمضاف» اسمان بينهما إضافة‪ ،‬مثل (عبد الله حارس المدرسة)‪.‬‬


‫« ُ‬

‫‪065‬‬
‫«والشبي ُه بالمضاف» يعني أكثر من كلمة بينهما عالقة غير اإلضافة‪ ،‬كلمتان أو أكثر‬

‫رحيما‬
‫ً‬ ‫رحيما بالعباد)‪ ،‬هل تنادي‬
‫ً‬ ‫متالزمتان مترابطتان لكن بغير اإلضافة‪ ،‬كقولك مثالً (يا‬

‫رحيما بالعباد؟ بينهما‬


‫ً‬ ‫رحيما بالعباد‪ ،‬طيب‪ :‬ما الصلة بين‬
‫ً‬ ‫رحيما بالعباد؟ ُتنادي‬
‫ً‬ ‫أم تنادي‬

‫صلة‪ ،‬لكن غير اإلضافة‪ ،‬نسميها (شبيه باإلضافة)‪.‬‬

‫لو قلنا مثالً‪( :‬يا جميالً خ ُّطه) أنت ال تنادي جميالً‪ُ ،‬تنادي جميالً خ ُّطه‪ ،‬طب‪ :‬جميالً‬

‫خ ُّطه بينهما عالقة غير اإلضافة‪( ،‬يا حاف ًظا القرآن راجع حفظك) أنت ال تك ِّلم حاف ًظا‪،‬‬

‫ُتك ِّلم حاف ًظا القرآن‪ ،‬لكن حاف ًظا القرآن العالقة بينهما ال تصير إضافة‪.‬‬

‫إ ًذا فالشبيه بالمضاف ما كان أكثر من كلمة بينهما عالقة غير عالقة اإلضافة‪.‬‬

‫المفرد ال َع َل ُم والنَّكِر ُة المقصودة َف ُي ْبنَ َيان‬


‫هذه أقسام المنادى‪ ،‬أما حكمها فقال‪« :‬فأما ُ‬
‫رج ُل"»‪ ،‬وكما رأيتم المفرد العلم‪،‬‬ ‫على َّ ِ‬
‫الض ِّم من غير تنوين‪ ،‬نحو‪" :‬يا زيدُ " و"يا ُ‬

‫والنكرة المقصودة‪ ،‬يدخالن في القسم األول الذي ذكرناه‪ ،‬أن يكون المنادى كلمة وتريد‬

‫بها ُمع َّينًا‪« .‬والثالثة الباقية منصوبة ال غير»‪.‬‬

‫أردت أن تنادي الطالب‪ ،‬لكن بلفظ الجمع‪،‬‬


‫َّ‬ ‫بعد ذلك أنبؤوني عن نداء الطالب‪ ،‬لو‬

‫هل تقول‪( :‬يا ُط َّال ُب اجتهدوا) أو (يا َّ‬


‫طال ًبا اجتهدوا)‪ ،‬مثالً في القاعة عندك ثالثين أو‬

‫الب) أم (يا ُطال ًبا)؟ أنت اآلن تريد أن ُتوصي الطالب‬


‫خمسين طال ًبا‪ ،‬تقول لهم (يا ُط ُ‬

‫الذين أمامك‪ ،‬طالبك‪ ،‬ثالثين‪ ،‬أو خمسين طال ًبا في القاعة‪ ،‬فتقول‪( :‬يا ُطال ًبا) أم (يا‬

‫الب)؟ طيب‪ُ :‬طالب كلمة أو أكثر؟ كلمة‪ ،‬طيب‪ :‬تريد بها مع َّينين أم تريد بها كل‬
‫ُط ُ‬

‫الب) أو (يا ُطال ًبا)؟ الجواب‪( :‬يا ُط ُ‬


‫الب)‪ ،‬لكن تريد بها‬ ‫ُطالب؟ مع َّينين‪ ،‬إ ًذا (يا ُط ُ‬

‫مجموعة معينة‪.‬‬

‫‪066‬‬
‫شخصا مع َّينًا‪ ،‬لكن (يا طالب) تريد بها مجموعة ُمع َّينة‪ ،‬لو قلت‬
‫ً‬ ‫(يا محمد) تريد بها‬

