Professional Documents
Culture Documents
الإرشاد الفلسفي مفاهيم
الإرشاد الفلسفي مفاهيم
الدكتور
رياض نايل العامسي
أستاذ العالج النفسي ،جامعة دمشق
بسم اهلل الرمحن الرحيم
مقدمة:
كانت فكرة الذهاب إلى فيلسوف لتقديم اإلرشاد أو المشورة بشأن مشكالت المعيشة تبدو
غير عادية تماما في النصف األول من القرن العشرين عندما حاول الفالسفة ،وخاصة في
الواليات المتحدة وبريطانيا العظمى ،حصر دور الفلسفة في التحليل اللغوي .وفقا لهذه النزعة
اللغوية ،لم يكن دور الفيلسوف حل المشكالت األخالقية واالجتماعية والشخصية والسياسية
التي يواجهها الناس في الحياة اليومية ،بل كان بدال من ذلك تحليل اللغة من حيث تأطير
هذه االهتمامات (على سبيل المثال" ،جيدة"" ،سيئة"" ،ينبغي"" ،ال ينبغي" ....الخ) .لقد
أعطى هذا النهج العقيم إلى حد ما لممارسة الفلسفة مصداقية لفكرة أن الفلسفة ال يمكنها
خبز الخبز؛ والفكرة القائلة أن الفلسفة يمكن أن تساعد في تحسين الزواج غير المستقر أو
مساعدة شخص يعاني من االكتئاب على تحقيق نظرة مستقبلية تؤكد الحياة ،كانت بالفعل
رؤية بعيدة المنال.
وقد بدأ بعض الفالسفة ابتداء من ستينيات لقرن الماضي ينظرون على نحو أكثر إيجابية
إلى إمكانية بأن الفلسفة يمكن أن توفر التوجيه في إدارة شؤون الحياة .ولم يكن هذا واضحا
في أي مكان أكثر من االنتشار التدريجي لألدب في األخالق التطبيقية لمطابقة مخزون
متطور باطراد من عروض الدورات في الكليات والجامعات التي كانت ذات صلة بالمشهد
االجتماعي والسياسي والتكنولوجي واألخالقي المتغير .ونتيجة لهذه الحركة التطبيقية في
األخالق ،نجد اآلن فالسفة يكتبون ويدرسون حول أمور متطورة ،مثل أخالقيات اإلنترنت
واالستنساخ والهندسة الوراثية وتكنولوجيا النانو والحرب الروبوتية ،ومجموعة متنوعة من
التحديات المعاصرة األخرى .باإلضافة إلى ذلك ،فإن مجال األخالقيات المهنية المزدهر قد
وفر للفالسفة منتدى في الطب والقانون والهندسة والصحافة واألعمال والخدمات اإلنسانية
ومجموعة من المجاالت المهنية األخرى .وعلى الرغم من هذا التوجه إلى األمام في
األخالقيات التطبيقية والمهنية ،فإن فكرة الفلسفة يجب أن تبقي أنفها خارج التطبيق العملي
والشؤون الدنيوية للحياة ال يزال لديها العديد من المفاهيم في المجتمع الفلسفي.
ال يزال العديد من الفالسفة حتى يومنا هذا يعتقدون أن الفلسفة التطبيقية ،بحكم إضعاف
التحليل المفاهيمي الصافي مع الحقائق العرضية للحياة اليومية ،هي ساللة أدنى من
الفلسفة.
أحد المجاالت كان هذا الرفض للممارسة الفلسفية صحيحا على نحو خاص فيما يتعلق
بالعالقة بين علم النفس والعالج النفسي والفلسفة .في الواقع ،على الرغم من عدم معرفة أحد
ينكر تاريخ الفلسفة أن علم النفس قد بدأ في الفلسفة ،وال يزال هناك اعتقادا شائعا بين
الفالسفة أنه مع تطور الجانب التجريبي لعلم النفس والعالج النفسي ،يجب اعتبار هذه
التخصصات متميزة ومستقلة عن الفلسفة ،وأن ال يوجد دور شرعي للفالسفة في تقديم
اإلرشاد النفسي أو العالج .ومع ذلك ،على الرغم من هذا الفصل ،كانت هناك أقلية متزايدة
باطراد من الفالسفة الذين اتخذوا ما يبدو أنه الخطوة التالية في الحركة التقدمية لجعل الفلسفة
أكثر صلة بالحياة ،أي تفاعل الفلسفة مع اإلرشاد والعالج النفسي.
من ناحية ،هناك عدد من الفالسفة الذين يفكرون في دور الفلسفة في مساعدة الناس
على حل مشكالت المعيشة ،لكنهم ما زالوا يعتقدون أن طرق الممارسة النفسية يجب أن
تبقى منفصلة عن طرق الممارسة الفلسفية .وفقا لهذا الرأي ،ال تزال اإلرشاد الفلسفي فريدا
من نوعه ومتمي از عن نظيره النفسي .في المقابل ،هناك فالسفة آخرون -على سبيل المثال،
إليوت كوهين وجون ميلز -يؤمنون بأن هناك أدو ار متبادلة ومترابطة وداعمة يمكن أن
تؤديها الفلسفة واإلرشاد والعالج النفسي في ممارسة اإلرشاد الفلسفي .في الواقع ،قد يجادل
هؤالء الفالسفة بأنه من األهمية بمكان أن يعمل هؤالء الممارسون والمنظرون الفلسفيون
والنفسيون بشكل تعاوني لبناء أدبيات اإلرشاد الفلسفي .وفقا لهذا الرأي ،نظ ار لوجود
مساهمات مهمة يمكن للفالسفة تقديمها في العالج النفسي ،فإن العكس صحيح أيضا.
ال شك أن األسس النظرية للعالج النفسي تمثل اهتماما آس ار للعديد من الفالسفة .ومع
ذلك ،بالنسبة لهؤالء الفالسفة المهتمين باإلرشاد أو الممارسة الفلسفية ،فإن االهتمام بالعالج
النفسي واإلرشاد ليس موجها نظريا فقط .إذ يتفق جميع أو معظم الفالسفة الذين يمارسون
اإلرشاد الفلسفي على أن التدريب الفلسفي الذي تلقوه يمكن أن يكون بمثابة األساس ،أو
على األقل جزءا أساسيا بأن يصبحوا مرشدين فلسفيين .على اعتبار أنه حتى القراءة السريعة
لتاريخ الفلسفة تكشف عن التزام مماثل .لقد أدرك جميع المؤلفين من القدماء الفلالسفة إلى
الحديثين ،بشكل أو بآخر ،أن جهودهم يمكن أن تؤثر على سعادة الجنس البشري .بالطبع،
بسبب هذه الحقيقة ،ليس من غير المألوف رؤية المرشدين الفلسفيين المعاصرين يكتشفون
مقاطع من تاريخ الفلسفة في جلسات اإلرشاد.
يضيف بعض الفالسفة الذين يطمحون إلى أن يكونوا مرشدين إلى تعليمهم الفلسفي نوعا
من طريقة العالج النفسي .قد يأتي هذا التدريب اإلضافي في أشكال مختلفة .على سبيل
المثال ،في بعض الحاالت ،يعود الفالسفة بتصميم ال يتزعزع إلى الدراسات العليا ويحصلون
على شهادة من مؤسسة مؤهلة لمنح درجات الصحة النفسية .في الواقع ،في بعض
الحاالت ،للعمل مع العمالء في بيئة مهنية للصحة النفسية ،من الضروري فقط إنهاء درجة
الماجستير في اآلداب بنجاح في برنامج جامعي يمنح درجة علمية .ويستفيد آخرون من
برامج الشهادات .وغالبا ما تختلف هذه البرامج من حيث طول الوقت والشدة .على سبيل
المثال ،تقدم جمعية اإلرشاد الفلسفية الوطنية ( - 1)NPCAباالشتراك مع معهد التفكير
النقدي -دورة تدريبية مكثفة لمدة ستة أسابيع في العالج المنطقي لتدريب األفراد الحاصلين
على شهادات عليا في الفلسفة أو استشارات الصحة النفسية .وتقدم البرامج األخرى عادة
التدريب على مدار يومين .على أي حال ،في نهاية فترة التدريب ،سيتم منح المتدرب الناجح
دبلوما يوضح الشهادة ،وفي بعض الحاالت مستوى الشهادة.
هناك مزايا وعيوب للشهادة .وتشمل الفوائد التعرف على ديناميات جلسة اإلرشاد .ويمكن
للمتدربين اكتساب خبرة خاضعة لإلشراف في تقديم اإلرشاد لآلخرين وكذلك في تلقي
المشورة ألنفسهم ،وبالتالي اكتساب منظور من كال جانبي العالقة بين المرشد والعميل.
عالوة على ذلك ،تفيد الشهادة العمالء أيضا من خالل توفير بعض التأكيد على أن المرشد
الفلسفي قد تلقى تدريبا استشاريا باإلضافة إلى أوراق اعتماده األكاديمية في الفلسفة.
باإلضافة إلى ذلك ،يمكن أن تعالج الشهادة بعض مخاوف العميل بشأن المساءلة .هذا
يعني أن العميل يفهم أن المرشد الفلسفي مرتبط ومسؤول أمام مجموعة مصادقة (جمعية
مهنية) ،وعلى هذا النحو ،فهو ملزم باتباع مجموعة من القواعد المهنية التي توجه سلوك
المرشد.