‫(يا طال ًبا) فمعنى ذلك أنك ناديت طالبك وغيرهم‪ ،‬وأنت ال تريد إال ُطالبك‪ ،‬تريد (يا‬

‫الب)‪ ( ،‬ﮊ ﮋ ﮌ) [سبأ‪ ...]61:‬وهكذا‪.‬‬


‫ُط ُ‬

‫طيب‪ :‬نادي المسلمين لالتحاد‪ ،‬هل تقول (يا مسلمون) أو (يا مسلمين)؟ تقول‪( :‬يا‬

‫مسلمون اتحدوا) ناديت مجموعة ُمع َّينة من الناس (يا مسلمون اجتهدوا) ألن (مسلمون)‬

‫كلمة‪ ،‬وهي مجموعة ُمع َّينة‪ ...‬وهكذا‪.‬‬

‫هذا ما يتعلق بالنداء‪ ،‬وبذلك نكون قد انتهينا من األسماء المنصوبة‪ ،‬لم يبق منها َّإال‬

‫ما ذكره ابن آجروم بقوله‪« :‬وأما خبر "كان" وأخواتها‪ ،‬واِسم " َّ‬
‫إن" وأخواتها‪ ،‬فقد تقدم‬

‫ذكرهما في المرفوعات‪ ،‬وكذلك التوابِ ُع َت َقدَّ َم ِذكْرها هناك»‪ .‬وبذلك نكون الحمدُ لله قد‬
‫ُ‬
‫انتهينا من األسماء المنصوبة‪ ،‬لم يبق لنا َّإال األسماء المخفوضة‪.‬‬

‫باب‬ ‫قال ابن آجروم‪« :‬باب المخفوضات من األسماء‪ :‬المخفوضات ثالثة أنواع‪:‬‬
‫مخفوظات‬ ‫مخفوض بالح ِ‬
‫ومخفوض باإلضافة‪ ،‬وتابِ ٌع َ‬
‫للمخفوض»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫رف‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫الأسماء‬

‫المرفوعات من األسماء سبعة‪ ،‬والمنصوبات ‪-‬كما قال ابن آجروم‪ -‬خمسة عشر‪،‬‬

‫والمخفوضات ‪/‬المجرورات ثالثة‪ ،‬واضح أن المخفوضات هي األقل‪.‬‬

‫للمكمالت الفضالت‪ ،‬المجرورات‬


‫ِّ‬ ‫المرفوعات لل ُعمد‪ ،‬والمنصوبات –كما رأينا–‬

‫(جلست في البيت)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫يقولون للروابط‪ ،‬لتربط الكالم بعضه ببعض‪ ،‬إما تربط بحرف جر‪،‬‬
‫أو تربطه بإضافة (هذا قلم ٍ‬
‫زيد) ونحو ذلك‪.‬‬ ‫ُ‬

‫‪067‬‬
‫مخفوض بالح ِ‬
‫رف» يعني حروف الجر‪ ،‬وقد ذكرها ابن‬ ‫ٌ‬ ‫«المخفوضات ثالثة أنواع‪:‬‬ ‫أنواع‬
‫َ‬
‫المخفوظات‬
‫آجروم في أول اآلجرومية وسردها‪ ،‬واآلن سيعيدها مرة أخرى فيقول‪« :‬فأما المخفوض‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والكاف‪ ،‬والالمِ‪،‬‬ ‫والباء‪،‬‬ ‫بالحرف فهو‪ :‬ما ُيخ َف ُض بمن‪ ،‬وإلى‪ ،‬وعن‪ ،‬وعلى‪ ،‬وفي‪ُ ،‬‬
‫ور َّب‪،‬‬
‫ِ‬
‫وبم ْذ‪ُ ،‬‬
‫ومنذ» زاد هنا بعض‬ ‫وبحروف ال َق َسم‪ ،‬وهي‪ :‬الواو‪ ،‬والبا ُء‪ ،‬والتا ُء‪ ،‬وبواو ُر َّب‪ُ ،‬‬
‫(ور َّب‪ ،‬ومذ و ُمنذ)‪ ،‬وهي نعم من حروف الجر‪.‬‬
‫حروف الجر‪ ،‬وهي‪ُ :‬‬

‫أي‬
‫المجرور بحرف الجر واضح‪ ،‬حروف الجر حروف سمعية‪ ،‬ذكرها ابن آجروم‪ُّ ،‬‬
‫مت على ٍ‬
‫زيد) أو (س َّل ُ‬
‫مت عليك)‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫مضمر يقع بعدها فحكمه الجر‪( ،‬س َّل ُ‬ ‫ٍ‬
‫ظاهر أو‬ ‫ٍ‬
‫اسم‬

‫اسم مجرور‪( ،‬س َّل ُ‬


‫مت عليك) ال‬ ‫ٍ‬ ‫المعرب والمبني سبق‪( ،‬س َّل ُ‬
‫مت على زيد) ٌ‬ ‫الفرق بين ُ‬
‫نقول مجرور‪ ،‬إنما نقول‪ :‬في محل جر‪ ،‬وهذا سبق شرحه من قبل‪.‬‬

‫طيب‪ :‬النوع الثالث من المجرورات‪ ،‬قال‪« :‬وتابِ ٌع َ‬


‫للمخفوض» وهذا سبق شرحه‬

‫في التوابع‪ ،‬النعت والعطف والتوكيد والبدل‪.‬‬

‫ٌ‬
‫ومخفوض باإلضافة» ماذا يقول فيه ابن‬ ‫يبقى لنا من المخفوضات النوع الثاني «‬
‫آجروم‪ « :‬وأما ما يخ َف ُض باإلضافة فنحو قولك‪" :‬غالم ٍ‬
‫زيد"» هذه هي اإلضافة‪ ،‬ما‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عرفها‪ ،‬واضح أنه لم يعرفها‪ ،‬يقول‪« :‬اإلضافة نحو قولك‪ :‬غالم ٍ‬
‫زيد» ذكر مثا ً‬
‫ال فقط‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫َّ‬

‫أمر معنوي‪ ،‬إ َّما أن تفهمه أو‬


‫اإلضافة من أسهل األشياء أو من أصعب األشياء‪ ،‬ألنها ٌ‬
‫ال تفهمه‪ ،‬ال يوجد منتصف حلول‪ ،‬فنريد أن نشرحها بصورة سهلة وواضحة لكي تتب َّينوا‬

‫خاصة به ليست‬
‫ما معنى اإلضافة‪ ،‬ولهذا بعض الطالب ألنه ال يفهم اإلضافة عنده قاعدة ّ‬

‫صحيحة‪ ،‬لكن نقولها‪ :‬يقول‪ :‬الكلمة التي ال أعرف إعرابها مضاف إليه‪ ،‬ألنه ال يفهم‬

‫اإلضافة‪.‬‬

‫‪068‬‬
‫ال نقول‪ :‬ال تقع َّإال بين اسمين‪ ،‬ألنها خاصة باألسماء ال تكون في‬
‫اإلضافة أو ً‬

‫األفعال وال في الحروف‪ ،‬ال تقع بين فعلين‪ ،‬ال تقع بين حرفين‪ ،‬ال تقع بين اسم وفعل‪ ،‬ال‬

‫تقع بين اسم وحرف‪ ،‬ال تقع َّإال بين اسمين‪.‬‬

‫معنى‪ ،‬كل ٍ‬
‫اسم له معنى‪ ،‬إذا قلت (قلم)‬ ‫ً‬ ‫يدل على‬ ‫األسماء األصل فيها أن كل ٍ‬
‫اسم ُّ‬

‫القلم أداة الكتابة‪ ،‬قلم له معنى‪ ،‬وإذا قلت (األستاذ) نفس المعنى السابق‪ ،‬ال‪ ،‬إنما هذا‬