وتشير العوائق إلى االحترام الذي ال يحظى به المرشدون الفلسفيون غالبا .على الرغم
من أن الشهادة في اإلرشاد الفلسفي يمكن أن تعالج بعض المشكالت ،إال أنها ال توفر
ترخيصا من الدولة ،وهو في المقابل ،مطلوب عموما لممارسة الصحة النفسية .بالنسبة
1
- National Philosophical Counseling Association
للبعض ،أثار هذا األمر مسألة ما إذا كان يجب أيضا ترخيص المرشدين الفلسفيين .مرة
أخرى ،من المفهوم أن تريد االعتراف الذي يأتي مع الترخيص .قد تبدو اإلرشاد الفلسفي
أكثر "شرعية" ،وبالتالي فهي تحظى باالحترام الذي تتمتع به المهن األخرى المرخصة .كما
أوضح العديد من المدافعين عن الترخيص أيضا ،سيكون المرشدون الفلسفيون المرخصون
قادرين على فرض رسوم أعلى على الخدمة وفواتير وكاالت التأمين مقابل خدماتهم أيضا
إال أنه ال يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة مرغوبة .إذا تم ترخيص المرشدين
الفلسفيين من قبل الدولة ،فإن احتمال فقدان االستقاللية على الممارسة يبدو أم ار ال مفر
منه .بعبارة أخرى ،من المحتمل أن يكون هناك اتساق أكبر في كيفية قيام ممارسة المرشدين
الفلسفيين بذلك ،على سبيل المثال ،اللوائح الخاصة بالتدريب وبالتالي على نوع األساليب
التي يمكنهم استخدامها.
إن مسألة الطرائق هي بالتأكيد قضية مهمة .حاليا ،كما توضح وجهات النظر المتنوعة
المدرجة في هذا الكتاب ،هناك الكثير من الجدل حول طبيعة وأغراض /أهداف اإلرشاد
اح عديدة ،سؤاال مفتوحا .عالوة على ذلك ،فقد أدى
الفلسفي .وقد ترك هذا الموضوع ،من نو ٍ
إلى االنطباع بأن جميع طرائق اإلرشاد الفلسفي على قدم المساواة .مما ال شك فيه أن هذا
النقص في التقارب ينظر إليه بعين مستهتر من قبل المهن األخرى .لكنه يثير قضية أيضا
أكثر خطورة تتعلق بما يعد ممارسة فلسفية فعالة وما ال يعتبرها .مرة أخرى ،يثير مثل هذا
السؤال غضب البعض إلى أبعد من التعبير" :كيف تجرؤ على طرح مثل هذا السؤال! ال
يحق ألحد أن يقول من هو أفضل من اآلخر! " بالنسبة لبعض الفالسفة ،فإن مثل هذه
المحاوالت لتنظيم الممارسة الفلسفية تهدد بتقويض جوهر البحث الفلسفي ،والذي يجب أن
يظل بعيدا عن القيود والتدخالت الخارجية.
ومع ذلك ،فإن مثل هذا السؤال محير للغاية .في الواقع ،ال يحترم إال أساليب علمية
معينة ،فقط أشكال معينة من العالج الطبي هي طرق مناسبة للعناية بصحة المرضى،
فقط معايير صحية معينة لزراعة الطعام أو التعامل معه مقبولة وما إلى ذلك .وال أحد ينكر
الحاجة إلى مثل هذه المعايير .فلماذا ال ينطبق هذا أيضا على اإلرشاد الفلسفي؟ بالطبع ،
يمكن طرح السؤال نفسه حول العالج النفسي .حاليا ،تعترف جمعية علم النفس األمريكية
( 2)APAرسميا بأكثر من( )400طريقة مختلفة من العالج النفسي .وتم بناء هذا الرقم
على نطاق واسع .ومع ذلك ،على الرغم من أن جمعية علم النفس األمريكية ( )APAتميل
إلى ما يعد عالجا نفسيا رسميا ،فقد أدى ذلك ببعض النقاد إلى عدم الثقة في( )APA
وآخرين إلى رفض العالجات النفسية التقليدية تماما .سواء كانت لوائح االتهام هذه لها أساس
في الواقع أم ال ،فلن يتم مناقشتها في هذه المختارات .ومع ذلك ،ال ينبغي أن يتفاجأ
المرشدون الفلسفيون عندما يوضح المعالجون النفسيون وجهة نظرهم المشكوك فيها فيما
يتعلق باإلرشاد الفلسفي في مقطع غير سار من الكلمات.
وبقدر ما نستطيع أن نقول ،ال يبدو أن هناك من يستطيع القول بسلطة أوبطريقة أخرى
،ما يعد ممارسة فلسفية جيدة .بالطبع ،هذا ال يعني أن القضية لم تظهر ولم يتم تناولها.
لقد تم ذلك ،وينعكس الجدل في العديد من مقاالت المجالت التي راجعها النظراء .ومع
ذلك ،ال يبدو أن هناك أي تقارب حول هذا النقاش .كما هو الحال في جميع األوساط
الفلسفية األخرى ،هناك حجج جيدة ولكن ال يوجد حل .قد يكون هذا بسبب الطبيعة
المفتوحة للغاية للفلسفة نفسها.
إذا كان أي شيء يشبه إلى حد بعيد تقاربا في الرأي حول الممارسة الفلسفية الجيدة ،فإن
المسألتين التاليتين تبدو مناسبة بشكل فريد لذكرهما .أوال ،يبدو أن هناك اتفافا بين معظم
الممارسين الفلسفيين حول الطريقة التي يجب عدم استخدامها .وهذا يعني أن معظمهم
يتفقون على أن المرشدين الفلسفيين يجب أال يستخدموا طريقة العالج النفسي إال إذا تم
تدريبهم على القيام بذلك .تبدو البصيرة الكامنة وراء هذا الرأي معقولة :فبدون التدريب
المناسب يكون احتمال إيذاء العميل كبي ار .وتأتي المشكلة األخرى في أعقاب القضية
األولى ،وهي أال يستخدم الممارس الفلسفي أي إصدار من الدليل التشخيصي واإلحصائي
للرابطة األمريكية للطب النفسي ( ، )DSMوهو نظام تشخيص مجموعة متنوعة من
األمراض العقلية .مرة أخرى ،يبدو أن حجة هذا االدعاء معقولة (مع بعض المؤهالت
المحتملة ،كما ناقشها صموئيل زينايتش Samuel Zinaichفي الجزء الثالث من هذا
الكتاب) .على الرغم من كتابته( )DSMبطريقة يمكن ألي شخص ذكي فهمها ،إال أنه ال
يزال نصا معقدا له العديد من المؤهالت واالستثناءات .باإلضافة إلى ذلك ،هناك جانب من
2
- The American Psychological Association
جوانب التشخيص يتطلب تدريبا مهنيا وخبرة من أجل تحديد العالقات السببية بين األحداث
المادية التي تحدث في البيئة والحالة النفسية للعميل .مرة أخرى ،يجب أن تؤخذ احتمالية
إيذاء العميل على محمل الجد عند تضمين التشخيص (على أساس الدليل التشخيصي
واإلحصائي لالضطرابات النفسية) كجزء من ممارستهم الفلسفية .ومع ذلك ،كما جادل
شلوميت شوستر Shlomit Schusterفي هذا الكتاب ،هناك معاني أخرى لمصطلح
"التشخيص" ،مثل "التشخيص الذاتي الفلسفي" ،والذي يمكن تضمينه بشكل مناسب في
اإلرشاد الفلسفي.
كما هو موضح أعاله ،ينبغي ذكر مؤهل آخر حول التشخيص .حيث يأتي األفراد
المهتمون باإلرشاد الفلسفي إلى الفالسفة ألسباب متنوعة .في كثير من األحيان ،فهم غالبا
غير راضين عن طرق العالج النفسي التقليدية ،إذ يتوجه الفرد إلى مرشد فلسفي للبحث عن
نهج مختلف لمشاكله أو صعوباته .وهذا يثير مشكلة فريدة .حيث يتم وضع الممارسين
الفلسفيين في موقف ال يحسد عليه في تقرير ما إذا كانوا سيقبلون العميل أم ال .لكن لماذا
هذه مشكلة؟
اإلجابة هي أنه في كثير من األحيان قد ال يكون المرشد الفلسفي مؤهال للتعامل مع
مشاكل العميل .هذا ألن القيام بذلك يعني أن المرشد الفلسفي يجب أن يكون قاد ار على
معرفة أعراض معينة حتى يعرف عندما ال يكون مؤهال .ولكن ها هي النتيجة .كيف يمكن
للممارس الفلسفي القيام بذلك دون االنخراط ،بمعنى محدود ،في عملية التشخيص؟ بالطبع،
في بعض األحيان تكون المشكالت التي يواجهها العميل واضحة .إذا كانت المرأة التي
تعرضت لالغتصاب الوحشي تسعى للحصول على اإلرشاد من مرشد فلسفي ،فمن مصلحة
الجميع إرسالها إلى شخص متخصص في مساعدة النساء في هذه المشكلة ،أو قد تحدث
مشكلة أخرى واضحة إذا جاء العميل بخطط مفصلة لقتل نفسه .في كلتا الحالتين قد يدرك
الممارس بشكل صحيح أن المعالج المرخص قد يكون أكثر مالءمة.
ومع ذلك ،هناك مشكالت أخرى قد يواجهها العميل وليست واضحة .بالتأكيد ،في كثير
من األحيان قد يصطحب العميل تشخيصه معه ؛ فقد يخفف من بعض التخمين .في مثل
هذه الحاالت ،يمكن للممارس أن يقرر ما إذا كان مؤهال التخاذ الفرد كعميل .لكن ماذا لو
لم يكن هناك أي شيء؟ دون أن يعرف شيئا عن أعراض اضطرابات الصحة النفسية ،قد
يقفز الممارس الفلسفي حسن النية إلى مياه اإلرشاد فقط ليكتشف أنه فوق رأسه أو مما يثير
استيائه ،قد يدرك في الواقع أن طريقته العالجية قد تكون ضارة بالفعل العميل بدال من
المساعدة .على الرغم من أنه يبدو أنه ال يوجد حل سهل لهذه المشكلة ،إال أن الشرح التالي
قد يتحايل على المشكلة.