‫قلت (قلم األستاذ) كم‬


‫الذي يشرح‪ ،‬قلم له معنى‪( ،‬هذا قلم)‪ ،‬األستاذ (هذا األستاذ) فإذا ُ‬

‫اسم؟ اسمان‪ ،‬في الوقع شيء أم شيئان؟ شيء‪ ،‬كيف جعلنا اسمين َّ‬
‫يدالن في الواقع على‬
‫ٍ‬
‫شيء واحد؟ باإلضافة‪ ،‬هذا هو اإلضافة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫شيء واحد‪ ،‬بخالف طبيعة األسماء‪ ،‬األصل‬ ‫اإلضافة أن تجعل االسمين َّ‬
‫يدالن على‬

‫في االسم‪ :‬كل ٍ‬


‫اسم ّ‬
‫يدل على معناه‪ ،‬لكن كيف تجعل اسمين شي ًئا واحدً ا؟ باإلضافة‪.‬‬

‫المدرسة التي يدرس فيها الطالب‪ ،‬الحارس‪ ،‬هذا أبو سعيد‪ ،‬أو أبو محمد‪ ،‬فإذا‬

‫(حارس المدرسة) صار شي ًئا واحدً ا‪ ،‬باإلضافة‪ ،‬المسجد الذي ُيص َّلى فيه‪ ،‬والباب‬
‫ُ‬ ‫قلت‬
‫ِ‬
‫المسجد) تريد فقط شي ًئا واحدً ا وهو ذلك الباب الذي ُيدخل منه‪.‬‬ ‫الذي ُيدخل منه (باب‬

‫فهذه هي اإلضافة‪ ،‬فإذا عرفنا معنا اإلضافة إجما ً‬


‫ال‪ ،‬هناك بعض الضوابط التي ربما‬

‫ُتساعدك في ضبط اإلضافة ً‬


‫أيضا‪ ،‬من هذه الضوابط التي تضبط لك اإلضافة‪:‬‬

‫أن هناك أسما ًء مالزمة لإلضافة أو شبه مالزمة لإلضافة‪ ،‬هناك أسماء ال تأتي في‬

‫اللغة وال تستعمل في اللغة إال ُمضا ًفا‪ ،‬والذي بعدها ُمضاف إليه‪ ،‬أو شبه مالزمة لذلك‪،‬‬

‫ككثير من الظروف غير المتصرفة‪ ،‬مثل (قبل)‪ ،‬و(بعد)‪ ،‬و(عند)‪ ،‬و(لدى) وما أشبه ذلك‪،‬‬

‫‪069‬‬
‫(جلست‬
‫ُ‬ ‫(جلست عنده)‪،‬‬
‫ُ‬ ‫(جلست عند ٍ‬
‫زيد)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫زيد)‪( ،‬بعد ٍ‬
‫زيد)‪،‬‬ ‫(جئت قبل ٍ‬
‫ُ‬ ‫تقول‬

‫عندكم)‪ ،‬قبل ظرف‪ ،‬وهو مضاف‪ ،‬وزيدٌ مضاف إليه‪ ،‬كلما جاءت (قبل) أو (بعد) أو‬

‫مضاف إليه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫(عند) أو (لدى) أو (لدن) فهي ُمضاف وما بعدها‬

‫وكذلك ما يدل على الجهات الست النسبية‪ ،‬وليست الجغرافية‪ ،‬وهي‪ :‬أمام‪،‬‬
‫زيد) أمامه‪( ،‬خلف ٍ‬
‫زيد)‬ ‫(جلست أمام ٍ‬
‫ُ‬ ‫وخلف‪ ،‬وفوق‪ ،‬وتحت‪ ،‬ويمين‪ ،‬ويسار‪ .‬تقول‪:‬‬
‫خلفه‪( ،‬فوق الشجرة)‪( ،‬تحت البيت)‪( ،‬يمين زيد)‪( ،‬خلف ٍ‬
‫زيد) هذه الكلمات يغلب‬

‫عليها َّأال تستعمل َّإال ُمضا ًفا وما بعدها ُمضاف إليه‪.‬‬

‫أيضا من الضوابط التي تضبط لنا اإلضافة‪ ،‬ما ذكرناه من قبل عدة مرات‪ ،‬وهو ما‬
‫ً‬