ال ينبغي أن يكون مفاجئا أن المشكلة المذكورة أعاله تدور حول مفهوم العالج
واألهداف العالجية التي يشترك فيها جميع المرشدين ،أي لتحسين ،بمعنى ما ،حياة العميل.
بالطبع ،ما إذا كان الهدف هو السعادة أو االستقاللية هو خارج الموضوع .لكن تكمن
المشكلة في أن الممارسين الفلسفيين ،مثل علماء النفس المرخصين ،يضعون أهدافا عالجية
لعمالئهم .يبدو من الطبيعي أن يقوم المرشد الفلسفي بذلك ثم يستخدم طريقة العالج النفسي
لتحقيق هذه الغاية .مرة أخرى ،بدون التدريب الذي يتلقاه العاملون في مجال الصحة
النفسية المرخص لهم في الدراسات العليا ومن خالل ندوات التعليم المستمر ،فإن المرشد
الفلسفي حسن النية يسبب لي آثا ار جانبية ضارة أو غير مرغوب فيها .لكن ربما يكون الحل
أوضح اآلن .على وجه التحديد ،فإن طريقة حل هذه المشكلة هي تجنب وضع أي أهداف
عالجية وتجنب استخدام أي طريقة نفسية .بدال من ذلك ،في طريقة التفكير هذه ،يجب
على المرشدة الفلسفية أن تستخدم فقط األدوات المعرفية التي تمتلكها ،وهي مهارات التحليل
المفاهيمي والتفكير النقدي .وبالتالي ،في حالة تقديم المشورة ،سيكون هدف الممارس الفلسفي
هو مساعدة العميل على التفكير بشكل أكثر وضوحا .بمعنى آخر ،ستكون الجلسة مع
المرشد الفلسفي مثل نوع المحادثة التي تجريها أستاذة الفلسفة كل يوم مع طالبهم.
على الرغم من أن هذا االقتراح قد يحظى ببعض االستحسان ،إال أن مشكلتين تظهران.
أوال ،بسبب االرتباط الوثيق بين المعتقدات واالنفعاالت ،فإن المحادثة مع ممارس فلسفي،
ستنتج في كثير من الحاالت تأثي ار عالجيا بشكل طبيعي .على سبيل المثال ،إذا أبلغت
إحدى العمالء أنها غير سعيدة للغاية ألنها زوجة سيئة (رأي صادر عن زوجها) ،فسوف
تشعر بطبيعة الحال بتحسن تجاه نفسها عندما تدرك أنها ليست زوجة سيئة .في الواقع ،قد
تستعيد حتى الشعور بمفهومها الذاتي المستقل .وبالتالي ،تجنب بوعي الهدف العالجي في
اإلرشاد الفلسفي يغفل فوائد التفكير الفلسفي السليم .وثانيا ،قد يؤدي التنصل من هدف
عالجي إلى إرباك العميل بعدة طرق .على سبيل المثال ،قد يبدو العميل غريبا للغاية إذا
اعترف المرشد الفلسفي بأن هدفه ليس إسعاد العميل ،بل فقط لتوضيح تفكيره .باإلضافة إلى
ذلك ،ال يتطلب األمر قد ار كبي ار من الخيال لنرى أن مثل هذا االعتراف قد يأتي بنتائج
عكسية ويترك العميل يتساءل عن جدوى طلب المساعدة من مرشد فلسفي .لماذا تذهب إلى
مرشد فلسفي إذا لم يكن المرشد موجودا للمساعدة في تعزيز سعادة حياة العميل؟
على الرغم من المشكالت التي يواجهها المرشدون الفلسفيون ،فإن الحركة نفسها ال تزال
دون عوائق .ويسعى عدد متزايد من الفالسفة للحصول على شهادات من جمعيات االعتماد
ويقيمون ممارسات في الواليات المتحدة وأماكن أخرى .على سبيل المثال ،يمكن اآلن العثور
على الجمعيات والممارسين في كندا وألمانيا وهولندا والنرويج وانجلت ار وايرلندا وفنلندا وايطاليا
واليونان وتايوان وأستراليا واسبانيا وجنوب إفريقيا والب ارزيل والبرتغال وكوريا .في حين إن
جميع البلدان لديها لوائح توجه المهنيين النموذجيين بشكل عام ،يواجه المرشدون الفلسفيون
في الواليات المتحدة جمودا كبي ار ال يواجهه الممارسون اآلخرون في البلدان األخرى .ثالثة
جديرة بالذكر.