‫ٍ‬
‫باسم «ك ُُّل‬ ‫يتعلق بالضمير‪ ،‬ما الضمير المالزم ألن يكون ُمضا ًفا إليه؟ هو‪ :‬الضمير المتصل‬

‫مضاف إليه» (كتابي‪/‬كتابك‪/‬كتابه‪/‬كتابها‪/‬كتابهم‪/‬كتابكم)‬


‫ٌ‬ ‫ضميرٍ اتصل باس ٍم فهو‬

‫مضاف إليه‪.‬‬

‫أيضا ما ذكره ابن آجروم فقال‪« :‬وهو على‬


‫ومن الضوابط التي تضبط اإلضافة ً‬
‫قسمين‪ :‬ما ي َقدَّ ر بالالم‪ ،‬وما ي َقدَّ ر بِ ِمن‪ ،‬فالذي ي َقدَّ ر بالالم‪ ،‬نحو‪" :‬غالم ٍ‬
‫زيد" والذي ُي َقدَّ ُر‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫حديد"»‪.‬‬ ‫باب ساجٍ " و"خات َُم‬ ‫بمن‪ ،‬نحو‪َ " :‬ث ُ‬
‫وب َخز" و" ُ‬

‫يريد أن يقول‪ :‬اإلضافة تأتي على نوعين‪ ،‬وبعضهم أضاف نو ًعا ثال ًثا‪ .‬فكل اسمين‪،‬‬

‫‪-‬أكرر اسمين‪ ،‬فاإلضافة ال تقع إال بين اسمين‪ -‬فكل اسمين تقدّ ر بينهما ال ًما‪ ،‬أو (مِن)‪،‬‬

‫أو (في)‪.‬‬

‫‪071‬‬
‫قلم لألستاذ‪،‬‬ ‫ُتقدِّ ر بينهما (ال ًما) وهذا هو األغلب في اإلضافة ُ‬
‫(قلم األستاذ) يعني ٌ‬
‫حارس‬
‫ٌ‬ ‫(حارس المدرسة)‬
‫ُ‬ ‫باب للمسجد‪،‬‬
‫(سيارة الوزير) سيارة للوزير‪( ،‬باب المسجد) ٌ‬

‫للمدرسة‪ ،‬هذا األكثر في اإلضافة أن تكون على معنى الالم‪.‬‬

‫باب من حديد‪( ،‬نافذة خشب) نافذ ٌة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫(باب حديد) ٌ‬
‫أو اسمان ُيقدَّ ر بينهما (من) مثل ُ‬

‫خز (عمام ُة‬


‫ثوب من ٍّ‬
‫خز) ٌ‬
‫(ثوب ٍّ‬
‫ُ‬ ‫باب من ٍ‬
‫ساج‪ ،‬أو قال‪:‬‬ ‫من خشب‪ ،‬أو قال‪( :‬باب ساجٍ ) ٌ‬
‫قطن) من ُق ٍ‬
‫طن‪.‬‬ ‫ٍ‬

‫سهر في الليل‪( ،‬نوم النهاري) نوم في‬


‫أو اسمان ُيقدَّ ر بينهما (في)‪ ،‬مثل (سهر الليل) ٌ‬

‫النهار‪ ( ،‬ﭧ ﭨ ﭩ) [سبأ‪ ]44:‬أي‪ٌ :‬‬


‫مكر في الليل‪.‬‬

‫كثيرا من باب اإلضافة‪.‬‬


‫فهذه ضوابط تضبط لك ً‬

‫خاتمة‬ ‫بهذا نكون الحمد لله وتوفيقه قد انتهينا من هذا المتن المبارك‪ ،‬متن اآلجرومية‪،‬‬

‫واضحا‬ ‫شرحا‬ ‫جل جالله أن يجعله‬ ‫ِ‬


‫بحمد الله وتوفيقه‪ ،‬نسأل الله َّ‬ ‫الذي أردنا أن نشرحه‬
‫ً‬ ‫ً‬

‫مفيدً ا ناف ًعا مفهو ًما‪ ،‬وأن ُيبارك لنا فيه في الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫ب أن أن ِّبه في النهاية إلى ٍ‬ ‫ِ‬


‫أمر أو أكثر‪:‬‬ ‫ُأح ُّ‬

‫حساب على تويتر‬


‫ٌ‬ ‫ٍ‬
‫بسؤال أو نحو ذلك فلي‬ ‫األمر األول‪ :‬من أراد أن يتواصل معي‬

‫حساب على تويتر أديره بنفسي‪ ،‬من كان عنده سؤال أو نحو ذلك‬
‫ٌ‬ ‫باسم (المفتي اللغوي)‪،‬‬

‫يتوجه إلى هذا الموقع‪.‬‬


‫فيمكن أن ّ‬

‫أمر آخر‪ :‬ال يخفى عليكم جمي ًعا أهمية طلب العلم خاصة في هذا الوقت‪ ،‬وتعلمون‬

‫تتشربه شي ًئا فشي ًئا‪ ،‬أما درسنا هذا فوجبة‬


‫َّ‬ ‫بالتشرب‪ ،‬أن‬
‫ُّ‬ ‫أن العلم الحقيقي ال يؤخذ َّإال‬

‫‪070‬‬
‫سريعة‪ ،‬في يومين صبرنا أنفسنا حتى انتهى‪ ،‬وفيه خير كثير إن شاء الله‪ ،‬ولكنِّي ال أظ ُّن‬

‫أمر طبعي‪ ،‬وليس المراد منه أن تفهموا النحو‪ ،‬وال يمكن أن‬
‫كثيرا‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫أنكم فهمتم منه ً‬
‫تفهموا النحو في يومين‪ ،‬لو كنتم تفهمون النحو في يومين لكنتم من العباقرة المحدودين‪،‬‬

‫لكنها بداية جيدة‪ ،‬أن تالحظ الشرح‪ ،‬وربما تكونوا قد فهمتم بعض األشياء‪ ،‬ولكي تستفيد‬

‫من هذا الشرح الذي استمعت إليه كامالً‪ ،‬أرى لك أن تأخذ من هذا الشرح‪ ،‬فخذ نسخة‬

‫منه‪ ،‬واستمع إليه مرة ثانية‪ ،‬إذا أردت أن تستفيد استفادة كاملة‪ ،‬ليس فقط استفادة سريعة‪،‬‬

‫استمع إليه بالطريقة التي كنت قلتها في أول الشرح‪ ،‬استمع إليه مرة ثانية في يومين أو في‬

‫ذاهب وآتي‪ ،‬ومرة ثالثة‪ ،‬ورابعة‪ ،‬وخامسة‪ ،‬وسادسة‪،‬‬


‫ٌ‬ ‫ثالثة أيام‪ ،‬في السيارة‪ ،‬وأنت‬

‫وسابعة‪ُ ،‬ك ٌّل بحسب قدرته في ُّ‬


‫تشرب المعلومات‪ ،‬حتى ترى بالفعل أنك قد استوفيت كل‬

‫ما في هذا الشرح‪.‬‬

‫أنا أعلم أنني سريع في الكالم‪ ،‬وليست هذه طبيعتي في الكالم‪ ،‬ولكن لضيق‬

‫الوقت‪ ،‬وأعلم أنكم ال يمكن أن تفهموا كل ما أقول لسرعة الكالم وضيق الوقت‪ ،‬لكن مع‬

‫تكراركم لما سمعتموه بإذن الله ستستفيدون أكثر وأكثر‪.‬‬

‫وأيضا أحثكم –يا إخوان– على حضور الدروس األخرى التي تقام في هذا الجامع‪،‬‬
‫ً‬

‫ففيها خير عظيم‪ ،‬هذه الشروح والدروس التي ذكرها الشيخ إمام المسجد احرصوا على‬

‫بالتشرب‪ ،‬ال أقول كل أسبوع‪ ،‬ولكن أسبوع بعد أسبوع‪،‬‬


‫ُّ‬ ‫حضورها فإن العلم ال يؤخذ َّإال‬

‫فإن الذهن يرتاح‪ ،‬ثم يأتي قو ًيا نشي ًطا فيستفيد بإذن الله تعالى‪.‬‬

‫تم بحمد الله‬

‫‪071‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫المجلس األول ‪5 ...................................................................................................‬‬