أو ال :على عكس البلدان األخرى ،تمتلك صناعة الصحة النفسية في الواليات المتحدة
احتكا ار لمن يستطيع ومن ال يستطيع تقديم خدمات الصحة النفسية .لذلك ،ما لم يحصل
الفيلسوف على درجة علمية من برنامج معتمد للصحة النفسية ،يجب أن يظل المرشدون
الفلسفيون المعتمدون على الهامش ،إذا جاز التعبير ،في انتظار مساعدة العمالء الذين لم
يستجيبوا ألساليب العالج التقليدية.
ثانيا :أكبر خصم تواجهه حركة اإلرشاد الفلسفي هو من صناعة الصحة النفسية نفسها.
ا
حيث يشعر غالبية العاملين في مجال الصحة النفسية (وان لم يكن جميعهم) بقلق شديد
عندما يسمعون عن فيلسوف يقدم شيئا يشبه خدمات الصحة النفسية .رد فعلهم مشابه لملء
النساء للمهن التي كان يشغلها الذكور تقليديا .في بعض الحاالت ،يصبح الذكور معاديين
للمرأة عندما يشعرون أن العشب في خطر .بطريقة مماثلة ،يصبح علماء النفس معاديين
للفالسفة ألنهم يرون في ذلك تعديا غير مبرر على أراضيهم.
ثالثا :يواجه المرشدون الفلسفيون أيضا عامة الناس المتشككين أو الجهل لهؤالء المرشدين.
يشير أحد تفسيرات عدم الثقة إلى الموقف الرقابي من قبل صناعة الصحة النفسية تجاه أي
اح عديدة ،ليس المرشدون
نوع من العالجات النفسية البديلة خارج نطاق اختصاصهم .من نو ٍ
الفلسفيون أفضل من ممارسي المعالجة المثلية .الجهل بجهود المرشدين الفلسفيين قد يمكن
شرحها ببساطة من خالل اإلشارة إلى حقيقة أن الفرد العادي ،الذي لم يذهب إلى الكلية ،
ليس على دراية بما يجري في البيئات األكاديمية .تفسير آخر ،ويتفق بالتأكيد مع التفسير
األخير ،يتحول إلى حقيقة أن معظم الناس يخافون أو يخجلون من طلب أي نوع من
المساعدة عندما يتعلق األمر بقضايا الصحة النفسية .ستتم مناقشة هذه القضايا وغيرها في
لفصول هذا الكتاب.
من أجل تعزيز وتوضيح الموضوعات في اإلرشاد الفلسفي ،تم تجميع األوراق لمجموعة
متنوعة من المؤلفين الذين تعرف آرائهم في مجال اإلرشاد الفلسفي .وتجدر اإلشارة أيضا
إلى أن العديد من المؤلفين هم أيضا مرشدون في ممارستهم الفلسفية الخاصة لرؤية العمالء
على أساس منتظم .وبالتالي ،ال يمثل المؤلفون فقط الجهود األكاديمية العليا فيما يتعلق
باإلرشاد الفلسفي ،فقد تم اختبار العديد من وجهات نظر الباحثين في خنادق الممارسة
الفلسفية.
لتسهيل المناقشة ،تم تقسيم الفصول إلى ثالثة أقسام .الجزء األول مخصص لبعض
القضايا األساسية والمقدمة في اإلرشاد الفلسفي .يوضح الفصل األول الذي كتبه روجر
بادين أن اإلرشاد الفلسفي في فترة "ما قبل النموذج بحثا عن تعريف موحد .وتستكشف سارة
والر ،العالقة المألوفة بين المعتقدات واالنفعاالت ،وهي عالقة يفترض وجودها في معظم،
إن لم يكن كل ،األساليب المعرفية للعالج النفسي واالستشارات الفلسفية .ويتناول والر
المشكلة القديمة المتمثلة في الفصل بين االنفعال والعقل .بعد والر ،تلفت ليديا أمير انتباهنا
إلى موضوع مهم ومهمل ،أال وهو أن المرشدين الفلسفيين فشلوا في النظر في ثالثة
افتراضات أساسية تم طرحها في سياق اإلرشاد ،والتي تجادل بأنها مشكوك فيها للغاية
وتحتاج إلى دعم تجريبي .بعد ذلك ،يثير بن ميجوسكوفيتش Mijuskovicمسألة مهمة
حول ما إذا كانت نظرية الوعي تحدث أي فرق عندما يتعلق األمر بالعالج .يجادل
Mijuskovicبشكل مقنع بأنه يفعل ذلك ويوضح اآلثار المترتبة على ذلك بالنسبة لمقاربات
مختلفة للعالج في إدارتها للتحديات البشرية الرئيسية ،على وجه الخصوص ،التعامل مع
الوحدة .في الفصل األخير من الجزء األول ،يقدم جيمس تايلور وجهة النظر القائلة بأن
المرشدين الفلسفيين ال يحتاجون إلى القلق بشأن الشكوى من أن اإلرشاد الفلسفي ليس فلسفة
حقيقية .ويجادل بأن بعض األساليب المستخدمة في سياقات اإلرشاد الفلسفي هي نفسها
المستخدمة في الفلسفة األكاديمية.
وخصص الجزء الثاني لتقديم األساليب المختلفة التي طورها المرشدون الفلسفيون .مثل
هذه المناقشة مهمة لعدة أسباب .أوال ،مثل الصناعة النفسية ،من المهم توضيح أن
المرشدين الفلسفيين يمثلون مجموعة متنوعة من األساليب لإلرشاد الفلسفي .ال شك أن قائمة
المؤلفين لدينا تمثل عينة صغيرة من األساليب المختلفة التي طورتها واستخدمتها الفالسفة.
ومع ذلك ،فإننا نؤكد أنه على الرغم من أن اختيارنا للمؤلفين ضئيل بالنسبة لعدد المناهج
الفلسفية المختلفة لتقديم اإلرشاد ،فإن كل مؤلف يمثل نهجا فريدا ويساهم بشكل كبير في
األدبيات والطرائق المتزايدة المخصصة للممارسة الفلسفية .وهناك موضوع ثابت في الجزء
الثاني من هذا الكتاب وفي الجزأين اآلخرين هو السؤال عن كيفية ارتباط اإلرشاد الفلسفي
والنفسي ،أي أوجه التشابه واالختالف بينهما؛ وكيف يمثل كل نهج فهما بديهيا عمقا لما هو
مهم في حالة اإلرشاد .في الواقع ،ما يقدمه الجزء الثاني من هذا المجلد ليس مجرد بدائل
للطرائق النفسية التقليدية ؛ على العكس من ذلك ،فهي تمثل حركة قوية تهدف إلى تشجيع
المرشدين النفسيين على التفكير بعمق في أهمية اإلرشاد الفلسفي فيما يتعلق بأهدافهم
ومشاريعهم.
في بداية الجزء الثاني ،طور "ران الهف مفهوم "النظرة المحيطية للعالم" .وفقا الهاف ،
يمتلك كل شخص وجهة نظر للعالم ،وعلى هذا النحو ،فهي تمثل وجهة نظر الشخص في
الحياة (على الرغم من أنه ،كما يوضح الهاف ،ناد ار ما يتم التعبير عنها بالكلمات) .ومع
ذلك ،فإنه يفسر سبب تصرف الناس و (عادة) يتصرفون بالطريقة التي يتصرفون بها .ومع
ذلك ،تذكرنا بشخص راسل الغريزي ،يوضح الهف أيضا أنه نظ ار ألن وجهات النظر
العالمية لها "محيط" ،فإن وجهات النظر العالمية تقصر الفرد غالبا على نظرة ضيقة للحياة
مع عواقب مؤسفة وخيمة .بعد ذلك ،يجادل جون ميلز ،من بين أمور أخرى ،بأن اإلرشاد
الفلسفي يحتاج إلى تبني نموذج "فلسفي-نفسي" انتقائي فلسفيا ،والذي يتكون من أدوات
فلسفية ونفسية\ ،والتي تتضمن أيضا مناهج فلسفية بديلة .بعد ميلز ،إليوت يناقش كوهين
نظريته في العالج القائم على المنطق ( ، )3()LBTوهو شكل من أشكال اإلرشاد الفلسفي
المتجذر في نهج العالج النفسي المعروف باسم السلوك العقالني االنفعالي (.3)REBT
ويعتقد ( )LBTأن البشر يخلقون إلى حد كبير مشكالتهم االنفعالية والسلوكية من خالل
استنتاج االستنتاجات السلوكية واالنفعالية المدمرة والهزيمة الذاتية من مقدمات غير عقالنية.
بعد كوهين ،يناقش شلوميت شوستر ،وهو مرشد فلسفي ممارس متفرغ ،الحاجة إلى مقاربة
3
-Rational motive behavioral therapy
"غير إكلينيكية" لإلرشاد الفلسفي ،بمقارنتها مع العالج النفسي .باالعتماد على عمل مارتن
بوبر ،تطور ماريا دافين از تيلمانس بعد ذلك منظو ار استشاريا يؤكد على حاجة المرشد إلى
فهم منظور "أنا أنت" (على عكس وجهة نظر " - )"I-Itوجهة نظر تحاول ربط الفجوة
واستعادة الثقة بين أنا المرشد وأخرى للعميل .يختتم الجزء الثاني مع براين رويثر الذي يجمع
بين "انعكاسات المشاعر" لكارل روجر ومفهوم مارتن هايدجر عن "الحالة المزاجية" من أجل
توضيح الحياة االنفعالية للعميل .وتركز وظيفة المرشد ،إذا جاز التعبير ،على توضيح
الحالة المزاجية للعميل وعواطفه ومشاعره ضمن سياق "هنا واآلن" من أجل فهم كيفية عمله
في الحياة اليومية.