‫مقدمة‪1 ....................... ................................ ................................ ................................ .‬‬

‫تعريف الكالم‪63 .............................................. ................................ ................................ .‬‬

‫أقسام الكلمة ‪65 ................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫عالمات االسم ‪65 .............................................. ................................ ................................‬‬

‫أهم أنواع األسماء ‪61 ........................................... ................................ ................................‬‬

‫عالمات الفعل ‪61 ............... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفعل الماضي ‪66 .............................................................................................‬‬


‫الفعل المضارع‪66 ........................................................................................... .‬‬
‫فعل األمر ‪66 ..................................................................................................‬‬
‫عالمة الحرف ‪64 ............... ................................ ................................ ................................‬‬

‫أهم أنواع الحروف ‪63 .........................................................................................‬‬


‫باب اإلعراب‪65 .............................................. ................................ ................................ .‬‬

‫المجلس الثاني ‪46 .................................................................................................‬‬


‫أقسام اإلعراب ‪35 ............................................. ................................ ................................‬‬

‫باب معرفة عالمات اإلعراب‪31 .............................. ................................ ................................ .‬‬

‫أقسام المعربات ‪31 ............................................ ................................ ................................‬‬

‫المجلس الثالث‪11 ...................................................................................................‬‬


‫إعراب االسم والفعل المضارع ‪13 ............................. ................................ ................................‬‬

‫باب األفعال ‪51 ................ ................................ ................................ ................................‬‬

‫نواصب المضارع‪55 .......................................... ................................ ................................ .‬‬

‫جوازم المضارع‪01 ........................................... ................................ ................................ .‬‬

‫المجلس الرابع ‪05 .................................................................................................‬‬


‫باب مرفوعات األسماء ‪05 ..................................... ................................ ................................‬‬

‫باب الفاعل ‪00 ................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫باب نائب الفاعل ‪611 ......................................... ................................ ................................‬‬

‫‪071‬‬
‫باب المبتدأ والخبر ‪615 ....................................... ................................ ................................‬‬

‫المجلس الخامس ‪666 ............................................................................................‬‬


‫باب العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر ‪665 ................. ................................ ................................‬‬

‫كان وأخواتها ‪665 ............................................................................................‬‬


‫ّ‬
‫إن وأخواتها ‪665 ..............................................................................................‬‬
‫ظن وأخواتها ‪661 ............................................................................................‬‬
‫التوابع‪666 ................... ................................ ................................ ................................ .‬‬

‫باب النعت ‪666 ...............................................................................................‬‬


‫المعرفة ‪663 ..................................................................................................‬‬
‫النكرة ‪661 ....................................................................................................‬‬
‫باب العطف ‪661 ..............................................................................................‬‬
‫باب التوكيد ‪665 ..............................................................................................‬‬
‫باب البدل‪661 ................................................................................................‬‬
‫باب منصوبات األسماء ‪646 ................................... ................................ ................................‬‬

‫باب المفعول به ‪641 ..........................................................................................‬‬


‫باب المصدر‪640 ............................................................................................ .‬‬

‫المجلس السادس ‪634 ............................................................................................‬‬


‫باب ظرف الزمان وظرف المكان‪634 ................... ................................ ................................ .‬‬

‫باب المفعول من أجله ‪631 ............................... ................................ ................................‬‬

‫باب المفعول معه ‪635 .................................... ................................ ................................‬‬

‫باب الحال‪651 .......................................... ................................ ................................ .‬‬

‫باب التمييز ‪654 ..............................................................................................‬‬


‫باب االستثناء ‪651 ............................................................................................‬‬
‫باب ال ‪611 ...................................................................................................‬‬
‫باب المنادى ‪613 .............................................................................................‬‬
‫باب مخفوظات األسماء ‪615 .................................. ................................ ................................‬‬

‫الخاتمة ‪656 ................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفهرس ‪654 ................... ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪071‬‬

You might also like