يتناول الجزء الثالث من هذا الكتاب القضايا التطبيقية في اإلرشاد الفلسفي ،أي القضايا
العملية التي تنشأ في سياق اإلرشاد الفلسفي .في حين إن هناك العديد من هذه القضايا التي
يمكن طرحها ،فإن هذا المجلد يناقش ثالثة :استخدام الفلسفة الرواقية في اإلرشاد الفلسفي
والنفسي .مسألة ما إذا كان على المرشدين الفلسفيين تشخيص المرشدين والى أي مدى؛ وما
إذا كان يجب ترخيص المرشدين الفلسفيين .تم اختيار هذه القضايا العملية ألنها ،تماشيا مع
موضوع هذا المجلد ،تطرح أسئلة إرشادية حول العالقة بين الفلسفة واإلرشاد والعالج
النفسي .في الفصل األول من الجزء الثالث ،استند ويليام فيرايولو إلى الفلسفة الرواقية
القديمة ،وخاصة فلسفة إبيكتيتوس ،في محاولة إلظهار كيف يمكن استخدامها لعالج القلق
بنجاح في اإلرشاد الفلسفي .بالتوسع في مناقشة Ferraioloللرواقية ،يوضح عالم النفس
بيل كناوس بعد ذلك كيف يستخدم العالج النفسي أللبرت إليس لـ REBTرؤى Epictetus
في عالج القلق والمماطلة والمشاكل المعرفية والسلوكية واالنفعالية ذات الصلة .بعد ذلك،
يقدم بيتررابي Peter Raabeدراسة حالة لمحاولة إظهار أن التعاسة ليست اضط اربا دماغيا
يمكن تشخيصه ،ويمكن عالجه باألدوية ،بل هي حالة ذهنية مقترحة يمكن معالجتها بشكل
أفضل من خالل اإلرشاد الفلسفي .بعد رابي ،يفحص صموئيل زينيش االبن موقف رابي
ضد تشخيص المرض العقلي في االستشارة الفلسفي ،ويطرح السؤال عما إذا كان
التشخيص يجب أن يكون جزءا من ممارسة فلسفية .باستخدام فكرة "األمراض النفسية
المعروفة ثقافيا ،يجادل بأن شكال محدودا من التشخيص مسموح به كما هو مطلوب.
استجابة لمسألة التشخيص هذه في اإلرشاد الفلسفي ،يطبق إليوت كوهين منهجه القائم على
المنطق (4 )LBTفي محاولة إلظهار أن التفكير المثالي يمكن أن يكون من أعراض
تصنيفات اضطراب القلق العام واالكتئاب الشديد في الدليل التشخيصي واإلحصائي
لالضطرابات النفسية .أخي ار ،يحاول مايكل ديفيس اإلجابة عن السؤال حول ما إذا كان
الترخيص ضروريا حتى يتم اعتبار اإلرشاد الفلسفي مهنة .ويستكشف ديفيس أيضا ما يعتبره
مزايا (وعيوب) الترخيص والتسجيل واصدار الشهادات للمرشدين الفلسفيين.
في التقسيم الثالثي األجزاء لهذا الكتاب ،يحاول المحررون لفصول هذا الكتاب على
بعض األسئلة المفاهيمية واإلجرائية والعملية األكثر إلحاحا واألهمية التي أثارتها الحركة
المتنامية لإلرشاد الفلسفي .بينما تضمنت وجهات النظر ال تكاد تكون شاملة لجميع القضايا
التي أثارتها هذه الحركة ،فهي تهدف إلى تحفيز الفكر المستقبلي بين المرشدين الفلسفيين
والفالسفة وممارسي الصحة النفسية والطالب في تخصصاتهم الخاصة .يعتقد المحررون
اعتقادا راسخا أنه فقط من خالل مثل هذا النهج متعدد التخصصات ،وهو النهج الذي
يشارك فيه الفالسفة باإلضافة إلى علماء النفس وغيرهم من علماء وممارسو الصحة النفسية
أفكارهم ،فإن هذه التخصصات ستوسع آفاقهم بشكل متآزر .ونأمل بكل احترام أن يوفر هذا
الكتاب مثل هذا المنتدى المفيد لتحفيز المزيد من النقاش لألجيال القادمة في الحاضر
والمستقبل.
4
- Logic-Based therapy
فهرس الكتاب
احملتويات
إهداء
شكر وتقدير
مقدمة الكتاب
تقديم الكتاب
الفصل الثاني عشر استخالص الحياة النفعالية :نهج فلسفي انتقائي للعالج
النفسي
الفصل الثالث عشر :اإلرشاد الفلسفي والصحة النفسية
قائمة المراجع